القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهزيمه البارت الاول والثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه




رواية الهزيمه البارت الاول والثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


رواية الهزيمه البارت الاول والثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 






رواية الهزيمه البارت الاول والثاني بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 




الفصل الاول


قررت احكي حكاية حصلت وعيشت احداثها مع صاحبها من اول طأطأ لحد السلام عليكم، حكاية لو كنت سمعتها من حد بيحكيها مكنتش صدقت ابدا، لكن للأسف كل حاجة فيها مع كل موقف مع كل لقطة حصلت كنت متابعها مع صاحبها، مش عارف ليه هو بالذات يحصل معاه كده، لكن اللى فهمته بعد كده ان الأذى مش شرط يبقى مقصود بيه حد مش كويس، او حتى حد أذى حد سواء بقصد او غير قصد، أسمي سامي، صاحبي اسمه اسلام، انا وهو ساكنين فى شقة واحدة فى منطقة برج العرب القديمة فى اسكندرية، انا واسلام اصحاب من صغرنا اصلا احنا من القاهرة وجيران واتربينا سوا، انا خلصت كلية اداب قسم اجتماع وهو خلص بكالوريوس تجارة، ولأن حال البلد متكعبل وفرص الشغل مش متيسرة معانا اوي يعني، قررنا ننزل نشوف شغل فى المنطقة الصناعية فى اسكندرية، وفعلا وبعد لفة كبيرة لفيتها انا وهو على المصانع لقينا مصنع منهم طالب عمالة، واحد أمين مخزن، وواحد فى الأمن...بصراحة أحنا فى القاهرة لقينا اشغال كتير لكن كلها يا فى محلات، يا اما فى اماكن محتاجة شغل 12 ساعة مع مرتب مش كبير وميستاهلش اليوم كله يضيع فيه خصوصا ان المواصلات غالية وهتاخد نص المرتب، بس تقدروا تقولوا كده فكرة اسكندرية بالنسبالنا مفيش فيها مشاكل خصوصا ان احنا يعتبر مالناش حد، اسلام يتيم الاب والام من بعد ما خلصنا الثانوي، مامته وباباه اتوفوا فى حادثة والقرشين اللى كانوا سايبينهم يادوب كملوا دراسة الكلية مع تنطيطنا شوية فى المحلات والمطاعم نجيب مصروفنا، اما انا بقى حكايتي مع اهلى تجيب اكتئاب، أنا ولد واحد أمي وابويا كانوا متجوزين بعض غصب عنهم، علشان تقاليد الاهالي مش اكتر، خلفوني وهما الاتنين كارهين وجودي، مع الوقت والملل اللى زاد بينهم وبعد ما سيبنا الصعيد ونزلنا القاهرة، قرر ابويا انه يسافر بحجة الشغل لكن هو كان عايز يهرب من عيشته مع امي اللى كانت علطول مش طايقة وجوده ولا حاباه، ولأن الدين بتاعنا مفيش فيه طلاق فقرر انه يهرب ويسيبنا، كنت بينهم انا اللى يضربني فيهم التاني يعانده ويطبطب عليا ويراضيني، والعكس كمان بيحصل وكنت ببقى مش فاهم بيعملوا معايا كده ليه، لحد ما قرر ابويا يسافر ومشوفتش وشه تاني سنين، لكن بصراحة كان بيبعتلي مصاريفي ومقصرش من ناحية الماديات، لكن أمى كانت عايشة كأنها بتخدم طفل مالهاش علاقة بيه، مجرد بتراعيني كنوع من انواع الواجب، لكن ولا عمري حسيت انها امي ولا هى عمرها حسستني اني ابنها، كبرت على الحال ده وكان صاحبي واهله هما اهلي، لحد ما اتوفيت والدته ووالده وحزنت عليهم كأنهم اهلي، وبقي مالهوش غيري بعد ربنا خصوصا انه ميعرفش حاجة عن اهل والده او والدته، ومرت سنة واتنين وفى التالتة أمى ماتت فجأة من غير مقدمات، واصبحت انا وهو مالناش حد، خصوصا ان ابويا بعد وفاة امي مأخدش وقت فى التفكير بس نفذ علطول خطوة الجواز من واحدة اتعرف عليها فى البلد اللى هو فيها، وبعد ما كان ملتزم معايا بمصاريفي بقيت لا اعرف عنه حاجة ولا بطول منه حاجة، وبصراحة معرفتش ازعل على حد منهم ولا حتى ازعل من حد فيهم، المهم خلصنا الكلية وروحنا ووصلنا للمصنع اللى هنتعين فيه، مفرقش معانا مين هيبقى مسؤول عن ايه، علشان كده كنت انا اشتغلت فى المخزن، واسلام صاحبي اشتغل فى الامن، وبصراحة المرتب بالنسبالنا كان كويس لأن السكن كان على المصنع، المشكلة بس أن البيت كان بعيد شوية عن المصنع لكن برضو كويس ان هما اللى متحملين السكن اصل الشقق ايجارها عالي اوي، كانت مشكلتنا الوحيدة بس هي المواصلات كنا بندوخ لحد ما نعرف نلاقى توصيلة تودينا البيت اللى كان فى منطقة مقطوعة، او مش مقطوعة بالمعنى لكن هناك البيوت بتاعت عائلات، يعني مفيش بيت ساكن فيه حد غريب، والناس بتنام بدري او بيقفلوا بيوتهم عليهم بدري، الله اعلم بقى صاحيين ولا لاء، وبما ان انا وصاحبي كنا شباب لواحدنا فطبيعي كانت البيوت هناك وناسها يبقوا واخدين مننا جنب خوفا على اهاليهم اللى مينفعش او ستاتهم وبناتهم من الشباب بتوع مصر اللى ميعرفوش عاداتهم وتقاليدهم، العرب لهم طبع كده غيرنا شوية، المهم ان المنطقة اللى ساكنين فيها كانت مملة اوي، تحس اننا عايشين في صحرا، لكن الميزة الوحيدة في السكن ده ان انا واسلام مظبطين مواعيدنا مع بعض بحيث اننا نروح البيت سوا ونروح شغلنا سوا، استلمنا الشغل وبصراحة الناس في المصنع كانوا كويسين جدا واتأقلمنا بسرعة، المهم ان وضعنا فى الشغل كان كويس وبعدين احنا بنفهم يعني وده خلانا نفهم الدنيا فى الشغل بسرعة، انا واسلام نفس السن عندنا 25 سنة، كان دايما اسلام بيقول عليا اني كالح، اصل انا عيني ملونة وابيض كده وشعري كستنائي كان علطول يقول ان انا كنت هطلع بنت بس جيت ولد كده بقى فى اخر وقت، لكن رغم ان شكلي يقول اني بسكوتة فى نفسي لكن لاء انا راجل اوى على فكرة، اسلام بقى مختلف عني اوي...اولا أطول مني واعرض بشوية حلوين، تقدروا تقولوا عامل زى رشدى اباظة كده زي ما البنات فى الكلية كانوا بيقولوا عليه، كان وسيم برغم ان ملامحة حادة شوية ورجولية اوى تخلي اللى يشوفوا يعتقد انه اكبر من 25 سنة لكن كان وسيم وجذاب لأى حد يشوفوا، والله حتى الرجالة لما كانت بتشوفه كانوا يحسوا انه صاحبهم من زمان، راجل كده وصاحب صاحبه بزيادة، وده مع الاسكندرانية مكانش متصدق اوي، اصل فكرتهم عن بتوع القاهرة مش حلوة اوى يعني، لكن الحمد لله علاقتنا بيهم غيرت رأيهم شوية، كل يوم بيمر فى الشغل بنتعلم جديد، كل يوم بيمر بنثبت اكتر أننا بتوع شغل، فات يوم اتنين عشرة شهر وشهرين و6 شهور، ايامنا شبه بعضها، نقضي اليوم فى الشغل نتقابل فى البريك، نقعد نتكلم ونحكي واحنا بناكل مع الشباب وبعدين يخلص اليوم ونتوكل على الله نرجع على البيت، ندخل نرمي نفسنا على الكنب قدام التليفزيون نترمي كده ساعة ولا اتنين لحد ما واحد فينا ياخد قرار انه يقوم ياخد دش ويغير هدومه، ودايما كان بيكون انا اللى باخد القرار ده علشان بضطر اطلع احضر الاكل لأن البرنس

(زى ما بيسمي نفسه) مستحيل يقف فى المطبخ، وعلشان كده كان يدخل هو ياخد دش بعد ما بطلع انا علشان يطلع يلاقيني جهزت الاكل، ناكل وكل واحد يقعد يحكي الشيفت التاني حصل فيه ايه فى مكان شغله ونشرب كوبايتين الشاي وندخل ننام، الحال على كده كل يوم لمدة 6 شهور محدش مننا خرج برة المصنع والبيت، لا كافيتريا، ولا مول، ولا حتى حاولنا نسافر القاهرة نطمن على بيوتنا، اصل هيحصل ايه للحيطان يعني؟ 


احمد فتحي:

- بس انتم ايه يا جدعان الاحترام ده؟ يعني الواحد منكم لا سيجارة كده ولا نفس كده، ولا حتى كوباية، ولا لقيت واحد فيكم بيعزمنا على سهرة حلوة فى البيت، ولا عاملين حفلة ومعاكم شوية مزز حلوين، انتم متجوزين ولا انتم مالكوش فى الحريم والشهيصة ولا ايه حكايتكم؟

أسلام:

- استغفر الله ياجدع، ياعم خلي ربنا يكملها مع الواحد بالستر.

أحمد:

- دور الاحترام ده اللى انت ماشي فيه مش مريحني، طب انت وخايف من ربنا، سامي بقى ايه حكايتك؟ ده انت يعني مسيحي والكلام ده ميفرقش معاك.

سامي بضيق:

- ليه بقى يا عم احمد هتزعلني منك؟ هو المسيحي ده ايه يعني بيعبُد البقر مثلا؟ ماهو له دين وعارف ربنا، وعارف الصح من الغلط.

احمد باحراج:

- مش قصدي حاجة، انا فكّرت ان الكلام ده مش حرام عندكم زي عندنا يعني، وبعدين بجد يعني انتم شواذ ولا ايه؟ قولولي خليكم صُرحا.

أسلام بأنفعال اول مرة يظهر عليه قام من على الاكل ومد ايديه على كتف احمد اللى اتفاجئ من رد فعله:

- عارف لولا انا اني متعودتش اتعافى على حد اقسم بالله ورحمة ابويا وامي كنت دفنتك مكانك، انت شايفنا ايه علشان تسأل سؤال زى ده؟

سامي وهو بيبعد اسلام عن احمد:

- فى ايه يا اسلام؟ بالعقل يا اخي، انت من امتى عصبي كده؟ وبعدين يا احمد مش معنى اننا محترمين يبقى احنا يتقال عننا كده، احنا بس مش بنحب نعمل الغلط.

أحمد بتوتر من تصرف اسلام:

- يا شباب انا كنت بتكلم بعشم يعني، واكيد مش قصدى كده بجد، بس بصراحة اول مرة اشوف شباب فى سنكم محترمين زيادة عن اللزوم كده، وحقكم عليا لو زعلتم من كلامي.

أسلام قرر انه يرجع مكانه على البوابة مرة تانية من غير ما يتكلم نص كلمة مع احمد، اما انا بقى لقيت نفسي مش عارف اتصرف ازاي؟ اصل انا مش بحب المشاكل، وبصراحة تانية اول مرة فى حياتي حد يتهمني اتهام زى ده؟ وكنت مش عارف هل اللى عمله اسلام صح ولا غلط، لكن كنت انا كمان مضايق جدا من احمد علشان كده اكتفيت بأني اقوله:

- بص يا احمد لا تقعد معانا، ولا تقرب مننا، علشان محدش مننا يزعل من التاني، واتعلم تبقى فى حالك.

سيبته ومشيت وانا عارف ان اسلام متعصب جدا، لكن حقيقي اول مرة اشوفه متعصب كده، وبعدين انا دايما ماشي بمبدأ ان الحاجة مدام مش فيا مسخنش عليها اوى كده، علشان كده باخد حاجات كتير ببساطة، يمكن يكون الاتهام مينفعش حد يقبله، لكن انا حاولت اقول بحُكم العشم الراجل هزر معانا هزار تقيل شوية، لكن معرفش ان رد فعلنا خلاه يحطنا فى دماغه، أحنا معملناش معاه حاجة وحشة، لكن هو خد الموضوع على صدره زيادة عن اللزوم، وعلشان كده وبرغم اننا تجنبناه الا انه كان بيحاول كتير يدورلنا على اى مشكلة...وده بدأ من بعد الحوار ده ما حصل بأسبوع بالظبط.


يتبع


الهزيمة


الفصل الثاني


أسلام:

- بقولك ايه يا سامي، انا تعبت من حوار المواصلات ده، زهقت تلت تربع الوقت اللى المفروض نرتاح فيه بيضيع فى المواصلات.

سامي:

هنعمل ايه يعني؟ هو احنا بس اللى كده؟ 

اسلام:

- لاء مش احنا بس، لكن فيه غيرنا وراهم مسؤليات كتير واولويات تمنعهم من انهم يفكروا يشتروا عربية.

سامي:

- يا ابن اللعيبة، جامدة الفكرة دى صحيح، انا ليه مفكرتش قبل كده اننا نجيب عربية؟

اسلام بيضحك:

- علشان غبي بس، انا كمان مفكرتش قبل كده، بس بصراحة لقيت اننا بنشتغل وعمالين نحوش فى فلوس وخلاص، لا عارفين نبسط نفسنا ولا حتى نعمل حاجة جديدة، ليه بقى منعملش حاجة تبسطنا وكمان  تريحنا؟

سامي:

- تصدق عندك حق، نشتري عربية، بس يابني احنا الفلوس اللى معانا متجيبش عربية اصلا عليها القيمة، كبيرك تجيب لادا موديل قديم مثلا، بس تكون ماسكة نفسها شوية.

اسلام:

- لاء انا بفكر أخد قرض تمويل السيارة من البنك اللى بينزل عليه القبض بتاعنا، ايه رأيك؟

سامي:

- طيب واحنا هنقدم على القرض احنا الاتنين ازاي؟

اسلام:

- لاء، هقدم انا، ولو كده لما يتخصم جزء من القبض بتاعي نقسمه على اتنين وتديني النص.

سامي:

- حلو الكلام ده، خلاص اتفقنا، بصراحة فكرة جامدة، بس هينفع ناخد القرض؟

اسلام:

- احنا بقالنا بنقبض من الشركة اكتر من 6 شهور اهو، يعني هيتوافق عليه ان شاء الله.

كنا قاعدين نتكلم والموضوع عاجبني جدا، احنا اصلا ابسط من اننا نفكر فى اي حاجة تخص المنظرة بصراحة او المستقبل، يعنى مفيش مرة قولنا نفسنا يبقى عندنا عربية قبل الوقت ده، ولا واحد مننا قال عايز اشتري شقة علشان اتجوز فيها، رغم اننا يعني طبيعيين زى اى شاب فى الدنيا، لكن دايما كان عندنا حتة ان لو اتجوزنا وارد منرتاحش فى الموضوع ده، خصوصا بالنسبالي بسبب علاقة ابويا وامى ببعض، والعقدة اللى عقدوهالي فى حياتي، وبالنسبة لأسلام بسبب خسارته لمامته وباباه ده خلاه يخاف من الفكرة علشان ميجيبش طفل  ويسيبه فى الدنيا لواحده وقت ربنا يفتكره، كنا بنشتغل من اجل الشغل وخلاص، مش هينفع نبقى رجالة وقاعدين عواطلية، وبعدين حتى علشان نعرف نعيش وناكل ونشرب، موضوع العربية كان بالنسبالي حاجة جديدة وحلوة اوي، زى لعبة الاطفال كده مثلا، حاجة جت على غفلة وفجأة وبصراحة حاجة تستاهل انها تبسطني، خلص اسلام كلامه معايا وقعدنا نكمل فرجة على التليفزيون وانا متحمس اوى للعربية وكل ما اشوف عربية فى التيلفزيون اقوله:

- ايه رأيك جامدة العربية دي..لالا دى احلى، طيب هنجيب لونها ايه؟ ده هنجيب نوعها ايه؟

اسلام بيضحك:

- يابني متقاطعش بقى، تصدق انا غلطان انى قولتلك، كنت سيبتهالك فجأة كده.

سامي:

- تقدر تخبي عليا حاجة؟ عمري ما اصدقها.

اسلام:

- واد متطفل اوي، كل حاجة كده راشق فيها.

سامي:

- تقدر تستغنى عني؟

اسلام بأبتسامة:

- يابني احنا واحد، مينفعش حد فينا يستغنى عن التاني، ده احنا مقاطيع مالناش بعد ربنا غير بعض.

سامي بمرح منعا للتأثر:

- ايوة كده اعترف بقيمتي، يخربيت عقلك هتخليني اعيط.

أسلام:

- بسكوتة، كانك مش مظبوط ياض.

سامي وهو بيضحك ولسه هيتكلم، صوت خبط على الباب.


اسلام باستغراب:

- هو اللى بيخبط ده الباب بتاعنا؟

سامي:

- أه على فكرة، مين هييجي يخبط علينا أحنا؟

اسلام:

- ربنا يستر، هقوم اشوف مين.

سامي بقلق:

- ياعم متفتحش، احنا مين هيعبرنا هنا، احسن يكون حرامي ولا حاجة.

اسلام:

- بس يا مجنون.

قالها وراح يفتح الباب، كنا مستغربين لأن احنا محدش بيخبط علينا خالص، حتى بتاع الكهربا والغاز والحاجات دي بيحاسب صاحب الشقة والشركة بتحاسبه منهم له، ومالناش علاقة بأى حد حوالينا علشان حد ييجي، راح فتح الباب ولقيته فجأة صوته عالي وبيرحب بحد وهو بيقول:

- أهلا وسهلا، اتفضل طيب ادخل، هتفضل واقف على الباب كده؟

شخص:

- يزيد فضلك، معلش انا عارف الوقت متأخر، لكن كنت عايز استأذنك فى حاجة كده؟

اسلام:

- طيب والله تتفضل مش هنقف نتكلم على الباب.

فعلا دخل اسلام وقدامه واحد لابس جلابية ولافف على رأسه عمامة وبيضحك وهو بيقول:

- السلام عليكم.

ابتسمت ورديت التحية، بس هو لهجته عربوية، كنت مستغرب وجوده.

الشخص:

- متأخذونيش، بس كنت محتاج أطلع على السطح عندكم علشان عايز امد سلك الدش من عند أخويا وهو فى البيت اللى وراكم.

سامي بضحك:

- ده انت سيبت ركبي يا شيخ، بقى ده اللى خلاك تيجي تخبط علينا دلوقتي؟ ده احنا اول مرة نشوف بني ادمين فى المكان.

الشخص:

- عوايدنا هنا كده، متأخذوناش بقى، اخوكم نصر.

اسلام:

- اهلا بيك، اتفضل اطلع اعمل اللى انت عايزه، اعتبره بيتك.

نصر:

- طيب معلش ممكن تطلع معايا؟

أسلام:

- عنيا حاضر، اتفضل.

نصر:

- اتشرفنا بمعرفتكم يا شباب، وسامحونا بقى لو قصرنا معاكم.

سامي بمرح:

- نسامحك على ايه ولا ايه ولا ايه؟

نصر ابتسم واسلام ضحك بصوت عالي، وسابوني وطلعوا سوا، كنت مستغرب جدا ان حد يخرج من بيته فى الوقت ده علشان سبب تافه زى كده، اصل من المغرب مبشوفش حد فى المنطقة دي خالص، حتى المحلات بتقفل، شبه الريف زمان كده، قعدت اكمل فرجة على التليفزيون، وسيبت اسلام بقى يوجب مع الجار اللى ظهر اخيرا، سرحت مع التليفزيون وانا عمال اتخيل العربية بقى وأننا هنخرج ونروح ونيجي ونعمل كل حاجة لما يبقى تحت رجلينا عربية، لكن كل ده فجأة فوقت منه اول ما سمعت صوت حاجة اتهبدت بشكل خلاني أقوم ناطط من على الكنبة، الهبدة كانت قوية جدا بالنسبالي خضتني، جريت على باب الشقة فتحته وفضلت انادي على اسلام، وعلى نصر، لكن محدش بيرد، قلقت شوية وطلعت اجري على السطح، بس السطح كان فاضى تماما...ولا فيه اسلام ولا نصر ولا حتى اثر لسلك ولا لحد واقف على البيت اللى ورانا...اصل احنا طلع مفيش بيوت ورا بيتنا وده اللى مكناش واخدين بالنا منه...قلبي اتقبض وخوفت، جريت نزلت على الشارع وطلعت من باب البيت وانا مش عارف هروح على فين اشوف اسلام، لكن قبل ما الحيرة تاكل دماغي لقيت اللى صدمني...أسلام واقع على الارض سايح فى دمه ولا حركة ولا أى حاجة تقول انه لسه عايش، وفى اللحظة دي حسيت ان الدنيا أسودت فى وشي، وشايف كل حاجة حواليا مجرد خيالات، قربت من اسلام على الارض ودموعى نزلت مني لاول مرة فى حياتي تقريبا، انا معيطتش على امي وابويا لما ماتوا، لكن كنت بموت فى اللحظة اللى شايف اسلام مرمي قدامي كده، رفعت رأسه من على الارض وانا بحاول افوقه وبحط ايديه على الدم اللى نازل، ببص على الدم وانا مش عارف اتصرف ازاي وبقوله:

- اسلام، قوم يا خويا، قوم قولي ايه اللى حصل، وحياة غلاوتك عندى ما هسيبه.

فى اللحظة دي لقيت اسلام فتّح عنيه بضعف اوي وقال بصوت متقطع ومبحوح:

- مش نصر، مش هو.

قالها وغمض عنيه تاني وصوته راح تماما، وهنا حسيت ان روحي راحت مع غيابه ده، الدنيا فاضية من حواليا، كنا بليل مش لاقى حد، لقيت نفسي بصرخ بصوت عالي وبقول:

- يا ناس، حد يساعدني، الحقوني، يا ناس اخويا بيضيع مني، حد يخرج يساعدني.

ملقيتش حد حتى فتح شباك يبص منه، طلعت تليفوني من جيبي وانا عايز اتصل بأى حد او اى اسعاف، مع لهفتي لقيت نفسي بتصل بأسلام، ركزت لما سمعت صوت رنة تليفونه جاية من البيت بصيت تاني على تليفوني عرفت اني مبتصلش بحد غيره واحنا فى الشغل، قفلت معاه بسرعة واتصلت بأسعاف، قالولي ان عربية الاسعاف قدامها ساعة علشان توصل، بقيت بشتم وبلعن فيهم بكل الالفاظ، اخويا على ايدي دمه سيح ومش عارف حتى اذا كان عايش ولا ميت، ولواحدي، ومش عارف اللى عمل فيه كده اختفى فين، ولا عارف معني اللى قاله، بس مش عارف ظهرت فجأة منين العربية اللى نورت كشافاتها فى  وشي مرة واحدة دي وكأنها جاية وعارفة هى هتتصرف ازاي، لقيتها طلعت رأسها من الشباك وبتقولي:

- هاته بسرعة، يلا مفيش وقت.


يتبع


تكملة الروايه اضغط هناااااااا 



تعليقات

التنقل السريع