القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اذوب فيك موتا الفصل التاسع والاربعون والخمسون الأخير (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

رواية اذوب فيك موتا الفصل  التاسع والاربعون والخمسون الأخير (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات




رواية اذوب فيك موتا الفصل  التاسع والاربعون والخمسون الأخير (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات




صباحك بيضحك يا قلب فريده 



في لحظة معينة في حياتك… بتوصلي لمرحلة تقولي فيها:

يا رب أنا تعبت من التفكير… وتعبت من إني أحاول أفهم كل حاجة حواليّا


ساعتها بس بتفهمي معنى: (وأفوض أمري إلى الله )

يعني خلاص… أنا عملت اللي أقدر عليه...والباقي في إيدين ربنا.

مش ضعف ولا إستسلام… بالعكس... ده أعلى درجات القوة.

إنك تعرفي إنك بشر.... وإنك مش لازم تفضلي شايله الدُنيا على كتفك.


لما بتسيبي ربنا يدبّر.. بتلاقي حاجات بتتعدل لوحدها... وأبواب بتتفتح من غير ما كنتي حتى تدري عنها.

ووقتها تحسي إنك كنت محتاجه تهدى وتسيبها عليه من زمان… .. توكلي علي الله هيحلهالك ... انا واثقه

و بحبك



مهما كان الشخص ذكي أو يَملُك من الدهاء ما يؤهله لملاحظه أدق التفاصيل 

تأتي عليه لحظه يتشتت... يفقد تركيزه حينما يرى دموع من ملك قلبه ويشعر بالألم تِجاهَه 

وهذا ما حدث لتميم حينما وقعت حبيبته أرضاً وأمسك بتلك الخبيثه من الخلف في لحظه.... ألقى ببصره نحو صغيرته كي يطمئن عليها والأُخرى كانت بمُنتهى السرعه تنقل السكين من يد  لأُخرى وتلف ذراعها كي تغرزها في جانبه الأيمن 


تميييييم.... تلك الصرخه التي صدرت من أبيه وأخيه وصغيرته التي كاد أن يُغمى عليها حينما رأت دماءه تسيل في نفس اللحظه كان سالم يُخرج سلاحه ويصوبه على ساق تلك الحقيره بتعمُد لِتخُر أرضاً ويُلقى السِكين من يدها بعيداً


هرولوا جميعا نحوه وقد حضرت سمر و ضي أيضا بعد سماعهم كل تلك الصرخات والأصوات وقد غُشي على الأولى بعد أن رأت ولدها الحبيب مُلقى أرضاً غارقاً في دمائه وحبيبته تضمه داخل صدرها متوسله أن يرد عليها ولو بكلمه 


كان الأمر صعباً للغايه لكن في تلك اللحظات يجب أن يمتلك أحدهم الحكمه وسرعه التصرف 

رغم رُعب سالم على حبيبته إلا أنه صرخ في الجميع بأوامر لا تقبل النقاش حينما كان يتجه إليها 

وجه حديث إلى ولده أولا 

-شيل أخوك بسرعه وإطلع بيه على أقرب مستشفى 

نظره لرئيس الحرس وهو يحمل حبيبته من فوق الأرض ثم أكمل 

-عمار جاي هو ونوح حالاً في السكه خليهم ياخدوا ولاد الكلب دول 

والوسخه دي لما تروح المستشفى إنتم تحرسوها قبل الحكومه لسه مخذتش حقي منها 


هرول تجاه أحد السيارات التي أتى بها رجل من الحرس وقام بوضع سمر على المقعد الخلفي ثم صرخ بإسم ضي 

-تعالي إركبي جنبها وعُدي هيسوق بأخوه يلا بسرررررعه


الوضع كان حزيناً للغايه بل و على صفيح ساخن 

إنتشر الخبر مثل النار في الهشيم فاتت عائله الحاج ربيع بأكملها لتؤازر صديق عمره في ذلك المَصاب الأليم 

بينما إصطحب عمار ونوح هؤلاء المجرمون إلى قسم الشرطه وأتت الإسعاف لتنقل تلك الحقيره إلى إحدى المشافي تحت حراسه مُشدده سواء من قِبَل رجال الشرطه أو رجال الحراسه الخاصه لدى سالم الشريف 


والأن يقف الجميع أمام غُرفه العمليات منتظرين الإطمئنان على ذلك البطل الذي ضحى بحياته حتى يُنقذ حبيبته الغاليه 

فاقت سمر من غيبوبتها المؤقته وهي الأن تسند برأسها على صدر سندها ورفيق دربها تبكي برُعب وتدعو الله أن يشفي صغيرها الغالي 


أما سما لم تبكي ولم تتفوه بحرف من شده الصدمه التي شلت حواسها 

رفضت أن يضمها أحدهم حتى أُختها الغاليه... كل ما تفعله هو الإستناد على الحائط خلفها وتثبيت بصرها نحو باب الغرفه في إنتظار رؤيه حبيبها مره أُخرى 


الجميع ينظرون إليها بإشفاق ويدعون الله أن يخرج سالماً 

الوقت يمُر ببطئ شديد..... كادت أن تكسر الباب بعدما فقدت السيطره على حالها وأصبحت في حاله هِستيريه تطرق الباب بجنون وتصرخ بإسمه بل تُطالب من بالداخل أن يخرجوه لها أو تدلف هي لتكون مكانه


حاول عُدي وضي الإمساك بها ولكنها فقدت السيطره تماما وفي ظل صُراخها وجدت الطبيب يخرُج من الباب مبتسماً ببشاشه وهو يقول 

-في إيه يا جماعه الحمد لله تميم بيه  زي الفل الجرح كبير شويه بس سيطرنا على الموقف 

نظر لتلك الصغيره التي صمتت فجأه وأكمل بمُزاح 

-إنتي  أكيد سما.... عايزاه يفوق من البنج يلاقيكي بالمنظر ده يكسر المستشفى على دماغنا يرضيكي كده 

ده طول الوقت عمال ينده عليكي فعرفت إن إنتي  مهمه عنده يبقى إحنا كلنا هنروح في داهيه بسببك 


إبتسم الجميع براحه بينما كان يسأله سالم بصوت يظهر عليه الرُعب الشديد 

-طمّني يا دكتور.... حالة إبني إيه بالظبط 

الدم اللي نزفه بيأكد إنه الجرح كبير 


نظر له الطبيب بجديه ثم قال 

-هو فعلا الجرح كبير السكينه إتغرزت لجوه بس ستر ربنا إن ملحقتش توصل للكلى… . الحيوانه لما غرزت السكينه في جنبه لفتها.. فبعض الأنسجه جوه جنبه إتهتكت.... فكان لازم نفتح مكان أكبر علشان نقدر نخيط من جوه وبعدها نخيط بره 

-بس في العموم حالته مُستقره ونقلناله دم علشان يعوض اللي نزفه 

حاليا هيتنقل غرفه عاديه لحد أما يفوق مش محتاج أكتر من كده الحمد لله 


لهث الجميع بالحمد والشكر للمولى سبحانه وتعالى أنّ الأمر وصل إلى ذلك الحد ولم تكن الخساره مفجعه 

إتصل أحد الرجال المتواجدون مع تلك الحقيره وقال لسالم بجديه يملأها الشماته 

-باشا..... هيقطعوا رجل البنت 

الطلقه جت في ركبتها فتت العظم اللي جواها حتى مش هينفع يتركبلها شرايح ومسامير 

مضطرين يعملولها بتر علشان متعملش غرغرينا وتضيع رجلها كلها 


لمعت عيناه بالفرحه وهو يقول بِغل شديد 

-يكش يقطعو رقبتها مش رجليها

لسه حسابها مخلصش معايا هي وإبن الكلب التاني أطمن على إبني وهجيلهم 

أغلق معه وهو يشعر بالغضب والغِل الشديد لكنه تحول في لحظه إلى الحنان والإحتواء بعدما وجد حبيبته تنظر له من بين دموعها المُنهمره 

إتجه إليها فالحال ثم إحتضنها بقوه.... قبّل رأسها وقال بحنان شديد 

-إهدي يا بابا عشان خاطري.... الحمد لله ولادنا بخير وخلصنا من ولاد الكلب دول 

وغلاوتي عندك تهدي انا معنديش إستعداد إتك تتعبي تاني 

قلبي كان هيتخلع مني لما وقعتي من طولك 


تمسكت بثيابه وهي تقول بقهر شديد 

-همووووت يا سالم مش قادره..... فكره إن ممكن أخسر حد من ولادنا خلت عقلي يتشل 

منظره وهو مرمي على الأرض سايح في دمه مش عايز يروح من قُدام عيني 

هموت لو حد منهم جراله حاجه هموت يا سالم صدقني 

ضمها بقوه وخوف شديد ثم قال بغضب 

-إوعي تقولي الكلمه دي تاني..... أنا مقدرش أعيش لحظه من غيرك 

ليه توجعيني كده بس يا بابا ليييييه

تدخلت روجيدا لتقول بمُزاح حتى تخفف عليهم ذلك الموقف العصيب 

-والنبي إنت عسل إلا  ما شُفت فحياتي راجل زيك 

يا رب البهوات يتعلموا منك شوف ماسك فيها إزاي وبتموت فيها إزاي 

ليه يا ربي موعدتنيش بواحد زي بابا يحبني كده ويخاف عليا 


كاد أن يبتسم أبيها إلا أن تلك الإبتسامه قُتلت في مهدها حينما رأى غريمه الوحيد يأتي عليهم ويحتضن الفتاه من الخلف ثم يقبل وجنتها ويقول بعشقاً خالص 

-ده أنا بعشقك مش بموت فيكي بس 

وأموت لو الهوا مس شعرك 

كده برضو يا حبيبتي إنتي لسه شاكه في حُبي ليكي 


-ااااااه يابن الكلب يا وااااااطي 

هكذا صاح سالم بجنون بعد أن رأى ذلك المشهد الرومانسي وإشتعلت الغيره داخله على إبنته الوحيده 

نظر له عمار بِغل شديد ثم سحب حبيبته بعيداً وهو يقول بغيظ 

-يا عم بقى يا عم والمصحف حرام عليك تعبت 

ما إنت عمال تحب في البابا وتحضن وتبوس قدام الكل جت على قرمط أبوس البنت 

فين يا ربي 

تحول الحزن إلى ضحكات مُبهجه ملأت أرجاء المكان بسبب ذلك الخلاف الذي لن يُحل مهما طال عليهما الزمن 

وبالداخل كانت تلك العاشقه الصغيره تجلس على طرف فراش حبيبها المُمَدد فوقه غائبا عن الوعي كل ما تفعله هو الإمساك بكفه وتقبيله من حين لأخر وعيناها مُثبته على ملامحه الساكنه 


لم تقوىَ على تحمُل صمته أكثر من ذلك فقالت بإختناق شديد 

-عشان خاطري قوم.... مش قادره أشوفك مغمض عينك 

أنا بعيش جوه عِنيك يا تميم.... مش بشوف نفسي غير جواهم 

إفتحهم بقى عشان أرجع أعيش من تاني 


لم تجد منه أي رد على تلك التوسلات فإبتسمت بحنين يملأه الحُزن حينما 

شردت لتتذكر ما حدث معهم منذ بضع ساعات حينما إعترف لها بعشقه وأخبرها أنه يعلم بأمر تلك المجهوله 

فلاااااش بااااك


تجلس فوقه وتنظر له بعيون تملأها دموع الفرح غير مصدقه ذلك الإعتراف الذي سمعته للتو 

كاد قلبها أن يتوقف من شدّه خفقانه وعجز اللسان عن التفوه بحرف واحد 

والعاشق الطامع في كل شيء كان يأكلها بعيناه  ولم يستطيع الصمت بل سألها بجديه ولهفه ظهرت بوضوح على صوته المتحشرج 

-أنا بالنسبالك إيه يا سما.... قوليلي حبيبي اللي جواكي 

عايز أسمعك..... عايز أعيش اللحظه دي زي ماعشت الحب معاكي مش حبيتك بس 

ملس على شفتيها بإصبعه الإبهام وهو يُكمل بشغف 

-عايز أسمعها من بين شفايفك 

قريتها كتير في رسايلك وكنت دايما بتخيلك وإنتي  بتقوليها 


إنتفضت بفزع وكادت أن تتحرك من فوقه إلا أنه أحكم وثاقه عليها وقال بإبتسامه شامته حينما رأى ملامحها المصدومه 

-يا بت ده أنا ظابط مخابرات شُغلتي إني  مابين كل حرفين أكتشف قصه 

إزاي تخيلتي إن أنا مش هعرفك 

بس للأمانه.... الموضوع عجبني قوي حبيته وكنت ومبسوط بكلامنا مع بعض 


بمُنتهى الغضب والحزن الذي تملك منها قامت بضربه فوق صدره وقالت بجنون 

-يعني إنت بتضحك عليا كل ده.... سايبني أتكلم وأطلع اللي جوايا وإنت مكانش جواك ليا أي حاجه 

يعني ممكن قُربك مني ده مجرد شفقه عشان عارف إني بحبك 

أو مجرد بديل لقيته مناسب ليك واحده بتحبك الحب ده كله ومستعده تعمل أي حاجه علشانك فليه  لأ .... ليه متكملش معاها ماهي كده كده مراتك.....إااااانطق ...صح


حقاااااً .... لأول مره منذ أن عرفها تتملكه تجاهها حاله 

الغضب التي اذا ترك لِجامها سيحرقها حرقا 

أمسك ذراعيها وكتفهم خلف ظهرها وقيدهم بيد من حديد دون أن يهتم لألمها الذي ظهر جَلياً فوق ملامحها الحزينه 

نظر لها بعيون مُشتعله من الغضب والقهر ثم قال بحسم 

-إنتي غبيه ..... بعد كل اللي قلتهولك 

وبعد كل اللي عشتيه معايا وجوه حضني جايه تقوليلي بحبك شفقه 

أحاااااا.... يبقى إنتي  لسه متعرفيش تميم الشريف 


-أنا لو حسيت إن قلبي بيوجعني هَمد إيدي وأطلعه وأدهسه تحت جزمتي 

يعني إيه أكمل حياتي مع واحده عشان هي اللي بتحبني.... يعني إيه أقول لواحده بعشقك لمجرد شفقه 

إااااايه الغباء ده .... ده أنا قبل أما أكتشف حُبك 

اللي شدني ليكي ذكائك وحكمتك رغم إنك صغيره 


ثبّت عيناه الغاضبه داخل عيناها الباكيه وهو يُكمل 

-لو الهبل اللي إنتي  قُلتيه ده مُقتنعه بيه من جواكي يبقى للأسف 

ولا حَبتيني.... ولا عِشتي الحُب معايا 

وكل اللي كان بيحصل جواكي ده مجرد إنبهار أو حب مراهقه 

بس للأسف لو طلع كده... وقتها هموت مش هتقوملي قومه تاني 


قالت بصدق شديد من بين دموعها المُنهمره 

-بعيد الشر عنك يا حبيبي... أنا اللي أموت لو عدى في عمري لحظه إنت مكنتش معايا فيها 

أنا مش عِشت الحب معاك يا تميم ..... أنا اتنفستك 

كنت ومازلت بالنسبالي الحياه 

بعشقك لدرجه إني كنت راضيه بشويه رسايل وحبة كلام منك حتى لو مكانش يخصني وكان على واحده غيري 


-بعشقك لدرجه إني اتحملت وجعي وقلبي اللي كان بيتدبح كل أما يشوفك مع غيري 

بعشقك لدرجه يوم ما سافرنا كان هاين عليا أروح لحبيبتك وأقولها إرجعيله 

عشان بس مشوفكش موجوع 

بعشقك لدرجه إني عايشه حياتين.... حياة جوايا برسمها وبتمناها معاك 

وحياه تانيه اللي الكل يعرفها 

بعشقك لدرجه إني مش بحس بنفسي لما تكون قدامي 

بتمنى إني أدخل جواك وأستخبى تحت جلدك عشان محدش يشوفني غيرك 


-بعشقك لدرجه إني كنت راضيه منك بالقليل 

ورغم كل اللي عشته معاك الأيام اللي فاتت كنت حاسه إني بحلم وعايشه ده كله جوايا مش حقيقي 

لما كنت بتلمسني.... كنت بتمنى أمد إيدي وألمس ملامح وشك عشان أتاكد بس إن إنت حقيقه قدامي مش حلم

بعشقك لدرجه إني لما كرامتي توجعني من وجعك ليا كان قلبي بيخلقلك ألف عُذر 

وبلاقي نفسي بنسى وجعي وبفكر في وجعك إنت وأحاول أداويه 

بعشقك لدرجه إني كنت بحس بيك وبوجعك حتى وإنت بعيد 


-كنت بستغرب من نفسي.... بقول هو في حد ممكن يحس بحد أوي كده

كأنه عايش جواه شايف اللي بيحصل فقلبه وفروحه 

كأنك إنت أنا.... تفتكر واحده عِشقت واحد للدرجه دي هيكون في كلام يقدر يوصف اللي جواها ليه 


كاد قلب أن يتوقف من شدّة الخفقان وهو يستمع لتلك الإعترافات التي أنعشت روحه وجعلته يشعر أنه على قيد الحياه 

هل كان ميتاً طوال عمره.... أم لم يكن يرى لذه الحياه ومباهجها 

حقااااا.... لقد رأها الأن داخل عيونها التي تصرخ بإعترافات عجز اللسان عن وصفها 

ترك قيد يديها ثم وضع كفه خلف رأسها ليقربها له وما زالت عيناه  مُثبته داخل خاصتها 

أصبحت الشفاه متلامسه دون تقبيل وهو يتحدث داخلها بنبره تقطُر عشقاً كاد اأن يهلكه

-لا يا حبيبي.... مفيش كلام هيقدر يوصف اللي جواكي ولا اللي جوايا 

وصلنا لمرحله إن الكلام يخجل إنه يوصف عشق ملوش حدود 

أنا مش وصلت إني أدوب فيك عشق...لأ

أنا بقيت بدوب فيك حد الموت 

إن حياتي وقلبي متوقفين على نَفَسك اللي بشمه وبيدخل جوايا 

زي ما إنتي  بتتمني تدخلي تحت جلدي عشان محدش يشوفك غيري 

أنا هدخلك بين ضلوعي عشان يكونوا القفص اللي هحبسك فيه 

ولا حد يشوفك غيري ولا تقدري تبعدي لحظه عني


أعقب قوله بإلتهام شفتيها بقُبله تصرخ عشقاً وإشتياق يزداد كل لحظه دون كلل أو ملل 

حينما وصلت لتلك النقطه عادت بذاكرتها وهي تميل عليه دون إراده منها كي تقبله فوق شفاهُ الثابته وكأنها تعيش في نفس الإحساس الذي أحياها داخله وقت إعترافهم 


ظلت تنثر قبلات رقيقه فوق شفتيه وفي لحظه تخشب جسدها حينما وجدت شفتيها تُلتَهم من قِبلَه فقد فاق لتوه من تأثير المُخدر على أجمل إحساس ممكن أن يعيشَهُ المرء يوماً 

صغيرته تمطره قبلات عاشقه متمنيه.... ماذا يفعل الأن 

الأن ..... لن يهتم بالألم الذي بدأ يهاجمه فقد كانت قُبلتها هي الدواء لكل ألم شعر به طوال حياته ليس الأن فقط 

فصل القُبله بتمهُل شديد ثم نظر لها بإرهاق وقال 

بعشقك يا سمايا ....دلوقتي بس أقدر أقولك بقيتي في أمان يا حبيبي ....



لا تعلم لما تشعر بذاك الغليان داخلها..... هي فتاه أبيّه تُحافظ على كرامتها مهما كلفها الأمر 

منذ أن بدأت العمل في نفس المشفى مع زوجها 

لاحظت إعجاب الكثير من الفتيات به بل ومحاوله التقرب له 

في بادئ الأمر كانت تتجاهل كل هذا 

لكن اليوم ما حدث أمامها جعلها تعجز عن التجاهل بل قررت أن تصُب جام غضبها عليه بعدما رأت إحدى الفتيات تُسلم عليه بإشتياق شديد بل تعانقه وسط الجميع وتُقبل وجنته بطريقه تؤكد لهم أن الذي بينهما ليس مُجرد زماله في العمل بل الوضع أبعد من ذلك 


إقتحمت مكتبه دون أن تستأذن كما تفعل دائما ثم أغلقت الباب بقوه ووقفت تنظر له بِغِل وغيظ 

رفع رأسه لينظر لها بإستغراب ثم تحرك من خلف المكتب متجهاً إليها وهو يقول بخوف حقيقي 

-مالك يا ساره في حاجه ضايقتك.... حد عملك حاجه 

إبتسمت بجانب فمها إبتسامه سُخريه وغيظ ثم قالت 

-على أساس إن إنت مش أخد بالك من اللي حصل من شويه..... إذا كنت متعود على العلاقات القذره دي براحتك حياتك وإنت حُر فيها 

بس على الأقل ميكونش قُدامي إحتراماً للعقد اللي بينا مش أكثر 


أخذ يتفرّس ملامحها الغاضبه ثم إبتسم بهدوء وقال بمُزاح يشوبَه التمنّي 

-إنتي  غيرانه ولا إيه.... متخيلتهاش الصراحه 

تطلعت له بغضب شديد ثم قالت بجنون 

-لأ بلاش تحلم وخيالك يسرح بيك..... كل الحكايه إني بحب أحافظ على كرامتي ومش هقبل أي حد يدوس عليها 

أنا طلبت منك متقولش لحد إن إحنا متجوزين وإنت للأسف مسمعتش كلامي وعَرّفت الكُل 

شكلي إيه قُدام الناس وهما شايفين اللي المفروض جوزي بيحضن ويبوس واحده وقدامي 

إقترب منها حد التلاصق مما جعلها تعود للخلف فارتطم ظهرها بالباب 

وضع كفيه حولها وقال بنبره جديه وعيناه مثبته فوق ملامحها 

-ده بس اللي ضايقك.... يعني لو حضنتها وبوستها في أي مكان تاني بالنسبالك عادي 

كادت أن ترد علي إلا أنه لم يُعطيها حق الرد وإقتحم ثغرها بقبله مشتاقه أودع فيها كل نار وإحتراق منها بل وجنونه وإشتياقه الذين أهلكوه طوال الفتره المُنصرمه 

إهتز كيانها بالداخل لأول مره.... ولأول مره تعجز عن صد هجومه أو رفض إقترابه منها 

وعلى الرغم أنها لم تُبادله تلك القبله الماجنه إلا أن إستسلامها بين يديه جعل قلبه يتضخم ويولد الأمل داخله من جديد فيزيد ويزيد في فجور قبلته إلى أن رفعها ولف ساقيها حول خصره ليأخذ المزيد والمزيد من حبيبته البعيده القريبه حد اللعنه والتمني 


إقترابه بتلك الطريقه حرك داخلها شيئاً  ما  فوجدت حالها ترفع ذراعيها لتلفهم حول عنقه علامه على رضاها عن هذا الإقتراب الماجن 

جعلته يشعر بالجنون لكنه بكل ما أُوتي من قوه وعزيمه إبتعد عنها قبل أن يفقد صوابه ويُكمل ما يتمناه منذ أن عَشقها 

نظر داخل عيناها بقوه ثم قال بهمس متحشرج يملأه الرجاء والتمنّي 

-تيجي نعيش يا ساره 

لم تهتز حدقتيها فقط بل قلبها إرتعش أيضا بعد تلك الكلمات بتلك النبره المذبوحه 

نظرت له بخوف وقالت

-نفسي أعيش ...بس خايفه أتوجع

-متخافيش ...محدش بيوجع روحه يا حبيبتي 

-لأاااا...في ناس بتعذب روحها و توجعها و أنا مش حِمل وجع تاني يا جايدن 

وضع جبهته فوق خاصتها ثم قال بقوه ورجوله جعلتها تبتسم دون إراده منها 

-اللي بيوجع روحه بيبقى إنسان غبي.... وأنا معروف بذكائي بدليل إني بقيت جراح شاطر 

حتى لو إتوجعتي مني يوم هعرف أداويكي.... مفيش دكتور غيري هيعرف مكان وجعك ولا العلاج المناسب ليه

اللي طالبه منك تثق فيا..... أوعدك مش هتندمي 

إبتسمت براحه لأول مرّه منذ زمن بعيد ثم بمُنتهى الجُرأه قبّلت ثغره قُبله سطحيه وقالت بمُزاح يملأه الجديه وكلمات ذات مغزى فهمها العاشق سريعاً 

-يعني هُما الناس اللي بيدخلوا العمليات وبياخدوا بِنج وهما واثقين فيك إنك جراح شاطر أحسن مني 

هنام على سريرك يا جايدن.... وهَسيبك تداوي جرحي 

وأنا واثقه إنك جراح شاطر هتعرف تفتح قلبي وتطلع منه كل الوجع 

إبتسم بفرحه شديده ثم قال بثقه وعشق

-أنا مش هطلع منه الوجع بس يا قلب جايدن وروحه..... أنا هزرع نفسي جواه 

بعشقك



ماذا سيحدث يا تري 


سنري


انتظروووووني


بقلمي / فريده الحلواني




-الأخير 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


وصلنا إلى نهايه رحلتنا ...

بدأناها بقصه حب ليس الحكمه منها أنها منذ البدايه محكوم عليها بالفشل 

لكنني أردت أن أُظهر الفرق بين الحب والعشق 

كيف نفرق بين دقه القلب و.... إختطافها 

الحب يزيد عدد ضربات القلب 

أما العشق ... فيخطف القلب ويُزهق الروح 

حينما نجد أنفسنا لا نذوب عشقاً بل.... نذوب موتاً في نصفنا الثاني 


مضى يومان على أخر الأحداث في هدوء وأمان 

إلتزمت سما مرافقه حبيب  روحها ونصفها الأخر داخل المشفى ولم تفارقه لحظه واحده 

وقد قرر أن يغادر ويعود إلى منزله حتى تستطيع حبيبته الإهتمام بدروسها كي تستعد للإختبارات التي لم يتبقى عليها سوى بضع أيام 


أما سالم.... فبعد أن إطمئن على ولده واستقر داخل منزله قرر  أن يصطحب عدي ويذهب إلى تلك الحقيره لينتقم منها أشد إنتقام 

لأول مره في حياته سيقرر إبراح أُنثى ضرباً

لن يتردد في فعل ذلك حتى يشفي غليله مما فعلته ومن بعدها سيذهب إلى قسم الشرطه المحبوس داخله ذلك الحقير وسَيُميته من الضرب أيضا 

القانون سيأخذ مجراه معهم لكنه سيأخذ حق إبنه بيده وهذا قرار لن يتراجع فيه 


في نفس اللحظه الذي دلف ذاك المَمَر هو وولده وجد الطبيب يخرج مهرولاً من غرفه يارا بشكل أفزع الجميع 

بل كان يصرخ بصدمه وخوف 

- هاتولي ماجده بسرعه..... فين العسكري اللي مسؤول عن الحراسه 

إحنا هنروح في داهيه كلنا 

وقف سالم في طريقه وهو ينظر له بإستكشاف ثم قال بشك 

- في إيه يا دكتور.... مالها بنت الكلب اللي جوه دي 

- إنتحرت 

في لحظه كان يمسكه سالم من مقدمه ملابسه ثم يقول بغضب  جحيمي 

- يعني إيه إنتحرت..... ده أنا أوديكم في ستين داهيه .... أنا مخدتش حق إبني منهاااااااا 


أبعده عُدي عن ذلك الطبيب المسكين بصعوبه وحاول كثيراً أن يُهدئه 

في الأخير تلك نهايتها التي تستحقها فإن عاشت حتى وإن أكملت حياتها خلف القضبان لن يَسلم أحد من شرها 

أمسك ذراع أبيه ثم قال بتعقل 

- خلاص يا بابا.... كده أحسن للكل مكانش حد هيسلم من أذاها حتى لو إتسجنت 

نظر له بغيظ لكنه قال براحه أخيراً بدأت  تتغلغل بين أوردته 

- الحمد لله.... يلا أهي غارت في داهيه 

اللي يهمني ياإبني إني أخيراً هتطمن عليك إنت وأخوك وهتكملوا بقيه حياتكم في أمان .


والأمان كان على هيئه حبيب عاشق يقف الأن بين الحضور حابسا حبيبته الصغيره داخل ضلوعه لا يريد من أحدهم أن يقترب منها 

بل يتمنى أن يخطفها الأن ويذهب إلى أقصى بقاع الأرض كي يختلي بها فلا ترى أحداًغيره 

بعد مرور حوالي الثلاثه أشهر وقد إنتهت من إختباراتها ونجحت بإمتياز قرروا أن يقيموا حفل زفاف كبير يليقَ بختام تلك القصه التي ستكون حديث أجيالاً وأجيال .

مثل الملائكه في ثوبها الأبيض والذي ظهر بياضه بشده وهي تلتصق به لتتحدى ذلك اللون الأسود الذي يرتديه 

أخيرا..... إرتاح الجميع وشعرو بالأمان .

المشهد كان رائعاً للغايه لا ينقصه إلا ريشة فنان بارع يستطيع رسم تلك اللوحه المُبهجه بألوانه الزاهيه 

عائله الحاج ربيع حاضرون بأكملهم 

يجلس جانب رفيقه دربه براحه وفرحه وهو يرى أولاده وأحفاده يملأون المكان 

كل واحداً منهم يقف محتضناً حبيبته وكأنهم لم يمر عليهم كل تلك السنوات 

والأطفال من أصغرهم إلى أكبر حفيد يمرحون حول الجميع بفرحه وأمان 

سعيد.... يُحاوط تلك الجميله التي أحبها منذ زمن بعيد وأصر على الزواج منها وقد أنجب منها فتاتان توأم يراهم الأن يقفان في منتهى السعاده مع أزواجهم يوسف وشريف والذين أثبتوا له أنهم حقا يعشقون فتياته بل ويضعوهم داخل أعينهم بحمايه 

وولده نوح الذي كان يعتقد شيئاً منذ زمن وإكتشف عشقه لتلك الصوفيا التي كانت تذوب فيه عشقاً داخلها دون أن يعلم أحد 


أما عن شروق تلك المرأه القويه الجميله والتي عانت الأمرين طوال حياتها..... تجلس بوقار على أحد المقاعد تتطلع لأولادها بفرحه وراحه لكن فرحتها الأكبر كانت بلميس..... والتي إحتضنتها منذ زمن وإعتبرتها إبنتها الوحيده 

غيرت حياتها من النقيض إلى النقيض 

تراها الأن واقفه جنب ذلك العاشق الذي تحدى الجميع .حتى هي..

وأصر عليها إلي أن إقتنصها  وأصبحت زوجته تحت تهديد السلاح 

كاد يطير من الفرحه حينما أخبرته أنها ستُحدد موعد زفافهم بعد أن شُفيت تماماً بمساعدته ومساندته وأصبحت مستعده لتكون أُماً صالحه وزوجه عاشقه 


وأخيراً نرى الثنائي الذي بدأنا معهم تلك الرحله الطويله 

سالم ذلك الأربعيني وصغيرته سمر 

يحتضن خصرها بإحتواء وعشق كأنهما ما زال صغيران أو في بدايه زواجهما 

ينظران لبعضهما البعض بعيون لامعه مليئه بالعشق ثم يتابعون أولادهم بفرحه عارمه 

عُدي وضي حياته.... يحاوطها بخوف وإهتمام بل وكان حريص على راحتها بعدما تقدمت في حملها وأصبحت على وشك إنجاب توأم  أخر  بالتأكيد سيُعيد مسيرته هو وأخيه 


روجيدا.... تلك الصغيره مُدلله أبيها والتي حَظيت بحبيبها بعد عناء 

ترى ولدها سالم الصغير مُنطلقاً مع أقرانه وجانبها عمار الذي اقتنصها من فم الأسد يحمل بين يديه رضيعهم الذي أنجبته منذ أقل من شهر 


وأخيراً..... ينظرون بإبتسامه فرحه لذاك المُختل الذي أثبت أنه النسخه الثانيه من سالم الشريف لكن.... بشكل أعنف وأشد 

لم يسمح طوال الوقت أن يقترب من صغيرته أحد 

لم يراقصها حتى تلك الرقصه التي تحلم بها كل فتاه 

وحينما إعترضت وكادت أن تبكي على تملكه قال لها بمنتهى الهوس 

- إنتي  هبله يا بت.... أه هترقصي معايا وفي حضني بس كل اللي قاعدين دول هيكونوا بيبصوا عليكي 

إهدي يا حبيبي كده وصلي على النبي لما نطلع جناحنا أنا هخليكي ترقصي على حق 


تنظر له بجنون ثم تقول بغيظ شديد 

- على فكره إنت زودتها.... وأنا خلاص جبت أخري منك ماااااشي 

يتطلع لها بعينه الفاجره ثم يقول بوقاحه إعتادت عليها 

- أخري إيه يا حبيبي بس كل الفتره اللي فاتت دي إحنا كنا يا دوب  بنسخن وبديكي حبه دروس 

يضمها بقوه وفجور ثم يكمل 

- من إنهارده بقى هتشوفي أولي إنما أخري..... معاكي مليش أخر يا سمايا 

تبتسم له بعشقاً خالص ثم تقول 

- وأنا مش عايزه يكون ليك أخر معايا يا قلب سماك ونور عينيها من جوه 

بس بالراحه شويه خدني واحده واحده .

- يا حبيبي إنت اللي جننتيني يبقى دي مشكلتك مش مشكلتي 

يا تخليني أبطل جنان يا إما تتحملي هوسي وعشقي ليكي 

تمسكه من جاكيت حُلته ثم تقول بتملك وجنون بل وقوه يُعجب بها كثيراً 

- أخليك تبطل جنان إيه إحنا هنستهبل..... تغمز له بعيناها الشقيه ثم تُكمل بدلال أهلكه 

- زي ما إنت لسه هتوريني أولك..... أنا لسه هبدأ جنان معاك 

بس إستحمل يا حبيبي 


كل هذا يحدث أمام عين ضي التي كادت تبكي من شده الفرحه وحينما سألها حبيبها لما تلك الدموع ردت بصوت مختنق لكن فرحاً للغايه 

- مش مصدقه نفسي يا عُدي.... وأنا شايفه سما و تميم  كده عماله ببص لورا..... كل حاجه شايفاها قدامي 

العذاب اللي عشناه والمؤامرات.... والهروب والجواز 

والوهم اللي أنا كنت عايشه فيه وإنت اللي إكتشفته 

عشقك ليا وأولادك اللي فبطني 

أبوك وأُمك اللي مش هقول عوضونا لأن إحنا مكانش لينا أب وأُم 

اللي خلونا نحس يعني إيه أب وأُم وعيله 

كنت حاسه من زمان إن أُختي بتحب تميم بس مكنتش بقدر أتكلم معاها علشان الموضوع ميكبرش جواها 

كنت بقول إعجاب مراهقة بنت صغيره.. وهيروح لحاله خصوصاً إنه كان بيحب غيرها 

إنما اللي شفته منهم هم الإثنين خلاني أحس إنهم إتخلقوا لبعض 

وإن كل اللي مروا بيه ده هيخليهم يموتوا في بعض وكل واحد عارف قيمه التاني في حياته 

أنا فرحانه لأختي أكتر ما فرحت لنفسي لما إتجوزتك 

بس برضو كل يوم بصلي عشان أحمد ربنا إنه إداني راجل زيك 


ضمها بحنان وإحتواء بل بعشقاً كبير ثم قال ..

- أنا اللي بحمد ربنا عشان خلي عيوني مليانه بالضي 

رزقني بنعمه بحاول أحافظ عليها 

من أول يوم دخلتي البيت ده فيه وإنتي  خطفتي حاجه جوايا 

وقتها مكنتش هقدر أقول حب لأني مش هحب عيله عندها عشره إتناشر سنه 

بس كل يوم كنتي بتكبري فيه قدامي 

بحس إني بتعلق بيكي وعنيكي بتسحبني وبغرق فيها 

صوتك اللي محدش سامعه غيري لحد اللحظه دي يا ضي أنا فاكر نبرته لما سمعته أول مره 

إنتي  تستحقي إنك تعيشي مرتاحه تعيشي ملكه 

وقلبي يكون عرشك 


بعد مرور خمس سنوات كانوا الأكثر هدوءاً على الإطلاق 

داخل أشهر المولات يمشي ذلك المهووس محاوطا صغيرته بذراعه أمام الجميع وقد كانت حاملاً في الشهر السابع 

وقد تركوا أربعة أطفال آخرين مع سمر وسالم وقرروا أن يذهبوا اليوم لشراء مستلزمات التوأمان الذين على وشك القدوم 

نظرت له بغيظ شديد ثم قالت 

- يا تميم المحل كان عاجبني في حاجات كثير ليه مشيتنا من عنده 

رد عليها بغير حارقه 

- إحنا هنستهبل ولا إيه إنتي  مش شايفه إبن الكلب اللي جوه ده 

شكله وسخ وبتاع حريم إسأليني أنا بعرفهم من بصتهم 

حاجه من الإثنين يا كنا نمشي.. يا كنت أقتله إيه رأيك ؟


كادت أن ترد عليه إلا  أنها وقفت مُتصنمه بصدمه حينما رأت أمامها غريمتها القديمه والتي ما زالت تتذكرها وتشعر بخوف داخلها أن يكون حبيبها ما زال يحمل داخله شيئاً ما 

كانت ساره تمشي جانب زوجها الحبيب واضعه كفها على بطنها المُمتده والتي تحمل داخلها فتاه يتمنى جايدن أن تكون شبيهه أُمها 


وقف أربعتهم فجأه مُستغربون من تلك الصدفه التي لم تحدث طوال السنوات المنصرمه 

جايدن وسما قلبهما يخفق بقوه فتلك الصدفه هي ما ستثبت إذا ماكانوا يعيشون بسلام 

أم  كانت مجرد فتره مؤقته وستنتهي الأن 

إبتسم تميم بود حقيقي وكأنه رأى صديقه القديم ثم سلم على جايدن برجوله وترحاب شديد ومن بعدها قال لساره بمُزاح أخ لأُخته وقد ظهر ذلك جلياً داخل عيناه التي يركز فيها جايدن و سما 

- ساره.... عامله إيه مُبارك عليكي ربنا يتمملك بخير 

بنت ولا ولد 

إبتسمت له بهدوء وكأنه شخص غريب عنها رغم الخفقه البسيطه التي شعرت بها داخلها ثم قالت 

- لأ بنت.... معايا مايكل ثلاث سنين بس سايباه مع ماما 

نظرت لسما ثم قالت ببشاشه 

- عامله إيه.... مراتك جميله ربنا يخليهالك اللي جاي إيه بقى 

ردت عليها سما بنبره تظهر عليها الغيره التي تحاول أن تكتمها 

- إن شاء الله ولدين توأم 

ومعايا أربعه غيرهم 

ضحكت ساره وجايدن والذي قال بمُزاح 

- يا إبني إيه اللي إنت بتعمله ده .... إنت ناوي على فريق كوره 

حاوط صغيرته بتملك ثم قال بنبره تقطُر عشقاً جعلت الجميع يشعر براحه داخله وتتبدد تلك المخاوف الواهيه 

- لو عليا هخلف منها ميت عيل .... يكونوا كلهم شبهها 

عشان بس قلبي يرتاح وأحس إن إستحاله تبعد عني 

بمنتهى التلقائيه نظرت له صغيرته بعيون تصرخ عشقاً ثم قالت 

- ولو معيش عيال أصلاً مين يقدر يبعد عن روحه يا تميم غير لو الروح فارقت الجسد 

وإنت عارف إنك روحي ولا إيه 


ضم جايدن حبيبته ثم قال براحه شديده 

- ربنا يخليكوا لبعض.... لما الإنسان بيحب بجد بيحس إن هو عايز يعمل أي حاجه علشان يضمن إن حبيبه ميبعدش عنه 

- أكمل بمُزاح.... وأنا هعمل زيك أخليها كل سنه تجيبلي توأم بقى علشان أضمن إنها هتفضل معايا 


تطلعت له بحب حقيقي ثم قالت بصدق إستشفه الجميع 

- إنت مش محتاج ضمان يا حبيبي أنا كده كده لازقه فيك برضاك أو غصب عنك 

هو اللي تحب واحد زيك تقدر تبعد عنه 


إنتهت الصدفه التي وضعت نهايه للماضي الذي كان يؤرق الجميع 

إكتشفوا أن تلك المخاوف داخلهم ليس إلا هاجساً من شده العشق الذي تملّك منهم 

ألقوا الوداع وكل إثنان ذهبوا في طريقهم 

لكن تلك الصغيره وقفت في المنتصف لتنظر له وتقول بخوف 

- حسيت بإيه لما شفتها.... كانت وحشاك 

حاوط خصرها أمام الجميع ثم ألصقها به وقال بنبره تقطُر عشقاً 

- مبقاش عندي إحساس بأي حاجه في الدنيا غير بيكي 

وعيني مبقتش شايفه غيرك.... إنتي  ماليه عيني يا سما 

حتى لو مش معايا.....

صورتك بتبقى مغميه عيني مش بمزاجي 

زمان حلفت إني أخليكي تدوبي فيا مش تعشقيني بس 

وأنا دلوقتي اللي بقولك وهفضل أقولك..... أذوب فيك موتاً مش بس بعشقك 


تمت بحمد الله


بقلمي/فريده الحلواني

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close