قصة العزباء (الحلقة الرابعة)والخامسه والسادسه
___________________
أبو رانيا داخل البيت، بيزعق وينادي عليها، مع سيل من الشتايم
_ انت يا بنت يا رانيا، انتي يا زفتة الطين يا اللي اسمك رانيا
(خرجت رانيا، خايفة ومتوترة)
_ نعم يا بابا
(سايح بيفك حزام البنطلون، ويلف جزء منه على يده، وينزل فيها ضرب بالحزام)
_ ايه اللي عملتيه ده يا حيوانة، هتفضحيني يا بنت الكلب..
(رانيا بتصرخ، وتجري منه)
_ عملت ايه يا بابا؟ معملتش حاجة أنا..
(سايح نازل فيها ضرب في كل حتة في جسمها، وهي واقعة على كنبة الأنتريه وبتصرخ)
_ فضحتيني يا بنت الكلب .. فضحتيني
_ حرام يا بابا .. حرام يا بابا
(الأم جات تمسك فيه، تحاول تمنعه يضربها، جوزها بيدفعها بعيد وبتوقع على الأرض)
_ ده أنا أولع فيكم النار يا ولاد الكلب قبل ما تفضحوني..
_ عملت ايه يا بابا، لكل ده
_ انتي بتشربي قهوة مع زميلك في البوفيه، عايزة تفضحيني
_ ده في المكتب يا بابا والله
(سايح بيتكلم ولسة نازل ضرب)
_ لا مكتب ولا شارع, ولا أي مكان .. فاهمة ولا مش فاهمة؟
_ فاهمة يا بابا فاهمة..
(سايح تعب من كتر الضرب، قعد ياخد نفسه، بيبص عليها)
_ هاتي ألف جنيه
_ مش معايا يا بابا والله
_ مش معاكي ازاي؟ هو انتي مش بتعملي كوميشن ألف جنيه في اليوم
_ لا والله يا بابا .. الكوميشن ده في كل وثيقة
_ ماشي يا رانيا، انا هعرف الكلام ده بنفسي
(سايح بيربط الحزام، والأم بتقوم ناحية بنتها)
سايح بيحط إيده في جيبها وبيطلع علبة هدايا صغيرة، وبيروح ناحية رانيا يقدمها لها..
_ خدي ..
_ ايه دي؟
_ دي هدية عيد ميلادك ..
(رانيا مستغربة، وبتخبط بإيدها فوق دماغها)
_ أوووووه .. ده أنا نفسي ناسية
_ انتي تنسي، بس انا منساش .. كل سنة وانتي طيبة
(رانيا هتتجنن .. هو بيعمل كده ليه؟ هو بيحبها ولا بيكرهها؟ هو طيب ولا شرير؟)
قامت رانيا حضنته، ودمعت في حضنه..
_ الهدية أقل من قيمتك كتير .. بس على أد فلوسي
_ يا حبيبي يا بابا ... دي أحلى حاجة حصلت لي..
(سايح فك الحضن، وسابها وخرج)
وصل عند الباب، ورجع بص عليها يكلمها:
_ الواد سحلية هيجيب تورتة وشمع، وبنات عمك وبنات العمارة عندهم خبر بعيد ميلادك، يبقى احتفلوا مع بعض، وياريت تخلصوا هيصة قبل الساعة ١٢ بالليل، يدوب أكون رجعت من الفرح..
(رانيا مش مستحملة جو الحنان ده كله، بتجري ناحيته تحضنه وتبكي)
_ بحبك أوي يا بابا..
_ يعني مش زعلانة مني؟
_ تؤتؤ
_ أنا بحبك أوي، وعارفة زعلانة، بس كلها أيام وهتعذريني وتسامحيني..
(سايح بيسيبها ويخرج)
رانيا مستغربة، بتبص لأمها، مفيش حد فاهم حاجة، هو بيعمل كده ليه؟ ايه التصرفات الغريبة دي؟
__________________________________________
تسعة الصبح في الشركة، على مكتب هشام، رانيا عنده، بعيد من الزملاء، رافضة تدخل معاه البوفيه..
_ فكرت؟
_ ممكن أتكلم بصراحة يا رانيا؟
_ اه طبعا من حقك، قول
_ ايه اللي يجبرك تطلبي ايد شاب، مع انها حركة غريبة؟
_ ممكن أعرف ايه الأسباب اللي جات في بالك؟
_ بلاش أحسن، قولي أسبابك
_ لالا .. قول اللي في دماغك
_ ملوش لزوم يا رانيا
_ بليز يا هشام، قول اللي جه في بالك، وانا مش هزعل، ع الأقل هعرفه وادافع عنه..
