»بدون عنوان»
الفصل الأول1_2_3_4_5
-انتِ يا زفتة يالي اسمك ليل.
-:نعم يا ماما.
سعاد: جتك موو، أنا قولتلك كام مرة مبحبش كلمة ماما دي؟ أنا مش أمك يختي ولا عمري هكون.
أنا لما قولتلها ماما كنت قولتها بتلقائية؛ مكنش قصدي أضايقها. دموعي خانتني ونزلت على خدي؛ وبصوت مرعوش قولتلها: حاضر يا طنط؛ نعم كنتِ عايزاني؟
وبنبرة كلها شك كانت بتسألني وبتقول: يعني طول النهار كنتِ جوه أنهاردة ومحدش شاف وشك، أية كنتِ بتعملي أية كل ده؟!
رديت عليها ببساطة: بذاكر، امتحاناتي خلاص مش فاضل علبها غير يومين.
وبسخرية وتدم أقتناع قالتلي: طب قومي ياختي اغسلي المواعين اللي في الحوض، قال بتذاكري قال؛ تلاقيكي بتكلمي شباب على المحمول؛ ما أنتِ ماشيك على طول آعوج.
وبما أني متعوده على الأسطوانة الجميلة؛ فَمردتش عليها وسبتها ودخلت على المطبخ.
"هي"
أنا ليل، عندي 18 سنة، في 3ثانوي، وخلاص كلها يومين وأمتحاناتي تبدأ، يعني خلتص فاضل تكة على حلمي، أصل أنا بحلم أني أدخل طب، طب قسم أورام، من يوم ما أمي ما ماتت وأنا مستنيه اليوم اللي أفتح فيه مستشفى للأورام وأعالج فيها كل مرضى الأورام والسرطان. ومتهيألي مش محتاجين أعرفكم على سعاد.. طنط سعاد مرات بابا، بابا أتجوزها وأنا عندي 9 سنين، يعني بعد موت أمي بسنة، وطبعًا مش محتاجين أقولكم على معاملتها معايا، بس أكيد عايزين تعرفوا سبب معاملتها ليا صح؟ تمام هتعرفوا مع الأحداث؛ زي ما هتعرفوا حاجات كتير أوي عني وعن حياتي. وعشان تعرفوا أهم مشكلة في حياتي لازم أقولكم موصفات شكلي، أيوا محدش يستغرب.
أنا ولا طويلة ولا قصيرة؛ تقدروا تقولوا طولي مناسب، بس جسمي كان نحيف شوية، وعيوني عسلي ، وشعري أسود غجري مجعد، أما بقى لون بشرتي؛ فهو كان أسمر؛ ومن هنا أتسميت ليل؛ وبالظبط زي ما جيه في دماغك دلوقت هو ده سبب أكبر مشاكلي " التنمر على لون بشرتي وجسمي النحيف"
***************
- طنط سعاد انا نازله.
-في داهية يا حببتي.
مهتمتش لردها لأني تقريبًا أتعود، وسبتها ونزلت.
- ألو يا وعد... الحمد لله يا حببتي، عاملة اية أنتِ؟.. أنتِ فين؟... آه آه شوفتك أهو.
قفلت معاهالما شوفتها داخلت الشارع اللي كنت مستنياها فيه.
وعد: أنا جيت.
ضحكت وأنا وبمسك أيديها عشان نمشي كنت بقولها: نورتي يختي، يلا بسرعة هنتأخر على الدرس.
وعد: أووف اي كل ده؟ ده أحنا كنا شوية وهنلزق في الكراسي!
ضحكت على كلامها اللي عمره ما هيتغير لأنها مش بتحب الدروس وده بسبب أنها بتزهق من القاعدة لمدة طويلة،ضحكت بيأس منها وقولتلها: يعني مراجعة ليلة الأمتحان عايزاها تكون قد أية يا وعد؟!
وعد: أي ده نهله، جميلة تعالو.
مرتدش على كلامي لأنها كانت بتشاور لصحابها يقربوا، وفعلًا جّم ناحيتنا وسلموا علينا.
نهله: أزيك يا بيبي؟
كانت جملة بسيطة موجهة لوعد، بس قالتها بعد ما بصتلي بقرف! مهتمتش؛ وقولت أكيد أنا اللي فهمت غلط.
وعد: الحمد لله يا روحي، أزيك يا جميلة عاملة أية؟
جميلة: الحمد لله.
وعد: آه نسيت أعرفكم، ليل صاحبتي؛ ما انتوا عرفنها يا بنات.
تقريبًا وعد حست بأحراجي منهم فقالت تعرفنا على بعض؛ ده على أساس أننا منعرفش بعض مثلًا؟!
-آه عرفاها، أزيك؟
مخرجتش من تفكيري على جملة جميلة لية.
- الحمد لله.
قولت الجملة وسكت، وقبل ما أستأذن عشان أمشي كانت نهله بتميل على وعد وبتوشوشها بكلام مسمعتوش، بس الغريبة أنها كانت بتبصلي!
نهله: أنتِ أية اللي ممشيكي مع الأشكال دي بس يا بنتي؟
وبنغزة في كتف نهله من وعد: بس يا بت اسكتي.
حسيت بحرج شديد وأنا واقفة وسطهم، وأحساسي أنهم بيتكلموا عليا مكنتش عرفة أكدبوا، وبصوت مبحوح قولت.
- طب أنا ماشية بقى عشان أتأخرت، سلام.
سبتهم ومشيت من قبل ما أسمع رد حد فيهم عليا، سبتهم وأنا حاسة أنهم بيضحكوا عليا!
***************
الحقيقة أحساس ليل كان صح، وفعلًا أول لما بعدت عنهم بخطوات كان صوت ضحكاتهم بيعلى أكتر وأكتر.
نهله وهي بتحاول تسيطر على نفسها من الضحك: أي يا بنتي الأشكال اللي أنتِ ماشية معاها دي؟ أنتِ مش شايفه شكلها عامل أزاي؟
أيدتها جميلة وهي بتقول: أيوا يا بنتي، ولا لونها، يامامي تحسوا أنهم بيخوفوا بيها الأطفال.
وبأنهاء كلامها وسخريتها كانت صوت ضحكاتهم بتضوي في المكان من تاني، سيطرت وعد على ضحكها وقالت بتبرير لموقفها: يعني هو أنا هعمل اية بشكلها منك ليها؟ كفاية عليا أنها دحيحة وبتنفعني في الأمتحانات وطول السنة بتنقذني من أيد أبويا وأمي بدرجادي العالية، ده غير بقى أنها معايا في اللجنة؛ يعني ممكن تنفعني آخر السنة.
ضحكة عالية خرجت من نهله وهي وبتغمزلها: أما أنتِ عليكِ دماغ يا بت، لأ وأنا اللي قولت بتحبيها وبتاع، أتاريكي مش سهلة.
-يا بنتي كلوا فوق المصلحة، ولا أية؟
كانت دي الجملة اللي قالتها جميلة ليهم، وفعلًا هي دي الجملة الوحيدة الصح اللي أتقالت من حد فيهم؛ فعلاقتهم هما الثلاثة كانت ومزالت مبنية على المصلحة فقط يا عزيزي .
ضحكت وعد ونهله على جُملة جميلة، وبضحك قالت وعد: في دي بقى تروو من هنا لبكرا يا زميلي، يلا بقى نروح ناكل في أ مكان عشان أنا جعانة.
أحب أعرفكم بيهم.
وعد، صاحبة ليل الوحيدة، هي ملجأها وكل ما ليها في الدنيا، بتعتبرها أكتر من أخت ليها، وده بسبب أنها البنت الوحيدة اللي قربت منها ومتنمرتش عليها، أو نقدر نقول متنمرتش علبها قدامها..
وعد شعرها أسود مموج، طولها وجسمها متناسقين، وبشرتها قمحاوية، وعيونها بني غامق.
جميلة، تكون صاحبة نهله المُقربة، أو نقدر نقول ضل نهله، وده بسبب ماشيها على خط سير نهله مبقاش ليها شخصية، ولا حتى تفكير مستقل!
جميلة هي أقصر وحده فيهم، جسمها متناسق مع طولها، شعرها أسود سواد الليل، وعيونها أخضر زي الخُضرا، وبشرتها فاتحة تشبة بشرة الأطفال.
أما نهله، فَهي رئيس مجلس أدارة الشلة، هي اللي بتحرك الكل زي ما هي عايزة، وكل حاجة بتكون عايزاها بتكون لصالح مصلحتها في المقام الأول.
نهله شعرها بني قصير، وعيونها أسود، بشرتها قمحاوية، أما طولة، فَهي طويلة، أطول وحدة فيهم، وجسمها برضه متناسق جدًا مع طولها.
****************
"هي"
شهر الأمتحانات عدى ومحستش بيه، لا وكمان أسبوع عدة من الأجاظة منغير ما أحس، وأنهاردة النتيجة! خلاص فاضل غلى الحلم تكه فعلًا!
ليل:ها يا بابا فتح؟
رد عليا للمرة اللي مش عرفه الكام وقالي: لسه، قعدي بقى خيلتيني.
كتفت أيديا وفضلت رايحه جاية قدامهم وأنا على أعصابي، هما لية بيعملوا فينا كده؟ لية ليعبوا بِ أعصابنا بالشكل ده؟ هما لية.. ثانية وحدة ده الموقع فتح!!!
فوقت من أفكاري على صوت بابا وهو وبيصرخ بكلمة وحدة بس"فتح" :فتح يا ليل فتح.
ويكل خوف وفرحة وقلق كنت بسأله: بجدد كام كام؟؟
وبدون أي مقدمات كان بيقف من مكانه وبيحضني وهو وبيصرخ وبيقول: 98٪ يا ليل 98، مبروك مبرووك.
مكنتش مصدقة، حسيت أني أتشليت من الفرحة، أنا.. أنا المفرزض أعمل اية؟ أفرح أتنطتت؟ أومال أنا لية عيط؟! منغير ما أحس كنت بتبت في بابا أكتر ودموعي نزلت بدن أدنى إرادة مني، خرجت من حضنه وأنا بصرخ وبتنطتت وبغني كمان.
- طب وحيات قلبي وأفراحه، وونينينيييي وصباحه، طب الناجح يرفع أيده هيهه، الناجح يرفع أيده هيهه.
- يااااه، أخيرًا هدخل طب، أخيرًا يارب حلمي بقى بين أيديا.
جملة تلقائية طلعت مني وأنا بصرخ من السعادة، لكن في صوت كده جيه ما بين فرحتي وخلاني مش فاهمة اللي أتقال!
سعاد: طبّ؟!! طب أية يختي؟ هو أنتِ لسة هتقعدي في أرابزنا تاني 7 سنين؟! ولا أنت رأيك أية يا حسام؟
بصيت لبابا وأنا بحاول أستوعب اللي هي بتقوله، كنت ببص له وأنا مستنيه يقول حاجه يخرسها بيها! أيوا أنا كنت مستنياه يزعقلها، يقولها بس أسكتي بنتي هتدخل الكلية اللي هي عايزاها، بس أنا أتصدمت من رده عليها!!
حسام:أيوا يا سعاد عندك حق، شوفيلك أي كلية يا ليل 4 سنين عشان تخلصيها بسرعة، أنا مفيش حيل أصرف على تعليم 7 سنين كمان.
ثانية وحده أي اللي بيحصل ده؟ بقى بعد ما خلاص فاضل على حلمي خطوة الاقي اللي بيفوقني ويقولي أصحي الحلم ده مش منحقك! محستش بنفسي غير وأنا بصرخ فيهم بكل قهر: انتوااا بتقولوا أية؟ كليه أي الي مش هدخلها؟ يعني أنا سهرت وتعبت واتمرمط كل المرمطة دي عشان ادخل الكلية اللي بحلم بيها، عشان أوصل للي بتمنى؛ ولما أوصل تقولوا لا مش هتدخلي الكلية اللي أنتِ بتحملي بيها؟ بالبساطه دي عايزين تهدوا كل حاجة؟
-يووه، ليل بلاش كلام كبير وأفورة بقى، خلص الكلام على كده، شوفيلك كلية تانية.
خلص كلامه وسبني ودخل أوضته منغير ما يديني فرصة أني أرد عليه، ومراته بصيت لي بشماته ودخلت وراه! أنا.. أنا حقيقي حسيت أن جسمي كله أتشل عن الحركة، عقلي أتشل من التفكير، حسيت كأن حد دلق عليا جردل مياه ساقع متلج! يعني حلمي اللي بحلم بيه وبسعاله بقالي 6سنين يتهدم في ثانية؟! بعد ما كان خلاص بين ايديا! كان! أنا بقول كان! يعني خلاص كل حاجة راحت؟ تعبت وزهقت من التفكير اللي ملوش فايدة، خد بعضي ودخلت أوضتي، فضلت أبكي كَالعادة، هو أنا يعني حِيلتي أية غير دموعي؟
**************
عند حسام وسعاد.
-البت صعبت عليا يا سعاد دَ كان حلمها من يوم ما أمها الله يرحمها ماتت وكان نفسها تدخل طب.
ضحكت وبسخرية قالت: يعني يخويا هتعمل أيه بالكليات ما في الأخر هتتجوز.
-عرفة أنا عندي فكرة، أحنا ممكن نجوزها، تاخد أول سنة وهي مخطوبة وتاخد باقي سنين الدراسة في بيت جوزها، منها تكون حققت حلمها، ومنها أفرح بيها.
-ومين إن شاء الله اللي هيتعمي وهياخدها بمنظرها ده
أتضايق حسام من سخريتها من شكل ليل وقالها: لو على العرسان فَهما كتير يا سعاد، عندك آسر أبن مهران صاحبي كان طالب أيديها أصلًا وأنا اللي أجلت الموضوع لبعد الثانوية.
-وده عنده كام سنة؟ ولا بيشتغل أية؟
-ده شاب صغير في رابعة كلية طب، والعيادة بتاعتة فتحها من ست شهور بأسم أبوه، وشغال فيها دلوقت.
-طب والله حلو.
قال بحماس: خلاص أنا هفتح الموضوع مع مهران بكرا وهشوف دنيته أية، لو لسة عايزها هديلهم معاد يجوا في.
وبهمس في نفسها: بقى في الأخر هتتجوز دكتور المقشفه دي
-أنتِ بتقولي حاجة؟
-مبقولش هنام تصبح على خير.
الحقيقة أن حسام زيه زي أبهات كتير، هو بيحب بنته جدًا جدًا بس مش بيقدر يعبر أو يظهر مشاعره، أو بمعنى أصح مبيعرفش، وبالتالي بيحصل فجوة كبيرة جدًا بين الأب وبنته، وبالنسبة لسعاد فَ دِ ليها حكاية لوحدها.
********
"هي"
عدى أسبوعين، أسبوعين محبوسه فيهمفب أوضتي، أسبوعين مش بعمل فيهم حاجة غير أني ببكي وبس، خرجت من تفكيري على صوت رنة التليفون، كانت وعد هي اللي بتتصل.
ـ الو يا وعد.
-ازيك يا لولو بقولك هو ينفع تيجي معايا عشان اجيب هديه لماما عشان عيد ميلادها.
- والله يا وعد تعبانه ومش بكلم بابا أنتِ عارفه.
-بليز يا ليل بليززز حاولي مش عايزه اروح لوحدي.
وبعد زن وافقت:حاضر هحاول.
كنت قاعدة على سريري مش بعمل حاجة، قاعدة أتعود عليها من يوم ما أتخانقت مع بابا، بس الغريب أن بابا جيه وخبط على بابي.
ـ ليل عايز اتكلم معاكِ.
:اتفضل
-بصي أنا عارف أنك عايزه تدخلي طب مش كده.
للحظة الأمل دب في قلبي من تاني، والسعادة عرفت طرقها لقلبي، رديت بلهفة: آه آه، والله ده حلمي.
-طيب في عريس جاي يتقدمك بكرا هو عارفك وشافك أكتر من مرة، هيجي يكرا هو وبباه هتقعدي معاه وتشوفي الدنيا فيها أية، ولو تمام ومرتاحة هنقوله على موضوع كلية طب ولو وافق هتاخدي أول سنة وأنتِ مخطوبة، وهتكملي في بيت جوزك.
الفرحة أتبخرت، الأمل أتحول لخذلان، من شدة صدمتي مكنتش عرفة أرد أقول أية، بس كل اللي طلع مني هو سؤال، سؤال مبني عليه حياتي.
- ولو موافقش على الكلية هتعمل أية؟
ببساطة رد عليا وقال: ولا حاجة هبقى أتصرق وقتها، بس الأكيد أنه هيوافق، أصل هو دكتور وبباه دكتور، فَ أكيد مش هيعترض، يلا عن أذنك.
الحقيقة ملقتش كلام أقوله، خذلاني من أبويا كان أقوى من أي حاجة، حقيقي مش مصدقة أنه موافق أن واحد غريب هو اللي يتحكم في مستقبلي! بجد مش مصدقة، هو ده حقيقي أبويا!
***************
لقيت أن البُكى ملوش لازمة، خلاص اللي أتقال هو اللي هيحصل، قومت ولبست واستأذنت أني أنزل مع وعد وفعلًا نزلت لها.
وعد: حبيبي عاملة أية؟
ليل:تمام الحمد لله، ها هتروحي فين؟
-مالك في أية؟
تقريبًا أنا كنت مستنيه السؤال ده عشان أطلع كل اللي جوايا، وبالفعل منغير ما أحس كنت ببكي وبحكلها كل اللي حصلي في الفترة اللي فاتت.
خلصت كلام وأنا لسة ببكي، الحقيقة أنا كنت مستنياها تواسيني، أو تطيب خطري بشوية كلام، كنت مستنية منها حاجات كتير بس اللي حصل عكس كل ده، اللي حصل أنها قابلت دموعي وقهرتي على خالي بضحك وأستهزاء!
كانت بتضحك وبتقول: أهدي بس شوية، وفيها أية يا ستي ما يمكن يطلع واد حليوه، أنتِ قفوشة لية؟
مكنتش مستوعبة هي بتقول أية، ومنغير ما أحس زعقت فيها: أنتِ بتضحكي يا وعد؟ بقولك واحد ولا شوفته ولا أعرفه هو اللي هيحدد مسقبلي فَتضحكي! بجد هو للدرجادي مشاعري تافهة عندك؟
أختفت ابتسامتها المستفزة وقالت بهدوء: يعني أنتِ في أيدك أي تعملي يا ليل؟ لازم تقبلي الوضع بمزاجك بدل ما تقبلي برضه بس غصب عنك، ويلا عشان منتأخرش.
ملقتش كلام أقوله، مكنتش عرفة المفروض أقولها أية أصلًا، أنا عرفة أن مفيش حاجة في أيدينا نعملها، المفروض ٱني أقولها أنا كنت مستنياكِ تواسيني، هو أنا المفروض أقول لصاحبتي ٱنا محتاجة منك أية؟! تجاهلت كل حاجة وقولت لها.
عندك حق، يلا عشان منتأخرش.
مشينا شوية ووصلنا للمحل اللي هي عايزاه.
-ها يا قمرات عايزين أية؟
وعد: عايزه هدية ل مامي بس تكون شيك كده.
شاول لها على ساعة في الفترينه وقال: بصي الساعة دي جميلة أوي، وبتكون شيك جدًا في الأيد.
-آه حلوة أووي.
ضربتني بخفه في كتفي وسألتني: ها أية رأيك؟
ابتسمت بالعافية وقولت: جميلة فعلًا.
ابتسامة كبيرة اترسمت على وشها وقالت بحماس: خلاص هناخدها.
بدلها صاحب المحل الابتسامة وقالها: مبروك عليكِ أنتِ وماما.
يدل نظراته ليا وقال ببتسامة بسيطة:وأنت يا أسمراني يا قمر، مش هتاخدي حاجه لمامتك؟
-لا دي مامتها متوفيه يا عمو، يلا بعد أذنك مشينا.
الدم هرب من عروقي، حسيت أني أتسمرت في مكاني، هو.. هو أنا المفروض أقول أية؟ المفروض أعمل أية في موقف زي ده؟ وبما أن مفيش أجابة، فَكانت أجابتي هي دموعي.
تقريبًا حست أنها حرحتني فقالت ببتسامة مرتبكه:أنا كنت بهزر، أنتِ عارفه أني مقصدش حاجة صح؟
وبحركة سريعة كنت بلف وشي للناحية التانية وبمسح دموعي، مردتش عليها وسكت، وصاحب المحل سبنا ودخل يجيب الفاتورة، وأخيرًا لَميت بواقي أعصابي وقولت: بقولك أيه أنا دماغي وجعاني أوي فَهروح أنا ماشي، أبقي قولي طنط كل سنة وهي طيبة.
خلصت كلامي وسبتها ومشيت منغير ما أسمع ردها، الحقيقة أنا ممشتش، أنا جريت، جريت لأقرب مكان فاضي عشان أبكي فيه.
جيه صاحب المحل وهو وبيديها الفاتورة سألها: هي فين زميلتك
- مشيت، لية؟
وبعصبية ومنغير ما يحس كان بيزعق فيها وبيحاول يجيب حق ليل.
- هو أيه اللي أنتِ قولتي دَ؟ مش دي صاحبتك برضو؟ محدش قالك أن دي قله ذوق يا بني آدمة
أرتبكت من هجومه عليها وقالت بعصبية: وأنت مالك؟ أمسك الفلوس.
*************
اليوم عدى بسرعة ومنغير ما أحس جيه وقت المقابلة، المقابلة اللي هتحدد مستقبلي.
- تعالي يا ليل سلمي على عريسك.
جيت وقعد على أول كرسي قابلني، ومنغير ما أبص عليه قولت برتباك: أهلًا بيكم.
بابا خد أبوه العريس وسبنا وقام عشان نتكلم مع بعض شوية، أتكلم العريس اللي عرفت من بابا أن أسمه آسر وقال: طب مش هتبصيلي؟
رفعت عيوني من على الأرض ببطئ وبصيت له، بس أيه دَ؟! آسر، هو دَ آسر اللي جاي يتقدملي!
ومنغير ما أحس كنت بقول: أنت آسر مهران؟!
آسر.....
يتبع...
تفتكروا مين العريس ده هي تعرفه منين؟!
هتدخل الجامعه ولا لاء؟
صاحبتها هتفضل تشتغلها كده كتير؟
بدون عنوان
بقلمNora saad🖋
الفصل التاني
اليوم عدى بسرعة ومنغير ما أحس جيه وقت المقابلة، المقابلة اللي هتحدد مستقبلي.
- تعالي يا ليل سلمي على عريسك.
جيت وقعد على أول كرسي قابلني، ومنغير ما أبص عليه قولت برتباك: أهلًا بيكم.
بابا خد أبوه العريس وسبنا وقام عشان نتكلم مع بعض شوية، أتكلم العريس اللي عرفت من بابا أن أسمه آسر وقال: طب مش هتبصيلي؟
رفعت عيوني من على الأرض ببطئ وبصيت له، بس أيه دَ؟! آسر، هو دَ آسر اللي جاي يتقدملي!
ومنغير ما أحس كنت بقول: أنت آسر مهران؟!
ابتسم وقال: أيوا يا ستي أنا.
مكنتش مصدقه، الفكرة نفسها شبه مستحيله، فكرة أنك تكون معجب بحد في فترة أعدادي وثانوي وتلاقي فاجأة وبدون أي مقدمات جاي يخطبك! جاي يخطبك مع أنك عمرك ما صرحته بمشاعرك. مقدرتش أمنع فضولي وسألته.
- بس أزاي؟ قصدي يعني أنت لية جيت تخ.. يووه قصدي
ضحك على أرتباكِ وتوتري وقال: أهدي أهدي، الموضوع كله أني كنت عارف أنك معجبه بيا، والحقيقة أن أنا كمان كنت معجب، فقررت أني هستناكِ تخلصي ثانوي وهاجي أخطبك، خصوصًا أني عرفت أن بباكِ صاحب ببايا، ها بقى أي رأيك؟
مكنتش مصدقه، أو مكنتش عرفه أصدق، أزاي الحظ ممكن يخدمني بالشكل ده، وبأمل وفرحة قولت له: بس أنا عندي طلب، ينفع أدخل كلية طب، قصدي يعني..
خبيت وشي بأيدي وخد نفس وقولت: بص يا آسر، بابا قايل أن لو أنت وافقت أني أدخل كلية طب وأخد سنين الدراسة وأحنا متجوزين هيدخلني كلية طب، فهمت حاجة؟
كنت ببص عليه ومستنيه رده، كنت متابعة رد فعله، قسمات وشه، وللحظة حسيت أن الحياة رجعتلي، حسيت أن لأول مرة الحظ فعلًا بيخدمني.
- وأنا أرفض ليه؟ موافق طبعًا، ها بقى أنتِ موافقة عليا يا عروستي؟
ضحكت وبصيت للأرض، وبفرحة وسعادة لقيته بيقلد الستات وبيزغرد! ضحكت وبصيت له وأنا بقول له بعيوني بتعمل أية، بس الحقيقة أني عيونه كانت فرحانه. بابا وسعاد وعمو مهران دخلوا على صوت آسر وهو بيزغرد، ضحكنا وقعدنا مع بعض وبعدها قرينا الفاتحة، وحددوا معاد الخطوبة بعد أسبوع، وأتفقت أنا وآسر الأسبوع اللي بعده هنروح نقدم ورقي لكلية الطب.
**********
"هي"
بعد 3شهور، وتحديدًا بعد خطوبتي، وبعد أول شهر دراسة.
-وعد هتحضري المحاضرة؟
وبعدم أهتمام ولا مبالاة كالمعتاد قالت: محاضرة أي بس يا ليل أنا مصدعة جامد، ومليش خلق لمحاضرات خالص، بصي أحضري أنتِ وأنا هستناكِ هنا.
وبستسلام قولت لها: براحتك يا وعد.
كنت لسه همشي لقيت نهله جاية علينا، أصل لحظي الزفت نهله وجميلة معانا في الكلية، دخلوها أزاي وجابوا مجموعها أزاي حقيقي معرفش.
قربت علينا وسلمت على وعد، وبعدها... وبعدها بصيت لي بقرف! وقالت.
-أزيك؟
أستغربت نظراتها ليا، حقيقي أنا مستغربة من معاملتها معايا أساسًا، هي طول الوقت بتعاملني بتعالي وأستحقار، مع أني محصلش مني حاجة تضايقها قبل كده، فَ ليه المعاملة دِ؟ ولأني أجبن من أني أسألها سؤال زي دَ، وأجبن من أني أواجهها بحاجات كتير جوايا، فَبتسمت لها ومشيت على محاضرتي.
***********
- أية يا بيبي عاملة أية.
ابتسمت وعد وهي وبتمسك ايديها قالت بحماس: تمام يا روحي، تعالي نروح ناكل هموت من الجوع.
وفعلًا راحوا للكافتريا وطلبوا أكل، وقبل ما الأكل يجي سألت نهله وعد: أنتِ لسة مع البتاعه دي يا بنتي؟ أيه مبتخفيش منها؟!
خلصت كلامها بضحكة، ووعد شاركتها الضحك، وقالت لها بتوضيح: بتنفعني في المحاضرات، يعني تقدري تقولي هي زي الألة الكاتبة بالظبط، كل المحاضرات بتجبهالي ولو طلبوا أبحاث هي بتعملها ليا وليها، في أكتر من كده منفعه يا بنتي؟
خلصت كلامها وضحكت، ونهله شركتها الضحك وهي بتحيّها على ذكاءها وتفكرها.
***********
NORA SAAD
"بعد مرور سنتين"
في جامعة ليل، ومع أول أسبوع في الترم التاني من الفرقة التانية طب.
- ورجعنا تاني للقرف، بجد زهقت، بقالنا أقل من أسبوع بادئين الدراسة وحرفًيا مش فاهمة أي حاجة.
وبعدم أهتمام ردت عليها نهله: مش مهم نفهم، المهم نتنيل نعدي السنة دِ، أنا مينفعش أعيد تاني.
اتنهدت جميلة بتعب وقالت: ولا أنا، أنا لازم أعدي.
أما وعد فقالت بحزن مصطنع: والله أنا ما عرفت قيمة البت ليل غير لما بعدت عني.
ضحكت نهله وقالت: يا ستي أهي غارت، بس لو تاخدوا بالكم أنها من يوم ما رجعت الترم دَ وهي حامية أووي في حوار الدراسة، مش زي الأول خالص.
شاركتها وعد الضحك وقالت: والله أنا ما عارفه هي رجعت أزاي بعد اللي حصلها.
كلهم بدأوا يفتكروا اللي حصل ودخلوا في نوبه من الضحك، بس كلهم سكتوا فاجأة بسبب دخول ليل عليهم!
-Hi Gauss
كانت داخله عليهم بثقة، وشكل وجسم مختلف، وشعرها اللي كانت دايمًا بتدآري دلوقت عملاه كيرلي وسيباه عادي متحرر، وستايل لبسها مختلف برضه، كانت لابسة بنطلون چينز أسود، وتيشرت أبيض وچاكت چينز، حقيقي هي كلها كانت مختلفه، مختلفه تمامًا عن أخر مرة الكل شافها فيها، كلهم كانوا متنحين تقريبًا، محدش كان فاهم هي أزاي أتحولت كده، بس قطع الصمت دَ صوت ليل وهي بتقول بثقه غريبه عليها.
- في أيه؟ أنتوا متنحين كده ليه؟
جميلة مقدرتش تدآري أنبهارها بتغير ليل الجذري، وبعفوية قالت:أصلك بقيتي جميلة أووي يا ليل.
ابتسمت لها ليل بذوق وكانت لسه هترد بس قاطع ردها كلام نهله.
- هي كده بقت حلوه يعني! طب ما أنتِ زي ما أنتِ سمرا ومحروقه، أي الجديد بقى؟
وعكس ما كان الكل متخيل، ليل ضحكت، عكس ما كانوا متوقعين أن ليل هتتكسف وتمشي مثلًا، قابلت ردها بضحكة ثقه وقالت: ضحكتيني تصدقي، هو أنا خد رأيك أصلًا؟
وفي لحظات، وبحركة سريعة من ليل كانت ماسكه دراع نهله ولفاه وراه ضهرها! وقبل ما نهله تتكلم قربت من ودنها وبهمس: المسكة دِ عشان غلطي فيا بس يا لوزه.
خلصت كلامها وزقتها على باقي البنات وببتسامة: يلا enjoy.
خلصت ومشيت، مشيت ونهله مش مستوعبه اللي حصل أصلًا، مش مستوعبه أنها معرفتش ترد على ليل، ولا عرفت تدافع عن نفسها! هو الحقيقة الكل مكنش فاهم اللي حصل أصلًا.
وعد: هي مالها أتحولت كده ليه؟ وأزاي؟
جميلة: دِ شكلها أتجننت يا شباب والله.
أما نهله فمسكت أيديها بألم وبحقد قالت: ماشي، أنا هدفعها تمن الماسكة دِ غالي أووي.
وعد أرتبكت وخافت، خافت من اللي ممكن يحصل ما بين نهله وليل، هي عرفه أن نهله مش هتسكت وليل من الواضح أنها مش هتسمحلها تعملها حاجة. ابتسمت بتوتر وقالت: بس بس خلاص، يلا على المحاضرة كده هنتأخر.
***********
كانت ليل في كافتريا الكلية، بتقرأ في كتاب، وبدون أي مقدمات كانت نهله جاية من وراها ومسكتها من شعرها وضربتها بالقلم وبتزعق فيها!
-القلم دَ عشان بس أتجرئتي ومديدي أيدك على ستك يا محروقه، يا حيوانة.
3 ثواني ليل بتستوعب أية اللي حصلها، كانت نهله لسه هتتحرك بس سابقت خطواتها أيد ليل وهي بتمسكها من شعرها، وبحركة سريعة من ليل كانت نهله قدامها وبتردلها القلم قلمين وبتزعق فيها بغضب.
-دول تمن القلم اللي خده منك على غفله يا زبالة.
نهت كلامها وهي بتضربها لكمة قوية! وبتقول.
-ودِ عشان غلطي بس فيا، وعشان عقلك وزك أنك تعملي كده.
نهله قابلت ضرب ليل بصراخ، وشتيمه، وتقريبًا كانت كل الكلية بتتفرج عليهم، والغريب أن من ضمنهم وعد وجميلة! اللي محدش فيهم أتجرئ أنه يتدخل في الخناقة، وفي وسط كل اللي بيحصل دخل عليهم عميد الكلية.
- ممكن أفهم أيه اللي بيحصل دَ يا دكاترة؟
تقريبًا نهله متدش لحد فرصة أنه يتكلم أصلًا لأن أول حاجة عملتها هي إنها قربت من العميد وبدأت في نوبة من البكاء.
-ضربتني يا دكتور، ضربتني وهزئتني قدام الكل، حضرتك شايف عملت أية في وشي؟
الحقيقة أنه قابل بُكاها بزعيق وعصبية وقال: بس خلاص، قدامي على المكتب أنتوا الأتنين.
*************
NORA SAAD
-أنا عايز أفهم أية اللي حصل بالظبط، وحضرتك يا ست ليل عملالي فيها بلطجيه وبتضربي زميلتك؟
وبثقه ردت عليه:حضرتك أنا كنت بدافع عن نفسي، أسال الكافتريا كلها أي اللي حصل، وهيقولوا أن أنا كنت قاعده ف حالي وهي اللي جت جبتني من شعري وضربتني بالقلم، أكيد مش هتفرج عليها وأسبها تضربني وأسكت مثلًا، أنا كنت بدافع عن نفسي مش أكتر.
أتدخلت نهله بسرعة جدًا بدموع التماسيح اللي مفارقتهاش وقالت: محصلش يا دكتور، محصلش، دِ..دِ هي اللي ضربتني وبهدلت وشي خالص، آههه.
تقريبًا العميد صدع منهم، فَزعق بنفاذ صبر وقال: بس قولت.
وجهه نظراته لـ ليل وقال: وأنتِ، أنتِ مش شايفه وش البت؟ زميلتك بقى وشها شوارع يا دكتور.
وبدون أي أهتمام قالت ليل: دفاع عن النفس يا دكتور.
-هاتلي الناس اللي كانت في الكافتريا يا بني.
لحظات ودخلوا بنتين وولدين وشاهدوا باللي حصل، وبنائًا عليه قال العميد.
- حضرتك يا دكتورة نهله هتاخدي فصل لمده اسبوعين.
صوتها عِيلي وبعتراض وعصبية قالت: لية كده يا دكتور، كده حرام أنا اللي أتضربت.
قابل ردها بعصبية شديدة فَزعق: عشان تتعلمي متمديش أيدك على حد تاني، أنتِ مش في الشارع عشان اللي يضايقك تجيبي من شعره وتضربي.
-ما هي كمان ضربتني برضه، أنت مش شايف وشي؟!
خبط على المكتب بعصبية وقال:صوتك ميعلاش، وأتفضلي على محاضرتك.
مشيت وهي متعصبة أو على وشك أنها تتحرق من كتر الغيظ والعصبية، أما ليل فَ العميد أداها فصل أسبوع، ومنغير أي أعتراض سابته وراحت على محاضرتها اللي قدامها عشر دقايق وتبدأ، ولسوء حظها أن وعد ونهله وجميلة معاها في نفس السيكشن.
*********
وعد: عملتي أيه؟
وبكل عصبية وغيظ نهله زعقت فيهم وهي بتقول:بلا حصل بلا محصلش، يلا على المحاضرة، دكتور عمار قدامه خمس دقايق ويدخل.
ومنغير أي كلام كلهم راحوا على المحاضرة.
- بإذن الله يا دكاترة البحث هيكون عن كانسر الدم، عايز بحث متكامل عن المرض، ودَ هيكون أمتحان الشهر، أخر معاد لتسليم البحث يوم الأتنين الجاي، يعني معاكم 8 أيام تقريبًا، وعشان الناس اللي بتستهتر اللي مش هيقدم البحث في معاده يعتبر نفسه شايل المادة، أتفضلوا المحاضرة أنتهت.
ليل كانت قاعدة قدام نهله في البنش، وقفت وبضحكة كلها ثقة قالت: تعيشي وتاخدي غيرها يا قمر.
خلصت كلامها وسابتها ومشيت، أما نهله فتقريبًا كانت على وشك الأنفجار، وغصب عنها راحت لدكتور عمار وقالت: دكتور معلش.. يعني هو اصل..
طرقتها في الكلام عصبته فزعق فيها وقال: في أيه؟ ما تتكلمي على طول.
أتخضت وقالت بآسف: اصل بصراحة أنا واخده فصل اسبوعين، فَممكن أقدم البحث لما ارجع الجامعة، أو حتى ابعتوا مع صاحبتي.
وبتسأول قال: وانتِ واخذه فاصل ليه؟
- اتخانقت انا وزميلتي.
-زميلتك مين دي؟ وخناقة تجيب فصل اسبوعين!!
-وحده اسمها ليل يا دكتور، كانت معانا هنا في المحاضرة، وخدنا فصل عشان يعني، ضربنا بعض.
اتعصب وبغضب قال: اتفضلي يا دكتورة، اعتبري نفسك شايله الماده لو البحث متقدمش في المعاد.
وبعصبية قالت نهله بنبرة أعتراض: يعني ايه يا دكتور، طب أنا ذنبي أية..
- مش مشكلتي، أتفضلي على محضراتك.
*********
NORA SAAD
أما ليل فكانت قاعده في الكافتريا بتقراء رواية.
-احم ممكن اتكلم معاكي؟
رفعت حاحبها وبستغراب قالت: دكتور عمار! نعم في حاجه؟
كان متوتر وبيفرك في أيده بقلق، وبعد صمت دام لدققتين قال: هو أنتِ مرتبطة؟ قصدي يعني مخطوبة أو كده؟
-نعم؟! وأنت مالك؟ قصدي يعني ليه؟
تقريبًا أتحرج أكتر أتنحنح بكسوف وقال: أصل أنا الصراحة معجب بيكِ من يوم ما شوفتك ف الكلية، فَيعني قولت أسالك على حالتك الأجتماعية، مش أكتر.
قفلت الرواية اللي قدامها بعصبية، وبغضب وعصبية قالت: طيب طيب، انا مش مرتبطة ومش هرتبط تمام؟ اتفضل بقى وياريت متتعداش حدودك تاني.
طبعًا عمار أتحرج لأبعد الحدود، فَلملم كرامته اللي فاضله وسبها وقام.
كانت بتتنفس بعنف، حاولت تهدي نفسها على قدر الأمكان، وفتحت الرواية وبدأت تقرأ فيها من جديد، بس الحال مدمش كتير بسبب اللي دخلت عليها وقالت.
-ممكن أقعد معاكِ؟
وبعصبية قفلت الرواية وزعقت وهي بتقول: يادي اليوم الآسود، نعم، خير؟
-.....
يتبع..
الفصل التالت
»بدون عنوان«
Nora saad بقلم🖋
أما ليل فكانت قاعده في الكافتريا بتقراء رواية.
-احم ممكن اتكلم معاكي؟
رفعت حاحبها وبستغراب قالت: دكتور عمار! نعم في حاجه؟
كان متوتر وبيفرك في أيده بقلق، وبعد صمت دام لدققتين قال: هو أنتِ مرتبطة؟ قصدي يعني مخطوبة أو كده؟
-نعم؟! وأنت مالك؟ قصدي يعني ليه؟
تقريبًا أتحرج أكتر أتنحنح بكسوف وقال: أصل أنا الصراحة معجب بيكِ من يوم ما شوفتك ف الكلية، فَيعني قولت أسالك على حالتك الأجتماعية، مش أكتر.
قفلت الرواية اللي قدامها بعصبية، وبغضب وعصبية قالت: طيب طيب، انا مش مرتبطة ومش هرتبط تمام؟ اتفضل بقى وياريت متتعداش حدودك تاني.
طبعًا عمار أتحرج لأبعد الحدود، فَلملم كرامته اللي فاضله وسبها وقام.
كانت بتتنفس بعنف، حاولت تهدي نفسها على قدر الأمكان، وفتحت الرواية وبدأت تقرأ فيها من جديد، بس الحال مدمش كتير بسبب اللي دخلت عليها وقالت.
-ممكن أقعد معاكِ؟
وبعصبية قفلت الرواية وزعقت وهي بتقول: يادي اليوم الآسود، نعم، خير؟
البنت أتخضت من زعيقي فيها، وبحرج وخوف قالت: أنا...أنا آسفه أني ازعجتك.
رسمت ابتسامة صفرا على شفايفي وقولت: لا عادي، خير في أيه؟ وانتِ مين اصلا؟
حرجها أختفى، وابتسامة عريضة معرفش أيه سببها أترسمت على وشها وقالت: أنا ليله، اللي شهدت قدام العميد.
وبنفس الابتسامة الصفرا قولت: اه اهلا، خير بقى.
بحرج أتكلمت من جديد: أصل يعني أنا شيفاكي بتقعدي لوحدك على طول، هو ممكن نبقا صحاب؟
قالت طلبها بين كلمتها ببساطة، وأنا مقدرتش أمسك نفسي وأنفجرت من الضحك، كانت بتبص عليا بتعجب، كنت بضحك لدرجة أن عيني دمعت من كتر الضحك وقولت: يلاهوااااي ضحكتيني اوي تصدقي.
خد نفَس، وسيطرت على نفسي وقولت: هو يعني أيه صحاب؟ أي الكلمة دي؟ دي زي ما يكون سمعتها قبل كده؟!
رفعت حواجبها وبستغراب قالت: هو في أيه؟ هو أنا قولت نكته؟
ضحكت تاني وقولت: أه والله نكته.
سكت وبتهجم كملت كلامي: بس نكته تقيله ودمها تقيل.
كتفت أيديها وسألت: ده ليه بقى؟ هو في احسن من الصحاب؟
-اي بنتي هو يعني ايه صحاب اصلا؟ مفيش حاجه اسمها صحاب، اسمها مصالح متبادله، مش صحاب لا، شكلك فاهمه غلط.
وبدون أي أذن سحبت كرسي، وقعدت عليه! وقالت: يسلام! انتِ بتقولي كده ليه؟ صحاب يعني تعيشوا الحلوه والمرا سوا، تلاقي حد تتكلمي معاه وانتِ متضايقه، ولما تكوني وقعه في مشكلة بتجري عليه، ولما تكوني متضايقه يعرف انتِ فيكي ايه من عنيكي؛ ومن صوتك، مش هيستني لما تقوليلوا أن زعلانه أو متضايقه، الصاحب ليها أكتر من معنى على فكرة.
سبتها تخلص كلامها وضحكت من جديد، كنت بضحك مم كل قلبي، بس من وسط ضحكي عيني دمعت! عيني دمعت كأنها بتبكي! تجاهلتها وبدون شعور قولت: آه منا عارفه كل الكلام دَ، وكنت بعملوا كمان، بس كان بيترد ليّ على هيئة تريقة، وكلام بيوجع، كان بيرجعلي على شكل تهزيء وتقليل منك قدام الناس، كنت بشوف صاحبتي وهي بتسمع أن حد باايتريق عليا مثلًا وهي تستقبل اللي سمعته دَ بضحك! كنت اقولها أنا في مشكلة؛ تقولي طيب نامي بس وبكرا نبقى نشوف الحوار دَ، أقولها حلمي بيتدمر قدامي؛ فكري معايا في حل تضحك وتقولي خليكي فرش وخدي الموضوع ببساطة، هو مش هما دول برضه الصحاب اللي كنتِ بتقولي عليهم؟
وبندفاع لقتها بتقول: لا لا، دول مش صحاب، مستحيل يكونوا صحاب، ومش عشان انتِ وقع ف طريقك حد بالشكل دَ؛ يبقى تقولي الناس كلها كده، لا مش صح أبدًا
أخيرًا فوقت، أخيرًا أستوعبت أنا فين وبعمل أيه وبتكلم مع مين وبقولها أية! مسحت دموعي بعنف، ولميت حاجاتي بسرعة وبعصبية قولتلها:أنا بتكلم معاكِ ليه اصلًا! بعد أذنك.
خصلت كلامي وسبتها ومشيت، مشيت من الكلية كلها وروحت على البيت.
************
الحقيقة أن اللي حصلها كان أكبر منها، اللي حصلها غير منها حاجات كتير، وأهم حاجة أتغيرت فيها هب نفسها!
الأسبوع عهدى بسرعة، منغير أي أحداث تذكر فيه، وأنهاردة معاد تسليم بحث دكتور عمار.
"في جامعة القاهرة داخل كلية الطب البشري"
كانت وعد واقفه مع جميلة في كافترية الكلية، وبتتكلم في الفون،
-أنتِ بتقولي أية بس يا نهله؟
...
والله لو عرفت هتخرب الدنيا، وأنا مش مستغنيا عن نفسي.
...
يوووه طيب، باي.
خلصت المكالمة وكان شكلها متعصب، قربت منها جميلة وبستفهام سألتها: في أية؟ مالك؟
خَدت نفسها وبغيظ وعصبية قالت: ست نهله بتقولي أسرق البحث بتاع ليل منغير ما تحس؛ عشان متقدموش وتشيل مادة الدكتور عمار زيها.
-شكل كده نهله مش هتجبها لبر، المهم أنتِ هتعملي أيه؟
كانت وعد بتبص لـ ليل اللي دخلت الكافتريا قدامها، وقالت: بصي أنا هشغلها وأنتِ خدي البحث حطي في شنطتك.
وبخوف قالت جميلة: لا ياختي، أنا مالي؛ أنا مش عايزه مشاكل
- يووه يا جميلة؛ أيه الجُبن اللي انتِ فيه دَ! ما تخلصي عايزين نجيب حق نهله، هي مش صاحبتني دي؟
وطبعًا بما أن وعد عرفة نقطة ضعف جميلة، فضغطت عليها بالطريقة الصح، وبنائًا عليه قالت جميلة بعصبية:أنا مش جبانه يا وعد؛ وبعدين هي فين أصلًا أنا مش شيفاها.
وببتسامة أنتصار كانت بتشاور وعد على المكان اللي قاعدة فيه ليل وبتقول: أهي، قاعده هناك في الكافتريا.
لكن عند ليل، فَهي كانت قاعدة في الكافتريا وقدامها كباية شاي، وقبل ما تفتح روايتها وتبدأ تقرأ فيها كانت ليله ظهرت قدامها وبتقولها.
-ممكن اتكلم معاكِ؟
بصيت لها، وبزهق مسحت وشها وقالت: تاني انتِ! خير في أية؟
خَدت كرسي وقاعدت عليه وقالت: اصل بصراحة كده، أنا سمعت وعد وجميلة بيتكلموا وبيقولوا يعني أنهم هيسرقوا البحث بتاعك، البحث بتاع دكتور عمار اللي هيتسلم انهاردة، هيسارقوا منك عشان يعني..تشيلي المادة.
أستنتها لما خلصت وبعدين فتحت الرواية وببرود وعدم أهتمام قالت: تمام، شكرًا للمعلومة.
خلصت كلامها وهي بتبتسم لها برسمية، أما ليله فسألتها بعدم فهم: أيوا هتعملي أيه.
وبملل وابتسامة صفرا قالت: مخلاص بقى يا عسلية، قولنا شكرًا مش كده.
وبأصرار معرفش مصدره سألتها: طب أنتِ فكرتي في اللي قولتلك عليه؟
الحقيقة أن ليل مستحملتش أكتر من كدة، وبعصبية كانت بتقولها: لا مفكرتش: واتفضلي بقى عايزه اقعد لوحدي.
وبالفعل لَملمت بواقي كرامتها وسبتها ومشيت،
ووعد وجميلة قربوا عليها.
وعد: ليل هو ممكن اتكلم معاكِ؟
قفلت الرواية من جديد بملل وقالت: خير؟
وعد مَدت لها أيديها وقالت: تعالي بس عيزاكِ على أنفراد.
بدلت نظراتها بين أيديها الممدوده وجميلة اللي واقفه جمبها، وضحكت بسخرية وقالت: والله انتِ اللي جايبه معاكِ جميلة.
-يووه يا ليل، هو أنا هخطفك؟ يلا بقى.
وبملل أتحركت قدامها منغير كلام.
خدتها وبعدوا شوية عن الترايزة، ووعد كانت حريذة أنها تخلي ضهر ليل للتربيزة، وبالفعل عرفت وعد تخترع حوار معاها في حين أن جميلة خدت البحث من شنطة ليل اللي كان في شنطتها، وبأشارة من جميلة أنها خلصت؛ كانت وعد مسكت أيد ليل وبدأوا يرجعوا ناحية التربيزة.
وببراءة قدرت وعد تصطانعها قالت: ياريت يجد متكونيش زعلانه مني، وتكوني قبلتي آسفي، ماشي يا لولو؟
ابتسمت ببرود وقالت: آه طبعًا.
-يلا باي.
بصت على شنطتها بصه سريعة وقبل ما جميلة ووعد يبعدوا عنها بخطوات كانت نور ماسكة جميلة من رقبتها من ورا(قفاها🙂) وحكمت أيديها فيها كويس، بحيث أنها متقدرش تفلت منها، وطبعًا جميلة أتخضت وبشهقة فزع قالت: أي دَ؟ في أيه؟!
ضحكت ليل وقالت بهدوء: لا، أبدًا يا بيبي، حبيت اقولك بس أن البحث اللي ف شنطتك دَ بتاعي.
وبرتباك بدلت وعد نظراتها بين ليل وجميلة، وبعصبية وصوت مرعوش قالت: انتِ بتقولي أيه يا ليل؟ سبيها عيب كده؟
ببرود ردت عليها: عيب! طيب أنا مش سيباها ومش هسبها غير قدام عميد الكلية.
وقبل ما جميلة تزعق أو تعمل أي رد فعل كان سبقها خطواتكتور عمار ناحيتهم.
-في أيه؟ وأنتِ ماسكه زميلتك بالشكل دَ ليه؟ نزلي أيدك عيب كده.
نزلت أيديها بهدوء، وبثقة قالت: دلوقت يا دكتور الأنسة سرقت البحث بتاعي.
خافت جميلة من كتر العيون اللي بدأت تبصلها، وبصوت مرعوش قالت: كدابه، كدابه والله يا دكتور.
كتفت ليل أيديها بهدوء وقالت: طب أنا كذابه وعايزه اشوف الشنطه بتاعتها دلوقت قدام حضرتك.
وبسبب نظرة الرعب اللي وعظ شافتها في عيون جميلة قالت بعصبية وصوت عالي: هو أي قلة الأدب دي يا دكتور؟! أنا مسمحش إنها تتهم صاحبتي بالشكل دَ أبدًا.
قابل عمار صوتها العالي بعصبية وزعيق وقال: بس اسكتوا.
نقل نظراته لجميلة وقالت لها: دكتورة جميلة، أفتحي شنطتك حالًا قدامي.
وبحركة غير إرادية تَبتت جميلة في شنطتها وقالت بخوف: ليه يا دكتورج كده عيب والله.
خَد نفسه وبهدوء مَد أيده ليها وهو بيقول: اسمعي الكلام لو سمحت، هاتي الشنطة.
مديت أيديها بالشنطة وهي بتترعش، وعينيها بتلف على الوشوش اللي بتتفرج عليها، وفي لخظة حست أن الدنيا كلها وقفت بيها.
- بحث الدكتورة ليل حسام بيعمل أيه في شنطتك يا دكتورة جميلةج
العيون كلها بتتفرج، كل اللي حواليها بيتوشوشوا، همهامتهم عاليه لدرجة أنها سمعاها، خانتها دموعها وبخوف، وقلب مش قادرة تسيطر على دقاته قالت: والله يا دكتور دي وعد هي اللي قالتلي اعملي كده، والله أنا مليش داعوه.
ووبصوت جهوري وأشارة منه قال: ولا كلمة، قدامي على عميد الكلية أنتِ وهي.
بدل نظراته لـ ليل وفي ثواني أتحولت نبرة صوته من عصبية وغضب للين وهدوء، وقال: وأنا متأسف ليكِ يا أنسة ليل بانيابة عنهم، تقدري تتفضلي.
خلص كلامه ومؤشي ناحية مكتب العميد ومعاه جميلة ووعد، أما ليل فَخدت نفسها براحه، وأخيرًا وقررت أنها تروح وتشكر ليله، لأنها أخيرًا برضو أدركت أن لولا تحذرها ليها كانت هتشيل المادة.
كانت ليله قاعدة على تربيزة لوحدها بتشرب عصير، قربت منها وبحرج قالت: أحم، أنا..أنا آسفه.
رفعت وشها ليها، وبدون أي مقدمات اترسمت ابتسامة كبيرة على وشها، وبحماس قالت لها: مش هقبل أعتذارك غير لو وافقتي على طلبي.
رفعت حواحبها وبستغراب من حمسها وفرحتها، وأصرارها! قالت: دَ أنتِ ما صدقتي بقى!
ضحكت ليله وقالت: الصراحة آه، ها موافقة؟
خلصت كلامها وهي بتمد لها أيديها، بصيت لأيديها بتردد وقبل ما تحط أيدها في أيد ليل قالت: بس توعديني أنك مش هتسألي عن أي حاجة فاتت؟
هزت رأسها بفرحة، ومسكت أيديها بحماس وقالت: أتفقنا.
خلصوا كلام، وخلصوا محاضراتهم، وعرفوا أن وعد وجميلة شالوا المادة مع نهله، وأخيرًا خلص اليوم الدراسي.
ليل: أنتِ ساكنة فين؟
-ناحية شبرا كده.
- حلو، يعني في سكتي يلا بينا.
مسكت ليله أيد ليل واتحركوا خطوتين، بس وقفهم صوت حد بينده على ليل.
-ليل استني.
بصت لمصدر الصوت، وبنبرة صوت هادية، عكس اللي بيحصل في دقات قلبها قالت: نعم خير؟
الحقيقة أن صاحب الصوت كان آسر، آسر مهران. قرب منها خطوتي وقال: أنتِ مش فكراني؟
وقبل ما ترد كانت ليله خدت خطوتين لورا عشان تديهم حرية يتكلموا، وبهدوء ردت عليه ليل وقالت: لا والله مش واخده بالي.
قرب خطوتين كمان، خطوتين هزوا كيانها، وبنبرة هي عرفاها ومش حافظة قدها قال: بس أنتِ فكراني يا ليل، وفكراني كويس أوي كمان.
مقدرتش تسيطر على دموعها أكتر من كده، رجعت خطوتين لورا، وبصوت مهزوز، ونبرة مرعوشة من كُتر البّكى قالت: يارتني نسيتك ياخي، ونسيت اليوم اللي شوفتك فيه.
وبنبرة كلها ندم قال: والله كان غصب عني، اللي حصل مكنش سهل، مقدرتش أشوفك كده.
خَد نفَس وقال بآسف: حقيقي آسف، كنت غلطان.
ضحكت من بين دموعها وبوجع وكسرة نفس قالت: مكنش سهل عليك! ايوا فعلًا عندك حق، طب خير أية اللي فكرك بيا؟ وبالجامعة؟ أنت مش اتخرجت برضو.
قرب منها الخطوتين اللي هي بعدتهم وبندم ورجاء قال: جيت عشان وحشتيني، جيت عشان بحبك، جيت عشان عايز أرجعلك تاني يا نور.
ابتسمت بسخرية؛ مسحت دموعها بكف أيديها بعنف وقالت بثبات، وثقة: وأنا مبكرهش حد قدك يا آسر.
خلصت كلامها ومشيت، مشيت وبصتش وراها، وليله أول لما شافتها خلصت كلام قربت منه؛ ومشيت معاها منغير ما تقول أي حاجة.
**************
بعد لفّ في الشارع، وبُكى دام لساعات، أخيرًا قررت أنها ترجع البيت، ومع دخلوها الشقة قابلت والدها وسعاد،وبظون أي مقدمات كانت بتقول.
-بابا، أنا محتاجاك تساعدني، أنا عايزة أفتح مركز طبي للأورام.
قبل ما والدها يرد كانت شهقة خرجت من سعاد، ومعاها كلماتها المعترضة وبتقول: مركز أية يختي! هو أنتِ فاكره نفسك أتخرجتي خلاص، دَ أنت لسه عيلة في تانية طب، والسنة اللي فاتت سقطي فيها! مركز أية دَ اللي عايزة تفتحي بالسنة اللي معاكِ!
الحقيقة هي كانت بتسمع كلامها وهي بتحاول تتنفس، عشان تسيطر على غصبها، بس في الأخر فشلت، وبعصبية وغضب مقدرتش تسيكر عليهم قالت: وأنتِ مالك أنتِ؟ بتتحشري في اللي ملكيش فيه ليه؟ حد واجهلك كلام أساسًا وأنا معرفش؟ أب وبنته بيتكلموا حضرا نفسك وسطنا ليه؟!
أخيرًا أتدخل حسام-والد ليل- ولما أتدخل كان بيزعق لـ ليل وبيقولها: بس بقى عيب كده.وبعدين مركز أيه دَ يا ليل؟ أنتِ ولا عندك خبرة، ولا عندك تكلفة المركز، هو أي كلام وخلاص!
سيطرت على غضبها على قدر المستطاع وقالت: بس أنا بقول محتاجه مساعدتك يا والدي، بقول لحضرتك محاجاك تمون في ضهري.
-أيوا يعني أعمل أيه؟
ابتسمت بسخرية وردت بتهجم على سؤاله: يعني حضرتك تمولي المشروع، يعني حضؤتك تساعدني وتجبلي دكاترة كبار يكونوا جمبي، أنت ممكن تعمل حاجة كتير أووي يا بابا.
وللمرة التانية تدخل سعاد في كلامهم، وقالت: يمولك أيه يختي؟ هو محل فطير! دَ مركز طبي، يعني عايز ملايين، أنتِ شكلك بتحلمي.
وقبل ما ليل تصُب غضبها عليها كان حسام بيتكلم وبيأيد رأي سعاد! وبيقول: سعاد عندها حق، مركز طبي أية، يستي لو على الدكاترة فَ دَ أمر سهل، لكن فلوس المركز نفسه أجبهالك منين؟! بقولك أيه خرجي الموضوع دَ من دماغك، وركزي في مذاكرتك أحسن.
خَدت نفسها، وهَديت من نفسها، وبهودء قالت: تمام، طب أنا عايزة ميراثي من المرحومه أمي، ولما المبلغ أحتاجه هطلبه منك، أتمنى تكون مستعد في أي وقت، عن أذنك.
قبل ما تتحرك من مكانها وقفها صوت حسام وهو بيقول: ليه هو ورث أمك هيفتحلك مركز طبي! أنتِ بتحلمي يا ليل؟!
خلص كلامه وهو بيضحك بسخرية، قابلت سخريته منها بضحكة لطيفة وقالت: هتصرف بقى يا والدي العزيز، أصل حضرتك مش عايز تساعد بنتك الوحيدة، يبقى مش قدامي غير أني أساعد نفسي، عن أذنك.
خصلت كلامها وسابتهم ودخلت أوضتها، وكالعادة أول لما أتقفل عليها باب، سمَحت لدموعها أنها تتحرر، وبعد بُكى دام لشوية وقت، وقفها أخيرًا رنة موبايلها.
-ألو، مين؟
جالها الرد: أنا ليله، عاملة أية دلوقت؟
مسحت دموعها بعنف، وقالت بنبرة حاولت أنها تكون طبيعية: آه أزيك، معلش مش مركزة.
-في أيه؟ أنتِ كنتي بتعيطي ولا أية؟
- لا لا، بعيط أيه، مكنتش بعيط.
نهت كلامها وشهقة بُكى خرجت منها منغير قصد، ودموعها أتحررت من جديد بعدها.
وبصوت ملهوف وخايف سألتها ليله: مالك يا ليل؟ أية اللي مضايقك؟
مسحت دموعها للمرة اللي مش عرفة الكام وقالت: مفيش حاجة يا بنتي واللة.
وبنبرة حازمة قالت لها ليله: اخلصي يا ليل في أيه؟
بعد تفكير دام لدقايق، وبعد ما حست أنها محتاجة تتكلم، خَدت نفس وبدأت تحكلها، رجعت تحكي بعد ما كانت خدت عهد على نفسها أنها مش هتحكي لأي مخلوق تاني على أي حاجة تخصها، ولأن الأنسان لازم يفضفض، لازم يخرج اللي جواه عشان يخفف على نفسه؛ فَهي مقدرتش تصون الوعد دَ، وكسرته أو لما قلبها أرتاح لحد، وبدأت بالفعل تحكي.
- بصي يا ستي، أنا حلم حياتي أني أفتح مركز أورام، وقررت أني هفتحه دلوقت، بس طبعًا التكلفة والخبرة وحاجات كتير منعوني.
-يعني هو دَ اللي كنتِ بتعيطي عشانه يا ليل.
خَدت نفس من جديد وقالت: لا، عشان لما جيت وقولت لبابا كسر نفسي للمرة اللي مش عرفة عددها، كل مرة باجي وأكون حاطة أملي على حاجة؛ يجي هو بكل بساطة ويهدمها، الخذلان من أقرب حد ليكِ بيتسبب لك بأكبر وجع. بس يعني، ونهيت النقاش أني هاخد منه ورث المرحومه أمي وأنا هتصرف، معرفش هتصرف أزاي بمبلغ صغير زي دَ بس قولت له كده، وحقيقي أتمنى أني أعرف أتصرف؛ عشان أنتصر عليه بنفسي، ولو لمرة وحدة.
كانت ليله بتسمعها بدقه وتركيز، وبعد ما ليل خلصت كلامها، رسمت ليله ابتسامة جانبية وقالت بثقة: طب واللي يحللك الموضوع دَ كله، ويقولك حل.
- أزاي؟
-بصي يا ستي.
يتبع..
#بدون_عنوان
#NORA_SAAD
تفتكروا ليه ليل عايزه تعمل مشروع زي دَ ومصممه عليه اوي كده؟
تفتكروا هيكون أيه الحل؟
أيه اللي ممكن يكون غير ليل بالشكل دَ؟
حصل أيه بنها وبين آسر خلاهم ينفصلوا؛ مع أنهم كانوا بيحبوا بعض؟
سيبولي رأيكم، وتوقعات♥
»بدون عنوان
بقلمNora saad
البارت الرابع
- أنا ببايا يكون أسامة عبد الغني، لو تسمعي عنه، دكتور أورام كبير أووي في القاهرة، وهو بالفعل بقاله مدة طويلة بيعمل دراسة جدول لمشروع المركز الطبي للأورام، وفكرة المركز نفس الفكرة اللي في دماغك تقريبًا، وكمان بدأ في التنفيذ من شهر، بس هو مبناش المركز، هو أشترى مركز جاهز وحاليا بيجهزه، وبابا ناوي أن المركز دَ يكون فيما بعد ليا أنا، بس حاليًا هيفتحه بأسمه عشان التصريح طبعًا، فَ لو قولت لبابا أن صاحبتي هتدخل شريكة معايا وبعد ما نتخرج نديره أنا وأنتِ، أكيد مش هيعترض. ها أي رأيك؟
كانت دقات قلبها بتعلى وبتزيد مع كل كلمة ليله بتقولها، والابتسامة كانت عرفه طرقها تمام، ليله خلصت كلامها وليل ضحكت وقالت: وأنا المبلغ اللي معايا دَ يدخلني معاه شريكه! أحنا هنهزر! وبعدين هو بباكِ هيوافق بالبساطة دي؟
- لا موضوع أنه يوافق دَ، خلي عليا، لكن الفلوس لو طلع المبلغ صغير ممكن تكوني شريكة بالربع او عشرة في المية حتى، بصي سبيني بس أكلم بابا وأقولك هيحصل أيه.
يلا روحي نامي دلوقت ونتقابل في الكلية.
قفَلت معاها وهي قلبها بيرفر من الفرحة، أخيرًا حست من قلبها أن ربنا هيعوضها، هيعوضها عن اللي حصلها، وربنا أخيرًا هيكرمها بكرمه. قامت ومسحت دموعها اللي نزلت من عيونها منغير شعور، وقررت إنها تقوم تصلي؛ وتشكر ربنا على كرمه معاها، وتشكره أن مع كل ضيقه بتحصلها أيده بتكون سنداها.
**************
لكن في أوضة حسام.
-البنت اتغيرت اوي يا سعاد.
وبعصبية وتهجم قالت: وبقت قيلة الأدب يا حسام.
أتعدل في قاعدته ورد بتهجم: اللي شافته ليل مش سهل أبدًا يا سعاد، كويس إنها خرجت من الحالة اللي كانت فيها كويسة.
خلص كلامه وسند ضهره على السرير من تاني وقال: أنا بفكر أعملها المركز الطبي اللي نفسها فيه، كل مرة بتطلب مني حاجة بخذلها ومش بوافق، عايز أفرح قلبها، والمشروع دَ حلم عمرها من سنين.
وبدون أي مقدمات ردت عليه سعاد بعصبية وغضب: تعملها أيه يا حسام؟ أنت أتجننت ولا أيه، دَ مشروع عايز ملاين، وبعدين هي حتت بت لسه طالبة في سنة تانية هتعرف تدير مركز طبي زي دَ! وأصلًا الترخيص هيطلع لها أزاي وهي لسه طالبه؟ وأفرض الترخيص طلع هي هتعرف تتعامل مع المرضى! أفرض حد مات تحت أيديها بسبب تشخيص غلط، ولا جلسه كيماوي غلط؛ أيه اللي هيحصل وقتها؟ هتروح في داهيه وهتاخدك وراها، الموضوع كبير عليها أوي يا حسام مش بالسهولة اللي أنت وبنتك فكرنها.
وبعد صمت دام لدقايق، أخيرًا أتكلم وقال: عندك حق، الموضوع كبير أووي.
ابتسامة جانبية عرفت طارقها وقالت بنتصار:أيوا، عين الحق يا خويا، يبقى تشيل الفكرة دي من دمااغك خالص، تمام؟ يلا تصبح على خير.
خلصت كلامها وخَدت وضع النوم، وحسام سكت لدقايق ونام هو كمان.
**************
عدى اليوم بسرعة، وليل دلوقت قاعدة في كافترية الكلية ومستنيه ليله.
- يا صباح الحلويات، عاملة أية؟
ابتسمت ليل بتوتر أول لما شافتها، وقالت: تمام، عملتي أيه؟ قولتي لبباكِ؟
ضحكت ليله وقالت: أيوا يا ست المستعجله، وعندي ليكِ أخبار قمر زيك كده.
ابتسمت وبلهفه سألتها: أيه قولي.
شَدت كرسي وقاعدت قصاد ليل وقالت: بصي يا ستي، أنا قولت لبابا على الموضوع، ووافق من حيث المبدأ، قالي أن عادي تدخلي معايا شريكه، بس المشكلة أن التكلفة بتاعت المركز كبيرة حابتين، فَ أنا أقترحت أن بالمبلغ اللي معاكِ تساهمي بي، في تجهيز المركز من حيث الأساس يعني فاهمه، وبعد دراسة الجدول هيقولك هيكون دي نسبة قد أية، وقالي كمان أننا نقدر ننزل معاه تدريب في المركز أول لما يجهز.
- يعني المركز لسه هيتعمل له الأساس؟ دَ كده ولا سنة عشان يجهز.
-يا بت لا، أفهمي يا ليل، بابا أصلًا خلص المركز، بس المبلغ اللي هياخده منك هيكزن تمن الأساس اللي هو عمله، فهمتي؟
وبحماس قالت: فهمت، طب نسبتي دي هتتكتب في عقد وكده ولا أيه؟
- أيوا طبعًا، قولي بس أنتِ لبباكِ، وبعدها نعمل عقد أنك شريكة ب 10٪.
سكنت الفرحة قلبها أخيرًا، بس قطع فرحتها سؤال خطر على بالها وقررت تسأله لـ ليله: بس أزاي بباكِ وافق بالسهولة دي، متنسيش أنك لسه متعرفنيش يا ليله، أزاي بقى وافق أني أكون شريكه معاه.
وببساطة ردت وقالت: أبدًا تقدري تقولي أول سبب أن بابا كان محتاج سيوله عشان يكمل اللي ناقصه في المركز، وتاني سبب لأني قولت لبابا أنك صدقتي من سنة أولى وأني واثقه فيكِ.
استغربت من كلامها فقولت: بس أنتِ متعرفنيش يا ليله، أنا ممكن أكون مش كويسة.
مسكت المنيو وقالت بعدم أهتمام: بس أنا واثقه فيكِ، ها هتطلبي أيه؟
**************
خلصت مُحاضراتها، ورجعت على البيت، رجعت وهي كلها حماس وأخيرًا الفرحة زارت قلبها.
- عملتي أيه أنهاردة في الكلية يا ليل؟
وللحظة حست أنها عايزة تحكي له على اللي حصل، كان شعور ملوش تفسير بالنسبة لها، بس قررت في الأخر أنها تحكي له فعلًا.
- الحمد لله، بس تعرف، لما حكيت لصاحبتي على مشروعي وحلمي اللي نفسي فيه عارف قالت لي أيه؟
صَب كامل تركيزه وبهتمام سألها: أيه؟
- قالتلي أن بباها بيجهز من 6شهور لمركز طبي للأورام و......
حَكيت لحسام على كل اللي حصل وكانت المفاجأة أنه قال لها.
- دكتور أسامة عبد الغني؟! طب خلاص أتصلي بصاحبتك وقولي لها أني عايز أقعد مع بباها أنهاردة.
-حاضر يا بابا، بعد أنك.
خلصوا كلام ودخلت ليل على أوضتها، أما سُعاد فَدخلت عليه بعصبية وغضب وبدون أي مقدمات كانت بتسأله.
-خير هو أنت هتقابل الدكتور دَ ليه؟
ومنغير أي أهتمام لعصبيتها رد وقال: عشان بفكر أدخلها شريكه بالنص مع دكتور أسامة.
وبغضب أنفجرت وقالت: مشروع أيه يا عنيا؟!
لَف وبهتمام بدأ يوضح لها رأيه: أصل المشروع كويس جدًا يا سعاد، وكمان دكتور أسامة عبد الغني أكبر دكتور جراحة أورام في القاهرة هيكون معاها وشريك ليها، يعني مشكلة التكلفة أهي أتحلت، وهو اللي هيدير المشروع، ومتهيألي دَ أحسن مشروع أقدر أأمن بي مستقبل البنت.
وبعصبية وغضب ردت عليه وقالت: أنت هتجنني! هتدفعلها كل الملاين دي في حتت مشروع؟
وبنفس العصبية قال لها: وانا اشيل الفلوس لمين يا سعاد؟ هو انا عندي غيرها؟ وبعدين هو أنتِ كنتي جبتيلي عيال وانا حوشت عنهم فلوسي يعني هشان تيجي تقوليلي الكلمتين دول؟! نامي يا سعاد نامي.
سكتت للحظات، بس السكوت دَ مدمش كتير بسبب أنفجارها في البُكى، والغريبه أنه كان بُكى صادق وخارج من قلبها فعلًا، وبحسره على نفسها ومن بين شهقاتها قالت: هو يعني بمزاجي! هو أنا يعني مش عايزه أخلف زي كل الستات وأبقى أم يا حسام؟
حس بالندم، فقرب منها وبحنان وأسف قال لها: أنا آسف، مش قصدي والله، أنتِ بس اللي عصبتيني، طب خلاص طيب أنا آسف.
مرتدش عليه فقرب عليها أكتر وهو وبيبص ناحية أوضة ليل قال: طب ما تجيبي بوسة؟
ابتسامة جانبية اترسمت على شفايفها وبكسوف قالت: البت يا رجل أختشي.
ضحك بصوته الرجولي وقال: طب ما تيجي ندخل أوضتنا عشان البت.
(أنا بقول نسيبه يصالحها😹)
*****************
"هي"
- ليل أجهزي بكرا هنروح نقابل عمك أسامة.
بتعجب سألته: أسامة مين؟!
ضحك وقال: دكتور أسامة عبد الغني أبو صاحبتك، أنا قعد معاه وأتفقنا أننا هنمضي العقود، وأنتِ هتكوني شريكة معاه بالنص، وهو تقريبًا قدامه 6شهور ويتم الأفتتاح، بس لحد ما تتخرجي هو اللي هيدير المركز.
مكنتش مصدقه اللي بيتقال، معرفتش أستوعب كل اللي أتقال! معقول! معقول ما بين يوم وليلة حلمي يتحقق ويكون بين أيديا كمان! معقول أبويا هو اللي يساعدني أني أخد أول خطوة، هو اللي ساعدني أني أخد أول خطوة في حلمي بعد ما كان السبب في تحطيمه ليا من قبل! حقيقي مستحيل..
بس مكنش مستحيل، ولا كان حلم، دَ كان حقيقة، وفعلًا العقود أتكتبت، واللي بابا قاله حصل، والست شهور عدوا بسرعة غرييه، وعملنا أفتتاح المركز، ونزلنا بالفعل تدريب فيه أنا وليله من شهرين.
ودلوقت بس..أقدر أقول أن حلمي بقى بين أيديا.
-في مرضى جُداد؟
سؤال عملي أتعود أني اسأله كل يوم، وجاتلي الأجابة من البنت اللي مسئولة عن الحالات الجديدة وقالت.
-أيوا يا دكتور، في بنوته جت عملت أشاعات والنتيجة طلعت أمبارح بليل، وطلعت أيجابي وبلغناها وجايه انهاردة.
وبتساؤل قولت: وطلع أيه بالظبط؟
ياسمين: سرطان في الجلد، في المرحلة التانية.
- تمام أول لما توصل دخليها عندي على طول، وهاتي التحاليل والأشاعات بتاعتها على مكتبي.
- حاضر.
**************
"هي"
-المريضة برا.
فتحت الملف بتاعها وقرأت الأسم بسرعة في سري: سارة مهران، 25سنة، سرطان في الجلد.
-دخليها يا ياسمين.
قولت أخر كلامي بصوت مسموع، وفعلًا خرجت ياسمين ودخلت المريضة.
وبوجهه شاحب وتعبان دخلت المريضة، المريضة اللي أخر وحده في العالم ممكن تيجي في بالي أنها تكون قدامي! وبصوت هامس قالت: مساء الخير.
ومنغير وعي ولا أدراك لقيت نفسي بقول: سارة! مستحيل..
خَدت بالي من اللي قولته بسرعة فصلحت كلامي وقولت: قصدي.. قصدي عاملة أيه؟ ألف سلامة عليكِ، أقعدي.
واضح أن هي كمان أتصدمت لما شافتني وقالت بتعجب: ليل!!
ابتسمت ابتسامة جانبية وقالت: تصدقي أنك أخر واحده كنت ممكن أتوقع إنها تكون الدكتور اللي بتعالجني...صحيح داين تُدان..
رَميت كل الذكريات اللي جت في دماغي، صَفيت ذهني وقلبي من أي ذكرى سودا أفتكرها لما شوفتها، ورسمت ابتسامة بسيطة وقولت: الكلام دَ ملوش لزوم، دَ قدر مش أكتر ولا أقل، وبعدين أنتِ أقوى من كده، والمرض لسة في اوله، ومن رأي أننا نبدأ أول جلسة كيماوي من أنهاردة، عشان كل ما نبداء أسرع كل ما ناخد نتيجة أسرع والأمل يكبر أكتر، صح ولا أيه؟
رسمت على شفايفها ابتسامة باهته وقالت: صح...
وبتردد سألت: هو ممكن تكوني معايا في الجلسة أنهاردة؟
ابتسمت بحُب وقولت لها: أكيد طبعًا، يلا بينا.
خدها ودخلنا أوضة الجلسات، الممرضة جهزتها وفعلًا بدأت الجلسة، كان كل ما الكيماوي يجري في عروقها كل ما ملامحها تبهت أكتر، مسكت أيديها وأنا ببستم لها، كأني بقويها بلمسة أيد أو ابتسامة بسيطة، بس الحال مدمش كتير بسبب الشخص اللي دخل علينا...
-الجميل عام... ليل؟! أنتِ بتعملي أيه هنا؟!
قلبي دق بعنف، عيوني كانت بتلف في المكان كله بسرعة غريبه،
كأنها بتدور على مهرب، مسكت نفسي وسيطرت على رعشة أيدي اللي أتملكتني فاجأة، وببتسامة قولت وأنا بقف في مكاني:....
يتبع.....
عرفتوا مين سارة؟
طب مين اللي ظهر في الأخر؟
حاجات كتير هنعرفها الحلقة الجاية، ومنها أيه الي كان السبب في تغيُر شخصية ليل بالطريقة الجذرية دي.
الفصل الخامس
#بدون_عنوان
NORA SAAD
وبتردد سألت: هو ممكن تكوني معايا في الجلسة أنهاردة؟
ابتسمت بحُب وقولت لها: أكيد طبعًا، يلا بينا.
خدها ودخلنا أوضة الجلسات، الممرضة جهزتها وفعلًا بدأت الجلسة، كان كل ما الكيماوي يجري في عروقها كل ما ملامحها تبهت أكتر، مسكت أيديها وأنا ببستم لها، كأني بقويها بلمسة أيد أو ابتسامة بسيطة، بس الحال مدمش كتير بسبب الشخص اللي دخل علينا...
-الجميل عام... ليل؟! أنتِ بتعملي أيه هنا؟!
قلبي دق بعنف، عيوني كانت بتلف في المكان كله بسرعة غريبه،
كأنها بتدور على مهرب، مسكت نفسي وسيطرت على رعشة أيدي اللي أتملكتني فاجأة، وببتسامة قولت وأنا بقف في مكاني: منا دكتورة أورام، أنتَ نسيت؟
وبنبرة كلها آسف وندم قال: أنا آسف يا ليل.
ابتسامة جانبية اترسمت على شفايفه، بس واضح أنها كانت ابتسامة سخرية وقال: اللي عملتوا فيكِ بيترد ليِ في أختي يا ليل.
مكنتش عايزة أسمع، وبجدية قولت: ملوش لزوم الكلام دَ دلوقت يا أستاذ آسر، عن أذنك عشان عندي شغل.
واجهت كلامي لسارة وقولت: هخلص شوية شغل وارجعلك تاني، أتفقنا؟
ابتسَمِت، وأنا تقريبًا كنت شبه بجري وروحت على مكتبي.
- عامله أيه يا جميل؟ عرفت أنك حضرتي جلسة كيماوي مع المريضة، دَ من أمتى بقى.
الحقيقة أن دماغي مكنتش موقفه تفكير في اللي حصل، وبدون أي أدراك قولت لـ ليله: أصل المريضة اللي جت أنهاردة تبقى سارة، سارة أخت آسر!
قابلت كلامي بسخرية وبضحكة بسيطه قالت: دَ على أساس أني عارفه مين آسر ومين سارة؟ أنتِ ناسيه أني معرفش عنك حاجة يا دكتور؟
أخيرًا خـدت بالي أنا قولت أيه، وقفت بعصبية وبدون مبرر زعقت وقولت: بعدين بعدين، أنا هقوم أشوفها خلصت الجلسة ولا لسه.
خلصت كلامي وسبتها وروحت لسارة، كان آسر مِشي، حمد ربنا وكملت معاها الجلسة وأخيرًا اليوم عدى بكل التُقل اللي حصل فيه.
*************
عدى شهرين منغير أي أحداث جديدة، وخلاص فاضل شهر والدراسة ترجع، وبالمناسبة نتيحة سنة تانية ظهرت وكانت ليل وليله تفوقوا وعدوا السنة بأمتياز، لكن وعد وجميلة ونهله؛ شالوا أكتر من مادة، ومنهم مادة دكتور عمار، بس بالفلوس والوسادة عدوا السنة وطلعوا سنة تالتة.
"في مركز دكتور أسامة عبد الغني، خصوصًا في مكتب ليل."
- في حالات جديدة أنهاردة؟
كان سؤال من ليل وهي بتقلب في الورق اللي قدامها بعملية، ردت عليها ليله وقالت: آه في أكتير من مريض جاين أنهاردة ياخدوا جلسات، عملوا أمبارح التحاليل وهيبدأوا أنهاردة.
- كام حالة؟
- 4 حالات.
-طب أبعتيلي ملفين عشان أقرأهم، وخلي حالتين معاكِ.
وقفت وقالت: تمام، هروح وابعتلك الملفات.
*************
وفي مكان تاني، خصوصًا في مطعم في وسط البلد.
- أيه يا بنتي؟ ماسكه الفون من ساةه ما جينا، ومش مبطله ضحك، اللي واكل عقلك.
خلصت كلامها وهي بتغمز لها بمشاكسة، الكلام كان متوجهة لـ نهله من جميلة، قابلت نهله كلام جميلة ببتسامة وهي بتقفل الفون وقالت: خلاص قفلت أهو.
- ليه هو أنتِ كنتِ بتكلمي مين أصلًا؟
ارتسمت على شفايفها ابتسامة كبيرة وقالت: بكلم أياد.
قابلت نهله أجابتها بعصبية وصدمة شديدة، ومنغير ما تحس زعقت وهي بتقول لها: نعم ياختي؟! أياد؟ أياد عصام اللي في كلية علوم يا نهله؟
دَرت بعنيها بحركة سريعة على الناس اللي قاعدين حواليهم واللي نظراتهم كلها بقت عليهم بسبب صوت جميلة، قربت من جميلة وبغضب قالت: في أيه صوتك يا جميلة، و أيوا أيام عصام في أيه مالك؟
بصت هي كمان على العيون اللي عليهم وبهمس قالت: أزاي يعني بتكلمي أياد يا نهله؟! ما أنتِ عرفه أن وعد بتحبه بقالها سنتين، دَ لما كانت بتتخانق معاه كانت بتجري علينا عشان نقولها تعمل أيه، دَ يوم ما راحت وأتكلمت معاه أحنا اللي قولنا لها وقتها تعمل أيه، أيه نسيتي كل دَ؟
بعصبية ونفاذ صبر قالت: يووه، هو مش بيحبها أنا مالي، أياد أصلًا بيحبني من قبل ما وعد تكلمه، وقالي أنه لما كلم وعد كلمها عشان بعرف يوصلي، أنا مالي بقى.
تقريبًا جميلة مكنتش لاقيه رد تقوله، وكل اللي قالته هو: أنتِ مالك! دي... دي صاحبتك على فكرة!
قابلت نهله جملتها بسخرية، وببتسامة صفرا رسمتها على وشها قالت وهي بتبص ناحية الباب وبتشاور لحد: طب قَفلي على الحوار بقى عشان صاحبتك جت.
بَصت ناحية الشخص اللي نهله بتشاور له كانت وعد، رسمت ابتسامة بصعوبة، قربت منهم وعد وببتسامة قالت.
- أزيكم يا بناويت؟ وحشتوني.
سابقت نهله جميلة بالرد وقالت: أزيك يا بيبي عاملة أيه؟
-تمام، ها طلبتوا أكل ولا لسه؟
**************
" هي"
نرجع مرة تانية للمركز.
كنت واقفه مع ياسمين المسؤلة عن الحالات الجديدة، وسألتها.
-حد جيه من الحالات الجديدة؟
ياسمين: أيوا يا دكتور، في حالتين وصلوا ودخلوا لدكتور ليله، وفي حالة لسه واصله بس شكل جاي غصب عنه، ومامته بتقنعوا برا.
خلصت كلامها وهي بتشاور على شاب واقف هو ومامته، وشكله كان متعصب وبيزعق.
قربت منهم خطوتين وسمعته وهو بيقول.
-قولت مش هدخل، مش هدَخل الزفت دَ في جسمي، وبعدين أيه شغل العيال الصغيرة دَ يا ماما؟ بتضحكِ عليا عشان أجي وتحطيني قدام الأمر الواقع!
كان لسه هيمشي بس مامته مسكته من الچاكت وقالت له بدموع ورجاء: يبني أستنى بس، عشان خطري أستنى.
فَلت أيدها من الچاكت بعصبية وقال: سبيني.
الحقيقة أني مقدرتش أستحمل أقدر من كده، وقررت أني أتدخل قبل ما يتحرك من مكانه ويمشي.
- طب هو ممكن نتكلم شوية؟
لَف لمصدر الصوت وبعصبية قالت: وأنتِ مين أن..ليل؟!
الصدمة لَجِمت لساني، حسيت أن كل أطرافي أتشلت عن الحركة، الحروف طارت من لساني، بس..بس أخيرًا نطقت وقولت: دكتور عمار! مستحيل..
كان هو عكسي، مكنش مصدوم، مكنش مخضوض زيِ، وببتسامة باهته وتعبانه قال: آه يا دكتور، عمار.
هدوءه لخبطني أكتر، هز كياني أكتر وأكتر، وبحروف ملخبطة وكلام مش مفهوم قولت: أزاي؟ قصدي.. أنت حصلك..لا لاا..
خَبيت وشي بأيدي بسرعة وأتنفست بصعوبة، أما هو.. فَضحك، ضحك ضحكة كلها كسرة ووجع، وقالت بهدوء.
-أهدي، أهدي يا دكتور مفيش حاجة مستهله التوتر دَ كله، أيوا أنا مريض لوكيميا، سرطان في الدم..عادي يعني مش أول ولا أخر واحد.
أخيرًا عرفت أهدي نفسي، أخيرًا لَميت أعصابي ورجعتها التلاجة من تاني، وبهدوء قولت: طب ممكن نتكلم شوية؟
أتنهد وبص لمامته اللي كانت بتترجاه بعيونها، بَص ناحيتي من تاني وقال: طبعًا..
ابتسمت ومشيت ناحية مكتبي، وهو كان ورايا، دخلت المكتب وقعد قدامي، وبكل جدية سألته.
- ممكن أفهم ليه حضرتك مش راضي تاخد الجلسات؟
مَردش فكملت: لو مكتتش دكتور وفاهم الخطر اللي أنت فيه كنت هعذرك، لكن أنت أكتر واحد فاهم.
ابتسم وقال ببساطة: وأخد الجلسات ليه، وأنا عارف أن مفيش فايدة.
أتنَهد وكمل: مجرد سّم هيدخل جسمي ويهلكني ويدمرني بكل معنى الكلمة، وفي الأخر النتيجة وحدة..
وبعِند وأصرار قولت: لا بقى يا دكتور، حضرتك حسب التقارير اللي قدامي أنك لسه في المرحلة الأولى، يعني نسبة الشفا عاليه، وحسب التقارير برضو أن في خلال 6 جلسات هتتعافى.
ابتسم بسخرية وكتف أيده وقال: آه عندك حق، عشان بعد ما أتعافى وأرجع لحياتي الطبيعية، الاقي المرض أتجدد في جسمي من جديد، وأكتشف أني لازم أوقف حياتي عشانه من جديد... مش صح برضو يا دكتور؟
كنت..كنت بسمعه وأنا باخد نفَسي بعنف، كنت بحاول أسيطر على نفسي على قد ما أقدر..بس...بس فشلت، فشلت ومنغير ما أحس بنفسي كنت بنهآر قدامه..
شكله أتغير، ملامحه قلقت، نبرة أتغيرت وأتحولت لنبرة متأسفه وقال: أنا... أنا آسف، أهدي طيب، مقصدش والله، أنا قولت أيه طيب؟.
مكنتش قادرة أسيطر على نفسي، كل اللي قدرت أعمله أني أقول له من بين شهقاتي:برا...أخرج برا..
مهتمش بكلامي، ومخرجش برا، وأنا مكنش فيا طاقة أني أقرر كلامي تاني، فَكتفيت أني أشاور اه يخرج برا، وهو برضه مدنيش أهتمام، ومستسلمش وقال: مش خارج غير لما تهدي، وبعدين أنا مش فاضي عايز أخد الجلسة..ولا أروح؟
- بجد؟ هتاخد الجلسة؟
كنت أخيرًا قدرت أتكلم وأسيطر على نوبة البُكى اللي أتملكتني فاجأة، نطقت الكام كلمة دول وسكت وهو في المقابل ابتسم، وبعدها قال: هاخد الجلسات بس بشرط.
مسحت دموعي بأيدي، ورديت عليه وأنا بفُك شعري وبلمه من أول وجديد: اللي هو؟
قرب كام خطوة وبنبرة راجيه قال: أنك تقبلي نكون أصدقاء.
قلبي دق..وحسيت أني أتلخبطت، بس تجاهلت كل حاجة وقولت:انت هتستغلني يا دكتور ولا أيه؟
وبمكر قال: آه الحقيقة، أصل دي فرصتي برضو..
مسكت خصله من شعري وأنا وبلفها على صباعي قولت: أفكر...
-طب انا هروح دلوقت، ولما تفكري ابقي قوليلي بقى...
خلص كلامه وأداني ضهره، مسكت في دراعه بسرعة وأنا بقول له: أنت رايح فين يا عم، أقعد خلاص موافقة..
خده من دراعه وأقعده قدامي على المكتب، مسكت الملف وقولت بتذمر: ممكن تقعد بقى عشان أعرف أقراء التقرير، منا بحايل في أبن أختي من ساعة ما جيه.
كَتِف أيده وقال ببراءه عرف يتقنها وقال: أتفضلي يا دكتور.
سكت خمس ثواني وبعدها قال: طب أي رأيك أقولك أنا أسهل؟
بصيت له بمكر وقولت: قول وأنا بقراء.
ابتسم بحماس وبدأ يعرفني بنفسه: أنا عمار 28 سنة، خريج كلية طب جامعة القاهرة، خريج 2016 يعني من اربع سنين أتخرجت وأتعينت مُعيد على الكلية، طبعًا أنتِ عرفه بقى، وأنا وحيد أمي وأبويا، عندي عيادة صغيرة لسة فاتحها من سنة تقريبًا، وحالتي المادية كويسة جدًا و...
مسكت راسي وزعقت فيه بعصبية: بااااس، انا قولت قولي على اللي في الملف، مش عرفني بنفسك.
بَربش بعيونه ببراءه وقال: مش بعرفك على نفسي الأول يا جدع..
رفعت حاجبي وقولت: لا يا شيخ!
-طبعًا أوماال.
ضحك وقال: طب هاا..خلصتِ الملف؟
قفَلت الملف وقولت: آه.. وزي ما قولت لك، هما 6جلسات بالكتير وهتكون زي الفل، قدامي يلا عشان ناخد أول جلسة.
خلصت كلامي وأنا بقف مكاني وبتحرك ناحية الباب، بس وقفني صوته وهو بيقول: هو ممكن تحضري معايا الجلسة؟
لَفيت وقولت له: طلباتك كترت يا دكتور، أتفضل قدامي..
خَده ونزلنا على الدورر الأول عشان ياخد أول جلسة، بس وأحنا في الممر قابلت سارة، ولسوء حظي كان معاها آسر.
- سارة عامله أيه؟
ابتسمت بحماس أول لما شافتني وقالت بأمتنان: أنا تمام يا دكتور، بجد.. بجد شكرًا ليكِ أوي، أنا خلاص فاضلي جلستين وأخلص.
ابتسمت من كل قلبي على المرحلة اللي وصلت ليها، ولروحها اللي رَدت فيها من تاني وقولت: هايل، بجد أنا فخورة بيكِ.
الصراحه أن اللحظة الحلوة مش بتدوم برضو يا جماعة، لأن في صوت مزعق جيه أتدخل فاجأة ووبعصبية قال: مين دَ يا ليل؟ وأزاي تمشي مع رجل غريب كده وتقعدي تضحكِ!
كان صوت وكلام آسر! مكنتش فاهمة هو ماله أو أيه اللي بيقوله دَ، وقبل ما عمار يرد عليه، رديت أنا بستفهام: وأنت مالك معلش؟
تقريبًا ردي أستفزه أكتر، فَصوته عِلي أكتر وبعصبية زيادة قال: مالي أزاي أنا خطيبك على فكرة..
خلص جملته وأتنفس بعنف، والصراحة أنا مكنش عندي رد.. بس كل اللي قولته هو توضيح بسيط.
-كنت خطيبي.. فعل ماضي، فعل ماضي حصل وأنتهى ومحبش أبدًا أني أفتكره، وحدودك معايا تلتزم بيها، وأوعى تسمح لنفسك أنك تكلمني بالأسلوب أو بنبرة الصوت دي مرة تانية..مفهوم يا أستاذ آسر؟
مستنتش رده وسبته ومشيت، وعمار حصلني على طول، كنت بتنفس بعنف، أيدي بدأت تترعش، الذكريات بدأت تدق باب تفكيري من جديد، وأنا.. وأنا مش حمل أي تعب نفسي دلوقت، أنا مش حمل ذكريات تنهش في قلبي وتاكل في روحي من جديد، خرجت من الدوامه اللي دخلت فيها من غير ما أحس بسؤال عمار.
-هو ممكن اسألك على حاجة ومتضايقيش.
وقفت وركبت الكانولا في أيده، وبدأ الكيماوي يمشي في عروقه، قَعدت قدامه وبعد تنهيده قولت: قول.
-مين آسر، أو... بصي أنا عارف انه كان خطيبك، وأنكم سبتوا بعض، مع أن باين في عيونكم أنكم بتحبوا بعض لسه، أنا مش فاهم..
كان بيقول كلام متلخبط، ومش مترتب، بس قابلت كلامه بتهجم وعصبية.
- بحبه! أنا مبكرهش حد قده، واللي زي آسر دَ مبيعرف يحب، بيعرف يحب نفسه وبس..
حَط أيده على خده وقال: طب هحكيلي؟
خَدت نفَس وسألته: عايز تعرف أيه؟
-بصراحة أنا عايز أعرف أيه اللي غيرك بالشكل دَ، أنتِ في سنة أولى مكنتيش كده، بس أنا سبت الكلية سنة ورجعت لقيتك لسه في سنة تانية! وكل حاجة متغيره، سبتي خطيبك..شكلك متغير، معاملتك متغيره، حتى معرفش أزاي أنتِ في تانية كلية مش تالتة! وأزاي تتحولي من البنت الهاديه والأنطوائية لبنت كل يوم بمشكله شكل عند عميد الكلية، في حاجات كتير مش واضحه في حياتك يا ليل.
ضحكت وقولت بمشاكسة: دَ أنت مركز معايا أزي مشاء لله عليك.
تقريبًا أتحرج فقال: أحم أصل يعني.. بصي بقى أنا قولتلك اللي فيها يوم ما كلمتك في الجامعة، وأنتي يومها قومتي بالواجب معايا وخلتيني ألم اللي متبقي من كرامتي في كيس بلاستك، فَ بس يعني..
حسيت أني حرجته، فحبيت أغير الموضوع فقولت: طيب أول حاجة أنا حاليًا في سنة تانية عشان أنا عيِد سنة تانية من جديد..
أتحولت ملامحه للتعجب وسأل: أزاي سقطتي يعني؟ بس أنتِ كنتِ شاطرة جدًا..
ضحكت وقولت بتوضيح: لا أنا مدخلتش الأمتحانات أصلًا.
- ليه؟
خَدت نفَس طويل وقولت: ما هي دي بقى بداية الحكاية.
-وأنا كلي أُذان صاخيه، أتفضلي أحكي.
وقفت وأنا بطلع الاب توب من الشنطة بتاعتي وقولت وأنا بحط فيه فلاشة وقولت: هحكيلك بس أستنى.
-بتعملي أيه
بصيت له وقولت ببتسامة: دي فلاشة هسجل اللي هحكي، لأن في حد في حياتي ليّ حق عليا أنه يعرف حكايتي.
دوست على زرار التشغيل، وقَعدت قصاده وأنا من بسترجع كل لحظة عَدت عليا في الفترة اللي فاتت، وبدأت أحكي له من بداية الحكاية...
يتبع....
تفتكروا بتسجل لمين؟
أيه هي حكاية ليل؟
أيه اللي ممكن يكون عمله آسر يخليها تكرههُ بالشكل دَ؟
ليه هتحكي لعمار بالذات؟ وليه أختارت أنها تحكي له خصوصًا في الوقت دَ؟
أسرار كتير هتبان الفصل الجاي، توقعوا أيه اللي هيحصل..
البارت 6_7_8_الاخير من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق