القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهزيمه البارت الثالث والرابع بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه



رواية الهزيمه البارت الثالث والرابع بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


رواية الهزيمه البارت الثالث والرابع بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 





رواية الهزيمه البارت الثالث والرابع بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 





الهزيمة


الفصل الثالث


من غير تفكير فى اى حاجة لقيت نفسي بحاول ارفع اسلام من على الارض وده حصل بصعوبة لأنه زى ما قولتلكم هو ضخم شوية، لكن بأى شكل كان لازم انقله العربية، البنت مقدرتش تنزل من العربية وطول ما هي واقفة كانت بتتلفت حواليها كأنها قلقانة حد يشوفها، لكن انا مشغلتش بالي غير بأسلام اللى نقلته للعربية وقعدته فى الكنبة اللى ورا وركبت جنبها ووشى ورا على اسلام، بتمنى بس الاحظ ان نفسه شغال، كل حاجة حاصلة مخلياني مش قادر افكر، اصل ليه نصر ده عمل كده فى اسلام؟ هو يعرفنا منين علشان يأذينا بالطريقة دي؟ وليه الكلمة الوحيدة اللى قالها اسلام ان مش نصر اللى عمل كده؟ طيب لو مش هو يبقى مين؟ ولو مش هو يبقى هرب راح فين؟ وليه هرب اصلا؟! طيب بيت اخوه اللى قال عليه ده فين؟ ده مفيش اي بيوت ورا البيت بتاعنا، كل ده كنت بفكر فيه وانا باصص على اسلام ومش واخد بالي حتى من الطريق اللى احنا ماشيين فيه، والبنت كانت قمة فى الذوق الحقيقة، انا محستش خدنا وقت قد ايه فى الطريق، لكن لقيت العربية وقفت فجأة قصاد مستشفى واضح انها امكانيتها على قدها اوي، لكن مشغلتش بالي، نزلت اجري من العربية وجريت على المستشفى ادور على حد يساعدني ننقل اسلام، لقيت واحد قاللي:

- خُد كرسي من دول وهات الحالة عليه، مفيش عمال يساعدوك.

شاورلي على كرسي بعجل روحت جريت اخدته وطلعت نقلت اسلام عليه وقفلت باب العربية ومن غير ما ابص للبنت قولتلها:

- شكرا، كتر خيرك.

دخلت المستشفى بجري بالكرسي على المكان اللى شاورلي عليه اللى قاعد فى الاستقبال، لقيت اكتر من اوضة مقفولين واخيرا لقيت اوضة متجمع فيها التمريض وقاعدين يتكلموا، حاولت اتمالك اعصابي وهما شايفيني واقف بالحالة قدامهم وقاعدين يكملوا كلامهم، قررت متعصبش عليهم علشان يسعفوني وميعاندوش معايا، ولقيت نفسي بتكلم بكل ذوق:

- لو سمحتم، اخويا وقع من على السطح، ممكن حد يشوفه ويطمني عليه، الله يخليكم تلحقوني، الحقوه.

ممرضة:

- طيب استنى شوية.

سامي بغضب مكتوم:

- لو سمحتى ده بقاله وقت بالحالة دي، خايف التأخير ده يضره اكتر.

ممرضة اخرى:

- طيب هنطلب الدكتور لأنه بيمر على الحالات، دقيقة واحدة بس.

سامي:

- شكرا.

ممرض:

- طيب تعالى معايا يدخل اوضة الكشف، متقلقش خير ان شاء الله.

