القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل 16بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)

 رواية بين الحقيقة والسراب الفصل 16بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)






رواية بين الحقيقة والسراب الفصل 16بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)


رواية بين الحقيقة والسراب

 بقلم فاطيما يوسف

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

في منزل باهر الجمال حيث تنصب المحكمة التي

 أعدوها لتلك المسكينة التي لاحول لها ولا قوة

 مسنين سيوفهم عليها بدون رحمة لقلبها المتألم 

علي فراق زوجها الحبيب ،

كادت هند أن تموت رعبا من حديث ريم ولكن أثلج 

صدرها رد  أم زوجها بقسوة :_ أيون قولي أي كلام

 علشان تشوشي علي عملتك السودا وتطلعي نفسك 

الملاك البرئ إللي مبيغلطش وإنتي السبب في موت

 ابني وقهرته ، واسترسلت وهي تبكي دموعاً غزيرة

 انسدلت من مقلتيها مرددة بدعاء:  منك لله وحسبي

 الله ونعم الوكيل فيكي ، عمري ماهسامحك ليوم الدين

 علي كسرتك لقلب ابني بقوتك وجبروتك .

فتحت ريم أعينها علي وسعهما واهتز جسدها منتفضا

 بهلع حينما سمعت دعاء أم زوجها الراحل عليها مرددة

 وهي تنزل تحت قدميها تطلب منها السماح عن ذنب

 لم ترتكبه : _ والله العظيم يا أمي أنا عمري ماقهرت 

باهر ولا كنت مسببة له قلق ولا كنت بنكد عليه ،

يعلم ربنا إني بحبه حب كبير وطول حياتي إللي عشتها 

معاه في البيت ده وأنا أتمني له الرضا ،

وهو كمان عمره مازعلني كنا زي النسمة مع بعض ،

بس بتحصل مشاكل زي مابيحصل مابين أي زوجين 

ويشاء القدر إن تحصل مشكلة في اليوم إللي ربنا كتب

 عليه الفراق ويروح لوجه رب كريم ،

واسترسلت وهي تقف تواليهم ظهرها وتضع يدها علي

 فمها تكتم شهقاتها التي تعلوا شيئا فشيئا من شدة 

تأثرها هاتفه بذعر : _ ليه بتعملوا فيا كدة ومصممين تشيلوني الذنب؟ ليه مصرين تخلوني أتعذب وأنهار 

علي فكرة إني السبب في موته وتدمروني أنا وولادي .

ثم انهارت في البكاء بطريقه تدمي لها القلوب ولكن مع

 هؤلاء القاسيه قلوبهم لم يجدي نفعا ولم يتاثروا ببكائها 

ولو ببنت شفه ،

ثم استمعوا الى صوت تصفيق زاهر اخيه مرددا باستهزاء على حاله تلك المسكينه : _برافوا برافو بتعرفي تمثلي

 كمان اهو علشان خاطر تصعبي علينا وإنتي في الحقيقه حيه كانت السبب في موت اخويا الوحيد ،

واسترسل حديثه بوعيد وتهديد:_شوفي بقى يا اللي

 كنتي مرات اخويا الله يرحمه اللي عدى على وفاته

 شهر ونص باقي لك من العده تلت اشهر اعملي حسابك

 بعد انتهاء العده المأذون هيجي وهينكتب كتابنا ،

وعلى فكره ما عندكيش اي طريقه ترفضي بيها لانك

 مش هتخرجي من البيت ده واللي إنتي كان نفسك فيه عمره ما هيحصل وهخليكي تبطلي التصميم ده خالص

 اللي بسببه قهرتي اخويا وموتيه .

نزلت تلك الكلمات على هند   كالصاعقة التي عصفت 

بمخالبها التي كانت تربيها لأجل تلك اللحظه وتحدثت 

بهجوم قبل أن تستوعب ريم مانزل علي سمعها :

_كلام ايه اللي انت بتقوله ده يا ابو البنات يا جوزي ولا عامل لي اي اعتبار بتطلب ايديها وانا واقفه ولا همك اي حاجه اعمل حسابك وجودي في البيت ده كوم ووجود البت دي كوم ومش هيحصل طول ما انا عايشة على وش الدنيا .

