الفصل جهز بدرى فقلت أنزله
الفصل الأول:-
تجري بين الأزقة والشوارع الضيقة بقامتها الطويلة والجسد الممتلئ بعض الشئ وخصلاتها المموجة القصيره نسبيآ التي التصقت علي وجهها وجبينها لكثره تعرقها لركضها العنيف تحاول الهرب منهما ولكن صوت خطاهم أصبح قريبا جدا منها فشهقت مرتعبة من فكرة امساكهما لها وحاولت الاسراع حتي تستطيع الابتعاد عنهما ولكن هيهات فعملها بذلك المطعم استنزف قوتها وأصبحت غير قادرة علي الركض اكثر
نادمة أشد الندم انها لم تستمع له من البداية عندما حذرها من العمل وأخبرها انه كفيل بها فترة خطبتهما وجميع مستلزمات شقة الزوجية سيتكفل بتجهيزها فهما سيعيشان مع والدته ولكن كرامتها وكبريائها اللعين من يقف حائل امام الموافقه علي ما يطلبه منها
شهقت عندما وجدت نجدتها من ذلك المأزق متمثلة في شهاب زوج صديقتها الوحيدة يقف علي رأس احدي الشوارع الجانبية يتحدث مع صديقه لم تفكر في سبب تواجده في تلك المنطقة وصرخت بأعلي صوتها حتي يسمعها فقدماها لم تعد تتحمل الركض أكثر
صرخت باعلي صوتها وهي تتجه اليه قائله
شهاااااب
التفت شهاب ليري مصدر الصوت ولم تكن الا غادة صديقه زوجته العنيدة ولكن لفت نظره الرجلان وراءها فتحفز جسده وأيضا صديقه الذي يقف معه وسارا الاثنين باتجاه غادة التي وصلت اليه ووقفت وراءه تشير للرجلين خلفها هاتفه بذعر
أنجدني شهاب يريدان اختطافي
نظر شهاب وصديقه لبعضهما البعض بتحفز ثم نظر للرجلين هاتفا بشراسة
ماذا تريدان منها
اقترب منه احداهما لاويا شفتيه بتهكم
لا يعنيك ما نريده والأفضل لك ان تتركها وترحل من هنا بسلام قبل أن أقطعك لأشلاء أنت وصديقك هذا
ابتسم شهاب بشراسة للواقف أمامه يتباهي بعضلاته وجسده وكور يده في قبضة قوية ليحط بها علي فك الرجل ليجعله يترنح للخلف وهتف بعنف
انا من سيقطعك الي أشلاء
وكانت هذه بمثابة اشاره لصديقه لينقض علي الرجل الأخر لتدور بينهما معركة طاحنة انتهت بفوز شهاب وصديقه ولكن مع بعض الكدمات في وجه كلاهما في حين ان غادة تقف واضعة يدها علي فمها تنظر بذعر لما يحدث داعية الله ان تمر الليلة بسلام
نفض شهاب ثيابه من الغبار وودع صديقه وأشار لغادة لكي يغادرا تاركين الرجلين فاقدين للوعي علي الأرض
سارت غادة بجواره تخفض نظرها للأسفل غير قادرة علي التفوه بشئ
نظر لها شهاب بطرف عينيه منتظرا ان تبدأ هي حديثها وتشرح له عن سبب تواجدها هنا بذلك الوقت وماذا أراد الرجلان منها الا أنها لم تتفوه بشئ وظلت منكسة رأسها للأسفل فزفر بضيق من صمتها وهتف بتساؤل
ماذا كانا يريدان منك غادة ولم لست بمنزلك في هذا الوقت وهل يعلم ياسر ببقائك خارجا للأن
كانت تستجمع شجاعتها لتتحدث وتخبره ان الرجلان أرادا اختطافها بسبب رفضها أن تذهب معهما للتسليه فكانا يعتقدان أنها من فتيات الليل وعندما رفضت حاولا امساكها الا أنها استطاعت الركض بعيدا حتي أتي هو وأنقذها ولكن عندما سمعت اسم ياسر شحب وجهها ونظرت له بذعر فان علم ياسر لن يسامحها أبدا لأنها كسرت كلمته لن تتحمل خروجه من حياتها فهو عوض الله لها بعد شقائها
تلعثمت وهي تجيبه قائله
يي ياسر لا يعلم شيئا وأرجوك لا تخبره بما حدث فان علم لن يسامحني علي خروجي وعملي بدون علمه
غضب من تهورها وفعلتها الحمقاء فهتف بغضب
اللعنة غادة الساعة تجاوزت الواحده صباحا وتعملين بدون علمه أيضا فهو المسؤول عنك الأن كيف أصبحت بهذا التهور غادة لابد أن السجن وبقائك به هو من تسبب بهذا
لعن نفسه عندما رأي دموعها تنهمر علي وجنتيها بسبب ذكره لتلك الفترة العصيبه التي دمرت حياتها ودمرت حياته أيضا فهو الأخر رد سجون ولكن ياسر بعثه الله لها ليكون عوضا عن شقائها في الدنيا
هتف بندم شديد
سامحيني غادة لم أعي بما أتفوه بسبب غضبي منك وأعتذر لأني ذكرتك بذلك الأمر
ابتسمت له ابتسامة باهته لم تصل لعينيها فهو يظن أنها نست تلك الفترة لا يعلم أنها ستظل كالعلقم في حلقها لأخر حياتها فرفعت رأسها هاتفه بامتنان
أسامحك شهاب وأشكرك أيضا علي ما فعلته معي ولي عندك رجاء خاص
ابتسم لها ليرد بهدوء
لن أخبر ياسر بشئ غادة ولكن يجب أن تتركي العمل حتي لا يعلم وتتدهور علاقتك به
أومأت برأسها بخفوت وقد وصلت للحي الذي تقطن به ولوحت له بيدها مودعة معتقدة أن الأمر انتهي غافله عن أعين ياسر التي تراقبها ورأى ابتسامتها لشهاب وضيق عيناه متوعدا لها وغاضبا من بقائها للخارج حتي ذلك الوقت
عندما صعدت الي البناية التي تقطن بها اطمأن عليها وأثر التحدث معها صباحا فالوقت قد تأخر الأن ولكن لن يضر اتصاله بها
دلف الي حجرته راميا بجسده علي الفراش ممسكا بهاتفه ليتحدث اليها
دلفت الي شقتها التي ورثتها عن أبيها وألقت بنفسها علي الفراش غير قادرة علي الاستحمام وتبديل ملابسها
انتفضت عندما رن هاتفها وكان ياسر المتصل فابتلعت ريقها بخوف وأجابت عليه بهدوء مصطنع
السلام عليكم ياسر
أجابها بخفوت
وعليكم السلام غادة ها اخبريني كيف الحال فأنا لم أرك اليوم ولم أملك الوقت للتحدث اليك
تنهدت وثد ذهب القلق بعيدا وبدأت تسترخي علي فراشها تتحدث معه حتي باغتها بسؤاله
هل خرجت اليوم غادة فأنا لم أرك اليوم بالشارع
ابتلعت ريقها بذعر وقد ذهب الاسترخاء بعيدا وحل مكانه الخوف مرة أخرى وأجابته بنبره حاولت أن تبدو طبيعية
لا ياسر لم أخرج اليوم أبدا لقد مكثت في الشقة طيله اليوم
أنهي معها الإتصال وهو يزفر بغضب فقد خرجت بدون علمه وتأخرت للساعة الواحدة بعد منتصف الليل وأيضا وقفت مع زوج صديقتها سينتظر للصباح ليسمع مبرراتها
وضع الهاتف مكانه وتمدد علي الفراش غير قادر علي النوم ويتقلب يمينا ويسارا بلا فائده كأنه يتقلب علي صفيح ساخن
جلس مكانه ثم مسح علي وجهه وهو يزفر بعنف ثم استعاذ بالله ونهض ليقف في شرفه غرفته يتطلع لشرفتها المغلقة يتمني لو يستطيع الوصول لها الآن ومعرفة كل شئ
دلف شهاب الي منزله وجده هادئ كالعادة وممل فقد تغير كل شئ بزوجته عند دخوله السجن وغندما خرج أصبحت زوجته امرأه اخرى غير التي يعرفها لا ينكر أنه هو المخطئ وأن أفعاله منذ خروجه من السجن أصبحت متهورة ولا يبالي بأحد حتي تعامله مع زوجته لم يعد كالسابق
ألقي بجسده علي الفراش مغمضا عينيه غافلا عن تلك التي تقف تراقبه وتتأمل كل إنش فيه تتمني عودة الزمن للوراء وعودتها لحياتها السابقه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
ظلت تتأمل شعره القصير كان طويلا يلامس عنقه قبل دخوله السجن وعيناه المغمضة التي تعشق لونها الأسود أما جسده لم يعد كالسابق فقد خسر بعض الوزن بعد أن كان ممتلئ قليلا ولكن هيئته قديما كلمت تخطف الأنفاس والآن أيضا ولكن شغفها قد فقدته عندما دمر حياتهما
تنهيده حارة خرجت منها فدلفت الي غرفتهما لتنام غير مدركة لنظراته التي توجهت نحوها ترميها بسهام من العشق يخصها هي به فقط دونا عن غيرها متأملا هيئتها المحببه لقلبه بقامتها المتوسطة و شعرها البني المموج المحيط بوجنتيها الممتلئتين امتلاء محبب لعينيه وبشرتها الخمرية ولكن كانت تعطيه ظهرها فلم يتمكن من تأمل عيناها البنيه كخصلاتها
زفر بعمق وهو يمسح علي وجهه براحة يده ثم نهض واتجه وراءها
فتح الباب بهدوء كانت تعطيه ظهرها وتنزع المئزر الخفيف ثم ألقته باهمال علي المقعد لتظهر بقميصها القرمزي ثم تحركت خطوة تجاه الفراش والثانية كانت بين ذراعيه يضمها من الخلف دافنا وجهه برقبتها هاتفا بعشق
لم أحب أحدا قبلك فقط امنحيني الفرصة لأكفر عن ذلاتي نحوك
أنهي حديثه وأتبعه بضمه لها بقوة
أما هي ابتلعت ريقها بتوتر من هجومه نحوها تحاول ايجاد طريقة ليبتعد عنها ولكن عقلها المشوش لا يمنحها فرصة للتفكير وقلبها الخائن يشتاق له كثيرا ولكنها لا تريد الاستسلام المخزي له مجددا
حاولت التسلل من بين ذراعيه الا أن ذراعيه كانت كالأصفاد حولها وهو يعبر عن اشياقه الشديد لها وبدات مقاومتها تضعف فقد اشتاقت له هى الأخرى واختارت الاستسلام له ولتترك البعد جانبا الأن وهو كان أكثر من شاكرا لها لاستسلامها لا يعلم أن ذلك الاستسلام المخزي بالنسبة لها هو القشة التي ستقسم ظهر البعير وتجعلها تبتعد أكثر
في الصباح
كان يتقلب علي فراشه ووضع يده علي الفراش ظنا منه أنها نائمة بجواره إلا أن يده لامست الفراش البارد ففتح جفنيه ليري أنها ليست بجواره فنهض ليراها الا أن صوت الماء المنهمر علي أرضية المرحاض ممتزج مع صوت بكائها وشهقاتها القوية أكدا له أنها بالداخل
جلس علي الفراش يبتسم بسخريه كان يعتقد أن تقاربهما بالأمس حطم الجدران التي تقف عائق بينهما تمنعهما من العيش ككيان واحد وروح واحده ولكن شهقاتها بالداخل أكدت له أن الجدران زادت جدارا أخر لتتسع الفجوة بينهما أكثر بدلا من أن تضيق
نهض من مكانه ليقترب من باب المرحاض وطرق علي الباب بخفة فانقطع ضوت شهقاتها ومعه صوت المياه أيضا لتجيبه بخفوت
ثوان فقط وسأخرج
ذهبت لترتدى ملابسها التي أحضرتها معها فجاءها صوته الخافت المتألم
أنت بخير
صوته الذي يبدو طبيعيا ولكنها تعلم أنه يتألم مثلها قد مزقها الي أشلاء فأغمضا عيناها بألم وذهب برودها أدراج الرياح وحل مكانه صوتها الخافت أيضا
نعم بخير
سمعت صوت خطواته تبتعد ثم باب الغرفة يفتح ويغلق فعلمت أنه تركها بمفردها لتستعيد نفسها وتلملم شتاتها قبل أن تأتي لحظة المواجهة فهل سترمم علاقتهما ام ستتمزق لألاف القطع التي يصعب تجميعها مرة أخرى
أنهت ارتداء ملابسها وخرجت لتقف أمام المرأة لترى ملامحها الشاحبة واتجهت يدها للمشط كي تمشط خصلاتها المموجه بشرود وتحدث نفسها بتساؤل:
-الي متي مريم سيظل الجفاء عنوان علاقتك بشهاب؟
أنهت تمشيط خصلاتها ثم اتجهت الي الفراش لتجلس عليه لتدمع عيناها مرة أخرى فهو من دمر بيده تلك العلاقة بينهما ليذهب الحب بعيدا ويكون الجفاء أساسها
تتذكر منعها له أن لا يقترب من ابن عمه ذلك الخسيس الذى كان سببا في زج شهاب بالسجن عندما ألح عليه أن يعمل معه بالنصب علي رجال الأعمال وكان نتيجة ذلك هروب ابن عمه للخارج وتوريط شهاب والزج به في السجن لخمسة أعوام ومعه تدمير حياتهما لتنهار عقب علمها لما حدث ودخولها لحاله نفسيه سيئه أدت الي اجهاض جنينها قبل أن يري النور وكان ذلك هو ما وأد علاقتها به
خمسه سنوات عملت كبياعة في محل ملابس تتحمل تذمر مديرها ومعامله الزبائن السيئه لها من أجل كسب قوت يومها
والآن عاد شهاب محاولا ترميم تلك العلاقة ولكن هل سيعوضها حياتها البائسة طيلة السنوات التي قضاها بالسجن أم سيعيد لها شعورها بالأمان الذى افتقدته بسببه
تنهدت تتذكر صديقتها الوحيدة غادة تلك الرقيقه الهشه التي قسا الزمن عليها التي تم زجها بالسجن هي الأخرى بسبب ضربها لخطيبها التي وجدته في الفراش مع امرأة أخرى واحداث عاهة مستديمة له وكان نتيجة لذلك ضياع من عمرها ووفاه والدها من حسرته عليها لتخرج بعد ذلك الي العالم القاسي الذى لا يرحم فتاه بمفردها ولكن قد عوضها الله بياسر
دعت الله من قلبها أن يجعل قلب والدته لينا رقيقا عطوفا عليها فهى لا تريدها زوجة لابنها فمن رأيها أن غادة رد السجون تلك لا تليق بالأستاذ ياسر المربي الفاضل فهو يعمل معلما بمدرسة الحي
ابتلعت عصة بحلقها عندما استمعت الي صوته الهادئ فقد حانت لحظة المواجهة التي أجلتها كثيرا
مريم أنا وأنت بحاجة للحديث سويا لا تتأخرى أنتظرك بالصالون
نهضت بتكاسل لا تريد الخروج ورؤيته بعد ما حدث بينهما وانهيارها بالمرحاض منذ قليل ولاكن لابد من وضع النقاط علي الأحرف
خرجت اليه وجدته يذرع المكان ذهابا وايابا ويده خلف ظهره فاقتربت منه هاتفة بنبرتها التي اكتسبت الجفاء مؤخرا بدلا من الرقة واللين
لا أظن أن هناك ما نتناقش به سويا شهاب فكل شئ انتهي
كلماتها أخرت الثور من عقاله فاقترب منها ممسكا بكتفيها بيديه وهو يضغط عليهما بقوه وعيناه الداكنة من غضبه الشديد وأنفاسه الهادرة التي تلفح صفحتي وجهها فأغمضت عيناها بترقب لردة فعله فجاءها صوته القوى
بلي مريم هناك ما سنتناقش به
أزاحته عنها بحدة واستدارت توليه ظهرها وهي تحيط ذراعيها بيديها وذكرى القبض عليه وزجه بالسجن وفقدان جنينها تلوح في الأفق فهتفت بألم ينهشها ويمزقها الي أشلاء
لا أظن ذلك شهاب فقد تنازلت عن كل شئ حتي أحقيتك في الحديث معي عندما استمعت لذلك اللعين ابن عمك وسرت معه في الطريق الخطأ
ألمه نبرتها المنكسرة ولكنه انسان وأخطأ ثم تاب وندم ألا يستحق الغفران منها
اقترب منها يحاول وضع يده علي كتفها ولكن غصة مؤلمة بقلبه منعته من الإقتراب منها فأغلق قبضته بقوة زافرا بعنف ثم قال بهدوء عكس المراجل المشتعلة بصدره
ألا يستحق حبنا فرصة أخرى مريم فقط فرصة واحدة ودعيني أصلح ما أخطأت به
التفتت اليه بحدة تنظر اليه بعيناها الحمراء والغضب جليا علي محياها ورفعت يداها لتدفعه بصدره هاتفة بشراسة
هل ستعوضني عن حياتي البائسة التي تسببت بها أم ستمنحني الأمان الذى أفتقده حتي بوجودك
تهدلت يدها للأسفل لتمسك ببطنها قائلة بنبرة منكسرة
أم ستعوضني عن طفلي الذى مات قبل أن أراه وأضمه الي صدرى
تحولت نبرتها للشراسة مرة أخرى وهتفت بقوة
اخرج من حياتي شهاب فقد مللت منك ولا أطيق تحملك بعد الأن فقد ارحل ودعني أحيا بسلام
تحرك فكه بعنف واصطكت أسنانه بعنف وخرج من المنزل صافعا الباب خلفه بقوة انتفضت لها ولكنها حاولت التماسك فما كسر بداخلها لا يمكن إصلاحه
رنين الهاتف كان سببا بايقاظها من نومها فنهضت بتثاقل وكان المتحدث ياسر فأجابت بخفوت
صباح الخير
لم يرد تحيتها الصباحية وقال بجمود
غادة أنتظرك بمطعمنا المعتاد بعد ربع ساعة لنتناول الفطور سويا قبل أن أذهب لعملي الي اللقاء
أغلق الهاتف عبر انتهائه من حديثه فتأففت بضيق ثم نهضت لتعد نفسها قبل الذهاب
أما هو استدار ليجد أمه ترمقه بغيظ ثم غادرت حيث صالة منزله الذى يقيم به برفقتها فتنهد بضيق ثم لحقها ومال عليها يقبل رأسها قائلا بحب
صباح الخير أمي
رمقته بأعينها بضيق ثم التفتت للجانب الأخر هاتفة ببرود
صباح الخير بني
اعتدل بوقفته هاتفا بهدوء
أراك علي الغداء أمس فقد وعدت غادة بتناول الفطور معها وداعا
غادر ياسر أما والدته زفرت بغل من تمسكه برد السجون تلك ونظرت امامها بقهر تود رؤيته مع فتاة تسر الأعين بحسبها ونسبها أما تلك اليتيمة رد السجون فلا تشرفها اطلاقا
جلست علي طاولة بالمطعم البسيط تنتظره وبعد قليل وجدته قادما باتجاهها وسحب المقعد ليجلس أمامها بدون ان يتفوه بشئ ثم طلب النادل ليطلب منه الطعام وعندما غادر قال بجفاء
ألا يوجد شئ تودى إخبارى به كرفقتك أمس لزوج صديقتك....
جحظت عيناها من الصدمة ودارت حدقتاها بتوتر لم تحسب أمر رؤيته لها أثناء عودتها ليلا والأدهي أنه رأها برفقة شهاب ماذا تفعل الأن هل تخبره عن عملها ولكن كيف ستبرر تواجد شهاب معها بالأمس بالتأكيد
عندما طال صمتها كان غضبه قد وصل الي ذروته فضرب الطاولة بيده بغضب أجفلها وجعلها تنظر اليه بريبة ثم حسمت أمرها ستخبره وليعينها الله علي رد فعله
ضمت قبضتيها بجوار بعضهما أسفل صدرها ونظرت للطاولة أمامها غير قادرة علي النظر بعيناه الثاقبة ستخبره فقط بعملها وأنها قابلت شهاب صدفه وأصر علي ايصالها اما من حاولا الاعتداء عليها لن تذكر سيرتهما مطلقا أجلت حلقها قائلة بصوت أقرب للهمس
كنت في عملي الجديد وقابلني شهاب بالصدفة وأصر علي ايصالي لأن الوقت قد تأخر
انتهت من سرد القصة وانتظرت رده وعندما طال صمته احتارت في تفسير نظراته الثاقبة نحوها همست بخفوت متوسل
ألا تصدقني ياسر
دارت عيناه في المكان يحاول صرف نظره وغضبه عنها حتي لا يؤذيها ثم عقد ذراعيه أمام صدره ونظراته مثبتة أمامه علي الطاولة مجيبا ببرود
ومن قال أني لا أصدقك غادة
ابتسمت بهدوء له ولكنه وأد تلك الابتسامة عندما أكمل حديثه
ولكني لن أمرر لك عملك بدون علمي وعودتك للمنزل بوقت متأخر
يتبع....
الفصل الثاني هينزل أول ما يجهز بس ياريت ألاقي تفاعل وبلاش ملصقات وقلوب عاوزة أعرف رأيكم ناقشوني في الفصل وأحداثه
دمتم بخير...
الفصل الثاني:-
انتهت من سرد القصة وانتظرت رده وعندما طال صمته احتارت في تفسير نظراته الثاقبة نحوها ؛ همست بخفوت متوسل:
ـ ألا تصدقني ياسر .
دارت عيناه في المكان يحاول صرف نظره وغضبه عنها حتي لا يؤذيها ، ثم عقد ذراعيه أمام صدره ونظراته مثبتة أمامه علي الطاولة مجيبا ببرود:
ـ ومن قال أني لا أصدقك غادة.
ابتسمت بهدوء له ولكنه وأد تلك الابتسامة عندما أكمل حديثه:
ـ ولكني لن أمرر لك عملك بدون علمي وعودتك للمنزل بوقت متأخر .
حاولت التبرير له :
ـ كنت فقط أريد مساعدتك في العفش فلن تستطيع التحمل وحدك ولم أخبرك لرفضك القاطع مسبقا .
زفر بضيق يحاول تدارك الأمر تلك المرة قائلا :
ـ لم دوما تتصرفين من رأسك أخبرتك أننا سنقطن مع والدتي بنفس الشقة انها كبيرة ما سأغيره هو غرفة النوم والمعيشة فقط ودهانات الحوائط.
ـ وماذا عن ملابسي ياسر علي الأقل اتركني أبتاعها .
عض علي شفتيه بضيق؛ قائلا وهو يدس يده بجيبه يخرج منها بعض الأموال، ثم وضعهم أمامها :
ـ خذى تلك الأموال غادة وابتاعي ما تريدين من ملابس تلزمك .
قطبت جبينها متسائلة :
ـ كيف حصلت عليها؟
أجاب بهدوء :
ـ اشتركت في جمعية كبيرة أعطيتك جزء من المال والباقي سأقوم بتجهيز مستلزمات الشقة به لأنني أنوى الزواج منك في غضون شهر ونصف لن أنتظر أكثر .
ابتسمت له وأخفضت عينيها للأسفل كيف تخبره أنها تعشقه كثيرا خجلها الفطرى يمنعها من البوح بمكنون مشاعرها فقط تنتظر لتصبح زوجته وتبوح بكل شئ .
نظرت له مرة أخرى ورأت التجهم يحتل تقاسيم وجهه ؛ فزفرت باحباط قائلة :
ـ أسفه وأعدك ان أترك العمل فقط ابتسم لا أحب رؤيتك عابسا هكذا .
رفع حاجبه لها ونظر باتجاه النادل القادم اليهما يحمل الطعام :
ـ قلت لن أمررها لكي تلك المرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتدت يده كي تمسح عرق جبينه زافرا بضيق؛ وهو يكمل العمل بالسيارة التي أمامه فلم يجد وظيفه سوى امتهانه لحرفته القديمة "ميكانيكي سيارات" قبل أن يقابل ابن عمه الحقير ويجر قدميه لطريقه الخاطئ .
تنهد بثقل وكأن هموم العالم تجمعت فوق رأسه ومازالت مناقشة اليوم الحادة تعكر صفو يومه كيف يتركها وهي داء القلب ودوائه هي حبيبة الطفولة والصبا لن يتركها مهما ترجته أن يفعل سيظل يحاول ويحاول مادام في العمر بقية .
أنهي العمل بالسيارة ثم جلس علي المقعد المجاور يتناول كوب الشاي ومازال عقله في ماراثون يفكر كيف يجر قدميها لتستكين بعرينه مرة أخرى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حبي لك شهاب هو اللعنة بحد ذاتها فقد ولدت موشومة بك لا أنا قادرة علي الفكاك منه ولا التعايش معه .
حبي اللعين هو ما يربطني بك أشعر بقلبي مقيد لا يخضع لسيطرتي بقائي معك لتلك اللحظة بعد ما حدث بسبب دقات قلبي التي لا تعرف مالك لها سواك .
أشعر أنني أدور في متاهة لا أعرف فيها رأسي من قدماي فقط ما أعلمه هو أنك تقف في نهاية المطاف فكل الطرق تؤدى اليك .
امتدت أناملها لتزيل عبراتها المنهمرة بشدة علي خديها؛ كيف تطلب منه الخلاص وهو حبيبها صاحب الحلم الوردى الذى ظلت تعيش به لفترة طويلة قبل أن تستيقظ علي كابوس زجه بالسجن .
تنهدت بقلة حيلة لن تطلب منه الطلاق مجددا فبعد ما حدث بينهما البارحة أكد لها أنها لن تستطيع تركه والرحيل بعيدا ولكن هنا تكمن المعضلة فلا هي قادرة علي الرحيل ولا البقاء أيضا...
تركت الطعام علي الموقد وجلست تنتحب بجواره :
ـ أه شهاب متي سأتعافي من حبك ؟!
بعد قليل نهضت مجددا كي تكمل اعداد الطعام بعد أن اتخذت قرارها ستبقي معه ولكن بغرفة أخرى لحين اشعار أخر اما أن يأتي الخلاص أو تلتئم جروحها وتعيش الحلم الوردى مرة أخرى ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارت غادة عائدة الي منزلها مرة أخرى والتجهم هو عنوان ملامح وجهها بعد أن تركها ياسر وغادر لعمله غاضب منها .
ابتسمت بسخرية هاتفة :
ـ غاضب لأنني لم أخبره بعملي ااااه لو تعلم ما حدث أمس ستقيم الدنيا فوق رأسي بالتأكيد .
قاطع سيرها صوت بعض النسوة قائلة بامتعاض :
ـ رد سجون وتأخذ أفضل شاب بالحي أين العدل في ذلك حظها جيد بنت عامل اللحام .
مصمصت أخرى شفتيها هاتفة ببغض ظهر جليا علي قسمات وجهها :
ـ معك حق فوزية فمن كان يصدق أن ياسر زينة الشباب يتقدم لخطبتها ويترك بنات الحي الجميلات المهذبات .
اشتعل بريق الغضب في عينيها والتفت للمرأتان تطالعهما بكره ؛ ثم سارت حيث يقفان قائلة باستياء:
ـ ان تفوهت احداكما مرة أخرى سأخرج لسانها من فمها لألفه علي رقبتها حتي تختنق وأتخلص منها نهائيا .
تقدمت فوزية لتلكزها بكتفها قائلة :
ـ أريني كيف ستفعلينها يا رد السجون؟
أغمضت عيناها قليلا؛ ثم نظرت لهما بكره وشمرت ساعداها لتجذب المرأة للأرض وتجثو فوقها قائلة بتهديد :
قسما بالله من ستدخل ستكون مكانها ولم يأخذها من يدى سوى الموت .
تراجعت النساء التي التفت حولها بخوف من قوتها الظاهرة للعيان يتعجبن من تلك الرقيقة الهشة التي تغيرت كليا عندما تم الزج بها في السجن .
كانت بمطبخ منزلها تعد الطعام لوحيدها فانتفضت بشهقة عندما سمعت صوت النساء الصارخ بالأسفل ، فتركت ما بيدها ثم دلفت للشرفه لتعلم ما يحدث بالأسفل ؟!
جحظت عيناها بصدمه عندما رأت غادة خطيبة ولدها تجثو بكل قوتها فوق فوزية جارتها فلطمت وجهها بقوة قائلة :
ـ تلك اللعينة ستفضح ابني في الحي .
هبطت للأسفل بسرعة وانقضت علي غادة تمسكها من ذراعها بحدة قائلة :
ـ هل جننت اتركيها فورا .
لو كان أحدا أخر غير حماتها لما تركت تلك المرأة صاحبة اللسان الطويل أبدا ..
زفرت بضيق، ثم استجابت لجذب حماتها العنيف لذراعها وتركت المرأة التي أصبحت تبكي وتولول ..
جذبتها حماتها للأعلي؛ فجذبت غادة ذراعها منها قائلة :
ـ سأصعد معك ولكن ليس بتلك الطريقة فلست بهيمة ليتم سحبها خالتي .
جزت المرأة أسنانها بشدة واستدارت صاعده للأعلي تلحق بها غادة .
دلفتا سويا لغرفة المعيشة وفجأة تعالي صوت حماتها "حكمت" :
ـ هل جننت لتقومي بتلك الأفعال في الشارع لا يهمني مظهرك بتاتا ولكن فكرى قليلا بمظهر ابني وخطيبته تتعارك مع النسوة في الحي .
أجابت غادة بثبات تحسد عليه :
لا أظن أنني أسأت لمظهر ياسر بشئ .
ردت حكمت بغيظ :
ـ وما فعلته بالأسفل؟
أجابتها ببساطة اشتعل لها حقد حكمت:
امرأة أخطأت بحقي وقمت بتهذيبها.
أدركت حكمت أن تلك الطريقة لن تجدى نتيجة معها ؛ فحاولت استعطافها بنبرة بائسة وهي تتهالك علي المقعد المجاور تبكي بمسكنة :
ـ حاولي فهمي قليلا انه وحيدى ولا أريد مساس سمعته بشئ حلمت بتزويجه من أفضل الفتيات ولكنك حطمتي كل شئ حين ظهرتي بحياته أنا أمه وأخاف عليه لن تتفهمي موقفي الا عندما تصبحي أما مثلي.
ردت ببرود :
ـ وهل زواجه مني سيسيئ لسمعته خالتي .
أجابت بخفوت:
ـ عراكك بالأسفل ألم يكن بشأن دخولك السجن وزواج ياسر منك صحيح غادة.
قلبت عيناها بضيق هاتفة :
ـ نعم تلك المرأة البغيضة لسانها يحتاج للقص .
وضعت حكمت وجهها بين كفيها قائلة :
أرأيت هذا ما كنت أخاف منه مستقبل ابني أصبح علي المحك بسببك ان كنتي تحبينه كما تقولي لما تفعلين به ذلك .
ضيقت غادة عيناها و قد فهمت مقصدها وماذا تريد؟
ماذا تريدين خالتي ؟
ـ اتركيه!
كلمة واحدة من ستة أحرف كفيلة أن تجعلك تسقط من سابع سماء لسابع أرض .
ارتسم اليأس وقلة الحيلة علي محياها هاتفة بهمس خافت:
ـ هل هذا ما تريدينه خالتي؟
ـ من أجل مصلحته ان كنت تحبينه كما تقولي
أخفضت بصرها للأرض تقول بقهر :
ـ حسنا كما تريدين .
لمعت عين والدته ببريق الانتصار الذى لم يكد يظهر حتى تم وأده بسرعة عندما تعالت ضحكات غادة الساخرة تقول :
ـ رائع جو الروايات المبتذلة تلك.. الحماة تقول لعروس ابنها اتركيه من أجل مصلحته والفتاة الخانعة البسيطة تفعل ذلك بطاعة.
صمتت قليلا تراقب ملامح حماتها القاسية ثم تابعت بحدة :
ـ بأحلامك خالتي لن أتركه أبدا فهو عوض الله لي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالت ضحكات مريم العالية قائلة :
ـ تلك العجوز الخبيثة كانت تلعب عليك لتتركي ابنها .
شاركتها غادة الابتسام قائلة :
ـ بأحلامها حبيبتي تظنني لا أعلم أنها تريد تزويجه بابنه شقيقتها تلك الحرباء الملونة.
ضحكت مريم مرة أخرى قائلة بخفوت عندما أحست بقدوم زوجها شهاب :
ـ وماذا ستفعلين يا خائبة الرجا .
قلبت غادة عيناها بملل :
لا يهمني أمرها فقط أريد التفكير بشئ لمصالحة ياسر .
ردت مريم بضيق:
غادة تركك لعملك كان أفضل شئ فعندما أخبرتني بما حدث أمس لولا وجود شهاب ورفيقه لكنت بخبر كان .
تمتمت غادة بحمد الله ؛ وقالت وهي تهم بالرحيل:
اشكريه مرة أخرى بالنيابة عني فعلي الذهاب الأن .
أمسكتها مريم بشدة قائلة بقوة:
لا والله ستأكلين معي انا وشهاب لن أتركك اليوم .
أمام الحاح مريم واصرارها جلست غادة علي مضض تفكر بطريقة تقوم فيها بجعل ياسر يسامحها .
وضعت مريم الطعام أمام شهاب وعندما همت بالرحيل أمسك بساعدها قائلا بابتسامة باهتة :
ـ ألن تتناولي معي الطعام .
أجابته ببرود:
ـ غادة هنا وسأتناول معها الطعام بالداخل.
دلفت للداخل فأمسك بالمعلقة يملؤها بالأرز ليدسها بفمه شاعرا بالحنق منها ومن صديقتها ومن نفسه أيضا .
أثناء تناول الطعام راجعت الصديقتين ذكرياتهما سويا وسط جو هادئ يشع بالحنين للماضي ، وأيضا تطرقت فيه غادة لتلك الفترة الصعبة التي قضتها بالسجن فشفقت عليها مريم وهي تتطلع نحو الباب الذى يحجب عنها معذبها فكيف كانت فترة سجنه هو الأخر فبالتأكيد كانت قاسية فكيف يكون شعور المرء وهو مقيد فاقدا لحريته كالطير المقصوص ريشه .
انتبهت غادة علي تحديقها المستمر بالباب القابع خلفه زوجها وابتسمت بخبث قائلة :
ـ هل تصافيت مع هولاكو حبيبتي أرى ذلك من تحديقك للباب المتوارى خلفه زوجك .
ابتسمت مريم عندما تذكرت لقبه قديما بالحي فقد كان يتفاخر بعضلاته القوية وأجابت بتنهيدة خرجت معبأة بالهم :
ـ الامر يزداد سوءا غادة لا أنا قادرة علي مسامحته ولا قادرة علي تركه الأمر صعب
تلك الفترة الصعبة التي مررت بها وهو بالسجن قتلت كل المشاعر بداخلي أصبحت امرأة أخرى غير ما كنت عليه هل تفهمينني؟
ردت بخفوت :
ـ أفهمك حبيبتي والأن علي الرحيل قبل أن يخرج هولاكو من مخبأه ويزج بي للخارج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكفي أمي بالله عليك ..
نهضت حكمت لتقف أمامه هاتفة بضيق:
لا ياسر لن أصمت اليوم ستتركها شئت أم أبيت يكفي الفضيحة التي افتعلتها بالحي اليوم .
عض علي شفتيه بضيق قائلا :
ـ غادة لن تفعل ذلك الا إن استفزتها تلك المرأة أنا أعرفها جيدا .
نظرت له بقهر من تعلقه الزائد بها ؛ وأردفت بنفاذ صبر :
ـ استفزتها أم لا هل ما فعلته تصرف يليق بفتاة يكفي سيرتها المبهرة التي تلاحقها بكل مكان .
قال بنفاذ صبر :
ـ أمي ماذا تريدين بعد تلك المقدمة الطويلة.
ـ اتركها وتزوج بسحر بنت خالتك .
ـ علي جثتي أمي .
تركها تغلي والحقد يلمع بحدقتيها أكثر ودلف لغرفته كي لا ينفعل أكثر فهي بالنهاية أمه .
أمسك هاتفه يتصل بها وانتظر الرد ..
بدأ المكالمة بالسؤال عن أحوالها ثم هتف بضيق :
ـ هل يصح ما فعلته اليوم بالحي غادة .
انتظر ردها وأجاب بهدوء عكس الانفعال بالخارج منذ قليل :
ـ كان يجب أن تأتي الي وتخبريني وسأتحدث مع زوجها ليعيد تقويمها كي تبتعد عنك لا أن تقومي بضربها وسط الشارع .
ـ حسنا غادة في المرة القادمة هدأي من حالك قليلا وفكرى بعقلك قبل أن تتهورى مرة أخرى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألقت الهاتف بضيق علي الفراش ؛ فبالتأكيد والدته هي من أخبرته بما حدث .
ـ حمدا لله أنه عاقل ومتفهم ولا ينساق وراء أحاديث والدته فإن كان عكس ذلك لكان تركني الأن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست بغرفتها تقضم أظافرها غيظا من رد فعله كان يجب أن يتركها بعد ما افتعلته من فضيحة أمام الجميع لا أن يبرر موقفها كالعادة ...
أضاء هاتفها برقم شقيقتها ، فأغلقته لا تريد أن يلومها أحد فما ستفعله هو وضع البنزين أكثر علي النار وتجعلها تشتاط غضبا أكثر وهي لا تريد ذلك .
تريد التريث والتفكير قليلا كي تجد طريقة مضمونه تزيحها بها عن الطريق.....
يتبع......
يُسمعني حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ زخات
يحملـني معـهُ يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ .. وحُزمـةَ أغنيـات
يهديني شمسـاً
يهـديني صيفاً
وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات !!
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي إلا كلمات !!
"نزار قباني"
الفصل الثالث:-
جلست بغرفتها تقضم أظافرها غيظا من رد فعله كان يجب أن يتركها بعد ما افتعلته من فضيحة أمام الجميع لا أن يبرر موقفها كالعادة
أضاء هاتفها برقم شقيقتها فأغلقته لا تريد أن يلومها أحد فما ستفعله هو وضع البنزين أكثر علي النار وتجعلها تشتاط غضبا أكثر وهي لا تريد ذلك
تريد التريث والتفكير قليلا كي تجد طريقة مضمونه تزيحها بها عن الطريق.....
ازدادت المكالمات من جهة شقيقتها فزفرت بضجر ثم أجابت قائلة
كيف حالك حبيبتي
صمتت قليلا تسمع ردها ثم قالت بتنهيدة
صفاء لا تبدأي فأنا عندى ما يكفيني
حسنا صفاء تعالي غدا لنتحدث مع السلامة
القت الهاتف بعنف وحدثت نفسها بضيق
كله من رد السجون تلك أنال تقريعا من شقيقتي بسببها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبدل ملابسه وهبط من منزله متوجها نحو القهوة الاي يجلس عليها لطفي زوج فوزية
ألقي السلام علي المتواجدين ثم اتجه اليه قابضا يديه بقوة جواره قائلا
هل يصح ما فعلته زوجتك بخطيبتي
نظر له لطفي بتهكم قائلا
وماذا فعلت زوجتي هي لم تخطئ بشئ خطيبتك من تهجمت عليها وضربتها أمام الجميع
أمسكه ياسر من تلابيبه بشدة وجذبه اليه قائلا
في المرة القادمة ان تجرأت زوجتك واقتربت مرة أخرى من خطيبتي سأتي اليك واوسعك ضربا أمام الجميع وسيقول الناس لو كان قد علم زوجته الأدب ما تمت اهانته هكذا هل فهمت
ابتلع الرجل ريقه من هيية ياسر الغاضبة وهز رأسه موافقا غير قادرا علي الرد
جذبه شهاب واتجه به الي احدى الطاولات قائلا بهدوء
تعال ياسر والمرة القادمة سندق عنقه سويا فقط هدأ من نفسك
جلس ياسر أمامه يتنفس بضيق قائلا
رجل دنئ يترك زوجته هكذا تتطاول علي الناس
ابتسم شهاب مازحا
لم أغلبك منذ زمن في لعبة الطاولة
انتقلت الابتسامة لياسر وتحسن مزاجه قليلا
أنا من سيغلبك هذه المرة يا هولاكو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت غادة بهدوء عبر تطبيق الدردشة
صحيح مريم بسبب ما حدث اليوم لم أستطع إخبارك أريدك أم تأتي معي غدا لنشترى الثياب الخاصة بعرسي ياسر قد أعطاني المال
ابتسمت مريم هاتفة
سأخبر شهاب وأتي معك غدا لنبتاع حاجياتك يا عروس
ضحكت غادة بشدة قائلة
بمناسبة العروس زواجي بعد شهر ونصف يا مريوم
زرغودة عالية أطلقتها مريم لتتسع ابتسامة غادة شاكرة الله أنه أعطاها صديقه مثلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد الي منزله يتنهد بيأس مستحكم بكل ذرة منه لا يبدأ صولات حزنه وندمه الا عندما يعود لعش الزوجية شاعرا بها تتجول بأرجاء المنزل عدا المكان المتواجد به
ألقي المفاتيح باهمال علي الطاولة بجانب الفراش ثم ألقي نفسه عليه بقوة يزفر بضيق
كيف يمكنه التحمل هكذا فنظراتها نحوه كسوط حاد يضربه بقسوة حتي يتقطع جلده
مضت دقائق قليلة وهو مازال راقدا علي الفراش وقدماه تتدلي للأسفل مغمض العينينن قاطب الجبين عابس الوجه
انتبهت حواسه علي صوت أقدام خافتة لم تكن الا لمعذبة فؤاده فانتفض جالسا علي الفراش وجدها أمامه تفرك يديها بتوتر وعيناها مثبته عليه
تنحنح يجلي حلقه محاولا تخليصنفسه من براثن تأثيرها المهلك عليه وقال بصوت خرج خافتا
هل هناك شئ مريم
أجابت بنبرة أقرب للهمس
أردت اخبارك أن غادة طلبت مني الذهاب معها غدا لابتياع ملابس عرسها
هز رأسه قائلا ببرود
حسنا اذهبي معها فأنا علي أي حال عندى عمل كثير غدا ولن أعود الا مساءا
شكرته بخفوت واستدارت لترحل فأمسك معصمها يديرها نحوه وقد وقف بسرعه قائلا
هل يمكنك المبيت هنا معي الليلة
ابتلعت ريقها بتوتر وزاغت عيناها فقال بسرعة
نامي معي بالغرفة لن أقترب منك أعدك
لم تستطع الرفض أمام الحاح عيناه وتوسله المبطن فاتجهت علي جانبها من الفراش مولية اياه ظهرها فلاحظ حالة التوتر الظاهرة من انتفاضة جسدها أسفل الغطاء فابتسم ونام علي جانبه من الفراش محدقا بظهرها والابتسامة مرسومة علي ثغره فرحا أنه استطاع النفاذ اليها قليلا وازالة بعض العوائق من علاقتهما المعقدة
داعب النوم جفونه فاستسلم لسلطانه ومازالت تلك الابتسامة مرسومة علي شفتاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي
هتغت مريم بغيظ
قلت سنبتاع ذلك القميص الأحمر غادة
ردت بحنق
ولكنه قصير جدا كيف سأرتديه
أجابت مريم بنفاذ صبر وهي تجز علي أسنانها
حبيبتي سترتديه بغرفة نومك بالتأكيد ليس في الشارع
صمتت غادة بضيق وتركتها تبتاع الملابس التي تريد الي أن هتفت مرة أخرى بغيظ
يكفي ملابس للنوم مريم هل سأظل بالمنزل للأبد لن أخرج مطلقا اريد ملابس للخروج
ابتسمت مريم لها ولم تجيب وصارت تنتقي الملابس غير عابئة لها ولتذمرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرجوك أمي من أجلي
زفرت بغضب
لا ياسر لن أفعل ذلك فهو أقصي من تحملي
ألح عليها مرة أخرى بتوسل
أليس لي خاطر عندك أمي ألن تضغطي علي نفسك قليلا من أجلي
استدارت اليه هاتفة بضيق
قلت لا
نهض من جوارها بضيق واستدار ليغادر الي غرفته بحزن مصطنع قائلا
كنت أعلم أمي أن سعادتي لا تهمك بشئ أعتذر إن كنت أزعجتك
حزنت لحزنه فنادت عليه بسرعة قائلة
انتظر بني سأفعل ما تريد ولكني لست موافقة أيضا علي زواجك منها
ابتسم بسعادة ثم محا تلك الابتسامة واستدار اليها بوجه جامد قائلا
لا أمي لا تفعلي شيئا لا ترغبي به
زفرت بضيق قائلة
لا تحزن بني سأهاتفها أعطني رقمها
أملاها الرقم بسرعة فاتصلت عليها وانتظرت الرد
ثم قالت بتهكم
من معك!! لا تعرفين صوت حماتك يا فتاة
المهم أنت مدعوة اليوم لتناول الطعام بمنزلي لا تتأخرى الي اللقاء
أنهت حديثها وأغلقت الهاتف بدون أن تنتظر ردها واستدارت لياسر الذى يرمقها بأعين ضيقة فقالت ببراءة
الخط فصل بني سأبتاع خط جديد فشبكة الإتصالات تلك رديئة للغاية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت مريم بأعين متسعة تنظر للهاتف بيدها قائلة
أكانت هي من تحدثني أم أنني أتوهم
لم لا تحتفظين برقم حماتك غادة
انها أول مرة تتحدث معي بالهاتف
ضحكت مريم بشدة قائلة
وتدعوك للغداء أيضا يا فتاة
ردت غادة بغيظ
أقطع يدى ان لم يكن ياسر هو من ألح عليها
جذبتها مريم قائلة
هيا لنكمل الشراء حتى لا تتأخرى عن موعدك فيجب أن تبدلي ثيابك قبل الذهاب لهناك ارتدى أحد الأطقم الجديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست حكمت قليلا تفكر ماذا تفعل في شقيقتها القادمة برفقة ابنتها بالتأكيد لا يمكن أن تجتمع مع خطيبة ابنها فستفتعل شقيقتها المشاكل وغادة لن تمرر الأمر
جلست تفكر قليلا كيف يمكنها منع اللقاء هي أم بالنهاية وسعادة وحيدها أهم فأمسكت هاتفها تطلب شقيقتها وعندما أجابت قالت
كيف حالك شقيقتي
اتصلت لأخبرك أنني ذاهبة خارج المنزل اليوم لزيارة صديقة لي مريضة ولن أكون بالمنزل فتعالي غدا بدلا من اليوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت غادة متعبة الي المنزل فجلست ترتاح قليلا ثم نهضت لتحمم وتجهز نفسها كي تذهب لذلك الغداء
ارتدت بلوزة تصل لركبتيها باللون الأزرق الباهت وبنطلون جينز باللون الأبيض وتركت شعرها القصير ثم أمسكت حقيبتها وتوجهت نحو منزل ياسر
وضعت حكمت اللمسات الأخيرة علي الطاولة ونظرت لياسر بضيق
متي ستأتي ست الحسن والجمال هل سننتظرها للمساء
قاطعها رنين الجرس فنظرت بتهكم لابنها الذى ذهب بسرعة متلهفا ليفتح لها الباب
ابتسمت له قائلة
كيف حالك ياسر
مال عليها قائلا بخفوت
اشتقت لك
لم تجيبه واكتفت بالابتسام فقاطعهما صوت حكمت
الطعام برد
دلفت غادة برفقة ياسر للداخل وسلمت علي حماتها ببرود كالعادة والتف الجميع حول السفرة في صمت مطبق فقط يتناولون الطعام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت ذات الجسد الرفيع والطويلة بعض الشئ صاحبة الشعر المصبوغ الي غرفة أمها قائلة بغضب
ألم تقولي أن خالتي غير متواجدة بالمنزل اليوم
نعم سحر هيمن قالت لي ذلك
صرخت بغيظ قائلة
اذا رد السجون تلك ماذا تفعل ببيت خالتي وهي غير متواجدة
نهضت صفاء بسرعة قائلة بغضب
اذا ياسر يأتي بها للمنزل وأمه غير متواجدة هيا بنا كي نحط عليهم وأعلم ما يدور بمنزل شقيقتي بغيابها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهي تناولهم للطعام فنهضت غادة لتلملم الأطباق مع حماتها فلم ترفض حكمت والتزمت الصمت
جلسوا جميعا يحتسون الشاي في جو هادئ فبرغم ضيق حكمت من تواجد غادة الا أنها لم ترد مضايقتها حتي لا يحزن ولدها
قاطع جوهم الهادئ صوت طرقات عنيفه علي باب المنزل
يتبع.....
بعتذر علي قصر الفصل لكن هينزل فصل تاني أخر الإسبوع باذن الله
لجسمك عطر
لجسمك عطرٌ خطير النوايا....
يقيم بكل الزوايا...
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعيش على سطح جلدي شُهوراً
كما ورْدةٌ في كتاب
ويضحك منّي ....
إذا ما طلبت إليه الذهاب ....
يُعَربش عطرك فوق الرفوفِ
وفوق الخزائن
ويمشي بكل الدهاليز ِ
يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير , ليلاً
ويدخلُ تحتَ الثيابْ
لجسمك رائحة لا تريد السفرْ
تطاردني , كرجال المباحث , ليلاً ونهاراً
وتدخُل في الجلد .....
مثل القضاء ومثل القدَر
فتجلس في اي مقهى جلست
وتعبر أي رصيف ٍ عبرتْ
وتقرأ أي كتاب قرأت
وتمشي معي , حين تصحوا السماء
وتمسكني من يدي ........ حين يَهْمي المطَر .
لجسمك عطرٌ
شديد الذكاء , كثير الغرابهْ
يشابه صوت الكمنجات حيناً
وحيناً يشابه صوت الربابه
يشاركني في صياغة شِعري
ويدخل بيني وبين الكتابه
لعطرك ظفرٌ طويل ........ طويل
يغوص بلحمي
ولحم الشراشف ليلاً
ويمنعني أن أنام
أحاور ليلاً ........سفرجلتين دمشقيتين ْ
فأكتظ بالعطر , قبل ابتداء الحوارْ
وأكتظُّ بالشعرِ ,قبل ابتداء الحوارْ
وينفجر البرق تحت قميصي ....
ونُسقطُ من ركبتيكِ الحُلى والثِمار
فيا إمرأةً حاصرتني طويلاً ......
بعطر السفرجلِ
من قال اني أضيق بهذا الحصار ْ ؟
ومن قال اني أخاف مواجهة الموج والعاصفة ْ؟
فإني بقطرة عطرِ صغيرهْ ..
سأغزوآ أعالي البحارْ ..!!
لجسمكِ عطرٌ به تتجمع كلُ الأنوثهْ
وكلُ النساءْ
يدوخني كالنبيذ العتيقْ
ويزرعني كوكباً في السماءْ
ويسحبني من فراشي
إلى أي ارض يشاءْ
وفي أي وقتٍ يشاء
لجسمكِ رائحة الشام تملأ صدري
فخوخٌ ....وتين ...ولوزٌ ......وماءْ
فكيف أشم على شفتيكِ الربيعْ ؟
ونحن بعزّ الشتاءْ ؟
يقول سفرجل عينيك .... حين يراني
كلاماً جميلاً ...
يقول الذي لم تقلهُ جميع ُ اللغاتْ
يحرض بحر الرجولةِ في داخلي ..
ويقترف المعجزات ......
ويصنع غزل البنات صباحاً
ويصنع غزل البنات مساءً
وعند الظهيرةٍ ,
يصنع خيطان غزل البنات!!
أنا ضائعٌ تحت أمطار عطرك
بين الجنوب وبين الشمالْ
وبين رائحة البنِّ تجتاحني
ورائحة البرتقالْ
سلام على شامةٍ في ذراعكِ
تغفو كحبةِ هالْ...........
سلام على أي ملقط شعرٍ
نسيناه تحت الرمال ْ
سلام على القلب ..
يأخذُ في أول الشهر ,
شكل الهلال !!
سلام على جسدٍ كالخرافة
يفتحُ كالورد أجفانهُ
ويختار عَني فطور الصباح
ويسكب لي قهوتي بيديهِ
فأشعر أن السرير يسافِرُ فوقَ الغمامْ
سلام على الخصرِ يخطر بالبال مثلَ المنامْ
سلام على الصيفِ
حين يطيرُ ..... ويحين يحطُّ الحمامْ
سلام على الماء يخرجُ لي من ثقوب الرخامْ
سلام على قمرين يدوران حولي ........
فهل تنقلين إلى عينيك السلامْ ؟؟!!!
أحبكِ يا امرأةً
هي عطرُ العطورِِِ ........ ومسكُ الختامْ
لأجلِكِ ........
كانت أهم القصائد عبرَ العصورْ ....
وكان أهمُ الكلامْ ............
"نزار قباني"
الفصل الرابع:-
انتهي تناولهم للطعام فنهضت غادة لتلملم الأطباق مع حماتها فلم ترفض حكمت والتزمت الصمت
جلسوا جميعا يحتسون الشاي في جو هادئ فبرغم ضيق حكمت من تواجد غادة الا أنها لم ترد مضايقتها حتي لا يحزن ولدها
قاطع جوهم الهادئ صوت طرقات عنيفه علي باب المنزل
فنهض ياسر عاقدا حاجبيه بتساؤل عن هوية الطارق
دلفت صفاء بسرعه قائلة
أين هي تلك..
قطعت حديثها عندما رأت حكمت تجلس برفقة غادة ونظرت لشقيقتها بغضب قائلة
لقد أخبرتني أنك ذاهبة لزيارة صديقه لك
ابتلعت حكمت ريقها بتوتر من انكشاف كذبتها وقالت ببسمة مصطنعه
لقد أجلت مشوارى اليوم تعالي حبيبتي ادخلي تعالي سحر لا تقفين علي الباب هكذا
دلفت سحر بوجه محتقن وحيت ياسر وخالتها فقط وتركت غادة بدون كلام فقط نظرات حارقة ترميها بها بين الحين والأخر
جلست سحر علي مضض بجوار ووالدتها وخالتها ترمق غادة الجالسة تتحدث وتتضاحك مع ياسر دون حرج تشعر بنيران مستعرة بداخلها تكاد تحرقها فرد السجون أحكمت حصارها جيدا علي ابن خالتها دون أن تترك له مجال للهرب
وأنت غادة ما هو تعليمك؟ اعذريني حبيبتي لقد سكنا هنا قريبا وأنت وقتها كنت بالسجن
جز ياسر علي أسنانه قائلا بضيق دون أن يترك لغادة فرصة للرد
غادة خريجة علوم خالتي
ردت ببرود
صدقا خريجة علوم ما شاء الله عليها
صمتت قليلا ثم قالت بحزن مصطنع
ولكن حظك قليل يا ابنتي ففترة سجنك أثىت علي مستقبلك ولن يقبل بك أحد في اى وظيفة
قال ياسر بهدوء يحسد عليه
لا تشغلي بالك خالتي سنقيم أنا وغادة مشروعا خاص بنا بعد الزواج
نظرت له غادة بامتنان وشردت به قليلا فياسر هو حقها في الحياة وحمدت ربها أنه عوضها به بعد ما عانته فالسعادة دوما تأتي بعد الشقاء والتعب فما أجمله من عوض..
فاقت من شرودها علي صوت سحر المتهكم
كم عمرك غادة أظن أنك علي مشارف التلاتين اربعة سنوات كلية وأيضا فترة سجنك
رد ياسر بابتسامة صفراء
غادة أصغر منك سحر تبلغ من العمر 25سنة انتي 28
لعنته سحر في سرها وغاصت في مقعدها من الضيق وردود ابن خالتها المستفزة
أما حكمت أدركت من ردود وحيدها أنه عاشقا لها وستكون امرأة ظالمة ان فرقته عنها لا يهم أنها علي خلاف معها سيأتي يوم وتتصافي فيه النفوس المهم هي سعادة فلذة كبدها ذلك الأساس والباقي لا أهمية له وغادة أيضا متعلمة وناضجة ومده سجنها لم تكن الا بسبب ضربها لخطيبها السابق عندما ضبطته في وضع مخل مع فتاة أخرى مسببة له عاهة مستديمة
غير ذلك هي فتاة رائعة
تنهدت قليلا فمن أجل ابنها وسعادته ستحاول التأقلم معها
اغتاظت صفاء من رده المستفز علي أبنتها وصمت تلك الحمقاء بجانبه تاركة له الدفة ليتولي الأمر بينما هي تأخذ دور المشاهد باستمتاع فابتسمت قائلة
كيف قضيتي مدتك في السجن حبيتي أعلم انه به ضرب واهانه صحيح
تلك المرة أجابت حكمت تنهرها بشدة قائلة
صفاء كفي عن أن أسئلتك الجارحة لها تتكلمين منذ فترة وأقول ستصمت ولكن تثرثرين بكلام لا يجب قوله وهي صامته لا ترد
ردت صفاء بضيق
أرى أنك أخذت صفها حكمت منذ مني تحزنين لأجلهة
ردت حكمت ببرود
حزينه لانك تسبين خطيبة ابني وفي بيتي أيضا
اغتاظت سحر من أخذ خالتها لجانب غادة وميلها لها فقالت
أمي لم تتفوه بشئ خاطئ خالتي كلنا نعلم أنها رد سجون وكانت تسألها عن أحوال بالسجن فما العيب بذلك
سحر لا تتخطي حدودك وتهيني خطيبة ابني كرامتها من كرامة ابني لن أمررها لك مرة أخرى
تأففت سحر من خالتها وقالت
بالتأكيد سحرت لك كما سحرت لابنك وأخذته منك
اقتربت غادة منها قائلة ببرود
أقسم بالله أنني ان لم أكن أحترم هذا البيت لكنت جذبتك من خصلاتك تلك تحت قدمي يا حرباء
لكزتها سحر في كتفها قائلة
تكلمي علي قدر حجمك فقط يا فتاة حتي لا تندمي فيما بعد
نظرت غادة لياسر بابتسامة قائلة
أرأيت ياسر ما فعلت لو ضربتها كما ضربت فوزية زوجة لطفي أمام الحارة سيكون جيدا أنت قلت أخبريني فقط
أمسكها ياسر من ذراعها وجذبها للخلف ثم اقترب من ابنه خالته قائلا بعنف
احترمي أصحاب البيت الذى تقفين فيه وغادة أحد أفراده شهر ونصف وتكون زوجتي ومن سيتطاول عليها مرة أخرى ساقتلع عيناه من محلهما وأضعهما في طوق حول رقبته
ابتلعت سحر ريقها بخوف قائلة
ماذا تقصد
أقصد أن تأتي هنا باحترامك ابنه خالتي والا فلتبقي ببيتك أفضل لك
أنهي كلامه قائلا لوالدته
سأخرج مع غادة لحجز صالون التجميل وفستان الزفاف امي وسيأتي من الغد عمال لتوضيب البيت
أومأت له أمه بالموافقة فخرج برفقة غادة تاركا خالته وابنتها يتأففان بضجر يرمقان والدته بضيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مريم
التفتت له قائلة بهدوء
نعم شهاب
ابتسم لها بحب قائلا
اجلسي معي قليلا نشاهد التلفاز سويا كما كنا في السابق
ردت بخفوت
لم يعد شيئا كالسابق شهاب
أدار وجهه للتفاز مرة أخرى وقد غزا الضيق وجهه وعقد ملامحه بحزن فتألمت لأجله فهو بالنهاية حبيب القلب والروح
تنهدت بقلة حيلة ثم اقتربت منه جالسة بجواره قائلة
غير تلك المحطة فلا أحب مشاهدة البرامج السياسية شهاب
أمسك ريموت التلفاز قائلا
هل تريدين مشاهدة مسلسل أم فيلم
أمسكت الريموت من يده قائلة
بل أريد فيلما أجنبيا
استأذن منها قليلا ثم نهض الي غرفته وأحضر الهدية التي قام بشراءها مسبقا ثم جلس بجوارها مرة أخرى قائلا
تفضلي جلبتها من أجلك
أمسكت تلك اللفة المزينة بشرائط ملونه قامت بحلها ثم اتسعت عيناها بفرح عندما أبصرت هديته فلم تكن الا جميع اصدارات كاتبتها المفضلة وكانت روايات من نوع الفانتازيا
ضمت الروايات لصدرها قائلا
شكرا لك شهاب شكرا لك
أمسك يدها يرفعها الي فمه ثم قبل باطنها قائلا بحب
لا شكر بيننا حبيبتي أعلم بعشقك للفانتازيا وخاصة روايات تلك المؤلفة
اقشعر بدنها من قبلته فجذبت يدها سريعا ثم نظرت للروايات بيدها قائلة
لم تأتني هدية بحياتي أجمل من تلك الهدية شهاب
امتدت يده مزيحا احدى خصلاتها وراء اذنها قائلا بحب
لو أستطيع أن أهديك روحي لأهديتك اياها بنفس راضية فقط ظلي بجانبي وأحبيني كما أحبك
انتفضت جرتء لمسته لها وحاولت الفرار منه الا أنه أحكم حصاره حولها ليجذبها اليه محتضنا اياها بقوة هزت أعماقها فأغمضت عيناها لشعورها بالسلام وهي بقربه كأنها تطفو فوق السحاب
هدأت في أحضانه فضهما اليه أكثر مستشعرا دفئها بين ذراعيه ثم تركها بعد فترة يقبل جبينها ببطئ مذيب للأعصاب مهلك لمشاعرها
ابتعد عنها يراقب عيناها المغلقة بابتسامة ثم قال بمشاكسه
استيقظي حبيبتي مازلنا بالنهار
فتحت عيناها بسرعه ثم أمسكت هديته ونهضت سريعا تدلف لغرفتها وتغلق الباب وراءها تتنفس بسرعة وضربات قلبها يعلو صوتها كطبول الحرب لا تصدق أنها بجواره تكون خائرة القوى هكذا لا حول لها ولا قوة
أما هو جلس بابتسامة واسعه ظاهرة علي قسماته لا يصدق أنه يهدم الحوائط التي شيدتها بينهما حائطا تلو الأخر وقريبا سيزيلها جميعها ليتربع علي عرش قلبها مرة أخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مغادرة ياسر وغادة التفتت صفاء لشقيقتها قائلة
هل أنت راضية بما حدث ابنك وخطيبته أهانا ابنتي وأنت واقفة تشاهدين ما يحدث دون تدخل
أنت وابنتك من بدأتما أولا كانت صامته وأنتما قمتما بالقاء التفاهات
شعرت سحر بالسخط من خالتها وقالت بتهكم
منذ متي خالتي تدافعين عنها باستماته هكذا لقد كنت لا تحبينها مالذى تغير
أجابت حكمت بهدوء
منذ أن رأيت عشق ابني لها ولمعه عيناه عندما يراه واستماتته في الدفاع عنها ولا يفعل هذا الا عاشقا متيما فمن أنا لأهدم سعادته فوق رأسه وأحطمه وأجرح قلبه تبا لكبريائي اللعين فبما سيفيدني ان تحطمت سعادة ابني بعد أن تتركه حبيبته هي روحه كيف سيحيا بدونها
صفقت لها صفاء بكفي يدها قائلة بسخرية
أين فكرتك عن رد السجون أرى أنها تبخرت بالهواء حكمت
ردت ببرود
دخلت السجن لانها أخذت حقها لم تدخل بشئ فاضح أو مخل
ما نهاية تلك المحاضرة خالتي
ردت بضيق
أن تتركا الفتاة وشأنها وتحترمانها فهي ستصبح زوجة ابني عما قريب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زفرت بضيق
يكفي ياسر قدماي تؤلمني بشدة لقد حجزنا صالون التجميل أما فستان الزفاف جميعها لا تعجبك
ابتسم بمشاكسه قائلا
أرى أن الأمر معكوس قليلا أنا من يجب أن يتأفف لاننا مرننا بمحال كثيرة لا أنت
قالت بغيظ
رأينا فساتين كثيرة ورائعه وأنت لم تترك واحدا الا وأطلقت عليه عيب
عبس بملامحه قليلا قائلا
انها لا تليق بك منها ما هو فاضح والباقي لا يعجبني هيا لنرى ذلك المحل
دلفت معه للمحل واقتربت منهما الفتاة ترحب بهما وتساعدهما علي اختيار فستان مناسب
وقف ياسر أمام فستان زفاف انبهر به وطلب من غادة تجربته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارت سحر برفقة والدتها في الحي فقالت سحر بغيظ
تلك الحقيرة أخذت خالتي بصفها هي الأخرى بعد أن ظننا أن خالتي سترمي بها خارج حياة ياسر انقلب الأمر وصرنا غير مرغوب بنا
ردت صفاء بضيق
أرى أن تخرجيها من رأسك فزواجها بياسر بات وشيكا يجب أن تفكرى بنفسك العمر يجرى يا ابنتي وأريد أن أفرح بك وأن ترفضين كل من يتقدم لك
أمي مازالت في الثامنه والعشرين والعمر أمامي
قالت صفاء ببرود
أنت حرة الفتيات أصغر منك تزوجن وأنجبن وأنت لا تفعلين سوى الوقوف أمام المرأة وصبغ شعرك فقط
تأففت سحر قائلة
أمي لا تزيدينها علي أنا أكاد أنفجر مما حدث بشقة خالتي
حسنا سأصمت واشربي من البحر أنت حرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألقت نفسها علي فراشها من التعب لقد دارت بكل المحال اليوم حتي وجدت فستان زفاف يعجب ذوق الأستاذ ياسر
أغمضت عيناها قليلا تفكر في سر انقلاب حماتها اليوم والوقوف بصفها ترى ما حدث وجعلها تدافع عنها هكذا
افاقت من شرودها علي صوت هاتفها يضئ باسم مريم فابتسمت وهي تلتقطه لتجيب قائلة
كنت أعلم أنك لن تنامي اليوم الا أن تعلمي خط سيري بعد أن تركتني اليوم
وصلها صوت ضحكات مريم قائلة
حسنا ابدأي بسرد ما حدث اليوم وكيف سار الغداء هل كان هادئا أم كارثيا
ابتسمت غادة وبدأت بسرد الأحداث كلها
شهقت مريم قائلة
تلك الحقيرة كيف استطاعت اهانتك بتلك الطريقة
أجابت غادة بحنق
لولا أنني كنت ببيت ياسر لنتفت شعرها كالبطة تلك الحرباء الملونه ولكنه قام بالواجب معها حفظه الله لي وأطال عمره
ضحكت مريم قائلة
انه الحب حبيبتي هو من كمم فمك وقيد يداك هناك حتي لا تسيئ لحبيبك ولكن مالا أفهمه هو موقف حماتك كيف تغيرت هكذا ودافعت عنك
يتبع......
الفصل الجاي الأسبوع القادم باذن الله دمتم بخير
الفصل الخامس والأخير:-
عيناكِ كنهري أحـزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيـانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـاني
فأنا لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ وأحـزاني
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني
إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ..و أحزاني
أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ
ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قلقـي؟ أحزاني؟ هذياني؟
أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن نـاري ودُخاني
فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ... وأحـزاني
نزار_قباني
ألقت نفسها علي فراشها من التعب لقد دارت بكل المحال اليوم حتي وجدت فستان زفاف يعجب ذوق الأستاذ ياسر
أغمضت عيناها قليلا تفكر في سر انقلاب حماتها اليوم والوقوف بصفها ترى ما حدث وجعلها تدافع عنها هكذا
افاقت من شرودها علي صوت هاتفها يضئ باسم مريم فابتسمت وهي تلتقطه لتجيب قائلة
كنت أعلم أنك لن تنامي اليوم الا أن تعلمي خط سيري بعد أن تركتني اليوم
وصلها صوت ضحكات مريم قائلة
حسنا ابدأي بسرد ما حدث اليوم وكيف سار الغداء هل كان هادئا أم كارثيا
ابتسمت غادة وبدأت بسرد الأحداث كلها
شهقت مريم قائلة
تلك الحقيرة كيف استطاعت اهانتك بتلك الطريقة
أجابت غادة بحنق
لولا أنني كنت ببيت ياسر لنتفت شعرها كالبطة تلك الحرباء الملونه ولكنه قام بالواجب معها حفظه الله لي وأطال عمره
ضحكت مريم قائلة
انه الحب حبيبتي هو من كمم فمك وقيد يداك هناك حتي لا تسيئ لحبيبك ولكن مالا أفهمه هو موقف حماتك كيف تغيرت هكذا ودافعت عنك
حكت غادة جبينها بضيق قائلة
لا أعلم وهذا ما يثير قلقي أخاف أن يكون فخ منها وأقع كالحمقاء فيه
أغلقت غادة المحادثة بينها وبين مريم ثم نامت علي فراشها تتقلب بين الحين والأخر وموقف حماتها يثير الريبة داخلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد ياسر الي منزله بوجه مبتسم وملامح سعيدة
ألقي المفاتيح باهمال علي الطاولة بجانبه واراح ظهره علي الاريكة بجوار حكمت قائلا
كيف حالك أمي
ابتسمت له قائلة
بخير حبيبي والآن أخبرني لم حددت موعد زفافك بدون الرجوع الي
أجابها متنهدا
لا أريد لغادة أن تظل بمفردها كثيرا لو أستطيع أن أجلبها لهنا اليوم لفعلتها فأريدها بجانبي دوما ولكن حقها كأي عروس أن تزف الي عريسها وتكون الشقة مجهزة ومعدة لاستقبالها
لوت والدته شفتيها بضيق قائلة
تعلم أنني لا أحبها ولكني لا أريد هدم سعادتك فوق رأسك أعلم أنك تحبها بل تعشقها وأقف حائرة أمام سعادتك حبيبي لذا سأحاول تقبلها من اليوم ولن أزعجها ولكن لا أعدك أن أحبها
أمسك ياسر كف والدته يقبل ظهره قائلا بود وفرحة ظاهرة
ستحبينها أمي أعدك بذلك
مر شهر علي ما حدث
ياسر يعيد تجهيز شقته وعادة تعد أغراضها كي تنقلها لبيت ياسر
أما شهاب ومريم بين شد وجذب تارة تلين له وتارة تقسو ولا تعلم علي أى ضفة سيرسو قلبها
جلست علي فراشها بوجه ذاهل وأعين تفيض دمعا لا تصدق ما تراه عيناها
نظرت مرة أخرى لما تمسكه بين يديها وحملقت غير مصدقة
شرطتان هل هذا صحيح وتحمل بأحشاءها طفل شهاب هل ابتسم الحظ لها أخيرا هل جاءها العوض عن طفلها الذى فقدته في غمره حزنها ويأسها عند دخول شهاب السجن
وضعت الاختبار جانبا واجهشت في البكاء الشديد ليس حزنا ولكن فرحة واشتياق ستحمل طفلها بين أيديها بعد عدة أشهر
ستحمل الطفل الذى جاء نتيجة تلك الليلة التي ضعفت فيها أمامه وكأن القدر مصر علي ربطها به للأبد
ابتسمت بين دموعها وأمسكت الاختبار مرة أخرى تضمه لصدرها في فرحة عارمة واشتياق لملمس طفل بين يديها
دلف الي شقته بعد يوم عمل شاق كأن سيارات البلدة تعطلت كلها بيوم واحد
دار بعيناه في أرجاء الشقة يبحث عنها فلم يجدها فدلف الي غرفتها التي تقطن بها وجدها تحتضن شيئا ما الي صدرها لم يهتم به بقدر ما اهتم بمعرفة من أبكاها
اقترب منها سريعا وأحاط كتفيها قائلا بلهفة
ماذا حدث ومن أبكاكي هكذا
أحاطت جذعه سريعا وسقط الاختبار من يدها فأحاطها بيديه قائلا بخوف
تكلمي مريم لا تقلقيني ببكائك هكذا
ابتعدت عنه قليلا بأعين محمرة من البكاء قائلة بابتسامة زينت ثغرها برغم الدموع التي تهطل من وجنتيها
أنا حامل شهاب عوضني الله بطفل ثان بعدما فقدت الأول
توقف الزمن للحظات وكأنه لا يصدق ما تتفوه به فقط يحملق بها وكأنه يتأكد مما تفوهت به هل تحمل بأحشاءها طفله حقا هل سترمم علاقتهما حقا فمجئ هذا الطفل هو العلاج لكل أوجاعهما
ضمها لصدره بقوة ودمعت عيناه هو الأخر فمعرفة أن طفل من صلبك قادم في الطريق اليك أمر يجعلك تشعر كأنك طائر تحلق في الجو لا يقيدك شئ فقط تطير فوق السحاب
زاد ضمه لها قائلا بفرحة
حمدا لله حمدا لله أنا سعيد بأن ابني سيشرف بقدومه بعد عدة أشهر ولكني أكثر سعادة من أجلك أنت فلا أريده الا لأنك تريدينه أكثر من أي شئ أخر
ابتعدت عنه قليلا ثم أحاطت وجنتيه بكفيها وطبعت قبلة طويلة فوق جبينه قائلا
هو عوض الله لنا وأعلم انه لن يتركني كما فعل اخاه
احتضنها مرة أخرى يهتف بخفوت
أجل عوض الله لنا حبيبتي
فرح كثيرا أنها لم تنفر منه وزادت من ضمها له بل وقبلته موضع قلبه أيضا فرقص قلبه طربا وزادت دقاته الصاخبة لتعلن انتهاء الحداد وبدأ الحياة الوردية مرة أخرى
ابتعدت مرة أخرى قائلة بخفوت
شهاب
نظر في عيناها ليرد بهيام
عيونه
اضطربت ملامحها قليلا ثم قالت
أتمني أن لا تظن أن عودتي لك بسبب طفلنا القادم بقيت معك رغم ما حدث بسبب حبي وتشبثي بحقي بك أنت حقي شهاب لو كنت قد فرطت به وتغافلت عنه قليلا ولكن لن أتركه أبدا أنت روحي فلا تتركني حبيبي
ضمها مرة أخرى غير قادر علي الحديث فما يحدث معه فوق استيعابه عادت له زوجته وأيضا تحمل طفله فما أجمل من ذلك شعور مهما تحدث لن يصف شعوره أي حديث
قبلة فوق منابت شعرها كانت رده لها وما أجمله من رد حبيب علي حبيبه
يا عاشق لا تترك معشوقك وابقي بجواره وتشبث به مهما طالت الصعاب ستعودا عاشق ومعشوق مرة أخرى فقط ثقا بحبكما وخذا نصيبكما منه فلا أجمل من زواج توج بالحب وزين بالرحمه وأحاطت جوانبه الموده وحسن المعاشرة .......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الزفاف
قضمت أظافرها بضيق وهي تقف أسفل منزل مريم ربع ساعة تنتظرها بالأسفل
مريم
ابتسمت بغيظ واستدارت له هاتفة
نعم شهاب
اقترب منها بابتسامة واسعة وهو يعطيها كيسا مغلفا ببعض الطعام الصحي
خذى الطعام معك لا تتناولي شيئا بالخارج حبيبتي
تناولت الكيس منه ووضعته بحقيبتها ثم اقتربت منه مقبلة وجنته بحنان قائلة
لا حرمني الله منك حبيبي وأتمني أن تنفذ ما طلبته منك
أجابها بهدوء
سأفعل دون تردد حبيبتي غادة أخت لي قبل أن تكون صديقتك
قاطع حديثها رنين الهاتف وكانت غادة
نظرت مريم بابتسامة للهاتف قائلة
حسنا غادة ستقتلني بالتأكيد أراك مساءا حبيبي
هبطت الي الأسفل لتقابل وجه غادة المتجهم بشدة فقالت بسرعة
لا ذنب لي شهاب هو من أخرني
زفرت غادة بضيق وقالت
حسنا لنذهب لقد تأخرنا
ألن يقوم ياسر بايصالنا
تنهدت باحباط وقالت
نعم ولكني رفضت أريد الحديث معك قليلا بمفردنا
شعرت مريم بوجود خطب ما وقالت
تكلمي غادة ماذا حدث حبيبتي
لا شئ فقط متوترة من حياتي الجديدة وخائفة بالوقت نفسه من المكوث بنفس الشقة مع حماتي بالنسبة لي لا يهم حتي ولو كان كوخا من القش ولكن أنا خائفة منها أن تمارس تسلطها علي فوجهها الجديد مازال يخيفني كيف تغيرت هكذا معي بين ليلة وضحاها
لكزتها مريم في ذراعها بضيق قائلة
كفاك خوفا وتوترا غادة.. اليوم زفافك فافرحي قليلا واتركي الحزن الأن شبعنا منه كثيرا آن للسعادة أن تدق بابنا عزيزتي
ابتسمت غادة لها وأكملا طريقهما نحو صالون التجميل بعدأن أشارت لسيارة أجرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبدين جميلة غادة بل رائعة حبيبتي ياسر سيطير عقله عندما يراك
ابتسمت غادة بتوتر قائلة
انا خائفة كثيرا مريم
ربتت علي كتفها قائلة
لا تخافي حبيبتي حياتك ستكون رائعة مع ياسر أشعر بذلك لم تنالي السعادة يوما وجاء الوقت لتتمسكي بها ولا تجعليها تنفرط كالعقد من بين أصابعك
دقائق قليلة ووصل ياسر برفقة شهاب وبعض أصدقائه
اقترب منها ياسر ثم أمسك كفها ليقبله قائلا
مبارك حبيبتي
ابتسمت له قائلة
مبارك ياسر
اصطحبها الي سيارته وبدأت الزفة مرورا باستديو خاص بالتصوير
وصلت السيارات الي الحي حيث يقام حفل الزفاف
ترجل ياسر من سيارته وساعد غادة علي النزول وسط زغاريد النساء والمباركات من الجميع المتوالية عليه وأولهم والدته التي احتضنته وهي تبكي مقبلة كتفه فأخيرا رأت وحيدها ببدلة زفافه
وبدأت مراسم عقد القران
أين وكيل العروس
هتف بها المأذون فأجابه شهاب قائلا بفخر وهو ينظر لها
أنا وكيلها يا شيخ
مصمصت صفاء شفتيها بضيق قائلة
عروس رد سجون ووكيلها رد سجون أيضا
لكزتها حكمت بمرفقها قائلة بضيق
اصمتي صفاء لا داعي لأحاديثك تلك الأن
دمعت عيناها بتأثر وتم عقد قرانها
اقترب منها ياسر ليقبل جبينها قائلا
لا يوجد من هو أكثر مني سعادة اليوم يا حظى الجميل
بدأت فقرات الزفاف برقصته معها علي أنغام هادئة انتهت باحتضانه لها ودار بها عدة مرات وسط تصفيقات الشباب وفرحة البعض وحقد البعض الأخر عليهما
شارك ياسر أصدقائه الرقص علي بعض الأغاني الشعبية لا يصدق أنه تزوجها أخيرا وأصبحت زينة حياته الرتيبة
انتهي الزفاف واصطحبها ياسر الي شقة الزوجية حاملا اياها رافضا أن تدلف لشقته سائرة علي قدميها
اقتربت منه أمه واحتضنته لتبارك له وفعلت مع غادة المثل ثم همست لها بأذنها قائلة
أعلم أنك مندهشة من تصرفاتي معك ولكنه ابني ووحيدى ولن أكون سببا في تدمير سعادته لا أقول أني أحبك ولكني سأحاول التأقلم عليك فسعادة ابني أهم وسعادته في حبك ولا أريد شيئا أخر أكثر من رؤيته سعيدا مع من اختارها قلبه
أنهت حديثها ثم امتدت يدها لتمسك حقيبة صغيرة أعدت بها بهض الثياب قائلة
خالتك تنتظرني بالأسفل سأقضي معها بعض الوقت ياسر
اعترض طريقها قائلا
لم أمي لا تتركي بيتك
اقتربت منه بابتسامة هادئة وهمست بأنه قائلة
افرح بعروسك حبيبي سأبقي لدى شقيقتي لن أهاجر فقط خذ حظك من السعادة بني
قبل كفها قائلا
أدامك الله لي أمي وأطال عمرك
ودع أمه واطمأن أنها رحلت برفقة خالته ثم اقترب من الواقفة تكاد تذوب خجلا وحملها بن يديه بخفة قائلا بابتسامة ذئب
هيا حبيبتي
أنزلني ياسر
كلا علي جثتي لقد انتظرت طويلا حتي مل الانتظار مني
تمت بحمد الله
31/3/2020
منتظرة أرائكم بشدة عايزة أعرف رأيكم في النوفيلا دمتم بخير ♥♥♥♥♥
تعليقات
إرسال تعليق