مشيت مع الممرض اللى بيحرك هو الكرسي للأوضة اللى كانت فاضية تماما مفيش فيها غير سرير واحد بس، مش عارف لو حالتين وصلوا للمستشفى فى وقت واحد هيسعفوهم ازاي، ولا هينيموهم فين؟ بس ما علينا المهم ان فيه مكان لاخويا، نقلنا اسلام على السرير، والممرض من سكات جاب قطن ومُطهر وابتدا ينضف الدم علشان يقدر يخلي الجرح جاهز لحد الدكتور ما ينزل، وفعلا خلال ما كان الممرض بينضف الجرح نزل الدكتور ومن غير ما يسأل بدأ يتعامل مع اسلام ويشوف حالته ولقيته بسرعة طلب انبوبة اكسجين ويركب النفس وبدأء يضغط بأيديه على صدر اسلام وهو ساكت تماما، الممرض جاب الاكسجين وركبوه لأسلام اللى بدأ نفسه يرجع ببطئ لكن فكرة ان عيني شافت صدره طالع نازل وبتنفس حسيت ان خلاص رجلي مش شايلاني من الفرحة، قعدت على الارض وحطيت ايدي على وشى وسيبت دموعي تنزل، انا مش متخيل اخسره ابدا مهما كان.


الدكتور:

- هو جسمه فيه كدمات، الجرح مش كبير مجرد خمس غرز مش اكتر من كده، لكن هيحتاج ياخد اجازة لمدة اسبوع على الاقل.

سامي:

- ياخد أجازة اسبوع اتنين عشرة مش مهم، المهم انه يكون كويس وبخير، هيبقى كويس يا دكتور؟

الدكتور:

- هو كويس، الحمد لله، مش هيحصله حاجة متقلقش، دلوقتي هنعمل اللازم وتقدر تاخده وترجع بيه على البيت.

سامي:

- ربنا يطمنك يا دكتور.

فعلا عملوا اللازم كله، واسلام كان بيتألم جسمه كله واجعه، طبيعي لو واحد تاني مكانه كان ممكن مات اصلا، لكن ربنا معاه وفاكره دايما، اسلام اصلا محترم وبتاع ربنا والله ومش بيأذي اى حد علشان كده ربنا نجاه ووقف جنبه، فتح عنيه اخيرا وابتدا يتنفس بشكل طبيعي، لكن متكلمش معايا خالص ولا اتكلم عموما، كنت مستغرب ان الدكتور مسألش ايه اللى حصل بس مش مهم، المهم ان اخويا فاق، قعدت انا واسلام فى المستشفى اكتر من ساعتين ونص او تلاتة، اتخيط الجرح، اخد مسكنات، مكان الكدمات اللى فى دراعه ورجليه اتربط برباط ضاغط، لكن محدش بيتكلم معانا، كأنهم عارفين ان اللى عمل كده حد من العرباوية اللى فى المنطقة ومينفعش يدخلوا معاهم فى مشاكل او يحرضوا على اننا نبلغ عنهم، خلصت كل الاجراءات والساعة كانت وصلت تقريبا لواحدة ونص بليل او اتنين تقريبا، المكان برة المستشفى صحرا تقريبا، مفيش حتى حرامي ماشى فى الشارع، ولا مواصلات ولا عربيات فايتة من قدامنا، كان اسلام قاعد على كرسي بعجل قدام باب المستشفى لحد ما نلاقى عربية هرجعه تاني جوة، لما لقينا مفيش امل فى ان عربية تظهر قريب قعدت على ركبي قصاد اسلام اللى كنت خايف اتكلم معاه علشان متعبهوش لكن هو كعادته ضحك ليا بوشه الجميل وبيقولي:

- متخافش، اخوك بسبع ارواح، عُمر الشقي يا سمسم.

سامي بضحكة وعيون بتلمع بدموع:

- مخافش ايه بس يا اسلام؟ ده انا كانت روحي بتطلع، طول ما انت مغمض عنيك ومش بتتنفس كنت بموت قصادك، اوعى تعمل  فيا كده تاني.

اسلام:

- الحمد لله، ربنا موجود، وافتكاره رحمة، علشان كده متخافش عليا.

سامي:

- انا عايز افهم بقى انت ازاي حصل فيك كده؟ وابن ال.... راح فين وسابك؟ وازاى بتقول ان مش هو اللى عمل كده؟

اسلام:

- ده موضوع يا عم سامي، وموضوع شكله كبير اوي، لكن كل اللى انا فهمته وفاكره، ان مفيش حد اسمه نصر ساكن فى البيت اللى قصادنا، واقولك حاجة كمان...

سامي بفضول:

- قول يا عم.

اسلام:

- تقريبا كده....


