القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي البارت 13_14 بقلم ساره مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


جاريتي 13_14


مدونة #موسوعة_القصص_والروايات 



بعد أن خرجت زهره من غرفه صهيب أمسكت زوجة عمها يدها وسحبتها خلفها حتى غرفتها واغلفت الباب خلفها وقالت وهى على وشك الانهيار

- فهمينى يا بنتى .. أيه إللى حصل ده ابنى بيعمل فيكى كده ليه .. وأنتِ ساكته ليه ؟

اغمضت زهره عينيها وأطلقت صراح تلك الدمعات التى حبستها وهى فى غرفه صهيب

تنهدت بصوت عالى ثم أمسكت بيد زوجة عمها وهى تقول

- أهدى ارجوكى وأنا هفهمك كل حاجه.

وبدأت سرد ما اتفقت عليه مع صهيب وشرطه لأتمام الزواج

شعرت الحاجه راضيه بقديمها لا تحملاها فألقت بجسدها على الكرسى الذى خلفها وهى تقول

- وأنتِ قبلتى يا بنتى .. ومستحمله معملته دى .

جثت زهره أمامها وهى تقول

- أنا بحبه ... صهيب عامل زى الأطفال بيكسر لعبته علشان يلفت نظر أمه ليه .. لكن أنا متأكده أنه بيتألم دلوقتى لأن ده مش طبعه .

كانت الحاجه راضيه تستمع إليها وقلبها يؤلمها إلى متى سيتعذب ابنها ويعذب من حوله

قالت زهره بتوسل

- ارجوكى يا مرات عمى أوعى حد يعرف ده هيكون سر أنتِ عارفه لو بابا وعمى عرفوا أيه إللى هيحصل .

هزت الحاجه راضيه رأسها وقالت

- لا يا بنتى مش هقول حاجه وربنا يعينك على إللى أنتِ هتشوفيه معاه .


جلست مهيره فى الكرسى المجاور للسائق فى صمت وأيضا سفيان لم يجد ما يقوله لها ففضل الصمت كانت جالسه منكمشه على نفسها خائفه منه .... ظل الصمت فتره طويله ثم أمسك هاتفه وأتصل على أمه

سمعته يقول

- ايوه يا أمى أنا جاى دلوقتى على البيت ومهيره معايه

صمت قليلاً ثم قال

- اه يا أمى كتبنا الكتاب .

صمت مره أخرى يستمع إلى أمه ثم قال

- لأ معاكم لحد مخلص الشغل إلى فاضل فوق .

صمت مره أخرى ثم قال

- لا ياحبيبتى متتعبيش نفسك أنا هطلب أكل جاهز تحبى حاجه معينه .

صمت لثوانى قليله ثم قال

- خلاص مسافه الطريق .. مع السلامه

وضع الهاتف فى جيبه مره أخرى

ونظر بطرف عينيه إلى تلك الجالسه بجواره تلتسق بالباب خوفاً منه ....أراد ان يسألها عن أى نوع طعام تفضل تناوله ولكنه لم يعتد الكلام معها ويشعر بالخجل

ولكنه قرر أن يسألها حتى يظهر لها القليل من الترحيب والاهتمام .فنظر إليها وكاد أن يتكلم حين انكمشت هى أكثر من الأول وظلت تتمتم بكلمات غير مفهومه فصمت سفيان ولم يحاول مره أخرى التكلم معها .

وصل تحت البنايه الذى يسكن فيها ترجل من السياره ظلت مهيره تنظر إليه برهبه حين اقترب من بابها وفتحه وهو يقول

- اتفضلى .

نزلت مهيره من السياره وهى تشعر بالخوف الشديد كان يشعر بها لكنه لا يجد الكلمات التى تطمئن قلبها المرتجف الأن حضر حارس العماره راكضا حين أشار له سفيان حمل الحقيبه وسبقهم أشار لها سفيان لتتقدمه ولكنها ظلت واقفه مكانها فتحرك خطوتان لا أكثر لتتحرك هى خلفه فأكمل طريقه دون كلمه وهى خلفه فى هدوء

وقف أمام المصعد ينتظر نزوله

بعد دقائق نزل المصعد ففتح لها الباب فعبرت إلى الداخل و لحقها هو وطلب الطابق الذى به شقة والدته وهى تنظر ارضا خوفاً وقلقا

وصل المصعد أخيراً وكانت أعصاب مهيره كلها على شعره واحده تشعر أن الدنيا تميد بها .... تشعر كالذبيحه التى تساق لذبحها كانت حقيبتها أمام الشقه بجانب الباب .... كاد قلبها يتوقف حين أخرج سفيان المفتاح من جيب بنطاله كان عقلها يعمل ويحلل كل ما يحدث هو قال انه ذاهب لبيت والدته لماذا لم يطرق الباب هل كان يكذب ام أنا من فهمت خطأ ولكن كل تلك الهواجس اختفت حين فتح الباب لتجد السيدة نوال تقف خلفه فاتحه ذراعيها لها بحب وترحيب مع إبتسامه واسعه سعيده

تقدمت منها مهيره ببطئ وارتمت بحضنها تحتاج أن تحتمى لذلك الحضن من كل شىء ..... ربتت السيده نوال على ظهرها وهى تقول

- نورتى بيتك يا حبيبتى ... وألف مبروك وجوازة العمر كله

انقبض قلب مهيره بخوف هل ستظل معه كل عمرها القادم

اغمضت عينيها وهى تتمنى من داخلها أن يكون عمرها قصير جداً وتنتهى حياتها سريعاً

أبعدتها السيده نوال عن حضنها برفق واشارت لهم بالدخول

كان سفيان يشعر بها ... يتمنى أن يضمها إلى صدره يطمئنها و يريحها من كل ذلك العذاب والخوف

ظلت مهيره واقفه تنتظر أن يتحرك هو حتى تمشى خلفه وكانت السيده نوال تنظر لها بتعحب فامسكت يدها حتى تدخلها لكن عينيها ظلت تنظر ارضاً فى إتجاه سفيان الذى لاحظ الموقف فتحرك ليمر من جانب امه بعد أن قبل رأسها فتحركت مهيره خلفه وهى تسحب يدها من يد السيده نوال

قطبت السيدة نوال جبينها من تصرف مهيره ... تحركت بكرسيها خلفهم فوجدت أن سفيان جلس على الكنبه التى فى صدر الصاله وأرجع رأسه إلى الخلف واغمض عينيه فى محاوله لتجميع أعصابه التى كادت أن تفلت أكثر من مره ومهيره تقف أمامه مطرقه الرأس ما هذا ماذا يحدث مع تلك الفتاه .

نادت على سفيان بصوت هادئ ليفتح عينيه وتقع مباشره على تلك الواقفه أمامه فى مشهد ذكره بالافلام القديمه التاريخيه ... الجاريه واقفه أمام سيدها مطرقه الرأس تنتظر أوامر .... أغمض عينيه بألم وهو يقول لنفسه ...

- بس هى مش جاريه دى مهيره الكاشف ملكة قلبى ....

تكلم أخيراً ولأول مره معها قائلاً

- واقفه كده ليه .... ما تقعدى

صوته عصبى المتوتر ... وطريقته التى أرادها هادئه مطمئنه أصبحت عصبيه متوتره أمره

فنظرت إليه مهيره بخوف وقالت بخفوت وصدق مؤلم

- اقعد فين؟

رفع حاجبه الأيسر فى اندهاش واجاب

- فى مكانك

هو كان يقصد بجانبه ... وهى فهمت أنها مجرد شىء يزدريه ويحتقره

وكانت السيدة نوال تتابع الأمر فى صمت .. تشعر بخوف مهيره وتخبطها وتشعر بحيره ابنها وتوتره ولكن ما حدث جعل قلبها ينتفض مثل جسد سفيان الضخم

حين جلست مهيره أرضا أمام سفيان مباشره .

وقف سفيان سريعاً ليمسكها من كتفيها بخشونه ويوقفها على قدميها وهى منكسه الرأس أمامه وقال بعصبيه نتيجه تلك القبضه القويه التى تؤلم قلبه بقوه

- أنتِ ازاى تعملى كده ... ليه .... ليه قعدتى على الأرض .

ظلت تنظر أرضا وهو ينتظر ايجابتها ...ولكنها لم تتكلم كانت دموعها هى ما تجيب فى صمت

فهزها بقوه وهو يعيد سؤاله فأجبته بصوت منخفض يختنق من كتم بكائها

- حضرتك قولتلى اقعدى مكانك .

قطب جبينه وهو يقول بتلعثم وخجل

- أنا قصدت ...

ولم يتسطع أن يكمل ويقول ... جوارى

ولكنه قال بخشونه

- متعمليش كده تانى مفهوم .

هزت رأسها المنكس بنعم فأكمل هو قائلاً

- وكمان ارفعى راسك

كان أسلوبه جاف كانت السيدة نوال تفكر هكذا لكنها تعرف ولدها جيداً هو لا يعلم كيفيه إظهار مشاعره

تقدمت من مهيره فى محاوله لتهدئه الموقف قليلاً و أمسكت بيدها وهى تتحرك بها فى إتجاه غرفه سفيان وقالت

- تعالى ارتاحى شويه ....

و ادخلتها إلى الغرفه وهى تقول

- جودى قربت ترجع هى خلصت كليتها من بدرى بس نزلت على السوق تجبلى شويه طلبات ارتاحى أنتِ على ما هى توصل علشان نتغدا سوى

تكلمت مهيره سائله وهى تنظر إلى الغرفه الذكوريه جداً بأثاثها الأسود الأنيق ..

- هى دى أوضه مين ؟

ابتسمت نوال بحب وقالت

- أوضه سفيان ... بصى يا بنتى أنتِ و سفيان دلوقتى متجوزين ... ومكانك فى الاوضه دى معاه إلا إذا انتم الاتنين قررتم تأجيل الجواز شويه وساعتها يا بنتى هتكون شقتكم خلصت وفوق تعملوا إللى يريحكوا .

ثم تحركت فى إتجاه الباب وهى تقول

- أسيبك أنا بقا .

وخرجت من الغرفه وتركت تلك التى تقف فى وسط الغرفه تائهه وكأنها طفله صغيره تاهت من أهلها وسط الزحام


وقفت تفكر أين يمكنها أن تنام أن الغرفه ليس بها سوى سرير سفيان . و بزاويه الغرفه بجانب النافذه توجد طاوله صغيره وكرسيان مريحان ...... وبالزاويه الأخرى يوجد مكتب صغير وعليه كتب كثيره . وعلى الحائط بجانب الباب توجد خزانه كبيره وفى مواجتها السرير ... أين تنام الأن تخشى أن نامت على السرير يغضب سفيان إذا أراد النوم عليه .... ولكنها لا تستطيع النوم أرضا ذلك صعب .فتحركت لتجلس على كرسى من الكرسين وتكورت بداخله بعد أن أحضرت شرشف خفيف ووضعته على جسدها وذهبت فى نوم عميق

كان جالس بالخارج يشعر أنه يحارب طواحين الهواء معها يقف عاجز عن أن يتكلم أى كلمه ... كيف سيتعامل معها وذلك الخوف يسكن عينيها

وقفت أمه أمامه وهى تربت على رأسه قائله

- البنت خايفه جداً ... ونفسيتها سيئه ... حاول يا ابنى تطمنها وتحتويها ... وربنا يعينك على إللى جاى


كان حذيفه جالس بجانب أواب يشاهدا إحدى برامج التلفزيون التعليميه ... التى يشعر أمامها حذيفه انه ضعيف الذكاء إن لم يكن غبى .

نظر إلى ابنه الذى يستمع إلى البرنامج بتركيز كبير وقال له

- حبيبى أنت إزاى بتتفرج على البرامج دى

نظر إليه أواب ببراءة وقال

- مالها بس أنا مس فاهم أنت ليه مس بتحب البرامج دى

أطلق حذيفه صوت متهكم وهو يقول

- انا دكتور جامعى على فكره ... بس البرامج دى يا ابنى بتحسسنى أنى مش معايا اعداديه على فكره

ضحك أواب بصوت عالى وقال

- طيب انا هريحك وهدخل أنام ممكن تقعدنى على الكرسى لو سمحت .

فقطب حذيفه جبينه وهو يقول

- هتنام دلوقتى .. قاعدين مع بعض يا صاحبى .

عاد أواب يضحك بصوت عالى وهو يقول

- لا يا صاحبى خلينا ننام علسان متأخرس بكره .

امسكه حذيفه من خديه وهو يقول

- يا ابنى فى تلت نقط بيطيروا ليه نفسى أفهم على فكره .

قطب أواب جبينه وجعد أنفه وهو يقول

- على فكره أنت إللى مس بتعرف تتكلم ... ويلا بقا أنا عايز أنام

نظر إليه حذيفه بشجن أنه يحاول التمسك بوجود أواب بجانبه حتى يشغل عقله به ... حتى يتوقف عن التفكير فى جودى واحتمالات الأخطار عليها من ذلك الحازم

يبدوا أنه أطال فى تفكيره حيث أنه حين آفاق من شروده وجد أواب قد نام بالفعل وهو يسند رأسه على كتف والده حمله برفق وتحرك به إلى غرفته ليضعه على سريره ويخلع عنه حذائه الطبى ... وانحنى يقبل قدمه الصغيره وهو يقول

- أنا آسف يا ابنى مخترتلكش ام صح وأنت إللى دفعت تمن اختيارى الغلط ..... يارب أطمن عليك ... يارب.



الفصل الرابع عشر


عادت جودى إلى الببت وهى تحمل الكثير من الأغراض و حين دخلت إلى البيت عرفت كل ما حدث مع سفيان ومهيره واتفق معهم سفيان على أن تظل مهيره معه بالغرفه لكنه سيؤجل إتمام الزواج لخوفها منه وحتى تعتاد عليه

تحركت السيده نوال إلى المطبخ وهى تطلب من جودى اللحاق بها حتى تساعدها ... وقبل أن تغادر جودى قالت لسفيان

- عايزه احكيلك على حاجه.... بعد الغدا اوك

هز رأسه بنعم ثم نظر إلى الباب المغلق منذ أكثر من ساعتان

توجه إليه ووقف أمامه قليلاً ثم طرق طرقه خفيفه لم يسمع لها صوت طرق مره أخرى وناداها ولكنه لم يتلقى جواب ففتح الباب بهدوء ودخل وعينيه تتوجه مباشره إلى السرير ليجده خالى منها قطب جبينه وعينه تمسح الغرفه كلها ليجدها متكومه فوق الكرسى بجلسه غير مريحه لأن ما يراه لا يستطيع أن يقول عليه نومه بأى حال

تقدم منها بهدوء وجثى أمامها يتأمل ملامحها الرقيقه عينيها المغلقه برومشها الطويله جداً ... وانفها الصغير جداً وجنتيها الحمراء باستمرار ... وفمها واه من فمها الذى يتمنى أن يعرف الأن ما طعمه .أغمض عينيه وهو يدعوا الله سراً أن يعينه على ذلك الأختبار الصعب ... ويعينه على التحمل

وقف مره أخرى على قدميه ..... ونادها بصوت هادئ ولكنها لم تستيقظ فمد يده وربت على كتفها وهو يناديها

- مهيره يلا اصحى .

فتحت عينيها على آخرها وهى تنظر له برعب ثم أنزلت قدميها عن الكرسى ووقفت سريعاً فترنحت فامسكها من ذراعيها بقوه حتى لا تقع ولكنها صرخت بصوت عالى وهى تقول بذعر حقيقى

- أنا اسفه والله اسفه هبقا انام على الأرض .. اسفه ارجوك ما تضربنيش

كان يشعر وكأنه ضرب على رأسه من تلك الكلمات التى خرجت منها بخوف حقيقى ...متى ظهر لها بهذا الشكل أنه شخص بلا قلب سيسمح لها بالنوم أرضا أو أن يمد يده عليها.... دخلت على أثر صراخها جودى وخلفها السيده نوال اقتربت جودى منها وامسكتها من أخيها وهى تشير له أن يتركها وقالت لها

- أهدى يا مهيره سفيان كان بيصحيكى مش بيضربك ... أهدى ... أهدى

واجلستها على طرف السرير وهى تحاوطها بذراعيها ...وتربت على ظهرها كانت مهيره تتنفس بصوت عالى وعيونها ثابته على سفيان دون النظر إلى عينيه .

ظفر سفيان بصوت عالى ثم قال

- أنا مش عارف أنتِ إزاى فكرتى أن أنا ممكن أضربك ... أنا أيدى مش بتتمد على الضعيف لا راجل ولا ست .

وخرج مباشره من الغرفه دون كلمه أخرى .

تنهدت السيده نوال واقتربت من مهيره القابعة بحضن جودى...وربتت على قدميها وهى تقول

- أنا يا بنتى معرفكيش كويس ولا أعرف حياتك كانت عامله ازاى .... لكن هنا أنتِ فى أمان فى وسطينا .... وسفيان بقا جوزك يعنى امانك وحمايتك وسندك ..وكل حاجه ليكى فى الدنيا ..خليكى شويه مع جودى وبعدين أخرجوا علشان الغدا

وتركتهم وخرجت ربتت جودى على ظهر مهيره وهى تقول لها

- اهدى يا حبيبتى وما تخفيش ابدا .. ابيه سفيان عمره ما هيأذيكى

كانت مهيره تستمع إلى كلماتهم وهى تقول لنفسها

- طبعا لازم يقولوا كده لازم يبان قدامهم ملاك . ميعرفوش انه وحش ...وحش


كان الحاج ابراهيم جالس فى غرفته حين دخلت إليه الحاجه راضيه و بيدها كوب القهوه الذى يفضله

وجلست بجانبه وهى تقول

- حج إبراهيم أبقا اتكلم مع صهيب يعامل خطيبته كويس

انتبه لها الحاج إبراهيم ونظر لها بتركيز وقال

- ليه هى اشتكتلك منه ... عملها ايه ؟

نفت سريعاً وهى تخشى أن ينزلق لسانها بأى كلمه مما حدث صباحاً

- لالالا يا حج هى مشتكتليش ... بس يعنى أنا لحظت أنه مش بيسأل عليها وهى بس إللى ديما بتسأل ... وبتيجى على طول .

تنهد الحاج إبراهيم وهو يستغفر بصوت عالى .

ثم قال .

- هاتى التيلفون إللى جمبك ده .

تحركت واعطته الهاتف.... امسكه وهو يتصل بالحاج حامد

- إزيك يا حج أخبارك أيه

صمت ليستمع لرد الحج حامد

أبتسم وهو يقول

- طيب والحاجه فضيله مش ناويه تعملى صنيه البطاطس إللى بحبها

صمت مره أخرى وبعد دقائق ضحك بصوت عالى وهو يقول

- خلاص احنى عازمين نفسنا عندكم بكره ... وكمان صهيب جايب هديه لخطيبته وعايز يديهالها .

صمت قليلاً ثم قال

- أحنى مالنا بقا بالى بينهم ...هما أحرار يا حج

صمت مره أخرى ثم قال

- خلاص نتقابل بكره ان شاء الله ...مع السلامه .

أغلق الهاتف وهو يتنهد ويستغفر ثم نظر لزوجته وقال

- أنا رايح أتكلم مع ابنك ....

وقفت أمامه وهى تقول

- أوعى تقوله أن أنا كلمتك فى حاجه .

ربت على كتفها وقال

- متقلقيش .


وخرج من الغرفه وتوجه إلى غرفه ابنه يعرف أن ابنه من وقت الحادث يعانى ويتألم .... يعلم أيضاً أنه يحب زهره ولكنه يكابر خوفاً من الشفقه عليه أو أن يظلمها معه .

طرق على باب الغرف فستمع لصوته يسمح بدخوله ففتح الباب وقال

- ممكن أدخل يا بشمهندس

أبتسم صهيب وهو يقول

- طبعاً يا حج حضرتك مش محتاج تستأذن .

جلس الحج إبراهيم على الكرسى المجاور للكرسى الذى يجلس عليه صهيب وقال

- لا طبعا لازم استأذن ... هو علشان أنا ابوك ميكنش ليك خصوصيه لازم تحترم

مد صهيب يديه يبحث عن يد والده وحين أمسك بها رفعها إلى فمه وقبلها بتقديس وإحترام وقال

- طول عمرى بتعلم منك يا حج ... ربنا يخليك ويطول فى عمرك

تنهد الحج إبراهيم ثم قال

- صحيح نسيت أقولك احنى بكره معزومين عند عمك

قطب صهيب جبينه وقال بغضب

- ليه ... ما هما لو عايزين يشفونا يجو هما

نظر إليه الحاج إبراهيم باندهاش وقال

- وفيها أيه لما نروحلهم احنى كمان .. وبعدين هو أنت ناسى أنك أنت وزهره دلوقتى مخطوبين ومن حقها أنك تروحلها بيتها مش كفايه قرينا الفاتحه هنا ولبست الدبله من غير حفله ولا أى حاجه خالص

زاد غضب صهيب ووقف على قدميه وهو يقول

- محدش اجبرها أنا اتفقت معاها على كده أنا لا هعمل فرح ولا الهبل ده ... وأنا كده لو مش عجبها تفسخ الخطوبه


وقف الحاج إبراهيم أمام ابنه وهو يقول

- يعنى أنت هتهملها ومش هتسأل فيها ... ولا هدلعها زى أى عروسه ... ولو حد اتكلم ولا هى اشتكت هتقول أنا كده مش عجبك مع السلامه مش كده

كان صهيب يتنفس بصوت عالى حين شعر ان ابيه فهم ما يفكر به ....ظل صامت

تقدم الحج إبراهيم ووقف أمام ابنه وربت على كتفه وهو يقول

- يا ابنى متنساش أن دى بنت عمك .... وبتحبك ... واللى تتمسك بيك فى ظرفك ده ... تتمسك أنت كمان بيها يا ابنى .... البنت لما تحب بجد يا ابنى ميفرقش معاها إذا كنت بتشوف ولا لأ هتكون هى عينك... مريض ولا سليم هتعيش عمرها كله جمبك ممرضه وحبيبه ... حتى إللى عنده إعاقة وميقدرش يمشى هتكون رجليه و هتشيله فوق ظهرها العمر كله مضيعش بنت عمك من إيدك يا ابنى أنت إللى هتكون خسران

ثم ربت على كتفه وخرج ... وترك ذلك الذى يتخبط فى ظلمته لا يعرف ماذا عليه أن يفعل أين الصواب ان يكون انانى ويتمسك بها أو يضحى بسعادته بقربها ويتركها لغيره ... غيره هل هناك أحد اخر سيحبها مثله هل هناك من يضعها داخل عينيه وقلبه ... ظفر أنفاسه التى تحرق صدره بصوت عالى وهو يقول

- يارب ... يارب أنا مش عارف أعمل إيه ... يارب دلنى للصح .... يارب



 

تعليقات

التنقل السريع