القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غَرام_الصِبَا البارت 4_5_6_بقلم نورهان خالد في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الرابع


شعر وكأن دلواً من الماء سَقط عليه ، لا يعلم هل يسعد لكونه سيصبح اباً قريباً ام يحزن لكون ذلك يشكل خطراً علي محبوبته التي سرقت قلبهُ من اول نظرة.. ، ولكن ما يعلمه هو انه يشعُر بالقلقِ والخوف لأنه يعلم انها ستتمسك بالطفل حتي إن كانت حياتها هي الثمن... 

انتبه لنفسه اخيراً ثم دخل الى الغرفة التي تمكث بها "ملك".. وجدها تجلس علي الفراش بسعادة تلمع بأعينها لكونها ستصبح ام كما كانت تتمنى.. 

نظرت اليه بفرحة عندما رأته يتوجه ليجلس علي المقعد المجاور للفراش : 

- انا فرحانة اوي يا "معتز" اخيرا هبقى ام !

صمت "معتز" ولم يعلِق ، فنظرت له "ملك" بتعجب : 

- انت مش فرحان ولا ايه ؟؟

نطق بملامح مبهمة : 

- وانا هفرح ازاي وده فيه خطر علي حياتك؟

تجمعت الدموع بعينيها وهتفت : 

- "معتز" ارجوك بلاش الكلام ده ، خلينا نفرح اننا هيبقي عندنا بيبي صغير بعد كام شهر

تكلم "معتز" بقلق لم يخفيه : 

- انتِ نسيتي كلام الدكتور يا "ملك"..عايزاني اقف اتفرج عليكي وانتِ بتروحي مني .!

استطردت ببكاء : 

- طب خلينا نتابع عند دكتورة وانا هاخد بالي من نفسي كويس 

نظر لها" معتز" بشفقة علي حالها ثم تنهد قائلاً بعد تفكير :

- طيب يا "ملك" هنشوف.

احتضنته "ملك" والسرور يتخذ طريقه الى وجهها : 

- ربنا يخليك ليا يا "معتز"...وان شاء الله الحمل هيعدي على خير وهفكرك وانت شايله بين ايدك 

قبل "معتز" جبينها وتفوه ببسمة : 

- ان شاء الله 

********************

اتخذت "مليكة" مكانها بجانب والدها علي الاريكة بعد ان دعاها ليتحدث معها فى موضوع هام ، هي تعلم انه يريد ان يستعلم عن رأيها بشأن هذه الخطبة ولكنها حسمت امرها بإخباره برفضها دون الاهتمام بحديث ذلك المدعو "احمد"..

نبس "رأفت" بحنان : 

- طبعا يا "مليكة" انتي عارفة انى عمري ما اجبرتك على حاجة قبل كدا 

حركت رأسها وردت : 

- اكيد يا بابا 

- طب انتي ايه رأيك فى "احمد" موافقة عليه ولا لا؟

اردفت بحزم بعد عدة دقائق : 

- بصراحة يا بابا انا مــ......

قطع حديثها رنين هاتف والدها برقم شقيقتها..

اجاب "رأفت" علي الهاتف : 

- ايوة يا "نورا" 

تحدث احداً ما : 

- حضرتك والد صاحبة الموبايل ده 

اجاب "رأفت" بنبرة قلقة : 

- ايوة انا هي فين؟!

قال ذلك الرجل : 

- للأسف في عربية خبطتها واحنا نقلناها علي المستشفى

انتفض "رأفت" بفزع قائلاً : 

- مستشفي ايه ؟!!

- مستشفي "............"

رد "رأفت" بتعجل : 

- طيب احنا جايين حالاً

تطلعت له "مليكة" بخوف وقلبها يخبرها بأن شئ سئ قد حدث لشقيقتها ، عندما اغلق الاتصال نطقت "مليكة" بذعر ودقات قلبها تتزايد : 

- في ايه يا بابا و"نورا" مالها؟ 

اتت "فاطمة" بعد ان استمعت لحديثه وسألت برعب : 

- بنتي جرالها ايه يا "رأفت"..

نظر لهم" رأفت" بتوتر وخوف مردفاً : 

- خبطتها عربية البسوا يالا عشان نروحلها بسرعة...

هرولت "مليكة" و"فاطمة" لأرتداء ملابسهم سريعاً وقلبهما يتآكل علي ما حدث لـ"نورا"..

********************

وصلت سيارة "رأفت" امام المستشفى فترجلوا منها متجهين للداخل سريعاً...

سار "رأفت" الي موظف الاستقبال ليستعلم منه عن مكان الغرفة.. 

هتف "رأفت" بتوتر : 

- كان في حالة جاية من شوية في حادثة عربية هي في انهي اوضة؟

اخبره العامل : 

- في الدور الاول في اوضة الطوارئ 

هرول "رأفت" للأعلي ولحقت به "مليكة" و"فاطمة"..

وصلوا امام الغرفة منتظرين خروج احد من الداخل ليطمئنهم..

انتبهوا لخروج الطبيب من الغرفة ، فذهب اليه "رأفت" قائلاً بخوف شديد : 

- خير يا دكتور هي عاملة ايه ؟!

نبس الطبيب متسائلاً : 

- حضرتك والدها ؟

- ‏ايوة ، هي حالتها ايه ؟!

نطق الطبيب ليطمئنهم : 

- حالتها مستقرة لحد دلوقتي بس حصلها كسر في ايدها وكدمات بسيطة هتروح قريب

تحدث "رأفت" معلقاً : 

- يعني مفهاش حاجة خطيرة ؟

- لا متقلقش الكسر هيخف مع الايام ..

زفر "رأفت" براحة : 

- الحمدلله ، طمنتنى يادكتور 

الطبيب ببسمة : 

- ربنا يطمنكوا عليها...عن اذنكوا

بعد ذهاب الطبيب دلفوا لداخل الغرفة ، فإقتربت "فاطمة" من ابنتها وقبلتها علي جبينها بدموع : 

- يا حبيبتي يا بنتي كان مستخبيلك دا كلوا فين 

هتفت "مليكة" بصوت شبه باكي : 

- اهدي يا ماما هي هتبقى كويسة ان شاء الله

فاطمة : 

- يـا رب يا "مليكة"

صدح صوت هاتف "رأفت" في الغرفة فخرج ليجيب عليه..

تكلم بصوت تغلب عليه الحزن : 

ايوة يا "عز"..

شعر"عز" بشئ غريب بنبرته فأردف بتعجب : 

- مال صوتك يا "رأفت"؟

استرسل بحزن : 

-" نورا" عملت حادثة

تفوه "عز" بصدمة : 

- ايه؟!! ، امتي وازاي؟!

اخبره "رأفت" بما حدث فشعر "عز" بالحزن لأجلها فهو يعتبرها مثل ابنته فقال بتأثر : 

- لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يشفيها ويطمنكوا عليها 

- يارب 

استطرد حديثه : 

- انا جايلكوا دلوقتي عشان اطمن عليها 

اخبره "رأفت" برفض : 

- متتعبش نفسك هي نايمة ومش هتفوق دلوقتى

اردف معارضاً : 

- لا مينفعش دي "نورا" زي "ليان" بنتي بالظبط 

- تسلم يا "عز"

انهي معه الاتصال ثم توجه الي الغرفة ليجلس مع زوجته وابنته في انتظار افاقه "نورا"...

********************

كان يقف" ادهم" فى شرفة مكتبه يفكر فى "مليكة" ويتسائل عما يجب فعله ، هل يتحدث مع والده فى ذلك الامر ويذهب لطلب يدها؟ ، ام يتحدث مع "مليكة" مباشرة ليعلم ان كانت تبادله نفس المشاعر ام لا.! ، ولكنه قرر فى النهاية ان ينتظر انتهاء امر ذلك العريس ويتمني ان يصبح كلام شقيقته صحيحاً وان تقوم "مليكة" برفضه ، ولكنه اقنع نفسه بأنه لن يتركها لغيره مهما حدث...

قطع تفكيره دلوف "معتز" لداخل المكتب بملامح واجمة..

سأله "ادهم" بإستغراب : 

- مالك يا "معتز" ؟!

جلس "معتز" علي المقعد وجلس "ادهم" امامه بإنتظاره ليتحدث...

هتف "معتز" بحزن : 

- "ملك" حامل يا "ادهم" 

ردد بتفاجئ : 

- امتي دا ؟؟

سرد له ما حدث : 

- تعبت امبارح فروحنا المستشفى وهناك عرفنا انها حامل 

تسائل بإهتمام : 

- والدكتور قالكوا في خطر عليها ؟!

- لسه معاد الدكتورة اللى هنتابع عندها النهاردة 

قالها "معتز" فنبس "ادهم" بهدوء : 

- ان شاء الله تطمنك عليها

تنهد قائلاً : 

- ان شاء الله

قطع حديثهم دلوف "عز" الذي تلفظ بتعجل : 

-"ادهم" سيب اللى وراك دلوقتي وتعالى معايا المستشفى عشان بنت عمك عملت حادثة

صُعق فهتف بفزع : 

- "مليكة"؟!!

حرك رأسهُ نافياً : 

- لا" نورا" 

علق "معتز" بأسي : 

- الف سلامة عليها

"عز" بإبتسامة : 

- الله يسلمك يا ابني 

جمع "ادهم" متعلقاته الشخصية وتوجه ناحية باب الخروج

فتوقف على حديث "معتز" : 

- روح انتَ وانا هكون مكانك النهاردة

ادهم بإمتنان : 

- شكرا يا "معتز" 

ثم خرج هو ووالده من الشركة ذاهبين للمستشفى...

********************

كانت "نورا" جالسة على الفراش بعد ان فاقت ومن حولها توجد عائلتها..

احتضنتها "فاطمة" قائلة : 

- الف سلامة عليكي يا حبيبتي 

نبست "نورا" بتعب : 

- الله يسلمك يا ماما 

هتف "عز" بحنو : 

- الف سلامة عليكي يا بنتي ، كدا برضو تقلقينا عليكي

- الله يسلمك يا عمي 

قالت "ناهد" مبتسمة : 

- ربنا يشفيكي يا حبيبتي وترجعى زي الاول واحسن

- شكرا يا طنط

بعد ان اطمئن عليها الجميع سمعوا طرق علي الباب فتفوه "رأفت" : 

- ادخل 

دلف "احمد" للداخل قائلاً : 

- ازيك يا عمي ، الف سلامة على الانسة "نورا" 

اجاب "رأفت" : 

- الله يسلمك يا ابني...

ثم اكمل بتعجب : 

- بس انتَ عرفت منين ؟!

قال ببساطة : 

- كنت جاي لحضرتك الشركة النهاردة فملقتكش فعرفت من السكرتيرة ان حضرتك في المستشفي فقولت اجى اعمل واجب الزيارة..

- تسلم يا ابني 

كان ينظر له "ادهم" بإستغراب فهو لم يعرف هويته بعد..  فانتبه على صوت والده : 

- مش تعرفنا على الاستاذ يا "رأفت" !

هتف بتوضيح : 

- دا "احمد الرواي" اللى جه يتقدم لـ"مليكة"...............................!!

********__________********__________********


#غَرام_الصِبَا

#الفصل_الخـــامس


صُدم "ادهم" عندما علم هويته فانكمشت ملامحه بتجهم وبالكاد تمالك نفسه حتي لا ينقض عليه..

تمتم "عز" بترحاب : 

- ازيك يا ابني؟

تحدث ببسمة زائفة : 

- الحمدلله...همشي انا بقى عشان معطلكوش وهنكمل كلامنا لما الانسة "نورا" تقوم بالسلامة. 

غادر ، فدلف الطبيب للغرفة ونظر لـ"رأفت" الذي نبس بتساؤل : 

- هى هتخرج امتي ؟

- بكرة ان شاء الله بس اهم حاجة متعملش مجهود كتير عشان ميحصلش مضاعفات 

- تمام 

بعد خروج الطبيب تحدث "رأفت" قائلاً لـ"عز" وعائلته : 

- ارجعوا انتوا البيت يلا مش عازين نتعبكوا اكتر من كدا 

- مفيش تعب ولا حاجة 

نطقت "ناهد" بعتاب : 

- ميصحش نمشي نسبكوا فى الظروف دي 

خرج صوت "نورا" مخترقاً الحديث : 

- انا كويسة والله يا طنط ، روحوا انتم عشان ترتاحوا 

بعد قليل اخذ "عز" عائلته عائدين لمنزلهم بعد ان استطاع "رأفت" اقناعهم.

********************

في صباح يوم جديد ، عادت "نورا" لمنزلها بعد ان سمح لها الطبيب بالخروج ، فجلست في غرفتها مع "مليكة"..

اردفت "مليكة" وهي تضبط الوسادة خلف ظهرها : 

- مرتاحة كدا؟

هتفت "نورا" مبتسمة : 

- اه يا "لوكة" ربنا يخليكي ليا

احتضنتها "مليكة" بحب قائلة : 

- حبيبتي يا نونو

دلفت "فاطمة" الي الغرفة بعد ان احضرت الطعام لأبنتها :

- يالا يا حبيبتي عشان تاكلى

اخبرتهم "نورا" بمرح : 

- تسلم ايدك يا ماما ، انا هتغر كدة! دى ولا خدمة خمس نجوم.!!

قهقهت "مليكة" و"فاطمة" على حديثها الاخير فقالت "مليكة" بإبتسامة واسعة :

- عشان تعرفى احنا بنحبك اد اية 

استرسلت حديثها وهى تهم بالمغادرة : 

- هروح انا اوضتي ولو احتاجتى حاجة نادينى 

دلفت "مليكة" لغرفتها وجلست علي الفراش بتعب بعد ما عاشته من قلق وخوف على شقيقتها الوحيدة.. سمعت رنين هاتفها فنظرت اليه فوجدته رقماً لا تعرفه فأجابت عليه بإستغراب : 

- الو 

تفوه "احمد" بخبث : 

- ازيك يا ملوكة ؟

سألت فى تحفز : 

- مين معايا ؟!!

"احمد" بحزن زائف : 

- لحقتى تنسي صوتي بالسرعة دى !

خرج صوتها الغاضِب : 

- هتقول مين ولا اقفل؟!

قال "احمد" بسخرية : 

انا "احمد" ، افتكرتيني ؟!

هبت واقفة واردفت بحنق : 

- انتَ جبت رقمى منين !!

هتف بمكر : 

- مش صعب عليا انى اوصل لحاجة زي دي 

تكلمت "مليكة" بعصبية : 

- طيب بتتصل عليا ليه؟...ولو كنت بتتصل عشان تهددني تاني فأنا مش بتهدد

استمعت لكلماته التى نبس بها بثقة : 

- انا مش محتاج اهدد عشان نفذت اول خطوة خلاص 

سألت "مليكة" بتعجب : 

- قصدك ايه ؟!

تحدث بخبث وتشفى : 

- قصدي ان زى ما اختك عملت حادثة وكانت هتموت ممكن تلاقي حاجة حصلت لعيلتك كمان شوية..! 

"مليكة" بتوجس : 

- هو انت اللى عملت فيها كدا ؟!!

تجاهل كلماتها وقال بتحذير : 

- انا حذرتك !، وردك هو اللى هيحدد مصيرهم.. 

ثم اغلق الخط بوجهها تاركاً اياها محدقة بصدمة فى الفراغ.....!

********************

بعد مرور اسبوع ، طرق "رأفت" باب غرفة "مليكة" ثم دلف للداخل.. وجدها جالسة علي الفراش شاردة الذهن وكأنها لم تشعر بوجوده....

نادى عليها قائلاً : 

- "مليكة"

هتفت "مليكة" بانتباه : 

- بابا !!.. حضرتك هنا من امتى؟ 

ابتسم بخفوت ورد : 

- واضح انك في دنيا تانية خالص

جلس امامها علي الفراش وتفوه بحنان : 

- قوليلى سرحانة في ايه ، انتِ بقالك فترة مش على طبيعتك ! 

شعرت بإرتباك يستحوذ عليها : 

- مفيش يا بابا انا سرحت شوية مش اكتر 

"رأفت" بعدم تصديق : 

- ماشي هحاول اصدق..، المهم كنت جاي اقولك ان اهل العريس كلمونى ومستنيين ردك 

فركت "مليكة" اصابعها بتوتر ثم تحدثت قائلة :

- انا موافقة يا بابا 

حروف قليلة ولكنها شعرت بالصعوبة فى النطق بها ، اكثر ما يزعجها انها رضخت لأوامره فى النهاية..فهى لا تريد ان تكون انانية فى اختياراتها وتتأذي اسرتها بسببها!

اقتحمت "نورا" الغرفة على غفلة قائلة بصوت شبة عال :

- اخيرررا .!!

اردفت "مليكة" بخضة : 

- خضتيني يا "نورا"..فى حد يدخل كدا !!

هتف والدها بشك : 

- انتِ كنتِ بتتجسسى علينا بقى..

"نورا" بغضب مصطنع : 

- لا طبعا اتجسس ايه انا كنت معدية من جمب الاوضة وسمعتكم بالغلط

ضحك "رأفت" معلقاً : 

- واضح انك سمعتي بالغلط 

نبست بحماس : 

- المهم..قول لي يا بابا الفرح هيبقى امتي؟

اتسعت اعين "مليكة" بصدمة : 

- انتِ هبلة يا بنتى !

قال "رأفت" بملامح متعجبة : 

- فرح ايه؟...احنا لسه عملنا الخطوبة ؟

اخبرتهم بمرح : 

- مش "مليكة" موافقة والعريس موافق يبقى ليه الخطوبة والموال الطويل ده ، ما نعمل الفرح على طول

نهض "رأفت" قائلاً بنفاذ صبر : 

- انا طالع ، هي مش ناقصه جنان 

خرج من الغرفة فقفزت "نورا" بجانب "مليكة" علي الفراش : 

- اخيرا يا "ملوكة" هفرح فيكِ قصدي هفرح بيكِ

رددت بملل : 

- "نورا" انا مش فيقالك...وبعدين انتِ مش وراكِ مذاكرة؟ ، ما تروحى تذاكري يا بنتي دا انتِ تالتة ثانوى 

- يعني انا قاعدة بدردش معاكى تقومي تجيبي سيرة المذاكرة !...انا غلطانة انى بكلمك اصلا

نبست "مليكة" وهي تمسكها من وجنتها : 

- انا عايزة مصلحتك يا "نورى"

تنهدت بعمق وقالت : 

- ماشى يا ستى ادينى رايحة اذاكر..ياريت بس اجيب مجموع حلو على كل المذاكرة دي 

غادرت الغرفة ، فابتسمت "مليكة" على شقيقتها المشاكسة ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها فور ان تذكرت موافقتها على المدعُو "احمد"...

هتفت بحزن : 

- كان لازم اعمل كدا 

********************

بعد مرور عدة اسابيع اتفق "رأفت" مع عائلة "احمد" علي موعد الخطبة وهو يوم الاربعاء القادم....

********************

كانت تجلس "ناهد" علي الاريكة تتحدث في الهاتف ويبدو عليها السعادة... 

"ناهد" بسرور : 

- الف مبروك يا حبيبتي..والله فرحتلها اوي 

اتاها صوت "فاطمة" عبر الهاتِف : 

- الله يبارك فيكي وعقبال ما تفرحى بـ"ليان" و"ادهم"

- يارب يا حبيبتي 

ثم اغلقت معها الهاتف بعدما تحدثوا في مواضيع مختلفة. 

خرجت "ليان" من غرفتها وهى تتناول قطعة من التفاح الذي بيدها ، فوجدت والدتها تتحدث في الهاتف ويبدو عليها السعادة ، فسألتها بعد ان انتهت من الحديث : 

- كنت بتكلمي مين يا ماما 

اخبرتها "ناهد" بفرحة : 

- دي "فاطمة" كانت بتقولي علي معاد خطوبة "مليكة" يوم الاربع الجاي 

جحظت عينيها بصدمة : 

- هى وافقت ؟!!

اجابت بتأكيد : 

- اه..وهي متوافقش ليه العريس محترم وقادر يفتح بيت 

اخفت "ليان" صدمتها بصعوبة قائلة : 

- طيب

ثم التفت عائدة الى غرفتها تفكر فى رد فعل "ادهم" !!.. 

********************

ولجت "فاطمة" لغرفة ابنتها فوجدتها نائمة الي ذلك الوقت 

فأيقظتها قائلة : 

-"مليكة" اصحي كل دا نوم؟!...انا مش قولتلك هننزل نجيب الفستان النهاردة 

ردت بنعاس : 

- طيب قايمة 

نظرت لها "فاطمة" باستغراب من حالتها : 

- وبعدين دا منظر عروسة خطوبتها بعد كام يوم !

تسائلت وهي تخرج ملابسها من الخزانة : 

- ماله منظري؟

- مش باين عليكي انك فرحانة ، دا كإن حد اجبرك على الخطوبة

هتفت بابتسامة مصطنعة : 

- مفيش حد جابرني يا ماما.. شكلى كدا بس عشان لسة قايمة من النوم 

"فاطمة" بحب اموى : 

- طيب يا حبيبتي البسي انتِ وهروح انا اشوف اختك 

بعد خروج فاطمة جلست "مليكة" علي فراشها  كارهة فكرة استسلامها للأمر ، ولكنها بقيت تفكر فى حل ما يخرجها من هذه الورطة... 

********************

فى شركة الكيلاني.. دلف "ادهم" لمكتب ابيه فوجد عمه جالساً معه ، فتنحنح قائلاً : 

- ازيك يا عمي؟

- الحمد لله يا بنى 

تحدث "عز" بجدية : 

- تعالى يا "ادهم"  

جلس "ادهم" على المقعد مقابل "رأفت" ، فنبس "عز" موجهاً حديثه لـ"أدهم"  : 

- مش تبارك لعمك يا "ادهم"..خطوبة "مليكة" يوم الاربع الجاي ........................................!!

********__________********__________********



#غَرام_الصِبَا

#الفصل_السادس


صُعق من حديث والده فهو لم يتوقع هذا مطلقاً ، وبصعوبة حاول كبح غضبه وان يكون علي طبيعته...

انتبه علي صوت والده الذي يحدثه بتعجب : 

- مالك يا "ادهم" ؟!

اردف وهو يحاول اخفاء صدمته : 

- مفيش يا بابا ، مبروك يا عمى 

ابتسم "رأفت" بهدوء : 

- الله يبارك فيك يا "ادهم" وعقبال ما نفرح بيك 

بادلة "ادهم" ابتسامة زائفة ، ثم وقف قائلاً : 

- عن اذنكوا ورايا حاجه مهمة

تمتم "رأفت" قائلاً : 

- ربنا يعينك يا ابني

خرج "ادهم" من غرفة المكتب بغضب فعزم علي فعل ما يدور بعقله دون ان يلتفت للعواقب....!!!

********************

امام احدى المدارس.. خرجت "نورا" من مدرستها فى طريقها الى المنزل ، فوجدت احداً يلحق بها وهو يهتف بإسمها : 

- "نــــورا"..

نظرت نحوه بغضب ثم اسرعت في خطواتها الى المنزل ولكن اعترض "مالك" طريقها وهتف بتلهف :

- استنى بس 

هتفت بحنق : 

- انتَ عايز ايه؟..وبتيجي ورايا ليه اصلاً ؟!!

نطق "مالِك" بهدوء : 

- ممكن تهدي وتسمعينى ، انا مش جاي اضايقك 

لوت شفتيها بإستنكار : 

- امال جاى ليه؟.. 

- انا سمعت اللى حصلك والحادثة اللى اتعرضتلها ف جاى اطمن عليكِ

- وانا كويسه..شكرا 

وكادت ان تذهب ولكن اوقفها "مالك" متسائلاً : 

- هو انتِ ليه بتعاملينى كده...هو ده جزات انى بحبك !!

استطردت بنبرة مختنقة : 

- لا ، انا قولتلك كذا مرة ان اللى بنعمله دا غلط وانتَ مش مهتم...

خرج صوته بحزن : 

- مين قال انى مش مهتم..انا قولتلك كذا مرة اجى اتقدم عشان تبطلى خوفك دا ، وانا مش فاضلي غير سنة واتخرج

عارضته قائلة برفض قاطع : 

- مينفعش انا لسه بدرس في ثانوي..بابا مش هيوافق اكيد...فانساني بقى لحد مخلص دراستى ومتجيش ورايا تانى 

هتف "مالك" بحُب يلمع بعيناه : 

- اللى انتِ عايزاه ، وهستنى الكام سنة دول عشانك 

تملك منها التوتر فهتفت منهية الحديث : 

- عن اذنك عشان اتأخرت 

تابعها "مالك" بهيام الى ان اختفت من امامه... 

********************

كان "ادهم" جالساً علي مكتبه يتحدث فى الهاتف : 

- لا تعالى دلوقتى عشان الموضوع مهم ومينفعش يتأجل صمت يستمع للطرف الاخر ثم قال : 

- ماشي هستناك، سلام

بعد انتهاء المكالمة جلس يتوعد لهذا الشخص الذي يدعى "احمد".. 

بعد مرور بعض الوقت طُرق باب المكتب ثم دلف "معتز" وهو يلتقط انفاسه ويبدو عليه التعب : 

- اديني جيت اهو ايه الموضوع المهم اوي ده؟

اخبره بجدية بادية على وجهه : 

- عايزك تجبلي كل المعلومات عن واحد اسمه "احمد الراوي" اللي شغال في شركة الراوى ، عارفها؟ 

علق بتذكر : 

- ايوة سمعت عنهم قبل كده بس متعاملناش معاهم ، وعلى ما اظن ان صاحبها اسمه "على الراوى"

- مظبوط...المهم انا عايزك تنفذ اللى طلبته منك فى اسرع وقت..

سأل باستغراب : 

- طيب ، بس ليه كل ده ؟!

اراح ظهره للخلف هاتفاً : 

- مش مهم تعرف ليه دلوقتي ، اعمل بس اللى قولتلك عليه 

اومأ بإستسلام : 

- تمام...المعلومات هتكون عندك بكره الصبح 

"ادهم" باسترخاء : 

- حلو 

********************

بمنزل "معتز السيوفى"... 

كانت تجلس"ملك" على الفراش تبكى على حالها كلما تذكرت كلام الطبيبة فى اخر مره عندما ذهبت اليها بدون "معتز".. 

" قبل عدة ايام "..

انهت الطبيبة فحصها وجلست على مكتبها بملامح لا تبشر بالخير ثم لحقت بها "ملك" بعدما عدلت ملابسها وجلست امامها علي المكتب.. 

نبست الطبيبة بأسي : 

- للأسف فى احتمال كبير ان الحمل ميكملش 

تسلل الخوف لقلبها وسألتها : 

- ليه ميكملش ؟!!... انا منتظمة فى العلاج وبعمل كل اللى بتقوليلي عليه ؟!

- الرحم عندك فيه مشاكل ونتيجة ده ان الحمل ميكملش او لو استمر ده هيأثر علي حياتك 

التزمت "ملك" الصمت قليلاً ثن نهضت قائلة بنبرة مهزوزة :

- عن اذنك

ثم خرجت من المكان بأكمله وهي تنتحب بشدة وقررت عدم اخبار "معتز" بهذا.. 

عادت من شرودها ثم توقفت عن البكاء عندما سمعت رنين هاتفها برقم "معتز" فأجابت عليه وهي تحاول ان تبدو نبرتها طبيعية : 

- ايوة يا "معتز"

سألها بتعجب : 

- مال صوتك؟

اردفت بتوتر : 

- مفيش انا لسه صاحية من النوم

- طيب انا كنت عايز اقولك انى مش هعرف اجى النهاردة معاكى عند الدكتورة ، روحى مع مامتك او اجلي المعاد لبكرة

هتفت برفض : 

- لا مش شرط اروحلها النهاردة هبقي اروح المعاد الجاي 

- اللى تحبيه

ثم اغلقت معه الهاتف بعد بضعة دقائق وعادت لحزنها مجدداً.. 

********************

مر اليوم بسلام وفى الصباح دلف "معتز" لمكتب "ادهم" وقال : 

- كل المعلومات عنه في الورقة دي

تناول "ادهم" منه الورقة ، وجلس يقرأ المكتوب بها بملل يكتسح وجهه لعدم حصوله علي الاشياء المطلوبة..

ثم انتبه على المكتوب فى آخر الورقة وانفرجت اساريرة ونبس بإبتهاج : 

- حلو اووي 

تكلم "معتز" بحيرة : 

- هو ايه اللى حلو ؟!

لم يجب عليه وتحدث بخبث وهو ينظر للفراغ : 

- كدا نهايته قربت..

رمقه "معتز" بدهشة : 

- انتَ بتكلم نفسك يا "ادهم" ، ومالك فرحت اوى كدا ؟!!.. هي دي اخبار تفرح !

تفوه بنبرة باردة : 

- اه تفرحني انا..ويلا على شغلك 

صاح بغضب مصطنع : 

- بقى ده جزائى فى الاخر؟!!

اشار له "ادهم" بعينيه ناحية الباب دون ان يتكلم ، فخرج "معتز" وهو يتمتم بكلام غير مفهوم....

********************

امام الجامعة.. 

كان يقف مستنداً على سيارته امام الجامعة التى تدرس بها "مليكة" وشقيقته "ليان" ينتظر خروجهم...

وعندما لمحهم خارجين اندفع اليهم علي الفور..

تفاجأت "ليان" بوجوده فهتفت : 

- ايه دا انتَ بتعمل ايه هنا ؟!!!

اخبرها بنبرة عادية : 

- جاى اوصلكوا..بس الاول عايز اتكلم مع "مليكة" فى حاجة مهمة

ضيقت عينيها بمكر : 

- واضح انك جاي توصلنا

اكمل حديثه دون ان يبالى بها :

- تعالوا يلا

ثم التف عائداً الى سيارته ولحقت به "مليكة" و"ليان"..

قاد "ادهم" السيارة بعد ان صعدوا ، فتحدثت "مليكة" بهدوء موجه حديثها لـ"ادهم" : 

- ممكن تقولى احنا رايحين فين عشان انا مقولتش لماما انى رايحة فى حتة بعد الجامعة؟؟

اجابها "ادهم" وهو ينظر لها فى المرآة الامامية للسيارة :

- متقلقيش مش هأخرك هما عشر دقايق بس.

بعد قليل صف سيارته امام مطعم ما وامرهم بالنزول ثم توجهوا للداخل وجلسوا علي احد الطاولات..

وقبل ان يبدأ بحديثه سمعوا صوت فتاة تشير إلى "ليان"من بعيد ، ثم اتت اليها وضمتها بسعادة : 

-"ليان"!.. وحشتيني

تسائلت "ليان" بذهول : 

- انتِ رجعتى امتى من السفر ؟!!

- هبقى احكيلك بعدين..مش هتعرفينا؟

قالت هذا وهي تشير الى "مليكة" و"ادهم".. فأوضحت لها "ليان" قائلة : 

- ده "ادهم" اخويا ودى "مليكة" بنت عمي 

"مي" بترحاب :

- هاى 

"مليكة" ببسمة هادئة : 

- اهلا 

تابعت "ليان" وقالت : 

- "ادهم" انا هروح مع "مى" ولما تيجوا تروحوا رن عليا وهجلكوا 

- ماشي 

بعد انصراف "ليان" وصديقتها نظر "ادهم" الى "مليكة" فوجدها جالسة بارتباك لجلوسها معه بمفردها فبدأ حديثه بهدوء : 

- انا جبتك هنا عشان فى حاجة مهمة عايزك تعرفيها..

نطقت بحيرة : 

- اعرف ايه ؟!!

سألها "ادهم" مباشرةً : 

- انتِ واقفتى على "احمد" ليه ؟!

ذُهلت "مليكة" من سؤاله : 

- وده يهمك فى ايه؟؟

نبس بغموض : 

- يهمنى فى حاجات كتير بس الاول.. انتم سألتوا على "احمد" وعرفتوه كويس؟

هزت رأسها مؤكدة : 

- اه اكيد بابا عمل كدا 

تحرك فكيه ناطقاً : 

- بس معرفتوش كل حاجة 

قالت بتعجب من غموضه : 

- انتَ عايز تقول ايه ؟!!

القى قنبلته بوجهها : 

- انتِ كنتِ تعرفى ان "احمد" ده تاجر مخدرات.....................................................!!

********__________********__________********


تكملة الروايه من هنا هنا  


 

تعليقات

التنقل السريع