الجزء السابع.
قال شمس بصدمة: أنتِ بتقولي إيه؟
تلعثمت وبهت وجهها: ب...بقولك بحبك دى حاجة غلط؟
قال شمس بصوت حازم ووجه جامد التعابير: حبتيني؟
لحقني تحبيني وتنسي خطيبك؟
قالت بتوتر: أنا حاسة أنى محبتش مازن وأنه كان عندك حق لما قولت أن اللى بيحب مبيأذيش.
نظر لها نظرة لم تستطع تفسيرها وقال بصرامة: مينفعش يا ورد.
قالت ورد بألم: مينفعش ليه؟ لسة بتحب مرام؟
قال بقسوة: مبحبش حد يا ورد قولتلك مينفعش يعني
مينفعش!
بدأت دموعها تنهمر ف تنهد وقال بجدية: ورد أنا عايزك تنسي الموضوع ده خالص وتركزي فى نفسك أنتِ لسة طالعة من تجربة صعبة ويمكن بتحاولي تنسي ده أنك توهمي نفسك أنك بتحبيني بس طبعا ده غلط أنسي
وحاولي الفترة اللى هنعيش فيها مع بعض نعامل بعض
برسمية ونحاول منحتكش ببعض على قد ما نقدر.
نظرت له بألم ف أشاح بوجهه عنها و خرج من الغرفة،
جلست على السرير وهى تبكى وتضع يدها على وجهها وتشهق من شدة البكاء والحزن الذى تشعر به.
دلفت إليها مريم التى قالت بقلق: ورد ؟ بتعيطي ليه؟
وضعت يدها على ظهرها ترتب عليها: مالك يا حبيبتى حصل حاجة بينك وبين شمس؟
رفعت بصرها إليها وقالت بصوت متقطع : م..مش قادرة
يا مر..يم.
احتضنتها مريم بقوة وهى تواسيها وتحاول معرفة ما بها
حتى هدأت وقصت لها ما حدث.
قالت مريم بعتاب: بس أنتِ اتسرعتي بردو يا ورد ده انتوا مكملتوش أسبوع سوا.
قالت ورد ببكاء وألم: وده يديه الحق يعمل فيا كدة؟
يقلل من مشاعري كدة؟ أنا مش عيلة صغيرة يا مريم!
مريم بهدوء: طيب يا حبيبتى بس أنتِ هتعملي إيه دلوقتى؟
مسحت دموعها وقالت بصوت منخفض: هعمل إيه؟ هعمل اللى قال عليه لحد ما نتطلق طبعا غير كدة لا.
نظرت لها مريم بعطف وصمتت بعدها غادروا جميعا أما شمس دلف لغرفته و أغلق الباب على نفسه .
مرت الأيام بنفس الطريقة وكان يتجاهلها دائما ف يذهب لعمله فى وقت مبكر ويعود فى وقت متأخر جدا حتى لا يلتقي بها و على قدر ما تعاني من تصرفاته رأت أنها الأفضل حتى لا تتعلق به أكثر.
فى يوم عاد وكان شكله غريبا ويبدو متعبا ف نظرت له من بعيد دوم أن تحدثه خشية أن يحرجها، كان يسير بتثاقل و بطء وفجأة هوى على الأرض ف صرخت بهلع وركضت له.
وضعت يدها على كتفه بخوف: شمس مالك؟ أنت كويس؟
أغمض عينيه وقال بتعب واضح: أنا كويس يا ورد روحي أنتِ أوضتك.
رفضت وقالت بعناد: لا طبعا أنت عايزني اسيبك فى الحالة دى قوم معايا يلا.
حاولت أن تسنده ولدهشتها ساعدها فى النهوض واتكل عليها وساروا ببطء حتى غرفته .
أجلسته على سريره وجلست أمامها على الأرض ف قال بتعجب: بتعملي إيه؟
لم ترد عليه وهى تمد يدها إلى حذاءه وتخلعه له أما هو صاح بها بصوت ضعيف: متعمليش كدة يا ورد.
أكملت ما تفعله بهدوء ثم نهضت ووضعت يدها على كتفه وقالت بهدوء: ارتاح ونام يلا.
حاول إبعاد يدها ولكن كان منهك ومع ذلك ضرب يدها و تعثرت وأفلتت لتقع عليه ويصبح وجهها مقابل وجهه،
نظرت له بتوتر وقلبها ينبض بجنون أما هو قال ببحة : روحي يا ورد أمشي.
أسندت جبهتها إلى جبهته: وليه أمشي يا شمس أنت ليه مش مصدق أنى أنا بحبك ؟
ظهر الألم على وجهه وقال بضعف: لأنه مينفعش يا ورد
حتى لو بتحبيني مينفعش.
قالت بقهر: ليه ؟ هو أنا متحبش؟
نظر لها بعمق: لا تتحبي أنتِ أصلا تستاهلي كل الحب
لكن لازم تفهمي أنه مينفعش بيننا.
قالت برجاء ك محاولة أخيرة: طب ممكن تبقي أصحاب حتى؟
قال بهدوء: تفتكري هينفع والوضع بيننا كدة؟
نهضت وصرخت به: أنت إيه يا أخي مش بتحس للدرجة
دى؟ مصمم تجرحني وتهين كرامتي ومش مقدر مشاعرى خالص بس أنا اللى هنت نفسى من الأول معاك
وأنا هريحك من كل ده يا شمس.
غادرت غرفته و ذهبت إلى غرفتها بسرعة و وضبت أغراضها وحقيبتها ثم انتظرت حتى حل الصباح دون أن تنم وعادت إلى بيت والدها.
مر أسبوع كانت أغلبه فى غرفتها وقد رفضت التحدث إلى عامر فى أمر شمس وقالت لوالدها أنه لا فائدة من استمرار هذه الزيجة بعد الآن طالما أنها تمثيلية ستنتهي عاجلا أو آجلا.
كانت مريم تأتى وتجلس معها كل يوم حتى تواسيها.
قالت لها مريم بعطف: يا حبيبتى هتسيبي نفسك كدة لحد أمتي؟
قالت بعدم إهتمام: سيبيني لوحدي يا مريم.
قالت مريم بإصرار: لا مش هسيبك لوحدي لازم تخرجي
من الحالة اللى أنتِ فيها دى حتى عامر مش راضية تقابليه أغلب الوقت علشان ميجبش سيرة شمس
وهو معايا برة، معقول دى ورد القوية ؟
انهمرت دموعها: ورد القوية الضربات كانت عليها شديدة
أوى يا مريم ومبقتش قادرة تستحمل، ليه يعمل فيا
كدة؟ والله أنا بحبه حتى لو مكناش مع بعض لمدة طويلة
بس فى حد كدة يا مريم لما بيكون موجود بتحسي بحاجات عمرك ما حستيها قبل كدة، بتحسي فى أمان بوجوده ومحبة أنك تشوفيه وتسمعي كلامه مهما كان الكلام مش مهم حتى لو بيقول صباح الخير وأنا حبيت شمس بكل حاجة شوفتها منه ليه كدة؟
نظرت لها مريم بحزن ممزوج بالشفقة: متفكريش كدة يا حبيبتى يمكن مش نصيبك.
مسحت دموعها وقالت بلامبالاة: مبقتش فارقة بقا.
نظرت لها : عامر برا؟
هزت مريم رأسها إيجابيا فقالت ورد بتصميم: أنا هخرج أقوله يطلقني منه بسرعة.
ثم نهضت وخرجت من غرفتها بسرعة رغم نداء مريم لها.
وجدته فى شرفة المنزل يتحدث فى الهاتف وكانت على وشك مناداته حين تجمدت مكانها من حديثه.
عامر بقلق: طب شمس عامل ايه دلوقتى؟ الدكاترة قالوا
إيه؟ عن حالته؟
سمع حديث الطرف الآخر ف قال عامر بحزن: متقولش كدة
أن شاء الله هيبقي كويس أنا هاجي أزوره بكرة أن شاء الله.
أغلق الهاتف و استدار ف وجد ورد وراءه تحدق به بعدم تصديق.
قال بتعلثم: و ..ورد !
اقتربت منه ورد: شمس ماله يا عامر؟
أخفض رأسه ونظر فى الأرض ف أمسكته ورد من ملابسه وصرخت به بجنون: شمس ماله يا عامر رد عليا! متسكتش قولي فيه إيه؟ متنزلش رأسك كدة! رد عليا يا عامر رد!
شمس ماله!
#يتبع.
#فرصة_أخرى_للحب.
#ديانا_ماريا
تعليقات
إرسال تعليق