قطع الكلام ضوء عربية جاي من بعيد، اول ما لمح سامي الضوء قام يجري وقف فى نص الطريق، وبيشاور بأيديه الاتنين علشان العربية تقف، وفعلا العربية وقفت.

سامي:

- معلش من فضلك، اخويا لسه خارج من المستشفى و...

قبل ما يكمل كلامه سمع صوت جاي من العربية:

- مفيش مشكلة، اتفضل انا هوصلكم.

من غير تفكير اخدت اسلام وركبته جنب سواق العربية، رجعت الكرسي بتاع المستشفى وجريت على العربية قعدت ورا، بس اللى فاجئني ان اللى سايق العربية...بنت...هى البنت اللى جينا معاها تقريبا، مش عارف ده ازاي بس الفضول اخدني:

- هو حضرتك اللى وصلتينا واحنا جايين؟

البنت بهدوء وخجل:

- انا اسفة، بس مقدرتش اسيبكم وامشى وانا عارفة ان انتم مش هتلاقوا اي مواصلة ترجعكم، علشان كده قررت استناكم، ولأنى مينفعش افضل واقفة فى الشارع كده، فضلت الف بالعربية وارجع كل شوية يمكن الاقيكم واقفين، جيت اكتر من مرة بس اخيرا لقيتكم.

سامي:

- انا مش عارف اشكرك ازاي، انتى انقذتينا بجد، مش عارف من غيرك كنت وصلت باخويا هنا ازاي؟ ومش عارف كمان كنا هنرج البيت ازاي؟

البنت:

- المهم انه قام بالسلامة.

اسلام بأرهاق:

- شكرا جدا ليكي، بس ازاي بنت سايقة عربية فى المكان ده وفى الوقت ده؟ ده احنا مبنشوفش اى حد هنا من الساعة 6 المغرب، جالك قلب ازاي تخرجي لواحدك كده؟

سامي:

- ربنا بقى ياسيدى عمل كده علشان تساعدك.

البنت بأبتسامة وتركيز فى الطريق:

- بعتني ليكم علشان الحقكم، بس انت ايه اللى حصلك.

اسلام ابتسم وبص للشباك ورجع بص ناحية البنت اللى كانت مركزة فى الطريق، لكن مجرد ما حسيت انه بيبص ناحيتها بصيتله للحظات ورجعت بصيت للطريق مرة تانية، بس اسلام بعد ما هي بصيتله مشالش عينه من عليها، وفضل ساكت تماما، لكن انا اللى اتكلمت علشان عيب مردش عليها ولا هو يرد كمان:

- ياستي كان طالع يساعد واحد جارنا علشان يركب الدش بتاعه، يادوب عقبال ما طلع سمعت صوت انفجار على الارض، طلع هو اللى وقع على السطح والجار ده اختفى.

البنت:

- جاركم؟! 

سامي:

- اه والله، هو قال كده.

اسلام ساكت وسرحان فى البنت اللى لقيت نفسي بسألها:

- هو انتي اسمك ايه؟

البنت:

- هو صاحبك ماله ساكت كده ليه؟

سامي:

- معلش هو أخد مسكنات كتير ممكن تكون هي اللى مأثرة عليه، بس صحيح انتى مش خايفة تمشى لواحدك فى الوقت ده؟

البنت:

- منطقتنا دي مينفعش اخاف من المشي والحركة فيها.

سامي:

- اصل انا ولا مرة شوفت راجل من بعد المغرب فى الشارع، علشان كده مش مقتنع انى اشوف بنت برة فى الوقت ده.

البنت:

- انا مستغربة جدا، ازاي جار ليكم هو اللى عمل فيه كده؟

سامي:

- اسلام بيقول مش هو، لكن هو اللى كان معاه فوق، وبعد ما اسلام وقع لقيته مش موجود، علشان كده مش عارف ايه الحكاية، وهو زى ما انتي شايفة كده نازل عليه سهم الله.

البنت:

- بس انتم مالكمش جيران على فكرة.

سامي بأستغراب:

- يعني ايه مالناش جيران؟ لاء البيوت اللى حوالينا فيها ناس، لكن انتى عارفة عاداتهم مش بيتدخلوا مع الناس الغريبة عنهم.

البنت:

- انا عارفة بقولك ايه كويس، البيوت اللى جنبكم كلها مفيش اي حد ساكن فيها، كلها فاضية، وسُكانها هما بس عُمّار المكان.

سامي بأستغراب:

- يعني ايه عُمّار المكان؟

سكتت البنت واسلام ساكت وباصصلها وخلاص، لكن وقفت العربية فجأة وقالت البنت:

- وصلتم.

نسيت السؤال والكلام اللى قالته، ونزلت بسرعة فتحت الباب لأسلام ونزلته، شكرتها مرة واتنين وتلاتة، لكن الصراحة انا مخدتش بالي خالص منها ولا من شكلها، كنت مهتم بس بصاحبي ومحتاج انى اشوفه نايم فى سريره، رديت عليا بهدوء وسابتنا ومشيت وانا دخلت مع اسلام اللى كان عنيه مع البنت حتى بعد ما مشيت، دخلته الاوضة واخيرا فرد جسمه على السرير لقيت نفسي بتكلم معاه بتهريج:

- ايه يابني، انت هتفضل فاضحنا علطول كده؟ مفيش بنت تقابلها تعرف تاخد وتدي معاها فى الكلام؟ ده انت حتى مقولتش شكرا.

اسلام:

- هو انت خدت بالك من البنت دي يا سامي؟

سامي:

- ازاي يعني؟

اسلام:

- شوفت وشها؟ بصيت فى عنيها؟ شوفت ملامحها؟

سامي باستغراب:

- لاء طبعا، ولا اديلك فيها امارة، انا كنت مشغول بيك، وبعدين واحنا راجعين مخدتش بالي منها فى المرايا لأنها كانت مركزة فى الطريق فمشوفتهاش، بس ليه بتسأل؟

اسلام:

- البنت دي يا سامي.......


يتبع


الهزيمة


الفصل الرابع


سامي بأستغراب:

ايوة، البنت دي مالها بقى؟

أسلام:

- غريبة اوي، اول ما بصيتلها حسيت ان قلبي ارتجف كده، جميلة اوى بشكل غريب.

سامي:

- اول مرة يعني تشوف بنت جميلة؟ ما احنا ياما شوفنا فى الكلية.

اسلام:

- لاء يا سامي، دى جميلة واجمل بنت شوفتها فى حياتي كلها، برغم ان الدنيا ليل بس عنيها بتنور فيها لمعة كده مش طبيعية، ووشها ابيض بجد خارج منه ضوء، انا مش ببالغ.

سامي:

- انت واضح كده ان الواقعة على دماغك اثرت عليك، بقولك ايه انا هحضرلك لقمة تأكلها، وادخل انام بقى علشان اروح الشغل الصبح...اوباااااا.

اسلام:

- مالك فى ايه؟ 

سامي:

- نسيت ورقة الاجازة بتاعتك فى المستشفى، مشوار ده، مش مهم بكرة وقت البريك ابقى اخطف نفسي اروح اجيبها واقدمهالك.

اسلام:

- ربنا ميحرمنيش منك يا سمسم، عموما ادخل انت نام انا مش عايز اكل، حاسس اني عايز انام اسبوع.

سامي:

- وانا هسيبك تنام، لكن بكرة لينا كلام كتير اوى فى اللى حصل ده، وفى الكلام اللى اتقال من البنت كمان، انا مش عارف ازاي مسألناش حتى اسمها ايه؟

اسلام بأبتسامة:

- علشان احنا ولاد مؤدبين.

سامي بيضحك بأستهزاء:

- شواذ على رأء احمد، ههههه سمعتنا باظت يا اسلام، احنا لازم ننحرف.

اسلام وهو بيفرد جسمه على السرير:

- أمشى ياض روح نام، تصبح على خير.

سامي:

- وانت من اهله.

دخلت انام، واسلام كمان نام، بصراحة اليوم كان مُرهق فمحستش غير بصوت المنبه على ميعاد شغلي، صحيت وجهزت ودخلت ابص على اسلام لقيته رايح فى النوم، شوفت ايه الادوية اللى المفروض ياخدها الصبح وحطيتها جنبه على الكومودينو، وخرجت من غير ما اقلقه علشان ميزهقش من انه يقعد لواحده طول اليوم، مفيش داعي يصحى بدري اوي كده، فقر اوي احنا اول ما فكرنا نشتري حاجة تبسطنا حصل اللى حصل، وكان هو اللى هيطلب القرض بتاع العربية، بصراحة انا مش بعرف اتكلم اوى فى المواضيع دي، وقولت لازم كمان يكون هو اللى موجود وبيتكلم في الموضوع لأنه صاحب الفكرة، واكيد هيبقى مبسوط لو وصل للموافقة بنفسه، دخلت استلمت شغلي وبصمت بميعاد وصولي وبعدين روحت على الادارة علشان ابلغهم باللى حصل لأسلام، وكمان بلغتهم أني هروح اجيب ورقة الاجازة من المستشفى وقت البريك بتاعي، هما بصراحة زعلوا على اللى حصل ووافقوا على الاجازة من قبل حتى ما يشوفوا ورقة المستشفى، طلعت اقضى يومي عادي جدا وبشوف شغلي كالعادة لقيت واحد من زمايلي جاي يتكلم معايا اسمه يوسف:

- هو صحيح اللى حصل لأسلام ده يا سامي؟

سامي:

- اه يا يوسف، كويس انها جت على قد كده، ربنا حماه.

يوسف:

- يعني حصل ازاي طيب؟

ابتديت احكيله القصة اللى كان واقف يسمعها بأندهاش علشان يعلق بعد ما خلصت كلامي بجدية وبيقول:

- بص يا سامي، هى المنطقة اللى انتم فيها دي مش حلوة ابدا، دي وراها مستشفى امراض نفسية وولعت من سنين باالحالات اللى فيها، وكمان مفيش حد خرج من الحادثة دي سليم، فيه جثث قدروا يوصلوا للرُفات بتاعتها ويدفنوهم، وفيه جثث ساحت حرفيا لدرجة انهم مستدلوش حتى على بقايا لجثثهم.

سامي بقلق وتوتر:

- هو ايه اللى انت بتقوله ده؟ انت بتتكلم جد يا يوسف ولا بتخوفني ولا ايه؟

يوسف بجدية:

- والله ابدا، انا حتى لما عرفت من استاذ عصام اللى حصل لأسلام وعرفت المنطقة اللى انتم ساكنين فيها، قلقت بصراحة.

سامي بخوف:

- بقولك ايه يا عم، بلاش ترعبني بقى احسن انا من امبارح وانا مش على بعضي بسبب المكان ده، حتى اللى وصلتنا للمستشفى قالت ان المنطقة دى مفيش فيها حد ساكن.

يوسف:

- ربنا يسترها معاكم، بس هو اسلام لواحده فى البيت دلوقتى؟

سامي بقلق:

- ايوة، انت هتقلقني ليه؟ ده انا مش هينفع اخد اذن وامشي مفيش حد يستلم مني دلوقتي.

يوسف:

- يابني انا مش قصدي اقلقك، بس فكرة ان يحصل اللى حصل معاه ده فى منطقة معروفة انها محدش بيتحرك فيها من بعد الساعة 5 هو اللى خلانى اقولك الحقيقة، اسأل احمد فتحي كان قاعد هناك قبلكم.

سامي:

- بس ده كان قاعد معانا من يومين مقالش اي حاجة، بالعكس ده كان مستغرب اننا مش بنعزم حد عندنا، وقال كلام دمه تقيل كده واسلام وانا قفشنا عليه.

يوسف:

- ياجماعة احمد ده غلبان والله، محدش ياخد على كلامه ولا تصرفاته، ده هنا من ال5% بتوع المصنع.

سامي بتساؤل:

- يعني ايه؟

يوسف:

- يعني كل مصنع بيكون فيه نسبة عمالة من ذوي الأحتياجات، هو واحد منهم.

سامي:

- غريبة بس هو معندهوش اي إعاقة.

يوسف:

- هو عقله على قده شوية، علشان كده كلنا مبنشغلش بالنا بكلامه.

سامي:

- أأأأأه، صح ماهو فعلا اللى قاله كان مينفعش يتقال، ربنا يشفيه بقى.

يوسف:

- طيب انا عطلتك، اسيبك بقى تشوف شغلك، واحنا هنتفق كلنا ونظبط معاك علشان نيجي نزور اسلام ونطمن عليه.

سامي بأبتسامة متوترة:

- اهلا بيكم اي وقت، تشرفوا طبعا.

مشى يوسف، بس سابني وانا جوايا كم افكار مش عارف اخلص منها، ايه بقى الحاجات اللى تخوف دي، احنا عايشين هناك بقالنا تقريبا سبع شهور مفيش اى حاجة حصلت، ليه محدش اتكلم قبل دلوقتي ونبهنا، وبعدين انا هخوف نفسي ليه؟ اكيد اللى حصل له سبب واسلام هيقولي عليه النهاردة، ولو على الجيران امرهم سهل، هروح اخبط على بيت بيت واشوف ايه الدنيا هناك، اشوف شغلي افيد بقى.


فى البيت عند اسلام، كان لسه جسمه واجعه اوي، فتح عنيه وهو بيتألم، بص حواليه شاف النهار طالع من الشباك، عرف ان اكيد سامي خرج للشغل، شاف جنبه شرايط البرشام اللى المفروض ياخدها اول ما يصحى، دور على تليفونه جنبه وكان لسه هيتصل على سامي بس سمع صوت خبط على الباب...حس بالقلق لوهلة، مين هيخبط عليه تاني دلوقتي؟ اكيد مش سامي، كان متردد انه يفتح، لكن فى نفس الوقت مش هينفع يسيب اللى على الباب يفضل يخبط على الفاضي، خاصة انه فضل وقت طويل يخبط، وعلشان كده قرر اسلام انه يروح يفتح الباب.


لقيت الساعة بقيت 12 الضهر، قررت انى اتصل بأسلام اطمن عليه واشوفه صحى ولا لاء، مسكت تليفوني وطلعت رقمه واتصلت بيه...رن التليفون كذة مرة، لكن مفيش رد، قلقت اصل اسلام مش متعود ينام كل ده لكن وارد يكون من الادوية، او ممكن يكون نايم لسه ومش سامع التليفون، اصل احنا لسه بالنهار ومفيش حاجة تقلق يعني، رغم ان كل حاجة من امبارح حصلت لحد النهاردة تقلق وتخليني اخاف، بس طمنت نفسي واشتغلت وقررت متصلش تاني بأسلام واقنع نفسي أنه نايم بسبب التعب، لحد ما جه ميعاد البريك بتاعي، وأخدت اذن علشان اروح اجيب ورقة الاجازة، لكن وانا خارج قابلت فى طريقي احمد اللى بص ليا بطريقة غريبة ووقف يقولي:

- هو انت ازاي مسيحي ومربوط بواحد مسلم اوي كده؟ ايه اللى بينكم انتم علشان تبقوا اصحاب بالشكل ده؟

طريقة كلامه ضايقتني بس افتكرت كلام يوسف، علشان كده محاولتش اتصرف معاه بطريقة عنيفة ورديت عليه بهدوء:

- وايه دخل المسلم والمسيحي يعني فى علاقتنا ببعض، انا واسلام اخوات ومتربيين سوا، موضوع الدين ده بين كل واحد فينا وبين ربه، محدش بيتدخل فى الموضوع ده نهائيا، وياريت بعد كده يا استاذ احمد تخلي فيه حدود فى التعامل بيني وبينك، لأن دى المرة التانية اللى تتكلم فيها كلام مش كويس، ولو اتكرر لمرة تالتة، هتبقى هى الاخيرة وهتشوف رد فعل هيزعلك جدا.

أحمد بلا مبالاة:

- انا بتكلم لمصلحتك يعني، اصل ده مرصود، ومش هيحصله كويس، ومش هيتساب على اللى عمله معايا.

سامي:

- مرصود؟! يعني ايه مرصود؟ انت باعت حد يراقبهولك ولا ايه؟

أحمد بسخرية:

- أأأأه طبعا باعت، ومش اي حد، ده اللى هيجيلي بخبره عن قريب.

سامي بضيق وانفعال هجم على احمد ومسكه من تلابيب قميصه وهو بيزعق ويقول:

- انت اتجننت ولا ايه؟ انت شاغل بالك بيه ليه يا متخلف انت؟ انا مش عايز أتعافى عليك علشان انت بالله، ومش عايز حد يفكر انى بستقوى عليك، لكن هتيجي ولا هتفكر تضايق اخويا بحرف ولا تصرف مش هيكفيني روحك.

أحمد بأبتسامة مستفزة تدل على عدم التوازن العقلي:

- هتتحط معاه فى نفس الكفة لو مبعدتش ايدك عني، وهتشوف اللى هيشوفه علشان تتعلم ازاي تتعامل معايا.

فى اللحظة دى تدخلوا الزملا وحاولوا يهدوا الموقف، فعلا قدروا يبعدوني عن احمد اللى كانت نظرته مستفزة ورخمة جدا، وكنت انا على اخري الحقيقة، كلامه مع كلام يوسف، مع كلام البنت واللى حصل لأسلام كلهم هجموا على دماغي مع بعض مرة واحدة وحسيت انى فعلا عايز اطلع كل الافكار دي بشكل عنيف ومفيش قدامي غير احمد وهو يستاهل اني اعمل فيه كده، لكن زمايلنا انقذوه مني، سيبتهم ومشيت علشان الحق اروح مشواري، لكن اتصلت كتير فى الطريق بأسلام علشان احكيله اللى حصل قبل كمان ما ابقى عايز اطمن عليه، بصراحة الخوف اخد من تفكيري جزء كبير اوي سيطر عليا، وده خلاني اقرر انى اروح اخد ورقة الاجازة وبعدين أتصل بيهم ابلغهم انى هاخد اذن واطلع على البيت بدل ما ارجع على الشغل، منها اطمن على اسلام واتكلم معاه، ومنها ابقى هناك فى البدري اقدر اشوف ايه نظام المنطقة وجيرانها اللى مشغلتش بالي بيهم قبل كده.


عند أسلام فى البيت، راح فتح الباب وهو متوتر، لكن شافها قدامه، هى نفس البنت بتاعت العربية، هى اللى راحت وصلته للمستشفى واهتمت بأنها تستناهم وترجعهم لحد باب البيت، اول ما شافها فتح بوئه على اخره وعنيه ثبتت عليها زى ما حصل الليلة اللى فاتت وده خلاها تبتسم وتقول برقة:

- انت لسه كده من امبارح؟ انا جيت اطمن عليك، انت كويس؟

أسلام وهو لسه متنّح:

- كويس.

البنت:

- طيب، انت مش محتاج اي حاجة، اطلب اي حاجة تحتاجها وانا اجيبهالك، انا عارفة اكيد صاحبك فى الشغل.

اسلام بذهول:

- هو انتي اسمك ايه؟

البنت بأبتسامة:

- ماريا.

أسلام:

- اه، كده صح.

ماريا:

- هو ايه اللى صح؟

اسلام:

- ان الجمال ده مش مصري، طبيعي يكون اجنبي.

ماريا بأبتسامة:

- طيب انا كده اطمنت عليك، هبقى اطمن عليك تاني، وخلي بالك.

قبل ما يرد عليها كانت اختفيت، مشيت من قدامه فى لحظات، لكن هو من كُتر ما بيتسحر بجمالها فضل واقف سرحان ومحسش بأنها سابته ومشيت.


وصلت أنا فى المنطقة اللى فيها المستشفى، نزلت من الميكروباص، ودخلت مشيت مسافة طويلة بعيد عن الطريق العمومي، لكن قصّر عليا الطريق كترة افكاري اللى مخلياني بكلم نفسي حرفيا، محسيتش انا مشيت قد ايه، لكن اخيرا وصلت... وصلت للمستشفى...المستشفى المهجوووووورة.


يتبع تكملة الروايه اضغط هناااااااا 




تعليقات

التنقل السريع