جاريتي
الفصل الرابع عشر
كانت جالسه بجواره فى سيارته الحديثه ... وهو ينطلق فى طريقه إلى المفاجئة الذى قام بتحضيرها من أجلها بعد مناقشات طويله مع صهيب .
كانت تنظر إلى الطريق تحاول أن تخمن إلى أين سيذهب بها ... ولكن الطريق صحراوى تماما نظرت إليه وهى تقول بوجه طفولى
- جواد احنى رايحين فين ؟
لينظر لها بطرف عينيه دون أن يجيبها
لتجعد انفها وتذم شفتيها ... فيضحك بصوت عالى على مظهرها الطفولى ... فمد يده ليمسك وجنتها بأصبعيه السبابه والأبهام وهو يقول
- الفضول قتل القطه ... أصبرى يا قطه .
لتلوى فمها وهى تنفخ الهواء بغيظ
ليضحك هو مره أخرى بصوت عالى
كانت تقف بداخل محل للملابس الرجاليه .. تنظر إلى جميع الموديلات بحيره ... حتى وجدت تلك الكنزه الحمراء
اقتربت لتمسكها حين اقترب الشاب الذى يعمل فى المحل سائلاً
- تحت أمرك يا آنسه .
لتنظر له ثم إلى الكنزه وهى تقول
- ده مقاس «...»
لينظر إلى تكيت الكنزه وهو يقول
- ايوه يا فندم
لتبتسم بسعاده وهى تقول
- هخدها بس ممكن تلفهالى هديه
ليهز رأسه بنعم وهو يتحرك لينفذ أمرها
خرجت من المحل سعيده بأول هداياها ... لتدخل لمحل آخر وآخر وآخر .حتى أنتهت من كل ما تريد شراءه
أتصلت على والدها لينفذ الجزء الخاص به من الأتفاق ... وهو أن يتصل بصهيب ويطلب منه المجئ إليه لأمر عاجل ... فيوصله والده الذى يعلم بأمر الخطه
كانت تعمل بكل جهد .. تعلم أنه لن يتسطيع لروأية كل هذا ولكنها ستنفذ ما تريد بطريقه تجعله يشعر بكل شىء
وضعت البالونات على الأرض بكميه كبيره جداً ... وأيضاً علقتها بالسقف بشكل متدلى تصل لقمة رأسه .... ووضعت اشرطه ملونه كثيره وعلقتها على النوافذ حتى يسمع صوتها مع تحريك الهواء لها ... وضعت الأستريوا بمكان مناسب واوصلته بهاتفها
جعلت زوجة عمها تتصل بعمها وتلك هى الأشاره حتى يعودا ... وضعت قالب الحلوى ... وزجاجات المياه الغازيه ... ووضعت الشموع ووقفت تنتظر قدومه
وقفت زوجة عمها أمامها تبتسم فى سعاده ... ثم اقتربت منها لتقبل جبينها ثم قالت
- أنا مش عارفه أشكرك إزاى يا بنتى .... ربنا يكرمك ويسعدك زى ما بتسعدى ابنى بكل طريقه
لتقبل يدها بأحترام وهى تقول
- حضرتك مش محتاجه تشكرينى .... صهيب عندى أغلى من كل الدنيا ... وأتمنى رضاه وسعادته منايا وهدفى .
قبل أن تجيبها زوجة عمها سمعا صوت طرقات على الباب
لتبتسم زوجة عمها وهى تقول
- أنا هدخل اوضتى .
ثم ربتت على كتفها وغادرت لتتوجه إلى الباب
قبل ذلك بلحظات
كان يصعد السلم بجوار والده وحين وصلا إلى الباب ليقول والده
- معقول كده نسيت المفاتيح تحت ...
وضع يده على كتف ابنه وقال
- خبط أنت وأنا هنزل أجيبهم بسرعه
وغادر سريعاً
كان يشعر بالغرابه .. فعمه طلبه لشئ سخيف لا معنى له . ووالده كيف يترك المفاتيح فى السياره ... ولكنه لم يبالى وطرق الباب وبعد عدة ثوانى فتح ولم يستمع لصوت أمه المرحب به .. ولكنه تنفس عطرها ليقول بهمس
- زهره
ابتسمت دون أن تجييه ولكنها انحنت أمامه تخلع عنه حذائه فنهرها قائلاً
- زهره أنتِ بتعملى أيه
لتجيبه بصوتها العذب ..
- ثوانى بس
خلعت حذائه وجوربيه ثم وقفت من جديد أمامه وهى تمسك يده وتقول
- تعالى معايا ومن غير أسئله
أبتسم إبتسامه صغيره هو يحب جنانها وشقاوتها ..يحب جميع مواقفها معه
بدأت قدمه تلامس البالونات ليقطب جبينه بانتباه .. بلونه تلامس قدمه اليسرى وأخرى تلمس قمة رأسه .. وأخرى تلامس قدمه اليمنى ..ويسمع صوت الأشرطة الملونه تتحرك بقوه ... خطوه أخرى ... واستمع إلى غنوة عيد الميلاد .
ليقف مكانه وعلى وجه معالم السعاده ترتسم على جميع ملامحه .
رفع يدها الممسكه بيده وقربها من فمه ليقبلها عدة قبلات وهو يقول
- تعبتِ نفسك اووى يا زهره ... بس بجد فرحتينى جداً ... أنتِ بجد نعمه كبيره ... وفضل ورضا من الله .... أنا بحبك بحبك جداً .
لتقبل يده هى الأخرى وهى تقول
- وأنا كمان بحبك جداً .. بس خلى الحب على جمب دلوقتى وتعالى نطفى الشمع .... لتقف والدته بجواره قائله
- كل سنه وأنت طيب يا حبيبى
ليقبل أعلى رأسها ثم يديها وهو يقول
-وأنتِ طيبه يا أمى .. ربنا يباركلى فى عمرك .
ويربت والده على كتفه قائلاً
- يارب العمر كله سعاده وهنا يا صهيب
ليقبل رأس والده بأحترام وقال
- ربنا يخليك يا بابا
أقتربت زهره وبيدها عدة حقائب للهدايا و أمسكت يده ليبتسم وهو يقول
- أحلى مفاجأه ... شكراً يا زهره
لتحرك الحقائب التى بيدها وهى تقول
- اطفى الشمع بعد ما تتمنى أمنيه علشان تاخد الهدايا بتاعتك .
ليقول باندهاش
- هدايا
لتبتسم وهى تقول
- ايوه ... ويلا بقا أتمنى أمنيه
ليغمض عينيه لثوانى ثم فتحها وقال
- فين الشمع بقا .
لتمسك الكعكة أمامه قائله
- قدامك
أطفئ الشمعه بسرعه ومد يده قائلاً
- هاتى بقى
لتمسك يده فيقبلها وهو يقول
- الله أحلى هديه
لتضحك بصوت عالى ثم قالت
- ههديك بإيدى ليه ما هى أصلاً بتاعتك .. و صاحبتها ملكك .
اجلسته على كرسى طاولة الطعام وجثت أمامه على ركبتيها قائله
- أول هديه ..
واخرجت الكنزه الحمراء
ليمسكها ويمرر يده عليها مبتسم ورفع حاجبه حين قالت
- لونها أحمر .
ثم أخرجت الهديا الثانيه ليمسكها يين يديه ليجدها ساعه رجاليه فزادت ابتسامته
واخرجت الهديه الثالثه ووضعتها بين يديه .... ليجدها مجموعه من الجوارب من الخامه الذى يحب
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- مجنونه والله
لتبتسم بمرح وقالت
- مجنونه بيك
ثم وضعت فى يده الهديه الرابعه
ليجدها علبه صغيره فتحها ليتلمسها بيده وأبتسم وهو يضعها بقرب أنفه ليتعرف على رائحة عطره
لم يعلق وهى أيضاً كانت تتابع حركه أصابعه على الزجاجه ثم إغماض عينيه
أمسكت الهديه الخامسه ووضعتها فى يديه
ليستشعر خامتها بيده وهو يقول بمرح وسعاده
- وأخيراً لقينا البنطلون .
لتقول هى بشقاوه
- تفتكر أسيبك تمشى من غير بنطلون يعنى .
ليضحك بصوت عالى وهو يضرب جانب رأسها قائلاً
- يا مجنونه
لتضع فى يده الهديه الأخيره
ليجدها علبه كرتونيه تحسس جوانبها ثم فتحها ليتحسس ما بداخلها ليضحك بصوت عالى مره بعد مره
كانت تتابع تعابير وجهه المحتاره ثم تعابير اكتشافه لهوية الهديه من صدمه ودهشه لضحكته العاليه التى تخطف أنفاسها حتى فاقت على كلماته الضاحكه المشاكسه
- أقسم بالله مجنونه .. كوتشى كوتشى يا مجنونه
لتضحك هى الأخرى وهى تجيب
- ايوه علشان كده أكون كونتلك طقم كامل على زوقى ... ثم اوقفته على قدميه وهى تقول
- ودلوقتى اتفضل أدخل ألبسهم علشان أنا عزماك على العشا .
ليظل واقف فى مكانه صامت لعدة ثوانى كانت خلالها تتأمله بشغف .حتى اقترب منها خطوه وضمها بقوه وقبل جبينها بحب ... وقال
- ربنا ما يحرمنى منك يا زهره .. ويقدرنى أقدر أحبك وأسعدك ولو بشئ بسيط من كل الحاجات إللى أنتِ بتعمليها علشان تسعدينى .
لتضع يدها على وجنته وهى تقول
- وجودك بس جمبى و معايا هو ده إللى أنا بتمناه ... ومش عايزه غيره .
كانت تستعد للذهاب مع سفيان إلى العشاء لقد أتصل بها يطلب منها الإستعداد تريد أن تبدو جميله منه أجله هو .. هو يستحق الأفضل ... وهى مؤكد ليست الأفضل لكنه يقول عكس ذلك ... دائماً ترى فى عينيه نظرات الإعجاب ... ونظرات الأهتمام دائما تحاوطها .... كانت دائماً السيده نوال تخبرها أنها مميزه لدى سفيان ... وان حبها بقلبه كبير لا يوصف ولكن دائماً تشعر بالخوف .... تشعر أنه سيأتى يوم ويشعر كم هى لا تليق به ... يشعر أنه بحاجه لأخرى كامله لا نقص فيها ولا عيب
افاقت من أفكارها على صوت هاتفها
لتبتسم وهى ترى أسم أخيها ينير شاشة هاتفها
لتجيبه قائله
- حبيبى وحشتنى جداً .
ليبتسم وهو يقول
- وأنتِ كمان يا حبيبتى والله ... أكيد فى أقرب فرصه هجيلك ... وأنتِ أكيد لازم تجيلى بيتى ولا مش عايزه تشوفيه
كلمات بسيطه لا خطئ فيها جعلت تلك الواقفه أمامه تحمر خجلاً ... وتنظر له بزدراء لم تستطع أن تداريه ليجد نفسه يضحك بصوت عالى على تلك اللوحه الفنيه الرائعه التى أمامه لينتبه لصوت أخته وهى تقول
- أنا قولت أيه يضحك ... أنا بقولك خايفه أنت تضحك
ليعتذر منها وهو يقول
- أنا آسف يا حبيبتى ...أنا مضحكتش على كلامك أصلى أفتكرت حاجه كده .. آسف يا قلبى ....وبعدين هو أنتِ فى منك ... أنتِ بجد رووعه فى كل حاجه ... شكلاً وروحا وأخلاق ... يا حياتى أنتِ مفيش منك .. وكل إللى فى دماغك ده ... وهم ...وهم فى دماغك أنتِ بس ... خديها من أنا راجل وافهم فى المواضيع دى جداً .
ليزداد انعقاد حاجبى الواقفه ولا تعلم لماذا طلب منها الأنتظار ... هل لتسمعه يتباها بعلاقاته النسائيه أمامها
اتسعت عيناها بصدمه وهى تسمعه يكمل
- وبعدين سفيان بيحبك جداً .. وبيتمنى رضاكى .. تعرفى أنا لو مكنتش اتأكدت من ده بنفسى مكنتش سبتك ليه ابداً .
كانت تريد أن تضربه على رأسه الأن بشئ قوى ... حتى ترى لون دمائه .... مؤكد ليس لديه دماء من الأساس
كاد أن يضحك مره أخرى .. ولكنه لم يرضى أغضاب أخته القلقه .
فابتسم لأخته التى تشعر بخوف عظيم وقال
- عيشى يا مهيره عيشى واتبسطى حبيه بكل قلبك .... سيبى نفسك وخليه يطير بيكى على سحاب الحب .... شيلى من دماغك كل إللى مخوفك لأنه مش فى دماغوا أصلاً ولا بيفكر فيه وأنا اتأكدت من ده بنفسى .
كادت أن تتحرك لتخرج من هذه الغرفه لم تعد تستطيع سماع ما يقوله ... أنه ليس برجل .. أنه حيوان على هيئه بشريه لاحظ أنها وصلت إلى حد الانفجار فقرر إنهاء ذلك حتى تهدء
فناداها لتقف قائلاً
- لحظه يا ملك .
لتقف مكانها تلعنه وتسبه
وعاد هو يكمل كلماته الأخيره مع أخته قائلاً
- خلاص يا حبيبتى ... النهارده سيبى نفسك وعيشى كل لحظه مع جوزك .. فرحيه وافرحى معاه وأنا هبقا أكلمك تانى أطمن عليكى
أنهى الأتصال ونظر إليها وهو يقول
- هو مش أنا قولتلك تقفى على مخلص المكالمه كنتى رايحه فين حضرتك .
لتكتف ذراعيها أمامها وهى تقول
- صحيح أنا سكرتيرة حضرتك بس ده مش معناه أقف أسمع الكلام الفارغ إللى كان بيحصل ده
لينظر لها بغضب... ولكن من داخله سعيد سعيد وبشده و وقف ليتحرك ويقف أمامها قائلاً
- أنتِ بتقولى أيه يا آنسه ... أنتِ ناسيه أنك مجرد سكرتيره عندى ملكيش أى حق ... كل إللى عليكى أنك تسمعى كلامى وتنفذيه ...فبأى حق تتكلمى عن تصرفاتى يا هانم
لتنظر له بألم وعيونها تجتمع بها الدموع
- أنا صحيح فقيره بس مسمحش لحد يتكلم معايا كده حتى لو كان المدير بتاعى ... صحيح أنا بشتغل عندك بس أنا مش جاريه شريها من سوق النخاسه .... ولو حضرتك مش عايزنى أشتغل هنا أنا فوراً أقدم استقالتى
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- لأ ... متقدميش استقالتك لأنى هرفضها .. وأنا مش بقلل منك يا هانم ... بس كلامى يتسمع مفهوم
لتخفض رأسها وهى تقول بصوت هامس
- مفهوم
- اتفضلى على مكتبك ... وهاتيلى ملفات الصفقات الأخيره كلها
لتهز رأسها بنعم
وتحركت خطوتان لتقف مكانها مبهوته بما قاله
لتلتفت له باندهاش قائله
- حضرتك قولت أيه
لينظر إلى عينيها قائلاً
- أنا كنت بكلم أختى ... مهيره .
شهقت بصوت عالى وهى تضع يدها على فمها ليتقدم هو خطوه واحده وقال
- طبعاً أنتِ فكرتى فيا أنى شخص زباله وحقير وبتاع ستات ... لأ وكمان متجوزين وكمان بنصحها تعمل أيه مع جوزها المخدوع مش كده .
لتتكلم سريعاً قائله
- أنا آسفه .. والله
ليشير لها بيده أن تصمت وقال
- اتفضلى على مكتبك .. و حضريلى الحاجات إللى طلبتها .
و ألتفت ليعطيها ظهره قبل أن يضحك أمامها بصوت عالى
خرجت سريعاً وهى تلعن نفسها وتوبخها بشده .. وتلوم نفسها على ظنها السئ به
أما هو فجلس على مكتبه وهو يقول
- هو أنتِ لسه شفتى حاجه ده أنا هجننك قريب .... يا ... ملك هانم .
تكملة الروايه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق