القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وصية حب الفصل الثامن عشر 18بقلم نسرين بلعجيلي حصريه

 

رواية وصية حب الفصل الثامن عشر 18بقلم نسرين بلعجيلي حصريه 




رواية وصية حب الفصل الثامن عشر 18بقلم نسرين بلعجيلي حصريه 




*وصيّة حب*


بقلم نسرين بلعجيلي

Nisrine Bellaajili 


_الفصل الثامن عشر_


الصبح كان غريب… الشمس طالعة، بس نورها باهت، كأنها خجولة من الشباك.

ياسر صحي على صوت خفيف، كان صوت سارة وهي بتحاول تقوم من السرير. قام بسرعة، مدّ إيده يساعدها، بس وشها كان شاحب بطريقة خضّته.


– إستني يا سارة، كنتِ رايحة فين؟


إبتسمت بخفة، رغم التعب :

– كنت عايزة أعملك فطار، مش كل مرة تبقى إنت اللي شايل البيت كله.


مسك إيديها بسرعة وقال :

– لا، ما تتعبيش نفسك.


– هو أنا عملت إيه؟ قُمت بس.

ضحكت ضحكة صغيرة، لكنها كانت متقطعة، زي نفسها بالظبط.


حاولت تمشي للمطبخ، بس فجأة رجليها خذلتها. وقعت على الأرض بهدوء كأنها مش قادرة حتى تصرخ.


ياسر جري ناحيتها، صوته مبحوح :

– سارة!!

حط إيده تحت راسها، وشه اتغيّر، الدم راح من ملامحه :

– حبيبتي، إفتحي عينِك… سارة.


عينيها اتفتحت بشق الأنفاس، وصوتها طالع ضعيف جدًا :

– أنا كويسة بس يمكن تعبت شوية.


حطّها على السرير، ولما لمس وشها حسّه سخن قوي، نَفَسها سريع، وإيدها بتترعش. جري يجيب الترمومتر، والحرارة كانت عالية بشكل يخوّف.


إتصل بالدكتور، صوته بيترعش :

– دكتور، هي مش قادرة تقوم، نفسها بيتقطع، وحرارتها عالية.


الدكتور ردّ بسرعة :

– أنا جاي فورًا، بس لو لسه  عندك جهاز أكسچين، شغّله دلوقتي.


قفل التليفون والذنب بدأ يعضّ قلبه. الكلمة اللي قالتها امبارح رجعت ترنّ في ودنه :

"نفسي مرة واحدة أحسّ إني أنثى مش مريضة."

نسرين بلعجيلي 


إتكلم مع نفسه بصوت مبحوح :

– أنا السبب، كنت المفروض أتمسّك برأيي، كنت عارف إنها مش مستعدة. أنا اللي كسرتها، أنا اللي كان المفروض أخاف أكتر.


دخل الدكتور، شخص الحالة بسرعة، وبعد ما خلص، قال بصوت هادي بس فيه ثقل الحقيقة :

– واضح إنها بذلت مجهود فوق طاقتها، والجسم ردّ بعنف. ممكن يكون مجهود عضلي أو انفعال قوي.


وقف ياسر في مكانه، مش قادر يبصّ في وشّه. الكلمة “مجهود” كانت كأنها طلقة. عرف إن اللي حصل بينهم هو السبب.


الدكتور كمل :

– لازم تفضل على جهاز الأكسچين فترة، ونراقب التنفس بدقة. بس من النهارده، أي إجهاد ممنوع… تمام؟


ياسر ما نطقش. كل اللي عمله إنه أومأ برأسه. ولما الدكتور مشي، قعد على الكرسي جنب السرير، شاله بإيده، بصّ عليها كأنها جزء من روحه بيتكسر قدّامه.


سارة فتحت عينيها بهدوء وشافته بيبصّ لها بنظرة وجع ما شافتهاش قبل كده. قالت بصوت متقطّع :

– كنت عارفة.. إنك هتلوم نفسك.


هزّ راسه بعصبية :

– سارة، ليه ما سمعتيش؟ ليه؟

أنا السبب في اللي حصل، أنا اللي كان لازم أوقفك.


مسكت إيده بإيديها الضعيفة، قالت بابتسامة شبه حلم :

– ما تندمش… أنا كنت محتاجة أحسّ إني لسه عايشة، حتى لو الثمن وجع، اللحظة دي كانت حياة… حياة تكفّي العمر كله.


إتنهد، دموعه نازلة من غير صوت. وقال بصوت مكسور :

– لأ، مش كفاية… أنا مش عايز لحظة، أنا عايزك العمر كله.


سارة لمست وشه بإيدها المرتجفة :

– العمر مش بالسنين يا ياسر، العمر هو اللي نحسه في قلبنا، وانا حسيته كله امبارح.


سكت، وفضل ماسك إيدها، وبين كل نَفَس والثاني، قلبه بيحارب، مش ضد المرض، لكن ضد الذنب اللي جوّاه.


في الليل..

قعد في الصالة، الوشوش بقت غايبة، بس صدى صوتها لسه في ودنه :

“أنا كنت محتاجة أعيش، حتى لو لحظة.”


قال في سره وهو بيبص للسقف :

– هي عاشت لحظة، وأنا هعيش ذنبها العمر كله.


البيت كان ساكت بطريقة تخوّف. سارة نايمة على جهاز الأكسيچين، صوت التنفس الإصطناعي هو اللي مالي المكان. هالة البنت الي بتساعدهم  كانت قاعدة في المطبخ ساكتة… خايفة تتنفس غلط.

روان دخلت البيت بسرعة، صوت خطواتها كان مستعجل، ولما شافت سارة ووشّها باهت أكثر من أي يوم فات، دمعتها نزلت من غير ما تاخذ بالها.

قامت تبصّ حواليها، تشوف فين ياسر، لقته واقف في الصالة، ظهره للباب، إيديه في شعره، كأن الدنيا واقفة عليه.

دخلت عليه بخطوات سريعة، وقالت بصوت مليان غضب مكتوم :

– ياسر… في إيه؟ إيه اللي حصل لسارة؟ كانت أحسن امبارح.


ما ردش ولا لفّ، ولا حتى أخَذ نَفَس.


قربت أكثر، بصوت أعلى :

– بتسمعني؟ إيه اللي حصل؟ هي كانت كويسة، إزاي صحيت دلوقتي مش قادرة تتنفس؟!


لفّ ببطء، وشه كان باين عليه الذنب، عينيه حمرة وكأنه ما نامش ولا دقيقة.


قال بصوت مبحوح :

– حصل… غلط.


روان قربت أكتر، ولما شافت النظرة اللي في عينه، فهمت.


سكتت ثانيتين… وبعدين إنفجرت :

– إنت عملت علاقة معاها؟!


ياسر عضّ شفايفه، ما عرفش ينكر.

وهنا… روان انفجرت فعلًا :


– إنت مجنون؟! إنت أكثر واحد عارف إنه جسمها مش مستحمل، والدكتور وصّى مليون مرة ممنوع أي مجهود.


قربت خطوة لحد ما كانت واقفة قصاده مباشرة، عينها فيها دموع غضب :


– هو إنت… راجل ولا طفل؟! هو انت ما عملتش حساب غير لشهوتك؟ نَفذتها على حساب صحتها؟!


ياسر رفع راسه فجأة، صوته طلع عالي :

– أنا ما كنتش بفكر في نفسي، هي اللي قالت.. هي اللي طلبت.. كانت محتاجاني.


روان صرخت فيه :

لأ!! هي كانت محتاجة تحس إنها لسه عايشة، مش لسه مرغوبة، فرق كبير يا ياسر.


سكت، لكن صمته كان اعتراف. روان كملت، كلامها زي السكاكين :

– هي حست إنها بقت عبء عليك، فكانت مستعدة تجرّح جسمها، تخاطر بحياتها، بس علشان ما تخسركش، وإنت… بدل ما تحميها، سِبتها تكسر نفسها بإيدها.


ياسر اتكلم بصوت متقطع، كأنه طفل اتحشر في زنق :

– أنا… أنا ضعفت. شُفت دموعها، سمعت كلامها وماكنتش قادر أكسرها تاني.


روان مسحت دمعتها وهي تقول :

– تكسرها؟ إنت كان لازم تحميها حتى منها هي. يا ياسر، الست لما تحب، بتنكر روحها، بس الراجل لما يحب، لازم ينقذها حتى من وجعها.

Nisrine Bellaajili 


سكتت لحظة…

وبعدين قالت الجملة اللي كسرت ظهره :

– إنت قتلت جزء منها امبارح، مش علشان الوجع، لأ، علشان خذلتها.


ياسر ساب راسه تنزل لتحت، نفسه خرج زي واحد اتطعن.


روان كملت، نبرتها مش غضب، بس دي كانت وجع على سارة :

– من امبارح لساعات، كانت بتحارب عشان تتنفس، وأقولك الحاجة اللي وجعتني؟ وهي بتتكلم، بتدافع عنك. كانت بتقول: “ما تلوميهوش، هو حبني…” رغم إنك السبب في الوجع ده كله.


ياسر وقع على الكنبة، زي اللي رجله مش شايلاه :

– أنا… أنا ما كانش قصدي أوجعها.


– بس وجعتها.


سكتت لحظة، وبصوت هادي لكنه قاسي قالت :

– لو بتحبها بجد، صلّح اللي اتكسر. مش بجسمك، بقلبك.


ولما رجعت تبصّ عليه، كان ماسك راسه بإيديه، وصوته بيطلع متكسر :

– أنا خسرتها يا روان؟


– لأ… بس لو ما فُوقتش، هتخسروا بعض قبل الموت ما يخسرها.


وسابت الصالة وراحت عند سارة، وباب الأوضة اتقفل وراهُم، وسابت ياسر قاعد في الصالة، شايل أكبر ذنب شافه في حياته.


المشهد كان تقيل…

تقيل لدرجة إن الهوا نفسه بقى واقف.


روان خرجت من الصالة، ودموعها لسه على خدّها. دخلت أوضة سارة، لقتها نايمة على جنبها، جهاز الأكسچين بيطلع صوت هادي، بس ريحة الوجع مالية المكان.


روان قعدت على طرف السرير، مسكت إيد سارة بحنان وقالت بصوت واطي جدًا :

– يا حبيبة قلبي… اصحّي شوية.


سارة حرّكت رمشها وكأنها بتحارب علشان تفتح عينها. ولما فتحتها، لقت روان جنبها، وشها كله خوف وزعل وحب.


سارة حاولت تتكلّم و شالت الاكسجين :

– إنتِ.. كنتِ بتعيطي؟


روان هزّت راسها وقالت بابتسامة حزينة :

– مين يقدر يشوفك كده وما يعيّطش؟


سكتوا لحظة. سكون مكسور بقلبين بيوجعهم نفس الشخص.


سارة بصوت فيه بحّة :

– هو ياسر… زعلان؟


روان اتصدمت، ده أول سؤال؟

مش “أنا تعبانة”، مش “إيه اللي حصل؟”

لأ…

سؤال عن الراجل اللي كسّرها ووجّعها.


روان قالت بحذر :

– مش زعلان… مكسور. هو حاسس إنه غلط فيكِ.


سارة نزلت دمعتها، وقالت بصوت مهزوز :

– ما غلطش… أنا اللي قلت له… أنا اللي كنت ضعيفة… أنا اللي أخذت الخطوة…


روان مسكت إيدها بقوة :

– لأ. ما تلوميش نفسك إنتِ كمان. إنتِ ستّ… قلبك مجروح، وبتدوري على أي حاجة تفكّرك إنك لسه عايشة. هو اللي كان لازم يحميكِ حتى من نفسك.


سارة بصّت لها بعمق، وكان واضح إنها بتفكّر في كل كلمة.


وبصوت ضعيف سألت :

– هو… اتخانق معاكِ؟


روان سكتت.

المشهد رجع في دماغها بكل صوته وناره. هي تصرخ… وهو بيتكسّر... والبيت يترعش.


قالت ببطء :

– آه… إتخانقنا، ويمكن… جرحته. بس كنت خايفة عليكِ.


سارة غمضت عينيها، دمعة نزلت على خدّها :

– كان لازم أكون أقوى… ما كانش لازم أضغط عليه… هو دايمًا شايلني، وأنا كنت شايفة وجعه ومطنشاه…


روان اتنهدت :

– سارة، إسمعيني كويس، إنتِ مش غلطانة، وهو مش غلطان. إنتوا الاثنين موجوعين. ووجع الحُب ساعات بيخلي الناس تعمل حاجات مش محسوبة.


سارة مسحت دموعها بإيدها المرتعشة وقالت :

– هو فين دلوقتي؟


روان بصّت ناحية الباب :

– قاعد برّة، مش قادر يدخل. شايف نفسه مجرم، بالرغم إن اللي حصل بينكم… كان حب.


سارة حاولت تبتسم، وابتسامتها كانت منكسّرة :

– طب قوليله يدخل.. لو لسه موجود.


روان قامت، وبمجرد ما فتحت باب الأوضة، لقت ياسر واقف. مش قاعد، واقف من غير نفس، مسنود على الحيطة، عايز يدخل، وخايف يدخل.


عينيه أول ما شافوا روان، كانت فيها نظرة بني آدم تايه.


روان قالت له بهدوء :

– عايزاك.


ما فكرش، دخل فورًا كأنه داخل قاعة محكمة، مش أوضة مراته.


وقف عند طرف السرير، مش عارف يقرب، ولا عارف يرفع عينه فيها.


سارة قالت بصوت واهي :

– ياسر… أقعد جنبي.


قرب بخوف، قعد على الكرسي، ومدّ إيده ببطء كأنه مستأذن من الهواء نفسه.


هي مدّت إيدها ولمست أصابعه. وبصوت هادي جدًا قالتة:

– ما تلومش نفسك.


هزّ راسه، دموعه نزلت، وملامحه إنكسرت قدّامها :

– أنا… دمّرتِك. أنا اللي وقعتك في الحالة دي. كنت عارف، وبرضه…

برضه ما قدرتش أقول لأ.


سارة ابتسمت بحنان غريب :

– الحب مش جريمة يا ياسر. وإحنا… كنا محتاجين بعض. حتى لو لحظة واحدة.


هزّ راسه :

– بس إنتِ تعبتِ، وأنا السبب.


سارة قالت جملة كسرت البيت كله :

– التعب مش منك… التعب من المرض. اللي بيننا… ده كان حياة. وانا اللي طلبت… مش إنت.


ياسر مسك إيدها وباسها بخوف، وقال بصوت اتكسر :

– أنا وعدتك أحميكِ، وأنا اللي وجّعتك.


سارة هزّت راسها وقالت :

– لأ… إنت رجعتلي روحي. حتى لو بكرة هضعف، اللحظة دي كانت نور.

وإنت مش أناني ولا ظالم. إنت راجل بيحب مراته لآخر نفس.


روان، اللي كانت واقفة عند الباب، دمعتها نزلت، وشافت حاجة محدش شافها قبل كده :


حُب بيموت… بس لسه حيّ. حبّ كبير، أكبر من المرض، وأقوى من العتاب.

نسرين بلعجيلي 


سارة قالت لياسر بصوت هادي جدًا :

– أقعد جنبي، بس من غير خوف. أنا مش هكسرك، وإنت مش هتكسرني.


وهنا…

ولأول مرة من أيام…

ياسر ساب دماغه ترتاح على كتفها، وسارة مسكت شعره بإيديها الضعيفة…

وروحها قالت :


“لسه فيه عمر… ولو حتى في لحظة.”


هل ياسر غلط؟؟؟

قولولي انتم شايفين ايه ؟؟؟يتبع .....


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع
    close