![]() |
__________ |
#حلم
بـارت 1
مُـقدمه :
يـقولون لا نَشعر بالنعم إلا بـعد زوالهـا ،، كـذلك بعـض الأشـخاص ،، فـي حـياتنـا ،، يُـمثلون تـلك النَّـعمْ و مـع مَـتاهات الحـياه ...... لا نـشعر بـتلك النـعم ،، و نـظن أنَّـهم بـاقون لنـا دائـمًا ،، متـى شـعرنـا بـالإحتياج إليـهم ؛ لكن تـأتى تـلك اللـحظه التـى يَـنسوها دائمًا ....... لحـظة زوال تـلك النـعم ،، أو لنـوضح "الحـياه" فـالبعض وجـودهم حيـاه لنا ،، و لأنَّـنا إعـتادنا على بـقائهم ،، يُصـبحو شٍئ عاديًا ،، لكـن لا يُـدروكون حـجم هـذه النـعم إلا بعد زوالهـا.،، لتـنفطر قـلوبهم ألمًا لفـراقهم و ينـدمون بعـد فـوات الاوان............
————
"تــعــارف"
هـتف و هـو يـربط رابطة عـنقه قائلًا بتعجُل :-
أنا نازل يا حلم
أردفت حلم و هى تضع الطعام على الطاوله :-
مش هاتنزل غير لما تفطر معايا يا يوسف
خرج من الغرفه ،، و اتجه نحو الباب هاتفًا بإختصار:-
هافطر فى الشركه ياقلبى ،، افطرى إنتِِ..
اتجهت نحو الباب بعد دلوفه للخارج ؛ مردفه بنبره شبه عاليه كى يسمعها :-
متتأخرش النهارده بقى.
اتجهت نحو الطاوله بخطوات بطيئه و ملامح حزينه ، فهى مُنذ إفتتاح تلك الشركه من ثلاث سنوات ..... و هو يبتعد تدريجيًا عنها ،،أصبح كالضيف في حياتهم هي و ابنته حلم ،، نعم فهو أصَّر أن تكون بنفس إسم والدتها لحبه الشديد لها.......
جلست على المـائدة ،، تناولت بعض اللقيمات الصغيره و تركت الطعام ،، فهى لم تتعود على تناول الطعام بمفردها او اى شئ حتى......لا تُحب ان تكون وحيده ابدا.........اكثر ما تخاف منه الوحده لهذا اصرت على انجاب ابنتها كى تكون ونسها الدائم.............
دلفت الى غرفتها و اخرجت ذلك الدفتر ،، لجأت لكتابة تفاصيل يومها فى تلك الاوراق منذ ثلاث سنوات عندما لم تجد من تتحدث إليه......كانت فى فترة خطوبتهم و بداية زواجهم تحكى له كل شئ و هو يصغى إليها ،، و يشاركها تفاصيل حياته........ لكن مُنذ أن افتتح تلك الشركه التى اخذت كل وقته حتى و هو فى المنزل دائمًا .. يفكر كيف يطورها ألا يكفى انها تأخذ وقته بالكامل ،، يخرج فى الثامنه صباحًا و يعود فى العاشره مساءًا منهك و يريد النوم نعم تحسنت حالتهم الماديه كثيرًا عن السابق لكنها تتمنى لو لم يفتتح تلك الشركه كى يكون معها دائمًا كالسابق .............
امسكت قلمها و بدأت بخط ما سوف تقوم به فى ذلك اليوم المميز
"النهارده يوم مميز ،، النهارده الذكرى السادسه لجوزانا انا و يوسف و اللى بيصادف تاريخ اول مره اتعرفنا على بعض .........
-فلاش باك-
كانت عائده من عملها فى التاسعه مساءاً ،، لتدلف من ذلك الشارع المظلم الذى يسبب لها الرعب لهدوئه الشديد ،، و فجأه يظهر من الظلام اثنين
الرجل الاول :-
مكانك كدا اطلعى بكل اللى معاكى بالذوق
الرجل الثانى و هو ممسك بسلاح ابيض :-
شكلها كدا مش هاتيجى بالذوق
كانت تنظر لهم برعب شديد و لحقيبة يدها ماذا تفعل.......؟؟ و ابيها المريض يحتاج للعلاج و لا يوجد سوى راتبها الشهرى التى تنفق منه على جامعتها ،، و دواء والدها بجانب معاشه البسيط................،، جذب انتباهها ذاك الذى يجذب الحقيبه بالقوه رغمًا عنها فبدأت هى بالصراخ تستنجد بأحدهم
فى ذلك الوقت وصل "يوسف" بالتاكسى الخاص بوالده المتُوفى ،، نعم فهو يعمل بالصباح كموظف حكومى ، و فى اخر النهار يعمل على ذلك التاكسى ؛ ليستطيع الانفاق على والدته و اخته الصغيره ليرى تلك الفتاه تصرخ و تستنجد بأحدهم ،، فركض بإتجهاهم ،، فرأه الرجل الثانى ليقوم بطعنها ،، و جذب الرجل الاخر الحقيبه و تسقط هى تتألم و دمها يسيل بغزاره ،، انحنى يوسف إليها هاتفًا بفزع :-
إنتِ كويسه يا آنسه
لم يجد منها سوى الانين الضعيف من شدة الالم فقام بحملها بين ذراعيه و يضعها فى التاكسى متوجهًا لأقرب مستشفى .......
———————
خرج الطبيب بعد فتره ليخبره أن الجرح سطحى و سوف تفيق بعد دقائق و عليه النزول للحسابات
———————
دلف إليها بعد إفاقتها فوجدها تبكى...........
فأردف يوسف بقلق :-
فى حاجه واجعكى يا آنسه
نظرت له بضعف و اردفت بخفوت:-
لا
جلس على الكرسى الكائن بجانب السرير و هتف بحنو :-
طيب بتعيطى ليه ، الحمدلله انها جت على قد كدا
اردفت ببكاء:
مش عارفه اعمل ايه ،، الفلوس اللى اتسرقت دى كنت هاعمل بيها حاجات كتير اولهم علاج بابا و مصاريفى بتاعت الكليه و المعاش بتاع بابا مش هايكفى علاجه حتى مش مهم مصاريف الكليه المهم علاجه
شعر يوسف بالشفقه تجاهها و اردف بإبتسامه :-
اخرجي انتِ بس من هنا و ربنا هايحلها امسحي دموعك دول بقى
هتفت حلم بحرج :-
طيب ممكن تليفونك بقى عشان اطمنهم عليا
اخرج يوسف هاتفه قائلًا بتساؤل :-
هو انتِ لما تقوليلهم انك محجوزه فى المستشفى هيطمنو
رددت حلم بنفى و هى تأخذ الهاتف منه :-
لا طبعًا ،، انا هاقولهم إني بايته عند خالتو على ماروح و ابقى احكيلهم
يوسف بإيجاب :-
ماشى
بعدما انهت حلم المكالمه ،، اعادت الهاتف اليه و اردفت بصوت رقيق :-
شكرًا يا أستاذ
قاطعها يوسف بإبتسامه رائعه :-
يوسف و انتِ
بادلته الابتسامه قائله :-
حلم
اردف يوسف و هو يتأملها :-
اتشرفت بمعرفتك يا آنسه حلم
حلم :-
انتَ مش هاتروح ،، الوقت اتأخر
يوسف بإعتراض :-
لا طبعًا و اسيبك هنا لوحدك
حلم :-
عادى مفيهاش حاجه بس عشان اهلك
يوسف بحده بسيطه:-
عادى هاكلمهم اطمنهم لكن مش هاسيبك هنا لوحدك افرضى احتاجتى حاجه و لا تعبتى انا هافضل جمبك سواء راضيه او لا هاخرج اعمل المكالمه و اجيلك
ابتسمت حلم إبتسامه مشرقه تظهر الحفرتان فى وجنتيها الممتلئتين لتظهر كلوحه فنيه جميله من إبداع الخالق ....هاتفه بعدما خرج من "العنبر" :-
عنيف اوى يوسف "
يُـتبع.........!!
