القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشيخ والمراهقة بقلم سارة على كامله جميع الفصول


#الشيخ_والمراهقة

#الفصل الاول ...


👇👇👇👇👇👇👇

يجلس على حافة سريره واضعا رأسه بين كفي يده ... جسده الضخم جامد لا يتحرك ...مشاعره مبهمة ... عيناه مغمضتان وكأنهما تهربان من هذا الواقع المحيط بهما ... ورغما عن كل هذا الجمود والثبات هناك شيء في داخله محطم ... ليس لكونه قد خسرها فقط... بل لكونه ادرك بخسارته لها مدى قوته وجبروته الذي طغى على الجميع ... وادرك بأنه حطم بهما قلوب الكثير واولهم قلبها هي ... هل كانت تعاني ...؟! هل كانت تتعذب وهو لا يعلم ...؟! اسئلة كثيرة تدور داخل عقله ... اسئلة تتعبه وتزيد من عذابه ... رفع رأسه اخيرا ما ان سمع صوت طرقات على باب غرفته ... 

نهض من مكانه وسار نحو باب غرفته بخطوات واهية ليفتح الباب فتظهر الخادمة امامه وهي متشحة بالسواد ... 

تنحنحت الخادمة بحرج وقالت موضحة سبب مجيئها :

" السيد عادل وزوجته في الخارج ينتظران مجيء حضرتك ..."

اومأ برأسه دون ان يرد عليها ثم اغلق الباب في وجهها ...

اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته ... وضع رأسه أسفل صنبور المياه بعدما فتحه ... لم يشعر بالماء يغسل روحه او يبرد قلبه كما ظن ... رفع رأسه من اسفل صنبور المياه واعاد شعره المبلل الى الخلف ... ثم حمل المنشفة واخذ يجفف شعره ... خرج من الحمام واتجه الى خزانة ملابسه ... اخرج ملابسه وارتداها ... ثم خرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس حيث ينتظرانه ضيوفه ...

دلف الى صالة الجلوس ليجد والدته تترأس المكان ... ترتدي ملابس سوداء انيقة مع شال اسود يغطي شعرها ... ومن الجهة الاخرى يوجد عادل وزوجته ...

اقترب من والدته ... انحنى نحوها وقبل يدها وجبينها ثم حيا الضيوف ببرود وجلس على الكنبة المقابلة لهما ...

" نعم ...؟!" 

سألهما ببرود ليتنحنح عادل حرجا من بروده الواضح معهما ويقول بصوت مبحوح :

" نحن في الحقيقة جئنا ل....." 

هنا تدخلت زوجته وقاطعته قائلة نيابة عنه :

" جئنا لنأخذ سيف معنا ...." 

اتجه ببصره نحو والدته التي رفعت حاجبها بسخرية مما تسمعه ثم عاد ببصره نحويهما متسائلا :

" أي سيف ...؟! سيف ابني ..؟!" 

" بل ابن ابنتي ..." 

كان هذا رد الزوجة والتي تدعى رجاء ... 

عاد وتحدث بدوره قائلا بنبرة متحفزة :

" وهل تظنين بأنني سأمنحك ابني ...؟!" 

قالت رجاء بنبرة حادة وقد بدأت تفقد اعصابها تدريجيا :

" اخبرتك بأنه ابن ابنتي ...." 

هنا تدخل عادل في الحوار وقال موجها حديثه لزوجته :

" اخرسي انتي ..." 

ثم التفت اليه وقال بنبرة محرجة :

" فارس يا بني ... سيف حفيدنا ... انه ابن نشوى رحمها الله ... ونحن كنا نطمع بكرمك وأن تسمح لنا بأخذه وتربيته وتعويضه عن فقدان والدته  ...." 

صوت شيء ما ضرب الارض اثار انتباهم جميعا ...لقد كان صوت العصا التي تستند عليها والدته ... 

" اسمعوني جيدا ...سيف ابننا ... ومكانه هنا بيننا ... شرعا وقانونا مكانه معنا وبيننا ...." 

كان هذا تصريح الام (صفية) والتي كانت حازمة صارمة فيما تقوله ...

تحدثت رجاء بنبرة جاهدت لتجعلها هادئة كما انها اضافت عليها القليل من الرجاء والتوسل :

" ولكن يا صفية هانم انت تعرفين ان نشوى كانت ابنتي الوحيدة .... انا لا امتلك غيرها ... ومن حقي ان اربي ابنها واراه يكبر امام عيني ..." 

ردت صفية بجدية :

" بعيد عن والده ....تريدنه يصبح يتيم الام والاب ايضا ..." 

تدخل عادل في الحوار قائلا :

" ولكن سيف طفل رضيع ... من سيهتم به ... اعلم أن لديكم خدم كثير ... ولكن طفل صغير بحاجة الى ام تعتني به ... تعوضه فقدان امه الحقيقية ..." 

" انا قادر على ان امنح ابني كل ما يحتاجه ..." 

قالها فارس بينما يتابع ابتسامة رجاء التهكمية والتي قالت بعدها :

" وماذا ان تزوجت ....؟! هل سيتربى حفيدي لدى زوجة اب الله وحده يعلم ما ستفعل به ....؟!" 

قاطعتها صفية :

" ولكن الزواج سنة الله ورسوله ... وبالتأكيد ابني لا ينوي البقاء عازبا لفترة طويلة..." 

" انتِ قلتيها ... ابنك سيتزوج عاجلا ام اجلا ...وسينجب بدل الولد عشرة ...ولكن انا لم يتبق لدي سوى سيف ... من حقي ان اطمئن عليه مع ام ترعاه وتعتني به ... " 

هزت صفية رأسها وقالت :

" اتفق معك في جميع ما قلتيه ...." 

نقل فارس بصره بين الاثنتين بعدم تصديق ... من المستحيل ان توافق والدته على شيء كهذا ... انه حفيدها ولن تتخلى عنه لأيا كان ...

سمعها تردف بنبرتها الحكيمة :

" انت تريدين ام ترعى حفيدك وتربيه جيدا ... وانا ايضا اريد كذلك لحفيدي ... لهذا فانا قد وجدت الزوجة المناسبة والتي ستجعلك تطمئنين على حفيدك معها ..." 

تطلع كلا من عادل ورجاء الى بعضيهما بعدم فهم بينما اخذ فارس يتابع حديث والدته بملامح مستغربة ... هو يعلم والدته ومدى حكمتها في حل اكثر الامور تعقيدا ... ولكن يشعر ان هذه المرة لن يعجبه حلها ...

" سيد عادل ... انا اطلب يد ابنتك الصغرى لإبني فارس ... " 

اتسعت عينا فارس بعدم تصديق ولم تكن دهشة عادل ورجاء اقل من دهشة وصدمة فارس ...

انتفضت رجاء من مكانها بعدما استوعبت ما قالته صفية فقالت بصوت جهوري صاخب :

" ماذا تقولين انت ...؟!  

بينما قال عادل بعدم استيعاب:

" سيدة صفية ... هل انت متأكدة مما تقولينه ...؟!" 

التفتت رجاء نحوه ترمقه بنظرات حادة بينما التزم فارس الصمت واخذ يتابع ما يجري بملامح جامدة ونظرات خالية المعنى لا توحي بشيء ...

تولت صفية مهمة الحديث فقالت بنبرة عقلانية :

" ألم تقولا بأنكما تبحثان عن ام ترعى سيف وتعامله جيدا وتعوضه عن فقدان امه ... اظن انه لا يوجد افضل من خالته اخت والدته لتؤدي هذه المهمة ..." 

صمت عادل ولم يقل شيئا مما جعل رجاء تصرخ به بنفاذ صبر :

" عادل قل شيئا ...."

هنا نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازها وقالت بنبرة صارمة لا تقبل جدال :

" لا يوجد شيء يقوله يا سيدة رجاء ...سيف ابننا ومكانه هنا ... ونحن لأجل راحتكما قدمنا لكما عرضا يناسب الجميع ... انتم لكم حرية قبوله من رفضه ... لكن بكل الاحوال ابننا لن يتحرك من هنا انش واحد ..."

كان هذا الكلام النهائي والقاطع والذي جعل رجاء تتحرك خارج الغرفة وهي تسب وتلعن بتلك العائلة يتبعها عادل الذي اصابه دوار شديد من هول ما سمعه ...

                         .....................

في مكان اخر وتحديدا في العاصمة ...

تجلس على الكرسي واضعة حاسوبها الشخصي على فخذيها ...

تلعب احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد ...

تقترب منها والدتها وتقول بنبرة مؤنبة :

" لمار ابنتي ... كم مرة على ان اخبرك ألا تضعي الحاسوب على فخذيكِ هكذا حتى لا تؤذيكِ فيما بعد ...؟!" 

وضعت لمار الحاسوب بجانبها ونهضت من مكانها واتجهت نحو والدتها وقالت بجدية :

" ها قد وضعته بجانبي ... أي اوامر اخرى ...؟!" 

اجابت الام بنفس الجدية:

" واتركي هذا الحاسوب قليلا وركزي على دروسك ... لقد اقتربت امتحاناتك ويجب ان تجلبي علامات جيدة كما وعدتيني ..." 

حركت لمار خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها ثم قالت وهي تحك جانب رأسها بحذر :

" في الحقيقة انا اردت اخبارك بأنني بحاجة لدرس خصوصي في مادة الرياضيات ... انا فعلا لا استطيع ان افهم شيء من هذه المادة ..." 

" دروس خصوصية مرة اخرى .... لقد صرفت جميع مرتبي هذا الشهر على دروسك الخصوصية ..." 

قالتها الام بحيرة شديدة فمن أين ستجلب لابنتها تكاليف هذا الدرس ايضا ...

تنحنحت لمار قائلة بتردد :

" ما رأيك ان احدث والدي ... عله يساعدنا قليلا ..." 

الا انها والدتها صرخت في وجهها :

" لمار ...كم مرة يجب ان اخبرك ألا تفكري في ان تطلبي اي شيء منه ...؟! نحن لسنا بحاجة الى امواله ... "

ابتلعت لمار ريقها وقالت :

" ولكن نحن لا نأخذ منه سوى فلوس النفقة ... وهو لديه الكثير من الاموال ... لماذا لا يدفع لنا ويساعدنا ..." 

نهضت الام من مكانها بصرامة وقالت منهية الموضوع :

" لا تتحدثي مرة اخرى في هذا الموضوع يا لمار ... اخبرتك انني لا اريد شيئا منه ... انتهى ..." 

اومأت لمار برأسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها تاركة والدتها تفكر في حل تجد من خلاله الاموال التي تحتاجها للدرس الخاص بابنتها ...

_____________________________________


لو لقيت #متابعة_لصفحتى_الشخصية هنكمل عشان هكون عرفت أنها عجبتكم


وهتعجبكم أن شاء الله


#متابعة ليصلكم اشعار بالحلقة الثانية


❣️❣️❣️❣️❣️


#الفصل_الثاني 


#الشيخ_والمراهقة.  👇👇👇👇👇


بعد مرور عدة ايام ...

استيقظت لمار من نومها على صوت صراخ يملأ ارجاء المنزل ...

قفزت بسرعة من سريرها وخرجت من غرفتها متجهة الى صالة الجلوس لتجد والديها يتعاركان سويا ...

كانت هذه المرة الاولى التي ترى بها والديها بوضع كهذا فهي منذ ان وعت على هذه الدنيا ووالديها متطلقان ... 

ولم تأت لها الفرصة أن ترى والديها يعيشان حياة زوجية طبيعية فيتشاجران سويا مثلا كأي زوجين طبيعيين ...

تقدمت نحويهما مسرعة وهي تتسائل بخوف :

" ماما ...بابا ... ماذا يحدث هنا ...؟!" 

الا ان والدتها قالت بحزم :

" ادخلي الى غرفتك لمار ولا تخرجي منها حتى اسمح لك ..."

لكن والدها كان له رأي اخر :

" دعي لمار تسمع ما اريد قوله ... " 

قالت الام بعصبية :

" ماذا تريدها ان تسمع بالضبط ...؟! ما تفوهت به من جنون قبل قليل ..." 

رد الاب بعصبية مماثلة :

" لا تثيري اعصابي يا امراة ... ما اريده سيحدث ... شئت ام ابيت ... وانت عليك ان تفهمي هذا جيدا ... هل فهمت ..؟!" 

الام بتحد :

" هذه ابنتي ... وانا لن اسمح لك ان تفعل بها شيئا كهذا ..." 

اخذت لمار تنقل بصرها بين الاثنين بحيرة شديدة وقلق اشد حتى صرخت فجأة بهما :

" يكفي توقفا ..." 


ثم التفتت نحو الاب وسألته :

" اشرح لي من فضلك ما يحدث هنا ..." 

اخذ الاب نفسا عميقا قبل ان يجيبها بجدية :

" انت ستتزوجين يا لمار ... "

" ماذا ...؟!" 

هتفت بها لمار بعدم تصديق بينما اكمل والدها حديثه الصادم :

" لا يوجد حل اخر امامي ...يجب ان تتزوجي زوج اختك نشوى ... هو تقدم لخطبتك وانا وافقت ..." 

" ماذا تقول يا ابي ...؟! انت بالتأكيد تمزح ..." 

هز الاب رأسه نفيا وقال :

" انا لا امزح  ...هذا ما حدث ... اسمعيني جيدا ... " 

الا ان الام قاطعته بغضب ونفاذ صبر :

" ماذا تريدها ان تسمع ...؟! هل جننت ... كيف تطلب منها شيئا كهذا ...؟!" 

سالت دموع لمار التي قالت بسرعة:

" انا غير موافقة بابا ... من المستحيل ان اوافق علي شيء كهذا  ..." 


اقترب عادل منها واحاط وجنتيها بيده وقال بوداعة مفتعلة:

" ارجوكِ يا ابنتي ... اسمعيني اولا واصدري حكمك بعدها ..." 

 اشاحت لمار بوجهها بضيق بينما استرسل الاب في حديثه:

" يا ابنتي اذا لم تتزوجِ من فارس سوف اخسر جميع املاكي .... افهميني ارجوكِ..." 


اتسعت عينا لمار بصدمة قبل ان تقول بدهشة :

" كيف يعني ستخسر جميع املاكك ..؟!" 

اجابها الاب بإختصار:

" عائلة صفوان يملكون علينا ديون كثيرة ... وهم يريدون ديونهم ...ونحن لا نمتلك رصيد كاف لتسديد ديوننا ... لهذا فأننا سنضطر لان نعطيهم املاكنا مقابل الدنيا ...الشركة والقصر ..." 


" انت تبيع ابنتك من اجل الاموال ... " 

قالتها الام بدهشة قبل ان تردف بسخرية :

" على العموم هذا ليس بجديد عليك ... طوال عمرك واهم شيء لديك المال ...تبيعنا جميعا وتبيع نفسك لأجله .." 

" ولماذا يريد السيد فارس الزواج بي مقابل الاموال ...؟! هل انا مهمة وثمينة لهذه الدرجة حتى يتنازل عن ديونه لأجل الزواج بي ...؟!" 

قالتها لمار بمرارة لتصرخ الام بها :

" لمار هذا الموضوع منتهي ... لا تشغلي نفسك وتفكري به من الاساس ..." 


لكن الاب لم يهتم بما قالته بل وضح لها السبب :

" فارس يريد ام لابنه ... ومن عاداتهم هناك في القرية حينما تموت الزوجة يتزوج زوجها باختها فهي تكون اكثر واحدة مناسبة له وخصوصا اذا كان لديه اولاد منها ..." 

" انا غير موافقة بابا ...." 

قالتها لمار ليصرخ الاب بها :

" ماذا يعني غير موافقة ...؟! اقول لك بأنني سأخسر جميع املاكي وانتِ ترفضين ..." 

" ابنتي لن تتزوج بهذا الرجل  ....وانت اخرج من بيتي ..." 

التفت عادل نحوها وقال بتهديد صريح :

" لا تعاندي كثيرا يا ايمان ... فأنا قادر على فعل الكثير ...وانت تعلمين هذا جيدا ..." 

" تهددني يا عادل ...  هل وصل بك الجبروت الى هذه الدرجة ...؟!" 

رد عادل بحسم :

" اسمعاني انتما الاثنان جيدا ... لمار ستتزوج من فارس ... انا والدها وولي امرها ... غير هذا انت تعرفين نفوذي جيدا وماذا بإمكاني ان افعل من خلاله بك وبإبنتك ... وافقي على الزواج افضل لك من اثارة المشاكل ..." 

ثم خرج تاركا لمار تبكي في احضان والدتها ...

                          .......................


اغلق فارس الهاتف واتجه نحو والدته التي تسائلت بلهفة:

" ماذا كان يريد منك عادل ...؟!" 

جلس فارس بجانب امه واجابها بجدية :

" يخبرني بأنه موافق على طلب خطبتي لإبنته ..." 

زغردت الام بسعادة بينما اشاح فارس وجهه بضيق لتتوقف الام عن زغاريدها وقالت لابنها :

" ما بك يا بني ...؟! تبدو منزعجا ..." 

فارس بضيق واضح :

" لم يكن وقتها يا امي ...لم يكن وقتها ابدا ..." 

صفية بتساؤل واستغراب :

" متى وقتها اذا ...؟!" 

اجابها فارس بنبرة جادة :

" كان علينا انتظار فترة من الزمن ... كما ان الفتاة تبدو غير مناسبة لي ..." 

" ومن قال هذا ...؟! الفتاة بالتأكيد مناسبة لك ... يكفي انها اخت زوجتك الراحلة ..." 

نهض فارس من مكانه واتجه نحو النافذة وقال بشرود وهو يتطلع من خلال النافذة نحو الاراضي الخارجية المحيطة بقصرهم :

" ولكننا لا نعرف عنها اي شيء .... " 

نهضت الام من مكانها مستندة على عكازها وتقدمت نحوه ... ربتت على كتفه قائلة :

" ستتعرف عليها قريبا ...وانا متاكدة من كونها انسب واحدة لك ... وسترى هذا بنفسك ..." 

" أتمنى هذا ...اتمنى هذا من كل قلبي..." 

قالها فارس برجاء حقيقي ثم تحرك خارج المكان لتتقدم بعد لحظات شابة صغيرة وتقترب من صفية متسائلة :

" امي ماذا يحدث هنا ...؟! لماذا اخي فارس يبدو منزعجا ...؟!" 

اجابتها صفية:

" فارس سيتزوج يا نورا ... لا تنسي ان تباركي له ..." 

نورا بعدم تصديق :

" سيتزوج في هذا الوقت ...لم يمر على وفاة زوجته الكثير ..." 

صرخت بها صفية مؤنبة اياها :

" وماذا يعني هذا ...؟! هل تريدنه ان يبقى عازبا لوقت طويل ... ؟! ثانيا ما علاقتك انت بهذه الامور ...؟! انتبهي على اشياء اخرى اهم من امور الكبار وأحاديثهم ..." 

" حسنا حسنا ... لا داعي لكل هذه العصبية ... الخطأ مني لاني سألت ..." 

قالتها نورا وهي تزم شفتيها بضيق قبل ان تتحرك خارجة من المكان لتبقى صفية لوحدها فتجلس على كرسيها مرة اخرى وهي تدعو في داخلها ان يهدي الله  فارس ويقدم له الخير في كل خطوة يخطوها ...

                         ......................

" وماذا ان رفضت ...؟!" 

قالتها رجاء وهي ترتشف رشفة صغيرة من فنجان قهوتها ليضع عادل فنجان قهوته على الطاولة الموضوعة امامه ويقول بجدية:

" لا يمكن ان ترفض ... لقد هددتها بشكل علني ... هما لا يستطيعان الوقوف بوجهي ... كما لا تنسي بأني اصرف عليهما وحتى المنزل الذي يمكثا به بإسمي ...."

" ليتني امتلك ثقتك هذه ... ولكن ما كان عليك ان تخبر فارس بموافقتك قبل ان تضمن موافقة ابنتك ..." 

عادل بثقة شديدة :

" لمار ستوافق ... انا واثق ومتأكد من هذا ... لا تقلقي بشأن هذا الموضوع ..." 

تنهدت رجاء بقلة حيلة قبل ان تقول بألم :

" وحتى لو وافقت ...ماذا سأستفيد انا ...؟! حفيدي سيبقى بعيد عني عيني ..." 

اقترب عادل منها وقال :

" سنراه متى ما نشاء ... كما ان لمار طيبة وستعتني به جيدا ..." 

" هل تمزح يا عادل ... لمار ما زالت طفلة ... كيف بإمكانها الاعتناء بطفل صغير ورعايته ...؟!" 

زفر عادل انفاسه وقال بضجر :

" هناك العديد من الخادمات ... سوف يقمن بالعناية والاهتمام به بكل تأكيد .." 

" ألا يهمك حفيدك ولو قليلا حتى ...؟!" 

سألته رجاء بألم واضح ليجيب عادل كاذبا :

" بالطبع يهمني ... وإلا ما كنت سأزوج فارس ابنتي حتى تعتني به وتراعيه ...." 

رجاء بمقت :

" كذبك هذا ينطلي على عائلة صفوان وليس علي ... كلانا يعرف انك ستزوج لمار لفارس حتى تضمن دعم عائلة صفوان الدائم لك ..." 

" يكفي يا رجاء ...لقد مللت منك ومن كلامك ..." 

قالها عادل بنفاذ صبر لتنهض رجاء من مكانها وتقول وهي تتجه خارج صالة الجلوس :

" بل انا من مللت من كل هذا ...مللت حقا ...!!"

                       .......................

مرت ايام اخرى ...

كل ما حدث بها ان لمار وافقت على الزواج بعدما حاول عادل بكل الطرق اقناعها مستخدما مختلف اساليبه فلم يكن امام لمار سوى القبول ....

اتفق فارس مع عادل ان يتم عقد القران بعد اسبوع على ان يأتي فارس مع عمه الكبير الى المدينة ليتم عقد القران بهدوء ثم يأخذ زوجته معه ويعود الى القرية ...

جاء يوم عقد القران اخيرا ...

كانت لمار جالسة على سرير واسع في غرفة واسعة تقع ضمن العديد من غرف قصر والدها تنتظر انتهاء عقد القران فقد جاء القاضي الى المنزل منذ قليل وسبقه العريس وعائلته ...

انتهى عقد القران فوجدت والدتها تقترب منها وهي تقول بنبرتها الحزينة المتحسرة :

" انهضي يا لمار ... والدك يريدك ان تنزلي انت واغراضك ... فعريسك مستعجل على الذهاب ...." 

نهضت لمار من مكانها واخذت تكفكف دموعها بينما فوجئت باحدى الخادمات تقترب منها وهي تحمل كيس به ملابس سوداء ...

سألت ايمان باستغراب:

" ما هذه الملابس ....؟!"

اجابت الخادمة موضحة :

" انها عباءة طويلة و معها حجاب ... ارسلها السيد فارس طالبا من العروس ان ترتديها ..." 

" ماما انا لن ارتدي هذه الاشياء ..." 

قالتها لمار بعصبية شديدة لتقترب والدتها منها وتحتضن وجهها بين كفي يدها وتقول برجاء بالغ :

" لمار حبيبتي ...لا تفتعلي المشاكل ارجوك ... نفذي كلامه فهناك في القرية لن يقبلوا بأن ترتدي ملابس كهذه ...." 

اشاحت لمار وجهها بضيق وهي تفكر في تلك الورطة التي تورطت بها بينما اخرجت والدتها العباءة من الكيس والبستها اياها ثم لفت الغطاء الاسود على رأسها مغطية شعرها بالكامل ....

خرجت لمار منكسة الرأس تتبعها والدتها ... 

اتجهت نحو صالة الجلوس حيث يجلس الجميع هناك في انتظارها ...

نهض الجميع ما ان وجدوها تقبل عليهم ...

اقترب الاب منها وطبع قبلة على رأسها قبل ان يهمس لها :

" مبارك لك حبيبتي ..." 

اتجه فارس نحوها ووقف بجانبها ثم اشار لعمه قائلا :

" هيا يا عمي ....يجب ان نذهب ...." 

ثم قال موجها حديثه لعادل :

" عن اذنك عادل بك ... سأاخذ زوجتي وارحل .." 

" لن اوصيك عليها يا فارس .... انتبه عليها جيدا .." 

اومأ فارس برأسه دون ان يرد بينما اقتربت لمار من والدتها ورمت بنفسها بين احضانها لتربت والدتها على ظهرها والدموع تنساب من عينيها ...

تحركت بعدها لمار مع فارس ليتجه بها نحو سيارته  ....

ركبت لمار في الكرسي الخلفي بينما ركب فارس وعمه في الكرسيين الاماميين لينطلق فارس في سيارته متجها الى القرية حيث ستبدأ لمار هناك حياتها الجديدة معه ...


ماذا ستواجة منار في القرية وكيف ستتعامل معهم هذا ما سنعرفه في القادم من الحلقات ......

____________$_______$$

يتبع......بعد👇👇


#متابعة'لصفحتى_الشخصية علشان نكمل الرواية وتوصلك باقي الاجزاء كاملة


❣️❣️❣️❣️


#الشيخ_والمراهقة

الفصل الثالث 


👇👇👇👇👇

مر الوقت سريعا ووصل فارس الى القرية ... تأملت لمار شوارع القرية من خلال النافذة ... الاراضي الزراعية الشاسعة الكبيرة المليئة بالاشجار العالية والحشائش ومختلف اصناف النباتات اضافة الى الحيوانات والماشية المنتشرة في ارجاء المكان  ...

دلفت السيارة الى منزل كبير للغاية اقرب بحجمه الى قصر او فيلا ... اتسعت عينا لمار وهي ترى الاراضي الواسعة المحيطة بالمنزل من الجهتين ... كان منظرا رائعا مريحا للنفس ... توقفت السيارة امام الباب الرئيسي للمنزل ... فتح فارس سيارته وهبط منها وكذلك فعل عمه ... وجدت لمار فارس يقترب من جهتها ويفتح الباب لها لتهبط من السيارة وهي ما زالت مخفضة رأسها ارضا ... فُتحت باب المنزل وخرجت منه صفية وهي تستند على عكازتها تجاورها نورا ابنتها وخلفيهما خادمتان تطرقان الزغاريد ... سارت لمار برأس منخفض نحو الباب تتبع فارس الذي انحنى مقبلا رأس والدته ثم همس لها بنبرة أمرة :

" قبلي رأس ويد صفية خانم ..." 

توقفت لمار للحظات تحاول استيعاب ما سمعته ... ثم اضطرت في النهاية الى تنفيذ ما قاله فقبلت يدها ثم رفعت وجهها وقبلت رأسها ... رفعت صفية وجه لمار واخذت تتأمله ببطء قبل ان تهمس بنبرة غير راضية :

" جميلة ..." 

لم تهتم لمار لنبرتها ولا لكونها لم تعجب صفية خانم التي اكملت قائلة :

" هيا يا ولدي ... خذها الى غرفتكما ... لقد جهزنا لكما الغداء واخذناه الى غرفتكما ..." 

اومأ فارس برأسه متفهما قبلل ان يهمس للمار :

" اتبعيني ..." 

سارت لمار امامه بينما مسكت صفية فارس من ذراعه وقالت له بنبرة سريعة :

" لا تنسى ان تطمئني ..." 

تحرك فارس تابعا لمار وهو يزفر انفاسه بغيظ من والدته وما قالته ...

                            .................

دلفت لمار الى الغرفة يتبعها فارس ...

اغلق فارس الباب خلفه ثم توقف في منتصف الغرفة يتطلع الى لمار التي اخذت تتفحص الغرفة ببصرها ...

تطلعت لمار بنظرات ذاهلة الى الغرفة الواسعة واثاثها الفخم ... كانت تناقض غرفتها الصغيرة الضيقة بأثاثها القديم البالي ... لم تشعر بنفسها وحجابها ينسدل من فوق رأسها ويقع على ارضية الغرفة ليظهر شعرها الطويل ... تأمل فارس شعرها بلونه الغريب بإعجاب واضح ... كان بنيا مائلا الى اللون الاحمر قليلا ... شعر برغبة في رؤية وجهها ولم تبخل لمار عليه حيث استدارت نحوه اخيرا ليحبس فارس انفاسه للحظات يحاول استيعاب الكائن الطفولي الماثل امامه ... 

كانت لمار طفلة بحق ببشرتها البيضاء الناعمة كالقطن وفمها وانفها الصغيرين وعينيها الخضراوتين ... كانت تشبه الدمية ... الامر الذي صدم فارس بشدة ... فهو لم يتخيل انه سيتزوج بطفلة صغيرة ولم ينتبه الى مواليدها حينما تم عقد القران ... 

لمار الاخرى اخذت تتأمل فارس بدهشة حقيقية ... لم تتخيل ان يكون فارس بهذه الوسامة الرجولية الخشنة ... كان طويلا ذو جسد متناسق ... ذو بشرة حنطية يزينها لحية خفيفة ... يرتدي بنطال اسود اللون مع قميص ابيض ...

" رباه انها طفلة ..." 

همسها فارس بفتور قبل ان يتحرك نحوها ويمسك ذقنها بأنامله رافعا اياه متأملا وجهها الطفولي بتمعن ... 

شعر بأنه وقع بالفخ ... لقد تورط وانتهى امره ... هل سيدخل بها الان ...؟! هل سيجعلها زوجة حقيقية له ...؟! المنطق يقول كلا  ... والعادات تقول نعم ... وهو يقف محتارا بين اللا والنعم ... ابتلع ريقه للحظات قبل ان يقول بنبرة باردة :

" لمار ..." 

" نعم ..." 

قالتها لمار بخفوت ليتنحنح فارس متسائلا بتردد :

" هل اخبرتك والدتك بما سيحدث الان ..؟!" 

احمرت وجنتيها خجلا وهي تتذكر حديث والدتها ونصائحها لها... لقد ترجتها والدتها ان تنفذ ما قالته وألا تفتعل المشاكل وهي وعدتها بهذا ...

اخفضت لمار بصرها ارضا بينما اومأت برأسها كرد على جوابه ... 

" كم عمرك...؟!" 

سألها فارس محاولا استيعاب الوضع الذي وضع به لترد لمار بخجل :

" 16 عاما ..."

زفر فارس نفسه باحباط قبل ان يسمع طرقات على باب غرفته فاتجه نحو الباب وفتحه ليتأمل والدته التي جائت بنفسها اليه والتي قالت بسرعة :

" اريد البشارة يا بني والان ... " 

ثم التفتت مبتعدة عن الغرفة ليفهم فارس ان والدته شعرت بتردده من اتمام تلك الزيجة ...

عاد فارس نحو لمار واقترب منها ... رفع ذقنها بأناملها ليتأمل عينيها الدامعتين وجسدها المرتشع من شدة الخوف ...

" لا تخافي... انا لن أؤذيكِ ابدا ..." 

قالها ثم سحبها من يدها واجلسها على السرير ... مسك كفي يديها المرتعشين واحتضنهما بين كفي يده ... ثم احاط وجنتها بكف يده قبل ان ينحني صوب شفتها ويطبع قبلة خفيفة عليه ... اغمضت لمار عينيها تستقبل قبلته الخفيفة ... حاولت ان تستقبلها بروح خفيفة وان تزيل الافكار السلبية من رأسها ... بعد ان طبع فارس قبلة خفيفة على شفتيها اخذ يعمق قبلته وبالرغم من جهلها لكل ما يحدث الا ان لمار حاولت ان تبادله قبلته بشكل صحيح ... قبض فارس على ذراعيها مقربا جسدها منه بينما ما زالت شفتيه ملتصقتان بشفتيها محاولا ان يجعلها تتجاوب معه بالشكل الصحيح الذي يحبه ... تلك القبلة اججت لدى فارس مشاعر نارية جعلت يرغب بالمزيد ...  شعرت لمار بالاختناق بعد فترة فحاولت دفعه من خلال يدها التي لامست صدره لتشعل نارا اكبر في جسده وتزيد من جنون رغبته ... 

حرر شفتيها اخيرا لتأخذ لمار نفسا عميقا لعدة مرات ... تأمل فارس شفتيها الحمراوتين المنتفختين اثرا لقبلاته قبل ان ينحني نحوها ويعاود تقبيلها مرة اخرى بلهفة كبيرة ... توقف فارس عن تقبيلها لتمتد يده نحو العباءه التي تغطي جسدها فأخذ يزيلها من عليها ليظهر فستانها القصير ... تأمله باعجاب شديد قبل ان يمددها على السرير ويعاود تقبيلها من جديد بينما لمار مستسلمة له تماما ... خلع قميصه عنه بينما هو مستمر بتقبيلها ثم بدأ يفك سحاب فستانها ليخلعه عنها بعد محاولات ويغرق معها في دوامة مشاعره الهوجاء من جديد ...

                           ....................


كانت لمار تبكي بين احضان فارس الذي اخذ يحتضنها بشدة مواسيا اياها ... 

" حسنا يا لمار ...اهدئي ... انا اسف عزيزتي ..." 

قالها فارس معتذرا بينما اخذت لمار تمسح دموعها بأناملها كالاطفال وهي تشعر بأنها اعطت الموضوع حجما اكبر منه فهي صحيح شعرت بالألم لكنه كان الما خفيفا ولم يستمر طويلا ...

" هل اصبحت افضل الان ...؟!" 

سألها فارس بقلق لتومأ برأسها دون ان ترد فيشدد فارس من احتضانها ويقول بينما يقبل رأسها :

" لن تشعري بالالم بعد الان ...اعدك بهذا ..." 

رفعت لمار رأسها نحو فارس واخذت تتأمله بخجل قبل ان تهمس بأسف :

" اسفة ..." 

" لماذا تعتذرين ...؟!" 

سألها مستغربا لترد بخجل :

" لانني افسدت الليلة ....لقد حذرتني والدتي من ان ازعجك او ... "

قاطعها وهو يضع كف يده على فمها :

" لا داعي لان تعتذري ....كما انك لم تفسد الليلة ابدا ..." 

صمتت لمار بينما اردف فارس :

" هل انت جائعة ...؟!" 

اومأت برأسها ليبتسم فارس قبل ان ينهض من مكانه ويرتدي سرواله ...

حمل صينية الطعام ووضعها امامها لتتطلع لمار بلهفة الى الطعام وتبدأ في تناوله بنهم وسرعة كبيرتين دون ان تنتبه لفارس الذي يتابعها باستمتاع ...

رفعت وجهها بوجنتيها المنفختين نحوه لتبلع الطعام اخيرا وتهتف بارتباك :

" لماذا تتطلع الي هكذا...؟!" 

اجابها :

" هل تعلمين بأنك جميلة للغاية ...؟!" 

ابتسمت لمار قبل ان تقول بوجنتين غزاهما الاحمرار :

" حقا ...؟!" 

" حقا..."

قالها فارس وهو ينحني نحوها مرة اخرى قبل ان يلتطق شفتيها بقبلة عميقة ...


#يتبع......بعد ...


#متابعة_لصفحتى_وحسابي_الشخصي ليصلكم اشعار بالفصل الرابع


تحياتي وتقديري للجميع 🌹💐


#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_الرابع 

👇👇👇👇👇👇👇👇


في صباح اليوم التالي ...

استيقظت لمار من نومها على صوت زقزقة العصافير ...

فتحت عينيها الخضراوتين وابتسامة شقية تعلو ثغرها ... رفعت جسدها قليلا تتأمل الغرفة الفارغة لتقطب جبينها بحيرة ... زفرت انفاسها وهي تنهض من مكانها وتلتقط ثوبها لترتديه بسرعة ... ثم سارت على اطراف اصابعها متجهة نحو الحمام الملحق بالغرفة ... طرقت على باب الحمام بخفة فلم يأتها الرد ... فتحت باب الحمام واخذت تتفحص داخله بإحباط ... ثم ما لبثت ان خرجت من الحمام متجهة الى باب الغرفة ... فتحت باب الغرفة وخرجت الى الخارج واخذت تسير داخل الممر الطويل بلا وجهة محددة ...كل ما فكرت فيه انها تريد فارس الان وحالا ... شعرت لمار بالضيق الشديد وهي تتفحص الاماكن من حولها ... كان هناك العديد من الغرف المغلقة المحيطة بها ... قررت ان تهبط الى الطابق السفلي وترى فارس علها تجده هناك ... وبالفعل هبطت الى هناك وسارت باتجاه احدى الغرف حينما لمحت الخادمة تسير باتجاه تلك الغرفة ... اتبعت لمار الخادمة ودلفت الى داخل الغرفة لتنصدم بزوج من العيون اللاتي تنظران اليه بصدمة شديدة ...

تأملت صفية كنتها بملامح مذهولة سرعان ما تحولت الى اخرى غاضبة ... كانت لمار تقف امامها وهي ترتدي فستانها القصير ، شعرها الطويل ينساب على ظهرها من الخلف ، حافية القدمين ... نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازتها واتجهت نحوها لتتبعها رؤية بسرعة وتسندها بينما تشعر بالأسف لتلك المسكينة التي ارتكبت اثما كبيرا دون ان تنتبه ... رفعت صفية عكازتها في وجه لمار وهي تقول بصوت مليء بالغضب :

" انتِ... ماذا تفعلين هنا وانت بهذا الشكل المخزي ...؟!" 

ابتلعت لمار ريقها ثم قالت بتوتر واضح وملامح مرتعبة :

" انا ...كنت ابحث عن فارس ..." 

ضربت صفية الارض بعكازها مما جعل جسد لمار يرتجف بسرعة :

" كيف تنزلين الى هنا بهذا الشكل ...؟! ماذا سيقول عنك الخدم الان ...؟!" 

" انا اسفة ..." 

قالتها لمار وهي تكاد تبكي من شدة الاحراج والاهانة بينما اخذت صفية تهمهم :

" يا الهي ...الصبر ...ماذا سأفعل الان ...؟! هذه عروس هذه ....انها مصيبة وحلت علينا ...." 

اخفضت لمار وجهها ارضا بينما حاولت رؤية تهدئة والدتها حينما دلف فارس اخيرا الى غرفة الطعام ...

اتسعت عينا فارس مما يراه امامه بينما تقدمت صفية منه وهي تهتف :

" تعال يا فارس ....تعال وانظر الى هذه المصيبة التي حلت علينا ..."

" ما هذا الذي ترتدينه بحق الله ...؟!" 

قالها فارس بصوت يملؤه الغضب لتعض لمار على شفتها السفلى بقوة بينما تجيب بنبرة متلكأة :

" انا ...انا لم اقصد ...انا اسفة ..." 

ثم هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليتجاهل فارس والدته ويتقدم من لمار قابضا على ذراعها جارا اياها خلفه نحو غرفته ...

كان يسير نحو غرفته وهو لا يرى امامه من شدة الغضب ... يده تقبض على ذراع لمار باقصى قوتها ... بينما يجرها وراءه كخروف يقاد الى المذبح ...

ادخلها الى الغرفة واغلق الباب خلفه ... عقد ذراعيه امام صدره وقال بنبرة هادئة تناقض الثورة المعتملة بداخله :

" هل لك ان تفسري لي ما يحدث هنا ...؟!" 

وقفت لمار امامه كتلميذ مُسِك بالجرم المشهود ... ابتلعت ريقه وهي تقول باعتذار:

" انا اسفة فارس ...لقد نزلت الى الاسفل بحثا عنك ... لم اقصد ان اتسبب بفوضى كهذه في المكان ..." 

" انت لم تفهمِ بعد اين تكمن المشكلة ...أليس كذلك ...؟!" 

اومأت لمار برأسها ليتنهد فارس بقوة قبل ان يقبل عليها ويقف امامها قائلا :

" هل توجد فتاة عاقلة تخرج خارج غرفتها وهي ترتدي ملابس كهذه ....؟!" 

رفعت لمار بصرها نحوه ثم تأملته بحيرة قبل ان تهتف :

" انا لا افهم ...ما بها ملابسي ...؟!" 

زفر فارس انفاسه بتعب ثم قال بجدية :

" لا يجوز ...لا يجوز ان تخرجي خارج غرفتنا بملابس كهذه ..." 

ردت لمار ببلاهة غير مستوعبة لما يقوله :

" انا كنت اخرج من المنزل دوما بملابس كهذه  ..." 

فارس وهو يكاد يطلم على رأسه :

" يا فرحتي بك ...." 

ثم اردف وهو يقبض على ذراعها :

" اسمعيني يا هذه ... اريدك ان تنسي كل ما كنت تفعلينه هناك ...وما كنت ترتدينه ايضا..."

" كيف يعني ...؟!" 

سألته لمار بصوت مرتجف ليهتف فارس بها بنبرة قوية :

" يعني انت الان هنا في قريتي ....كما انكِ زوجة شيخ القرية ...لا يجوز ان تخرجي من غرفتك بملابس كهذه ... هذه الملابس ترتدينها فقط لي ... اما حينما تخرجين من هنا فانك ترتدين ملابس طويلة وفوقها حجاب طويل ...." 

" ولكنني غير محجبة ..." 

" كنتِ .. كنت غير محجبة ..." 

قالها فارس مصححا قبل ان يهتف بتحذير :

" ولكن بما أنك تزوجتني فلقد اصبحت امرأة محجبة ... هل فهمت ....؟!" 

وقبل ان تجيب لمار عليه كان صوت الخادمة قد جاء يخبره من خلف الباب بأن عائلة لمار قد جاءت لرؤيتها ...

                        ........................

كادت لمار ان تركض خارج الغرفة لرؤية عائلتها لولا ان فارس اوقفها بإشارة من يده ثم اخبر الخادمة بأنهم قادمون في الحال ...

اقترب فارس من لمار وقال بلهجة امرة :

" ارتدي عبائتك وحجابك التي ارسلتهم اليك البارحة حتى نشتري لك ملابس جديدة مناسبة للخروج ...." 

اومأت لمار برأسها وهي تجاهد لاخفاء دموع عينيها ثم ارتدت العباءة وفوقها الحجاب ليمد فارس لها كف يده فتمسكها بتردد وتهبط معه نحو الطابق السفلي ...

ما ان رأت لمار والدتها حتى ركضت نحوها وعانقتها بقوة ... احتضنتها والدتها بينما اخذت لمار تبكي داخل احضان والدتها تحت انظار صفية المستنكرة وعادل القلقة وفارس الباردة ... 

جلس الجميع في صالة الجلوس ولمار ما زالت تبكي داخل احضان والدتها بينما تحاول والدتها ايقافها عن البكاء وهي تشعر بالحرج من جميع من حولها ... 

" حسنا يا ابنتي ... توقفي ... انا هنا ..." 

كانت هذه كلمات والدتها التي تحاول تهدئتها بينما تحدثت رجاء التي جاءت معهم وقالت :

" أين حفيدي ...؟! اريد ان اراه ..." 

اشارت صفية الى رؤية لتجلب لها الصغيرة فنهضت رؤية من مكانها وفعلت ما امرت به والدتها متجهة الى غرفة الصغير ... اما لمار فقد توقفت عن البكاء اخيرا لكنها ما زالت تحتضن والدتها بقوة ... 

جاءت رؤية بعد لحظات وهي تحمل الصغير داخل أحضانها... اخذته رجاء منها بلهفة واحتضنته بشوق وبدأت في تقبيله ...اخذ الطفل يبكي فجأة داخل احضانها لتنهض رؤية من مكانه تنوي اخذه الا انها توقفت في مكانها بإشارة من والدتها التي قالت بنبرة قوية :

" والدته تأخذه ..." 

تطلع الجميع الى لمار التي لم تفهم لماذا ينظر الجميع اليها حتى لكزتها امها وهمست لها :

" تقصدك انت ..." 

ردت لمار وهي تشير الى نفسها ببلاهة:

" انا والدته ...."

قالت صفية ساخرة منها :

" وهل توجد غيرك ...؟!" 

نهضت لمار من مكانها واتجهت نحو رجاء التي اعطتها الطفل على مضغ ...بالكاد استطاعت لمار ان تحمل الطفل بالشكل الصحيح ولا توقعه ... بينما نهض عادل من مكانه وقال :

" نحن يجب ان نذهب الان ....لقد تأخرنا ..." 

اتسعت عينا لمار بعدم تصديق بينما نهضت والدتها واقتربت منها قائلة :

" حبيبتي ... لقد جلبت لك الفطور الذي تحبينه .... تناوليه كله ..." 

لكن لمار كان لها رأي اخر حيث قالت بنبرة اقرب للبكاء امام انظار الجميع:

" لا تذهبي ماما ....خذيني معك ..."

" لمار ..." 

صاح بها فارس بقوة لكنها لم تبال وهي تقول بتوسل ورجاء :

" ارجوك ماما .... خذيني معك ...اتوسل اليك ..."


#يتبع.......بعد 👇👇

اذا لم يكن هناك متابعة من الجميع سيتم حجب الرواية 


#متابعة_لصفحتى_وحسابي_الشخصي_علشان_نكمل_النشر


❣️❣️❣️❣️


#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_الخامس 

👇👇👇👇👇👇

دلف فارس الى غرفته وهو يجر لمار وراءه ...

اغلق باب الغرفة ثم دفعها بقوة على السرير لتسقط عليه ....

اخذ يسير داخل الغرفة ذهابا وايابا وهو يضع كفي يده على خصره بينما اعتدلت لمار في جلستها واخذت تتابعه بقلق وتوجس ...

التفت فارس اليها اخيرا وقال بنبرة عصبية مجنونة :

" ماذا افعل بك ...؟! أخبريني ..." 

ارتعش جسد لمار خوفا من غضبه الواضح لتهمس اخيرا :

" ماذا فعلت انا ....؟!" 

رد فارس بنظرات مشتعلة :

" لم تفعلِ شيئا فقط تصرفتي كطفلة صغيرة ... فضحتي نفسك وفضحتيني امام الجميع ..." 

" انا اسفة ... ولكنني كنت مشتاقة لوالدتي كثيرا ...." 

اقترب منها فارس وانحنى امامها مركزا عينيه على عينيها هاتفا بنبرة قوية :

" اعتذارك لا يكفي يا لمار ... اسمعيني جيدا .... تعقلي يا فتاة ...تعلقي والا فأنني سأتصرف معك بطريقة لا تعجبك ..."

ابتلعت لمار ريقها بخوف بينما ابتعد فارس قليلا عنها وقال :

" والان انهضي من مكانك واتبعيني ..." 

" الى اين ...؟!" 

سألته بفضول وهي تنهض من مكانه ليجيبها :

" الى غرفة سيف ابني ... سوف تتعرفين عليه ..." 

زمت لمار شفتيها بعبوس وتبعته ...وصل الاثنان الى غرفة الصغير ليجدانه نائما بعمق على سريره ... 

لم تستطع لمار اخفاء رغبتها برؤيته فهي تحب الاطفال الصغار كثيرا ... اقتربت منه بلهفة واخذت تتطلع اليه بابتسامة ... 

" انه جميل للغاية ..." 

ابتسم فارس على ما قالته وعلى نظرات اللهفة في عينيها ... ثم قال :

" ما رأيك ان تحمليه ...؟!" 

مطت لمار شفتيها بضيق:

" اخاف ان اوقعه ... انه ما زال صغيرا ..."

حمله فارس وتقدم به نحوها ... اعطاه لها وقال بنبرة ذات مغزى :

" انت يجب ان تعتادي على حمله ..." 

حملته لمار بتردد شديد وقد اخذ قلبها ينبض بعنف ... تأملته بحنان واضح ثم طبعت قبلة خفيفة على جبينه قبل ان تتجه نحو الكنبة وتجلس عليها وهي ما زالت تحمله بين يديها ...

جلس فارس بجانبها وقال :

" عديني يا لمار انك ستعتبرين سيف ابنا لك وتعاملينه افضل معاملة ..." 

تطلعت لمار اليه بنظرات حائرة للحظات سرعان ما اختفت وهي تطالع الصغير الساكن بين يديها فقالت :

" اعدك ...." 

ابتسم فارس براحة ثم احاطها من كتفيها بحنو ...

                          .......................

مرت ايام اخرى ...

كانت العلاقة بين فارس ولمار تأخذ منحني جيد لا يعكرها سوى تدخلات صفية التي لا تنتهي ...

استيقظت لمار من نومها على صوت طرقات عالية على باب غرفتها ...

اتجهت بسرعة وفتحت الباب لتجد نورا امامها والتي قالت بابتسامةة:

" صباح الخيرر ..." 

اجابتها لمار :

" صباح النور ..." 

ثم اردفت :

" تفضلي ..." 

دلفت نورا الى الداخل على استيحاء ... اغلقت لمار الباب واتجهت نحوها لتقول نورا :

" هناك ضيوف في الخارج .... خالتي وبناتها ... وهم يرغبون برؤيتك ..." 

توترت لمار لا اراديا ثم قالت بابتسامة مصطنعة :

" اهلا بهم ...سوف اجهز نفسي واخرج لهم ..." 

" حسنا ...نحن في انتظارك ...." 

قالتها نورا ثم خرجت من الغرفة لتسارع لمار بتغيير ملابسها حيث ارتدت فستان صيفي  اصفر اللون وسرحت شعرها الطويل بسرعة ....

خرجت لمار من غرفتها واتجهت الى صالة الجلوس لتجد صفية هناك ونورا ومعهما خالة فارس وبناتها ...

القت التحية ثم تقدمت من خالة فارس وسلمت عليها لترد لها التحية ببرود ثم حيت الفتيات الثلاث وجلست على الكرسي المقابل لهن ...

تحدثت صفية موجهة حديثها للمار :

" اين سيف ....؟! لماذا لم تجلبيه معك ...؟!" 

ابتلعت لمار ريقها وقالت:

" اسفة ...يبدو انني نسيته ..." 

سمعت لمار صوت همهمات وضحكات خفيفة جعلتها تشعر بالخجل والارتباك.. نهضت من مكانها وقالت بسرعة :

" سوف اجلبه حالا ..."

الا ان صفية اوقفتها بإشارة من يدها وقالت :

" ابقي في مكانك ...ستجلبه الخادمة الى هنا ..." 

جلست لمار في مكانها مرة اخرى بينما بدأت صفية تتحدث مع اختها  وكذلك مع بنات اختها ... استمرت الاحاديث بينهن دون ان يعيرنها اي اهتمام ... جاءت الخادمة بالصغير فحملته لمار واخذت تلاعبه وهي تتحاشى النظر اليهن ...

بعد فترا قصيرة بدأ الصغير يبكي فنهضت لمار وقالت :

" يبدو انه جاع ... سأخذه الى غرفته حيث يتناول طعامه..."

" سأتي معك ..." 

قالتها نورا وهي تتجه معها الى غرفة الصغير ... اقتربت نورا من لمار وقالت :

" لا تتضايقي منهن ...." 

ردت لمار بكذب :

!" انا لست بمتضايقة ... بالعكس انهن لطيفات للغاية ..." 

" هل تمزحين معي ...من اين جائتهن اللطافة ..." 

ارتبكت لمار من حديثها بينما اكملت نورا :

" لقد رأيتهن وهن يتهامسن ويضحكن .... لا بأس هذه طبيعتهن ...لقد كن يفعلن نفس الشي مع بشرى ..."

صمتت لوهلة قبل ان تكمل :

" انتبهي منهن ... "

" لماذا...؟!" 

سألتها لمار بنبرة حذرة لتجيبها نورا :

" سوف اخبرك ...ولكن لا تقولي لاحد بأنني اخبرتك ...ابنة خالتي الكبرى كانت مخطوبة لفارس ... لكن حدثت مشاكل بين العائلتين ادت لفسخ الخطوبة ... وبعدها تصالحنا لكن فارس رفض ان يعيد خطبتها واختار بشرى كزوجة له .... لهذا ستجديهن يتصرفن معكِ بطريقة سيئة وغير محببة ..." 

اومأت لمار رأسها بتفهم ثم شردت في كلام نورا رغما عنها ...

                             .................

مساءا ...

دلف فارس الى غرفته ليجد لمار جالسة على السرير شاردة لم تنتبه لمجيئه بينما سيف الصغير ممدد على السرير بجانبها ...

اقترب منها عدة خطوات دون ان تنتبه له ايضا ليحرك يديه امام وجهها فتنتفض من مكانها شاهقة بقوة :

" متى اتيت ...؟!" 

سألته ليجيبها بسخرية :

" منذ وقت كبير ...لكنك شاردة ولم تنتبهي لي ..." 

" اسفة ..."

غمغمت بها بخفوت ثم قالت بعدها :

" لقد جاءت خالتك وبناتها وسوف يبقين عدة ايام هنا ...""

رد فارس بجدية :

" اعلم لقد التقيت بهن قبل مجيئي الى هنا..."

حمحمت لمار بحلقها مصدرة صوت جعل فارس يسألها :

" تحدثي ...ماذا هناك ...؟!" 

لمار بفضول لم تستطع تخبئته :

" هل التقيت بريم ...؟!"

اومأ فارس برأسه واجابها :

" نعم ...هل توجد مشكلة ...؟!" 

لمار بضيق واضح :

" كلا ...لا توجد اي مشكلة ..." 

ثم تحركت مبتعدة عنه لكن فارس اقترب منها واوقفها قائلل بتعجب :

" اخبريني ماذا هناك ...؟!" 

" لقد علمت بأنها كانت خطيبتك..."

" ماذا...؟!"

صاح بها فارس بعدم استيعاب قبل ان يبدأ بالضحك عاليا بشكل اغاظها ...

" لماذا تضحك ...؟!" 

سألته وهي تعقد ذراعيها امام صدرها بغضب ليجيبها :

" لانني كنت قد نسيت هذا الموضوع تماما ..." 

" ولكنها لم تنسَ... هي ما زالت تتذكر هذا ...."

" ومن اين علمت ...؟!" 

قالها فارس وهو يعبث بخصلات شعرها لترد :

" هذا واضح للغاية ..."

" لمار ... لا تفكري بهذا الموضوع ...لقد مرت سنوات على فسخ خطبتي منها ...ما لداعي لاعادة فتح موضوع قديم كهذا ...؟!" 

ثم اقترب منها اكثر وانحنى نحو شفتيها وقال :

" هناك مواضيع اهم يجب ان نتحدث بها..." 

ابتعدت لمار عنه وقالت بعناد :

" لبس قبل ان تخبرني  عن كل شيء ..." 

فارس بعدم فهم :

" اخبرك عن ماذا ...؟!" 

لمار باصرار :

" عن علاقتك بريم ...وكل شيء كان بينكما ..." 

هم فارس بالتحدث لكن رنين هاتفه قاطعه ... حمل هاتف وتطلع الى الاسم الذي يضيء الشاشة قبل ان يضغط بزر الرفض ثم يتجه نحو لمار ويحيطها من كتفيها ويقول :

" عزيزتي لمار ...هذا الموضوع انتهى منذ زمن طويل وانا لا ارغب بفتحه ... كوني عاقلة ولا تفتحيه معي مرة اخرى والا لا داعي لأن اخبرك ماذا بإمكاني ان افعل ..." 

ضربت لمار الارض بقدميها وقالت بملل :

" تهديد ..تهديد ...كل شيء لديك بالتهديد ..." 

ابتسم فارس على منظرها ثم قال :

" تبدين جميلة حينما تتعصبين ..." 

ارتبكت لمار خجلا بينما قال فارس بنبرة خبيثة :

" انا اشعر بالنعاس....ما رأيك ان ننام ...؟!" 

الا ان لمار كان لها رأي اخر :

" يبدو انك نسيت ان سيف ما زال مستيقظ ..."

زفر فارس انفاسه باحباط وقال :

"  اذا لننتظر سيف حتى ينام ..." 


#يتبع....بعد عمل 👇👇


#متابعة_لحسابي_الشخصي❤️❤️❤️❤️


❣️❣️❣️❣️❣️


#الفصل_السادس 


#الشيخ_والمراهقة


👇👇👇


في صباح اليوم التالي ...

جلس فارس امام والدته وقال :

" خير يا ست الكل ...؟!اخبرتني الخادمة انك تريدنني ..."

" كل خير يا بني ...اريد ان احدثك في موضوع مهم قليلا ..."

قطب فارس حاجبيه متسائلا بحيرة :

" موضوع ماذا ...؟! تحدثي ..." 

اجابته صفية وهي تربت على كف يده :

" ريم ..." 

" ما بها ...؟!" 

" هل يرضيك وضعها الحالي ...؟!" 

" ماذا تقصدين ...؟!" 

تحدثت الام موضحة مقصدها :

" انها لم تتزوج حتى الان يا فارس .... وهذا كله بسببك ..." 

تراجع فارس الى الخلف مذهولا :

" وما علاقتي انا بهذا يا امي ...؟!" 

تنهدت الام بقوة وقالت:

" لا احد يقبل الزواج بها كونها مطلقة ... انت تعرف طبيعة الرجال هنا ...لا يقبلون الزواج بإمرأة مطلقة وإن كان عقد قران فقط .." 

اعترض فارس حديث والدته :

" ماذا تقولين يا امي ..؟! هل اصبحت انا السبب في عدم زواجها ...؟! " 

" اسمعني جيدا يا فارس ....المشكلة ليست هنا فقط ..." 

" إذا أين تكمن المشكلة بالضبط ...؟!" 

اجابته صفية :

" ريم تعاني من مشكلة في الرحم ... يجب ان تتزوج وتنجب قبل سن الاربعين ... وهي في الثلاثين من عمرها ...فرصتها للزواج شبه معدومة ... هي من حقها ان تتزوج وتنجب اطفال ...." 

صمت فارس واخذ يفكر في حديث والدته بجدية قبل ان يقول :

" ومالذي يثبت لي صحة كلامك...؟!" 

شهقت الام بعدم تصديق :

" هل تكذبني يا فارس ..." 

فارس بسرعة :

" حاشا لله يا امي ...لكن انا لا اثق بكلام خالتي ...قد تفعل هذا فقط لاتزوج ابنتها ..." 

" خذها الى الطبيب بنفسك وتأكد من كلامها ولكن بشرط ...اذا تبين ان كلامها صحيح فأنت عليك ان تتزوجها كونك السبب الرئيسي في بقائها بدون زواج الى الان ..."

" ولكن يا امي انا متزوج بالفعل ..." 

صفية باعتراض :

" وهل تحسب زواجك هذا بزواج ....لمار مجرد طفلة لا تفهم شيئا ... هي لا تصلح لأن تكون زوجة ...انت بحاجة لزوجة حقيقية ... " 

فارس بعدم اقتناع :

" لا اعلم ...قد يكون كلامك صحيحا ولكن ...." 

" جميع رجال القرية متزوجون من اثنين وثلاثة ويعيشون حياة هادئة وسعيدة .... مالذي ينقصك لتفعل مثلهم ....؟!" 

زفر فارس انفاسه بإحباط بينما اخذت صفية تربت على ذراعه وهي تقول :

" وافق يا فارس...وافق من اجلي ..." 

الا ان فارس قال منهيا الحديث :

" يجب ان افكر جيدا يا امي .... انا لن اتخذ قرار كهذا بهذه السرعة...كما انني يجب ان اتأكد من صحة كلام خالتي وريم ..." 

" كما تريد ..." 

قالتها صفية بإمتعاض بينما تحرك فارس خارج المكان وهو يفكر في كلام والدته بجدية 

                          .....................

مساءا ...

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام حينما تقدمت لمار منهم والقت التحية ثم جلست بجانب فارس وبدأت تتناول طعامها بصمت ...

كانت صفية تراقبها وهي تتناول طعامها بشرود حينما حدثتها قائلة :

" لمار ابنتي...ضعي الطعام لزوجك ... ارى انه لا يتناول الكثير ..." 

نقل فارس بصره بين والدته ولمار التي قالت :

" ولما لا يضع هو الطعام لنفسه ...؟!" 

ردت صفية :

" عندنا السيدات يطعمن ازواجهن بأنفسهن ...ثانيا لا تردي علي ...نفذي كلامي دون نقاش ..." 

زفرت لمار انفاسها بضيق ثم بدأت في وضع الطعام امام فارس الذي لم يفتح فمه بكلمة واحدة ...

انتهى الجميع من تناول الطعام فخرجت لمار من المكان واتجهت الى غرفة سيف  ...

كان سيف ما زال مستيقظا حينما حملته لمار واخذت تلاعبه بصمت ...

لم تشعر بفارس وهو يقترب منها ويطالعها بنظرات حائرة ...

التفتت نحوه ما ان شعرت بوجوده ليغمز لها قائلا :

" ما رأيك ان تنيميه بسرعة وتأتين الى غرفتنا ...؟!" 

ابتسمت وقالت :

" كما تريد ...اذهب انت اولا وانا سألحق بك ..." 

بعد حوالي ساعة دلفت لمار الى غرفتها لتجد فارس غارقا في نومه وهو عاري الصدر ...

تقدمت منه وجلست بجانبه واخذت تهزه لكنه لم يستيقط ...

تطلعت اليه بإحباط وقررت ان تنام هي الاخرى ...وقبل ان تنام بالفعل وجدت فارس ينتفض من مكانه ويحتضنها من الخلف قائلا بنبرة ماكرة :

" الى اين يا حلوتي ....؟! لدينا سهرة طويلة اليوم ..." 

" ظننتك نائما ..." 

رد فارس وهو يقبل رقبتها :

" ما زال الوقت مبكرا على النوم ..." 

التفتت لمار بجسدها نحوه ليقبلها فارس من شفتيها ثم يغرقها بين احضانه ...

استجابت لمار لقبلاته ولمساته حتى غرقت تماما معه في فوضى مشاعر باتت غريبة عليها وغير قادرة على تمييزها ...

بعد فترة ليست بقصيرة كانت لمار ممددة بين احضان فارس الذي يتمسك لها كشيء ثمين لا يعرف ماهيته لكنه لا يريد ان يخسره ...

" فارس .." 

" نعم ..." 

" أريد الحديث معك في موضوع مهم ..."

" تحدث ..." 

" متى سأذهب الى المدرسة ..؟!" 

عقد فارس حاجبيه متسائلا :

" أي مدرسة ...؟!" 

نهضت لمار من مكانها بعدما لفت جسدها بالغطاء جيدا وقالت :

" هل نسيت انني طالبة في المدرسة ...؟! ويجب ان اذهب اليها .." 

" وهل من الضروري ذهابك الى المدرسة ...؟!" 

اومأت لمار برأسها ليهز فارس رأسه بضيق و يقول:

" اعطني فرصة لأفكر في هذا الموضوع جيدا ...." 

"  ماذا يعني هذا ...؟! انت لن ترفض بكل تاكيد...!" 

قالتها لمار باعتراض ليرد فارس بحزم وهو يرتدي سرواله :

" قلت سأفكر ...." 

ثم ارتدى قميصه وخرج من الغرفة تاركا ايلها تتطلع الى اثره بإحباط ...

                            ..................

وقف فارس في حديقة المنزل يأخذ نفسا عميقا ويفكر في موضوع ريم حينما شعر بأحد ما يقترب منه ...

التفتت ليجدها ريم التي اقتربت منه وقالت باستيحاء :

" كيف حالك ...؟!" 

فارس ببرود :

" بخير ..." 

تنحنحت ريم قائلة بحرج :

" اريد الحديث معك ...." 

" تفضلي ..." 

ريم بجدية :

" تزوجني يا فارس ...تزوجني وانقذني من جحيم عائلتي ..." 

" هل جننت يا ريم ...؟! هل وصل بك الحال ان تعرضي الزواج علي ...؟"

انسالت دموع ريم على وجنتيها وهي تقول :

" انت لا تعرف ما اعيشه وما اعانيه ... اهلي يعايروني لانني لم اتزوج حتى الان ...ولا يوجد احد تقدم لخطبتي كوني مطلقة ... اخواتي الاصغر مني سيتزوجن وانا سأبقى كما انا... لقد قاربت على الثلاثين يا فارس ...فرصتي بالزواج انتهت ... اذا لم تتزوجني فإنني سأبقى في جحيم حقيقي ..." 

" وماذا عن زوجتي ...؟! هل نسيت بأنني متزوج..؟!" 

ردت بسرعة :

" لمار سأعتبرها أخت لي ...كما انني سأكون خير زوجة وام لابنك ...ثق بي يا فارس ...وانا اعدك بأنك لن تندم على هذه الزيجة ..." 

تطلع اليها فارس بتفكير قبل ان يهتف بها :

" الامر ليس بهذه السهولة يا ريم ...انا يجب ان افكر في الموضوع اولا ..." 

ابتلعت ريم ريقها وقالت:

" كما تشاء ....كما تشاء يا ابن خالتي ..." 

ثم تحركت بإنكسار بعيدا عنه ...


#يتبع.........


ماذا سيحدث هل سيوافق فارس على الزواج من ريم 

وما هو مصير لمار هذا ما سوف نعرفة في الحلقة القادمة بعد ....👇👇 


#متابعة_لصفحتى_الشخصية ليصلكم الجديد💕💕


#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_السابع  والثامن والتاسع .


👇👇👇👇👇👇

دلف فارس الى غرفته ليجد لمار ما زالت مستيقظة ....

اقترب منها متسائلا بتعجب :

" لماذا لم تنامي بعد ...؟!" 

اجابته :

" لا اشعر بالنعاس ..." 

اومأ برأسه متفهما ثم جلس بجانبها على الكنبة يفكر في ما قالته ريم ...لاول مرة يشعر بالشفقة اتجاهها ... هو يفهم جيدا معاناة من تمر بنفس وضع ريم وكيف يتعامل معها الجميع ... لكن ماذا عن لمار ...؟! كيف ستتقبل شيء كهذا ...؟! بالتاكيد لن تتفهم موقفه ... 

استغرب من الإتجاه الذي اتجهت اليها افكاره ... هل يعقل انه بات يفكر بلمار وردة فعلها ...؟! منذ متى وهو بهتم بزوجته ...؟! كيف يفكر بها وبردة فعلها ...؟! لم يكن هكذا ... لطالما تعامل مع نشوى وكأنها شيء غير مرئي... لم يمنحها اي اهمية في حياته ...ولم يفكر يوما في مشاعرها ...لماذا اذا يفكر بلمار وردة فعلها ومشاعرها ...؟!

افاق من افكاره على صوت لمار تسأله بإلحاح :

" هل فكرت بامر المدرسة ...؟!" 

زفر انفاسه بملل من إلحاحها :

" يا لمار لقد اخبرتك بأنني سأفكر في هذا الامر ..." 

اشاحت وجهها بعيدا عنه بضيق ليزفر انفاسه بقوة مرة اخرى ويقول :

" حسنا اذهبي الى المدرسة .... طالما هذا الامر يهمك الى هذا الحد ..." 

" حقا ...؟!" 

سألته بعدم تصديق ليومأ برأسه لتقفز من مكانها ببهجة غير مصدقة لما قاله قبل ان تحتضنه بقوة وتقبله من وجنته وهي تصرخ بسعادة :

" شكرا ..انت رائع ..." 

ولا اراديا ابتسم فارس وهو يتابعها ...

                            ....................


مرت الايام وبدأت لمار بالذهاب الى المدرسة  ...

كانت تلك اسعد اوقاتها التي تقضي بين اسوار المدرسة فهي تحب الدراسة كثيرا وتتفانى بها دائما ...

في احد الايام كانت لمار تجلس في غرفتها تذاكر دروسها حينما شعرت برغبة كبيرة بالتقيؤ ....

ركضت بسرعة نحو الحمام الملحق بغرفتها واخذت تتقيء وتفرغ ما يوجد بجوف معدتها ... 

دلف فارس الى داخل غرفته ليجدها تخرج من الحمام وهي تستند على الحائط بيدها بينما تضع يدها الاخرى على بطنها ... ركض فارس بسرعة نحوها واسندها واجلسها على السرير قبل ان يسألها بقلق :

" ما بك لمار ...؟! هل انت بخير ...؟!" 

هزت برأسها نفيا قبل ان تجيب :

" كلا ...لست بخير ..." 

" بماذا تشعرين ...؟!" 

سألها بحيرة وخوف لتجيبه بألم :

" ألم قوي في معدتي ... "

ثم اكملت ببكاء :

" خذني الى الطبيب ارجوك  ..." 

وبالفعل اخذها فارس الى الطبيب الذي فحصها بحذر قبل ان يقول :

" اظن ان المدام حامل ... لنقم بتحليل الدم ونتأكد من حملها ... " 

جحظت عينا لمار بصدمة ووضعت كف يدها على بطنها لا اراديا بينما اتسعت ابتسامة فارس فرحا ...

" طبعا ...سنقوم بالتحليل فورا ..." 

قالها فارس وهو يتجه بلمار المصدومة الى مركز تحليل الدم ... 

جلست لمار بعدها بجانب فارس دون ان تنطق بكلمة واحدة ... كانت تنتظر النتيجة برعب .... فكرة ان تكون حامل ترعبها بشدة ...لماذا لم تأخذ احتياطاتها ...؟! كيف نسيت شيء كهذا ...؟! 

بعد فترة ليست قصيرة ظهرت التحاليل التي تؤكد حمل لمار ...

كانت فرحة فارس كبيرة بهذا الخبر السعيد ... عكس لمار التي كادت ان تبكي من شدة الصدمة   ...

عادا الى المنزل ليجدا صفية تستقبلهما بالزغاريط ... احتضنت صفية لمار وهي تهتف بحب :

" مبارك ...مبارك لك حبيبتي ..." 

كما انها احتضنت فارس وباركت له ...

باركت لهما رؤية ايضا والتي لاحظت وجوم ملامح لمار ولكنها لم تعلق بشيء...

استاذنت لمار منهم وذهبت الى غرفتها بينما جلس فارس بجانب والدته السعيدة بهذا الخبر لتهمس لها رؤية :

" هل رضيت على الفتاة الان يا امي ...؟!" 

ابتسمت الام وقالت براحة :

" الحمد لله ....لقد انتظرت هذا الخبر طويلا ..." 

ربتت رؤية على كف يدها قبل ان تحتضنها بسعادة ...

                            ..................

دلفت لمار الى غرفتها لتنهار على سريرها باكية ...

ظلت تبكي كثيرا ...تبكي حظها العاثر الذي اودى بها الى هنا ... لم تتخيل يوما ان تحمل وتصبح اما في سن كهذا ... هي ما زالت صغيرة على شيء كهذا  ...

شعرت بشخص ما يقترب منها فرفعت بصرها لتجد فارس يطالعها بنظرات مستغربة قبل ان يسألها بقلق :

" لماذا تبكين ...؟! هل حدث شيء ما ...؟!" 

اومات برأسها دون ان ترد ليجلس بجانبها ويسألها بلهفة :

" لماذا البكاء صغيرتي...؟! اخبريني ..."

ابتلعت ريقها وهي تجيبه بتردد :

" لا اريده ... لا اريد هذا الطفل ..." 

" ماذا يعني لا تريدنه ...؟!" 

سألها مدهوشا قبل ان ينفعل غاضبا :

" ماذا يعني لا تريدنه ...؟! هل جننت ...؟! "

نهضت من مكانها وقالت :

" انا لم اجن ...انا ما زلت صغيرة   ...ألا تفهم ...؟! كيف سأنجب واصبح ام في سن كهذا ...؟! اخبرني بالله عليك ..." 

نهض فارس بدوره واقترب منها قائلا :

" انت امرأة متزوجة يا لمار .... ومن الطبيعي ان تنجبي وتصبحي ام ..." 

هزت رأسها نفيا بعنف وقالت :

" انا لا اريده ...افهم هذا .." 

" لقد بات أمرا واقعا ...لا مهرب منه .. "

" سأجهضه ...." 

قالتها بجنون ليقبض بكف يده على ذراعها ويهزها بعنف قائلا بملامح غاضبة :

" اخرسي .... اذا كررت ما قلته فسوف اقتلك ....هل فهمت ...؟!" 

" اقتلني ...اقتلني فهذا افضل من أن اعيش هكذا ..." 

رددتها بحزن كبير ليبتعد فارس عنها وهو يقول بعدم تصديق :

" يبدو ان الحمل قد اصابك بالجنون .... ساتركك قليلا علك تعودين الى رشدك ..." 

ثم تحرك خارج المكان تاركا اياها تسقط على الارض وهي تبكي بعنف ...

                            ...................

مرت الايام ولمار تلتزم الصمت والبقاء في غرفتها ... لا تخرج منها نهائيا ...حتى المدرسة امتنعت من الذهاب اليها ....

كانت تشعر بكآبة شديدة لما يحدث معها ....تشعر بأنها محطمة ... 

تطلعت لمار الى باب الغرفة الذي فُتح لتجد ريم تدلف الى الداخل وهي تبتسم لها ...

" ماذا تريدين ..؟!"

اختفت ابتسامة ريم وهي تسمع سؤالها الجاف لتجيبها ببرود :

" جئت لاطمئن عليك .... " 

" انا بخير ....بإمكانك الذهاب الان ..." 

تعجبت ريم من اسلوبها البارد والقاسي معها لتقول بحزن واضح :

" لمار لماذا تعامليني بهذا الشكل ....؟! اذا كان هذا بسبب امر زواجي من فارس ....فأنا لا ذنب لي به ..."

" ماذا تقولين انت ...؟! اي زواج ...؟!" 

ابتلعت ريم ريقها وشعرت بأنها اخطأت بما قالته فردت بسرعة :

" لا شيء .... انا لم اقصد شيء ..." 

وهمت بالتحرك بعيدا عنها قبل ان تقف لمار في وجهها وتقول :

" انتظريني هنا ... ماذا كنت تقصدين بحديثك....؟! زواج من الذي تتحدثين عنه ...؟!" 

" لم يتم بعد ... "

لمار بعدم تصديق :

" هل ستتزوجين من فارس....؟!" 

" لمار اسمعيني اولا ... انت يجب ان تفهميني ..." 

صرخت لمار بها :

" افهم ماذا ...؟! انك ستتزوجين من زوجي ...؟!"

" انا مجبرة اقسم لك ..."

" اخرسي ..." 

هدرت لمار بها قبل ان تهتف بجمود وهي تضع يدها على بطنها :

" اخرجي لا اريد ان اراكي ..." 

" لمار هل انت بخير ....؟!" 

سألتها ريم بقلق وهي تحاول لمسها لتدفعها لمار بعيدة عنها وهي تقول :

" لا تقتربي مني ...اغربي عن وجههي ..." 

شعرت لمار بنفس الالم يعود اليها لتصرخ اخيرا بوجع قبل ان تنهار على ارضية الغرفة 


#يتبع....


كملوا متابعتكم لصفحتى الشخصية عشان نكمل الرواية


#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_الثامن  والتاسع


👇👇👇👇👇👇👇

كانت ممددة على سريرها والدموع اللاذعة تهطل من عينيها بينما الطبيب يقوم بفحصها ...

انتهى الطبيب من فحصها فقال موجها حديثه لفارس :

" انها بخير ... لا تقلقوا عليها ... "

" هل توجد اي مشاكل على الحمل ...؟!" 

سأله فارس بقلق ليرد الطبيب بهدوء :

" بإذن الله سيمر هذا الحمل وينتهي على خير ..." 

تنهد فارس براحة ثم ودع الطبيب وعاد الى غرفته ليجد لمار تحاول الاعتدال في جلستها ...

اقترب منها وساعدها في هذا ....سألها فارس بعدما اعتدلت في جلستها :

" كيف اصبحت الان ...؟! هل تشعرين بالالم ...؟!" 

هزت رأسها نفيا وقالت :

" كلا ..." 

صمتت قليلا قبل ان تكمل :

" هل ستتزوج ريم ...؟!" 

انصدم فارس بشدة مما سمعه فهو لم يتوقع ان تسأله لمار عن شيء كهذا ... هو لم يخبرها بهذا ،... من أين علمت اذا ...؟!

" ما هذا الكلام يا لمار ...؟!" 

ردت بقوة :

" لا تكذب علي ... انا اعرف كل شيء ...." 

" يبدو انك متعبة وبحاجة الى الراحة ..." 

قالها وهو ينهض من مكانه ينوي الخروج من الغرفة لكنها نهضت من مكانها بسرعة وسبقته حيث وقفت امامه وقالت :

" لا تكذب علي يا فارس ...لقد علمت بكل شيء ... علمت بأنط تنوي الزواج بها ..."

" نعم سأتزوجها .... هل لك عندي شيء ...؟!" 

قالها بلا مبالاة لتنقض عليه وتقول وهي تضربه على صدره :

" ايها الحقير ...ماذا تظن نفسك . ..؟! هل انا لعبة في يديك ...؟!" 

" يكفي ..." 

صرخ بها وهو يوقفها ممسكا بكفي يديها الصغيرتين لتنهار بين احضانه وتبكي بصوت مرتفعة بينما تجمد هو مكانه من الصدمة ...

بعد فترة قصيرة افاقت لمار على نفسها فدفعته بعيدا عنها وقالت بجنون :

" تزوجها ... تزوجها ايها اللعين ... هل تظن بأنني سأبكي عليك .... ؟! انا لا ابكي على امثالك ..." 

" لمار ...انتبهي على حديثك معي ..." 

تهديداته تلك لم تعد تؤثر بها ...لقد اكتفت منه ومن أوامره وتهديداته ... 

" اصمت...انا لن اسمح لك بأن تتأمر عليَّ مرة اخرى ...وليكن بعلمك اذا تزوجت بها فأنني سأحرم نفسي عليك  ولن تلمسني سوى في أحلامك..." 

 قبض على ذراعها هادرا بقسوة :

"من تظنين نفسك لتتحدثي معي بهذا الشكل ...؟! هل نسيت نفسك يا ابنة عادل ...ترفعين صوتك وتهدديني ... انا سألمسك متى ما أردت ... وانت ستقبلين بالطبع ..." 

" حقير ....انت رجل حقير ..." 

صفعها بقوة على وجهها لتسقط ارضا باكية بينما خرج هو بسرعة من المكان ...

                           ..................

تقدم فارس نحو والدته التي استقبلته بابتسامة :

" تعال يا فارس ... تعال يا ولدي ..." 

فارس بنبرة جدية :

" امي اريد الحديث معك بموضوع هام ..." 

" اجلس وتحدث..." 

قالتها الام وهي تشير الى الكنبة التي تجلس عليها ليجلس فارس بجانبها ويبدأ حديثه :

" لقد فكرت بشأن موضوع زواجي من ريم ..." 

" جيد ...وماذا قررت...؟!" 

سألته بسرعة ليجيبها :

" انا لا اريد الزواج منها يا امي .... لا رغبة لي فيها ..."

" ولكن يا فارس.،"

فارس مقاطا اياها بحزم :

" لا يوجد لكن يا ام فارس ...لقد اتخذت قراري .... انا لا ارغب بها كزوجة  .... ابلغيها بهذا ..." 

" يبدو ان تلك الصغيرة بدأت تفرض رأيها عليك ...." 

قالتها الام بعدم رضا ليرد فارس بسرعةة:

" كلا يا امي ...الموضوع ليس هكذا .... ولكنني لا اريد ريم ولا افكر بها ... واذا تزوجتها سأظلمها معيى...." 

تطلعت الام اليه بعدم اقتناع ليقول فارس :

" صدقيني هذه هي الحقيقة .... لست انا الذي يسير وراء كلمة امرأة وانت اكثر من يعرف هذا ..." 

" معك حق يا بني ..."

قالتها الام باقتناع اخيرا ثم اردفت بحيرة :

" ولكن ماذا سأفعل مع ريم وخالتك ...؟!" 

اجابها فارس :

" تحدثي معهما بصراحة ... اخبريهما بأنني رفضت .... هكذا افضل يا امي ..." 

هزت الام رأسها بتفهم وقد عقدت العزم على فعل هذا ...

                                ...............

نهضت لمار من فوق ارضية الغرفة واخذت تمسع دموعها بيديها ....

كانت تشعر بمرارة والم فظيعين ... لقد تعرضت لأسوء انواع الاهانة هنا في هذا المنزل ... الجميع يهينها ويعاملها على انها شيء غير مرئي ... حتى فارس يهينها على طريقته الخاصة ...

ازدادت دموعها اكثر بينما هي تفكر في ذلك الجنين الذي تحمله ... هاهي ستصبح أم في هذا السن الصغير ... قبل ان تعيش حياتها بشكل صحيح ....

شعرت بالحسرة على حالها وما وصلت اليه ....

وضعت يدها على بطنها تتلمس مكان الجنين وهي تفكر في كونه عبئ ثقيل عليها ...عبئ هي لا تستطيع تحمله اطلاقا ... توقفن دموعها عن الجريان وبدأت الافكار الشيطانية تتسرب الى عقلها حينما قررت فجأة ان تتخلص منه ووجدت في هذا الحل الافضل لها والخلاص الوحيد من هذا الجحيم ...ففارس سيطلقها بكل تأكيد بعدما يعلم انها اجهضت نفسها ... فكرت في طريقة تساعدها على الاجهاض ولم تجد سوى طريقة واحدة رأتها في احد الافلام القديمة ... وقفت لمار على السرير وقفزت منه ... شعرت بألم قوي يغزو بطنها لكنها لم تتراجع ... قفزت مرة ومرتان وثلاثة .... ظلت تقفز عدة مرات من فوق السرير حتى وهنت تماما وفقدت قدراتها على تكرار هذا ... جلست لمار على السرير وهي تشعر بألم قوي لا يطاق في اسفل بطنها ... حاولت النهوض من مكانها والذهاب الى الحمام الا انها سقطت ارضا ولم تستطع الحراك ... حاولت الصراخ عاليا بينما بدأت الدماء تتسرب من جسدها ... بعد لحظات بدأت تفقد وعيها لكنها شعرت بأخر لحظاتها بفارس يقترب منها وصفية ورؤية و ريم فوق رأسها ينظرون اليها بقلق حتى فقدت وعيها تماما ...

                           .....................

في المستشفى 

اخذ فارس يتحرك داخل ممر المشفى ذهابا وايابا ... كان يشعر بالقلق الشديد .... لا يعرف اذا كان على لمار نفسها ام على الجنين ... لكنه يشعر بالقلق وكفى ...

مر الوقت بطيء عليه .... كان قد جاء لوحده رافضا ان يأتي اي احد معه ...ما زال يتذكر منظرها وهي فاقدة للوعي غارقة في دمائها ... حملها مسرعا وركض بها نحو سيارته وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين اضلعه من شدة الخوف ... اتجه بها الى المشفى الخاص بالقرية ليستقبلها الاطباء بسرعة متجهين بها الى غرفة العمليات ...

بعد فترة قصيرة خرج الطبيب وملامح وجهه لا تنطق بالخير ...

اقترب فارس منه مسرعا وسأله :

" كيف حالها ...؟!" 

اجابه الطبيب :

" هي بخير ولكن ..." 

" لكن ماذا ...؟!" 

ابتلع الطبيب ريقه واجابه :

" سنها الصغير وجسدها النحيل لم يساعدانا في انقاذ الجنين ....لقد فقدناه للاسف ... " 

اخفض فارس رأسه الى الاسفل بحزن بينما اعتذر منه الطبيب ورحل... 

بعد فترة دلف فارس الى الغرفو ليجد لمار ممددة على سريرها ... اقترب منها وجلس بجانبها ... 

" فارس ..." 

همستها بضعف وهي تحاول فتح عينيها ليميل فارس نحوها قائلا بقهر :

" لقد فقدتي جنينك يا لمار .... بإمكانك ان تقيمي الان الافراح ... لقد تخلصتي من ابنك الذي لا تريدنه ...هنيئا لك ...."

هطلت دمعة لا ارادية من عينيها وقالت بصوت مدمر :

" انا من اجهضته ... انا بنفسي من قتلته ..." 

اتسعت عينا فارس بعدم تصديق قبل ان يسألها :

" ماذا تقصدين ....؟!" 

اومأت برأسها وهي تكمل :

" لقد تعمدت ان اجهض نفسي ... " 

اخذ فارس يهز رأسه بعدم تصديق بينما تسرد لمار على مسامعه تفاصيل ما حدث


#يتبع......


دعمكم مطلوب لعمل ،👇👇


#متابعة_لصفحتى_الشخصية لتجنب الحظر واستمرار النشر


#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_التاسع

،👇👇👇👇👇👇👇👇

" فارس قل شيئا ..." 

هتفت بها لمار الى فارس الذي اخذ يتطلع إليها بملامح جامدة خالية من أية تعابير...

" فارس ..." 

همستها بنبرة باكية بينما جسدها يرتجف بالكامل من شدة البكاء ...

نهض فارس من مكانه وتحرك متجها خارج الغرفة تاركا اياها لوحدها تبكي بصمت ...

حمل فارس هاتفه واتصل بسائقه وأمره ان يطلب من الخادمة ان تجمع ملابس لمار وتضعها في حقيبة كبيرة وترسلها معه ...

وبالفعل نفذ السائق ما قاله ... وجاء وهو يحمل معه حقيبة تضم كل اشياء لمار الخاصة وملابسها ....

حل الصباح وأخذ فارس الموافقة من الطبيب بإخراج لمار من المشفى ...

اتجه فارس الى الغرفة التي تقطن بها ... فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد الممرضة تساعدها في النهوض ...

" فارس .."

همست بها لمار بنبرة متلهفة بينما اقترب فارس منها وسألها بنبرة باردة :

" هل انت جاهزة لنخرج من هنا ...؟!" 

اومأت برأسها وهي تجاهد لتقاوم دموعها اللعينة ... 

" هيا بنا ..." 

قالها وهو يمسكها من ذراعها ويسير بها خارج الغرفة بل خارج المشفى بأكمله ...

أركبها سيارته وركب هو في كرسي السائق خلف المقود وبدا في قيادة السيارة ...

أبعدت لمار بصرها بعيدا عنه وأخذت تتطلع من النافذة وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل من مقلتيها بغزارة ...

مرت حوالي نصف ساعة لاحظت لمار خلالها بأن الطريق لا يشبه طريق المنزل ...

ارتبكت لمار كثيرا وهي تسأله بأعصاب مشدودة:

" لماذا غيرت طريق العودة ...؟!" 

اجابها دون ان ينظر اليها :

" لن نذهب الى المنزل ..."

عادت وسألته بتوجس :

" إلى أين سنذهب اذا ...؟!" 

" ستعرفين بعد قليل ..." 

ابتلعت لمار ريقها وأشاحت ببصرها بعيدا عنه بينما اخذ جسدها يرتجف كثيرا من شدة الخوف ...

مرت عدة ساعات غفت فيها لمار دون ارادة عنها ... اوقف فارس سيارته امام منزل والدها ... تطلع اليها بملامح مترددة قبل ان يمد كف يده ويلمس شعرها بأنامل مرتجفة... 

لحظات وابتعد عنها ثم اصدر صوتا عاليا أيقظها من نومها ... انتفضت لمار من مكانها على صوته لتجد نفسها أمام منزل ...

نقلت بصرها بينه وبين المنزل الذي أمامها بملامح مصعوقة قبل ان تسأله :

" ماذا نفعل نحن هنا ...؟!" 

هبط فارس من سيارته دون ان يجيبها ... اتجه وفتح الباب لها ومسكها من كف يدها وأنزلها من السيارة ...

قادها نحو المنزل بعدما أمر البواب بإنزال حقيبتها ...

وجد عادل يفتح له الباب مرحبا به قبل ان يتغضن جبينه بحيرة من منظر ابنته المرهقة فيسأله بسرعة وقلق :

" ما بها لمار يا فارس ...؟! هل هي بخير ...؟!" 

اجابه فارس وهو يحرر كف يدها من يده :

" انها مجهدة قليلا ..." 

ثم اشار الى حقيبة ملابسها التي جاء البواب بها :

" هذه حقيبة ملابسها واغراضها ..." 

" فارس ارجوك ..."

قالتها بضعف بينما سأل عادل بجدية :

" ماذا يحدث هنا بالضبط ..؟!" 

اجابه فارس نيابة عنها :

" دعها هي من تشرح لك ... اتمنى ألا تؤذها ... "

ثم التفت الى لمار التي اخذت تتطلع اليه بنظرات مترجية لكنه لم يبال وهو يقول :

" لمار ... انتِ طالق ..." 

" لاااا ..." 

صرخت بها ثم ما لبثت ان انهارت باكية بينما تحرك فارس متجها نحو سيارته وهو يجاهد لكي لا يفقد سيطرته ويستدير نحوها ...  

                            ..................


" وهكذا انتهت حكايتي مع فارس ...." 

اغلقت لمار دفتر مذكراتها وتنهدت بصمت ....

حملت حقيبتها وتحركت خارج غرفة نومها لتجد والدتها تحضر طعام الافطار ...

" صباح الخير ..." 

هتفت بها لمار بمرح لتبتسم لها والدتها بسعادة وهي تقول :

" صباح النور ... هيا اجلسي على الطاولة وتناولي طعامك ..." 

اذعنت لمار لكلام والدتها وجلست بالفعل على الطاولة بينما وضعت والدتها طعام الافطار على الطاولة وبدأ الاثنان يتناولان طعاميهما ...

" اشعر بالقلق ..." 

قالتها لمار وهي تمضغ الطعام داخل فمها لتقول والدتها بنبرتها الهادئة :

" لا تقلقي ... سوف يضعونك في مكان قريب ان شاء الله..." 

ردت لمار :

" لا اظن هذا ... من الصعب ان يجعلونني أخدم في مكان قريب ...اخاف ان يرمونني في احدى القرى البعيدة ..." 

ارتشفت والدتها رشفة صغيرة من كوب الشاي ثم قالت بعدها بنبرة مترددة :

" لقد تحدث والدك معي ..." 

زفرت لمار أنفاسها بضيق وقالت:

" في نفس الموضوع ... أليس كذلك ...؟!"

اومأت الأم برأسها وقالت:

" نعم ... " 

" لماذا لا يفهم بأنني غير موافقة .."

قالتها فرح بضيق جلي من إصرار  والدها و عناده لترد الام بعفوية:

" انه يفكر في مصلحتك ...يريد تعويضك عما حدث في الماضي..." 

" بهذه الطريقة ...بأن يجبرني على الزواج من رجل لا اريده ..." 

" ليس هكذا .... هو يريد ان تعطي فرصة له ... الشاب يحبك للغاية ... " 

تطلعت لمار اليها بنظرات غير مقتنعة لتقول والدتها بترجي :

" اعطي فرصة له ....من الممكن ان تغيري رأيك حينها ..." 

الا ان لمار ردت بعناد :

" كلا ... لن أوافق ... اخبريه بأن ينسى أمر هذا الموضوع تماما ... هل فهمت   ....؟!" 

ثم حملت حقيبتها ونهضت متجهة خارج المنزل  ...

                       ..........................

في القرية ...

استيقظ فارس من نومه على صوت ينادي عليه ...

ابتسم بحبور وهو يتطلع الى ابنه الذي اخذ يحاول إيقاظه ...

نهض من وضعيته المتمددة واعتدل في جلسته قائلا بنعاس :

" صباح الخير ..." 

اجابه الابن :

" صباح النور أبي ... جدتي طلبت مني أن أوقضك لتتناول الافطار معنا  ..." 

تنهد فارس بصوت مسموع ثم قال بنبرة ثقيلة وهو ينهض من مكانه ويتجه نحو الحمام :

" خمس دقائق وسوف تجدني معكم ... اسبقني انت الى غرفة الطعام ..." 

ركض الصغير متجها الى غرفة الطعام ليجد جدته هناك  ...

" جدتي جدتي ....أبي سيأتي بعد لحظات ..." 

" تعال هنا يا نور عيون جدتك ..."  

قالتها صفية وهي تحتضنه وتطبع قبله على جبينه ...

اجلسته بجانبها وبدأت تطعمه من الطعام الكثير ... دلف فارس بعد لحظات ملقيا تحية الصباح عليهم  ... اقترب من والدته وطبع قبلة على جبينها ويدها ثم جلس على الكرسي المقابل لها وبدأ في تناول طعامه ...

انتهى من تناول طعامه وقال موجها حديثه لوالدته:

" سوف أذهب الى العمل ... هل تريدين مني شيئا...؟!" 

اجابته الام وهي تحرر الصغير من بين احضانها :

" متى سنذهب الى منزل سالم العمري ...؟!" 

" أمي لقد تحدثنا بهذا الموضوع مسبقا ..." 

الا ان الام كانت مصرة على حديثها وهي تكمل :

" يقولون ان ابنته الكبرى تشبه البدر في جمالها ... وانا لا اريد ان أضيعها منك ..." 

" أمي ألا تملي من هذا الموضوع ....لقد تحدثنا به مسبقا  ..." 

نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازها ثم تقدمت ناحيته مقتربة منه قائلة بإصرار :

" نعم لا امل ...ولن امل حتى أراك مستقر مع زوجة تحبك وتنجب لك الكثير من الاطفال ..." 

" حينما أجد الفتاة المناسبة سوف أتزوجها فورا ... أعدك بهذا ..." 

" ارجوك يا فارس ...وافق على رؤية الفتاة ..." 

" ارجوكِ انتِ يا امي ... اتركي هذا الموضوع لوقته المناسب ..." 

قطع حديثهما دخول رؤية التي جاءت من بيت زوجها ليقول فارس بسرعة :

" ها قد جاءت رؤية ... ستبقى معك اليوم بأكمله حتى لا تملي ..." 

ثم خرج مسرعا من المكان بينما تقدمت رؤية من والدتها واحتضنتها متسائلة :

" ماذا يحدث هنا ...؟! ما به فارس ..؟!" 

اجابتها الام :

" نفس الموضوع..." 

" امي اتركيه وشأنه من فضلك ..." 

اومأت الأم برأسها وقالت على مضغ :

" يبدو أنني سأتركه وشأنه بالفعل ... فلا حل اخر امامي..."


#يتبع.......

بعد المتابعة لصفحتى وحسابي الشخصي ❤️❤️❤️



#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_العاشر  والحادى عشر والثانى عشر 


👇👇👇👇👇👇👇

عادت لمار الى منزلها وهي تشعر برغبة عارمة في البكاء....

دلفت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها وانهارت باكية على سريرها ...

سمعت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها التي اتجهت نحوها بسرعة وقلق وسألتها :

" ماذا جرى عزيزتي ...؟! لماذا تبكين ...؟!"

اندست لمار بين أحضانها على الفور وهي مستمرة في بكائها لتربت والدتها على ظهرها وهي تحدث نفسها قائلة :

" يا الهي ... مالذي حدث ...؟! ""

كفكفت لمار دموعها وابتعدت عن احضان والدتها وقالت بنبرة متحشرجة :

" لقد ظهر إسمي اليوم في قائمة الاطباء الذين سيخدمون في القرى... تخيلي في أي قرية وضعوني ...؟!" 

ابتلعت الام ريقها وقالت بخوف حقيقي:

" لا تقوليها ... ليست تلك القرية .."

" بل هي ... لقد وضعوني في تلك القرية اللعينة ..." 

" يا الهي ... ما هذه المصيبة ..؟!" 

قالتها الام بعدم تصديق لما تسمعه لتعاود لمار الانخراط في البكاء من جديد ...

شعرت والدتها بالشفقة من اجلها فأقتربت منها والدتها وقالت لها :

" لا بأس حبيبتي .... ألا تستطعين التبديل مع أحد زملائك في قرية اخرى ...؟!" 

هزت لمار رأسها نفيا وأجابت من بين دموعها :

" للاسف لا استطيع .." 

" اذا لا يوجد أمامنا حل سوى القبول بما يريده القدر ..." 

" يعني سأذهب الى هناك ..؟!" 

سألتها لمار بحسرة لتجيب والدتها :

" سوف أتحدث مع والدك ... عله يستطيع مساعدتنا ...يتحدث مع أحد من معارفه لينقلك الى قرية اخرى ...." 

تطلعت لمار اليها بلهفة وقالت :

"  اتمنى هذا بشدة .... ارجوكِ تحدثي معه ..." 

اومأت الام برأسها وقالت مهدئة إياها :

" سأحاول معه ... ولكن لا تتأملي كثيرا أن ينقلك الى مكان أخر ..." 

" اعلم هذا ... انا لن أضع آمالي عليه ...ولكن عسى ولعل يحدث شيئا ..." 

ابتسمت الام لها ثم أخذت تربت على وجنتها وقالت :

" ما رأيك ان تتناولي طعامك ...؟!" 

" لا شهية لدي ..." 

الا ان الأم أصرت عليها أن تتناول طعامها مما إضطر لمار الى النهوض معها وتناول طعامها ....

                           ......................

في القرية ...

جلس فارس أمام والدته صفية التي تحدثت بجدية قائلة :

" لقد تحدثت مع عمتك ... نسرين ابنتها ستأتي من الخارج غدا ..." 

" حقا ....؟! هل كل شيء جاهز لإستقبالها ...؟!" 

اجابته صفية :

" نعم ... لقد جهزنا جناح كامل لها .... قمنا بتنظيفه وترتيبه بشكل جيد ..." 

" جيد .. هل هناك شيء معين مطلوب مني ...؟!" 

اومأت صفية برأسها وأجابته :

" أريد منك ان تجعلها تعمل معك في المعمل ..." 

" ماذا تقولين يا أمي ...؟! أي معمل ...؟! "

" وما المشكلة يا بني ...؟! إنها مهندسة زراعية وستساعدك كثيرا في عملك ..." 

" إلامَ تخططين بالضبط ...؟!" 

سألها فارس بنبرة مشككة لتبتسم صفية وهي تجيب بغموض :

" دع كل شيء لوقته .... المهم أنك يجب ان توافق ... " 

زفر فارس أنفاسه بضيق ثم قال :

" سأوظفها لدي .... لكن يجب أن تعلمي أنني لن ارحمها في العمل أبدا ... فأنتِ تعلمين بأنني لا ارحم موظفيني أبدا ..." 

" عاملها كما تشاء يا بني .... أنا لن أتدخل في عملك ...." 

نهض فارس من مكانه واتجه الى غرفة ابنه ....

كان ابنه جالسا على سريره والذي ما ان رأه حتى قفز من فوق السرير وركض نحوه ليضمه فارس إليه ويشدد من إحتضانه له ...

" ماذا تفعل ...؟!" 

قالها فارس وهو يجلس على سريره واضعا إياه بين احضانه ليجيبه ابنه :

" كنت أذاكر دروسي ...." 

ثم سأله الابن مرة اخرى :

" متى ستأخذني معك الى المعمل ... ؟! لقد وعدتني بهذا منذ وقت طويل ..." 

اجابه الاب وهو يقبل جبينه :

" في العطلة ... الان انت اهتم بدروسك وعندما تأتي العطلة سأخذك معي يوميا حتى تمل من الذهاب الى هناك ..."

" ولكن ما زال الكثير على أن تأتي العطلة ..." 

قالها الإبن بضيق ليبتسم فارس وهو يقول بجدية :

" حسنا ... سأخذك يوم الأجازة الاسبوعية الى هناك ..."

" حقا ...؟!" 

اومأ فارس برأسه ليضمه الطفل بسرعة وهو يهتف بسعادة :

" حبيبي يا بابا ..." 

                           ...................

في صباح اليوم التالي 

توقفت سيارة سوداء عالية امام قصر عائلة صفوان ....

هبطت منها فتاة شقراء جميلة ترتدي بنطال جينز أسود فوقه قميص أخضر اللون ذو أكمام مربعة ...

فُتحت باب القصر وخرجت منها أحدى الخادمات لإستقبال الفتاة التي أعطتها حقيبتها بسرعة ثم تحركت متجهة الى داخل القصر ...

دلفت الفتاة الى الداخل وتحديدا الى صالة الجلوس لتجد صفية هناك في انتظارها وبجانبها فارس ونورا ...

تقدمت الفتاة بسرعة وانحنت نحو صفية مقبلة كف يدها لتربت صفية على ظهرها وهي تبتسم بسعادة ...

اتجهت بعدها نحو نورا وحيتها ببشاشة ثم تقدمت نحو فارس و حيته ايضا ...

جلست نسرين بجانب صفية بعدما طلبت منها صفية ذلك ... تحدثت صفية متسائلة :

" كيف حال والدك ووالدتك ...؟!" 

" بخير ..." 

أجابتها نسرين وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها:

" بخير الحمد لله ...." 

ثم عادت وسألت صفية :

" وانت كيف حالك خالتي ...؟!" 

اجابتها صفية وهي تربت على يدها:

" بخير..." 

تحدثت نورا هذه المرة قائلة:

" هل تحبين ان ترتاحي في جناحك قبل الغداء ..." 

" بالتاكيد ..." 

نهضت نسرين مع نورا حيث ذهبتا الى الجناح الذي خصصته صفية لها ...

اما صفية فنهضت من مكانها واقتربت من فارس وجلست بجانبه ثم سألته بفضول :

" ما رأيك بها ...؟!" 

فارس وهو يتذكرها بشعرها الأشقر القصير وعينيها الخضراوتين وملابسها المثيرة والأنيقة :

" جميلة ..." 

" هل أعجبتك ...؟!"

" أمي بالله عليك ألا تملين من فتح نفس المواضيع ...؟!" 

ردت الام :

" انا من حقي أن أرى إبنى وهو مرتاح في حياته ..." 

تنهد فارس وقال :

" ومن قال إني غير مرتاح في حياتي ..؟!" 

" يا بني راحتك تكمن بوجود زوجة بجانبك ترعاك وتهتم بك ..." 

زفر فارس أنفاسه بضيق ثم ما لبث أن نهض من مكانه وطبع قبلة على جبينها وقال :

" عندما أجد الزوجة المناسبة سأتزوجها على الفور ..." 

ثم تحرك بسرعة خارج المكان تاركا والدته تدعو له ان يرزقه الله بالزوجة الصالحة...

                            .................

كان فارس يسير في حديقة منزله حينما وجد نسرين تقترب منه بخطوات واثقة وهي تبتسم بحبور ...

" مساء الخير ..." 

منحها فارس ابتسامة متكلفة وهو يجيبها :

" مساء النور ..." 

تحدثت نسرين قائلة :

" بصراحة اريد التحدث معك بشأن العمل...!" 

تفهم فارس حديثها فسألها بجدية:

" هل تنوين الاستقرار هنا ...؟!" 

اومأت برأسها وهي تجيب :

" نعم .. لقد مللت من الغربة ... وأفكر جديا بالاستقرار هنا ..."

هز فارس رأسه بتفهم ثم قال :

" قرار جيد .... اذا هل تحبين أن تعملي معي في المصنع ...؟!" 

" سيكون رائعا ...." 

ابتسم فارس على حماسها بينما أكملت هي بنفس الحماس :

" لقد درست الهندسة الزراعية في أمريكا ... وأستطيع أن أفيدك كثيرا في عملك ...." 

" جيد ...متى تريدين ان نبدأ العمل ....؟!" 

اجابته :

" غدا اذا اردت ...." 

" جيد ... متفقين اذا ..." 

" اتفقنا ... "

قالتها نسرين وهي تمد يدها نحوه ليصافحها فارس بيده ثم أخذا يتحدثان في الامور الاخرى التي تخص العمل ...


#يتبع..   

بعد ما تعملوا 👇👇

#متابعة_لحسابي_وصفحتى_الشخصية


#الفصل_الحادي_عشر 


👇👇👇👇👇👇😠😠😠

بعد مرور عدة ايام ...

توقفت لمار بسيارتها أمام أحدى المستشفيات الموجوده في القرية ... بدأت الذكريات السيئة تعود إليها ... قبل عدة أعوام حينما جاءت الى هذه المستشفى محمولة بين احضانه ... هنا فقدت جنينها وهنا كانت نهاية قصتها معه ....قصة هي اختارت نهايتها بنفسها ...

مسحت بكفي يديها على وجهها محاولة السيطرة على تلك الدموع اللعينة التي تكونت في مقلتيها ... 

لا تريد ان تبكي الان... ولا تريد أن تضعف من جديد ...لقد وعدت نفسها بأنها ستكون قوية ... وسوف يظل الماضي طي النسيان ... لن تفكر به من جديد ...

هبطت من سيارتها واتجهت الى داخل المشفى ... اتجهت الى موظفة الاستعلامات وعرفتها عن نفسها ثم سألتها عن مكان عملها فأخبرتها به ...

اتجهت مباشرة الى مكان عملها ... باشرت لمار عملها فورا ولم تفكر فيما ينتظرها هنا فهي اكتفت من التفكير والانشغال بنفس الموضوع...

كانت تعمل بجدية وهمه عالية حينما اقترب منها شاب يرتدي بالطو أبيض اللون وعرفها عن نفسه :

" مرحبا ... انا ابراهيم ...زميلك في العمل ... وماذا عنك ...؟!" 

تطلعت لمار الى يده الممدودة بحرج فهي لا تسلم باليد ليفهم ابراهيم هذا على الفور فسيحب يده ويبتسم بإحراج ...

منحته لمار إبتسامة متكلفة وقالت معرفة هي الاخرى عن نفسها :

" انا لمار ....لقد جئت الى هنا بتكلفة من وزارة الصحة ... انا خريجة العام السابق ..." 

" هذا رائع ...العمل هنا مريح كثيرا ..." 

تطلعت اليه لمار بنظرات غير مقتنعة ليهز رأسه ويؤكد ما قاله :

" صدقيني العمل هنا مريح وممتع ....سوف ترين هذا بنفسك ..." 

اطرقت لمار برأسها وقالت :

" اتمنى هذا ..."

عاد ابراهيم وسألها :

" هل وجدتِ مكانا لتعيشين به هنا ...اذا اردت انا بإمكاني مساعدتك..."

" وجدت ..."

أجابته لمار بإقتضاب ليتوقف ابراهيم عن ما قاله ثم يستأذن منها ويتحرك خارج الغرفة التي تعمل بها ...

                             ................

كان فارس يتابع عمله في مكتبه الخاص في المصنع الذي يملكه ...

فوجئ بنسرين تقتحم المكان وهي تحمل بيدها مجموعة ملفات ...

اقتربت منه ووضعت الملفات امامه وقالت :

" هل بإمكانك أن تراجع هذه الملفات يا فارس ...؟!" 

" هل توجد بها مشكلة ...؟!" 

سألها فارس بنبرة قوية لتجيب نسرين :

" كلا ، ولكن أريد التأكد من كل ما فيها لأباشر العمل..." 

اغلق فارس الملف الذي كان يعمل عليه ثم نهض من مكانه وقال :

" سوف أراجعها بالتأكيد ...ولكن ليس الان ... لقد حان موعد الغداء والسيدة صفية لن ترحمنا اذا تأخرنا عليها ..." 

ابتسمت نسرين وقالت :

" معك حق ...لا يجب ان نتأخر عليها ..." 

حمل فارس الملفات وقال مشيرا لها :

" سوف أراجعها في المنزل ..." 

ثم سار متجها نحو سيارته تتبعه نسرين ....ركب الاثنان السيارة وبدأ فارس في قيادتها ...

كانت نسرين متحدثة لبقة وأخذت تتحدث في مختلف المواضيع ... قاطعها رنين هاتف فارس الذي حمله على الفور وأجاب :

" اهلا سيد عادل ... كيف حالك ...؟!" 

اجابه عادل :

" بخير ...انت كيف حالك ...؟! وما اخبار حفيدي ...؟!" 

" جميعنا بخير..." 

تنحنح عادل ثم قال :

" لمار تعمل الان في قريتك ....في مستشفى القرية ..." 

" ماذا ...؟!" 

قالها فارس بعدم تصديق قبل ان يسأله بغضب :

" ولما لم تخبرني من قبل ...؟!" 

رد عادل بسرعة :

" انها وصلت صباح اليوم الى القرية..." 

زفر فارس أنفاسه بقوة ثم قال بغيظ :

" جيد ... سأذهب لأراها وأطمئن عليها ..." 

" كما تريد .." 

قالها عادل بإختصار ثم أنهى المكالمة معه ليتطلع فارس الى هاتفه بشرود قبل ان يفيق من أفكاره على صوت نسرين تسأله:

" ماذا حدث ...؟!" 

" لدي عمل مهم ... سوف أوصلك الى المنزل واذهب اليه ..."

" ألن تتناول غدائك معنا ...؟!" 

" كلا ...لا أستطيع ..." 

قالها وهو يستمر في قيادة سيارته متجها نحو منزله ...

                           ..................


كانت لمار تمارس عملها بنشاط حينما اقترب ابراهيم منها وهو يحمل كوبين من الشاي...

رفعت لمار رأسها نحوه وتطلعت اليه بإستغراب ليمد أحد الكوبين لها وهو يهتف بها :

" تفضلي..." 

اخذت لمار كوب الشاي منه ومنحته إبتسامة لطيفة ثم قالت :

" أشكرك ..."

بادلها ابراهيم ابتسامتها وأخذ يحاول فتح بعض المواضيع معها ... شعرت لمار بالحرج منه كونها سبق وعاملته بإقتضاب وضيق فبدأت تبادله أحاديثه ووجدت ان صحبته لطيفة وليست سيئة عكس ما ظنت ...

كان الاثنان يتحدثان بمرح بينما هناك شخص ما يراقبهما من بعيد ...

شخص يرغب في خنق كليهما او ارتكاب أي جريمة بهما ... 

تقدم فارس بخطواته الواثقة والغضب يشع من عينيه نحويهما ...

رفعت لمار رأسها نحوه لتتفاجئ به أمامها ...

ارتجف جسدها بالكامل وهي تراه يقترب منها وهو يرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ...

وجدته يقف أمامها ويمد يده نحوها قائلا :

" كيف حالك لمار ...؟! الحمد لله على سلامتك ..." 

تطلعت لمار إليه بنظرات مصدومة ... لم تصدق أن تراه أمامها هنا بعد كل هذه السنوات وبهذه السرعة .... من أخبره بوجودها هنا ...؟! ولما جاء إليها ...؟!

" مالذي جلبك الى هنا ...؟!" 

اخيرا خرجت تلك الكلمات المقتضبة من شفتيها... ليرد فارس ببرود :

" جئت لأخذك الى المنزل ..." 

" أي منزل ...؟!" 

سألته بعصبية تمكنت منها ليجيبها وهو ما زال محتفظا ببروده :

" منزلي ....ألم يخبرك والدك بأنك سوف تقضين فترة إقامتك هنا في منزلي ...؟!" 

انه يتعمد اثارة جنونها .... أي منزل الذي تسكن به ...؟! 

" يبدو أنك جننت ... هل تظن بأنني سأسكن في منزلك ...؟!" 

قبض على ذراعها بقسوة وقال بتهديد خفي :

" انتبهي على طريقة حديثك ..." 

اقترب ابراهيم منه وصرخ به :

" ابتعد عنها ...بأي حق تلمسها هكذا ...؟!" 

هدر فارس به :

" اخرس انت ولا تتدخل بيننا ... نحن عائلة واحدة .... اخرج انت منها ...." 

ثم التفت الى لمار قائلا بنبرة أمرة :

" تعالي معي ...." 

" لن أاتي .." 

قالتها بعناد وهي تسحب ذراعها من قبضته ثم أكملت بتحذير :

" كف عن إفتعال الفضائح ..." 

وقف ابراهيم في وجهه وقال :

" اتركها فورا والا سأبلغ الحرس عنك ..." 

" ًتبلغ من ...؟! يبدو أنك لا تعرفني .... انا فارس صفوان ...شيخ هذه القرية التي تعمل انت بها ... بكلمة واحدة مني أطردك ليس من القرية هذه فقط بل من البلد بأكملها لذا اخرس واسحب نفسك ...." 

تراجع ابراهيم الى الخلف لا اراديا وأخذ يتطلع اليه بنظرات مترددة بينما التفت فارس نحو لمار وقال:

" انا لن أتحرك من هنا حتى تجلبي أغراضك وتسكني عندي ..." 

" هل تظن أنني ما زلت زوجتك لتتحكم بي ...؟!" 

شهق ابراهيم بصدمة مما سمعه بينما اكمل فارس بلا مبالاة :

" انتِ خالة ابني ومكانك في منزلي .... ليس من عاداتنا أن تبيت إمرأة تخصنا خارج منزلنا ...."

" انا لا أخصك أيها اللعين ...." 

صرخت به بغضب منه ومن استبداده ليقول منهيا الموضوع :

" سوف نتحدث مع والدك وهو سيقرر ...." 

ثم حمل هاتفه واتصل بوالدها الذي حدثها قائلا :

" لمار ابنتي اذهبي مع فارس ... الاوضاع ليست أمان هناك .... وأنا لن ارتاح اذا بقيتي لوحدك ...." 

" بابا ارجوك ... سوف أستأجر بيت وأسكن به ..."

" وهل يجوز هذا يا ابنتي ...؟! تسكنين في منزل لوحدك ..." 

لمعت عينا لمار بالدموع وقالت :

" بابا ارجوك ..." 

الا ان الاب اصر على موقفه :

" ارجوكِ ابنتي...لا تثيري المشاكل ... اذهبي مع فارس من فضلك ..." 

اعطت لمار الهاتف الى فارس بغضب ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليغلف فارس الخط مع عادل بعدما طمأنه بأنها في أمانته ...


#يتبع.....


ليصلكم اشعار بالحلقة الجديدة 😘


أ باقى في الرواية أربع فصول نوصل المتابعة 


ل١٠٠٠ أو أكتر زى ماتحبو على قد حبكم للقصة اعملوا 👇👇👇

متابعة لصفحتى وحسابي الشخصي ❤️😍

#الشيخ_والمراهقة

#الفصل_الثاني_عشر 


👇👇👇👇👇


توقفت سيارة فارس امام منزله ... هبط منها واتجه نحو الباب الاخرى وفتحها لترميه لمار بنظرات نارية قبل ان تهبط من السيارة وتسير خلفه ...

تأملت لمار المكان بعينين غائمتين وأخذت الذكريات تتدفق إليها ... ذكريات عاشتها في هذا المنزل ... اغلبها مرة ... فحتى تلك اللحظات السعيدة التي عاشتها لم تكن كاملة دوما كان هناك ما يعكرها ...

افاقت من شرودها وأفكارها على صوت فارس يطلب منها ان تدلف الى الداخل ...

دلفت الى الداخل بخطوات مترددة لتجد صفية وامرأة اخرى لا تعرفها تراها لأول مرة ...

نقلت لمار بصرها بين الإمرأتين بحيرة قبل ان يلكزها فارس من ذراعها فاتجهت نحو صفية وحيتها قائلة :

" مرحبا ...كيف حالك خالتي ...؟!" 

اجابتها صفية على مضض :

" بخير الحمد لله ..." 

تحدث فارس مشيرا الى نسرين :

" هذه نسرين ..

ابنة عمتي ..."

منحتها نسرين ابتسامة مصطنعة بادلتها لمار المثل وهي تحييها ببرود ...

جلس الجميع في صالة الجلوس في صمت قطعه فارس وهو يقول :

" لمار ستبقى هنا طوال فترة تدريبها ... " 

تطلعت صفية اليه بنظرات صامتة لكنها تحمل في طياتها الكثير ... لم يبال فارس بنظراتها وهو يحدث لمار :

" هل تريدين ان تصعدي الى غرفتك ...؟!" 

" نعم ....بالتأكيد ..." 

نهض فارس من مكانه وأشار لها قائلا :

" اتبعيني ..." 

فعلت لمار ما أمر به بينما اقتربت نسرين من صفية وجلست بجانبها بعدما رحلوا وقالت:

" هذه هي زوجته السابقة أليس كذلك ...؟!" 

اومأت صفية برأسها وأجابت :

" نعم ...زوجة الشؤم ... لم نرَ منها يوما جيدا منذ ان وطأت أرضنا هذه ..." 

" لماذا تقولين هذا خالتي ...؟!" 

" سأخبرك بكل شيء .... لكن ليس الان ..." 

اومأت نسرين برأسها ثم ما لبثت ان سألت بتردد :

" خالتي ... هل يفكر فارس في إعادتها الى عصمته ..." 

نهرتها صفية بسرعة :

" فال الله ولا فالك ... لا تقولي هذا ...." 

اعتذرت نسرين بخجل ثم استأذنت منها أن تذهب الى غرفتها ...

                            ...................

كانت لمار تسير خلف فارس بينما هو يقودها الى غرفتها التي خصهها لها ...

في اثناء سيرهما سويا فوجئت بطفل صغير يجري نحو فارس وهو يصرخ بسعادة جلية :

" بابا لقد عدت ...." 

تلقفه الاب بين احضانه بلهفة بينما أخذت لمار تتطلع اليه بحذر ...

قبله فارس على وجنتيه ثم التفت نحو لمار وهو يحمله وقال :

" دعني أعرفك على خالتك لمار ...." 

كان الخجل واضحا على الطفل فهو لا يعرفها ولم يرها من قبل ....

ابتسمت لمار بحنو ومدت يدها نحوه وقالت بلطف :

" كيف حالك يا سيف ...؟! انا لمار ... خالتك .." 

مد الطفل يده الصغيرة نحوها لتحتضن لمار يده ثم تحمله من فارس وتقبله على وجنتيه بحب بشكل فاجأ فارس شخصيا ....

" اشتقت إليك كثيرا ...." 

قالتها بنبرة صادقة وهي تتذكر ذلك الرضيع الذي قضت معه أياما طويلة ...

حررته لمار من بين احضانه ليقف الطفل ارضا فتنزل لمار على قدميها الى مستواه وتقول مكملة تعريف نفسها :

" انا خالتك .... اخت والدتك .."

" خالتي ..." 

قالتا الصغير محاولا استيعاب ما تقوله لتهز رأسها نفيا وهي تقول :

" بل قل لمار .... لا تقل خالتي ..." 

نقل فارس بصره بين الاثنين بتعجب من هذا التناغم اللطيف الذي جرى بينهما ثم ما لبث ان قال مشيرا الى لمار :

" ألن نذهب الى غرفتك ....؟!" 

نهضت لمار وقالت :

" تمام ...لنذهب ..." 

اشار فارس للصغير :

" عزيزي اذهب الى جدتك ....فهي تريدك في امر هام ...." 

اومأ الطفل برأسه متفهما ثم ما لبث ان قال :

" لا تتأخر علي ...." 

" لن اتأخر بكل تأكيد ..." 

تحرك الطفل بعيدا عنه بخطوات راكضة متجها نحو جدته بينما اتجه كلا من فارس ولمار نحو غرفتها ...

                           ...................

دلفت لمار الى الغرفة خاصتها يتبعها فارس الذي اغلق الباب خلفه ...

التفتت نحوه تسأله بتوتر :

" لماذا اغلقت الباب ....؟!" 

منحها ابتسامة خفيفة وهو يرد :

" لا تقلقي ...لن افعل شيئا يؤذيك .... انا فقط أريد الحديث معك ..." 

ابتلعت لمار ريقها وقالت بإباء:

" بل انا من تريد الحديث معك ..." 

رد فارس بتسلية :

" تحدثي اذا ...." 

بللت لمار شفتيها بلسانها ثم قالت بجدية :

" لماذا تفعل هذا بي ...؟! ما غايتك من كل هذا ...؟!" 

سألها مصطنعا عدم الفهم :

" ماذا أفعل أنا ...؟! ماذا تقصدين ...؟!" 

صرخت به بنفاذ :

" لا تمثل علي الغباء الان ... ولا تستفزني وتختبر صبري ..." 

الا انه كان مستمتعا للغاية بإثارة غضبها فقال :

" انا حقا لا افهم اي شيء مما تقولينه ..." 

اقتربت منه وقالت:

" لماذا أجبرتني على المجيء معك والسكن في منزلك ...ألام تخطط بالضبط ...؟!" 

رد ببرود أعصاب يحسد عليها :

" انا لا أخطط لاي شيء ... كونك زوجتي فهذا مكانك الطبيعي يا لمار .." 

صرخت بعنف :

" انا لست زوجتك ... لقد تطلقت منذ سنوات..." 

" كلا انت مخطئة ... انت زوجتي بالفعل ...صحيح انا طلقتك ...لكنني رددتك الى عصمتي في نفس اليوم ..." 

تراجعت لمار الى الخلف لا اراديا بينما اتسعت عيناها محاولة استيعاب ما يحدث ... 

" انت تمزح معي بكل تأكيد ..."

قالتها بذهول غير مصدق ليهز فارس رأسه نفسا ويجيب :

" انا لا امزح معك يا لمار ....انت كنت زوجتي طوال تلك الفترة ... انا لم أستطع ان اطلقك فعليا ... " 

" ولكن كيف ...؟! كيف تركتني هكذا طوال السنوات الماضية ..!" 

تنهد فارس بصوا مسموع ثم ما لبث ان قال :

" لأنني لم أكن أريد ظلمك اكثر من هذا ...أردت أن أعطيك فرصة لتستعيدي بها نفسك وصحتك ... انتِ كنتِ بحاجة للابتعاد ...البدأ من جديد ... وانا قررت أن امنحك كل هاذ... ولكن وأنت على ذمتي .... منحتك حريتك وانتِ زوجتي ..." 

" لا أصدق .... لقد كنت ضحيتكما ... كنت لعبة في يدكما انت وابي الذي كان يعرف بكل تأكيد ..." 

علا صوتها وهي تردد بصراخ بينما تضربه بقبضتي يديها على صدره بعنف :

" لقد كنت ضحيتكما من جديد ...خدعتماني ... استغليتما غبائي .... " 

" لمار اهدئي..." 

قالها وهو يحاول ان يوقفها عما تفعله لتنهار هي على ارضية الغرفة باكية ...

اقترب فارس منها وانحنى بجوارها محتضنا اياها بقوة ... أخذ يهمس لها :

" اهدئي لمار ....انا فعلت هذا من أجلك ...كونني أحبك .."

رفعت لمار بصرها نحوه تتطلع إليه بصدمة قبل ان تهمس بذهول :

" تحبني ....!!!"

اومأ برأسه واكمل :

" نعم أحبك ...لقد علمت بهذا ذلك اليوم الذي فقدتي به طفلك ... كنت سأموت من الخوف عليك ...ادركت حينها أن خسارتي لكِ لن أتحملها ابدا ...أدركت وقتها أنني أعشقك .... لمار انتٍ لا تعرفين كم تحملت وانتظرت طويلا حتى تكبري وتفهمي ...." 

مسحت لمار دموعها بعنف ثم نهضت من مكانها لينهض هو بدوره ...

قالت بنبرة مريرة :

" معك حق ....انت تحملت الكثير بسببي.... أشكرك كثيرا سيد فارس .... لقد طلقتني ورميتني لأبي ... وتقول أنك تحملت الكثير .... "

صمت فارس ولم يتحدث بينما هي أكملت :

" وأنا ماذا تحملت ....؟! تحملت كل شيء .... تحملت قسوتك وبرودك .... رغبتك في الزواج من اخرى ... فوق هذا كله طلقتني ...هكذا بدون تفسير ... والان تخبرني بأنك أعدتني الى عصمتك في نفس اليوم ...حقك شكرا لك ..." 

" لمار انا ..."

قاطعته بحدة :

" لا تقل شيئا ...لكن عليك ان تعلم بأنني كبرت وتغيرت .... لم أعد كالسابق .... لمار التي تعرفها تغيرت كثيرا ... أصبحت واحدة اخرى ....لذا فانا لن أبقى على ذمتك بعد الان .... انت ستطلقني ...." 

" مستحيل ... انسي امر الطلاق اطلاقا ..." 

قالها منهيا الموضوع وتحرك خارج المكان تاركا اياها تبكي بصمت .........


#يتبع .....بعد 


كل اللى معملش متابعة يعمل 👇

#متابعة_لحسابي_وصفحتى_الشخصية_علشان_نكمل_الرواية❤️❤️❤️



#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_الثالث_عشر والرابع عشر #والاخير❤️❤️❤️


👇👇👇👇👇👇👇

في المساء ...

وقفت لمار أمام المرأة تتأمل ثوبها الطويل بملامح فخورة ... لقد اختارت فستان مناسب ويليق بها لتخرج به أمام حماتها وابنة عمة زوجها ...

نعم حماتها فيبدو ان صفية تلك باتت أمرا واقعا في حياتها ...

كان فستانها زهري اللون طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام قصيرة تصل الى منتصف ذراعيها ... ارتدت معه حذاء ذو كعب عالي قليلا ... ولم تنس ان ترتدي قلادة ناعمة مع الفستان ... رفعت خصلات شعرها من الجانبين وجمعتهما الى الخلف مع ترك خصلات شعرها الخلفية حرة بتسريحة ابرزت ملامح وجهها الناعم بسخاء ...

تنهدت براحة ثم خطت اولى خطواتها خارج الغرفة... اتجهت اولا الى غرفة الصغير فوجدتها خالية ... زفرت بضيق فهي كانت تريد التحدث معه قليلا ... قد لا يصدقها احد اذا قالت أنها كانت تفكر دائما به ... بوضعه وحياته بلا أم ... كانت تتمنى ان تكون بجانبه لكنها لم تكن مذنبة يوما بحقه ... فصغر سنها وقلة خبرتها لم يسمحها لها برعايته كما يحب .... سارت لمار بخطوات متزنة نحو الطابق السفلي وتحديدا نحو صالة الجلوس  لتجد صفية هناك تتحدث مع نسرين بصوت خافت قليلا وبجانبهما سيف الصغير يلعب في ألعابه ....

القت التحية بإقتضاب ثم جلست بجانب الصغير وبدأت تشاركه لعبه ... توقفت عما تفعله حينما سألتها صفية :

" لمار ... هل والدتك تعلم بأمر إقامتك هنا ..؟!" 

التفتت لمار نحوها واجابتها على مضض :

" لقد أخبرتها قبل قليل ..."

" جيد ... وهل هي موافقة...؟!" 

اجابتها لمار ببديهية :

" بالطبع ستوافق ... " 

منحتها صفية ابتسامة باردة قبل ان تعاود إستكمال حديثها مع نسرين بصوت أكثر خفوتا ... بينما هزت لمار كتفيها بلا مبالاة وعادت تشارك الصغير فيما يفعله ...

دلف فارس بعد لحظات الى المكان ليتفاجئ بلمار امامه ... اخر ما توقعه أن تهبط من غرفتها وتأتي الى هنا دون ان يطلب منها هذا ... شعر بالراحة فيبدو انها بالفعل كبرت وباتت تفهم ما عليها و وما يجب ان تتتصرف به ....

" السلام عليكم ..." 

رفعت لمار رأسها ما ان سمعت صوته لترد تحيته بخفوت كما رد كلا من صفية ونسرين تحيته ... جلس فارس بجانب ابنه واخذ يتابع لمار وهي تلعب مع الصغير بعفوية وراحة غريبة عليها ... ابتسم لا اراديا وهو يراها تشاكس الصغير ....هو يعرف لمار جيدا ويثق بكونها ستكون أم جيدة لأبنه ... سترعاه وتهتم به جيدا وتحبه من أعماق قلبها . .. 

نهض الجميع من أماكنهم بعدما جاءت الخادمة تخبرهم ان الطعام جاهز ....اتجه الجميع الى غرفة الطعام ... جلست صفية في مقدمة السفرة بينما اختارت نسرين ان تجلس بجانب فارس الأمر الذي أغاظ لمار بشدة لكنها لم تظهر هذا بل جلست على الجهة الاخرى بجانب الصغير ...

كانت نسرين متحدثة لبقة بشكل اثار غيرة لمار ... كانت تتحدث بثقة وبشكل يثير البهجة في نفوس من حولها ...حديثها كان ممتعا ... اعترفت لمار لنفسها بهذا...ورغما عنه اندمج فارس معها في حديثها وبالطبع صفية ....الا لمار كانت صامتة طوال الوقت ...

بعدما انتهوا من تناول الطعام نهضت نسرين من مكانها وقالت موجهة حديثها لفارس :

" فارس ...اريد الحديث معك في أمور تخص العمل ...ما رأيك أن نذهب الى غرفة مكتبك ....؟!" 

" حسنا ...لنذهب ..."

قالها فارس بإذعان ثم ما لبث أن نهض من مكانه واتجه خلف نسرين الى مكتبه لتجد لمار صفية تقول بنبرة ذات مغزى :

" يليقان ببعضيهما كثيرا ...أليس كذلك  ...؟!" 

تطلعت اليها لمار بدهشة قبل ان تبتسم مجاملة وترد بذقن مرفوع :

" كثيرا ...كثيرا ..." 

ابتسمت صفية ببرود بينما نهضت لمار من مكانها وأخذت الصغير معها واتجهت به الى غرفته ...

                          ...................

انتهى فارس من حديثه مع نسرين ليخرج بسرعة من مكتبه ويتجه الى غرفة لمار ...

بحث بعينيه عنها ليجدها فارغة ... 

عقد حاجبيه بتفكير قبل ان يسير متجها نحو غرفة ابنه ليجدها بالفعل هناك تهم بالخروج منها ....

" ماذا تفعلين هنا ...؟!" 

سألها مستغربا لتجيبه بلا مبالاة :

" كنت أساعد سيف لينام ... " 

" هل نتحدث سويا ...؟!" 

قالها بجدية لتومأ برأسها موافقة فيأخذها فارس ويتجه بها نحو غرفتها...

دلفت لمار الى غرفتها ودلف فارس خلفها بعدما اغلق الباب جيدا ...

توترت لمار لا اراديا من وجودهما سويا في هذا المكان المغلق لكنها حاولت ألا تظهر هذا له فأدعت القوة امامه ...

اقترب فارس منها وقال متسائلا :

" هل ما زلت متضايقة كونني ردتتك الى عصمتي دون إخبارك ..؟!" 

اجابته لمار بسخرية :

" وكأن ضيقي سوف يفرق معك ...." 

زفر فارس أنفاسه بقوة ثم قال :

" لمار .... انت كنت صغيرة... وأنا لم أشأ أن أزعجك ... ." 

" فارس أنت قيدتني بك دون أن تاخذ رأيي حتى ....ووالدي ساعدك بهذا ..." 

اومأ فارس برأسه وأكمل :

" معك حق... انا اخطأت بما فعلته ...لكن لم يكن امامي خل اخر لأحافظ عليكي ...." 

لمعت عينا لمار بالدموع وقالت :

" ولماذا طلقتني من الاساس طالما انك تريد الحفاظ علي....؟! "

أخذ فارس نفسا عميقا وقال :

" وهل ما فعلتيه هينا يا لمار ...؟! لقد قتلتي ابني ...." 

هطلت دموعها من مقلتيها لا اراديا وهي تتذكر ما فعلته ...هي لن تسامح نفسها اطلاقا على جريمتها تلك ....طوال السنين الفائتة كانت تؤنب نفسها وتحاسبها على فعلتها تلك .... لكنها كانت صغيرة ومجروحة ....غير واعية لحجم فعلتها ...

" لمار انا لم اقصد أن ..." 

قاطعتها بنبرة باكية :

" انا عاقبت نفسي يا فارس ... عاقبت نفسي كثيرا ... مرارا ... اعترف بمدى حجم خطأي ... لكنني كنت صغيرة ... تصرفت بطفولية رعناء ...والنتيجة انني خسرت ابني .... هل تظن بأن الأمر كان سهلا علي ....؟! وفوق هذا جئت أنت وتخليت عني ..." 

" كنت بحاجة لأجعلك تعيدين حساباتك من جديد ...كان يجب ان تعرفي مدى خطأك  ... لم يكن من السهل علي أن أتخلى عنك لكني فعلتها من اجلك وليس من أجلي ...." 

" لكن هذا لا يعطيك الحق أن تعيدني الى عصمتك ثم تخبأ الامر عني . .." 

قالتها بحرقة حقيقية ليرد فارس معتذرا :

" انا اسف لمار ....اعترف بأنني اخطأت هنا ...لكن رغبتي المتملكة نحوك هي من جعلتني أفعل هذا ..." 

منحته ابتسامة ساخرة من بين دموعها وقالت بألم :

" نعم فأنا يجب أن اكون دائما ملك لك ..." 

" انت ملك لي بالفعل مثلما أنا ملك لك ..." 

هزت رأسها نفيا بسرعة وقالت بوجع :

" أنت لم تكن يوما ملك لي .... انت ملك نفسك... انت لست لي فارس .... دوما لم تكن لي ..."

مسك يديها الاثنتين بيديه وقال بحزم :

" انظري الي ...انا فارس صفوان... أقر وأعترف بأنني ملك لك ... وأنت ملك لي ..." 

" فارس ...." 

ابتلعت كلماتها الاخيرة حينما وجدته ينحني نحوها ويعانقها  بقوة بينما شفاهه تهمس لها :

" اشتقت اليك لمار ....اشتقت اليك صغيرتي ...." 

شعرت بنفسها تكاد تذوب بين يديه ... ابتعدت عن احضانه بعد لحظات لتلتقي عيناها بعينيه ... كانت رغبته بها واضحة وضوح الشمس ... وهي كانت تريده وبشدة . . شعر فارس بها فإنحنى نحوها بنية تقبيلها وبالرغم من خجلها استجابت له وبادلته قبلته بشكل أثار جنونه ... 

لحظات قليلة وفتحت الباب ثم ما لبثا ان سمعا صوت صفية يصرخ بعدم تصديق :

" أنتما ماذا تفعلان ...؟!" 

#يتبع👇👇👇👇


بعد #متابعة_لصفحتى_الشخصية


#الشيخ_والمراهقة❤️❤️❤️


#الفصل_الرابع_عشر 


💝👇👇👇👇👇

تراجعت لمار الى الخلف مصدومة وخبأت وجهها بين كفيها ....

بينما أخذت صفية تتطلع الى الاثنين بنظرات مشتعلة قبل ان تصرخ بصوت عالي :

" فارس كيف تفعل شيئا كهذا ...؟! هل جننت ...؟!" 

" أمي افهمي اولا ..." 

صرخت به الام دون ان تعطيه مجال ليشرح :

" ماذا سأفهم ...؟! لقد كدت ان ترتكب الخطيئة مع زوجتك السابقة..." 

" انها ما زالت زوجتي ...." 

قالها فارس مقاطعا والدته لتتسع عينا صفية بعدم تصديق قبل ان تقول :

" ماذا تقول انت ...؟! كيف هذا ...؟! لقد طلقتها انت ...." 

اجابها فارس موضحا :

" ورددتها الى عصمتي في نفس اليوم..." 

تأملت صفية لمار بملامح قاتمة قبل ان تهمس بأسف :

" أسفي عليك يا فارس ...لقد خيبت ظني بك ..." 

ثم اندفعت خارجة مت المكان بأكمله ...

اقترب فارس من لمار وقال :

" لمار انا اعتذر نيابة عن والدتي ..." 

" والدتك تكرهني يا فارس ولن تتقبلني ابدا ..." 

قالتها لمار بحزن حقيقي ليعارض فارس قولها :

" لا تقولي هذا ... انها تحبك ... ولكن ..." 

صمت لوهلة قبل ان يقول :

" هي ترى أنكِ غير مناسبة لي .... لهذا انت يجب ان تغيري فكرتها هذه عنك .." 

عقدت لمار حاجبيها بتفكير قبل ان تقول بلا مبالاة :

" هي حرة فيما تفكر به ... انا لن اغير فكرة احد عني ...." 

" لمار ...تحدثي عن والدتي بشكل افضل ...."

قالها فارس بتحذير لتهز لمار كتفيها وتقول :

" انا لم اقل شيئا خاطئا ... بالعكس انا اقول انها حرة  فيما تفعله .... انا لست مضطرة لأغير فكرة احد عني ...." 

رماها فارس بنظرات غير راضية قبل ان تكمل :

" والان تفضل واخرج .... فانا لدي غدا دوام ويجب ان أنام جيدا الليلة ...." 

تطلع فارس اليها بنظرات مصدومة قبل ان يهمس :

" ظننت أننا سنام سويا في غرفة واحدة بعد الان ..." 

" من قال هذا ...؟! هل تظن بأنني سأنسى لك ما فعلته بهذه السهولة ...؟! اخرج يا فارس ...اخرج حالا ..." 

خرج فارس من الغرفة وهو يشتم في داخله .... بينما جلست لمار على سريرها وهي تبتسم بانتصار ...

                               ................

دلف فارس الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك واجمة صامتة ...

تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده فرفعت صفية بصرها نحوه ورمته بنظرات لائمة ...

جلس فارس فورا بجانبها وقال :

" أمي بالله عليك لا تفعلي هذا .... اسمعيني اولا ..." 

" كذبت علي ...رددتها الى عصمتك بعد كل ما فعلته ...." 

قالتها صفية بنبرة متحسرة ليرد فارس بجدية :

" كانت صغيرة وغير واعية لمقدار خطأها ...." 

الا ان صفية لم تبال بحديثه وهي تكمل :

" كيف فعلت هذا بي ..؟! وكيف سامحتها بهذه السهولة  ...؟!" 

" امي انا ايضا اخطأت ..." 

تطلعت إليه الام بنظرات مصدومة مما يقوله ليومأ برأسه وهو يكمل :

" نعم اخطأت حينما تزوجت طفلة صغيرة لا تعي شيئا ... طفلة لا تفهم شيئا من الزواج والحمل والانجاب .... لكن انتِ أجبرتني على هذا ..." 

" طالما انك كنت مجبر لماذا أعدتها الى عصمتك . .؟!" 

صمت فارس للحظات قبل ان يقول :

" أحببتها ... أحببتها يا امي ..." 

منحته صفية ابتسامة ساخرة ليكمل فارس بقوة :

" ما اقوله ليس عيبا او حرام ... انا ايضا من حقي ان احب وأعيش مع المرأة التي اختارها قلبي ... " 

أشاحت صفية وجهها بضيق ليقترب فارس منها ويقول بترجي :

" حاولي ان تحبيها انت ايضا .... لمار فتاة جيدة  ...طيبة وخلوقة ....والاهم من هذا كله انها تحب سيف ..." 

" ولكن ..."

صمتت صفية ولم تكمل ليسألها فارس :

" ولكن ماذا ...؟!" 

اجابته صفيةة:

" ماذا لو لم تسعدك ....؟!  ماذا لو لم تكن ام صالحة لسيف ...؟!" 

ابتسم فارس وقال :

" بلى ستكون ... وستسعدني ايضا..."

قالت الام باستسلام :

" طالما انت مقتنع ...فلا كلمة لي بعد كلامك ..." 

" يعني انتِ موافقة ...؟!" 

" لقد اتخذت قرارك واعدتها الى عصمتك وتنوي الاستمرار معها .... لم يتبق لي أي قرار ..." 

" كيف تقولين هذا ...؟! انت امي والقرار لك ايضا ..." 

ابتسمت صفية على  مضض وقالت :

" سوف ادعو الله ان بهديها لك وتكون خير زوجة لك ..." 

ابتسم فارس براحة ثم قبلها من جبينها وهو يدعو الله ان يستجيب لدعوة والدته ...

                   ..........................

في صباح اليوم التالي ...

خرجت لمار من غرفتها لتجد فارس في وجهها  ...تأمل ملابسها المحتشمة بنظرات راضية ليهمس بعدها بابتسامة :

" صباح الخير ..." 

اجابته لمار بجدية :

" صباح النور ..." 

عاد وسألها :

" الى المشفى ...أليس كذلك ...؟!" 

اومأت لمار برأسها ليكمل فارس :

" لنتناول فطورنا اولا ثم أوصلك الى هناك ..." 

لكن لمار اعترضت قائلة :

" معي سيارتي ..." 

الا ان فارس أصر على ما قاله :

" حتى لو ...سأوصلك انا اليوم واعود مساءا لأخذك ...." 

زفرت لمار أنفاسها بضيق ثم تقدمت امامه متجهة الى مائدة الافطار ...

جلس الجميع حول مائدة الافطار وبدئوا يتناولون طعامهم ... 

وكالعادة كان كلا من فارس ونسرين يتحدثون في أمور العمل...

كانت لمار تتطلع إليهما بغضب مكتوم وهي تكاد تنفجر من شدة الغيظ ...

تلك النسرين باتت تاخذ مساحة كبيرة من حياة فارس بشكل بات يقلقها وما يزيد الطين بله أن فارس يبدو منسجما معها للغاية ...

نهضت لمار من مكانها وقطعت حديثهما :

" فارس .... ألن توصلني الى عملي ....؟!" 

نهض فارس من مكانه بسرعة واتجه معها خارج المكان بينما قالت صفية موجهة حديثها لنسرين :

" يبدو ان لمار قطعت حديثا مهما ...." 

ابتسمت نسرين مجاملة وقالت:

" في الحقيقة اشعر بأنها تتعمد ذلك ... تتعمد أن تقاطعنا ونحن نتحدث سوية ..." 

" هذا طبيعي ... فهي زوجته ..."

قالتها صفية ببرود لتتطلع اليها نسرين  بنظرات مصدومة قبل ان تهمس بعدم استيعاب :

" ماذا تقصدين ..؟!" 

تحدثت صفية موضحة لها :

" لمار زوجة فارس ..." 

صمتت نسرين ولم تعقب على حديثها بينما كانت الصدمة وخيبة الامل واضحة على وجهها لتبتسم صفية بتهكم فيبدو ان نسرين قد عقدت امالا مختلفة على فارس ...

                      ....................

في المساء ...

عاد كلا من فارس ولمار الى المنزل ...

اتجهت لمار الى غرفتها لتغير ملابسها ... فتحت الباب ودلفت الى الداخل لتجد صفية امامها ...

تفاجئت لمار بشدة وقد بان هذا على ملامحها مما جعل صفية تقول :

" لا تنصدمي هكذا ...لقد جئت لأتحدث معك ..." ثم اشارت لها قائلة :

" تعالي اجلسي هنا ..."

جلست لمار بجانبها كما ارادت لتتحدث صفية :

" لمار ... جئت لأتحدث معك بشأن فارس .." 

" ما به فارس ...؟!" 

سألتها لمار بتعجب لتجيبها صفية بجدية :

" فارس يحبك ...وأنا أريد أن اعرف علام تنوين بشأنه ....؟!" 

سألتهت لمار بعدم فهم :

" انا حقا لا افهم ماذا تقصدين ...؟!" 

" ما أقصده ان ابني صبر عليك كثيرا ... تركك تكملين دراستك وتكبري .... كل هذا فعله لاجلك .... رفض ان يتزوج من بعدك .... أتعلمين لماذا ...؟!"

صمتت لمار وقد احمرت وجنتيها لتهمس صفية بصدق :

" لأنه يحبك ...كثيرا ...." 

" وانا ايضا احبه ..." 

قالتها لمار بسرعة ثم ما لبثت ان نهرت نفسها على ما قالته ...

كيف تعترف بشيء كهذا بهذه السهولة ...؟!

" طالما تحبينه.... لماذا لا تريحيه ....؟!" 

" وكيف أريحه ...؟!" 

سألتها لمار بتعجب لترد صفية :

" كوني له الزوجة التي يتمناها ... أحبيه بصدق ... عامليه بحب .... وأنجبي له الكثير من الاولاد ...." 

" ولكن ..." 

قاطعتها صفية :

" لا يوجد لكن .... حافظي على زوجك يا فتاة ... قبل ان يمل وينظر الى غيرك ..." 

" ماذا ....؟!" 

صرخت لمار بعدم تصديق لتومأ صفية برأسها مؤكدة ما قالته قبل ان تبتسم بإنتصار فيبدو بأن لمار ستستوعب اخيرا ان فارس بحاجة لزوجة حقيقية ....

________________


#يتبع.... 

بعد عمل متابعة لصفحتى الشخصية عشان نكمل الرواية ونكمل الحلقة الاخيرة ❤️❤️❤️❤️

#الشيخ_والمراهقة


#الفصل_الاخير...

👇👇👇👇👇👇


وقفت لمار أمام المرأة تتأمل قميص نومها الذهبي بملامح راضية  ....

حملت عطرها المفضل ووضعت منه على رقبتها .... ثم ما لبثت ان أخذت نفسا عميقا وهي تجهز نفسها لهذه الليلة الفارقة في حياتها...

اليوم وبعد كلام صفية معها قررت ان تغير من نفسها وتبدأ من جديد ...

ستكون زوجة لفارس بحق .... سوف تسعده وتسامحه على كل ما مضى .... وهو ايضا سيسامحها على ما فعلته ...

كلاهما اخطئا بحق بعضيهما وكلاهما يستحقان فرصة اخرى ...

ابتسمت لمار براحة حينما توصلت لهذه النقطة ثم ما لبثت ان سحبت روبها وارتدته فوق  قميص نومها المثير ...

حملت هاتفها وبحثت عن اسم فارس ثم ارسلت له رساله تطلب منه فيها أن يأتي الى غرفتها....

وما هي الا لحظات قليلة وسمعت لمار طرقات هادئة على باب غرفتها يتبعها دخول فارس الذي تصنم في مكانه ما ان رأها بهذا الشكل المثير ....

كانت رائعة للغاية بذلك قميص النوم المثير وشعرها الطويل ... اقترب منها بخطوات بطيئة قبل ان يصل اليها ويلمس شعرها بأنامله ...أخذ جسد لمار يرتجف كليا وهي تشعر به يلمس وجنتها برقة ... 

" لمار ..." 

همسها فارس بصعوبة بينما انحدرت أنامله نحو رقبتها ... 

" فارس انا ...." 

لم تستطع ان تكمل حديثها....لقد شعرت بأنها ستفقد الوعي من شدة خجلها وتوترها ...

" انتِ ماذا ...؟!" 

سألها فارس هو يتأملها بحب خالص لتهمس اخيرا بنبرة مرتجفة :

" انا احبك ..." 

لم يصدق فارس نفسه ولا ما سمعه ...اتسعت ابتسامته تدريجيا قبل ان يهمس بعدم تصديق :

" يا الهي ...." 

لم يشعر بعدها بنفسه الا وهو يحملها بين يديه ويسير بها نحو السرير ...

وضعها فارس على السرير وانحنى  بجانبها قائلا :

" لمار ..." 

انتبهت له لمار لتجدها يهمس لها بجانب اذنها بنبرة ارسلت القشعريرة لجسدها :

" انا اعشقك..." 

ثم انقض على شفتيها بقبلة عميقة استجابت هي لها بكل حب  ...

                          .................


بعد مرور عدة أشهر ...

دلف فارس الى غرفته ليجدها خالية ... اتجه نحو الحمام الملحق بغرفته عله يجد لمار هناك لكنه لم يجدها ...

خرج من غرفته واتجه الى غرفة ابنه ليجدها هنا كما توقع تلعب مع الصغير ...

تأملها بملامح مرتاحة وهي ترتدي فستان عريض يظهر بطنها المنتفخ أثر الحمل ...

ابتسم عليها وعلى منظرها وهي تفترش ارضية الغرفة وتلعب مع ابنه لعبة المكعبات ...

لقد بات يشعر أنه أب لطفلين ... 

اقترب منهما وقال موجها حديثه لها :

" حبيبتي يجب ان تنهضي حالا ....والدك وزوجته على وشك الوصول ..." 

" ساعدني لأقف اذا .." 

قالتها وهي تمد يدها له ليعطيها يده تستند عليها وهي تحاول الوقوف ...

اخذت تنفص الغبار عن فستانها ثم قالت للصغير :

" هيا يا سيف... لنذهب ونستقبل جدك وجدتك...حتى لا تتهمني جدتك بأنني أحرمك منها ..." 

ابتسم فارس على حديثها وتبعها خارج الغرفة ...

دلفت لمار وهي تمسك كف الصغير بيدها الى صالة الجلوس لتجد نسريت وصفية هناك ...

كانت نسرين ترتدي ملابس الخروج فهي سترحل اليوم من البلاد...

جلست لمار في مكانها بجانب فارس وأجلست الصغير بجانبها ...

تأملتها صفية بحنان قبل ان تقول :

" ما أخبار حفيدتي ...؟!" 

وضعت لمار كف يدها على بطنها ثم أجابتها وهي تبتسم :

" بخير ..." 

نهض الجميع من أماكنهم بعدما سمعوا صوت جرس الباب يرن بينما سارعت الخادمة لفتحه ...

سارت لمار يتبعها فارس نحو الممر الخارجي للمنزل لتجد والدها وزوجته قد وصلا ...

تبادل الجميع التحية ثم جلسوا في صالة الجلوس ...

طلب عادل من لمار أن يتحدثا بمفردهما فوافقت هي على مضض ...

دلفت لمار الى الغرفة المجاورة يتبعها والدها ...

جلست على الكنبة وجلس والدها بجانبها ...

" تفضل بابا ...قل ما لديك ..." 

تنحنح الاب وقال :

" اسمعيني يا لمار ... انا ظلمتك كثيرا .... واعترف بهذا ..."

قاطعته لمار :

" لا داعي لهذا الكلام بابا ... لقد نسيت جميع ما حدث ..." 

" هذا لا يغير حقيقة أنني ظلمتك منذ وقت طويل ... " 

صمتت لمار ولم تستطع ان تقول شيء امام اصراره ليكمل الاب :

" سامحيني يا لمار ...انا اعرف بأنني لا استحق السماح ... يكفي أنني ضحيت بك في سبيل المال ... لكنني أدركت خطأي حينما تطلقتِ...شعرت حينها بالندم الكبير ..."

" ولهذا اتفقت مع فارس ان تخبئوا علي أمر إعادته لي الى عصمته ..؟!" 

قالتها لمار بضيق ليرد الاب بخجل :

" كنت مضطرا ... لقد أعادك فارس لعصمته دون ان يخبرني ...أخبرني بعد فترة ...وحينما طلب مني ان اتركك تكملين دراستك لوحدك ولا تعلمي أي شيء احترمته كثيرا ... وفرحت لأنك ستعوضين طفولتك التي حرمتك انا منها بسبب أنانيتي .." 

" ألم يكن بإمكانك أن تطلقتي منه ...؟! لقد سلبتني حق الاختيار يا بابا ...ألم تنتبه لشيء كهذا ...؟!" 

رد الاب بجدية :

" بلى انتبهت ... ولكن فارس يحبك ...وهو اكثر شخص يستحقك ...وانت تحبينه ايضا ..." 

احمرت وجنتا لمار خجلا ليقول الاب بتأكيد :

" والدليل أنك رفضتي العرسان الذين تقدموا لك في فترة دراستك ..." 

هنا تذكرت لمار امر العريس فقالت بسرعةة:

" صحيح كيف أردتني أن أوافق على ذلك العريس وأنت تعلم بأنني ما زلت على ذمة فارس ...؟!" 

ابتسم الاب وقال :

" هذه كانت خطة مني ... لم يكن هناك عريس من الاساس ...لكنني افتعلت هذه الخطة لأتأكد من كونك ما زلت تحبين فارس ....وصدقيني لو أنك وافقتي عليه لكنت أصريت على فارس أن يطلقك ويعطيك حريتك ..." 

" يا الهي لا اصدق ...لقد كانت خدعه منك ..."

" ولكن إياك ان تخبري فارس بأمر هذه الخدعة ...."

ابتسمت لمار وهزت رأسها نفيا بينما اقترب الاب منها واحتضنها وطبع قبلة على جبينها ثم قال :

" هل سامحتني ...؟!" 

اومأت لمار برأسها دون ان ترد ليتنهد الاب براحة ...

..................

خرجت لمار ووالدها من الغرفة الاخرى ليجدا فارس وصفية يودعان نسرين ...

اقتربت لمار منها وقالت بأسى مفتعل :

" هل سترحلين الان ...؟!" 

اومأت نسرين برأسها وقالت :

" نعم ...لقد تبقى القليل على موعد طائرتي ..." 

اقتربت نسرين من صفية وقبلتها ثم فعلت مع لمار المثل ...حيت فارس ووالد لمار ورحلت لتتنهد لمار براحة فهاهي قد تخلصت من نسرين... على الرغم من أن الأخيرة لم تفعل شيئا يضرها لكنها كانت تشعر بنظران الاعجاب الموجهة منها نحو فارس وهذا كان يكفي لإشعال لهيب غيرتها ...

                              .............

حل المساء ...

دلف فارس الى غرفته ليجد لمار هناك في انتظاره ممددة على السرير تقرأ في أحد الكتب الطبية ...

خلع ملابسه وارتدي بيجامته ثم جلس بجانبها وقال :

" لقد نام الجميع ..." 

" ما عدا ابنتيك ...ما زالتا تتحركان .."

ابتسم فارس بحب وهو يضع كف يده على بطنها لتسأله لمار :

" هل نام سيف ايضا ..؟!" 

" نعم ..."

قالها فارس وهو يتأملها بخبث لتقول وهي تحاول ان تسيطر على ضحكاتها :

" لن يحدث ما تفكر به يا فارس اليوم ...." 

" ولكنني اشتقت لك ..." 

قالها فارس بإستياء لترد لمار ببساطة أغاضته :

" انا هنا ...ألا يكفيك هذا ...؟!" 

هز فارس رأسه نفيا لتبتسم لمار عليه وعلى تصرفاته ... اقترب فارس منها اكثر وهم بتقبيلها حينما فتح الباب ودلف سيف الصغير راكضا نحويهما وهو يهتف ببكاء :

" كابوس ....كابوس...".

قفز الاثنان من فوق السرير نحوه ...احتضنته لمار بقوة وهي تحاول تهدئته ... توقف الصغير اخيرا عن البكاء ليهتف بنبرة طفولية :

" لقد رأيته هذاك الوحش ...." 

" حسنا حبيبي لا تخاف...لقد رحل هذاك الوحش ...." 

مسح الصغير دموعه بأنامله ثم قال :

" اريد النوم بجانبك ماما ..." 

تطلع كلا من لمار وفارس الى بعضيهما بصدمة فهذه المرة الاولى التي ينادي بها الصغير لمار بماما ...

ابتسمت لمار بحنان وهي بالكاد تسيطر على دموعها ثم قالت وهي تقبله من رأسه :

" تعال يا حبيب...سوف تنام بين احضاني اليوم ..." 

تمدد الثلاثة على السرير ليطفأ فارس الضوء وهو يتنهد براحة فقد اكتملت عائلته اخيرا ...

___


#تمت بحمد الله

اترك تعليق في المدونه 

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع