القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شهد حياتى الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر بقلم سوما العربى

 

رواية شهد حياتى الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر  بقلم سوما العربى 




رواية شهد حياتى الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر  بقلم سوما العربى 



بكل قوتها دفعته بعيدا عنها. من يظن نفسه هو ومن يظنها هو هى.

اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تدفعه بعيداً وهى تصرخ قائله :ابعد عنى.... انت فاكرنى اييييه... وفاكر نفسك ايييه.

يونس محاولا كبت غضبه:شهد... اهدى.

شهد بحدة :ماتنطقش أسمى على لسانك... ازاى تقرب كده منى... انت اتجننت.. انا مرات اخوك.


وعلى ذكر هذة السيره تحول حقا الى رجل مجنون وعاد عضبه من جديد هيئته حقا لا توصف احمرار عينيه كاللهيب وصدره يعلو ويهبط من شدة الغضب والغيرة وملامح وجهه توحى بقدوم الجحيم. اقترب منها بهدوء القى الرعب والرجفه فى جميع اوصالها وقال وهو يشعر بالحقد على اخيه الصغير.. الحقد الذى حاول كثيرا مقاتلته ولكنها بتمسكها بذكراه تنمى هذا الحقد اكثر واكثر.

يونس بقوه وغضب :انتى مراتى انا... بتاعتى انا... ممنوع تقولى كدة تانى... انتى بتاعتى خلاص.. انتى مراتى انا... واقرب منك وقت مانا عايز... لا واقرب على طول.


رغم خوفها الشديد منه إلا أن ذلها وكسرتها فى الأيام الماضية جعلتها تنظر له بكره شديد وعادت دفع يده عنها وإبعاده بقوه قائله:قولتلك ابعد عنى... جوز مين انت.... انت عمرك ماتبقى جوزى... جوزى هو سعد... تيجى ايه انت فى سعد.


صرح بحقد كبير:انا احسن منه... انا اشترى 100زيه بفلوسى.... انا مليونير ودكتور... انا احسن منه 100مره.


كانت تستمع له بزهول مصدومه من كمية الحقد الظاهره عليه فى حديثه. حقا مصدومه متى ولماذا تحول هكذا. لا تعلم هى.. لاتعلم انها وبدون قصد هى من فعلت ذلك هى من جعلت المستحيل حقيقه واصبح يونس يكره ويحقد على اخيه بل ابنه الذى رباه.

شهد بصدمه :انت... انت ازاى بتقول كده... انا ازاى ماكنتش شايفه انك كده.. معقول كنت بتمثل انك بتحبه وانه ابنك مش اخوك... معقول انا كنت فهماك غلط.


صرخ بها بحزن:انتى السبب.

اتسعت عيونها حتى استدارت وهى تردد بصدمه :انا... انا ازاى... انت هتستهبل.

يونس :شهد... اتكلمى كويس.

شهد بكره وحده :انا مش عايزة اتكلم معاك اصلاً.... انت ليك عين تكلمنى وبكل بجاحه جاى تقرب مني كمان بعد الى أمرت انه يتعمل فيا.


سب يونس تحت انفاسه بغضب وهو يعلم أنه حتى الان لم يوضح لها ماحدث وان مروة هى من فعلت ذلك.. يعلم يعلم لها كل الحق. حقا سب غباءه فهو كان لابد ان يفسر لها ماحدث قبل أن ينقض عليها بالتقبيل كرجل الكهف هكذا... ولكن ماذا يفعل بحنونه بها... جنونه الذى بات يقلقه هو شخصيا.


اخذ نفسا عميقا وحاول التحدث بهدوء قائلاً :انا ما امرتش بحاجة... مروه عملت كده من نفسها ولسه عارف النهاردة من البواب.

شهد باستنكار:يا سلام والمفروض انى أصدق مش كده.

يونس بحده طفيفة :امال المجزره اللى كانت في البيت دى ليه... وكسرت على مروه البيت وطلقتها ليه.


رفعت عيونها له تنظر له بقوه فارتجف هو بعشق ورغبه بعشقها وهى ترفع عيونها له فهذه من المرات القلائل التى تحدث فيها فحتى وهى غاضبه لا تركز ببصرها عليه.

شهد :يعني انت ماعملتش كده فيا.

تنهد براحه لبداية اقتناعها:لا.. مستحيل اعمل كده فيكى.

شهد :يعني انا كل ده كان بيتلعب بيا... وابله مروه ليه تعمل فيا كده... دى.. دى كانت بتخلينى.. ااا. ولم تتحمل وصف ماحدث لها وشرعت فى البكاء. فحزن قلبه بشدة وهو يتخيل ماحدث معها واقترب منها واحاطها بذراعيه فتخللت رائحته القويه الفواحه الى انفها ثم إلى قلبها محدثه خفقات عاليه. اما هو فكان ينظر لها عن قرب بعشق ووله. يشكر الظروف والارهاب الذى قتل اخيه.. نعم يشكرهم من كل قلبه فلولاهم ماكانت تلك الصغيره الان بين يديه الان بهذا القرب المهلك الذى اصبح مجنوناً بها. مشاعر غريبه يحب اخيه لكن يكرهه.. رباه ولم يتمنى موته لكن حمدا لله إنه مات وتزوج هو بشهد.. ماهذا التذبذب يا الله... يديه أصبحت تمسد على جسدها تهدهده حتى تهدأ ولكن مالبثت ان تحولت إلى اخرى راغبه بشده.. ثقل تنفسه ويديده وعيونه تنتقل بخبث ورغبه إلى صدرها وفخذيها. وهنا كانت الانتفاضه من قبلها. جهاز الإنذار الخاص بعقلها قد عمل بقوه فانتفضت بين يديه لتبتعد.

يونس بانفاس ثقيله من الرغبة :شهدى... خليكى... ماتبعديش.

شهد بحزم:لو سمحت يادكتور ما..

قاطعها وهو يجذبها إليه :يونس.... أسمى يونس.. عايز اسمعها منك.

شهد :لأ طبعاً مايصحش... ولو سمحت ابعد... كده ماينفعش ابدا.

يونس :هو ايه اللي ماينفعش.... انتى مراتى.. انا جوزك.

شهد بقوه:انا مرات سعد.

يونس بغضب:مافيش سعد... مش عايز اسمعك بتنطقى الاسم ده تانى أبدا انتى سامعه... انتى مراتى انا وبتاعتى انا... تمسحى من حياتك الاربع سنين إلى فاتوا... مافيش فى حياتك غير جوزك يونس... يونس العامرى انتى سامعه.

شهد :انت اتحولت كده امتى... وايه اللى غيرك... انا ماكنتش واخده عنك فكره انك كده أبدا.

أراد الاعتراف بحبه لا بل بعشقه وهوسه او بجنونه بها... أراد أن يخبرها انه ايضا لم يكن يعلم انه هكذا.... كان يستغرب بشده من افعال ابنه مالك ونزعة التملك الشديدة به لم يكن يعرف انه ببساطه قد ورثها منه. ورث منه التملك المجنون الذى ظهر عندما وجد من يعشقها. لم يكن هكذا مع رانيا ولا حتى فى المرتين الذى اعتقد انه قد أحب فيهم فى فتره المراهقه او ايام الجامعه. الان فقط أيقن انهم لم يكونوا حبا على الاطلاق. فالحب حقاً هو مايشعر به الآن.. لا لا... مايشعر به الآن اقوه بمراحل من الحب بل تخطى حاجز الهوس والجنون.

نطق وهو ينظر فى عينيها التي وقع صريعا لها :هتصدقينى لو قولتلك ولا انا كنت اعرف انى كده... معاكى بس بقيت كده... معاكى كل حاجه فيا اتغيرت. حاجات كتير فى شخصيتى ظهرت وحاجات اختفت.. انا نفسى مستغربنى.


كانت تنظر له بتمعن وتتعجب من اريحيته فى الحديث معها فقد كان يتحدث بسكينه وراحه فقالت:حاجات اية.


اخذ نفسا عميقا وابتسم محاولا تغيير الحديث :مش وقته....المفروض تاكلى دلوقتي.... انا عرفت إنك ماكنتيش بتتغذى كويس الفتره الى فاتت.

ابتسمت بخجل اذابه اكثر واكثر قائلة :لا شكرا.

نظر لها باستنكار وهو على مشارف الغضب. اتعده غريبا عنها وغير ملزم بها. من المفترض انه زوجها تطلب منه كل شئ ويكون هو اول شخص تفكر فيه حين تريد اى شئ.

يونس بقوه:هو المفروض أنى بعزم عليكى وانتى تتكسفى وتقولى لا شكرا وتستنى لما تروحى بيتك وتبقى تاكلى وكدا.... انا جوزك... يعنى اول واحد تجرى علية وتتعلقى فيه وتقوليلوا انا عايزه كذا... ليه مصره تعملى كده.

شهد بتلعثم من طريقته وتفكيره :انا... بس....

يونس مقاطعا اياها وهو يلتقط الهاتف:الو... الروم سيرفس.. عايز غدا هنا في السويت... اوكى.... بيتزا... وعايز الحلو مارشميلو.. اوكى.

اغلق الهاتف ونظر لها وجدها تنظر له باستغراب. فابتسم وهو يعرف السبب وقال:مالك بتبصيلى كده ليه.

شهد :لا بس مستغربه... عرفت منين انى بحب البيتزا. وان حلاوياتى المفضله المارشميلو.

ابتسم وكان سيخبرها انه دائما كان يرى سعد يجلب لها البيتزا للبيت ويقوم بشراء المارشميلو لها ولكن تقلصت معالم وجهه بحقد وهو لا يريد ذكر اسمه أمامها.. يكفيه حبها له الذى مازال ظاهرا.. يكفيه غضبه وهو يتخيلها وهى سعيده بما كان يجلبه سعد وتركض له تطبع قبله على وجنته بشقاوه وتلتقط منه ما جلبه لها. اغمض عينيه بقوه محاولا التحكم في اعصابه.

يونس :حسيت...عشان تعرفى انى بحس بيكى.

نظرت له باستنكار فحديثه هذا لا يناسب سنة الذى شارف على الأربعين حقا. فهم هو نطراته فابتسم بمرارة قائلاً :كلامى صغير على سنى صح.... كبير انا عليكى مش كده.

احست هى بمافعلت فقالت محاولة التبرير:لا انا مش..

قاطعها قائلا :انا عارف انى كبير... وكبير عليكى انتى بالذات وفى فرق سن كبير بنا... 16سنه برضه مش قليلين ده عمر تانى.... بس انا قلبي لسه صغيره.


ابتسمت ابتسامة ساحره من جملته الاخيره. ابتسامة اثلجت قلبه وجلعلته يجلس بجانبها متحدثا براحه :انا بدأت شغل من وانا فى الجامعه دخلت طب لأنى جبت مجموع كبير... بصراحة كان نفسى ادخل اى كلية عاديه عشان ماتبقاش محتاجه مذاكره وعملى وحضور ومجهود عشان اقدر اوسع شغلى الى ابتديته بالفين جنيه.

ابتسمت هى لما يقول ببشاشه فقال وهو يرى ابتسامتها التى اراحته. فمروه لاتحب ابدا ان يذكر امامها انه قد بدأ من الصفر وأنهم لم يكونوا أغنياء يوماً وكل ماكانوا يملكونه هو مرتب والدهم من الدخلية. صحيح يجعلهم يعيشون جيدا ولكن ليس بدرجة الثراء خصوصا ان والده وقتها كان لا يزال ضابط صغير في بداية مشواره. تريده ان يتحدث فقط عن ايامه حاليا ولا يشاركها رحلة كفاحه وشقاءه حتى وصل الى ماهو عليه. يضيق صدرها ويمتعض وجهها حينما يتحدث عن تفاصيل الشقاء والتعب التى عاشها حتى يكبر رأس ماله ومشروعه الصغير يكبر ويتسع حتى يصبح مجموعة شركات. اما شهد. فلا.. هى استثناء.. نظرت الاحترام والتقدير الممزوجه بالحنان وهى تستمع لبدايته الشاقه اراحته كثيرا وجعلت يتحدث بمنتهى الراحه وكلما تحدث كلما ارتاح اكثر.

فاكمل هو :بس امى وابويا كانوا مصرين ونفسهم ابنهم يطلع دكتور ويتباهوا بيه.. امى كانت دايما تقولى يارافع راسى.. وابويا كان بيتفشخر بيا اووى بين صحابه لما جبت مجموع كبير فى الثانويه.. نظرت الفرحة في عنيهم وكلامهم بثقه قدام الناس خلتنى اجى على نفسى عشانهم وعشان افرحهم. مش خوف منهم ابدا.. انا من صغرى راجل وشخصيتى قويه لكن ماحبيتش اطفى الفرحه والحماس الى شوفته في عنيهم.. ودخلت طب كنت بذاكر حاجة مش حاببها ابدا بس طول عمرى فى القمه فلازم ابقى فى القمة... اصل نبر وان ده عندى لازم يبقى فى كل حاجة. ماكنتش بنام تقريباً... بين مذاكره وعملى وجثث ومشرحه.. وبين شغلى اللى بحاول اكبره وازوده... تعبت... تعبت بجد.. بس فضلت مكمل... حبيبت بنت كانت معايا في الجامعة وهى كمان حبيتنى.... بس لما قربت منها اكتر حسيت انه لا مش هى دى... كانت ناشفه بمعنى جامده فى مشاعرها.. بتحسب لكل حاجه... ده غير أنها دايما كانت بتستهزأ بيا وبمشروعى وتقولى ركز في الطب... احنا ممكن نعمل منه فلوس كويسه اووى. عند الجمله دى ووقفت.. ونهيت علاقتنا... الإنسان اللى يحول الطب والدوا لبزنس يبقى معدوم الحس والمشاعر يبقى من الاخر زبااااااله.


كانت تستمع له وابتسامتها تتسع اكثر واكثر ووتجمع الدموع بعينيها بحب ولكن حب التقدير والاحترام والحنان وليس حب امرءه لرجل.


كانت ابتسامتها ونطرة الاهتمام والانصات لحديثه تريحه اكثر وتجعله يتحدث اكثر:من ساعتها قفلت قلبى وقررت اركز على الحاجات الكتير اللي ورايا.. وان لما الحب ييجى هيهز كيانى لوحده... انا مش محتاج ادور عليه هو هييجى ويشقلب دنيتى ويلغبطنى ويغير كل تفاصيلى... ساعتها هكون عارف ان هو ده الحب فامش هتعب نفسى ولا هضيع وقتى فى انى ادور عليه.


ابتسمت قائله وهى تنظر له بانبهار:منطق عجيب... بس صحيح جدا.

ابتسم لها بعشق مكملا:خلصت كليه بصعوبه لكن بتفوق... واتخرجت... حاولت أرضى اهلى أمارس الطب لكن ما قدرتش وساعتها قررت انه كفاية كده ارضى اهلى وكفاية سنين التعب والاجهاد فى الكليه الى هما كانوا عايزنها... انا هعمل بقا اللى انا عايزه. خصوصا أن شغلى كان بدأ فعلاً يكبر وبقى ليا اسم كبير في السوق. بعدها طبعاً امى زى اى ام مصرية اصيله بدأت تزن عليا فى الجواز انت اتخرجت وماشاء الله بتشتغل ومعاك فلوس كويسه اوووى ايه اللي يمنعك تتجوز.. طبعاً مع الايام السيد الوالد انضم لحزب ماما ومن ضمنهم اخواتى (قالها وهو يغمض عينه بقوه متجنب ذكر اسم سعد امامها لا يريد ان يشاركه معها حتى هذه اللحظه اليتيمة ايضا) وبعد زن كتير بدأت افكر مع نفسى طب مانا مستنى ايه... انا مش بحب واحدة معينه ليه بقا ماتجوزش واعمل أسرة خصوصا انى فعلاً مرتاح ماديا ويمكن الى اتجوزها دى تعرف تدق قلبى.


ابتسم بتهكم مكملا:لكن اللى حصل كان غير كده خالص... امى اختارت واحدة بنت ناس.. بنت سفير.. عشان تليق بابنها الدكتور و رجل الأعمال... وهى ساعتها ماشاءالله.. ماكنش باين ان فيها عيب ولسوء الحظ سرعنا فى الجواز لأن باباها على حسب ماقال ساعتها مسافر لأنه هيبقى سفير مصر فى النرويج ولازم يتمم الجوازه ويطمن عليها الأول قبل ما يمشى. وفعلاً اتجوزنا.. وبدأت تظهر شخصيتها اللى بجد... ماحبتش تعرف يونس اللى بجد.. يونس جوزها... حبت تعرف يونس رجل الأعمال... ماتحبش ابدا تسمع رحلة كفاحى اللى انتى قعدتى تسمعيها منى بابتسامه.. لا كانت مش عايزه تسمع وبصراحه انا اصلاً ماكنتش حابب احكى... فضلت انى افضل قدامها يونس العامرى رجل الأعمال القوى... افضل بالقشره القويه اللي من برا قبل جوا....أفضل قدامها وقدام الكل حتى امى وابويا واخواتى.. بس كنت بجد تعبت ويوم ماقررت انفصل عنها لان الحياة الجامدة الى مافيهاش مشاعر دى مش منسبانى وكفايه عليا حياة الجمود فى الشغل والناس وانى عايز واحدة مريحه وحنينه وتحب يونس بس مش يونس العامرى. وقبل ما انطق واقولها قرارى لاقيتها جاية تقولي انها حامل. ساعتها سكت... مانطقتش... على اد مافرحت بالحمل على اد ماحزنت انه ربطنى بيها.. بس بعدها قعدت مع نفسى وقررت ابقى متصالح مع احوال حياتي واحاول اتقبل مروه بشخصيتها واكيد السنين والأمومة هتغيرها للأحسن.. بس للاسف الايام زادتها سوء.... انتى عارفه ان انتى بتهتمى بمالك اكتر منها... بتبقى حنينه معاه اكتر منها... بس مضطر اتحملها لأنها ام ابنى وهو مهما كان دى امه وخصوصاً انه كبر وبقى عنده خلاص13 سنه وفاهم مش هينفع... مش هينفع.

اغمض عيناه براحه نفسيه عندما أخرج هذا الحديث معها.. اخذ شهيق بعمق يسحب مع الهواء رائحتها التى تجعله يهدأ ويستكين اكثر واكثر.

نظرت لهيئته قائلة بابتسامة عذبه:يااااا... انت تعبت اوووى... بس انا متأكده انه إن شاء الله ربنا شايلك عوض كبير اووى. ربنا مش بيضيع مجهود حد... اكيد ربنا هيكافئك بأى شكل من الأشكال المهم انه هيعوضك.


فتح عيونه مبتسما ونظر لها بعمق وغموض قائلاً :فعلاً....احلى واكبر عوض.


نظرت له باستغراب وفضول لتعرف مقصده. ولكن طرقات عاليه على الباب اوقفت تسائلها. فنهض مبتسما قائلاً وهو يذهب لفتح الباب:ده اكيد الاكل.


ذهب هو وبعد ثواني دخل وهو يجر عربة الطعام ذات الارجل المتحركة فقالت هى بتذكر ولهفة اغضبته جدا :جورى... انا نسيت جورى زمانها طلعت من الحضانه.

يونس بغيره وعضب:اكيد مالك جابها من الحضانه.

شهد بإصرار ام:لا لازم اكلمهم اطمن... ممكن بس موبيلك.... انت اخدتنى من البيت بسرعه ومالحقتش اخد موبيلى معايا.

يونس بحقد وغيره :انا اللى هكلمها.


فتح هاتفه  بعدما كان مغلقا وقام بالاتصال على مالك:الو.

مالك:الو... بابا... هو صحيح حضرتك إلى كسرت البيت كده.... وصحيح حضرتك طلقت ماما.


اغمض يونس عينيه واخذ نفساً فعو يعلم أن ابنه لن يرضى بهكذا قرار حتى ولو كانت بعيدة عنه بعض الشيء حتى ولو لم تكن حنونه ولكنها امه ولن يرضى بما حدث مطلقا.

يونس كى يؤجل الأمر :مالك... مش هاخد اى قرار اخير غير لما نتكلم انا وانت اكيد.... انت بقيت راجل دلوقتي واكيد هتفهمنى... اوكى.

مالك بجديه:اوكى.

ابتسم يونس على ولده فهو رجل من صغره ويحمل الكثير من صفاته وملامحه أيضا وقال:المهم... انا كنت بكلمك عشان اطمن على جورى.

مالك بغضب وغيره :وانت تطمن عليها ليه.

ابتسم يونس وهز رأسه بسخرية فعشق الأم وابنتها كلعنه القيت عليه هو وابنه.... ابتسم بسخرية فبعدما كان يتعجب من افعال ابنه التملكيه ناحية جورى اصبح الان فقط يعلم ممن اكتسب هذه الصفات ولما لا وهو الآن يحقد على ابنة أخيه الطفله الصغيره البريئه لمجرد اهتمام ولهفة حبيبته عليها.

يونس:يعني هى معاك.ولا مع جدها ولا فين 

مالك بقوه وتملك:اكيد معايا طبعاً... انا جبتها من الحضانه وهى معايا دلوقتي... واه على فكره انا قررت انها هتغير الحضانه دى.

يونس :ليه يا بنى.

مالك بغضب :روحت اجيبها لاقيت ولد صغير كده واقف بيقولها شعرك احمر وحلو اووى ياجورى.

يونس:يابنى ما..

قاطعه بقوه:بابا لو سمحت... انا خلاص قررت بعد إذنك.... واقفل بقا عشان الحق اشوف حل فى شعرها الاحمر ده اصل انا كنت ناقص عيون ملونه وشعر احمر... اقفل اقفل يا ولدي الله يكرمك.


أغلق يونس الهاتف وهو يضحك على ابنه الذى غرق من صغره بهذه الفتاه.. ولكن يعذره هى حقاً جميله كامها وزيادة عليه شعرها الاحمر النارى... اعانك الله مالك.


نظر لتلك الفاتنه الاصل التى قالت بحنق:كنت عايزة اكلمها.

يونس بغيره:انا اطمنت عليها خلاص هى كويسه ومع مالك.... يالا عشان ناكل.

نظرت له بتذمر وعضب فقال برفق:يالا بقا... انتى ماكلتيش بقالك مده... يالا واسمعى الكلام.


جلست معه بتذمر فابتسم بخفه قائلاً :يالا كلى وإلا هاكلك انا.

شهد :طب طمنى عليها الاول.

يونس:هى كويسه ومع مالك وهو راح جابها من الحضانه وطبعاً طبعا هى معاه انتى عارفه مالك وجورى... واه صحيح... هيغيرلها الحضانه بتاعتها. 

شهد :ليه. 

يونس:لاقى ولد واقف معاها ومعجب بشعرها فاتجنن. 

شهد :لا ماهو مش معقول كده... وبعدين انا مش موافقه انا اللى امها... ذنبها ايه أن البنت حلوه يعني. 

يونس بوله:ذنبها ان فى واحد مجنون بيعشقها. 

حمحم بجدية مكملا:هى صحيح وارثه الشعر الاحمر ده من مين انتى شعرك بنى. 

ابتسمت بحنين قائله:ورثاه من امى. 

يونس:الحمد لله انك ماورثتيهوش منها انتى كمان. 

شهد بغضب لذيذ:ليه ده حتى تحفه على جورى. 

يونس :ماهو عشان كده... ماهو عشان كده... اصل انا كنت ناقص... ولا انتى ناقصه اصلاً. ثم تمتم قائلاً بخفوت:الله يكون فى عونك يامالك يابنى. 


صمت قليلاً ثم نظر لها منتبها قائلاً :قولتلك كلى والا هأكلك... وانتى ماسمعتيش الكلام... يبقى أكلك بنفسى. 


نطرت له بتوجس بينما اقترب هو بخطر وهو ممسك بيده احد قطع البيتزا كان يطعمها وهو يتعمد تحسس شفتيها باصابعه مرسلا رجفة في اوصلها اما هو فقد ثقل تنفسه من شدة الرغبة. فمال عليها وهى مغيبه معه بعدما سقط الطعام باهمال من يديه وهو يميل بها.......... 

**********


خلص البارت 

كله يقول رأيه 

اكتر مشهد حلو

توقعاتكوا للى جاى 

بحبكوا 😍😍😍😍رواية شهد حياتي

الجزء الثامن


يقبلها بنعومه بل يكاد يذوب هو من كمية المشاعر الرهيبه التى غزته.. اهتزاز مريب فى معدته.. عضلات جسده كلها متحفزه... متشنجه.. تكاد تنقطع انفاسه من هوج مشاعره معها... يقبلها... هو الان معها ويقبلها بكل نعومه... لا يصدق انه يمتلك الفرصه بتذوق شهد شفتيها... حقا لكل إنسان نصيب من اسمه وهى حقا شهد... سيطلق عليها لقب شهد حياته... يتذوقها بتمهل ونعومه.. بل ونعومه اكثر.. لالا اكثر اكثر... يالله هل يوجد هذا... يتحسسها بجرءه ويتأهب كى يكشف لنفسه جسدها الناعم.


اما هى كانت ذائبه بين يديه حقاً ولكن مغيبة... مغيبه حقا.. وهذا مازاد من فرحته فهى وأخيراً سمحت له بالاقتراب حتى بات لا يطيق صبراً على امتلاكها... يريدها الان.. جسده وعقله وقلبه يصرخ مطالبا بها. ولكن فجأة تحجر جسده.... وهوى إلى سااااابع ارض وهو يسمعها تتأوه باسم سعد..


رفع وجهه ونظر لها باعين جاحظه تكاد تخرج من مقلتيها... حتى انه توقف عن التنفس رغم انه كان يلهث مما كان يفعله وما كان سيهم بفعله.. الصدمه الجمت كل شئ به.. حقا صدمه كبيره جدا. موقف صعب على اى رجل. بل صعب جداً. 

ابتعد عنها كمن لدعته عقربا. ثوانى قايله حتى شهقت بصدمه واضعه يدها على فمها من الصدمه تستوعب مايحدث. لقد كانت بين ذراعى يونس الان.. ماذا يحدث.. ثوانى واستوعبت الصدمه الأكبر.. ماذا قالت هى... لقد نطق العقل الباطن بما تعود عليه... اى وضع حميمى يعنى سعد... اى اقتراب من رجل يعنى سعد.... ماذا تفعل هى... هى حقا وصدقا معذوره.... اربع سنوات ليست بالقليله. ولكن الموقف صعب أيضاً. نظرت له وهى ترى تصنم جسده. اى فعله ارتكبتها هى... الموقف مخجل جدا وهى ترى علامات الرغبه ظاهره على جسده بقوه.. لقد اوشك ان يهم بها كأى زوج وزوجه... لكم ان تتخيلوا وهو هكذا تهذى هى باسم رجل غيره...موقف أكثر من صعب على اى رجل شرقى.. وهو ليس اى رجل. انه رجل مهووس عاشق متيم... لا بل مجنون ويعترف... اصبح يخشى ان تصبح هى مرض ويكون هو مريضا بها. 


حاولت ان تتحدث قائله :ااانا... انا اسفه انا..... 

نظر لها نظره بالف كلمه وكلمه وذهب مسرعا ناحية المرحاض.  يحاول تهدات نفسه على إلا يفتك بها الان.. شعور بالغيره اندلع بقلبه.... الحقد ينهش به كأسد جائع. اغمض عيناه وهو يحاول ان يهدأ من تاثير برودة الماء.. تبا لك سعد. 


بالخارج كانت تجلس هى بارتباك تفكر فيما فعلته... ولكن مهلاً كيف قبلت به كيف سمحت له بالاقتراب. اغمضت عينيها وهى تستمع له يبدوا انه يتعارك مع الاشياء بالداخل. 


يجب عليه أن يقدر.... يجب أن يعذرها.. لقد تزوجت سعد وهى طفله.. تعرفت على الرجال من بعد اخيها كريم على يديه... كيف لها ان تنسى اربع سنوات كانت الاروع على الاطلاق... لقد جعلها سعد عاشقة متيمه به... كان حنونا عطوفا... كان نعم السند لها.. عوضها عن كل شئ.. ماذا يريد هو كيف ستنسى بهذه السهولة. 


دقائق وخرج هو من المرحاض وهو مرتدى ثيابه وبدون التفوه باى كلمه او حتى النظر اليها توجه للخروج ناحية الباب. ولكن تخشب جسده من جديد وهو يستمع لندائها. 

شهد ببحة صوتها المميزه جدة:ي.. يونس. 

اغمض عينيه بقوه... هل هذا وقته.. الم تختر وقتا اخر كى تقوم ولأول مرة بمنادته بأسمه.. هل تغير اسمه... هل أصبح ذو لحن خاص.. تباً لك يونس بما تفكر بربك... هل هذا وقته انت غاضب منها... بل وغاضب بشده. 

استدار لها قائلاً :جايه تقوليها دلوقتي... بقالى اد ايه مستنى اسمع أسمى منك... من غير القاب ولا حواجز... جايه تقوليها دلوقتي. 

شهد بخفوت وخجل:انا... انا اسفه... بس الله لسانى نطق بال. 

قاطعها وعينه تشع حقد قائلاً :نطق باللى متعود عليه.... اربع سنين فى حضنه... اربع سنين ملكه... كنتى بتسيبى نفسك ليه. 


عقدت حاجبيها ونظرت بمعنى هل انت معتوه.. ام متخلف عقليا... لقد كان زوجى ومن قبلك لما تتعامل كاننى كنت اخونك معه. 

فهم هو نطرتها جيدا وهو يعلم معها حق فقال :تنسى حاجة اسمها  سعد. 

شهد بحدة :ماتقولش كده. 

زاد حقده واقترب منها وقبض على ذراعها حتى دخلت اصابعه بلحمها وقال:اياكى ثم اياكى تتكلمى عنه تانى او حتى تفكرى فيه... انتى مراتى انا... انتى سامعه... الاربع سنين اللى فاتوا دول تنسيهم. 

ثم تركها وغادر مسرعاً قبل الفتك بها فهو أصبح لا يضمن حالة بقربها يخاف ان يفعل بها شئ وهو هكذا. 


انكمشت على نفسها وهى تستمع له يغلق الباب بحدة. كانت جاحظة العين تحاول أن تستوعب ماقاله... كيف هذا ومتى حدث.. متى تحول يونس ام انه هكذا من البدايه وهى التى لم تكن تعلم. فهى طوال فتره زواجها حديثها معه لم يتعدى السلام فقط. 

خرجت من تفكيرها وقالت بعبوس طفولى:ايه ده... ده سابنى هنا لوحدى المتخلف.... طب هقعد ولا همشى ولا اعمل ايه انا. 

زفرت بضيق وجلست تنظر ماذا سيفعل هو. 


كان يسير بسيارته بغضب جم.. نار الغيره نشبت ولن تنطفئ... عشقها لاخيه يزيده حقداً.. عاد برأسه للخلف وهو يتذكر حينما جاء اليه سعد بمرح يحدثه بشأن الفتاه التى يريد خطبتها وكيف فرح هو به فابنه الذى رباه على يده كبر وعشق أيضا بل ويريد اتمام نصف دينه ويتزوج. 


يتذكر كيف ذهب هو به إلى والديه كى يفاتحهم بالموضوع.. تبا تبا... بل وزيادة عليه هو من ذهب بنفسه وخطبها له من اخيها كريم... تبا له حقاً ذهب لكى يزوجة من ستصبح حبيبته وعشقه وهوسه. زاد من ضغطه على مقود السياره وهو يتذكر بحقد انه كان الشاهد على عقد الزواج.. لا بل والأكثر هو من قاد لهم سيارتهم ليله عرسهم.. وحجز لهم أيضا فى فندقه المفضل... تباً لك ايها الغبى حجزت له سويت خاص به كى ينعم بمن ستصبح حبيبتك. زاد من سرعخ سيارته كلما تذكرها وهى تستقبله بفرحه كبيره وهو عائد من عمله بالجيش. كيف كان يرى ضوء غرفتهم مضاء الى أوقات متأخره جداً. 

ويوم ماسمعهم وهو يحفزها على الرقص وصدى صوته وصوت دقاته لها تدوى بإذنه (يالا ياشوشو... يالا يا شوشو). تذكر أحياناً حين يصادف ويراه وهو مسافر الى عمله وهى تودعه بوداعه وعينها تشع بحب من تحت نقابها... ااااااه نقابها اللعين الذى كان يحجبها عنه... نقابها اللعين الذى منعه من رؤيه ما سيحل له.. من رؤيتها... لا لالا... حمدا لله على انها كانت ترتدى النقاب... واخذ عقله يلح بسؤال جديد... ماذا لو لم تكن ترتدى النقاب... فالعين تعشق قبل اى شئ... ماذا لو كانت فتنتها هذه ظاهره امامه من البدايه وبجانبها يرى حنانها واهتمامها بالجميع.. شخصيتها العفويه البريئه... طفولتها التى تنعش قلبه... من المؤكد كان سيقع لها.


فسبحان الله الذى يحميها بحدوده واحكامه. والحمدلله على نعمة الإسلام... ماذا لو وقع يونس لزوجة أخيه... ماذا 


اغمض عينيه وهو يتذكرها من جديد وهى بين يديه.. ناعمه ورقيقه.. بعثرت كيانه.. عاصفه من المشاعر عصفت به.. شلت تفكيره وحفزت جسده لها.. لكنها قطعت عليها نعيمه.. ولم يكن هو بالرجل السئ لهذه الدرجه ولكنه حقا غاضب... وغاضب بشدة. 


فى منزل كامل 

بغرفته كان يجلس على طرف الفراش منكس الرأس فجاءت زوجته عزيزه وجلست الى جواره قائلة :كامل.. مالك. 

كامل بخزى:مش عارفة مالى. 

تنهد الاثنان بقوه فقالت هى:هون عليك ياكامل اللى حصل حصل. 

كامل:بقى حسنين البواب يطلع اجدع منى وهو باب على باب الله وشغال عنده  وانا ابوه ماتكلمتش.. هى دى امانه سعد ليا.. هبص في وشه ازاى يوم الموقف العظيم. 

تنهدت عزيزه قائله:كلنا غلطنا يا كامل كلنا. 

كامل :اللى حازز فى نفسيتى ان البنت غلبانه ومنكسره... واللى عملته مروه فيها كان كتير وهى كانت لسه متجوزه يونس جديد وهو بالنسبه لها اخو جوزها ومايقدرتش تكلمه ولا تعارض.. لكن انا... 

عزيزه:صراحة شهد صعبة عليا اووى. 

كامل :البنت دى بالذات متضايق عشانها... من ساعة مادخلت البيت وهى معتبرانى ابوها... دايماً تسأل على مواعيد دوايا وبتهتم بيا زى ريهام واكتر. 


عزيزه:الشهادة لله بنت مؤدبه وبنت ناس واصيله.. دى دايماً كانت تيجى تساعدنى انا ورريهام بو جايلنا ضيوف ولا حاجة ولا عندنا عزومه... ده غير أنها كانت مهنيه سعد.... السعادة كانت بتنط من عينه. 


ثم تنهدت بقوه وكأى ام مصريه اصيله اكملت قائله:اه لو تهنى يونس كده هو كمان زى ما كانت مهنيه سعد... ده الواد غلبان ويستاهل والله. 

رفع كامل عينه لها مزهزل بها فهل هذا وقته :ايه اللي يتقوليه ده... بذمتك ده وقته. 

عزيزه بقوه وإصرار :الله ياكامل بقا... بقولك ايه... الدنيا كلها عارفه معزه سعد عندى.. وإن كل عيالى كانوا كوم وهو كوم تاني...ثم اكملت بحزن قائلة :بس سعد استشهد... ربنا يجمعه مع الشهداء والابرار... والحى ابقى من الميت ويونس هو الى عايش وهو اللى جوزها.. ياريتها تدلعه كجه وتعوضه. 

كامل:ياعزيزه عيب اللى بتقوليه ده. 

عزيزه:عيب ليه مش ابنى... عايزاه يتدلع ويتمتع والبت صغيرة وحلوه.. فيها ايه لما يتهنى بيها ماهى حلاله هى هتعمل حاجة تغضب ربنا لا سمح الله. 

هز كامل رأسه بيأس منها فوكزته بذراعه قائله:شوفته قلب الدنيا ازاى عشانها.... ده كسر البيت فوقنا... وطلق مروه حد كان يصدق. 


كامل :على سيرة مروه... انا مش عاجبنى ابدا اللى حصل. 

عزيزه:يعني ايه. 

كامل :يعني ماينفعش يطلق مراته ام ابنه. 

عزيزه:وهى اللى عملتوا كان شويه يا كامل. 

كامل:مش شويه وغلطت غلط كبير اووى بس مش لدرجة انه يطلقها... ده ابنهم بقا راجل طولهم اهو... وعمره ماهيقبل بكده... يأدبها شويه ويردها لعصمته تانى... لازم اكون شديد معاه اكتر من كده. 


