القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الم بدون صوت الفصل السابع والثلاثون 37الاخير بقلم خديجه احمد حصريه وكامله

 رواية الم بدون صوت  الفصل السابع والثلاثون 37الاخير بقلم خديجه احمد حصريه وكامله





رواية الم بدون صوت  الفصل السابع والثلاثون 37الاخير بقلم خديجه احمد حصريه وكامله



#الم_بدون_صوت 


البارت السابعه وتلاتين والأخير


نور


نمت جنب بابا،

مش عشان التعب....عشان الخوف.

الخوف اللي بيخلّي الواحد يرجع طفل

يدوّر على الأمان في حضن واحد بس.


كنت ماسكة فيه كأني لو سيبته

هتضيع حاجة مني،كأني بخاف أنام

وأصحى على فراغ جديد.


لما فتحت عيني

لقيت الهدوء مالي المكان،نوم تقيل،

نوم ناس تعبت من الوجع

ولقيت استراحة صغيرة.


بصيت عليهم واحد واحد،وقلبي بيضحك نص ضحكة،

ضحكة ناقصة…لأن في كراسي فاضية

ملهاش بديل.


ماما…

ومازن…

مش غيابهم بس اللي وجعني،

لكن الإحساس إن في حاجات مش هترجع زي الأول.


كبرت،

وفهمت إن الموت مش بياخد الناس وبس .....بياخد جزء من الروح،

جزء يفضل ينزف بهدوء من غير صوت.


تعيش،

وتكمل،

وتضحك قدام الناس،

بس جواك فراغ

ولا حضن

ولا وقت

بيعرف يملاه.


وبصوت هادي،

قريب من الهمس،

حاولت أصحي بابا.

هزّيته برفق،

كأني بخاف أوجعه حتى وهو نايم،

وقولت بصوت واطي مليان حنية:

__بابا… يلا اصحى يا حبيبي.


مفيش رد.

استنيت ثواني،

الثواني كانت تقيلة…

تقيلة أوي.


هزّيته تاني، أقوى شوية،

لكن السكون كان أسبق مني.

قلبي اتقبض،

قبضة صغيرة كده في الأول،

مسكت إيده بين كفوفي

بدور على الدفا…

على أي إحساس يطمني.


لكن…

إيده كانت باردة.

برودة غريبة،

مش برودة نوم.


عيني اتملت دموع،

وصوتي خانّي وأنا بقول:

__بابا؟


ولا رد.

الهدوء كان خانق،

كأنه بيضغط على صدري.


حازم صحي على صوتي،

بيقرب وهو لسه نص نايم،

وقال بقلق:

– في إيه؟ مالِك؟


ردّيت وأنا ماسكة إيد بابا،

وصوتي بيرتعش:

– ب… بابا مش بيتحرك،

وإيده ساقعة.


قرب بسرعة،

حط راسه على صدره،

لحظة صمت…

لحظة عمرها ما هتتنسي.


وشه اتغيّر،

وعينه لمعت بالدموع.

نزّل راسه وقال بصوت مكسور:

– بابا… مات.


الدنيا وقفت.

صوت شهقاتي كسر السكون،

والكل بدأ يصحى

على وجعنا.


أدهم ويامن

مكانوش فاهمين حاجة،

بس من قعدتنا حوالين بابا،

ومن وشوشنا،

عرفوا كل حاجة من غير كلام.


مازن قام مفزوع،

بيبصلنا بعدم تصديق،

وقال وهو يهز راسه:

– لا… متقولوش كده.


حازم ما اتكلمش،

بس هز راسه ببطء،

تأكيد تقيل أكتر من أي كلمة.


مازن قرب،

حضن بابا بقوة،

وصوته علي وهو بيصرخ:

– لا… لا… هو مماتش،

مستحيل.


أدهم كان قاعد على الكرسي،

عيونه مفتوحة،

بس فاضية.

ولا دموع،

ولا صوت،

ولا حركة.


صدمته كانت أكبر

من إنه يعيّط…

أكبر من الكلام.


الوقت بعد الكلمة دي

بقى تقيل…

تقيل أوي كأنه رصاص.


حازم كان واقف مكانه،

راسه واطية، وكأنه شايل ذنب مش بتاعه،

عينه مليانة دموع

بس رافض تنزل، كأنه لو عيّط

هيعترف إن الحقيقة بقت مؤكدة.


يامن قرب خرج من حضن بابا 

وبصله  وبعدين قال لينا،

صوته طلع واطي ومكسور:

– هو… هو نايم؟

السؤال وجّع أكتر من أي إجابة.


أدهم فضل ساكت،

الصمت عنده كان صراخ،

وشه شاحب،

وعقله واقف عند لحظة

مش قادر يعدّيها.

كان باين عليه إن الدنيا

سحبته فجأة

من غير ما تديه فرصة يفهم.


مازن كان أكترهم وجعًا،

مش بس عشان الفقد،

لكن عشان الرفض.

رافض يسلّم،

رافض يسيب،

رافض يصدّق إن في وداع

من غير كلمة أخيرة.


حضنه لبابا كان حضن طفل،

مش راجل،

حضن حد حاسس

إن السند وقع فجأة

وسابه واقف لوحده.


أما أنا…

كنت قاعدة،

بس مش حاسة بالأرض تحتي.

قلبي كان بيصرخ

بس صوتي مش طالع،

كأني اتفرجت على نفسي

وهي بتتكسر

من غير ما أقدر ألمّها.


البيت كله اتغيّر،

الحيطان بقت أوسع،

والهوا تقيل،

وكل ركن فيه ذكرى

لسه دافية…

بس صاحبها مش موجود.


عرفنا في اللحظة دي

إن في وجع

مش بيتشاف،

وجع بيعيش جوانا

ويكبر مع الوقت،

وجع ملوش صوت

بس ملوش نهاية.


___________________


بعد مرور عام…

أنا اللي هحكي آخر حتّة ♥️


كانت الفرحة مش سايعاهم،

مش فرحة صاخبة،

لكن فرحة ناضجة،

طالعة من قلب اتوجع

واستحمل…

وبعدين اختار يكمل.


نور ويوسف قاعدين في الكوشة،

قريبين من بعض كأن العالم

اتقفل عليهم بس.

عينيهم متعلقة ببعض،

نظرة مليانة أمان

وطمأنينة

كانت غايبة من زمان.


يوسف قرّب منها،

صوته واطي،

كأنه بيخاف يكسّر اللحظة،

وهمس:

– يمكن اتجوزنا بسرعة،

وملحقتش أعملك فرح يليق بيكي…

بس حابب تعرفي

إنك أحلى حاجة دخلت حياتي،

والأقرب،

والأصدق.


نور بصّت له،

بعينين شافوا وجع كتير

بس لسه بيعرفوا يحبوا،

ابتسامة هادية

وفيها امتنان حقيقي،

وقالت:

– شكراً…

عشان اخترت تبقى معايا،

وعشان بقيت الأمان

اللي كنت محتاجاه.


وفي اللحظة دي،

عرفت إن الوجع

مش دايمًا نهايته كسر،

أحيانًا

نهايته حضن،

وشخص يقولك من غير وعود كبيرة:

__أنا هنا.


قرب منهم سارة وفريد.


فريد قال وهو بيضحك:

– إيه يا عرسان؟ بتتوشوشوا في إيه كده؟


سارة نغزته في جنبه وهي بتضحك:

– متحشرش نفسك في اللي ملكش فيه.


نور ويوسف ضحكوا جامد على جنانهم.

نور مسكت إيد سارة بحب وقالت:

– ربنا يتمملكوا على خير،

وتسبقونا بقى.


سارة ضحكت وقالت بخفة:

– آمين… وادعيلي،

أصلي شكلي هتعب كتير معاه.


فريد قرّب منها،

ميل عليها وهو رافع حواجبه وقال بمكر:

– بتقولي حاجة يا روحي؟


سارة ضحكت بتوتر،

وبصّتله بسرعة وقالت:

– لا يا حياتي… ولا حاجة.


وضِحكهم علي،

ضحك بسيط،

بس مليان حياة

وكأن الوجع بقى ذكرى

مش نهاية.


وبعدين قرب منهم أدهم،

وقف لحظة يبصلهم،

وفي عينه حاجة بين الفرح والحنين.

ابتسم ابتسامة هادية وقال:

– مبروك يا نور…


نور قامت حضنته،

حضن طويل،

فيه شكر من غير كلام،

وفيه وجع قديم اتحط على جنب شوية.


قربت هدى بعدها،

دموعها كانت أقرب للفرح،

مسكت وش نور بين إيديها وقالت:

– أخيرًا شُفتك مبسوطة كده…

ربنا يديمها عليكي.


نور هزّت راسها وابتسامتها بتلمع،

وكأنها بتقول استحملت عشان اللحظة دي.


مازن وسهيلة قربوا سوا.

مازن كان هادي على غير عادته،

بص لنور بنظرة أخ كبير

شايل قلبه في عينه،

وقال بصوت واطي:

– بابا كان هيبقى فخور بيكي.


الجملة نزلت تقيلة…

بس دافية.


سهيلة مسكت إيد نور،

ضغطت عليها بحنية،

وقالت:

– إنتي قوية…

أكتر ما إنتي فاكرة.


قرب حازم.


وقف قدام نور شوية،

مش عارف يبدأ إزاي،

كأنه شايل كلام كتير

بس اختار أبسطه.


ابتسم ابتسامة صغيرة،

وقال بصوت واطي فيه حنية أخ:

– فخور بيكي…

قوية، وصابرة،

وما سيبتيش الدنيا تكسرِك.


نور عينيها لمعت،

حضنته على طول،

حضن فيه كل اللي ما اتقالش،

وفيه وجع قديم اتحوّل طبطبة.


حازم شدّ على الحضن شوية،

وقال بهمس:

– بابا مطمّن عليكي وماما كمان.


نور ابتسمت وسط دموعها،

ومسحت عينيها بسرعة،

كأنها أخيرًا

سمحت لنفسها ترتاح.


نور بصّت حواليها،

الوشوش اللي حوالين الكوشة،

الضحك،

اللمّة،

والفرح اللي طالع بهدوء.


وفي اللحظة دي،

حست إن اللي راحوا

لسه موجودين…

في الضحكة،

وفي الحضن،

وفي القلب

اللي لسه بيعرف يحب

بعد كل اللي فات.


أدهم وهدى راحوا يقعدوا شوية بعيد عن الزحمة.

كان في هدوء صغير حواليهم،

راحة مؤقتة وسط اللمة.


أدهم مدّ إيده وحطها على بطنها

اللي كانت منفوخة سنة صغيرة،

وبص بابتسامة مليانة لهفة وقال:

– إيه؟ البيبي مش ناوي ييجي بقى ولا إيه؟


هدى ضحكت بخفة،

ضحكة فيها حب وصبر،

وشالت إيده بلُطف وقالت:

– حرام عليك…

ده أنا لسه في الشهر السادس.


أدهم ابتسم،

وساب إيده مكانها كأنه بيطمن،

وقال بهدوء:

– مستنيك على مهلي…

بس تيجي بالدنيا دي تنوّرها.


هدى بصّت له،

وحست إن الانتظار نفسه

بقى أجمل

عشان مش لوحدها

بقى مع بنتها مريم وجوزها أدهم! ..


أما يامن فكان واقف جنب سهيلة،

اللي بقت خطيبته خلاص.

بص لها بابتسامة مشاغبة وقال:

– إمتى بقى دورنا ييجي؟


سهيلة ضربته على إيده وهي بتضحك:

– مستعجل على إيه؟

لسه هنجيب الشقة،

ونفرشها،

وندهّنها، و—


وقبل ما تكمل،

قاطعها وهو رافع إيده باستسلام:

– ششش… إيه كل ده؟

أنا غلطان يا سِتّي،

مش عايز أتجوز.


سهيلة بصّت له بحدة مصطنعة:

– بقى كده؟


ابتسم لها بحب صافي،

وقال بهدوء صادق:

– أنا لو أطوّل أتجوزك بكرة،

هعمل كده.


سهيلة ضحكت بخفة،

وخدودها اتلوّنت،

وحست إن الكلام البسيط

أحيانًا

بيبقى أوفى من ألف وعد.


أما حازم فكان

السينجل الوحيد بينهم.

واقف لوحده شوية،

بس عنيه كانت بتدور على مريم

اللي بقى عندها سبع سنين.


قرب منها بابتسامة حنية وقال:

– مريوم… حبيبة عمو.


وهو بيقرب،

خبط بالغلط في بنت كانت ماشية بسرعة.


البنت لفّت له بعصبية وقالت:

– إنت يا جدع مش تفتح؟


بصلها من فوق لتحت،

ورد بسخرية خفيفة:

– أفتح؟

ما إنتي اللي ماشية ومش واخدة بالك من اللي حواليكي.


البنت زمت شفايفها،

وبصّت له بغيظ،

وكأنها مستنية رد أقوى،

بس حازم سبقها

وابتسم ابتسامة جانبية وقال:

– معلش…

واضح إننا الاتنين محتاجين نهدى شوية.


مريم كانت واقفة بتتفرج،

ضحكت ضحكة صغيرة،

وقالت ببراءة:

– عمو حازم…

هي زعلانة منك.


حازم ضحك،

نزل لمستواها وقال:

– خلاص بقى،

عمو يرضيها.


وفي اللحظة دي،

البنت ابتسمت غصب عنها،

وكأن العصبية راحت

وسابت مكانها حاجة تانية

لسه مش مفهومة…

بس بداية.


بعد شوية، قرب من البنت اللي خبطته بخطوات هادية ومد إيده:

— أنا حازم المصري.


نظرت له شوية ومَدّت إيديها بحذر:

— أنا ندى.


ابتسم لها ابتسامة دافئة وقال:

— شايفك من بعيد… ضحكتك حلوة أوي. أمال ليه اتعصبتي كده؟


لعبت في إيده بتوتر وحنيّة وقالت:

— أنا آسفة… كنت متضايقة شويه.


رد عليها بصوت هادي وحنون:

— تحبي تحكيلي؟


تنهدت وقالت بصوت مهزوز:

— كل قرايبي هنا بيقولي هتتجوزي إمتى… ابن خالتك اتجوز وانتي لأ.


صدمه قليلاً وقال:

— انتي بنت عمه يوسف؟


هزت راسها بخجل، وعينها لمحت ابتسامته الصغيرة:

— أيوه.


ابتسم حازم وقال بصدق:

— أنا أخو نور العروسة.


ابتسمت ابتسامة صافية واتلألأت عيونها:

— ع كده إحنا قرايب… صدفة حلوة.


نظر لها بحنية وقال بهدوء:

— أوي…

ثم اقترب شوية وقال بصوت أخف:

— بس تعرفي… مش معنى إنك متجوزتيش دلوقتي إنك مش هتجوزي… بالعكس، يمكن نصيبك يكون أقرب من ما تتخيلي.


وفي النهاية…


نور وقفت شوية، بصت حوالين كل اللي كانوا حواليها،

وشافت وجوههم مبتسمة، مليانة حياة، رغم كل الوجع اللي عدّ.


رفعت صوتها بهدوء، عايزة الكل يسمعها:

– حبيت أقول لكم حاجة…


الكل بص لها، وعيونهم متعلقة بكلامها.


– يمكن الوجع يبقى كبير وتقيل…

– يمكن الأيام الصعبة تخنقك وتحس إن مفيش مخرج…

– بس الحقيقة… محدش بيختار حياته.


توقفت شوية، ومسكت إيد يوسف، وبصت له بحب:

– كل اللي عايزه أقوله… مهما الحياة كانت فيها وجع،

أكيد في يوم من الأيام، الأمان هييجي تاني…

وحتى الضحك والفرحة اللي حسينا بيهم النهاردة… ده مجرد البداية.


ابتسمت شوية، وعيونها اتلمعت، وقالت لكل اللي حوالينها:

– وأنا متأكدة… لو احنا مع بعض، حتى لو حصل وجع تاني، هنعرف نقف ونكمل… سوا.


الضحك رجع يملى المكان،

والقلوب كانت أخف،

واللحظة كلها حسّيتهم إن الحياة لسه فيها فرح، بداية جديدة،

وكل واحد فيهم له دور في استمرار الأمان ده…


تمت ...♥️

لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله  من هنا هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع
    close