القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية المشوه الجزء الثالث البارت 5_6_7_بقلم الشيماء محمد جميع الفصول كامله


الحلقه الخامسة من الجزء الثالث 

المشوة 

@@ باقي الحلقة هينزل الساعة ١٠ استنوه (اللهم بلغت اللهم فاشهد) لان الحلقه طويلة جدا والفيس رفض نشرها مرة واحدة

@@ ثانيا بعيدا عن الرواية انا كشيماء مقتنعة تماما ان مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت او دي زي اختي او زي اخويا .. الاسلام حرم الاختلاط بين الراجل والست الا مع المحارم غير كده الراجل غريب عنك ولا في صاحب ولا زي اخويا فده رأيي الشخصي 

اما في الرواية فياريت ما ننساش ان دي رواية في الاول وفي الاخر وبرضه هوضح فيها ايه نتيجة الاختلاط والفضفضة مع خد غريب ... واه الفضفضة تعتبر نوع من انواع الخيانة لان الخيانه مش الجسدية فقط ... اسيبكم بقي مع الحلقة 

أدهم ساب موبيله يرن وهو فضل مع داليا يتكلم ويفضفض معاها بكل اللي خانقه وهي بتسمعه بكل اهتمام ، اهتمام هو افتقده في مراته ، اهتمام هو اتعود عليه من مراته ، اهتمام هو في أمس الحاجة له ..

أخيرا قام وصلها وركن عربيته قدام بيتها منتظرها تنزل 

داليا : أتمنى يا أدهم اكون قدرت أخفف عنك ولو بجزء بسيط جدا !

أدهم ابتسم وبصلها : بجزء كبير يا داليا مش بسيط ، أتمنى ما أكونش انا ازعجتك او تخطيت اي حدود معاكي !

داليا بصتله : حدود ! حدود ايه يا أدهم ! انت عارف مكانتك ايه بالنسبالي وعيالك مهمين قد ايه وبحبهم قد إيه فأرجوك ما تتكلمش عن أي حدود بينا . 

أدهم : ولأني متأكد فعلا من حبك ليهم ده اللي خلاني أآمنك عليهم وعلى مستقبلهم 

داليا : عايزة اشوفهم يا أدهم ، أرجوك !

أدهم : أكيد طبعا هتشوفيهم ، هبلغ ليلى تكلمك النهاردة وتحددوا معاد تتقابلوا فيه مع بعض 

داليا ابتسمت : اتفقنا .. يالا باي بقى علشان ما اعطلكش !

أدهم : لا ابدا مفيش تعطيل أبدا .. يالا أشوفك بعدين ! 

نزلت أسعد انسانة في الدنيا وهيا مليانة بإحساس منعش وجميل إن أدهم ممكن يكون لها في يوم من الأيام وحبه الكبير ده ممكن يكون ملكها هيا ..

طلعت مبسوطة جدا وبتغني ومامتها قابلتها 

واسمها فريدة : مبسوطة قوي كده خير ! ومين اللي كنتي نازلة من عربيته ! 

داليا بصتلها بفرحة : ده أدهم فكراه يا ماما

فريدة : أدهم مين ! 

داليا : المقدم أدهم نسيتيه ولا ايه ! ابو زياد وآية 

فريدة كشرت باستغراب : المشوه ده ! 

داليا ابتسمت : أيوه هو بعينه 

فريدة باستغراب : عربيتك جرالها حاجة ولا ايه ! انتي قولتي عليه انه راجل ذوق جدا 

داليا : جدا جدا .. عربيتي مجرلهاش حاجة ده هو كان عازمني على الغدا 

امها بعدم فهم : عازمك ! ليه ! وبتاع ايه يعزمك ! ولا تقصدي هو ومراته وعياله ! 

داليا : مراته وعياله ايه بس ! هو لوحده 

فريدة بعدم فهم تام : طيب وهو يعزمك ليه ! وبعدين ده اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! ان حتة راجل مشوه عزمك ! 

داليا باعتراض : اولا أدهم ده شخصية جميلة جدا جدا وانسان محترم فوق ما تتخيلي وله وضعه ومكانته والأهم من كل ده انه مش مشوه خلاص 

فريدة : يعني ايه مش مشوه ! مش فاهمة منك حاجة خالص 

داليا : انا افهمك هو سافر وعالج جروحه كلها اللي في وشه وبقى ولا نجوم السينما عارفة بقى احلى من توم كروز اللي انتي بتحبيه ده 

فريدة بصدمة : وعلشان عمل تجميل اول حاجة يعملها يخون مراته ! اللي تقبلته في اسوأ ظروفه ! هو ده الراجل المحترم ! ده قليل الأصل 

داليا باحتجاج : لا طبعا انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم عمره ما كان قليل الأصل ابدا ولا عمره هيكون 

بدئت تحكي لأمها كل حاجة حصلت وأمها سمعتها بصمت تام لحد ما خلصت 

داليا : عرفتي بقى يا ماما انه مش قليل الأصل ولا خاين ! 

فريدة : مش قليل الاصل امممم ! وبيحب مراته ان مكنش بيعشقها على قولك امال انتي فرحانة ليه انه عزمك على الغدا ! مش فاهمة دي انا ! ايه اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! وليه ! 

داليا : لانه انا هكون الصدر الحنين يا ماما ، انا هوريه انه ممكن يكون مبسوط مع غيرها وانها مش الوحيدة في الكون ده اللي ممكن تسعده 

فريدة : امممممم

داليا : ايه اممممم اللي كل شوية تقوليها دي ! انا هخليه يحبني وهتشوفي 

فريدة : طيب خليه يحبك ، واخربي بيته ويتمي عياله وابوهم عايش وهدي بيت مليان حب ومبروك عليكي لقب خطافة الرجالة وخرابة البيوت 

داليا وقفت : ايه اللي بتقوليه ده ! انا مش ههد بيته هيا مراته بتهده بنفسها 

فريدة : انتي بتصطادي في المية العكرة يا دولي، واحد في مشاكل بينه وبين مراته وانتي داخلة تخربيها خالص وتاخدي الراجل لنفسك يبقى ده تسميه ايه ! 

داليا بغضب : محسساني اني هدخل بيته وامسكه من ايده واشده وهو عيل صغير هيمشي معايا علشان اخطفه . ده ضابط وله ووضعه وله وزنه مش عيل صغير هيمشي ورى كلمة مني !

فريدة وقفت : ومين قالك ان الراجل ما بيكونش في أوقات زي العيل الصغير ! هاه 

داليا : بقولك ايه ! مراته مش متقبلاه بعد ما عمل العملية علشانها ومش حباه وهو وسيم ، حبته مشوه ومستغنية عنه دلوقتي فما تجيش تلوميني انا انها كرهته او مش طيقاه كده 

فريدة : ومين قالك انها كرهته ! ما يمكن دي فترة مؤقتة مستغربة فيها جوزها وشوية وكل الأمور تتصلح وانتي تاخدي استمارة ٦ ويقولك شكرا لخدماتك تعبتك معايا !

داليا : مش هيحصل 

فريدة : انتي هتمنعيه ! انتي مين وعملتي في بنتي العاقلة ايه ! 

داليا : لمجرد اني ما اعملش حاجة على هواكي تقوليلي انتي مين ! انا عارفة انا بعمل ايه ! بعد اذنك 

سابت والدتها ودخلت أوضتها رافضة تفكر في كلام امها ورافضة تسمع للمنطق وللعقل

طلعت موبيلها ورنت علي أدهم بغيظ 

أدهم : ايوه يا داليا خير ! 

داليا : لا خير بس قولت اطمن عليك وصلت ولا لسه في الطريق ! 

ادهم ابتسم : داخل اهو علي الفيلا ! دعواتك بقى علشان انا على اخري 

داليا : ربنا يسعدك يارب .. انا مش هرن عليك انت لما تكون فاضي او عايز تكلمني رن انت عليا !

ادهم : اوك اتفقنا يالا باي  

ادهم دخل الڤيلا وعياله جريوا عليه اول ما شافوه وسلم على الكل وقعد وسطهم ونظرات مراته كلها غضب ولوم وهو متجاهلها 

حنان : حبيبي هخلي شوقية تجهزلك الغدا بسرعة ؟

أدهم : لا يا ست الكل انا اكلت بره .. كنت في شغلانة كده وجعت فأكلت وبعدين عارف انكم مش هتتأخروا كل ده ! اعذرني يا عمي بقى 

عم محمود : عذرك معاك يا ابني براحتك ! وقتك مش ملكك وده انا عارفو كويس .. 

بعد كلام كتير ورغي كتير آية راحت جنب أبوها وعطته ورقة 

أدهم : ايه دي يا قلبي ! 

آية : دي ورقة الحفلة يا بابي .. 

أدهم اخد الورقة وبصلها وبعدها عطاها لبنته : أديها لمامتك مش ليا أنا يا قلبي .. عمي بعد اذنك هطلع بس اغير هدومي 

عم محمود وقف : طبعا يا ابني اتفضل وانا استأذنكم اريح شوية

وانسحب الكل لأوضته وليلى أخدت الورقة من بنتها وطلعت ورى جوزها وقفلت وراها الباب : ليه قولت لآية تديني الورقة !

أدهم بعدم اهتمام بيقلع قميصه وبدون ما يبصلها : أمور المدرسة دي تخصك انتي وجدهم مش انا ..

ليلى : يعني ايه بقى ! 

ادهم بصلها للحظة : ملهاش معاني كتير اعتقد .. عايزين الفين جنيه علشان حفلة غير طلبات كتير قوي مهتمش اقراها فإنتي ادفعيها او روحي اطلبيها من حماكي عادي يعني ! ماهو بيصرف عليكي هنا وانتي اتعودتي تاخدي منه فعايزة مني انا ايه ! 

ليلى : ايه اللي بتقوله ده ! وليه كل ده يا ادهم ! انتي هتتنازل عن عيالك ولا ايه ! انت ابوهم وانت مسؤول عنهم وكل اللي بتقوله ده مش صحيح

أدهم : اوك خلاص .. مش هوديها الحفلة دي .. خلاص ! ولا هوديهم المدرسة دي 

ليلى بصدمة : انت بتقول ايه ! انت هتضيع عليهم السنة يا ادهم ! طيب ليه ! خليهم يكملوا سنتهم دي الاول وبعدها وديهم مكان ما تحب

ادهم داخل الحمام وبصلها من فوق كتفه وهو داخل : مش قولتلك ماليش علاقة وانتي المسؤولة انتي وجدهم ! عايزة توديها الحفلة انتي حرة ، براحتك ، اللي يناسبك اعمليه ، خرجيني انا بس بره حساباتك 

دخل وقفل الباب برزعة وراه وهيا فضلت مكانها مش عارفة تعمل ايه .. موبيلها رن وكانت مدرسة العيال بتسألها عن آية هتعمل ايه في الحفلة وبتبلغها بمتطلبات الحفلة وهيا بتتكلم موبيلها فصل شحن فراحت لادهم وخبطت عليه : أدهم ينفع اعمل مكالمة مهمة من موبيلك موبيلي فصل شحن وانا بتكلم 

ادهم من جوه : براحتك ، الموبيل عندك 

ليلى طلعت موبيله وفتحته ، الباسورد زي ما هو مغيرهوش ، تاريخ ميلادها ، فتحت المكالمات ولفت انتباهها اخر مكالمة متسجلة باسم داليا واستغربت مين دي اللي كلمت جوزها ! معقولة داليا مدرسة العيال ! طيب ليه تكلمه ! دي عمرها ما كلمته قبل كده وبعدين جابت رقم أدهم منين ! عمرها ما عطت رقم جوزها لأي مُدرسة قبل كده ! استغربت وبعدها افتكرت المُدرسة اللي كانت بتكلمها فطلبتها وكلمتها وادهم خرج بفوطة حوالين رقبته بينشف شعره وهيا بتتكلم وعنيها متبعاه وهو ملاحظ ده كويس لحد ما قفلت وبصتله بدون ما تتكلم 

ادهم من المراية : عايزة ايه ! بتبصيلي كده ليه ! 

ليلى بفضول : مين داليا اللي اسمها متسجل اخر رقم رن عليك دي ! 

ادهم بصلها للحظات وبهدوء : يفرق معاكي !

ليلى وقفت بغضب وزعقت : أكيد يفرق معايا طبعا 

ادهم لف وشه لها وراح قدامها وبهدوءه الصارم : ما تعليش صوتك بالمنظر ده تاني هنا فاهمة ولا مش فاهمة ! 

ليلى بغيظ : مين دي ! 

ادهم بلا مبالاة : داليا مُدرسة العيال صاحبتك .. انتي عارفاها 

ليلى باستغراب : ودي كلمتك ليه ! وجابت رقمك منين ! 

أدهم : ده بقى موضوع طويل أقولهولك لو جالي مزاج بعد ما أريح ساعتين .. بعد اذنك

أدهم رقد علي السرير علشان ينام وهيا بغيظ شدت المخدة بعيد : انت تقولي الأول وبعدها ابقى نام 

أدهم شد المخدة من إيدها : لو عملتي الحركة دي تاني هسيبلك البيت كله وأروح أنام في شقتي أنا على أخري يا ليلى وصراحة بتلكك اني امشي من هنا فبلاش ، أنام ساعتين وبعدها نتكلم 

غمض عنيه وهيا هتتخانق بس هيا عارفة انها لو نطقت هيقوم فعلا ويسيب البيت ويروح شقته فتراجعت واستسلمت بس النار جواها بتزيد وبتشعلل 

أدهم دقيقة ورفع المخدة من على وشه وبص لمراته : صح إبقي اتصلي بيها حددي معاها معاد علشان تشوف العيال لأنهم واحشينها قوي 

ليلى بغضب وتريقة : نعم ! واحشينها ! وده من ايه ده ! ومن إمتي ! مع نفسها 

أدهم بصلها : إيه مع نفسها دي ! بقولك كلميها وحددي معاها معاد تقابليها اعتقد كلامي واضح ! 

ليلى باصرار : وأعتقد أنا كمان كلامي واضح ! مع نفسها ! قال أكلمها قال ما انشاله معنها شافت العيال أنا مالي أنا !

أدهم بدأ يتنرفز منها : بقولك كلميها يا ليلى

ليلى : وأنا مش عايزة أكلمها ! ومش هقابلها أعتقد دي حريتي الشخصية مش هتجبرني أكلم واحدة مش عايزة أكلمها

ليلى مع صمت أدهم حست إنها انتصرت وبكده هتبعد داليا عنها ونسيت ان العند يولد الكفر .. وده اللي حصل 

أدهم بهدوء مد إيده وأخد موبيله من جنبها 

أدهم : طبعا مش هجبرك دي حريتك الشخصية أكيد 

فتح الموبيل ورن على رقمها وليلى حاولت تشد الموبيل منه بس معرفتش 

ليلى : انت هتعمل ايه ! 

أدهم تجاهلها واتكلم : أيوه يا داليا ازيك بقولك شوفي يناسبك امتى وفين وهقابلك بالعيال دول فرحانين جدا إنهم هيشوفوكي 

ليلى جنبه استغبت نفسها جدا وعرفت ان تصرفها كان غلط جدا واهو جوزها هيروح من غيرها بعيالها .. كل حاجة بتمشي ضدها وبتجيب نتيجة عكسية ليه كده !!

أدهم : النهاردة اه ماشي ينفع تمام الساعة ٧ كويس جدا .... شوفي يناسبك فين ! ..... اه اه عارف الكافية ده  ! اوك تمام اتفقنا ..... ليلى !! 

بص لمراته وهيا فهمت انها بتسأل عليها ودي فرصتها فشدت الموبيل من إيد أدهم واتكلمت هيا ورسمت ابتسامة سريعة على وشها : ازيك يا دولي أخبارك ايه يا قمر وحشتيني كتير .. 

وبدئت تتكلم وقامت من جنب أدهم اللي ابتسم وعرف ازاي يمشي كلامه بمنتهى الهدوء وابتسم جواه من غيرة مراته واستغرب ازاي غيرتها فرحته كده ! ورجع يكمل نومه باسترخاء ..

ليلى خلصت المكالمة ورجعت تستعد لخناقة مع جوزها على اسلوبه ده بس لقته غرقان في النوم فقعدت جنبه بهدوء مستغربة ومتلخبطة وحاسة انها قدام شخص جديد ! شخص مش قادرة تفهمه .. يمكن لو من أول ما رجع كانت عاملته عادي كان فعلا بقى عادي معاها لكن هيا اتعاملت بحساسية وده عمل صدع بينهم كبير والمفروض دلوقتي ترمم الصدع ده قبل ما يكبر ويهد بيتها كله .. لازم تصلح الوضع ده وفي أسرع وقت .. 

قامت وقعدت مع أمها زي عوايدها وبتشتكيلها اللي بيحصل من جوزها 

أمها : إنتي رجعتي لغبائك تاني يا ليلى ! ما انتي كنتي عقلتي وربنا هداكم على بعض

ليلى : ماهو انا مش عارفة اعمله ايه ! 

أمها : تعملي ايه ! طبعا تاخديه في حضنك وتحسسيه بحبك وان مفيش حاجة اتغيرت .. المفروض انك بتحبيه في كل وقت وفي أي وضع ليه الحساسية بينكم ! ليه عملتي حاجز بينكم بالشكل ده ! ودلوقتي هتسيبه لغيرك ياخده على الجاهز كده ! بعد كل ده وكل اللي اتحملتوه مع بعض وكل المشاكل والمصايب اللي مريتوا بيها تيجي في لحظة تهدي بيتك وتستغني عن جوزك ! بعد كل ده يا ليلى ! ده الواد بقى حتة قمر تسيبه ! رضيتي بيه وهو مشوه ولما اتعالج هتبعدي ! وتديه لغيرك ! 

ليلى وقفت بغيظ من أمها وكلامها وزعقت : أنا مش عايزة أسيبه 

أمها بتريقة : أمال لو عايزة كنتي عملتي ايه ! هاه ! 

ليلى قعدت ومسكت ايد أمها : طيب قوليلي أعمل إيه مع داليا دي ! حاسة إنها مهتمة بأدهم ! مجرد إحساس بس مجنني 

أمها : مش يمكن تكون مجرد مُدرسة العيال وبس وإنتي مأفورة الموضوع ! 

ليلى : وممكن تكون حاجة في بدايتها وأنا أسيبها تكبر وتخرب بيتي ! 

أمها : يبقى ترجعي جوزك لحضنك وساعتها مش هتشيلي هم أي واحدة وكل واحدة تتكلم معاه .. صلحي جوه قبل ما تبصي للي بره !! صلحي الغلط اللي عندك علشان جوزك يفضل في عشه وما يدورش على غيره .. ومش انا اللي هقولك إزاي ترجعي أدهم لحضنك مش أنا يا ليلى ... 

أخر النهار أدهم بلغ عياله إنهم هيقابلوا مس داليا وهما فرحوا جدا بيها وإنهم هيخرجوا مع أبوهم وطلب من شوقية تساعدهم في تجهيزهم وهو دخل يلبس ودخل لقى مراته بتلبس وتجهز 

أدهم بتريقة : سيادتك خارجة ولا إيه ! 

ليلى بصتله من المراية : مش ورانا معاد مع مُدرسة العيال ولا إيه ! 

أدهم بتريقة : هو أنتي مش قولتي مش هتروحي ومحدش يجبرك ودي حريتك الشخصية 

ليلى بتريقة كمان : غيرت رأيي ، عند سيادتك مانع ! 

أدهم بلا مبالاة : إنتي حرة 

ودخل يلبس هدومه وخرج لابس تيشرت وجينز وشكله وسيم لدرجة نرفزت ليلى جدا 

الوسامة دي خطر جدا ... وبعدين من إمتي هو بيلبس الاستايل الشبابي قوي ده ! وليه بيلفت الأنظار كلها له بالشكل ده ! هو مش متخيل قد إيه هو وسيم بالتيشرت والجينز دول ! مش متخيل هو صغر قد ايه فيهم ! مش متخيل هو عمل ايه في مراته فما بالك في الناس بره هيكون رد فعلهم ايه ! وبعدين كل ده ليه ! علشان هيقابل داليا معقولة ! سؤال معندهاش الجرأة انها تفكر في إجابته أصلا ...

نزل والكل انبهر بيه أول ما شافوه وأبوه ابتسم وفرح انه قدر يرجع لابنه وسامته اللي سبق وضيعها منه .. 

آيه اول واحدة تعلق : واااو يا بابي انت أمور قوي 

أدهم ابتسم : مفيش راجل بيتقال عليه أمور دي يا آية بس علي العموم مرسي يا قمر 

زياد اتدخل : بيتقال وسيم صح 

أدهم ابتسم : أيوه صح 

حنان : بسم الله ما شاء الله عليك .. عيني عليك باردة حبيبي 

أم ليلى قلقت لأنها عارفة هو رايح فين هل يا ترى أدهم فعلا ممكن يبص لواحدة تانية غير بنتها ! هل هو مهتم بلبسه وبمنظره فعلا علشانها ولا هو وسيم في أي حاجة هيلبسها ! احتارت هيا كمان وأدهم لاحظ توهانها فكلمها : ايه يا حماتي وصلتي لفين كده ! 

ابتسمت : لا يا حبيبي سلامتك .. هيا ليلى مش خارجة معاك ولا ايه ! 

أدهم : المفروض اه بس مش عارف هيا اتأخرت ليه كده ! 

نزلت ليلى هيا كمان لابسه بدلة شيك جدا و شعرها مفكوك وعملاه كيرلي بطريقة لذيذة جدا وحاطة ميك اب ومزودة مكياج عنيها وشكلها مختلف تماما وباين قوي انها مهتمة بنفسها أوفر جدا 

حسين : لا كده دي مش مجرد خروجة عادية بقى ! طيب ما تسيبو العيال وتخرجوا انتو الاثنين بس 

زياد وآيه مع بعض : لا طبعا 

أدهم ضحك : ما تقلقوش مش هنسيبكم .. ( بص لأبوه ) مش هينفع بس إحنا عادي جدا انت بس بيتهيألك علشان ما شوفتناش من فترة واحنا خارجين ( بص للكل ) يالا !

ليلى : يالا 

أحمد دخل قبل ما يخرجوا وما انتبهش ان دي ليلى مرات أخوه ويدوب هيعلق أخد باله انها هيا فضحك : انا لسه هقول عندنا ضيوف وبعدها اخدت بالي انه انتي ! إيه رايحين فين على كده !! 

قبل ما حد يرد عليه كمل هو : ايه ده معاكو العيال ! ايه الخروجة القافلة دي ! أمال متشيكين كده ليه وانتي عاملة اللوك ده كله ليه ! 

ليلى باستغراب : على فكرة احنا شكلنا عادي جدا 

أحمد بصراحته المعتادة  : نعم ! شكلك العادي اللي هو ازاي يعني ! ده انتي من يوم ما دخلتي البيت ده دي اول مره أشوفك حاطة ميكب لعنيكي بالمنظر ده ! وتقوليلي العادي 

ليلى كشرت وأدهم ابتسم لأنه فاهم تفكير ليلى وتصرفها ومعلقش اما سهر اتدخلت وسحبت جوزها بهزار : ما تخليك في حالك البنية خارجة مع جوزها خليها براحتها 

أحمد حط ايده حوالين كتف مراته : هو أنا قولت حاجة ! بس ما تقوليش عادي

سهر : دي أول مرة يخرجوا من ساعة ما رجع من السفر وبعدين من كام شهر وهما بعيد عن بعض لازم تكون خروجتهم مميزة

أدهم : الله على الناس اللي بتفهم دي ! والله انتي يا سهر خسارة في الواد ده 

أحمد بغضب مصطنع : ما تخليك في حالك 

أدهم مسك ايد مراته وبص لعياله : هخليني يالا سلام 

خرج وهيا استغربت مسكة ايده وفرحت بيها وحست إنها مراهقة أول مرة حد يمسك أيدها لحد ما وصلوا العربية ساب ايدها علشان يركب عياله ويربطلهم حزام الأمان وفتح الباب لها : اتفضلي 

ركبت وهو انتظر لحد ما قعدت واستقرت وقفل الباب وركب مكانه واتحرك وحالة صمت بيقطعها رغي العيال مع بعض ..

كل واحد منتظر الثاني يتكلم بس الصمت طال جدا بينهم .. 

ليلى اخيرا استجمعت شجاعتها وقطعت الصمت ده : مقولتليش ! 

أدهم بصلها : مقولتلكيش ايه ! 

ليلى : ليه اتصلت ! وازاي جابت رقمك أصلا ! ولا لسه مالكش مزاج تقولي ! 

أدهم : ببساطة يا ليلى انا اللي عطيتها الرقم لما شوفتها 

ليلى باستغراب : وانت شوفتها فين وليه ! 

أدهم اخد نفس طويل لما افتكر احساسه لما مالقاش عياله وبص لمراته : روحت مدرستهم القديمة علشان أجيبهم واتجننت لما البواب قالي ان عيالي مفيش ومجوش أصلا وأنا منزلهم بنفسي الصبح ومخي جاب ألف فكرة وفكرة مش من ضمنهم أبدا إن سيادتك نقلتيهم أصلا من المدرسة كلها .. 

ليلى اتضايقت من نفسها وغباءها وازاي فعلا معرفتش جوزها انها نقلت العيال وازاي أصلا تنقلهم من غير ما تعرفوا .. 

ليلى كملت بهدوء : وهناك قابلتها ! 

أدهم : فعلا .. هيا فهمتني ان العيال اتنقلوا وقالت انهم وحشوها وطلبت تشوفهم واخدت رقمها علشان أخليكي تتواصلي معاها 

ليلى سكتت شوية وبعدها كشرت وبصت لجوزها وكأنها استوعبت حاجة مهمة : الكلام ده من يومين ليه اتصلت بيك النهاردة ! 

أدهم ابتسم : لاني شوفتها النهاردة 

ليلى باستغراب : شوفتها ! ليه ! 

أدهم : هيا ليه دي راشقة في كل سؤال عندك !

ليلى بقلق : ليه يا أدهم شوفتها ! 

أدهم بصلها بنظرة عابرة : لو قولتلك إني برتاح لما اتكلم معاها هتقولي ايه يا ليلى ! 

ليلى جملته كانت صدمة بالنسبالها ومعرفتش ترد او تقول ايه ! 

أدهم بعد فترة : ما ردتيش عليا .. 

ليلى بهم : عايزني أقول إيه ! 

أدهم : تقوليلي ... ( سكت مرة واحدة وقطع كلامه وبعدها كمل ) ما تقوليش 

كان نفسه يقولها .. تقوله انها جنبه وانه المفروض ما يرتاحش في الكلام مع اي واحدة غيرها وان هيا بس اللي من حقها يرتاح معاها ويفضفض معاها هيا وبس هيا تكون راحته وامانه وسعادته .. نفسه يقولها انها أجمل من اي حد قابله او شافه .. يقولها ترحمه شوية .. نفسه يكون لبسها ومكياجها وجمالها ده كله كان مخصوص علشانه هو مش علشان غيرانة من واحدة وبتحاول تتحداها ... كان نفسه لو ياخدها لوحدها في أي مكان ويسهروا ويتعشوا فيه لوحدهم هما وبس ......

وهيا كان نفسها تقوله انه مش مسموحله أبدا يتكلم مع غيرها ، مش مسموحله يتكلم ويفضفض مع اي حد غيرها ، مش مسموحله ابدا يخرج يقابل غيرها .. تقوله يحس بيها هيا وبالنار اللي جواها .. يشوفها هيا .. هيا لابسه كل ده علشانه هو .. حطت الميكب له هو .. رسمت عنيها علشان عنيه هو .. كل ده علشانه بس كأنه اتعمى عنها وكأنه ولا هامه كل اللي عملته .. ومبقاش بيشوفها جميلة أصلا .. بصت لبعيد من شباك العربية كانوا على الكورنيش واتمنت لو جوزها ياخدها لوحدهم ويتعشوا مع بعض في أي مكان لوحدهم ويرقصوا طول الليل وهيا تحط راسها على كتفه وتنسى الكون بما فيه وبكل مشاكله وهمومه ... 

أخيرا وصلوا ونزلوا مع بعض وجنب بعض لكن بينهم ألف خطوة وخطوة .. دخلوا كانت داليا لسه ما وصلتش وقعدوا واستقروا 

أدهم : تشربي حاجة عقبال ما تيجي ! 

ليلى بصتله وكان نفسها تنفجر فيه بس سكتت : قهوة 

ادهم بص لعياله : وانتي يا آية ميلك تشك فراوله وسيادتك كراميل صح كده ! 

الاتنين بابتسامة : صح 

أدهم طلب الجرسون وطلب مشاربيهم .. والعيال فضلت تتكلم وهما بيردوا عليهم وبس لحد ما وصلت داليا في قمة شياكتها وكأنها بتتحدي ليلى في جمالها .. 

ليلى اتأكدت فعلا ان قلقها في محله .. من إمتى داليا بتلبس كده ! ده لبس مخصوص لحد مخصوص وللاسف الحد ده جوزها ..   فضلت تراقب ضحكها وهزارها مع العيال ومع جوزها وهيا قاعدة في صمت تام نادرا ما بتقطعه ومحدش فيهم حاول يكلمها .. لأول مرة تحس انها دخيلة في مكان جوزها موجود فيه .. حست إنها فعلا خسرت جوزها .. او هتخسره قريب .. اتخنقت وبقت بتتنفس بالعافية ومرة واحدة وقفت 

كلهم بصولها باستغراب وأدهم : خير في أيه مالك ! 

ليلى باصة بجمود قدامها : مصدعة وعايزة امشي ! 

أدهم باستغراب : طيب نتعشي الأول ! 

ليلى : بقولك تعبانة ومصدعة 

داليا باهتمام : حبيبتي معايا مسكن تاخدي قرص 

ليلى : لا شكرا انا محتاجة بس ارتاح شوية

أدهم : طيب اقعدي شوية وهنروح 

ليلى باصرار : أدهم ... همشي 

أدهم : سيادتك مش واخدة بالك اننا اوردي طلبنا الأكل ولا إيه ! 

ليلى بغباء: عايزة امشي اذا سمحت 

أدهم بدأ يتعصب والناس بدئت تنتبه عليهم : اقعدي لحد على الأقل ما العيال تاكل وهنقوم على طول 

ليلى وصلت لاخر تحملها ومش هتقدر تقعد تاني أكتر من كده في المكان ده ومش قادرة تتنفس وخلاص أخدت قرارها فبصت لأدهم : اتعشى انت وعيالك وأنا هروح بعد اذنكم .. داليا مبسوطة قوي اني شوفتك اعذريني هكلمك بعدين .. 

أدهم : اقعدي سيادتك مش هتمشي لواحدك

ليلى اخدت شنطتها : لا سوري يا ادهم باي 

سحبت شنطتها ومشيت بسرعة وسط ذهول من الكل ولحظات تفكير من ادهم اللي بيحاول ما يتهورش وبص لداليا ووقف : خلي بالك من العيال لحظة وراجع 

داليا هزت دماغها بتفهم وهو انسحب بسرعة ورى مراته لحقها بره باب الكافية مسكها من دراعها بعنف وقفها وزعق : انتي ازاي تمشي بالشكل ده ! هاه 

ليلى بتقاوم دموعها بالعافية : مش قادرة افضل 

أدهم بنرفزة : ده مش سبب كفاية انك تقومي وتمشي بالشكل ده ! 

ليلى بصتله ودموعها لمعت : زمان كان سبب كفاية ايه اللي اتغير ! 

ادهم رفع ايديه وصوته علي : كل حاجة اتغيرت .. تقدري تقوليلي ايه اللي ما اتغيرش ! ده ابسط حاجة كلامي نفسه ما بقالوش قيمة بالنسبالك ! 

ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت : عايزة امشي 

للمتابعه اترك تعليق



الجزء الثاني من الحلقه الخامسه 

المشوة 

ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت : عايزة امشي 

أدهم بص حواليه ولمح كذا تاكسي واقفين منتظرين فشاور بإيده واقربلهم جه ناحيته بسرعة وهو مسك ليلى من دراعها بعنف وراح ناحية التاكسي : زايد ! 

السواق : اتفضل يا باشا 

أدهم فتح الباب وبص لمراته : اتفضلي روحي 

ليلى بصتله بصدمة ومقدرتش تنطق بس بصاله وهو زعق : اتفضلي اركبي مش تعبانة وعايزة تروحي ! اتفضلي 

راح ناحية السواق وقاله العنوان بالتفصيل وبعدها قفل الباب على مراته ودخل لجوه الكافية وهيا في حالة ذهول تام بس دموعها نازلة بصمت وحست انها خسرت كتير جدا ده اذا مكنتش خسرت كل حاجة أصلا !! 

أدهم دخل وعياله سألوه عن أمهم : ركبتها تاكسي وروحت 

داليا مسكت دراعه باهتمام : طيب كنت وصلتها يا ادهم ما ينفعش تسيبها كده تروح لوحدها بالليل ده ! 

أدهم بغيظ : هيا عايزة تروح هيا حرة مهياش صغيرة أصلا .. وبعدين السواق هيوصلها لحد باب الڤيلا جوه وعرفته العنوان .. هيا في أمان ما تقلقيش 

بيتكلم وكأنه بيحاول يطمن نفسه هو وقاعد معاهم تفكيره كله في ليلى اللي مشيت بالشكل ده .. واستغرب ازاي وافقها تمشي وازاي هيا ما سمعتش كلامه ومشيت .. 

ليلى طول الطريق تعيط لحد ما وصلت البيت ونزلت وأول ما دخلت الكل جري عليها لان وشها متبهدل وخصوصا بعد ما الكحل ومكياج عنيها باظوا وبهدلوا وشها كله بقى أسود 

حنان : ايه اللي حصل ابني فين والعيال فين ! 

حسين بخوف : حصل ايه يا ليلى!

ليلى هنا استوعبت غباء تصرفها وتهورها وفكرت هتقولهم ايه ! 

امها : يا بنتي انطقي حصل ايه وجوزك وعيالك فين ! 

ليلى حاولت تبتسم : مفيش حاجة حصلت انا بس صدعت والعيال عايزين يفضلوا بره فأخدت تاكسي وجيت لوحدي بس كده ! 

حسين باستغراب : وأدهم سابك كده تيجي لوحدك ! 

ليلى : عادي يا عمي 

حسين : لا مش عادي طبعا .. 

ليلى : انا أسفة بس انا فعلا مصدعة ومحتاجة ارتاح بعد إذنكم 

انسحبت بسرعة وحسين اتصل بأدهم 

أدهم بقلق : خير في حاجة ! ليلى وصلت صح !

حسين : انت ازاي تسيبها تروح وحدها ! 

أدهم اخد نفس بارتياح انها وصلت : احنا مع ناس وبنتعشي وهيا وقفت مرة واحدة تروح واهي روحت 

حسين : انا بسألك انت ازاي تسيبها ! 

أدهم : هيا حرة هو انا همسكها غصب عنها يعني ولا ايه ! 

حسين : هتيجي إمتي !

أدهم : شوية وجايين 

قفل أدهم وداليا فضلت طول الوقت تحاول تهزر والعيال مبسوطين وأدهم بيتفرج عليهم ودماغه مشغوله تماما بليلى .. 

اخيرا هيروحوا وركبوا العربية وأدهم لما عرف ان داليا جاية بتاكسي أصر يوصلها الأول وهيا ركبت جنبه بانتصار وفرحة 

العيال ناموا في العربية وهيا بتتكلم جنبه وهو بيرد علي قد ما بيقدر وبيركز .. اخيرا وصلوا وطفى عربيته وبصلها ومنتظرها تنزل وكان الجو ظلمه الا من نور الشارع

داليا بهمس : اتمني تتكرر 

ادهم ابتسم : ان شاء الله ليه لأ ! 

داليا مدت ايدها على أيد أدهم : أنا أسفة ان في مشاكل بينك وبين ليلى .. عمري ما تخيلت ابدا انكم ممكن تختلفوا كده .. طول عمري بحسدكم على تفهمكم وحبكم 

ادهم اخد نفس طويل : كان زمان يا داليا  .. كان زمان .. 

داليا : انا موجودة يا أدهم في أي وقت تحب تتكلم او تفضفض او حتى تفضل ساكت .. هسمع حتى سكاتك .. 

ادهم ابتسم بتكلف وشد ايده من تحت إيدها : ان شاء الله ومتشكر على العشوة الجميلة دي .. العيال كانوا محتاجينها 

داليا بابتسامة عريضة : العيال بس !

أدهم بهزار : العيال وأبوهم 

داليا : يالا علشان العيال اللي نامت دي .. تصبح علي خير 

نزلت وهو روح لبيته .. دخلت بيتها مبسوطة وقابلها باباها كان قاعد على الكنبة وكأنه منتظرها 

داليا : مساء الخير يا بابي 

أبوها قاسم الحمداني : مساء النور يا حبيبة بابي .. اتبسطتي ! زياد وآية اخبارهم ايه ! 

داليا : كويسين الحمد لله .. انت مالك وقاعد كده ليه ! 

قاسم : بس مصدع حبتين ومش قادر انام فقولت اقعد انتظرك 

داليا : ألف سلامة عليك يا بابي .. اتصل بالدكتور ! 

قاسم : لا يا حبيبتي بس شوفيلي قرصين مسكن ولا اي حاجة للصداع لاحسن دماغي هتتفرتك 

داليا جابت لأبوها المسكن وهو أخد قرصين 

وساعدته يدخل أوضته يرتاح وانسحبت ..

ادهم وصل بيته وبص لعياله النايمين ونزل شايل آية وشوقية خرجت جابت زياد وحطوهم في سرايرهم 

حسين نادي على ادهم 

حسين : ادخل اتكلم معاك شوية 

أدهم : اعذرني دلوقتي .. محتاج ارتاح 

حسين : ادخل يا ادهم

ادهم دخل وبص لأمه ولأبوه : خير !

حسين : انت ازاي تسيب مراتك ترجع لوحدها وهيا بتقولك تعبانة ! ازاي جالك قلب تسيبها ! 

ادهم : لأنها مكنتش تعبانة هيا بس بتعند فأنا سيبتها براحتها !

حسين : تعند ايه بس ! افرضنا حصلها حاجة كنت هتسامح نفسك ازاي ! 

أدهم عايز يخرج : اطمنت عليها وده كفاية وبعدين هيا اصرت هيا حرة .. بعد اذنكم 

حسين : ادهم 

قاطعه أدهم : علي فكرة مش بحب حد يتدخل في أموري الخاصة .. تصبحوا على خير 

سابهم وخرج وراح اوضته كانت مراته نايمة او عاملة نفسها نايمة وهو وقف ايديه في وسطه بيفكر يتكلم ولا لأ ومرة واحدة ليلى سمعت قفلة الباب واتعدلت بسرعة بس لقت نفسها لوحدها ودقيقة وسمعت صوت عربيته وعرفت انه مشي على شقته الثانية وهيا فضلت مكانها تعيط بصمت ...

كل واحد فيهم تملكه إحساس إنه خسر الثاني وصمتهم كان أكبر مشاكلهم ..

الصبح وقت الفطار الكل احترم سكوت ليلى وصمتها ومحدش فيهم سألها عن عدم وجود أدهم معاهم .. 

داليا الصبح بتفطر هيا وأبوها وأمها وهيا قايمة لفت انتباهها حاجة رجعت وبصت للباسكت واخدت حاجة منه وبصت لباباها

داليا : مين رمى المسكن في الزبالة كده !

قاسم بعدم اهتمام : أنا ليه !

داليا : وليه ترميه ! 

قاسم بيقلب في الموبيل : كنت مصدع وخلاص الحمد لله خفيت 

داليا باستغراب : وعلشان خفيت ترميه ! ماهو ينفع 

قاسم بصلها : ماهيا الصيدليات مليانة ! 

داليا : انت غريب قوي يا بابا النهاردة 

قاسم : ليه غريب ! هيا دي وظيفة المسكن لما نبقى تعبانين نموت عليه لكن بعد ما الألم يخف مالوش اي لازمة ومكانه الزبالة او الدرج .. اقولك علشان ما تزعليش على المسكن روحي ارميه في الدرج بما إنك حساسة ناحية المسكن قوي كده ! 

داليا وقفت وبصت لأبوها وبتتنفس بغضب ونظراتها بتطلع نار 

قاسم : بتبصيلي كده ليه ! مش دي وظيفتك حاليا ! مسكن ! 

داليا : لا طبعا 

قاسم : ما تضحكيش على نفسك .. المسكن يا داليا لما احتاجه ممكن أعمل المستحيل علشانه لكن بمجرد ما الألم ينتهي هرميه في أقرب باسكت او هرميه في أي درج وده بالظبط اللي هيحصلك .. أدهم بمجرد ما مشاكله تنتهي مع مراته ولا هيبصلك .. انتي مجرد مسكن 

داليا : لأ .. انا هخليه 

قطعت كلامها ومكملتش وابوها اتكلم 

قاسم : هتخليه ايه ! حب بالمنظر اللي انتي كنتي بتحكي عنه لا يمكن ينتهي بالشكل ده وبالأسباب دي .. دي مجرد زوبعة بيمروا بيها وهترجع الأمور بعدها لطبيعتها بينهم 

داليا : الأمور بتسوء بينهم 

قاسم : هتتعدل .. واحدة حاربت الكل علشان تتجوز واحد مشوه بالمنظر ده وفضلت معاه وخلفت منه عيلين لا يمكن تتنازل عن جوزها بالسهولة دي .. لا يمكن .. دي مرحلة وهتعدي 

داليا بدموع : انتو ليه مصرين تضايقوني انت وماما ؟

قاسم : يا بنتي احنا بنحاول نحميكي من جرح كبير ،، لو اختارتي اي حد في الدنيا هساعدك لكن انتي بتختاري غلط وغلط جدا كمان عايزانا نعمل ايه ! نتفرج عليكي ! 

داليا : انا مش مسكن وهتشوفوا انتو الاتنين وبكرة اثبتلكم ..

سابت باباها وخرجت على شغلها تفكر في كلام باباها ..

الظهر ادهم رجع بيته وقعد وسطهم واعتذر عن عدم وجوده الصبح وقالهم انه كان عنده شغل مهم ومحدش فيهم علق بس طبعا كان واضح جدا ان هو وليلى مش بيتكلموا .. 

ليلى أبوها وأمها سافروا لبلدهم واتمنوا انهم يزوروهم وحالتهم تكون أفضل من كده ..

عدى يومين وكلامهم في أضيق الحدود جدا والمسافة وسعت بينهم جدا .. 

كانوا في مرة متجمعين كلهم في الجنينة وزياد وآية بيلعبوا ومعاهم أصحابهم 

أحمد : ياه فكروني بأيام زمان ..  كانت أحلي أيام واحنا في سنهم كده وكنا زيهم نفضل نلعب ونجري ونطنطط وزمايلنا معانا ولا الحفلات اللي كنا بنعملها .. ايام ... فاكر يا أدهم ولا نسيت !

أدهم بصله كتير واتعدل في قعدته : وهيا دي أيام تتنسي برضه بس ذكرياتنا مختلفة يا أحمد لان في الوقت اللي سيادتك كنت مبسوط وبتلعب فيه أنا مكنش مسموحلي إني أقرب منك أو أشارك في أي حاجة وكنت بفضل أراقبك بس من بعيد لبعيد وحضرتك كنت بتتفنن إزاي تضايقني وإزاي تلبسني مصيبة بعد مصيبة .. دي ذكرياتي عن الجنينة وألعابها .. الظاهر إنك إنت اللي نسيت إن ذكرياتنا مختلفة .. بعد إذنكم ورايا شغل 

انسحب بهدوء وساب الكل في حالة غير الحالة 

أحمد بص لأبوه اللي زعلان وباصص للأرض : بابا أنا آسف مكنتش أقصد أفتح مواضيع قديمة ! 

حسين وقف علي عكازه : وإنت ذنبك إيه يا أحمد ! ده كان غلطي أنا وده ذنبي اللي لازم أكفّر عنه .. بعد اذنكم 

كل واحد راح لمكان وليلى فضلت تراقب عيالها وسألت نفسها يا تري الفجوة اللي بينهم هتكبر لإمتي .. وأدهم إمتي هيسامح وينسى الماضي بكل ما فيه ! 

ادهم وصل لبوابة الڤيلا ويدوب هيخرج لقى سيد البواب بيوقفه

أدهم : خير يا سيد ! في حاجة ! 

سيد : خير يا باشا .. بس ابويا اول ما عرف ان حضرتك هنا أصر جدا انه لازم يشوفك بنفسه .. اهو جاى اهو 

ادهم بص ورى سيد للراجل العجوز اللي بيقرب علي قد ما سرعته بتسمح ونزل بسرعة من عربيته وراح لعنده وحضنه 

الراجل العجوز فضل حاضنه كتير جدا وكأنه ابنه اللي كان غايب عنه من سنين وأدهم متأثر جدا ..

متولي : ياه اخيرا يا ابني !! اخيرا رجعت بيتك .. الحمد لله اني عشت وشوفتك من تاني طول بعرض ما شاء الله عليك .. ظابط قد الدنيا .. ابني بيقولي ان حضرتك وضعك له شنة ورنة وبقيت حاجة كبيرة قوي !

ادهم بتأثر بيمسح دموعه بسرعة : كله بفضل ربنا وفضلك انت يا عم متولي .. عمري ما هنسى ابدا وقفتك جنبي مرة بعد مرة .. عمري ما هنسي انك كنت ديما السند ليا .. وسامحني اني ما سألتش عنك بدري بس مش عارف الحياة اخدتني ومكنتش عايز حاجة تفكرني بالبيت ده واللي فيه ! 

متولي : اسامحك علي ايه بس يا ابني ! وفضل ايه اللي بتتكلم عنه ده .. ربنا يعلم طول عمري بدعيلك يرزقك باللي يعوضك عن كل اللي عشته في البيت ده .. كان نفسي بس اطمن عليك مش اكتر .. واديني الحمد لله عشت لحد ما شوفتك اهو ما شاء الله تشرح القلب ... 

ادهم : الحمد لله انا بخير وربنا فعلا كان ديما جنبي وبيوقفلي اولاد الحلال ..

متولي ابتسم وبص لوشه كتير : بس ما شاء الله يا ابني جروحك كلها خفت اهي من وشك .. الحمد لله ما تتخيلش كنت خايف عليك ازاي ! خوفت تعيش حياتك كلها بوشك مشوه بالشكل ده بس ما شاء الله خوفي مكنش في محله 

ادهم ابتسم بحزن : لا يا عمي انا عشت فعلا عمري مشوه 

متولي بعدم فهم : بس ما شاء الله يا ابني وشك ...

ادهم وضحله : لسه راجع من السفر كنت بعالج في وشي يا عمي بره مصر وعملت عمليات كتيرة لحد ما شكلي بقى كده ، لكن عمري كله عشت بوشي اللي انت كنت فاكرو .. بس الحمد لله ايام وعدت 

متولي غير الموضوع لما لقى ادهم اتضايق : سيد قالي انك متجوز  وعندك عيالك ماشاء الله عليهم ..  ولد وبنت صح ؟ 

ادهم ابتسم : ايوه زياد وآية .. دول اكبر نعم ربنا .. ده احلى تعويض من ربنا 

متولي : الحمد لله .. هدخل اشوفهم واسلم عليهم 

ادهم دخل مع متولي اللي شاف عياله وفرح بيهم جدا و خرج معاه وصله لحد بيته وقعد معاه كتير يتكلموا عن اللي فات وادهم قرر انه لازم يعوضه عن كل مرة وقف جنبه فيها .. قبل ما يمشي عم متولي وقفه : استنى يا ابني

ادهم وقف وبصله : خير في حاجة !

متولي بتردد : هو ينفع اسألك سؤال خاص شوية !

ادهم ابتسم : انت بتسألني يا عم متولي ! اسأل علي طول 

متولي ابتسم : هو انا ليه مش حاسك مبسوط ! يعني ما شاء الله وشك واتعالج وعيالك في حضنك واهلك ورجعولك وندموا ليه انت مش مبسوط ! انت ما بقتش مشوه !

ادهم اخد نفس طويل وفضل ساكت شويه : ماهو دي المشكلة ان معظم الناس بتحكم بالظاهر وبس ... انا فعلا كنت مشوه بس كنت متقبل حالتي واتعلمت اتعايش معاها لكن دلوقتي انا ظاهريا مش مشوه لكن للاسف مش متقبل شكلي ده ولا اقرب الناس ليا متقبلينه .. تعرف يا عم متولي اني بقيت بشتاق لوشي المشوه .. التشوه الداخلي اصعب بكتير جدا من التشوه الخارجي يا عم متولي .. انا مش عارف انت فاهمني ولا لأ ! ولا اصلا كلامي له معنى ولا انا بخرف بس كنت متخيل ان بتغير وشي كل المشاكل هتختفي وتتبخر لكن كنت غلطان .. وشي مالوش علاقة ابدا والتشوه اللي جوه روحي اعمق واصعب بكتير من اللي كان في وشي 

عم متولي : لا مش بتخرف يا ابني وكلامك مفهوم بس علي قد عقلي اعتقد يا ابني ان جروح سنين مش هتداري ابدا بتغير وشك .. ارمي همومك وتكالك علي الله قادر هو يسعدك وييسر امورك .. وادي لنفسك فرصة ووقت علشان اللي جوه يتعالج زي اللي بره .. ايوه هتتعب وهتاخد وقت بس المهم يا ابني النتيجة.. اتوكل علي الله يا ابني وخليني اشوفك 

ادهم ابتسم : بإذن الله 

قام مشي ورايح لشغله وفضل يفتكر اللي فات ... افتكر كل مرة كان بيأكله فيها لما يتعاقب ويتحرم من الأكل .. افتكر محاولاته ديما للتخفيف عنه لما يكون متضايق او لما يلعبه .. افتكر اعياد الأم لما مكنش مسموحله يجيب هدية كان عم متولي يقطفله احلى ورد في الجنينة ويساعده يعملوا بيهم عقد او طوق علشان يعرف يهادي أمه .. افتكر كمان حزنه وإحباطه في كل مرة بيشوف اللي عمله في الباسكت مرمي في الزبالة ... حس بوجع كبير جواه .. مبقاش عارف يتجاهل الوجع ده وزاد عليهم وجع بعد حبيبته عنه .. الاول كان بيدفن نفسه في حضنها لكن دلوقتي حس انه رجع لوحدته من تاني ....

رجع البيت الظهر وقعد مع عيلته بس استغرب ان مراته وعياله مفيش 

ادهم : العيال فين وليلى فين ! مش سامعلهم صوت يعني ! 

حنان : ليلى راحت المدرسة وزمانها جاية بينهم 

ادهم باستغراب : ليه يعني ! في حاجة !

حنان : مش عارفه والله يا ادهم هيا قالتلي انها رايحة المدرسة ومش هتتأخر بس في تليفون اعتقد جالها من المدرسة 

ادهم مشو وبدأ يقلق ان تكون حاجة حصلت لحد من العيال وهيا محبتش تقلق حد فمسك موبيله في ايده بيفكر يكلمها 

أحمد : اتصل اتصل ما تتكسفش دي زي مراتك برضه 

ادهم بصله : انت علي طول رخم ! 

أحمد بابتسامة : الصراحة اه .. المهم كلمها اطمن علي العيال كمان 

ادهم يدوب هيتصل الباب اتفتح ودخلت ليلى بتزعق : انا مش عارفة انت ازاي تتخانق بالشكل ده وازاي تضرب العيال كده ! سيادتك عاملي بلطجي في المدرسة ولا ايه ! انا ابني يترفد من المدرسة ! 

زياد بيحاول يتكلم : يا ماما بس اسمعي 

ليلى : مش هسمع ولا حرف واحد منك يا زياد والعيال دي هتعتذرلها وتتأسفلها 

الكل كان وقف مع دخولهم بس هنا ادهم اتدخل : في ايه ! وبتعلي صوتك كده ليه !

ليلى بصت لجوزها : سيادته عامل بلطجي في المدرسة وبيضرب العيال واخد رفد ٣ أيام من المدرسة 

ادهم كان زي القنبلة اللي بتهدد بالانفجار وبصوت غريب : وسيادتك بتزعقي فيه ليه ؟

ليلى بصتله باستغراب : بقولك اترفد 

ادهم انفجر : ما يترفد !! فيها ايه ! اترفد من الجنة يعني ! انتي ازاي داخلة تزعقي في ابنك بالشكل ده ومش مدياله فرصة يتكلم ! هاه ! انتي بأي حق اصلا بتزعقيله ! لا وبتقوليله يعتذر ! بعتذر لمين ! لكلاب في المدرسة ! 

ليلى عندها حالة ذهول : ادهم انت بتقول ايه ! 

أدهم زعق اكتر واكتر : بقول انك كأم واجبك تقفي جنب ابنك قصاد الناس ! واجبك تدافعي عنه ! واجبك تنصريه لما الكل يعاديه ! واجبك تكوني في ظهره وسنده وتحميه مش جايه تزعقي وتقوليله يعتذر ! يعتذر لمين ! وليه ! هو انتي اصلا سمعتيه علشان تعرفي هو غلطان ولا لأ قبل ما تقوليله يعتذر ! 

ليلى حاولت تتكلم : في المدرسة قالوا

قاطعها بتزعيق : يقولو اللي يقولوه انتي تسمعي ابنك وكلامه تأمني عليه حتي لو انتي عارفه انه غلط فاهمه ولا مش فاهمه ! واياك تاني مره تزعقيله بالشكل ده وحذاري ياليلى تجبريه في يوم يعتذر لحد ... قسما بالله ما هيحصلك خير ابدا .. 

احمد حاول يتدخل : ادهم اهدى شويه مش كده 

ادهم زق ايده بعيد : لا مش ههدى والمدرسة دي انا هقفلها وهطربقها علي اللي فيها ! مش انا اللي ابني يترفد وكمان عايزينه يعتذر ! والله علي جثتي انه يعتذر لكلب في المدرسة دي .. وانتي ( بص لليلى اللي اتفتجئت ) ابنك انتي تعتذريله علي صوتك العالي معاه ودي اخر مره ليكي يا ليلى تعامليه بالشكل ده وتنسي ان دورك كأم تنصريه لما الدنيا كلها تقف ضده وتسنديه لما يقع وتوقفيه تاني علي رجليه ولو مش عارفة تقومي بالدور ده بلغيني وانا هعرف اتصرف ساعتها .. مفهوم ! 

وسط حالة الذهول اللي ليلى فيها ما ردتش بس اتفزعت من صوته وهو بيعيد كلامه : مفهوم ؟ 

ليلى بصوت تايه : مفهوم 

ادهم بص لابنه وبصوته العالي : وانت ( زياد اتفاجيء وبص لابوه بخوف ) : اوعي تسمح لأي حد في يوم من الايام انه يسكتك ويمنعك تتكلم وتقول اللي حصل .. اوعي في يوم تشيل ذنب مش ذنبك .. اوعي تتحمل مسؤلية حاجة انت معملتهاش ... اوعي تسكت وطالما ليك حق تاخده فاهم ! 

زياد ساكت فأبوه زعق : فاهم ؟

ومع انه مش فاهم حاجة بس رد : فاهم 

ادهم بص لابنه وحس بخوفه وده ضايقه فقرب منه وقعد قصاده وبلهجة هادية نوعا ما : اتخانقت معاهم بالكلام ولا ضربتوا بعض ؟ 

زياد بخوف نوعا ما : ضربتهم ! 

ادهم ابتسم وزياد اتفاجيء بأبوه بيقف : تعال نتغدى انا وانت بره وتحكيلي بالتفصيل يالا بينا ..

مسك ايده واخد منه شنطته ورماها علي اخر دراعه وبنظرة غضب وجهها للكل أخد ابنه وخرج وكلهم فضلوا مكانهم متسمرين وعرفوا ان الماضي عايش جوه أدهم بحذافيريه .. ومش عارف يخرج من دوامة الماضي ... 

للمتابعه اترك تعليق


الحلقه السادسة من الجزء الثالث 

المشوة 

بعد خروجه اتفاجؤا بشهقة عياط من حنان وكلهم اتلموا حواليها وهيا حاطة ايديها علي وشها 

احمد : في ايه يا ماما مالك انتي كمان ! 

حنان : الكلام كله كان ليا انا .. كل حرف قاله يقصدني انا بيه ! لكن انا للاسف مكنتش قوية علشان اقف في ظهره ولا اسنده ولا اجيبله حقه من اللي ظلمه 

حسين كمل بوجع : وكنتي هتجيبله حقه ازاي مني ! هو مش انا اللي كنت ديما ظالمه ! ادهم عايش لسه في الماضي وتزعيقه وانفجاره بالشكل ده هو تنفيس للي حصله زمان 

احمد افتكر يوم خناقته لما إتهم أدهم ان هو اللي اتخانق وخلاه هو يتعاقب مكانه .. افتكر كل حاجة عملها وافتكر عقابه ساعتها كان ايه ! وقعد هو كمان يفتكر الماضي بحذافيره حتي ليلى افتكرت اللي هو سبق وحكاه عن اللي حصله ساعت ما اترفد من المدرسة وقضى سنة في البيت .. 

كل واحد فيهم انسحب لاوضته يفتكر الماضي اللي لسه لحد دلوقتي بيأثر في الكل ..

ادهم اخد ابنه وطول الطريق متعصب ومش عارف يهدي نفسه ولا عارف يطرد كمية الذكريات اللي بتهاجمه ولا عارف يسيطر علي الوجع اللي بيهاجمه ولا عارف يمنع احساس الألم اللي في ظهره وكأنه بيتجلد من تاني .. اخيرا وقف عربيته علي الكرنيش ونزل وقف يبص لقدام محاولة في السيطرة علي انفعالاته 

زياد نزل وراه : بابا انا اسف لو كنت 

قاطعه ادهم وشاله قعده علي الدكة اللي وراه وقعد قصاده : ما تتأسفش يا زياد مش عايز اسمع اسفك 

زياد بحيرة : امال عايز ايه يا بابا ! 

أدهم : عايزك تقولي بالتفصيل ايه اللي حصل بالظبط ! وسواء غلطان او ليك حق انا هقف معاك وهكون ديما سند ليك قصاد اي حد ده شيء منتهي ولازم تكون متأكد منه ان ابوك وامك الاتنين معاك ديما .. ودلوقتي قولي حصل ايه بالظبط ! ومين غلطان ! 

زياد أخد نفس طويل وبدأ يحكي لأبوه : بابا احنا كنا في حصة الاسبورت وجه واحد معايا في الفصل اسمه عمر عايز يلعب معانا وانا رفضت بس هو مقبلش رفضي ده وفضل يصر 

أدهم باستغراب : وانت ليه رفضت انه يلعب معاكم ؟ 

زياد بتوضيح : علشان هو عبيط يا بابا 

ادهم باستغراب اكتر : يعني ايه عبيط دي يا زياد ؟ 

زياد : يعني مش مظبوط يا بابا .. مش بيعرف يتكلم كويس وتحسه غبي ومش شاطر ابدا .. حتي المدرسين بيقولوا عليه انه متخلف فليه بقى العب معايا واحد متخلف ! يروح يشوفله حد متخلف زيه يلعب معاه 

إدهم هنا حس بصدمة .. وافتكر كل حرف نطقه في حق ليلى وازاي اتنرفز عليها وازاي تخيل ان ابنه عمره ما يغلط ابدا .. حس بغلطه الشنيع وغمض عنيه بوجع .. خوفه ان الماضي يتكرر هيخليه يدمر عياله بنفسه وما يعرفش يربيهم صح ..

زياد بيتكلم : بابا ! انت روحت فين انا بتكلم ؟

أدهم : كمل وبعدين عملت لعمر ايه !

زياد : فضلت اقوله يروح بعيد ولأنه غبي مش بيفهم اضطريت ازقه بعيد علشان يمشي وزقيته كذا مرة لحد ماهو الغبي وقع على الرصيف واتعور .. ذنبي ايه انا بقي ! 

أدهم صدمة : ذنبك ايه ؟ ازاي بتقول ذنبك ايه وانت غلطان في كل حرف يا زياد ! الظاهر اني غلطت لما وثقت فيك وزعلت ماما علشانك ! 

زياد بص لأبوه : ليه يا بابا هو غبي فعلا 

أدهم سكت شوية وبصله : فاكر يا زياد الجروح اللي كانت في وشي دي ؟ 

زياد : ايوه فاكرها 

أدهم : ايه رأيك فيها ؟ كان شكلي حلو بيها ! 

زياد : يعني بس كده أحلي 

أدهم : طيب عارف بشكلي القديم انا كان الناس بيقولو علي ايه ؟

زياد : ايه ! 

أدهم : مشوه .. مسخ .. ابليس 

زياد بعدم فهم : يعني ايه الحاجات دي ؟ 

أدهم : المشوه يعني واحد شكله وحش .. علشان الجروح اللي في وشي مخلية شكلي وحش فكانوا بيشتموني بالكلام ده .. المسخ ده زي الوحوش اللي شكلها مخيف جدا ووحش جدا .. أما ابليس فده شيطان 

زياد بتأثر : بس يا بابا انت مش شكلك وحش انت كنت متعور في وشك بس .. دي كانت جروح !

أدهم : ماشي بس الجروح دي كانت مخلية شكلي وحش وعلشان كده قالو عليا الألفاظ دي 

زياد بعدم اقتناع ونرفزة  : بس انت مش عورت نفسك يعني وده مش بمزاجك علشان يسموك كده ده غلط 

أدهم هنا وصله للي هو عايز يسمعه : بالظبط ده غلط فعلا لان مش انا اللي عورت نفسي بنفسي ولا انا اخترت أكون مشوه فلما الناس تلومني وتضايقني علي حاجة مش بإيدي ده كان بيضايقني وكان بيبعدني عن الدنيا كلها وأكيد انت فاكر انا ازاي مكنتش بحضر معاكم حفلات ولو حضرت باجي اخر واحد علشان محدش يشوفني واختفي بسرعة ومكنتش برضه اتصور معاكم كتير .. انت أكيد فاكر الحاجات دي ؟

زياد : أيوه فاكر وده كان بيضايقني منك انك بتهتم بكلام الناس اكتر من انك تكون معانا 

أدهم بصله : انت عارف انا كنت بعمل كده ليه يا زياد ! 

زياد : ليه !

أدهم : علشان وأنا صغير كان في عيال زيك بيرفضوا اني العب معاهم وبيقولولي انت مشوه ما تلعبش معانا وكل ما اقرب منهم كانوا بيسيبوا المكان كله ويمشوا بعيد .. 

زياد بص للأرض وبدأ يفهم غلطه ، اما ادهم فرفعله وشه : بصلي يا زياد .. لما الانسان بيكون مشوه او معوق أو غبي زي ما انت ما بتقول ده ما بيكونش بإختياره ده بيكون غصب عنه .. مشكلته الحقيقية بتكون في اللي حواليه .. 

زياد : بس يا بابا هو هيعرف يعني يلعب ! ماهو ممكن 

قاطعه ابوه : ممكن ايه ؟ هتعرف منين هو امكانياته ايه من غير ما تقرب منه وتديله فرصة يلعب ويتعلم ويتفاعل معاكم ! 

زياد : بابا هو انت مشوه من امتي وازاي !

أدهم اخد نفس طويل : من وانا صغير يا زياد .. كنت في العربية مع عمك وعملنا حادثة بالعربية وانا خرجت من العربية ودخلت في عربية محملة قزاز وده اللي عورني وبهدلني .. ومن ساعتها وانا مشوه .. 

زياد : وأصحابك عملوا معاك ايه ! 

أدهم : مكنش عندي صحاب يا زياد والناس كلها كانت بتكرهني علشان وشي شكله كده والكل بعد عني واضطريت اقعد في البيت ما اخرجش منه واروح ساعة الامتحانات بس وعارف لما روحت الامتحانات قعدوني في أوضة لوحدي علشان كل العيال مرضيوش يقعدوا معايا .. وبعدها دخلت مدارس عسكرية وبرضه كان ليا اوضة لوحدي وتدريبي لوحدي والكل بيبعد عني لمجرد ان وشي متعور 

زياد بتأثر : بس دي حياة صعبة قوي يا بابا ان ميكنش عندك اصحاب أبدا .. طيب كنت بتلعب ازاي ؟

أدهم بوجع : عمري ما لعبت أبدا يا زياد مع حد .. محدش كان بيسمحلي العب 

زياد زعل جدا وافتكر صاحبه اللي ضربه ووقعه واتعور ومشي يعيط وسأل أبوه : طيب وعمو أحمد ؟ مكنش بيلعب معاك ! هو أخوك ولا برضه كان زيهم ! 

أدهم معرفش يجاوب ابنه ومش عايز يخلي عياله يكرهوا أهله ومش عارف يقول ايه فوقف وغير الموضوع : احمد كان كبير عني وبعدين سيبك مني وقولي هتعمل ايه مع عمر ! 

زياد باصرار : الاول قولي ليه دادو وتيتة مكنوش معانا من زمان وليه دلوقتي بس ظهروا في حياتنا وليه انت مش حابب تقعد في بيتهم وبتروح علي طول شقتنا 

أدهم بص لابنه وقرر يقفل الموضوع : شوف يا زياد لما حصل اللي حصل ودخلت المدارس العسكرية انا سيبت البيت ومرجعتوش تاني أبدا 

زياد بدهشة : طيب عشت ازاي يا بابا ؟ 

أدهم : زياد اقفل الموضوع ده .. دي تفاصيل انت في غنى انك تعرفها دلوقتي .. المهم دلوقتي صاحبك اللي انت عورته هتعمل ايه معاه وهتتعامل ازاي ! انت اول واحد اهو في حياته هيقرر هتخليه يعيش زي باباك محروم انه يكون عنده اصحاب ويلعب ولا هتسمحله يعيش 

زياد : أنا يا بابا ؟ 

ادهم : أيوه انت .. انت هتكون البداية يا زياد .. لو كان في حد زمان قرب مني وسمحلي اكون صاحبه كان ساعتها اللي حوالينا هيعرفوا اني انفع اكون صاحب و اني بعرف العب معاهم بس للاسف الكل بعد ومحدش أخد اول خطوة 

زياد بحماس : أنا هاخد أول خطوة يا بابا .. 

أدهم ابتسم : طيب هتعمل ايه ! 

زياد : هتأسفله وأخدله هدية .. هنروحله البيت ايه رأيك !

أدهم : هو انت لما زقيته ووقعته كان في البيت ولا كان في المدرسة !

زياد : في المدرسة 

ادهم : يبقى اعتذارك يكون في المدرسة 

زياد بسرعة وباعتراض : قدام صحابي يا بابا ؟ 

أدهم باستغراب : امال ازاي صحابك هيقلدوك ! ولا انت هتصاحبه في البيت وقدام صحابك لأ !

زياد سكت وبص للأرض وكشر بيفكر في كلام أبوه وبيفكر في أصحابه ورد فعلهم هيكون ايه ؟

أدهم بتفهم : صحابك ممكن يقاطعوك انت يا زياد لما تاخد الخطوة دي 

زياد بص لأبوه وما اتكلمش 

أدهم : انت ممكن تزعل وممكن صحابك يقاطعوك فعلا بس شوف المقابل وفكر فيا أنا .. أنا عمر ما كان عندي صاحب أبدا أبدا يا زياد لان مكنش في حد شجاع كفاية يقف في وش الكل ويقول ان انا صاحبه فكلهم اختاروا السهل وبعدوا .. عارف في مره واحنا في التدريب كنا في سباق و واحد من زمايلنا اتعور وكل اصحابه كانوا عايزين يفوزوا فسابوه في الارض ومشيوا وقالوله هنبعتلك حد بعدين وهو كان هيخسر 

زياد بانتباه : وبعدين خسر فعلا !

أدهم : لا انا مهنش عليا انه يخسر لانه كان يعتبر ديما الاول فشلته 

زياد : هو كان صاحبك !

ادهم : لا يا زياد مكنش صاحبي ابدا بس شلته علي ظهري ووصلته لخط النهاية وفاز 

زياد بحماس : وانت فوزت صح وأخدت نقط اضافية علشان ساعدته صح !

أدهم اتنهد : لا يا زياد انا كان لسه فاضلي لفتين كمان لان انا كان الكل ضدي وكلهم عايزين يطردوني فلو طلبوا من العيال يلفوا التراك مرة انا المفروض الفه تلاته كانوا ديما بيحاولوا يخلوني امشي واستسلم 

زياد بزعل : واستسلمت ؟ 

أدهم : عمري .. وبعدين مش انا قدامك ظابط اهو فاستسلمت ازاي بقى ! كنت ديما الاول في كل حاجة بس برضه عمري ما طلعت الأول 

زياد : ازاي يا بابا ؟ 

أدهم : علشان مكنش ينفع الأول يكون مشوه يا زياد .. لازم يكون حد عادي وطبيعي زي الباقين .. المشوه مالوش حق 

زياد : بس ده حرام انت مالكش ذنب 

ادهم : طيب وعمر ذنبه ايه ! وغيره وغيره .. انت اهو عيل صغير ومنعت صاحبك حق اللعب لمجرد انه بيتأخر شوية عنكم او ما بيفهمش بنفس سرعتكم ! مش يمكن يكون عنده حاجة تانية هو مميز فيها ! ربنا لما بياخد حاجة من انسان بيعوضه بحاجة غيرها .. 

زياد بحماس : خلاص يا بابا بكرة هروح المدرسة وهعتذر لعمر وهخليه يكون صاحبي وهعرف معاه هو متميز في ايه ! اتفقنا !

ادهم ابتسم وضم ابنه : اتفقنا 

زياد : طيب يالا بقى نروح نشوف ماما اللي زعلناها ! 

ادهم فكر في ليلى ورد فعله العنيف قدام الكل بس للأسف هو مش مستعد حاليا برضه يعتذرلها هو مش بنفس شجاعة ابنه 

زياد : يالا يا بابا ! 

أدهم قام وقف : طيب يالا نتغدي الاول انا وانت لوحدنا ؟

زياد بفرحة : يالا 

أدهم اتغدى هو وابنه اللي ملاحظ ان ابوه مش بياكل بس باصص عليه 

زياد : بابا انت مش بتاكل 

ادهم ابتسم بيحاول يداري وجعه : باكل يا حبيبي كل انت بس ..

حط ايده علي راس ابنه بحب ووعد نفسه انه طول ماهو عايش مش هيسمح ابدا لاي حد يجي علي عياله مهما يكون الحد ده مين مش هيسمح لحد يظلمهم بأي شكل واللي هو عاشه مش هيخلي عياله يعيشوه ولو اي جزء منه ... فاق ادهم علي صوت ابنه بيسأله : بابا خلينا نكلم ماما تلاقيها زعلانة !

ادهم : هنروح دلوقتي ما تقلقش وانت هتعذرلها وهتقولها انك غلطان وان تصرفك ده مش هيتكرر تاني 

زياد ابتسم : ماشي وانت كمان هتعتذرلها انك عليت صوتك وزعقتلها قدامهم كلهم صح !

ادهم سكت ومردش علي ابنه بس قاله يخلص اكله 

أخد ابنه وروحه وليلى اول ما سمعت عربيته نزلت جري تلحقه قبل ما يمشي وزياد اول ما شاف مامته جري عليها وباسها : مامي انا اسف اني زعتلك واللي حصل مش هيتكرر تاني ابدا وبكرة هروح مع بابا المدرسة وهعتذر لعمر وهجيبله كمان هدية واصالحه 

ليلى استغربت وبصت لجوزها اللي باصص بعيد عنها ومركز مع ابنه 

ليلى لابنها : برافو عليك ده ابني حبيبي اللي الكل بيعشقه .. يالا روح غير هدومك دي ( بصت لجوزها )  ادخل عايزه اتكلم معاك 

أدهم بص لابنه : اطلع انت يا زياد ارتاح في اوضتك وبكرة زي ما اتفقنا هروح معاك المدرسة

زياد ابتسم لابوه وجري لجوه وهو بص لمراته 

ليلى : اتمنى تكون هديت علشان نعرف نتكلم 

ادهم بهدوء : اتمني انك انتي كمان تكوني هديتي وعرفتي غلطك وتكوني مستعدة تعتذري من ابنك 

ليلى بنرفزة : ادهم انا سمعت منه وهو ما انكرش انه فعلا ضرب صاحبه ده  

ادهم بنرفزة : ده برضه ما يديكش الحق يا ليلى انك تتنرفزي عليه بالشكل ده وتلاقيكي زعقتيله قدام صحابه وداخلة البيت تزعقي فيه ليه كل ده  ! هاه ! كان لازم تقعدي معاه بهدوء وتعالجي الموضوع بهدوء مش بالشكل ده 

ليلى : بغض النظر عن الطريقة يا أدهم ابنك غلط ولازم يتعاقب علي غلطه 

ادهم اتنرفز :  يتعاقب وهو مش عارف اصلا غلطه ايه ! ده الصح يا هانم ! عيل اتخانق مع عيل يبقى دوري انا كأم اسمع من ابني وافهم ليه اتخانق وافهم دماغه فيها ايه وبعدها ابقى اعاقب ده لو غلطه اتكرر .. دورك تكوني ام قبل ما تكوني وسيلة عقاب يا ليلى

ليلى حست ان ادهم بيكلمها هيا وكأنها هيا حنان وحست انه موجوع علي نفسه مش علي ابنه 

ليلى بهدوء : ماشي يا حبيبي بس هو غيرك وظروفه غير ظروفك

ادهم بنرفزة: لان انا مش هسمح بده 

ليلى : ماشي بس ده ما يمنعش يا ادهم ان ابنك لازم يعرف الصح من الغلط ولازم لما يغلط يتعاقب 

ادهم : لما يغلط !ويفهم غلطه ويعيد الغلط ده مرة تانيه ساعتها بس ممكن اعاقبه وبعدين حتي لما يغلط  مش من حقك تتكلمي بنرفزة معاه او تعاقبيه 

ليلى بذهول : علي فكرة انا أمه !

أدهم : وعلي فكرة انتي مش عارفة تقومي بدورك ده !

ليلى : وهو دوري اني اطبطب عليه يا اكون فاشله في دوري ! 

أدهم : بالظبط هو ده دورك .. انك تخليه واثق انه مهما يحصل منه ومهما يغلط ومهما يتمادي حضن امه مفتوح له ولو الدنيا كلها وقفت في وشه انتي لأ .. انتي بالذات لأ يا ليلى 

ليلى : ادهم انا غير مامتك ومش هقفل حضني في وش ابني 

ادهم بأسف : النهاردة انتي قفلتيه ووقفتي ضده ومن غير ما تسمعيه .. النهاردة انتي خذلتيه كأم وخذلتيني انا بالذات يا ليلى وما تتخيليش صدمتي فيكي قد ايه ! النهاردة انا شوفت نفسي من تاني في زياد وشوفتك انتي حسين تاني بتزعقي وترغي من غير ما تسمعي ، من غير ما تديله حتي فرصة يتكلم ، النهاردة فشلتي فشل ذريع كأم وكزوجة وابنك منتظر منك اعتذار اتمني ما تخيبهوش من تاني .. بعد اذنك 

مسكته من دراعه وقفته وراحت قدامه ورفعت وشه علشان تشوف عنيه ومسكت وشه بإيديها الاتنين 

ليلى : ارجوك يا ادهم ما تبعدش بالشكل ده عني .. انت عارف كويس اني بحب عيالي .. عيالنا عايشين كويسين ومبسوطين .. ما تخافش عليهم الماضي مش هيتكرر تاني معاهم انا وانت بنحبهم ما تخافش عليهم .. المهم دلوقتي انت خليني جنبك يا ادهم .. ارجوك اسمحلي أقرب من تاني .. ارجع لحضني يا ادهم ارجوك

ادهم بصلها ومسك ايديها الاتنين بعدهم عن وشه براحة وبدموع بتلمع : للأسف يا ليلى حضنك مليان شوك .. ( كررها من تاني بوجع ) حضنك مليان شوك .. بعد اذنك 

سابها ومشي وهيا واقفة مكانها مش متخيلة حجم الجرح الكبير اللي اتفتح وبينزف جوه ادهم اللي رجع بذكرياته سنين كتيرة وشاف نفسه مكان ابنه وبيتخانق مع زمايل اخوه في المدرسة علشان يحمي اخوه الكبير اللي استنجد بيه وبعد ما نجده اتخلى عنه ورفض يقول الحقيقة وادهم اتعاقب مكانه عقاب لسه بيوجعه لحد اللحظة دي .. افتكر جلد ابوه له جلدة جلدة وكل ضربة صوتها في ودانه وألمها علي ظهره .. راح شقته وقعد يعيش الوجع ده من تاني لوحده .. 

فلاش باك 

الاتنين في العربية وأبوهم بيتوعدهم 

أدهم بيهمس : احمد انت عارف ان ابوك مش هيعديهالي ارجوك انت مش هيعملك حاجه ارجوك يا احمد 

احمد: هيعملك ايه يعني اهو هيتعصب شويه وخلاص 

ادهم: ده لو انت لكن انا مش عارف ارجوك يا احمد انت الكبير اتحمل مره نتيجه افعالك

احمد: قوله انك ماعملتش حاجه 

ادهم والدموع في عنيه: مش هيصدقني ارجوك يا احمد 

احمد سكت وبص بعيد وساب ادهم خايف من عقاب ابوه

وصلوا البيت وابوه ساعتها زعق : اطلع علي اوضتك حالا 

ادهم جري وهو معندوش ادني فكرة عقابه هيكون ايه بس سامع خناق وزعيق مش مركز ايه اللي بيتقال او مين بيتخانق مع مين بس فتح باب وقفله من تاني بعنف وتخبيط وهو قلبه هيقف من الخوف من كل الدربكة دي وأخيرا سمع خطوات بتقرب من اوضته وعرف ان ده وقت عقابه .. الباب اتفتح وشاف ابوه واقف وفي ايده زي كرباج ومش متخيل ابوه هيعمل ايه بس اول ضربه كانت علي جسمه فلف ايده حواليه وادهم بيفتكر لف ايده بوجع علي جسمه وكأنه بيتضرب دلوقتي وكور جسمه كله وبيتنفس بصعوبة وهو بيفتكر اصعب لحظات مرت عليه وكل ضربة بيتوجعها من جديد وبسرعة قلع القميص وقام بص لظهره في المراية لانه متخيل انه بينزف من تاني لان الألم افظع من انه يتحمله .. كل كرباج بينزل علي ظهره صوته وألمه رهيب وهو متكتف مش عارف ازاي يمنع الصوت ده أو ازاي يقلل الألم ده .. قعد مكانه في الارض مستسلم للي بيحصل وللذكريات اللي عايشها من تاني وحاسسها حقيقة من تاني .. ومنتظر حسين يخلص ضربه ومنتظر يغمى عليه لانه مش عارف هو امتي بطل ضرب فيه هو بس عارف انه أغمى عليه من الألم والتعب فهو حاليا منتظر الإغماء ده من تاني .. 

حنان في أوضتها قاعدة بتفتكر اسوأ أيام حياتها وبتفكر اليوم ده بحذافيره ودخول ابنها وأبوه بيطلعه علي اوضته وهيا بتجري وراه بتحاول تمنعه 

حنان : ابنك معملش اللي بتقوله ده انت عارف ان ده احمد 

حسين : هو ما انكرش 

حنان : انت اللي مش عايز تسمعه .. ادهم ما يعملهاش سيبه في حاله 

حسين : ابعدي عن وشي .. ابعدي 

حنان وقفت قدام باب أوضة ابنها ورفضت تتحرك من وش حسين فاضطر يمسكها بعنف من دراعها وجرجرها لحد اوضتها ورماها علي السرير وقبل ما تخرج كان قفل الباب عليها بالمفتاح وهيا بتصوت وتزعق وتنادي عليه وتترجاه يرحم ابنها .. سمعت باب اوضته بيتفتح وسمعت صوت الضرب وصريخ ابنها الصغير وهيا بتعيط وتخبط وبتحاول تكسر الباب ومش عارفة تعمل ايه وبعدها جريت علي البلكونة وفضلت تنادي علي متولي اللي جه بسرعة جري علي صوتها 

حنان بعياط : الحق ادهم يا متولي الحقه حسين هيموته في ايده 

متولي بسرعة : حاضر يا هانم حاضر 

وجري متولي علي فوق ولقى ادهم في الارض مغمى عليه وشد هو حسين من فوقه : خلاص يا بيه الولد خلص خلاص .. هيموت في ايدك 

حسين بلا وعي : خليه يموت خليني ارتاح منه .. خليه يموت 

متولي شد حسين لبره ونزله لتحت وشاور للدادة تطلعله وبالفعل طلعت لأدهم هيا 

بعدها طلع حسين لأوضة مراته اللي منهارة في الأرض من العياط  : طول ما انتي بتحامي عنه هعمل فيه كده واكتر من كده طول ما بتحبيه هيتعاقب علي حبك ده .. طول ما خوفك ولهفتك عليه بتظهر هيدفع هو تمنها .. 

حنان : حرام عليك ابنك 

حسين زعق : مش ابني ولاخر يوم في عمري مش ابني .. ده ابن حبيبك وعلشان كده بتحبيه .. علشان كده بتخافي عليه 

حنان بتعب : مش حبيبي ده ابن عمي وبس .. انا كنت بحبك انت .. كنت بحبك انت 

حسين : كنتي هاه ! ودلوقتي بتحني لحبيبك ولابنه

حنان بوجع وعياط وتعب : حرام عليك .. حرام عليك 

ساعتها حنان قررت انها تبعد تماما عن ادهم وبطلت تماما تكلمه وساعتها حسين قرر ان ادهم يفضل في البيت وما يروحش المدرسة من تاني ومهما ادهم اتوسل الا انه ديما بيرفض .. لحد ما ادهم اقترح علي امه انها تدخله اي مدرسة عسكرية وبكده يبعد عنهم وفضل كتير يترجاها وهيا ساكته لانها اخدت عهد ما تكلموش تاني ابدا .. بس بعد ما ابنها مشي راحت لحسين واترجته يدخل ادهم مدرسة عسكرية 

حسين : انا موافق

حنان فرحت : بجد هتدخله! هتخليه يتعلم ! 

حسين : بس انا عندي شرط !

حنان بلهفة : موافقة عليه المهم يتعلم 

حسين : اسمعيه طيب الأول 

حنان : مهما يكون هوافق المهم يخرج من هنا ويتعلم ويقدر يكون عنده حياة خاصة بيه .. المهم يقف علي رجليه 

حسين : برضه اسمعي 

حنان بصتله : قول شرطك 

حسين : هتتنازلي تماما عنه 

حنان بعدم فهم : يعني ايه هتنازل عنه ! انت اصلا مش سامح ليا اكون ام له هتنازل اكتر من كده ايه ! 

حسين : ايوه مش سامح بس نظراتك له واحساسك له انا مش عارف امنعه .. هو عارف جواه انك بتحبيه وحاسس حبك ده 

حنان باستغراب : طيب ده احساس انت عايزني اعمل ايه فيه ؟

حسين : تمنعيه .. قدامك كام شهر علي السنة الجديدة وتبدأ ومن هنا لحد ما تبدأ عايزك تدمري الاحساس ده .. عايزو يحس بكرهك .. عايزو يتأكد ان الكل هنا بيكرهه .. عايزو يكره نفسه وحياته واليوم اللي اتولد فيه وجه الدنيا دي وساعتها هسمحله يخرج من البيت ده ويكونله حياة خاصة بره .. 

حنان : هو انت متخيل ان ادهم مش عارف انه مكروه من الكل ! هو انت متخيل انه مش بيلعن اليوم اللي جه فيه الدنيا دي ! 

حسين : بس برضه جواه أمل صغير انك بتحبيه عايزك تدمري الأمل ده وتلغيه تماما فيه .. نظراتك دي تمنعيها .. 

حنان عيطت : حرام عليك 

حسين ماشي : خلاص انتي حرة خليه هنا في البيت يخدم ويعيش عبد تحت رجليا 

حنان صرخت : موافقة .. موافقة .. المهم يطلع بره طوعك .. موافقة اتنازل عنه 

من جواها دعت ربنا يرزقه باللي يعوضه عن حنانها وحبها وعن وجعه  اللي شافه عمره كله .. 

فاقت حنان من ذكرياتها وحست ان اختيارها كان غلط .. مفيش شيء في الدنيا ممكن يعوض ابن عن حنية امه أبدا .. مفيش بديل ومهما الانسان هيلاقي حب الا انه جرحه مش هيندمل ومش هيخف واي شيء يحصل هيكشف الجرح ده من تاني .. 

حسين قعد في مكتبه رافض يفتكر اللي عمله في ابنه وبيحاول ما يفتكرش بس غريبة ايه الصوت اللي سامعه ده ! ليه مش عارف يمنع الصوت ده ! بسرعة قام شغل التلفزيون وعلي صوته بس برضه الصوت مستمر .. صوت صريخ عيل صغير وصوت كرباج نازل علي جسمه .. علّي الصوت اكتر بس صوت العيل بيعلي اكتر واكتر .. ولمحات ضرب بتمر قصاد عينه .. ده ايه الجبروت ده ! ده ايه العنف ده ! ازاي واحد يعمل كده في عيل ؟ ايه يعني لو مش ابنه مين اداله حق يجلد عيل بالشكل ده ! 

الصوت الصوت الصوت بيعلي .. حط ايده علي ودانه يحاول بس الصوت خارج من جواه .. كان متخيل انه لما يعالج وشه هيصلح اللي حصل وضميره هيرتاح بس الألم والوجع هو هو .. الكوابيس هيا هيا .. كان متخيل انه لما يسمحله يرجع بيته ويدخل عياله اغلى المدارس هيقل الألم بس لا ولا بشعره حتي .. النهاردة لما شاف انهيار ادهم بالشكل ده لمجرد ان موقف شبيه اتعرضله ابنه وراه قد ايه الالم مستمر وقد ايه الجرح لسه بينزف 

ومهما يعمل مفيش فايدة الجروح زي ما هيا .. 

قعد مكانه بانهيار علي الكرسي يبكي بحرقة علي سنين عمره اللي ضاعت وعلي ابنه اللي دمره تماما وخلاه مجرد حطام .. ودلوقتي مهما يعمل مش عارف يعالج .. الظاهر انه مفيش فايدة وهيموت بالألم ده مستمر جواه ... 

اما احمد فدخل أوضته وقعد علي سريره وايديه حواليه ومهما سهر تتكلم الي انه تايه وغرقان في ذكرياته .. 

سهر : طيب يا احمد رد عليا .. اتكلم ! 

احمد بعد محاولات كتيره نطق : زمان اتخانقت في المدرسة علشان بنت صاحبتي العيال عاكسوها والعيال ضربوني واتكتروا عليا وناديت لادهم اللي مهما كنت وحش معاه الا انه ما اترددش يتخانق معايا وبالفعل ضرب العيال وعورهم واتحولنا كلنا للمدير واتصلوا بأولياء امورنا وعرفوا اننا اتخانقنا علي بنت

وابويا توعدلنا في البيت ولما سألني اتخانقنا ليه خوفت اقوله فقولتله ان ادهم اللي اتخانق وانا ساعدته وشيلته هو الليلة ومهما يترجاني اقول الحقيقة الي اني كنت اجبن من اني اتكلم 

سهر بتحاول تخفف عنه : ده زمان يا احمد وكنتو عيال والاخوات ياما بتعمل اكتر من كده في بعض 

احمد زعق : انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم مكنش محبوب وكان ابويا علي طول بيعذبه واليوم ده اللي عمله فيه انا لسه فاكرو لسه سامع صريخه وبصحى مفزوع من نومي علي صوته .. اليوم ده مش هنساه ابدا 

سهر بقلق : هو عمله ايه !

احمد بتوهان وكأنه شايف اللي بيحصل قدامه : جلده يا سهر .. جاب كرباج وجلده .. جلده لحد ما اغمى عليه .. قطع ظهره كله ولو شوفتي ظهر ادهم دلوقتي هتشوفي اثار الجلد لسه عليه متعلمة كلها خط خط .. 

سهر دموعها نزلت : ده ماضي يا احمد 

احمد بصلها : بجد ماضي ! واللي شوفتيه النهاردة ! وجنون ادهم لما الموقف اتكرر ! انتي حسيتي انه ماضي يا سهر 

سهر بدموع : بس بإيدنا ايه يا احمد ! حاول تقرب منه وتعوضه 

احمد بفقدان امل : ازاي تعوضي انسان علي حياة كاملة ضاعت منه واتدمرت .. ادهم عاش حياته كلها متدمر وبعدها اتشوه وكنت برضه انا السبب وعاش منبوذ من الكل واطرد من بيته واطرد من الحياة نفسها .. ازاي دلوقتي اعوضه ! ايه اللي ممكن تعمليه يعوض انسان عن الم عاشه طول عمره ولسه عايشه .. 

سهر سكتت واحمد حط راسه بين رجليه ودموعه نزلت بصمت وحتي مراته فضلت جنبه جامدة لان معندهاش اجابة او لان مفيش اصلا اجابه ... 

أدهم فضل مكانه كتير او يمكن نام وهو في الارض هو نفسه مش عارف المهم ان في صوت مزعج فانتبه فكان موبيله وبصله كانت مراته واتردد يرد بس رد في الاخر

@ بابا انت فين ! مش قولت هنروح المدرسة 

ادهم انتبه تماما وبص حواليه مش فاهم هو الوقت ايه اصلا : زياد حبيبي .. هيا الساعة كام ؟ مش قولنا هنروح بكرة الصبح !

زياد باستغراب : ما احنا الصبح اهو يا بابا ! 

ادهم فتح عنيه كويس وبص في ساعته كانت ٩ بس مش عارف صبح ولا ليل ! معقوله هو من امبارح العصر وهو مكانه كده في الارض ! معقولة الليلة كلها عدت عليه كده ..

زياد : بااااابا 

فاق ادهم : ايوه يا زياد حاضر .. اديني بس نص ساعة كده وهجيلك حاضر 

قفل مع ابنه وقام بتعب اخد شاور وفضل كتير قدام المراية كاره كل حاجة شايفها .. لف وبص لظهره في المراية واستغرب مش عارف هو كان متخيل ايه ! شاف اثار الضرب القديمة بس كان متخيل انه هيشوف اثار جديدة لانه وجع جسمه وكأنه اتضرب امبارح بس .. مسك قميصه يلبسه بس اتفاجيء ان لمسة قميصه علي ظهره بتوجعه حاول يقنع نفسه ان ده وهم هو عايش فيه بس الألم حقيقي .. والوجع حقيقي .. 

اتحمل ولبس ونزل ركب عربيته وراح لابنه كان منتظره واول ما ابوه دخل جري عليه وادهم قابله وحاول يبتسم قصاده 

زياد : يالا بينا 

حنان جت وعنيها حمرا من العياط و وقفت قصاده ومعرفتش تقول حاجة وهو كمان ساكت ولما حس بحيرتها وعجزها قرب منها وباسها في خدها وضمها وهمس: خلاص ده ماضي وانتهى .. ما تزعليش 

حنان بصتله بدموع : سامحني 

ادهم ابتسم : انتي عارفة اني مسامحك .. المهم مش عايز اتأخر 

كان هيخرج بس احمد وقفه نازل : ادهم استنى 

ادهم وقف وبصله : خير 

احمد : خليني اجي معاك 

ادهم باستغراب : ليه ! 

احمد وقف قصاده : عادي يعني !

ادهم فهم ان احمد عايز يقرب منه بس هو حاليا مش مستعد للقرب ده او مش عايزو حاليا : لا معلش يا احمد خليها وقت تاني مش دلوقتي 

احمد مسكه من دراعه قبل ما يمشي : لحد امتي هنفضل كده مش اخوات !

ادهم سحب ايده : ماهو عدى اكتر من ٣٥ سنه مكناش اخوات عادي يعني مش جديد .. 

احمد بصدمة : ادهم انا اسف بس 

قاطعه ادهم بمحاولة انه يخليه يفهم : احمد .. مش دلوقتي .. علي الأقل مش دلوقتي .. خليها واحدة واحدة ومع الوقت ان شاء الله هنقرب .. بس المهم مش دلوقتي 

خرج بابنه وليلى خرجت وراه وبصت لابنها : زياد اركب العربية واديني لحظة مع بابا 

زياد مشي وادهم واقف منتظر يسمع هتقول ايه ومديها ظهره 

ليلى : انت كويس ! 

ادهم باقتضاب : كويس 

ليلى قربت منه وحطت ايدها علي ظهره بس هو جسمه اتألم 


للمتابعه اترك تعليق



الجزء الثاني من الحلقه السادسه 

المشوة 


ليلى قربت منه وحطت ايدها علي ظهره بس هو جسمه اتألم فكش وبعد شوية وهيا استغربت فراحت قصاده : مالك !

ادهم بصلها : ماليش 

ليلى : ظهرك فيه ايه ! مش مستحمل لمستي ليه ! انت عملت ايه !

ادهم باستغراب بصلها : هكون عملت ايه مثلا ! عذبت نفسي ! ماليش يا ليلى 

ليلى : طيب وريني ظهرك 

ادهم باستغراب : انتي الظاهر اتجنننتي .. سلام 

وقفته : مش هتمشي غير لما توريني ظهرك 

ادهم شد نفسه وهيا مسكته تاني باصرار : وريني ظهرك 

ادهم مستغرب اصرارها : انتي مش طبيعيه علي فكرة .. 

ادهم خرج قميصه من بنطلونه وعطاها ظهره ورفع قميصه وهيا قربت ومشت ايدها علي ظهره بس حست بتصلب جسمه ونفسه مع حركات ايدها واتأكدت انه بيتألم من لمستها وبعدها مرة واحدة شد نفسه بعيد ونزل قميصه وبصلها : هاه اتأكدتي اني مش مجنون وهقطع ظهري ! 

ليلى بصتله ونظراتها كلها خوف وقلق : ادهم انت بتتوجع .. اسمحلي اقرب منك 

ادهم بعد خطوة عنها : انتي بيتهيألك ودلوقتي بعد اذنك اتأخرت

اخد ابنه ومشي وراح المدرسة وهناك المديرة قابلته وقبل ما تعترض ادهم سبقها وبلغها انه جايب ابنه يعتذر لصاحبه  ويراضيه قدام الكل والمديرة استغربت رد فعله بس طبعا رحبت وادهم راح مع ابنه فصله وهناك شاف عمر طفل صغير منطوي وقاعد في اخر الفصل في ملكوت لوحده وصعب عليه جدا او شاف نفسه فيه 

ادهم همس لابنه : عمر نسخة مني وانا قده .. كنت زيه كده بالظبط 

زياد اتخنق وقرر انه لازم يساعد عمر فراح ناحيته وسط استغراب عمر ووقوفه خايف بس زياد قرب : انا اسف يا عمر اتفضل 

مد ايده بهدية لعمر اللي مش مصدق اللي بيحصل 

زياد : خدها واتمنى من النهاردة تقبلني صاحب ليك 

كل الفصل عنده ذهول بس زياد مصر ومسك عمر من ايده وشده : تعال جنبي 

زياد بص للمس بتاعته واستأذنها : ينفع يا مس عمر يقعد جنبي !

المس ابتسمت : طبعا ينفع 

زياد : اوبس بس انا مش ينفع افضل في المدرسة ماما قالت اني مش هاجي قبل ٣ ايام ! 

المديرة ابتسمت وتدخلت : لا يا زياد اتفضل جنب صاحبك .. العقاب كان علشان غلطت لكن طالما انت عارف انك غلطت وصلحت غلطك فساعتها احنا كلنا نسامحك ونحبك 

زياد ابتسم : بابا قالي ان الاعتذار مش ضعف ابدا بالعكس الاعتذار بيحتاج لقوة وشجاعة علشان مش اي حد يقدر يقف قدام الكل ويعتذر وانا شجاع زي بابا ولما هغلط هعتذر ومن النهاردة انا وعمر اصحاب لو هو وافق  .. عمر تقبل نكون اصحاب ؟ 

عمر ابتسم ببراءه وهز دماغه موافق فزياد ابتسم ومسك ايده سلموا علي بعض 

ادهم قرب منهم وباسهم الاتنين وبص لعمر : زياد من النهاردة صاحبك بس انت ما تسمحش لحد يقلل منك ويحد من قدراتك لو انت متأخر في حاجة شوف متقدم في ايه واظهر ده .. لو استسلمت هتندم خليك قوي واوعي تستسلم في يوم وما يهمكش اي حد لان انت مش هتهمهم .. عمر هيهتم بعمر .. اصنعك مستقبلك بايدك من النهاردة وابدأ اهو بزياد .. 

قام وقف وماشي بس المديرة وقفته بانبهار : اول مرة اشوف ولي امر يقنع ابنه انه يعتذر لما يغلط وخصوصا في مدرستنا دي 

ادهم : يبقى ده دوركم طالما الابهات بيأمنوا هنا بالطبقية لازم انتو تفهموا العيال ان مفيش فرق بين انسان وانسان واننا لازم نساعد بعض ونتعايش مع بعض بغض النظر عن الفروق اللي بينا .. ( ادهم كمل بلهجه اقرب للتوسل ) حاولوا تطلعوا جيل بيحكم بالشخصيه مش بالشكل والمظهر حاولوا تعلموهم الصح والغلط .. انتو مدرسة تربيه فربوا صح .. ربوا قيم ومباديء علموهم اخلاق صح .. حاولوا 

المديرة بصت لادهم مستغربة كلامه بس هزت دماغها بامل انها تقدر تحقق ده : احنا بنحاول

ادهم : حاولي اكتر وساعدي طالب زي عمر .. بلاش تكونوا انتو والزمن عليه 

المديرة : اوعدك يا سيادة المقدم اوعدك 

ادهم انسحب وراح لشغله وعدى كام يوم بيحاول يتجاهل اللي حصل ومعطاش لاي حد فيهم فرصة يتكلم في الموضوع ده وصمم انه يتجاهله تماما ومهما ليلى تحاول تفتح الموضوع ده الا انه بيقفله

ادهم في يوم في شغله مديره استدعاه في مهمة جديدة 

المدير : إنت فاكر العصابة اللي عرفتك على مراتك !

أدهم باستغراب : أكيد طبعا 

المدير : طيب كويس المرة دي حاجة تشبها دي زي عشوائية من العشوائيات المنتشرة بس دي عصابة مسيطرة عليها والمشكلة انهم قفلوا المنطقة وأعلنوا إنها ملكية خاصة والبوليس معدش قادر يتعامل معاهم ومحتاجين تدخلنا .. هتروح وتقيم الوضع ونشوف هنسيطر عليهم ازاي ! عين فريقك وراقبهم .... عايز نقبض عليهم متلبسين يا أدهم .. عايزين نبيدهم كلهم مش عايزين نسيب حد فيهم بره يعني لما نضرب ضربتنا عايزها تكون القاضية فاهم ! 

أدهم : ما تقلقش 

المدير : بس يا أدهم ما تتهورش انت بقى عندك بيت وأولاد 

أدهم ابتسم : زي ماقولتلك ما تقلقش قولي عنوانهم فين ! وخلال ٢٤ ساعة هيكون عندك كل التفاصيل 

أدهم لأنه هربان من بيته ومراته راح بنفسه يراقب المنطقة دي ويجمع المعلومات اللي محتاجها .. راقبهم فترة طويلة وبدأ يحصر أعدادهم ويخطط ازاي هيهجموا وهيهجموا منين وهيعملوا ايه بالظبط ! 

وهو بيراقبهم لقى كذا عربية أخر الليل داخلين علي المنطقة وفي حركات مش طبيعية واكتشف ان في صفقة كبيرة بتتم راقبهم وهما بيسلموا وأكتشف إن البضاعة عبارة عن سلاح ودي كانت الفرصة اللي منتظرينها .. بلغ بسرعة المدير يجمع الفريق اللي هيهجم على المنطقة زي ما سبق وخططوا .. 

المدير : أدهم إوعى تتهور وتهجم لوحدك .. الوضع مختلف عن تهورات زمان 

أدهم : مش هتهور بس إنتو بسرعة لأن في أي وقت الصفقة ممكن تنتهي وزي ما اتفقنا تهجم بالفريق 

أدهم فضل مكانه بيراقبهم بس اللي كان خايف منه بيحصل والصفقة هتنتهي واللي بيشتروا السلاح هيمشوا بالسلاح وساعتها مش هينفع يهجموا لأن مالوش لازمة الهجوم .. لازم يتدخل ولازم يوقفهم وبدون تفكير اتدخل ونسي إن أدهم اللي كان من عشر سنين مختلف تماما عن أدهم دلوقتي الزوج والحبيب والأب واللي عنده كتير قوي يخاف عليه .. قبل كده كان معندوش حاجة يتخاف عليها وده في حد ذاته كان قوة له وكمان كان مشوه وده بيخوف اعداؤه منه .. 

هجم وضرب كتير من الرجالة بس الكثرة تغلب الشجاعة وللأسف قدروا يسيطروا على أدهم بسرعة ومسكوه ورئيسهم جه واسمه حسن الديب وبص لأدهم كتير وفضل يلف حواليه : الظاهر ياد انت ما تعرفش انا مين ! شكلك جديد في الكار بتاعنا 

أدهم : الكلاب مهما انواعها اختلفت الا انهم في الأخر كلهم كلاب 

ضحك الديب  : أحب انا نوعك ده لما يفضلوا يتنططوا كده في الكلام واعشقكم قوي لما توطوا على رجلي وتبوسوها علشان اعفي عنكم 

أدهم : اللي بتتكلم عنهم دول نوعية رجالتك مش نوعيتي انا أبدا 

حسن الديب : هنشوف هنشوف 

بص لرجالته وشاورلهم واتلموا على ادهم وبدؤا يضربوا فيه .. 

أدهم كان عارف انها مسألة وقت ورجالته توصل وساعتها الكفة هتتغير .. هو بس محتاج يعطل اللي اشتروا السلاح قبل ما يخرجوا بيه 

حسن الديب : طبعا تلاقيك بتفكر رجالتك امتى هتوصل علشان يلحقوك .. احب اطمنك انهم وصلوا ومحاوطين المكان بس يا ترى هيعملوا ايه وهيحاوطوه لأمتى ..

أدهم استغرب ليه ما هجموش ومنتظرين إيه 

حسن الديب : هجاوبك .. الظاهر ان سيادتك مهم وأول ما هددت بقتلك وقفوا مكانهم وبيخططوا ازاي يهجموا ولا ينسحبوا والا يعملوا ايه ! 

المدير بره بالفعل مش عارف يعمل ايه وخايف على أدهم يقتلوه واستغبى ادهم إنه يهجم وحده بالشكل ده .. 

رجالته حواليه منتظرين اوامرهم : هاه يا افندم نهجم ! 

المدير : مش على حساب حياة أدهم لأ 

@: طيب اوامرك ايه يا افندم

المدير بيفكر وخايف ياخد اي قرار لانه مش مستعد للثمن لو قراره غلط !! مش أدهم اللي ممكن يستغني عنه أو يخاطر بيه ! طيب ممكن ينقذ الموقف ازاي ! وياتري هل أدهم فعلا لو أتدخل هيقدر ينقذه ولا تدخله ممكن يضره !!

حسن الديب مع أدهم 

أدهم ابتسم : دي مشكلة امثالك بتحكموا على الظواهر بس وبتنسوا حاجة مهمة جدا 

حسن الديب باستغراب : ايه هيا ! 

ادهم ابتسم : الوقت !! الوقت عامل مهم جدا 

حسن الديب ابتسم هو كمان : فعلا عندك حق وعلشان كده مش هضيع وقت كتير في الرغي معاك وهنهي حياتك بسرعة .. عندك كلمات أخيرة ! 

طلع مسدسه ووجهه لأدهم استعدادا لقتله.. 

للمتابعه اترك تعليق



الحلقة السابعة من الجزء الثالث 

المشوة 


ادهم متربط علي الكرسي وحسن الديب قدامه بيتكلم 

ادهم ابتسم : الوقت !! الوقت عامل مهم جدا 

حسن الديب ابتسم هو كمان : فعلا عندك حق وعلشان كده مش هضيع وقت كتير في الرغي معاك وهنهي حياتك بسرعة .. عندك كلمات أخيرة ! 

طلع مسدسه ووجهه لأدهم استعدادا لقتله..

أدهم ابتسم : عندي فعلا 

قام وقف بالكرسي اللي مربوط عليه ورمي نفسه لوري فالكرسي اتكسر وبكده بقى مفكوك تماما وايد الكرسي اللي كان مربوط فيها لسه في ايديه ودي ساعدته يضرب اكتر بيها وحصلت دربكة عالية وده فهم المدير بره ان أدهم محتاج تدخلهم دلوقتي وده اللي حصل .. الفريق هجم هو كمان وأدهم جوه وده ساعدهم يدخلوا وفي خلال دقايق كانوا سيطروا علي الوضع وقبضوا علي الكل واتجمعوا كلهم في ساحة واحدة 

المدير لادهم : انت كويس ! 

أدهم : اتأخرتوا ليه ! 

المدير : اتفقنا ما تهجمش لوحدك ايه اللي خلاك تتهور ؟

أدهم : لو استنيتكم كانوا هيمشوا وساعتها مش هتقدر ولا تهجم ولا تقبض عليهم .. دي حالة التلبس اللي انت عايزها ، علي العموم حصل خير المهم النتيجة ! 

المدير بصله كتير : انت متأكد انك كويس طيب ! 

أدهم بتعب : اعتقد .. 

حط ايده علي جنبه بتوجع ومسح وشه اللي بينزف من كل مكان تقريبا 

المدير : انت عارف ان وشك متبهدل !! 

أدهم بدون اهتمام : عارف .. عادي 

أدهم طلع علي المستشفي الخاصة بيهم و خيطوا جروحه اللي في وشه وعينه كانت وارمة جامد ووشه كله متبهدل وكمان عنده ضلعين مكسورين .. 

الدكتور طلب منه يرتاح الليلة دي في المستشفي بس طبعا رفض لكرهه للمستشفيات وروح أخر الليل واحتار يروح شقته ولا يروح لعياله ومراته .. واخيرا قرر يروح لمراته وعياله .. 

دخل البيت كان في صوت رغي واتضايق لانه أتمني يكون الكل نايم بس شكلهم كلهم سهرانين مع بعض وبالفعل كانوا كلهم سهرانين قدام التليفزيون وأول حد لمحه كانت ليلى اللي قامت بسرعة عليه 

ليلى : أدهم ايه اللي حصل ! 

كلهم انتبهوا والكل وقف واتلموا حواليه وده بالظبط اللي هو كان رافضه منهم 

أدهم : انا كويس علي فكرة 

حسين : طيب ايه اللي حصل ! فهمنا ! 

أدهم بتعب : طيب ينفع اقعد الاول ! مش قادر أقف ! 

ليلى مسكت ايده وساعدته يقعد براحة ولاحظت وهو بيقعد ان في حاجة وجعاه جامد 

ليلى : في ايه اللي بيوجعك وانت بتقعد ! حالتك إيه بالظبط ! 

أدهم بصلها لانه افتقد اهتمامها وخوفها ده : ما تقلقيش مجرد ضلعين مكسورين مش أكتر 

ليلى شهقت : ايه ! ضلعين مكسورين وتقولي ما أقلقش 

انت إيه اللي حصل ! 

أحمد : اتخانقت مع حد ولا ايه ! ومين هو ! 

أدهم بصله : انت ناسي شغلي ولا ايه ! طبعا ما اتخانقتش مع حد .. دي كانت عصابة وكنا بنقبض عليهم 

أحمد بتهريج : أمال خرشموك كده ليه !

أدهم بتعب : لأني هجمت عليهم لوحدي قبل ما الفريق يوصل واستخدمت نفسي طعم 

حنان : طيب ليه كده ! كنت استنيت يا أدهم 

أدهم : مكنش ينفع لو استنيت كانوا هربوا كان لازم نقبض عليهم متلبسين .. المهم انا كويس والأهم اتقبض عليهم 

احمد : طيب كويس .. المهم نتصل بالدكتور ! 

حسين : ايوه طبعا اتصل يا أحمد بيه ! 

أدهم باعتراض : ما تتصلوش بحد انا لسه راجع أصلا من المستشفي 

ليلى : معقولة الدكتور سمحلك بالخروج ! 

أدهم : انتي عارفة اني مبفضلش في مستشفيات 

ليلى : بس ليلة حتي يا أدهم ! 

أدهم بصلها باصرار : أنا كويس 

قطعت الكلام لأنها عارفة انه فعلا بيكره المستشفيات والكلام ما منوش فايدة أبداً..

حنان : طيب يا حبيبي إطلع أوضتك ارتاح ..

ليلى مدت إيدها تساعده في اللحظة اللي حنان كملت كلامها : أحمد ساعد أخوك 

فأحمد كمان مد إيده وأدهم بصلهم الإثنين 

أحمد ابتسم : هتختار مين ! 

أدهم ابتسم : بالمنظر ده مش هختار حد وهطلع لوحدي 

أحمد بضحك : لا يا سيدي وانا ما يرضنينش .. اطلع مع مراتك بس عد الجمايل هاه 

أدهم : ماشي هعدها 

أدهم مسك إيد مراته وطلع معاها والكل طلع لأوضته 

أحمد مع مراته سرحان تماما 

سهر : سرحان في إيه كده ! 

أحمد : في أدهم .. 

سهر : ليه يعني ! 

أحمد بتوهان : بتخيل لو انا عاملته بطريقة مختلفة ولو كنا زي أي اثنين أخوات عاديين كانت الحياة هتختلف ولا كانت هتمشي برضه بنفس السيناريو ! 

سهر : ايه اللي فكرك بالماضي تاني ؟

أحمد بصلها : وشه النهاردة بكمية الكدمات اللي فيه والجروح دي وعينه اللي وارمة .. مع ان ده وضع مؤقت وبكرة الكدمات والجروح دي هتخف بس تخيلي تكوني عايشة بوش زي ده حياتك كلها ! تخيلي الناس كلها ترفضك ! تخيلي الكل يشاور عليكي ويهمس مسخ او مشوه او يشمئز منه ! تخيلي تعيشي حياتك وانتي عارفة ان كل اللي حواليكي رافضك ومشمئز منك ! بحاول احط نفسي مكان أدهم وفي حياته بس مش قادر ! ده مجرد كام جرح في وشه وحاسس انهم صعب ما بالك بالتشوه اللي كان عايش بيه ! 

سهر : ربنا قواه يا أحمد وديما كان بيبعتله اللي يساعده ويقف جنبه .. ايوه حياته كانت صعبة بس اهو واجهها وخطاها .. 

أحمد بزعل : حاسس يا سهر ان ربنا حرمني من العيال عقابا ليا علي كل اخطائي .. أنا كان ليا دور كبير في اللي حصل لأدهم .. وحرمت أمي من إبنها ودولوقتي ربنا حرمني اني أكون أب في يوم من الأيام انا مش عارف أصلا انتي ليه عايشة معايا ! ليه مستحملاني بكل عيوبي دي ! 

سهر ضمته : لأني بحبك يا احمد وده المهم .. مش متخيلة حياتي من غيرك .. الفترة اللي انفصلنا فيها كنت ميتة .. كان نفسي تفوق لنفسك وترجع لعقلك وده حصل ودلوقتي المهم اننا مع بعض .. وبالنسبة للعيال يا أحمد احنا ممكن نتبني عيل !! 

احمد بصلها : ولنفترض محبيتهوش يا سهر هنعمل ايه ! 

سهر بحب : لما تجيبه البيت وتضمه وتكون مسؤل عنه هتحبه يا أحمد ما تقلقش .. هيكون ابنك .. الحب هيجي لوحده .. أصلا بمجرد ما عينك هتوقع عليه هتحبه .. تعال ناخد الخطوة دي يا أحمد

أحمد : ربنا يسهل يا سهر .. المهم خليكي جنبي وساعديني أحاول أعوض أدهم عن اللي عملته فيه ! 

سهر : هو ومراته في بينهم مشاكل ومحتاجين حد يساعدهم يخطوها .. تعال نساعدهم ! تعال نسافر مثلا اي مكان .. ودي فرصة لهم يتواصلوا ويعالجوا مشاكلهم وبكده نكون وقفنا جنبهم ..

أحمد : خليني اظبط امور شغلي وأتفق مع أدهم فعلا بس يخف شوية الأول ويشد حيله ..

*عند حنان وحسين 

حسين : كان المفروض طلبنا دكتور يا حنان 

حنان : هو رافض طيب .. مش عايزين نضغط عليه ! 

حسين بتوتر : يعني نسيبه كده تعبان ومش قادر حتي يتحرك ! 

حنان بتحاول تطمنه : ماهو لسه جاي من المستشفي 

حسين بقلق : ولنفترض انه بيقولنا كده بس علشان نطمن ! 

حنان قلقت : بس الجروح اللي في وشه متعالجة واعتقد متخيطة ! مين خيطهالو الا اذا كان راح لمستشفي ؟

حسين : اي دكتور يخيط وهما ممكن يكون معاهم حد في مهماتهم بس اقصد يروح مستشفي يطمن انه معندوش نزيف داخلي مثلا ولا اي حاجة لاقدر الله !

حنان بقلق : انت هتقلقني ليه يا حسين ! 

حسين : علشان انا قلقان 

حنان : طيب خلينا نطمن عليه ! 

*عند أدهم وليلى 

ليلى ساعدت أدهم لحد ما قعد واستقر علي السرير وساعدته يغير هدومه براحة واتوجعت مع توجعه مع كل حركة بيتحركها .. اخيراً خلص وساعدته ينام مكانه 

أدهم : متشكر ! 

ليلى : من امتي بتشكرني يا ادهم ! 

أدهم أخد نفس طويل بوجع : مش عارف يا ليلى ! المهم خليني ارتاح مش عايز اتكلم ومش قادر أصلا أتكلم ! 

ليلى حطت ايدها علي شعره بحب : ارتاح ونام شوية 

أدهم بصلها كتير واخيرا نطق : خديني في حضنك يا ليلى وخليني انام ! رجعيلي أيام زمان وخليني في حضنك ! 

ليلى ضمته وهمست : انت اللي بتعبد عن حضني يا أدهم مش أنا اللي ببعدك

أدهم : مش إنتي أيوه لكن تصرفاتك يا ليلى .. 

ليلى : مش وقته الكلام ارتاح دلوقتي .. ارتاح يا حبيبي .. خلي الكلام لبعدين !

أدهم نام في حضنها وبسرعة كمان لانه محروم من النوم من زمان ..

الباب خبط براحة وهيا سحبت نفسها براحة من جنبه وهو مسكها منعها تتحرك فهمست : هشوف الباب 

ابتسم وغمض عنيه تاني وسابها تقوم وراح في النوم 

ليلى فتحت كانت حنان ومعاها حسين 

ليلى : خير ! 

حسين : هو عامل ايه ! انا بفكر ناخده المستشفي او نجيب علي الأقل دكتور ؟

ليلى ابتسمت : هو كويس ونايم وبعدين هو راح المستشفي والدكتور مكنش هيخرجه لو فيه اي حاجة

حسين : انا خايف ما يكونش راح واي حد خيطله جروحه دي ! 

ليلى : اي حد ازاي يعني ! 

حسين : يعني يكون دكتور مثلا معاهم للاصابات 

ليلى : لا يا عمي طبعا هو بيروح المستشفي بس ما بيحبش يقعد فيها وبعدين الجروح متخيطة بعناية وخياطة تجميلية كمان  مش دي خياطة دكتور معاهم  لأ .. ما تقلقش عليه يا عمي وبعدين انا لو حسيت بأي حاجة مش طبيعية هبلغكم 

حسين : طيب خلاص هنسيبك معاه وخليه يرتاح وان شاء الله الصبح يبقى كويس 

حنان : يالا تصبحي علي خير بس لو في اي حاجة نادي عليا بسرعة 

ليلى : حاضر ما تقلقوش .. تصبحوا علي خير

ليلى دخلت وقعدت جنب جوزها وفضلت تتأمله وهو نايم وابتسمت لأن اللي قدامها ده هو جوزها .. بجروحه اللي مالية وشه .. هو ده حبيبها اللي مفتقداه وواحشها جدا .. واحشها لأقصي درجة .. قربت من وشه وباسته في خده بحب .. وبدئت براحة تبوس كل جرح في وشه وكل حته في وشه وهو نايم .. واكتشفت انه واحشها فوق ماهيا نفسها كانت متخيلة ! 

أدهم صحي علي حركاتها وشفايفها اللي علي وشه واستمتع بلمساتها اللي مفتقدها هو كمان .. 

اترددت كتير قبل ما تلمس شفايفه بس شوقها كان أقوى من أي تردد واتفاجئت بإيده بتشدها من شعرها تقربها اكتر له !! وتجاوب معاها وأنفاسهم اختلطت ببعض وكأن الاتنين ما صدقوا قربوا من بعض 

ليلى همست : انت تعبان قوي ! 

أدهم بيبعد شعرها عن وشها وابتسم : طول عمرك عارفة ان راحتي معاكي .. راحتي معاكي انتي 

ليلى ابتسمت وباسته تاني وبصتله : متأكد إنك مش تعبان ! 

أدهم بإبتسامة هيا عشقاها : حتي لو تعبان مش هكون تعبان منك 

قربت منه واتلاقوا في لحظات مخطوفة من الزمن .. لحظات اشتاقولها هما الاثنين .. وقضت الليل كله في حضنه والأثنين حسوا انهم رجعوا لحياتهم القديمة ولحبهم اللي افتقدوه الاتنين .. 


ليلى هتنام فبعدت عنه وهو استغرب : بعدتي ليه تاني !

ليلى بإبتسامة : علشان تعرف ترتاح وعلشان محملش علي صدرك 

أدهم شدها جامد لحضنه : وأنا من إمتي بعرف أنام وإنتي مش في حضني !

ليلى بعتاب : طول الليالي اللي فاتت بتنام بعيد عن حضني ! 

أدهم : ومين قالك اني بنام ! وبعدين النوم اللي بيغلب البني أدم من كتر التعب مش ده النوم يا ليلى !! 

ليلى : أمال إيه هو النوم يا أدهم ! 

أدهم : إنك تكون مرتاح البال وفي حضن حبيبك .. هو ده النوم لازم تكون مرتاح البال علشان تعرف تنام .. 

ليلى حطت راسها علي كتفه واتنفست بسعادة لأنها أخيرا رجعت لحضنه وأخيرا رجعت لمكانها الطبيعي واخيرا هترجعلها سعادتها من تاني .. فكرت تتكلم عن داليا وازاي أدهم كلمها بس تراجعت خليها تستمتع بلحظات الصفا اللي هيا فيها وبعدين تبقى تعاتبه علي الأقل مش وهو تعبان بالشكل ده .. بصتله ولقته غرقان في النوم وابتسامة علي وشه هيا مفتقداها .. ضمته لصدرها ونامت هيا كمان .. 

الصبح أدهم صحي وليلى كانت في حضنه وابتسم ان حياته هترجع لطبيعتها أخيرا ومراته هتتقبله في شكله الجديد وأخيراً هيبطل يندم انه عمل العملية اللي غيرت مجرى حياته .. قام بهدوء من جنبها ودخل ياخد شاور دافى علشان جسمه والكدمات اللي فيه يمكن يرتاح من الألم ده .. قام ودخل الحمام واسترخى في المية السخنة وغمض عنيه يرتاح .. 

ليلى صحيت من نومها مالقتوش جنبها قلقت وبصت حواليها بس سمعت صوت المية في الحمام وعرفت انه جوه وقامت دخلت عنده وابتسمت : محتاج لمساعدة !

أدهم ابتسم : مش هقول لأ أكيد 

ليلى قربت منه ومسكت إيده اللي مدها له واستكانت في حضنه وهو ضمها بحب .. 

شوية وسمعت صوت زياد وآية بينادوا عليها ومعاهم حنان وأدهم ضحك وهيا حطت أيدها علي بوقه علشان ما يتكلمش 

زياد : ماما انتي جوه ! 

ليلى : أيوه لحظة وخارجة يا زياد 

آية : مامي هو بابي فين ! 

أدهم كان هيرد بس ليلى شاورت بدماغها لأ وفضلت حاطة إيدها علي بوقه تمنعه يتكلم وهو مبتسم

ليلى : روحوا مع نانا وأنا جيالكم 

حنان شدتهم وخرجت علشان تديهم فرصة يخرجوا 

ليلى قامت ولبست البرنس وخارجة 

أدهم ابتسم : هتسيبني لوحدي ! 

ليلى بإبتسامة : غصب عني .. قوم يالا علشان تفطر خليك تقوم بسرعة وترجع لطبيعتك مع انه لو بإيدي اخليك كده علي طول 

أدهم باستغراب : كده ازاي ! تعبان ؟

ليلى لحقت نفسها بسرعة : لا بعد الشر اقصد مأجز يعني في البيت معايا 

أدهم هز دماغه وتقبل كلامها عادي وهيا خرجت لعيالها ولعيلة أدهم علشان تطمنهم عليه لبست هدومها ودخلت لادهم : أدهم أنا هنزل علشان أطمنهم عليك وأجهزلك الفطار واجيبه هنا ! 

أدهم : لا أنا هنزل أفطر وسطيكم ما تجيبيش الأكل هنا 

ليلى ابتسمت : تمام هجهزه عقبال ما تنزل 

يدوب هتنزل بس رجعت تاني باسته بسرعة وخرجت 

أدهم قام ولف نفسه بفوطة وخارج يلبس هدومه هو كمان وقف قدام المراية واتفاجيء بمنظر وشه .. وهنا رجعت في دماغه كل أحداث الليلة اللي فاتت .. قرب مراته منه .. حبها له .. همسها انه وحشها .. كل شويه تقوله انه وحشها ومع انه كان مستغرب بس فسر ده انه كان بعيد عنها الكام ليلة اللي فاتت ودلوقتي لما شاف وشه في المراية فهم ان اللي وحشها جوزها المشوه لأن هو بوشه ده هو مشوه وده فكرها بوشه القديم وعلشان كده قالتله انه واحشها ... وافتكر جملتها لو بأيدها تخليه يفضل كده .. كان مستغرب الجملة قوي بس دلوقتي بقى لها معني لو بإيدها تخليه يفضل كده بشكله ده ..

اتخنق لأقصي درجة واتضايق منها جدا .. 

كان متخيل انها أخيرا تقبلته بس كان موهوم هيا بس اشتاقت لجوزها المشوه لكن هو بشكله ده لا مش عيزاه 

فضل واقف مكانه كتير مش عارف يفكر وحس انه مصدوم او مخنوق او اتعرض لصدمة كبيرة او حتي كمان لخيانة .. وبعدين ايه اللي المفروض يعمله ! ازاي يخلي مراته تتقبله ! معقولة يشوه نفسه من تاني علشان ترجع حبيبته ! يعمل ايه ! يتعامل ازاي ! يرجع مراته لحضنه زي ليلة امبارح ازاي !! عقله ما اسعفوش بأي إجابة تطفي النار اللي هو فيها ! حس بغضب كبير جدا وحس انه عايز يكسر الدنيا كلها حواليه .. 

لبس هدومه وقعد علي السرير بيحاول يوصل لحل .. 

ليلى نازلة وسعادتها منورة وشها وحست ان الدنيا هترجع تضحك من تاني والكل لاحظ فرحتها دي 

أحمد : يعني لولا عارف انك بتحبيه كنت قولت إنك فرحانة فيه !

ليلى : لا طبعا .. بس مبسوطة إنه هيقعد معانا يومين في البيت مش أكتر 

سهر بهزار : يعني ندعي عليه كل كام يوم يتكسر علشان يقعد معاكي !!

ليلى بلهفة : لا اخص عليكي .. بعد الشر عليه .. يقعد معانا اه بس وهو سليم

سهر بحب : ربنا يسعدكم يارب بس هو أتأخر ليه مش قولتي إنه نازل ! 

ليلى : أنا عارفة 

حسين جه وراهم : ليلى أخبار أدهم إيه وصحته عاملة إيه دلوقتي ! 

ليلى : الحمد لله كويس يا عمي 

حسين : كنت عايز اطمن عليه من بدري بس حنان قالتلي اسيبه يرتاح ويصحى براحته 

أحمد : ايوه سيبه براحته الظاهر انهم بيجوا علي التعب .. ومراته بتدعي عليه كل يومين يجراله حاجة علشان يقعد معاها 

ليلى بصتله باستنكار وحسين بص لليلي بغضب 

ليلى بدفاع : ما تصدقوش يا عمي ده بيهزر بس هزار سخيف حبتين 

حسين بص لإبنه : مش هتكبر بقى ! وبعدين بعد الشر علي إخوك 

أحمد رفع إيديه : بهزر بهزر .. خلاص مش ههزر تاني 

حسين : الهزار مش في حاجة زي دي 

أحمد : خلاص يا عمونا .. 

حنان دخلت : ليلى أدهم لسه منزلش ! 

ليلى : هطلع اجيبه 

حنان : طيب خليه مرتاح النهاردة في السرير ونطلعله الأكل فوق 

ليلى : والله قولتله نفس الكلام مارضيش يا ماما .. هطلع اشوفه لحظة 

طلعت فوق مبتسمة وبتفكر هتقضي اليوم ازاي معاه وهيعملوا إيه طول النهار في البيت !!

فتحت الباب كان قاعد علي السرير ومسهم .. قربت منه مبتسمة واتكلمت بس ما ردش عليها فقربت وباسته في خده ورفع دماغه بصلها وكأنه أول مرة يشوفها واستغرب إبتسامتها دي وقام وقف بعيد عنها وعطاها ضهره 

ليلى مش فاهمة ماله كانت لسه سيباه كويس : مالك يا أدهم فيك إيه ! 

أدهم : سيبيني لوحدي إذا سمحتي 

ليلى قربت منه وحاولت تلفه لها بس زق إيدها بعيد مش عايزها تلمسه فأصرت : في إيه عرفني مالك ! انا لسه سيباك كويس ! ايه اللي حصل ! مالك يا أدهم ؟

أدهم فضل ساكت ورافض يتكلم 

ليلى أصرت : ماهو مش هسيبك غير لما تقولي مالك وإيه اللي قلبك بالشكل ده ! 

أدهم بصلها وإيديه في وسطه : إنتي إمتي بالظبط ناوية تقبليني بشكلي الجديد ! 

ليلى بعدم فهم : انت بتتكلم في إيه دلوقتي ! 

أدهم زعق : بتكلم في اللي احنا فيه ! انا مبقتش مستحمل رفضك ده ! مبقتش مستحمل احساسك انك مع راجل غريب عنك .. 

ليلى : انت ليه بتتكلم كده دلوقتي ! ما احنا كنا كويسين وطول الليل في حضن بعض ليه مُصر تقلب في المواجع ؟ ليه يا أدهم ؟ليه دلوقتي ؟ ايه اللي جد ؟

أدهم بوجع : علشان شوفت صورتي في المراية يا ليلى 

ليلى مش فاهمة : وفيها ايه ! 

أدهم : فيها إن وشي متخرشم ومفيهوش حتة سليمة 

ليلى لسه مش فاهمة : انت زعلان علشان وشك ! كلها أسبوع بالكتير ويرجع ل

قاطعها بصوت عالي : انا مش فارق معايا وشي ولا شكله انا فارق معايا انتي !! طول الوقت مستغرب انتي إيه اللي غيرك ! ايه اللي جابك في حضني امبارح  ؟ ليه قضيتي معايا الليلة دي بالشكل ده وكأني غايب من زمان ! ايه اللي اختلف ! ومن شوية بتقوليلي لو بإيدي أخليك تفضل كده علي طول ! مكنتش فاهمك الصراحة ومحاولتش أفهم وقولت كويس هنرجع لطبيعتنا ولحياتنا لكن للأسف كل حاجة وضحت قدامي لما شوفت وشي في المراية ..

ليلى بدموع بتهدد بالنزول : شوفت إيه بقى ؟

أدهم بوجع أكبر : شوفت أدهم المشوه ! شوفت جوزك القديم ! مش ده اللي انتي شوفتيه فيا إمبارح ! مش ده السبب لكل الحب ده ! مش ده اللي خلاكي تيجي لحضني الليل كله ! مش ده اللي كنتي تقصديه انك تخليني كده ! 

ليلى حاولت تدافع عن نفسها واتكلمت بتردد وبصوت متقطع : انت بيتهيألك 

أدهم هز دماغه : حتي الكدبه مش عارفة تكدبيها .. كنت بوهم نفسي طول الليل انك تقبلتيني وتجاهلت الحقيقة الظاهرة .. انتي بس واحشك أدهم المشوه وده اللي كنتي معاه طول الليل ! ده اللي كان واحشك ! ده اللي قضيتي الليل في حضنه مش أنا 

ليلى بعياط : انت مش ملاحظ إنك نفس الشخص ! محسسني إني خنتك 

زعق مرة واحدة : أيوه خنتيني .. ده إحساسي يا ليلى .. ده بالظبط احساسي .. الخيانة .. غصب عني وعنك انا اتغيرت .. وغصب عني وعنك أنا فعلا بقيت شخص تاني والمفروض ان سيادتك تتقبليني بشكلي ده لكن لما تعتبريني اني المشوه يبقى انتي ساعتها بتخوني لاني مبقتش الشخص ده !! وللأسف انا مش عارف أعمل إيه حاليا يا ليلى ! انا واقف وتايه ومش عارف اتصرف ! 

ليلى عيطت : انت بتعذب نفسك بنفسك 

أدهم بوجع : أنا !! أنا اللي بهرب من عنيكي كل ما نتقابل ! أنا اللي مش قادر اتحمل لمساتك ! أنا اللي مش قادر أتكلم معاكي كلمتين ! أنا اللي لما بتلمسيني  جسمي كله بيتصلب وكأنك حد غريب ! أنا اللي محسسك بالغربة وسط بيتك ! انا ايه بس يا ليلى هاه ! أنا إيه بالظبط ! 

ليلى : بتحاول تحلل وتفكر .. انا محتاجة لوقت لحد ما اتقبل التغير اللي حصل وبعدين اللي حصل إمبارح مش يمكن دي حاجة من ربنا علشان نقرب من بعض 

ادهم اتجنن وزعق : بإنك تشوفيني مشوه من تاني .. هو ده شرط قربك !! ده اللي انتي عايزاه مني ؟ 

ليلى : انا مش عارفة انا عايزة ايه ! أنا زيك متلخبطة 

أدهم : أنا مش متلخبط ! انا عارف انا عايز إيه كويس لكن مش عارف إزاي أوصل للي انا عايزو 

ليلى مسحت دموعها بكف ايدها : وايه اللي انت عايزو 

أدهم ببساطة : مراتي وحبيبتي في حضني .. مش عايز غيرها لكن للأسف مش عارف إزاي ؟ .. قوليلي إنتي ازاي ! 

شاور علي وشه وبدأ يفك الضمادات اللي علي جروحه بعنف وبدئت تنزف تاني : بالطريقة دي يا ليلى ! ده اللي انتي عيزاه ! افضل مشوه علشانك ! لو دي الطريقة انا موافق عليها يا ستي 

ليلى صرخت وبتحاول تمنعه ونادت علي أحمد أخوه اللي طلع جري وحاول هو كمان يمسك إيدين أدهم ووراه حنان وحسين ومحدش فيهم فاهم اللي بيحصل وليه أدهم بيتصرف كده .. 

أخيرا قدروا يسيطروا عليه وخصوصا حنان اللي رمت نفسها في حضنه بتحاول تمنعه وبتعيط و أبوه وأخوه كل واحد ماسك فيهم إيد أما سهر فشدت زياد وآية لبره وأخدتهم علي أوضتهم تحاول تهديهم 

حسين بصوت مخنوق : ليه بس كده يا ابني ! حرام عليك بقى 

أدهم مردش بس عنيه متعلقة بليلى اللي ميتة من العياط وقاعدة علي السرير بعيد 

حنان : إخص عليك يا أدهم .. ليه كده يا أبني ! ليه بتعذبنا معاك بالشكل ده ! حرام عليك .. حرام عليك يا ابني 

أحمد بص لليلي : طيب فهمينا إنتي ايه اللي حصل ! قولتيله إيه علشان يتجنن كده ! 

ليلى منهارة : أنا مقولتلوش حاجة ! أنا زيكم مش فاهمة هو بيعمل كده ليه ؟

أدهم زعق وحاول يقرب منها بس حنان وحسين متعلقين فيه منعوه وهو زعق : علشان أنا مجنون يا ليلى .. خلاص ارتحتي !! انا مجنون 

حنان بعياط : بعد الشر عليك بس من الجنان .. اهدي بس وأرجوك أرجوك يا أدهم تعال نطلع علي المستشفي 

أدهم حاول يخلص إيديه منهم بس مقدرش : مش هروح زفت مستشفيات 

حسين بتعب : طيب علشان خاطري أنا .. ده لو ليا خاطر عندك ؟ علشاني أنا يا أدهم .. أرجوك يا ابني 

أدهم قدام إصرارهم كلهم طلع معاهم علي المستشفي وأخدهم أحمد واتحركوا في صمت تام .. 

ليلى ركبت جنب أحمد قدام وأدهم قعد وسط أبوه وأمه وتقريبا مكتفينه لأن كل واحد فيهم ماسك إيد وحنان سانده علي كتفه وبتمسح دمعة من وقت للتاني .. وصلوا للمستشفي وكان حسين بلغهم بوصولهم وكان في انتظاره دكتور تجميل ومعاه جراح استقبلوه بسرعة وبدؤا يخيطوا وشه والجروح اللي اتفتحت ورفض تماما ياخد بينج وكان قاعد جامد جدا قصادهم وكلهم عنيهم متعلقة بيه وهو حتي ما بيرمش مجرد تمثال قصادهم .. 

الدكتور قلق عليه : سيادة المقدم حضرتك كويس ! حاسس بإيه !

أدهم بجمود : أنا كويس كمل اللي بتعمله ما تشغلش بالك ! 

الدكتور : طيب طمني بس عليك ! حاسس بإيه !

أدهم بصله وكان نفسه يقوله ان الوجع اللي جواه أكبر من أي وجع ممكن هو يسببه بخياطته دي بس سكت وبص لقدامه بجمود من تاني والدكتور بص لحسين ولحنان وكمل علاجه لأدهم لحد ما خلص 

الدكتور : ينفع تنتظر لحظة هنا ؟ 

أدهم : ليه ! 

الدكتور : هبلغ الممرضة علشان تديك بس حقنة مضاد حيوي وكمان عايزين نطمن علي الضلعين دول لاحسن يكونوا اتحركوا من مكانهم .. مش هعطلعك ما تقلقش 

الدكتور خرج بره و وراه حسين وحنان وليلى أما أحمد فقرب منه يحاول يهزر او يخرجه من حالته دي .. 

الدكتور : هو ماله وايه اللي حصل وليه جامد بالمنظر ده ! وازاي مش حاسس بأي ألم ؟

حنان بعياط : لأن الألم اللي جواه أكبر من الألم اللي في جسمه 

الدكتور : انتو لازم تفهموني كل حاجة والأول هو ازاي اتعور كده واحد غيره بعد تشوهه ده وبعد علاجه المفروض يكون حريص جدا علي شكله بعدين هو اتعور امبارح ايه اللي فتح جروحه بالشكل ده تاني ؟

حسين بص لليلي : هيا الوحيدة اللي ممكن تجاوبك

كلهم بصولها وهيا وسط دموعها : هو متخيل اني مش بحبه ومش هحبه غير وهو مشوه وعلشان كده عمل كده

الدكتور بعدم اقتناع : طيب ايه سبب الانطباع ده ! ليه حاسس بكده وليه مش حاسس مثلا ان مراته أسعد واحدة في الدنيا بعلاج جوزها ! هو مش مجنون !!

حنان بألم : لأن مراته حبته وهو مشوه ومقدرتش تتقبله لما اتعالج .. 

ليلى عيطت : انتو بتظلموني كلكم 

حنان : كنتو كويسين الصبح قبل ما تنزلي ايه اللي جننه كده ؟ كان اول مره اسمعه بيضحك وبيتكلم ايه اللي قلبه فجأه كده ! 

ليلى : شاف نفسه في المراية 

الدكتور : وبعدين ! اتجنن كده وبس !

ليلى سكتت وبصت بعيد 

حنان بتوسل : ليلى فهمينا ايه اللي حصل ! ارجوكي 

ليلى بصتلهم ودموعها نازلة : أمبارح كانت ليلتنا مميزة جدا وكنت قريبة منه قوي وفعلا كنا مبسوطين وكان مستغرب ايه اللي غيرني كده بس محبش يفترض او كنت وحشاه قوي فقفل عقله ، مش عارفة والصبح لما شاف شكله فسر ده ...

عيطت وسكتت فالدكتور كمل عنها : فسر ان ده سبب قربك منه .. انك شوفتيه مشوه وده اللي حبتيه .. كده الأمور وضحت .. 

حسين بصلها بعتاب : انتي ازاي مش قبلاه كده هاه ! فين حبك اللي بتتكلمي عنه ! عيزاه مشوه هو ده الحب !

الدكتور قاطعه : مش هتقدر تلوم حد فيهم .. الاثنين غصب عنهم اللي بيحصل والاتنين محتاجين لمساعدة 

ليلى بصتله : تقصد إيه ؟ 

الدكتور : أقصد ان بعد العمليات التجميلية الكبيرة دي وخصوصا اللي بتغير شكل الانسان كلها لازم يكون في متابعة نفسية ... الواحد بيبص في المراية وبيشوف شخص مختلف .. لازم يتعلم يقبل نفسه وده غالبا بيكون سهل لان اللي حواليه بيقبلوه بسهولة وبحب لكن في حالة جوزك أهم شخص مقدرش يتقبله وبالتالي هو تلقائيا رافض شكله ده .. وده اللي حصل بينكم .. هو محتاج لمساعدة وبسرعة وانتي كمان محتاجة لمساعدة علشان تقدري تتقبليه بشكله الجديد .. انتو الاتنين لازم تتكلموا مع حد مختص في الأمور دي 

حنان : مين طيب ! 

الدكتور : في دكتورة ممتازة اسمها دكتورة هاله صديق انا ممكن أخدلكم منها معاد !

حسين : طيب ياريت 

ليلى بتردد : وأدهم هيوافق ! 

الدكتور : لازم تقنعوه ولازم يوافق والا حاجة من الاتنين يا هيإذي نفسه علشان يرجع مشوه يا ..

حنان وليلى في نفس الوقت : يا إيه !

الدكتور : يا حياتكم الزوجية هتنتهي 

ليلى حطت إيدها علي قلبها وشهقت : تنتهي ! تقصد ايه ! وتنتهي ازاي !

الدكتور : تنتهي يعني تنفصلوا طول ما انتو الاتنين واقفين قصاد بعض هتنتهي الموضوع موضوع وقت مش أكتر لازم تقفوا جنب بعض والا ده الثمن.. حياتكم هتكون الثمن ..

ليلى فكرت في كلام الدكتور وقررت فعلا تتواصل معاهم .. موبيلها رن واتفاجئت برقم داليا واتخنقت وفكرت ما تردش بس رنينها المستمر ممكن يسببلها مشاكل هيا في غني عنها ، ردت عليها واتكلمت معاها شوية بتعب 

داليا : انتي مش طبيعية ليه؟ فيكي ايه !وبعدين صوتك بيرن ليه كده ! قولي في ايه ؟

ليلى معرفتش تخبي عنها لانها هتعرف أدهم وهيا حاليا في غني عن أي مشاكل  فبلغتها انها في المستشفي مع ادهم وهيا اول ما سمعت ان ادهم في المستشفي اتجننت اكتر واكتر

داليا : انا جيه اطمن عليه باي 


للمتابعه اترك تعليق


اعمل متابعه هنا👈 اضغط هناااااااا👉عشان يوصلكم كل الاجزاء الباقيه هتوصل للمتابعين فقط

تكملة الروايه من هنااااااا 
 

تعليقات

التنقل السريع