القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غرام الفارس الجزء الثاني كامله بقلم فاطمة محمد جميع الفصول

#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


part 21🌹

غرام و هي تحاول نفض تلك الذكريات من مخيلتها، فكيف تفكر بذلك الشئ فمراد لا يزال سجيناً، بعد قتله لعمها أيمن، و تم الحكم عليه بالسجن المؤبد، فكيف يكون هو، حركت رأسها بعنف محاوله طرد تلك الأفكار و نظرت لأبنتها و رفعت يديها و مسدت علي شعرها بحنان أموي و هي تردف:  حبيبتي متقلقيش أكيد هنعرف مين دخ، متخافيش من حاجه طول ما أنا و أبوكي موجودين


دلف نبيل إلي الغرفة و هي يحرك رأسه بنفي:  مفيش حد يا جماعة، أنتي متأكدة يا غرام، أنة خرج من الباب هنا، أصله معني كلامك أنه لسه في البيت بس أحنا ملقيناش حد


غرام ببكاء:  صدقوني، هو خرج من الباب هنا قدام عيوني 


إسراء و هي تدلف إلي الغرفة و تردف بهدوء: مفيش حد في البيت يا غرام،حتي الغفر مشفوش حد 


فارس و هو يقترب من أبنته: غرام حبيبتي نامي و أرتاحي و أنا هشوف الموضوع ده


غرام الأم: أقفلي الباب عليكي من جوة يا غرام،و فارس هيزود الغفر لحد منعرف مين اللي أتجرء و دخل أوضتك


غادة و هي تنظى لغرام بأسف: ريحي يا غرام شوية أنتي أصلا جسمك تعبان و محتاج راحه


نظرت غرام لكلاً من غادة و إسراء و أردفت ببرود: يلا يا إسراء علي أوضتك و أنت يا نبيل خد مراتك و أدخلو أوضتكو 


أؤما لها نبيل و تحرك مع غادة و قبل تحركه رمق إسراء نظرة لم تفهم معناها،فزفرت بضيق و تحركت هي الآخري مغادرة الغرفة،أما غرام فأردفت: حبيبتي تحبي أنام معاكي أنهاردة 


غرام و هي تؤمأ لها بموافقة: ياريت يا ماما،أنا فعلاً مش هعرف أنام لوحدي 


أبتسمت غرام لها و نظرت لزوجها الذي أردف بمزاح: حلو الكلام ده أووي يا ست غرام هتأخدي أمك مني أنهارده


غرام بأبتسامة لم تصل لعينيها: معلش يا بابا هو أنهارده بس لأنه حقيقي مش هيجيلي نوم


فارس بأبتسامة جذابة: حبيبتي أنا بهزر معاكي أنتي بذات براحتك


أبتسمت له غرام و خرج فارس من الغرفه مغلقاً الباب من خلفه


اما غارام فدثرت نفسها تحت الغطاء بجانب أبنتها و أخذتها داخل أحضانها و ظلت تمسد علي شعر أبنتها،و عقلها شارداً بشئ ما نوت علي تنفيذه


_____________________


بعد مرور ساعتين 


خطت خارج غرفتها تسير علي أطراف أصابعها تريد أخراجه من تلك الغرفة التي دلته عليها حتي يأخذها مخباءاً له 


ففتحت الباب بهدوء شديد و أردفت بصوت خافت: يلا بسرعه،عشان أخرجك قبل ميصحو


أؤما لها و تحرك معها و ظلوا يلتفتون حولهم ليتأكدهم من خلو الطريق و أخرجته الي الحديقه و دلته علي ذلك الباب الخلفي الذي دلف منه و أردفت بغضب طفيف: أنت أزاي تعمل كده،هتكشف نفسك و هتكشف معاك


مجهول 1: أنا خلاص فاض بياو لازم أعيشهم كام يوم في رعب و أخوفهم 


مجهول 2 بغضب: أنا بس نفسي أفهم أنت كنت بتعمل إيه في أوضه غرام،ايه اللي دخلك أوضتها 


مجهول 1 بتحذير: أنتي متقوليليش أعمل إيه و معملش إيه أنتي فهمه و يلا أدخلي قبل محد يشوفك أمشي أتحركي


تحركت مجهول 2 من مكانها عائده لغرفتها مرة اخري و شيطانها يخبرها بأن تتخلي عنه و تعمل لمصلحتها فقط لا غير و تنسي ذلك الانتقام اللعين الذي من شأنه تدمير حياتها و مستقبلها


____________________

في صباح يوم جديد


أستيقظت غرام و نظرت بجانبها فوجدت أبنتها لا تزال نائمه ففركت عينيها بتعب فهي منذ ما حدث.أمس لم تنم الإ ساعات قليله،فكلما أغمض لها جفن،تستيقظ مره آخري علي كابوس فأعتدلت بجلستها علي السرير و حركت عنقها بأهاق و بعدها نهضت من مكانها و خرجت من الغرفه مغلقة الباب بهدوء،و أتجهت ناحية غرفتها فوجدت فارس مستيقظاً 


غرام بهدوء: صباح الخير يا فارس


فارس و هو يلتفت إليها: صباح النور يا غرام، غرام عامله إيه دلوقتي


غرام بأيماءه: كويسه أطمن 


فارس و هو يزفر: أطمن أزاي بس،و أحنا لسه منعرفش مين اللي دخلها أمبارح الاوضه و عاوز إيه منها


أبتلعت غرام ريقها و أردفت بتلعثم و تردد واضح: فارس هو اللي حصل أمبارح ده مش بيفكرك بحاجه


فارس و هو ينظر لعا بأنعقاد حاجبيه: حاجه زي ايه يا غرام وضحي كلامك


غرام بتنهيده طويلة: يعني لو تفتكر من كام سنه لما أنا و أنت كنا لسه متجوزين و كنت بحس أنه حد بيدخل أوضتي و 


لم يستمع فارس لبقيه حديثها فتلك الذكري مرآت أمام مخيلته مرة آخري فجحدت عينيه و هو ينظر لغرام بعدم تصديق: أنتي تقصدي اللي أنا فهمته


غرام بحيره من آمرها: مش عارفة يا فارس بس أنا حاسه أنه مراد،فارس أنت لازم تسئل و تشوفه لسه في السجن و لا هرب و لا إيه حكايته بضبط،و لو هو عاوز إية من بنتي هي مأذتوش في حاجة


___________________


في منزل اسر و شهد 


أستيقظ فارس من نومه و أمسك هاتفه حتي يعرف الوقت فوجدها الواحده ظهراً، فأعتدل بجلسته و أغمض عينيه يحاول أن يتذكر آحلامه التي أصبحت غرام بطلها فحتي في نومته لا تتركه، فظل يتخيلها بين أحضانه و ملكه، و لكنه سريعاً ما فتح عينيه يوئنب نفسه علي تلك الأفكار، فهو لا يجوز له أن يفكر بها تلك الطريقه، فهي لا تزال ملكاً و زوجه لغيره، فزفر بضيق و نهض من مكانه يريد أنهاء ذلك الآمر ال يوم و سيضع له حداً


دلف الي الحمام و نزل تحت الماء البارد يريد أخماد تلك النيران التي أشتعلت بجسده و بقلبه كلما تذكر بأن غرام تزوجت بغيره و أصبحت ملكاً لغيره فخرج من الحمام و هو يحاويحاوط حط خصرة بالمنشفه و ما كاد أن يرتدي ملابسه حتي وجد الباب يفتح علي مصرعيه و يصاحبه دخول كلاً من ملك و مالك و أصوات صراخهم تسبقهم فقلب فارس عينيه بملل فأردف مالك بغضب


مالك بغضب:  بص يا فارس أنت لازم نشوف صرفه مع أخوتك دي، رجعت تاني تلبس لبس صبياني و كل ما آجي ألبس تيشيرت مش بلقيه و ارجع القيها لابساه أنا حقيقي زهقت منها لازم تشوفولكوا حل معاها


ملك بصياح مماثل:  والله أنا حرة بقا ألبس اللي يعجبني و بعدين قمصانك دي أحلي عليا، عشان بس تبقا عارف


فارس و هو يلتفت اليهم و ما كاد يتحدث حتي جحدث عينيه و أردف بصدمة:  نهار أبوكي أسود إيه االي أنتي عملاه ده شهد شافت اللي أنتي عملاه ده


ملك و هي ترفع يديها تمسد علي شعرها الذي قامت بقصه مثل الرجال:  لا لسه، بس هتعمل إيه يعني، أنا حرة، حرررررة سمعين


دلفت شهد إلي الغرفه بنفس الوقت و أرفت بتهكم:  لا يختي مش حرة و يلا عشان تنزلي تحضري معايا الغدا


ما لبثت أن تكمل حتي جحدت عينيها لا تصدق ما فعلته أبنتها بشعرها 


شهد بصدمة:  نهار أبوكي أسود يا ملك، إيه اللي انتي عملتيه ده أنتي أتجننتي، خدي إذني قبل ما تعملي كده يا بت إنتي


ملك بلا مباله:  لا طبعا مخدتش عشان عارفه أنك مش هتوافقي و بعدين هو ده شعري و لا شعركو، أنا حره فيه أقصه، أطولوا، أولع فيه 


شهد و هي تتلفت حولها كالمجنونه تبحث عن شئ حتي تضربها بها و لكنها لم تجد فأقتربت منها تريد جذبها من شعرها 


شهد و هي تحاول ضربها:  طيب أنا دلوقتي لما أحب أضربك و أشد شعرك أشده وزاي و أنتي حلقهولي زيرو كده ها


ملك و هي تجري بالغرفه و شهد خلفها:  يا ماما أهدي و أ مست هدي بالله الكلام أخد و عطا 


شهد بعصبيه:  و أنت خليتوا فيا عقل 


أما مالك فكان يتابع ما يحدث و عينيه تشع سعاده فاف.بصوت عالي: أيوه كده يا ماما الله ينور و بعدين ياريته جه علي شعرها و بس دي بتلبس لبسي 


شهد و هي تمسكها: كمان أنتي عاوزه تجلطيني صح


أما فارس فتنهد بضيق و أخذ ملابسه و ترك لهم الغرفه ليقابل والده في وجهه 


آسر: هو في إيه بضبط أمك و أخواتك صوتهم عالي ليه


فارس بضيق: أدخل شوف حضرتك بنفسك


و تركه و دلف أحدي الغرف ليرتدي ملابسه اما شهد فكانت لاتزال تمسك ملك و تنهرها علي فعلتها تلك فدلف آسر الي الغرفه


اسر: هو في إيه هو أنا دخلت عنبر كام


مالك بضحك هستيري: ملك يا بابا عملالي فيها واد و راحت قصت شعرها و الانقح بتلبس قمصاني شوفت


آسر بسخريه: يعني و هي هجيبه من برة،ما كله من أمك


ألتفتت له شهد و هي تردف بصياح و هصبيه: بتقزل إه يا آسر سمعني 


آسر: مبقولش يا حبيبتي بقول تسلم إيدك بس ربيها بنت قليله أدب و ربايه


مالك بموافقه: بضبط كده دي قليله أدب و ربايه أضربي يا ماما و لا يهمك 


تركت شهد ملك و أتجهت ناحيه مالك و هي تردف: لا خوش يا واد أنت اللي متربي بلا نيله و أنت طالع لابوك غور من وشي


رفع آسر يديه و حك أسفل عنقه و هو يردف: الست دي بتحبني اووي شفت قالتلك إيه


________________


وصل فارس أمام الدوار فأستقل من سيارته و أغلق الباب خافه و هندم ملابسه و تحرك لداخل الدوار، فوقع عينيه علي غرامه الذي تسير برفقه إسراء، فظهرت أبتسامه علي وجهه، و أقترب منهم و أردف بابتسامه جذابة:  مساء الخير


نظرت له كلاً من إسراء و غرام و لم يرد عليه أحد، ف إسراء تشعر برهبه و خوف شديد من أي رجل، أم غرام فمازالت لم تنس ما فعله، و ما أوصلهم إليه


فارس بهدوء مزيف:  غرام ممكن أكلم معاكي 


إسراء و هي تستأذن من غرام: طيب أنا هسيبكو و أدخل أوضتي عن أذنكو


أؤمات لها غرام و تحركت إسراء مغادرة من أمامهم فنظرت غرام تجاه فارس ببرود و أردفت:  خير إيه الكلام اللي عاوز تكلمه معايا، أنا سمعاك


فارس و هو يزفر شاعراً بالضيق من أسلوبها الحاد معه: غرام أنا عاوز نرجع زي الأول، أنا مش هدافع عن نفسي و أققول أنا مغلطتش، بالعكس أنا عارف كويس أوي أني الغلط كان مني من الأول، و أنا اللي وصلتك و وصلت نفسي للي أحنا فيه دلوقتي


غرام بمقاطعة:  أنت عاوز إيه دلوقتي، أنا عاوزه أفهم


فارس:  أنا عاوز فرصه أصلك فيه كل اللي أنا عكيته و مكنتش فهمه، أنا بحبك يا غرام، بحبك من و أحنا عيال، بحب كل حاجه فيكي ضحكتك، عيونك، خد


قاطعته غرام مردفه: و أنت جاي تعرف مشاعرك دلوقتي، بعد فوات الآوان


فارس و هو يحرك رأسه بنفي:  لا يا غرام أنا عرفته من بدري من قبل متجوزي كريم، و ده كان السبب اللي خلاني أسيب ريتاج، بس هي لعبتها صح، و وهمتني أنها متقبله حبي ليكي و أنها مش بتحبني و أنه كان مجرد أعجاب مش أكتر، و أنا كنت غبي و صدقتها، و ساعتها فهمتني أنها هتكلم معاكي و هتفهمك كل حاجه، بس هي معملتش كده و فضلت منيماني لحد ما أنتي أتجوزتي


صمت قليلاً يحاول تهدئه أنفاسه الغاضبه فرفع يديه يمسح علي وجهه و هو يردف:  كنت فاكر أنك أنتي اللي خدعتيني لانها قالتلتلي أنها قالتلك علي كل حاجه و فهمتك و أنتي تقبلتي و قولتلها أنك هتسيبي كريم، و محتاج شويه وقت بس عشان تقدري تسامحيني، و أنا من هبلي و سذاجتي وافقت و ما صدقت ما دام عارف أنك هتسامحيني، بس أتفجاءت بنبيل بيكلمني يوم فرحك و بيقولي


لمعت عينيه بالدموع و رفض تحريرهم و أردف بنبرة متحشرجه:  أنا مصدقتش ساعه لما قالي، قولت مستحيل غرام تعمل كده و تخدعني، بس لما جيت عرفت أنه حصل و أنك أتجوزتي فعلاً، و ساعتها أتخانقت مع نبيل، و كله كوم و لما عرفت أنه ريتاج و كريم متفقين مع بعض كوم تاني، الهانم عرفت أني بعت واحد يجبلي قرار كريم قامت دفعاله عشان ميقوليش حاجه و وصلت لكريم و اتفقوا سوا عشان يفرقونا يا غرامي 


كانت غرام تستمع إليه و جسدها يننفض فكل هذا الحديث، لم تكن تعلم عنه شئ، و ظلت تنظر اليه و إلي دموعه الحبيسه داخل مقلتيه و كم تمنت بالقاء نفسها داخل أحضانه و لكنها فعلت عكس ما تشعر به تماماً 


غرام ببكاء:  أمشي يا فارس أمشي، و متنساش اني لسه متجوزه 


و أسرعت مهروله من أمامه ليردف هو بصوت عالي وصل إلي مسامعها:  هتطلقي يا غرام، سمعاني هتطلقي و قريب أووي هتبقي علي ذمتي أنا


__________________


دلفت غرام الدوار و هي تفكر بحديث فارس،تنوي تبديل ملابسها و الذهب الي المستشفي لروئيه كريم، و ما كادت تصعد الدرج حتي أستمعت إلي رنين هاتفها، فأخرجته و أردفت بأستغراب:  ألو


أحدي الممرضات:  ألو، حضرتك أحنا من المستشفي، و حابين نبلغ حضراتكو، أنه الحالة فاقت من الغيبوبة و بيسئل علي حضرتك


_____________________


أما فارس الأب فكان بمكتبه ينتظر مكالمة ضرورية و و أثناء شروده دلفت غرام بلهفه إلي الغرفه و هي تخبرة بأستعاده كريم وعيه


غرام:  بابا، المستشفي أتصلت كريم فاق


فارس براحه:  طب الحمد لله،يلا أطلعي أوضتك غيري بسرعه عشان نروح نشوفه، و نعرف منه اللي عمل فيه كده


أومات له و خرجت سريعاً من الغرفه أما فارس فتغيرت ملامحه و هو ييفكر أيمكن أن يكون مراد، هو من يفعل بهم كل ذلك فزفر بضيق و ما كاد يمسك هاتفه حتي وجده يرن، فأجاب المتصل بصرامه و هو يردف:  أكلم أنا سامعك


المتصل: حضرتك توقعاتك في محلها، مراد هربان من السجن بقاله كام أسبوع


#يتبع الحلقه 22


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


part 22

في المستشفي


دلف كلاً من فارس و غرام و أبنتهم إلي غرفه كريم الذي كان مستيقظاً 


فارس بأقتضاب:  حمدالله علي السلامه


كريم و هو يبتلع لعابه:  الله يسلم حضرتك


غرام الأم:  حمد الله علي السلامة يا كريم


كريم بأيماءه و يشعر بالخجل الشديد:  الله يسلم حضرتك


ثم نظر تجاه غرام نظرة سريعه و كادت غرام أن تتحدث فوجدت باب الغرفه يفتح و يدلفه منه أثنين من أفراد الشرطه


أحدهم:  بعد إذنكو عاوزين نأخد أقواله 


أؤما له الجميع و نظر فارس لزوجته و أبنته حتي يخرجون من الغرفه 


الشرطي و هو ينظر لكريم:  أستاذ كريم عاوزين نعرف مين اللي عمل فيك كده و ليه، التحقيقات دلتنا علي أكنر من حد ليك عداوه معاه، بس طبعا مفيش دليل ضد أي حد فيهم 


كريم بأيماءه:  تمام أنا هحكي لحضرتك أنا كنت قاعد في البيت لوحدي لأن زوجتي كان بقالها فتره عند أهلها و بعدين سمعت الباب بيخبط فقومت عشان أفتح بس ساعتها مكنتش شايف قدامي كنت شارب كتير و يدوبك أول ما فتحت لقيت اللي بيزقني لجوه البيت و دخل و قفل الباب وراه


flashback🌹

كريم و هو واقعاً علي الأرضيه و يحاول روئيه من أمامه:  أنت مين 


الآخر بصوت غليظ:  أنا عملك الأسود يا كريم يا بنا


ثم أخرج مسدسه من ملابسه و رفعه علي كريم و سدد له بعض الطلقات 


فوقع كريم غارقاً بدمه


back🌹

كريم:  بس ده اللي أنا فكره، و أكتر من كده مقلش


الشرطي بأستفهام:  طيب أنت تعرفه 


كريم محركاً رأسه بنفي:  مقدرش أققولك أعرفه و لا لا لأني بقول لحضرتك مشفتش وشه


الشرطي بهدوء:  تمام كده برضو مقدرناش نوصل منك للي عمل كده 


فأردف الآخر و هو ينظر لكريم:  تمام حمد الله علي السلامه مره تانيه


خرجوا مم الغرفه و عقب خروجهم دلوف فارس و عائلته مره آخري 


فارس بأستفسار:  قولتلهم إيه يا كريم، مين اللي عمل فيك كده


كريم و هو يشعر ببعض الآلآم بجسده:  مش عارف الحقيقي أنا يعني في الحقيقه كنت شارب و مقدرتش أشوف وشه


فارس بشك أثار ريبه زوجته:  ايوه يعني مش فاكر اللي عملها كاز راجل كبير و لا شاب صغير


كريم بنفي:  لا مش فاكر


أما غرام فنظرت لزوجها و الذعر و الريبه قد تملكاها


فنظرت لفارس و أردفت:  فارس تعالي بره ثواني


فارس و هو يزفر:  ماشي


أما كريم فكان يشعر بالخجل الشديد و لأول مره بحياته يشعر بذلك الشعور أمام أحد، فشعرت غرام بخجله من أفعاله فتنهدت بهدوء و أقتربت منه، لا تنكر بأنها لا تزال تشعر بالبغض و الأشمئزاز منه، و لكن ما حدث معه جعل قلبها يرق،فهو بالنهايه بني آدم، و لا يوجد أي إنسان معصوماً من الخطأ، و من الممكن ان ما حدث له يكون بدايه جديده له 


غرام بهدوء:  عامل إيه دلوقت


كريم بتنهيده طويله:  مش كويس خالص يا غرام ثم رفع عينيه أخيراز للتقابل أعينهم و أردف بهدوء:  اللي حصلي فوقني يا غرام ، أنا كان ممكن أموت ، كنت هقابل ربنا أزاي و أنا مسبتش حاجه وحشه الإ و عملتها


غرام و هي تشعر بالشفقه تجاه:  ربنا غفور رحيم يا مريم، و أداك فرصه تانيه عشان تصبح كل اللي عملته، و أتمني أنك تستغل الفرصه و مش تضيعها 


كريم بأبتسامه لم تصل لعينيه:  غرام


غرام بهدوء:  نعم 


كريم بضيق و قلبه يتألم:  أنتي طالق


خارج الغرفة


غرام بريبة:  في إيه يا فارس قولي عرفت إيه


فارس بثبات و قوه:  أنتي اللي في إيه يا غرام مخرجاني من الأوضه عشان تسئليني في إيه


غرام و الشك يثاورها:  أنت سئلت عن مراد، عرفت عنه حاجه 


فارس محركاً رأسه بنفي:  لا يا غرام معرفتش حاجه لسه و أطمني طول ما أنا جمبك أطمني أنتي فهمه


غرام و هي ترتمي علي صدره:  أنا خايفه يا فارس، من ساعه اللي حكته غرام و أنا خايفه، و بذات أن الأوضه هي أوضتنا القديمه اللي كان بيدخلها مراد


فارس و عضلات وجهه تتشنج:  متقلقيش يا غرام و صدقيني مش مراد، و اللي عمل العمله الوسخة دي أنا هعرف ألقيه، يلا ادخلي متسبيش بنتك معاه لوحدها 


غرام و هي تخرج من أحضانه:  و أنت


فارس بأقتضاب:  هعمل تليفون و أحصلك


أؤمات له و دلفت إلي الغرفه


إما فارس أخرج هاتفه و أردف بصرامه:  عاوزك تزودلي رجاله حولين البيت و عند الباب الخلفي مش عاوزه فاضي مفهوم


__________________


في منزل حفيظة


ذهبت مي و عامر لقضاء عده أيام برفقة حفيظة بعد أن أقترحت عليهم هذا الأفتراح لتنفيذ مخططها الشيطاني فوافقت مي بحسن نيه و كذلك عامر الذي سعد بتغيير والدته، لا ينكر دهشته من ذلك التغير و لكن لا بأس به ما دامت تعامل حبيبته و زوجته معامله جيده مقارنه بما سبق 


كانت مي تقف في شرفه غرفتها تفكر ماذا عليها أن تفعل بعد أن وجدت تلك الصوره التي جمعتها بمحمد، فهي تتذكر جيداً بأنها قد ألقت تلك الصوره، فما الذي جاء بها مرة آخري بين ملابسها، و لكن خطر علي بالها تلك المره التي كانت حفيظه متواجده بمنزلهم فهي قبل مجيئها القت بالصورة، فجزت علي أسنانها بغضب عندما علمت بأن الفاعله لم تكن الإ حفيظه، و بالتالي فهي لم تتغير بعد، و كل ذلك ما الإ تمثيلاً و خداعاً منها تريد أخداعهم به، فقامت من أفكارها علي من يجذبها من خصرها و الصاقها به من الخلف ليصبح ظهرها ملاصقاً لصدره


عامر بهمس بأذنيها:  الجميل سرحان في إيه 


مي و هي تغمض عينها مستمتعه بقربه ذاك فأردفت بهدوء: أققولك و متزعلش 


عامر و أبتسامه ترتسم علي شفتيه:  ما أنتي عارفه مش بعرف أزعل منك


مي بتنهيده:  عاوزة أمششي من هنا يا عامر و أرجع بيتنا، أحنا بقالنا يومين، مش كفايه و لا إيه


عامر و هو يخرجها و يقوم باستدارتها له لتقف مواجهه لوجهه:  إيه اللي حصل، حد زعلك، ماما عملتلك حاجه


تنهدت مي و لزمت الصمت و زاغت بعينيها بالغرفه لا تعرف بما عليها أن تجيبه


عامر و يرفع أصابعه و يمسك بها ذقنها و أردف بقلق ظاهر :  أكلمي يا مي، إيه االي حصل متقلقنيش


مي و هي تبل شفتيها: أنا هحكيلك و أكيد هتفهم أنا عاوزه أمشي ليه لما أحكيلك


عامر بأيماءه: أحكي أنا سمعك


مي و هي تنظر لعينيه: أنت طبعا عارف أن أنا كنت مخطوبه قبل كده و 


ما لبثت ان تكمل حتي قاطعها عامر بغيرة شديده: إيه اللي جاب السيرة الزفت دي دلوقتي


مي و هي تبتلع لعابها: هقولك،هو محمد،اللي هو كان خطيبي مات في حادثه،و أنا و هو كنا مخطوبين عن حب،بس  ربنا مأردش أننا نكمل،المهم أنه أنا مكنتش هوافق عليك لما بابا قالي بس هكا ضغطو عليا و قعدو يقولولي كلام الناس و مش عارف إيه،المهم وافقت و قولت هعكل معاك مشاكل و هزهقك لحد مطلقني


ثم تنهدت تنهيده طويله و أسترسلت حديثها: و بعدين جه يوم الفرح و مامتك جت و قت جمبي و حكتلي هلي قصه الحب اللي بينك و بين إسراء من و إنتوا صغيرين،و طبعاً أنت أكيد فاهم دلوقتي هي حكتلي ليه،كانت عاوزاها تيجي مني،و ده طان المفروض يحصل،بس أنا وافقت و كملت لما عرفت أنه قلبك ملك غيري و قزلت هو أكيد من نفسه هيحب أنه يطلقني لما يحب يرجعلها ده غير أني حلفت بيني و بين نفسي أني هقرفك و أزهقك


كان عامر يستمع لحديثها لا يعلم لما تقص عليه هذا الكلام في هذا الوقت فعقد حاجبيه و الغيره تنهش بقلبه و جسده: أنتي بتحكيلي ليه دلوقتي،مش فاهم أنتي عاوزه توصلي لإيه


مي و هي تقترب منه و تندر لعينيه بنظره لم يراها عامر من قبل فهي لم يسبق لها و أن نظرت له بتلك الطريقه


لأني أنا حبيتك يا عامر و مش عاوزه أسمح لحاجه أنها تخسرنا بعض أو تفرق بينا


كادت أن تظهر شبح أبتسامه علي وجهه لاعترافها بحبها له فأبتلع ريقه شاعراً بحراره جسده تزداد فأسترسلت مي مردفه: مامتك عاوزه تفرق بينا يا عامر


عامر و ملامحه تتبدل مره آخري للضيق: أزاي يعني أنتي مش شايفة هي أتغيرت أزاي و بقيت تعاملك أزاي


مي بأيماءه و سخريه لاذعه: لا شايفه طبعاً و ده أنا كنت مستغرباه بس فهمت معناه من شويه صغيرين و عرفت هي بتعمل ليه كده

!!!!!!!!


عامر بأنعقاد حاجبيه: ليه بقا


مي و هي تتحرك تجاه التسريحه الخاصه بها و فتحت أحد أدراجها مخرجه تلك الصورة التي كانت ستتسبب في أنهاء زواجها 


مي و هي تعطي تلك الصورة لعامر: الصوره دي أنا كنت وخداها معايا عشان كنت بحبها،بس لما أنا و أنت قربنا لبعض قررت أني أخلص منها و فعلا رميتها في الزباله و اليوم اللي أنا رميتها فيها هو اليوم اللي مامتك كانت عندنا و أظن الصورة كده وضحت يا عامر 


ظل عامر ملتزما بالصمت يفكر بكلامها لا يعلم لما تفعل والدته ذلك معه فهو يصدق مي فتنهد بضيق فوجد مي تدلف داخل أحضانه و حاوطت خصره بذراعيها 


مي بنبره عاشقة:  عامر خلينا نمشي من هنا، أنا مش بقولك متكلمش مامتك، لا كلمها و متعرفهاش حاجه من اللي قولتهالك، بس في نفس الوقت خلي لينا بيتنا المستقر، أنا مش عاوزه حد يدخل بينا، أي علاقه فيها طرف تالت بيخرب العلاقه


عامر و هو يخرجها و يحاوط وجهها بين كفيه:  ماشي يا مي هنمشي أنهارده، و هعملك اللي أنتي عاوزاه،ثم اردف بعشق: قوليلي أنتي قوليتيلي إيه من شويه


مي بأبتسامه و عينيها لا تفارقه: قولتلك بحبك،بحبك يا عامر و عمري محبيت حد زي محبيتك


عامر و هو يقترب منها و يردف بنبره عاشق: و أنا كمان يا مي بمووت فيكي ثم أقترب منها ملثماً شفتيها بنهم و عشق بادلته إياه


___________________


في الدوار 


نزلت غادة في غرفتها متجهه ناحيه غرفة إسراء بعد أن شعرت بالملل الشديد، أقتربت من غرفة إسراء و دلفت دون أن تطرق الباب 


غاده و هي تبحث بعينيها عن إسراء حتي وجدتها تقف خلف النافذه تتطلع علي الحديقة، فأقتربت منها و أردفت:  إسراء


إسراء و هي تلتفت لها:  أيوة يا غادة


غادة بأستفسار:  مالك اليومين دول شايفاكي سرحانه كتير


أبتلعت إسراء ريقها و أردفت بهدوء ينافي ما بداخلها:  مفيش يا غادة، عادي، الا صحيح هي  شروق فين من أمبارح مظهرتش


غادة بأنعقاد حاجبيها:  مظهرتش أزاي يعني، و بعدين أنتي من أمتي بتسئلي علي شروق


إسراء بسخرية:  إيه يا غاده إنتي نسيتي أنها كانت صاحبتي زيك بالضبط


غادة بنفي:  لا منستش بس الكلام ده من زمان و أنتي عارفه بالرغم أنهابنت خالتي، بس ليها تصرفات مش بتعجبني


إسراء و هيتنظر للنافذه: سيبك بقا،المهم طمنيني أنتي عاملة إيه مع جوزك


غادة بأبتسامة: الحمد لله،هوأينعم لسه زعلان مني عشان خرجت وليد،بس والله كان غصب عني و مردتش أزعل ماما،بس أنا هعرف أصالحه متقلقيش


أومأت لها إسراء فأردفت غاده بحماس: متيجي نطلع نتمشي شويه الجو حلو اوي انهارده


إسراء بنفي: لا أخرجي أنتي أنا مش عاوزه 


غادة بتنهيده: ماشي براحتك،مش هضغط عليكي


_____________________

في منزل شروق و وليد


كانت شروق بغرفتها تأتي ذهاباً و أياباً لا تعلم لما قام شقيقها بحبسها داخل غرفتها فأقتربت من الباب و ظلت تطرق عليه بغضب و عنف 


شروق:  أفتح يا وليد، افتح أنا مش حيوانه عندك عشان تحبسني كده أنت سامع، و بعدين أنا عندي شغل لازم أروحه، أفتح بقولك


وليد من خارج الغرفه و هو يجلس يشاهد التلفاز:  و أنا قولت مفيش خروج و وريني هتخرجي أزاي و شغل تاني عند الناس دي أمسي، و بعدين مش مكسوفه من نفسك و أنتي بتخدمي عندهم و بنت خالتك متجوزة ابنهم، بت مكملتش يومين، و عرفت تشيل الجمل بما حمل


شروق بترجي:  يا وليد أسمعني بس، بص افتح و نتفاهم، طب هي فين ماما 


وليد و هو ينهض:  أمك بره في السوق يا حلوه، و بعدين أنتي فكرك ممكن تكسر كلمتي و تفتحلك أنسي، و لو حصلت هكسرلك رجلك سامعه يا شروق و لا لا

_________________


في المستشفي 


خرج كلا من غرام و أبنتها من الغرفه بعد أن أطمئنوا علي كريم 


غرام بأستغراب:  إيه يا ماما هنفضل واقفين كده مش هنخرج بره المستشفي


غرام بنفي:  لا أبوكي قلنا نستناه و منتحركش من قدام الاوضه لحد ميقرب بالعربيه و يقف بيها قدام المستشفي


غرام باستفسار:  و ليه كل ده!! 


غرام بضيق:  في إيه يا غرام أبركي قال كده من أمتي بناقشه في كلامه 


غرام بضيق مماثل  :  ماشي يا ماما


نظرت لها والدتها و هي تردف:  أتكلم معاكي في حاجه لما خرجنا انا و أبوكي بره


غرام بأيماءه:  أيوة، كريم طلقني يا ماما، و مستني لما يقوم عشان ينهي جوازنا ده نهائياً


تنهدت غرام بضيق فأبنتها لاتزال في ربيع عمرها و أصبحت مطلقه، و علي الرغم من توقعها حدوث ذلك و لكن وقوعه شئ مختلف 


رن هاتف غرام

و لم ينتبه أي منهما إلي الشخص الذي طان يقف قريب منهم و يستمع لحديثهم و أنفرجت أساريره لسماع هذا الخبر و أردف في نفسه: و أخيراً يا غرامي، خلاص هانت يا حبيبتي و تحرك من مكانه ناوياً علي فعل شيئا ما


رن هاتف غرام فوجدته فارس الذي أخبرهم بوقوفه أمام المستشفي


غرام لابنتها: يلا يا غرام أبوكي واقف بره يلا


أؤمات لها غرام و تحركت معها و أثناء سيرهم قام بخبط غرام الأم بكتفها فنظرت له غرام فاردف بهدوء: أنا آسف جداً و أبتسم لها و تحرك سريعاً من أمامها


أما غرام فظلت واقفه في مكانها عاقده حاجبيها تريد أت تتذكره 


غرام باستغراب: إيه يا ماما تعرفيه و لا إيه


غرام و هي تنظر لابنتها: لا يلا بينا و تحركت معها و تقلها شارداً بذلك الرجل تريد أن تتذكره


فركبت السياره بجانب فارس و غرام بالخلف و فجاءه جحدت عينيها عندما علمت هويته و أين رآته من قبل نعم فشكله تغير كثيرا لذلك لم تستطع التعرف عليه بسهوله فهي آخر مرة رائته فيها كان منذ أكثر من عشرون عاماً فأردفت بصوت وصل إلي مسامع فارس: مراد!!!!!


#يتبع الحلقه 23


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


part 23

_________________


فارس بصدمة:  أنتي بتقولي إيه يا غرام


غرام وهي تبتلع لعابها بخوف و استدارت للخلف تنظر لأبنتها التي لا تفقه شئ من حديثهم


غرام بثبات زائف:  مفيش يا فارس مفيش


غرام بدهشه من حالة والدتها:  مالك يا ماما، وشك اصفر كده ليه


غرام بعصبية وانفعال:  ماقولت مفيش، هتفضلوا كل شويه تقولولي مالك!!؟ 


فارس ببرود عكس ما بداخله من نيران مشتعلة فهو قد سمعها عند لفظت بأسم مراد و نظر لابنته بالمرآه: خلاص يا غرام، سبيها براحتها


أومأت له غرام و نظرت من النافذة تشعر بارتياح لم تشعر به منذ وقت طويل


أما غرام فظل مشهد رؤيتها لمراد يتكرر أمام عينيها و كأنه شريط يعاد أمام عينيها


وصل فارس بالسيارة أمام الدوار 


فترجلت غرام من السيارة أولاً تحت أنظار زوجها و أبنتها 


وأردفت بقلق:  بابا هي ماما مالها؟ 


فارس و هو ينظر لابنته:  متقلقيش يا حبيبتي انا هشوفها يلا ننزل دلوقتى، و انا هتكلم معاها


غرام بأبتسامة:  ماشي يا بابا، يلا


و ترجلت هي الأخري و دلفت الدوار بجوار والدها 


غرام: يلا يا بابا روح شوف ماما مالها عقبال ما انا ما اغير هدومى و انزل 


فارس بإيماءة: ماشي


داخل غرفه غرام 


كانت تدور بالغرفة ذهاباً و اياباً لا تصدق بأنه يحوم من حولهم مرة آخري و لكن الفرق بأنها تلك المرة لا تعلم ماذا يريد منهم و لما يحوم من حولهم مرة آخري


فارس و هو يدلف الغرفه ليراها علي حالتها تلك: في إيه يا غرام،و ايه حالتك دي؟


غرام و هي تقترب منه و وجهها شاحب اللون و الذعر و الخوف باديان عليها: مراد يا فارس،مراد شفته في المستشفى،خبط فيا و انا خارجه انا و غرام من المستشفى،فارس قولي الحقيقة مراد هرب مش كده،قول الحقيقة متكدبش عليا 


فارس و هو يحاول تهدئتها و يحاوط وجهها بين كفيه: غرام أهدي،متخافيش،محدش هيعرف يقرب منك و لا أنتي و لا ولادي طول ما أنا عايش أنتي سمعة،أنا زود الرجالة حولين البيت ، و مراد قريب اوي هيتمسك، متخافيش 


جحدت عين غرام و هي تتذكر ذلك المجهول الذي دلف إلى غرفة أبنتها و أردفت بذعر:  يبقى هو يا فارس مراد اللي دخل الأوضه و غرام نايمه فيها، هو عاوز إيه من بنتي يا فارس


فارس بضيق:  غرام ممكن تهدى و بعدين مراد أستحاله يقدر يوصل لغرام طول مهي في وسطينا، بنتك من النهارده ممنوع تخرج لوحدها مفهوم 


___________________


في غرفة مي و عامر


قامت مي بتجميع و توضيب اغراضها واغراض عامر للعودة إلى منزلهم مرة أخرى و كانت الابتسامة على وجهها لا تفارقها سعيده بمصارحتها لعامر بكل شئ، فلا يوجد. شئ أفضل من قول الحقيقة، فماذا كان سيحدث معها أذا كان هو من وجد تلك الصورة و رآها و تحققت غاية حفيظة للتفريق بينهم، ماذا كانت ستفعل بعد أن وقعت في عشقة، تتخيل زواجه من زهره عقب انتهاء زواجهم و بدء حياة جديدة مع تلك الزهرة التي كان يعشقها زوجها قبلها، انتبهت لنفسعا و لما قالته فضربت جبينها بيديها تلعن نفسها فهي تعرف جيدا أن عامر يحبها بل يعشقها هي، فلماذا تفكر بزهرة و حبه لها سابقاً، فذلك الحب لم يكن حقيقياً، كان حب مراهقه و ليس أكثر 


انتبهت علي صوت الباب و هو يفتح و يدلف منه أحد ما ظنته هي أنه عامر


حفيظة بغيظ و هي تنظر لتلك الحقيبة:  إيه الشنطه دي يا مي


مي و هي تنظر لها:  دي حاجتنا انا و هامر، احنا هنرجع بيتنا بليل، اول ما يجي من برة


حفيظة بغيظ:  ليه بس كده ده انا لسه ملحقتش اشبع بابني 


ثم استدارت حفيظة تنظر للمكان الذي وضعت وخبأت به تلك الصورة حتى يراها عامر فوجدتها فارغة جزت على أسنانها و التفتت لمي:  أنتي اللي لميتي الحاجه اللي كانت في الدولاب 


مي بإيماءة:  اه انا، وأحب أطمنك و اقولك أنه انا اللي لقيت الصورة مش عامر، و محصلش اللي حضرتك كنتي عاوزاه يحصل


جزت حفيظة علي اسنانها و أردفت بصياح غاضب:  يبقى أنتي، أنتي اللي قولتيلو عشان تمشو من هنا، بس أنا هوريكي يا بنت فرح و هخليه يطلقك و يرميكي زي الكلبه انهارده اول ما احكيله علي كل حاجه من الاول و احكيله علي الصورة اللي لقيتها عندك وانتي كنتي مخبياها بتاعه حبيب القلب


كانت مي تنظر لها بصمت لا تعلم بماذا ترد عليها أما حفيظة فخرجت من الغرفه و هي تتوعد لها


______________


في ذلك المنزل المهجور


كان مراد يتسطح على ذلك السرير يفكر في غرامه و تذكر ذلك المشهد الذي لم يفارقه طوال سجنه و الذي كان يجعل مراد يشتعل و يزداد كره ناحية فارس


flashback🌹

كان مراد في سيارته ينتظر فارس بتافف و ظل يتصل عليه و لكنه لم يجيب عليه 


راه يخرج من الدوار و لكن ليس بمفرده فظنها اميمه اخته


فنزل من السياره وهو ينادي على صديقه 


مراد : فارس 


فانتبه فارس له 


و وجد مراد امامه و يقترب منه


مراد : ايه يا اخي كل ده لطعني حرام عليك و بعدين مش بترد علي موبايلك ليه


كل هذا و غرام خلف فارس لم يراها مراد بعد فارس ببنيته العريضة كان يغطي عليهاا


فارس : مراد معلش امشي انت دلوقتي و انا هقابلك بليل 


مراد و هو يلاحظ انزعاج صديقه : مالك يا فارس ايه اللي حصل 


فارس : هحكيلك بعدين سلام دلوقتي


مراد : استني طيب انت رايح فين


فارس : رايح اسطبل الخيل


مراد : طب تعالو اوصلكم 


نظر فارس لغرام و بعدها مراد : توصلنا اليه ده هي ١٠ دقايق مشي


رأي مراد غرام ليبلع لعابه و هو يسأل فارس 


مراد : مين دي يا فارس


فارس : دي غرام مراتي


مراد بصدمه : مراتك ازاي يعني و فرح 


فارس : هحكيلك بليل يا مراد قولت يلا سلام 


أومأ له مراد و يبتسم له ليتحرك فارس و غرام من أمامه


فتغيرت ملامح مراد إلى الغضب و الغل 


مراد : اتجوزتها يا فارس اتجوزت البني الأدمة الوحيده اللي انا حبيتها بس انا مش هسيبها لك يا فارس مش هسيبها غرام دي ملكي انا 


ليتكئ على اسنانه : ملكي انا لوحدي


 Back🌹

مراد و هو يخرج من تلك الذكري:  خدتها مني زمان، لكن أنا هخدها منك المره دي و مش لوحدها لا هي و بنتك، و أشبع أنت بقى بأبنك، لكن غرام و بنتها كلها كام يوم و يبقوا معايا، معايا لوحدي 


أنتبه على صوت ابنته التي كانت تقف أمامه 


مراد و هو يعتدل:  أنتي ايه اللي جابك، مقولتيش يعني انك جايه


مجهول ٢ : أنا عاوزة افهم أنت أزاي تيجي البيت، افرض كان حد شافك 


مراد و هو ينهض من علي الفراش:  أه أنتي جايه تعاتبيني بقا 


مجهول ٢ و هي تزفر بضيق:  و لا اعاتبك و لا حاجه يا بابا، بس أنا خايفه عليك و مش عاوزه حد يعرف أنك هربت من السجن كده ممكن


قاطعها مراد عندما أردفت تلك الكلمات التي صدمتها:  اطمني هما خلاص عرفوا 


مجهول ٢: انت بتقول إيه يا بابا عرفوا منين


مراد و هو يحرك كتفيه:  عرفوا زي ما عرفوا بقا

المهم أنا عايزك تركز يلي الفترة الجاية و تعرفيني كل اللي بيحصل و بذات مع فارس و نبيل، أنتي فهمه 


مجهول ٢ و هي تؤما:  تمام يا بابا ربنا يستر وياريت متكررهاش تانى و تيجي البيت، فارس زود الرجاله حولين البيت و اضطريت انهارده أخرج قدامهم


مراد بانعقاد حاجبيه:  و قولتلهم رايحه فين 


مجهول ٢: هيكون فين يعني، السوق، متشغلش بالك بيا

ابتسم لها مراد و ما كاد يتحدث حتى فتح الباب ودلف مجهول ٣


مجهول ٣ بابتسامة:  لا ده انا ربنا بيحبني بقي عشان اجي واشوفك كده


مجهول ٢: احمم طيب يا بابا انا همشي سلام يا.... 


مجهول ٣ بابتسامة و عينه لا تفارقها : سلام 


و ما لبثت تغادر حتي امسكها مجهول ٣ من ذراعيها امام مراد و اردف بصوت خافت وصل لمسامع مراد:  متنسيش اللي قولتلك عليه


مجهول ٢ بابتسامه طمأنينة:  متخافش كل حاجه ماشيه زي ما احنا عاوزين، يلا سلام 


مجهول ٣: سلام 


خرجت مجهول ٢ من المنزل ليبقى كلا من مراد و مجهول ٣ سويا فأردف مراد باستفهام:  كنت بتقولها ايه


مجهول ٣ بابتسامه:  كنت بأكد عليها حاجه كده


مراد بلا مبالاه:  طيب طيب جبتلي اللي قولتلك عليه


مجهول ٣ بإيماءة:  جبتهم اتفضل


________________


في منزل شهد


كانت شهد تهاتف غرام علي الهاتف


شهد بصدمة:  أنتي بتقولي ايه يا غرام، مراد مراد 


غرام و هي تغمض عينيها بتعب:  أيوه يا شهد هو مراد بعينه، مش عارفه عاوز ايه مننا، و ايه اللي دخله اوضه غرام


شهد بحيره:  طب مراد زمان عمل كل اللي عمله عشان كان بيحبك، طب دلوقتي اكيد راجع و عاوز يكسبك من جديد، بس السؤال إيه اللي دخل بنتك في الموضوع و إيه اللي دخله أوضتها


غرام بحيرة:  مش عارفه يا شهد مش عارفه ومش فاهمه حاجه


شهد بتساؤل:  غرام، اميمه و بلال عرفت انه هرب


غرام بنفي: لا طبعا محد يعرف لسه


شهد: لازم تعرفوهم يا غرام عشان ياخدوا احتياطهم هما كمان احنا لسه منعرفش المجنون ابن المجانين ده عاوز مننا ايه مش كفايه اللي عملوا زمان هو و وفاء و فرح معاكي


غرام بضيق: يووه يا شهد مش وقته الكلام ده و بعدين متقوليش كده قدام فرح هتزعليها،انتي عارفه ان امها الله يسامحها كانت هي السبب


شهد باستفهام: طب و بعدين،هتعملوا ايه،و بعدين كريم كمان متستبعديش انه يكون مراد اللي عمل كده فيه،مراد ده مجرم


غرام بصدمه: لا لا مش معقولة يكون هو اللي عمل كده في كريم،اصل كريم معملوش حاجه و غير كدن ميعرفهوش


شهد و هي تضرب علي قدميها: يا غرام يا غرام ركزي معايا هو مش دخل اوضه بنتك و كريم ده يبقا جوز بنتك وغير كده شفتيه النهارده في المستشفى اكيد دي مش صدفه يعني 


غرام بعدم تصديق: لا يا شهد مظنش انه يكون و بعدين كريم ليه اعداء كتير و ناس كتير مش بتحبه،و بعدين متقوليش جوز بنتي دي تاني،كريم خلاص طلقها


شهد و هي تشهق: طلقها،يخربيته يعني لسه صاحي و طلقها 


فارس و مالك و هم يقفون امام والدتهم بعد أن سمعوا أخر ما نطقت به 


مالك باستفسار: هو مين اللي طلق مين 


شهد و هي تجيبه: اخرس يا مالك،و متقفش انت و هو كده 


فارس بشك: مين اللي طلق مين يا ماما


شهد بتنهيده: كريم فاق انهارده و طلق غرام ارتحت 


فارس و الابتسامة على وجهه لا يصدق.ما يسمعه للتو فغرامة اصبحت حره،و لم يعد هناك عوائق تمنع تقربهم مرة أخري


فارس وهو يقترب من والدته: بتكلمي جد يا ماما قولي والله


شهد لغرام: غرام انا هقفل دلوقتي وانتي كلمي اميمه و عرفيها زي مقولتلك و خليها تخلي بالها من ولادها 


مالك بعد ان اغلقت مع والدته مع غرام: في اي يا ماما و ليه عاوزه طنط غرام تكلم طنط اميمه هو في حاجه ولا اي


شهد وهي تدفعهم من امامها: يا واد اوعي انت و هو قرفتوني كل حاجه بتدخلو فيها مش عارفه في اي


فارس و هو يمسك ذراع والدته: خدي هنا رايحه فين مش هسيبك غير لما تعديني اللي انتي قولتيله تاني 


شهد بضيق و تتحرك من أمامهم: لا مش فضيالك والله و علي العموم اطمن السكة فضيت قدامك


________________


في المساء


دلف عامر الي المنزل ليجد والدته في انتظاره فجز علي أسنانه فهو يشعر بالغضب تجاه والدته بسبب مخططاتها تلك و ما الذي كانت ستفعله به و كيف كانت ستهدم زواجه و ستحطم قلبه و كيانه فأي أم هي حتى تفعل تلك الفعلة الشيطانية بابنها، لما لا تتركه يفعل ما يشاء مدام يجد سعادته فتنهد و اقترب منها و اردف بهدوء ينافي الغضب الذي بداخله تجاه والدته


عامر:  خير يا أمي!! 


حفيظة بانفعال:  و هيجي منين الخير، اسمع يا عامر انا سكت كتير اووي بس مش هسكت اكتر من كده، انا هكلم و هحكيلك كل حاجه حصلت و مراتك دي عملت إيه 


ثم أخذت نفسا عميقا و استرسلت حديثها بخبث شيطاني:  مراتك مش بتحبك يا عامر، مراتك قلبها لسه مع حبيب القلب اللي كان خطيبها قبلك و مات، و لسه محتفظه بصورته بين هدومها شفتها قبل كده و ساعتها مرضتش اتكلم و ازعلها، بس مراتك زودتها اوي انهارده دخلت الاوضه لقيتها قاعده على السرير و عماله تعيط و هي حاضنة الصورة و بتكلمها، و كانت عماله تقول انها مش حبيتك و انها لحد دلوقتي بتحبك، عامر انت متعرفش حاجه، مراتك دي شيطانه، و مش بتحبك، انت سايب اللي بتحبك و قلبها ليك و باقي علي واحده بتخونك بمشاعرها مع خطيبها اللي مات، لو انت تقبلها على نفسك انا مقبلهاش يا عامر، مقبلش علي ابني أنه يكون مع واحد مش بتقدره و لا عارفه قيمته 


كان عامر يستمع إليها و الصمت و الخذلان يصاحبه، لا يصدق بأن والدته تردف بذلك الحديث، يعلم جيدا انها تكذب بكل حرف تردفه فكيف يكون كلامها صحيح و مي قد أخبرته بحقيقة الأمر اليوم، و تلك الصورة التي تتحدث عنها والدته معه و بحوزته فكيف لها أن تتحدث بكل ذلك السوء عن زوجته 


حفيظة و هي تظن انها نجحت بمخططها و انه صمته ذلك بعده جحيما:  انت ساكت ليه يا عامر معقوله تقبلها على نفسك هتقبل واحده زي دي علي ذمتك 


تحرك عامر من امامها بسرعة البرق و هو لا يرى أمامه لا يريد ان يفرغ غضبه عليها لذلك تحرك بتلك السرعة أما هي فقد ظنت بنجاح مخططها وبدأت ابتسامتها الشيطانيه الماكره ترتسم علي وجهها و أردفت بخبث:  أشربي بقي يا بنت فرح، يكشي تموتي في ايده و نخلص منك


و بعدها اتجهت ناحيه هاتفها تهاتف شقيقتها لتخبرها بأخر التطورات 


أما عامر فصعد الى الغرفة وهو يشتعل من والدته فدلف إلى الغرفه و دفع الباب خلفه ففزعت مي و اردفت بدهشه:  مالك يا عامر في إيه 


عامر وعضلات وجهه متشنجة:  جهزتي حاجتنا 


أومأت له مي و أردفت و هي تقترب منه:  أيوه 


عامر وهو ينظر على أمتعتهم:  طب يلا بينا هنمشي دلوقتي 


بالاسفل كانت حفيظة تهاتف شقيقتها و اخبرتها بكل ما حدث


تفيده بفرحه:  والله طلعتي مش سهله خالص يا حفيظه 


حفيظة:  و انتي كنتي فاكرة اني هسيبها تاخد مني ابني بتحلم، بقولك اي اقفلي دلوقتي و هكلمك تاني مش عايزاه يشوفني و انا بكلمك سلام


تفيده بسعادة:  سلام


استدارت حفيظة حتى تصعد لغرفتهم حتى تسترق السمع إلى حديثهم فوجدت عامر برفقة مي امامها و يحملون اغراضهم فجحدت عينيها بصدمه


حفيظة بصدمه:  ايه ده يا عامر


عامر وهو يقف بمواجهتها و أردف بغضب:  زي ما حضرتك شايفه و واخد مراتي و هروح. بيتي، مراتي تستاهل تقعد في بيت اللي فيها يقدروها و يعرفوا قيمتها، مش يكلموا عنها في ضهرها و يفترو عليها، أنا عارف كويس اوي يا امي ان مي بريئه، هي حكتلي انهارده علي كل حاجه و الصوره اللي اتكلمتي عنها دي معايا انا سمعه يا امي الصورة و أنا بنفسي قطعتها


#يتبع الحلقه 24


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 24🌸

استدارت حفيظة حتى تصعد لغرفتهم حتى تسترق السمع إلى حديثهم فوجدت عامر برفقة مي امامها و يحملون اغراضهم فجحدت عينيها بصدمه


حفيظة بصدمه:  ايه ده يا عامر


عامر وهو يقف بمواجهتها و أردف بغضب:  زي ما حضرتك شايفه و واخد مراتي و هروح. بيتي، مراتي تستاهل تقعد في بيت اللي فيها يقدروها و يعرفوا قيمتها، مش يكلموا عنها في ضهرها و يفترو عليها، أنا عارف كويس اوي يا امي ان مي بريئه، هي حكتلي انهارده علي كل حاجه و الصوره اللي اتكلمتي عنها دي معايا انا سمعه يا امي الصورة و أنا بنفسي قطعتها


حفيظة بصدمة مما تسمعه فتردفت بنبرة متلعثمة:  ع عامر أنا أنا 


عامر بصياح:  أنتي إيه، أنتي إيه يا أمي، أنا عاوز بس أفهم أنتي ليه عاوزة تخربي عليا و تخربي جوازي ها، لو علشان بنت اختك فتبقى بتحلمي لو فاكرة أنه كان ممكن بعد ما يحصل اللي انتي عاوزاه أني ارجع لزهرة، أنسي زهرة خلاص أنتهت من حياتي و مش هترجع تاني أنتي فاهمه 


خرج والده علي صوته العالي فأردف بأنعقاد حاجبيه:  في إيه يا عامر بتزعق كده ليه؟؟؟


عامر وهو يرفع يديه ويمسح علي وجهه ونظرات مي لا تفارقه يتألم قلبها لرؤيته بتلك الحالة 


عامر و هو ينظر لوالدته و يرفع سبابته تجاه مي:  لازم تعرفي أنه مي مراتي، و أنا بحبها، و مش هسمح لحد أنه يفرق بينا، و ده امر واقع لازم تقبليه، يا اما هتخسريني يا امي، سمعه هتخسريني


ثم تحرك من مكانه وهو يحمل حقيبتهم الصغيرة و جذب مي من ذراعيها لتتحرك معه، أما والده فظل ينادي عليه ليفهم ما الذي يحدث و لماذا ترك منزلهم بتلك السرعة و لكن لا حياة لمن تنادي، أما حفيظة فأردفت بغل و كره و حقد مضاعف تجاه مي التي تراها السبب الرئيسي لما حدث فهي من سبقتها وقصت له كل شى و جعلتها كاذبة في عين ابنها :  لا يا عامر مش هقبل بكده، و مش هقبل أنك تكمل مع بنت فرح، و بنت اختي هي االي هتيجي مكانها، أما زوجها فالتفت لها و هو غاضب منها فهو بعلم زوجته جيدا و من المؤكد بانها قد فعلت فعله شنيعه جعلت ابنهم يترك لهم المنزل 


-أنتي إيه نفسي أفهم!؟ مش بتحسي بابنك ليه ابنك بيحب مراته افهميها بقا و ابعدي عنهم 


حفيظة بغل و صياح و هي تصعد الدرج: ملكش دعوة ده أبني و انا حره فيه و لازم يطلق بنت الكلب دي و يجوز زهره بنت تفيدة اختي


ثم صعدت لغرفتها تفكر في خطه شيطانيه جديدة و أمسكت هاتفها و هاتفت شقيقتها لتخبرها بما حدث

___________________


في غرفة غرام 


كانت تصدح صوت ضحكاتها العالية بالغرفة  فأردفت مي بغضب مصطنع: ممكن أعرف الهانم بتضحك علي ايه هو انا قولت حاجه تضحك


غرام من بين ضحكاتها:  كل اللي إنتي حكتيه ده و مش عاوزاني أضحك، انتي مش متخيله أنا كان نفسي ازاي أشوف وش حماتك و رد فعلها لما عامر قالها انه الصورة معاه و أنه قطعها


مي بتنهيدة:  قعد يزعق معاها طبعا أنتي متعرفيش قلبي وجعني ازاي لما شفته مضايق كده


غرام بأبتسامة:  الله الله ده ايه التطورات الجامدة دي، ده أحنا شكلنا طبينا 


مي بتأفف:  أوف تصدقي انك بايخه، انا غلطانة أني بكلم معاكي، يلا روحي شوفي بتعملي إيه


غرام بسرعه و ضحكة عالية :  لا لا خلاص متزعليش يا ميوش أنا بهزر


مي بغيظ:  أنا مش عارفه انتي بتضحكي على إيه، اقفلي يا غرام و أنا هروح أصحي عامر اقفلي 


غرام بضحكه:  طب براحه بس متزقيش كده الله


أغلقت غرام مع مي و التفتت لتغادر الغرفة فسمعت طرقات علي الباب يصاحبها دلوف إسراء 


إسراء بابتسامة بسيطة:  صباح الخير 


غرام بأبتسامة:  صباح النور 


إسراء بتبربر:  أنا زهقت من القعده في الاوضه و قلت أخرج أشوفك شوية


غرام بفرحه:  لو اوي أنك بدأتي تخرجي من الاوضه، يلا بقا يا ستي ننزل نفطر وبعدين نبقى نخرج نشم نتمشي شوية و ناخد غاده معانا 


إسراء بأبتسامة:  تمام زي ما تحبي، يلا بينا


خرجوا من الغرفة ليقابلوا نبيل وغادة وهم يخرجون من الغرفة وأردفت غادة بإبتسامة:  صباح الخير 


غرام و إسراء:  صباح النور


ثم نظرت غرام لشقيقها و اردفت بمرح:  جرا إيه يا نبيل أحنا مش عجبينك و لا إيه 


نبيل بابتسامة مقتضبة: اها مش عجبني، ثم نظر لاسراء بنظره جانبيه لاحظتها و انتبهت عليها غرام فزفرت بضيق لا تعلم لما يعامل شقيقها إسراء بتلك الطريقة


فنظرت لغادة وأردفت:  غادة أنا و إسراء هنخرج نتمشى بعد الفكار و أنتي تعالي معانا


غادة و هي تصفق بيديها بسعادة:  تمام أوي


نبيل و هو ينظر لزوجته:  هكا قالولك رايحين الملاهي دول رايحين يتمشو


غادة وهي تلكزه بكتفيه و أردفت بمرح:  يا عم انا بحب خروجات البنات دي أنت مالك


أما إسراء فكانت عينيها لا تفارق كلا من نبيل و غادة نظرات غامضه لاحظها نبيل و ازدادت شكوكه تجاه فأردف و هو يضع يديه بجيوبه:  انتي بتبصلنا كده ليه


إسراء و هي تنتبه له وأردفت بتلعثم:  نعم! 


نبيل وهو يكرر سؤاله مرة اخري و لكن تلك المرة بحده و صرامة:  بقولك بتبصيلنا كده ليه؟! 


إسراء و هي تبتلع لعابها:  أبدا بس سرحت شوية


أما غرام فاردات تهدئ ذلك الجو المشحون فاردفت وهي تتحرك:  يلا يا إسراء ننزل أنا هفتانه خالص


فتحركت إسراء برفقة غرام و عين نبيل تتابعها فأردفت غادة بغضب :  هو أنت بتبص عليها كده ليه يا نبيل، متبصش كدة


نبيل و هو ينظر لها و اردف:  يعني هكون بحب فيها مثلا، بس صاحبتك دي انا مش مرتحلها، ثم نظر لها و اردف بصوت خافت:  أنا مش عاوزك تشيلي عينك من عليها و لو شفتيها بتخرج عرفيني، حاسس انه وراها حاجه


غادة بانعقاد حاجبيه و دهشه شديدة:  يعني إيه اللي بتقوله ده، إسراء مش كده يا نبيل و مفيش حاجه وراها ده كله تهيأوات عشان انت مش بتحبها بس صدقني اسراء مفيش اطيب منها


نبيل بسخريه:  بكرة نشوف، يلا بينا


_________________


علي طاولة الافطار


كانت إسراء لا تقترب من الطعام بسبب تلك النظرات التي مازالت تلاحقها فنبيل لا يكف عن النظر إليها بتلك النظرات 


غرام و هي تنظر لأخيها بغيظ : كلي يا إسراء كلي ،و ملكيش دعوه بحد


غادة و هي تريد الهاء نبيل عن إسراء : هما فين عمو فارس و طنط غرام


غرام و هي تبتلع طعامها : ماما و بابا فطروا من بدري و دلوقتي هي في أوضتها و بابا فى اوضه المكتب مش عارفه بيعمل إيه


أومأت لها غاده و نظرت إسراء لغرام و أردفت : أنا الحمد لله شبعت مش يلا و لا إيه


غادة بدهشه : كلتي إيه يا بنتي كملي أكل


إسراء و هي تبتلع لعابها : لا الحمد لله شبعت


أومأت لها غادة : خلاص براحتك مش هضغط عليكي 


أما نبيل يتناول طعامه و بين الحين و الاخر يرمق إسراء التي لاحظت تلك النظرات وما كاد ينهض حتى سمع صوت يعلمه جيداً


صباح الخير 


غرام و الطعام يقف بحلقها لسماع صوت فارس حبيبها الأول و الأخير


نبيل من بين أسنانه : يا صباح الزفت ،إيه اللى حدفك عندنا من على وش الصبح كده


فنظرت له كل من غرام و غادة بعتاب أما فارس فاقترب منهم و جلس بجانب إسراء


فارس بسخريه : أصلي كنت معدي من قدام البيت قلت ادخل اشوف خلقتك البهية 


ثم نظر لاسراء و أردف بهدوء : إسراء عاملة إيه 


إسراء بإيماءة و جسدها يرتجف لجلوسه بجانبها : الحمد لله


أما غرام فتركت طعامها و أردفت بأبتسامة مقتضبة : إيه يا بنات مش يلا و لا إيه


فارس بتساؤل و هو ينظر لها : إيه يا غرام هو إذا حضرت الشياطين و لا إيه


نبيل بسخرية : أيوه بالضبط كده ،اتفضل بقى طرأنا


غرام بتحذير : نبيل ممكن تسكت


نهضت إسراء و هي تردف : طيب هغير هدومي بس الأول يا غرام بسرعه و جايه


أومأت لها غرام و ما لبثت أن تتحدث لتردف غادة :و أنا كمان هطلع اغير بسرعة و هنزل علطول


غرام و هي تنظر لهم : تمام بس متتأخروش بسرعه


أؤمات كلا منهم وذهبت كل واحدة إلى غرفتها


أما غرام فكانت تشعر برجفه بسيطه تسري بجسدها و كم أرادت الخروب من أمام حبيبها و لكن منعها وجود نبيل ،فعي تعلم جيداً الخلاف بينهم و لا تريد تركهم بمفردهم 


فأردف فارس : ايه رايك اجي معاكو و أهو نتمشى سوا


غرام بنفي : لا مفيش داعي احنا مش هنروح بعيد هنتمشي بس شوية و 


ما لبثت تكمل حتى خرج فارس من مكتبه و هو يعقد حاجبيه و اردف بتساؤل : أنتو اللي هو مين


غرام و هي تنظر لوالدها : أنا و إسراء و غادة يا بابا 


فارس برفض : مفيش خروج يا غرام من الدوار أنتي سمعه


غرام و هي نقترب منه : ليه بس يا بابا انا زهقانه اوي و كنت هتمشي مع البنات متقلقش


فارس وهو يزفر بضيق : قلت لا يا غرام مفيش خروج لحد ما نعرف مين اللي عمل في جوزك كدة و مين اللي دخل اوضتك


نهض فارس من مكانه و هو يقترب منهم و يردف باستغراب و دهشة شديده :يعني إيه الكلام ده ،هو في حد دخل اوضه غرام 


فارس بإيماءة : أيوه و منعرفش هو مين ،عشان كده انا مش عاوزهم يخرجو في خطر عليهم


فأردف نبيل أخيراً : خلاص يا بابا أنا هروح معاهم متقلقش 


و انا كمان هكون معاهم متقلقش


أردف فارس بتلك الكلمات فنظر له نبيل و هو يردف بغيظ : أنا مش فاهم واحد و هيخرج مع أخته و مراته أنت مالك بقي صفتك إيه عشان تيجي معانا يا بن الهلالي


فارس بصياح غاضب من لسان أبنه :نبيل ،إيه مفيش أحترام لوجودي و لا إيه


نبيل وهو يجز علي أسنانه : أنا أسف يا بابا 


فارس بغضب : آخر مرة ،آخر مرة ،أسمعك بتكلم فارس بالطريقة دي ،إنت فاهم


غرام و هي تريد تهدئة الوضع : خلاص يا بابا ،يبقى فارس و نبيل يجوا معانا ،و لا أنت لسه معترض


فارس و هو ينظر لنبيل و فارس : البنات أمانه في رقبتكو ،تمام 


فارس و نبيل : تمام


____________________


في غرفة ........


أمسكت هاتفها و هاتفت والدها 


مجهول ٢: ألو 


مراد و هو يعتدل بجلسته : في جديد 


مجهول ٢: لا مفيش ،بس أنا و غرام و .... ،خارجين دلوقتي ،فقلت أعرفك 


مراد بخبث : تمام ،يعني هتخرجوا من الدوار انهارده ،طب هتروحوا فين


مجهول ٢ : هنتمشي شوية ،مش هنبعد يعني عن الدوار ،أنا قولت أعرفك 


مراد وعينيه تلمع بخبث : تمام ،اقفلي أنتي بقا دلوقتي 


مجهول ٢ : ماشي سلام 


مراد بابتسامة : سلام


أغلق مراد الهاتف مع أبنته و ظل يحرك الهاتف بين يديه وهو شارداً بخبث فخطته التي وضعها ستنفذ اليوم فهو أن يرى غرامه معه و بين يديه 


__________________


كانت الفتيات يسيرون سوياً و كل واحده منهم شاردة بشئ ما ،أما نبيل و فارس كانوا يسيرون خلفهم و كل منهم يلزم الصمت ولكن فارس لم يتحمل ذلك فأردف بهدوء : أنا مش هقولك أنت مش بتحبني ليه و لا أي حاجه من الكلام ده ،لاني سبق و سئلتك و أنت رديت ،يعني أنا عارف أجابتك يا نبيل ،بس أنا حابب أقولك حاجه واحده 


نبيل و هو يقف و ينظر لفارس بفضول : اللي هي 


فارس و هو يقف و ينظر له هو الآخر ولم ينتبهوا للفتيات و هم يبتعدون عنهم و أنشغلوا بحديثهم عنهم : أنا بحب غرام يا نبيل ،عارف يعني إيه بحبها ،بحبها زي ما أنت بتحب غادة و يمكن أكتر كمان ،لا مش يمكن ده أكيد ،أنا و غرام سوا من واحنا عيال ،بس الفرق بيني و بين غرام ،أنها عرفت تحدد مشاعرها بدري و قدرت أنها تفهما ،لكن أنا كنت غبي ،و كلمة غبي دي شوية عليا ،و أتوهمت بحب غيرها و خطبتها و جرحتها و كسرت قلبها ،أنت مش متخيل أنا بتألم ازاي كل ما بفتكر اللى عملته مع غرام و قد إيه أنا كنت غبي


ثم أخذ نفساً عميقاً و أردف بهدوء : أنا مش عارف و مش فاهم أزاي أزاي مقدرتش أفهم مشاعري و أزاي جرحتها كده ،نبيل أنا مش هقولك نفس الكلام اللي كل مرة بقوله ،أنا بس هقولك أن أنا و أنت لازم نبدء من جديد


نبيل و هو يضع يديه بجيوبه : أبدء من جديد و معاك أنت


لم يفهم فارس أتلك سخرية أم ماذا و لكن تلك الابتسامة التي عقبت حديثه قد جعلته يفقه مقصده جيداً


فارس و هو يشعر بالغضب يتملكه فأردف من بين أسنانه : أنت لازم توافق يا نبيل أنت فاهم مش بمزاجك هو و للزم تتقبلني لأن غرام قريب أوي هتبقي مراتي 


نبيل و هو ينزل يديه و يردف بفحيح الأفاعي : تبقى بتحلم 


و ما لبث أن يكمل حتي قاطعه صوت كلا من غادة و إسراء و هم يردفون بخوف و ذعر : نبيل ألحق يا نبيل غرام اتخطفت !!!


#يتبع الحلقه 25


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 25🌸

فارس بصدمة : أنتو بتقولوا إيه ،غرام فين


غادة و هي على وشك البكاء : أحنا كنا ماشيين سوا و بعدين


flashback🌸

كان يسيرون سوياً و كل منهم هناك شئ ما يشغل تفكيرها فلمحت غرام أحدهم و كان يبدو عليه الشيخوخة وكبر السن و يريد عبور الطريق وأردفت غرام و هي تشير عليه


غرام : بنات أنا هروح أساعد عمو ده شكله مش عارف يعدي الطريق


إسراء بهدوء : طب تعالو نشوفو


غرام بنفي : لا لا خليكو انا هعديه بس للناحيه التانيه و جاية ،خليكوا


أومأت لها غادة و إسراء و اتجهت غرام ناحية الرجل أما غادة فنظرت لإسراء التي كانت تتابع غرام بعينيها و أردفت : إسراء أنا مش عاوزاكي تزعلي من نبيل ،نبيل مش قصده صدقيني و


لم تستمع إسراء لباقي الحديث فهي تراقب ما يحدث مع غرام 


غرام و هي تقترب من ذلك الرجل الذي لا يستطيع الوقوف و يستند على تلك العصاة


غرام بهدوء : عمو حضرتك تحب أساعدك ،تحب أساعدك تعدي الطريق


مراد و الذي تنكر و غير بشكله الكثير و الكثير : ياريت يا بنتي !


غرام بأبتسامة : طب أتفضل يلا عشان نعدي 


و قامت بأمساكه من ذراعيه و سارت معه للجانب الآخر من الطريق


غرام و هي تنظر له : حضرتك تحب نوصلك فى اى حته ،أنا أخويا معايا و البيت بتاعنا قريب ،لو حابب تروح أي مكان ،ممكن أخليه يوصلك


مراد و هو ينظر لها بنظرة غامضة و اردف بخبث : بجد يا بنتي ،الا قوليلي أنتي بنت مين هنا


غرام بابتسامه : تسمع عن عيله العمري


مراد بتهكم لم تلاحظه غرام : و مين مسمعش عنها ؟؟


غرام و لا تزال الابتسامة على وجهها : أهو انا بقا حفيدة نبيل العمري و أبقي بنت فارس العمري


مراد بتمثيل مصطنع : أمم يعني أنتي بنت فارس و غرام


غرام بدهشه : حضرتك تعرفهم و لا إيه


مراد بإيماءة و عينه تتطلع علي الطريق : و مين ميسمعش عنهم


فلاحظت غرام نظراته و تطلعه علي الطريق  وما كادت تتحدث حتى لاحظت أقتراب سيارة منهم و وقوفها أمامهم ،و لم تشعر بشئ بعدها بسبب تخدير مراد لها حيث قام برش شيئا ما على وجهها جعلها تفقد وعيها ،و قام بإدخالها داخل السيارة


حدث كل ذلك بثواني و لم تصدق كل من غادة و إسراء عينهم لما حدث أمامهم فالتفتت غادة تبحث عن نبيل و فارس بلهفه فلم تجدهم وانتبهت اليهم و هم يقفون بعيداً عنهم يتحدثون عن شئ ما ،فهرولت ناحيتهم هي و إسراء لتخبرهم عما حدث مع غرام  


Back🌸


فارس بصياح غاضب و هو يضع يديه على رأسه : أزاي ،اواي تسبوها تروح للراجل ده لوحدها ها ،أواي انتو مش ماشيين مع بعض


أما نبيل فحالته لم تكن أفضل من فارس لا يعلم من اختطف شقيقته و ماذا يريد منها ،و في نفس ذات الوقت لايعلم ماذا يخبر والده ،الذي ترك شقيقته امانه برقبته


_____________________


في الدوار


كانت غرام تسير ذهابا و أياباً و تردف بتلك الكلمات معاتبة فارس علي ترك أبنتها تخرج من الدوار


غرام بغضب وانفعال : مش عارفة ،ومش فاهمة ازاي تسمحلها تخرج ،انت مش شايف اللي أحنا فيه يا فارس ،ازاي مش خايف على بنتك ،انت عارف مراد كويس ممكن يعمل ايه ،أتصلي بيها يا فارس أتصل و خليهم يرجعوا أنا قلبي وكلني عليها 


فارس بتنهيده : غرام أهدي ،بنتك مش لوحدها أخوها معاها و فارس كمان ،ده غير غادة و إسراء ،اطمني 


غرام بتهكم : أطمن ،عايزني أطمن ازاي طول ما مراد ده بره ،ها قولي اطمن ازاى يا فارس 


فارس وهو يحاوط كتفيها بيديه : غرام ،أوعي تفتكري اني مش بخاف علي بنتي ،بالعكس انتي متعرفيش انا بحبها ازاى ولا إيه بس في نفس الوقت مش عايز أعيش بنتك في خوف ،كفايه اوي اللي شفته مع جوزها ،وبعدين انتي مش بتثقى فى ابنك و فارس و لا إيه


غرام و هي تزفر و تجلس على الاريكه : طب عشان عدخاطري يا فارس كلمها و خليهم يرجعوا ،قلبي مش مرتاح


فارس بتنهيده : حاضر يا غرام ،اكلمهم و هقولهم يرجعوا


أخرج فارس هاتفه من جيبه و طلب رقم نبيل الذي لم يجيبه فهو لم يعلم ماذا يجيبه يشعر بالخذلان من نفسه 


أما فارس فنظر لغرام و أردف بنبره عاديه رغم الخوف الذي بدأ يتسلل قلبه : مش بيرد ،أكيد مش سمعه


غرام بلهفة : كلمه تاني يا فارس خليك وراه


هاتفه فارس مرة أخرى ولكن لم يجد إجابة وأردفت غرام : كلم فارس كلمه


فظل فارس يبحث بهاتفه حتى أخرج رقم فارس الذي لم يجيبه أيضا ،فهم كانوا بمركز الشرطة يبلغون عن اختطافها و قامت الفتيات بتحديد ملامح الرجل الذي قام بأختطافها


_________________


بالدوار


دلف كل من فارس و نبيل و غادة و إسراء إلي المنزل فهرولت غرام مسرعه ناحيتهم و عيناها تبحث عن أبنتها 


فأمسكت نبيل من قميصه و هي تردف بتلعثم : غ غرام أختك فين يا نبيل


صمت نبيل ،اما فارس فعينه ايضا تبحث عن أبنته فأقترب منهم بغضب و صاح بهم : بنتي فين يا نبيل ،بنتي فين يا فارس 


فارس بخوف علي غرامه وعينيه تنظر تجاه الأرض : غرام ،غرام اتخطفت 


فارس بعدد استيعاب و عدم تصديق : أنتو بتقولوا ايه ،انا مش امنتكو علي بنتي ،أزاي أزاي يعني تخطف من وسطكم ،ها


أما غرام فنظرت لزوجها و هي تردف بصياح : مراد ،مراد عملها يا فارس و خطف بنتي  ثم شعرت بأن قدميها لم تعد تحملانها و لا ترى أمامها سوى سحابة بيضاء و فجأة سقطت مغشيا عليها


فتلقاها فارس بلهفه و خوف : غرام ،غرام حبيبتي فوقي


و لكنها لم تستجب له فحملها بين ذراعيه و تحرك بها تجاه غرفتهم و أردف بصياح : كلموا دكتور بسرعه


أما غادة و إسراء فنظرت كل منهم للاخري بنظرة غريبة و لأول مرة ينظران لبعض بتلك الطريقة و صعدت كل منهم لغرفتها


أما نبيل فأخرج هاتفه بلهفه و حدث الطبيب ليطمئنوا على والدتهم 


بغرفه غرام و فارس


وضع فارس زوجته على الفراش و القلق و الخوف ينهشان قلبه علي ابنته المخطوفة و زوجته النائمة حزنا علي ابنتها فاقترب فارس من زوجته و همس بجانب أذنيها بنبرة اشبه للبكاء : حبيبتي أنا آسف ،مش عارف ازاي غلط الغلطة ظي بس صدقيني هصلحها ،و بنتنا هترجع لحضنا ثم امسك يديها و قبلهم بحب و عشق و هو يردف بحنان : أوعدك ،أوعدك يا غرام


__________________


في ذلك المنزل المهجور


أستيقظت غرام من نومها وهي تشعر بدوران طفيف و فتحت جفونها فوجدت امامها رجل تراه لأول مرة وعلى وجهه ابتسامة واسعة فعادت إلى الخلف بخوف و هي تردف بذعر : أنت مين !؟


مراد بأبتسامه : أنا مراد


غرام وهي تبتلع لعابها و أردفت بتساؤل : مراد مين ؟


مراد و تلك الابتسامه لا تزال على وجهه : الراجل الكبير اللي أنتي ساعدتيه من شوية ،والله يا بنتي مش عارف أقولك إيه


ثم صدحت صوت ضحكاته العاليه أما غرام فكانت تنظر له باستغراب و دهشة فشكله تغير كثيرا ،فهو كان يبدو أكبر من ذلك بكثير حتى صوته تغير كثيرا 


فلاحظ مراد نظراتها فأردف بخبث : شكلي كده أحلي مش كده


نظرت غرام لعينيه و أردفت : أنت عايز مني إيه


تنهد مراد براحه و جلس بجوارها علي الفراش قائلا بهدوء : من ناحية عايز فأنا عايز حاجات كتير اووي و أولهم أمك يا غرام اللي أبوكي خدها مني زمان 


ضيقت غرام عينيها لا تفقه شئ فاسترسل هو حديثه : تعرفي أنك شبهه غرام أمي عشان كده حبيتك ،و قولت لازم هتبقى معايا انا و غرام و بعدين أنتي اللي هتساعدني عشان أمك ترجعلي 


ثم رفع يديه و أزاح تلك الخصله من علي وجهها و هو يردف : أول ما شفت صورتك مكنتش برضا اسيبها بتفكريني بغرام و هي صغيره ،لما كنت أحب أفتكر أمك كنت بمسك صورتك ،بشوفها فيكي ،انتي نسخه منها حتى اسمك ،الحسنه الوحيده لفارس أنه سماكي علي اسم غرام ،أنتي المفروض تبقي بنتي أنا  


خافت غرام منه وعادت مرة أخرى للخلف فأردف مراد :أنتي خايفه مني يا غرام 


لم تجبه غرام فاقترب مراد منها و هو يردف : أوعي تخافي يا غرام مني ،أنا مستحيل اذيكي ،انتي حته من حبيبتي متخفيش 


غرام بخوف : أنا عاوزة أمشي ،لو سمحت سبني امشي ،ماما هتقلق عليا 


مراد بنبرة طمأنينة : متخافيش أنا هكلم غرام لازم تبقى معانا و نعيش اللى اتحرمنا منه زمان بسبب فارس ،و خلي فارس بقا يشبع بنبيل 


غرام بتساؤل و تبتلع لعابها : أنت اللي دخلت اوضتي مش كده


أومأ لها مراد و اردف : أيوه أنا بس مكنتش اعرف انها اوضتك ،أصل الأوضه دى زمان كانت بتاعة أمك ،و انا افتكرتها لسه فيها 


غرام بدهشه شديده : انت جايب الجرأة دي منين مش فهمه 


مراد بأبتسامه : أصلي هخاف من إيه ،أبوكي ساعتها عرفت اخرجو من الدوار بخناقه صغيره قدام البيت ،مهو أصلي كنت فاكر اني داخل اوضتهم ،معرفش انى هدخل الاقيكي انتي و ساعتها بقى كان اول مره اشوفك في الحقيقه و ساعتها رجع بيا الزمن و شوفتك برضو غرامي و لما قعدت اكلمك قدامك كنت شايفك هي ،هي و بس


لمعت عينيه أثناء حديثه أما غرام فكانت تنظر له بتأثر فمن الواضح بأنه ليس طبيعي ابدا


فأكمل مراد حديثه و هو يردف بفخر : تعرفي انه انا اللي حاولت اقتل كريم ،كنت عاوز اخلصك منه،وعشان ميبقاش في اي حاجه تمنع سفرك معانا انا و والدتك و تعرفي تبدئي من جديد ،ده غير اني عرفت انه مش عاوز يطلقك و انه أذاكي كتير يا غرام


غرام بخوف و عدم تصديق : انت عايز ايه دلوقتي ،انت اكيد مش طبيعي


مراد و الابتسامة تعود على وجهه مرة أخرى : هقولك انا عايز ايه


__________________


في الدوار


بغرفة ......


أخرجت هاتفها تشعر بالغضب يسيطر عليها ،ثم أخرجت رقم والدها و هاتفته 


مراد بسخرية : أهلا ببنتي الغاليه ،حبيبة أبوها


مجهول ٢: انت ازاي تعمل كده من غير متعرفني ،أنت مقولتش انك هتخطف غرام ازاي تعمل كده من غير ما تعرفني ها 


مراد بسخرية لاذعة : جرا ايه يا حلوة ،هو لازم كل حاجه اقولهالك و لا إيه ،هو أنتي اللي ابويا و انا معرفش 


مجهول ٢ : أنا بس عاوزه افهم انت هتعمل إيه بغرام ها 


مراد بخبث : هجيب بيها أمها يا حلوة


مجهول ٢ : انت بتقول ايه يا بابا ، أنت كده بتغير كل اللي اتفقنا عليه و بتبوظه ،و بعدين هتعمل ايه بأمها ها


مراد ببرود : هعمل إيه ،انتي ناسيه اني بحبها و لا إيه ،و بعدين اقولك علي حاجه ،أنا هاخد غرام و بنتها و هنهرب من هنا


مجهول ٢ بصدمة : تهربوا أزاي يعني ،و أنا 


مراد بتفكير مصطنع : اممم أنتي ،أنتي معتش تلزميني خلاص ،صرفي نفسك و شوفي هتخرجي من البيت ده ازاي ،بس انصحك تخرجي بسرعه قبل ميكشفوكي و ساعتها مش هتطلعي سليمه من البيت 


ثم أغلق الهاتف في وجهها وعلى وجهه ابتسامه عريضه


مجهول ٢ و عينيها تلمع : لا مش هعيط ،انا لازم اتصرف انا مش هخرج من المولد بلا حمص مستحيل


___________________


في غرفة غرام و فارس و بعد ان اطمئن فارس علي غرام و اخبرهم الطبيب بان ضغطها قد انخفض وطلب منهم أن لا يجهدوها وقد قص فارس حكايه مراد معهم و ما فعله قديما ،خرج من الغرفه حتى يجري مكالمة فهو لن يهدء له بال طالما ابنته مختطفه


فوجد إسراء بوجهه و وجهها شاحب و التوتر بادي عليها فأردف فارس بتساؤل : في حاجه يا إسراء 


إسراء وهي تلتفت حولها : ممكن نتكلم على انفراد عايزه اقول لحضرتك كلام مهم جدا


فارس بإيماءة و الشك يثاورة :تمام تعالي نتكلم في المكتب


ثم أخذها و نزلت معه تجاه غرفة المكتب و تقب دلفوا إلى الغرفة أردف فارس بشك : خير يا إسراء


إسراء بتوتر : يعني بصراحه عايزه اقول لحضرتك ان غادة تبقي تبقي بنت مراد اللي خطف غرام


في نفس ذات الوقت بغرفه نبيل و غادة 


كان نبيل يجلس أمام غادة وهي تلتزم الصمت لا يعلم ماذا تريد منه فأردف نبيل بضيق : اخلصي يا غادة عايزني في ايه انا مش فاضيلك 


غادة بتنهيده : نبيل انت طلع معاك حق 


نبيل بانعقاد حاجبيه : حق في إيه بضبط


غاده بحزن : في شكوكك ناحية إسراء ، انا من ساعه ما قولتلي أراقبها واحط عيني عليها و انا عملت كده ولاحظت خروجها اللي بيتكرر ،ده غير المكالمات اللي بتعملها ،بس بصراحه مرضتش اكلم عشان هي صحبتي ،و انهارده كنت بقاوح معاك عشان مش عايزاك تأذيها ،بس انا مش هسكت اكتر من كده يا نبيل ،انا خايفه مراد ده يعمل حاجه في غرام 


نبيل بانعقاد حاجبيه : ايه اللي دخل مراد بغرام


غاده و هي تبتلع لعابها : إسراء تبقا بنت مراد يا نبيل !!!


#يتبع الحلقه 26


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 26🌸


سمع نبيل تلك الكلمات من غاده فاتسعت عينيه بصدمة و عدم التصديق ،و تشنجت عضلات وجهه ،فهو منذ البداية لا يشعر بالراحة تجاهها فأردف من بين أسنانه : غادة أنتي متأكدة


أومأت له غاده بتأكيد على صحة حديثها فضم قبضته بغضب و نهض من مكانه و هو يصيح بصوت عالي 


نبيل : إسررررراء ،إسرااااااء


انتفضت جسد إسراء التي كانت تجلس مع فارس تقص عليه ما تعمله 


فعقد فارس حاجبيه و هو ينظر لها و اردف بهدوء منافي لما يشعر به : خليكي هنا و متخرجيش غير لو قولتلك 


حركت إسراء رأسها بخوف وذعر و خرج فارس من غرفة المكتب ينظر لابنه الذي يهتف بأسم  إسراء بغضب و غادة خلفه تحاول تهدئته


فارس بانفعال و هو ينظر لتلك الأفعي التي تسللت بينهم : في إيه يا نبيل ،بتزعق كده ليه ،عاوز إيه من إسراء


نبيل و هو يقترب منه : شفت يا بابا ،عارف هي تطلع مين 


فارس و هو ينظر لغادة الذي يظهر الارتباك عليها كلياً : مين !!؟


نبيل بغيظ : طلعت بنت مراد يا بابا ،يعني هي اللي تقدر توصلنا لابوها عشان نوصل لغرام


فارس و هو ينظر لغادة : و طبعا غادة اللي قالتلك الكلام ده


نبيل و هو يضيق عينيه بعدم فهم : أيوه غادة ،انا كنت قايلها متشلش عينها من عليها ،عشان كنت شاكك فيها من ساعة موضوع كريم


فارس لغادة : و عرفتي منين يا غادة ،انها بنته ،يعني اتاكدي منين 


غادة و هي تبتلع ريقها بتوتر : حضرتك أنا سمعتها و هي بتكلم في التليفون اكتر من بره و ده غير خروجتها الكتير اللي لاحظتها و مردتش اتكلم عشان عارفه انه نبيل وقفلها على الوحدة و مش طايقها


أقترب فارس منها فأخفضت غادة رأسها فقام فارس برفع ذقنها بيده و أردف ببرود : طيب ،أطلعي على أوضتك يا بنتي أنا مصدقك


نظرت له غادة بعدم تصديق فنظراته اليها جعلته تفقه بعدم تصديقه لها فأردف نبيل : أطلعي يا غادة فوق 


اؤمات لهم غادة و تحركت بهدوء شديد من أمامهم متجهه لغرفتها فنظر نبيل لفارس مردفا : في إيه يا بابا 


نظر فارس لابنه و اردف بهدوء و هو يتجه لمكتبه : تعالي ورايا علي المكتب


عقد نبيل حاجبيه و تحرك خلف فارس قائلاً : أجي فين يا بابا ،أنا لازم أكلم مع بنت الكلي دي ،لازم نعرف غرام فين ،احنا هنستنى لحد مأ


و ما لبث أن يسترسل حديثه حتي وجد إسراء تجلس بالمكتب برفقة والده


نبيل و هو يتجه اتجاها و الغضب يسيطر عليه : أختي فين يا بت انطقي


ثم جذبها من مرفقيها و ضغط عليهم بشده فنهره فارس و قام بإبعاده عنها و هو يردف : أظن أنا سبتك تكلم كتير ،دلوقتي انت هتسكت و إسراء هتكلم أنت سامع 


____________________


صعدت غادة الي الغرفة و قدميها لا تحملانها ثم اقتربت من الفراش وجلست عليه ،فلم توجد طريقة أمامها سوى اتهام إسراء حتي تبعد تلهيهم عنها و ينشغلون بها و تستطيع هي الفرار و بدأت الذكريات تحاوطها تحاوطها و تكررت أمامها وكأنها شريط يعاد مرارا و تكرارا  


flashback🌸

عادت غادة من عملها مبكرا عن موعدها فهي تعمل في أحد المزارع و تقوم بتنظيفها فما يكسبه والداها ليس بالكثير و والدتها لا تعمل فكان عليها مساعدة والدها والبحث عن عمل فالراتب الذي يحصل والداها لا يكفي معهم لنهاية الشهر فاضطرت أن تعمل حتى تعيله و تساعدهم و ما لبثت أن تضع المفتاح بالباب حتى صدمت من هول ما سمعته 


عايدة ببكاء : يا أحمد ،يا أحمد أسمعني أنا والله كان غصب عني أني أكدب عليك ،كان لازم اعمل و الا مكنتش هعرف اكمل


أحمد و هو يمسكها من ذراعيها بغضب : غصب عنك ،غصب عنك ازاي يا عايده ،انا كل السنين دي و أنا عايش مخدوع فيكي ،ربتلك بنتك و كتبتها علي اسمي رغم اني عارف أنها مش بنتي 


زاد من ضغط يده علي ذراعها و هو يردف : كدبتي عليا زمان ليه ،ليه مقولتيش أنه مراد اللي عمل كده ها ،ليه كدبتي عليا و قولتيلي انك اللي حصل كان غصب عنك ،غصب عنك ازاي و هو كان بمزاجك يا عايده 


عايده بنحيب و بكاء حاد : يا أحمد غصب عني افهمني كنت عايزني اقولك ايه يعني ،أقولك أني كنت بحب مراد و سلمتله نفسي كان بيضحك عليا بكلامه الحلو كل ما كان يجي من القاهره و انا صدقته و وثقت فيه ،و هو طلع مش قد الثقه و اتخلي عني اول متجوز بنت العمري ،صدقني أنا حبيتك لما عاشرتك و شفت حبك لبنتي حبيتك ،انا كان لازم اخبي عليك و الا كنت خسرتك ،مراد خرج من حياتي من زمان اوي يا احمد من زمان اوي


أحمد بصياح : كدابه ،كدابه يا عايده ،لو كان كده مكنتيش تزوريه في السجن كل السنين دي كلها


عايدة و هي تبتلع لعابها و أردفت بتلعثم : أنا ،أنا كنت بروح لانه عرف اني اتجوزتك و خمن اني مش قيلالك علي اللي كان بيني و بينه و كان بيهددني بكده 


أحمد و هو يجذبها : كدابه انا مش مصدقك يا عايده مش مصدقك الكلام العبيط ده تضحكي بيه علي اي حد تاني مش عليا انا روحت زورت مراد لما عرفت انك بتروحي له و هو قالي علي كل حاجه ،انتي رغم السنين دي كلها لسه منستيهوش


أما بالخارج ظهرت شبح ابتسامة علي وجهه غادة عندما علمت بأن والدها ما زال علي قيد الحياه فهي تعلم جيدا بأن أحمد ليس والداها فهي قد سمعتهم بصغرهم و احمد لم ينكر ذلك بل اعترف بذلك هو والدتها و لكن اخبروها بانه توفي أثناء حمل والدتها بها


___________________


و تجاهلت ما سمعته و كان الزمن قد توقف عندما علمت بحياة والداها و ظلت تردد مع نفسها : في السجن ،بابا في السجن يبقى انا لازم ازوره ،انا لازم اشوفه


أما بالداخل فوقع أحمد علي الأرض فدوت صرخات عايده بالمكان اخرجت غادة من شرودها فوضعت المفتاح بالباب و دلفت الى الداخل لترى لماذا تصرخ والدتها


عايدة و هي تحرك احمد و الدموع تنهمر من مقلتيها : احمد احمد اصحى فوق متمتش انت فهمتني غلط والله ،ارجوك قوم


أما غادة امسكت هاتفها لتطلب سيارة الاسعاف 


و بعد مرور ثلاثه أيام 


توفي أحمد و ظلت عايده تبكي بمرارة لققدانه أما غادة فكانت قد توصلت لمكان والداها بمساعدة وليد......


في أحد السجون


كان مراد في تلك الزنزانة يسير ذهابا و إيابا و يفكر كيف يمكنه الخروج من هنا فعايده رفضت مساعدته رغم تهديده لها و لكن تلك المره أبت الرضوخ له و لمطالبه فطوال تلك السنوات كان يستغلها لتلبي طلباته من مال وطعام يريد الخروج من هنا ليجتمع بغرامة مرة آخري فهو يعلم بأنها على قيد الحياة ولم تمت مثلما ظن فأحد السجناء الجدد هو من تخبره بتلك المعلومة


وأثناء تفكيره ذلك فتح باب الزنزانة و دلف العسكري و هو يردف 


العسكري : قوم يا أخويا جيلك زيارة


مراد و هو يخرج من الزنزانة و يعقد حاجبيه باستغراب فطوال تلك السنوات لم يزوره احد سوي عايده و احمد مؤخراً ،حتى أهله قد تبرأه منه و لم يفكر أحدهم بزيارته و قد انتقلوا من البلد بعدما تسبب لهم بتلك الفضيحة


مراد و هو ينظر باستغراب لتلك الفتاة الشابة التي تبدو في اوائل العشرينات ،أما هي فنهضت من مكانها عند رؤيته


أردف.مراد بصوت غليظ : أنتي مين ؟؟


غادة بإبتسامة : أنا غادة بنتك و بنت عايدة


توسعت عينا مراد بصدمه و اردف : انتي بتقولي إيه


غادة و هي تجلس مرة آخري : بقولك أنا غادة بنتك و بنت عايدة 


ابتلع مراد ريقه و جلس و هو ينظر لها فأردف بشك : عايده مجبتش سيرة عنك قبل كده يعني


غادة و هي تحرك كتفيها : ده الطبيعي هتقولك ليه و انت محبوس ،ده غير انها سجلتني علي اسم احمد جوزها


مراد بحزن مصطنع : أنتي بتقولي إيه ،ازاي عايده تعمل كده ها


غادة بتنهيده : انا مش هلوم عليها لانه اللي هي شفته منك مكنش قليل ،بس في النفس الوقت أنا مليش في اللي حصل بينكو زمان ،انا ليا انه ابويا طلع عايش و قاعد قدامي دلوقتي


اتسعت ابتسامة مراد الشيطانية و هو يستمع اليها فمن الواضح أنها ليست ساذجه مثل امها و ستفيده كثيرا


____________________


واستمرت غادة في زيارة والدها عدة مرات و قصت لوليد حبيبها عن والدها وما سمعته من حديث بين عايدة و أحمد قبل وفاته وخلال تلك الزيارات استطاع مراد أن يبعث الكرة بقلبها تجاه عائله العمري و زاد طمع غادة فهي تعلم جيدا من و ماذا يكونون و اتفق معها بان عليها التقرب منهم و الدخول بينهم و تذكرت هنا بأن شروق ابنة خالتها تعمل لديهم بالدوار و كم يعيشون برخاء و الأموال معهم لا تحصي أو تعد فظهرت ابتسامه شيطانيه على وجهها و أردفت : متقلقش انا عارفه هدخل بينهم ازاي 


مراد بابتسامه : حلو اوي و عايزك تركزيلي مع نبيل ابن فارس


ابتسمت غادة مردفه : تمام اللي انت عاوزه هيتم


وبعد انتهاء تلك المقابلة خرجت من ذلك المكان الكريه لتحد وليد امامها فاقتربت منه : هو انت ممشتش لسه يا وليد


وليد بنفي : لا قلت استناكي ،يلا بينا


غادة بإيماءة : كويس والله انك ممشتش في موضوع عاوزاك فيه


و بعد مرور بعض الوقت


صاح وليد بنبرة غيرة : يعني إيه يا غادة الكلام ده ،يعني عاوزه تدخلي عيله العمري و تقربي من ابنهم ،طب و انا 


غادة وهي تحاول تهدئته و أردفت بكدب فلم ترد أن تخبره بحقيقة أطماعها فاذا اخبرته فلن يوافق ابدا : اهدي يا وليد انا مقولتش اننا هنسيب بعض ،،بس في نفس الوقت لازم اساعد بابا أنه ينتقم منهم وبعدين انا وانت هيبقى لينا مصلحة في الموضوع و هنطلع متنغنغين بسببه


وليد وهو يحك ذقنه بتفكير: طب و دلوقتي إيه المفروض يحصل 


غاده و هي تردف بخبث : لازم تتغير يا وليد عاوزك وقح و جرئ و تمد ايدك عليا يعني بمعني اصح شخصيتك تتغير 180 درجه 


وليد وهو يضيق عينيه : و ليه كل ده


غادة بابتسامه : عشان أصعب عليهم طبعا عاوزه ابقي البنت المغلوب على امرها اللي بن خالتها حاطط عينه عليها و عاوز يتجوزها و امها مش موافقه وبعدين هو لما يلاقي مفيش فايده مش هيلاقي قدامه غير انه يغتصبها 


وليد و عينيه تتسع بصدمه : اغتصبك 


غادة بضحك : يا حبيبي متخفش ،ده تمثيل و اصلا مش هيحصل لانه لازم يحصل في مكان حد.يشوفك فيه و يلحقوني و ساعتها أنا هعترف عليك و تدخل السجن


وليد و هو يلزم الصمت لا يفقه شئ وأردفت هي مكملة : و انت اللي هتساعد بابا يهرب يا حبيبي


_________________


و بالفعل استطاعت غادة العمل بالدوار بمساعدة شروق بل و خدمها الحظ عند.نزول نبيل للمطبخ فأحتكت به حتى يلاحظها و بالفعل استطاعت لفت انتباه نبيل الذي وقع في فخها 


واردات غادة أن يلاحظ نبيل ما يفعله وليد معها ففعلت كالآتي


كانت غادة تخرج من الدوار فهي قد أنهت للتو مساعده ابنه خالتها في اعمال الدوار و اثناء سيرها وجدت في وجهها وليد ابن خالتها و شقيق شروق التي تعمل لدى عائله العمري 


ابتلعت غاده ريقها فهي تخافه كثيرا فهو دائما ما يتطلع عليها بنظرات وقحه جرئيه 


غاده بخوف : وليد انت اللي جابك هنا ؟


وليد و هو يعض شفتيه بطريقه وقحه أثارت اشمئزازها: جاي عشان اوصلك يا جميل البت شروق كلمتني قبل ما تخلصي عشان اجي اوصلك


ابتلعت ريقها و سبت و لعنت شروق في سرها فهي دائما ما تبغض شروق و شقيقها و لكنه مصظره للتعامل معهم فهي ووالدتها يمكثون بمفردهم وليس لديهم سوى عائلة خالتها بعد وفاة والدها منذ عدة أسابيع


غاده بقوه و ثبات زائفين : بص يا وليد انا همشي لوحدي لو حد شافني ماشيه معاك هيكلموا علينا و سيرتنا هتبقي علي لسان كل البلد


وليد بتهكم : طب حد كده يبقى يكلم و بعدين يا بت انتي بنت خالتي و يلا بقا اتحركي 


تحركت غاده معه و مضطره فليس لديها حل اخر في نفس الوقت رآها نبيل و هي تسير مع ذلك الشاب و لكنه لم يعطي اهتماما للأمر و تغاضي عن رؤيته معه 


أما غادة و وليد و بعد رؤيتهم لنبيل الذي رآه سويا أردفت غادة بابتسامة : خلاص مشي ، كده الخطه ماشيه إيه ،كلها بقي كام يوم و يقع على بوزه


توقف وليد عن السير و اردف بغضب و غيره : غادة متستفزنيش بقي بكلامك ده


غاده و هي تبتلع ريقها : في إيه يا وليد هو انا قولت انا اللي هحبه لا هو اللي هيحبني و ده المطلوب


وليد و هو ينظر حوله و يجذبها من مرفقيها : عارفة يا غادة لو خلتيه يلمس شعره منك و لا حتى يلمس ايدك هعملك فيكي إيه


غادة بخوف : إيه


وليد بنبرة لم تسمعها غادة من قبل : قولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم 


غاده بابتسامه بسيطه : جرا ايه يا وليد في إيه و بعدين انا مش هخليه يقرب لي ما تقلقش و الجوز هيبقا علي الورق و بس صدقني 


Flashback🌸

أمسكت غادة هاتفها و هاتفت وليد الذي سريعا ما نهرته لمساعدة مراد بتلك الخطوة دون الرجوع إليها


غادة بصوت خافض غاضب : أنت إزاى تعمل كده من غير ما ترجعولي و لا تقولولي ها


وليد بانعقاد حاجبيه : أهدي بس يا غادة ،و بعدين ايه اللي احنا عملنا و مرجعناش ليكي فيه


غادة و صدرها يعلو و يهبط : أزاي تساعده يا وليد يخطفها ،احنا اتفقنا على كده ،انتو قولتلو أن انتو هتخطفوها 


وليد بتوضيح : طيب ممكن تهدي بس الاول ،وبعدين انا مكنتش اعرف انك عارفه


غادة و هي تدلك رأسها تشعر بصداع يكاد يفتك بها فاردفت بهدوء يعاكس غضبها منذ قليل : أنت مسمعتوش قالي إيه يا وليد مسمعتوش ،اسمعني انت دلوقتي هتروحله و هتقولوا يسيب غرام و الا وديني و ما أعبد لو معملش كده هيبقى عليا وعلى اعدائي


وليد بعدم فهم : يعني إيه يا غادة


غادة بغل و عينيه تطلق شرار : يعني تقولو يسيبها يا اما هبلغ عنه يا وليد سمعني هبلغ عنه و زي ما خليتك ساعدته يهرب ،هخليه يرجع لسجن و حيطانه


ثم أغلقت الهاتف بوجهه وليد وقامت بإلقاء الهاتف علي الفراش بغضب تفكر ماذا تفعل فهي تريد الخروج من ذلك المنزل و لكن لا تريد أن تخرج بمفردها ،وقررت الهروب بالأمس بعد ان ينام الجميع و تسرق الأموال المتواجدة بخزنة فارس


#يتبع الحلقه 27


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 27🙈🌹

في المكتب


فارس و هو ينظر لاسراء : اتكلمي يا اسراء و قولي لنبيل اللي أنتي حكتولي


أومأت له إسراء وهي تبتلع ريقها و اردفت بهدوء : في مرة كنت قاعدة فى الاوضة ومرة واحدة لقيت شروق دخلالي و بتقولي


flashback🌸

شروق وهي تدلف الى الغرفه و تغلق الباب خلفها : إسراء ،بت يا إسراء


إسراء و هي تنظر لها ببرود : خير يا شروق ،عاوزه حاجه


شروق و هي تقترب منها : قومي ،قومي معايا بسرعه 


إسراء وهي تزفر بضيق : شروق ،انا مش ناقصاكي الله يباركلك ،و بعدين مش عاوزه اروح في حته 


شروق و هي تردف بغيظ : يا بت افهمي ده انا هوريكي حقيقة صاحبتك اللي انتي فرحانه بيها دي و شايفه انه مفيش منها


إسراء وهي تضيق عينيها : تقصدي إيه يا شروق


شروق بابتسامة جانبية : هيكون مين يعني غير غادة 


إسراء باستفهام : مالها غاده


شروق بملل : لا مش وقته ،يلا بينا زمانها لبست و هتخرج قومي و احكيلك في الطريق


إسراء بملل : طيب لما نشوف اخرتها معاكي


و بعد مرور بعض الوقت كانوا يتسللون خلف غادة التي لم تنتبه لهم وأردفت إسراء بصوت خافت : أنا مش فاهمه ،انتي عاوزه ايه بضبط ،مينفعش نمشي ورا غاده كده


شروق بغضب و صوت خافت : انتي غبيه يا اسراء ،عارفه صاحبتك اللي بدافعي عنها دي ،سمعتها بودانى دول و هي بتكلم مع واحد تاني غير نبيل جوزها ،و بتتفق معاه تقابلوا هنا ،يعني الهانم الشريفة العفيفة بتخون جوزها و مقرطساه


إسراء و هي تنظر لها بغضب : أنتي عارفه إنتي بتقولي إيه ،غادة مستحيل تعمل كده


شروق باستهزاء وهي تربت على كتفيها : أهو هتشوفي دلوقتي بتعمل ولا مبتعملش 


وأخيرا وصلت غاده إلى ذلك المنزل المهجور و قبل الدلوف إليه التفتت تنظر حولها فهرولت كلا من إسراء و شروق خلف إحدى الأشجار التي أنقذتهم ،و بعد أن دلفت غادة الي المنزل تحركت كل من إسراء و شروق خلفها و استمعوا لحديثها مع مراد من إحدى  النوافذ و لم يفقهو منه شيئ و كان الحديث كالآتي


 كانت تصدح صوت ضحكاته العاليه بالمكان و هو يردف بسعادة: أغبية،فاكرين اني انا ممكن أسبهم في حالهم،و لسه هما شافوا حاجه،ده كفايه لما يعرفوا حقيقتك و انتي تبقي مين،هتبقى صدمه بالنسبالهم


غادة بأبتسامه خبيثه و شيطانيه: خليهم يعرفوا هما لعبوا مع مين،و صدقني أنا مش هسيبهم غير لما أشوفهم مدمرين و بيبوسو الايادي و بكره تقول غادة قالت


ثم صمتت قليلا و هي تنظر له و أردفت بهدوء: عرفت اللي حصل مع كريم 


نظر لها و تلك الابتسامة الشيطانية على محياه: كريم،ما كريم خلاص،بقا في خبر كان


رفعت حاجبيها و أردفت بأسف: مع الاسف،كريم مماتش و لسه عايش و المفروض يعدي 24 ساعه عشان الدكاتره يقدروا يحددوا حالته


جز مراد علي أسنانه و أردف بغيظ: أفهم من كده أنه فلت منها و ابن العمري هيطلع منها زي الشعره من العجينه


غادة بحيره: طيب هنعمل ايه دلوقتي


مراد بتفكير شيطاني: هقولك،اهم حاجه انهم ما يشكوش فيكي


غادة :متخافش مش هيشكوا دول لو يطولوا يشيلوني من علي الارض هيعملوها 


مراد بابتسامه: حلو اووى،اسمعي بقا اللي هقولك عليه و اعمليه 


و بعد مرور بعض الوقت 


مراد: فهمتي هتعملي اي


غادة : تمام فهمت، ثم نهضت من مكانها و هي تردف بخبث: انا هقوم بقا قبل ما يكتشفو اني مش موجوده في البيت و خرجت


مراد بإيماءة: تمام و لو حصل اي جديد كلميني


غادة وهي تقبله علي وجهه: أكيد،و خلي بالك من نفسك 


شروق و هي تنظر لاسراء : امشي بسرعه قبل ما تشوفنا 


و بالفعل أختبات كل من إسراء و شروق مرة أخرى حتى رحيل غادة و كانت كلا منهم تنظران لبعضهم بحيرة و عدم فهم


وأردفت شروق و هي تنظر لها : أنتي فهمتي حاجه


إسراء و تحرك راسها بنفي : لا ،انتي فهمتي


شروق بنفي ايضا : لا ،بس اللي انا متأكده منه أنه غادة دخولها بيت العمري مكنش صدفة ابدا ،وبعدين اوعي يا اسراء اوعي تحكي لغاده حاجه او اننا عرفنا حاجة ،فهمه


أومأت لها إسراء وأردفت : طب يلا بينا نرجع الدوار


شروق : يلا


Back🌸

و ساعتها رجعنا البيت أنا و شروق و اول ما دخلت الاوضة لقيت غادة دخلالي ،ثم نظرت لنبيل و أردفت بهدوء : و أنت كنت معاها


كان نبيل ينظر لها يتذكر ذلك الموقف فهو من أخبر غادة بعدم تواجد إسراء بغرفتها ،أخرجته إسراء من تذكره عندما اردفت : و بعدين بدأت اراقب غادة بس طبعا من غير ما تاخد بالها و سمعتها اكتر من بره و هي بتكلم و فهمت الموضوع لما سمعتها بتقوله يا بابا ،اصل هي كانت حكيالي أنه باباها الحقيقي متوفي و انه عمو احمد مش ابوها ،فانا ساعتها فهمت انه ممكن يكونوا كدبوا عليها و هي لقيته و عشان كده بتساعده ،ثم ابتلعت ريقها و تسترسل حديثها : و ده طبعا غير مكالمتها مع وليد 


عقد نبيل حاجبيه بدهشه : وليد


أومأت له إسراء و هي تردف : ايوه ،وليد كمان معاهم ،انا اصلا استغربت انهم سابوا بعض ،هي ساعتها بررت لي اللي حصل انه وليد اتغير و انه اتلم على صحاب صايعين غيروه كده ،و انه هي مبقتش طيقاه ،و بعديها بكام يوم اتجوزتك


نبيل و نظراته زائغة يتذكر تلك الحجج الفارغة التي كانت تردفها حتى لا يقترب منها و لكن حتي الآن لا يصدق بأن غادة خدعته طوال تلك الفترة و هو كان غبيا و وقع في فخها ،فكيف له ألا يفهم بأن هناك شئ عندما قامت بإخراج وليد وتنازلت عن تلك الشكوى ،وهنا اتضحت الامور امامه فغادة و وليد تلاعبوا به و هو كان سهل المنال 


ثم نظر نبيل لاسراء و أردف : و فين شروق 


إسراء و هي تحرك كتفيها : مش عارفة بقالها كام يوم مش بتيجي 


نظر نبيل لوالده الذي اؤما له فنهض نبيل من مكانه مهرولا خارج الغرفة ،فنادي عليه فارس : نبيل أنت رايح فين


تجاهله نبيل و صعد تجاه غرفه عايده لايريد الاستعجال تلك المره فليتاكد أولا من حديث إسراء و بعدها يعلم ما سيفعله إذا صدق حديثها


دلف داخل غرفة عايدة دون ان يطرق الباب فوجدها تجلس على الفراش تقرأ في كتاب الله عز و جل


فنظرت عايده إليه و اردفت بصوت خافت : صدق الله العظيم 


ثم ابتسمت لنبيل الذي اقترب منها على عجلة من أمره و جلس بجانبها على الفراش


عايده بأبتسامه : أهلا يا نبيل 


نبيل و هو يبتلع ريقه و عينيه تلمع : هسألك سؤال،وعاوز إجابته 


عايده وهي تضيق عينها : سؤال إيه يا نبيل 


نبيل و هو ينظر لذلك المصحف الذي بين يديها : تحلفيلي على المصحف انك تقولي الحقيقه 


أومأت له عايده مردفه : اكيد يا بني ،قول عاوز تسأل عن إيه


نبيل بهدوء منافي لتلك النيران داخله : أبو غادة الحقيقي اسمه ايه ،انا عارف اللي مكتوب في البطاقة كويس اوي ،بس ده فعلا اسم ابوها ،و لا لا 


عايدة و هي تنظر له و تبتلع لعابها و تضع يدها علي المصحف : مراد يا نبيل ،ابوها اسمه مراد


__________________


في منزل عامر و مي


كان عامر بعمله و مي واقفه بالمطبخ تعد لهم الطعام و أثناء تحضيرها للطعام شعرت بدوار خفيف يهاجمها فأغمضت عينيها بضع ثواني ثم فتحت عينيها و لكن لم ينتهي شعورها بالدوران فتركت ما بيدها و خرجت من المطبخ وجلست على أقرب أريكة قابلتها و وضعت رأسها بين يديها و اغمضت عينيها حتي يزول ذلك الشعور و اثناء جلوسها دلف عامر إلى المنزل فوجدها تجلس علي الاريكة فاقترب منها و القلق على وجهه فجلتسها توحي بأرهقها فأردف عامر بنبره قلقه : مي حبيبتي انتي كويسه


رفعت مي عيناها و نظرت له و اردفت بصوت هادئ : كويسه يا عامر متقلقش ،انا حسيت بس بشوية ،فخرجت من المطبخ قولت اريح شوية


عامر وهو يجلس بجانبها بلهفه : انتي قولتي ايه يا مي حسيتي بايه


مي و هي تنظر له و تجاوبه : دوخه يا عامر ،و حسيت اني هقع من طولي


عامر بابتسامه و فرحه : مي ،أوعي تكوني حامل


مي و هي تنظر له بعدم تصديق : حامل


عامر بإيماءة : اها ،مش بتقولي دوختي 


مي بابتسامه بسيطه : هو أي واحدة تدوخ تبقي حامل يا عامر


عامر بتنهيده : لا ،بس ليه لا ،ايه اللي يمنع


مي بلهفة : تفتكر 


عامر وهو يحاوط وجهها بيديه : افتكر و نص كمان : أحنا نروح بكره و نتاكد 


____________________


في غرفه غرام 


كانت لاتزال نائمه بعدما فقدت وعيها أثر ما حدث مع ابنتها و وقعوها بين يدي مراد و ظلت الكوابيس تحاصرها اثناء نومها فهي لا تعلم حتى الآن ما الذي يريده مراد من ابنتها ولما اختطفها فأذا كان يريد اختطاف أحدهم فكان عليه اختطافها هي و ليس ابنتها فتحت غرام عيونها و الدموع تنهمر من مقلتيها و نظرت حولها فلم تجد فارس بجوارها وما لبثت أن تنهض من الفراش حتى صدح صوت رنين هاتفها فأمسكته بلهفه و وجدته رقم غير مسجل فأجابته بسرعه


غرام : ألو 


مراد بتنهيده : غرام ،لا غرامي وحشتيني


غرام بأبتسامة : مراد ،مراد ،بنتي فين يا مراد غرام ملهاش دخل بأي حاجه حصلت زمان ارجوك متأذيش بنتي و سيبها يا مراد 


مراد و هو يحرك رأسه بعدم تصديق : انتي ازاي تتكلمي كده يا غرام ،و ازاي جه في دماغك اني ممكن أذي بنتك ها 


غرام ببكاء : أومال خطفتها ليه يا مراد ،خطفتها ليه


مراد : عشان بحبك يا غرام ،و عشان بحبك حبيت بنتك ،أحنا لازم نجمع و مبقي عيله واحده


غرام و هي تزيل دموعها : أزاي يعني


مراد بابتسامه : مش انتي عاوزه تشوفي بنتك و تطمني عليها يا غرامي


غرام بإيماءة : أكيد طبعا


مراد و هو يزفر براحه وسعاده : يبقى تجيلنا هي الطريقه الوحيده عشان تشوفي بنتك ،ثم استرسل بتحذير : بس طبعا لو مش موافقة مش هجبرك ،بس مش هتشوفي بنتك تاني ،و بنتك هتعوضني غيابك


غرام بنفي : لا لا موافقة اديني العنوان


مراد بفرحه : تمام بس قبل ما اديكى العنوان افتكري انه محدش لازم يعرف اي حاجه ،و لو حصل أنسي انك تشوفي بنتك تاني ،سمعه يا غرام


غرام و هي تنهض من على الفراش : سمعه ،سمعه ،اديني العنوان


_________________


في منزل حفيظة


كان تجلس هي و تفيده و زهرة 


حفيظة و هي تنظر لكل من زهرة وتفيده و اردفت بتردد بسيط


حفيظة : طب و افرضوا ماتت في أيديهم و لا حتي لو فضلت عايشة و مرضتش تسيب عامر برضو هنعمل ايه


زهرة و هي تردف بخبث : متقلقيش يا خالتي أي واحدة مكانها و حصلها اللي هيحصلها هتوافق علطول دي علقه محترمه هتخليها تجيب ورا و اكيد هي مش مستغنيه عن حياتها و فرضا فرضا مسمعتش منهم و صممت تكمل مع عامر هنشوه وشها الحلو ده بشوية مايه نار ،إيه رأيك


تفيده و هي تلاحظ التردد البادي علي وجهه حفيظة فنظرت لابنتها و اردفت : جرا إيه يا حفيظه مالك متردده كده ليه هي مش هي دي اللي انتي مش بطيقها و خدت ابنك من بنتي و لا إيه


حفيظة بتردد : مش عارفه يا تفيده ،بس احنا ممكن نفكر في حاجه تانيه و بعدين عامر ممكن يشك فيا هو عارف انه انا اللي بكرها


زهره بلهفه : لا يا خالتو متخافيش ،و بعدين عامر دماغه مش هتجيبه انه انتي اللي ممكن تكوني عملتي كده 


حفيظة برفض : لا طبعا مش هيشك غير فيا انا مش موافقة على الخطة خلينا نشوف غيرها


تفيده بابتسامه جانبيه : ماشي يا حفيظه نشوف غيرها ،ثم نظرت لابنتها التي ابتسمت لها فهم سينفذون مخططهم الشيطاني ذلك سواء كانت معهم ام لا فهم يريدون عامر و أمواله 


__________________


في مكتب فارس


كانوا يجلسون جميعا يفكرون في شئ ما حتى يتوصلوا للمكان الذي اختطف به مراد غرام فهم ذهبوا لذلك المنزل المهجور الذي كان يتقابل به كلا من مراد و غادة و وليد و الذي دلتهم إليه إسراء 


و كان فارس يجلس معهم و عينيه لا تفارق نبيل  ،فهو يرى بأنه السبب الرئيسي بكل ما حدث معهم كما انه يشعر بالاشتياق الجارف ناحيه غرام و القلق ينهش قلبه فهو لا يعلم ماذا يفعل ذلك المراد مع حبيبته ،رأي نبيل نظراته تلك فأردف : انت بتبصلى كده ليه


فارس بغضب و صوت خافت : يعني مش عارف ببصلك ليه


نبيل وهو يجز على أسنانه و اردف بهدوء عكس نيرانه : عارف أني غلط و غلط كتير اوي و عارف انه انا اللي دخلت غاده بينا و 


و ما كاد يكمل حتي قاطعه والداه مردفا : اللي حصل حصل يا نبيل خلاص و محدش هنا بيحملك مسئوليه اللي حصل


وأثناء حديثهما طرق الباب و دلفت غادة الي الغرفه و هي تردف بقلق مصطنع : ها يا جماعه وصلتو لحاجة عرفته مكانها


نبيل وهو ينظر لها بألم و حسرة فهو أراد مواجهتها بعدما علم بالحقيقة من لسان والدتها و لكن فارس و إسراء قد منعاه من المواجهة ففارس يعلم جيدا بان ابنه مندفع و متهور و من الممكن ان يفعل شئ بها قد يقضي بحياته


نظر نبيل لغادة و اقترب منها و وجهه لا يبشر بالخير فشعرت غادة بالخوف من نظراته و أردفت بارتباك : مالك يا نبيل 


نبيل و هو يرفع يده و صفعها صفعه جعلت فمها ينزف من قوته و نظرت له بخوف مردفه بتلعثم : نبيل انت بتعمل إيه


نبيل وهو يجذبها من خصلاتها : غرام فين 


اقترب الجميع منه يحاولون تخليصها من بين يده فهو اخرب له مخططهم فهم كانوا سينتظرون خروجها من المنزل و يتبعونها حتى يعلموا المكان الذي يخبئها به مراد


غادة بذعر : أه نبيل أنت بتعمل إيه أه


نبيل وهو يزيد من ضغط يده على خصلاتها و يده الاخرى تصفعها فهو لم يستطع امساك نفسه عندما رآها امامه تتكلم بتلك الرقة الخادعة التي سبق و خدعته بها


نبيل بنبرة جحيمية : غرام فين اكلمي

__________________


وصلت غرام للمكان الذي دلها عليه مراد و طرقت الباب بسرعه ولهفه تريد رؤية ابنتها و سريعا ما فتح لها مراد الذي أردف بابتسامة : و أخيرا ،أخيرا يا غرام هنبقى مع بعض


#يتبع الحلقه 28


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 28


غرام و هي تدفعه و تدلف إلي المنزل 


بنتي ،بنتي فين 


مراد و أبتسامة جذابة مشرقة على وجهه : في الأوضه جوه ادخلى شفيها لاننا لازم نتحرك بسرعه


غرام وهي تسرع مهرولة ناحيه الغرفه و لم تستمع الي باقي حديثه و فتحت الباب على مصراعيه و نظرت بالغرفة فوجدت ابنتها جالسه على الفراش وتضم ركبتيها الي صدرها و اثار الدموع على وجهها


غرام الام بلهفه و اقتربت منها تقبلها علي وجهها : بنتي حبيبتي أنتي كويسه ،عمل فيكي حاجه


غرام وهي تحتضن والدتها و بإيماءة بسيطه من راسها : لا اطمني ،معمليش حاجه ،بس خلينا نمشي من هنا يا ماما ،انا


قاطعها مراد الذي كان واقفا بجانب الباب و يضع يديه بجيوبه : تؤتؤ ،كده أزعل منك 


ثم دلف داخل الغرفه و هو يقترب منهم و يردف بنبره حب : و بعدين هو مش انا قولتلك متخفيش أنتي بنت غرام يعني بنتي ،وبنتي مستحيل اذيها ،و يلا بقا قوموا عشان هنمشي من هنا ،لانهم ممكن يوصلوا لنا و احنا هنا ،يلا بينا


نظرت غرام الأم لابنتها الذي كانت تنظر لها بذعر و هلع فأومأت لها أمها بهدوء حتى تستمع اليه ،فهي لا تعلم ماذا بإمكانه أن يفعل بهم إذا لم يطيعوه


مراد و هو يشير لهم بيديه خارج الغرفة : يلا بينا ،يلا 


___________________


بالدوار


غادة بتوجع : أه يا نبيل ،انت بتعمل ايه ،انا معملتش حاجه ومعرفش غرام فين سبني ،آه


نزلت عايدة علي صوت صرخات ابنتها و نظرت لنبيل الذي يتطاول على ابنتها بفزع و حاولت فك حصارة عن ابنتها مثلما يفعل كل من فارس و إسراء و فارس 


عايدة بخوف على ابنتها : في إيه يا نبيل ،غادة عملت إيه ،عملتي إيه يا غاده


غادة بآلم : اه ،انا معملتش حاجه يا ماما ،خليه يسبني شعري هيطلع في ايده


والده بغضب : نبيل سيب البنت 


نبيل و هو يجرها من خصلاتها و يصعد بها الدرج : مش هسيبها ،مش هسيبها غير لما تنطق و تتكلم و تقولي مكان غرام فين 


فارس في سره : هتفضل طول عمرك غبي و متسرع أووف


أما نبيل فقام بدفع غاده داخل الغرفه واغلق الباب خلفه بالمفتاح و قذف المفتاح بالغرفة فجحظت عيناي غادة و هي تردف بخوف : انت انت هتعمل إيه ،انا معملتش حاجه


نبيل بنبرة شيطانيه : انطقي يا و** غرام فين و الا و ديني و ما أعبد لكون مطلع روحك في ايدي يا غادة و هي تبتلع ريقها : أنا ،أنا معرفش يا نبيل ،انا هعرف منين ،إسراء ،أسئل إسراء هي اللي اكيد عارفه مش ابوها ،استلها هي 


اقترب منها نبيل و هو يصيح بصوت عالي غاضب دب الرعب و الخوف بقلبها و جعل جسدها ينتفض و يرتجف 


كفاية كدب ،كفااااااااااية ،انا عرفت كل حاجه وعرفت مين اللي بنت مراد 


غادة وهي تتحرك إلى الخلف بظهرها : لا يا نبيل ،متصدقهوش ،دول كدابين ،عاوزين يفرقوا بينا أنا 


اسكتتها تلك الصفعه التي انهالت على وجنتيها و هو لايزال يردف بتلك النبرة المخيفه : هما مين دول ،مين دول يا بت اللي كدابين ها ،و بعدين خدي هنا لو هما فعلا زي ما بيقولوا تقدري تقوليلي مكنتيش بتخليني ألمسك ليه ،أو أقرب منك


غادة و هي تبتلع تلك الغصة : أنت نسيت يا نبيل ،مش انت اللي زعلت مني عشان أتنازلت عن المحضر بتاع وليد و خرجته و ساعتها سبتني


نبيل بابتسامة وجع : وليد ،حبيب القلب اللي أتفقتي معاه على كل حاجه ،و حته الاغتصاب و الفيلم الهندي اللي عملتوه ده كان عشان يعرف يعرب ابوكي مش كده 


غادة بنفي : لا يا نبيل محصلش الكلام ده


نبيل و هو ينظر لها بنظرة جعلتها تبتلع ريقها بخوف مردفه : أنت بتبصلي كده ليه يا نبيل


نبيل و هو يرفع يديه محررا ذلك الحزام العريض من بنطاله و قام بلفه حول أصابعه فاردفت هي بخوف : أنت هتعمل إيه 


نبيل بشر : هخليكي تكلمي


أما بالخارج 


كانت أسراء و عايدة يطرقون الباب بعنف حتي يفتح لهم فهم إذا تركوه سيجعلها جثة هامدة بين يديه


اسراء و هي تنظر لفارس : هو عمو فارس راح فين ،و بعدين الحقوا ارجوك هيموتها في يده


فارس بغل : متخافيش ،نبيل عاوز يعرف مكان غرام و سبيه ياخد حقه منها


عايدة و هي تنظر لفارس : لا يا بني أرجوك انا مليش غيرها 


كاد فارس أن يتحدث حتى جاء فارس ومعه مفتاح الغرفة


فابتعدت كل من إسراء و عايدة بلهفة وما لبث ان يضعه بالباب حتى وجده يفتح و يخرج نبيل منه فنظرت له عايدة و اسراء و اسرعوا مهرولين داخل الغرفه اما نبيل فنظر لفارس مردفا بأنفاس ثائره و صدره يعلو و يهبط : تعالي معايا 


و هبطا درجات الدرج و والده يلحق به


والدة : نبيل ،نبيل استني انا جاي معاكم


نبيل بنفي : لا يا بابا خليك


فارس باعتراض : مفيش خليك خلينا نلحق اختك 


نبيل : يا ماما أنت ناسي ماما ،مش عايزها تصحى و متلقكش اطلع انت جمبها و انا و فارس رايحين العنوان التاني اللي قالت عليه 


ثم نظر لفارس مردفا : يلا يا فارس


و تحرك كل من نبيل و فارس الذي كان الخوف و القلق يغذيان قلبه


اما فارس فصعد الدرج و اتجهه ناحية غرفته هو و زوجته و دلف الى الغرفه و لكنه لم يجدها بفراشها فعقد حاجبيه باستغراب و اقترب من الحمام وقام بطرقه طرقه بسيطه مردفا : غرام ،انتي كويسه دلوقتي 


و لكن لم يجد إجابه فنادي عليها مرة اخري و وجد نفس النتيجه ففتح الباب ودلف الحمام وكانت الفاجعة عندما لم يجدها بالحمام ايضا ،فابتلع ريقه شاعرا بغصة مريرة ، و وجع بقلبه و كأن سكين حاد أنغرز بقلبه و تمني أن لا تكون فعلت غرام ما خطر بباله


___________________


بعد مرور بعض الوقت 


وصل فارس و نبيل إلى ذلك العنوان الذي دلته عليه غادة و ترجل مهرولا من السياره و بجواره فارس الذي كان في تلك اللحظه يناجي ربه حتى يجدو غرام ،و مراد ذلك الحقير الذي اختطفها و جعل قلبه يتمزق أشلاء من أجلها ،طرق نبيل علي الباب بعنف و هو يردف بغضب ناري : افتح يا مراد ،أفتح 


فارس و هو يدفع الباب بكتفيه : أنت لسه هتكلم ،ساعدني خلينا نفتح الباب


و بالفعل قام نبيل بدفع الباب بكتفه أيضا و أخيرا فتح الباب فدلفوا بلهفة و عينيهم تبحث بشوق وخوف عن غرام و لكنهم وجدو المنزل كسابقه خالي فزفر نبيل بضيق ،اما فارس وتملكته حالة انهيار و خوف شديد و ظل يضرب الحائط بكلتا يديه و هو يردف : مش موجوده ،مش موجودة هنا كمان ،راحت فين بس الكلب ده خدها فين أفهم 


رن هاتف نبيل فأخرجه غضب من جيبه فوجده والده فأغمض عينيه و إجابة و كاد يتحدث حتى أردف فارس : نبيل ،أمك أختفت و مش موجوده بالدوار كله


جحظت عين نبيل و اردف بتلعثم : أنت بتقول إيه يا بابا ،ماما فين ،طب دورت كويس يمكن قاعدة فى اوضة غرام ،أو تكون قاعدة في الجنينة دور كويس الله يخليك


فارس بثبات زائف : مش موجوده يا نبيل ،مش موجوده ،عملتو ايه روحتو العنوان و لا لسه


نبيل بغضب : لا احنا موجودين فيه حاليا ،بس مفيش حاجه


فارس و هو يهز راسه : مراد عملها يا نبيل و نجح في انه يأخد مني مراتي و بنتي 


نبيل و هو يحرك راسه بعنف : لا يا بابا ،و صدقني غرام و ماما هيرجعوا


فارس و يشعر بصعوبة بالتنفس : إن شاء الله ،أنا هكلم رجالتي يدور في كل حته ان شاء الله يدورو في كل البيوت المهجورة و البعيدة عن البلد


نبيل و هو ينظر لفارس : تمام حلو اوى و انا و فارس هنروح الزفت اللي اسمه وليد اكيد هو اللى هيوصلنا لمراد


___________________


كان مراد يجلس و بجانبه والدته و شروق الذي ظلت ترجوه حتى يفتح لها و يخرجها من تلك الغرفة فوليد لم يكن يريد ان تكمل اخته عملها بالدوار فهو يعلم بكرهها لغادة ولم يرد ان يخرب مخططهم لذلك قام بمنعها من استكمال عملها بالدوار ،فتآففت شروق و هي تنظر لوالدتها و شقيقها فنظر لها وليد مردفا : مالك يا بت بتأففي ليه !!


شروق بتنهيده : يعني مش عارف يا وليد ،انا زهقت من قعده البيت ،انت عارف اني بحب اشتغل و متعوده الشغل


وليد و هو لا ينظر لها و يتابع أحد المسلسلات الدرامية :انسي يا شروق مفيش شغل تاني في بيت العمري


فابتلعت شروق ريقها : خلاص مش لازم يعني اشتغل عندهم اشوف شغل في اي حته تانيه


وليد برفض : قلت لا ،انسي 


فنظرت شروق لوالدتها و هي تردف بترجي : يا ماما، يا ماما عشان خاطري خليه ينزلني الشغل انا زهقت بقالي يوم محبوسه


والدتها بسخرية : طب يختي أعملي في البيت هنا الاول ،ده انتي لما بتشيلي الكوبايه اللي بتشربي فيها بالعافية 


شروق بغضب : لا أوف بجد ،انا زهقت 


نهض وليد من مكانه بغضب و اقترب منها حتى يبرحها ضربا و لكن قاطعه تلك الطرقات العنيفه و السريعه علي باب المنزل 


فنظر تجاه الباب و اقترب و فتحه و تفاجأ بتلك اللكمه الذي اخذها و جعلته يترنح 


فنهضت والدته و هي تضرب على صدرها : ابني ،انتو بتعملو ايه


اما شروق فاتسعت ابتسامتها عندما رأت نبيل أمامها


نبيل و فارس و هم يدخلون المنزل و الغضب على وجههم و ملامحهم لا تبشر بالخير 


نبيل و هو مازال يسدد له اللكمات : اه يا واطى ،يا زباله ،بقي كل اللي حصل ده كان تمثيل منك و منها و متفقين مع ابوها ،انتو إيه شايفني كيس جوافة ،ثم سدد له اللكمات مره آخري و الذي جعلت الدماء يتناثر على وجهه


وأردفت والده وليد بترجي : يا بني سيبه ابوس ايدك ،انا معنديش غيره


فاردفت شروق بشماته : لا يا ماما سبيه يربيه ثم أردفت بابتسامة جانبية بسرها : طلعت معاها يا وليد ،و انا اللي عماله اقول اللي جرا بينكو ده انتو كنتو زي السمن علي العسل ،بس هنقول ايه بقى ،احسن تستاهل


فارس و هو يبعد نبيل عن وليد : خلاص يا نبيل أنت كده خدت حقك منه ،سيبه بقا عشان يكلم 


نظر لها نبيل ورفع يديه حتى يبعد تلك الخصلات التي هبطت علي وجنتيه و اردف بغل : خليه يكلم عشان انا لو مسكته تاني هطلع روحه في ايديا


أؤما فارس لنبيل و اقترب من وليد و امسكه من كتفيه وعلى وجهه ابتسامة لم تصل لعينيه مردفا : مراد فين 


وليد بنبرة خافتة فصوته لا يخرج بسبب تلك اللكمات : مراد مين ؟


اختفت ابتسامة فارس تدريجيا من على وجهه مقتربا من وليد : لاخر مره هسألك مراد فين !؟


وليد و هو يبتلع لعابه : مراد مين يا بيه انا مع ،ااااااه


قاطعه أمساك فارس لذراعيه و كسره له : مراد فين يا يالا 


أقتربت والدته منه و هي تصرخ : ابني ،انت مجنون عملت ايه


نظر لها كل من نبيل و فارس نظره ارعبتها و جعلتها تبتلع باقي حديثها بجوفها


وليد بتوجع : هقولك ،هقولك سيب دراعى


تركه فارس و نظر له مرة أخرى فأردف وليد بوجع وألم اثر كسر ذراعيه : هو في ........


نظر كلا من نبيل و فارس لبعضهم البعض  فأردف فارس : مفيش حد في العنوان احنا لسه جايين منه


وليد بصدق : أنا و الله معرفش هو ممكن يبقا فين هو كان بيبقى يا في ده يا ده ،غير كده معرفش


نبيل و فارس و الغضب بدأ يسيطر عليهم فاقترب منه فارس جذابا اياه من ملابسه : هيبقي هتيجي معانا يا روح أمك لحد منعرف عنوان ليه


و جذبه من ملابسه خارجا به هو و نبيل تحت صرخات والدته : حرام عليكو ما قالكو ميعرفش ،انتو ايه متعرفوش ربنا


___________________


في منزل عامر و مي 


كانت مي بغرفتها ممسكه بهاتفه عاقدة حاجبيه بدهشه فدلف عامر الي الغرفه و ابتسامة جذابه علي وجهه : حبيبتي جهزتي و لا لسه 


مي و هي تلتفت له : اه جهزت يا عامر


عامر و هو يعقد حاجبيه : مالك يا مي فيكي حاجه !؟


مي و هي تشير بهاتفه : غرام يا عامر ،من امبارح مش بترد عليا و بقالي كتير بتصل و دي مش عادتها 


عامر بتفكير : طب تحبي نعدي عليها في البيت بعد مشوارنا 


مي بنفي : لا يا عامر ،خلينا نروح الاول ،انا قلبي مش مطمن 


عامر بتنهيدة : ماشي يا مي ،بس اعملي حسابك تطمني عليها و هنطلع علي المستشفي 


مي بإيماءة : حاضر


في منزل شهد و آسر


دلفت شهد الي الغرفه و هي تيقظ اسر 


شهد و هي تحركه بسرعه : اسر ، اسر اصحي بسرعه ،غرام اتخطفت


أسر بصدمه و هو يعتدل : انتي بتقولي اي ،غرام مين فيهم اللي اتخطفت 


شهد و هي تزفر : الاتنين يا اسر ،الاتنين


أسر بعدم فهم : الاتنين ،طب مين اللي خطفهم 


شهد بضيق : مراد ،مراد الزفت منه لله ربنا يخده البعيد لا سبنا زمان و لا سيبنا دلوقتي


آسر و هو ينهض من على الفراش و يقترب من شهد و يضع يده على جبينها وأردفت وهي تضيق عينيها : انت بتعمل ايه


أسر و هو يزفر بضيق : بشوف حرارتك يا حبيبتي ،عشان انتي شكلك اتجننتي و هتجننيني معاكي ،مراد مين و غرام ايه اللي اتخطفت


شهد و هي تبعد يديه : طبعا ما انت مش عايش في الدنيا ،ومش بتكلم صاحبك و لا تعرف حاجه ،مراد يا استاذ هرب من السجن بقاله كام يوم و كان بيحوم حوالين غرام الصغيره 


أسر : انتي عرفتي منين الكلام ده 


شهد و هي تتجه ناحية الخزانة : حكايه مراد من غرام لكن حكايه خطفها من ابنك ،و يلا بقي البس دلوقتي بسرعه و هحكيلك التفاصيل في الطريق


___________________


في سياره مراد 


كانت غرام الام تجلس بجواره و الصغيرة بالخلف و مراد مستمع بوجودهم بجانبه فنظر لغرام و ابتسم ابتسامه مشرقه مردفا بحب و هو يجذب يديها بين يديه : و أخير ا يا حبيبتي ،انا حقيقي مش مصدق نفسي ،احنا خلاص بقينا سوا


جذبت غرام يديها من يده و هي تردف بسرها : لا لا مستحيل ده يحصل اكيد فارس هيلقينا ،انا عارفه انه هيلقينا 


مراد بأبتسامه و هو ينظر ليدها التي جذبتها من يديه : مش مشكله بكره هتتعودي على الوضع الجديد


اما غرام فالتفتت تنظر لابنتها التي بادلتها نظرتها فأغمضت لها عينيها بإيماءة بسيطة حتى تبث لها الطمأنينة فأومأت غرام لوالدتها بتفهم و ابتلعت ريقها و هي تنظر من نافذة السيارة 


وأثناء سيرهم أصدرت السياره صوت عالي كالانفجار فاوقف مراد السياره و نظر لغرام و ابنتها المذعورين و اردف بهدوء : متخافوش انا هنزل اشوف في ايه 


و ترجل من السيارة حتى يعلم سبب صدور ذلك الصوت ،فوجد أحد عجلات السيارة قد انفجرت فصك على اسنانه مردفا بغضب : لا مش وقتك خاااالص!!


فنظر لغرام و ابنتها من النافذة مردفا بتحذير : الكاوتش بتاع العربية انفجرت و هغيرها و حذاري حد فيكو ينزل انتو فهمين


أومأت له غرام الصغيرة فنظر لحبيبته منتظرا موافقتها علي حديثه : و انتي يا غرام فاهمه


غرام وهي تصك على اسنانها بغيظ و كره : فاهمه


اتسعت ابتسامته مردفا بسعادة : حلو اوي


و بعد مرور بعض الوقت 


كان مراد جالسا يغير أطارات السيارة و في نفس الوقت كان هناك شاب يقود سيارته فلمح تلك السياره الواقفه فأوقف سيارته و ترجل من السيارة واقترب من السيارة و نظر لغرام و ابنتها الذين بادلوه تلك النظرة بأخرى متلهفه و لاحظ هو تلك اللهفة بعينيهم فعقد حاجبيه مردفا : محتاج اي مساعده 


التفتت مراد ينظر إليه فهو لم ينتبه لوقوف تلك السيارة و ترجل ذلك الشاب منها


مراد و هو ينظر له و يبتلع ريقه فالشاب كان طويل و عريض المنكبين بالنسبة لمراد الذي تسبب سجنه في ضآلته و خسرانه لوزنه و لجسده الرياضي


مراد ببرود : لا شكرا 


الشاب و هو ينظر لغرام مضيقا عينيه : متأكد 


مراد و هو ينهض من مكانه و ينظر له ببرود : اها


ثم استقل السيارة مرة أخرى بجانب غرام فهبط الشاب بمستوي النافذه مره اخري مردفا بشك : انتو كويسين


نظر مراد لهم و تبادل النظرات معهم ولزموا الصمت فنظر مراد تجاه الشاب مردفا : هو انت عاوز حاجه بتسأل كتير ليه و بعدين دي مراتي و دي بنتي بتتحشر ليه يا فندم انت


و ما لبث ان يردف فتلك النظرات تحدثه و كانها تخبره ان ينقذها مما هي واقعة به ،فتحرك مراد بالسيارة سريعا مصدرا صوت خلفهم و لاحظ التفات غرام له و نظرتها اليه مرة أخرى فأسرع مهرولا ناحية سيارته حتى يلحق بهم فإذا كان الشك كان يساوره من نظراتهم ،فهو الآن متأكد بعد تلك الالتفاتة و النظره من غرام


#يتبع الحلقه 29


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 29

لاحظ الشاب التفات غرام له و نظرتها اليه مرة أخرى فأسرع مهرولا ناحية سيارته حتى يلحق بهم فإذا كان الشك كان يساوره من نظراتهم ،فهو الآن متأكد بعد تلك الالتفاتة و النظره من غرام ،استقل الشاب سيارته وقام بتشغيل المحرك و قاد السيارة بأقصى سرعة حتى يلحق بهم ،وبعد بضع ثواني استطاع اللحاق بهم فقام بتخطيهم بمسافه كافيه و أوقف السيارة بعرضها أمامهم حتى لا يستطيع مراد أن يتخطيه ،انتبه مراد لوقوف السيارة أمامهم و تسديد الطريق عليهم فحز علي اسنانه شاعرا بغضب شديد ،اما الشاب فأخذ سلاحه من السياره و وضعه بملابسه و ترجل من السياره و هو يردف بغضب : لا ده تنزلي بقي


اما غرام و ابنتها فظهرت ابتسامة أمل على وجههم ،و هبط مراد من السيارة و بيده سلاحه الذي لاحظته غرام و ابنتها و غابت تلك الابتسامة من على وجههم فمن الممكن أن تنهي حياة ذلك الشاب بسببهم 


__________________


بالدوار 


دلف فارس و نبيل الدوار و وليد بين يديهم يترنح لا يستطيع الوقوف علي قدميه ،نهضت كل من إسراء و مي الذي جاءت مع زوجها و علمت ما حدث من إسراء التي قصت عليها ما حدث مع غرام و اختفاء والدتها 


نبيل بتساؤل : بابا فين؟


قاطع اسراء خروج فارس من مكتبه مردفا : ها يا نبيل طمني ،عرفته حاجه


نبيل و هو ينظر لفارس و أومأ برأسه بنفي : لا يا بابا ملقيناش حد في العنوان و الكلب ده كمان ميعرفش


فارس و هو ينظر لوليد: انت جايبه هنا ليه يا نبيل انت و فارس


نبيل بغضب : عشان هو مش هيتحرك من هنا غير لما القكي ماما و غرام و مش هسيبه هو و الواطية اللي فوق دي يفلتوا بفعلتهم و خطتهم القذرة دي ،ثم ضيق عينيه مردفا : هي فين صحيح اوعو تكونوا سبتوها تهرب


إسراء بنفي : لا اطمن يا نبيل ،هي فوق و معاها طنط عايدة ،هي مرضتش تسيبها


مي و هي تنظر لنبيل و فارس و اردفت بنبرة أشبه للبكاء: طب و بعدين يا جماعه ده زي ما تكون الارض انشقت وبلعتهم هنعمل إيه


عامر و هو ينظر لفارس الاب : طب هو أكيد مش هيفضل هنا عشان هيبقي عارف انكو هدورو عليه ،او ممكن يقعد في أي بلد جنبنا و لا حاجه


فارس و هو يشعر بصداع يكاد يفتك به : أنا هدخل اكلم رجالتي اشوفهم وصلوا لحاجه و لا لا ،و انت يا فارس انت و نبيل عايزكو متبطلوش تدوروا عليهم و قبل كل ده تبلغوا البوليش باختفاء غرام هي كمان عشان يبقو عارفين الجديد و متابعين 


أومأ له كل من فارس و نبيل و دلف فارس الي مكتبه لا يريد لأحد أن يلاحظ ضعفه و انهياره لاختفاء معشوقته و حبيبته الاولى و الاخيرة 


__________________


مراد بغضب و هو يخبئ ذلك السلاح خلف ظهره : أنت عاوز ايه بضبط و وقفت العربيه كده ليه ،يلا يلا يا شاطر ابعد العربيه دي و خلينا نتحرك بلاش شغل عيال يلا


الشاب و هو يقترب منهم و ينظر لغرام و ابنتها و يردف بنبرة آمرة : انزلوا ،انزلوا من العربيه 


مراد و هو ينظر له بغضب و يضيق عينيه وقام بإخراج سلاحه من خلف ظهره : لا ده أنت زودتها اووي و قام بتشهير سلاحه بوجهه و ظل يقترب منه و عين الشاب لا تفارق غرام و ابنتها الذين لم يغادروا سيارة مراد


غرام الابنه بنبرة خائفة : و بعدين يا ماما ،ده مجنون ،ممكن يقتلوا


غرام و هي تبتلع لعابها : مش عارفة يا بنتي ،مش عارفة ثم جائتها تلك الفكرة فهي ليست مستعده ان تري شاب يتعرض للأذى بسببها هي و ابنتها فترجلت من السيارة مردفه بابتسامه : مراد ،انت بتعمل ايه ،يلا بينا نتحرك من هنا ،و انت يا كابتن ابعد عربيتك دي خلينا نتحرك


اما مراد الذي كان قد اقترب كثيرا من الشاب و يشهر السلاح بوجهه يهددته بأبعاد سيارته و لكن نزول غرام من السياره جعله يفقد تركيزه و صوابه فنظر لها بتوتر و هو يردف : غرام اركبي العربية و


قاطعه تلك الحركه الذي فجاءه الشاب بها و أخذ السلاح الذي كان بين يديه و دفعه على الأرض مخرجا سلاحه من ملابسه مردفا بنبرة غاضبه : لو إنت يا حاج صايع و بتمسك سلاح فأنا اصيع منك 


اما غرام الابنة ترجلت هي الأخرى من السيارة لا تصدق ما فعله الشاب فنظرت له بانبهار وإعجاب شديد 


أما الشاب فعقب انتهاء كلماته الموجهة لمراد الذي ظهر الرعب و الذعر علي وجهه نظر لغرام مردفا : خطفكوا مش كده


أومأت له غرام برأسها فأردف هو بنبرة واثقة : كنت متاكد ثم نظر لغرام الصغيرة مردفا : انتو كويسين


غرام الام : الحمد لله ،بس لو سمحت متسبهوش ده هربان من السجن و قاتل و البوليس بيدور عليه خلينا نسلمه 


الشاب بابتسامه جذابه و هو ينظر لمراد بشر : عيوني


فقام الشاب بضرب مراد بمؤخره سلاحه علي جانب راسه جعله يفقد الوعي ،ثم نظر لغرام و ابنتها مردفا بنبرة مرحة : جميلاتي ممكن تستنو في العربية عقبال ما اربطو و احطه في الشنطه عشان نسلمه للشرطة


أومأت له غرام و ابنتها و استقلوا السيارة بخوف اما هو فأخرج أحد الحبال من سيارته و قام بربط مراد جيدا ثم حملة و فتح باب السيارة ليضعه بجانب غرام الصغيرة التي اتسعت عينيها مردفه بذعر : أنت هتعمل ايه ،هتقعدوا جمبي


الشاب و هو ينظر لها و لمراد مردفا بتأكيد : أكيد مفيش مكان غير هنا 


غرام بنفي : لا لا متقعدوش جمبي انا خايفه منه


نظر الشاب لغرام الام مردفا : طيب يا طنط ممكن حضرتك تيجي هنا و الحاج ده يقعد جمبي


أومأت له غرام و ترجلت و ركبت بجوار ابنتها ،و وضع الشاب مراد بجانبه و نفض يديه و دار حول السيارة و ركب بمقعده ،و بمجرد صعوده للسيارة نظر لهم وعلى وجهه ابتسامه جذابه : قولولي بقا اساميكو ايه 


غرام الأم : أنا غرام و دي بنتي غرام


الشاب وهو يرفع حاجبيه باندهاش و اعجاب : أسمكو زي بعض ،ربنا يخليكو لبعض ،قولولي بقي انتو منين و ايه الحكاية بضبط


غرام الام بتنهيده : احنا من عيله العمري ،انا مرات فارس العمري و دي بنتنا اما الحكايه بقي فهي طويله اوي اوي و بدأت من سنين 


________________


في الدوار


كان الجميع قد اجتمع فهم على الرغم من عدم رؤيتهم لبعضهم البعض كثيرا في الفترة الاخيرة الا انهم لا يتركون بعضهم بتلك الأوقات العصيبة 


وأردفت اميمه الذي كانت تجلس بجانب بلتا زوجها مردفه : مش فاهمه ازاي ازاي يهرب بسعوله كده ،و اللي اسمها غادة دي اواي دخلت وسطينا كده و خدعتنا بالطريقة دي من غير ما نحس ها ،ازاي


فاردف بلال حتى يهديها : اهدي يا اميمه و بعدين هما كانوا هيعرفوا منين يعني أنه مراد ليه بنت و هتساعده و تدخل وسطينا كده


أردفت جميله تأييدا لحديث بلال : ايوه يا اميمه و لو علي غرام و غرام فانا متاكده انهم هيلقوهم و اللي اسمه مراد ده هياخد عقابه بس نبيل هو اللي مش عارفين هيعمل ايه مع غادة


شهد و هي تنظر لجميله مردفه بصياح غاضب : نعم!هي دي محتاجة هيعمل ايه،هيطلقها طبعا ،البنت دي شيطانة و زي ما دخلها العيله هو الذي يخرجها ،هو شاطر بس كل ميشوف ابني يبقي مش طايقه و كان فارس ابني قتله قتيل و في الاخر ملقاش غير بنت مراد اللي يحبها و يجوزها


فرح بتأنيب : شهد ،مش وقته الكلام ده ،اللي حصل حصل خلاص ومفيش حاجه في أيدينا نعملها


أسر : فرح بتكلم صح يا شهد ،لو فارس سمعك ممكن يضايق و هو فيه اللي مكفيه


فنظرت شهد لبلال و اسر و فهد مردفه : هو انتوا بتعملوا ايه هنا متقوموا شوفو فارس متسبهوش لوحده


أسر و هو يزفر : مش سيبينو بمزاجنا يا شهد هو اللي عاوز كده و احنا مش عاوزين نضغط عليه


________________


بحديقة الدوار


كانوا الشباب يجلسون سويا و عين أميره لا تفارق حمزه فهو منذ أن حدث تقارب بينهم و كانوا يتحدثون يوميا و ظنت اميرة أن حمزة من الممكن أن يكون يكن لها مشاعر حب و عشق و لكنها كانت مخطئه فهو قد مل منها سريعا و قطع حديثه معها نهائيا و هي لم ترد أن تقلل قيمتها و تضع كبريائها اكثر من ذلك ،اما مالك و ملك فقد لاحظوا ابتعادهم و عدم حديثهم سويا كالمعتاد منهم بالفترة الاخيرة فنهض مالك يريد الانفراد بنفسه قليلا وأردفت ملك : رايح فين يا مالك 


مالك و هو يلتفت لشقيقته : هتمشي شوية يا ملك زهقت من القعده 


لتردف اميره بلهفة : طب خدني معاك الله يباركلك يا مالك 


نظر لها مالك و رمق حمزه بنظره سريعه ليرى رد فعله ولكنه لم يجد اي اهتمام او حتى غيره بسيطه تجاه ما يحدث فتنهد براحه مردفا مع نفسه : دي فرصتي و لازم أخليها تحبني وتتعلق بيا زي ما انا بحبها ومقدرش ابعد ثانيه ،اه يا أميرة لو تعرفي كنتي بتعملي فيا ايه لما كنت بشوفك بتضحكي له ثم تنهد بضيق لتذكره ذلك الموقف و تحرك مع اميره الذي كانت تعلم جيدا بمشاعر مالك تجاه متذكره حديث والدتها


جميلة : يا بنتي ،يا بنتي مالك بيحبك ،سيبك من حمزة امه على طول بتشتكي منه ده بتاع بنات و اكيد بيتسلي بيكي


نفضت اميرة راسها و نظرت لمالك مردفه بأسف : مالك ،أنا عارفة انه الكلام ده مش وقته ،بس انا لازم اقوله ،عشان مش عاوزه اكتمه في قلبي


مالك بانعقاد حاجبيه : في إيه يا اميرة اكلمي


أميره و عينيها تلمع : انا أسفه يا مالك ،اسفة اوي انا عارفة اني جرحتك لما كنت بتشوفني بتكلم أو بضحك مع حمزه ،بس صدقني كنت مخدوعه فيه و فكراه بيحبني ،بس لما بدأ يقطع كلامه و ميكلمنيش عرفت قيمتي عنده و عرفت اني كنت غبيه لما بصيت له و سبتك انت ،انا عارفه كويس اوي يا مالك إنك بتحبني


مالك و هو يبتلع لعابه و صوته خرج متحشرج : عرفتي منين 


أميره بابتسامة و هي تمسك يديه : مش محتاجه تتقال يا مالك كفايه نظراتك و اهتمامك بيا اللي مشفتهمش من حد غير ماما و بابا


مالك بابتسامه فرحه : عارفه ،على الرغم من انك جرحتنيي اوي و كنت حاسس انه في سكينة في قلبي علي قد ما انا فرحان اوي بالكلام اللي قولتيه ده لدرجه اني حاسس انه الدنيا مش سيعاني


اميرة و هي تقترب منه أكثر مكرره اعتذارها : انا مش عارفه اقولك ايه عارفه انه مهما اعتذرت مش هقدر انسيك اللي انا عملته بس انا


وضع مالك يديه علي شفتيها مردفا بلهفه : مكمليش يا اميرة ،انا مسامحك ،مسامحك على كل حاجه واي حاجه


________________


ترجلت غرام من السيارة في استراحه تريد مهاتفة فارس و طمأنته عليهم فهي تعلم جيدا انه قلبه يكاد يتمزق من أجلهم فالشاب اخبرهم بان بطارية هاتفه قد نفذت لذلك اصرت غرام علي محادثه فارس 


غرام بلهفه : الو ،فارس حبيبي


فارس بسعادة و عدم تصديق : غرام ،غرام انتي كويسه ،انتي فين ،طمنيني عليكي انتي و غرام


غرام بنبرة هادئة : اطمن يا فارس ،اطمن ربنا عترنا في شاب ابن حلال ساعدنا و انقذنا من مراد و احنا كلها ساعه و نوصل الدورا انا قلت اكلمك اطمنك 


فارس بسعاده حقيقه : ماشي يا حبيبتي ،بس غرام كويسه


غرام بايماءة : كويسه ،والله احنا الاتنين كويسين ،بس انا هضطر اقفل دلوقتي عشان نلحق نوصل قبل الليل ما يليل 


فارس بموافقة : تمام يا حبيبتي تمام


بسيارة الشاب وبعد ان صعدت كل من غرام و ابنتها الى السيارة فغرام الصغيرة ترجلت من السيارة عندما وجدت نفسها ستظل بمفردها مع مراد الذي لا يزال فاقدا للوعي


صعد الشاب السيارة وبيده بعض الأطعمة مردفا : يلا يا جماعه كلو انتو اكيد على لحم بطنكوا


غرام بابتسامة : كلفت نفسك ليه ،مكنش في داعي


نظر لها الشاب مردفا : لا كده انا ازعل مينفعش الكلام ده ،يلا طلعي و كلي انتي و غرام و انا هغيرلكو الجو الكئيب ده


غرام الصغيرة بانعقاد حاجبيها : هتغيره ازاي يعني !؟


الشاب بابتسامة : هتشوفي دلوقتي 


فقام بتشغيل احد الاغاني الشغبيه التي تكرهم غرام الامر كثيرا 


فابتسمت غرام الصغيرة و نظرت لوالدتها مردفه بصوت خافت مرح : ماما بقولك ايه متجوزيني الواد ده ،ده حليوة و روش اوي


نكزتها غرام بكتفيها لتردف الصغيره : ايه يا ماما ،بهزر بهزر 


أما الشاب فظل يدندن مع تلك الاغنيه مردفا بحماس و عفوية : لوحدي ،ايوة لوحدي ،عمري يعدي مش فارقة ،توهت في الأحزان و حتي الضحكه تيجي سرقه مش هعيشها حزين عشان خاينين


و ظل هكذا لتنظر غرام لابنتها مردفه : هو ايه القرف اللي هو مشغله ده


غرام بحماس : قرف ايه بس ده تحفه 


اخفض الشاب صوت الاغاني ناظرا لهم : اي مش عجباكوا الاغنيه و لا اي


غرام الام : يعني انا مصدعة شوية لو ينفع توطي الصوت شوية 


الشاب بابتسامه : اكيد 


اغلق الشاب الاغاني نهائيا مردفا : أنا قلت اشغلكوا حاجه تفرفشكوا شوية بس و يلا انتو لسه مفتحتوش الاكل


_______________


بعد مرور ساعه


وصلت السيارة امام الدوار بعد أن قاموا بتسليم مراد للشرطة مرة أخرى فوجدوا الجميع بانتظارهم بعد ان اخبرهم فارس بمهاتفة غرام 


وترجلت كل من غرام و ابنتها من السياره و احتضنوا الجميع ترحيبا حارا 


فاقترب عامر من الشاب مردفا بعدم تصديق : عمار ،عمار المحمدي


عمار بترحيب : اهلا ،ازيك يا عامر ،اخبارك اي 


عامر : تمام ،انا مش عارف اقولك ايه لولاك مكناش عارفين هنعمل اي


نظر فارس تجاه عمار مردفا شكرا يا بنى ،انت مش عارف انت عملت ايه انت مش انقذت حياتهم هما ،لا انت انقذت حياتي ،انا متشكر اوي


عمار بابتسامه :  متقولش كده انا معملتش غير اللي كان المفروض يتعمل اى حد مكانى كان هيعمل كده


ليردف عامر ناظرا لفارس : حضرتك اكيد متعرفوش يا عمي ده عمار المحمدي اكيد تعرفهم 


فارس بابتسامه : و مين ميعرفهمش 


عمار بابتسامة :طب يا جماعه انا هستأذن بقي


اقتربت ملك من مي مردفه : هو ماله حلو و شخصيه كده ليه


مي و هي تلكزها : اخرسي يخربيتك هتفضحينا


ملك : انا عايزه اتجوز عمار ده يا مي انا مليش دعوه


مي بصوت خافت : اتنيلي يبصلك على اي انتي مش شايفه هو عامل ازاي ده احلى منك يا ملك 


ملك بتأفف : اووف بقي


اما فارس و نبيل فوصلا إلى الدوار و هبطا من السياره و اسرعوا بلهفة تجاه غرام و ابنتها يطمئنوا عليهم 


نبيل : انتى كويسه يا ماما 


غرام بإيماءة : كويسه يا حبيبي


اما فارس فأراد أن يجذب غرام الي احضانه و لكنه لم يستطع فهي لم تصبح زوجته بعد ،اذا عليه ان يحسم ذلك الامر ويذهب لكريم الذي خرج من المستشفى بالأمس


فارس الاب : عمار تعالي يلا عشان تتغدا معانا


فارس و نبيل و هم يلتفتوا ليردفون سويا : عمار المحمدي


عمار بابتسامه : لا ده انا كده هتغر بقي يا جماعه انتو تعرفوني


نبيل : و مين ميعرفكش و ميعرفش المشاكل اللي بينكم و بين عيله الشرقاوي


نكزه فارس بذراعيه ليردف : متشكرين جدا على اللى عملته مع الجماعة


عمار و ملامحه قد تغيرت تماما : انا معملتش حاجه يا جماعه و بعد إذنكو بقى لازم امشي


فارس بنفي : مستحيل 


عمار بأسف : حقيقي مش هينفع مرة تانية ان شاء الله بعد اذنكو ،ثم نظر لغرام و ابنتها مردفا : وحمدالله علي سلامتكوا مره تانيه


ثم استقل سيارته مغادرا الدوار لتقترب ملك من نبيل و فارس مردفه : انا عاوزه اعرف بالضبط اي المشاكل اللي قولتو عليها  و مين عيله المحمدي و مين عيله الشرقاوى


#يتبع الحلقه 30


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


Part 30🌹🌸

الأخيره هتبقي بكره انشاء الله🌸🙈

________________


دلف كل من فارس و زوجته و آسر و شهد و فرح و فهد و جميله و بلال إلى داخل الدوار اما الشباب فظلوا سويا فنظر فارس و هو يلتفت لملك مردفا بتحذير : ملك ،اتلمي 


ملك و هي تنظر لغرام مردفة : في إيه يا فارس و انا كنت عملت ايه يعني ،ده مجرد فضول ،بصراحه يعني الواد شخصية اوي ،مش كده يا غرام 


أومأت لها غرام مردفه بتأييد : دي حقيقه ،انتي مشفتيهوش عمل ايه في مراد الزفت ده ، سحب من ايده السلاح وقام مثبته و بعدين قام ضربه على دماغه و ربطه و حطه بالعربية ،لا يا ملك و مشفتيهوش لما شغل مهرجان بنت الجيران بالعربيه و كان مندمج اوي معاه و يقولنا انا شغلته عشان افرفشكو بصراحة مقدرتش امسك نفسي من الضحك ،عسل اوي


نظر فارس لغرام الذي توترت من تلك النظرة التي كادت أن تفتك بها فأردف عامر و هو شاردا : أهو عمار ده كوكتيل متفهميش له حاجة 


ملك باستفسار : طب ايه حكايه عيله الشرقاوي دي


عامر بهدوء : لا عيله الشرقاوي و المحمدي دي حكاية طويلة اوي بس هما بيكرهو بعض جدا و اخر حاجة عملوها معاه ان واحد من عيله الشرقاوي اتجوز البنت اللي كان بيحبها عمار و هي سابته بكل سهوله او باعته البنت كان اسمها سارة تقريبا 


ملك بتأثير : عشان غبيه بقي القمر ده يتساب اومال انتو يتعمل فيكو ايه نولع فيكو!!


انتبهت ملك علي ما قالته فوضعت يديها علي فمها و هرولت من امامهم اما الفتيات وتبادلوا النظرات سويا ولم يستطعوا منع ضحكاتهم وأردفت غرام : يعني بصراحه هي معاها حق 


و أسرعت مهرولة هي الاخري و لحقت بها اميرة و منه ليظل الشباب ينظرون لبعضهم البعض و الغضب يعتريهم فنظرو لمي التي أردفت بمرح : جرا ايه يا شباب في ايه بتبصولي كده و انا اتكلمت 


عامر وهو يجذبها من ذراعها : سيبك منهم يا مي مقدروش على الحمار قدروا على البردعة يلا ندخل نقعد معاهم جوا


و عقب دلوف مي و عامر لحق بهم الشباب و ما كاد أن يدلف مالك حتي جذبه حمزه من ذراعيه مردفا بهدوء : مالك ،ممكن ثواني عايزك 


أومأ له مالك وتحرك معه فأردف حمزه بخبث : انا عاوز افهم ايه بقى الحكاية بالضبط


مالك بانعقاد حاجبيه : حكايه ايه


حمزه و هو يحك أنفه : اصلي شفتك انت و اميره و انتو بتكلموا ،فعندي فضول اعرف كنتو بتكلمو في أي


مالك و هو يقترب منه : يهمك اوي تعرف


حمزه بضحكه خبيثه : أكيد طبعا


مالك بابتسامه : كنت بقولها اني بحبها و عاوز اتجوزها 


حمزه بشر : بسهوله كده سامحتها و عاوز تجوزها


مالك و هو يرفع احدي حاجبيه : مش فاهم يعني ايه بسهوله كده


حمزه بمكر : هو انت متعرفش ان اميره قيلالي انك بتحبها و انها مش معبراك ،بس اظاهر انها ملقتش غيرك بعد ما انا طنشتها ،اصل بصراحه هي خنيقة اوي و عاوزاني كل شويه اكلمها ،بس حقيقي أنت اللي صدمتني كنت فاكرك عندك و لو شويه كرامه


قاطع حديث حمزه تلك اللكمة القوية من مالك و هو يردف بغضب : احترم نفسك يا حمزة ،أنا مش عاوز امد ايدي عليك بس عشان خاطر أهلك بس انت كده زودتها اوي 


حمزه بوقاحة : ايه يا مالك ،هو انا بكدب ، هي مش كانت مطنشاك و بتجري ورايا ،دلوقتي لما انا طنشتها انت حليت اظاهر انها بتتسلي بيك و انت المغفل اللي صدقتها


مالك و هو يقترب منه و يمسكه من ملابسه مردفا بغضب هادر : أنا مش همد ايدي عليك عشان بس مش عاوز اوسخها و لو على المغفل فمفيش مغفل غيرك بص حوليك كويس يا حمزه و انت تعرف مين اللي بتحبك بجد


ثم دفعه و تركه دلفا الى الدوار،اما حمزه فضيق عينيه لا يعرف من يقصد مالك بحديثه ذلك


________________


صعد نبيل الدرج تاركا الجميع بالاسفل و دلف الي الغرفة و وجه لا يبشر بالخير فوجد عايدة تجلس بجانب ابنتها التي لاتزال آثار الصفعات التي نالتها علي وجهها فنظر نبيل ببرود ناحيه عايدة مردفا ببرود : من فضلك اطلعي بره 


عايدة و هي تنهض من على الفراش و تقترب منه مردفه بنبره أشبه بالترجي : أرجوك يا بني ،ارجوك متعملش حاجه فيها ،هي قالتلي علي اللي هي عملته هي غلطت و اتعلمت و صدقني مش


كادت تكمل ليقاطعها نبيل : متحاوليش بنتك مش هتفضل علي ذمتي يوم واحد ،كل ما هبص في وشها هفتكر خيانتها و طعنها ليه في ضهري ،امنها ازاي علي نفسي و بيتي و عيلتي بعد كده ها


عايدة و هي تبتلع ريقها : يعني ايه كلامك ده


كاد يتحدث و لكنه قاطعه صراخ غادة ونهوضها من على الفراش متحامله علي الآلام جسدها مردفه بغضب و صياح : متتحايليش عليه يا ماما ،أنا كل ده سمعه و مش بكلم لاني مش قادرة اكلم من وجع جسمي


ثم نظرت لنبيل مردفه بكلمات أثارت غضبه مرة آخري : وليد فين يا نبيل ،ها وليد فين ؟


نبيل بتهكم : عاوزه تعرفي هو فين ،هجاوبك يا بنت مراد ،ابوكي و حبيب القلب دلوقتي في السجن ،هو انا مقولتلكيش أنه غرام و ماما رجعوا و ابوكي رجع السجن من تاني ،بس المرة دي مع حبيب القلب و اهو يسليه بالمرة 


غادة بصدمة : حبسته يا نبيل 


نبيل بإيماءة ساخرة مقلدا لها : حبسته يا غاده


غادة وصدرها يعلو ويهبط من شدة الغضب فاقتربت منه تريد لكمة بيديها و لكنه استطاع امساك يدها و منعها وأردف بفحيح الأفاعي : زعلانه علي حبيب القلب ،متزعليش اوي كده ،انتي هتحصليه ده تستر على مجرم هربان قاتل يا حبيبتي يعني مش اي حد وغير كده ساعدتوه في محاولة قتله لكريم 


غادة ببكاء : لا ،لا يا نبيل وليد هيخرج مش هتاخد مني كل حاجه كده


نبيل بانعقاد حاجبيه : و انا خدت منك ايه يا حلوة 


غادة بتهكم : أومال بابا اللي محبوس بسببكوا من سنين ده ايه ها


نبيل وهو يجذبها من خصلاتها جاعلا والدتها تتوسله حاي يترك ابنتها ،مردفا بغضب : أبوكي مش في السجن بسببنا ابوكي في السجن عشان قاتل فاهمه ابوكي قاتل ،و بعدين مش عاوزك تتحمقي عشانه اوي كده ده خطف امي و اختي و كان عايز يهرب بيهم يعني مكنش عاوزك ،و كان بيستغلك ،فاهمه ابوكي اللي بدافعي عنه ده كان بيستغلك


غادة ببكاء حاد و تضربه على صدره فهي تشعر بأنها خسرت كل شئ و خسرت احلامها بنهب الأموال من تلك العائله : أنا عمري ما حبيتك ،أنت سامع ،عمري ما حبيتك يا نبيل ،بالعكس انا بكرهك ،انا بحب وليد ،وليد و بس اللي في قلبي ،لكن انت اتجوزتك عشان فلوس عيلتك يعني مش عشانك ،انت و لا حاجه ،بني آدم معندوش لا دم و لا رحمة و كلامه دبش مع اللي حوليه مش بيعمل غير اللي في دماغه ،و غبائك ده اللي خلي اختك تتحرم من اللي بتحبه ،ما انت اللي شجعتها عشان تجوز كريم ،فاكر و لا لا ،و عملت ايه مع البني آدم اللي بتحبه ،حرمته و حرمتها منه ،ليه كل ده !!؟عشان انت اناني يا نبيل و ربنا عاقبك بيا ،ايوا انا بعترف اني عقاب من ربنا ليك ،بس حقيقي أنت تستاهل العقاب ده ،كفايه اني حرقت قلبك و كسرتك و 


ما لبثت تكمل حتى قاطعها نبيل يجذبها من شعرها و صفعاته و لكماته لها تحت توسلات أمها التي كانت تضرب على صدرها بسبب حديث ابنتها المندفع 

نبيل بعضب : أنتي زباله يا غادة ،و زباله دي شويه عليكي و زي ما دخلتك البيت أنا اللي هخرجك منه ثم جذبها من خصلاتها وهي واقعة على الارضيه و لكنه لم يتركها رغم تلك الصرخات المتألمة التي انطلقت منها ومن والدتها و قام بسحبها على الدرج وهو لا يزال ممسكا خصلاتها ،فانتبه الجميع علي الاصوات ،و خرجت إسراء من غرفتها على تلك الأصوات فرأت نبيل يجذب سراء من خصلاتها فاقتربت منه هي و فارس و فارس و عامر و مالك و يحيي و فهد و اسر و بلال 


والده بغضب : سيب البنت يا نبيل هتموت في ايدك 


عايده ببكاء : قوله والنبي ده مش عاوز يسمع مني 


وأردفت غرام بانعقاد حاجبيه و صدمه : هو في اي اللي بيحصل ده 


واقتربت غرام الام من ابنها مردفه بصدمه : نبيل ايه اللي بتعمله في غادة ده ،في حد يعمل في مراته كده


نبيل و هو يدفعها أمام باب الدوار مردفا بصياح : أسكتي يا امي انتي متعرفيش حاجه


والدته بصدمة : معرفش ايه و زفت ايه من امتى وانت بتمد ايدك علي واحده ست ،و بعدين دي مراتك


نبيل و هو ينظر لغاده و عينيه تلمع بالدموع : أنتي طالق ،طالق ،طالق


جحظت عين غرام و ابنتها الذين لا يعلمون بعد هوية غادة الحقيقية 


وأردفت اخته بصدمه : ليه كده يا نبيل


ابتلع نبيل ريقه و كاد يجاوب علي اسئلتهم لتنهض غادة من على الارض بقوه لا تعلم من أين جائتها مردفه بكره : انا هقولك يا ست غرام ،انا أبقي بنت مراد ،عارفه طبعا مين مراد ،و مش بس كده لا ،ده انا اللي ساعته يهرب من السجن بمساعدة وليد حبيبي ،فاهمين ابنكو ده انا و لا حبيته و لا هحبه ،ده بني آدم لا يطاق 


أقتربت والدته منها بغضب فنظرت لها غادة بتحدي فرفعت غرام يدها و قامت بصفعها بقوة على وجهها فقام فارس بأمساكها ومنعها من مواصلة ما تفعله فظلت غرام تتلوى بين يديه اريد افراغ غضبها من غادة لتسترسل غادة حديثها مردفه : استني انا لسه مخلصتش ،عايزه اقولك انه انا اللي كنت بوصله اخباركم علطول ،و 


قاطعها فارس مردفا : انتو مستنين ايه طلعوها بره يلا ،يلا


________________


في منزل عايدة 


دلفت عايدة إلي المنزل و هي تساند ابنتها و عينيها مليئه بالدموع ،تعلم بان عقاب ما ارتكبته قديما تدفع ثمنه عن طريق جشع و طمع ابنتها التي لا تحب أحد سوي نفسها 


عايدة بنبرة باكية : هتقعدي هنا و لا ادخلك اوضتك


غادة و هي تبعد يد والدتها عنها و تتجه ناحية الأريكة: لا هعقد هنا ،و انا لو حبه اعمل حاجه هعملها بنفسي أنا الحمد لله عندي ايدين ورجلين


عايدة بتأنيب : و زوج كمان يا غادة بس انتي اللي غبية و معرفتيش قيمة اللي في ايدك ،و عجبك ابن خالتك ،زي زمان بضبط اهو وليد عامل زي ابوكي ميفرقش حاجه عنه 


غادة بغضب ساخر : لا وحياتك يا ماما مش وقت مواعظ و حكم ،و بعدين لو عاوزه اخد النصيحه والحكمه من حد اكيد مش هيبقي انتى ،ده انتى جيباني في الحرام


لم يصمت غادة سوي تلك الصفعة التي أحتضنت وجهها 


عايدة بصياح و بكاء : غلطت ،كنت عيله و غلطت ،اوعي تفتكري انه ابوكي ملاك ،لا ابوكي ده مشفتش أحقر منه ،أحمد كان برقبته ،ابوكي اللي عجبك اوي ده زمان بعني و اتجوز اميمه العمري عرفاها طبعا و طبعا متجوزهاش حبا فيها ،لا اتجوزها عشان كان بيحب غرام مرات صاحبه يعني عينه زاغت على مرات صاحبه و ده غير طبعا فلوسهم اللي انا متأكده انه كان طمعان فيهم


غادة بغضب : طب اسكتي بقي عشان انا مش طايقه اسمعك كل ما بسمعك بكرهك زياده ثم تحاملت على قدميها دالفه الى غرفتها غالقة الباب بوجهها


_________________ 


بالدوار


كان نبيل يجلس بالصالة مع الجميع و عضلات فكيه بارزة من شدة غضبه و كم يريد الانفراد بنفسه في ذلك الوقت ولكن والدته لم تسمح له مردفة : لا يا نبيل ،انسى انك تطلع فوق و عيب اوعي تسيب الناس دي كلها و تطلع اوضتك و أثناء ذلك كانت إسراء تتابعه بعينيها تتساءل مع نفسها لماذا لم تقع غادة في حبة ؟لماذا عاملته بتلك القسوة ؟على الرغم بعلمها بلسانه السليط و لكنها تشعر بأن داخله شئ آخر ،شئ آخر مختلف عما يظهره أمامهم  فزفرت بضيق فلاحظت غرام ذلك : أنتي كويسة يا إسراء


إسراء بإيماءة : أيوا 


غرام بتساؤل : اومال مالك سرحانه ليه و بتأففي 


إسراء بنفي : لا مفيش


ليردف يحيي بمرح : طب يا جماعه بمناسبه اللمة الحلوة دي أنا حابب اطلب منه و احجزها لنفسي


نظرت له والدته وقامت بضربه على مقدمة راسه مردفه بمرح : جواز ايه اللي بتكلم عنه مش لما تخلص دراستك الاول يا حمار انت


يحيي بغيظ : دراسه ايه بس يا ماما ،سبيني انتهز الفرصه احنا كان بقالنا زمن مجمعناش كده و كل واحد في ملكوته


فرح بتحذير : أخرس يا يحيى أخرس خالص


يحيي بتأفف : اووف بقي يا ماما 


نظرت مي لزوجها و ابتسامة شغوفه علي وجهها ليهمس لها عامر بجانب اذنيها : اخوكي ده حكاية والله


مي بأبتسامه وصوت خافض : طب والله بيكلم صح ،و بعدين انت متعرفش يحيي بيحب منه ازاي


عامر و هو ينظر تجاه منه التي احمرت وجنتيها من الخجل و كانت تنظر تجاه الأرض فأردف حمزه بضيق : هو انت شايف انه وقت هزار يعني !!

ملك و هي تنظر لحمزة و أردفت بتهكم ملحوظ : و ميهزرش ليه يعني ،ايه اللي حصل عشان ميهزرش لو علي نبيل ،فنبيل اقوي من كده واهي كلبة و غارت في ستين داهيه


نظر نبيل لملك و هو يضيق عينيه مردفا في سره : صح ،انت صح يا ملك


اما شهد فنظرت لابنتها بعتاب و اردفت بصوت خافض : ملك ،متدخليش و احترمي نفسك


ملك و هي تعود بظهرها للخلف لتسند ظهرها على المقعد رافعة إحدى قدميها و وضعتها علي الاخري بطريقة رجولية بحته لفتت انتباه حمزة الذي اردف بصوت خافت لملك الجالسه بجواره : اظاهر انهم غلطوا لما سموكي ملك فنظرت له و هي تضيق عينيها لا تفهم مقصده من حديثه ولكنه أكمل حديثه بإشارة من رأسه تجاه مالك مردفا : مالك فيه انوثه عنك


نظرت له ملك نظرة غيظ و اردفت مقلده له باشاره من راسها : طب انت شايف منه أختك


حمزة بسخرية : اها مالها


ملك بابتسامة جانبيه : فيها رجولة عنك


ضم حمزه قبضته بغضب و اردف بغضب : احترمي نفسك يا ملك


ملك بحدة : ولو محترمتش هتعمل ايه يعني !؟


جز على اسنانه مردفا بوعيد: لو على العمايل فمفيش اكتر منها


ملك و هي تنهض تارك خلفها حمزه يتاكله الغضب : العب بعيد يا شاطر


و فجأة نظر نبيل تجاه شقيقته عندما تذكر كلمات غادة عن انانيته و كره تجاه فارس ،فنظر ايضا تجاه فارس فوجده لا يزيح عينيه من علي شقيقته و نظراته تعبر عما يشعر به تجاها ،فشعر بالالام كادت تمزقه ،فلماذا كان اناني لتلك الدرجه ،لما لم يفضل سعادة شقيقته علي نفسه ،فهو من اوقعها و إقناعها بالموافقة للزواج من كريم ذلك الرجل الذي وثق به وظن أنه سيجعلها تنسي فارس و تعشق من جديد و لكن كريم خيب اماله واحلامه و جعل الندم ينهش قلبه فحمحم نبيل حتى ينتبه الجميع له و اردف بصوت عالي : طيب يا جماعه بما أن الكل مجمع النهارده ،فانا حابب اقول حاجه


والده بانعقاد حاجبيه : خير يا نبيل 


نبيل بتنهيده و ينظر تجاه فارس : انا عارف انكو هتستغربوا كلامي ،بس انا غلطت كتير مع فارس و حابب اني اعتذر منه ،و حابب اكتر اني اصلح غلطي و اللي عملته زمان


كان فارس يستمع لحديث نبيل و عينيها تتسع مع كل حرف يخرج من فمه فهو لا يصدق بان نبيل يردف بذلك الكلام ،فلو ان احد اخبره بان نبيل سيفعل ذلك معه لم يكن سيصدقه ، و بدأت ابتسامته تتسع تدريجيا فهو يحب نبيل فهو يعرفه منذ صغره و كم أراد أن يكون صديقين مقربين ،و لكن في كل مرة كان يقترب منه كان نبيل يبتعد ،يعلم جيدا بغيرته العمياء التي نهشت قلبه ،و يعلم ايضا بان الغيره كانت دافع له حتى يكره ،فتقرب غرام منه كان يضايقه كثيرا 


اما غرام فنظرت لمي التي بادلتها نظراتها تلك بأخرى مصدومه لا يصدقون انه يعترف بخطئه 


نبيل بهدوء : فارس خلينا نروح لكريم و ننهي موضوع طلاقه من غرام ، ثم نظر لوالده مردفا : بابا بعد إذنك فارس و غرام لازم يتجوزوا ،ضيعوا كتير اوي وكل اللي ضاع منهم لازم يعوضوه و كاد يكمل فقاطعه فارس الذي انفرجت أساريره مردفا بسعاده حقيقيه ناهضا من مكانه محتضنا نبيل بفرحه بادلها نبيل له : ينصر دينك يا نبيل 


ثم خرج من احضانه مردفا : سيبلي بقي الطلعه دي ،انا هكمل ،اركن انت على جنب


نبيل بابتسامة بسيطة : اتفضل يا سيدي


فارس و هو يأخذ نفسا عميقا و يخرجه بهدوء ناظرا لفارس :  عمو ،أنا عارف انك مش هترفض لي طلب و انك بتحبني ،فعشان خاطري ،عشان خاطر امي الغلبانه اللي هناك دي اللي عايزه تفرح بيا لتوافق 


شهد بتذمر: انت هتشحت يا فارس ،ثم نظرت لزوجها مردفه بصوت خافض : الواد طلع لك يا آسر عنده خلل في مخه 


اسر بابتسامه مصطنعه حتي لا يلاحظ احد : حبيبتي الله يخليكي تسلميلي ،وبنتك كمان والله طلعالك 


لكزته شهد مردفه : طب اتكلم هتسيب ابنك كده كتير ،قول حاجه


أسر و هو يزفر بضيق : حاضر 


ثم نظر لفارس : ها يا فارس قولت ايه 


فارس و هو ينظر لزوجته التي أومأت له بابتسامه بسيطه علي وجهها : تمام يا جماعه علي خير الله


و لكن جحظت عين الجميع عندما نهضت غرام مردفه بتذمر : لا يا بابا ،انا مش موافقه ،و مش عاوزه اتجوز فارس


__________________


في سيارة عامر و مي 


كانت تصدح صوت ضحكات عامر بالسيارة فلكزته مي الذي كانت تنظر له بغيظ : ممكن اعرف انت بتضحك علي ايه


عامر من بين ضحكاته : يعني مش عارفه يا حبيبتي ،ده انتو عيله مجانين والله ،اخوكي اللي لسه مدخلش جامعه و عاوز يجوز ،و لا ملك اللي زي ما تكون ميت راجل في بعض ،وكله كوم و فارس و غرام كوم تاني ،هو قعد يترجى ابوها يوافق و هي تقوم بكل سهوله تقوله لا 


مي بضحكه بسيطه : طب متتريقش لو سمحتي علي عيلتي انت سامع


عامر بمرح : علم و ينفذ يا مي هانم ،بس حقيقي هموت و اعرف فارس هيعمل ايه مع غرام كل ما افتكر وشه اللي احمر و كانه هاين عليه يقوم يجيبها من شعرها مقدرش امسك نفسي


مي بنفي : لا من الناحيه دي مفيش قلق ،غرام بتحبه و هو كمان ،هو بس الغباء كان واخده شويه و انا متاكده انه هيعرف يقنعها 


ثم نظرت تجاه الطريق و أردفت باستغراب : انت رايح فين يا عامر ،ده مش طريق البيت 


عامر بإيماءة : اها ،ده طريق المستشفى ،لازم نطمن و نعرف انتي حامل و لا لا


مي بإيماءة : ماشي ،بس يارب يطلع زي ما توقعنا نفسي في بيبي اوي يا عامر


عامؤ و هو يمسك يديها و يقبلهم بحنان : ان شاء الله يا حبيبتي


و بعد مرور بعض الوقت


كانوا يجلسون أمام تلك الطبيبة التي أنهت الكشف علي مي للتو فأردف عامر و هو ينظر للطبيبه : ها يا دكتورة طمنينا 


مي و هي تعدل ملابسها و تتجه ناحيه عامر تنتظر كلام الطبيبه بفارغ الصبر و تدعي ان يتحقق ما يتمناه هي و زوجها لتكتمل سعادتهم 


وأردفت الطبيبة بابتسامه : مبروك يا مدام مي ،انتي حامل في أسبوعين 


مي و هي تضع يديها على فمها وعينيها تلتمع بالدموع : الف حمد و شكر ليك يارب الحمد لله 


اما عامر ظل لا يستوعب وظل عدة ثواني يحاول بهم استيعاب ما قالته الطبيبة وعندما استيعابه نهض من مكانه محتضنا زوجته التي كانت تبكي بسعاده و ابتسمت الطبيبه علي ما يفعلوه فيبدو انهم عاشقين حتى النخاع


عامر بحب : الف مبروك يا حبيبتي مبروك


مي و هي تخرج من احضانه : الحمد لله يا عامر الحمد لله ربنا استجاب مننا


__________________


في منزل حفيظة 


دلفت حفيظة غرفتها هي و زوجها لتجده يتحدث بالهاتف و السعادة لا تسعه


الف مبروك يا عامر الف مبروك يتربي في عزك يا حبيبي خلي بالك من مراتك يا عامر تمام و بارك لها بالنيابه عنى و احنا ان شاء الله بكره هنجيلك ،مع السلامه


و عقب إنهاء مكالمته أردفت زوجته بصدمه


هي مي حامل 


أومأ لها زوجها : ايوة لسه عارفين انهارده و اعملي حسابك نروح لهم بكره نبارك لهم و 


لم تستمع حفيظة لباقي حديث زوجها فذهنها الان شاردا فهي تعلم بأن اختها وابنتها سياذون مي رغم رفضها فهي قد سمعت حديثهم الذين تحدثوه عند نهوضها و لم ينتبهوا عليها و انها استمعت إليهم ،وعلى الرغم من معرفتها بذلك الامر و لكنها لم ترد أن تخبرهم حتى لا تكون شريكه إذا علم عامر و اذا حدث و علم عامر بما فعلوه تكون خارج الموضوع و لكن الان لا تستطيع أن تتركهم يأذونها فهي تحمل حفيدها و قطعه من ابنها في أحشائها إذا فعليها التصرف سريعا و انقاذ مي من براثنهم ليس من اجلها و لكن من اجل حفيدها


            #يتبع  الحلقه الاخيره


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


الأخيرة ج 1🌸

في منزل آسر و شهد


كان فارس يأتي ذهابا و ايابا بالغرفة شاعرا بالغضب و الغيظ بسبب فعله غرام الذي لم يكن يتوقعها ،و كانت كل من ملك و مالك يجلسان معه يحاولون تهدئته فاردف مالك : ما تهدأ يا فارس ،عيني زغللت أهدا شوية 


فارس بانفعال : والله لو مش عاجبك اطلع بره ،و بعدين انتوا ايه اللى مقعدكو معايا ها ،انا مش عايز حد معايا اتفضلوا يلا


ملك و هي تنهض من على الفراش : يا فارس ،يا فارس يا حبيبي ،مالك معاه حق اقعد و اهدا شوية خلينا نفكر في حل و نشوف هنعمل ايه مع غرام و هتقنعها ازاي ،مهي اكيد مش بتعمل كده من فراغ ،هي لسه حاسه بشويه وجع من اللي عملته معاها و مفيهاش حاجه لما تهدا عليها 


فارس و هو يزفر : انا مقولتش حاجه ،بس انا معنديش استعداد اعيش دقيقه كمان من غيرها ،انا بحبها يا ملك ،و كفايه اوي اللي حصل وجوزها من كريم ،ضيعتها مني مره و معنديش استعداد اضيعها تاني


كادت ملك أن تتحدث و لكن فوجئوا بالباب يفتح و يدلف منه آسر مردفا بخبث : طب و لو قولتلك علي طريقه 


فارس و هو يهرول ناحيته بلهفه : قول يا بابا بسرعه الله يخليك


دلف آسر الى الغرفة مغلقا الباب خلفه و اتجه ناحية الفراش جالسا عليه واضعا قدمه فوق الأخرى مردفا بنبرة تكبر مصطنعة وهو يمد يده ناحية فارس : بوس 


ضيق فارس عينيه بعدم فهم ،و كذلك مالك و ملك اللذان نظرا لبعضهما البعض بأستغراب 


فاردف فارس بتهكم : ابوس ليه ان شاء الله


آسر و هو يزفر : عشان اقولك علي طريقه ،بوس ايدي يا ولد و هقولك علي طريقه جهنميه استخدمتها زمان مع امك اللي كانت معصلجه 


فارس بلهفه و هو يمسك يديه : طب قول يا حاج الله يباركلك 


آسر و هو يجذب يديه : ماشي هقولك عشان انت ابني بس و علي الله يطمر ،اسمع يا سيدي ابوك زمان امك لما كانت معصلجه معايا و مكنتش راضيه دخلتلها اوضتها و هددتها يا اما تقبل يا اما هفضل في اوضتها و تبقي تقبلني بقي لو عرفت تخرجني من الاوضه ،و امك ساعتها طبعا خافت لحد يشوفني في اوضتها و وافقت 


 اردف فارس بسخريه و تهكم : هو ده اللي انت عملته ،يا بابا الحركه دي مفقوصة و اتعملت يجي في مليون فيلم عربي و اجنبي و هندي و في الروايات كفاية بقى ،انا عاوز حاجه جديده حاجه متعملتش قبل كده


اسر و هو ينهض : تصدق انا غلطان ،فكر لوحدك بقي 


ثم خرج من الغرفه فنظر فارس لملك و مالك وأردفت ملك : هتعمل ايه يا فارس ،هتعمل اللي بابا قال عليه 


فارس بنفي : لا طبعا ،دي حركه قديمه اوي و مفقوصه يا ملك ،انا هفكر في حاجه جديده محدش عملها قبل كده 


مالك و هو ينهض : طيب ربنا معاك بقي ،انا رايح انا ،تصبحوا علي خير


وكذلك ملك نهضت هي الأخرى متعللة بأنها تريد النوم ليظل فارس جالسا بمفرده يفكر بطريقة 


__________________


في منتصف الليل 


كانت غرام تتسطح على فراشها و الابتسامة تعلو وجهها فهي لن تتهاون أبدا مع فارس فهي لم ولن تنسى ما فعله فارس معها ،أخرجها من شردها ذلك صوت أحدهم وهو يدلف من النافذة  فجحظت عينيها و نهضت من على الفراش و ما لبثت أن تصرخ حتى انتبه اليها فارس الذي أسرع ناحيتها مكمما فمها مردفا بجانب اذنها : اهدي ،اهدي انا فارس متخافيش ماشي


أؤمات غرام براسها فأردف فارس بجدية مصطنعة: هشيل ايدي بس اياكي يا غرام صوتك يطلع مفهموم ،يا اما والله هعملك فضيحة فاهمه


أومأت له مرة أخرى فنزع فارس يدية فالتفتت غرام تنظر له بغضب و تقوم بدفعه و ضربه علي صدره : أنت مجنون ! ايه اللي دخلك اوضتي يا متخلف انت و حياة امي يا فارس لو ما خرجت دلوقتي لهكون مصوته و لما


قاطعه فارس الذي وضع يده مره اخري علي فمها مانعا لها من استكمال حديثها : انتي ايه بالعة راديو! خدي نفسك شويه و بعدين عايزه تصوتي صوتي ده انتى هتخدميني احلى خدمه 


ثم نزع يده مردفا و هو يتحرك تجاه الفراش : يلا ،يلا صوتي


غرام وهي تتحرك خلفه بانعقاد حاجبيه : انت بتعمل ايه !؟


فارس بابتسامه جذابه زادته وسامة وجاذبية : زي ما حضرتك شايفه هنام 


غرام و هي تقترب منه بغيظ : تنام ايه انت باين عليك اتجننت ولا اتكهربت في دماغك ،قوم من هنا الله يخربيتك 


فارس بنفي : مش هقوم من هنا غير لما تعملي اللي هقولك عليه


غرام وهى تجز على أسنانها : قول وخلصني 


فارس بابتسامه و يجلس نصف جلسه علي الفراش : توافقي تتجوزيني يا غرامي 


غرام بسخريه لاذعه : بتحلم ،بتحلم يا فارس انت سامع بتحلم 


فارس مقلدا لها : لا مش بحلم يا غرام و هتوافقي مقدامكيش حل غير ده


غرام و هي تزفر بضيق : يا فارس ،يا فارس متستعبطش و قوم من هنا يلا 


فارس برفض : مش قايم و مش متحرك ،و بعدين هو ايه مفيش اي تقدير خالص ده انا عملك حركه رومانسيه متعملتش قبل كده


غرام بتهكم : مت ايه سمعني كده تاني ،ده انت قديم اوي يا فارس و بعدين انا مش عاوزاك و لا تعملي حركات رومانسيه و لا نيله انا عاوزاك تبعد عني ،اقولك روح اتجوز ريتاج حبيبه القلب ،و لو علي الاوضه اشبع بيها انا سيبهالك


و تحركت من امامه حتي تغادر الغرفه و لكنها لحق بها جاذبا لها من خصرها ملصقا ظهرها بصدره مردفا بأذنيها بعشق : مفيش حبيبه قلب غيرك يا غرامي ،و ريتاج خلاص انتهت وخرجت من حياتي 


فاستدارت غرام ناظره بعيونه مردفه بعتاب و وجع : كداب يا فارس ،كداب ،انت لو بتحبني وانا كنت فعلا حبيبة قلبك مكنتش عملت معايا اللي عملته ،انت متعرفش انت عملت فيا ايه انت السبب في كل اللي حصل 


فارس بندم حقيقي : كنت غبي يا غرام ،و معرفتش قيمتك غير لما شفتك بضيعي مني ،سامحيني يا غرام و خلينا نبدء من جديد و خلينا نعوض كل اللي فاتنا ،ادي حبنا فرصه تانيه يا غرام و صدقيني هعوضك عن كل اللي عشتيه و كل اللي حصل ،ادين فرصه واحده بس يا غرام


غرام بنبره طفوليه : اه اديك فرصة دلوقتي و بعدين  تجرحني تاني مش كده 


فارس بنفي : مستحيل ،مستحيل اعمل كده انا مهصدق اصلا تبقي معايا 


غرام بتفكير : ماشي يا فارس ،موافقه بس انت نسيت حاجه مهمه اوي


فارس بانعقاد حاجبيه ايه هي بقي : شهور العدة يا قمور انت ناسي اني مطلقه


فارس وهو يجز على أسنانه : و مالو نستني مجتش علي كام شعر يعني ،و بكره هروح لكريم انا و نبيل عشان نخلص من الجوازه دي 


غرام بنفي : لا جات ،بص يا فارس اديني خمس شهور 


فارس بصدمه : خمس شهور !!ده ليه بقى ان شاء الله 


غرام بتنهيده : اهو هو كده بقي موافق ولا بلاها خالص


فارس بغيظ : ماشي يا غرام موافق


________________


في صباح يوم جديد


بمنزل عامر و مي


كان كل من عامر و مي لا يزالان بسبات عميق ،و لكن أيقظه تلك الطرقات فنهض عامر ناظرا بجانبه فوجد مي لا تزال ناىمه ثم نظر بساعته فوجدا الوقت لايزال باكرا فعقد حاجبيه و نهض بهدوء من جانبها و خرج من الغرفه مغلقا الباب خلفه بهدوء حتى لا تستيقظ مي من نومها و اقترب من الباب و قام بفتحه ليفاجئ بوالدته امامه فضيق عينيه : امي ،في حاجه بابا كويس ،انتي كويسه


حفيظة وهي تدلف من باب المنزل : ايوه كويسه و ابوك كويس متقلقش ،هي مراتك فين


عامر بتنهيده : نايمه يا امي


حفيظة و هي تجلس على الاريكه : طب كويس ،تعالي عشان عاوزه اكلم معاك في موضوع مهم 


عامر وهو يجلس بجانبها : خير !؟


حفيظة و هي تربت على كتفيه : الاول الف مبروك ليك يا بني عرفت من ابوك ان مراتك حامل 


عامر بإيماءة و ابتسامه ترتسم على وجهه : الله يبارك فيكي ثم نظر لوالدته مردفا بدهشه : بس من امتى ،من امتى وانتى بتحبى مي يا امي 


حفيظة : هو انا عشان مبسوطة بحفيدي ابقي بحبها ، طل ما في الموضوع اني فرحانه بابن ابني اللي كنت بحلم بيه و اللي هيشيل اسمك و اسم ابوك


عامر و هو يزفر : امي ،لو سمحتي انتي لازم تغيري طريقتك و اسلوبك مع مي ،مي مراتي و انا بحبها ،و لا تنسي حته اني ممكن اسيبها دي ،لان ده من سابع المستحيلات ،انا بحبها يا ماما ، انا عرفت واتاكدت بعد حبي لمي ان زهره كانت و لا حاجه بالنسبالي ،انا مش بقول اني بكرهه ،بس انا كنت فاهم مشاعري غلط يا امي ،ثم امسك يديها مردفا بترجي : ماما ،انا مش عاوز ابني يتولد و يشوف اللي المشاكل اللي بتحصل و يعرف انك مش بتحبي مامته ،ارجوكي يا امي ارجوكي حاولي تتقبلي اللي حصل و تتقبلي مي بينا ،صدقيني كلنا هنعيش مبسوطين لو ده اللي حصل


حفيظة و تستشعر صدق حديث ابنها : حاضر يا عامر عشان خاطرك بس و خاطر حفيدي ثم أكملت بتلعثم : و كمان انا جيالك في حاجه تانيه


عامر بتسأل : ايه هي 


حفيظه بتوتر : خالتك و زهره ناوين علي الشر لمي 


عامر بهدوء مخيف : ازاي يعني


حفيظة وهي تبتلع ريقها : ناويين يسلطوا ناس عليها يضروبها و يهددوها عشان تسيبك و لو موافقتش هيرمو عليها مايه نار


جحظت عين عامر و نهض من مكانه مردفا بصدمه : انتي بتقولي ايه ،و انتي طبعا كنتي معاهم و موافقاهم ،بس لما عرفتي انه مي حامل خفتي علي حفيدك مش كده


حفيظة بتوتر : لا يا عامر انا مكنتش اعرف ،هما قالولي وانا موافقتش والله ما وافقت بس سمعتهم و هما بيتفقوا ينفذوا برضو اللي في دماغهم و انا ساعتها مكلمتش مش عارفه ليه ،ثم اقتربت من عامر مردفه : لازم توقفهم عند حدهم يا عامر هما بيخافوا منك و لو عرفوا انك عارف بمخططهم هيرجعوا عنه و هيخافوا يقربولها


__________________


في منزل تفيده و زهره


ظلت تلك الطرقات العنيفة على باب المنزل وأردفت زهره بغضب : مش فاهمه مين المتخلف اللي بيخبط كده ده أوووف 


فتحت الباب فوجدت عامر بوجهها فانفرجت أساريرها و أردفت بسعادة لم تدم كثيرا : عامر حبيبي ،اهلا ا


قاطعها جذب عامر لها من خصلاتها و دلف بها إلى المنزل مردفا بغضب : امك فين !؟


زهره بألم : اه ،في ايه يا عامر انت بتعمل ايه شعري اه 


عامر بغضب : انت لسه شفتي حاجه ،امك فين بقولك ،خالتي ،لا خالتي ايه ،يا تفيده هااانم انتي فين


هبطت تفيده علي تلك الأصوات و أردفت بفزع عندما رأت عامر يمسك ابنتها من خصلاتها : في ايه يا عامر ،ماسك زهرة كده ليه


عامر بغضب جحيمي : أسمعي بقي انتي و هي مراتي و بيتي و امي معدش ليكو علاقه بيهم نهائيا سامعين 


زهره بوجع من يديه التي تزيد من الضغط على خصلاتها : انت بتقول ايه ،و احنا كنا جينا جمبكوا ده رمي البلا ده ياربي


عامر وهو يزيد من ضغطه اكثر و اكثر مردفا بنبرة دبت الرعب بقلوبهم : و انا هستناكو لما تيجو جمبهم و لا تأذيهم و يكون في علمكوا امي حكتلي كل حاجه و علي اللي ناويين تعملوا و ربي و ما اعبد لو مراتي اتلمس منها شعرايه لهروح فيكو في داهيه و محدش هيعرفلك طريق انتي و بنتك سامعين


تفيده بخوف و هي تؤما له : فاهمين ،فاهمين ،سيب بنتي بقي


قام عامر بدفع زهره لتقع علي الاريكه و اتجه ليخرج من المنزل فنهضت زعره مردفه بغضب : في ستين داهيه انت و مراتك ،اوعى تكون فاكر إني كنت معاك عشان بحبك و بس و الكلام الفاضي ده ،لا يا بن حفيظة انا كنت معاك عشان فلوسك ،عيني كانت على فلوسك قبل ما كانت عليك ،انت فاهم يا عامر 


نظر لها عامر نظره بارده و خرج من المنزل فأقتربت والدتها منها : انتي اتجننتي ايه اللي قولتيه ده 


زهره بغيظ : بلا اتجننت بلا قرف ،خلينا نشوف هنعمل ايه مع مراته العقربه دي 


تفيده و هي تنظر لابنتها : لا انسي مراته دي بقي ،عامر مبيهزرش و ممكن يودينا في ستين داهية و مش هيهمه خالته و لا مش خالته و اديكي سمعتيه


زهره بتساؤل : يعني ايه بقي الكلام ده


تفيده : يعني انسي ابن خالتك بقي ،عشان نشوف واحد غيره يخلينا نقب علي وش الدنيا ،احنا مش هنضيع حياتنا عشان ابن خالتك و مراته يغوروا فى داهيه


زهره و هي تزفر : ماشي يا ماما 


_______________


في احد الزنزانات


دلف العسكري و هو يردف : قوم ،قوم يا مسجون عندك زياره 


مراد بتساؤل : مين !؟


العسكري : قوم يا اخويا و انت تعرف انت هتتساير معايا قوم اتحرك


نهض مراد ومعه فوجدها غاده فنظر لها و اردف بلهفه : غادة بنتي حبيبتي 


غادة بتهكم : بنتك ،و حبيتك مش ماشيين مع بعض يا بابا ،علي العموم انا حيت بس اشوفك و انت مرمي هنا ،و اشفي غليلي منك ،انت السبب لو مكنتش بعتني و ضحكت عليا ،بس انت اناني و استغلتني عشان توصل لحبيبه القلب ،بس كويس كل حاجه رجعت لاصلها و انت رجعت مكانك


مراد بغضب : انتي جايه تشمتي فيا يا بت انتي


غاده وهي تشير على نفسها : انا لا ابدا 


مراد بابتسامه : طب و انتي هتعملي ايه مهو حبيب القلب هو كمان اتحبس


غادة بغضب : كله بسببك أنا وهو كنا عايشين مرتاحين و كان ممكن اوى نبقي متجوزين دلوقتي 


مراد بأستفزاز : انت بتضحكي علي مين يا بنت عايده ،انتي عارفه كويس ان انت عملتي ده كل بمزاجك انتي و هو عشان طمعته في فلوس العمري ،يعني انتو مش ملايكه ،ده انتوا العن مني


غادة بغيظ : بس شوف انتو دلوقتي في الجبس ومش هتطلع منه و ممكن اوى تاخد اعدام انت ناسي كريم و اللي عملته معاه ده غير انه وليد مش هيطول و اول ما هيخرج هنتجوز انا و هو و نكمل حياتنا ،بس الدور و الباقي عليك انت ،ده غير ان غرام دلوقتي زمانها في حضن فارس جوزها اللي كان زمان صاحبك و خدها منك 


مراد و هو يضرب ذلك الحديد بغضب : انتي عاوزه ايه يا بت انتي انتي عاوزه تجننيني ،امشي غوري مش عاوز اشوف خلقتك تاني


غادة : براحه على نفسك ، العصبيه مش حلوه للي في سنك ،و يلا بقي عشان الحق اشوف وليد باي باي يا والدي العزيز


_______________


في منزل بلال و اميمه 


كان حمزة يتسطح على فراشه واضعا يده خلف راسه يفكر بملك تلك الفتاه التي اشبه بالرجال فهو لم يقابل فتاه مثلها من قبل على الرغم من عدم شعوره تجاهها بأي شعور و لكن لا يعلم لما تحتل تفكيره من اخر حديث بينهم فهي استطاعت لفت انتباها و أشغال تفكيره وعقله بها دون أن تنتبه دلف اميمه الى الغرفة فوجدت ابنها على تلك الحال فاقتربت منه مردفه


اميمه : حمزه بقالي ساعه بخبط مش بترد ليه قلقتني 


حمزه و هو يعتدل علي الفراش : مسمعتش يا ماما والله في حاجه و لا ايه


اميمه :اها قوم عشان تتغدا معانا يلا 


أومأ لها حمزه فابتسمت له اميمه و كادت تخرج من الغرفة و لكن اوقفها سؤال ابنها : الا قوليلي يا ماما هي ملك طابعه كده لمين


التفتت له اميمه ناظره له بدهشة فهو لأول مره يسأل عن ملك : ملك !اشمعنه يعني 


حمزه ببرود مصطنع : عادي يعني عندي فضول ،اصل هي اتغيرت كتير و لبسها شكله صبياني خالص فمستغربها بصراحه


اميمه بابتسامه :لا متستغربش هي مش جيباه من بره ،هي نسخة من شهد و هي في سنها 


حمزه بإيماءة : اها قولتيلي 


فأكملت اميمه بخبث : و انت كمان عامل زي أسر في شبابه ،تصدق انه انت وملك تلقيو علي بعض اوي 


حمزه بابتسامه : ده بجد ولا بتتريقي


اميمه بابتسامه : لا بجد 


حمزه بفرحه : طب ايه رايك نخلي بابا يكلم عمو اسر 


اميمه بصدمه : ايه ،انت بتكلم جد يا حمزه 


حمزه و هو يبتلع ريقه : ااه يعني مفيهاش حاجه انا كبرت وعايز اكمل نص ديني و بعدين ملك مش غريبه 


اميمه : مش غريبه بس اشمعنه ملك ما عندك اميره ،بل بالعكس اميره كانت اقربلك من ملك


حمزه بتوتر : اهو بقي اللي حصل انا عاوز اتجوز ملك 


اميمه بخبث : انت بتحبها يا حمزه


حمزه بدهشه : بحبها ! احبها ايه يا ماما هو انا لحقت


اميمه باستغراب : لحقت ايه ده انتو متربين سوا يعني ممكن تكون انت اللي كنت غبي و مش واخد بالك ،و بعدين ملك عينها منك من زمان اظاهر ان شباب العيله كلهم اغبيه


وهنا تذكر حمزة ما قاله مالك له 


أنا مش همد ايدي عليك عشان بس مش عاوز اوسخها و لو على المغفل فمفيش مغفل غيرك بص حوليك كويس يا حمزه و انت تعرف مين اللي بتحبك بجد


حمزة وهو يضرب جبهته : اه يا غبي ،انا ازاي مفهمتش ثم نظر لوالدته والتي تنظر له باستغراب فأردف : ماما الله يباركلك انا عاوز اتجوز ملك خلينا نكلم ابوها


_________________


في الدوار


اجتمع الجميع و كانوا يتناولون الطعام سويا  بعدما باركو لعامر و مي علي طفلهما فاردف فارس الذي كانت الابتسامة لا تغادر شفتيه : جماعه انا عندي ليكو خبر هيفرحكوا جدا


شهد باستفهام : ايه هو !؟


فارس و هو ينظر لغرام : غرام وافقت اننا نتجوز ده بعد إذنك طبعا يا عمو انت و طنط


غرام و هي تنظر لزوجها و الابتسامه على وجهها : مفيش مانع طبعا


فاردف نبيل : و كده كده انا و فارس روحنا لكريم و لاول مره يطلع ابن حلال و لقيناه خلص الموضوع ،بس مقولتش حبين تعملوا الفرح امتي


و هنا أردفت غرام و سيطرت على خجلها مردفه : بعد خمس شهور من دلوقتي 


أومأ لها الجميع بموافقة وباركوا لهم ولم يرد احد الضغط عليهم فهم يعلمون ما تعرضت له أما حمزة فعينيه كانت لا تفارق ملك التي لاحظت نظراته و سيطر التوتر و الخجل عليها فهي مغرمة به منذ الصغر فأردف حمزة بشجاعة اثارت اعجاب ملك : طيب و انا يا جماعه عايز انتهز الفرصه و اللمة الحلوة دي و اطلب ملك من عمو اسر و طنط شهد 


أسر و هو ينظر لشهد التي أومأت له حتى يوافق علي حمزه فهي تعلم بمشاعر ابنتها تجاه فأردف اسر : طب علي بركه الله وهو مالك كمان عاوز اميرة 


ظل يسعل مالك مما اردفه والده فاعطته ملك كوبا من الماء و اردف من بين سعاله : الله عليكي يا حاج هو ده الكلام 


أما يحيى فأردف ناظرا لفهد : طب وانا يا بابا ،انا كمان عايز اتجوز منه 


فرح بابتسامه : اتلهي يا يحيي لما تبقي تخلص دراسه الاول نبقى نشوف الموضوع ده 


 #

 الفصل التاني من الحلقه الاخيره

#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


الأخيره ج 2

بعد مرور خمس أشهر 


بمنزل أسر و شهد


كانت تلك الأصوات العاليه تصدح بالمنزل باجمعه فخرج فارس من غرفته عاقدا حاجبيه بدهشه من تلك الأصوات فخرج من غرفته فوجد مالك بمقابلته فأردف بدهشه : ايه الأصوات دي يا مالك في ايه !!


مالك بملل : هيكون ايه يعني اختك و استاذ حمزه ،يعني بصراحه انا زهقت منهم ،يعني لسه متجوزوش و كل يوم خناقه شكل و بعدين يا عم انا عريس و فرحي النهاردة ومش ناقص عكننه انا داخل انام لي ساعتين و بعدين اقوم اجهز 


فارس و هو يزفر : طب الخناقه علي ايه المره دي


مالك باقتضاب : بتقول بيخونها ،عارف انا والله فرحان في حمزة ،اهي ملك دي هطلع عليه القديم و الجديد ،يستاهل بصراحه 


ثم دلف الي غرفته مغلقا الباب خلفه اما فارس فهبط الى الأسفل


ملك بصياح : انا مش عايزه اتجوزك و فرح انهارده مش هيحصل ،انا مش عارفه اللي كان حصلي عشان اتهبل في نفوخي و اوافق عليك 


شهد بتأفف : و بعدين يعني و بعدين انتي وهو انتو فرحكوا النهارده


حمزه : قوليلها يا طنط الله يباركلك


ملك لوالدتها  : مش هتجوزه يا ماما ده خاين و بيكلم بنات غيري انا شفت الرسايل اللي بينهم 


حمزه بضيق : يا بنتي ،يا بنتي دول صحابي و بس و مفيش حاجه بينا


ملك بانفعال : متنرفزنيش يا حمزه بلا صحابك ،بلا زفت ،وبعدين شايفني عبيطه عشان اصدق الاسطوانة اللي كل ما راجل يتقفش بيكلم واحده يقول دي صاحبتي ،صاحبتي و بس ،لا يا حمزه انا مش عبيطه ولا مختومة علي قفايا 


فارس من خلفها : انتي عاوزة يا ملك دلوقتي


ملك و هي تنظر لشقيقها : عاوزة بابا لما يجي من بره يكلم عمو بلال و ينهي الموضوع ده معاه ويرجع لهم شبكتهم انا مش هتجوزو


حموه بضيق : يا بنتي ،يا بنتي بطلي نشوفيه دماغك دي و بعدين والله صحابي و المصحف الشريف صحابي و بس و لو عاوزاني اقطع علاقتي بيهم خالص و مكلمهمش هعمل كده


نظرت ملك لاخيها و امها الذين لزموا الصمت ينتظرون اجابتها فزاغت عينيها و بعدها نظرت له مردفه : هات تليفونك 


حمزه بانعقاد حاجبيه : نعم !!


ملك بتافف : ايه سمعك تقل و لا ايه ،بقولك هات تليفونك 


أخرج حمزه هاتفه فتناولته ملك منه و اخرجت ارقام تلك البنات و مسحت ارقامهم فاردف حمزه : طب معملتيش بلوك علطول ليه و خلصتي بدل ما تمسحي الرقم 


ملك بسخريه : لا ناصح ،عشان تفك البلوك لما تخرج من هنا صح و الارقام تفضل عندك


فارس بابتسامه : لا نبيهه يا ملك


حمزه بصوت خافض : انا مش عارف مين اللي دعي عليا عشان أسيب كل البنات اللي عرفتهم وكانوا يتمنولي الرضا ارضي و احبك و اتجوزك انتي مش فاهم ،بس هنقول ايه بقى


ملك وهي تضيق عينيها : انت بتقول ايه


حمزه بابتسامه مصطنعه : سلامتك يا حبيبتي ،يلا انا ماشي بقي سلام


__________________


بمنزل فارس و غرام 


كان كريم يجلس بالصالون منتظرا نزول غرام لمقابلتها فهو يريد الاعتذار لها عما بدر منه ، و يريد أن يتمنى لها حياه جديده و سعيدة 


غرام بضيق بسيط : أهلا كريم 


كريم و هو ينهض من مكانه و ابتسامة بسيطة على محياه: أهلا غرام 


غرام بهدوء : عامل ايه دلوقتي احسن


كريم بإيماءة : الحمد لله احسن كتير ، انا جيت انهارده عشان حابب أعتذر لك يا غرام علي اي حاجه عملتها معاكي و عايزك تسامحينى ،و حقيقي بتمنالك حياه سعيده و ان شاء الله فارس يقدر يعوضك 


غرام وهي تبتلع ريقها : أسفك مقبول يا كريم ،بس انت جرحت و آذيت اسراء اكتر منى بكتير ،هي اللي اتأذت منك بجد


كريم و هو يزفر : و ده اللي انا عايزك فيه ،انا عاوز أشوف إسراء يا غرام و حابب اتكلم معاها وعارف إنها اكيد مش هتوافق بس انا عارف انك تقدري تقنعيها


غرام : هحاول يا كريم عن إذنك هقوم اشوفها و اجيلك 


كريم بإيماءة : تمام


نهضت غرام و اتجهت ناحيه غرفه إسراء تاركه كريم بمفرده و في نفس الوقت جاء نبيل من الخارج و انتبه لكريم الذي ينتظر بالصالون فاقترب منه بملامح مقتضبة و أردف بنبرة شبه غاضبة : انت اللي جابك هنا و بتعمل ايه !؟


كريم و هو ينظر لنبيل : انا جيت عشان كان في كلمتين كان لازم اقولهم لغرام و قولتهم الحمد لله


نبيل و هو يجذبه من ملابسه : و لما انت قولتلهم بتعمل ايه هنا ،يلا طريقك صحراوي


كريم و هو يحرر نفسه من قبضة نبيل مردفا بغضب : نبيل متخلنيش اتعصب عليك ،و بعدين انا مش همشي قبل ما اشوف اسراء و 


ما لبث أن يكمل حتى وجد نبيل يهجم عليه و يسدد له اللكمات بغضب و سرعه جعلته لم يستطع تفاديها و هو يردف : انت هتبعد عن اسراء انت فاهم كفايه اوي اللي عملته فيها سامع و لا لا ابعد عنها يا كريم


جاءت غرام من خلفهم و أبعدتهم عن بعضهم البعض و هي تردف : ايه اللي انتو بتعملوه ده عيب عليكو انتو مش صغيرين


نبيل و هو ينظر لغرام و يشير تجاه كريم : الحيوان ده يطلع من البيت و ملهوش دعوه لا بيكي و لا بإسراء مفهوم يا غرام


غرام وهى تجز على أسنانها : طيب ممكن تهدا يا نبيل ثم نظرت لكريم مردفه : كريم اسراء موافقتش تشوفك


كريم و هو يردف بترجي : غرام عشان خاطري حاولي معاها انا عايز اشوفها ضروري اشوفها و اعتذر لها 


ازداد غضب نبيل فأردف بتهكم : ما قالتلك مش عايزه تشوفك انت ايه مبتفهمش 


غرام وهي تدفع نبيل الذي أراد ضرب كريم مره اخري : بس يا نبيل ايه اللي بتعمله ده


نبيل بدهشه : ايه اللي انا بعمله برضو ،انتي ايه اللي بتعمليه ده نسيتي البيه ده عمل فيكي ايه انتي و اسراء ،نسيتي يا غرام افكرك


جاءت والدتهم علي اصواتهم و اردفت و هي تنظر لكريم نظره بارده : في ايه يا نبيل انت و غرام بتزعقوا كده ليه 


غرام و هي تنظر لكريم : كريم ،لو عايز تشوف اسراء تعالي بليل احضر الفرح و هتشوفها و ساعتها تقدر تكلم معاها 


أومأ لها كريم و ابتسامة علي محياه و تحرك مغادرا من امامهم اما نبيل فشعر بنيران بداخله فنظر لاخته بغضب و هو يضم قبضته : اعملي حسابك لو جه بليل هقتله انتي فاهمه ،هقتله يا غرام


غرام بغضب : قتل ايه و كلام فارغ ايه انت مجنون يا نبيل ،و بعدين عاوز تبوظ فرح اختك يا نبيل و فرح مالك و اميره  وحمزه و ملك هتنبسط لما تعمل كده


جز على اسنانه و تحرك من أمامهم مهرولا و عقب مغادرتهم اقتربت والدتها منها و هي تردف بانعقاد حاجبيها : عملتي كده ليه يا غرام 


غرام وهي تنظر لوالدتها بابتسامه : نبيل بيحب اسراء يا ماما و لازم حاجه تحركه و يعرف حقيقة مشاعره و كريم اللي هيعمل كده 


والدتها بصدمه : انتي بتقولي ايه اخوكي بيحب اسراء ،ازاي عرفتي منين 


غرام بتنهيده : نظراته و حركاته و كلامه عنها ده غير انه مبقاش يجيب سيرة غادة خالص و اهتمامه بإسراء كلت شربت عملت سوت كل ده اكدلي بحبه ليها ،بس هو لسه محتاج زقه 


_________________


في المساء


و بحديقة الدوار كان يقام زفاف كل من غرام و فارس ، ملك و حمزه ، مالك و اميرة 


فاردف يحيى الذي كان يجلس بجانب شقيقته التي كانت بشهرها الخامس وزوجها : يعني انا مش فاهم اشمعنى هما يجوزوا و انا اللي افضل قاعد كده ،هو انا مش بحب انا كمان ولا ايه ،ده ايه التفرقه دي بس ياربي منك لله يا مالك انت و حمزة و فارس ،،إلهي يا شيخ انت و هو ت


و ما لبث يكمل حتي كممت مي فمه و هي تنهره :يحيي انت اتجننت بتدعي عليهم ليه حرام عليك 


يحيي بتهكم : حرام ! و مش حرام اللي عملوه معايا انا و البونيه 


عامر بضحك : لا بصراحه حرام 


لكزته مي بذراعه و اردفت موجهه حديثها ليحيي : يا بني ادم انت هو حد قالك متجوزهاش ،لا هتتجوزها بس بما تخلصوا دراسة الاول 


يحيي بتذمر : ماشي هنشوف وحياه امي لو مجوزتونا هكون مرتكب ليكو جناية ها اديني عرفتكوا اهو


_____________


بجانب آخر اقترب كريم من إسراء التي تجلس بمكان منعزل بعض الشئ فهي مثل اي فتاه تتمنى ان تتزوج بمن احب قلبها و لكن ماذا لو كان قلبه ملك لأخرى و تلك الأخرى لا تكن الا صديقتها ،و حتي اذا دق قلبه لها مثلما دق قلبها له فهل سيقبل بها فهو يعلم جيدا ما تعرضت له على يد ذلك المستذئب فزفرت بضيق ،وجذب انتباهها ذلك الصوت الذي تبغضه كثيرا فنظرت تجاه الصوت و تملكها الغضب و كادت تهرب من أمامه و لكنه لحق بها ممسكا لها من ذراعيها فصرخت بصوت عالي مردفه :سبني ابعد عني متلمسنيش


ابتعد كريم عنها ورفع يديه بالهواء حتى يطمئنها مردفا بهدوء و حنان : انا بعيد يا اسراء ،انا بس عايز اتكلم معاكي ممكن


إسراء بنفي و تحرك راسها بعنف : و انا مش عايزه اتكلم معاك انت سامع مش عاوز اتكلم معاك


و اثناء ذلك كان نبيل يبحث بعينيه عنها فلم يجدها فتحرك من مكانه و عينيه تبحثان عنها و جحظت عينيه عندما رآها تقف مع كريم و من الواضح انها تنهره فتسارعت أنفاسه و ظل صدره يعلو و هبط من شدة الغضب وخلال لحظات كانت أمامهم يهجم علي كريم : ابعد عنها يا حيوان ،انا مش قلتلك متقربلهاش 


كريم و هو يرد له تلك اللكمة : و انت مالك و بعدين انا عايز اتكلم معاه انت مبتفهمش 


نبيل وهو يضربه مرة أخرى :و هي مش عايزه اتكلم معاك ،ايه هي عافيه نسيت اللي عملته فيها


كل هذا تحت بكاء إسراء و دموعها التي تنهمر من مقلتيها 


كريم و هو يدفع نبيل للخلف يبعده عنه : و غلطي ده انا عايز اصلحه هي بس توافق و انا اصلحه


ابتلع نبيل ريقه و شعر بأن الزمن قد توقف من حوله فخلال تلك الأشهر شعر بمشاعر لم يسبق له الشعور بها حتى مع غادة فما الذي بتلك الفتاه حتي تجذبه بتلك الطريقة كما انه أصبح يهتم بها بطريقه غير مباشره عن طريق شقيقته التي فهمت جيدا مشاعر اخيها تجاه اسراء فهو لا يعلم متى و كيف اصبح عاشقا لها 


نبيل والغضب يتملكه مرة أخرى : انسي ،انسي انك تقرب منها مره ثانيه ،انا واسراء هنتجوز انت فاهم 


جحظت عينا كريم و كذلك اسراء و اؤما كريم له فالآن قد فهم سبب غضبه وانفعاله عليه كلما رآه و الان قد تيقن ما بالامر فهو لا يفعل ذلك من اجل غرام فقط 


نظر كريم لاسراء المصدومه الباكيه و تحرك من مكانه دون أن يردف بكلمه اخرى اما نبيل فحاول تهدئة انفاسه التي تصارعت و التفت ناظرا لاسراء و اقترب منها مزيلا تلك الدموع التي كانت تنهمر من مقلتيها بحنان وركع علي قدميه ممسكا بيديها مردفا بعشق : تتجوزيني يا اسراء 


اسراء : انت بتقول ايه !!


نبيل وهو يكرر طلبه مرة أخرى : تتجوزيني يا اسراء 


اسراء بنفي :لا يا نبيل مينفعش مينفعش


و أسرعت مهرولة من أمامه و لكنه لحق بها مردفا بحب : لا يا اسراء هينفع ،انا بحبك و هعوضك عن اللي حصل معاكي و اللي انا كنت السبب فيه ،هتجوزك و هتعوضيني انتي كمان عن اللي انا شفته انا و انتي مينفعش نكون غير لبعض يا اسراء وافقي يا اسراء انا عارف عارف انك مش بتحبيني


رفعت اسراء عينيها مردفه بسخرية : مش بحبك ،انا محبتش في حياتي غيرك يا نبيل


صدم نبيل مما سمعه و جحظت عيناه مرة أخرى فأردف بعدم تصديق : انتي بتقولي ايه ،انتي بتتكلمي جد


أؤمات اسراء له و كادت تتحدث ليقاطعها جذب نبيل لها و احتضانه لها بتملك و عنفوان اما اسراء فشعرت بانتفاض جسدها بين يديه و شعرت بالتوتر يسيطر عليها


أخرجها نبيل من احضانه مردفا بحب : تعالي احنا لازم نتجوز المأذون مش هيمشي من هنا غير لما اكتب عليكي يلا


اسراء وهي تمسح دموعها : انت بتقول ايه انت اتجننت !!


________________


نبيل و هو يمسك يد اسراء و يقف امام والده والدته : ماما بابا انا و اسراء هنكتب كتابنا انهارده معاهم 


سعد الجميع بذلك الخبر و كان يحيي أول من تحدث : الله اهي كملت و نبيل كمان هيتجوز ،لا توكلنا علي الله بقي ماما بابا انا و منه قررنا نتجوز


ضربه فهد على مؤخرة رأسه مردفا : اسكت يالا انت بقي


يحيي بتأفف : اووف انتو مش بتيجو غير عليا ليه 


______________


كانت غرام تجلس بجانب فارس الذي كانت فرحته لا تسعه و الابتسامه لا تفارق شفتيه فجذب يديها مقبلا لها فاردفت بخجل و تجذب يدها من يده : فارس عيب كده 


فارس بابتسامه : عيب ايه يا حبيبتي انتي بقيتي مراتي و بعدين انتي لسه شفتي حاجه


لكزته غرام علي صدره مردفه : يا بني اتلك يا بني متخلنيش امد ايدي عليك


فارس بدهشه : تمدي ايدك عليا انتي اللي جرالك يا حبيبتي انتي ملك اختي عديتك و لا ايه


تأففت غرام فما تفعله ليس إلا توتر من تلك الليلة فهي خدعته و لم تخبره بعد أن كريم لم يلمسها و انه سيكون اول من سيقترب منها 


أما علي الجانب الاخر


كانت اميره تجلس بجانب مالك فأردف مالك بهمس : تعرفي انه انا محظوظ


اميره بابتسامه : اشمعنه


مالك : اشمعنه انتي بتسألي انتي مش شايفه نفسك في المرايا ،ده انا اتجوزت اجمل و احلي بنت في العيله اميره بابتسامه عاليه : طب بس عشان هصدقك 


مالك بمرح : انتي مش مصدقاني و لا ايه ده ،و بعدين تعرفي انا فرحان اوى فى حمزه ملك دي دعوه وربنا استجابها


ازدادت ضحكات اميره فأردف مالك و هو يصفق بكلتا يديه : اللهم صلي علي النبي 


وعلي الجانب الآخر


كانت ملك تجلس بجانب حمزه 


و كالعادة كانت ملك تنهره : انا مش عارفه ايه لون البدله دي 


حمزه و هو ينظر لنفسه : مابها البدله يا ملك لون طبيعي جدا


ملك و هي تخفي ابتسامتها : ط ايه طبيعي ،مش فاهمه ليه بني ليه ملبستهاش اسود ليه


حمزه بصوت خافض : اسود علي دماغك يا شيخه 


سمعته ملك و كادت تجيبه و لكن ذلك المشهد منعها من استرسال حديثها 


حمزه بدهشه : انتي بتبصي علي ايه


ثم نظر علي ما تنظر اليه فوجده عمار


ملك بصوت خافض وصل لمسامع حمزه : انا ايه اللي كان خلاني رجعت في كلامي الصبح ده انا فقريه ،بس غريبه مين اللي معاه دي


حمزه بغضب : ملك احترمي نفسك متخلنيش اديكي بحاجة في وشك اجيب اجلك


ملك بزهق : هو انا عملت حاجه


حمزه بتهكم : هو كل ده و معملتيش حاجه ،ثم مين الصاروخ اللي جمبه دي !؟


_____________


دلف عمار برفقة شقيقته عائشة الي الزفاف و كم كانا يخطفان الانظار بطلتهم و جاذبيتهم الطاغية ثم اقترب من غرام و فارس و قام بتهنئتهم 


عمار بابتسامه جذابه : الف مبروك يا فارس مبروك يا مدام غرام


غرام بابتسامه : الله يبارك فيك عقبالك


فارس بابتسامه لم تصل لعينيه : الله يبارك فيك


عائشه بهدوء : الف مبروك انا عاىشه المحمدي اخت عمار


غرام بإيماءة : اهلا وسهلا نورتي يا قمر،مبسوطة جدا عشان نورتونا


و كذلك اقترب عمار من والده غرام و والدها و قام بتهنئتهم  و بعدها ملك و حمزة و مالك و اميره و اخيرا نبيل و اسراء الذين عقدوا قرانهم 


اما بالخارج ترجلت ريتاج من سيارتها و الغضب يسيطر عليها لم تتقبل حتى الآن خير زواج غرام و فارس لا تعلم ماذا تفعل فهي لم يسعفها الوقت حتى تفكر فهي قد علمت مؤخرا بزواجهم فدلفت الزفاف بفستانها الأحمر الناري الذي يصل لبعد ركبتيها و شعرها الاسود الفحمي الذي جعلته منساب خلفها مما جعلها خاطفة للقلوب و الانظار


اقتربت ريتاج من فارس مردفه بسخريه : مبروك يا فارس مبروك يا غرام معقول متعزومنيش علي فرحكوا بالذمه ينفع اسمع من بره ده مكنش عيش و ملح اللي بينا يا فارس


نظر فارس لغرام الذي كانت تنظر لريتاج بغضب و تجاهلتها و تجاهلت تهنئتها لهم فأردف فارس بإجابة مقتضبة : الله يبارك فيكي يا ريتاج


ريتاج وهي تستشعر بروده و اجابته المقتضبة لها فشعرت بنيران بداخلها فتحركت من أمامهم متجهه ناحيه الحديقه ممسكة بحقيبتها تبحث عن شئ داخلها لم تنتبه لذلك الشاب الذي أمامها يعطي ظهره لها وتخبطت بذلك الشاب و سقطت حقيبتها من بين يديها فالتفت ذلك الشاب إليها الذي كان يدخن فكادت ريتاج أن تصرخ بوجهه و لكن شى ما منعها و جعلها تبتلع حديثها شارده به و بوسامته و هيبته الطاغية فأردف الشاب : انتي كويسه


ريتاج وهي تبتلع ريقها : اها و كادت تنخفض حتى تلملم اغراضها و لكن منعها الشاب مردفا بجدية: خليكي انا اللي هلمهم و بالفعل قام بلملمة اشيائها و إعطاء الحقيبة لها و هو يردف : اسف مره تانيه


وأخيرا خرج صوت ريتاج مردفه : انا اللي اسفه مخدتش بالي 


ثم مدت يديها مردفه بابتسامه : انا ريتاج الحديدي


الشاب و هو يمد يديه بابتسامة: معاكي عمار المحمدي


وظل اسمه ذلك يتردد باذنها و اردفت مع نفسها : مشي فارس جه عماره


__________________


و في ذات الوقت كانت عائشه تجلس مع كل من مي و منه و الابتسامه لا تفارق شفتيها و كم زادتها تلك الابتسامه جمالا فوق جمالها و لم تنتبه لذلك الذي ظل يراقبها عينيه لا تفارقه يشعر بخفقان قلبه كما لم يشعر به من قبل فأخرج هاتف و قام بالتقاط عده صور لها و غادر الزفاف سريعا ناويا علي ان لا يضيع تلك الفتاه من يديه فهي ستصبح له و ملكه و يعلم جيدا من التي ستساعده في معرفة هوية تلك الفتاة


__________________


في غرفة ملك و حمزه


دلف حمزه هي الغرفه وعلى وجهه ابتسامه واسعه وأخيرا انتهت تلك الليلة و ملك ستكون معه بمفردها دلفت ملك الى الغرفه وعلى الرغم من شعورها بالقلق و الخوف و لكنها استطاعت تمالك نفسها و عدم إظهار ذلك أمام حمزة الذي كان يعلم جيدا توترها رغم عدم اظهارها لذلك


ملك و هي تتجه ناحية الخزانة و تقوم بإخراج شئ ما منها


فأردف حمزه بدهشه : بتعملي ايه يا ملك


ملك بهدوء : بطلع حاجه البسها بدل قلة الادب اللي حطينها على السرير دي


اقترب حمزة من الفراش وعلى وجه ابتسامه لعوبة و أمسك بذلك القميص الذي أثار إعجابه كثيرا و اراد رؤيتها به


حمزه بتلك الابتسامه اللعوبه : طب و لو قولتلك عشان خاطري يا ملك عايز اشوف بيه


ملك و هي تقترب منه : انسي يا حبيبي انا مش بلبس الكلام 


و تحركت من امامه متجه ناحيه الحمام ليمسك بها حمزة مردفا بجانب اذنيها و يديه تحاوطها  : مهو يا تلبسي ده ،يا مش هتلبسي حاجه خالص


ملك و هي تحاول التحرر من بين يديه : انت بتقول ايه انت قليل الادب علي فكره


حمزه و هو يحملها و يدفعها علي الفراش : انتي لسه شفتي قله ادب ثم أقترب منها مثبتا يديها بيديه مردفا بحب : تعرفي اني بحبك و بحس معاكي احساس غريب اوي بالرغم اني ساعات بحس اني بكلم واحد صاحبي بس برضو بحبك يا ملك و بحب كل حاجه فيكي


ثم اقترب منها مقبلا شفتيها بنهم و شغف استسلمت لهم ملك و بادلته تلك المشاعر محاوطه رقبته 


________________


في غرفة اميره و مالك


كان مالك خارج الغرفة ينتظر اميره حتى تبدل ملابسها فزفر بضيق عندما لاحظ تأخرها فاقترب من الباب و طرق طرقه بسيطه على الباب وجاءه صوت اميره : اتفضل


دلف مالك و هو ينظر لها ليجدها بتلك الهيئة أمامه فظلت عينيه تتفحصها و لا تفارقها خجلت اميره من تلك النظرات وأردفت بتلعثم : ممكن تطفي النور عشان انام


مالك بمرح : ما احنا هنام متقلقيش ثم اقترب مردفا : بس النور مش هيطفي ،وظل يقترب منها وهي تعود إلى الخلف و الخجل يسيطر عليها فامسكها مابك من يديها مردفا بحنان : انتي خايفه ليه ،مش عايزك تخافي تمام


أومأت له اميره فاقترب مابك برأسه منها مقبلا شفتيها بهدوء شديد و يديه تخاصرها بتملك و حب ،ثم اتجه بها ناحية الفراش وهو لا يزال يقبلها و اردف من بين قبلاته وادي النور اهو 

وقام بغلق الإضاءة و غاصا في بحور العشق و الغرام


___________________


في غرفة نبيل 


جلست إسراء علي الفراش تذكر ما حدث معها و ما فعله نبيل بها لتشعر بتوتر شديد و انتفاض جسدها على اثر تلك الذكري و انتبهت لنبيل الذي خرج من الحمام مقتربا منها و ابتسامه على وجه و جلس بجانبها ممسكا بيديها مردفا : انا عارف انك مش جاهزه و ان انتي لسه عندك مخاوفك من الموضوع ده و انا مش هضغط عليكي خالص و مش هقرب منك غير لما تكوني جاهزه تمام


اتسعت ابتسامة اسراء و أردفت بعدم تصديق : بجد يا نبيل


نبيل بأبتسامه : بجد يا عيون نبيل ،انا بس مش عايز غير انك تنامي في حضني ممكن


إسراء بابتسامه : ممكن طبعا


تسطح نبيل علي الفراش فاتحا ذراعه لها فاقتربت منه و نامت على ذراعيه رافعة ذراعيها بجرأة لا تعرف من أين جائتها و حاصرت خصره اما هو فدفن وجه بخصلات شعرها يريد أن يستشعر لذه النوم باحضانها و كذلك هي التي شعرت بأمان لم تشعر به من قبل


_________________


في منزل عامر و مي


خرجت مي من الحمام بعد اخذت حماما دافئا وجلست أمام المرآة حتى تلملم خصلاتها المبللة المنسابة على ظهرها و كان عامر علي الفراش يراقبها فنهض من مكانه مقتربا منها أخذا ذلك المشط و بدء هو بتسريح خصلاتها


مي و هي تنظر له بالمرآه : حلو اوي الدلع ده ياريت على طول من ده


عامر بمرح : لا والله يعني انا مكنتش بدلعك كده من قبل ما تبقي حامل


مي بنفي  : مفيش الكلام ده انا مشفتش الدلع غير لما بقيت حامل


عامر و هو ينخفض لمستواها مقبلا اياها بعنقها مردفا بحب : طيب يا ستي لو علي الدلع امره سهل 


ثم قام بحملها فصاحت مي : عامر بتعمل ايه نزلني


عامر بنفي: مفيش نزول في دلع 


مي بضحكه عاليه : انا بهزر يا رمضان انت مبتهزرش 


عامر بمرح : لا ياختي بهزر


ثم قام بوضعها علي الفراش يبثها حبه و شوقه لها 


_________________


في مكان آخر


كان كريم يجلس بغرفه المكتب منتظرا ذلك الاتصال  يتطلع بهاتفه لصوره تلك الفاتنه التي خطفت قلبه و اخيرا صدح صوت هاتفه فأمسكه بلهفة مردفا 


كريم بلهفه : ها تعرفيها


ريتاج وهي تنظر بتلك الصورة التي بعثها كريم لها : اها اعرفها اسمها عائشه المحمدي و تبقي من عيله المحمدي اكيد عارفهم 


كريم و هو ينظر لصورتها بهاتفه : اها عارفهم شكرا يا ريتاج مردوده ليكي قريب


ريتاج بخبث : لما نشوف سلام


كريم بابتسامه : سلام


________________


في غرفة فارس و غرام 


دلف فارس الغرفه ناظرا بها فوجد غرام تقف أمام المرآة تهندم ملابسها و تحدث نفسها بالمرآه فأبتسم عليها و اقترب منها و قام باحتضانها من الخلف مردفا : الجميل بيكلم نفسه ليه


شهقت غرام بخوف مردفه : خضتني يا فارس 


فارس و هو يضمها اليه : حقك عليا يا قلب فارس مش قصدي ،بس قوليلي سرحانه في ايه


غرام وهي تبتلع ريقها : يعني بصراحه مش عارفه اقولك ايه ،بس الموضوع مهم جدا


فارس و هو ينظر لشفتيها يريد التهامها بقبله عميقه : كلام ايه يا غرام بس اجليها لبكره


و كاد يقبلها فوضعت غرام يديها علي شفتيه مردفة : لا مينفعش لازم نكلم الاول ،بص يا فارس بصراحه كده بقي انا كدبت عليك


عقد فارس حاجبيه بدهشه محررا جسدها من بين يديه: كدبتي عليا فى ايه بضبط يا غرام


غرام و هي تبتعد عنه : يعني بصراحه انا و كريم محصلش حاجه بينا 


فارس بصدمه : لا مش فاهم محصلش حاجه بينكو ازاي انتو مش كنتو مجوزين 


غرام بإيماءة : ايوه بس انا مخلتهوش يلمسني يعني انت اول واحد يلمسني يا فارس


ظلت تلك الكلمات تتردد باذنيه لا يصدق ما يسمعه و فجاءه وجدته يحتضنها بفرحه وسعاده و ارتفعت ضحكته كثيرا مردفا : أنا مش مصدق ،انا انا حقيقي مش مصدق و مبسوط مبسوط اوي مفيش حد اسعد مني في اللحظه دي 


ثم جذبها إلى أحضانه و ظل يمسد على شعرها بحب و فجأة تذكر تلك الشهور الخمسة و التي أخبرته بها أن لها عدة فكيف يكون لها عدة و كريم لم يقترب منها فأخرجها من احضانه مردفا بصدمه : و الخمس شهور و عدتك اللي كنت مستنيها تخلص بفارغ الصبر


غرام و هي تبتلع ريقها و تبتعد عنه : كنت بعذبك شويه ما انت ياما عذبتني 


اسرع فارس خلفها لتجري غرام منه و هو يلاحقها يريد ان ينال منها فهي جعلته ينتظرها خمس شهور عبثا 


غرام بتلعثم : ايه يا فارس يا حبيبي اهدا مالك و بعدين ايه يعني همس شهور متحسسنيش انهم خمس سنين


فارس و قد امسك بها و لم ينطق بحرف بل جعله مشاعره هي التي تتحدث و تخبرها عمل يشعر به تجاهها منذ سنوات و طالت قبلته كثيرا و كذلك غرام التي تعلقت برقبته لا تريد ابتعاده عنها فابتعد فارس مسندا جبينه علي جبينها مردفا بانفاس ثائرة : بعشقك يا غرامي


غرام بابتسامه : و انا كمان بموت فيك يا فارس


لينزل مره اخري و ينهال من شهد شفتيها و يصبحون اخيرا سويا 


تمت بحمد الله


بكره انشاء الله الخاتمه


#غرام_الفارس_الجزء_الثاني


الخاتمة🌸

بعد مرور ٥ سنوات


بحديقة منزل فهد الهلالي


جلس يحيى بجانب عروسه و كانت سعادتهما لا توصف وأخيرا حصل كل منهم علي الآخر نظر يحيى لها ملامحها التي يعشقها و حرك يديه ممسكا بيديها مقبلا لها بحب وأردفت منه بخجل : يحيى بتعمل ايه الناس بتبصلنا


يحيى و هو ينظر تجاهم و بعدها التفت ناظرا لها : الله مش بقيتي مراتي انتي بقي و لا ايه متخلنيش اقوم ابوسك قدامهم كلهم


لكزته منه و هي تردف : تصدق انك قليل الادب و مشفاش ساعة رباية


يحيى بصدمه و عينيه تتسع مما نطقته منه تلك الفتاة الخجولة : منة ،انتي ايه اللي جرالك ،مالك لسانك طول كده ليه


منه وعلي وجهها ابتسامة زائفة : مهو انت يا يحيي اللي بتخرجني عن شعوري و بعدين معاك ،انت عارف ان انا بكسف و انت مصمم تكسفني 


يحيى و ابتسامته تعود علي وجهه : طب خلاص متزعليش حقك عليا يا ستي 


نظر يحيى تجاه المعازيم فوجد والده يجلس بجانب والدته و السعاده لا تفارق وجوههم فأشار لوالده حتى يقترب منه ،في نفس الوقت انتبه فهد لابنه فنهض من مكانه مقاربا منه فهمس يحيى لأبيه : ايه يا بابا مش خلاص بقي و لا ايه انا و البت قاعدين بقالنا كتير


فهد بخبث : ايوه يعني عايز ايه يعني


يحيى بابتسامة : خلص الفرح الله يباركلك خليني اطلع الاوضة


فهد و هي يخفي ابتسامته و اردف بنبره جديه مصطنعه : الغي ايه يا يحيي انت مجنون ،انت مش شايف المعازيم وبعدين لسه بدري


يحيى و هو ينظر لساعته بصدمه : لسه بدري ايه يا بابا دي الساعه داخله على ١٢


اقترب كل من فارس و مالك و حمزه من يحيي و هتفوا بابتسامة : في حاجه يا عريس محتاج اي حاجه احنا في الخدمه


يحيي و هو ينظر لهم بترجي : اه محتاج بصوا الله يباركلكوا خلصوا ام الليله دي انا خلاص زهقت


مالك بانعقاد حاجبيه : زهقت ،هو حد يزهق في ليلة العمر 


فنظر حمزه لاخته مردفا بصوت عالي : عريسك زهق و انتو لسه في الكوشه اومال لما تقعدوا شويه مع بعض هيعمل ايه  


نظرت منة لحمزة بغضب مردفه : حقيقي الكلام ده يا يحيى


يحيى وهو يحرك راسه بنفي : لا مش زي ما فهمتي والله


منة بتوعد : ماشي يا يحيى 


حمزة وهو يبتلع ريقه : ماشي ايه ! منك لله يا حمزه الكلب انت و مالك و فارس


فاردف فارس: يا عم انا اتكلمت انا غلطان اني سايب مراتي و عيالي و جاي اقف معاك 


يحيي بصوت خافض : روح يا خويا روح ما انت متجوز ارنبه 


________________


اقترب فارس من غرام الذي تحمل ابنته الصغيره صاحبة العام و نصف و قام بتقبيل كلا منهم علي وجنتيها فأبتسمت غرام مردفه : ماله يحيى شايفه عمال يبرطم


فارس بلا مبالاة : سيبك منه ،بقولك ايه ما تجيبي غرام اشيلها شوية


غرام بابتسامة : اتفضل يا سيدي ،انا مش فاهمه ليه اللغبطه دي مش كفايه بابا زمان عملها 


فارس وهو يداعب ابنته : طب بذمتك هو ابوكي بيحب امك اكتر ما انا بحبك عشان هو يسميكي على اسمها و انا مسميش بنتي على اسمك و بعدين انا مصدقت جبتي البنت كنت فاكرك هتجيبي كله ولاد الا صحيح زين و سليم فين (زين ٤ سنوات ،سليم ٥ سنوات)


غرام وهي تشير بأتجاهم : بيلعبوا و الداده معاهم و بعدين سيبهم انا مصدقت نزلوا عن دماغي 


فارس و هو يقترب منها و يردف بهمس : بقولك ايه متيجي نسيبهم انهارده مع اهلك او اهلي و نعيد الشهر العسل من اول و جديد


غرام و هي تنظر لمن يجلس معهم على نفس الطاولة و اردفت بهمس : طب افرض حد سمعك يقول علينا ايه


فارس و هو يحرك كتفيه : هيقول ايه يعني واحد و بيحب مراته هما مالهم بقى


غرام بابتسامه : طب بس يا فارس بس يا حبيبي الا صحيح مشوفتش نبيل كان لسه هنا من شويه معرفش غطس فين هو اسراء


فارس بتنهيده : اخوكي بيعمل شهر عسل من اول وجديد ما البيت فاضي بقي


غرام : اخرس يا فارس اخرس


فارس بأبتسامه : مش هخرس يا حياتي


فجاء صوت من خلفه مردفا بصوت طفولي : عمتو هي ماما فين


التفتت غرام و اخذت فارس الصغير صاحب الثلاث سنوات و نصف بين أحضانها مردفه : والله ما عارفه يا بني امك و ابوك راحو فين


________________


بالدوار


كان نبيل يجذب اسراء من ذراعيها يدلف بها الي غرفتهم بالدوار و كانت هي تتلوى بين يديه مردفه بنبره غاضبه : انا مش فاهمه ايه حركات العيال اللي انت بتعملها دي يا نبيل ،و بعدين فارس احنا سبناه هناك لوحده و 


قاطع كلماتها تلك القبله العاصفة التي اكتسحت شفتيها من نبيل و كلمات حاولت دفعه زاد من عمق و شغف قبلته و بعد مرور بضع ثواني ابتعد عنها مردفا بانفاس لاهثه : متخافيش عليه غرام و فارس هياخدوا بالهم منه و بعدين احنا سايبينه بيلعب متقلقيش


و اقترب منها مرة أخرى ليقبلها بقبله شغوفة اكثر مما سبقتها و يديه تحاوط خصرها و كذلك يديها التي تحاوط عنقه فأردف نبيل من بين قبلاته : تعرفي !عمري ما كنت اتخيل اني هحبك بالطريقة دي ،اي نعم حبيتك بس في السنين اللي عيشتهم معاكي وشفت معاملتك معايا و مع اهلي حبيتك اكتر و اتعلقت بيكي اكتر و اكتر ،عقب انهاء كلماته نزل ناحيه عنقها ملثما له يترك اثار عليه فاردفت هي من بين قبلاته التي جعلتها تشعر بأن قدماها لا تحملانها : و انا كمان يا نبيل بحبك اوي و مش مصدقه انك بتقولي الكلام ده 


توقف نبيل عما يفعله ناظرا لها بعيون عاشقه متلهفه : لا يا اسراء انتي تستاهلي اكتر من كده بكتير ،كفايه انك غيرتيني و خلتيه بني آدم بجد بعيد عن نبيل الاناني اللي مكنش بيفكر غير في نفسه و بس 


ثم  نظر لشفتيها مقبلا لهم مره متحركا بها ناحية الفراش


________________


في منزل عامر و مي 


دلفت مي الي منزلهم و الابتسامة على شفتيها على أفعال شقيقها التي كانت يتعجل للانفراد بعروسه ،و لكم من باستطاعته لومه فهو قد انتظر الكثير و الكثير 


عامر بابتسامة : والله اخوكي ده مجنون ،انا مش عارفه كالع كده لمين فهد و فرح مش كده و لا حتي انتي


نظرت له مي و اختفت ابتسامتها و قام بضربه ضربات بسيطه مردفه : فهد و فرح كده حاف يا عامر والله عيب عليك لو سمعوك هيزعلوا


صدح صوت ضحكات عامر مردفا : والله امك و ابوكي دول عسل و بعدين ملكيش دعوه 


مي و هي تعلم أنه يفعل هذا ليضايقها وأردفت : أن بضايقني صح !؟ قول انك بضايقني يا عامر 


عامر و هو يقترب منها : و لا هضايقك و لا حاجه و بعدين وطي صوتك امي نايمه جمب تمارا جوه


وضعت مى يدها على فمها مردفه : انا نسيت !؟


عامر بدهشه : نسيتي ازاي يعني !


مي وهي تعقد حاجبيها : مش عارفه ،ثم جحظت عينيها متذكره بتأخر عادتها عن موعيدها وذلك الغثيان التي تشعر به بالفترة الاخيرة مردفه : عامر انا شكلي حامل ولا ايه 


عامر بفرحه : بتكلمي حد يا مي


مي بلهفه : انزل بسرعه هاتلي اختبار حمل ،انا مش هيجيلي نوم قبل ما اعرف


تحرك عامر من مكانه بلهفة و كاد يخرج وأردفت مي : عامر هات اكتر من اختبار عشان نتأكد أكثر


أومأ لها عامر و نزل من المنزل وهو يناجي ربه ان ينعم عليهم بطفل آخر


و بعد مرور بعض الوقت 


كانت مي بالحمام تجري ذلك الاختبار و عامر يقف خارج الحمام يأتي ذهابا و ايابا شاعرا بتوتر شديد و اخيرا فتح باب الحمام و ظهرت مي منه ممسكة بذلك الاختبار مردفه بعدم تصديق صاحبة أحتضانها لعامر : انا حامل يا عامر كلهم ادوني ايجابي ،انا حامل


عامر بضحكه عاليه : حبيبتي مبروك علينا ،الف مبروك


_________________


دلف يحيى ومنه الى غرفتهم 


و كان التوتر و الارتباك يسيطران عليها فالتفتت تنظر ليحيي حتى تتحدث معه فوجدته يقترب منها بسرعة البرق مختطفا شفتيها بقبله طال انتظارها كثيرا ،لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فقد فاجاءها كثيرا بفعلته تلك ،ولكن جحظت عينيها عندما وجدت يديه تتمادى فقامت بدفعه بعيدا عنها : انت بتعمل ايه


يحيي و هو ينظر لها نظره أخجلتها كثيرا : هكون بعمل ايه يعني واحد و مراته


منه و هي تنهره : أوف مش كده يا يحيى انت فاجأتني 


يحيى و هو يقترب مردفا بحنان يعلم بانه تعجل كثيرا و لكنه لم يستطع السيطرة على نفسه نظرا لتواجدها معه بغرفه واحده : انا أسف يا حبيبتي ،بس انتي متعرفيش السنين دي عدت عليا ازاي انا اسف بجد ثم اقترب منها و هو ينظر لشفتيها وقام بتقبيلها مرة اخرى ولكن تلك المره بقبله هادئه حنونه جعلتها تستلم له فتحرك بها ناحيه فراش يريد جعلها زوجته قولا و فعلا


__________________


في غرفة حمزه وملك


كانت ملك تقف أمام المرآه تطلع الي شكلها و ملابسها بالمرآه ماذكره حديث حمزه الذي سمعته اليوم و جعل قلبها يتألم كثيرا فحمزه لا يراها كأنثى رغم مرور كل تلك السنوات على زواجهم و لكنها لم تستطع فهم زوجها لا تعلم اتلوم نفسها لاهمالها بنفسها و هيئتها تلك التي تشبه الرجال ام تلومه هو الذي لم يخبرها بما يفضله ،و لكن ماذا لو أخبرها اكانت ستستمع منه أم ستتجاهل حديثه


تحركت من مكانها متجهه ناحيه الخزانة أخرجت إحدى تلك القمصان التي لم تقترب منها ابدا طوال تلك السنوات الخمس و دلفت الى الحمام حتى ترتديه و بعدها خرجت من الحمام و وقفت أمام المرآة مرة أخرى تتطلع الي هيئتها بذلك القميص الذي يكشف من جسدها الكثير بلونه الأسود فرفعت يديها و جعلت خصلاتها تنساب علي ظهرها و بعدها فتحت احد الادراج و اخرجت ادوات الزينه و قامت بوضع القليل علي وجهها مما جعلها في ابهي صوره لها في نفس دلف حمزه الي الغرفه فوجدها امامه بتلك الهيئة فوقف مكانه عده ثواني يحاول ان يستوعب هيئتها تلك و اقترب بخطوات هادئه مردفا بأعجاب : ايه الجمال ده يا ملك !!


ملك و هي تبتلع ريقها متذكره حديثه ذلك مع شقيقها مالك فلزمت الصمت و تحركت من امامه ناحية الفراش و تسطحت عليه و جذبت الغطاء عليها ،دهش حمزة من فعلتها تلك ودلف إلى الحمام حتى غير ملابسه و تفكيره مشغولا بها ،اما هي فكانت تردف مع نفسها بتلك الكلمات : صحيح رجاله ميملاش عينها غير التراب ،ماشي يا حمزه


خرج حمزة من الحمام وقام بغلق الإضاءة و اقترب من الفراش و تسطح بجانبها مقتربا منها و قام بجذبها من خصرها حتى جعل ظهرها يرتطم بصدره و اردف بصوت هامس : وحشتيني يا ملك


ابتعدت ملك عنه مبتلعه ريقها و اردفت بهدوء : لو سمحت يا حمزه عايزه انام


و قامت بإبعاد يده عن خصرها و ابتعدت عنه بعض الشيء و لكنه أبى ورفض ابتعادها ذلك مردفا : انا نيمت رنا و نيره (تؤام ذات ٣ سنوات)،و زي ما نيمت بناتك عاوزك تنيميني في حضنك


ملك بتهكم : هما كانوا بناتي لوحدي ما هما بناتك انت كمان 


حمزه و هو يقترب منها : انتي ايه مضايقك 


ملك : اسال نفسك يا حمزه ،انت عملت حاجه تضايقني 


حمزه بانعقاد حاجبيه : لا 


ملك بسخريه : متأكد


حمزه و هو يتذكر حديثه مع مالك : انتي سمعتي كلامي مع مالك


ملك بتنهيده : طب كويس انك عارف انت عملت ايه سيبني انام بقي


فاغمضت عينيها تحاول النوم و أثناء ذلك وجدته يقترب منها مرة أخرى مقبلا عنقها مردفا بأسف : انا اسف يا حبيبتي ،حقك عليا متزعليش مني


ملك بحده : انا مش زعلانه يا حمزه ،يس عرفت انت شايفني ازاي


حمزه و هو يقترب أكثر وأكثر حتى كادت تقع ملك فحاوطها بيديه : طب أقولك على سر !انا كنت عارف انك بتسمعيني انا ومالك خدت بالي منك لما جيتي و حبيت اسمعك الكلمتين اشوفك هتعملي ايه بس مكنتش متخيل اني هدخل الاوضه هلاقيكي بالجمال ده


التفتت ملك تنظر له بعدم تصديق : بتكدب عليا صح


حمزه بابتسامه جذابه : وحياتك ابدا هي دي الحقيقه حتس اسئلي اخوكي


فلكزته ملك مردفه بغيظ : و ايه اللي خلاك تعمل كده


حمزه : حبيت ارخم عليكي شويه و اشوف رد فعلك 


كادت تتحدث مرة اخري و لكن قاطعها تلك القبلة من حمزة فاتسعت ابتسامتها و بادلته قبلته


_______________


في غرفه غرام الصغيرة


قامت غرام بوضع صغيرتها بالفراش و هي تنظر لها بحب فاقترب فارس يحتضنها من الخلف مردفا بصوت خافض : نامت


أومأت له غرام و التفتت له حتى يغادرون الغرفة و لا تستيقظ صغيرتهم : تغالي بره ،سيبها نايمه 


خرج فارس برفقة غرام من الغرفه : احضرلك العشا تأكل ،انت ماكلتش كويس


فارس بخبث : اها ،انا جهان فعلا


غرام بابتسامه : حاضر هنزل احضرلك العشا خمس دقايق بس و ما لبثت أن تتجه ناحيه المطبخ حتى جذبها فارس مردفا ؛ انتي فهمتي انا اه جعان بس مش جعان اكل


غرام بدهشه : اومال !!


فارس و هو يجذبها داخل غرفتهم : انا عايز اكلك انتي يا حبيبتي


تمت🌸💗



 

تعليقات

التنقل السريع