رواية بين الحقيقة والسراب الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب
بقلم فاطيما يوسف
__________________________
في منزل إيهاب البحيرى يجلس هو وراندا مع حالهم فى غرفتهم يتحدثون في أمور حياتهم فتذكر أمر سما فسألها بجدية :_ أه صحيح فيه حاجة مهمة افتكرتها وكانت
غايبة عن بالى .
اندهشت ملامح وجهها وسألته :_ حاجة ايه دي ياحبيبي ؟
أجابها وهو يعتدل من جلسته :_ سما بنتنا مالها ؟ لما
كنا فى المستشفى سمعت من والدك تقريباً وهو
بيقول لك الولد والبنت ضاعوا ؟
واسترسل استفساره:_ ممكن أعرف يقصد إيه بكلامه ده ؟
انقلب وجهها بعلامات الطيف فهى كانت لاتود إخباره بذاك الموضوع ، ولكن استجمعت شتاتها وأجابته بصراحة لأنها تعرفه جيداً يكشف التحوير في الحديث بمهارة:
_ سما جت لها فترة اتعرفت على بنت مش كويسة البنت دي خليتها تعمل اكونت على التيك توك والمواقع التانيه اللي شبهه بالظبط وقالت لها انها تعمل فيديوهات تجيب لها مشاهدات ومتابعين كتير وعلشان سما ما عندهاش خبره وكنت انا في الفتره دي متدمره زي ما انت ماعارف عملت اكونت جديد خالص وكانت حظرانا كلنا منه علشان ما نشوفش الفيديوهات بتاعتها وتقريبا اصحابها المقربين عملت لهم برده حظر وبقيت تنزل فيديوهات ليها وهي في اوضتها لابسه لبس مكشوف وحاطه ميك اب اوفر وبتعمل حركات ما تعملهاش بنوته في سنها وفي يوم كنت قاعده لقيت فيديو ليها جاي لي على الواتساب من صاحبتها دي بس بعد طبعا ما بقى عندها تقريبا ما يقرب من نص مليون متابع وزياده كمان وانا شفت الفيديو انصدمت .
اتسعت عيونه من هول ما سمع ايمكن ان تكون صغيرته وقعت في شباك السوشيال ميديا واتبعت طريق الضياع والذي لا يليق بها ولا بهم ،
وتساءل بملامح شديدة الدهشة:
_وانتي كنتي فين وهي بتعمل الفيديوهات دي كلها
لحد ما بقى عندها نص مليون متابع بالسرعه دي وازاي
اصلا وصلت للمتابعين دول في الوقت القليل ده ؟
ابتلعت انفاسها بصعوبه عندما رات علامات الغضب
مرسومة على وجهه واردفت وهى تدارى عينيها
خوفاً من غضبه الآتى :_انا كنت في الفتره دي وطول
ما احنا مطلقين تعبانه جدا ونفسيتي متدمره ما كنتش مركزه معاهم خالص واظن انك لازم تعذرني وتديني
مساحه العذر الكافي علشان اللي حصل لنا ما كانش
هين عليا .
انتفض من مكانه وقام من جانبها وجلس على الأريكه الموجوده في الحجره قائلا بتوبيخ :_عذر اقبح من ذنب ياراندا هانم، ياما جيت لك واترجيتك ان احنا نلم بيتنا وعيالنا وانتي كنتي مصممة على اللي في دماغك،
ياما قلت لك العيال هيضيعوا وكنت دايما بسألك عليهم عاملين ايه تقولي لي كويسين وبخير وابعد عننا انت،
شفتي كبريائك وعندك وصل الاولاد لايه وبنتنا بقت
عامله ازاي اللي كانت زي الملاك ؟!
انتفضت تلك الأخرى من مكانها وعيناها لمعت بالدموع مرددة بحرقة:_غصب عني كنت موجوعة ومجروحة
وكنت بعمل تصرفات ما كانتش في وعيى وانت
السبب الأول في ده كله ،
انت ما تتصورش انا عشت الفترة اللي فاتت دي اسوء
فترة في حياتي وما كنتش دريانة بأي حاجه حواليا ولا حتى بنفسي انا جرحي منك كان كبير قوي يا ايهاب .
بعيون تطلق غضبا كما هى هتف برفض:_برده ده مش
مبرر انك كنتي تهملي في الأولاد لحد ما يوصلوا
للدرجة دي انا سبتهم امانة معاكي والمفروض كنتي
تحافظي عليهم اكتر من كده .
دارت فى المكان حول نفسها بغضب وهتفت بصوت
عال بعض الشيء وعيونها تشع احمرارا من أثر البكاء:
_ دلوقتي أنا اللى بقيت مهملة فى وجهة نظرك!
طيب إنت واللى عملته فيا وتدميرك ليا ده مش سبب يخلينى أنسى الدنيا باللي فيها ،وتابعت كلماتها وهى
تشير بيداها فى اللاشيئ بسبب توترها :
_طيب ماتيجى نبدل الأدوار كدة يابشمهندس ونشوف ساعاتها موقفك ايه ؟
اعتلى الذهول ملامح وجهه وسألها بدهشة:
_ يعنى ايه مش فاهم كلمة نبدل الأدوار دى تقصدي
بيها ايه ؟
جلست على التخت بإهمال وهى تضع وجهها بين يديها وأجابته وهى تنتحب بشدة:_ انت فضلت متغرب عنى
أكتر من ١٥ سنة وكنت فى غيابك صايناك وحفظاك
ومراعية ربنا فيك وعمرى ماعملت حاجة تغضب
ربنا منى ولا رحت لطريق الضياع اللى بتروحوا ستات
كتير أووي لما جوزها يبقى مسافر ،
مكنتش مستنية منك الخيانة وانك تبيعنى وتتجوز
عليا وأنا هنا محرمة على نفسي كل حاجة ،
واسترسلت وهى تعرض عليه صورة الخيانة تجاهها :
_ تصور لو أنا اللى خنتك وعرفت راجل غيرك كان هيبقى موقفك ايه ساعتها كنت هتسامحنى بردوا ؟
استنكر دفاعها بشدة وقام من مكانه واقفا أمامها
وأمسكها من كتفيها يهزها بعنف مرددا بفحيح:
_ ده أنا كنت دفنتك حية ياراندا وعملت فيكى اللى ميتعملش ، انتى اتجننتى اصلا! إزاي تقارنى دي بدى ؟
أنا راجل كنت متجوز على سنة الله ورسوله مش
ماشى مع واحدة والسلام فيه فرق جامد .
نزعت يداه من على كتفيها وردت بعنف حينما ذكر
زواجه عليها :_ بس من ورايا ومن غير ما أعرف
ولا ادتنى حرية الاختيار اللى ربنا ادهالى ، تبقى
أنت كنت خاين ساعتها ياإيهاب والخيانة واحدة
مبتتجزأش فى الأخر بتوجع الطرفين سواء كانت
بعقد ولا من غير .قالت كلماتها وارتمت على تختها تبكى بشدة على أمر ذكرى مرت بحياتها ولن تنساها ،
توجع قلبه لأجلها ورأي أنه حملها أكثر من طاقتها فهبط لمستواها وحرك خصلات شعرها من على وجهها وتحسس خديها برقة وهو يحاول تهدئتها مرددا باعتذار:
_ حقك عليا ياحبيبتي متزعليش منى ، أنا اتعصبت بسبب اللى حصل لسما واللى مكنتش أتوقعه إنه يحصل أبداً.
ظلت على وضعها تنتحب بشدة فقد صعبت عليها نفسها بشراهة ، وكلما استمع إلي شهقاتها لام حاله بشدة فحملها وجذبها الي أحضانه وهو يقبل جبهتها وكل إنش بوجهها مرددا بأسف:
_ حقك عليا ياحبيبي متزعليش ، خلاص ياستى أنا اللى غلطان فى كل حاجة من البداية مش عايزين نفتح
الموضوع ده تانى خالص وندفنه علشان أنا مش هقدر أعيش من غيرك ولا استغنى عنك ابدا ،
واستطرد أسفه بتوضيح:_ وإذا كان على ولادنا مسؤولين مني قبل منك بعد كده وهنتشارك مع بعض كل خصوصياتهم وعيني هتبقى عليهم قبل عينك وهشيل عنك سنين العمر اللي تعبتي فيها وإنتي بتربيهم وانا كنت بعيد عنكم ،
موضوع سما ده سيبيه عليا انا ولازم ترجع سما البريئة الراقية بتاعة زمان واللي إنتي مربياها بايديكي يا قلبي ،
خلاص بقى ممكن نهدى يا حبيبي .
كان يردد تلك الكلمات وهو يمسح دموع عينيها بكلتا يديه وما كان منها الا ان هدأت من كلماته وقبلت عتذاره،
فهي قررت ان تغير من حالها كي تحافظ على بيتها وزوجها ومن اهم التغيرات ان تقبل اعتذاره واسفه دون تطويل حتى لا يتسبب البعاد في الجفاء بينهما وهذه تلك الاشياء التي خرجت بها من تلك التجربة المريرة التي عاشتها في الفترة السابقة .
ومرت تلك الليلة عليهما بسلام بعد ان هدئ الطرفان وبعد ان وعدها بأنه سيحل مشكلة ابنتهم بأسرع وقت دون ايذاء شعورها .
___________________________
بعد مرور يومان كان جميل يجلس هو ابنته ريم يتحدثون فى أمرها الهام الذى كان شغلها الشاغل هى ووالدها ، فتحدث جميل بابتسامة عريضة:
_ بصى بقي أنا سويتهم لك على نار هادية وسايبهم يتحايلوا عليا من بقى لهم أكتر من عشر أيام بس أنا كنت بماطل شوية لحد قبل ميعاد الجلسة بحاجة بسيطة علشان منقعدش نحكى كتير ، وكمان عقبال ماجهزت عقود التنازل عن الولاية بتاعت أولادك مع المحامي علشان منضيعش وقت خالص ،
واسترسل حديثه برأي صائب :
_ يالا تغور الفلوس فى ستين داهية أهم حاجة راحتك
انتى وولادك وانك تعيشى في سلام نفسى ، أصل راحة
البال يابنتى متكفيهاش كنوز الدنيا بحالها.
نال رأي والدها استحسانها وحمدت ربها على وجود
ذاك الأب الخلوق ذو العقل الرشيد والذي دائما يقف
بجانبهم ويحل معهم مشاكلهم دون كلل أو ملل ،
فتحدثت بتأكيد:_ كلامك صح يابابا كنوز الدنيا متسواش وجود ولادى فى حضنى بسلام ومن غير ما حد يهدد أمننا ومن غير ما حد يقدر ياخدهم منى ولا يلوى دراعى بيهم في يوم من الايام ، وأنا متأكدة إن اعتماد وزاهر يعملوها ،
ولكن جال فى خاطرها أمرا ما جعل قلبها يدق خوفاً فتابعت بتيهة :_ هما ممكن ميوافقوش يابابا على كدة وياخدو منى ولادى لو اتجوزت ؟
حرك راسه بنفى وأجابها:_ متقلقيش ياحبيبتي عمرهم مايرفضوا ، أصل اللى يقبل ياكل مال اليتيم المدة اللى
فاتت دي كلها ويستخسر يديهم حقهم بحجج فارغة يقبل يبيع نفسه عادى جدا ، وهما أول مانقول تنازلك عن الفلوس هيريلوا عليها وما هيصدقوا دول بيحبوا الفلوس أكتر من نفسهم أنا عارفهم ولا يهمهم عيال ولا يحزنون .
وأثناء حديثه رن هاتفه ورأي اسم المحامى الخاص به منقوشا على هاتفه ، فأمرها قبل أن يجيبه:
_ طيب يالا قومى المحامى بيرن أهو سبقنا على هناك ،
ولما نروح متتكلميش خالص وسيبيلى أنا العالم دي
هعرف أتعامل معاهم.
ثم أجاب على المحامى وأبلغه بقدومهم ،
وصعدوا إلي السيارة منطلقين الي تلك الجلسة التى
تعد بمثابة الحرية لريم وأبنائها وهي تناشد ربها داخلها
أن يجعل التوفيق حليفها ،
وأثناء سيرهم أتتها رساله على الواتساب الخاص به ،
فتحته ووجدتها من مالك مرسلاً لها :_ وحشتينى جداً
على فكرة .
ابتسمت بحالمية وتفاعلت مع رسالته وأرسلت إليه
إيموجى يعبر عن الإعجاب ،
جن جنونه من ذاك الرد ولم يعجبه فأرسل إليها بتحذير:
_ هتردي عليا ولا أرن فون أو ماسنجر وانتى حرة بقى وهعمل لك إزعاج ؟
حركت رأسها بذهول من جنونه وأجابته :_ هو إنت
علطول كدة هتفضل تستخدم أسلوب التهديد معايا
ولا إيه ؟
أنا كدة هخاف منك خالص .
كان يدور حول نفسه بالكرسي الخاص به وكانت تلك
حركته المفضلة التى يعشقها عندما يكون في حالة
سلامه النفسي وأجابها :_ ماهو انتى لو بتسمعى الكلام وشطورة هتلاقينى معاكى لين لكن انتى بتستخدمى
معايا نظام التقل صنعة علشان تخلينى ملهوف عليكى ،
واسترسل كلماته بغرام عبر الفويس الصوتي:
_ ببقى نفسى أكلمك كل لحظة وتبقى قصادى كل وقت ، ببقى دايما ملهوف لكلامنا مع بعض، هو انتى مش بتبقى ملهوفة زيي ؟
أو لما تشوفى رناتى ولا رسايلى قلبك مش بيدق ولا بتحسى انك ملهوفة على الرد بسرعة ، اوصفي لى احساسك ياقلبى بحب أتكلم معاكى أووى وبحب أسمعك جدااا .
استمعت إلي رسالته الصوتية عبر سماعة الهاتف وكم كان صوته المبحوح وهي يحكايها بغرام جعلها تهيم به عشقاً في تلك اللحظة بالتحديد ، تركت كل الهراء الذى بداخلها الذي يؤنبها عن عشقها له واستمعت الي رسالته عدة مرات ، حقا لقد أحبته لا بل عشقته ،
ثم وجدت أصابع يديها تنقش تلك العبارة وهى في سماء هيامها به :_ لما بتكلمنى أو بنقعد مع بعض ببقى مش عايزة الوقت يعدى ولا يمر ، بحس انى عايزة أبقى منتبهة معاك أوووي ، ومتشكرة جداً لوجودك في حياتى يامالك ،
لم تصدق عيناه رسالتها ولم يصدق حدسه أن تلك
الكلمات المنقوشة أمامه ل ريم التى عذبته بذات نفسها ، أكل ذاك الشعور بالاشتياق داخلى لها جراء تلك الكلمات البسيطة ! فماذا عن اعترافها بعشقها لي كيف يكون مذاقه لقلبي وعينى !
يا الله كم أنتى ماهرة فى أن تجعلين جسدي يتمرد عليا ويريدك بلهفة ،
وسجل رسالته الأخرى بصوت مبحوح أثر دخوله عالمها الهائم:_ بحبك ، لاا بعشقك ، ونفسى تقوليها لى بقى صريحة ، بجد هبقى ساعتها أسعد راجل في العالم ياعمرى ، قوليها ياريم وأنا أوعدك إنك مش هتندمى عليها طول عمرك.
لو كان أمامها لرأى الاحمرار يغزوا علامات وجهها كألوان الطيف ، وتلك المرة أيضاً استمرت في سماع اعترافه كثيراً ، ومن شدة خجلها لم تقوى على الرد عليه ، ولكنه انتظر ردها وحينما تأخرت علم خجلها وكأنه يراها الآن أمامه ،
وظل يردد مع حاله وهو يعيد قراءة سطورها المعدودة ولكن كانت بالنسبة له ألاف الترنيمات لعشقه :
_ مختلفة أنتى ياامرأة غير كل نساء العالم أجمع ، في عيناكى شراسة تخبئ ورائها احتياج، وفي طلتك قوة تخبئ ورائها اشتياق ، وفي أحضانك عزة تخبئ ورائها سكن يؤمن الأوطان ، أريد أن أقتحم حصونك ولكن وقت احتياجك واشتياقك لكي أعبر أوطانك بكل سلام .
وأفاق من تفكيره في تلك الصغيرة على صوت الراديو فمالك يعشق الإذاعة بشدة ولابد أن يشاركها يومه ، أفاق على كوكب الشرق تغنى أغنيته المفضلة والتى انتبه إليها بإنصات شديد ولأول مرة منذ ولادته يشعر بمعانى تلك الكلمات وكأنها تنشدها لأجله وكانت تلك الكلمات:
_كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين
كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا
بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين
شوف بقينا ازاي أنا فين
يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه، إيه
والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه
عيون كانت بتحسدني على حبي
ودلوقتي بتبكي عليّ من غلبي
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين
فين أشكي لك فين
عندي حاجات و كلام وحاجات
فين دمعك يا عين
بيريحني بكايا ساعات
بيريحني بكايا ساعات
بخاف عليك وبخاف تنساني
والشوق إليك على طول صحاني، صحاني، صحاني
غلبني الشوق وغلبني، غلبني، غلبني
وليل البعد دوبني، دوبني، دوبني
ومهما البعد حيرني
ومهما السهد سهرني
لا طول بعدك يغيرني
ولا الأيام بتبعدني بعيد، بعيد، عنك .
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق