سكريبت ملكة الجان كامله بقلم حور حمدان
سكريبت ملكة الجان كامله بقلم حور حمدان
يادوب كنت لسا بفتح باب شقتي وبادخل، لقيت مسدج واصلني.
بصيت على الفون باستغراب، لأني أنا أساسًا محدش بيكلمني نهائي، مفيش حد يعرفني غير في الشغل.
لكن الصدمة لما لقيت اللي باعت.. المدير.
وكمان باعتلي رسالتين!
دخلت عالشات بسرعة، لقيته باعتلي صورة ليا.. صورة وانا باكل حاجة شبه الحشرة!
وكاتبلي:
“أنا كنت براجع الكاميرات يا بت، وشفتك وانتي بتاكلي الحشرة دي.. يا مقرفة!”
اتوترت للحظة.. إزاي؟!
إزاي في صورة بالشكل دا؟
كتبتله وانا مرتبكة:
“بت؟! حشرة إيه؟! لا طبعًا.. أكيد في غلط! حشرة إيه اللي آكلها؟!”
رد بثواني، كأنه كان مستنيني:
“آه بت.. أمال هقول لسيادتك إيه؟ وبعدين أنا مش مستريحلك من الأول.. إنتي مش مظبوطة. بتظهري فجأة وتختفي فجأة! اعتبري نفسك مطرودة.”
وقفت مكاني متجمدة..
مطرودة؟ كدا ببساطة؟!
إزاي كدا؟!
اتعصبت، وبإيدي المرتعشة كتبتله:
“إنت قد الكلام دا..؟”
رد عليا ببرود قاتل:
“أهه.. هخاف من حتة حيوانة زيك؟”
ساعتها حسيت بجسمي كله بيغلي..
الكلمات دي مش مجرد إهانة.. دي كانت المفتاح. المفتاح اللي كسر الحاجز اللي بحاول أحافظ عليه من يوم ما دخلت عالمكم.
هو لسه مش فاهم..
مش فاهم إن وجودي هنا مش صدفة.
أنا مش مجرد موظفة في شركته التافهة..
أنا حور.. ملكة أرض “ديمورا” من ممالك الجان.
ولبست روح واحدة من البشر عشان أقدر أتجسد وأهرب من اللعنة اللي بتطاردني في عالمي.
لكن دلوقتي؟.. هو اللي بدأ.
الموبايل رجّ في إيدي.. رسالة تانية وصلت:
“أنا لسة عندي الفيديو.. وهفرّجه لكل الناس. هنشوف ساعتها هتعملي إيه يا مجنونة.”
ابتسمت ابتسامة خفيفة.. بس مش ابتسامة إنسانة.
الجو في الشقة اتغير فجأة.. ريحة دخان خفيف ملأت المكان، وكأن في حاجة بتتصاعد من الأرض نفسها.
همست وأنا ببص في الشاشة:
“لما تلعب مع الجان.. لازم تدفع التمن.”
المدير كان قاعد في مكتبه، بيكتب على الكيبورد وهو بيضحك بسخرية..
بس الضحك اختفى فجأة أول ما النور واطي في أوضته، والشاشة بتاعت الكمبيوتر بتاعه بدأت ترعش كأنها هتتحرق.
فتح الكاميرات زي ما بيتابع دايمًا..
لكن المرة دي، شاف حاجة مستحيل يصدقها:
الكاميرا اللي قصاد مكتبه.. كانت بتعرض صورة أوضته نفسها، بس في شخص واقف وراه.
شخص بملامح مش واضحة.. شعر طويل وعيون بتلمع أحمر.
اتجمد مكانه، وبص وراه بسرعة..
مفيش حد.
رجع بص على الشاشة.. لسه الشخص واقف.
والأغرب إن الصورة بدأت تقرّب لوحدها كأنها بتتسلط عليه.
حاول يقفل الكمبيوتر وهو بيشتم:
“إيه القرف دا..؟!”
لكن الماوس مش شغال.. الكيبورد اتجمد.
وظهرت على الشاشة كلمة واحدة بخط كبير..
"لعبت مع ملكة الجان".
إيده بقت بتعرق، قلبه بيخبط في صدره.
مسك الموبايل بسرعة عشان يبعت رسالة لأي حد.. لكن لقى شات الواتس مفتوح من نفسه.
رسالة جديدة واصلة له:
“إنت فاكرني موظفة عندك؟ لأ.. أنا ملكة.
وإنت.. قربان.”
وقع الموبايل من إيده، وابتدى يسمع أصوات غريبة جاية من كل زاوية في المكتب.
همسات.. ضحكات متقطعة.. خطوات ماشية حوالين الكرسي.
الأنوار واطت أكتر.. لحد ما المكتب بقى شبه ضلمة.
المراية الصغيرة اللي معلقة في الركن انعكست فجأة.. وبدل صورته، شاف وش حور.
لكن مش وشها العادي.. كان نصه بشري، ونصه التاني مشوه بملامح جان.
صرخ بأعلى صوته:
“إبعدي عني!!!”
لكن انعكاسها ما اتحركش.. بالعكس، ابتسم ابتسامة واسعة لدرجة إن سنانها بانت كأنها أنياب.
والمراية بدأت تتشقق.. كل شرخ بيولّد صوت صرخة.
المدير وقع على الأرض مرعوش، بيزحف عشان يهرب..
لكن المكتب اتقفل لوحده بالمفتاح من جوه.
وصوتها جه من كل حتة حوالينه.. مش من موبايل، ولا من الكمبيوتر.. من الهوا نفسه:
“قلتلك.. لما تلعب مع الجان.. لازم تدفع التمن.”
المدير كان مرعوش، واقف في نص مكتبه وهو مش قادر يتحرك. كل مرة يحاول يقرب من الباب يلاقيه بيتقفل أقوى، كأن في إيد خفية ماسكة المقبض.
الموبايل وقع منه، لكنه فجأة اشتغل من نفسه..
الشاشة نورت، وطلع منها صوت أنثوي عميق، مش بشري:
“دمك هو الثمن.”
اتجمدت ملامحه، مسك قلبه وهو بيدق بسرعة، العرق مغرق وشه. حاول يكسر الموبايل برجله، لكن الموبايل ما اتكسرش.. بالعكس، اتشق نصين وخرج منه دخان أسود بيزحف على الأرض.
الدخان لف حوالين رجليه، وهو بيصرخ:
“إبعدي عني!! أنا ماعملتش حاجة!”
ضحكة عالية ملأت المكتب، ضحكة مش ضحكة بشر.
والكرسي اللي وراه اتحرك لوحده ولف ناحية الكاميرا. على الشاشة ظهر وش حور.. بس المرة دي بشكلها الحقيقي.
عيونها مش عيون إنسانة، حمرا مشتعلة، جواها دوامة من الظلام.
وجلدها كان بيتحول، نصه بشري ونصه تاني زي قشور داكنة.
قالت له:
“أنا مش موظفة عندك.. أنا مش واحدة من عالمك أصلا.
أنا حور.. ملكة أرض ديمورا، أرض من أراضي الجان.
أنا لبست روح البنت دي عشان أتجسد وسطكم..
بس إنت، بغبائك، صحيت اللعنة اللي كنت مخبيّاها.”
المدير وقع على ركبته، إيده بترتعش:
“أنا آسف.. أنا ماكنتش قصدي.. أقسم بالله ما كنت فاهم..”
ابتسمت ابتسامة باردة:
“اللي بيمس سر الجان.. مفيش توبة تنفعه.”
فجأة المكتب كله اتقفل بالظلام.. الشبابيك اتكسرت، والهوى دخل زي عاصفة.
الملفات طارت في الهوا، الأوراق بتلف حواليه كأنها سكاكين صغيرة بتجرحه.
هو حاول يستخبى تحت المكتب، لكن الأرض نفسها اتفتحت تحته.
شقوق سودا بدأت تظهر وتتمدد زي شبكة عناكب.
من الشقوق دي، خرجت إيدين طويلة سودة، إيدين مش بشرية.. مسكت رجليه وسحبته لتحت.
صرخ صرخة أخيرة، لكن صوته اتقطع فجأة لما الأرض بلعته بالكامل.
والأوضة رجعت طبيعية.. ولا كأن حاجة حصلت.
في اللحظة دي، كنت أنا واقفة قدام مرايتي في شقتي.
انعكاسي ما بقاش انعكاس إنسانة.. كنت أنا، حور الملكة، بتاج أسود فوق راسي ووشي محاط بضباب.
همست لنفسي:
“انتهى أول قربان.. ولسه اللي جاي أكبر.”
رجعت عيوني لطبيعتها البشرية، وشكلي بقى طبيعي تاني.
مسكت تليفوني بهدوء.. ولا كأن حاجة حصلت.
الموضوع بالنسبالي خلص.
بس اللي محدش يعرفه.. إن دي كانت البداية.
لأن كل إنسان لمس حياتي.. هيبقى جزء من لعنتي.
بتمنى من كل قلبي لو عجبكم الاسكربت تقولولي في الكومنتات رأيكم بيفرقلي جدًا بجد، واهو سمعت كلامكم في الاسكربتات الكاملة
#تمت
#ملكة_الجان
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق