#غَرام_الصِبَا
#الفصل_السابع
احياناً تأتينا المفاجآت من حيث لا ندرى وهذا ما حدث مع "مليكة" فقد توسعت عيناها بصدمة كبيرة بسبب ما سمعته تواً :
- ايـــه !!!
ثم تمالكت نفسها وتحدث قائلة :
- وانتَ عرفت ازاي؟
اجابها بتفاخر :
- مفيش حاجه بتستخبى عليا لو عايز اعرفها..المهم انتِ هتعملى ايه هتقولى لعمى "رأفت"؟
صمتت وهي تنظر الى الاسفل ولا تعلم ماذا تفعل..اتنهى الخطبة باخبار والدها بهذا الامر الذي سمعته للتو ؟! ام تجعل تلك الزيجة تستمر خوفاً على عائلتها من تهديده ..!!
راقبها "ادهم" بنظرات طويلة مدققة واردف بتعجُب :
- على فكرة الموضوع مش مستاهل كل التفكير ده
تطلعت اليه "مليكة" ولم تنطق بكلمه وهى تحاول السيطرة على تعابير وجهها البائسة ، فاكمل حديثه :
- يعنى معتقدش انك هتوافقي علي تاجر مخدرات او عمي "رأفت" هيوافق كمان...وبعدين على حد علمى انك بتكرهى "احمد" ده ف ليه وافقتى عليه ؟!
تطلعت له بصمتٍ وقررت اخباره بالامر لعله يساعدها لان جميع الافكار مُحيت من عقلها.. فتمتمت بارتباك :
- اصل هو هددنى
انكمشت ملامِحُه بإستغراب :
- هددك ازاي يعني ؟!
خرج صوتها بتوضيح :
- قال لى لو موافقتش عليه هيأذي حد من اهلي ومن كلامه فهمت ان هو السبب فى الحادثة اللى حصلت لـ"نورا"..
صمت "ادهم" يفكر فى حل ما الى ان توصل لفكرة ..! فهتف مخترقاً الصمت الذي عم المكان :
- بصي بعد اللى هقولهولك واللى هنعمله مش هيقدر يقرب لحد من اهلك..
تسائلت "مليكة" بلهفة اكتسحت معالم وجهها :
- هنعمل ايه ؟!!
اخبرها "ادهم" بمكر اثار تعجبها :
- هو مش عمى حدد الخطوبة يوم الاربع؟، انتِ هتتعاملى عادي والخطوبة برضو هتتعمل فى وقتها وسيبي الباقى عليا...
نبست بحيرة :
- هتعمل ايه ؟!
قال بخبث :
- كُل خير...
ثم نهض قائلاً بجدية :
- تعالى اوصلك عشان متتأخريش
ذهبت "مليكة" معه وصعدوا للسيارة بعد ان هاتف "ادهم" "ليان" واتت اليهم...
********************
بغرفة "نورا"، كانت تجلس على المقعد في شرفة حجرتها تتذكر كيف التقت بـ" مالك" اول مرة....
بعد أن انتهى كورس اللغة الانجليزية توجهت عائدة الى منزلها ولسوء حظها لم تجد سيارة اجرة توصلها الى البيت ، فإضطرت أن تذهب سيراً على الاقدام..
اثناء سيرها لاحظت أن هناك سيارة تتبعها فانقبض قلبها بخوف واسرعت فى خطواتها ، ثم فجأة اعترضت السيارة طريقها واجبرتها علي الوقوف فخرج شاب من السيارة واقترب منها قائلا ببسمة خبيثة :
- ماشية لوحدك ليه يا حلوة؟..
كادت ان تركض فى الاتجاه الاخر ولكنه لحق بها وجذبها الى سيارته بالقوة فصرخت برعب :
- سيبني يا حيوان
نبس الشاب بمكر :
- ليه الغلط بس!. دا انا هوصلك فى طريقي
ثم دفشها بقوة فى المقعد الخلفى للسيارة..