نظر اليها زاهر نظره ارعبتها ولكنها لم توضح ذلك واجابها بوعيد : _انتي بالذات تخرسي ومش عايز اسمع صوتك

 تاني ده إنتي لسه حسابك تقيل معايا ،

واسترسل حديثه بتقليل من شأنها : _اتفضلي اطلعي على فوق ليا كلام معاكي ومع ابوكي اللي هبعته يجي لي حالا علشان يبقى الكلام على نور اتفضلي.

قال كلمته الاخيره وهو يشير بكف يديه نحو الباب بصوت عالي مما جعلها تنتفض وتهرول الى الخارج على عجاله ،

أما ريم استجمعت قواها وقامت من مكانها مرددة وهي تتجه نحو الباب بكلمتين فقط :_ علي جثتي ده في 

أحلامكم المريضة وعلى فكرة وقفتى قدامكم وتوسلى

 ليكم ودفاعى عن نفسى مش ضعف منى لاا ولا انى

 خايفة منكم ،  واسترسلت توضيحها برأس مرفوعة:

_ مش ريم المالكى اللي تسمح لحد أيا كان مين يؤمرها ويتحكم فيها أو يفرض عليها حاجة هى مش عايزاها ،

ومن الآخر جواز منك مش هتجوز ولو اتهدت الدنيا

 فوق دماغى .

وكادت أن تخرج إلا أنه نزل علي مسامعها بكلمات

 متتالية جعلتها فتحت أعينها علي وسعها من الصدمة وعادت إلى الداخل مرة أخري هاتفا بها الزاهر ...


_______________________


في منزل راندا المالكي في نفس تلك الليلة

كانت تصعد سيارة والدها متجهين إلي المطار ،

فكانت تجاوره في المقعد الأمامي والدتها ،

وفي المقعد الخلفي تجلس هي وأبنائها ،

فتحدث جميل لأحفاده مرددا بحزن :_ والله هتوحشوا 

جدكم ياحبايب جدوا طول الشهرين دول .

حزنت راندا لأجل فراق والديها كعادة كل سفر لزوجها

 كل عام مرددة بمواساة لحالها قبل أبيها :

_ والله يابابا أنا نفسي ولا أروح ولا أجي ،

نفسي نكون كلنا مع بعض في مكان واحد ومتفرقناش الظروف أبداً بس هنعمل ايه أدي الله وأدي حكمته .

تنهد والدها بثقل من حديثها الدائم عند فراقها ككل

 مرة قائلاً بنصح وإرشاد :_كل سنه اقول لك يا بنتي

 كفايه كده غربه على جوزك وخليه يرجع تكملوا بقيه

 حياتكم وتلحقوا حبه من شبابكم وإنتي مصره ان هو

 يفضل هناك مع انه كل مره بيجي فيها بيبقى ناوي انه

 ما يرجعش وانتي اللي تصممي ان هو يرجع ،

واستطرد حديثه بإبانة :

_انا ابوكي وافهم اكتر منك في الدنيا وبقول لك انما 

للصبر حدود الفلوس مش كل حاجه ووجود جوزك في وسطك انت وولادك بالدنيا واللي فيها واديكم اتربيتوا

 تربيه كويسه ونضيفه من غير ما اتغرب واسيبكم .

ابتسمت لحديث والدها الذي دائما باله مشغول عليها 

وعلى حالها وحزين على حياتها بالرغم من عدم شكواها

 من سفر زوجها ولو لمره واحده واجابته باطمئنان :

_ما تقلقش علينا يا بابا انا وايهاب كويسين جدا مع بعض ومتفقين على حياتنا وهو عمره ما اشتكى من الغربة هو كمان زيي حابب يأمن مستقبل الولاد ، ده دايما بيقول لي وبيشفق عليا ان انا بتعب مع الاولاد وخلاص كلها كذا سنه ويرجع بعد ما نكون امنا مستقبل الولاد .

ابتسم ثم تنهد وتحدث عما يضيق بصدرها ومابات يؤرق روحها مؤخراً:

_ جوزك لمح لي كذا مره اني نفسه يبقى في وسط ولاده وبيته من كذا سنه لكن شايف انك كده مرتاحه وراضيه 

وقال لي طالما هي راضيه ومرتاحه انا مش عايز اكتر من كده معنى كلامه ده يا بنتي ان هو مش عارف يعيش في الغربه وعايز يجي وسط ولاده وبيته وإنتي اللي مش فارق معاكي عموما انا ياما نصحتك وبنصحك وهفضل انصحك كفايه كده من العمر بعزقه ولمي اللي باقي من حياتك وعيلتك وهاتي جوزك في ايدك وانتي راجعه العمر مش مضمون يا بنتي كتييير كانوا زيه والغربة أخدت شبابهم 

وفي الأخر رجعوا بأمراض الدنيا ومتهنوش بالفلوس اللى اتغربوا علشانها.

انتفض قلبها لحديث والدها ولأول مره تشعر بمدى صحته ووعدته انها ستفكر جيدا في ذلك الموضوع في تلك المره بالتحديد ثم تحدثت والدتها الى احفادها مردده بدعوات :

_خلي بالكم من والدتكم في المطار وخلي بالكم من نفسكم يا ولاد واول ما توصلوا طمنوني على طول علشان انا عارفه ان امكم اول ما تشوف ابوكم هتنسى اهلها وامها وابوها والدنيا واللي فيها .

ابتسموا جميعا على تلك السيدة التي لم تترك فرصة وتؤنب الجميع بتقصيرهم وردد مهاب بطمأنة لجدته :

_ما تقلقيش يا تيته اول ما نوصل هتلاقي مني فيديو

 كول لينا كلنا وده وعد من مهاب الراجل اللي مش هيرجع فيه ابدا وانتي عارفه .

قال كلماته الأخيرة وهو يستعرض نفسه بشجاعه علي سبيل الدعابة مما أدخل في صدورهم جميعاً الطمأنينة والسعادة ،

فهو دائما يخلق الابتسامه لكل من حوله بفكاهته المقبولة والتي تخرج بتلقائية منه دون تصنع ،

وأكملوا باقي حديثهم أثناء سيرانهم إلي المطار حتي

 وصلوا وهبطوا جميعا كل منهم يعرف مهمته ،

بعد نصف ساعة من إنهاء الإجراءات ودعت راندا وأبنائها والديها بدموع كالعادة وصعدوا إلي الطائرة بقلب شغوف مستعدين للقاء الحبيب من العام للعام في مفاجأة منهم لذالك الأب الحنون والزوج الراقي ،

بعد عدة ساعات وصلوا فيها إلي المكان المنشود وبالتحديد تحت مسكن والدهم صعدوا في هدوء تام لكي يفاجؤه فقد علمت راندا أنه بالبيت بذكاء منها عبر رسائل الواتساب ،

دخلوا المنزل بقلب يأن لرؤية حبيبهم وصعدوا درجات السلم بحذر كي يعطوا للمفاجأة روعتها ،

وعندما وصلوا إذا بهم يشاهدون أبيهم في حالة يُرثي لها ناطقين بصدمة وهم يضعون أيديهم على أفواههم :

_ بابا !


 ممكن تفهمنا يابابا ايه إللي بيحصل بالظبط هنا ؟

خرج ذاك السؤال من بين شفاها المرتعشة مما رأوا ،

وأتبعها مهاب بسؤال آخر :_ اتكلم يا بابا وفهمنا اللي

 إحنا شايفينه ده إيه ويارب مايطلع إللي في بالي ؟

كل ذلك و راندا وإيهاب كل منهم نظرته تختلف عن

 نظرة الأخر ،

أما هو فكان ينظر لها مطأطأ بخذلان ولا يقوي علي

 مواجهتها وكان فقط ينظر إلي تشتت جسدها ، حائرة، مصدومة، غير مصدقة وتكاد تكذب أعينها ،وجسدها أصبح كالنار المشتعلة التي تحمي في بدايتها ولم تنطلق شرارتها إلي الآن ولكنها ماإن تكونت لهيبها بفضل ماوضع فيها من عامل أقوي من البنزين حتي انطلقت مسرعة إليه قابضة بتلابيب قميصه وهي تهزه بعنف ودموعها انسدلت من مقلتيها بدون إرادة منها أو قدرة في التحكم علي عدم

 نزولها وهي تهتف بكلمتين فقط مع هزتها بعنف لجسده :

_ ليه يا إيهاب ليه ! ليه ليه ليه .......

وتركته وذهبت إلى المنضدة الموضوعة وقامت بقلبها

 بكل ماعليها من شموع مضائة وأكلات شهية وسكبت محتوياتها أرضاً بحدة بالغة وهي تردد :_ لاااااااااا مش مصدقة والله إنك تخوني وتجرحني وتعمل فيا كدة ،

ثم أسرعت إلي ابنها وقبضت علي معصمه بأيد ترتعش وسألته بتيهة :_ قولي يامهاب يابني إني بحلم وإن إللي عيني شافته ده كذب ،

قول لي ياماما إحنا لسه موصلناش علشان نعمل لبابا 

مفاجأة وإني بحلم بكابوس وأكيد هفوق منه ،

وبدوره احتضنها ولدها وهو يهدهد علي ظهرها بحنان ممزوج بالرعب من حالة والدته ،وهدأها بكلمات خرجت

 من بين أسنانه بتوتر من هول الموقف :_ اهدي ياحبيبتي وإن شاء الله خير اهدي يا أمي .

أما عن سما تلك الطفلة الرقيقة التي رأت مشهداً جعلها تكبر أعواماً عن سنها تقف كالشريدة الضائعة من تطلع عقلها علي حالهم وهم علي مشارف المستقبل الضائع ،

وهي تبكي بغزارة وتحتضن حالها وهي تعيد رؤية ذلك المشهد مراراً وتكراراً منذ وصولهم ،

وكل تلك الأحاسيس والمشاعر التي تبدلت من فرحة 

شديدة إلي انتكاسة حزن وأسى رهيبة فقط في بضع لحظات من وصولهم إلي مكان أبيهم ،

حيث رأوا منذ دخولهم أبيهم يحتضن سيدة ويتراقص

 معها رقصتهم الرومانسية ومتناسين العالم من حولهم 

من سحر اللحظة وتلك المرأة ترتدي فستانا مكشوفا 

لاترتديه أي امرأة إلا لزوجها ،

وحولهم الشموع مضائة والأدهي مارأوه مكتوباً علي

 قطعة الحلوي الموضوعة علي المنضدة المقلوبة حالياً 

حيث كان مشيداً بحروف من لون الذهب :_ كل سنه 

وانتي معايا يا أجمل فيروز،

كل سنة وعيد جواز وإنتي حبيبتي وفي حضني ،

كل سنة ودايما مع بعض ومنفارقش بعض أبداً،

عشت معاكي خمس سنين وكأني في الجنة .

منذ أن وصلوا وأعينهم الثلاثة مشططت المكان 

وما يحويه من كوارث لعقولهم ،اما هي رددت وهي

 في أحضان ابنها بلهيب قلب احترق: _ اتجوزت عليا ياإيهاب! اتجوزت عليا ياابو ولادي !

اتجوزت عليا يا عشرة عمري وحب حياتي ؟!

اتجوزت عليا أنا علي راندا المالكي ؟!

وانطلقت الدموع لبكاء وشهقات عالية أدمتهم جميعاً 

حتي فيروز التي تقف في موقف مهيب لو كان عقلها استجمعه ألاف المرات ماكان وصل بتلك الهالة والهول ،

انطلق إليها إيهاب وهو يسحبها من داخل أحضان ابنها ويدخلها داخل أحضانه برعب وخوف من القادم مرددا 

وهو يهدئها بكلمات خرجت من بين أسنانه غير مرتبة :_ اهدي ياراندا أرجوكي متعمليش في نفسك كدة دموعك بيموتوني وبيقطعوا فيا ،

أرجوكي اهدي وأنا هشرح لك كل حاجة ولازم تعرفي إن عمري ماحبيت ولا هحب ولا عشقت ولا هعشق غيرك

 ياعمري كله وأيامه إللي راحت واللي جاية .

استمعت فيروز الى اعترافاته التي خرجت من أعماق

 قلبه وأحست بمدي صدقه ،

نعم فالإنسان لا تظهر حقيقته إلا وقت الغضب الشديد 

وما يتفوه به لسانه هو الحقيقة المؤكدة ولا غبار عليها ،

وتألمت روحها وتوجع قلبها وبات موجوعا تدق أبواب

 بداية الوجع عليه،

فكان مؤلما حقا لها وهو في بداية وجعه فماذا يكون

 إحساسه عندما تصل فقط إلي منتصفه فقط ؟

وماذا عن منتهاه ؟

أحقا كان يلهو معي لكي ينسى تعب غربته؟!

أحقا لم يحبني و كلماته التي يلقيها على مسامعي ليلا

 ونهارا كانت سراباً ؟!

أحقا ذلك الانكسار والارتعاب الذي بدا على معالم وجهه من مجرد لحظات زادته هموم أكبرته أعواماً علي عمره ؟!

يالها من رياح عاتية سوف تحرق في طريقها الأخضر واليابس ،

وأكملت فيروز حديثها الداخلي المنفرد مع حالها وهي تنظر إلى ذات العيون القوية والطلة البهية التي ظلمتها الصور والتي في حقيقتها تُحلِّي القبيح ولكن مع تلك الراندا حقيقا ظلمتها في الوصف بتساؤل مريب :_كيف لي ان اواجه صاحبه تلك النظرات القوية وهي في اشد لحظات انكسارها ولكنها كنظرات الصقر الحادة ؟!

ولكن بعد العاصفة الآتيه لا استطيع النهوض لكي اعود مره اخرى وسأكتب نهاية سعادتي .

دفعت راندا يديه بقوة من عليها ونظرت اليه نظره انتقام وتحدي وهي تجز على اسنانها من شده تأثرها هاتفة بوعيد :

_ابعد عني اوعاك تفكر تلمسني تاني او إنك هطول مني حقوق اي زوجة على زوجها من بعد اللحظه دي ،

واسترسلت حديثها بتهديد حتما ستنفذه :

_ورب اللي خلق الكون لهندمك على كل لحظة خيانة 

خنتها لي وانا كنت فيها ام واب وكيان كامل بيحافظ 

على كيان كامل ،وحياة من جمعنا من غير معاد لهبكيك

 بدل الدموع دم على كل لحظه جرحتني فيها وخنت العهد والوعد وانا كنت باقية عليه ،

اتقفلت لعبتك وهقلبها لجحيم اللي هخلي نار لهيبه أقوي

 من النار الحقيقة. ثم أولته ظهرها وهي تنظر الى ابنائها

 آمره اياهم وهي تمسح دموعها بحدة بالغة مرددة وهي تشير ناحية الباب : _يلا يا مهاب يلا يا سما قدامي على تحت مش قادره اقعد في المكان القذر ده اكتر من كده .

استجمع تفكيره بسرعة وعلى الفور اعترض طريقها ووقف امامها وهو يردد برفض قاطع :_لو سمحتي اهدي يا راندا احنا هنا في الغربة والأولاد ما ذنبهمش حاجه في البهدلة دي عايزين نقعد مع بعض ونتكلم بهدوء زي اي ناس متحضرين .

_اقعد ! وناس متحضرين !... جملة تهكمية ساخرة عقبت بها إليه عقب استماعها لما تفوه به ،

واسترسلت حديثها باستهزاء وهي تنظر إليهم نظرات سخرية:_  فين الناس المتحضرين دول اللي انا هقعد معاهم ؟! انا مش شايفه قدامي غير ذئاب خطفت اللي

 مش من حقها وسرقته واتغدت بيه وملت قلبها وعقلها

 بأنه حقيقي ومن حقها ، مش شايفه قدامي غير مكان جرحي انا ،  مش شايفه قدامي غير مكان اندبحت فيه وبسكينه تلمة ومن مين من اعز الناس ،

_لا المكان بقي مكاني ولا إللي فيه بقوا مني ،

وهمشي ومش هرجع لو عملت ايه ياخاين .

فقد قوة تحمله من تعنتها وتفوه بعصبية وهو ينظر إلي

 تلك الضائعة آمرا إياها : _استني عندك كفايه تهور بقى 

لو مش عشان خاطر احنا الاتنين يبقى عشان خاطر الاولاد اهدي بقى من فضلك انا هاخدها وهمشي وهسيبك لما

 تهدي خالص وبعدين لينا كلام مع بعض ،

يالا يا فيروز البسي هدومك وروحي على شقتك دلوقتي ونتكلم بعدين .

أما هي حينما استمعت الى كلامه معها بات داخلها يغلي غيرة عمياء ستنقلب إلي حقدٍ سيحرقهما جميعاً ،

ورأت أنها من الأفضل أن تقضي تلك الليلة المشؤومة والتي سجلت بها ميلاد جرحها الأول والأخير والأصعب في حياتها ،

وستغادر تلك البلاد غداً بروح مكسورة مقهورة مجروحة ،

تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع