القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي الجزء الثاني البارت العاشر 10بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


الفصل العاشر .


كان يجلس أمام الشهاوى يستمع إلى ما يقوله ببرود ظاهرى ... ولكن هناك بداخله طفل يرتعد مهما كان نار انتقامه لا تصل للقتل

كان زين يستمع هو الآخر لكلمات الشهاوى عبر الأتصال المفتوح بينه وبين أيمن

همس لأيمن بصوت هامس

- قوله أن الموضوع عندك وأنت هتحله .

ليسقط قلب أيمن أسفل قدميه خوفاً ... ولكنه نفذ ما قاله زين وخرج من مكتب الشهاوى لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .

ركب سيارته ليذهب إلى شقته الذى ينتظره بها زين

وحين دلف إلى الداخل هدر بصوت عالى قائلاً


- هعمل أنا أيه دلوقتى .... أنت خلتنى أوافق على كلامه ... ده عايزنى اقتله .

ليقف زين أمامه بثقه وشموخ قائلاً

- سفيان صاحبى وافديه بعمرى .... لكن كمان أنت صاحبى وأحب أنك تكمل انتقامك للآخر ... وعلشان كده سيب موضوع سفيان عليا .


مر أكثر من يومان على حديثهم فى المكتبه .. واحساسه بتباعدها .. كان يظن أنه يستطيع أن يجذبها إليه .. أن تراه بعين إمرأه ... تنظر إلى رجل بعين الحب والعشق ولكن من الواضح أنه مازال لديها مجرد أخ برتبة صديق .

خرج من مكتبه سيبحث عنها سيعترف لها بكل ما بداخله ولها حق القرار تقبل بحبه الكبير كبر سنين عمرها .. او ترفضه فيبتعد عنها ... ليجدها تجلس بجانب رفيقتها على إحدى المقاعد المنتشره بالجامعه اقترب منها ولكنه وقف مكانه حين استمع لحديثهم لم يرد أن يقطع ذلك الحديث وقف مكانه ينتظر ولكن صوتها المحبب وصل إليه

حيث سألتها جودى قائله

- أخبارك أيه يا شاديه ... لسه صهيب بيقولك كلام حب ... ولا الشريط سف

لتتنهد زهره بحب حقيقى وهى تقول

- أهو كل يوم بحال ... حساه بيحارب نفسه علشانى ... ده بيسعدنى جدا وبيخوفنى عليه ... أول مره من يومين يعترف أنه حبيبى .... تعرفى أنه عرض عليا يجى يساعدنى فى المذاكرة

لتصمت لثوانى وهى تتذكر زيارته لها أمس حين جلس معها فى غرفتها حتى يساعدها فى المذاكره ولكنها كانت فى مكان آخر تسرح فى جمال عينيه حركه شفاهه وهو يتكلم نقر أصابعه على مكتبها .... النغمه الرتيبه التى يحدثها بطرقه المستمر بقدمه على الأرض

ظل يتحدث معها ولكنها لا تجيبه ليفرقع بأصابعه فى الهواء قائلاً

- سرحانه فى أيه ؟

لتمسك يده بأصابع مرتعشه وهى تقول

- تعرف أن صوابعك شكلها حلو .

ليرفع حاجبيه باندهاش وهو يقول

- صوابع أيه يا زهره ... أنتِ بتقولى أيه ؟

لتضحك بمرح وهى تقول

- حقيقى يا صهيب صوابع إيدك شكلها حلو والعروق إلى ماليه إيدك .. حتى شعر إيدك ... يجنن .

ليضحك باندهاش وهو يقول

- عليه العوض ومنه العوض .. أنتِ الهندسه لحست مخك على الآخر

لتقول هى بتقرير .. وكأنها لم تستمع لكلماته المستهزئه

- تعرف حتى رجليك ... عامله زى رجلين الأطفال ... ناعمه جداً .

ليصمت دون أن تغادر ملامحه معالم الاندهاش لتكمل هى

- المره إللى فاتت وأنا بدلكهالك .... كان نفسى ابوسهم

ليقطب جبينه وهو يقول

-زهره أيه إللى أنتِ بتقوليه ده .

لتبتسم وهى ترفع يده تقربها من فمها وتقبل أصابعه قائله

- صهيب ... أنا بحبك .

ليقبض على يدها بقوه ويقربها إليه وهو يضعها على قلبه بعد أن قبلها قبله طويله .... قائلاً

- قلبى هيوقف سامعه دقاته ... ارحمينى ارجوكى .

لتشاغبه قائله

- مش عايزنى ادلكلك رجلك يا سيدى

ليفهم ما ترمى إليه .. وما تريده ليقول لها بمشاغبه

- لا يا ستى مش عايز وبعدين أنا ليا واحده

لتقطب جبينها وهى تسأل

- ليك واحده يعنى أيه

ليقف على قدميه ثم يبعد الكرسى من خلفه لينحنى على ركبتيه أمامها .. كانت تنظر له باندهاش ولكنه مد يده ليمسك بقدمها الصغيره قائلاً

- أنتِ دلكتيلى رجلى مره ... وأنا مردتهاش .. وبعدين أنا مش بحب أكون مديون لحد

لتسحب قدمها سريعاً من يده ثم تجثوا أمامه على ركبتيها أيضاً وهى تقول

- مكانك مش هنا .. مكانك على عرش كبير وعظيم ... وأنا وكل ما فيا نكون تحت رجليك وملك يمينك .

ليقول بحب صادق ... و بإحساس ملتاع

- أنتِ أنا يا زهره ... أنتِ أنا .

لتفيق من ذكرياتها على كلمات صديقتها

- حافظى عليه يا زهره ... صهيب بيحبك بجد ... اتمسكى بيه بكل قوتك

لتنتبه زهره إلى حال صديقتها وقالت

- طيب وأنتِ يا جودى أخبارك أيه مع دكتور حذيفه

لتبتسم بشحوب وهى تقول

- أنا مش فى باله... ولا هكون ... يظهر أنى عشت وهم الحب السنين دى كلها .... حب من طرف واحد ... ومن الواضح أنى لازم أقتل الحب ده جوايا علشان أقدر أعيش

لتظهر علامات الدهشه على ملامح من يستمع لتلك الكلمات التى قالتها ملكة قلبه ... ليكتشف كم هو أعمى القلب .. كيف لم يشعر بها.... كيف لم يشعر بها قلبه الملتاع بحبها ... كيف لم يفسر نظراتها بكائها يوم سفره .... كيف لم يفهم نظراتها يوم ألتقاها لأول مره بعد رجوعه .... كيف لم يرى سبب رفضها الحقيقى له .. كيف لم يرى الألم الساكن بعيونها حين يجلس معها ... ورغبتها فى جعل الكلام بينهم لا يتخطى أواب وفقط .... لم يشعر بنفسه إلا وهو

يتصل بصديقه قائلاً

- سفيان أنا طلعت حمار .

ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول

- أنت لسه مكتشف الموضوع ده دلوقتى .. ده من زمان يا صاحبى

ليقول حذيفه باستفهام

- أنت كنت عارف صح .

ليجيبه سفيان بتقرير

- كانت حاسس بيك ... وأكيد فاهم أختى

ليتوسله حذيفه قائلاً

- ساعدنى يا صاحبى ...نفسى افرحها

ليطلب منه الحضور إليه فى المكتب ليرتب كل شىء

وبالفعل ... أنجز له لوحه كبيره بكلمات معبره .. وذهب معه ليشترى خاتم زواج مبهر لأخته ... واحضر كميه لا بأس بها من البالونات ... وأتصل بمهيره ليخبرها ... أن تنتظره بالأسفل هى وأمه .

وبعدها أتصل على شقيقته حتى يعرف موعد وصولها

وبالفعل تم كل شئ كما تمنى هو وحذيفه ويرى الأن فرحة أخته باعتراف حذيفه المجنون أمام بنايتها والشارع أجمع

كان يقف بعيد يراقب كل ما يحدث ... عز عليه أن يقلب كل تلك السعاده الذى يراها أمامه إلى حزن ولكن هو يعرف ماذا يفعل .. ولا يضمن موقف الشهاوى

ليخرج سلاحه ... ويضع كاتم الصوت ... ويوجهه إلى كتف سفيان الذى فى لحظه أصبح ملقى على الأرض واسفله بركه من الدماء ... أخرج زين هاتفه ليخبر أيمن ولكن بعد أن أتصل بسياره الإسعاف


كان يجلس أمامه مطقطق الرأس .. هو يحترمه ويقدره .. هو ذكرى والده الراحل ... يعلم عنه كل شىء

شعر عادل أن ما بداخل أيمن ليس مطمئن ابداً فحثه على الكلام قائلاً

- يا ابنى ما تفهمنى فى أيه ...أنا بدأت أقلق .

ليتنهد أيمن بصوت عالى وهو يقول

أنا هحكيلك على كل حاجه

وبدء فى سرد ما حدث كله .. حتى وصل لطلب الشهاوى بقتل سفيان .

ليقف عادل على قدميه بغضب وهو يمسك أيمن من ملابسه هادراً بصوت عالى

- سفيان راجل بجد .. وبيحب أختك .. لو حصله حاجه أنا هبلغ عنك .... أنا شفت مهيره واتعاملت معاه .. سفيان يفدى مهيره بعمره .... مهيره شافت كتير يا أيمن كتير جداً .. واتعذبت كتير .... سفيان ليها حضن وبيت وعيله اتحرمت منها عمرها كله ... حرام تحرق قلبها عليه حرام ترجع للعذاب تانى

قبل أن يجيبه بشئ كان صوت هاتفه المضئ بأسم زين يعلو ليصمت الاثنان فى ترقب

**********************************

وصلا إليه فى المكان الذى حدده زين لأيمن فى الهاتف وقف أمامه وهو ينظر له بتركيز وخلفه عادل ينتظر أن يسمع ما حدث بترقب وقلق شديد .

حين أخبرهم زين بما فعل وأوضح أيضاً أسبابه

لم يستطع أى منهم الحديث ظل الثلاثه ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت ... مرت عدة دقائق حين قطع عادل ذلك الصمت وقال

- أنا هروح أخد مريم وأروح البيت عند سفيان ... وبعدها هروح على المستشفى .... وهبقا أكلمك يا أيمن

ثم ألقى نظره على زين لم يفهمها زين بوقتها .. ولكنه لم يشعر بها لوم او عتاب .

تنهد زين بصوت عالى وقال

- أنا رايح المستشفى ... سلام


كان الجميع يجلس أمام باب غرفة العمليات فى نفس اللحظه الذى اقترب فيها زين من السيده نوال وجثى على ركبتيه أمامها وقال

-متقلقيش يا أمى سفيان قوى وان شاء الله بسيطه .

لتنظر له بكل ذلك الألم الذى يسكن عينيها ليشعر به وكأنه طعنه سكين حاده تنغرس بقلبه وزاده ألم صوتها الباكى وهى تقول

- يارب يا ابنى يارب

ربت على ركبتيها ثم انحنى ليطبع قبله عليها وهو يقول

- سامحينى .

لتضع يدها على رأسه المنحنيه أمامها وقالت

- وأنت ذنبك أيه بس يا ابنى ... منه لله إللى كان السبب

ظل ينظر إليها كثيراً ... وهى تبكى وتدعوا الله حتى ينجى صديقه ثم وقف على قدميه وغادر سريعاً ليقف بمدخل المستشفى يتنفس بصعوبة ثم اقترب من الحائط وظل يلكمه بيده المجردة مره بعد مره بعد مره .وهو يقول

- حقير سافل ندل وجبان ... آسف يا صاحبى آسف .. أنا كنت بحميك من الغدر ... أنا أرحم من أعدائك يا سفيان أنا أرحم

بدأت يده فى النزف بغذاره وتجمع حوله مجموعه من الأطباء و الممرضين وكبلوه بصعوبه وادخلوه إلى غرفة الطوارئ حتى يداو جرح يده

بعد ذلك حدث كل شئ بسرعه كبيره بعد أن أخبر أيمن الشهاوى بحاله سفيان .. واتصاله براجى لتشفى فيه والضغط عليه حتى يتنازل عن القصر

وبين إختفاء مهيره بعد رؤيتها لسفيان ...... فى نفس اللحظه الذى ذهب فيها أيمن إلى راجى ... تحرك زين بعد أن تلقى علاج مناسب ليده إلى قصر الشهاوى .


كان يقف أمام أبيه ينظر إليه بحقد وغل وكراهيه

هذا هو الرجل الذى دمر أمه وأضاع سنوات عمرها هبائا ... هذا هو من ظلم أخته ... الأن يعلم ما حدث لمهيره وأمها ... أخته طالها ما طاله ولكن هو حظه أوفر حيث توفر له صدر أب حنون أحسن تربيته كحسام ... وأيضاً كان دائماً يجد حضن أمه وقتما احتاجه .

كان الآخر ينظر إلى ذلك الشاب .... الذى يساعد عدوه فى تدميره ..... يا له من شاب وسيم ذو بنيه قويه .. مؤكد والده فخور به

قطع حرب النظرات تلك أيمن حين تحرك بخيلاء واقترب منه حتى لم يعد يفصل بينهم سوا خطوه واحده ومد يده فى صمت ليضع راجى فيها الأوراق ملكية القصر والتنازل عنه دون كلم ليتفقد أيمن الأوراق ثم تحرك ليجلس على اقرب كرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال

- أقعد يا راجى علشان فى كلام كتير لازم يتقال

ليقطب راجى حاجبيه قائلاً

- أنت إزاى

ليقاطعه أيمن بصوت عالى قائلاً

- أنا مش عايز كلام كتير ... النهارده أنت هتسمع وبس ... النهارده أنت هتتحاسب على كل حاجه عملتها زمان ..

ليقف على قدميه واقترب منه كثيراَ حتى أصبح فمه أمام أذنه وقال

- النهارده هتقوم قيامتك على الأرض .

لينظر له الكاشف بخوف حقيقى .

كان يدور حول القصر عيناه غائمه بحقد وغل .. وقف قليلاً أمام حارس البوابه الخلفيه وقال بهدوء لا يشعر به

-حلو القصر ده صاحبه مش بيفكر يبيعه

ليجيبه الحارس قائلاً

- لا البيه بتاعنا عمره ما يفكر يبيعه .

ليظل زين ينظر فى كل الاتجاهات ثم قال للرجل

- ممكن كبايه مايه ساقعه أصل المايه إللى عندك دى بارده اوووى .

ليتحرك الرجل سريعاً إلى الداخل وفى ثوانى كان زين داخل أسوار القصر

أختفى قليلاً بين الأشجار حين عاد الحارس ولم يجده ليتلفت يبحث عنه وحين لم يجده شرب هو كوب الماء وجلس مكانه من جديد

وبعد قليل من الوقت تحرك زين ليقترب من القصر بهدوء وبسرعه أيضاً حين وجد نافذه مفتوحه ليخرج القداحه من جيبه .. واشعلها وقربها من إحدى الستائر لتشتعل سريعاً وهى تمدت إلى باقى الستائر وتحرك قليلاً ليجد بعض من المواسير تسلقها سريعاً ليصعد إلى الدور الثانى ليفعل ما فعله بالأسفل

لتشتعل النار داخل القصر وتعلو الصرخات ظل ينظر إلى النار المشتعله الخارجه من النوافذ

من خلف تلك الشجيرات

وبعد لحظات كان يخرج من البوابه الكبير

فى نفس اللحظه الذى تجمع فيها جميع الحراس لمحاولة إنقاذ من بالداخل

صعد إلى سيارته وظل ينظر إلى القصر الذى تخرج من جميع نوافذه ألسنة اللهب قرر أن يغادر وقبل أن يدير السياره استمع لصوت صراخات عاليه لينظر إلى القصر ليجد جسد تلفه النار يسقط من النافذه .

كان يقود سيارته بجنون ذلك الجسد الذى سقط من النافذه وهو يحترق ... لا يغادر عقله .. يراه أمام عينيه .. هو الأن انتقم .. ليس فقط لصديقه هو ليس ذلك الشخص الملائكى .. هو يعرف جيداً أين أصاب صديقه .. ويعلم أنه بخير ... وأيضاً أيمن الأن يحصد نتيجة انتقامه ممن أزا والدته ... لكنه أراد الإنتقام إلى نفسه قبل الجميع ...

...


أوقف السياره على جانب الطريق حين ظهرت أمام عينيه لمحات من ماضيه الأسود حين كان يعمل بكل جهده لإيقاف أكبر شحنة أسلحة .... وفى حين اجتمعت كل الأدله فى يده ..وكافة المعلومات .... وعلم من هو الرأس المدبره وردت إليه مكالمه فيديو على هاتفه ليستقبلها ليجد أمه مخدره ومكبله بالحبال فى مخزن قديم .. وصوت غير واضح المعالم .. يهدد بقتلها إذا ما ترك تلك القضيه

وحين فارت مشاعره خوفاً على أمه وغيره وخوفاً على بلده قرر أن ينهى كل القضيه بضربه قاضيه

ولكن جائت إليه هى تلك القاضيه بفيديو جديد ليرى أمه تذبح أمام عينيه مع رساله أخيره مضمونها

- لا أحد يقف أمامى ... أنا الطوفان

آفاق من ذكرياته وهو يتذكر اسم الرأس الكبيره

رشاد الشهاوى .

تكملة الروايه من هنا 
 

تعليقات

التنقل السريع