القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليالي ميت البارت الاول بقلم ساره البكري في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


ليالي ميت ...


الحلقة الأولى 


" بسم الله الرحمن الرحيم "


"من الممكن أن يحولك الحظ إلى شخص أخر بظروف أخرى ولكن لا يحولك الحب الا لعاشق "


____________________


فى فيلا كبيرة للغاية تغلفها الأسوار لتحجب بالداخل مشاهد خلابة كما نرى بالتلفاز و خادمين وخادمات يسعون نحو هدف واحد وهو أرضاء صاحب تلك المملكة الكبيرة ألا وهو " مؤنس منصور " و شقيقته الصغرى " رؤى " التى كانت تقف أمام أخيها تستقبل شيئ كان من المستحيل لها ابدًا وتقول :


" يعنى أيه كده خلاص .... فلسنا مفيش فلوس ولا ثروة و لا شركة طب أزاى هنعيش من غير دخل " 


ضحك مؤنس بسخرية وعيونه داميه من الدموع ؛ فقال :


" قولى هنعيش فين الديانة حجزت على البيت وكل حاجة بنملكها أحنا دلوقتى أشبه بشحاتين ملناش غير هدومنا اللى لابسينها"


كانت رؤى فى صدمة شديدة حتى أذنيها لا تسمع ما يقوله ذلك الشقيق الغبى ، تلوم نفسها لأنها تركت كل شيئ بيده ، هو دمرهم .


تابع مؤنس مسترسلاً وعينه تدق الشرار : " بس كله من حمزة هو السبب انا واثق أنه بيعمل كده عشان ينتقم مننا على اللى عملناه فيه ... ده بقا مليونير وأكيد هيسوينا بالتراب وخصوصا إنتي " 


جرت عليه وأخذت تضرب على صدرة بعنف شديد وتقول :


" أنت السبب أنت السبب يا مؤنس ... بس أنا مش هسكت لازم نتصرف لو اللى بتقوله حقيقى حمزة فعلا هينتقم أوى " 


بعد ساعات من التفكير فى أيجاد حل فقد علموا من أحد مساعدينهم أن الشرطى فى طريقها للقبض على مؤنس بسبب الديون الكثيرة فبعدما ضربت الفكرة برأس مؤنس نهض بسرعة وقال :


" أحنا لازم نهرب البوليس أكيد هيقبض علينا وأنا مش مستعد أقضى نص حياتى فى السجن ولا أدفع اللى طالبينه " 


قالت رؤى : 


" هنروح فين أحنا معندناش مكان وخالتنا اللى ملناش غيرها قاطعتنا بسببك ... عندك حل ؟؟"


ذفر بعد تفكير برهه وهز رأسه قائلا : 


" هنحجز أوضة فى فندق بعيد وهناك نفكر يا رؤى .... يلا الوقت مش لصالحنا خالص " 


بالفعل جمعوا الأغراض قليلة وكانت الشرطى وصلت الى البيت حيث كان الشقيقان يراقبوا ما يحدث فقال لها : 


" نهرب من الشباك مفيش غير الحل ده ... يلا يا رؤى متبصليش كده " 


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛  ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


فى مكان أخر نلتقى بشاب فى أوائل الثلاثينات يجلس أمام محامى كبير ثم قال :


" انا لحد دلوقتى مصدوم من اللى عملته الحاجة الله يرحمها دى سحبت الورث كله من على ولادها مؤنس و رؤى وكتبته ليا  أنا طب ليه ؟! "  


هز المحامى كتفيه ببلاهه وقال :


" معرفش هى مقالتش أسباب مقالتش غير كده وسابتلك رسالة يا حمزة ياريت تقرأها 

أنت كل حاجة بقت ليك وهما .... فلسوا " 


كان حمزة ينظر للأوراق والرسالة المطوية ولكن جملة المحامى جعلته ينتفض بتعجب :


" فلسوا ؟! " 


رد المحامى بجدية :


" ما هو مؤنس كان عليه فلوس للبرصة ومشاريع دخل فيها بأسهم كتير وللأسف خسروا يعنى الخسارة كانت عليه ... هما بسبب غرورهم واللى عملوه فيك خسروا سبحان الله يمهل ولا يهمل " 


بدأت الحياة تتفتح لأزهى ألوانها و حمزة أشترى بيتا كبيرًا كان يتمنى ان يشتريه 

وكان يقف أمام البيت مبتسما فتذكر مشهد قديم .


كان يقف امام ذلك البيت ومعه رؤى ، أبتسامته الواسعة و هو يشاور لها على البيت ويقول :


" ها يا حبيبتى أى رأيك فى البيت ده ... ده هيكون مملكتنا اللى هنبنى فيها عيلة كبيرة"


أبتسمت برضا وصفقت وهى تفعل حركات مجنونة وتقول هاتفة بسعادة :


" يااه يا حمزة ياريت نكون سوا وفى البيت الجميل ده ... بس انا ميهمنيش بيوت انا يهمنى نكون عايشين سوا يا حمزة وتفضل حمزة اللى أعرفه بس " 


أبتسم لها وعيونه لامعه بقوة تغمق عسليتها 

فأخرج من جيبه خاتم شديد الثراء وألبسه ليدها الناعمة قائلاً : 


" تقبلى بيا يا رؤى ... تقبلى تكونى ملكتى وحبيبتى فى الحلال ولأخر لحظة ليا " 


أومت بإيجاب ودموعها تندثر فمسكت يده بتمسك وقالت ... : 


" طبعا أقبل ... موافقة جدا جدا " 


عاد من عالمه الثانى وهو ذكرياته المؤلمه فكان صوت الرجل خلفه يقول بهمجيه : 


" أنت يا أستاذ بتعمل أيه هنا القصر ده مش وكاله من غير بواب " 


ألتفت له حمزة ونظر له نظرة قوية جعلت الرجل يصمت فقال :


" انا صاحب القصر ده كله ودى أخر مرة أشوفك هنا أنت أترفدت عشان أسلوبك " 


بدأ الرجل بالتوسل فى خوف ويقول : 


" بالله عليك يا باشا أنا بجرى على أربع عيال و  .... " 


قاطعه حمزة :


" خلاص خلاص ... بس أنت تعمل اللى هقولك عليه وساعتها مش بس هخليك تشتغل هنا تانى ... لا والله انا كمان هديك مكافأه " 


وأخرج من جيبه دفتر شيكات وبدأ يملؤه وفى الأخر قال :


" هيكون عليه إسمك لو راقبتلى مؤنس ورؤى كويس وعرفت هربوا فين "


لمعت فى عيون الرجل الفلوس وسعِد بشدة ووافق على الفور و أما حمزة فقال :


" أخيرا حقى رجع وهيرجع بس يا ترا أى مضمون الرسالة دى وأيه شروط الحاجة ... مش مهم ده دلوقتى المهم إنى هعوض أمى وأخويا عن كل اللى أتحرموا منوا بسببى " 


وذهب على الفور لحارته حيث وجد فى الشارع كله تجمع هائل و صوت تهليل كبير وحتى الجيران وجدوه أسرعوا نحوه هاتفين بمباركات ، حتى شعر بسذاجته وسطهم وأنه الأطرش وسط الزفة كما يقولون ولكنه لمح على بعد والدته توزع الشربات راسمة ضحكة دافئة و من خلفه جاء شابان يهجما عليه فالأول الصديق "يحيى" الذى قال :


" أتغنينا يا منطقة و هنلعب بالفلوس لعب ... حمزة أنا عاوز أروح الساحل الشمالى و لا أقولك أكلنى من ماك ونشوف بعدها الموضوع ده " 


بادر حمزة بالرد لكن قاطعه الشقيق " فريد" وهو يلكم "يحيى" ويحتضن أخيه  :


" إسمها أتغنيتوا أنت مالك أصلا بالحوار ده أحنا اللى معانا هنوزعوا على أى حد فى المنطقة ولا أيه أما بارد " 


قالها بضيق و شعر يحيى بالحرج الشديد ولكن وجد جمزة يذجر أخيه بقوة وأحتضن يحيى قائلا :


" طبعا ده حمار مش هناخد بكلامه أنت مش حد أنت أخويا وعمرى ما هنسى مواقفك معانا ... فك بقا ده أنت أساس الحوار ده وهتكون شريك كمان " 


رد فريد بإندفاع : 


" نعااام وانا بقا ... انا كمان زيه الله " 


أحتضنهم حمزة بإبتسامة وتنهد بفرحة وهو يفكر على المدى البعيد ثم قال :


" أكيد طبعا ... انتوا شركائى " 


........ ........ ........   ....... ....... .......  ........


بقلم / سارة بكرى 


دخلت رؤى لتلك الغرفة الصغيرة فى الفندق وخلفها أخوها مؤنس الذى قال :


" انا هطلع أشوف الوضع خليكى هنا ... أوكية " 


هزت رأسها بتعب و بعدما خرج تمددت على الفراش ورأسها يأخذها بالبطيئ لأيام قديمة . 


فلاش باك ... 


دخلت رؤى الى بيتها المتواضع بفرحة وأعطت لوالدتها قبلة فى خدها قائلة :


" عاوزة أحكيلك على حاجة يا قمر " 


أبتسمت الوالدة بفرحة وقالت : 


" قولى يا حبيبتى " 


أخذت رؤى تهمهم بخجل واردد وعيونها أرضا ثم قالت فى دفعة واحدة : 


" حمزة طلب أيدى يا ماما و و عاوز يقابلك إنتي ومؤنس عشان يطلبنى منكم " 


أتسعت أبتسامة الوالدة وأحتضنتها قائلة :


" يا حبيبتى ألف ألف مبروك ... انا كده اتأكدت ان الولد ده مبيتسلاش بيكى و أكيد هوافق طلاما بتحبيه وبيحبك " 


قالت رؤى بخوف : 


" تفتكرى مؤنس هيوافق " 


ردت :


" طبعا طلاما غنى هيوافق إنتي عارفة أخوكى مادى وطماع ميفرقش معاه غير الفلوس عشان يصرفها عالهباب اللى بيتهببوا" 


بالفعل جاء حمزة بعائلته ورحبوا بهم ترحيب شديد وكل من العائلتين تقبلا بعضهم إلا حمزة لم يتقبل مؤنس الذى قال بإستعجال : 


" وهتتجوزها إمتى بقا أنا معنديش خطوبة تتجوزها علاطول اه " 


فهم حمزة غرضه فهو جشع وطماع يريد ان يبيع أخته لأجل التمتع بأمواله ولكن لا يفرق معه سوى حبيبته رؤى التى خرجت بملابس رقيقة وخجل شديد و فى الأخر قرءوا الفاتحة " 


باك 


نزلت دموع رؤى وقالت :


" ياريت الزمن يرجع بيا كنت هصلح كل اللى عملته يا حمزة " 


بعد دقائق سمعت خبط شديد على الباب فظنته مؤنس وقامت لتفتح الباب وإذ بها تجد فريق كامل من البوليس فقال واحد منهم :


"  رؤى منصور الصاوى ... مطلوب القبض عليكى "


نظرت لهم بعدم أستيعاب و كأنها طفلة فى الحادية من عمرها لا تفقه شيئ ، أو أنها تحولت الى قالب ثلج لا يتحرك فقط قالت بصوت خافت :


" مؤنس !!" 


يبدو ان الضابط سمع الأسم فسحبها وقال :


" أخوكى هرب بس من مين مسيرنا هنلاقيه " 


خرجت معهم وهى تبكى كالأطفال و كل هذا تحت أنظار مساعد حمزة الذى فورا اتصل به وقال بصوت خافت :


" ألحق يا باشا الراجل شكله هرب والبوليس أخد البت " 


وفى قسم الشرطى دخلت رؤى معهم و دموعها تتغازر بشدة مما جعل الضابط يخفق على حالتها فقال :


" إنتي كويسة ؟! .... يا عم جمعة هات كوباية ماية للأنسة "


من وسط نحيب رؤى الشديد قالت :


" ف ... فين أخويا انا والله مليش دعوة بحاجة انا بس كنت بمضى هو كان بيعمل كل حاجة " 


" مفيش حاجة إسمها كده يا أنسة رؤى طلاما فى إمضتك يبقى تتحاكمى زيك زيه 

بس انا ممكن احط الموضوع ده فى القضية " 


نظرت له برعب شديد وقالت فى توتر :


" هو أنا هتسجن دلوقتى ... طب انا ممكن أفضل هنا عقبال ما أكلم محامى أرجوك "


تنهد الضابط و قال :


" ماشى مع أنها مسؤولية عليا بس انا عارف انك بنت ناس ومش وش سجون ... شاويش جمعة الأنسة رؤى منصور تعتبرها أتحجزت فى الحجز النهاردة متجبش سيرة "


أجاب الشاويش بطاعة :


" حاضر يا زين باشا اللى انت عاوزه " 


خرج الضابط من مكتبه تاركا رؤى ترتجف بشدة وتبكى بخوف ، ثم تقول :


" ليه يا ماما تعملى فيا كده ... عمرى ما عملت حاحة وحشة وإنتي عارفة أنى أتظلمت فى موضوع حمزة ... مؤنس السبب ... أدينى هقضى عمرى فى السجون ومحدش هيدور عليا " 


أما عند حمزة فكان يغلى بداخله ويفكر فيما حدث مع رؤى ، ماذا يفعل ؟ ... هل يعاقبها ويتركها للسجون ومرراتها أم ينقذها كونها حبيبته ، جاءت الأم لجانبه و جلست 

بهدوء ثم قالت :


" بتفكر فيها صح ؟! ... معقول نسيت اللى عملتوا فينا يا حمزة دى دمرتنا هيا وأخوها 

المال ده كله حقنا يا بنى " 


أبتسم حمزة أبتسامة مائلة وقال :


" فاكر وعمرى ما هنسى يا أمى لما وقفت جنب أخوها اللى سرقنا وقالتلى أطلقها ... أنا كنت بحبها أوى وهى كانت كدابة متستهلش " 


أبتسمت الأم برضا وقالت :


" أيوا كده هو ده أبنى بحق ... هى هربت ولا عملت أيه ؟؟ " 


" لاء هى أتسجنت و أخوها هرب وسابها طول عمره ندل " 


رن هاتفه وأخبره مساعده بأن رؤى مازالت فى مكتب الضابط زين و بعدها بدأ حمزة فى أخراج الرسالة وفتحها ، وبدأ يقرأها بهدوء : 


" حمزة ... فاكر لما دخلتنا بيتك وعاملتنا على إننا أهلك بس عيالى خانوا الثقة دى أنا عارفة إن حبك لرؤى بنتى أتحول كله لكره أنا مسكت كل حاجة بأسمى وكتبتلك حقك كله و بنتى رؤى لها نصيب معاك أديهولها بس بعد ما تعمل اللي هيقولك عليه لطفى المحامى تقدر تورثنى " 


أغلق حمزة الرسالة وفهم شيئ انه يجب أن ينفذ المطلوب حتى ترث رؤى ، لكن لما يساعدها وهى ألمته أشد الألم .  


تانى يوم ذهب حمزة لمكت لطفى كى يأخذ الوصية الثانية وهى من حق رؤى ، وبعدها خرج حمزة من عند المحامى فى حالة صدمة شديدة وقابل مساعده ليسأله : 


" هى فين وعينت محامى " 


ضحك مساعده بشماته وقال :


" محامى ؟؟ ... دى مفلسة و ..." 


قبل أن يكمل جذبه حمزة بقوة من ياقته وقال بتحذير :


" كررها تانى وقول عليها كلمة وحشة ساعتها هنفيك من مكانك ... خالتها ساعدتها " 


سعل الرجل بشدة وبعد عنه ثم قال :


" أنا أسف ....لاء مردتش عليها أصلا ... بس انا عرفت انها عرفت ومش عاوزة تساعدها " 


عند رؤى دخل الضابط زين مكتبه ووجدها تضع رأسها على ذراعيها وتسندهم بالمكتب ، فيبدو أنها نامت ، جلس على كرسيه وحمحم لتستيقظ لكنها نائمة ، فقال :


" إنتي يا بنتى ... أصحى " 


أنتفضت رؤى بسرعة وبدأت بفرك عيونها الهامدة ثم قالت بخجل :


" انا أسفة والله راحت عليا نومة ... " 


"ولايهمك انا حاولت اتصل بمحامى بس !! ... مفيش محامى عاوز يترافعلك ... وحتى خالتك مش عاوزة تشوفك يا رؤى "


تغازرت دموعها وقالت :


" يعنى أيه هتسجن ؟؟ " 


" للأسف هتتسجنى لحد ما تتعرضى عالنيابة معنديش أى مساعدات ليكى يا رؤى " 


بدأت رؤى فى البكاء بصوت عالى و شكل مؤثر و نادى الضابط زين على العسكرى ليدخلها الحجز وبالفعل سحبها بالقوة للحجز ، أول ما دخلت كأنها بداخل قبر ولكن مختلف لأن به أشباحًا مخيفة ينتظرون أى فريسة ليفترسوها بكل جبروت وما إن ذجرت للداخل قال الشاويش :


" محدش يقربلها منك ليها دى تبع زين باشا "


بعد أربعة أيام من السجن والألم الجسدى والنفسى خرجت رؤى لتتعرض على النيابة مُقيدة بغلال حديدية مع أخرى تدعى فاتن 

التى قالت لها :


" جاية فى أيه يا حلوة " 


نظرت لها رؤى وصمتت بخوف مما جعلها الأخرى فى حنق وقالت :


" مالك يا أختي أومال لو  جاية فى قتل ... خلاص يبت مال نظراتك دى الله " 


كانت رؤى فى سيارة لتتحول الى النيابة العامة وفى الأثناء بدأ طلق الرصاص من سيارات أخرى على سيارة البوليس و السجينات يرصخن بهلع حتى قلبت سيارة الشرطى وهرب جميع السجينات و منهن فاتن التى جذبت خلفها رؤى وظلا يركضا 


قالت رؤى بصياح :


" رايحين على فييين " 


أجابتها فاتن : 


" بنهرب يا أختي هتكون بنعمل أيه إسكتى بقا " 


توقفت رؤى فى المنتصف تأخذ أنفاسها السريعة و فاتن أيضا قالت بتحرحر : 


" تعالى يبت نقعد هناك تعبنا بقالتا ساعة بنجرى ... تعالى "


رؤى بخوف :


" على فين أنا خايفة تعالى نرجع لو لقونا هنتعاقب " 


قالت فاتن وهى تسحبها لذلك المخزن :


" متخافيش المكان ده مفيهوش حد هنقعد شوية وبعدين نهرب ... يلا بقا " 


دهلا الفتاتان الى ذلك المكان الذى كان عبارة عن مخزن مظلم ليس به إلا كاسات و شاى و سكر فنظرت لها فاتن وقالت :


" ده محل شاى بس أظاهر مقفول من زمان "


رؤى بتعجب :


" عرفتي أزاى ... مش يمكن حد يجي دلوقتى "


" لالا ده مقفول من زمان شايفة التراب ولو كده كان الشاى مليان ده كل حاحة مقلوبة يظهر المكان ده زمان كان فيه ناس وبقا مهجور ... كمان تحسى ان القهوة دى محروقة شايفة الحيطان يا ختى " 


ذهبت رؤى وخلفها فاتن و أخذت كوب وقالت :


" عطشانة اوى تعرفى حنفيه هنا " 


أشارت فاتن على صنبور مكسور يسرب ماء وأتجهت نحوه و بدأت رؤى تملئ الماء وتشرب بتقزز شديد ، و فاتن سحبت يداهم المقيدة على الصنبور الحديدى وبدأت بوضعها على الصنبور بقوة شديدة وتضغط 

بكل قواها ، ثم نظرت لرؤى وقالت :


" شدى معايا " 


بدأت رؤى بجذب الحديد و خجوة خطوة بدأ يفتح الى أنقسم وتحررا الفتاتان و بعد فترة كانا يجلسا على الأرض و فاتن تحتسى كوب شاى وتقول :


" تعرفى أنا مكنش ذنبى إنى أتولد فى ملجأ وأخرج ألاقى وخوش مش ناس بتاكل فى بعض ... أنا كنت ضحية وأضحك عليا " 


نظرت لها رؤى بإنتباه وقالت :


" أزاى... طب ومقولتيش كده ليه للبوليس " 


ضحكت بشدة ومسحت دموعها قائلة :


" إنتي شكلك متعرفيش حاجة ... انا أتظلمت أوى يا رؤى وأهل الشاب ده أغنية انا مش قدهم ... انا لما خرجت من السجن الحظ لعب وواحد من أعيان البلد أتجوزنى و أول يوم ليا لقيته مقتول ... طبعا أتهمونى أنا فى الحكاية دى و التهمة سبتت عليا وأهله ما صدقوا شهدوا عليا أنى فعلا قتلته فثبتت عليا " 


ألتفتت لها وقالت بتعجب :


" وإنتي بقا حكايتك أيه إنتي شكلك بت من بتوع مامى وبابى " 


أبتسمت رؤى بحسرة وقالت :


" ده أنا حكايتى حكاية كبيرة أوى ..." 


قاطعهم عندما سمعوا صوت سرينة سيارات الشرطى و بدأ الصوت يقترب الى ان أخترق أذنيهم ......


ماذا سيحدث

البارت الثاني من هنا هنا  
 

تعليقات

التنقل السريع