القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الأربعون 40بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)

 

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الأربعون 40بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)






رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الأربعون 40بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)



رواية بين الحقيقة والسراب

  

تجلس سما في غرفتها وهى تمسك هاتفها تشاهد تلك الفيديوهات الخاصة بها وما وصلت إليه من مشاهدات ،

فتلك المرة بالتحديد لم تنظر إلى نفسها بانبهار ولا بعيون لامعة بالفرحة ، بل كانت تنظر إلى نفسها باحتقار وكأنها كانت مغيبة حينها ،


قررت فتح التعليقات لفيديو لها يحتوي على أعلى نسبة مشاهدة ، جالت بأعينها ويديها تسحب الشاشة لأعلى وهى تقرأ تعليقاتهم مابين داعٍ لها بالهداية وما بين محتقراً لها وما بين من يسب والديها ، انجرحت بشدة لما آوت إليه وما وصلت له من مستوى متدني ، ولكن ماجعلها تشهق بشدة وهي تقرأ تعليقا ما، إذ كان محتويا على :


_ يانهار أبيض على ده جمال لوز اللوز ده انت فورتيكة ياصغنن وعايز تتاكل أكل ، ماتيجى ياقمر ياجميل وأنا أبسط لك مزاجك على الأخر وهخليك طاير في السما فووووق "" .

كان ذاك التعليق بذاك الشكل الذي جعلها تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها العالية ، واستمرت في التقليب في التعليقات ورأت مثله كثيرا مما جعلها تلقى بالهاتف عرض الحائط حتى وقع متهشماً إلى قطع لاعدد لها ،


وصوت بكائها ارتفع حتى وصل لوالديها فى الخارج ، انخلع قلبهما عليها فتحركا إليها فى نفس السرعة ، أوقفها إيهاب مرددا :


_ خليكي انتى ياراندا سبيني أنا وهى لوحدنا .


نظرت إليه بذهول وأردفت :


_ إزاي ده لازم أشوفها وأطمن عليها وأعرف سبب عياطها وحبستها دى ايه ؟


أمسكها من كتفيها يهدئها :


_ حبيبتي السبب واضح جداً ، أنا هشوفها وهتكلم معاها هى محتجانى فى التوقيت ده بالذات ، ممكن نهدى بقى يامامى وتروقى أعصابك ومتقلقيش ياحبيبى كله هيبقى بخير بإذن الله.


أطاعته ورجعت إلى مكانها مشغولة البال لكن قلبها مطمئن لوجود زوجها بجانبهما وجلست مع حالها تردد بإنهاك روح :


_ أحقا كنت مخطئة في كل تلك الأعوام الماضية وتصميمى على غربته !

أحقا ذاك الأمان فى وجوده معنا كنت محرومة منه أنا وأبنائي !


نعم ، تلك الحقيقة إن وجوده معنا لايكفى أموال العالم أجمع وتلك الحقيقة التى تعلمتها بجراح روحى ، ياليتنى كنت ذو بصيرة فى سنيني الماضية ماكنت صممت ولكن دفعت ثمن أخطائي.


أما عن إيهاب دق على غرفة ابنته ثلاث مرات ولم تفتح ففتح الباب ودخل اليها وجدها فى حالة يرثى لها ، لقد دق قلبه وجعا على عزيزة عيناه ، دارت عيناه فى المكان وشاهد الهاتف محطماً ، هرول إليها مسرعاً وعلى الفور أخذها إلى أحضانه هاتفا بحزن :


_ مالك ياحبيبة بابا ايه اللى مزعلك ومخليكى من ساعة مارجعنا وانتى دايما منطوية على نفسك وقافلة الباب وكل لما أكلمك تردى على قد السؤال وحالتك صعبة أوووي ،


لم يريد أن تعلم معرفته بما فعلت وفضل أن يحتويها ويجعلها تحكى لحالها كي يمدها بالثقة ، واسترسل بحنو وهى مازالت قابعة فى أحضانه:


_ أي حاجة فى الدنيا متستاهلش دمعة من عيونك ولا خوفك ولا حزنك ده ياقلب بابا .