عزيزه بتهكم :وكان فين ده من اللى حصل لشهد. 

نظر لها بحزن فادركت هى ما نطقت وقالت مصححه:انا ماقصدش ياخويا. 

كامل بحزن:لا انتى عندك حق... بس تقدرى تقولى ان اللى حصل لشهد ده فوقنى ونبهنى... واى غلط يحصل بعد كده انا هتصدى له. 

قال الاخيره باصرار وشرود ثم صمت الاثنان. 


بالخارج فى الصاله تجلس جورى وهى عاقده ذراعيها على صدرها بغضب ويرتسم على وجهها البديع عبوس طفولى محبب ولذيذ. وبالمقعد المقابل يجلس مالك بغضب هو الآخر. 


خرجت ريهام من المطبخ وهو تقضم خياره تنفس بها عن غضبها لما حدث مع شهد صديقتها. عقدت حاجبيها باستغراب من هيئته عصفورى الكناريا هؤلاء واقتربت منهم قائلة :ايه فى ايه.... انتو زعلانين من بعض ولا إيه. 

جورى بعضب وعصبيه لذيذه جدا جدا :سوفى انتى ياعمتو عسان ان سهقت. 

مالك بحده:زهتى... زهتى من ايه بقا ان شاء الله... انا اللى قولته هيتنفذ ياجورى.. ويانا يانتى. 


ريهام بتساؤل:ايه بس فى ايه. 

مالك :الهانم... المؤدبه المحترمه.. دخلت الحضانه بتاعتها عشان اجيبها لاقيت عيل سمج كده وملزق واقف يملس على شعرها ويقولها شعرك احمر وحلو اووى ياجورى. 

ريهام بذهول:طب وايه المشكلة... بصراحة فعلا شعرها حلو لووى ولونه تحف.... قاطعها بصراخ :عمتتتتتو... انا مش ناقص. 

ريهام بخوف من هذا الرجل الصغير :اححمم. احمم. يابنى احترمنى ده انا زى عمتك برضه... ده أنا اللى هجوزهالك. 

مالك بثقة :انا كده كده هتجوزها.. ماتتعبيش انتى نفسك. 

ريهام :ااااه منك... طب برضه المشكله فين... هى ذنبها ايه ان ربنا خلقها حلوه وملونه. 

مالك:الهانم المحترمه مش عايزه تقعد من الحضانه. 

شهقت بقوه قائله:يخربيتك.. انت عايز تقعدها من الحضانه... ام وهى فى حضانه وعيال وبتعمل كده امال لما تكبر هتقعدها من المدرسه والتعليم... فى ايه يا مالك. 

مالك بقوه:اولا يا عمتو انا مش هقعدها من التعليم لا طبعاً... انا كل اللى بطلبه من الهانم انها تستنى لحد ما بابا يخلص بنى المدرسة الانترناشونال الى هو عملها ويفتتحها وتروح فيها معايا عشان تبقى تحت عينى... والموضوع مش هيطول دى كلها شهور يعني. 

جورى وهى تلوح بيدها :بس كده كتيل اووى ايه ده اوووف. 

مالك:اوووف... بتقوليلى اوووف يا جورى... اتفضلى قدامى عشان اغسلك سنانك وتنامى اتفضلى. 

جورى:انا عايزه ماما بقا عشان ننام. 

مالك:مامتك شكلها هتبات برا. 

ريهام:تعالى نامى معايا يا جورى. 

مالك بغيره :نعم.. تنام فين ماعلش. 

ريهام :ايه بقا يا مالك... البنت هتبقى خايفه مامتها مش موجودة... ماعلش سماح النوبه... يرضيك يعني وردة الجورى بتاعتك تبقى خايفه بالليل. 

زفر مالك بعضب وغيره ولكن رضخ للأمر قائلاً :ماشى موقتا بس... كلها 15سنه واتجوزها. 

رفعت ريهام حاجبيها بزهول فنظر هو الى جورى قائلاً :اتفضلى قدامى اغسلك سنانك..ولازم مشوف حل لشعرك الأحمر ده... اصل انا كنت ناقص.. عيون زارقه وشعر احمر. 

التفت الى ريهام متسائلا :ماينفعش تتحجب. 

ريهام بزهول كبير:من دلوقتي... ماينفعش خالص. 

زم شفتيه بضيق وسار قائلاً :يالا قدامى يا عذاب ايامى الجايه. 

جورى وهى تلوح بيديها بضيق:خلاث مانا ماشيه اهو اوووف. 

مالك :افئفى اووى يا اوزعه... امال لو ماكنتيش اوزعه. 


كانت ريهام تنظر لاثرهم بزهول غير مصدقة ما يحدث حقاً من هذا الثنائي الصغير. 


بعد مده من الوقت دخل يونس للبنايه فقابله البواب. فوقف يونس امامه منادياً عليه بقوه. 

حسنين :نعم يا بيه. 

يونس:مين الشباب اللى كانت بتسأل عن شهد هانم. 

حسنين:الصراحه يا سعادة البيه انا كنت لسه هكلمك تكلملنا البوليس ولا تعين امن يابيه... ده من ساعتها وكل خمس دجايج ياجى واحد يسأل.. ده غير اللى بيسأل على شقه حتى لو هيشتريها بأى تمن واى سعر...ولما اجولهم مافيش شجج فاضيه يسيبوا رجم المحمول عشان لو فضيت شجه ولا حاجة. 


كان يستمع له وناره تزداد اشتعالا. نظر له بقوه قائلاً :اى واحد سأل على المدام تبلغه يسيب شقته فوراً... اى شاب يجي يسأل تانى تبلغ البوليس وانا هعرف البسه قضيه تمام سامعنى ياحسنين. 

حسنين بطاعه:اوامرك حاضر يا بيه. 

استدار كى يدلف للداخل لكن استوقفه حسنين قائلاً :الا الست شهد ماجاتش معاك ليه يا بيه... حضرتك معاود من غيرها.. 

امسكه يونس من تلابيب جلبابه قائلاً من بين أسنانه :وانت مالك بيها مش عايز اتغابى عليك. 

حسنين:مش القصد يابيه... بس انى حبيت افهمك ان الست هانم ماعليهاش ذنب والله الا تكون ظلمها ولا حاجة يعلم الله هى ملهاش ذنب. 

اغمض يونس عينيه وزفر بقوه قائلاً :فاهم فاهم.. نفذ انت اللى طلبته. 


صعد هو ووقف بتردد أمام منزل والديه. ولكن اخيرا حسم أمره ودلف للداخل كى يطمئن عليهم كما اعتاد يوميا. 


وجد كامل يجلس فر شرفة الصاله فذهب اليه قائلاً :مساء الخير يا سيادة اللوا. 

كامل بقوه :مساء النور يا يونس... اقعد عايزك. 

استغرب قليلا من نبرة والده الجديدة عليه بعض الشئ ولكنه جلس قائلاً :خير يا بابا. 

كامل :عملت ايه مع شهد. 

يونس بغيره :دى حاجة تخصنا يا بابا. 

زفر كامل بضيق وهو يراه يغلق الموضوع ولا يريد التحدث به فقال:ماشى بلاش شهد... هتعمل ايه مع مروه. 

يونس بعصبيه:انا عملت خلاص يا بابا. 

كامل بقوه :يونس لانت ولا هى صغيرين للكلام ده وابنكوا بقا راجل... وعمره ماهيوافق باللى حصل مهما كان دى امه حتى لو كانت مش حنينه عليه وحتى لو حاجات كتير لكن الحقيقة الثابته انها امه... مش هتقدر تغير الواقع وكفايه انه سكت انك اتجوزت عليها. 

يونس بتهكم :انت فاكره سكت عادى.... ده ابنى وانا حافظه... مخه ذرى ويوزن بلد... هو سكت عشان مصلحته... عشان جورى تفضل جنيه. 

ابتسم كامل قائلاً :حتى لو.. مش هينفع تتطلق مروه نهائى... انت رميت يمين الطلاق عليها... هنعتبر ده تأديب ليها... وردها لعصمتك يا يونس. 

يونس يغضب:يا بابا دى... دى ذلتها... ذلت شهد. 

كامل وهو يتفرس بداية العشق فى عينيه:هى خلاص عرفت ان شهد بالنسبه لك خط احمر.. ومش هى وبس... كلنا. كلنا عرفنا. 


يونس يتوتر كى لا تنقص هيبته :عرفته ايه. 

كامل بابتسامة جانبيه:ان شهد بالنسبة لك خط احمر. 


وقف من مقعده بحدة قائلاً :تصبح على خير يا بابا. 

كامل :فكر كلامى يا يونس. 

نظر له يونس وذهب دون ان يرد عليه فنظر كامل الى الخارج بشرود. 


كان يهم بمغادرة شقة والده فوجد ابنه مالك يخرج من غرفة عمته بغضب كبير فناداه قائلاً :مالك فى ايه. 

مالك:مش طايق نفسى ولا طايق حد حواليا. 

يونس:ايه يابنى اللي حصل. 

مالك :كتير.. اللى حصل كتير.. مش عارف الاقيها منين ولا منين.. من العيال الملزقه الى فى الحضانه ولا من جدو وتيتا ولا عمتو ولا عيونها الملونه وشعرها الاحمر. ولا ولا ولا. 

نظر له يونس باشفاق قائلاً :تعالى نطلع فوق عشان عايز اتكلم معاك. 

نظر هو لغرفة عمته التى تنام بها جورى خاصته وقال:ماينفعش ابات هنا النهاردة. 

تنهد يونس قائلاً :طيب نتكلم وابقى انزل... اتفضل قدامى. 


جلس الإثنين مقابل بعضهم فقال يونس :فى ايه بقا. 

مالك :انا عارف باللى ماما عملته فى شهد... بس حضرتك هطلقها بجد. 

اغمض عينيه قائلا :مامتك هانتها وذلتها اووى يا مالك... لا وكمان اتبلت عليا وقالت انى انا اللى قولت كده... انت شايف ان كده ينفع يعدى بسهوله. 

مالك:مش بسهوله.. مش بسهولة يا بابا... بس انت اهانتها وضربتها.. وكسرت الشقه فوق دماغها.. وطلقتها... ياريت يا بابا يكون كفايه... انا سالت وعرفت ان طلقة واحدة يعنى مش طلاق نهائى وينفع تردها. 

ابتسم يونس على ابنه الذى كبر ويبدو أن الموضوع مهم بالنسبة له فهو قد سأل وبحث حتى عرف. تذكر مافعلته شهد حياته به فقال :خلاص يا مالك.. يومين وهترجع.. بس حضر نفسك.. عشان هننقل كلنا للفيلا الجديدة. 

مالك:ليه يا بابا. 

يونس :من غير ليه.. اسمع اللى بقولك عليه... مش هينفع نقعد هنا تانى. 

مالك:اوكى.. بس هو حضرتك هفتتح المدرسه بتاعتك امتى. 

يونس باستغراب :كمان شهر مع الدراسة..... ليه؟

مالك:عايز انقل جورى فيها عشان تبقى تحت عينى. 


تنهد بقوه وخوف من الطريق الذى يسلكه ابنه وقال باشفاق :ياريت يا مالك تخف من علاقتك بجورى... مش عايزك تتعلق بيها اووى كده.... مش عايزك تبقى رابط مسيرك بيها.... صدقنى انا خايف عليك... وده لمصلحتك... بلاش يابنى... بلاش. 

نظر له مالك وهو لا يفهم مقصده.. لا يفهم انه يخشى عليه مما هو قد وقع به بالفعل... يخشى عليه من أن تصبح هى هوسه كما هو... من ان يصبح مجنونها كما هو............. 

************

خلص البارت. 

رائيكم وتوقعاتكوا. 

احلى مشهد واصعب مشهد.

لو 💙


#رواية -شهد - حياتي


#الفصول التاسع والعاشر


الفصل التاسع


يجلس في سيارته مغمضا عينيه يريح رأسه للخلف وهو يراجع نفسه من جديد.ابنه لن يتقبل بالأمر مطلقا وهو ابنه الوحيد.

ولكنه غاضب منها جداً بسبب مافعلته بشهده. وعلى سيرة شهد حياته ابتسم بتلقائيه واقشعر جسده. يتذكر طعم شفيتها الذائبه كالحلوه بين شفتيه. جسدها الناعم الذى اشعل به رغبه قاتله كادت ان تزهق روحه حقاً. اه منكى شهد ماذا نفعلى بى.


نسى غضبه... نسى ماقالته او سينسى وسيذهب لها يملى عينه منها... يروى ظمأ قلبه العاطش لها... يعطى لرئتيه هوائها الذى سحب منه على مدار يومين وهو بعيد عنها. أدار محرك سيارته بسرعه وفرحه كبيره ليذهب إليها وهو يستمتع بهواء الصيف المنعش من النافذة ويستمع لأغنية عمرو دياب ويدندن معها لاول مره منذ سنوات تقريبا منذ ان تخرج من الجامعة.


ده لو تساب لا  ده انا يجيلى تعب أعصاب ده لو اتساب ليله لليلتين انا اعيش في عذاااااب طب اعمل.

فى دقيقتين ياخد القلب وياخد العين ليلى ياعين... ولم يستطع مجاراة الاغنيه فهذا فقط ماحفظه منها لأنها تعبر عن ما يشعر به فهو منذ مدة لم يتابع الاغاني الجديده ولكن هذه منذ الامس عالقه معه بعدما استمع لها بالراديوا ووجدها تعبر عن حالته واشتياقه المريب لها ووقعه صريعا فى عشقها بسرعه او كما يقال فى النو تايم.


وصل إلى الفندق حيث طرقها بقلب يرقص سعاده بطريقه حقاً مخجله.. حتى هو يشعر بالحرج من نفسه وما اصابها.

ذهب سريعاً إلى الاستقبال كى يتأكد من عدم دخول او خروج احد لغرفتها.

ولكن اخبروه انها لم تقم بطلب طعام مند ان غادر تقريباً. حتى أن القلق قد أصاب قلبه ان يكون قد حدث لها شئ ولكن اخبروه ان خدمه تنظيف الغرف تذهب عندها باستمرار ويجدوها بخير.


اغمض عينيه بقوه وغضب فكيف لها الا تاكل لمدة يومين هكذا.... كيف لها ان تجعل قلبه ينخلع عليها هكذا.


وقف امام الجناح الخاص بها وهو حقا يهتز شوقا... شعيرات جسده ترقص من فرط القشعريره التى تسرى بها.

دلف بسرعه واشتياق جحيمى وجدها جالسه على احدى الأرائك متكومه على نفسها رافعه ركبتيها حتى وجهها وتضع مرفقيها عليهم وفوقهم راسها دافنه اياه على ركبتيها وذراعيها. شعرت بوجود شخص معها في العرفه فرفعت عيونها له. وياليتها لم تفعل.... اااه من تلك العيون القاتله.. نظر لهم باشتياق ولوع بينما هى تناظره بكره وغضب شديد.


اقترب مبتسما ومد يده ووضعها عليه ليخبرها عن مدى إشتياقه. لكنها من شدة عضبها تجرأت ولاول مره ونفضت يده عنها فاتسعت عينيه حتى استدرات وأكثر عندما وجدها تصرخ فيه بغضب :ابعد إيدك عنى... انت ليك عين كمان.... حابسنى زى العبيد... زى المجرمين... انا عملت ايه عشان يتعمل فيا كده.... مافكرتش فيا.. طب مافكرتش فى بنتى ازاى عايشه من غير امها يومين... مافكرتش انها اكيد خايفه... عايزه تغير لبسها.. تاكل... تستحمى.. تحس بالأمان ان امها جنبها... وانا مافكرتش ان قلبى واكلنى وهموت من القهره عليها.... مافكرتش ازاى ممكن اقعد من غير بنتى... انت فاكر الناس كلها مروه مراتك.


كان يستمع لها بذهول فقد اعماه العضب والغيره عن كل هذا.

حاول الحديث قائلاً :اسمعينى بس انا....

قاطعه بصراخ اكبر:انت ايه.... انت ايه يا اخى... معقول في حد كده... انت بتعمل معايا كده ليه... انا عملت ايه... انا طول عمرى فى حالى... عمرى ما اذيت حد... انت بالذات عمرى ما اذيتك ولا قربت منك... وكنت دايماً بعيده عنك.


اشتعل بغضب وصرخ بجنون :لييه... كنتى بعيده ليه... كنتى بتتجنبينى ليه... كل السنين دى معاه... وفى حضنه... ليه ما حستيش بيا... ليه... ليه ماحبتنيش وانا من اول ماعينى وقعت عليكى حا(سكت ولم يستطع الاعتراف اكثر) ... ليه... فيه ايه هو زيادة عنى... المفروض كنتى تحبينى... ليه.. ليه.


نظرت له بعدم تصديق قائله :انت بتقول ايه... انت مستوعب... فى حد يقول او يفكر كده اصلاً... هو فى حاجة فى الدنيا إسمها كده... لا انت أكيد اتجننت.


هز رأسه بهزيان وابتسامه مختله قائلاً بإصرار :اه... اه... اه اتجننت خلاص... وانتى السبب... انتى اللى عملتى فيا كده... وإلى عملتيه يستاهل عقاب اكبر من كده... عارفه يعني ايه واحدة تبقى فى حضن رجالها وتقول اسم راجل تانى.


اغمضت عينيها بحياء عن ماحدث بينهم وما كان قد اوشك أن يحدث. ولكن لابد ان تتجرد من الحياؤ قليلا كى ترد على ماقاله فقالت بغضب به بعد الحياء والتلعثم:انت مش فاهم حاجه... دول اربع سنين وسعد اول راجل فى حياتى... طبيعي ان اى وضع زى.. زى... كده لسانى ينطق بالى متعود عليه... ده جوزى.

قاطعها وهو يقبض على رسغها بعنف قائلاً :انا اللى جوزك... اسمه لو جه على لسانك تانى مش عارف ممكن اعمل ايه... ماتختبريش صبرى اكتر من كده.


نفضت يده بغضب وقالت وهى تنظر له بقوه:سعد هو اللى جوز..... قاطعها وهو يجذبها له بعنف قائلا من بين اسنانه:جربى تقوليها كده.... وشوفى انا هعمل ايه.... انتى بتاعتى يا شهد... مافيش رجاله على الكوكب ده غيرى. 


شهد بغضب:مش عارفه ازاى قادر تقول كده.... انت مش واخد بالك انت عملت ايه... انت حابسنى هنا ومش سايب معايا اى فلوس اقدر ارجع بيها للبيت ولا حتى موبيلى اطلب حد ييجى ياخدنى زى ما اكون انا الغلطانه... مش الهانم مراتك. الى ذلتنى وبهدلتنى وخلتنى اشتغل خدامه عندها... بعد ما انت روحت تقولها إن أنا كنت عايزاك تبوسنى وانا اللى طلبت منك ده ووقفت قدامك عريانه... انا.. انا قولتلك انى عايزه احس انى ست ومتجوزه وفى فحياتي راجل انا؟انا قولت كده يابنى آدم يامحترم انا؟ 

انا اللى من يوم ماتجوزتك واسمى بقى جنب اسمك ما اخدتش غير البهدله والذل.... دى خلتنى امسح سلم العماره قدام كل الرجاله والستات الى ساكنين... وانت انت كنت فين.... بتتكلم عن سعد... ايامى كلها مع سعد كان بيعاملنى زى الملكه... عمر ماحد كان يجرؤ بس يعمل فيا ربع إلى اتعمل معايا لما مات وسابنى ليك... بتقولى ان انت غير سعد... طبعاً انت غيرو... انت فين وهو فين.... تيجى انت ايه اصلاً فى سعد... سعد مافيش منه.... هو اللى جوزى وخيفضل لحد ما اموت جوزى... وانت انا اتجوزتك عشان بنتى... عشان بنتى اللى انت حابسنى بعيد عنها دلوقتي. 


ينظر لها بوجه محمر غضبا وحقدا... لهيب الحقد اصبح فى ازدياد يوماً بعد يوم.... صدره يعلو ويهبط من شدة العضب.... القت حديثها مره واحده فى وجهه. عيونه تطلق لهبا واحمرار.


نفض يدها بعيدا عنه حتى وقعت على الاريكه خلفها من شدة الدفعه. واخذ يكسر كل شئ حوله بجنون تام. حتى أنها وضعت يديها على اذنيها كى تصم نفسها عن هذه الاصوات... لا تنكر انها قد شعرت بالارتياح بعض الشئ عندما قالت مافى نفسها... وايضا لا تنكر انها اشفقت على حالته تلك وهى تراه هكذا لأول مرة. ولكنها ظلت بعيده ولم تحاول الذهاب اليه او تهدئته فابالاخير هى معها كل الحق... لم يفكر بها احد.. كل فرد منهم حسب حسبته بناء على مايوافق هواه وراحته... اما هى فلم يفكر بها احد.. ولكنها هى من وافقت بنفسها على هذه الزيجه ولم يجبرها أحد. 


بعد وصله من التكسير بجنون والذى التف له كل العاملين فى الفندق وقام هو بإلقاء فى وجههم شيك من المال بمبلغ ضخم جداً يكفى ويزيد على تكليف مع دمره هو.. وقف فى شرفة الجناح يدخن بشراهه وهو الذى لا يدخن كثيرا من الاساس. 


وهى لم تبرح موضعها ابدا... خوفا منه ومن هيئته ولكن قلبها يتأكلها على ابنتها... لا تستطيع الصبر او الانتظار أكثر... هى بالأساس تتحمل كل هذا من اجل ابنتها. 

حسمت امرها وقوة من قلبها واتجهت إليه. 


وقفت على باب الشرفه قائله :احمم.. عايزه اكلم بنتى. 

لم يجيب او بالأحرى لم ينتبه. فتقدمت أكثر قائله :دك... احمم... يونس. 

التفت إليها وقد بتفاجئ وبصيص من الفرحه لثانى مره تنطق بها اسمه بدون ألقاب. 

نظر إليها قائلاً :نعم. 

شهد بجمود:عايزه اروح لبنتى. 

يونس:شهد... انا ماقولتش لمروه كل الكلام اللي انتى قولتيه ده.... مش عارف هو واصلك منها ولا من مين بس انا ماقولتش كده... وعمرى ما اقول كده... مش يونس العامرى اللى يتكلم عن مراته بالطريقه دى. 


شهد :طب هى ليه قالتلى كده. 

يونس بغموض:يمكن شايفه حاجة انتى مش قادرة تشوفيها... بس انا عاذرك.. احنا ماكملناش كتير متجوزين. 

شهد :ايه اللي انا مش شايفاه يخليها تعمل كده... دى.. دى.. خلتنى. اغمضت عينيها بقوه لا تريد التذكر. فتحدث هو وقال :كلامك وحعنى اووى يا شهد... وانا ماتعودتش اتوجع... ولا اترفض... ولا عمرى مهما حصل هفرض نفسى على حد

.. حتى لو الحد ده انا...... 

سكت ولم يستطيع الاكمال. 

بعد دقيقه ينظرون لبعض بقوه تحدث وقال :احنا هننقل الفيلا اللى كنت اشتريتها فى الكومبوند... اللى كنت اتكلمت قبل كده مع بابا و..... 

اغمض عينيه وحقده منعه من نطق اسمه وهى لاحظت هذا واستغربت بشده ولم تجد تفسير لذلك. 

اكمل بعد ثوانى من قطع كلامه وقال :هنروح نعيش فيها كلنا....هتفضلى هنا يومين كمان لحد ماكل حاجة تجهز. 

انهى كلامه ونظر للجهه الاخرى على الفور فنظرت له بغضب قائله:ده اللى هو ازاى يعنى ماعلش... هو انا مش بنى آدمه... ازاى تقرر بالنيابه عنى. 

يونس بقوه:ايه مشكلتك مش فاهم... حد يرفض يعيش فى فيلا... انا مش فاهمك. 

شهد بغضب :انت بجد مش شايف ان فى مشكله... ازاى اروح اعيش فى بيت حد تانى.... انا مش معايا فلوس اقدر ادفع تمن مكان زى ده... او حتى تكلفة الاقامه انا وبنتى حتى لو قسمتوا تمنه انا مش هقدر ادفع نصيبى فيه. 

قام من مقعده قائلاً :تمن ايه وتدفعى نصيب ايه... البيت ده بيتى وملكى. 


شهد:اديك قولت بنفسك... بيتك انت وابنك ومراتك... هسكن فيه انا إزاى وباى حق... انا عمرى ما هعيش عاله على ح.... قاطعها صارخاً :البيت ده ملكى... وانا جوزك دلوقتي وانتى مراتى... انتى مراتى... مراتى... كل فلوسي هى فلوسك... افهمى... انتى مرات مليونير... مش واحد بياخد ملاليم كل اخر شهر. 


قال الاخيره باحتقار يقصد سعد به وقد فهمت هى عليه فقالت :مش بكتىر الفلوس... ده بالحب والاحتواء يا يونس بيه. 


انزعج كثيراً من حديثها فقبض على رسغها مجدداً وقال:قصدك ايه... ها.. انا مش هعرف احتويكى... مش هعرف افهمك.... هو انتى سا..... 

قطع كلامه وقد غرق في ملامحها الجميله عن قرب وشفتيها التى تدعوه بالحاح وإصرار لتقبيلها فاقترب منها بانجذاب مع أن عقله ظل يدق ناقوصه ويفكره بما قرر بشأنها والا يقترب منها ولا يفرض حاله عليها وكل قوه الانجذاب كانت أقوى. 

لكن هى من ابتعدت على الفور وهى تشعر بخطر ماكان سيفعله مجدداً.


احتدت عينيه فاغمضهم بقوه وقال وهو على حالته تلك:لو سمحتى... ادخلى نامى... دلوقتي حالا.


نظرت له بذعر وخوف وقالت يتلعثم طفولى وهى تنظر أرضا :بس عايزه اطمن على جورى.

يونس بجمود:لأ اطمنى... ابنى ربنا ابتلاه هو كمان.بس انا لازم الحقه قبل مايموت نفسه بايده

تمتم الاخيره مع نفسه بصوت منخفض وصل إلى مسامعها ولكن لم تفهم مقصده


نظرت له بحيرة قائله :يعني ايه مش فاهمة.

يونس بحزن:ومش هتفهمى.... مش هتفهمى... سبينى ياشهد... سبينى وادخلى نامى.

لا تعلم لما اشفق قلبها عليه... ربما من نبرة صوته الحزينة وكأن قلبه يصرخ وجعاً.. ولكنها حقاً لا تعلم بما هو موجوع. فلم يخطر على بالها ابدا انه قد عشقها بتلك الطريقة الموجعه.


لكن لم يطاوعها قلبها وتقدمت خطوه منه قائله بحرج :هو.... هو انت...

قطع حديثها قائلاً :روحى نامى ياشهد وسبينى لو سمحتى... وماتقلقيش انا شويه وهكمل شغل مهم.. واضح ان إلى زيى مالهوش نصيب فى حاجة غير الشغل وبس.


قال الاخيره بحزن وتهكم كبير فاشفقت عليه زيادة ولكنها لا تعلم بما تداويه.. لا تعلم هذه الصغيره ان كلمه واحده منها دوا.... ان مجرد جلوسها جانبه يسعده.. ان اقتربت وقامت فقط باحتضانه فقد محت كل همه.

لا تعلم حقاً... وكذلك هى معذوره فطريقة عشقه لها حقا مخيفة تصل حد الهوس والمرض.


دلفت للداخل وهى تشعر بالوجع ناحيته ولكن سريعاً مازال وهى تفكر فى ابنتها وهل نامت ام لا هل اكلت طعام العشاء ام لا وهل وهل.. ثم اخذت تتذكر ايامها مع سعد وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها وهى تتذكر احد الايام حين اصطحبها الى احدى مدن الملاهى الكبيره.. كان يوماً رائعا حقاً.. لهو كثيراً واتباع لها الحلوى والدمى وغزل البنات.. التقطوا العديد والعديد من الصور السيلفى.. اغمضت عينيها وهى تبتسم على ذكرى هذه الأيام الجميلة.


اما ذلك العاشق المسكين فهو ينطبق عليه المثل القائل (ياعينى على اللى حب ولا طال شى)


يمنع نفسه بالقوة والاجبار كى لا يذهب وينام جوارها رغم رغبته الملحه لذلك... يشعر كان قدماه وجسده كقطعه من المعدن وجسدها هى كقطعه من المغناطيس.. يشعر بقدماه تنجذب تجاهها عنوه... ولكنه يكبح رغبته بذلك. يعلم علم اليقين انه ان اقترب منها فلن يتركها بعد أن يشبع رغبته الملحه بجون وهوس بها... يخشى عليها من نفسه كثيرا... حقا وحرفيا يخشى ان يلتهمها بعدما يمتص كل جزء بها. يخشى عنفه معها والذى يشعر به فقط الان.

فضل الابتعاد خوفا عليها من نفسه فهو يعلم انه يوم ان ينالها سيكون الأمر صعباً جداً عليها فهو يريدها بطريقه مرضيه. وأيضا هو الى الان لم ينسى ماقالته وهو ابدا ليس هذا الرجل الذي يفرض نفسه على امرءه غصباً عن إرادتها... خصوصاً بعد أن رفضته مرارا. وقد سبق واعلمت الجميع بشرطها ان زواجها منه ماهو الا زواج على الورق فقط. لن يفرض نفسه عليها وان انطبقت السماء على الأرض. لذلك فضل النوم فى مكانه في الهواء أفضل له.


فى صباح اليوم التالي في بيت كامل.


اقتحم مالك غرفة عمته ريهام بغضب. فوجد جورى قد تخطت الوساده الذى سبق ووضعها بنفسه كفاصل بينها وبين ريهام الليله الماضيه ضمانا لنفسه بالا يقترب احد من ورده الجورى خاصته.


ازاد غضبه اكثر واكثر ولكن لم يشأ ان يفزع حبيبته فتستيقظ خائفه وفضل ان يفزع عمته كى تنهض بعيدا عن صغيرته جورى.

مالك وهو يهز ريهام بقوه وغضب:عمتوووووو.... عمتوووووو.... عمتو ريهااااام... اصححى.

انفضت بفزع وخوف قائله:ايه في ايه... زالزل ولا ايه.

مالك بغضب :اه فى زلزال شيلى ايدك عنها.


دقائق حتى استوعبت الأمر ونظرت له بغضب قائله:يعني معاليك مصحينى بطريقة المخبرين دى كانى حرامى غسيل عشان الكتكوته بتاعتك... ياخى حرام عليك... هو موال كل يوم ده مش هنخلص منه... ده على ما امها ترجع هكون قطعت الخلف.

مالك بغضب :ماتقوليش عليها كتكوته وماحدش يدلعها غيرى... واه موال كل يوم ده مش هيخلص... واه بصحيكى كده عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى... واعملى حسابك كل يوم من ده... وتوطى صوتك شويه عشان ماتقومش من النوم مفزوعه وخايفه.

اشتعلت منه غضبا اكثر وقالت:طب اعمل حساب حتى انك بتكلم عمتك.

مالك :عمتووو... بصى... روحى كلمى خطيبك ولا جوزك ولا اللى مش عارفين لكو وضع مع بعض... لا محصلين مخطوبين ولا محصلين متجوزين... مش عارف ايه ده... قال عمتى قال... طب ازاى وانتى مش عارفه تحسمى امرك... ده أنا اللى 13سنه اهو وحاسم امرى والكل عارف انى هتجوز جورى اول ما تكبر يبقى بذمتك يا شيخه مين فينا اللى عمتو.

ريهام بذهول وعفويه وجدية :انت.

مالك ببساطة :طب شوفتى... اوعى بقا خلينى اخد جورى

اخذت تنظر له بغيره وحنق طفولة وهو يهدهد جورى كى يوقظها بخفوت وابتسامة حب فابتسمت هى له ثم أخذها كى يغسل لها وجهها ويهتم هو بأمر فطورها. 


نظرت لاثرهم وهى تزم شفتيها بعبوس طفولى ثم التقطت الهاتف بغيظ وضغط على زر الاتصال الى ان اتاها الرد فقالت :الو... عايز ورد يا ابراهيم. 


فى الفندق 

اشعة شمس الصيف الحارقة المسلطه على عينيه ايقظته من نومه. اخذ الامر منه أكثر من دقيقة حتى استوعب انه قد نام عنها وشهد حياته فى الداخل. جلس لفتره يمنع جسده من التحرك إليها... يشعر كأنها قطبى مغنطيس وجسده ماهو الا قطعه معدن تنجذب إليها بلا اراده. 


لم يتمالك نفسه ودخل مسرعاً لكن وجد الفراش فارغ. استمع لصوت المياه أتى من المرحاض. 

دقيقه وخرجت هى فقالت بصوتها الناعم والذى ازداد عليه اثر النوم:صباح الخير. 

يونس بقلب يخفق بشده وهو لاول مره يبيت معها ويتشارك معها تفاصيل الصباح وأنه اصبح له الحق بذلك. وكم اشرح هذا صدره فقال بابتسامه :صباح النور. 

نظر اليها بعيونها القاتله ذات الامواج العاتية.. شفتيها الوردية المنتفخه وانفهت المحمر مع خديها من اثر النوم. 

قبض على يده بشدة كى لا يخطفها لاحضانه وياخذها عنوه. 


تحدثت هى قائله :انا هرجع البيت امتى. 

يونس :مفيش رجوع للبيت... انتى هتمشى من هنا على الفيلا. 

شهد بغضب :انا عايزه اشوف بنتى انا سيباها بقالة كذا يوم ماينفعش كده... وبعدين مين قالك اصلا انى هسيب بيتى انا وجو.... 

جذبها اليه وهمس بجوار اذنها بغضب قائلاً :اه... قولى كده بقا.... عايزه ترجعى البيت عشان كده... لشقتك انتى وهو... اللى كل ركن ليكو ذكرة فيها... بيته اللى مليان بصوره...مش كده. 

شهد بجنون واندهاش:انت ليه بتتكلم كده وكأنى خاينه... ده كان جوزى. 

يونس بغضب :كان.... كان ومبقاش.... مافيش رجوع للبيت تانى... مش هتعيشى فى مكان ليكى اى ذكرى معاه فيها. 

شهد بجنون:انت بتقول ايه... مش معقول كده. 

يونس بجمود:هو ده اللي عندى. 

شهد يغضب وهى تضرب الأرض :طب انا عايزه اروح استحمى واغير هدومى... بقالى 3ايام باللبس ده... ريحتى بقت وحشه جدا. 

مرر عينه على جسدها وهو يود لو يحكم بنفسه فيشتم هو رائحتها ويمرر انفه على كل انش بها ثم يعاود الكره مره اخرى.. نعم فهو يحب الدقه في اعطاء رائيه. فلتترك له هذه المهمة إذا. 


تأخر فى الرد عليها فقالت:رد عليا.... عايزه اروح اغير هدومى دى... وكمان اخد حاجتى معايا لو هنقل معاكوا.. 

قاطعها هو بغضب :ومين قالك إنك هتلبسى لبسك اللى هناك ده تانى... اللبس اللى عليه ريحته.... كنتى يتلبيسهولو... وكان بيعجبه عليكى.... كان بيقرب منك ووووو... اغمض عيونه بقوه يمنع نفسه من التخيل كى لا يغضب عليها أكثر. 

اما هى تنظر له بعدم استيعاب. 

تحدث بعد مده بجمود قائلاً بأمر :تفتحى الاب توب بتاعى واشترى اللى انتى عايزاه اون لاين. 


نظر إليها وانتظر ان تمتثل لأمره ولكن لم تفعل وظلت تنظر أرضا تعبس فى أصابعها بخجل فقال:ماسمعتيش الكلام ليه. 

شهد :ماهو انا ماجبتش فلوس هنا. 

احتدت عينيه وهو يراها تصر على ان تنفق على نفسها من معاش هذا المتوفى. 


فقال بغضب :أنتى فاكره أنك ممكن تدفعى لنفسك قرش واحد من فلوسه.... اشترى اللي يعجبك وانا هدفع اون لاين. 


تحرك خطوتين ثم عاد وهو لا يعرف لما ولكن فعل وتحدث قائلاً كطفل يخبر امه بما سيفعل :انا معروض عليا اترشح فى مجلس الشعب. 


شهد :هى حاجة كويسه طبعاً.. بس مسؤليه وعبئ عليك... وانت تقريبا مش فاضى... وبسم الله ما شاء الله يعينى انتو مش محتاجين ربنا يزيدكو. 

اقترب منها قائلاً بتأكيد :قصدك يزدنا. 

صدمها بحديثه ولم تستطع الرد فاكمل هو متسائلا :طب مش حابه تبقى حرم سيادة النائب. 

شهد بعفوية :مش لما اهؤف استوعب الأول انى بقيت مراتك. 


نظر لها وهو يبتسم بغموض بطريقة حاولت تفسيرها ولكن لم تستطع..... 

*********

خلص البارت 

رائيكوا. 

توقعاتكوا. 

اكتر مشهد حلو واكتر مشهد صعب

💚💛💚💚💙💚💚💚💙💙💚💛💚💙


رواية شهد حياتي

الجزء العاشر


لقد تمادى كثيراً.... يومين إضافيين تمكثهم هنا معزوله عن العالم... حتى الاب توب الخاص به قد أخذه معه.


طفح الكيل يونس... انت مصر على إخراج اسواء ما بها. حتى لم يحاول أن يأتي خلال هذين اليومين... اهى بقره ام ماذا... يتركها هنا ولا يسأل عنها... لا هاتف لا مال. فالح فقط في أن يقول اصبحتى زوجة مليونير.... اى مليونير هذا ها.. تمام هى لا تريده ولا حتى تريد سؤاله او اهتمامه لكن اقل شيء فليحضر لها ابنتها.... اين أباه... اين والدته... اين الجميع من ما يحدث معها... ألا يستحون من انفسهم.. لقد كانت تعتبرهم بمثابة والديها... لطالما اهتمت بهم... ماذا حدث... لما لا يتخذ شخص منهم اى موقف.... حسنا يونس انت جنيت على نفسك جراء أفعالك معى... لن اظل تللك الشهد التى عهدتموها... لابد لكل شئ وأن يتغير.... واهم شئ هو ان ارسم طريق لنفسى بعيدا عنهم... واستقل بنفسى انا وابنتى بعيدا عنهم.... يالله... احلامى بسيطه... فقط عمل ومسكن وابنتى باحضانى... لا أريد رجل ولا أريد مال وفير... لكن اعلم الطريق امامى طويل وشاق فاى عمل يحتاج لشهاده وانا لا املك حتى الآن مازالت فى اول اعوامى الدراسية... لن ألومك سعد... اعلم كل شئ كان بتخطيط من الله. تماسكى شهد... لابد وان تكونى قويه بعض الشئ.


تذكرت انها عليها العيش معهم فى الفيلا الجديدة.. وكيف ستعيش معهم مره اخرة وهى حقاً غاضبة من كل شخص فيهم.. تحيرت كثيرا وهى تتذكر ذلك اليوم اللذى اصر فيه يونس على شراء ملابس جديدة كليا لها من ماله حتى الملابس الداخلية.. وكم اشعرها ذلك بالحرج منة.. أيضاً تذكر كيف طلبها منها بحرج وتلعثم وارتباك.

تتحير جداً فى أمره ولا تدرى لما كل هذا... ولما كل هذا الحقد الذى تراه بعينيه على سعد... هى تعلم علم اليقين وكذلك الجميع أنه يعشق اخيه سعد وكان له كابنه... مالذي حدث.


تريد الحديث مع احد والا حقاً ستصاب بالجنون... لسوء الحظ هى من الأشخاص الذين لا يستطيعون حفظ ارقام الهواتف... الرقم الذى كانت تحفظه وعن ظهر قلب هو رقم رجلها الأول سعد.

وعلى سيرة سعد ادمعت عيناها تقارن حياتها معه وحياتها الآن.. اى جحيم القت بنفسها فيه.


بينما هى تفكر بهذا الشكل وبهذه الافكار تتهم يونس باشياء كثيره كان هو يجلس على كرسى مكتبه فى شقته جسده يرتعش وهو يتذكر لحظتهم وهى بين يديه ذائبه تتاوه بخفوت.


يجاهد ويجاهد نفسه على الا يذهب لعندها... يعلم لن يقدر على الابتعاد.. يعلم سينقض عليها كرجل بربرى متخلف... لا يريد أن يخفيها... لا يريدها عنوه رغم حاجته المرضيه ناحيتها.. لو فقط تعلم كم يجاهد جسده على الا يفتك بها بين ذراعيه... فقط لو تعلم كيف يجاهد على الا يأخذها عنوه... ايضا لا يريدها ان تعتقد انها بالنسبة له مجرد جسد ووجه جميل... هو حقاً يعشقها... منذ ان اصبحت زوجته وسمح لنفسه بالتركيز معها ومع تصرفاتها.. تابع حنانها على الجميع... حياءها... خجلها... هدوؤها.. نفسها السمحه وطيبة قلبها.... عيونها وربااااااه من عيونها القاتله.. جسدها وو.... ابتلع ريقه وهو يشعر بالرجفه فوق معدته وهو يتذكرها عندما سقط الطعام واعتلاها وتاهت قليلاً معه فى دوامته.


اااااه شهد ماذا ستفعلين بى أكثر.... أكاد اجن.... أشعر بالغيره من الجميع... أشعر بنار تشتعل داخلى... سامحك الله سعد.. لا أريد أن أكون ذلك الشخص السئ الذى يحقد على أخيه الميت ولكن فكرة أنها كانت بين ذراعيك حقا تذبحنى... فكرة ان...... قطع كلامه لا يريد التفكير اكثر.


قطع وصلة أفكاره دقات على باب المكتب فاذن للطارق بالدخول ولم يكن غير كامل والده.


كامل:يالا يابنى... كل حاجه جهزت ولازم نتحرك على الفيلا.

يونس:حاضر يا بابا... انا نقلت كل حاجتى امبارح.

كامل :انت متأكد أن شهد كويسه وهى اللى طلبت تبقى بعيد اليومين دول على ماننقل.

يونس :احممم.. ايوه طبعاً.

كامل:مش قادر اصدقك بصراحة... شهد روحها في بنتها... مستحيل تقدر تقعد كل الفتره دى بعيد عنها.

يونس بغيره :وفيها ايه يعني.سيطر على نفسه وحاول التحدث من جديد قائلاً :وبعدين ماهو اللى حصل معاها مش شويه.. رجاله العماره كلها شافوا وهى ب.... قطع كلامه وهو يصك أسنانه بغضب على ماحدث معها. ولكن اكمل قائلا :ومن بعد اللى حصل وفى رجاله اشكال والوان بيسالوا عليها.. اكيد مش هتقدر تستحمل كل ده.


نظر له كامل بقوه والان فقط ان ابتعاد شهد ليس بخاطرها وانما بسبب غيره ابنه المجنونه... لقد شك في الامر من البداية ولكن يونس دائما يؤكد أن هذه هى رغبتها.

كامل:يونس... انت ايه اللي جرالك... عمرك ماكنت كده.... ده انت كنت بستغرب معانا ازاى ابنك كده... ماكناش نعرف انه مش جايبه من برا وأنه طالع لابوه.

يونس:قصدك ايه.

كامل بقوه :قصدى واضح يا دكتور.

يونس :اه طالما قولت يادكتور يبقى في حاجة كبيرة.

كامل بحزم:فى أن انت طابق على نفس البنت ومتحكم فيها وباعدها عن بنتها... انا مش متخيل... انت مش واخد بالك... انت بتغير من بنتها.

يونس بارتباك يخفيه بالقوه:للا.. لا طبعا ايه الكلام ده.

كامل:امال باعدها عن بنتها ليه... ماخدتش جورى تقعد معاها مكان ماهى موجودة ليه... طب هنقول مكسوفه من الناس اللي فى العماره... ايه هتتكسق من بنتها بردو.

يونس :ما.. احمم.. مانت عارف مالك ماكنش.

قاطعه كامل:ماكنش هيوافق عارف ابنك نسخه منك بس انت اصلاً ماحاولتش... ولا انت فاكرنى مش واخد بالى.


زفر بقوه قائلا :خلاص يا بابا لو سمحت... وخلاص هى تروح الفيلا كمان النهاردة وهتفضل مع بنتها.

كامل:يونس... بلاش تخنق البنت... بلاش... لو فاكر إنها هتتقبلك كده تبقى غلطان... بالعكس انت بتبعدها عنك اكتر.


قال ما قاله وانصرف. وظل يونس ينظر لاثره بغموض قائلا :هنتقبلنى... لازم.


رفع هاتفه إلى أن جاء الرد ولم يكن غير السائق الذى سيقود بمروه من منزل والدها إلى الفيلا الجديده.


يونس:ايوه.. وصلت.

السائق:ايوه يا يونس بيه... البواب بينزل الشنط... اصلها كتيره اووى.

يونس بتهكم:عارف عارف... مانا عشان كده خليتك تروح توصلها.

وبعد دقيقة كان يغلق الهاتف ويلتف وهو يبتسم بعبث. فالظاهر امامهم أنه اعادها لعصمته من أجل مالك ولكن الحقيقة لا يعلمها غيره هو... فهو يعتقد انه سيثير غيره شهد بها... كم انت مخطئ وغبى أيضاً يونس.


تجلس بسيارتها بالخلف بكل غرور.. فبعد كل مافعلته هاهو اعادها له من جديد ورد لها اعتبارها... وليس هذا وحسب.. بل إنه قد اخبرها انهم سينتقلون للعيش بالفيلا الجديدة خاصتهم... ارجعت رأسها للوراء وهى تبتسم براحه وهدوء. لا تعلم ماينتظرها... وماهى حقيقه انتقالهم لهناك.


اتصال من الفندق يخبرها انه ينتظرها بالاسفل. فقط هذا كل شئ لقد اتعب نفسه كثيرا والله.


وقفت امام السياره واسغربت كثيراً من وجود سائق يقود بالامام. وقام هو بفتح الباب الخلفى لها لتجلس بجواره بعدما بالطبع القى نظره شمولية على ماترتديه كى يطمئن قلبه الغيور وهو حقا لا يكتفى بنقابها.


جلست بجواره وما ان فعلت حتى تسلل عبيرها الناعم إليه... نظر لها باعين محمره. ثم نظر للسائق قائلا بعضب:استنانا برا العربية شويه يا وائل.

امتثل وائل لامره بينما هى التفتت له باستغراب. فاقترب منها هامسا من بين اسنانه:ايه اللي انا شامه ده.

توسعت عينيها بحرج فهل رائحتها سيئه للغايه هكذا فقالت يعفويه وبراءه :شامم ايه... والله لسه مستحميه.

تفاقم عضبه وقال :اعمل فيكي انا ايه دلوقتي... ها... فى واحدة محترمه تحط بيرفم والرجاله تشم ريحتها... ده انتى حتى منتقبة وعارفه انه حرام.


شهد بقوه :أولاً انا محترمه غصب عنك وعن اى حد. ثانيا انا مش حاطه بيرفم ولا حاجة... ده كريم بعد الدش عشان الجسم يبقى متعطر وريحته خفيفه جدا مش فواحه يعني تنتشر وتوصل للرجاله... انا فاهمه أمور دينى كويس اووى وعارفه أن حرام راجل غريب يشم ربحتى بس كمان ريحة الكريم دى مايشمهاش غير حد قريب منى اووى يعني لو قربت جدا وانا مش بعمل كده غير مع ستات يعني لو قربت اسلم على واحده او حضنت واحده وسط السلام وبوستها تشم منى ريحه طيبه مش ريحة عرق وقرف.. فهمت.


رغم كل ما قالته إلا أن غضبه لم يهدأ.

نظر عبر النافذة وبدون كلام نظر لوائل وأشار له بالصعود للقيادة.


طوال الطريق ينظر إليها بجانب عينيه يراها لا تكلف حتى نفسها النظر ناحيته. وقد اعضبه هذا جدا خصوصا وعبيرها الهادئ يتسلل لاعماقه ولكن عزة نفسه وكبريائه يمنعانه.


وصلا اخيرا إلى حيث الفيلا وحيث ينتطرهم الجميع.

دخل هو وهى بجانب تسير سريعا وبفرحه إشتياقا لابنتها حتى لم تنبيه على معالم الترف والثراء الواضحه بقوه على المكان ولكن اتجهت للداخل بسرعه وهو بجانبها وبسبب طوله الفارع كانت خطواته سريعه تجارى خطوات تلك القصيره زوجته.


لم تنتبه لأحد او بالأحرى لم يعد يهمها احد منهم جميعهم... الان كل ما يهمها هو ابنتها.. ابنتها فقط.


التحمت الاثنتان باحضان بعضهما غافلين عن الاب وابنه اللذين ينظرون تجاههم بغيره واعين مشتعله.


ولكن حالوا التماسك... حسنا يكفى هذا.


_:ماخلاص بقى.

نطق بها مالك ويونس فى صوت واحد بغضب شديد.


ابتمست عزيزه وريهام اما كامل هز رأسه بيأس. 


ثواني وكانت الصدمه بالنسبه لشهد. حين رفعت عينيها عن حضن جورى تستمع لأصوات كعب عالى على الدرج ولم تكن غير مروه التى لم تكن صدمتها اقل منها. 


التفت شهد برأسها بحدة ناحية يونس وناظرته بكره شديد. 


للحظة ندم يونس على اعادة مروه لعصمته واستخدامها فى التقرب من شهد فبنظرتها هذه علم أنه لم يزيد الأمر إلا سوءاً 


تقف مروه عينيها تشع حقداً فيوم ان انتقلت الى الفيلا الجديدة كما أرادت تكن هذه الفلاحة معهم أيضا... ارادة ان ترى نفسها على شهد ببيتها الجديد ولكن للقدر رأى آخر. حسنا هى للان لا تعترف ابدا او حتى لم تستوعب بعد أن شهد اصبحت لها نصيب أيضا في ثروة يونس.. للان تراها زوجة سعد ولا تملك إلا راتبه الشهري فقط.. حسنا مروه ظلى هكذا لا تعين ان شهد اصلا اصبحت تملك اكثر منكى فى ثروته.


نظرت شهد لهم جميعاً بينما عزيزه وكامل حاولوا التحدث معها وهم يرون نظرات الاتهام فى عيونها لهم خصوصا بعد أن عادت مروه من جديد وكأنها لم تفعل شئ.. نعم لم تشأ ان يطلقها نهائيا ولو انه أقل شئ لما فعلته ام كانت حقاً فعلت كل ذلك دون علمه كما زعم ولكن على الاقل لا تعود بهذه السرعة وكل هذا التأنق. فمروه بالطبع لم يفت عليها ان تبالغ وتيالغ فى تأنقها كرساله واضحه ومباشره للجميع.


قطعت حديث عزيزه وريهام قائله بجمود:فين اوضتى انا وبنتى.


يونس بغيره :اوضتك انتى لوحدك.... جورى ليها اوض.... قاطعته بحده اتسعت لها عينه وعين الجميع حتى مروه وهى تقول بحزم وقوه :بنتى هتفضل معايا مكان ما اكون... لا هبعد عنها ولا هتبعد عنى... وماحدش هيقرر اى حاجة فى مصيرها غيرى يا يونس بيه.


ابتسمت مروه بجانبيه وخبث وهى ترى الأجواء تشتعل والابتعاد سزداد اكثر واكثر.


يونس بغضب وكذلك مالك :يعني إيه.

شهد بغضب وكره:زى ما قولت بالظبط... هتتفضل وتقولى اوضتنا فين ولا انت جايينا هننا نتهان تانى ولا ننام فى اوضه الجناينى مثلاً.

يونس بغضب :لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده.

شهد بكره وحزم:يبقى ياريت تتفضل وتتكرم وتقولى اوضتنا فين.


أشار لها بالتقدم امامه وسار هو وبالطبع معهم مالك الغاضب بشده تحت أنظار مروه الحاقده وهى تراه يوصلها لغرفتها بنفسه.


بالاعلى توقف امام الغرفه التى أعدها خصيصاً لها واهتم بها اهتمام بالغ. وحرص على ان تكون مقابل غرفته مع مروه كى تصاب بداء الغيره والجنون الذى اصابه.

يونس وهو يفتح باب الغرفه لها:اتفضلى انا اهتميت بكل حاجه بنف.... قاطعته بقوه :شكراً ليك.

بينما مالك ينظر بغيره وغضب لجورى السعيدة جدا وقد نست أمره منذ قدوم والدتها.


يونس بغيره وهوس:هخلى حد من الخدم ينقلوا سرير جورى عندك عشان...

قاطعته بجمود:مالوش لزوم بنتى هتنام فحضنى..

اشتعلت غيرته المريضه... اى حضن.. هل جنت فقال هو ومالك بصوت واحد :نعععععععم.

قاطعتهم وهى تغلق الباب فى وجههم. فوقف الاب وابنه ينظرون للباب بحقد وغضب. نظر الاثنان لبعض يتبادلون النطرات على ما تفعله الام وابنتها بهم.


مالك لوالده :بابا.... هو ماينفعش اخد انا اوضتك وانت... قاطعه مالك وكأنه شاب متصابى قائلاً :انسى.


مالك بغضب:يابابا..

قاطعه يونس :يا بابا ايه... انت اللى اخترت اوضتك بنفسك.

مالك:اه ده بعد ما اخترت انت اوضة شهد قدامك فاخترت انا اوضه ليا وخليت اوضة جورى قدامى.


تنهد يونس ثم نظر الاثنان للباب المغلق وزفرا بصوت واحد غاضب وقال يونس :واهى جت الست شهد وقلبت كل حاجه.


مالك بترجى:بابا... الله يخليك... انا اصلاً كنت شبه متعود انها بتنام فى حضن مامتها بس انت بقى الله يسامحك اللى عشمتنى انها خلاص هتنام لوحدها لحد ما الفكرة عششت جوا نفوخى.. واهو انا اتصدمت اهو... بالله عليك سيبلى الاوضه.


يونس وهو يتحرك لداخل غرفته :انسى ماتحاولش. ثم أغلق الباب فى وجه مالك هو الآخر الذى نظر للباب بعضب وقال :هو النهاردة اليوم العالمى لقفل الباب فى وشى ولا ايه.. انا اتهزئت خالص... احمم كويس ان جورى ما شفتنيش وانا كده.


داخل غرفة شهد كانت تحتضن ابنتها التى تقص عليها كل مافعلته فى فترة غيابها وهى تقرر داخلها الخطوط العريضة التي ستسير عليها حياتها.. ستتحلى بالقوه... لن يتحكم أى شخص بشأن ابنتها... دراستها ثم دراستها وأيضا تللك كانت وصية سعد لها... ستتحلى بالقوه والحزم أمام الجميع وخصوصاً ذلك اليونس.. لن تكن تللك الشهد زوجة سعد... لكن ايضا لن تسمح لهم بتشويه روحها من الداخل ابدا ستظل شهد السمحه البريئه لكن معهم ستكشر قليلاً عن انيابها... لن تجعلهم يؤذوها ابدا واكبر أذية من وجهة نظرها هى ان بشوهوها داخليا ويحولوها لامرأة سيئه حقوده


مرت أسابيع عديدة عليهم كانت بها مروه تصدر أوامرها للخدم هنا وهناك بحزم كااثبات انها السيدة الأولى ومالكه هذا البيت وخصوصا لشهد. تحاول زيادة الغنج والدلال امامها هى ويونس.. الإفراط في التانق ببعض الملابس العارية قليلاً. وكذلك الحلى الثمينه لتتباهى بهم أمام شهد التى لا تملك اى شئ.

اما يونس يحاول الاقتراب ولكن كبرياءه يمنعه خصوصا بعد رفضها الصريح له أكثر من مره وحديثها الجارح له.


عزيزه وريهام وكامل يحاولون التقرب والاعتذار من شهد لكن دون جدوى لكن ريهام لن تيأس ابدا عن استعادة صديقتها وشقيقتها شهد.


اما بالنسبه لشهد فى طوال هذه الاسابيع تحاول التأقلم على مكانها الجديد. ترى محاولات عزيزه وكامل وريهام التبرير لها. حسنا ستسامحهم فهى ليست سيئه ابدا لكنها لن تعود معهم ابدا كالسابق. ستقف للتفرج عليهم كما فعلوا معها. 

هى الان مشغوله فقط بالدراسه التى لم يبقى عليها سوي ايام.. لا تنكر أن تصرفات مروه تسير حنقها حقاً ولكن هناك أشياء اهم تشغلها عن تلك المروة التى تتعمد أن تمر أمامها ذاهبة لغرفتها التى يقبع بها يونس وهى ترتدى قمصان النوم متحججه بمالك او اى شئ كى تجعل شهد تراها هكذا.


بدأت الدراسة وبدأ معها جحيم يونس وابنة.


تستيقظ في الصباح وتبدأ بالاهتمام بتحضير ابنتها للذهاب فى باص المدرسه التى انتقلت إليها. حسنا بعد تفكير رأت أن المدرسه الخاصة بيونس والتى افتتحها قريبا جيدة جدا جدا. كذلك قريبه من فيلتهم فلما العناد إذا... اهم شئ مصلحة ابنتها... لكنها ستدفع مصاريف المدرسة خلال هذه الأيام مثلها مثل الجميع لن تسمح لأحد بالإنفاق على ابنتها.

صعدت جورى الباص ومعها مالك مضطرا بعدما أصرت شهد على الا تذهب مع مالك في السيارة التي سبق وخصصها يونس لابنه وحبيبته. وذلك لعدم السماح لمالك بفرض هيمنته عليها أكثر.


تحهزت للذهاب الى الجامعة لأول يوم تتمنى لو كان سعد معها يقف بجانبها ويدهب بها اول يوم كالاب وابنته يشد من ازرها. ويمدها بالقوة كما كان يفعل دائما.

(الله يرحمك يا سعد) تمت بها يخفوت قبل أن تتصنم وهى تستمع لصوته الجهورى.

_:استنى عندك.

كان هذا صوت يونس الذى ينزل على الدرج الزحاجى الفخم بكل شموخ.

التفتت له فشملها بنظره تقييميه لفستنانها الاسود المحتشم ومن فوقه نقابها. احتدت عينيه قائلا :ايه اللي فى عيونك ده يا هانم.

شهد :كحل.

يونس :والله كحل... وحاطه كحل ليه.

شهد :بحب احطه ايه المشكله.

يونس وهو يقطب جبينه :المشكلة إنك مش ناقصه.

شهد :على فكره انا متأخرة لوحدي يعني مش ناقصه تأخير.

يونس :روحى امسحى الزفت ده عشان تقدرى تمشى.

شهد :لا انا... قاطعها ببرود:عايزه تتأخرى براحتك... انا بالنسبه تمام اووى ياريتك ماتروحيش اصلاً.

نظرت له بحده وجمعت قوتها واستدارت بتحدى كى تذهب ولكن سحب هو كف يدها ولف جسدها له بثواني واحتجزها خلف السلم الزجاجى بغضب ورفع نقابها عنها قائلا :امسحه انا.

ظل يحاول دون جدوى ولكن كانت قوة يده تقل تدريجيا وهو ينظر بوجهها وعينيها ودون أدنى شعور منه التقطت شفتيها بنعومه كبيره وهو ذائب تماما.


استمع لشهقه صغيره فنظر لأعلى فوجد والديه وريهام كانوا يهبطون السلم لتناول الفطور وخلفهم مروه فنظر لهم بحرج على الهيئة التى رؤه بها فشفتيه مازالت مبلله باثاره مخجله تقطر شهد شفتيها وهو يحتجزها خلف السلم كمراهق وليس كرجل على مشارف الاربعين.........

***********

خلص البارت

بحاول ما اتاخرش اهو كل ما الظروف تسمح

ايه اكتر مشهد حلو

اكتر مشهد صعب.

رايكوا.

توقعاتكوا.

كل الى يقرأ البارت ممكن دعوه حلوه ربنا يهديلى حالى. 

بحبكوا جدا.


رواية شهد حياتي

الجزء الحادى عشر

والثاني عشر


الفصل 11


موقف محرج مخجل.. لم يسبق ووضع فى هذا الموقف من قبل... ضبط متلبسا كمراهق يقبل زوجته وأعضاء جسده تفضح رغبته.... هل تتخيلون... لم يكن يوماً هذا الرجل ذو العلاقات النسائيه المتعددة. علاقته بجنس حواء كانت مقتصره على زوجته مروه فقط رغم سفره الدائم وامواله الكثيرة وعرض النساء انفسهن عليه من كل شكل وكل جنسية ولكن اااااه من هذه الشهد وما تفعله به... سيرى على يدها العجب بالتأكيد... مهلا يونس ف مع شهد ستتحول شخصيتك هذه وتظهر شخصيتك الحقيقيه التى لم تكن انت نفسك تعلمها.


يجلس بسيارته يفكر بكل هذا وقد اجلسها بجانبه عنوة. يلعن نفسه يلعن غباءه.. يتذكر نظره الاندهاش والتسليه على وجه ابيه وامه وزهول ريهام وهى تراه هكذا.. اما مروه فلولا وجوده ولولا انها مازالت تحاول أن تصلح معه أو تنسيه ما سبق وفعلته لكانت قتلت شهد الآن..


تجلس هى وحقا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.... لقد قبلت على مرءه ومسمع من الجميع.... تشعر بالعضب منه حقا... لالا تود قتله... اسكتى شهد وهل تقدرين على قتل عصفوره حتى تقتلى هذا الضخم. ولكن الشئ الوحيد الجيد الذي فعله هو انه وضع النقاب عليها من جديد يخفى وجهها المحرج جدا من مواجهة أعينهم العابثه و جذب يدها وخرج بها سريعاً.


نعم نعم. خرج بها لن يقدر على مواجهة نطراتهم الان ربما وقت لاحق يكون قد استعاد قوته وهمينته ولكن الآن لن يستطيع... جسده يفضحه جدا. لذلك خرج سريعاً وهى معه وفتح الباب الخلفى للسياره فجلست هى من الصدمه والحرج الشديد لم تجادل وهو يعلم ذلك.


تنظر له بين لحظة وأخرى بغضب بالغ... يعلم لولا وجود السائق معهم لانفجرت به على مافعله والموقف الذي وضعها به.


نسى ماحدث ومن شاهده ونسى كل شئ وتذكر فقط لحظتهم معا... قبلتهم وتناغم جسديهم.. رغم فرق العمر وفرق الجحم الشديد جداً إلا أنه حقا يشعر بتناغمهم معا... كأنها خلقت لتلائمه... كأن جسدها فصل كى يوافق جسده... موضعها جانبه لائق حقاً... هى تستحقه هو... هو الافضل لها من هذا السعد هو لم يكن يلائمها حتى لو كانت اعمارهم متقاربة فقط لو تنظر جيداً.. غبيه جداً حبيبتي انا من اليق بكى أكثر... ولكن لا بأس فكل شئ أصبح فى نصابه الصحيح.


توقفت السيارة عند باب الجامعه فقال لوائل:استنى تحت ثوانى. 


أراد الاختلاء بها ليفرض عليها تعليماته وتحذيراته وبعض القرارات ولكنها وبمجرد نزول وائل حتى انفجرت به:انت ايه اللي عملته ده... ازاى تعمل حاجة زى كده... عاجبك اللى حصل ده... هيقولو ايه عليا دلوقتي. 


يونس ببرود:واحد وبيبوس مراته فيها ايه. 


شهقت بتفاجئ من وقاحته وقالت بحدة لذيذه :انت ازاى كده... مش مكسوف. 


رفع نقابها عنها كى يرى حنقها الطفولى ويستمتع به وأيضاً كى يشبع عينيه منها قبل ان تغادره هذه الساعات وقال:واتكسف من ايه انتى مراتى. 


شهد بعفوية :ايوه بس مش بيبقى قدام الناس كده.... ده حتى مايرضيش ربنا. 


ابتسم بخبث وهو يقترب بخطر وقد وقعت بلسانها فقال بعبث:مشكلتك يعني أنه قدام الناس بس... لو دى المشك... قاطعته شاهقه لما تفوهت من حماقه وقالت بخجل وتلعثم :اللا. لا طبعاً ايه اللي بتقولو ده... ااا.. انا بتتتكلم عن الناس يعنى اللى وضعهم طبيعي مش إحنا. 

ابتعد انشا واحدا وقال بضيق :واحنا مالنا... ماحنا وضعنا طبيعي... انا بالنسبه لي مافيش اى مشكلة.. انتى إلى عندك مشكلة مش انا. 


نظرت له بغضب  واخفت وجهها عنه بالنقاب ثم قالت لتنهي الحديث :لازم انزل كده هتأخر. 

همت للنزول وفتح مقبض الباب ولكنه سحبها من ذراعها مجددا ببعض القوه ورفع نقابها بحده وقال:ماتغطيش وشك عنى مره تانيه... وكلامى لسه ماخلصش ومأذنتلكيش تنزلى اصلاً. 


نظرت له بغضب وهى تره تحكمه بها ولا ترى مايفعله إلا أنه نوع من الذل يضعها بموقف محرج جدا ولا يأبه لذلك والان يتحدث معها بكل هذه الهمينه والقسوة يمنعها ماتريد ولايسمح لها بفعل أى شئ غير بإذن منه... لم تراه يعامل اى شخص من قبل هكذا... زوجته مروه تفعل وتتبجح مع من تريد مستندة على اموال زوجها وسلطة ونفوذه... واخر افعالها كان مافعلته معها ولم تعاقب بشئ بل عادت أقوى من ذى قبل .. وفى المقابل يمنعها هو من النفس غير بأذنه. وعلى سيرة مروه وما فعلته معها... خدمتها لها... تنضيف شقتها وتعاملها بمهانه معها.. تنضيف السلم وعيون الرجال تنهش بها... نظرات الاشمئزاز من عيون النساء الحاقده عليها وبعض نظرات الشفقة من بعضهن... دموع ابنتها خلفها... سكوت الجميع على مايحدث وأيضاً سماعها لما يقول الآن :مافيش قعده في الكافتريا الجامعة او اى كافيه... مافيش صحاب سواء ولاد او حتى بنات.... لو معيد فرحان بنفسه ورجله شايلاه قرب منك وقعت امه سوده.... اى ضحكه اى نظره لاى حد ممنوع... ياريت تنفذى اللى قولت عليه عشان مش عايز اعمل حاجة تزعلك منى... وماتخلنيش اتهور واطلع جنانى الجديد ده على حد... انا بحذرك اهوو عشان يبقى عدانى العيب. 


نظرت له بحقد وكره ثم قالت بهدوء وهى تبعد يدها عن قبضته المؤلمه :حاجة تانيه يا يونس بيه. 


نظر لها باستغراب من هدوءها الغير متوقع وقال وهو يبحث فى عينيها عما تنويه :لا. 


وضعت نقابها عليها وقبضت على حقييتها وخرجت من السيارة بهدوء يحمل غضبا مكبوتا. 


ظل ينظر لاثرها ولا يعلم ارضخت للأمر فعلاً ام ماذا يحدث معها. اشار بيده للسائق كى يصعد ويتحرك به لمجموعة شركاته وهو ينظر من النافذة بشرود يحاول أن يتوصل لما تفكر به وما تنويه شهده.. ولكن لا يعلم. 


دلفت للجامعة وهى تسير بغضب ماذا يظن نفسه... لما هذا الكره... هل يكرهها لأنها زوجة سعد.. هى لاحظت بشده طوال هذه المده حقده على سعد. ولكن لا لا.. لقد كان سعد بمثابة ابنه والجميع يعلم ذلك.. هل كان يمثل على الجميع. ولكن ما الداعى كى يمثل هذا... ولكن ما الذى تغير الآن.. وهل كل هذا الكره والذل يخصها وحدها به.

حسنا يونس انت من جنيت على حالك بكل أفعالك انت وزوجتك سالعب بك مثل الكره بين قدمى.. انت من أخرجت مكر حواء من داخلى انت وزوجتك اللعينة هذه فلتتحملوا إذن.


هل يعتقد أنها سترضخ لاوامره تعليماته.. بالطبع لا.. لن يحدث... ذهبت سريعاً وسالت مجموعة من البنات عن جدول محاضرات الفرقه الاولى صيدلة فدلوها وذهبت سريعاً لتاخذه معها. وبعد التدقيق علمت ان هناك محاضره بعد عشر دقائق فى مدرج ****.


ذهبت بسرعه كى تلحق وقتها وهى تسأل كل فتاه تقابلها عن مكان المدرج. ولكن اصطدامها بجسد صلب نوعا ما اوقفها فقالت بأسف من نبرة صوتها وبحته المميزة الجميله:اسفه والله اسفه.. انا بس...

قاطعها هذا الشاب قائلا بخفة :خلاص خلاص حصل خير... بس ابقى بصى قدامك الشعب ده غلبان ومش ناقص.


ابتسمت بتوتر قائله:انا اسفه عن إذنك.


ابتعدت عنه بسرعه وظل هو ينظر لاثرها متعجبا من جمال هذه العيون المتوترة وجمال صوتها قطع تفكيره صوت احدهم يناديه :ماجد... ماجد.

التفت له وقال بابتسامة مستغربه ومرح أيضاً :حظابط مدحت... ايه اللي جابك هنا يا باشا.

مدحت بغيظ مصطنع:مش هتبطل تقولى حظابط دى... اسمها حضرة الظابط وبعدين انا بقيت رائد دلوقتي... احترمنى شويه... ده أنا حتى ان خالتك يا دكتور... ولا ماحدش بقى معيد غيرك.


ماجد :ههههههه.. مبروك يا عم الترقيه... واه ماحدش بقى معيد غيرى.

مدحت :يالا يا ***ده انت لسه متخرج متعين من كام شهر.

ماجد بلا مبالاة :اللى يسمعك يقول أنى متخرج من سنتين وكنت عاطل مانا لسه متخرج واشتغلت... وبعدين سيبنى فى حالى انا عندى اول محاضره ليا دلوقتي.


مدحت بسخافه:خايفه يابطه ولا ايه... لا انا عايزك اسد جوا.. وتوقع نص البنات فىك كده... نصهم بس الله يكرمك ها.


ماجد بتلاعب:والنص التاني ايه.. ليك.

مدحت :مش اووى... بص انا هجيهالك على بلاطة.

ماجد :ايوه قول... مستنيها من الصبح والله عارف انك واطى ومش جاى تشوفنى لله وللوطن.

مدحت بتمثيل :عيب عليك والله ظالمني ده انت دايما على بال... قاطعه ماجد قائلاً :بس بس بتحلف كدب وهتكمل كلامك كدب.. اخلص عايز ايه فاضل 3 دقايق على المحاضرة مش عايز اتأخر من اولها.

مدحت:بص من الاخر انا فى واحدة عندك جوا تخصني... وتخصنى اووى كمان اسمها شهد هى منقبه عايز عينك عليها.

ثم إكمل بتحذير :بس عينك عليها ليا انت فاهم.

ماجد بزهول :اه يا***وانا الى فكرتها قريبتك ولا قريبة حد معرفه... انت ما بتتهدش ابدا.. ده أنا حتى متجوز.

مدحت بقوه غريبة:ماتفكرنيش بالواقع المنيل الى انا عايش فيه الله يسامحها خالتك وشهد دى حب حياتي كله وهى اللى كان المفروض تبقى مراتى لولا الله يسامحه سعد اللى اتجوزها.

ماجد بصدمه :يخربيتك وكمان متجوزه.

مدحت:جوزها استشهد... وهى خلاص... بس.

قاطعه ماجد :لأ دى شكلها حكاية جامده اوى هقابلك النهاردة تحكيلى لأنى اتاخرت على المحاضرة يالا سلام.


قالها سريعاً وذهب لينظر لاثره مدحت وتنهد بقوه ثم ذهب سريعاً.


فى إحدى القاعات الضخمه تجلس هى يرهبه واستغراب الاجواء حولها. فضلت الجلوس فى ركن بعيد حتى بدءاً المحاضره فهى غير معتادة على كل هذه الأعداد مت التجمعات. من صغرها وحسب تربيتها لم تعاد على الاندماج السريع مع الناس فوالداها كانا قليلى الاختلاط بالناس رغم ان حياتهم كلها كانت بقرية يغلب عليها روح الألفة والتجمعات ولكن والداها غير.

كانت الأصغر فى اخوانها وقد تزوجت ملك وقد كانت هى بالمرحلة الابتدائية فلم تعتد عليها كثيرا ولم يصبحا بهذا القرب الا بعد زواج شهد. لكن كريم كام الأقرب لها فهو والدها الذى رباها.

لكل هذه الأسباب هى ليست اجتماعيه بعض الشئ وهذا يجعل البعض يلقبها بالغرور ولكنها يشهد الله ليست هكذا ولكنها تحتاج الفرصة والنقبل فقط وسترى شخصيتها العفويه المرحة والجميلة.


شعرت بأحد يقف بجانبها رفعت نظرها وجدت فتاه محجبة جميله تكسو ملامحها الهدوء والطيبه وقالت باستئذان:ممكن اقعد هنا ولا فى حد معاكى.

شهد بابتسامه مختفيه من النقاب ولكن ظهرت على عينيها:لا اتفضلى.

جلست الفتاه بهدوء ثم قالت بابتسامة :انا رنا.. وانتى.

شهد :أهلا بيكى.. انا شهد.

رنا بتفرس :انتى دى اول سنه ليكى.

شهد بحرج:احممم.. اه بس انا اكبر منكو.


رنا :ههههههه أكبر مننا... كام سنة يعني.

شهد باستغراب لضحكها:يعني 4سنين كده... بس بتضحكى ليه.

رنا :اصل انا كمان أكبر منهم.... كنت ماجله الجامعة لأسباب عائليه يعني... بس الحمد لله أخيراً اقدر اكمل.


سكتت الفتاتين ونظرا لبعض فقالت رنا بابتسامة هادئة :على فكره ارتحتلك وده نادراً لما بيحصل... ممكن تبقى صحاب.

شهد بسعاده :اكيد.

تحدثوا قليلا وتبادلوا أرقام الهواتف ثم قطع حديثهم دخول المعيد الذى انصدمت منه شهد فلم يكن إلا ذالك الشاب الذي صدمت به

شهقت شهد قائله :هو هو... يانهار ابيض.

رنا بخفوت :هو مين.. انتى تعرفيه.


بينما هم يتحدثون بخفوت كان هو يقف قائلاً :ازيكو يا شباب... احب اعرفكوا بنفسى... انا ماجد مظهر.. هندرس مع بعض الفارما... عايز اقولكوا أن زى ما دى اول محاضره ليكوا هى برضه اول محاضرة ليا.. وياريت  نتعاون بهدوء واعتبرونى اخ ليكوا كل... قطع حديثه وهو ينظر لفتاتين يتحدثون بخفوت وسط انتباه الجميع له فقال وهو ينظر لهم بالتحديد :ياريت نركز كلنا مع بعض.

فرفعت عيونها له صوب عينه لحسن او سوء الحظ. استجمع رباطة جأشه وابتلع ريقه قائلا :اا.. نركز بقا.. ونبدأ اول محاضره وهى تعريف الفارما.


ثم اندمج في الشرح يحاول مجاهدة النظر لهذه العيون خوفاً من الوقوع لها.


وهى تحاول التركيز مع الشرح ونسيان حرجها قليلا.


داخل غرفة الاجتماعات يجلس لأول مرة بذهن شارد... ومن غيرها هى الساحرة الصغيره... لقب آخر يطلقه عليها فهى كالمشعوذه التى القت ترنيمه على حياته فانقلبت رأساً على عقب. وتغير هو وتغير حاله.... اااااه فلترحمينى شهد ولترحمنى عيونك القاتله.


نداء سكرتيرته عليه تنبهه لنداء احد المستثمرين الأجانب له لمناقشته في شئ ما ايقظه من شرود بشهد حياته.


فى المدرسة الخاصة بيونس.


يقق مالك بغضب أمامها. فمن الواضح أن اليوم هو يوم المتاعب له ولابيه.

جورى منذ أن قدمت لهنا وهى تجرى وتضحك وتصادق الجميع... الم يحذرها الا تصادق احد الا تلعب وتنشغل بأحد غيره.

وقف امامها قائلاً بغضب :بقى انا جايبك هنا عشان تبقى تحت عينى وماحدش يقرب ناحيتك وانتى رايحه جايه تصاحبى دى وتكلمى دى وتضحكى لده... انا مش قولت ماتتكلميش مع حد.


جورى بحنق:فى ايه يا مالك.. كنت بتفلج  على المدسه... كميله اووى وواثعه.. الله دى أجمل واوثع من الحطانه اللى كنت فيها قبل كته.. كويث انك كبتنى هنا.

اشتعلت غيظه منها ومن نفسه وغباءه فقال :يعني انا اللي جبتو لنفسى مش كده... تصدقى اول مره اندم على حاجه... بس محلوله وهتفضلى تحت عينى برضه... حتى لو اضريت اسيب دروسى وافضالك يا جورى انتى سامعه.


نظرت له بحزن وضيق وقالت:انت بتسعقلى يا مالك... جورى زعلانه منك.

تنهد وحاول الهدوء وقال :مش بزعقلك بس انتى كمان بقيتى تتنمردى عليا.

جورى ببراءة :يعني ايه تتنملدى.

هز رأسه بيأس وقال:مش مهم... المهم اسمعى كلامى بالحرف.

جورى:بس ماما قالتلى امبالح ماسمعش كلام حد غيلها وماخفس من حد خالص طول ماهى عايثه.

مالك بغضب وهو يتوعد لشهد :لأ طبعا تسمعى كلامي وماتخفيش من حد مش عشان هى عايشه عشان انا معاكى.

جورى بضيق:ماتزعقليش تانى بتحلجنى قدام صحابى.

رفع حاجبه باستنكار قائلاً :بحرجك قدام مين ياختى.

جورى بغضب طفولى تستحق عليه الالتهام:صحابى... وسع بقا اثيل صاحبتى جايه.

نظر تجاه احدى الفتيات التى ترقد تجاههم وقال بغضب وغيره:اسيل مين وجايه لفين... لحقتى اصلاً تصاحبيها امتى ده النهاردة اول يوم.

قطع حديثه قوف اسيل امامهم قائلة بلهاث:جورى لوحتى فين تعالى اعلفك على صحابى.

مالك بهدوء مريب:تعرفيها على مين ياختى.

اسيل ببراءه وابتسامة :صحابى من الحضانه القديمه.

جورى بحماس وفرحه :ماسى يالا.

اوقفها من ذراعها جانبه بحده :استنى هنا... مش قولتيلى اخدك افرجك المدرسة في البريك.

جورى ببراءه :هتفلج مع اسيل صحابتى...ماما قالتلى اصحاب اللي من سنى احسن.

شتم تحت انفاسه بغضب من شهد التى من الواضح جدا انها ستغير صغيرته عليه وهى تحاول بناء شخصيه قويه ومستقله لجورى من صغرها... تصاحب من فى مثل سنها.. اذا الرسالة واضحه جدا.

كانت ستبتعد مع اسيل لكنه قبض على ذراعها بطريقة افزعت الصغيرتين وقال :مش هتروحى في مكان من غيرى لحد ما البريك يخلص مفهوم.

نظر لها بتملك شديد رافضاً اى فكره للابتعاد او التمرد.


تجلس في كافتريا الجامعة شاردة قليلاً. حديثه.. اوامره... كرهه. وذله لها.. شردت اكثر  تبتسم بسخرية متذكره كيف كانت  تتمنى أن يكون بصحبتها اليوم سعد وووو.

ولكن يالسخرية القدر فمن فعل كل ذلك يونس وليس هو... ولكن ذله وتحكمه فاض الكيل منه.

خرجت من شروها على صوت صديقتها الجديدة رنا :يابنتى هو كل شويه سرحان... فكى كده.

شهد بتنهيده:من اللى انا فيه والله.

رنا بصدق :طب ماتحكيلى يمكن ترتاحى.

شهد :مش وقته... هتعرفى كل حاجه مع الوقت.

رنا بابتسامة :عارفة معاكى حق لسه مش واثقه فيا بس انا ارتحتلك من اول ماشوفتك وسرك معايا هيبقى في بير وبكره الايام تثبتلك.

شهد :اكيد وانا كمان ارتحتلك... بس انا اصلاً لازم امشى دلوقتي زمان بنتى رجعت من الحضانه.

رنا بتفاجئ :بنتك... انتى عندك بنت وكمان كبيرة وفى حضانه.

شهد :ههههههه اه الحمد لله.. اسمها جورى لازم اعرفك عليها.

رنا بمرح:مش لما اتعرف على امها الأول واشوف وشها.

ارتفع رنين الهاتف الذى لم يصمت من فتره لكن جعلته شهد صامتاً.وردت على رنا قائلة :ماكنش فى وقت النهاردة... بس اوعدك بكره ندخل المسجد وارفعلك النقاب.

رنا بضيق من صوت الهاتف :ولا يهمك بس ردى على الفون بقى عصبنى.

شهد :ده رقم غريب وانا مش متعوده ارد على أرقام غريبه.


وقفت رنا قائله :طب يالا انا كمان مروحه... تعالي ناخد تاكسى سوا.

شهد وهى تقف:انا ساكنه بعيد.

رنا :طب تعالى نطلع لحد برا سوا نركب.

شهد :اوكى يالا.


خرجا سريعاً حتى وصلا أمام الجامعه من الخارج وهم يتحدثوم بمرح حتى توقفت امامهم سياره مرسيدس فاخمه تعرفها هى جيدا. نزل هو بكل غرور وهمينه وتقدم منها قائلاً دون ان يعير رنا اى اهتمام رغم نطرته الثاقبه لها وهو مازال فى سيارته :مابترديش على موبيلك ليه.

سكتت رنا ولم تتحدث رغم استغرابها الشديد لهذا الشخص ولطريقة كلامه معها ولكنها لازالت لا تعلم شئ عنها فاثرت الصمت.

نظرت شهد بحرج لصديقتها الجديدة وهى تراها في اول لقاء واول تعارف لهم وشخص آخر يصيح بها ويمسكها من ذراعها بهذا الشكل المهين.


نظرت له والدموع بعينيها نظره لن ينساها ابدا.. كلما حاول الاقتراب يجد نفسه يبتعد اكثر... غيرته وتملكه يعمونه... الم يأمرها الا تصادق احد.. ألم يمنعها من التعامل مع اى شخص غيره... هل يمنعها عن الجامعة هذه ويريح باله... كلما حاول الاقتراب يجد نفسه بتصرفاته وغباءه الناتج عن هوسه يبعده أميال اكثر.

سحبها معه بهدوء من وجهة نظره ولكنها طريقة مهينة بالنسبه لها أمام صديقتها وامام باقى الجامعه فظلت رنا على صمتها وذهزلها لفتره حتى استوقفت تاكسى لها وهى عازمة على مهاتفتها للاطمئنان عليها من هذا الضخم الذى كان معها.


تجلس بجانبه فى الإمام وهو يقود بنفسه تبكى بضعف وذل على مايحدث لها وما أصبحت تحياه من بعد عيشها الكريم فى كنف سعد.


صوت بكاءها يقطع نياط قلبه ولكن غيرته قد اعمته وهو حقا لا يرى امامه.

قال بحده وهو لا يزال قائدا :ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقتي.

نظرت له بعضب هل لا تعلم حقاً. عاهدت نفسها على القوة وهى تحاول والله لكن نفسها ودموعها لم تتحمل الموقف حقاً.

قالت ببكاء وحده اوجعته وهى تشوح بيدها :بجد... انت بجد مش عارف... انت بتكرهنى ليه.

قالت الأخيرة بصراخ فنظر لها بجنون وابتسامة مختله قائلاً :أكرهك... اكرهك... ده إلى فهمتيه من تصرفاتى... يانهار اسود.

شهد بقوه:ايوه... وعايزه اعرف بتعاملنى كده ليه... انا عملت ايه.

يونس بغضب متذكرا:مش بتردى على موبيلك ليه ها.. وبعدين مش قولت مافيش صحوبيه لاى حد ومافيش تأخير.


كانوا قد وصلوا لفيلته تزامنا مع وصول باص مدرسه مالك وجورى. ففتحت الباب بغضب وقالت :انا مش برد على ارقام غريبة وانا حره اصاحب اللى انا عايزاه.


ينظر لها بغضب شديد وهى تغادر وتأخذ ابنتها ومالك ينظر لهم نفس نظرة ابيه.

حره... من قال هذا هى ليست حره هى ملكه.. لا تجيب على ارقام غريبه... انه زوجها ومالكها.

ذهب مالك ويونس خلفهم وغضب العالم مسيطر عليهم.


دلفت للداخل تمسك يد ابنتها التى تسير بجانبها فوقفول على صوت واحد فى نفس الوقت من يونس ومالك :شهد_جورى.


التفتت الاثنتين فوجدوا وجهين محمرين غضبا بطريقة مخيفه. اعادا النظر لبعضهم وفى ثوانى ودون اتفاق ركضا لأعلى بنفس السرعه. فركض خلفهم الأب وابنه سريعاً.


دلفت بسرعه هى وابنتها وأغلقت الباب جيدا من الداخل عليهم وتنهدت براحه.


اما بالخارج يقف هو ابنه بنفس الغضب ونفس الملامح وهم يطرقون الباب بغضب فى نفس الوقت :افتحى يا شهد_جورى والا هكسر الباب.

لارد

مالك _يونس :افتحى احسنلك. ولكن أيضاً لارد.

تنهد الاثنين ثم قالا:تمام عشر دقايق والاقيكى تحت على الغدا لو ده ماحصلش انتى حره. 


انهيا الحديث في نفس واحد فنظرا لبعض نفس النظره ثم هبطا لاسفل. 


حممت ابنتها وغيرت لها ثيابها لأخرى مريحه وارتدت هى دريس صيفى من اللون الأزرق بدون نقاب وخرجت سريعا قبل إنتهاء العشر دقائق التى حددها هذا المعتوه. 

فتحت الباب لتجد مروه امامها بفستان عارى الصدر والساقين وعقد ثمين متلالا من الالماث وقالت بطريقه فجه وحقيره:ايه... مش كفاية بقا لف ودوران على الراجل ياخطافة الرجاله انتى. 

بهت وجه شهد ونظرت لابنتها التى بدأت الدموع تتجمع في عيونها يالله اكل يوم لابد من ذل تراه هى وابنتها. لكن لا والله لن تكن شهد أن سمحت بهذا أن يحدث مجددا. 

شهد بقوه :خطافة رجاله.... انا. 

مروه ياحتقار:وهو فى حد متنيل قدامى غيرك... بس عايزه اقولك القديمه تحلى حتى لو كانت واحله. 

شهد بكره:متنيل.. امممم.. طب بصى بقى عارفة يونس اللى انتى فرحانه بيه ده... انا هخليه قدام عينك وعين الكل زى الصلصال كده فى ايدى... خاتم فى صباعى.... مش انا خطافة رجاله... انا هعرفك خطف الرجاله بيبقى ازاى وخليكى فاكره ويشهد ربنا إنك انتى اللى خرجتى شياطينى... شايفك سريرك اللى صممتى تشتريه من ريش نعام ده... هخليه يخونه عليه معايا وبكره تشوفى يا.... ياوحله. 


قالت ما قالت بقوه وشجاعه تحسد عليها  ولكن الظلم يخلق من الطيبه جبروت. وتركت خلفها مروه تنظر لها باعين تشع لهبا وهى تخشى القادم بشدة....... 

*********

خلص البارت. 

الاحداث اللي جايه حلوه اوى. 

إلى يقرأ البارت يفتكرنى بدعوه حلوه. 

كومنتات كتير وفوتات اكتر الله يمرمكوا عشان بتفرق معايا مع معنوياتى جدا وبتفرحنى. 

اكتر مشهد حلو 

اكتر مشهد صعب. 

بحبكواشهد حياتي - الجزء ١٢ صباح الخير لكل متابعينى الاعزاء 🌺🌸🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹💚💚💚💚💚💚


يجلس الجميع مقابل بعضهم ينتظرون انتهاء الخدم من وضع الطعام كى يشرعوا بتناوله. يجلس هو وعينه على باب حجرة الطعام ينتظرها بغضب شديد وبجواره ابنه الذى لا يقل غضباً عنه ينتظرون المعذبه الكبيرة وابنتها.

بمنتهى المكر ينظر كامل وعزيزه وريهام لبعض ويبتسمون بخبث.

كامل بجديه مصطنعه:ماتاكل يا يونس... هو فى حاجة.

انتبه له يونس وقال:ها.... اه اه.. هاكل اهو.

بدأ فى تناول طعامه بغضب او تظاهر بذلك لشدة حرجة منهم ومن هيئته فهيبته التى دائماً يحاول الحفاظ عليها تمنعه من ان يظهر بوضوح أنه ينتظرها.

اما مالك فلا يبالى بشئ ولا بأحد فظل ينظرها وغضبه يتفاقم منها ومن شهد أيضاً.

تهبط هى الدرج بقوه نابعه من الظلم والذل والمهانة ممسكه بيد ابنتها وهى تحدث نفسها :انتو اللى جنيتوا على نفسكوا وطلعتوا مكر حوا من جوايا... هتشوفوا مين شهد وكان ممكن تعمل ايه من زمان بس هى كانت بتتقى الله فيكوا.

سلبت أنفاسه وارتفعت حرارة جسده وهو يراها بهيئتها الخاطفه للانفاس هذه. ولكن مهلا مهلا.... ستموتين اليوم شهد ماهذا الذى ترتديه امام الجميع.

اشتعلت عيونه بغضب وصاح بعنف افزع الجميع وصدى في البيت كله :انتى ازاى تلبسى كده.... وفين نقابك.

لن تنكر انها شعرت بالخوف من هيئته الغاضبه. نزولها لاسفل بدون نقاب كان يخلو من اى مكر فهى قد خلعته قبل مقابلة مروه من الاساس فجميع العاملين داخل المنزل بالطبع وحسب تحذيرات يونس من النساء. وهو قد سبق ورأها رغم أنها لم ترفعه اقتناعا بأنه زوجها ولكنه رفعه ورائها عنوه. والباقين هم والد زوجها وامه واخته إذا لما تقيد نفسها داخل جدران البيت حتى.

تحدث كامل بقوه قائلاً :يونس فى ايه... مافيش حد غريب.

يونس بغيره وغضب مندفعا:مفيش ازاى... وانت ومالك و...

سكت ولم يريد ان يقول ان حتى نظرة النساء لها تغضبه.

اما كامل والجميع كانوا يرمشون بعيونهم بصدمه كبيرة.... يغار عليه منه ومن طفله.

عزيزه بزهول :يونس.... ده ابوك يعني زى ابوها.

يونس وهو لا يدرك حقا ما يقول حالياً من الغضب:زى ابوها يعني مش ابوها ومين قال أصلا إنه لو ابوها كان...

قاطعه كامل بقوه :يوووونس... اقعد وسيب البنات تاكل... دول طول اليوم برا. وجايين تعبانين.

نظر يونس لشهد التى تقف بغضب منه ومن افعاله وتحكماته حتى بملالسها. تقف على باب الغرفه هى وابنتها لا يستطيعون الاقتراب من الطعام رغم شدة جوعهم بسبب تحكمات سيد يونس.

جاءت مروه خلفها بعد فتره ودلفت للداخل وجلست وهى ترمقها باحتقار لا تعلم تلك الغبيه ان نظيرتها تقف هكذا بسبب غيرة زوجها عليها النابعه من هوسه ومرضه بها.

كبح يونس غضبه وتمالك اعصابه بصعوبه وهو يرى نظرات عينيها القويه والتى تجاهد الا تبكى. طوال اليوم وطوال لقائاتهم تكون هذه هى نظرتها التى يتمنى ولو تتغير مره.

تحدثت عزيزه بعدما طال صمت يونس :تعالى ياشهد ياحبيبتى انتى وجورى عشان تاكلوا... تلاقيكوا جعانين اووى.

نظرت لهم جميعا وهى تهتز داخليا مما تشعر به وكل ماعاهدت حالها عليه من قوه قد تداعت.

كانت ستفر هرباً لغرفتها ومعها ابنتها فعندما يصل التحكم لهنا أيضا يصبح الأمر صعباً... حسناً لقد فقدت شهيتها للطعام بعد ما حدث رغم انها لم تتناول شيئا منذ اول اليوم ولكن صغيرتها لم تأكل شيئا... ستجلس فقط من أجلها. ومن أجل..... لمعت عيونها وهى ترى مروه تنظر لها باستحقار. حسناً مروه اول صفعه لكى فلتاخذيها بصدر رحب عزيزتى.

بكل خبث اتجهت لأحد المقاعد واجلست صغيرتها بجانبها.

مالك بغضب واستنكار :نعم؟

نظر الجميع له ثم لجورى التى جلست لاول مرة بعيد عنه بجانب شهد فقالت شهد كسؤال ايضا :نعم؟

مالك :نعم الله عليك... جورى قعدت بعيد عنى ليه.

شهد :الطبيعي بقا يالوكا... تقعد جنبى عش... قطعها يونس باعين محمره:يا ايه؟ سمعينى تانى كده؟

شهد:يا لو.....

قاطعها بغضب :ممنوع تدلعى حد فاهمة.

شهد وقد فاض بها:ومسموح اتنفس ولا لأ بردو.

يونس:مش بهزر على فكره.

شهد :ولا انا بهزر... هو فى ايه كده كتير.

تدخل كامل بقوه:فى ايه.... هتتخانقوا قصادى ولا ايه.

نظرت له شهد شزرا وكأنها تقول هل الان سمع لك صوت.

اما يونس فعيونه الغاضبه لم تحيد عنها ومروه يتاكلها الغضب من غيرته وهوسه بتلك الفلاحه. بينما مالك لا يبالى بكل ذلك وعيونه على تلك التى بدأت بالتمرد عليه.

اكمل كامل حديثه بقوه:يونس كده كتير اووى... سيب البنت فى حالها.

يونس:اسيبها فى حالها ازاى مش فاهم دى مراتى.

كامل :يونس مش وقته احنا على الاكل والبنت طول اليوم فى الجامعة وبنت اخوك كمان خايفه من صوتك العالى.

نظرت ناحية ابنتها الخائفه فهى لم تعتد ابدا على هذه الأجواء فحياتهم مع والدها سعد كانت هادئه يشملها الهدوء والسكينة والحنان. كرهت يونس فوق كرهها كرهاً فعند ابنتها وينتهى كل شئ. فهى السبب الرئيسي لهذه الزيجه التى لم تأتي الا بعكس ما أرادت ورغبت.

عزيزه بضيق من تصرفات يونس :اقعدى يابنتى واكلى بنتك تلاقيكوا تعبانين وجعانين.

مالك الذى وكأن مايحدث في مكان وهو حبيبته فى مكان آخر :لا ماتتعبيش نفسك.

وقف من مكانه وذهب وجلس بجوار جورى وسط حنق شهد وحقد مروه يونس الذى تمنى لو استطاع التخلى عن هيبته وذهب وجلس جوار شهد كما فعل ابنه.

نظرت له شهد بضيق فهو لاينفك فرد سيطرته على ابنتها مهما فعلت لإبعاد ابنتها يلتصق أكثر واكثر. هى لا تكره مالك لا بل على العكس تماما ولكن لا تعجبها طريقة حبه لابنتها... لا تعلم ان طريقته التى لا تعجبها هذه ماهى الا صوره طبق الأصل من الطريقه التي يعشقها والده بها.

بكل هدوء كان مالك يضع الطعام في فم جورى التى اسقبلته منه ببراءه وقال موجهاً الحديث لشهد:لينا كلام بعد الأكل يا شهد.

يونس بحده:مااااالك.

نطر له نظره يعلمها جيداً ثم حاول اكمال طعامه ولكن توقف وهو يراها تعبث بطعامها ولا تأكل ولم ينتبه لها أحد.

يونس بحده ناتجه من الاهتمام الواضح جدا :مش بتاكلى ليه... مش كفايه مافطرتيش.

نظرت له مروه بغيط التقطته شهد بجانب عينها فقالت بخبث :اصلى عايزه ورق عنب وهو بعيد عليا.

وقف بنفسه بلهفه حب واضحه ابتسم الجميع بتفاجئ لها إلا مروه التى اتسعت عينيها غيظا ثم تلقائياً تجاه شهد التى كانت تنظر لها وغمرت لها بعينيها بخبث ومكر. غمزه اشعلت رأس مروه من الغضب حقا رسالتها واضحه جدا وهاهى قد بدأت الحرب... حرب تعلم مروه جيدا انها لن تكون سهلة او ربما ستكون الخاسره بالتأكيد.

وضع لها الكثير جدا فى صحنها باهتمام بالغ لدرجة لو رأيته ستشفق على حاله الميؤس منها حقا.

ابتسمت برقه متعمدة وقالت بوداعه :شكرا يا يونس.

هوى قلبه من ماحدث. جلس على مقعده بصدمه شخص استمع لقصيده من الغزل الصريح من محبوبته مجرد جمله بسيطه مع ابتسامة صغيره جعلته غير مستقر بجلسته يبتسم ببلاهه غير مصدق وكأن ماحدث معجزه. شكراً يا يونس.. اااااه جمله تعنى وتعنى وتعنى الكثير بالنسبة لرجل عاشق عشق ميؤس منه.

كانوا ينظرون له بعدم استيعاب كامل لحالته. حسناً قد سبق وعلموا انه اصبح لشهد مكانه خاصه عنده. لكن لما كل هذه السعادة لمجرد كلمة شكر مع ابتسامة. لا يعلمون... لا يعلمون حقاً لقد روت ظماءه.

لم يمس طعامه مره اخرى. لقد شبع. نعم شبع لسنة مقدما. لاتعلم هى ماذا فعلت به.

تضع الشوكة التي فى فمها بعد ان تغرسها فى الطعام وتغلق فمها وهى تتلذذ وتنظر تجاه مروه بتشفى والأخرى تشتعل بنار تكفى لحرق الاخضر واليابس.

نظرت له وجدته ينظر لها ببلاهه دون أن يرمش له جفن. الجميع يراقبه وهم يتناولون طعامهم مستغربين من حاله.

نطرت له قائله:يونس مش بتاكل ليه.

انصعق هو بشده... هل تهتم... هل من الأساس لاحظت انه لم يأكل.. هل اليوم يوم سعده وحظه.. بالتأكيد نعم.

نظر حوله للجميع ثم نظر لها وهو يحاول جاهداً الرجوع إلى هيبته التى اصبح التحلى بها الان امر صعب جدا ولكنه يجاهد لكن فرحته العارمه حقاً افسدت كل مجهوده فقال بسعادة واضحة جداً للجميع :لا لا هاكل.. بس كملى انتى اكل.

كانت عزيزه تتابع مايحدث بسعادة فاخيرا ستقترب شهد من ابنها وتمتعه معها.. فهو ابنها وهذا كل مايشغل تفكيرها. ابنها فقط.

ريهام وكامل سعداء بعض الشئ ولكن لما يشعرون ان هناك خطب ما لايعلمونه ولكن هناك شئ غريب على شهد وعلى يونس أيضا.

بالطبع مروه شعورها تعرفونه جيدا. نااااار.. نااار اشتعلت وبقوه ولن تنطفئ ابدا. تشعر بالندم حقاً. ماكان عليها أبدا التعادى معها. هى لا تضاهيها ولن تقدر على منافستها. طنت انها بكثرة الضغط على شهد الرقيقه الهشة ستخشاها وتتراجع ياستحياء. لا تعلم أن للقطت الوديعة مخالب للدفاع عن نفسها ممن يعاديهم ويهجم عليهم.

ولكن مهلا فهناك على الطرف الآخر عصفورى الكناريا كما تلقبهم ريهام.. مالك وكأنه ليس من هذه العائلة. كأنه يجلس معها على طاوله وحدهم او فى مكان آخر.. هى تفتح فمها له بوداعه كى يطعمها فهى لا تفهم شيئا مما يحدث وهو سعيد بها ولكن لم ينسى شهد امها وما تحاول فعله.

انتهى الجميع من تناول الطعام ويونس يشعر انه يحلق فوق السماء اليوم. نظره لا يحيد عنها. يجيب بصعوبه على اسئلة والده او والدته. يرد باقتضاب قاسى أحياناً على مروه وتعقبها نطره مع غمزه عابثه من شهد لها.

جلسوا جميعاً فقالت عزيزه للخادمه ان تجلب لهم القهوه والعصير فى حديقة الفيلا امام حمام السباحة كنوع من التغيير وخلق الجو.

وقف هو يطالع المكان حوله بعدما أصدر امرا على الهاتف بإخلاء المكان من جميع أفراد الامن او اى شخص تحت نظرات الجميع وهم يتاكدون شيئا فشيئا من مايحدث مع يونس. استغربوا بشده وصار يراودهم الشك.. منذ متى وهو هكذا.. هل فى ظل وجود سعد ولم يلاحظ احد. فليس من المعقول ابدا ان يتعلق بها بهذه الطريقة المرضيه منذ فتره زواجهم القصيره. مروه تنظر له ولها بغيظ شديد هى زوجته لما يقارب ال14عاما لم يغار عليها يوماً ولو ربع هذه الغيره.. كانت سعيدة من قبل وفرحه بحريتها وأنه لا يتحكم بها ولكن رغبت آلان ات تشعر به فقط لان شهد تشعر به.

جلسوا يحتسى كل منهم مشروبهم يتابعون جورى ومالك يلهون هنا وهناك

قال يونس كى يخبرهم فقط وليس لاخذ رأيهم كما فعل معها :انا نويت ان شاء الله هرشح نفسى للانتخابات الجايه.

تهلل وجه مروه وهى تبتسم بتعالى وكأنها الوحيدة زوجة هذا الرجل مصره ان تنسى أن شهد أيضاً زوجته.

كامل بفرحه وترقب معا :بجد يا يونس... دى حاجة كويسه اووى.

سكت قليلاً ثم قال:بس يابنى لا تخسر وتبقى ضيعت وقت وفلوس وضغط اعصاب وتوتر على الفاضى.

ضحك يونس على طيبة ابيه قائلاً :يا سيادة اللوا كله دلوقتي ماشى بالفلوس وانا تاجر عمرى ما احط فلوسي ووقتى فى حاجة مش مضمونه..ماتقلقش هاخدها... واحتمال اخدها بالتزكية كمان..

اكمل وهو ينظر ناحية شهد وتحدث :انا حاسس ان الدنيا بدأت تضحكلى خلاص... وهاخد كل حاجه كان نفسى فيها.

عزيزه بخبث وهى تنظر ناحية شهد :يارب يابنى... ده انت طيب وحنين والله.

ضحكت شهد داخل نفسهاساخرة :كل واحد هامه اللى منه بس.. عايزه شهد تبسط ابنها كل واحد عايز ينهش منى حته يريح بيها هدفه....ماحدش همه انا ولا بنتى... بس ماشى..

نظرت له تتابع مايحدث فقالت مروه بفرحه :بجد ياريت... وابقى حرم سيادة النائب يونس العامرى.

نظروا لها باحتقار وهى لا تتوقف على التفكير بمنتهى الغرور والسطحيه.

لم يجيب عليها يونس وإنما نظره كله ناحية هذه الصغيره منتطر رد فعلها فقالت هى قاصده كل حرف نطقت به:بجد يا يونس ماكنتش اعرف ان رائى فرق معاك كده لما جيت تاخد رائى... ربنا يوفقك يارب.

اغمض عينيه بوله وهو يستمع لاسمه منها لثانى مره اليوم وحسده يقشعر بلذه فقال هو بضربات قلب كالطبول:يارب.

نظرت لهما مروه بغيظ قائله:نعم؟!تاخد رأيها؟!ده من امتى ده؟ من امتى وانت بتاخذ رأى حد يا يونس بيه؟

اهملها تماماً ولم يجيب فينا نظرت لها شهد نظرة جانبية بخبث واستعلاء تعلمته منها.

تحدث كامل قائلاً :هو انتى كنتى عارفة يا شهد ولا ايه.

شهد ينعومه:احمم.. ايوه يا بابا يونس كان قالى.

ثالث مره... ثالث مره... اثبت يونس اثبت لا تنقض عليها هنا والان. حافظ على هيبته ولو قليلا... وانتى الأخرى كفى عن نطق اسمه هكذا وبهذه النعومه فكل هذا بيوم واحد على هذا المسكين كثير والله كثير.

وقفت من مقعدها قائله :عنئذنكوا... هروح اذاكر شويه.

تنفست مروه براحه فاخيرا ستختفى من امام انظار زوجها. لاحظت شهد هذا فعزمت على الا ترحمها من عذابها فقالت بنعومه بعدما استدارت ثانيه لهم:يونس.

نظر لها بلهفه وهو يعد بسره(اربعه) وقال:نعم.

شهد برقه:ممكن ثوانى عايزاك في موضوع مهم.

قال هو بسره:ثوانى ليه ثوانى ماتخليها ساعات.. شهور ولا احسن سنين... عايزااااك.... الله هو فى احلى من كده... نفسى تبقى عايزانى بقا.

برقت عين مروه وهى حقا الان تغلى على صفيح ساخن.. تود لو تقطع لسانها هذا الذى نطق وتحدى تلك الفاتنه.

اما كامل وعزيزه فرحون بشدة لبداية تجاوب شهد مع يونس. فهم اصبحوا يعلمون ان التجاوب موجود وبوضوح من ناحية ابنهم وهذا ظاهر للاعمى بوضوح.

دخل للمكتب واغلق الباب الزجاجى خلفه. ذهب سريعاً وهم بالانقضاض عليها ولكن تمالك حاله بصعوبة بالغة كى لا يفتك بها ويخيفها.. سيحاول ومعه الله.

وقفت هى معطيه له ظهرها تفكر فيما ستتحدث معه فهى اخترعت ماحدث فقط لكى لا تريح تلك الحقيره ماذا ستقول الان.. اه وجدتها. علمت بماذا سأتحجج.

استدارت له فوجدته يطالعها بنطرات هى تعلمها ولكن استبعدت الامر بشدة.. يونس يعشقها كما سعد.. هذه كانت نظرة سعد مع اختلاف قوى فسعد نطرته مغلفه بالحنان اما هو يوجد مجون.. يوجد هوس غريب.. لا لا اى عشق وهو يكرهها ولا يتوانى عن اذلالها.

حمحمت قائلة :احمم.. يونس بيه انا...

قاطعها وهو يقتري بلهفه ووضع كفيه فوق كل ساعد من ذراعيها قائلاً :ليه مش انتى لسه قايله اسمى من شويه.. يونس.. يونس بس...قولى يا شهد.

نظرت له بتمعن تحاول ان تتوصل لما وراء هذه اللهفه مع لمعة عينيه مستبعدة العشق تماما بسبب رصيده الملئ بالأشياء السيئه فقط.

شهد :احمم.. حاضر... انا كنت عايزة اتكلم معاك بخصوص مدرسه جورى.

يونس باستغراب :مالها.

شهد :احمم... انا كنت عايزة اروح بكره او بعده ادفع المصاريف... انا والله كنت هدفع اول قسط يون ما روحت بس هما قالولي أن.... قاطعها قائلاً :مصاريف ايه اللي عايزه تدفعيها.

شهد :مصاريف مدرسة جورى.

يونس بحده :نعم... انتى بتقولى ايه... لا طبعا مافيش الكلام ده.

شهد باعتراض:لا طبعا انا بنتى مش عاله على حد ولازم ادفعلها مصاريفها.

يونس بقوه :انتى وبنتك مسؤلين منى. وبعدين استنى استنى كده..

ضيق عينيه وقال :هتدفعيها من معايا عشان ترجعلى تانى مثلا ما هى هى... ولاااا كنتى ناويه تدفعيها من فلوس حد تانى.

شهد بعفوية وقد وصلت لما أراد معرفته :لأ طبعا الحساب الى انت فتحتهولى مش بستخدمه خالص ولا حتى باخد المريدت كارد معايا انا كنت هدفع من معاش س..... قاطعها وهو يجذبها له فأصبح وجهها قريبا جدا من وجهه وقال بقسوة وغيره:كمليها كده عشان اطربق الدنيا فوق دماغ الكل.... لو نطقتى اسمه تانى على لسانك ده هولع الدنيا ومش عارف غضبى ممكن يقف لحد فين.

شهد بخوف واندهاش:ليه... بتعمل كده ليه.

يونس يجنون:ليه... مش عارفه ليه... انتى اللى مش عايزه تعرفى تقريباً... الكل عرف الا انتى. نظر الى شفتيها بجوع وجنون وقال :ليه مصره تعملى كده.... عايز اقرب ماتبعدنيش... عايزك.

كانت ترى من زجاج النافذه المطله على الحديقة مروه وهى تقف بغضب وعلمت سريعاً انها قادمه إليهم فتركته يقترب بشوق قائلا:عايزك ليا... انتى بتاعى يا شهد...

ابتعدت عنه بخبث وذهبت ناحية الباب المصنوع من الزجاج يصنع خيالا للمواقف بالخارج عما يحدث بالداخل. وكان لها ما أرادت فذهب خلفها بجوع وجنون وحبسها خلف الباب واخذ شفتيها بقبله ناعمه مستلذه بنهم وهي تحاول التملص منه ولكنه يتحكم بجسدها من فرط ضخامته ويهمهم بتلذذ. بدأ يتحسس جسدها بجرءه ورغبه اشتعلت به وهو مائل عليها وهى تستند على احد جوانب الباب الزجاجى وهو يقبل عنقها وصدرها صعودا مره اخرى لشفتيها ناطقا من بين قبلاته:عايزك يا شهد.... عايزك ليا.... عايزك.

فتحت مروه الباب بقوه وغيظ ولكنه مازال يقبلها غير مدرك دخول مروه اصلاً.

مروه بصراخ عليهم :فى المكتب يا يونس بيه.

فصل القبله بصعوبه وهو ينظر لها بغيط وشفقه أيضاً فمها كان بالآخر هى انسانه وهو زوجها والأخرى ضرتها. ولكن غيطه كان اكبر لأنها قطعت عليه نعيمه ورغبته

اما شهد فكانت صدمتها كبيره غير متوقعه ماذا.. كانت مستلذه ومستمتعه معه لاول مره لم تريد ابتعاده ولم تريد فصل تلاحمهم وانجرفت معه ومع لمساته. ايعقل.......



تكملة الرواية من هناااااا

..


تعليقات

التنقل السريع