القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ضحيه ذئب الفصول من 16الي 20 بقلم ريهام الحديدي في موسوعة القصص والروايات

ضحيه ذئب الفصول من 16الي 20

16

رأي الطبيب انه ولابد أن يحقنة بمهدء في الحال لكى لا يؤذي نفسة فنظر للمقدم شريف وقال ثبتهوالى حضرتك وفعلا قام بتثبيتة وأعطاة الطبيب المهدء وبعد ان هدء ونام خرجا من الغرفة وقال الطبيب

-هياخد وقت عقبال أما يتقبل حالته دى ويقدر يتعايش معاها

-فرد شريف صعبان علية أوى حالتة النفسية بقت وحشة .

-فقال الطبيب .احنا نحمد ربنا انه وقفك فى طريقة وتكفلت بعمليتة على حسابك قولى وقتها كانت حالته هتبقا ازاى لو عرف انه بقا عاجز جنسيا كمان

-يادكتور انا معملتش غير اللى أملاه عليه ضميري وبعدين ربنا بيخلينا كلنا أسباب لمشئتة سبحانه وتعالى

المهم يا دكتور عايز حضرتك لما يفوق تكلمة وتقولة انى مستعد أشغله عندى ووفر له سكن وكل اللى يحتاجة . واه ياريت تأجل موضوع ان احنا نبلغة انه مش هيقدر يخلف تانى لقدام شوية.

-خلاص اللى تشوفه.

وذهب شريف وبقى حسن فى المستشفى اسبوع أخر وجاء موعد خروجة من المستشفى وكان فى حاله تية شديدة لعدم معرفتة الى اين سيذهب وكيف يحصل على عمل يدبر بة احتياجاته المعيشية من مأكل ومأوى وغيرة .دق الباب ودخل شريف بوجه بشوش وقال السلام عليكم ازيك النهاردة ياياسر .

فردت حسن بتلهف وقال

-ياسر انت عرفت معلومات عنى؟

-فقال شريف للأسف لأ بس أنا فى الاسبوع اللى فات طلعت لك ورق بأسم ياسر التهامى يعنى عشان تعرف تدبر نفسك بالورق الرسمى دة لو حد سألك على ورق ليك ولا حاجة .

-فرد حسن بصوت محبط على تعب حضرتك معاية.

-فقترب منة شريف ووضع يدة على كتف حسن وقال ايه ياعم الحدود اللى انت حطتها بينا دى انا ياعم اسمى شريف وعندى 36سنة وكمان ياعم متجوز وعندى بنوتين زى القمر ها أظن كدة عرفتك على حياتى اهه عشان تشيل الحدود دى .

-فبتسم حسن وقال مفيش حدود ولا حاجة بس حضرتك ليك أحترامك طبعا ويمكن لو كنت فاكر انا مين ولا حياتى وشكلى ازاى كنت وقتها اتمنيت ان انا اللى اشيل الحدود بنفسي .بس معلش خلينا كدة أحسن.

-فبتسم شريف على طريقتة فى الكلام وقال على فكرة بقا انتا شكلك محترم اوى وكمان شكل تعليمك عالى انت مختش بالك من أسلوبك فى الكلام ولا ايه.

-فتحدث حسن بألم وقال ياريت اعرف بس انا مين واهلى فين .

-فقال شريف سبها على ربك وهو هيدبرها من عندة وبعدين يالا هنتاخر كدة على وائل صاحبي

-فقال حسن تقدر حضرتك تتفضل انت وانا هدبر نفسي و على الورق اللى حضرتك عملتهوالى .

-فقال شريف انتا مبتسمعش ياابنى بقولك هنتاخر مش هتأخر وبعدين دة اللى هيشغلك معاه فى السنتر بتاعة هوسنتر كبير هيشغلك فى قسم المبيعات وبعدين انا كمان أجرت لك أوضه كدة فوق سطح عمارة قريبة من السنتر دة عشان تكون قريب من الشغل .

-فسأله حسن انت بتعمل معايه كدة لي

-ابتسم شريف وقال احساسي بيقولى انك تستاهل اللى عملته دة وانا عمر احساسي ما خاب ابدا .وبعدين يالا ياعم بطل أسئلة هنتاخر على الراجل وهيخصم لك من اول يوم كدة

-فضحك حسن وقال بجد مش عارف أشكرك ازاى على عملتة معايه دة

-فقال شريف يالا ياعم من هنا الراجل كدة هيقطع علاقته بيه انا شخصيا دا مبيحبش اللى يتاخر علية .وجذبة من يدة وذهب حيث حياته المبهمة الجديدة

17

بدأ حسن بتقبل حياته الحالية كعامل مبيعات وأخذ يعمل بجد حتى أعجب وائل من مهارته فى التعامل مع الزبائن وأسلوبة الراقى فى الحديث معهم وتلبية طلباتهم بسرعة ودقة وأمانة وهذا ما طمأنة ان اختيارة لة صحيح فى ترقيتة ووضعه فى قسم الحسابات الخاص بالسنتر وبعد سبعة أشهر فى العمل بالسنتر تعرف حسن علي فتاة تعمل معه في قسم الحسابات وارتبط بها عاطفيا ونوى على مصارحتها بحقيقة مشاعره اتجاهها وحقيقتة هو شخصيا انهو بلا هوية وانة لا يتذكر شئ عن حياته السابقة واذا وافقت بظروفه سيتقدم لأهلها وبالفعل تحدث معها ووافقت الفتاة وفرحت لانه يبادلها نفس الشعور وبالفعل تمت الخطبة وقام حسن بتأجير بيت صغير يناسب أمكانياته وقام بتأسيسة ليكون مسكن الزوجية واتفق مع والد الفتاة على ميعاد عقد القران وجاء موعد عمل التحاليل الطبية المطلوبة لإتمام عقد القران وقام حسن وياسمين بعمل التحاليل المطلوبة وجاء موعد تسلم النتيجة دخل حسن وياسمين عند الطبيب المسؤال وسئلة حسن

لوسمحت يادكتور عايزين نعرف نتيجة التحاليل اللى عملناها الاسبوع اللى فات بأسم ياسر التهامى وياسمين الشريف.

((أخرج الطبيب مجموعة من التقارير وأخذ يبحث عن التقرير الخاص بهم وألتقطة بين يدية وأخذ يقرأ بعينة المدون داخله ثم اغلق التقرير وتكلم بحرج وقال

-للأسف حضرتك عندك مشكلة فى الانجاب ومش هتقدر تخلف .

-لم يستوعب عقل حسن الكلام بطريقة صحيحة ورد على الطبيب وقال

-طب حضرتك تقدر تكتب لى على علاج وان شاء الله أتابع معاك .

-حمحم الطبيب بحرج(آحم آحم ) وقال دة مش تخصصى تقدر حضرتك تكشف عند دكتور متخصص فى الحالات اللي زي دى وأنا أقدر أساعدك وديك كذا إسم وتشوف اللى ترتاح معاه

)هنا تكلمت ياسمين بشكل سريع وقالت هو حالته صعبه اوى كدة يادكتور )

-رد الطبيب بطريقة عملية وقال

-والله مش أنا اللى أقدر أحدد دة يا آنسة الطبيب المختص هو اللى هيحدد وعلى العموم مفيش حاجة صعبة على ربنا .

أستأذن حسن بالانصراف وخرج مكفهر الوجة فبادرت ياسمين بالكلام وقالت

-انت لازم تكشف عند دكتور متخصص ياحسن وانا لازم أكون معاك

( ألمتة كلماتها وقال ان شاء الله يالا اوصلك وبالفعل قام بأيصالها ولم يتحدث معها طوال الطريق وقام بعد ذلك بالتوجة الى أحد العيادات الخاصة وقام بالحجز وعندما جاء موعد دخولة تقدم الى باب الحجرة وقلبة يدق بعنف فى انتظار ماسوف يخبرة به الطبيب وبعد الكشف علية ومشاهدت نتيجة التقارير قال له الطبيب

-للأسف يا ابنى أنت أتعرض لضرب مبرح فى المنطقة الحساسة دى وبالكشف عليك اتضح لى انك عامل عملية فى المنطقة دى بس انت تقدر تتجوز عادى وتعيش حياتك الزوجية طبيعى بس للاسف الانجاب هيبقا صعب وخصوصاً انك كنت داخل على بوادر عجز جنسي لولا العملية اللى اتعملت لك دى .صمت الطبيب وانسحب حسن من الغرفة دون أبدأ اى صوت وخر ج هائما لا يعرف ماذا عساه ان يفعل فى هذا الامر فهو وعد نفسه بأنه سوف يقوم ببناء عائلة له تغنية عن وحدتة وعذابة فى الأيام الماضية ولما بدأ بتأسيسها انهار حلمه ولكن كيف كيف أصيب بالضرب فى هذا المكان وعن أى عملية يتحدث الطبيب وأخذ عقلة يفكر فى الكثير من التساؤلات ولا يجد اجابة واحدة على تساؤلاته أحس أنعقلة سوف يصيبة درب من الجنون ولكن فجأة تذكر شريف وعلى الفور قام بالذهاب الية ولم يعطى اهتمام إلى الوقت فكانت الساعه تشير الى السادسة صباحاً وتوجة الية على الفور وعندما دق منزل شريف بعد قليل من الوقت فتح شريف الباب ورتاع من منظرة وهيئتة فقال بسرعة

-ياسر في أية مالك انت عامل كدة لية .

رد علية حسن وقال

-أنت اللى هتقولى فى اية

-ذهل شريف من رد ياسر (حسن) عليه وقال لة

-تعالى ادخل بس كدة الاول وفهمنى في اية مالك .وقام حسن بالدخول وتوجه به شريف الى حجرة المكتب الخاصة به وقال له

-احكيلى كدة بهدوء فى اية مالك .

- فرد علية حسن أنا مش بخلف .

-لم يصدم شريف لانه على علم بذالك ورد بهدوء عرفت ازاى ؟

( زهل حسن من رد شريف وقام غاضبا وقال بصوتا عالى

-أنت كنت عارف ؟ عارف ومقولتليش؟ طب ليه؟ دنا صاحبك زى منتا تملى بتقول ؟ وبعدين عجز اية اللى انا كنت داخل علية.ووضع حسن يدة على رأسه وقال أنا مش فاهم حاجة مش فاهم حاجة وأنزل يدة من على رأسها وأمسك يد شريف ونظر له برجاء وقال

- أرجوك .أرجوك قولى اللى تعرفة عنى أنا تايه مش عارف حاجة عن ماضية وكمان اهه طلع مليش مستقبل وضغط على يدة أكثر وقال أرجوك قولى اللى تعرفه عنى .

(نظر له شريف نظرة عطف وقال

-طب أقعد وأنا هحكيلك على اعرفة عنك فنصاع حسن لكلامه وجلس وتحدث شريف وقال

-انا كنت راجع من على طريق المقطم الساعه 2بليل شفت حد مرمى على الأرض أفتكرت كمين معمول من قطاع طرق ولا حد مرقبنى وفى نفس الوقت قولت يمكن يكون حد محتاج مساعدة فعلا عمرت سلاحى وقولت أنزل وأقرب لك بحذر بردوا وفعلا قربت عليك لقيتك مقلوب على وشك عدلتك وطلعت أنور بالتليفون بتاعى شفت وشك وكل جسمك في جروح ومنظرها بيقول انها مش سطحية فتصلت على عمى هو مدير المستشفى العسكري وقولتله على حالتك قالى هبعتلك الاسعاف عندك وفعلا تلت ساعه والاسعاف كان وصل وشالك ونقلم المستشفى وهناك عرفت انك مصاب بجرح بمطوة ووضع يدة على فمه وقال أحم فى المنطقة دى والدكاترة قالوا ان دى مع مرور 3ايام هتسبب لك عجز جنسي سألت عمى على علاج قالى علاجها عملية وهى مكلفة جدا والدكاترة اللى بيعملوها مش مصريين فقولت لعمى يوفرلك كل اللازم للعملية دى وانا متكفل بكل المصاريف وفعلا بعد 48ساعة كان الطقم الطبى جة مصر وتعملت لك العملية بس طبعا خرجت بأنك مش هتخلف والباقى انتا عرفة .

-سأل حسن بشرود طب مين اللى عمل فية كدة والاهم من مين هو لية يعمل كدة أكيد فى سبب كبير عشان حد يقدر يعمل اللى انت بتقول علية دة

-رد شريف وقال الصراحة حولت كتير أعرف مين عمل كدة أو انت مين والنتيجة فى الاخر صفر مفيش اجابة على تساؤلاتى دى .

-صمت حسن وطال صمتة ثم استأذن بالرحيل وانسحب بهدوء

18

-دخلت رغد زوجة شريف المكتب وقالت كان جاي ليه بدرى قوى كدة .

-تنهد شريف وقال عرف أنه مش بيخلف ودى كانت حالته للاسف كان بانى آمال كبيرة قوى أنه هيعمل عيلة كبيرة بدل أهله اللى مش عارف يوصل لهم بس كل دة اتحطم ودى النتيجة تايه ومش عارف مين اللى عمل فى كدة او ليه .

اقتربت رغد من شريف وربتت على يدة وقالت ربنا يريح قلبه ويبعت لة الخير وسكتت لحظة ثم قالت تعالى يالا ياحبيبى جهز نفسك عقبال محضرلك الفطار

-ابتسم شريف وقال ربنا يخليكى لية ياحبيبتى وذهب لأبدال ملابسه.

*************

خرج حسن من منزل شريف بتساؤلات أكثر مما جاء بها وقدم على راحة لمدة أسبوع من عملة ووافق وائل على ذلك نظرا لمعرفته بحالته من شريف وجاء يوم رجوعه وقابل ياسمين فى المكتب الخاص بة وقالت لة

-أقدر أفهم قافل تليفونك لية ومختفى من وقت ماكنا مع بعض وكمان مقولتليش هتروح للدكتور أمتة عشان أجى معاك .

-نظر له حسن طويلا ثم قال مش وقتة الكلام دة ياياسمين بعد الشغل نتقابل ونتكلم عشان عيزك في موضوع مهم

-ردت بتلهف موضوع ايه دة

-رد حسن بضيق مش وقتة يا ياسمين قولت بعد الشغل.

-خلاص ماشى انا راحه على مكتبى اهه

( بعد عدة ساعات انتهى حسن من عملة وصطحب ياسمين الى مطعم بجوار السنتر

وجاء النادل وطلب حسن كوبين من العصير وجاء النادل وقدم لهم العصير وانصرف انتظرت ياسمين حسن ان يتحدث ولكنة كان شاردا فقامت بأمساك يدة لينتبه لها وقالت

-مالك ياحسن موضوع ايه اللى كنت عايزنى فيه وبعدين انت غبت الاسبوع اللى فات دة ليه ومكنتش بترد على تليفوناتى ليه وابعت لك أخويا تقولة انك كويس بس مش عايز تكلم حد بقا انا حد ياياسر

-ممكن تسكتى شوية قالها حسن بنفاذ صبر وقال بصوتا هادئ اسمعينى للاخر مش عيزك تقطعينى فى الكلام عشان تقوليالى قرارك ايه

-توجست ياسمين من طريقة ياسر (حسن) فى الكلام وقالت اوكى سمعاك

-تنهد حسن وبدأ يقص عليها ماسمعه من شريف عن حادثته وعن ذهابه للدكتور ومصارحتها بأنه لايستطيع الانجاب .وسكت ونظر إلى الارض فى انتظار سماع قرارها.

)وبعد وقت قليل قالت ياسمين أنا أسفة ياياسر بس أنا مش هقدر أعيش من غير أولاد أنا نفسي أبقا أم وكمان لو اتغضيت عن غريزة الأمومة موضوع العجز دة مقلق بردوا مش ممكن تكون لسه عاجز أو حتى كمان كام سنه معتش تقدر تعيش حياتك عادى أنا أسفة يا ياسر بس مش هقدر أكمل فى جوزنا ورجع بعد كدة مطلقة لبيت أهلى أنا أسفة مش هقدر أكمل هبعتلك حاجتك مع أخويا وقامت ولم تنتبه لدموع حسن التى كانت تتزايد مع كل كلمة تخرج من فمها لتيقنة انه سيظل وحيد باقى عمرة.

************

( خرج حسن من المطعم وهو حامل على كتفة هموم وأعباء لا يعرف لها حلا وتوجة الى منزلة البسيط الذى أستأجرة ليكون مسكن لة بعد زواجة وقام بتحطيم كل ماوقعت علية عينة وبعد أن فرغ من تحطيم الأثاث الذي ابتاعة الاسبوع الماضى جلس على الأرض وأخذ يجهش بالبكاء ويدعوا الله أن يصرف عنه ما فية .

تغيب حسن عن العمل عشرة أيام أخرى لم يخرج من منزلة ولو مرة واحدة قرر النزول الى العمل بعد ان جاء الية شريف وتحدث معه وأقنعة بمواصلة عملة وأن يجعل يقينة بالله كبيرة وأن الله سيصرف عنه السوء ويردة الى أهله فى القريب العاجل .

19

اقتنع حسن بكلام شريف وذهب في اليوم التالي إلى عملة دخل مكتبة وبعد قليل من الوقت لاحظ تجمع بعض من زملائة فى المكتب يتحدثون بصوت منخفض وينظرون الية من حين الى اخر أنفض التجمع وتوجه كلا إلى مكتبة إلا زميل له ويدعى توفيق توجة إلية وابتسم لة ابتسامة مريبة وقال

- ايه ياعم ياسر مختفى فين اليومين اللى فاتوا .وزادت ابتسامته المريبه وقال اه طبعا عريس جديد وبتوضب حالك ثم غمز لة بعينة.

-تنحنح حسن بحرج وقال لا مختغى ولا حاجة وبعدين محصلش نصيب بينى وبين الانسة ياسمين

-فرد علية زميلة بحقدا واضح وقال ليه بس كدة بجد زعلتنى .وانخفض لمستوى حسن وتحدث بصوت شامت

-مش كنت تقول يابرنس وأنا كنت وجبت معاك وقمت بالواجب مكانك .دا حتى ياسمين الكل يتمنى منها نظرة مش يقربلها .

-اشتعلت عين حسن غضبا ولم يشعر بنفسة الا وهو منقض على توفيق ويكيل لة الضربات بكل ما أوتى من قوة

تجمع كل زملائهم وقاموا بمحاولة فك يد حسن من على زميلهم هذا وبعد قليل من الوقت استطاعوا ابعاد حسن عنه فتحدث توفيق بغل وقال

-اوعى تكون مفكر ان محدش يعرف حاجة كل المكتب عرف انك مبتخلفش وكمان عاجز طب لما انتا شايف نفسك كدة بتقرب من بنات الناس لية .

لم يتحمل حسن سماع المزيد من كلام توفيق وقام بالهجوم علية مرة أخرى ولكن بطريقة أكثر وحشية لم يستطع أحد ان يحرك حسن من على توفيق الا عندما تكاتفوا علية وقاموا بفك يدة من علية والخروج به خارج المكتب نفض حسن أيديهم من علية وخرج بسرعة من السنتر وعينية تفيض بالدموع .لم يري حسن السيارة القادمة عند عبورة الطريق واذ بالسيارة تصطدم بة ويقع حسن فاقد وعية بالطريق.

( يفيق حسن فى المستشفى وهو يشعر بألم شديد فى رأسه ويضع يدة على رأسة لم ينتبة حسن على وجود شريف معه فى نفس الحجرة الا عندما تحدث وقال

-ياسر انت تعبان أقوم اندة للدكتور .

( لم يتلقى شريف اى اجابة من حسن فهرول خارج الغرفة ينادى الطبيب وجاء بة قام الطبيب بفحص حسن وقام بحقنه يمهدء ونظر الطبيب الى شريف وقال

- يمكن الذاكرة بدأت ترجع لة زى ماقولت لك قبل كدة هو معندوش حاجة نقلق منها كلها كدمات بسيطة واكيد اللى حصل له دة من بداية استرجاعة للذاكرة عشان كدة مقدرش يتحمل الذكرايات اللى بيسترجعها مرة وحدة فحس بالصداع دة .

-سأله شريف بتلهف طب هو هيفتكر الفترة اللى فاتت دى أقصد لما كان مش عارف حاجة عن نفسة.

- رد الطبيب بمهنية شديدة وقال كل دة هنعرفة لما يفوق ويبدأ يتكلم.هو الوقتى نايم ومش هيفوق غير بكرة الصبح تقدر حضرتك تتفضل وبكرة من بدري تجيلة.

-اومأ شريف برأسة وشكر الطبيب وانصرف .

لم ينم شريف ليلتة كان يفكر فى حسن وما سيكون رد فعلة عند رؤيتة هل سيتذكرة ويتذكر يوم الحادثة وكلام زملائة علية أم سيمنحة الله هبة النسيان مرة أخري .

جأء الصباح والساعة تشير للسابعة قام شريف من جوار زوجتة ودخل الحمام وخرج وأبدل ثيابة وصلى فرضة وخرج لرؤية حسن(ياسر)

-طرق باب الغرفة بهدوء فلم يتلقى اجابة ففتح الباب بهدوء وحذر لعدم ازعاج حسن (ياسر)تفاجأ شريف بحسن يبكى بشدة فقترب منة على الفور وأخذ يهدئة ويتحدث معه ولكنه أزداد فى بكأة وأخذ يتحدث بهذيان

-اه قتلوهم كلهم مسبوليش حد .خدوهم منى كلهم .طب ابنى فين أتولد ولا لسة .طب عايش ولا قتلوة زى ماقالوالى .طب أمى قبرها فين طب طب لما أعوذ أزورها أزورها فين آه ياامى آه .ومراتى اقول لاهلها اية ضيعت بنتكم منى آآآآه وأخذ ينتحب بشدة وأنتفض جسدة بقوة عند تذكرة وهم يقوموا بتمزيق جسدة وكأنهوا يحدث لةهذا الأن بالفعل .

-صدم شريف من هذيان حسن وانتفاضه جسدة وقام بالركض خارج الغرفة وأخذ ينادى بصوتا عالى

-دكتور .دكتور هنا بسرعة .وبالفعل توجة لة الطبيب المعالج وأخذة شريف من يدة وركض بة الى الحجرة وتحدث وقال

-جسمة كلة بيتنفض ازاى وقبل كدة كان عمال يعيط ويقول كلام مش مفهوم .

)أوما لة الطبيب وقال دا أكيد أفتكر حاجة حصلت لة قبل ما ينسي على طول ثبتهولى لو سمحت مش هعرف أديلة الحقنة وهو قاعد بيتحرك كدة .

ثبتة شريف وأعطاة الطبيب المهدء وسألة شريف بهتمام يعنى الكلام اللى قالة قبل ما يتشنج كدة دة صح.

-رد علية الطبيب وقال 90% صح وأكيد حصلة قبل ما يفقد ذاكرتة على طول عشان رد فعلة دة بيقول انة لسة تحت تأثير صدمة جامدة فى حياتة .

سكت شريف وأخذ يحدث نفسة قائلاً دا لو اللى قاله الوقتى دة صح يبقى هو فى كارثة مش صدمة بس وسأل الطبيب وقال

-طب هو هيفوق أمتة يادكتور .

-رد الطبيب على الساعة 12كدة

-فسأله شريف مرة أخرى وقال طب هو لما يفوق هتبقا حالتة ازاى هيهدى ولا هيحصلة زى اللى حصل لة من شوية.

-رد علية الطبيب وقال يمكن نستعين بدكتور نفساني عشان شكل حالته صعبه أوى.

-أومأ له شريف وجلس على مقعد مجاور للسرير الذي يرقد علية حسن وأخذ يفكر ياترى انت تبقا مين وايه حكايتك شكل حكايتك كبيرة وصعبة .ومين ممكن يفكر يأذي حد وعيلتة بالشكل اللى قولتة دة .يالا كلها ساعات وعرف اية حكايتك.

بعد مرور بعض الساعات أنتبه شريف ان حسن بدأ يفيق فبادر بالكلام معه لكى لا يعطية فرصة لتذكر ما حدث لة فى الماضى وقال

-حمد الله على السلامة يا بطل ها أنت عارف مين بيكلمك.

سكت حسن بضعه ثوانى ثم ابتسم وقال

-أكيد عارف. المقدم شريف بنفسة عندى فى الاوضة

ضحك شريف وقال بغرور مصطنع وهو يضع يدة على قميصة ليهندمة طبعا ياابنى هو انا ينفع حد ينسانى دنا كنت أعلقك .

-ابتسم حسن بوهن ولم يرد

-قال شريف أوعى تكون لسة زعلان من اللى حصل في السنتر قبل الحادثة صدقنى أنا عرفت من وائل وهو عايز يجى يعتذر لك بنفسة وكمان هو طرد توفيق عشان أتجرأ عليك وغلط فى حقك ولو عايز تعمل لة محضر انا مستعد وهخلية يبوس رجلك كمان عشان تسامحة.

-أثارت كلمه شريف الاخيرة الحقد داخل حسن واشتعلت عينية بحمرة الغضب وقبض على يدة بقوة وقال بصوتا يملؤة الغضب مش توفيق بس اللى هيبوس رجلى. فى ناس تانية كمان هتتمنى انى أرحمها ومش هيحصل.

لم يتحدث شريف بعد ما سمع ما تفوة به حسن لكى لا يثير ثورة غضبة مرة أخري

وانتظر الى ان جاء موعد خروجه من المستشفى وركب حسن بجوارة فى سيارتة بصمت قطع هذا الصمت تساؤل شريف

-ها أوصلك على شقتك الجديدة.

-لأ قالها حسن دون تردد ثم تابع حديثة وقال اطلع على شقتى القديمة.

-لم يرد شريف وتوجه إلى مكان سكنة القديم وهم حسن بالخروج من السيارة فأمسك شريف يدة ونظر الية وقال هجيلك بليل أظن من حقى أفهم انت مين وحكايتك ايه

-اومأ له حسن وقال بختصار

-هستناك بليل وخرج من السيارة وذهب بأتجاة شقتة القديمة.

فتحدث شريف وقال ياتري حكايتك هتبقا ايه على العموم كلها كام ساعه وعرف حكايتك وشوف هتعامل معاك ازاى وتحرك بسيارتة الى مكان عملة

**************

20

انقضى اليوم سريعا وحل المساء توجه شريف الى مسكن حسن استقبلة حسن بفتور شديد فتغاضى شريف عن هذا لرغبة الشديدة لمعرفة ما سوف يقصة علية حسن وبادر شريف بالحديث وقال

-ها عندك استعداد تحكيلى حكايتك ؟ أظن أنا من حقى أعرف بتعامل مع مين ؟

-سكت حسن طويلاً ثم تنهد بمرارة وقال أنا حسن .حسن الراوى صحفى فى جريدة الرأي الحر بشتغل فى قسم التحقيقات حكيتى بتبتدى بدخول شاب عليه المكتب أخته أختفت وبعد ما سأل اصحابها عنها وحدة منهم قالت إنها كانت راحة تقابل واحد اتعرفت علية من على الفيس وختفت بعد كدة وهو مكنش بيرد على الرسايل اللى بتتبعت له من ايملها أو إيميل أي حد بيدخل يسأله عليها سكت لحظة ثم قال خت إيميل البنت وعرفت أكونت الولد دة وكلمتة بعد كدة على أساس أنى بنت وتفق معاية نتقابل وفقت ورقبته من اليوم دة وعرفت أن وراة عصابة كبيرة لخطف البنات وبيعهم بعد كدة واللى يشترى بيشغلهم فى الدعارة أو اللى تحاليلها مناسبة لحد محتاج أعضاء يموتوها ويبيعوها بالحتة وضحك ضحكة أستنكارية لما يروى ثم أكمل بتهكم وقال

- بيبعوهم كأنهم خردة واللى يدفع أكتر فى الحتة يشيل (يقصد به أعضاء الفتاة)

جمعت كل المعلومات عن العصابة ومين اللى وراهم ومين اللى بيشتغل معاهم من أكبر واحد لأصغر واحد فى العصابة دى وابتسم بسخرية ثم قال

وعملت فيها أبو زيد الهلالى ونشرت أول حلقة من التحقيق دة وياريت مثلا نشرت أسماء ولا صور لا دا أنا بس كتبت عن الموضوع بشكل عام ولمحت بس بالحروف للأسماء المتورطة فى التحقيق اللى هينزل على حلقات أسبوعبية وتانى يوم فى المكتب جالى واحد بيسومنى على أنى أديلة كل المعلومات والأوراق اللى تدينهم نظير مبلغ مالى كبير رفضت وطرتة برة المكتب .

جالى بليل فى بيتى ومعاة شوية بلطجية خدونى وخدوا مراتى وأمى سكت بعضاً من الوقت وأدمعت عيناة وبكى بقهر وتحدث وهو يضرب صدرة وقال قتلوهم قتلوا أمى ومراتى وابنى. ابنى اللى لسة مشفتوش قتلوة .قالوالى هنخليك عايش بس فى نفس الوقت ميت ودة اللى فعلاً حصل دمرونى. خدو منى كل حاجة .مسبوليش حاجة أعيش علشانها .ولا حتى سبولى أى أمل أعيش بية وأخذ يضرب يدة بالحائط بشدة ويبكى ويقول أنا السبب أنا السبب هما ملهمش ذنب . لوكنت أعرف أن هيحصل كدة مكنتش كتبت حاجة وسلمت كل الورق اللى معاية للنيابة وتفديت كل دة .بس غبى أنا غبى عايز اعرف الناس الحقيقة لية مافى ألف غيرهم بيعملوا كدة ومحدش بيقرب منهم .لية عملت فيها بطل لية وأخذ يحطم كل ما كانت تقع عليه عينة .

(تفاجأ شريف مما قص علية من حسن لم يكن يتوقع أن حياتة السابقة انتهت من ذاكرتة على هذا السوء .شرد كثيرا ثم انتبه على يد حسن وهى تحطم كل الاشياء التى تقع عينه عليها .فقام بأمساكة من الخلف وتقيد يدة وراء ظهرة وتثبية فى الحائط .

( أهتاج حسن وحاول الأفلات من قبضة يد شريف وأخذ يصرخ ويحاول بكل الطرق الافلات من يدة ولكن يد شريف وجسمة كانت تعيقة من انجاح محاولاته .وبعد بضع دقائق على هذا الوضع من محاولات حسن الغير موفقة فى الافلات بدأ بالاستسلام لهذا الوضع وأخذ يبكي بيأس فتحدث شريف وقال

-أهدى وحاول تفكر بالعقل شوية .دا قدرهم وكان لازم يشفوة وأنت كمان دا قدرك ولازم متيأس كدة .لازم تجيب حقهم وحق البنات الغلابة اللى بيتعمل فيهم كدة .انت يمكن كنت سببفى أن الناس دى تتفضح بس طريقتك كانت غلط أنت كنت متصور أنهم هيسبوك تنشر حاجة عنهم بسهولة كدة وكمان مش هيحولوا يأذوك .أية مفتش عليك قبل كدة أن العصابات دى ممكن يصفوا أى حد يفكر بس أن يشاور عليهم ويقول الناس دى بتعمل حاجة غلط .تنهد شريف وبدأ بخفض يدة من على حسن وأبعاد جسدة عن جسد حسن وقال أهدى كدة وتعالى نقعد ونفكر هنعمل اية فى المشكلة دى .

أستدار حسن ببطء وقام بفرك معصمةبيدة الأخرى وتحدث بيأس وقال

-ما خلاص ما منوش فيدة الكلام .مش هيرجع لى اللى راحوا ولا هيمحى اللى أتعمل فية .

-والبنات قالها شريف بصوتا عالى وتابع حديثة وقال البنات اللى أتخطفت واللى لسة بتتخطف أية نسبهم يتعمل فيهم كدة يايبقوا جوارى يايموتوا وكل وحدة وحظها.وسكت قليلاً ثم تابع حديثة وقال ولا نهدا ونحاول نتجاوز المحنة دى ونشوف هنعمل اية .أنت عارف أنا ناس كتير سئلتنى أنا بعمل معاك كدة لية ؟ كنت بقول مش عارف يمكن ربنا مسخرنى عشان أساعدة .بس لأ طلع ربنا مسخرك أنت عشان تقبلنى عشان نحط أدينا فى أدين بعض ونكشف الناس دى ونحمى كل البنات اللى وقعت واللى هتقع فى أيدهم .

-أنا خلاص معتش أقدر أواجة حد قالها حسن بيأس .

((أمسكة شريف من ذراعية وقال بصوتا غاضب

-اية عندك ممكن تخسرة تانى؟ هه ايه قولى كدة؟ وأخذ يحرك جسد حسن بين يدية بقوة ويقول أية مش عايز تاخد بتارك من اللى عملوا فيك كدة ؟ منغسكش تنتقم لكل حد بنتهم ضاعت منهم ومش لقينها لحد دلوقتى وكل ساعة بيموتوا عليها .

-رد عليه حسن أنا خلاص أنتهيت أنا كل اللى بفكر فية الوقتى بس أنى أعرف مين اللى قتلهم بأيدة وأنا هقتله بنفس الطريقة اللى قتلهم بيها .أنا مش عايز أخد بتار حد غير تاري أنا وبس .

تركة شريف من يدة وقال كدة احنا متفقين على المبدأ انت عايز تنتقم وأنا عايز أجبهم وسلمهم للعدالة بس طريقتى غير طريقتك .طريقتك هتخرج منها ميت مع أول محاولة ليك أنك تحاول تقتل حد من اللى كان السبب فى موت عيلتك .دول بلطجية يعنى القتل بالنسبة لهم زى المية والهوا .تقدر تقولى لو بلطجى طلع لك مطوة هدافع عن نفسك ازاى قدامة .مش هقولك تموته أنا بس بقولك دافع عن نفسك أقولك أنا وقتها هيحصل اية .مش هتعرف تحمى نفسك منه وأكبر دليل على كلامى دة انك معرفتش تفك نفسك منى لما كتفتك بس ما بالك بابلطجى هيعمل معاك ايه .سكت قليلا ثم تابع حديثة وقال أحنا لازم نفكر بالعقل احنا هنعمل اية وهناخد بتارنا ازاى من الناس ولاد ال........ دى . سكت قليلاً ثم قال

قوم نرتب الدمار اللى انت عملته دة ونطلب أكل ونتكلم وحنا بنشرب الشاى ونفكر هنعمل ايه فى الايام اللى جاية دى .وبادرة بسؤال بعيد كل البعد عن ما كانوا يتحدثون بة. أنت مكلتش من الصبح صح. ابتسم حسن لمعرفتة ان شريف يحاول تخفيف هذه المأساة عنه واخراجة من شعور الاحباط واليأس المسيطر عليه .

يتبع 

تكملة الروايه بعد قليل 


 

تعليقات

التنقل السريع