نظرت إليه نظرات اندهاش وداخلها يتسائل إذا كان يدرى أم لا ولكنها أجهشت في البكاء المرير وهى تشدد من احتضان أبيها ولم تتفوه ببنت شفه ، مسد هو على خصلات شعرها بحنان بالغ وأردف مطمئناً لها :


_ ابكى ياقلبى وخرجى كل اللى في قلبك وأنا كتفى هيجفف دموعك .


واستمرت في البكاء فى أحضان أبيها وهو يربت علي ظهرها تاركاً لها العنان كى تستريح ،


وبعد قليل هدأت نوبتها لما استشفته من حنان والدها ، حقا كم أحست فى أحضانه بالأمان والسلام ، أخرجها أبيها من أحضانه حينما استمع إلي هدوئها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها بحنان:

_ ممكن بقى حبيب بابى يحكي له عن كل اللى مضايقه ومخلى عيونه الحلوين دول يعيطوا بالشكل ده ؟


أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة خافتة:


_ كنت محتاجه لك من زمان أووى يابابا بس خلاص فات الأوان وأنا ضعت وضاعت معايا برائتى .


يا الله كم صعب ذاك الشعور على ذاك الأب ، يالهى إنه لمرار كمرارة العلقم في حلقه ، فصغيرته كبرت أعواماً من الهموم على أعوامها ، فنظر إليها وهو ينفطر داخله مردفا يطمئنها بحفاوة:


_ مين قال كدة ياقلب بابا ، أنا لسة شايف برائتك زي ماهى مهما كان تخيلك ، لسة شايفك سما البنت الجميلة الرقيقة اللى كلها حيوية وحياء ، مهما كان اللى حصل وبيألمك ومفكراه حاجة كبيرة متخافيش تقوليها لبابا ياحبيبي وأنا هدعمك وهقف جمبك وهسندك ، مهما كنتى مفكرة إنك عملتى ذنب كبير فأنا هفكرك إن ربنا سبحانه وتعالى بيغفر الذنوب جميعاً ماعدا الشرك به ،


وتابع تهدئته لها برجاء:


_ احكى لى وخرجى كل اللى فى قلبك وأيا كان اللى هتحكيه هشاركك ألمك ومش هزعل منك ولا هغضب علشان أنا مكنتش جمبك ساعتها وعارف انه كان غصب عنك ، يالا احكى لى ياسمكة .


جالت بتفكيرها تشير عقلها أتقص لأبيها تلك القصص التي تؤرقها وتنزل من نظره ، أم تستمد منه العون والقوة وتنسى ما كان حتماً سيدمرها. وتبدأ من جديد ، أخذت ثوانى ليست بالكثيرة تراود عقلها الي أن وجدت لسانها ينطلق بحكواها المريرة ، قصت على أبيها مابدر منها منذ البداية للنهاية إلى أن قالت فى آخر حديثها:


_ كنت عاملة زي المسحوبة مش لاقية حد يوجهنى للصح ،كانت عاملة زي الشيطان يابابا في الوسوسة بتاعتها وسحبتنى وراها زي المسحورة وعملت حاجات مكنتش أعرفها ولا كنت أتخيل إني اعملها ابدا في يوم من الأيام.


انخلع قلبه مما استمع إليه ومما سردته ، مرددا داخله قبل أن ينطلق لسانه :


_ آه وألف آه صغيرتي كيف لكي أن تتحدثي تلك الخلاعات أمامى وأنا مطالب مني أن أبتسم وفي عينى ألف دمعة،

وتحدث لسانه متسائلاً:


_طيب ممكن اعرف هي كانت بتطلب منك ايه بالظبط ووصلتي لحد فين في اللي طلبته منك ؟


اخذت انفاسها بصعوبة ثم اجابته :


_كانت بتطلب مني البس لبس مكشوف وعلمتني حركات اغراء زي اللي بتتعمل في الفيديو كليب واكتر منها علشان خاطر الفيديوهات تجيب مشاهدات بزيادة وقناتي تدخل الربح كانت بتخليني اشوف بنات تعمل زي ما احنا ما بنعمل بالظبط ،


كانت تحكى لأبيها وهى تنهج بشدة وكأن أسوداً تلاحقها من شدة نهجها وتابعت:


_اخر مره طلبت مني اني ادخل مواقع واتكلم مع شباب علشان احقق ربح اكتر لكن انا رفضت ،فضلت تتحايل عليا كتير لكن قلبي كان بيقول لي ان دي حاجه غلط، وهي اللي خلتني اعمل بلوكات لكل اللي حواليا من الأكونت الجديد وانا كنت ماشيه وراها زي العامية بس ما قدرتش اني اعمل اكتر من كده وفضلت زي ما انا على طريقة الفيديوهات دي وهي تحاول معايا وانا ارفض لحد ما ماما عرفت وسحبت مني الموبايل واعتذرت لها كتير ووعدتها اني مش هعمل كده تاني .


تصبب عرقا من نار قلبه التى انتقلت إلي جسده جراء مااستمع إليه منها ، وتسائل فضولا:


_ طيب ممكن اعرف ايه اللي خلاكى تدورى دلوقتي وتكسري الموبايل؟


ما انتي خلاص بعدتي عن الطريق ده واعترفتي انك غلطانه ايه اللي وصلك للعياط الجامد ده وخلاكي تعملي في الموبايل كده؟


اجابته وهي تنظر الى الهاتف بابتسامة وكأنها شفيت من وهمه :


_دخلت اشوف الفيديوهات اللي انا كنت بعملها وانكسرت وانا شايفاني واحده غير الطفله اللي كانت اول امبارح اخر همها انها تلبس احسن ماركات في العيد ،شفت التعليقات وكم القذارة اللي فيها قلبي وجعني على نفسي وساعتها حسيت بالانحطاط واني ما بقتش الطفله البريئه فلقتني بكسر الموبايل 100 حته وكأني بعملتي دي بدفن اقذر حاجه عملتها في حياتي ومش عايزه افتكرها تاني .


لا يمتلك شيئا غير الابتسامه كي يداويها من تلك الأوهام التي عاشتها وربت على ظهرها بحنان وهو يردد بأمل :


_خلاص يا حبيبتي طالما اعترفتي بغلطك وعرفتي انه كان طريق ما يصحش تمشي فيه ممكن ننسى اللي فات وانا لسه شايفك الطفلة البريئة يا قلبي وتعالي نبدا من جديد وانا خلاص مش هسيبك وهبقى جنبك وعمري ما هتخلى عنك تاني ،عايزك اي حاجة موتراكى مهما كنتى شايفاها ما لهاش لازمة في وجهة نظرك بالنسبة لي هبقى مبسوط جدا وإنتي بتحكيها لي وبتستشريني فيها وهتلاقي حضني حصن أمين ليكي يا قلبي .


ثم قبلها من جبهتها وأخذها بين أحضانه يهدهدها برفق وگأنها الجوهرة الثمينة التي يخشي عليها من الخدش .

_____________________________


وصل جميل وريم الى مكتب المحاماة التي ستنهي في معركتها مع هؤلاء الذين آذوا روحها ولكن رزقها الله بأب اقترح عليه ما يبرئها منهم ،


جلسوا جميعا بعدما ألقى جميل تحية السلام بكل وقار معتاد عليه فتحدث المحامي الخاص بهم وهو يمد لهم اوراق الإرث كى تمضيها وينفض ذلك النزاع،


كانت نظرات اعتماد لها كالنار الحارقة وخاصه انها تراها جميلة ولا ترى انكسارها التي افتعلت كثيرا كي تراه ،أما ذلك الزاهر كان ينظر اليها برغبة فقد كانت عيناه تراها انثى لم يرى مثلها قبل ،


رأت نظراته الدنيئة لها عندما مرت عيناها بعيناه صدفة فقابلت نظراته باحتقار وحمدت ربها انها قلعت جذورها من هذا البيت ،


اخذ جميل الورق ورماه بإهمال مرددا:


_ومين قال لك ان احنا عايزين نتنازل عن القضية بالسهولة دي يامتر ؟

وتابع بنظرات تحوي قوة بداخلها :


_انا بنتي ليها حق عند الناس دي اكتر من الميراث ،الست دي اذتها نفسيا ومعنويا وبهدلتها وعيشتها ايام سودا ما يعلم بها الا ربنا وعايزنا نتنازل كده بسهولة .


ذُهِلَ ذلك المحامي مرددا:


_انا اللي فهمته من المتر تبعكم ان النهاردة هنفض كل حاجة والاستاذة ريم هتتنازل عن المحضر في مقابل هتاخد حقها كامل بما يرضي الله .


سكت جميل كي يلعب بأعصابهم الى ان اشار بعينيه الى ابنته ان تتحدث،

رفعت قامتها لأعلى بكبرياء وهي تنظر لهم تلك النظرة كي تثأر لكرامتها من هؤلاء الذين أهانوها ورددت :


_انا عندي اقتراح أحسن يا بابا اظن هيعجب زاهر وهيخليه راضي اكتر وخاصة ان انا اطلعت على الأوراق دلوقتي ولقيت نص الميراث مش متسجل فيها اصلا،


ما انصدمتش ولا حاجة ده العادي بتاعه واللي كان دايما باهر الله يرحمه بيحكي لي عنه وانا اقول له كبر دماغك وما تخسرش اخوك وارضى بالموجود واحنا مش محتاجين .


اتسعت مقلتيه على آخرها وأردف ناكرا لكلامها بالافتراء :


_كلام ايه اللي انتي بتقوليه ده!

انا لا يمكن اكل حق اليتيم مش محتاج اني اعمل كده اصلا ،ولو عندك حاجة تثبت انه غير ده اتفضلي طلعيها .


اهتز فكها بنبرة سخرية من آكل مال اليتيم ذاك وأردفت بكيد تعلمته خصيصاً لأجلهم:


_مش محتاجه حاجه اثبت بيها اللي انا بقوله لك لأن انا وانت والست دي عارفين كويس ايه اللي لينا بس هي منيمة ضميرها ومسكتاه بالأوهام اللي هي عايشه فيها ،


واسترسلت كلماتها بذاك العرض:


_زي ما قلت لك قبل كده انا ريم المالكي اللي تشم ايديها تشبع فأنا جايه اعرض عليكم عرض هيريح الجميع ،


انصتوا اليها بشدة ولفتت انتباههم بكلامها وتابعت حديثها:


_انا جايه اقول لك ان انا عايزة اتنازل عن ميراثي وميراث ولادي بالكامل ومش عايزه اي حاجه منكم وهتنازل عن القضية كمان في مقابل تتنازلوا لي عن اولادي وانكم ما لكمش علاقة بيهم ابدا طول العمر وحتى بعد مماتي .


انفتح فاه تلك الاعتماد على وسعه اما زاهر فقد جالت الفرحه على علامات وجهه وكانت ظاهره للأعمى يراها ،فهو عاشقا محبا للمال بشدة ، فرددت تلك الاعتماد:


_ده ايه الكرم ده كله يا ست ريم هانم يا ترى في دماغك ايه عايزه تعمليه علشان كده عايزه تتنازلي عن الميراث؟


انتفض جميل بشدة وقام من مكانه وامسك يد ابنته مرددا بأمر وهو ينظر لتلك الاعتماد بقوة:


_مش قلت لك العالم دي ما بتجيش بالحسنى خلينا مكملين بالمحاكم زي ما احنا وخليكي انت يا ام باهر على سوء الظن عايشه ربنا يعينك على اللي انتي فيه واللي ربنا هيحاسبك عليه وانتي ما تعرفيش اثر الكلمه السوء ايه وحساب قذف المحصنات ايه ،


وتابع كلماته وهو ينظر إلي ابنته :


_يلا يا بنتي نمشي احنا اصلا غلطنا ان احنا سمعنا كلام المتر بعد ما قعد يتحايل علينا قد كده علشان نيجي وطالما فيها قعده حريم وهم اللي بيحكموا والرجالة ما لهمش لازمة يبقى ما يشرفناش نقعد في القعدة دي .


انتفض زاهر عندما رأى وجوم جميل وانه على وشك المغادرة فأمسك يداه قائلا:


_استنى بس يا استاذ جميل الكلام أخد وعطا اهدى وكل حاجة هتتحل في القاعدة دي بإذن الله ،

واستطرد كلماته وهو ينظر إلي والدته هاتفا بتحذير أحرجها أمامهم كلهم وما توقعته منهم :


_لو سمحتي يا ماما انا موجود وانا هنا اللي أقرر ايه اللي هيحصل وايه اللي مش هيحصل ممكن نهدى بقى علشان نخلص الموضوع ده ونفضنا من المحاكم والحوارات دي .


استشاطت اعتماد غضبا من احراج ولدها لها وصمتت عن الحديث باكراه لما راته من غضب ابنها والذي لم تراه من قبل وتحدث زاهر بموافقه تدل على دنائته:


_احنا موافقين يا استاذ جميل على عرضك هي حره مش هنجبرها تستلم ميراثها بالعافية وبالنسبة للأولاد وقت مانحب نشوفهم هنشوفهم فمش هتفرق تنازل من غيره .


هنا نظر كل من جميل وريم الى هؤلاء معدومي الضمير والإنسانية وحقا شعر بمأساة ابنته التي عاشتها في ذاك المنزل ولنكن منصفين ففقيدهم كان من أحسن الرجال خلقا ،


كانت ريم تود ان تنعتهم بكلمات تليق بهم ولكن قبل ان تنطق بها منعها والدها بعينه واشار إليها ان تصمت قبل ان تتحدث وأردف ساخرا :


_ما كنتش اعرف انك بتحب الفلوس اكتر من المبادئ والأخلاق !

ما كنتش اعرف انك ممكن تقبل على نفسك ورث ولاد اخوك اللي مات وحقهم علشان خاطر تتنازلوا لها عن الولاد ويعيشوا معاها في سلام وامان بعيد عن شركم ،


انت عارف انا كنوز الدنيا دلوقتي ما تهمنيش غير ان بنتي طلعت من البيت ده بنفس مطمنة ،


واستطرد متهكما لتلك الاعتماد التي تجلس والغليان يقطع أمعائها :


_ تسلم تربيتك ياأم باهر وحلال عليكم الجمل بما حمل ويارب يبارك لكم فيه بحرامه وبحلاله .


أنهى كلماته ثم أعطى المحامى الخاص به الأوراق كي يدونوا إمضاءهم للتنازل عن أولادهم ، فتناولها زاهر على الفور بأصابع ترتعش فرحا لقلبه المريض ، وجعل والدته تمضى هى الأخرى ، وخرجوا جميعا فى تلك اللحظة كل في سيارته وذهبوا إلي الشهر العقاري ودونوا التنازلات من كلا الطرفين والآن أصبحت ريم حرة طليقة بأبنائها ولم يهدد أمنها أحدا مرة أخرى وانتهت حياتها مع مثلث الشر الذي أنهك روحها ،


ولقد أمنها جميل فى التنازلات بشدة بحيث لا يقدرون على الطعن بها يوماً من الأيام لكى يأمن ابنته من غدرهم ،


وبعد أن خرجوا نظر إليهم جميل قائلا :


_ فعلاً النهايات أخلاق وتشكرى ياأم باهر على أخلاقك ، ومبروك عليكم مال اليتامى تتهنى بيه يارب .


فجر كلماته وتأبط ذراع ابنته وذهب من أمامهم بقامة مرفوعة وشموخ ليثبت لهم أن الأموال بالنسبة لهم سراب لا هى غاية ولا حتى وسيلة ، وكان ذاك جميل ولا يزال أبا رائعا يمتلك حسن البصر والبصيرة ،


هناك مواقف تحدث في حياتنا نظنها مهلكة لقلوبنا ولو تمعنا النظر بها وتركناها لأمر الله ستمنحنا منح اكتسبتها قلوبنا من ألف محنة.

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا



تعليقات

التنقل السريع