سكريبت متبصيش كامل وحصري بقلم آلاء الواقع
سكريبت متبصيش كامل وحصري بقلم آلاء الواقع
متبصيش
همستلها:
_ مش ببص على فكرة، أصلًا مهمنيش
ضحكت بخفة:
_ ميهمكيش؟ قولتي، ده إنتي جاية علشانه
خطفت نظرة سريعة له واقف بيضحك مع صحابنا، وكله كارزما كالعادة:
_ محصلش، أنا جاية علشان أعمل الواجب مع مي صاحبتنا
_ اممم مي، علشان كده لابسة دريس أحمر، اللون اللي كان بيقولك متلبسيهوش
ابتسمت بخبث:
_ صدفة
رفعت حاجبها:
_ وصدفة برضه إنك حاطة البرفيوم اللي كان بيجيبهولك
ضربته على كتفها بشويش، لأنها عارفاني:
_ إنتي عايزة إيه مني!
أنا رايحة الحمام أظبط الميكب، وتكوني شيلتي الأفكار دي من دماغك
هربت منها، بس كلامها قلب دماغي وخلاني أفتكر حاجات كنت نسيتها أو بحاول أنساها، بس مش قادرة، أو يمكن مش عايزة. ده يونس…
الولد اللي كان بيغلس عليا في المدرسة وإحنا صغيرين،
ولما كبرنا قرر يغلس عليا باقي عمري واتخطبنا.
علاقتنا كانت زي توم وجيري…
كنا حلوين قوي مع بعض…
وبنحب بعض…
بس هو قرر إنه يسافر، وأنا مقدرتش أستحمل إن كل واحد فينا في بلد.
هو عمره ما غاب عن عيني، لأنه ابن الجيران.
انشغل عني…
الشك ملي قلبي…
فخناقتنا زادت…
فقررنا ننفصل بكل هدوء.
_ الميكب بتاعك تحفة، هتبوظيه بالدموع دي
قالتها بنت واقفة جنبي قدام المرايا، تلقائي ابتسمت بسبب كلامها:
_ صدقيني مش مستاهلة، خدي امسحي دموعك دي
خدت المنديل وبصيت في المرايا، وظبطت اللي اتبهدل، ورجعت بصيت لانعكاسي وأديتني بوسة على الهوا وطلعت القاعة من تاني. كانت مي جت، والكل حواليها وهي بترقص مع أسامة وهي مبسوطة. قربت ناحيتهم وأنا بحاول أبتسم، فشدوني وسطهم. سلمت على العروسة واندمجت. محسيتش بنفسي إلا لما لاقيت إيد حد بتشدني لبرا الدايرة. بصيت لقيته هو. منطقتش غير لما طلعنا:
_ إنت مجنون ولا إيه؟
شكلي بقى إيه قدامهم دلوقتي بتصرفك الغبي ده؟
_ بترقصي!!!
من إمتى وإنتي يا ليلى بترقصي في فرح أصلًا؟
_ وإنت مالك بيا؟
ها؟ أرقص، أولع، أتهبب… إنت مالك؟ أنا حرة
خرجت منه تنهيدة هادية وولع سيجارة. بصيت له باستغراب: مين ده؟
_ محدش قال إنك عابدة، روحي يا ليلى
قربت منه خطوة وقلت بعند:
_ إنت مالكش تقولي أعمل إيه ومعملش إيه
رمي السيجارة ومسك دراعي، ضغط عليه بشدة:
_ الفرح كله كان بيتفرج عليكي
الزفت المصور ده كان جايب الكاميرا عليكي وإنتي عاملة تهزي أم وسطك ده
وشه احمر، وعروق رقبته برزت من العصبية:
_ بطلي عندك وامشي، أنا لحد دلوقتي حايش نفسي عنك بالعافية، بفستانك المستفز ده
ساب دراعي، وأنا مشيت، وأنا في حاجة جوايا مبسوطة، لأنه كده لسه بيحبني.
هو قال لي مرة:
_ الراجل لو مبغيرش على البنت اللي معاه يبقى ميهموش ولا تخصه
معنى كده أنا مهمّاه.
_ وتخصي يا مزّة
اتخضيت لما لاقيته ماشي جنبي. بصيت له بضيق:
_ إنت بتطلع مرة واحدة زي فرقعة لوز كده ليه؟
_ بحب أغلس عليكي
نفخت بغيظ ومديت لساني، لكن:
_ وحشتيني
_ وبعدين معاك؟
_ وبعدين معاكي إنتي
مش جاية علشان تغظيني؟ برافو، عرفتي تخرجيني عن شعوري
بصيت ببراءة مصطنعة:
_ أنا معملتش حاجة
_ عملتي، علشان كده سمعتي الكلام ومشيتي
_ لا، أنا كان لازم أمشي علشان ماما لوحدها
_ استني نروح سوا، طريقنا واحد
_ مبقاش واحد يا يونس من زمان
رد بنبرة كلها ثقة:
_ واحد، وهيفضل واحد يا ليلى
_ مش بمزاجك
_ ولا بمزاجك
إنتي قررتي تنهي اللي ما بينا علشان شوية تخاريف موجودة في دماغك. إنتي حرة، لكن أنا أصلًا راجع علشان أتجوزك.
صرخت في وشه:
_ عافية هي؟
رد عليا بكل هدوء:
_ بالحب، مش بتحبي؟
_ بطلنا الشغلانة دي
غمز لي بشقاوة:
_ ما ترجع تسخن وتلعب تاني؟ ده أنا واد حلو، أعجبك
عيني دمعت:
_ بس قاسي، ومشيت وإنت عارف إني متعلقة بيك
روحت وقلت هتكلمني كتير، بس ده محصلش
بعدت، ومبقتش تعرف عني حاجة
سابتني لوحدي، وإنت وعدتني إنك عمرك ما هتفارق
_ طيب متعيطيش بس
رفعت صباعي في وشه:
_ أنا أعيط براحتي، بطل تديني أوامر يا يونس
_ هديكي على دماغك اللي مسوحاكي ومبهدلني معاكي دي
طلعت لساني:
_ ولا تقدر
ضحك، وأنا سرحت في ملامحه… كان واحشني بشكل:
_ مش هتكبري أبدًا، كأن عندك ست سنين، مش ست وعشرين سنة
_ بس أنا عندي خمسة وعشرين
_ ستة وعشرين إلا شهر
فضلنا ماشيين ساكتين، لحد ما قلت:
_ وسويسرا فيها بنات حلوة بقى ولا إيه الدنيا؟
_ فيها، بس أنا مبعجبنيش إلا الغزال الأحمر
حاولت أداري ابتسامتي، لكن فشلت… زي ما فشلت أبطل أحبه وأنساه:
_ ما سبتكيش وروحت لعبت، كنت رايح أشتغل، وكنت عايزك نتجوز ونسافر. إنتي قولتي لا
_ مش هسيب أمي لوحدها
_ واحترمت ده، واتفقنا هسافر أظبط دنيتي وأرجع
_ واتفقنا إنهم سنتين، مش خمسة
_ الظروف هناك غير هنا
_ الدنيا لهتنا عننا يعني؟
_ يمكن آه، بس عمري ما نسيتكم. محدش بينسى أهله وحبايبه يا ليلى، بذات المتغرب بيكون بيحلم يشوفهم.
بعترف إني خليت باتفاقي معاكي، وإني بعدت فترة، بس ندمان.
شوفي إيه يرضيكي، وأنا هعمله.
_ يخبر، إحنا وصلنا
جريت طلعت على السلم ودخلت البيت وقفلت بسرعة:
_ اتقلي يا ست ليلى، يحقلك، بس خدي بالك لو كنتي نسيتي، أنا خلقي ضيق
_ على نفسك يا حبيبي
حبيبي!!!
آه من زلات اللسان دي…
بس ما هو حبيبي، وماليش حبايب غيره في الدنيا دي.
دخلت أوضتي، بدلت فستاني ببيجامة مريحة مرسوم عليها هيلو كيتي، ومسحت الميكب، وحطيت الشال على كتفي، وطلعت البلكونة. القمر الليلة شكله يخبل:
_ تشربي قهوة؟
_ أشرب
مدّ لي إيده بفنجان، فخدته:
_ بقولك إيه؟
_ خير
_ في فرح وهيصة… تيجي؟
_ مين؟
_ إحنا
_ …
_ ها، جاية ولا تستني الدور الجاي؟
ابتسمت:
_ جاية
_ أنا مش جاي
_ يونس
_ يناسبك يوم عيد ميلادك
_ يناسبني
كحيت جامد، وبقي في بوقي حاجة معدن… طلعتها، كان خاتم:
_ منك لله
_ إزاي يفندم دي النتيجة النهائية!!! ضاعت اللحظة الرومانسية
_ كنت هموت يا غبي
_ هقص لك لسانك، اتلمي يا ليلى
طلع عمو عبد الفتاح جارنا البلكونة وقال:
_ أنا اللي نفسي إن أنتم الاتنين تتلموا في بيت علشان أعرف أتخمد
همست له:
_ عجبك كده؟ دايمًا جايبلنا الكلام
_ اللهي تجوزوا ونخلص
ردينا في نفس واحد وإحنا بنضحك لبعض:
_ آمين.
تمت.
_آلاء الواقع.


تعليقات
إرسال تعليق