علي الطرف الآخر، كان يقود "مالك" سيارته فلمح شاب يدفع فتاة الي سيارته بالقوة وهي يبدو عليها البكاء..
فهبط من سيارته متوجهاً اليهم..
جذبه "مالك" للخلف ليهوى علي وجهه بلكمات عديدة..تأوه الشاب بألم فتحدث موجهاً حديثه لـ"مالك" :
- في ايه يا اخ هو حد داسلك علي طرف!!...دي قريبتي وانا حر معاها..
هتفت "نورا" ببكاء بعد انكمشت علي الارض بخوف :
- دا كداب انا معرفوش..
بعد ان لقنه درساً قاسياً تركه يإن على الارض بألم وتوجه الي تلك التي تنتحب بشدة..
تكلم بنبرة هادئة :
- تعالى اوصلك عشان مينفعش تروحي لوحدك
لحقت به "نورا" وصعدت للسيارة وهي مازالت تبكي وترتجف بذعر..
احضر لها "مالك" زجاجة عصير من احد محلات البقالة فقدمها اليها قائلاً :
- اشربى دي عشان تهدى
هزت رأسها ببكاء :
- مش عايزة حاجة ، انا عايزة اروح
- طيب قوليلي العنوان..
اعطته نورا العنوان وبعد قليل وصلوا عند بيتها فأردف "مالك" :
- وصلنا..بس امسحى دموعك عشان اهلك ميقلقوش عليكى..
هتفت "نورا" بإمتنان وهي تهبط من السيارة :
- شكرا
ظل "مالك" بمكانه الى ان تأكد من صعودها لمنزلها ثم انصرف بعدها..
بعد ان ابتعد عن المنزل بمسافة لاحظ انها نسيت حقيبتها في السيارة بعد ان وقعت اسفل مقعدها..
زم "مالك" شفتيه بضيق ثم قرر ان ينتظرها غداً اسفل منزلها ليعطيها حقيبتها ان خرجت..
وبالفعل انتظرها اسفل بنايتها فى اليوم التالى ولكنها لم تخرج ثم جاء اليها فى اليوم الذي يليه وبالفعل وجدها قد خرجت للذهاب الى مدرستها..فلحق بها قائلاً :
- يا انسة
التفتت "نورا" للخلف فتفاجأت عندما وجدته نفس الشخص الذي قام بمساعدتها..
خرج صوته وهو يناولها حقيبة يدها :
- اتفضلي، انتِ نسيتى شنطتك اخر مرة
التقطت "نورا" منه الحقيبة وهى تزفُر براحة فقد فزعت عندما لم تجدها حين وصلت لمنزِلها فقالت لـ"مالك" برقة :
- شكرا
رد بابتسامة هادئة :
- العفو، ومتتأخريش وانتِ مروحة عشان ميحصلش زى المرة اللى فاتت
اومأت بحرج :
- حاضر..عن اذنك
ثم انصرفت من امامة ذاهبة لمدرستها..وبقى هو مكانه ينظر لها بفضول فهو قد انجذب اليها من اول مرة، ولكنه نفض تلك الافكار من عقله وانصرف..
وبعد مدة التقيا مجدداً ببعضهما صُدفة ومن وقتها نشأت مشاعِر حُب بداخل كلا منهما ..
عادت "نورا" بذكراها وابتسمت بحب فهى قد احبته واعجبت بأخلاقه ولكنها قررت عدم التحدث معه مجدداً حتي لا تخون ثقة عائلتها...
********************
توالت الايام سريعاً وجاء يوم الخميس.
فى منزل "عز الدين الكيلانى"..
كان" ادهم" فى غرفته يستعد للذهاب الي الحفل مُرتدياً بذلة سوداء وصفف شعره البنى للخلف ثم توجه الى الشرفة ليتحدث مع أحداً ما علي الهاتف..
فى غرفة "ليان"..
كانت قد ارتدت ثوب ازرق اللون مزين بفصوص لامعة تعطيه منظراً جذاب وحجاب من نفس اللون ووضعت القليل فقط من مساحيق التجميل..
بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها جلست علي مقعد التسريحة تفكر فى "ادهم" والتغير الذي طرأ عليه فهو فى البداية كان غاضباً من فكرة ارتباط "مليكة" بشخص آخر اما الان فهو يبدو عليه السرور وليس مستاءً مطلقاً..!
وفي النهاية قررت ان تذهب اليه لتعلم سبب تغيره السريع....!!!
دلفت الى الغرفة فوجدته في الشرفة يتحدث فى الهاتف، فجلست تنتظره..
دلف "ادهم" الى الغرفة فوجد شقيقته بها فهتف باستغراب :
- خير !!
خرج صوتها متسائلاً :
- هو انتَ هتحضر الخطوبة بجد؟؟
اردف بمكر :
- اه هحضر ، محضرش ليه؟
"ليان" بإستنكار :
- انتَ فى الاول كنت زعلان ومتضايق ودلوقتي بتتعامل عادى وكمان هتحضر الخطوبة....!!!
ردد ببسمة خبيثة :
- مش دى بنت عمى برضو ولازم افرحلها ؟!
- يعنى كل الحب اللى حبيتهولها راح فى ثوانى كده !
زفر بملل :
اه يا ستى راح
لم تطل الحديث وقالت بإستسلام :
- براحتك، بس انتَ الخسران...المهم يلا عشان منتأخرش..زمان ماما وبابا جهزوا
غادروا الغرفة فوجدوا والديهما يستعدون للخروج...
"عز" باستفسار :
- خلصتوا خلاص؟
اجابته "ليان" مؤكدة :
- اه يا بابا
- تمام يلا بينا
خرجوا من البناية واستقلوا السيارة الى القاعة...
********************
فى احدى قاعات الاحتفال..
كانت تجلس "مليكة" بجانب "احمد" فى المكان المخصص لجلوس العروس وهي ترتدي فستان احمر اللون به فصوص فضية لامعة تعطيه رونق جذاب، اما "احمد" فكان يرتدى بذلة زرقاء اللون...
كانت القاعة مليئة بالمدعوين الذين حضروا ليقومون بتهنئتهما..
كانت "مليكة" تحاول الا يظهر عليها الضيق وان تتظاهر بالسعادة كأى عروس، ثم انتبهت على صوت عمها وزوجته وهم يهنئونها..
"عز" بحنان :
- الف مبروك يا بنتى
"مليكة" بابتسامة اجادت صنعها :
- الله يبارك فيك يا عمى
قالت "ناهد" ببهجة :
- الف مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيكى يا طنط
ثم تقدم اليها احد الاقارب يهنئونها هى و"احمد"..
وفجأة اقتحمت الشرطة المكان متوجهة ناحية المكان الذي يجلس به "احمد" و"مليكة" ففزع المدعوين وبقوا يتابعون ما يحدث باستغراب شديد....!
تفوه الضابط وهو يوجه حديثه لـ"أحمد" :
- انتَ "احمد الرواي"؟!
اجاب بتوتر كبير :
- ايوه انا..خِير
جذبه الضابط وهو يقول :
- انتَ مقبوض عليك بتهمة التجارة في المخدرات...................................!!!!
********__________********__________********
#غَرام_الصِبَا
#الفصل_الثامن
هربت الدماء من عروقه ونبس برعب لأكتشاف امره :
- ايه يا باشا الكلام ده !
اتى والده بعدما رأى ما يحدث وسأل بتوتر :
- فى ايه يا باشا واخدينه على فين ؟!
دفع الضابط "احمد" امامه وهو يقول :
- متهم فى تجارة المخدرات
تمكنت الرهبة من "على" لإكتشاف ما اخفوه طوال تلك السنوات :
- مخدرات ايه يا حضرة الظابط احنا طول عمرنا ماشيين فى السليم
لم يهتم الضابط بحديثه وواصل جذب "احمد" الى السيارة
فلحق به والده وامسك هاتفه ليحادث المحامى...
على الجانب الاخر، وقف "ادهم" يراقب ما يحدث امام عينيه بفخر لنجاح خطته، فوجه نظره الى "مليكة" التى تشاهد ما يحدث بذهول..فهى لم تتوقع ان يفعل "ادهم" هذا ، ولكنها لا تنكر سعادتها بالقبض علي عليه وعدم تعرضه لها مجدداً..
انصرف المدعوين وهم يهمسون لبعضهم البعض علي ما حدث لـ"احمد" وما عرفوه عنه ، فبقيوا يتحدثون عنه بإستحقار وعن سوء اخلاقه..ويشفقون علي "مليكة" مما كان سيحدث لها على يديه.....
اما عند "رأفت" فوقف مدهوشاً مما حدث فهو لم يتوقع ان يكون "احمد" من تجار المخدرات، انقبض قلبه عندما تخيل ما كان سيحدث لأبنته ان تزوجته...فحمد الله علي اكتشاف امره قبل ان يندم على قراره .....!
ثم وجد "عز" يقترب منه واضعاً يده على كتفه وقال :
-الحمد لله اننا عرفنا بده قبل ما نندم فى الاخر
اومأ بتأكيد :
- الحمد لله..
ثم وجد زوجته تقترب منه وبصحبتها "ناهد" وهتفت بصدمة :
- كنا هنجوز بنتنا لتاجر مخدرات والله اعلم بيعمل ايه تاني
ربتت "ناهد" عليها واخبرتها :
- احمدى ربنا انه اتكشف قبل ما ده يحصل
اردف "رأفت" بثبات :
- خلاص يا "فاطمة" هو اتقبض عليه وخلصنا منه ، روحى شوفي "مليكة" وهتيها عشان نروح..
ذهبت "فاطمة" الي حيث تجلس ابنتها واحتضنتها قائلة بخوف :
- ملحقناش نفرح بيكي يا حبيبتى.. بس الحمد لله انه اتكشف
نبست "مليكة" بهدوء :
- متزعليش نفسك يا ماما ، هو خلاص هياخد جزاءه
ثم ذهبوا ناحية "رأفت" والجميع ، فأقترب منها عمها وهو يربت علي كتفها قائلاً بحنان :
- ربنا يعوضك بالاحسن منه
اكتفت "مليكة" بإبتسامة صغيرة ثم خرجوا من القاعة للعودة للمنزل.....
********************
في صباح يوم جديد..
كانت تجلس "مليكة" فى غرفتها براحة تستحوذ عليها لتخلصها من "احمد"...انتبهت على دلوف شقيقتها لداخل الغرفة..
احتضنتها "نورا" قائلة بحزن لما حدث بالامس :
- متزعليش يا "مليكة" ان شاء الله ربنا هيعوضك..انتِ تستاهلى حد احسن منه
ابتسمت لها مردفة :
- مش زعلانة والله ، انا بحمد ربنا اننا عرفنا حقيقته
تمتمت بمرح :
- اهو غار فى داهية وارتحنا منه
شاركتها "مليكة" البسمة ثم تطلعت الى شقيقتها عندما تفوهت قائلة :
- ايه رأيك نكلم "ليان" النهاردة ونخرج سوا ؟! احنا بقالنا فترة مخرجناش مع بعض...!
- مفيش مشكلة
اتصلت "نورا" بـ"ليان" ولكنها وجدت الهاتف مُغلق فقررت ان تعاود الاتِصال بها بعد قَليل....
********************
كانوا مجتمعون حول المائدة لتناول الفطور، وبعد ان انتهى "عز" من طعامه نهض موجهاً حديثه لـ"أدهم":
- لما تخلص ابقى حصلنى على الشركة
اخبره "ادهم" موضحاً :
- مش هعرف اروح الشركة بدرى النهاردة.. ورايا مشوار مهم هخلصه الاول
هز رأسه قائلاً :
- ماشي..بس متنساش الاجتماع النهاردة
- فاكره متقلقش
بعد مغادرة "عز" دلفت "ناهد" المطبخ لتقوم بغسل الصحون المتسخة كالمعتاد...
تحدثت "ليان" بحزن :
- مكنتش متوقعه ان كل دا هيحصل لـ"مليكة"
خرج صوت "ادهم" بعدم اهتمام :
- "احمد" دا ميتزعلش عليه
اجابت بتفهم :
- عارفة..بس اكيد ربنا هيعوضها بالاحسن
تمتم "ادهم" بشرود :
- والحد دا هيكون انا..
"ليان" بتعجب :
- انتَ ؟!!
هتف بنبرة باردة :
- اه انا مالك مستغربة ليه !!
رفعت حاجبيها بحيرة :
- هو مش انت يا بنى ادم امبارح قولتلى انك مبقتش مهتم ولا بقيت تحبها ؟!!
اتاها رده بفخر :
- دا كان من ضمن الخطة
تحدثت باستغراب :
- خطة ايه ؟!
اردف بغرور :
- ما هو انا السبب ان "احمد" يتقبض عليه..
حلت الدهشة عليها فسألته :
- انتَ اللى بلغت عنه ؟!!!.... يعنى كُنت عارف حقيقته ؟!
خرج صوته بوجوم :
- اه عارف..مهو لسه متخلقش اللى ياخد "مليكة" منى !
نبست "ليان" بخبث وهي تغمز له :
- اما انتَ طلعت خبيث !!..
تفوه بغرور وتفاخر :
- طبعا يا بنتى، انا محدش يتوقعني
ثم استرسل حديثه وهو ينهض :
- ويلا سلام عشان اخرتينى..
غادر المنزل ومن ثم صعد لسيارته متوجهاً لمكان آخر...
********************
فى المساء..
كانت "مليكة" فى المول مع "ليان" و"نورا"، قاموا بشراء بعض الملابس ثم هتفت "ليان" :
- انا جعانة ما تيجوا ناكل اى حاجة فى المطعم اللى جمبنا
وافقتها "مليكة" الرأى مردفة :
- انا كمان جوعت
ثم اكملت بلهجة مرحة :
- كله بسبب الست "نورا"..لفينا معاها المول كله عشان تجيب فستان لحفلة عيد ميلاد صاحبتها
صاحت" نورا" بغضب مصطنع :
- هو انا لوحدي اللى جبت ما انتم كمان جبتوا..
جذبتهم "ليان" للأسفل قائلة بزفير :
- ابقوا كملوا خناقكم بعد ما ناكل..
اثناء توجهم لباب الخروج اصطدمت "ليان" بشخص كان يركض فى الاتجاه المعاكس لها...
قالت "ليان" بغضب :
- مش تحاسب
ثم نظرت له متفاجأة عندما تذكرته، انه ذلك الشخص الذي اصطدمت به فى شركة والدها عندما كانت ذاهبة لـ"أدهم"..
"مصطفى" ببرود :
- اسف
ثم تركها وذهب فأكملت هى طريقها مع "مليكة" و"نورا"..
عندما وصلوا الي المطعم لاحظت عدم وجود حقيبة يدها التى كانت تعلقها على كتفها ، التفت حولها لتبحث عنها ونظرت على الارضية ربما قد تكون سقطت منها بغير قصد ولكنها لم تجدها..
نظرت لها "مليكة" باستغراب :
- بتدورى على ايه ؟!
هتفت بقلق :
- شنطتى مش لقياها..
اشارت لها "نورا" وهى تقول :
- طب تعالى نشوفها فى المول، ممكن تكون وقعت وانتِ مأخدتيش بالك
- طيب
عادوا للمول مرة اخرى وقاموا بالبحث عن الحقيبة فى الاماكن التى ساروا بها ولكنهم لم يجدوها...
هتفت "ليان" بخيبة امل :
- اكيد حد اخدها
سألتها "مليكة" :
- هى كان فيها حاجة مهمة ؟
- فيها الموبايل والبطاقة
اخبرتهم "نورا" بعد تفكير :
- طب تعالى نسأل حد من اللى بيشتغلوا هنا عليها
قاموا بسؤال احد من عاملين المول فأخبرهم انه لم يرى اى حقيبة..
نبست "ليان" بحزن :
- خلاص تعالوا نروح وانا هبقى اقول لبابا او "ادهم" وهو يتصرف..
استقلوا سيارة اجرة تقلهم للمنزل...
********************
بعد مرور اسبوع، دلف "ادهم" لداخل المكتب فوجد والده منهمكاً بالعمل..
عندما شعر به "عز" تحدث موجهاً حديثه له :
- تعالى يا "ادهم"
جلس امامه على المقعد وبدأ بالحديث :
- حضرتك فاضى اتكلم معاك فى موضوع مهم
التفت له "عز" بانتباه :
- اه فاضى، موضوع ايه ده ؟!
خرج صوت "ادهم" بدون مقدمات :
- انا عايز اتجوز "مليكة".........................................!!
********__________********__________********
#غَرام_الصِبَا
#الفصل_التاسع
امتلأ وجهه بعلامات الذهول لما اردف به ابنه للتو فقال بعدم استيعاب :
- "مليكة" بنت عمك ؟!!
اتاه رده قائلاً :
- ايوه ، هو فى غيرها؟
هتف "عز" بتعجب :
- لا انا بس استغربت طلبك
تحدث "ادهم" بثبات :
- هو انا قولت حاجه غلط ؟!
نبس "عز" معلقاً :
- انا متوقعتش انك تكون عايز تتجوزها ، هى قدامك من زمان ومكنتش مهتم
اخبره بهدوء :
- كنت مستنيها تخلص دراستها عشان نفاتح عمى فى الموضوع ، وهى خلاص فى اخر سنة ليها
صمت "عز" ولم يتحدث مما جعل وجه "ادهم" ينكمش بتعجب :
- رأي حضرتك ايه؟
ابتسم "عز" قائلاً بسرور :
- موافق طبعا ، هى "مليكة" في زيها
ابتهج "ادهم" من موافقة والده فتفوه قائلاً :
- يعنى هنروح لعمى امتى ؟!
- انا هبقى اكلم "رأفت" واحدد معاه معاد واقولك
اومأ بسرور :
- تمام..، همشى انا بقى عشان معطلش حضرتك
خرج "ادهم" سعيداً من مكتب والده ثم دلف لمكتبه ليواصل اعماله...
********************
دلف "معتز" الى منزله بعد ان انهى عمله فوجد الظلام يحل المنزل بأكمله...
اردف وهو يبحث عن مفاتيح الاضاءة :
- "ملك"..." ملـــك"
فجأة اضيئت الانوار وظهرت "ملك" وهى تقف بجانب طاولة يوجد عليها قالب من الكعك مكتوب عليه..
(Happy Birthday Moataz)
ويوجد شمعة بمنتصف الكعكة ..
هتفت "ملك" بإبتسامة رقيقة :
- كل سنة وانتَ طيب
تذكر "معتز" ان اليوم هو يوم مولده فقد نساه تماماً..
خرج صوته بمرح :
- تصدقى ان انا كنت ناسى خالص.!
ابتسمت "ملك" بحب :
- بس انا مش بنسي...وتعالى يالا عشان تطفى الشمع
جلس "معتز" على مقعد الطاولة وجلست "ملك' مقابلة واطفأوا الشمع معاً ، ثم قامت "ملك" بقطع قطعتين من الكعك وقدمت طبق لـ"معتز" والآخر لها..
قال "معتز" بعد ان تذوق الكعك :
- انتِ اللى عاملاه؟
قالت بإستفهام وهى تتطلع له :
- ايوه، عجبك؟
امسك "معتز" بيدها قائلاً بهيام :
- اى حاجة انتِ بتعمليها بتعجبنى
ابتسمت بخجل وسحبت يدها من بين يديه وادعت انشغالها بتناول الكعك..ثم تذكرت شيئاً هام فذهبت للداخل لتحضره..
اتت بعد دقائق وهي تحمل بين يدها علبة متوسطة الحجم باللون الاسود ومغلقة بشريط ابيض رقيق..
تحرك فكيها ناطقاً وهي تناوله العلبة :
- نسيت اديلك الهدية
اخذها "معتز" من يدها وفتحها فوجد بداخلها ساعة يد ثمينة باللون الذهبي ووجد صور له وصورهم سوياً موضوعة فى البوم رائع وجذاب..
"ملك" بحب :
- ايه رأيك ؟!
نظر لها بعشق قائلاً :
- دي احلى هدية جاتلى
ثم جذبها لتجلس بجانبه ، واخذوا يشاهدون صورهم معاً لينغمسوا بذكرياتهم الخلابة...
********************
جلس "عز" مع "رأفت" بمكتبه يتركون توقيعهما على بعض الاوراق ، وبعد ان انتهوا تنحنح "عز" موجهاً حديثه لـ"رأفت" :
- كدا خلاص الورق كله خلص؟
نبس "رأفت" وهو يتفحص الاوراق :
- اه كله تمام
شرع "عز" بالحديث قائلاً :
- المهم..فى موضوع عايز افاتحك فيه
- موضوع ايه دا ؟!!
واصل "عز" حديثه بابتسامة :
- جاى اطلب ايد "مليكة" لـ"أدهم"...
علق "رأفت" بدهشة :
- "ادهم" ؟!
- انا برضو كنت مستغرب زيك كدا ، بس دا طلبه وانا مش هلاقى واحدة لـ"أدهم" احسن من "مليكة"
ابتسم "رأفت" بسرور :
- موافق طبعا بس الاهم رأى "مليكة"
- واحنا مستنيين ردها
********************
فى احد المنازل البسيطة..
كان يجلس "مالك" فى شرفة غرفته يفكر بـ"نورا"..التى سرقت قلبه من اول مرة التقى بها...جعلته عاجز عن رؤية غيرها ، فكامل تفكيره منصباً عليها..لا يعلم كم مر من الوقت وهو شارداً بها..
ولجت والدته للداخل فوجدته محدقاً فى الفراغ بشرود ولم ينتبه لدخولها..
خرج صوت "فاتن" المنادى :
- "مالك"..يا "مـــالك"
استدار "مالك" بانتباه :
- ايوه يا ماما؟
- سرحان فى ايه كل دا؟..بنادى عليك من بدرى
نبس بأسف :
- مأخدتش بالى
هتفت "فاتن" بغمزة :
- مين اللى واخده عقلك؟
ابستم "مالك" بحرج :
- مفيش انا سرحت شوية مش اكتر
"فاتن" بمكر :
- على ماما!.
قال "مالك" وهو يحاول تغيير الموضوع :
- الغدا خلص ولا لسه ؟!
- غير الموضوع بس مسيرك هتيجي تحكيلى..واه الغدا على السفرة برا تعالى
توجه "مالك" ناحية غرفة الطعام وجلس يتناول الغداء مع والديه فى جو اسري بسيط..
********************
دلفت "فاطمة" داخل مكتب زوجها حاملة بين يديها كوب من القهوة ، فوجدته جالس على مكتبه وامامه عدد من الاوراق..
وضعت كوب القهوة امامه قائلة :
- القهوة
"رأفت" مبتسماً بهدوء :
- تسلم ايدك..
ثم تابع قائلا بملامح جادة :
- تعالى اقعدى عشان عايز اقولك حاجه مهمة
جلست "فاطمة" على المقعد المقابل له وسألت بقلق :
- خير؟
شرع "رأفت" بالحديث وقال :
- "عز" جالى المكتب النهاردة وطلب ايد "مليكة" لـ"ادهم"
تفاجأت "فاطمة" بالامر فتابع "رأفت" حديثه :
- جه يكلمنى النهاردة عشان نحدد معاد قراءة الفاتحة ..
اردفت "فاطمة" بسعادة :
- وانا معنديش مانع ، "ادهم" محترم واحنا عارفينه كويس
رُسمت ابتسامة على وجهه وقال :
- حلو.. الاهم دلوقتي رأى "مليكة"، احنا مش عايزين نغصبها على حاجة
- انا هقولها وان شاء الله توافق
- تمام
خرجت" فاطمة" من المكتب متوجهه لغرفة ابنتها لتخبرها بالامر وهى تدعو الله سرا ان تفرح بابنتها قريباً..
********************
كانت تجلس "ليان" على فراشها تقرأ احدى الكتب بإندماج..ثم انتبهت على صوت هاتفها الذي تلقى رسالة للتو..فأخذته لتقرأ محتوى الرسالة.. ، تحولت ملامحها للصدمة عندما وجدت شخصاً ما ارسل صوراً لها بدون حجاب التى كانت على هاتفها القديم ..
ويهددها قائلاً بالرسالة :
«صورك كلها معايا فأحسنلك تقابلينى فى العنوان اللى هبعتهولك دا يوم التلات الجاى الساعة اربعة والا هتلاقى صورك كلها متركبة على صور تانية ونازلة على النت..وساعتها مش هتعرفي تقنعى مين ولا مين ان دى مش انتِ..سلام يا جميل»..
تصنمت "ليان" فى مكانها وهى لا تدرى ماذا تفعل..كأن جميع الافكار محيت من عقلها..
********************
هتفت "مليكة" بتفاجئ :
- "ادهم" ؟!!
ابتسمت فاطمة قائلة :
- ايوة ، عمك جه النهاردة لباباكى وطلب ايدك منه لـ"أدهم"..انتِ ايه رأيك ؟!
خجلت "مليكة" ولم تعلم ماذا تقول فهى كانت تشعر من تصرفات "ادهم" بأنها يضمر مشاعر نحوها ، ولكنها الان تأكدت من هذا..
تفحصت "فاطمة" تعابير وجهها وعندما لم تجد اى ضيق او اعتراض عليها هتفت قائلة بخبث :
- السكوت علامة الرضا !
ارتبكت "مليكة" ولم تتحدث ، فضحكت "فاطمة" بخفة ثم احتضنها بحب قائلة :
- هروح افرح ابوكى..
بعد خروج والدتها بقيت مكانها على الفراش وهى تفكر به..فهو لم يفعل اى شئ يضايقها بل انه كان يعاملها دائما بلطف ومحبة ولم يتخلى عن مساعدتها عندما اخبرته بتهديد "احمد" لها ..!!
********************
ذهب "ادهم" الى مكتب والده بعد ان اخبرته والدته انه ينتظره بالداخل..
جلس امامه على المقعد ثم تحدث قائلاً بفضول :
- ماما قالتلى انك عاوزنى؟
حرك رأسه بالايجاب :
- ايوة ، انا قولت لعمك على موضوع جوازك من "مليكة"
هتف بلهفة :
- قالك ايه، وهى وافقت ؟!
تفحص "عز" تعابيره ثم قال مبتسماً :
- اه وافقت.. وهنروح بعد بكرة نقرا الفاتحة......................!!
********__________********__________********
تكملة الروايه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق