القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 

سكريبت مكر الرجال كامل بقلم حور حمدان 





سكريبت مكر الرجال كامل بقلم حور حمدان 


ليه الراجل لما تكون معاه ست فرشاله الأرض ورد… يسيبها أو يخونها؟ ولما تبدأ تشوف نفسها وحياتها، يرجع ندمان الكتكوت! ولما تتعامل معاه ببرود، يقعد يعيط زي الأطفال…

دا كان الكلام اللي بيدور في بالي وأنا بحرق دمه وبردّ عليه بكل برود. ما هو ما يسبنيش ويتجوز ويطلق ويرجع يكلمني… ليه يعني؟!

أنا الاستبن؟! ولما الكتكوت يرجع ويلقيني لقيت حاجة تانية، ياكوتي… يبدأ يحاول يستعطفني. أصل أنا الهبلة اللي كان بيصعب عليّا في الأول.


بعد تفكير طويل، وأنا قاعدة في البلكونة بشرب قهوتي المفضلة، لقيت فوني بيرن بنغمة أنا عارفاها كويس… نغمة الشات بتاع ريان.


فتحت الفون بهدوء وبرود كعادتي معاه من وقت ما رجع يكلمني، لقيته كاتبلي:

ممكن أفهم إنتِ ليه مبقتيش زي الأول؟

الأول كنتِ بتهتمي أكتر، بتجيبي هدايا وحاجات كتير… ليه دلوقتي بقيتي كدا؟


ضحكت بهستيريا وكتبتله بكل برود أعصاب:

عادي!!


مكنتش أعرف إن المسدج هتعصّبه كدا لدرجة إنه يكتبلي:

عادي؟! هو دا ردك؟! بطّلي برود وتكبر بقى! يعني إيه خلصتي كلية الطب واشتغلتي في مستشفى كبيرة؟ عملتي اللي ميتعملش يعني؟!


كملت ضحك وأنا بكتبله باستفزاز أكتر:

آه… عملت اللي ميتعملش. أعملك إيه معايا؟!


بعد دقيقة لقيته—ياعيني—باعتلي مسدج بيترجاني فيها:

طيب حقك عليّا والله… أنا ندمت إني سبتِك عشان واحدة تانية. آسف، مش هتتكرر تاني… بس متبقيش كدا!


ندم… غصب عني دموعي نزلت.

فاكرة يوم كتب كتابنا… يومها سابني عشان يروح يكتب كتابه على صحبتي الانتيم. في نفس اليوم اللي إحنا حددناه. الله لا يسامحه.


قلبي وجعني وأنا بفتكر… فقوّمت نضفت دماغي من كل دا، وقفلت الشات… وعملتله بلوك، ودخلت نمت على طول.


تاني يوم… صحيت على صوت باب الشقة وهو بيخبط.

لبست الإسدال وخرجت أشوف مين اللي بيخبط. فتحت الباب… بس ملقتش حد.

ملقتش حد خالص.

هدوء… هدوء تام.


بصّيت يمين وشمال… مفيش.

بس لاحظت جواب صغير مرمي على الأرض.

وطّيت أخده… لقيته مكتوب فيه:

أسف…

فضلت واقفة عند الباب وببص على الجواب اللي مكتوب فيه "أسف"... ضحكت ضحكة قصيرة وسخيفة، ورميته على الترابيزة.

أنا خلاص مبقتش البنت اللي بيكسرها كلمتين وخلاص.


بدّلت هدومي ونزلت على الشغل، يوم عادي… لحد ما لقيت زميلتي ملك بتقولي:

في مريض جديد جاي النهارده… أهله بيقولوا إنه كان في حالة نفسية وحشة الفترة اللي فاتت.


مهتمتش… دخلت أوضة الكشف وفتحت الملف.

اسم المريض: ريان سامي.


قلبي سكت ثانية… بس وشي ثابت.

ابتسمت ابتسامة صغيرة… فريسة جاية برجليها.


دخل بعد خمس دقايق… شافني، وكان شكله مصدوم:

إنتِ… إنتِ هنا؟


قلت ببرود:

أه. شغلي. اتفضل اقعد.


قعد قدامي زي طفل اتقفش.

مبقاش عارف يبصلي حتى.


ابتديت أسأله أسئلة رسمية جدًا، من غير ما أبص في عينيه:

بتنام كويس؟

بتاكل؟

في نوبات قلق؟


هو كان بيجاوب وهو بيرتعش…

ولما خلصت، قلتله:

تمام… هكتبلك علاج مؤقت لحد الجلسة الجاية.


رفع عينه عليّ وقال:

إنتِ بتعملي فيا كدا ليه…؟


بصيت له لأول مرة… ومبتسمتش حتى:

أنا؟ بعمل إيه؟ أنا بشتغل بس….


خرج من الأوضة وهو دايب خجل وندم.

وأول ما مشي… فتحت الموبايل وبعتت لملك:

عايزة كل شغلي يبقى معاه الفترة دي. كل الجلسات بتاعته عليه أنا بس.


تاني جلسة… دخل عليّ ووشه هزيل.

قلت له رسمي:

مالك؟ شكلك مش بتاخد العلاج.


قال بصوت مكسور:

وحش… كل يوم وحش. كل يوم فاكر كل حاجة عملتها فيك.


قلتله:

مشكلتك إنك فاكر إني محتاجة تسمع دا.


في آخر الجلسة، سألني:

هو… في فرصة؟ يعني نرجع؟


قلتله بمنتهى الهدوء:

لا.


وقفت، وسجلت في ملفه قدّامه:

"المريض عنده خلل إدراكي مؤقت بسبب صدمات عاطفية من قرارات اتخذها بنفسه."


قرأ الكلمتين، وعيونه دمعت.

وأنا ولا اتأثرت.


ارتفع رده فعلي لما لقيته بعدها بيومين واقف مستنيني تحت المستشفى.

قالي:

لو سمحتي اسمعيني… أنا بانهار.


قلتله:

ريان… انت محتاج علاج… مش محتاجني.


قال:

أنا محتاجك إنتِ بالذات.


ضحكت:

لأ… انت محتاج تتعلم الألم اللي عملته. مش أكتر.


واخدت عربيتي ومشيت.

لكن الانتقام الحقيقي لسه… أنا كنت سايباه يفكر إني مبسوطه وبس.

لكن الحقيقة؟

كنت مرتباله مفاجأة تقطع آخر أمل في دماغه.


في المستشفى… عندنا يوم مخصوص بنسلم فيه شهادات تقدير للناس اللي بتعمل إنجازات مهنية.

اسمي كان من ضمن الناس اللي هيتكرموا اليوم دا.


وأنا واقفة على المسرح، لقيته داخل القاعة…

اتصدم لما شافني لابسة رسمي، ماسكة الشهادة، والناس كلها بتسقفلي.


وكان الوقف جنبه…

خطيبي الجديد — الدكتور ياسين، اللي اتعرفت عليه بسبب الشغل، واللي وقف جنبي وقت ما ريان كان بيكسرني.


ريان قرب… وشه وقع.

كنت شايفاه بينهار بجد.


ياسين مسك إيدي قدّامه وقال بصوت واضح:

فخور بيكي يا دكتورة… اللي مفيش زيها.


ريان اتسمر مكانه…

ولأول مرة… شفت الهزيمة في عينه بوضوح.


عديت من جنبه وأنا ماسكة إيد ياسين… ووقفت عند ودنه وقلت بصوت واطي:

انت خسرتني… مش علشان حد… علشان نفسك.


وماشية… سمعته بينهار ويعيط بصوت مكبوت.


ساعتها عرفت…

إن انتقامي تم.

من غير ما أغلط، ولا أذل نفسي، ولا أعمل أي حاجة تقلل مني.


خلصته بنفسه.

وأنا طلعت فوق.


#تمتت

#حكاوي_كاتبة 

#مكر_الرجال

#حور_حمدان


تعليقات

التنقل السريع
    close