القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية القرية الميتة البارت الرابع بقلم مونت كارلو في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه


رواية القرية الميتة البارت الرابع بقلم مونت كارلو في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


#القرية الميته 


   ٤


اكبر مخاوفنا تقبع داخلنا ولا تأتينا من الخارج، هناك شيء خاطيء، عندما لا تفلح في إيجاد سبب مقنع بالغالب تلقي بالائمه علي نفسك

مسدت وجهي بكفة يدي متمنيآ ان تنمحي مخاوفي ويعود كل شيء لنقطة البدايه.

لكن لا شيء يبقي على حاله حتي الساعات والايام والمشاعر نفسها، انهضت جسدي الواهن غير المتزن، قصدت باب المنزل تحت أنظار وميض مصابيح متقطع، صككت الباب خلفي، في الحديقه تنشقت جرعة هواء بارد منعشه، ودعت المنزل على أنغام سيمفونية بيتهوفن التاسعه وانا أسير علي أوراق أشجار جافه لها حفيف محزن.


المكان الوحيد الذي اعرف انه لازال ينبض بالحياه حانة القريه على حافة المدينه الميته.

مشيت بين البيوت المغلقه، منازل عامره بالبشر تخضع لسكون دامي، لا صوت، لا همسات، لا صريخ رضيع، ولا احتجاج إمرأه، انوار ألحانه تسطع من بعيد منعكسه على بقايا شجره، كانت الحانه ممتلئه بحفنه من البشر، جلسو علي مقاعد قديمه أمامهم طاولات قذره

قابلني نادل غزت وجهه الدمادم بنظره باهته مصدومه


كيف حضرت هنا في ذلك الوقت قال باندهاش

تفحصت ساعتي كانت تشير للحادية عشر ليلا


رمقني رواد القهوه بصدمه المحليين منهم، بينما بدا امر عاديآ للموظفين من خارج القريه


ماذا تعني بسؤالك؟ للقهوه مواعيد محدده؟


لا تشغل بالك، قال النادل وهو يرمق الطريق خلفي، تفضل بالدخول

شاي، أم قهوه؟

قهوه من فضلك


جلست على احد المقاعد الي جوار موظف رايته مره الي جوار مكان عملي، رحب بي الرجل بابتسامه كبيره

مرحبا بك في القريه الصامته

قلت اهلا وسهلا

أردف الرجل بتذمر، لا أعلم لما ترسل بنا الحكومه الي تلك القري البعيده المنعزله

تصور منذ حضرت هنا للوحده الصحيه لم يحضر لنا مريض واحد

اهل هذه القريه لا يمرضون!

قال زميل لي بالعمل لم أكن لاحظته بعد، وانا لم ارسل ولا برقيه حتي الأن

مكتب بريد حديث، صرف عليه آلاف الجنهيات من أموال ضرائب الشعب لا يطرق بابه ولا نفر

اللهم الا من رساله شهريه ترد ألينا من خارج القريه لاحد الفلاحين يدعي مسعد عبد الرؤوف

تصل كل شهر في موعدها ونقوم بتوصيلها للشخص المعني الذي يفضها أمام الموظف، يبحلق فيها ويقوم بتمزيقها فورآ


همس عامل الوحده الصحيه، هناك شيء آخر، ابتاع كل يوم من البقال شاي وسكر وكافة احتياجاتي، لا شيء ينقص في دكانه ولا أعلم من أين تأتى بضاعته


رد عليه زميلي في العمل، اهل هذه القريه منقطعين عن العالم، اشك ان لا أحد منهم أقرباء خارج القريه

رحت استمع لحديثهم الغامض، الباهت وفي عقلي ومضات للمواقف التى حدثت معي في المنزل


شطبنا، قال النادل وهو يشير لساعه عتيقه علقت على الحائط، نهض كل الحاضرين، بدا انهم معتادين على ذلك

نهضت انا الاخر وانا اعاين الساعه، منتصف الليل تمامآ.


بداء عددنا يتناقص مع كل الخطوات التي نبتعد فيها عن القهوه، منزلي علي مشارف القريه لذا كنت انا الشخص الذي يمشي بمفرده في النهايه

لطالما كنت وحيد في حياتي رغم الزحمه التي تحيط بي، لا احتاج لتذكير بذلك

لكن السكون والظلمه صور مؤطره لتاريخي الحافل مع العزله

المنازل مغلقه على جانبي الطريق،أسير وانا ادندن، في فمي لفافة تبغ


حتي كلاب تلك القريه لا تنبح ليلآ، لم اري ولا قطه في الطريق او تعبر بين المنازل، حدث شيء مرعب هنا وعلي ان اكتشفه

استقلبتني الحديقه الكئيبه بأشجارها الضخمه مجموعه من الحراس بظلال طويله تشيعني نحو المنزل

باب المنزل مغلق كما تركته، الموسيقي تصدح أيضآ، مع اقترابي من الباب شعرت بحركه، خطوات اكثر من شخص تتحرك في الرواق

وضعت يدي علي، وضعت يدي على مقبض الباب المذهب، كان المعدن بارد الملمس.

انفتح الباب بسهوله ويسر، علي ضوء المصابيح مسحت الرواق الذي كان خالي، وضعت قدمي بتردد داخل المنزل، المقاعد، الطاولات، كل شيء في مكانه.


كان الوضع اقل مأساويه الان، الصوره الملتقطه علي الجدار كامله، اربع فتيات جميلات مبتسمات للكاميرا

اقتربت من الصوره، حدقت بوجه الفتاه التي اعتقد انني رأيت طيفها في القبو

شابه نحيله بملامح وجه حاده، تمتلك ضفيرة شعر طويله سابحه على ظهرها ، هالني وجه التطابق بين الصورتين لدرجه لا يمكن تجاهلها.


هناك مكتبه ،للذهاب بعيدآ، سحبت اول كتاب وقع في يدي، مجلد يؤرخ للغرب الأوروبي العادات وطرق المعيشه، وجدت بعض القصص اللطيفه، دخنت سجارتين مع فنجان قهوه

لكن قلقي لم يرحل، أشعر أن جدران المنزل تطبق على، كل شيء قابلته في هذه القريه منذ اول لحظه وحتي الأن غريب جدا

استلقيت علي الاريكه تحت ضوء المصابيح المتقطع وحاولت النوم

قاومني ملك الأحلام اكثر من ساعه قبل أن أغلق عيني ويتدحرج نحوي كابوس مرعب، انا خلف المنزل، أقف أمام شجره تحتها شاهد قبر، من فوقي ينعق غراب بعين واحده

الظلام يتسع، يبتلع الحقول، يطغى علي ضوء القمر، امامي قطعة رخام عليها اسم وتاريخ

أنحني لادقق في الأسم، تخرج يد من القبر وتمسك بعنقي، تسحبني نحو الأرض


يد تربت على كتفي، استيقظ انت تصرخ وانت نائم، متعرق، مرتعش افتح عيني، لا اري شيء

يتبع 

تكملة الروايه من هنااااااا 
 

تعليقات

التنقل السريع