_ اللي جه في دماغي انك بتهربي من مصيبة، متزعليش مني
_ هو انا فعلا هربانة من مصايب مش مصيبة واحدة، لكن مش مصيبة زي اللي في دماغك
_ ايه اللي في دماغي؟
_ انت فاهم وانا فاهمة يا هشام .. بس انا هربانة من عذاب في بيت أهلي، هربانة من كام جارة حلوفة بتسألني في الرايحة والجاية مفيش عريس قريب؟
_ بس مش أسباب تخليكي تخالفي الأعراف والتقاليد وتطلبي ايد شاب..
_ انت انسان محترم جدا يا هشام، وانا عن نفسي بعزك جدا، وبتمنى أكون زوجة ليك..
(هشام بيحط عينه في الأرض، خجل من مدحها فيه)
_ سواء هتقبل أو ترفض يا هشام، أتمنى تكون مصدقني، وفاهم موقفي
_ عارفة يا رانيا؟
_ ايه؟
_ يمكن انتي الوحيدة اللي بعزها ع المستوى الشخصي في تيم الشركة كلها، ولو ظروفي متصلحة شويتين، كنت اتقدمت لك، بس للأسف الشديد أنا لا أصلح للجواز أساسا..
_ ليه بتقول كده؟
_ أنا ظروفي أصعب مما تتخيلي، عندي أختي جوزها محبوس، وانا مسؤول عنها وعن عيالها، وعندي أمي تعبانة، وانا مسؤول عنها وعن علاجها .. حتى الفلوس اللي كنت حوشتها زمان، بصرف منها، لأن حرفيا الدخل الشهري كله رايح على الالتزامات دي، لا عندي فلوس آخد شقة، ولا افرش شقة جاهزة، ولا أقدر أفتح بيت تالت أصرف عليه .. ورضيت بحالي كده، واتأقلمت، واعتبرت دوري في الحياة أختي وولادها، وأمي ومرضها..
_ دي حاجة ترفع منك في نظري أوي يا هشام
_ تسلمي رانيا .. بس دي ظروفي، و زي ما انتي شايفة صعوبتها، وبعتذر اني أرفض طلبك
_ هشام
(هشام بيبص لها)
_ أنا لما كلمتك .. كنت مؤمنة من جوايا انك حد محترم وراح يفهمني، ومش هيقلل مني، وتبريرك لرفضك دلوقتي يخليني مصممة على رأيي
(هشام بيقاطعها)
_ رانيا
_ لو سمحت خليني أكمل
_ اتفضلي
_ يمكن انت عارف العملاء اللي انا عملت لهم وثائق تأمين هنا في الشركة وزنهم ايه
_ اه طبعا .. انتي تعاقدتي مع الشريحة الافضل
_ بالظبط كده، وانا في أقل من تلات سنين بقى عندي رصيد محترم جدا في البنك نقدر نبدأ بيه حياتنا، وانا واثقة فيك جدا
_ ومين قال لك اني هقبل ب كده؟
_ لازم تقبل
_ مستحيل يحصل .. مستحيل اقبل حاجة زي كده
_ انت مش طلبت مني حاجة زي كده .. ده أنا اللي بعرض عليك كده يا هشام
_ لو انتي عارفة أخلاقي زي ما بتقولي يا رانيا .. كنتي عرفتي اني لا يمكن أوافق على عرض زي ده
(الزملاء بدأوا يتوافدوا ع المكتب، ورانيا قامت وهي بتهمس لهشام)
_ لازم نكمل كلامنا يا هشام في البريك
(هشام بيهز دماغه بالموافقة)
___________________________________
رانيا راحت عند زميلاتها، ياسمين وآيلة وزينب، وكانت فرحانة أوي
_ سيدي يا سيدي ع الابتسامة الحلوة .. أكيد عندك خبر حلو يا رنوش
_ مش بالظبط
_ هشام وافق؟
_ لا
_ رفض؟
_ لا
_ أومال ايه؟
_ بدأ يحكي في تبريرات تخليه يرفض. الجواز .. زي الظروف والمسؤوليات وكده
_ ايه ده؟ يعني مغلطش فيكي؟ ولا قال لك انت ازاي تسمحي لنفسك تخطبيه؟
_ يا بنتي هشام ده راجل بمعنى الكلام، مستحيل يجرح بنت مهما عملت
_ يعني تفهم موقفك؟
_ جدددا .. واحترمه كمان
_ وااااو .. ده أكبر نجاح لفكرة جمعية العزباء
(رانيا تسرح بخيالها، ثواني من الصمت)
_ ولا يهمني فكرة جمعية العزباء بتاعتكم دي، أهم حاجة عندي دلوقتي الارتباط بهشام
(ياسمين غاضبة)
_ انتي بتستهبلي صح؟
_ لا أبدا .. انا بتكلم جد
_ يعني مش هتحضري اجتماع النهاردة؟
_ تؤ .. مش هحضر
_ رانيا .. انتي كده بتبوظي تخطيط الجمعية
_ وانا مالي .. ما يبوظ
(ياسمين تنظر لها نظرات غل .. وفجأة ظهر مستر عمر مدير الشركة في وسط المكاتب بيكلم الجميع)
_ صباح الفل يا حضرات
_ صباح الورد مستر عمر
_ أحب أبلغكم إن مجلس الإدارة زعلان جدا من الأداء الشهر ده، ياريت نشد حيلنا شوية عن كده..
(الموظفين بيبصوا في بعض، وواحد منهم بيقاطع المستر)
_ يعني هنعمل ايه أكتر من كده يا أستاذ عمر)
_ أكيد عند كل واحد فينا طاقة لأكتر من كده .. والدليل شغل الآنسة رانيا، واللي مجلس الادارة بيمنحها شهادة الموظف المثالي للشهر التاسع على التوالي..
(عمر بيسقف لرانيا، وكل الموظفين بيسقفوا ما عدا ياسمين)
رانيا بتبص ناحية هشام. .. كان مبتسم وفرحان وبيسقف بحماس شديد ليها..
حماسة هشام كانت أكتر حاجة اتسببت في فرحة رانيا بشهادة الموظف المثالي..
_______________________
اجتماع جمعية العزباء، بحضور عشر عضوات فقط من بينهم ياسمين وآيلة، وفي غياب رانيا..
وقفت الآنسة هناء تعلن للجميع إنها اتقدمت لابن خالها، ووافق جدا، وبتعزمهم على كتب الكتاب بعد أسبوع .
تصفيق حار من الحاضرات، وتهنئات بنجاح الفكرة ..
بدأت هناء تتكلم:
_ كان نفسي أساعدكم في الترويج لفكرة جمعية العزباء، وإني أعلن الخبر اللي انتوا عايزينه، لكن للأسف الشديد خطيبي رافض يخلي الناس تعرف إني اتقدمت له، وساعدته .
(ياسمين وقفت تزعق)
_ يعني ايه؟ الجمعية بتضيع؟ كل واحدة تنجح في تنفيذ الفكرة، هتنكر فضل الجمعية..
_ معلش يا بنات سامحوني .. مش بإيدي
(ياسمين ترمي عليها قلم جاف)
_ في ستين داهية انتي وخطيبك .. في ستين داهية كلكم .
(خرجت ياسمين غاضبة جدا)
_______________________________________
في مكتب المهندس رامي..
ياسمين تدخل عليها مندفعة زي المجنونة، وبيتضايق لما يشوفها..
_ ازيك يا رامي
_ أووووف ... أهلا ياسمين
_ بص .. هقولك كلمتين
_ تأمين تاني؟
_ لا مش تأمين
_ أومال ايه؟
_ في جمعية اسمها العزباء .. عملت عرف جديد، ان البنت تتقدم للشاب اللي بتحبه
_ هاهاهاهاها .. وانا مال أمي أنا.
_ بنات كتير صاحباتنا اتقدموا للي بيحبوهم وتمت الجوازة
_ مبروك
_ رامي ... أنا بحبك. . وعايزة اتجوزك
(رامي اتفاجئ .. انفعل .. وبصوت عالي)
_ انتي اتجننتي يا ياسمين؟ انتي بتخطبيني
_ مش عيب .. قلت ايه؟
_ قلت امشي اطلعي برة يا متخلفة
_ رامي .. لو سمحت
(رامي يقوم من مكانه يطردها)
_ اطلعي برة .. بررررة
(رامي بيزعق وبيدفعها برة الباب ويقفل وراها بقوة)
_______________________________
ياسمين ماشية زي المجنونة ...
بتكلم نفسها .. جسمها مش على بعضه ..
_ أنا يتعمل فيا كده؟ أنا انطرد؟ ده انا اللي أسست جمعية العزباء؟ انا صاحبة الفكرة
هناء تنفذها وتنجح .. ورانيا تنفذها وتنجح .. وانا في الاخر يطردني رامي بالشكل ده ..
ماشي يا رانيا .. انتي السبب ...
بس وحياتك لأخلي أبوكي يعرف كل حاجة عنك
___________________________
ياسمين تسأل كل اللي تعرفهم عن ورشة والد رانيا .. وتقرر تروح تقول له انها اتقدمت لهشام زميلها وطلبت إيدها
الحلقة الرابعة خلصت
قصة العزباء (الحلقة الخامسة)
_____________________
ياسمين بتروح لحد البيت اللي ساكنة فيه رانيا، وبتسأل عن ورشة أبوها..
عيل صغير واخدها لحد هناك، وبيشاور لها ع الورشة..
_ الاسطى سايح واقف جنب العربية السودة اللي هناك اهو
_ ماشي يا حبيبي شكرا
(ياسمين بتطلع منديل من جيبها وتمسح دموعها، وتمشي ناحيته)
_ حضرتك عمو سايح؟
_ أيوة يا بنتي أنا سايح، عايزة حاجة؟
_ ياااه .. ده حضرتك لطيف أوي، عكس ما بتحكي عنك رانيا خالص
(سايح بيتصدم من الكلمة، وبيبص لها بغضب)
_ رانيا بنتي؟
_ اه .. ما انا ياسمين زميلتها
_ وبتقولي عني ايه؟
_ مش هينفع هنا يا عمو .. ممكن نتكلم جوة، علشان جاية اقول لحضرتك عن حاجة خطيرة
_ حاجة ايه؟
(ياسمين تدخل قدامه، وسايح يدخل وراها وهو في قمة الغضب)
_ ما تتكلمي يا بنت .. عايزة ايه؟
_ بنتك يا عم سايح بنتك
_ مالها بنتي؟ اتكلمي
_ بنتك اللي طول ما اهي في الشغل بتقول عنك أب وحش، وهمجي وبتكهربها، بنتك طلبت ايد هشام زميلها..
(الكلام نزل على ودن سايح زي الصاعقة)
_ ايه؟ اتقدمت له؟ فين وامتى؟
_ في مقر الشركة، وقدامنا كلنا
(غلى الدم في عروق سايح، ومشى ناحية البيت، وعفاربت الدنيا بتتنطط قدام عينه)
ياسمين واقفة بتضحك
_ كده مفيش حد احسن من حد يا ست رانيا .. ههههههههه
(خرجت ياسمين من الورشة تشاور لتاكسي توقفه)
________________________________________
في الكافيه اللي جنب مقر الشركة، قاعدة رانيا مع هشام وبينهم مشروبات ساقعة
_ أنا عارفة نفسي بقول ايه وهعمل ايه يا هشام، وواثقة فيك جدا
_ يا رانيا افهميني بعد اذنك، انتي كده بتلغي رجولتي خالص
_ ما عاش ولا كان اللي يلغي رجولتك يا إتش ..
_ يعني انتي بتخطبيني، وبتقولي انك هتتكفلي بكل المصاريف، ومش ناقص غير انك تدفعي مهر وتجيبي لي شبكة.
_ من غير تريقة يا هشام .. وانا قلت لك أن حد غيرك مكنتش عملت معاه كده، ثم أنا بعمل لراحتي، ولحياتي الجاية
_ بس انتي متعرفينيش كويس
(رانيا بتضغط نفسها، بتكتم حاجة جواها، وبترفع عينها وتبص لها، وتتكلم بهدوء)
_ يكفي اني .. اني ..
_ انك ايه؟
_ اني .. انييي
(بتهرب بعينها بعيد، وبتخفض رأسها)
هشام بيشاور بمشط ايده علشان تسكت..
_ مش هخليكي تقولي دي كمان قبلي
_ هي ايه؟
_ رانيا
(رانيا بترفع عينها)
_ أكيد انتي ملاحظة من زمان اني ..
_ انك ايه؟
_ اني .. يعني .. اه. اني بعزك أوي
_ اه ما انا عارفة
_ مش بعزك اللي هو بعزك يعني
_ أومال ايه؟
_ اللي هو بعزك جدا خالص .. غير أي حد كده
_ اه .. ما انا واخدة بالي .. و ده اللي شجعني أكلمك..
_ عارفة؟
_ ايه؟
_ كان نفسي أنا اللي اتقدم لك، أقابل باباكي واخطبك منه
_ ما اهو احنا فيها، تقدر تقابله النهاردة
_ ظروفي يا ران
(رانيا تقاطعه بنرفذة)
_ ما بس بئى يا هشام ... هو مينفعش تنسي ظروفك دي
_ شوفي كده؟ اهو من قبل ما نتجوز وانتي بتزعقي وتتحكمي، لأنك انتي الطرف القوي
_ يا عم مش قوية ولا زفت .. ده انا أضعف مما تتخيل .. بس انت وافق
_ يا رانيا افهمي موقفي، أقسم بالله امنيتي الارتباط بيكي، بس لا ظروفي تسمح، ولا نفسي تقبل عرضك
_ يا سيدي اعتبرهم سلف، وبابا ميعرفش عنهم حاجة ... بس خلصني م القرف اللي انا عايشة فيه ده
_ عارفة؟
_ ايه؟
_ في كل مكان في الدنيا هتلاقي زينا، واحد ظروفه صعبة، بيحب واحدة، ونفسه يتجوزها، وهي تقدر تساعده، لكن عزة نفسه بتمنعه يقبل مساعدتها، وعلشان كده هتلاقي الاتنين بيعانوا
_ استنى استنى استنى .. انت قلت ايه؟
_ قلت إن عزة نفسه تمنعه
_ لا .. قلت هتلاقي واحد ايه؟
_ واحد ييحب واحدة
(بتبتسم رانيا م الفرحة)
_ ده مثال عام ولااااا؟
_ ما انتي عارفة اني بحبك يا رانيا
(وشها بيحمر من السعادة وبتتنفس فرحة)
_ وساكت ليه يا بني آدم لما انت كده؟
_ اللي زيي مش من حقه يحب، وإن حب .. مش من حقه يعبر عن حبه للي بيحبها..
_ ممكن تبطل سخافة، وتعرف اني كمان ...
(سكتت رانيا)
_ انتي كمان ايه؟
_ انت عارف وخلاص
_ يعني انتي اتجرأتي وطلبتيني رسمي، ومش قادرة تقولي بحبك
(وش رانيا يميل للاحمرار من الخجل .. هي عارفة نفسها انها اتجرأت وطلبت ايده، بس كان في شئ بيدفعها تعمل كده، وهو أنها عايزة تتخلص من عيشتها الصعبة مع ابوها .. لكن دلوقتي بدأت تسترد حياءها، وكسوفها وخجلها، بعد ما شافت أن ليها قيمة عند حد بيعزها وبيقدرها وعارف قيمتها كويس)
_ هشام
_ نعم
_ هتيجي تقابل بابا النهاردة بالليل
_ انتي تحددي لي معاه ميعاد النهاردة، على أساس يستناني بكرة
_ انت تيجي عندنا الساعة تسعة بدون مواعيد يا هشام، كأنه اتكسفت تطلب مني آخد لك منه موعد
_ حاضر يا رانيا اللي تشوفيه
_ هشام
_ ايه
_ بحبك
(هشام بيبتسم، ويبص عليها في لحظات صمت طويلة، نسي خالص أنه جاي يرفض عرضها، ويطلب منها متفتحش معاه الموضوع ده تاني)
________________________
في البيت، سايح بيزعق في مراته، وبيضربها
_ انا يتعمل فيا كده بعد العمر ده كله؟ بنتك بتفضحني؟ عايزة تموتني، وكمان لسة مرجعتش من الشغل لحد دلوقتي
_ كفاية يا سايح كفاية .. البنت اللي قالت لك دي أكيد كدابة
_ دلوقتي أخليكي تشوفي أن كانت كدابة كدابة أو مش كدابة
(سايح بيوصل أسلاك الكهربا، وبيستناها، وهو مفتح عينه في وش الباب)
بيرن عليها، تليفونها أخيرا بيفتح..
بترد وهي فرحانة أوي..
_ أيوة يا بابا
_ انتي فين
_ انا داخلة العمارة اهو
_ يلا بسرعة طيب
_ حاضر يا حبيبي أنا ..
(سايح قلبه يرق، ويبص ع الفون بهدوء .. بعد كده يرميه ع الأرض)
يمسك مراته من ايدها، ويمشي ناحية اوضتها ويحدفها لجوة
_ أقسم بالله ما تخرجي من الأوضة لأي سبب، لأكهربك زيها، وأدبحها قدامك
_ انت بتعمل كده ليه؟ حرام عليك البنت هتموت .. هتموت
(بيضربها بالقلم, ويدفعها لجوة، ويقفل الباب )
باب الشقة بيتفتح، رانيا بتدخل، فاكرة أنه بابا بتاع امبارح اللي جاب لها هدية عيد ميلادها..
_ بابا بابا بابا .. وحشتني أوي يا روحي
_ طلعت روحك
_ ليه كده يا بابا؟
_ انت بتطلبي ايد زميلك يا بنت ... بتخطبيه؟ عندك حساب في البنك عايزة تصرفيه عليه..
(رانيا بتترعش والشرر بيطلع من عين أبوها)
_ محصلش يا بابا، ده زميلي وجاي يخطبني من حضرتك
_ الواد إكرامي بتاع البوفيه شافك .. والبنت زميلتك اللي بتحكي لها اني منكد عليكي عيشتك جات لي وحكت لي..
(ملامح وش سايح بتتغير، وبينزل فيها ضرب بكل غباء وشدة)
بيشدها من شعرها ويمشي بيها ناحية التليفزيون، وبيطلع السلك المتوصل بالكهربا، ويبيعها..
رانيا بتصرخ
_ حرام يا بابااااا ... حرام يا بابااااا
(سايح بيلسعها تاني وتالت وبتوقع على الأرض تبوس رجله)
_ أبوس رجلك يا بابا بلاش .. ابوس رجلك كفاية
( رانيا بتبكي، بتنفجر في البكاء)
سايح يحن .. تصعب عليا، عينه تدمع.
بسبب السلك من ايده، ويرفعها .. توقف على رجلها، ويبكي، وبقولها سامحيني
_ سامحيني يا بنتي .. انا مش عارف مالي، مش عارف مالي ... أنا بحبك يا رانيا
(ساعدها تقعد ع الكنبة، وبدأ يطبطب عليها، ومراته خرجت من بدري تطبطب ع البنت)
سايح واقف بيبكي .. بيقول مش عارف ماله .. ايه اللي بيحصل له ده؟
_ انا ازاي بعمل فيكي كده؟ انا كنت هموتك يا رانيا .. انا أب مجنون ... وخطر عليكي .. خطر عليكي
(سايح بيروح ناحية سلك الكهربا، يخرج الفيشة بسرعة ... يلف السلك على كل صوابعه، ويحط الفيشة في الكهربا تاني ....
يصرخ
رانيا تصرخ
الأم تصرخ
(الكهربا خلصت عليه .. ووقع ميت)
_ باباباااااااااااااااااااااااااااا
الحلقة الخامسة خلصت
قصة العزباء (الحلقة السادسة)
__________________
رانيا بتصرخ، بتبكي على أبوها..
الجيران بتتجمع، حد بيطلب الإسعاف..
هو ناشف ومرمي ع الأرض، والناس خايفة تقرب منه، علشان جسمه لسة متوصل بالكهربا..
شاب بيجري ناحية سكينة الكهربا، وبينزلها، ويبعدوه عن السلك العريان..
نفس الشاب بيرفع سكينة الكهربا، وبيرمي غطاء خفيف على جسمه..
رانيا وامها بيصرخوا، وستات الجيران بتحاول تخفف عنهم..
الاسعاف بتوصل .. بتاخده، بيبلغوهم بوفاته اللي هما عارفينها أصلا..
تصريح بالدفن، وشرطة بتحرر محضر، والواقعة بتتسجل انتحار بالكهرباء ..
_________________________________
هشام بيلبس، آخر شياكة، بيحكي لامه عن رانيا:
_ أنا متأكد انك هتحبي رانيا أوي يا ماما ..
_ أكيد هحبها يا ابني، لأنها هتكون مراتك
_ مش بس علشان مراتي .. علشان هي أصلا تتحب
(الأم تبص بعيد من غير رضا)
_ مالك يا ماما؟
_ مفيش حاجة يا ابني
_ مالك بجد؟ هو انتي مش فرحانة اني هتجوز؟
_ فرحانة يا ابني .. فرحانة
_ لا يا ماما .. شكلك بيقول حاجة غير كده خالص
_ متشغلش بالك يا حبيبي
_ في ايه يا ماما بجد
_ خايفة عليك يا ابني
_ خايفة عليا؟ من ايه؟
_ خايفة مراتك تذلك مع كل مشكلة تحصل بينكم، وتقول لك أنها اشترتك بفلوسها
_ لا يا ماما متخافيش، خصوصا انها هي اللي طلبت مني اتجوزها
_ ما اهو دي كمان حاجة تخوف يا هشام يا ابني
_ ليه يا ماما بس
_ اللي تطلب منك تتجوزها .. وتاخدك بفلوسها، تقدر تطلب منك تطلقها، وبفلوسها، علشان تطلب غيرها
_ يا ماما انتي فاهمة الظروف غلط
_ يا ريت يا ابني اكون فاهماها غلط .. انا مش قادرة أتخيل أن في بنت تتجرأ وتطلب شاب للجواز
_ ممكن تدعي لي يا ماما؟ أنا بجد مرتاح لها أوي
_ ربنا ينصرك يا ابني
(مايسة أخت هشام بتتصل بيه... بيفتح عليها)
_ ألوو .. ازيك يا ميسو
_ انت فين يا هشام .. تليفونك مقفول ليه؟
_ مفتوح اهو .. حصل ايه؟
_ المحامي بيتصل بيك مش بترد ... ومساعدته كلمتني
_ خير؟ في حاجة ولا ايه؟
_ جوزي خد براءة يا هشام، وكلها يومين ويخرج..
_ ياااااااااااه ع الأخبار الحلوة .. ألف مبروك يا ميسو .. ألف مبروك يا حبيبتي
_ الله يبارك فيك يا هشام .. ربنا يخليك ليا يارب ولا يحرمني منك أبدا
(الأم سامعة الحوار وفرحانة جدا، وبتاخد الفون تبارك لبنتها، وتشاركها فرحانة)
وكأن الحياة لما قريت تضحك. لهشام، أنه يتخلص من مسؤولية أخته وعيالها، ويتجوز اللي كان بيتمناها، يحصل اللي هو لسة مش داري بيه...
______________________________
رانيا بتبص في صورة أبوها، بتكلمه في أوضتها، وبتبكي:
_ بتروح مني ليه دلوقتي؟ بتروح مني ليه؟ارجع بئى، ارجع حرام عليك، نظرتك الأخيرة ليا بتعذبني، احساسك بالذنب في آخر لحظة في حياتك هيموتني..
ارجع يا بابا أرجوك ... ارجع يا بابا واضربني ..
ارجع لي واحبسني زي ما انت عايز ... خد فلوسي ..
بس حضنك كل كام يوم بيخليني انسى كل حاجة ... هديتك في عيد ميلادي بتداوي كل بصمات إيدك في جسمي ...
ياريتك كهربتني وكنت أنا اللي مت .. يا ريتك قتلتني وارتحت ...
حاسة أن انت أب عظيم، وجواك حنان .. كنت بشوف قسوتك ومش عارفة سببها .. أرجوك بلاش تطول هناك ..
يا بابا ..
بابا ..
رد عليا ..
اتكلم
زعق لي ..
قول لي يا حيوانة..
بس ارجع ..
يا بابا
حرام عليك .. قلبي وجعني..
مش قادرة استحمل
(تليفونها بيرن جنبها، ومش بترد)
الباب بيخبط برة الأوضة ومش بترد
(صوت أمها بينادي .. صوت حزين)
_ افتحي يا رانيا .. افتحي يا بنتي ... يا بنتي أخرجي الستات عايزين يعزوكي)
_ سيبيني في حالي يا ماما .. مش عايزة عزا من حد
_ يا كبدي يا بنتي ..
(انفجرت الام في البكا)
___________________________
هشام قاعد على كافتيريا، في شارع قريب من بيت رانيا..
ماسك الفون، بيرن عليها كتير، مش بترد
_ أووووف .. ده وقت تطنشي فيه الفون يا رانيا
(قام يبص حواليه، يدور على القهوجي علشان يحاسبه)
شاور له من بعيد .. جاله شاب في التلاتينات من عمره، دفع له الحساب.
_ متعرفش بيت الاسطى سايح .. الميكانيكي
_ ده في الشارع اللي عند مكتب البريد .. أسأل أي حد هناك هيوصلك
_ انت متأكد؟
_ طبعا يا أستاذ .. الاسطى سايح من زباين القهوة .. ودايما هنا
(يبدو أن القهوجي لسة ميعرفش بخبر الوفاة)
_ هو مكتب البريد فين؟
_ أو ما تطلع م الشارع ده، هتاخد يمين، وهتمشي مسافة كده، وبعدها أول يمين هتلاقي مكتب البريد
(هشام شكر الشاب وخرج م القهوة)
واحد م اللي قاعدين بيكلم القهوجي:
_ تلاقيه جاي يعزي مراته
_ يعزي مرات مين؟
_ مرات سايح الله يرحمه.
_ تف من بؤك يا عم .. ربنا يطول في عمره
_ انت لسة مستلم وردية ولا ايه؟
_ اه لسة واصل، هو حصل ايه؟
_ سايح مات متكهرب من كام ساعة
(القهوجي اتصدم، وشعر بالحزن)
___________________________
هشام عند البريد بيسأل عن بيت سايح، وطفل عمره ١٣ سنة بيوصف له
_ هتدخل الشارع ده، هتلاقي صيوان عزاء .. وناس .. وشيخ بيقرا .. هو ده العزا بتاعه
_ العزا بتاع مين؟
_ بتاع عمو سايح
_ سايح الميكانيكي؟
_ ايوة
(هشام مش مقتنع بكلام الطفل .. بيطنشه، ويحاول يتصل برانيا، مفيش فايدة، مش بترد عليه)
بيسأل شاب كبير شوية
_ هو بيت الاسطى سايح فين؟
_ الله يرحمه ويحسن إليه، العزا بتاعه الشارع اللي جاي ده
_ هو أنا سألت عنه الصبح وكان عايش
_ مات من ساعتين تلاتة
_ لا اله الا الله .. حادثة ولا ايه؟
_ كهرب نفسه ومات
(هشام مندهش، مصدوم، بيمشي لحد العزا، ويقعد وسط ناس ميعرفش حد فيهم، وهو في قمة الذهول)
________________________________________
ورشة الاسطى سايح..
واحد من أصحابه قاعد جوة الورشة بيبكي، والشباب شغالين..
صاحب سايح بيكلم الشباب:
_ تيجوا الورشة كل يوم، مفيش حاجة تتعطل،كأن سايح عايش، دي مصدر رزق مراته وبنته، وانا في هكون في ورشتي دايما، أي حاجة تطلبوها هتلاقوني معاكم..
(واحد بيقاطعه)
_ عايزين نقفل بدري النهاردة علشان نروح نوقف في العزا
_ خلصوا شغل الناس المتعطل ده، وبكرة الصبح تروحوا العزا .. انا جاي آخد شوية ورق وعلاج، عايز أوديهم لمراته وبنته..
(صاحب سايح، بيدخل عند ترابيزة مكتب قديمة، بيفتح درج، بيطلع شنطة فيها علاج، و دوسيه في ورق وتقارير طبية ومتابعات)
بياخدهم ويطلع بيهم برة الورشة، وهو بيبكي بكا شديد..
_______________________________
في شركة التأمين تاني يوم..
خبر وفاة ابو رانيا منتشر، والأسى باين على وش هشام، وزينب..
ياسمين مندهشة، مش قادرة تتكلم، بتتكلم في نفسها
_ مات امتى ده؟ انا كنت لسة معاه امبارح!
(آيلة شامتة)
_ أهو خد الشر وراح .. أخيرا رانيا هترتاح
(ياسمين بتمشي على نغمتها)
_ أيوة فعلا .. ده اليوم اللي كانت رانيا تتمناه..
(زينب غاضبة)
_ انتوا ايه اللي بتقولوه ده؟ عيب أوي كده .. دي روح فارقت الحياة، عيب أوي تتريقوا عليه، ثم إن رانيا أكيد مقهورة عليها دلوقتي، مفيش بنت بتفرح بموت أبوها، اتقوا ربنا بئى
_ حاضر يا ست الشيخة .. انسدي خلاص
_ لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يهديكم
__________________________________
رانيا وأمها في قمة البؤس والحزن عليه..
قاعدين جنب بعض، وصاحب أبوهم قاعد قصادهم ومعاه كيس العلاج، والتقارير الطبية
_ سايح الله يرحمه كان بيتقطع من جوة قلبه كل يوم ع اللي بيعمله معاكم، كان نفسه يكون اب حنون لرانيا، وزوج كويس ليكي يا ام رانيا، كان بيحاسب نفسه يوميا .. وعمل محاولات كتير علشان يتصلح..
أناا مش بقول كده علشان أهيج مشاعركم عليه، بس جاي أخليكم تعرفوا اللي كان مخبيه عنكم، يمكن تسامحوه، وتدعوله بالرحمة..
سايح كان بيحبك يا رانيا يا بنتي، ومنتظر يوم جوازك بفارغ الصبر .. وبيقول نفسي أشوف اليوم ده، علشان اعتذر لها قدام جوزها واقول لها سامحيني يا بنتي
(صاحب سايح بيفتح الورق ويقدمه لرانيا)
الحلقة السادسة خلصت
قصة العزباء
تعليقات
إرسال تعليق