#حلم
#حلم_و_يوسف
#حلم
بارت 2
{بَـحـبـك}
بعد خروج حلم من المستشفى ،، و تعافيها اصرّ يوسف على الذهاب إليها بعد عملها ؛؛ ليوصلها لمنزلها كي لا يحدث ما حدث لها مره اخرى.......
أثناء عمل حلم صدح رنين هاتفها ،، فأجابت :-
الو.....ايوه.......يا بابا......عريس.......يا بابا مش قولت مبفكرش فى الموضوع دا الوقتى.......و ايه لزمتها اشوف مادام كدا كدا هارفض......ماشى...خلاص....هأستاذن الوقتى سلام
تأففت حلم بضيق قائله :-
و بعدين بقى ... مانا لو بحب واحد بيحس كانت كل حاجه إتغيرت لكن زى مابيقولو احببت حلوفًا لا يُبالى ،، اما نكلم عم الحلوف
و بعد دقائق ،، اجاب يوسف على الهاتف ببرود:-
الو
حلم بنبره مستفزه:-
ايوه يا يوسف ،، بقولك متعديش عليا بقى النهارده عشان هأستاذن الوقتى ،، جايلى عريس
تصنع يوسف الدهشه قائلاً:-
بجد يا حلم ،، الف مبروك يا بيبى عقبال الفرح
رفعت حلم الهاتف عن اذنها و اغلقت الخط فى وجهه بإغتياظ قائله :-
لا انتَ عديت مرحله الحلاليف انتَ بقيت حاجه انيل ،، يالهوى فى برود كدا.
ذهبت حلم للبيت على مضض و فتحت باب الشقه لتدلف و تجد الهدوء يعم المكان ،، فعقدت حاجبيها بحيره و اتجهت نحو المطبخ و هى تقول :-
يا ماما انتِ فين ،، انا جيت
و من ثم اتجهت نحو غرفة الضيوف عندما سمعت اصوات بها غير معتقده انّ يكون حضر "عريس الغفله " مبكرًا ،، لتفتح و تصدم بهوية العريس
حلم بصدمه :-
يوسف
غمز لها يوسف بعينه مع ابتسامه رائعه اذابت قلبها و سحرتها .... آخذتها لعالم آخر و ينتشلها من ذلك العالم صوت والدها يقول :-
أستاذ يوسف و والدته جايين يطلبو ايدك منى
حلم ببلاهه:-
هاا......
جذبتها والدتها خارج الغرفه هاتفه بحنق :-
مالك يا بت ايه شغل المعاتيه بتاعك دا ،، هاتطفشيهم كدا
حلم بسخريه :-
بتقولى ايه يطفشو دا بيحلم
قرصتها والدتها فى ذراعها بغيظ هاتفه :-
مالك ي بت مدلوقه كدا
حلم :-
يا ماما انا بقيت ١٩ سنه عارفه يعنى ١٩ سنه يعنى القطر مش فاتنى بس دا معدى عليا رايح جاى تلت مرات ادخلِ بس انتِ ي حجه و انا هاجيب الشربات و جايه وراكى
الام بصدمه :-
شربات ايه يا موكوسه عصير المانجا عندك فى التلاجه
حلم :-
ياحجه عايزين نخش فى الموضوع ع طول
انحنت الام شيمااء تلتقط شبشبها قائله بضيق :-
يلا يا جذمه يابنت*****
———————
دلفت حلم بعد فتره ترتدى فستان باللون الاسود و حزام احمر يحاوط خصرها و طرحه من نفس اللون و وضعت بعض المساحيق التجميليه لكن بشكل بسيط......
كانت تحمل صنية العصير ،، و ابتسامتها الخجوله تزين وجهها لتظهر غمازاتها مع بشرتها بلون القمح و عينان بلون العسل و شفاه صغيره غير ممتلئه مطليه باللون الاحمر لتسحره بجمالها الآخذ فدائمًا يراها بالبنطال الجينز الواسع و قميص يشبه قميص الرجال و لا تضع اى مستحضرات تجميليه على وجهها
قدمت لهم العصير و جلست بجانب والدها بخجل...........
الاب(فهمى)بجديه:-
الاستاذ يوسف متقدملك يا حلم ،، ايه رأيك
نظرت للارض بخجل و اردفت بخفوت:-
اللى تشوفه يا بابا
الاب(فهمى):-
على خيرة الله يابنى ،، انا برا يا حلم
شيماء بإبتسامه :-
تعالى يام يوسف افرجك على الشقه ،، حكم بلكونة حلم هواها يرد الروح
و تركو يوسف و حلم وحدهم ،، فجلس يوسف بجانب حلم هاتفًا بإستفزاز :-
ايه مش هانتعرف ي جميل ،، و انهى كلماته بغمزه
حلم بإستنكار :-
ايه ياعم انتَ شقطانى من جامعة الدول دى طريقة واحد داخل البيت من بابه
قوس فمه و اردف بتقزز:-
انا عارف ان انتِ و دور البت الكيوت مش هاتعمرو مع بعض
حلم :-
البت الكيوت طيب هش بقى متتكلمش تانى
لكزها بكوعه فى ذراعها هاتفًا بإبتسامه سمجه:-
جايبه منين الحلاوه دى يا بت ،، كنت مخبيه كل دا فين
حلم بفظاظه :-
لا دا البعيد كان اعمى
يوسف بإعتياظ :-
دا اسلوب يعنى ،، دى قعدة تعارف ،، يعنى بلاش جعفر فى القعده دى ثم اكمل بإبتسامه مصتنعه انا يوسف طولى 175 سم و وزنى 78 كيلو اسمرانى كل البنات بتجرى ورايا
لوت شفتيها بسخريه و اردفت :-
على يدى ياخويا انت بتكلم واحده مش عارفك دا انا حافظك
يوسف بحنق :-
يعنى نكتب الكتاب ع طول
حلم بإندفاع :-
لا طبعًا
يوسف بنبره ثابته:-
يبقى تسيبنى اكمل كلامى و نخلى القعده لطيفه و من ثم تنحنح و اردف بجديه و كل احلامى تتلخص فى حاجتين اول حاجه اتجوز حلم بنت الحج فهمى و اعمل شركة صغيره كدا على قدى و اكبرها و تبقى ليها فروع كتير و اسم يوسف السامرى يرن فى السوق
احمرّ وجهه حلم خجلاً من كلمات يوسف و نظرت للارض بحياء ،، فأحنى رأسه قليلًا و نظر لها و اكمل بحب .... و أجمل وقت بيعدى عليا لما بكون معاكى و اجمل حاجه بشوفها ضحكتك و امسك يدها بين يديه ،، قائلًا بعشق .... بحبك يا حلم من اللحظه اللى شوفتك فيها قلب بقى متعلق بيكى عنيا بتفرح لما بشوفك بحب كل حاجه فيكى كسوفك و جرائتك بحب اشوف حلم اللى بميت راجل بره بحب حلم الجدعه و بحب حلم البنوته الرقيقه بحب خجلك و كسوفك بحب غمازاتك يا ست البنات
لمعت عيون حلم بدموع الفرحه عجز لسانها عن الكلام لكن عينيها تحدثت بلغاتها الخاصه
حلم و دموعها تسيل و يدها تعانق يده قائله بنبره عاشقه :-
بحبك يا يوسف.....
يُـتبع......!!
#حلم
#حلم_و_يوسف
#حلم
بـارت 3
(وداع)
تـركـت حلم القلم و أمسكت رأسها بألم جلي ،،
من ذلك "الـصُـداع" الذي يرافقها منذ زمن اى ما يقارب سنه......نهضت من مكانها و هى تتألم ،، نـحـو الكـومود لـتـُخرج عُلبة تحتوى على أقراص لعلاج ذلك الصداع بناءاً على تشخيص الطبيب بأنه "توتر عصبى" ،، تنـاولت دوائـهـا و نـهضت بصعوبه ،، و هى تـشعر بـدوار و وخز فى معدتها ،، و لكنها تحاملت و دلفت إلى المطبخ لتبدأ بتحضير مفاجأتها..............!!
————————
الــــآن الساعه الحادية عشر مسـاءًا ،، و هـى تنتظره من السـاعه الثـامـنه كـي يحتفلو بعيد زواجـهم ،، نظرت فى هاتـفها لترى عدد مكـالمـاتها التـى تجـاوزت الثلاثين مكـالمـه ،، لتـبتـسم بـحـسره.......و تطفـئ الشـموع و تُـعيد الطعـام مـكانه ،، و تُـغـير ذلك الفسـتان باللـون الوردى الذى يصـل إلـى رُكبـتيـها و حـمالات رفيـعه ،،، إلـى بيچامه من الحـرير من اللـون الأسـود..............لتـسـمع صـوت البـاب يُـفتح....
ليـدلف هو يَـجر قـدميه بإنـهاك........
رسـمت حلم إبتـسامـه مزيـفه على وجهها ،، قائله :-
حـمدالله علـى سـلامتـك..
ارتـمى يوسف علـى الأريـكه بإنـهاك ،، قائلاً بإرهاق:-
الله يـسلـمك يا حـبييـتى ،، ايـه اللى مـصحـيكى لحد الوقـتى..
أرجـعت شعـرها خلف اذنـها ،، مردده بـملامـح باهتـه :-
مـستنياک......احـضرلك العــشا..
اردف و هـو يـنهض مُـتـجه لـغرفـتــهم ،، مردفًا بنـبره عـاديـه :-
لا يـا حـبـيبتـى اتـعشــيت فـى الشــركـه.....
لـمعـت العَـبرات فـى عـيـون حلم ،، قائـله بنبره ضـعيـفه تَـحمل الكَـسره :-
بس انـا مـتعشيتش لـسه و كُـنت مسـتنياك...
هـتف يـوسـف و هو يُغيـر ثـيابه ،، مرددًا بنبره غـير مُـهتمه:-
منـا قـولـتلك قبـل كـدا متـبقـيش تـذنبـى نفـسك قصـادى
و ألقـى بجـسده عـلى الفـراش ،، غـير مبالى بـما فعلـته كـلماته بهـا...........
هوت حلم عـلى الأريـكه خلفـها بعدما شـعرت ان قدمـاها مثـل قطعـتين الهُـلام لا تـستطـيعان حـملها مُـردده بضعف و هى تُجـهاد لـفتـح عيـنـيها :-
بس انــتَ عــارف انّـى مبـعرفـش اكُـل لوحـدى ،، انتَ عـارف انّى مبعرفــش اعـمل حـاجـه من غيــرك
و اغـمـضت عـينيـها بوهـن مـن شـدة ألالــم........
————————————
فـى ظــهيرة يـوم الجــمعه...........
اسـتـيقظ يـوسف و هو يـتأوه من جـسده ،، و نـظر بـجـانبه فـلم يـجدهـا ،،، نـهض من عـلى السريـر و خـرج من الـغرفه ،، ليعـقد حاجـبيه عندما يـراهـا تـنام على الأريـكه و هـى شـبه جـالسـه.......
ظنها للوهــله الأولى أنها غـاضبه مــنه بسببب تأخـره ليلة امـس ،، فأردف بضيق :-
هـى كـمان بقـت فـيها قـمصه و غـضبان
دلـف إلى الحـمام ،، متجـاهله و هو يـشعر بالضيـق من عـدم تـقديرهـا لـه......
————————————
خَــرج من الحـمام ليـجدها عـلى نـفس الوضعـيه لـم تتحـركـ انشٍ واحدًا ،، فشـعر بالقــلق ،، و يـتــجه نحـوها...........
هـزّ يـوسف حلم برفـق ،، لـكن لـم تستـجب لـه ،، فتـتأكد شـكوكـه ،، فيحركها بـقوه و هو ينـادى بإسـمها ،، لـكن لـا إستـجابـه ،، فقام بإحـضار زجـاجـة العـطر الـخاصه به..........
بعد دقـائق فتـحت حلم عيونـها بوهن و تُـغلقـهم مره اخـرى ،، حتـى إسـتعادت وعـيها بالـكامل..........
يوسف و هو يلمس وجهها بـرفق مردداً بخوف:-
انـتِ كويـسه يـا حـبيبـتى
حلم بضـعف و مـلامـح شـاحبه :-
ااه
نـظر إليـها بـقلق ،، هاتـفًا بتـرقب:-
حلم انـتِ كـلتى حاجـه امبارح
حركت حلم رأسها بضـعف لليمين و اليسار بـمعنى النـفى
فأردف يـوسف بإنـفعال مُـتجاهلًا حالـتها :-
انتِ بتستهبلى يا حلم ،، مش نظام دا ،، مينفعش الدلع بتاعك دا ،، لما انتِ تعملى كدا البنت تعمل ايه..............قطع كلامه لثوانى ثم اكمل بتساؤل صحيح حلم فين من امبارح مشوفتهاش
رددت حلم إسم ابنتهـا و هى تُـمسك رأسهـا محاوله تذكـر مَكـانها و لمـا ليسـت موجـوده
ذهـب يـوسف إلـى غُـرفة ابنته ليجدهـا فارغـه ،، فيعود مره اخـرى لحـلم هاتفًا بصياح :-
حلم فـين يا حلم
حلم بضعف و ملامـح بـاهتـه ،، مردفـه بخفوت:-
البنت وديتها امبارح لمـاما
يـوسف بـحده :-
لـيه وديتها ،، و مقولتليش ليـه
نـظرت للأرض بـحزن ،، هاتفه بنبره مختنـقه من الـبكـاء :-
نـسـيت
صاح يـوسف بتوبيخ:-
انتِ بقيتِ ناسيه نفسك اساسًا ،، بقت الحجه بتاعتك اليومين دول ،، و كل شويه زفت نكد و عياط بسبب و من غير
حلم ببكاء :-
يا يوس.........
بتر كلماتها ،، ليردف بقسوه و هو ينظر لعينيها الممتلئه بالدموع:-
بس يا حلم انا زهقت ارحميني بقى
اجهشت فى بكاء مرير ،، تنتفض بقوه من شدة البكاء ،، فتأفف بضيق و ارتدى ملابسه و آخذ مفاتيحه متجهًا الى باب الشقه ،، فركضت هى خلفه
حلم و هى تمسك يده:-
استنى بس يا يوسف ،، رايح فين
نزع يده من يدها مرددًا بقسوه :-
رايح فى داهيه بعيد عن نكدك ،، دى بقت عيشه تقصر العمر
و صفق الباب خلفه بقوه جعلته يهتز لثوانى بعد خروجه ،، لتسقط هى على الارض ،، تبكى بحسره و تعلو شهقاتها و يعلو صوت بكائها و هى تشعر بالالم الشديد فى جميع انحاء جسدها لكن الالم الذى يعتصر قلبها لم تتحمله.............
بعد ساعتين.........
نهضت حلم و هى تستند بوهن على الحائط لتصل الى المطبخ........
صنعت حلم ساندوتش لها و بدأت فى تناوله رغمًا عنها ،، لكن بعد ان انهت نصف الساندوتش تنهض راكضه الى الحمام تتقئ كل ما تناولته و هى تبكى بقهر و تشعر ان الدنيا تضيق من حولها ،، و ترتدى ثيابها و هى تشعر بالالم يجتاحها
آخذت حلم جميع الادويه التى تتناولها و استقلت تاكسى الى طبيب مخ و اعصاب اخر غير الاول
قام الطبيب بفحصها بعنايه شديده و جلس خلف مكتبه و هو يستمع لما تقول و تأكدت ظنونه ،، فأردف الطبيب و هو يحاول إخفاء حزنه على تلك اليافعه مرددًا بجديه :-
هاتروحى بكره تعمليلى الاشاعه دى و ضرورى تجيلى بكره فاهمه
اؤمات له بنعم ،، و اخذت حقيتها و الروشته و عادت للمنزل و مازال يوسف بالخارج
كانت تنام على السرير شارده فى كل شئ يحدث حولها ،، لتسمع صوت الباب يفتح و ضحكات الصغيره تعم المكان و صوت مداعباته لها
نهضت حلم من مكانها تستند على الحائط لترى ابنتها ،، فترى ابنتها تقابلها و تركض إليها تفتح ذراعيها و هى تضحك لها ،، لتنزل هى ايضا على الارض فاتحه ذراعيها لإبنتها لتعانقها بإشتياق أم لم ترى ابنتها منذ سنوات و بدأت دموعها بالنزول و هى لا تعلم سببها
و تشعر فجأه به يعانقهم و يحاوطهم بذراعيه ليكون كالوطن لهم ؛؛ لتبكى بصوت مكتوم
اغمض يوسف عينيه بندم على ما فعله ،، اما حلم فشعرت بيد الصغيره على وجهها تمسح دموعها برقه قائله ببراءه:-
متعيطس يا مامى انا مس هاسيبك تانى ،، ثم قبّلتها من وجنتها بحنو بالغ و عانقتها فتزداد شهقات امها ،، لتبكى الصغيره بدورها على بكاء امها
توقفت حلم عن البكاء بصعوبه و اردفت و هى تمسح دموع الصغيره قائله :-
قوليلى بقى ،، عملتِ ايه عند تيتا
وضعت الصغيره رأسها على صدر والدتها قائله :-
متسبنيس يا مامى
قبّلت حلم رأس صغيرتها قائلا و هى تحاول اثر دموعها:-
انا جمبك يا حبيبة مامى
اردف يوسف يحاول تغير ما يحدث قائلاً :-
يلا ورى مامى انا جبتلك ايه يا لولو
اردفت الطفله بسعاده و هى تشير الى رقبتها :-
سوفى يا مامى بابا جابلى السلسله دى و جابلك كمان بس واحده كبيره
حلم بفرحه مصتنعه :-
ايه دا يعنى انا و لولو هانلبس زى بعض
اشارت لها الطفله بسعاده "نعم" ،، فأردف يوسف :-
يلا يا لولو روحى رتبى الالعاب الجديده و انا و ماما جايين وراكى
حلم بإيجاب :-
حاضر يا بابى
جلس يوسف بجانب حلم بعد خروج ابنته و اردف بأسف:-
انا آسف يا حلم ، حقك عليا انا عارف انى غلطت و غلطتى كبيره و حقك تزعلى بس ولله العظيم ياحبييتى انا مضغوط بس ولله العظيم هاعوضهالك ثم اخرج من جيبه علبه مزخرفه بشكل جميل تحتوى على سلسله من الذهب الابيض و تحتوى على حجر اسود بالمنتصف تشبه كثيراً سلسة ابنته و يقول بحب كل سنه و انتِ معايا يا حلم ،، كل سنه و انتِ بتكملينى،، كل سنه و انتِ حياتى كلها ،، كل سنه و انتِ امى،، كل سنه و احنا مع بعض ،، انا آسف انى نسيت حاجه زى دى ،، بس ولله هاعوضك اول ما ارجع من السفر
ابتسمت حلم بسعاده و هطلت دموع الفرح و عانقته بقوه و هى تبكى و لكن تبتعد و هى تردف بإستغراب :-
سفر سفر ايه دا
يوسف بعمليه :-
فى شركه كبيره اوى برا مصر و احتمال انى اتعاقد معاها تعرفى يا حلم احلامى كلها فى التعاقد مش عايز غيره هو بس اخده و مش عايزه اى حاجه غيره دا كل اللى بتمناه دا هايرفعنا اوى هايخلى اسم الشركه فى السما هاحقق اللى بتمناه طول عمرى
حلم :-
و هاتسافر اد ايه
يوسف :-
شهر
حلم بعتاب :-
شهر يا يوسف و قدرت تقولها هاتقدر تبعد عنى شهر كامل
يوسف :-
هو ايوه شهر بس هيغير حياتى يا حلم ادعيلى ربنا يوفقني فى الموضوع دا و بعدها هاقعد معاكى زى مانتِ عايزه ساعتها مش هابقى فى الشركه طول الوقت و هاقعد معاكو و اعوضك عن الايام اللى غيبتها دى و اخدك انت و حلم و نسافر مع بعض نغير جوا و هاعملكو كل اللى انتو عايزنه هاقعد معاكى زى الاول و اسمعك و كل حاجه بس هو الشهر دا بس بس يا حلم شهر
حلم و هى تحاول اثر دموعها ممسكه بيديه متصنعه الابتسامه قائله:-
ربنا يوفقك يا يوسف.... بس هاقولك حاجه حتى لو مكسبتوش و حتى لو رجعت من غير ماتحقق اللى نفسك فيه فانتَ معاك كنز غيرك بيتمناه معاك بنتك و معاك انا و خليك فاكر ياحبيبى ان ربنا مبيديش كل حاجه مش عايزك تزعل يا يوسف و خد بالك من حلم ..... حلم دايمًا هاتبقى محتاجاك جمبها
امتلك وجهها بكفيه قائله و هو ينظر لعينيها :-
ايه لازمة الكلام دا الوقتى يا حبيبتى
حلم بشرود:-
كلام زى اى كلام يا يوسف
نهض يوسف فامسكت بيده قائله برجاء:-
خليك جمبى
قبّل رأسها بحنو و اردف :-
هانيم البنت و هاجيلك ياقلبى
فى الساعه الثالثه صباحًا
كانت تتوسد صدره و هو يمسح على شعرها ،، فأردفت بتذكر:-
فاكر يا يوسف اول مره اتقابلنا فيها
ابتسم يوسف عندما تذكر الموقف قائلاً بمرح:-
هو دا يوم يتنسى
اكملت هى بنفس النبره :-
فاكر لما جيت طلبتنى من بابا
قهقه بخفه هاتفًا:-
اهو دا كمان ييوم مينفعش يتنسى
حلم بشرود:-
يعنى هاتفضل فاكر كل ذكرياتنا
يوسف بحب:-
اي حاحه ليها علاقه بيكى محفوره فى دماغي
نظرت له و أردفت بإشتياق :-
انا نفسى ازور بابا يا يوسف
يوسف بنبره عاديه:-
زوريه يا قلبى
حلم برهبه:-
تعالى معايا بخاف اروح هناك لوحدى
يوسف بإندهاش:-
بتخافى تروحى المقابر
حلم :-
بترعب يا يوسف
يوسف بمرح :-
امال لما اموت هاتعملى ايه و لا مش هاتيجى تزورنى
حلم و تشعر بإنقباض فى قلبها:-
بعد الشر عليك يا حبيبى متقولش على نفسك كدا
قبّل رأسها و اردف و هو ينهض:-
كلنا هنموت يا حلم مشكلتنا الفراق
بعد مرور ساعه كان يوسف مرتدى ملابسه مستعدًا للذهاب و خرج من غرفة ابنته متوجهًا لباب الشقه
كانت حلم تتأمله و كأنها تنحت ملامحه فى ذاكرتها رُغم انها تحفظها عن ظهر قلب ليردف يوسف بحيره :-
فى حاجه ياحبيبتى
تنهد حلم لتردف بخفوت :-
هتوحشنى يا يوسف
عانقها يوسف بحب قائلًا :-
و انتِ كمان ياحبيبتى هتوحشنى اوى
شددت حلم على عناقه و اردفت بنبره باكيه :-
مينفعش السفريه دى تتأجل يا يوسف حتى لو شهر
يوسف:-
هو شهر واحد و راجع و هاقعد معاكو لما تزهقو منى
خرجت حلم من احضانه و اخذت بلوڤر من الصوف من على الطاوله خلفه
انا بقالى سنه بعمل فيهم دا و واحد زيه ليا و واحد لحلم دول هدية عيد جوازنا و لازم قبل ماتمشى نتصور بيهم
يوسف بعدم تصديق :-
النهارده يا حلم
حلم بأصرار:-
النهارده يا يوسف........أكملت بنبره راجيه بالله عليك يا يوسف دا اخر طلب ليا كلم صاحبك ناصر يعملنا فوتو سيشن
يوسف بقلة حيله :-
خلاص يا حلم هأجل طيارتى لاخر النهار مع العلم انى مش هالحق اريح قبل الاجتماع بس كله عشانك يا ست حلم
ابتسمت له حلم بحب و دلفت ترتدى ذلك البلوڤر و ايقظت ابنتها لتجلعها ترتدى نفس البلوڤر عازمه على جعل اليوم احسن يوم فى حياتها تقضيه بصحبة ابنتها و زوجها
يُتـبع.......!!
#حلم
#حلم_و_يوسف
#حلم
بـارت 4
"كــانــسر"
كَـانت تسـير بـسعاده و هـى تداعـب ابـنتهـا ،، فـأردف يـوسف بإسـتغراب :-
انـتِ كـويـسه يـا حلم
اجـابته بإبتسامه مُشـرقه :-
كـويسه اوى اوى
عقد حاجبيه بحيره مردفاً بتساؤل :-
اشمعنا يعنى
حلم بنظرات متآمله :-
عشان احنا مع بعض يا يوسف
انحنى قليلاً ليقبل رأسه بحب قائلاً :-
و هانفضل مع بعض طول العمر يا حبيبتى
حلم بنبره يشوبها الحـزن:-
أُمنيتى الوحيده
توقف يوسف عندما وصلو الى منزلهم ،، مقبلًاالطفله ثم اعطاها لوالدتها ،، قائلٌا و هو يقبل رأسها و يدها بحب :-
انا همشى يا حلم ،، خدى بالك من نفسك و من حلم ،، و وعد منى هاعوضك عن ايام الغياب دى كلها ،، هاتوحشنى يا حبيبتى
حلم بحزن :-
متتأخرش عليا يا يوسف ،، هسـتناك
يوسف و هو يتجه نحو سيارته:-
إن شاء الله يا حـبيبتى ،، مع السلامه
ظلت تنظر لأثره حتى اختفى عن انظارها ،، لتقوم بمداعبة ابنتها بحزن و هى تصعد لشقتها
فـى المساء أخذت حلم ابنتها فى احضانها كى تنام ،،، لتغرق فى ذكريات مضت
-فلاش باك-
كانت تجلس فى غرفتها تشعر بالملل تحادثه على الواتس آب ،، اخبرته انه تشعر بملل شديد و انها تريد الخروج ،، فأخبرها أنَّ تتجهز ليخرجو سوياً ،، و بالفعل اخبر والدها و وافق
حلم بذهول :-
انتَ يا مجنون يا مجنون
يـوسف بـمشاكـسه:-
لا لا فى اختيار تالت
حلم بترقب :-
ايه
يوسف بإبتسامه رائعه :-
مجنون بس بيكى
ابتسمت حلم بخجـل ،، قائـله :-
حد قالك قبل كدا انك بكاش
يوسف بتآمـل :-
امممم ،، بنتى
حلم بخجل :-
متكسفنيش بقى يا جو
يوسف بغزل :-
احلى جو سمعتها فى حياتى و احلى غمازات شوفتها فى حياتى
حلم بفـضول:-
طيب غير الموضوع بقى ،، قولى هانروح فين
امـسك يـدها قائلاً بحماس :-
هاتعرفى
بــعد مـرور سـاعه ،، كـانو جالـسين علـى النـيل
هـتف يـوسف و هو ينظر للنيل بشرود :-
قولـيلى بقى ،، ايـه رأيـك
حلم بسعـاده :-
أحـلى خـروجه خـرجتها فـى حيـاتى و أحسن حـاجـه انک جمبـى
نظـر لهـا ليردف بدهـشه :-
ايه دا انتِ خلصـتى التـرمس و اللب
حلم بإبتسامه واسـعه :-
تعيـش و تجيبـلى يـا حـبيبى
عانق يديها بيده ،، متأملها بشغف ،،قائلًا :-
بعـشـقك يـا حلم
-بـــاك-
نـظرت حلم لابـنتها بـتعب و جـذبتـها لأحـضانها بوهن و ذهـبـت فى ثُبات عمـيق
فـى صـباح اليـوم التـالى.............
اسـتيقظت حلم بـاكرًا و أيقظـت ابنتـها ،، لتتـركها مـع والدتـها ، و تُجـرى الفحـوص اللازمـه لهـا......
أجـرت حلم الأشـاعه الـمَطلوبه ،، و أخـذتها مُتجـهة إلـى الـطبيب ،، ليرنّ هاتـفها
صديـق يـوسف(ناصر):-
ايوه يا مدام حلم ،، صوركو جاهزه بشتغلك عليها من امبارح و لسه مخلصها الوقتى ،، ياريت لو تعدى تاخديهم الوقتى عشان مسافر بلدنا
حلم بجديه :-
تمام هاعدى عليك الوقتى
فـى المـساء..........
كـانت جـالسه تـبـكى بقـهر و هـى تتأمل الصـور المُـعلقه على الحوائط بواستطها منذ قليل ،، اتـجهت نـحو تلكـ الصور المُعلقه فـي وسط الحائـط المـُقابل للفـراش ،، لامـستها و دموعهـا تتسابـق للنزول بمراره ،، كان يُـحاوط كتـفها بذارع ضاممًا اياهـا بـحب و عـلى الذارع الأخر صغيرته........
جلست بإنـهيار على الارض و أجهشت فـى بكـاء مريـر و هـى تتذكـر ما قالـه الطبيب صباحـًا......
-فـلاش بـــاك-
دلفت إلى الطـبيب و هـى تَـحمل الصور و على محياها إبتسامه مشرقه ،، و تُعطى الطبيب الأشاعه
أغمض الطبيب عينيه بحزن جلى على تلك الشابه اليافعه فى مُقتبل عُمرها
الطبيب :-
انتِ قولتيلى انّ الاعراض دى عندك بقالها اكتر من سنه بس مع الوقت كانت بتزيد
حلم ببعض القلق :-
ايوه يا دكتور ،، فى حاجه
الطبيب بأسى :-
بصى يابنتى انتِ مؤمنه و ربنا إذا أحبّ عبداً ابتلاه ،، انتِ عندك كانسر
هطلت عبّره هاربه من عينها ،، و اردفت بمراره :-
كـانسر
اكمل الطبيب :-
ايوه و للأسف الورم منتشر و مش هاينفع تدخل جراحى ،، هنلجأ للكمياوى عشان نحد من انتشار الخلايا دى اكتر
حلم بعدم تصديق :-
يعنى انا مش هاخف ،، يعنى انا انا هاسيبهم ،، يعنى مفيش حاجه تشيل المرض دا
الطبيب بأسف :-
كان ممكن التدخل الجراحى بس فى مراحله الاولى مفيش قدامنا حاليًا غير اننا نمنعه ينتشر
حملت حلم الصور و خرجت من عند الطبيب و دموعها تسيل بصمت ،، كانت تسير بوهن جسد بلا روح ،، خالى من الحياه ،، كأنها مسنه و ليست شابه فى مقتبل عمرها تملك 27 عام
عادت للمنزل و لم تذهب لأخذ ابنتها من جدتها قامت حلم بتعليق جميع الصور التى اصرّت ان تكون عباره عن براويز كبيره و استيكرت و صور صغيره
-بـاك-
حلم بنبره باكيه هاتفه بمراره:-
خلاص كل حاجه خلصت هامشى خلاص يا يوسف شهر.... شهر يا يوسف هيغير كل حاجه خلاص معتش هاشوفهم مش هاخدهم فى حضنى مش هافرح ببنتى زى اى ام و اشوفها عروسه مش هاعجز انا يوسف مع بعض مش هافرح باحفادى معاه همشى هايبكو شويه و ينسونى و بعدها افضل لوحدى
ازدادت شهقات حلم و عَلى صوت بكائها و زادت انتفاضة جسدها من شدة البكاء و هى تتذكر كل مامضى و ترى وحش الوحده قادم......
يُتـبع........!!!
#حلم
#حلم_و_يوسف
"حــلم"
بارت 5 والاخير
بــعد مرور شهر..........................
صفّ يـوسف سيارته اسفل منزل والدة حلم ،، و توجه راكضًا بسعاده نحو مدخل المنزل صاعدًا للاعلى و بإبتسامه واسعه طرق على باب الشقه ،، و يريد اخبارها بتوقيعه للعقد و تطور شركته..........
بعد عدة دقائق من الطرق الكثير ،، خرجت سيده مسنه من الباب المُقابل للشقه
السيده:-
انتَ عايز مين
يوسف :-
الحاجه شيماء
السيده :-
شيماء قاعده ببنتها بقالها اسبوع فى المستشفى
ابتلع يوسف ريقه بصعوبه قائلاً :-
بنتها مين
السيده :-
معرفش يابنى انهى واحده فيهم بس هى كان معاها بنت و خالتها خدتها عشان مينفعش تروح المستشفى و لا تشوف امها كدا بعيد عنك بيقولو عندها المرض الوحش
شعر و كأنه محموم و تلقى دلو من الماء المثلج دون اى سابق انذار ،، شعر بالالم يعتصر قلبه ،، عجز لسانه عن التفوه بأى حرف
لمعت عبراته الآثيره داخل محجريها مهدده بنزولها ،، فأسرع بالركض خارج المبنى ليستقل سيارته و ينطلق بها كالسهم و هو يحادث حماته
وصل يوسف بعد نصف ساعه الى وجهته بعد نجاته اكثر من مره منه من حوادث وشيكه ،، ليردف و هو يلهث بقوه :-
فين اوضة المريضه حلم فهمى السيد
موظفة الاستقبال :-
الدور التانى قسم الاورام
فى غرفة حلم
كان الطبيب يتحدث مع "شيماء " لتجد يوسف يتجه نحوهم بسرعه
يوسف :-
مالها حلم فهميني يا ماما
الطبيب :-
حضرتك جوزها
يوسف بإيجاب :-
ايوه
ربت الطبيب على كتفه مردفاً بأسى :-
ادخلها يابنى يمكن دى تكون اخر مره تشوفها فيها
يوسف بعدم تصديق و نفض ذراع الطبيب مرددًا بصياح ،، يشعر و كأنه فى كابوس بشع و منتظر إستيقاظه فى اى لحظه ،، ينتظر صاحبة الوجهه البرئ ان تيقظه و تخبره انه كان كابوس مزعج و انتهى :-
انتَ بتقول ايه ،، انتو هاتشتغلونى
و دلف للغرفه ليُصدم بذاك الهيكل العضمى ،، اصبحت شبه إنسان ،، شاحبه ،، شفتاها بيضاء ،، فاقده الكثير من وزنها ،، كانت كالموتى ،، هربت دموع يوسف من محجريها ،، و تقدم نحوها بضعف شعر بالعجز و لعن نفسه مائة مره على ذهابه.........
كانت تغمض عينيها بإستسلام لألمها ،، و تسمع صوت الباب يُفتح ،، لتشعر به قبل ان تفتح عينيها ،، لم تكن تريد ان يراها أحد تلك الحاله و خصوصاً هو........لكن اشتاقت لرؤيته ،، و كيف لا فهو من عشقه قلبها قبل عينيها و هذه سوف تكون أخر مره تراه فيها ،، فتحت عينيها بضعف لتراه ،، دموعه تلوث وجهه ،، ينظر لها بحسره ،، تقدم منها ليجلس بجانبها بضعف قائلاً بمراره:-
ليه مقولتليش ،، ليه خبيتى عنى يا حلم
امسكت يده ،، قائله و هى تتآمله بقلب مشتاق :-
مكنش ليها لازمه يا يوسف ،، سواء قولتلك او لا كنت هاموت ،، بس لو انتَ كنت جيت كنت خسرت التعاقد اللى طول عمرك بتحلم بيه
يوسف بقهر :-
حرام عليكى يا حلم ،، يتحرق التعاقد على الشركه على اى حاجه ممكن تبعدنى عنك بس كنتِ عرفتنى كنت عايز اكون جمبك
ضغطت حلم على يده بقوه نتيجة ألمها المفاجئ ،، قائله بألم و دموعها تهطل بغزاره:-
مش وقته عتاب يا يوسف ،، شكلنا كدا قصتنا هاتبتدى و تنتهى فى نفس المكان
قبّل يدها و دموعه تهطل بغزاره كاليله ممطره قارصه البروده هاتفًا بمراره :-
بالله عليكى يا حلم ماتقولى كدا ،، انتِ هاتفضلى معايا ،، مش هتسيبنى فى اول الطريق ،، لسه انا و حلم محتاجينك
وضعت يدها على وجهه و تحسسته بحنو ،، و دموعها تسيل ،، تتأمله للمره الاخيره قائله بوهن:-
حلم يا يوسف مش طالبه منك حاجه غير انك تاخد بالك منها....عــ.... عوضها عن غيابى يا يوسف كن لها ام قبل ما تكون اب و لو مش هاتقدر و....و......هـ.....هـاتتجوز بعدى و....وديها لـ....لماما شهقت بقوه لتردف بخفوت متسبنيش هناك لـ.......لوحدى يا يوسف........خـ...خليك جمبى بــ.....بس اول ليله.......إنتَ عـ....عارف انى بخاف مـ....من المقابر............مــ....متنسنيش يا يوسف......
لتكون هذه اخر كلماتها قبل ان تغمض عينيها.......و تصعد روحها للسماء ،، ليسترد الخالق امانته..........تاركه احبابها يحترقون بنار فراقها.....................
بكى يوسف بصوت عالى كالطفل الذى فقد امه و علت شهقاته و انتفض جسده بقوه ليرتجف بشده و ينام بجانبها واضعًا رأسه على صدرها ،، و يلف يده حول خصرها ضاممًا اياها بقوه و هو يرتجف قائلًا و قلبه ينفطر على فراقها و صوت بكائه يعلو و شهقاته تزداد:-
حـ.......حلم لا انا عـ...عارف انى فى كابوس و انتِ هاتصحينى صح يا حلم.....يلا يلا صحينى و انا معتش هزعلك صحينى و ادلعى براحتك بس صحينى حلم انا خايف .. دا كابوس وحش اوى حلم يلا صحينى بقى و خدينى فى حضنك بالله عليكى ميبقاش قلبك اسود يلا انا مستنيكى تصحينى يلا حلم انا خايف اوى......
و دفن رأسه فى صدرها بقوه و يصرخ بقوه من اعماق قلبه و يزداد بكائه ،، صراخ يمزق نياط القلب
دلف الطبيب على صوت صراخه و امر الممرضين بإبعاده ،، ليرفع الغطاء و يغطى وجهها ،، لينزل على ركبتيه بضعف مرددًا بعدم استيعاب و عبراته تسيل :-
قومى و معتش هسافر ،، قومى و هافضل قاعد جمبك ،، بس ارجعلى ،، انا مقدرش اكمل من غيرك ،، انا اسف يا حلم ولله هانفذلك اللى انتِ عايزاه بس قومى ،، هاهون عليكى يا حلم ،، لما انا ابقى زعلان مين هيخفف عنى و يخرجنى من الزعل دا و يعمل اللى يقدر عليه عشان يشوف ضحكتى ،، مين هيحضنى لما اشوف كابوس وحش و ياخدنى فى حضنه لحد مانام تانى مين هيستحمل عصبيتى ،، مين هيستحمل يوسف يا حلم ،، انتِ ليه بتحرميني من امى للمره التانيه يا حلم ....
——————
فـي صـباح الـيوم التـالى .........بعد إتمام مراسم الدفن ...!!
كان يوسف واقف ينظر إلى القبر بعدم إستعياب مردفًا بهدوء إلى شيمـاء التى تبكى بحرقه على فقدان فلذة كبدها مبكرًا ،، كانت دائمًا تدعو بتعحيل ساعتها لتلحق بزوجها ،، لكن الأن تخاف على حفيدتها و من سيراعها غيرها بعد ذهاب والدتها ،، انتشلها صوت يوسف.....
يوسف بهدوء قاتل :-
عدى على آيات خدى حلم معاكي الليله دي .
مسحت دموعها و الألم يعتصر قلبها على إنتها الفقيده :-
و إنتَ يابنى ،، مش هاتروح معايا
تنهد يوسف بألـم قائلًا :-
لـا
مسحت شيـماء دموعها لتنظـر على قـبر ابنتـها مره أخرى بقهر .
بعد ذهاب شيماء جلـس يوسف على الأرض بالقرب من القبـر و تسقط عـبراتـه بمراره .
يوسف و قلبه ينفطر بشده من الحـزن :-
أنا مكنتش عايزاك تمشي ... إنتِ أكتـر واحده عارفه أنا بحبك اد ايه ،، و إني مقدرش أبعد عنك .. عارف إني بعدت شهر بس عشانك يا حلم و عشان بنتنا ،، كنت عايز اعيشك مرتاحه ،، ليـه سيبتيني ياحلم و إنتِ أكتر واحده عارفه إني من غيرك اقع و اتهد ،، و علت شهقاته و ازدادت دموعه ليقول بقهر ياحلم انا مش قادر أتخيل اني هاقدر ادخل بيتنا و انتِ مش فيه ... مـ..مش هاقدر ياحلم ،، إنتِ مش هاتبقى موجوده هناك ،، مش هادخلك المطبخ .. مش هاتضحكيلى و تدلعى عليا لما تعملى مشكله ..... مش هتاخدني فى حضنك لما ارجع من شغلي ،، مش هتهوني عليا تعبي ياحلم ،، مش هتغيرى عليا لو واحده سلمت عليا ... مش هاتعملي معايا مشاكل .. تعرفي ياحلم ،، انا نفسى فى يوم واحد بس يرجع من ايامنا سوا ... حتى لو كنتِ هاتتخانقي معايا ،، حتي لو كنتِ هاتسيبني زى ماقولتي قبل كدا و تبعدي بس لما توحشيني هقدر اشوفك ... هيكون عندي أمل إنك ترجعى بس .... بس خلاص ،، كل حاجه راحت لما إنتِ روحتي يا حلم ،، كل حاجه كانت سبب في بعدي عنك .. هحرم نفسى منها و هاسيبها ... أطبق جفنيه بألم نفسي ينهش قلبه ليكمل فاكره ياحلم ساعة ماكنتِ عايزه تزوري عمي و انا استغربت إنك بتخافي من المقابر و قولتلك هتعملي ايه لما اموت و قولتلك الفراق هو اللى صعب ...... قولت كدا وقتها لأني افتكرت إني يومي هايبقي قبل يومك ،، افتكرت نفسى هاترحم من الأحساس دا .. بس إتكتب عليا أجربه بدل المره تلاته فى ابويا و امي و فيكي فى دنيتى كلها .... حلم أنا آسف .. آسف على كل لحظه اهملتك فيها .. آسف على كل لحظه سيبتك فيها لوحدك .... آسف على كل مره زعلتك فيها و دموعك نزلت و انتِ معايا سواء بسببى او لا ،، آسف على كل لحظه قولت فيها الشغل اهم و هابقى اعوضها بس الشغل مبيستناش .. صدقتي لما قولتي ان انا معايا كنز و محدش بياخد كل حاجه ،، انا كان معايا كل حاجه و للأسف مشوفتهاش و لا قدرت قيمتها غير بعد ماضاعت .. أنا آسف يا أحلي حـلم في حياتي .
قضى يوسف النهار بأكمله بجانب القبـر يحادثها تاره و يبكى تاره و يكتفي بالسكوت و الشرود تاره أخرى
فـي المسـاء ..
عـاد يوسف إلـى منزله و لأول مـره يشعر بالغربه و الوحشه فـي منزله ،، لا يعلم لمَ ارتاح فى تلك المقابر و شعر بتلك الوحشه فى منزله ... كان المنزل مظلم بارد يعمه هدوء مميت ،، كان دائمًا عندما يدلف من هذا الباب يسمع لضحكات ابنته و مزاح زوجته و المنزل يعمه فوضى بسبب لعبهم و مزاحهم ... يتذكر ذات مره أنه عندما فتح الباب وجد زوجته تركض خلف ابنته وشعرها ووجهها ملوثان بالدقيق وكانت الصغيره تركض و صوت ضحكها يملئ المكان و تصرخ بقوه من ركض امها خلفها
نظر للمكان مره اخيره و دلف غرفته ليضئ الانوار و يغلق عينيه بألم عندما يرى تلك الصور التي تملئ الحائط ،، تحامل على نفسه رُغم الألم الذى يجتاحه و اتجه نحو الفراش ليرى ذلك الدفتر الموضوع في نصف الفرش .
أخذه و جلس على الأرض أمام صورتها و فتح ذلك الدفتر .
"لمـا تشوف المذاكرت دي هكون قابلت وجهه كريم .. بعدما عرفت ان مرضي ملوش علاج و شهر هايكون فتره كافيه للمرض انه يقضى عليا ، فقررت أكتب كل ذكريتنا اللي أنا فاكراها و كمان دا فيه كل كلمه كتبتها و كل احساس حسيته و انتَ بعيد عني ،، خليه معاك و كل ما اوحشك اقرأ فيه .
بدأت عَبراته تسقط مره أخري بقهر و هو يتذوق مراره الفقد مع كل كلمه اضعاف الكلمه السابقه لها "
"مش كل اللى بنحبهم ينفع يفضلو معانا ،، حتى لو اترجيناهم ميمشوش لازم بيجى وقت معين نسيب بعض فيه سواء كان فراقنا إجبار او إختيـار،، بس اللى فى ايدينا نعمله نعيش كل لحظه معاهم و كأنها آخر لحظه .. منركنهمش على الرف و متوقعين ان وقت مانحتاجهم هانلاقيهم لأننا زى الورد بالظبط لازم نلاقى اللى يراعنى دايمًا و يسقينا مش يبعد و يسبنا نموت و متوقع انه لما يجى هايلاقينا زى الاول .. أكبر خطأ بيقع فيه اللى الأنسان ان اللى بتحبه دا يبقى أخر اولويات حياتك و تفضل معتقد انك مهما بعدت و روحت و جيت تلاقيه موجود زى ماهو "...
اصبحت رؤيته مشوشه من كثرة البكاء و يشعر بيد تجفف دموع عينيه ،، و تضح الرؤيه ليجدها بوجهه البرئ الذى زاد جمالًا عن قبل و النور يشع منه و تبتسم له بحنو اقترب ليأخذها فى أحضانه و يُصدم عندما تحتفى ينظر خارج الغرفه يرى الظلام و الرعد و البرق و الامطار بدأو بعملهم ليثيرو جنونه و هو يصيـح بجنون :-
حلم .. حلم متسبنيش يا حلم ..... حـــــلــــم .
شعر بأحدهم يحركه بخفه ليفتح عينيه و يُصدم بما يرى
حلم بخوف :-
مالك يا يوسف ... كنت بتزعق ليه ياحبيبى .
علت أنفاس يوسف و هو يراها أمامه بهيئتها البهيه .. شعر بالجنون .. فأكملت حلم بحنو و هو تحتوى وجهه بين يديها و ترى عينيه تلمع :-
في ايه بس ياحبيبى ،، شوفت ايه خلاك تعمل كدا .
نطق يوسف ببعض الكلمات بصوت خافت :-
فـ..في ايه .
ضمته لاحضانها بحنو بالغ و هى تغلغل اصابعها فى خصلات شعره قائله :-
معرفش ياحبيبي ... إنتَ من ساعة ما شديت معايا و انتَ نايم و جيت على صوتك افتكرتك بتنده .. اتخضيت لما لاقيتك نايم و عرقان و بتزعق كدا شكلك شوفت كابوس وحش .
و أخيرًا خرج من حالة الذهول التي تسيطر عليها ،، ليتضح كل شئ أمامه .... فيقوم بضمها اليه بشده كادت تخنقها و تكسر أضلاعها
اردف و هو يلهث كمن خرج من سباق للتو و يدفن رأسه بين كتفها و رقبتها يشم عطرها ،، قائلًا :-
وحش ،، حلم وحش اوي يا حلم ،، حلم
ربتت على ظهره و هى تشعر بالاختناق من قوة ضمته :-
ايه ياحبيبى
هتف هو بنبره مختنقه :-
خليكى جمبى ياحلم ،، اوعى تسيبنى .
مسحت على شعره بحنو و هى تقول بصوت هادئ و نبره رقيقه :-
أنا جمبك يا يوسف و عمري ماهسيبك .
ابتعد عنها قليلًا و احتوى وجهها بيديه قائلًا و هو يتأمل كل أنش فى وجهه :-
أنا بحبك اوى يا حلم .. إنتِ عارفه إني بحبك و عارفه كمان إني عصبى يعنى مش ببقى قاصد ازعلك .
اردفت بنبره حانيه :-
عارفه ياحبيبى عارفه .
وضع رأسه على صدرها و ضمه إليه مره أخرى لكن برفق قائلًا بصوت ضعيف :-
و عارفه إنى مقدرش أعيش من غيرك يا حلم .
حلم بنبره هادئه :-
و أنا جمبك يا يوسف و عمري ماهسيبك .. قوم يلا اغسل وشك كدا و خد دش عشان تعلق البلالين معتش حاجه على عيد ميلاد حلم .
———————
بعد مرور ساعتين ....
دلف يوسف إلى المطبخ ليراها تقوم بتجهيز بعض الطعام ،، أقترب منها بهدوء و عانقها من الخلف
وضعت حلم يدها على يده الموضوعه على بطنها و تردف بحنو :-
عامل ايه الوقتى... !؟
يوسف :-
كويس ... كويس طول ما انا شايفاك كويسه
استدرات ليكون وجهها مقابلًا لوجهها و تقول :-
مش هاتقول شوفت ايه مخليك عامل كدا
ومأ لها بالرفض ،، فقالت :-
علقت البلالين
أجاب بهدوء :-
اها ،، كنت عايز اقولك حاجه ... اى رأيك تيجى تشتغلى معايا فى الشركه بدل ما انتِ عايزه تشتغلى برا .
حلم بإندهاش :-
انتَ بتتكلم بجد يا يوسف ،، هو انتَ وافقت اصلًا على شغلى .
يوسف بنبره ثابته :-
ايوه .. ها ايه رأيك ؟
اتسعت إبتسامة حلم لتقول بسعاده عارمه و هى تعانقه :-
طبعًا موافقه .... ربنا يخليك ليا يا يوسف ،، بجد انا فرحانه اوى .
ضمها اليه بحنو قائلًا :-
و دى اهم حاجه عندى ياحبيبتى .
ابتعدت حلم و تردف بحماس :-
طيب يلا خرج الحاجه دى معايا بره زمانهم جايين .
لـكن فجأه شعرت بدوار فأسنتدت عليه ليردف هو بخوف :-
مالك يا حلم .. انتِ كويسه ،، فى واجعكى .
تنهدت حلم بعمق لتقول بأبتسامه هادئه :-
إرهاق يا يوسف انا واقفه على رجلى من الصبح .
يوسف برجاء :-
عشان خاطرى ياحلم بلاش تتعبى نفسك اعملى اللى تقدرى عليه متتعبيش نفسك فى حاجه بالله عليكى .
حلم بنبره رقيقه :-
حاضر ياحبيبى .
————————
بعد إنتهـااء الحفل و ذهاب الجـميع ....
يوسف :-
انتِ مش ناويه تاكلى بقى ..
حلم :-
مش قادره
يوسف بإصرار و هو يمسك طبق الطعام فى يده :-
مفيش حاجه اسمها مش قادره ... بطلى تهملى فى نفسك بقى ..
وضعت حلم يدها على فمها و تدير وجهها للجانب الآخر :-
ابعد الاكل دا عنى مش قادره ولله حاسه انى هارجع .
يوسف بإنفعال بسيط:-
مالك ياحلم .. عندك ايه
نظرت له بحيره من توتره و إضطرابه منذ استيقاظه من النوم :-
مالك يا يوسف فى ايه ..
تنفس شهيقًا قوى و اغلق عينيه لثوانى .. و يفتحهم و يقترب منها مردفًا بحنو و هو يحتوى وجهها :-
يا حلم انا خايف عليكى ... خايف يحصلك حاجه بسبب إهمالك فى نفسك دا و من الصبح و انتِ تعبانه و انا واخد بالى و مش راضى اتكلم ... بس انا مش هسمحلك تقصرى فى حق نفسك انا و حلم ملناش غيرك و حياتنا متنفعش من غيرك .
نظرت له و عينيها تفيضان بالحب قائله :-
متخافش عليا ياحبيبى انا واخده بالى من نفسى كويس اوى و مش عشانك إنتَ و حلم بس و عشان الضيف الجديد كنت عاملهالك مفاجأه وحبيت اقولهالك فى آخر اليوم ..... أنا حـامل يا يوسـف
——————————
حـافظو على اللى بتحبوهم ،، بلاش يبقى الطرف التانى آخر اولوياتك آخر حاجه ممكن تفكر فيها و خصوصًا لو كـان الشخص دا وهب حياته ليك .. لو كان الشخص دا بيحبك بجد .... بلاش تحسسه بأفعالك أنه و لا حاجه ،، بلاش تكرهه فى اليوم اللى حـبك فيه ،، بلاش تدوس عليه لمجرد انه بيحبك بجد ،، لانه حُـبك دا زى بذره فى قلبه ياترويها من البدايه للنهايه اهتمام و تقدير و احترم .. يا ترويها قلة اهتمام و عدم تقدير و دا كفيل يخلى حصادك من البذره دى قسوه و وجع ... هاتبقى النهايه لعدم الاهتمام دا البـعد .......!!
الطرف التانى هايبعد مع الوقت و هايقسى لما يحس ان الحب دا وجعه و ملقاش اللى المفروض يستحقه و ساعتها الندم هايظهر و هاتحاول ترجع .......!!
فى اللى بيسامح و بيرجع و فيه اللى يستحيل يسامح لانه بيبقى اكتفى و فى اللى بيسامح بس يستحيل يرجع لانه عاش فى التجربه دى اللى علمه حاجات كتير اوى ........!
كسر القلوب وحش بلاش تكسرو قلوب الناس اللى بيحبوكو ... لأنكو يمكن متلقوش زيهم تانى و متقدروش ترجعلوهم .........!!!
النــــهـايـــة
#دُمـتم_سـالـمين
#حلم
تعليقات
إرسال تعليق