_ العزباء
بنتك رايحة تتقدم لزميلها في الشغل، وانتي نايمة على روحك يا هانم..
_ تتقدم لزميلها! تتقدم له ازاي؟ أنا مش فاهمة حاجة..
_ انتي هتستعبطي عليا يا ست انتي؟ يعني مش عارفة إنها رايحة تطلب إيده، تخطبه يعني؟
(الأم بتضرب بإيدها على صدرها، متفاجئة، مش مستوعبة اللي حصل)
_ بنتي أنا تعمل كده؟ بنتي تتقدم لشاب تخطبه؟ طيب ليه؟ قصرنا معاها في ايه؟
(الأب غضبان جدا، وعيونه كلها شر، والشياطين بتوسوس له يرتكب جناية)
اندفع ناحية التليفزيون، وقطع الفيشة بتاعته، وبدأ يعري السلك، وحط الفيشة في بريزة الكهربا، واتأكد أنها متوصلة..
لف أطراف السلك على دايرتين، لكل صباع من صوابع إيديها دايرة، وبعدين ركن السلك على جنب، ومشى ناحية مراته، اللي واقفة خايفة، بتترعش، مش عارفة هو ناوي على إيه..
_ إياك تيجي ناحية السلك ده، وحذاري تتصلي بالبنت وتسأليها، ولا تخليها تعرف أن أنا عرفت..
(الأم مرعوبة، بتبكي بحرقة، وبتنزل على رجليها، وتمسك إيده تبوسها، وتتوسل إليه)
_ أرجوك متعملش فيها حاجة، البنت هتموت يا سايح، البنت هتموت، حرام عليك..
(الأب بيسحب إيده بقوة وبيرميها على الأرض)
_ سيبي إيدي، داهية تقرفك وتقرف بنتك في يوم واحد، والله لو كان اللي سمعته صح، لأخلي الكهربا تنشف جسمها، وجسمك انتي كمان..
_ بنتي متعملش كده، متعملش كده يا سايح، متخليش الشيطان يزن عليك..
(سايح بيمسك مفاتيحه، ويمشي ناحية الباب، ويوقف يبص لمراته)
_ أنا رايح لها الشغل، وهقفل عليكي الباب بالمفتاح من برة، بس أقسم بالله ما تتصلي بحد من قرايبك، وألاقيه جاي يكلمني يا عزة، لأخليكي ساعة ع الكهربا زيها.
(الأب يغلق الباب خلفه بقوة، وتجلس المرأة على الكنبة مغلوبة على أمرها)
____________________________________
في شركة التأمين، مكاتب الموظفين تتوزع على عدة صفوف، في كل صف أربع مكاتب..
رانيا سرحانة قدام اللاب توب على مكتبها، بتاكل في ضوافرها، حواليها تلاتة من زميلاتها، وبتبص ناحية زميل ليها في الصف اللي قصادها على طول..
ياسمين بتغمز لها:
_ صحي النوم يا بنتي، هتفضحينا بالشكل ده.
_ هقوم أكلمه دلوقتي يا ياسمين، مش قادرة بصراحة..
_ يخرب عقلك يا رانيا، مستر عمر لو شافك هتبقى مصيبة
(تدخلت زميلة أخرى)
_ استني البريك يا رانيا، بلاش تبوظي الدنيا..
_ ما انتي عارفة أنه بيروح الكافيه في البريك، علشان يشرب شيشة..
_ انزلي وراه الكافيه يا رانيا، ده أفضل مكان تكلميه فيه..
(الزميلة الرابعة زينب ترفض ما يخططوا له)
_ حرام عليكو اللي انتوا بتعملوه في البنت ده يا ياسمين، هتخلوها تتنازل عن كرامتها بالشكل ده..
_ مفيش حد طلب رأيك يا زوزو .. خليكي في شغلك
_ بطلي لماضة وطولة لسان، اللي عايزة تروج للفكرة دي تبدأ بنفسها، بلاش تخلوا رانيا تتورط في خطوة زي ده..
_ يا زوزو هو انتي ليه مش عايزة تسمعي الكلام، يا حبيبتي قلت لك خليكي في حالك..
(زينب متضايقة جدا، وبتبص لرانيا نظرات شفقة، ورانيا مركزة معاها)
_ أنا نصحتك يا رانيا وانتي حرة، هشام لو رفض طلبك، كرامتك راح تتهان، ونفسيتك هتتدمر، وفضيحتك هتبقى بجلاجل، ده غير إن أبوكي لو عرف ممكن يقتلك، وانتي عارفة كده كويس..
(رانيا بتترعش، خايفة، بتبص على ياسمين وزميلتها)
_ بابا صعب أوي، ولو عرف هتبقى مصيبة
_ هو بابا هيعرف منين يا رانيا؟ ثم انك بتشتغلي، ومرتبك حلو أوي، وهشام عينه منك، بس ظروفه صعبة شوية، وعمره ما هيفتح معاكي كلام، وبما انك بتحبيه، وهتقدريه تدعميه ماليا، يبقى من حقك تتقدمي له وتطلبي ايده، وكمان تخطبيه..
(رانيا تبص عليهم)
_ تفتكروا أنه هيوافق؟
_ ويرفض ليه يا رانيا؟ ده حد محترم وبيحبك، واحنا عارفين، وعمره ما هيقولك بحبك علشان ظروفه..
(زينب تشعر بالغضب، ورانيا بالخوف، وياسمين تحاول إقناعها)
_ عارفة يا رانيا، لو أنا حسيت إن رامي بيحبني نفسه يرتبط بيا، والله أتقدم له بنفسي، وأطلب ايده، وادعمه بالفلوس اللي عايزها..
_ ياسمين انتي باباكي سهل، بس أنا بابا صعب أوي، ولو عرف اني عملت حاجة زي كده ممكن يقتلني بجد
_ متخافيش يا رانيا، باباكي عمره ما هيعرف، لأننا احنا الأربعة بس اللي عارفين انك عايزة تعملي كده، ومفيش حد فينا هيقول له، يبقى هيعرف منين؟ بالعقل كده، يعرف منين؟
_______________________________________
مستر عمر جاي من بعيد، متضايق جدا، شايفهم، ومتنرفذ عليهم..
_ ما تشوفي شغلك يا آنسة ياسمين وكفاية رغي..
_ آسفة يا مستر، كنت يسأل رانيا عن حاجة
_ من أول ما وصلتوا الشغل وانتوا نازلين لوكلوك لوكلوك .. كل ده بتسأليها عن حاجة؟
_ من غير غلط يا مستر يا عمر لو سمحت، انت طلبت نبطل كلام وانا اعتذرت..
_ شوفي شغلك علشان بعد كده هتزعلي
(نظر عمر لرانيا هادئا)
_ بعد إذنك يا آنسة رانيا، ركزي في الشغل شوية
_ حاضر يا مستر .. أنا آسفة
_ ولا يهمك .. شدي حيلك
_ حاضر
(تركهم عمر، وعيون ياسمين كلها حقد على هدوءه مع رانيا)
________________________________________
أم رانيا في البيت خايفة على بنتها، والباب مقفول عليها من برة..
رايحة جاية في الشقة مش عارفة تتصرف، عايزة تنقذ بنتها، خايفة تتصل بحد من قرايبها، جوزها يعمل مصيبة تانية..
بس هو بابا رانيا عرف ازاي ان البنت هطلب إيدها زميلها النهاردة؟
_ مين قال لك يا سايح؟ مين اللي نقل لك الكلام؟ البنت حكت لي في غيابك، وزميلاتها مفيش واحدة فيهم تعرفك..
يا ريتني ما وافقت يا بنتي، يا ريتني ما اقتنعت بكلامك..
_ بس البنت معذورة بردو، اه معذورة، هي عايزة تتجوز الشاب ده، وهو عينه منها, بس ظروفه زي البنت ما بتقول صعبة شوية، يبقى مش عيب إنها تطلب إيده، هي مش قاصر، وهتساعده من حر مالها..
_ لااااا ... غلط .. غلط .. كرامة بنتي هتروح كده، وكرامة جوزي..
_ مش كده وبس .. دي كمان حياتها هتروح هدر .. بنتي هتضيع مني، وجوزي هيضيع مني، أنا لازم تتصرف، لازم أتصرف واللي يحصل يحصل..
(الأم بتطلع الفون بتاعها، بتحاول تتصل منه، لكن مفيش شبكة اتصال، مؤشر الشبكة في خطوط الفون كلها صفر..
غريبة، هي شركات الاتصالات قطعت الشبكة عن كل الخطوط..
حاولت تشوف المشكلة في تليفونها، لقت أن الفون من غير خطوط..
_ نهار أسود، ده سايح خد الخطوط من التليفون، عامل حسابه على كل حاجة .. أروح منين ولا آجي منين، ولا اعمل ايه..
(أم رانيا بتنفجر في البكاء, وبتفتح نوافذ شقتها، زي اللي رايح يصطاد فكرة من السما)
رجعت ناحية الكهرباء، فتحت لوحة التحكم، وفصلت الكهربا عن شقتها كلها)
_ كده يرجع بالبنت، ميعرفش يكهربها
_ يارب جيب العواقب سليمة يارب .. يارب يكون هشام ده غايب يارب .. يارب ميكونش راح الشغل النهاردة
____________________________________
عربية فيات قديمة، سايح بيسوق متعصب، والطريق زحمة قدامه، وعينه مليانة شر..
التليفون بيرن، بيرفعه يرد يشوف مين اللي بيتصل..
_ ألو .. انت فين؟ بتقول ايه؟ بنتي دخلت الكافيه اللي جنب الشركة؟ دي سنين أبوها أسود من قرن الخروب؟ اقفل .. اقفل..
(سايح يرمي الفون من إيده، ويطلع راسه من العربية، ويزعق في العربيات اللي حواليه)
_ افتح الطريق يا حيوان منك ليه بدل ما أطلع عين أبوكم هنا..
(سواق ميكروباص بيتضايق من الشتيمة، وبيقرب منه بالعربية، ويزنق عليه)
_ مالك يا راجل يا نص عمر، تحب أدوس فوق دماغك بالجزمة..
_ انت ولد قليل الأدب ومش متربي..
_ ليه؟ هو انا اللي كنت شتمتك الأول يا نص محترم..
(سواق تاني بيقرب من الناحية التانية بيسأل صاحبه)
_ في ايه يا بيكا؟ زعلان مع عم خفرع ليه؟
_ ده راجل غتت ونازل شتايم في سواقين الميكروباص بالأب والأم.
_ لالالالا عيب يا بيكا، ده راجل كبير أد والدك، خليه يشتم براحته، وانا هخليه يلبس في الحيط..
_ لا يا عم لا تلبسه في الحيط ولا تحطه في دماغك أصلا، ده جزمة قديمة، وانت دماغك متكلفة..
(سايح بيتضايق عليهم، وبيطلع وشه م العربية، وبيتف على بيكا)
_ اتفووو عليك وعلى أهلك انت وهو يا شوية حيوانات، وحياة ديني لأعلمك الأدب يا صايع منك ليه.
( سواق الميكروباص بيتضايق، وبيزنق عليه يطلعه برة الطريق، وبيتزل من للعريية، وصاحبه بيوقف عربيته، وبيتجمعوا ينزلوا سايح م العربية)
_ انزل يا راجل يا ناقص
(سايح يينزل من عربيته، راجل عمره خمسة وخمسين سنة، على اتنين شباب في الخمسة وعشرين)
سايح ببص على بيكا، بيضربه بالقلم، خلاه يدوخ ويوقع على الأرض..
ويمسك في رقبة زميله التاني، اللي بدأ يخاف لما شاف صاحبه مغمى عليه، ومستسلم لقبضة سايح، وبيحاول يبعد رقبته ويهرب منه..
الناس بتتجمع تحاول تفض الاشتباك..
وكل حد رجع عربيته..
____________________________________________
على ترابيزة في مدخل الكافيه، رانيا وياسمين وزميلتهم التالتة قاعدين، ورانيا مرتبكة..
هشام قاعد على ترابيزة صغيرة واحدة، بيشرب شيشة، وبيتصفح الفون بتاعه..
ياسمين بتضرب رانيا على كتفها..
_ يلا قومي بلاش نضيع وقت..
_ أنا خايف يا ياسو خايفة
_ يا بنتي متبقيش غبية، دي فرصتك علشان تكوني قيادية في جمعية العزباء..
_ أنا مش مستوعبة اني هطلب إيده والله..
_ لو ضاعت الفرصة دي يا رنوش هتندمي طول عمرك .. مؤتمر جمعية العزباء اللي جاي، هيتعمل له شو إعلامي كبير، وأول بنت هتخطب حد بتحبه وبيحبها هتكون قيادية في جمعية العزباء، خصوصا لو اتجوزته، وانتي الفرصة قدامك سهلة أهو، واحد يعرفك كويس، وبيعزك أوي، وانتي روحك فيه أساسا، وعندك الفلوس اللي تقدري تساعديه بيها..
_ بس كرامتي يا ياسو، كرامتي، وبابا لو سمع هيدبحني..
_ يا بنتي بطلي خوف بئى، بابا عمره ما هيسمع، خصوصا إنك هتخلي هشام يروح يخطبك منه..
_ ما اهو لو هشام خطبني، مش هكون قيادية في الجمعية..
_ متخافيش، احنا هنكون شهود على انك اتقدمتي له الأول...(رانيا تبص ناحية هشام وتبص عليهم، وياسمين تدفعها علشان تقوم)
رانيا قامت ومشت خطوات ناحية هشام اللي قاعد سرحان وبيتصفح الفون بتاعه ..
_ هشام ..
(هشام بيرفع دماغه وبيتفاجئ بيها واقفة ومتلخبطة، وبتبص وراها على ياسمين واللي معاها)
_ أهلا رانيا .. في حاجة ولا إيه؟
_ ممكن أنزل .. قصدي اقعد .. ممن اقعد؟
_ اه طبعا اتفضلي
_ ميرسي
(قعدت مروة قصاده وهي متوترة)
_ تشربي ايه؟
_ ملوش لزوم .. أي حاجة أي حاجة .. ولا اقولك بلاش
_ آنسة رانيا، في حاجة؟
_ لا أبدا ..
_ أومال مالك كده؟ في ايه؟
_ هو انا ينفع أتكلم معاك في حاجة كده؟
_ اه طبعا بكل سرور..
(تليفون هشام بيرن، ووشه بيتغير، بيستأذن منها ويقوم يرد بعيد عن المكان، وبيسيب الشيشة قدام رانيا)
_________________________________
خارج الكافيه، أبو رانيا بيركن عربيته، وبينزل يبص حواليه على الشركة، ويبص على الكافيه اللي جنبه..
بيطلع الفون من جيبه ويتصل بحد..
_ الكافيه اسمه أرابيا؟ .... تمام أنا داخل أهو ... لالالا بلاش تظهر معايا علشان البنت متعرفش انك انت اللي بلغتني..
أنا هدخل لها، بنت الرفضي دي..
____________________________________
جوة الكافيه، هشام لسة بيتكلم في الفون، ورانيا بتتلفت حواليها، مكسوفة أنها وحدها ع الترابيزة، والشيشة بتاعته قدامها، وهو بيحكي فون بعيد ..
اتنرفذت، وقامت مندفعة ناحية باب الخروج التاني، اللي بيتكلم جنبه هشام علشان يلاحظها..
(هشام شافها خارجة، وحاول يوقفها)
_ رانيا .. استني يا رانيا.
(رانيا مشت مندفعة بدون ما تعبره، وهو وراها)
ياسمين والبنت اللي معاها اتضايقت
_ أووووف .. الغبية بوظت كل حاجة ..
(قام البنتين وخرجوا، وكان أبو رانيا داخل يدور عليها في الكافيه)
فتش في كل الترابيزات والأماكن، وبنته مش موجودة
_ اه يا كداب يا ابن الرفضي، بتلعب بيا..
(بيطلع الفون بتاعه، وبيتصل بنفس الشخص)
_ انت بتكدب عليا؟ البنت مش في الكافيه ... بتقول ايه؟ مش عندك في الشركة كمان؟ أومال راحت فين؟ انت تنزل لي تحت حالا..
(سايح بيقفل الفون، ويروح ينتظر عند عربيته)
_____________________________________
عند الأسانسير..
هشام بيعتذر لرانيا، وبيحلف لها إنه منتظره من الصبح، وخايف منه في نفس الوقت..
_ ولا يهمك يا هشام .. حصل خير
_ ممكن أعرف كنتي عايزاني في ايه؟
_ لا خلاص..
_ بس أنا مصمم أعرف..
_ ما اهو مش هينفع عنها
_ بصي .. فاضل ساعة على ميعاد البريك، تيجي نتكلم فوق..
_ تمام
(هشام بيفتح بها الأسانسير وبيطلعوا)
وفي نفس اللحظة بينزل عامل بوفيه الشركة من الأسانسير التاني..
_________________________________
في الشارع، قدام عربية سايح أبو رانيا..
بيطلع عامل بوفيه الشركة وبيروح ناحيته:
_ ازيك يا عم سايح..
_ انت بتكدب عليا يا لوح؟ مفيش حد في الكافيه..
_ ممكن يكونوا مشيوا يا عم سايح والله..
_ اسمع ياض انت .. انا حاسس انك بتلعب بيا
_ والله ما بلعب يا عم سايح
_ انت عارف انا ممكن أعمل فيك ايه لو كنت كداب؟
_ عارف يا عم سايح، الشباب اللي شغالين معاك في الورشة بيحكولي عنك كتير
_ اطلع دلوقتي على شغلك، وعينك عليهم، ولما البنت تكلمه، بلغني..
_ حاضر يا عم سايح، وان اتفقت مع البنات عن موعد تكلمه فيه، بردو هبلغك
_ جدع ياض
(ركب عم سايح عربيته، ورجع العامل للشركة)
دخل بوفيه الشركة وشاف رانيا وهشام لأول مرة قاعدين مع بعض في البوفيه..
______________________________
قصة (العزباء) للكاتب سيد داود المطعني .. الحلقة الثانية
_____________________
رانيا وهشام في بوفيه الشركة، قاعدين على طاولة صغيرة مستديرة، جاي عليهم عامل بوفيه شاب معاه فنجانين قهوة، وبيحطها قدامهم..
عامل البوفيه التاني جاسوس أبوها واقف بيراقب من بعيد..
رانيا متوترة ومش بتحكي، وهشام هو اللي بيتكلم:
_ عندي إحساس إن وقت البريك هيخلص من غير ما نتكلم في حاجة..
_ أصل أنا .. أنا كنت عايز اقولك .. كنت عايزة أطلب يعني منك ... أو أوضح لك حاجة كده ..
(وشها بدأ يميل للاحمرار والكسوف، واللخبطة، وهشام ملاحظ كده)
_ انتي محتاجة فلوس يا رانيا؟
_ لالالاالا فلوس ايه
_ عندك مشكلة مع مستر عمر؟
_ لالالا خالص
_ أومال مالك؟
(رانيا وقفت متترفذة، وبتزعق له)
_ أنا مسمحلكش تكلمني كده ... فاهم؟ انت ازاي تكلمني كده انت؟
( رانيا بتاخد شنطة ايدها الصغيرة، وبتمشي متضايقة)
هشام ساكت، بيبص بعينه، مستغرب، مش عارف ايه اللي بيحصل ده، وهي مالها اتضايقت كده ليه..
(عامل البوفيه بيراقب وهو متضايق)
_ اتكلمي الله يخرب بيتك .. أبوكي هيقطع رقبتي بسببك..
______________________________
في صف رانيا وزميلاتها، رانيا داخلة عليهم متوترة، وبتنفخ من الغضب
_ مالك يا رانيا، حصل ايه؟
_ ده طلع انسان متخلف
_ أوووبس .. شتمك لما طلبتي ايده؟
_ لا
_ ساب لك المكان ومشي من غير ما يرد عليكي؟
_ لا
_ أومال عمل ايه؟
_ كنت متوترة، ومش عارفة أكلمه، وهو بيسألني عايزة فلوس، عندك مشاكل، وانا بقول له لا .. وفي الاخر سألني اومال مالك، قمت انفجرت فيه؟
_ انفجرتي فيه ليه؟
_ علشان سألني أومال مالك؟
(قامت ياسمين تزعق لها)
_ نعم يا رانيا ... انفجرتي فيه علشان سألك اومال مالك؟ وبتقولي أنه متخلف، انتي بتستهبلي يا رانيا، بتستهبلي؟
_ ايه يا ياسمين .. أهدي شوية مش كده
_ اهدا ايه يا رانيا ... نعمل لك ايه تاني علشان تتكلمي؟ ها؟ نعمل لك ايه؟ بتضيعي فرصة زي دي من ايدك بمنتهى العبط كده ليه؟ حرام عليكي يا شيخة .. أنا زهقت منك .. زهقت..
(ياسمين بتلم حاجاتها، وتقفل اللاب توب بتاعها، وتسيب لها المكان)
(البنات مستغربين, هي منفعلة بالشكل ده ليه، ورانيا بتسأل بتعجب)
_ ايه؟ مالها البنت دي؟ هي بتكلمني كده ليه؟
(زينب بتبص بابتسامة لرانيا)
_ سيبك منها يا رنوش، وركزي في شغلك يا حبيبتي..
(زميلتهم التالتة بتبرر موقف ياسمين)
_ هي زعلانة عشانك يا رانيا، كان نفسها انك تكلمي هشام علشان تخطبيه وتخلصي من سجن أبوكي..
(زينب بتحاول تخفف الموقف عن رانيا)
_ سيبك من كلامها ده يا رانيا .. اللي انتي عملتيه ده الصح، ده ناتج عن تربيتك، وشخصيتك، وكرامتك..
اسمعي كلامي يا رانيا، البنت مننا كرامة, ولو تنازلت عن كرامتها مرة، هتتنازل عنها مدى الحياة ... اياك تسمعي كلام ياسمين تاني ... سجن أبوكي ده جنة انتي مش حاسة بيها .. ولو أبوكي صعب زي ما بتحكي عنه، صعوبته أحسن كتير من زوج عايزة تقدمي له كرامتك تحت الحساب..
(زميلتهم التالتة بتتدخل)
_ زينب بتقول شعارات قديمة، وكأنها مش متابعة أخبار جمعية العزباء ... الجمعية اللي بتغير كل الأعراف والتقاليد، ونشرت دعوات كتير للبنات أنها تتقدم للي حاسة إنه مناسب ليها, ما دامت هتقدر تساعده ماليا..
(رانيا تايهة في النص، وعيونها بتدمع، ومحتارة)
سرحت بخيالها، وكأنها بتهمس لنفسها بكلام مش عايزة حد يسمعه:
_ بابا مش زي أي أب في الدنيا، حاسة إنه بيكرهني، بيستخدم معايا أشد ألوان التعذيب اللي في الدنيا، ومن ناحية تانية شايفة أن هشام ده حد مناسب أوي، ومستحيل يبص لي كأني من غير كرامة .. بس أنا جبانة .. جبانة .. جبانة..
_________________________________________
هشام واقف على باب شقة، بيضرب الجرس، بتفتح له ست في منتصف الثلاثينات، بيدخل ويقفل الباب وراه..
أطفال صغيرين بيجروا ناحيته، وينزل على ركبته في الأرض وبيحضنهم..
_ حبايبي .. وحشتوني أوي
(بيرفعهم من على الأرض ويمشي بيهم ناحية الأنتريه البسيط الموجود في الصالة، وبيقعد، ويقعد الأطفال على رجله)
الست بتمشي ناحيته وتقعد قصاده..
_ ربنا يخليك لينا يا هشام ولا يحرمنا منك أبدا
_ يارب يا ميسو .. ولا يحرمني منكم أبدا
(هشام بيطلع فلوس من جيبه للأطفال، بياخدوها منه وبيخرجوا جري ع السوبر ماركت)
(وبيطلع مبلغ كبير، وبيقدمه لميسو)
_ خدي خلي دول معاكي
_ لا يا هشام، كده كتير .. حاول توفر مصاريف لنفسك يا حبيبي، احنا مش محتاجين حاجة والله.
_ اسمعي الكلام يا ميسو .. خلي الفلوس معاكي، العيال محتاجين مصاريف..
_ ربنا يخليك يا اخويا، ولا يحرمنا عطفك أبدا
_ بس يا بنت بلاش عبط، عطف إيه وبتاع ايه؟ انتوا روحي..
(هشام بيميل ناحيتها، وبيطبق لها الفلوس في أيدها)
ميسو بتاخد الفلوس وتبص له:
_ هشام هو المحامي قال لك ايه؟
_ اطمني يا ميسو .. جوزك موقفه قوي في القضية، وهيخرج بإذن الله..
_ سنة ونص في السجن والقضايا ولسة المحامي مصمم إن موقفه قوي؟
_ متخافيش يا ميسو .. هيخرج والله يا حبيبتي، بس انتي عارفة المحاكم، جنايات واستئناف ونقض، وعك، ثم أنا جنبك أهو..
_ انت الخير كله يا هشام، لولا وجودك كان زماني بشحت أنا وعيالي.
_ ده أنا بيع نفسي ولا انك تشحتي يا مايسة..
__________________
سايح قاعد في بيته في وش الباب، وماسك كوباية الشاي ومراته قاعدة قصاده، بتبص له، وبتراقب الشر في عينه.
_ البنت ليها ساعة من لحظة ما خرجت من الشركة، بتعمل ايه كل ده في الطريق؟
_ تلاقي المواصلات زحمة يا سايح
_ البنت دي هتطلع عين اللي جابوني، وشكل نهايتها قربت
_ خليها تبطل شغل وريح نفسك يا خويا
_ تبطل شغل؟ وتقعد لي في البيت؟ تقول لي عايزة وعايزة وعايزة؟ لا ياختي خليها تشتغل، وانا مستفيد بالألفين جنيه اللي باخدهم منها كل شهر
_ يبقى خليها على راحتها
_ إلهي ريحة جثتك تطلع ما حد يشمها ولا يعرف مكانها
(الباب اتفتح، ودخلت رانيا، اتصدمت لما شافت أبوها قدامها)
_ بابا! مساء الخير يا بابا.
_ مالك اتخضيتي كده؟ شفتي عفريت ولا شفتي عفريت؟
_ لا يا بابا .. بس مرهقة من الشغل
_ مرهقة م الشغل بردو
_ اومال هكون مرهقة من ايه يا بابا؟
_ خدي يا بنت تعالي هنا
(رانيا خايفة منه، رايحة ناحيته، وهي بتترعش)
مد ايده وفتح شنطتها، وبدأ يفتشها، لقى فيها ١٠٠٠ جنيه، أخدهم..
_ ايه الفلوس دي يا بنت؟
_ ده كوميشن طلع لي من شغل خلصته
_ كوميشن ولا سحبتيها بالفيزا وانتي راجعة .
_ معنديش فيزا يا بابا، ما انت عارف..
_ قلبي بيقول لي انك عاملة حساب في البنك من ورايا، بس مسيري هعرف، وسنينك هتكون سودة..
(سايح بيشاور لها على سلك التلفزيون)
_ شايفة السلك العريان ده .. هخليه يتلف على رقبتك
(سايح بيحط الفلوس في جيبه، ويخرج، ورانيا تقعد تعيط)
أمها تيجي تطبطب عليها، تحاول تهديها، وهي منفجرة:
_ عايزة أعرف هو بيعاملني كده ليه؟ بيكرهني ليه؟ ده انا بنته الوحيدة، بنته الوحيدة ..
الأم مغلوبة على أمرها، بتطبطب عليها وتقول لها متعمليش في نفسك كده يا بنتي، يلا قومي اغسلي وشك، وانا هحضرلك الغدا..
________________________________
رانيا في أوضتها، بتفتح الشنطة، بتطلع الفون بتاعها، بترفع عنه الجراب، وبتطلع الفيزا كارد من بين الجراب والفون، وبتحمد ربنا عليها..
_ الحمد لله أنه ميعرفش أن عندي حساب في البنك، وإلا كان زمانه خلص لي عليه كله..
(قعدت سرحانة تندب حظها)
_ لحد امتى هعيش في الهم ده، لازم آخد لنفسي موقف في حياتي، لازم استغل أول فرصة تنتشلني من هنا..
ياريتني كلمت هشام، ياريتني كلمته .
بس خلاص، مفيش حل تاني، أنا هتقدم لهشام، وهقول له بمنتهى الصراحة، أنا عايزة اتجوزك يا هشام .
هيحصل ايه يعني؟ هيضربني مثلا؟ ولا هيفضحني قدام الناس؟ ده حتى محترم وبيعزني خالص..
بس كده، هو قرار نهائي ومش هرجع فيه, والبنت ياسمين عندها حق، أنا غبية وضيعت الفرصة من إيدي..
_______________________________
ياسمين وزميلتها قاعدين في كافيه برة، بيتكلموا عن رانيا
_ انتي كنتي قاسية عليها أوي يا ياسو
_ دي بنت غبية أوي، ضيعت الفرصة من أيدينا
_ وانتي زعلانة أنها ضيعت فرصة على نفسها، ولا علشان ضيعت الفرصة عليكي انتي..
_ وانا هزعل عليها ليه؟ انا زعلانة على نفسي ... الحيوانة رانيا لو اتقدمت لهشام، هنعلن في مؤتمر جمعية العزباء إن أول بنت تتقدم لشاب هي رانيا، والخبر هينتشر، ساعتها هقدر اتقدم لرامي وش، ومن غير مقدمات، والموضوع كده هيبقى عادي..
_ بس رامي عنده فلوس، غير هشام يعني..
_ انا ميهمنيش غير الفكرة .. عايزة أتقدم له من غير ما يشوفني واحدة معندهاش كرامة .. بالعكس، أتقدم له والموضوع بقى عادي
_ وعايزة رانيا المسكينة تكون ضحية للفكرة
_ ما اهي هتكون قيادية في جمعية العزباء
_ دماغك دي سم يا ياسو
_ هنعمل ايه طيب .. ما سي روميو مش حاسس بيا خالص، وانا هموت عليه..
(ضحك ساخر)
___________________________
في مدخل الشركة، رانيا واقفة كأنها بتتكلم في الفون، وبتبص على الموظفين أثناء دخولهم الشركة..
هشام جاي من بعيد..
رانيا بتهندم نفسها، وخلاص هتحكي له..
_ هشام..
_ صباح الخير يا رانيا
_ ممكن نقعد في البوفيه خمس دقايق قبل الشغل؟
_ طبعا يا رانيا بكل سرور .. اتفضلي
دخلوا ناحية البوفيه، وعيون العامل متابعاهم..
يتبع
قصة العزباء (الحلقة التالتة)
ورابط الحلقة الرابعة ...
___________________
رانيا وهشام قاعدين في بوفيه الشركة، قبل مواعيد الشغل بنص ساعة..
عامل البوفيه جاسوس أبوها واقف مركز معاهم..
ياسمين وزميلتها داخلين شافوا العامل مراقبهم..
ياسمين بتغمز لرانيا بعينها كأنها بتسألها إن كانت هتكلمه؟
رانيا بتهز دماغها بالاشارة يعني أيوة..
ياسمين فرحت، وراحت ناحية عامل البوفيه، وقالت له اعمل لي فنجان قهوة مظبوط..
(عامل البوفيه بينادي على زميله بصوت عالي وبيقول فنجان قهوة مظبوط للأستاذة ياسمين يا نادي)
ياسمين بتزعق معاه، كأنها اتضايقت من طريقته..
_ انت ازاي تزعق في وشي كده؟ انت اتجننت؟
_ أنا آسف يا أستاذة مش قصدي، أنا بزعق لزميلي.
_ انت انسان مش محترم، ولو معملتش القهوة بنفسك مش هيحصل طيب يا إكرامي..
(إكرامي بيبص لها بغضب من فوق لتحت، وبيمشي من قدامها)
ياسمين بتغمز لرانيا بعينها كأنها بتقول لها انطلقي..
__________________
رانيا هتبدأ تتكلم بجراءة، بتستجمع قوتها وبتفكر تقول ايه وازاي؟
هشام بيبص لها، منتظر الفرج، بيبص في ساعة الفون بتاعه..
_ على فكرة الساعة عشرة الا عشرة، يعني باقي عشر دقايق بالظبط ع الشغل
_ هشام!
_ نعم!
_ تتجوزني؟؟؟
(هشام انصدم، مش عارف يقول ايه، ولا يرد ازاي، ووشه بدأ يظهر عليه العرق والخجل والاحمرار)
رانيا مش قادرة تاخد نفسها، ضربات قلبها أسرع من خيل السباق..
_ قلت ايه يا هشام؟
_ مش عارف أقولك ايه يا رانيا، انا مش مستوعب أصلا الموقف..
_ مش مستوعب ايه؟ هي مسألة رياضية؟ أنا بقول لك تتجوزني؟
_ مش قصدي يا رانيا .. لكن .. لكن ..
_ لكن أنا رخيصة صح؟ رخصت نفسي وطلبت منك نتجوز بين مقدمات؟
_ مش كده خالص والله يا رانيا، انتي غالية، وغالية أوي، بس ال .....، الفجأة .. وكده .. انتي فاهمة؟
_ أنا هسيبك تفكر يا هشام .. خد راحتك .. بس ياريت لو رفضت، تقول لي سبب الرفض ايه علشان أبقى عارفة..
(رانيا بتجمع أغراضها، وتقوم من عنده)
عامل البوفيه الجاسوس جايب القهوة لياسمين، بيحطها قدامها وهو مكشر..
(ياسمين بتاخد القهوة وتمشي ورا رانيا ناحية مكاتب الشغل)
_______________________________________
في المكتب..
رانيا وزميلاتها بدون زينب ... قاعدين جنب بعض وبيتكلموا..
_ أنا مش قادرة أتلم على أعصابي يا ياسمين، مش متخيلة اللي حصل ده أبدا.
_ بس جدعة يا بت .. أحسن قرار
_ يا خوفي يحكي لاصحابه، وتبقى فضيحة
_ فضيحة ايه يا عبيطة، ده انتي هتكوني تريند لعشرين سنة لقدام .. التاريخ هيتكلم عنك زي هدى شعراوي
_ تاريخ ايه وجغرافيا ايه؟ ده بابا لو سمع هيرميني تحت المترو..
_ مش هيسمع، بس انتي متقوليش للبنت زينب عن اللي حصل، علشان مش هترحمك من شعاراتها..
_ ربنا يستر .. ربنا يستر
________________________________
في مكتب استشارات هندسية..
مهندس شاب يدير المكتب، قاعدة قدامه ياسمين بتشرح له مزايا التأمين.
المهندس بيقاطعها:
_ آنسة ياسمين.
_ نعم
_ هو انا كام مرة اقول لحضرتك إني مش عايز ءأمن على نفسي؟
_ عندي إحساس إنك هتقتنع يا بشمهندس رامي
_ يا ستي لا بقتنع ولا هقتنع، ولا عايز اقتنع..
(ياسمين بتشعر بالحرج، وبتبص له)
_ عموما أنا مش جاية عشان التأمين يا رامي
_ اسمي المهندس رامي
_ رامي انت ليه بتعاملني كده؟ ده احنا عشنا طفولتنا مع بعض، واتربينا سوا
_ يا ستي كل احترامي للطفولة اللي عشناها سوا، لكن ده ميجبرنيش اقبل عرض شركتك، ولا يديكي الحق تناديني رامي..
(ياسمين بتتضايق منه، وتسيب له المكتب وتخرج)
_______________________________
أبو رانيا في الورشة، قاعد في ركن بعيد، ومعاه حد من نفس عمره ع الكرسي التاني، وكل واحد في ايده شيشة..
دخل صبي من صبيان الورشة في ايده حتة حشيش، وبيحطها في ايد سايح..
_ الأمانة أهي يا اسطى سايح
_ نضيفة ياض؟
_ معرفش والله يا اسطى، أنا قلت له هات الأمانة بتاعت عم سايح، دفعت له الفلوس وجابها لي..
_ خلاص غور شوف شغلك..
(الصبي مشي من قدام سايح)
_ ايه ده يا سايح؟ انت جبت حشيش تاني ولا ايه؟
_ اه .. علشان فرح ابن المعلم صوابي النهاردة، اهو نعمل معاه الواجب
_ ابن أصول يا اسطى سايح والله، ودايما صاحب واجب
_ ما دامت الفلوس موجودة .. نتأخر عن الواجب ليه؟
_ على قولك، وربنا يديم عزك يا سايح
________________________________
أم رانيا في البيت، مع ستات الجيران، نازلين رغي، وكلام..
رانيا بتدخل، راجعة من شغلها، بتتفاجئ بيهم، أكتر ناس بتكرههم..
_ أوباااااا ... انتوا مشرفين هنا..
(داخلة ناحيتهم، ترمي السلام وتدخل على غرفتها، لكن مفيش فايدة)
_ مساء الخير
_ مساء النور يا حبيبتي
_ مساء النور يا نوارة الشارع كله
(قبل ما رانيا تتقدم خطوة واحدة ل جوة، كانت سكاكين أسئلة الستات نازلة على رقبتها)
_ مفيش حاجة قريب كده يا أستاذة رانيا؟
_ حاجة زي ايه يا طنط؟
_ عريس يا حبيبتي، يكون ابن ناس..
_ لا مفيش يا طنط
_ ولا تزعلي نفسي يا روحي، بكرة ييجي عدلك
_ وازعل ليه؟ مش زعلانة خالص خالص
(رانيا بتقدم رجلها خطوة تانية، واتفاجئت بواحدة تانية بتكلمها)
_ الا صحيح البت منة بنت إحسان كانت معاكي في الكلية يا أستاذة رانيا؟
_ اه .. منة دي حبيبتي؟
_ عقبال عوضك يا حبيبتي، النهاردة ولدت وجابت بنوتة زي القمر، ما تتخيرش عنك تمام
_ حلو أوي، ربنا يخليها لها يارب
_ عقبال ما تشوفي عيالك يا حبيبتي
_ تسلمي يا طنط
(رانيا بتحاول تهرب، قبل ما تنفجر، ولكن مفيش فايدة)
ست تالتة بتقول رأيها:
_ سامحيني يا اختي في دي الكلمة
_ اتفضلي يا طنط .. قولي
_ هو انتي ليه متروحيش للشيخ زبادي، ده راجل مبروك، وناس كتير بتشكر فيه.
_ أروح له ليه زبادي ده أنا .. مش فاهمة..
_ يشوف لك يا اختي الريحة، يمكن حد عامل لك عمل يمنع العرسان ولا حاجة، اهو ممكن تتفك العقدة..
_ وحياتك يا طنط انا لو اعرف اللي عامل لي عمل يمنع العرسان لاجيب له هدية... بعد إذنكم
_ اتفضلي يا حبيبتي
(دخلت رانيا إلى غرفتها، تكاد تنفجر من الغيظ والغضب)
____________________________
رانيا في غرفتها في قمة الغضب، تبكي، تشتم
_ هي الناس دي عايزة مني ايه؟ مالهم ومالي؟ بيقرفوني ليه؟ يتدخلوا في حياتي ليه؟ أنتحر لهم علشان يرتاحوا؟ ولا اتجوز أي حشاش ولا صايع علشان يبقى اسمي متجوزة ويطلعوا من دماغي؟ ايه القرف بتاعهم ده...
(من غير ما تحس بنفسها، وتحت تأثير الانفعال، اتصلت لهشام:
_ ازيك يا هشام عامل ايه؟
_ تمام الحمد لله
_ فكرت في اللي كلمتك عنه؟
_ أنا لسة راجع البيت يا رانيا
_ يعني مش هتفكر؟
_ رانيا انتي قلتي له معاك لحد أسبوع
_ أنا قلت لك كده؟
_ اه
_ ممكن ترد بكرة الصبح يا هشام؟
_ رانيا! ممكن افهم هو في ايه بالظبط؟
_ في ايه . ف إيه؟
_ انا مش فاهم اللي بيحصل كله على فكرة، ومش هكذب عليكي انا بدأت أتوغوش.
_ ممكن نتقابل برة يا هشام؟
_ دلوقتي؟
_ واي نوت؟ ليه لأ
_ ماما تعبانة أوي يا رانيا، ومش هقدر أسيبها وأخرج..
_ ألف سلامة عليها يا هشام، أنا آسفة مكنتش اعرف
_ ولا يهمك ..
_ ممكن ننزل قبل ميعاد الشغل بساعة بكرة؟
_ حاضر يا رانيا
_ بكرة الساعة تسعة في الكافيه اللي بتاخد فيه الشيشة بتاعتك
_ ده بيفتح الساعة ١٢
_ خلاص نخليه في أي كافيه تاني
_ تمام
(رانيا بتقفل، وهشام بتزيد جواه الشكوك)
________________________________
ياسمين في كافيه برة مع زميلتها، وكانت متضايقة جدا من رامي..
_ يا بنتي طلعيه من دماغك، ده شكله متكبر وهيقرفك في عيشته
_ بحبه يا آيلة .. بحبه
_ وربنا انتي مجنونة .. يا بنتي رامي ده بتاع شغل ويس، ومش بيفكر في الحب أصلا
_ لازم أخليه يفكر
_ اطلبي ايده رسمي، واهو تبقي أول عضو في جمعية العزباء يعمل كده
_ لا .. هنزل من نظره .. لكن لو سبقتني الحلوفة اللي اسمها رانيا، هتبقى حاجة عادية
_ اهو رانيا عملتها، وفتحت كلام مع هشام
_ هصبر شوية لحد ما هشام يرد عليها
(رسالة على فون ياسمين، فون آيلة في نفس الوقت)
كل واحدة بترفع الفون بتاعها تشوف الرسالة، والمفاجأة انها نفس المسج من جمعية العزباء..
_ إلى كل الآنسات القمرات الفرفوشات، عضوات جمعية العزباء ...
الجمعية تدعوكم لحضور اجتماعها الطارئ غدا الساعة الخامسة والنصف للأهمية .. برجاء الحضور ..
(ياسمين وآيلة بيبصوا لبعض)
_ اجتماع طارئ؟ ليه؟ حصل ايه؟
_ ممكن في واحدة سبقتنا وخطبت اللي عايزاه؟
_ مش بعيد .. خصوصا باقي العضوات ميتخافش عليهم..
_________________________________
أبو رانيا داخل البيت وكان متضايق جدا، وبيزعق
_ بنت يا رانيا ... انتي يا زفتة يا اللي اسمك رانيا..
(رانيا بتخرج من غرفتها جري، وبتصرخ)
_ نعم يا بابا..
(بيضربها قلم على وشها ... بتصرخ، وتوقع على الأرض مغمى عليها)
الحلقة التالتة خلصت
# قصة_العزباء
البارت الرابع والخامس والسادس من هنا
تعليقات
إرسال تعليق