القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم : الشيماء محمد احمد

 




رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم : الشيماء محمد احمد






رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم : الشيماء محمد احمد




عاصفة الهوى (١١)

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيمووو

ممنوع تماما نشر الرواية في اي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

الجماعه اللي بيحذفوا السطرين دول ويروحوا ينشروا الرواية دي اسمها سرقه ملهاش مسمى تاني وياريت اي حد من متابعيني بشوف اي حد ناشرها يكلمني خاص وخلينا نقفل صفح كل حراميه الروايات دول ، الفيس حاليا مش محتاج اكتر من كام بلاغ يقفل الصفحه فطالما مش هيحترموا رغبة الكاتب يبقى نقفلهم صفحتهم اللي بيسرقوا علشانها الروايات . 

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة 


سيف دخل عند همس وكانت على نفس وضعيتها قاعدة وضامة رجليها الاتنين وشاردة، قرب منها بشوق وترقب لرد فعلها وقعد قصادها ومش عارف ازاي يبدأ كلامه ولا يبرر إهماله ليها ازاي ؟ قرب منها أكتر  وهمس باسمها : همس 

سمعته بقلبها بس مقهورة منه فضلت باصة بعيد بجمود ما اتحركتش وما رفعتش عينيها له لانها واثقة تماما ان في اللحظة اللي عينيها هتيجي في عينيه هترمي نفسها في حضنه .

سيف مد ايده مسك ايديها يفكهم من بعض ويحاول يمسكها بس بعدت ايده بحدة وفضلت مكانها ، قرب أكتر وقال بحزن: طيب بصيلي واسمعيني 

همس : ……..

أخد نفس طويل زفره مرة واحدة وبرر موقفه: امبارح بجد كان يوم صعب وطويل وأحداثه كتيرة أوي ومعرفش هتصدقيني ولا لا بس روحت البيت وأول حاجة عملتها ناديت عليكي لاني نسيت تماما انك هنا .

كشرت للحظة بس هو شافها وعرف انه بوظ الدنيا أكتر ازاي ينسى مكانها ؟ 

مسك ايدها المرة دي غصب عنها وقال بإصرار: بصيلي هنا علشان أعرف أتكلم معاكي 

زقت ايده بعنف: وأنا مش عايزة أتكلم معاك ولا عايزة أسمع مبررات خليني أفترض ان في مصيبة كبيرة حصلت وأحط مبررات لنفسي تقنعني بدل ما تقولي انت انك نسيتني 

شد ايدها فحاولت تبعدها عن ايده بس مسكها جامد وثبت ايدها في ايده ووضح بصدق : أنا ماقلتش نسيتك ، قلت نسيت انك هنا واه في مصايب كتيرة حصلت مش مصيبة واحدة ، مع تعبي وإرهاقي وعدم نومي فروحت وكنت جاي آخدك بس للأسف قلت أنام ساعتين وآجيلك آخدك نتعشى أنا وانتِ برا ونسهر سهرة حلوة لكن اتصدمت لما صحيت ولقيت ان النهار طلع ، صدقيني بجد ماعرفتش أعمل ايه ؟ فضلت متجمد مكاني مش عارف أفكر أصلا ومش عارف ازاي نمت كل ده ؟ - ثبت نظراته على عينيها وكمل برجاء - حقك عليا اني نمت بجد لكن كنت تعبان ينفع تقدري تعبي ؟ 

النبرة اللي نطق بها آخر جملة خلتها بصتله باستنكار : اوعى تتكلم وكأني مش مقدرة تعبك وشغلك - دموعها لمعت في عينيها وكملت بحزن- أنا مقدرة شغلك من أول يوم عرفتك فيه واتعذبت كتير بسبب شغلك ده فاوعى تتكلم بالطريقة دي وتحسسني اني مفترية أو مش مقدرة تعب جوزي وبطلب منه طلبات فوق طاقته .

استغرب تفكيرها فبرر: أنا ماقلتش كده أنا كل اللي بقوله معلش نمت حقك عليا 

زعقت بقهر : انت مش بتقول كده انت بتطلب مني أقدر تعبك وده اللي رافضاه لاني قدرت كتير وفوق طاقتي أنا قدرت ارتباطك بواحدة غيري علشان شركتك فما تيجيش عليا .

ضغط على ايدها ورد بحزن: طيب آجي على مين لو مش هاجي عليكي انتِ ؟ حبيبتي أنا عارف اني أهملتك امبارح بس والله والله غصب عني يا همس وانتِ من جواكي عارفة و واثقة اني لا يمكن أبعد عنك إلا لو غصب عني ، اه قراري غلط اني أنام الأول بس بجد فكرت آخدك ونسهر وماكنتش هقدر أعمل ده إلا لو نمت شوية لكن ما تخيلتش أبدا اني أكمل نوم للصبح ، وكمان طلبت من سلوى تصحيني بعد ساعتين وأكدت عليها وبتقول انها صحتني بس ماقدرتش أقوم .

همس همهمت بضحكة متهكمة لانها واثقة تماما ان سلوى ما صحتهوش أو ممكن تكون نادت عليه مرة واحدة وسابته نايم علشان ما يجيش عندها بس يا ترى هل قالتله على خلافهم مع بعض ؟ طيب هل هو موافقها ؟ هل هيطلب منها تتعلم الاتيكيت ويعملها نسخة من والدته ؟ 

سيف مراقب حركات وشها وتهكمها وعرف ان همس مش هتسامح بسهولة ومش هتتقبل اللي حصل . 

مسك وشها خلاها تواجهه وقال باعتذار: مش عارف أعمل ايه بس كل اللي في ايدي اني أقولك حقك عليا أنا آسف بجد اني سيبتك تباتي بعيد عن حضني الليلة اللي فاتت .

دموعها اللي بتلمع مجنناه و الوجع اللي جوا قلبها هي من بعدها عنه مجننها ، اتمنت لو تحضنه ، بينها وبينه سنتيمترات بس ليه مش قادرة تتخطاهم ؟  

حرك ايده على خدها وعينيه متعلقين بعينيها بتوسل : همس سامحيني بجد .

دموعها نزلت وردت ببحة: مش عارفة أسامحك ، عايزة أسامحك بس مش عارفة ازاي ؟ 

مسح دموعها بايديه ومسك وشها وردد بعشق: حقك على قلبي يا كل قلبي . 

مسح آثار دموعها وقرب منها أكتر باس عينيها الاتنين وهمس بحنان : ما تتخيليش دموعك دي غالية عليا قد ايه وبتعمل فيا ايه ؟ 

همست بعتاب : ازاي قدرت النهار كله ما تكلمنيش ولو حتى مرة تطمن عليا اني وصلت هنا ؟ 

شرحلها باختصار يومه وهي بتسمعه باهتمام، بعدها أخد نفس طويل وكمل: بس يا ستي و خرجت لبست هدومي وقلت آخدك أعشيكي وأسهرك سهرة حلوة أعوضك بها عن اليوم الطويل ده ، بعد ما خرجت على الأوضة لاحظت ان الدنيا نور فروحت للستاير شدتها ولكي ان تتخيلي صدمتي وأنا شايف الشمس طالعة، أنا حرفيا تنحت كام دقيقة مش عارف حتى أفكر هتعملي فيا ايه ؟ 

غصب عنها ضحكت على أسلوبه وتخيلها لشكله وهو ضحك معاها وقال: يعني انتِ تصدقي اني أنام أكتر من ١٢ ساعة ؟ من يوم ما عرفتيني للنهارده عمري عملتها ؟ 

هزت راسها بنفي فكمل باعتذار : فبجد حقك عليا بس مش عارف ازاي نمت كل ده أصلا ، ها سامحتيني ؟

بصت لعينيه كتير وحست انه واحشها أوي ، زي ما يكون بعيد عنها من سنة مش يوم واحد ، صبره وصل لآخره فقال بعتاب: همس بجد واحشاني 

ردت ببرود تستفزه: أيوة يعني أعمل ايه ؟ 

شدها عليه بغيظ: يعني عايز آخدك في حضني ، من امبارح عايز آخدك في حضني 

قالت بلامبالاة : لو جيت امبارح كنت أخدتك في حضني انما النهارده مالكش أحضان 

بصلها بذهول : ماليش ايه يا حلوة أخواتها ؟ ده أنا أخطفك قال ماليش قال 

جه يقرب منها بس زقته وقامت بعيد عنه ، وقفت الناحية التانية من السرير وقالت بتحدي: مالكش يا سيف 

وقف وقرب منها بس طلعت على السرير و وقفت في النص علشان ما يطولهاش من الناحية دي أو دي و هو وقف على راس السرير وقال بصبر: وبعدين ؟ تعالي هنا 

هزت راسها برفض : روح لشركتك ومصنعك وشغلك وأنا هقعدلي يومين عند أخويا ومع أبويا وأمي .

كان هيزعق فيها بس اتكلم بهدوء وهو ماددلها ايده وسايرها: تعالي يا همس الله لا يسيئك يا حبيبتي ، استهدي بالله وتعالي 

بصتله وافتكرت أمه وخلافهم وافتكرت زعلها كله ومشيها من البيت بعد ما أمه شبه طردتها فازاي دلوقتي بيقولها تروحله وتروح فين ؟ هو ليه متجاهل اللي حصل ولا هو ماعرفش أصلا باللي حصل ؟ 

لاحظ تفكيرها ونظراتها دي فقال بشك : لما بتتنحي كده بعرف انك افتكرتي مصيبة هتنزل فوق دماغي ، بتفكري في ايه ؟ فكري بصوت عالي يا همستي 

بصتله كتير قبل ما تنزل من على السرير وتقف قصاده بترقب : عايزني أفكر بصوت عالي يا سيف ؟ حاضر ، بفكر حاليا أقولك اني هقعد السنة دي هنا مع أخويا لحد ما أخلص امتحانات آخر السنة ده اللي بفكر فيه .

فضل باصصلها لفترة مش عارف هو سمع صح ولا اتهيأله انها قالتله انها هتبعد عنه السنة كلها ؟ 

استنته يتكلم بس كان باصصلها بذهول ، جت تبعد بس مسك دراعها شدها عليه قربها منه و تلاشت المسافة بينهم، وشوشهم قصاد بعض أنفاسهم اختلطت ، سألها باستنكار: انتِ فاهمة بتقولي ايه ولا ده أي كلام والسلام ؟ انتِ مستوعبة معنى كلامك ؟ 

قربه ملخبطها وأنفاسه مجنناها وريحته بتخليها عايزة تقرب تدخل لحضنه أكتر ، مالقتش صوتها فهزت راسها بتأكيد وما نطقتش ، استنكر ردها فضغط على دراعها جامد وعاتبها: همس أنا هتجنن من ليلة واحدة نمتيها بعيدة عني متخيلة سنة كاملة ؟ بتهرجي ولا بتعاقبيني ولا بتعملي ايه بالظبط ؟ انتِ مستعدة تفضلي بعيدة عني يوم واحد بس تاني؟ مش سنة كاملة ؟انتِ ازاي أصلا قادرة تقفي قصادي كده بالبرود ده ؟ ولا أنا ليه هتجنن لو ما أخدتكيش في حضني ؟

جت تبعد بس شدها، حطت ايديها الاتنين على صدره تمنعه بس ضمها كلها ولف ايديه حواليها وهمس بشغف : وحشتيني يا مجنونة ، وحشتيني يا مجنونتي الصغيرة ، ازاي قدرتي تفكري مجرد تفكير تبعدي عني ؟ 

غمضت عينيها بلهفة وبالرغم من انها عايزة تبعد وتفضل زعلانة بس دفنت وشها في صدره ، بعدها للحظة وشد ايديها من على صدره حطهم حوالين رقبته وضمها تاني بشوق : وحشتيني وحشتيني وحشتيني .

أخد نفس طويل من ريحتها وضمها أكتر و عايز يدخلها جواه كلها على بعضها ، كمل بحب: من اللحظة اللي فتحت فيها عينيا وأنا عايز أضمك بالشكل ده .

بعدها عنه ومسك وشها بايديه الاتنين وقال بتنبيه: اتفقنا نتخانق نزعل نتصالح بس حضني وحضنك مفتوح ولا نسيتي ؟ مفيش حد يقفل حضنه في وش التاني نسيتي يا همس ؟

عاتبته : كنت عايزة حضنك امبارح ومالقيتهوش . 

ضمها تاني لقلبه : طيب أنا انشغلت انتِ ليه ماكلمتينيش ؟ ازاي ماكلمتينيش ؟ 

دفنت وشها في رقبته : مش عايزة أفتكر امبارح باللي فيه وياريت لو يتحذف من ذاكرتي كله على بعضه . 

جه يتكلم بس الباب خبط وفاتن قالت : الفطار جاهز يلا يا سيف انت وهمس . 

خبطت تاني وهمس قالتلها تدخل ففتحت الباب بهدوء كانوا بعدوا ووقفوا قصاد بعض، بصولها فكررت : يلا افطروا 

همس هتبعد بس سيف ضغط على ايدها و قال : خمسة وجايين 

فاتن حست انهم ماخلصوش كلامهم فقفلت الباب وسابتهم براحتهم ، سيف بص لهمس : أوعدك ان امبارح مش هيتكرر تاني ومهما أكون مشغول مش هنشغل عنك اتفقنا ؟ 

هزت راسها بموافقة وهو فضل باصصلها ، سألها باهتمام: لسه زعلانة مني ؟ 

بصت لعينيه بدون ما تتكلم فشاف انها زعلانة منه و جدا ، قرب من شفايفها اللي اشتاقلهم من قبل سفرهم لهالة وهي كانت بعيدة عنه . 

بعد عنها أخيرا ، كانت مغمضة عينيها فابتسم ومشى ايده على خدها بخفة ففتحت عينيها وبصتله فهمسلها برفق : أصالحك ازاي قوليلي ، اؤمري وأنا هنفذ ، همس احنا من يوم فرحنا وانتِ في حضني ومش شبعان منك فما بالك بقالك كام يوم بعيدة عني ومحروم منك ؟ متخيلة النار والشوق اللي جوايا ليكي وصل لايه ؟ أنا هموت عليكي وعلى كل ما فيكي ، يلا نمشي من هنا علشان خاطري .

هنا همس فاقت من حالة الهيام اللي كانت فيها من لمساته وكلماته فبعدت ايده عن خدها وقالت بجدية : سيف أنا مش هرجع معاك البيت تاني .

اتنهد وسكت لانه ماكانش عايز يتكلم في ده دلوقتي ، همس استنته يعلق أو يتكلم بس فضل ساكت و ماعرفتش تفسر سكوته ده معناه ايه ؟ 

فكررت بتأكيد : سيف أنا بتكلم بجد مش هرجع معاك البيت تاني .

بص لساعته وبصلها : همس احنا ورانا 

قاطعته بقوة وهي بتبعد : أنا مش هروح معاك يا سيف فما تغيرش الموضوع أو تتجاهل كلامي.

مسك دراعها ووضح : حبيبتي أنا مش بتجاهل كلامك ولا بغير المواضيع كل الحكاية ان ورانا محاكمة ماجدة ولازم نكون موجودين فيها أنا وانتِ وخصوصا انتِ لان انتِ اللي حاولت تقتلك .

هزت دماغها بموافقة وقالت بتصميم: ماشي هروح معاك المحاكمة بس مش هروح البيت علشان بس الأمور تكون واضحة قصادك ، مش هرجع البيت ده تاني يا سيف . 

رد بجدية : أنا عايز أوضحلك نقطة مهمة يا همس محدش في الدنيا دي كلها يقدر يجبرك على حاجة انتِ مش عايزاها .

مافهمتش قصده فسألته: قصدك ايه ؟ هتسيبني هنا ؟ 

سألته وهي خايفة من الإجابة 

سيف نفى باستنكار : بقولك وحشتيني وهموت عليكي تقولي هسيبك هنا ؟ لا طبعا مش هسيبك بعيدة عني انتِ اتجننتي ولا ايه ؟ مكانك في حضني وبس 

 الإجابة ريحتها بس في نفس الوقت مش هتقدر ترجع معاه فقالت بترقب : بس أنا مش هرجع البيت ده ، مامتك 

قاطعها بهدوء: مامتي ليها أفكارها ومعتقداتها وقناعاتها فحاولي تعذريها و

بعدت عنه باستنكار لان معنى كلامه انه عارف ودلوقتي بيطلب منها ايه ؟ تسامح وتتنازل عن حقها وترجع معاه ولا بيطلب ايه بالضبط ؟

لاحظ نظراتها واستنكارها لكلامه فماكملش كلامه وسألها : مالك ؟ بصالي كده ليه ؟

ردت بعصبية : مامتك أهانتني وطردتني من بيتها وانت بتقولي أعذرها ؟ سوري يا سيف أنا مش هرجع معاك البيت ده . 

رد بعصبية مماثلة : امتى قلتلك ارجعي معايا البيت ده ؟ 

بصتله بعدم فهم فوضحلها : أمي غلطت في حقك وتصرفها كله غلط في غلط ومش من حقها تتدخل في حياتك أو شخصيتك أنا كل اللي طلبته منك انك تحاولي تعذريها وتفهمي طريقة تفكيرها لكن أبدا ما طلبتش منك تتقبلي إهانتها أو تتقبلي طلباتها - مسك ايديها الاتنين وكمل بصدق - همس أنا بحبك زي ما انتِ كده ، بجنانك وشقاوتك وبراءتك ، بحب كل ما فيكي فأكيد مش أول ما أتجوزك هغير شخصيتك وأحولك لنسخة تانية من حد تاني .

سكت شوية علشان هي تستوعب معنى كلامه بعدها كمل : أمي غلطت لما اتصرفت من دماغها بدون حتى ما تعرفني هي هتعمل ايه وغلطت انها حطتك قدام الأمر الواقع وجابت أمينة وكلمتك كمان قدامها وغلطت أكتر لما قالتلك انك يا تسمعي كلامها أو مالكيش مكان في البيت وده غلط أنا نفسي لا يمكن أقبله في حق مراتي ، مش مراتي اللي حد يلوي دراعها أو يجبرها على تصرف هي مش عايزاه ، بس بما ان الحد ده هي أمي فآسف مش هقدر  أهاجمها بس أقدر أوعدك ان الموقف ده لا يمكن يتكرر تاني لاني مش ههاجمها اه بس برضه مش هعديه، مسك دقنها بايده وكمل بابتسامة: اتفقنا يا قلبي ؟ 

هزت دماغها بموافقة ، قرب من وشها ولغى المسافة بينهم وكمل بثقة : مش أنا اللي أقبل ان حد يزعلك أو يهينك وكان المفروض لما ده حصل كنتي هربتي لحضني وجيتي عندي أنا مش عند أخوكي هنا ، كنت هلاقي ساعتها وقت ليكي وكنا وفرنا ليلة قضيناها بعاد عن بعض ، اوعديني بعد كده تهربي لحضني مش لحد تاني ولو أنا ما اتصرفتش وما حليتش الموضوع ابقي يا ستي اهربي لأخوكي بس خليني أنا أول حد تهربي لعنده .

الباب خبط بس المرة دي كان خاطر : يا سيف يا ابني يلا علشان نفطر ولا مش ناويين تفطروا ؟ 

سيف بعد عنها على مضض وفتح الباب لحماه اللي كرر سؤاله : هتفطروا ولا ايه ؟ 

سيف بص لهمس مستني منها إجابة فقربت منهم : هنفطر يا بابا ، يلا يا سيف 

خرجوا مع بعض وانضموا للباقيين يفطروا في جو شبه صامت قطعته فاتن بسؤالها : تحبوا تتغدوا ايه النهارده ؟ 

محدش رد فسألت تاني : سيف ، همس 

سيف رفع دماغه بصلها وبص لمراته : احنا هنفطر ونمشي يا ست الكل اسألي اللي هيكونوا موجودين 

خاطر : طيب اتغدوا معانا فيها ايه يعني ؟ 

ابتسمله بمجاملة : مافيهاش طبعا يا عمي بس أنا هاخد همس ونمشي و ورانا النهارده محاكمة ماجدة ولازم هي تكون موجودة ، خلوها وقت تاني إن شاء الله .

نادر سأله باهتمام : شذى هتكون موجودة ؟ ولا هي أراضيها فين دلوقتي ؟ وليه محدش شايفها ؟ 

وضحله بهدوء : شذى انتهت ودخلت جحرها ومش هتطلع منه ، هي كانت عايزة تهرب برا مصر بس اتمنعت لانها متهمة ولازم تستنى القضية وصدور الحكم علشان تقدر تسافر. 

فاتن بفضول : واللي اسمها ماجدة دي مش هتقول الحقيقة ؟ 

رد بتأكيد: هتقول بإذن الله ما تقلقيش حضرتك .

خاطر باهتمام : طيب نيجي معاكم يا ابني .

 بصله بامتنان : متشكر يا عمي بس مفيش داعي بجد تعب عليكم ، هنروح أنا وهمس وبعدها هنروح بيتنا بإذن الله ، لو تواجدكم مهم كنت أكيد هطلب منكم تيجوا . 

خلصوا أكل بعدها سيف بص لهمس : يلا بينا يا همس، البسي كده يادوب نلحق .

وقفت وهي محتارة تعمل ايه ؟ 

بصتله : طيب ينفع تيجي معايا الأول لحظة ؟ 

استغرب طلبها بس وقف وبص لحماه : بعد إذنك يا عمي 

خاطر بسرعة : يا ابني دي مراتك والبيت بيتك اتحرك براحتك 

دخل معاها وهي قفلت الباب وراهم وبصتله فابتسم : وحشتيني الحبة دول 

قرب يضمها بس وقفته : اتكلم بجد بقى .

اصطنع الجدية على ملامحه وكشر : هتكلم بجد قولي 

كشرت زيه بس بجد لانها متضايقة: أولا هينفع أروح بچينز وتيشيرت المحكمة ؟ 

نفى بهدوء : لا طبعا ما ينفعش لازم لبس فورمال غير كده هتلاقي الصحافة والدنيا مقلوبة قدام المحكمة .

كشرت أكتر : طيب وبعدين ؟ مش هروح البيت حتى لو هروح بالچينز أو ما أروحش خالص بس مش هروح البيت ، انت عمال تقول تعالي معايا ونروح بيتنا وأنا مش فاهمة أصلا بتتكلم عن ايه ؟ 

ابتسم بتعاطف : حبيبتي انتِ ناسية ان عندنا بيتنا الخاص أنا وانتِ ؟ هاخدك على بيتي أنا يا همس .

كانت بالفعل ناسية تماما شقته اللي اتفقوا يفرشوها فابتسمت بفرحة : بجد هنروحها ؟ بس هي جاهزة ونظيفة ؟ 

ابتسملها : أيوة جاهزة ونظيفة ومش ناقصها غيرك انتِ تنوريها ، يلا اجهزي بسرعة وأنا هوصلك لهناك وأروح البيت أغير هدومي وأجيبلك هدومك معايا ، اتفقنا ؟

ابتسمت بحب : اتفقنا .

جت تبعد علشان تجهز بس شدها عليه باسها الأول بعدها اضطر يبعد وخرج يستناها وحمد ربنا انه كلم البواب الصبح قبل ما يجي ينظف الشقة بسرعة. 


جهزت وخرجتله كان قاعد مع أبوها وأمها وأول ما شافها وقف بس قبل ما يخرجوا فاتن وقفتهم وبصت لبنتها بشك: انتِ مش زعلانة منه بجد ؟ 

همس ابتسمتلها : لا يا ماما مش زعلانة منه 

 بصتلها وبتفتكر في عياطها طول الليل فكررت باهتمام : مش زعلانة بجد ولا مش بتعرفي تزعلي منه ؟ 

سيف اللي رد عليها المرة دي بغيظ : هو أي زعل والسلام ولا ايه يا حماتي ؟ ما قالتلك مش زعلانة، وبعدين ابقي كلميها في الموبايل اطمني عليها كل شوية . 

نزلوا أخيرا وقعدوا في عربيتهم وهو اتحرك وبص لساعته فسألت بفضول : اتأخرنا ولا ايه ؟ 

بصلها وابتسم : لا يا حبيبتي لسه في وقت ما اتأخرناش ولا حاجة . 


مؤمن وصل قدام عمارة شكلها فخم ، ركن عربيته وبص لنور : يلا وصلنا .

قلبها كان بيدق بسرعة وفرحة لان ده مالهوش غير معنى واحد وهو انه أخدلها شقة هنا ، كان نفسها لو توقفه وتحضنه . 

مشيت وراه بصمت تام وهو ماشي قدامها مستغرب صمتها بالشكل ده ، معقول حتى ماعندهاش أي فضول تسأله جايين هنا ليه ؟ للدرجة دي هو مش فارق معاها أصلا ولا حاسة به ؟ ولا هو بيحارب في معركة خسرانة ؟ 

دخلوا الأسانسير داس على الرقم وطلع بيهم لحد ما وقف في الدور الرابع فخرجوا ، مؤمن وقف قدام الشقة اللي أخدها وطلع المفتاح وفتحها : اتفضلي 

هنا أخيرا اتكلمت بترقب : أتفضل فين يا مؤمن ؟ 

كان نفسه يقولها : أخيرا نطقتي ؟ بس اكتفى بابتسامة مجاملة : ادخلي ونتكلم جوا

دخلت وهو وراها قفل الباب ، دخلت بتتفرج على الشقة ودماغها بتخطط هتفرشها ازاي ؟ 

انتبهت على سؤاله : عجبتك ؟ 

بصتله وهي مش مصدقة ان كابوسها انتهى وصبرها جه بفايدة قربت منه وبدون أي مقدمات أو كلام باسته وطبعا لانها واحشاه  فبادلها ده بشوق ولهفة ، ضمها لحضنه بقوة لانها كانت واحشاه فوق ما كان متخيل ، أخيرا بعدت عنه وعيونهم متعلقة ببعض وهمست : أنا بحبك يا مؤمن فوق ما تتخيل 

عاتبها بنظراته: امال قدرتي ازاي تبعدي عني كل ده ؟ 

مسكت وشه بايديها الاتنين بتحاول تشبع منه وحاولت تبرر : كنت مجروحة انك مش فاهمني ومش مقدرني

استغرب كلامها : أنا مش مقدرك يا نور ؟ 

جت تنطق بس حط ايده على شفايفها منعها تتكلم : الشقة دي بتاعتك انتِ ، هنروح أنا وانتِ دلوقتي الشهر العقاري وأسجلها باسمك و 

قاطعته بهمس : ما يهمنيش باسم مين 

ابتسم وكمل كلامه : هنفرشها على ذوقك و وقت ما نحب نهرب أنا وانتِ هنيجي هنا 

كانت مبتسمة بس مع آخر جملة ابتسامتها اختفت تماما وبعدت عنه بعدم فهم: يعني ايه وقت ما نحب نهرب ؟ احنا مش هنعيش هنا ؟ 

بصلها بصمت لفترة مش عايز يدمر اللحظات الحلوة اللي كان غرقان فيها ، كررت سؤالها بتحفز: رد عليا مش هنعيش هنا ؟ ولا بلاش السؤال ده ، هنعيش فين يا مؤمن ؟ 

رد بهدوء قاتل : في بيتي يا نور 

سألت تحاول تفهم أكتر قبل ما تتجنن عليه : بيتك اللي هو فين ؟ شقتك القديمة وبعتها بعد ما اتجوزنا فبيتك فين معلش ؟ 

جاوبها بوضوح أكتر : بيتي اللي عشت فيه عمري كله مع أهلي 

جت تبعد وتخرج بس مسك دراعها وقفها : الشقة دي بتاعتك انتِ وبس هفرشها على ذوقك كنتي عايزة بيت اهو بيت بس عيشي معايا في المكان اللي اخترته 

شدت دراعها بعنف : طيب ما تعيش انت معايا في المكان اللي يريحني ؟ 

حاول يتماسك ويتكلم بهدوء : ربنا خلق الرجال قوامون ، الراجل بياخد مراته بيته مش العكس ، مكانك مع جوزك مش عايزة تعيشي معاهم في الفيلا نعيش برا لكن مش هسيب بيتي خالص وخصوصا ان ماعندكيش أي أسباب 

ردت بعصبية : عمو حسن

قاطعها بنفاد صبر : إياك تتكلمي تاني في الموضوع ده ، عمي حسن وعمتي والكل جالك يطيب خاطرك ده لو عدو يا شيخة مش هتمسكيله غلطة بالشكل ده ، في ايه يا نور انتِ بتتلككي ولا ايه ؟ عايزة بيت البيت اهو بتاعك علشان إحساسك بالأمان مش أكتر ، اؤمري وهنفذ لكن أسيب بيتي وعيلتي لا ده اللي عندي 

ابتسمت بغيظ وردت بعناد : روحني بيتي عند أبويا وده برضه اللي عندي 

بصوا لبعض بتحدي وحرب صامتة بينهم

سألها ببرود: يعني ايه يا نور ؟ 

بصتله بإصرار : يعني يا نعيش أنا وانت برا الفيلا وبعيد عنهم يا اعتبر موضوعنا منتهي .

هز راسه بموافقة : ده آخر كلام عندك ؟ 

أكدت بعناد أجوف : أيوة بالظبط 

عطاها ظهره وقال باقتضاب : يلا هوصلك بيت أبوكي وزي ما قلتي احنا موضوعنا منتهي.

وصلها لبيت أبوها في صمت تام وأول ما وقف هي نزلت وفوجئت به بينزل معاها فبصتله باستفهام فوضح بإيجاز : عايز أبوكي عندك مانع ؟ 

ما ردتش عليه وكملت طريقها لجوا ، رنت الجرس وقبل ما حد يفتح نادر خرج من بيته و جه ناحيتهم ، مؤمن لمحه وقربوا من بعض سلموا على بعض ، بص لأخته وسلم عليها ، الباب اتفتح وخالد بصلهم كلهم وافتكر انهم اتصالحوا فابتسم : تعال يا مؤمن يا ابني اتفضل 

نور دخلت بسرعة بدون كلام فاستغرب رد فعلها، استقبلتهم فايزة ورحبت بيهم وابتسمت لمؤمن : ازيك يا حبيبي طمني عليك وعلى إيان واحشني كتير ، كنت جبته معاك أشوفه 

ابتسملها : أول ما يرجع هجيبه تشوفيه بإذن الله من عينيا يا ست الكل 

خالد سأل بفضول : يرجع ؟ منين ؟ 

بصله ونسي انه ماقالهمش انه مسافر مع أهله فوضحلهم : كريم وأمل أخدوه معاهم رحلتهم مع باقي العيلة .

خالد ابتسم هو ومراته لكن نور اتجننت أكتر : وازاي ياخدوا ابني بدون إذني أصلا ؟ 

مؤمن بصلها باستنكار : بدون إذنك ؟ وهو انتِ فكرتي أصلا في ابنك ده مرة واحدة وسط كل الهبل اللي بتعمليه ؟ بيجي على بالك أصلا ابنك ده ؟ 

بصتله بغضب : أمل بتحاول تقوم بدوري صح ؟ مفكرة نفسها هتنسي ابني أمه و

قاطعها بدفاع : أمل مش محتاجة تحاول تنسيه أمه انتِ ما شاء الله عليكي قايمة بالواجب وزيادة 

كانت هتعترض بس ماسابلهاش فرصة وبص لنادر وأبوها بجدية: النهارده زي ما قلتلها كانت آخر محاولة مني للصلح 

نور قاطعته بتهكم: قصدك محاولة تضحك عليا بيها ، أصلك شايفني داقة عصافير صح ؟ 

خالد زعقلها بحدة : ما تسكتي بقى وتهدي وتبطلي جنانك ده خلينا نعرف نتكلم مع الراجل ، في ايه انتِ محدش عارف يلمك ولا ايه ؟ 

بصتله بعصبية : سيادته جاي يضحك عليا بشقة وفاكرني هبلة هيديها لعبة تسكت بيها .

كلهم بصوله باستغراب و محدش فاهم حاجة نادر سألها بحيرة : مش كنتي عايزة بيت ؟ فين طيب اعتراضك ؟ 

وضحت بسخرية : أيوة جابلي شقة بس قال ايه نهرب فيها لكن نعيش زي ما احنا 

خالد اتنهد بتعب من بنته وقعد بتهالك ومؤمن وضح بجمود: هي قالت مش حاسة بالأمان جبتلها شقة خاصة بيها تحس بالأمان براحتها ، نروح نقضي فيها اجازات ، نغير جو فيها لكن نفضل مكاننا في الملحق أو في الفيلا براحتها ، ده أقصى شيء أقدر أقدمه ، الشقة بتاعتها وهكتبها باسمها وبكده تحس ان عندها بيتها الخاص ، غلطان أنا كده ؟ 

فايزة ردت بأسف: لا يا ابني مش غلطان ، الغلط عليا أنا ماعرفتش أربي صح وطلعت بنت ناكرة للجميل مش عارفة طالعة كده ازاي ؟

نور بصت لأمها باستنكار ووزعت نظراتها على أهلها اللي حاسة ان كلهم وقفوا ضدها وصرخت فيهم : أنا بكرهكم كلكم - بصت لمؤمن وكملت بجنون- احنا مش خلاص نهينا الموضوع؟ وفر محاولاتك لاني خلاص اكتفيت منك وافقد الأمل فيا وروح شوف حياتك ولو عايز تتجوز واحدة تانية تحطها تحت رجليك اتفضل هاتلك واحدة من بلدكم تخدمك وتقولك يا سي مؤمن .

مؤمن بصلها كتير قبل ما ينطق بتحدي: ماشي يا نور هنفذ نصيحتك بالحرف الواحد ، بعد إذنكم بس قبلها هننهي إجراءات الطلاق رسمي. 

نادر خرج وراه وقفه برا واعتذر: مؤمن ما تزعلش منها هي 

قاطعه بنرفزة : هي ايه ؟ أنا مش عارف هي ايه ولا هي مالها ولا ايه اللي جرالها ؟ انت تقبل مروة مرة واحدة تقولك اتخنقت من عيلتك ومن بيتك ده خدلي بيت بعيد ؟ انت اهو عايش قصاد أبوك لو مروة قالتلك مش عايزة أعيش معاهم ولا طايقاهم خدلي بيت برا ، هتعمل ايه ؟ 

نادر بص للأرض وماعندهوش رد فمؤمن كرر : هتعمل ايه يا نادر ؟ هتاخدلها بيت برا وتسيب عيلتك ؟ رد عليا 

رد بهمس : لا مش هاخد 

قبل ما مؤمن يتحرك نادر مسك دراعه ووضح : أنا مش بقول ان نور صح ولا بقولك ان طلبها منطقي أنا كل اللي بطلبه منك تصبر عليها شوية ، مصيرها هتفوق 

مؤمن أخد نفس طويل قبل ما يرد عليه : ربنا يسهل يا نادر بعد إذنك .

ركب عربيته وفكر يتصل بكريم بس تراجع خليه ينبسط مع مراته وابنه ، فكر يكلم سيف بس وراه محاكمة ومش وقته خالص ، وقف على جنب وحس بالوحدة التامة ، إحساس بشع أول مرة يحسه ، ان الواحد ما يلاقيش حد يفضفض معاه إحساس صعب ، أخيرا مسك موبايله واتصل بعاصم اللي رد عليه على طول : ازيك يا مؤمن يا ابني .

رد عليه : ازيك يا بابا أخبارك ايه ؟ 

عاصم حس بصوته المهموم : احنا بخير يا ابني انت اللي طمني عليك ، وإيان كيفه بخير ؟ 

طمنه عليهم وسكت وعاصم حس بالحزن اللي في ابنه فسأله : كريم فين ؟ 

جاوبه : سافر مع العيلة 

عاصم عارف انهم مسافرين فعلا وفهم ان ابنه مخنوق ومش عارف يعمل ايه فسأله باهتمام : مرتك أخبارها ايه ؟ ما اتكلمتش معاها ولا شوفت طلباتها ؟ ولا ايه أخباركم ؟ 

رد بتردد وحكى لأبوه ملخص اللي حصل واتنهد بحيرة : بابا هو أنا صح ولا غلط ؟ نور عندها حق تطلب مني نعيش لوحدنا بعيد ولا مش من حقها ؟ 

عاصم بعد تفكير رد بهدوء : حقها لو أهلك وحشين معاها ، لو حد بيجي عليها  ، لو مفيش الملحق برا كان ممكن ألتمسلها عذر لكن الكل بيحبها وبيحترمها وفي بدل الشغالة أربعة يخدموها فأنا مش لاقي أي مبرر غير انها بتكره العيلة نفسها وترابطها وعايزة تفرقك عنهم وده مش من حقها ، مؤمن سبق و قلتلك بطل تعمل حساب كل اللي حواليك وفكر في نفسك شوية ، ينفع يا ابني ؟ شوف ايه اللي يسعد مؤمن واعمله ، فكر في نفسك وابنك واللي انت مرتاحله اعمله ، عايز تسيب بيت عمتك سيبه وروح استقل ، عايز تفضل معاهم افضل ، اللي يريحك يا ابني اعمله ومهما يكون القرار اللي هتاخده أنا في ظهرك فيه ، عايز ترجع البلد هنا وتعيش في بيت أبوك هتنوره انت وابنك ، يا ابني الحياة بتتعاش مرة واحدة عيشها زي ما تحب وبطل تعمل حساب الناس كلها . 

قفل مع أبوه بس فضل مكانه شوية لحد ما قدر يتحرك ويشوف الشركة اللي تحت مسئوليته لحد ما كريم وحسن يرجعوا من سفرهم . 


سيف وصل قدام بيته وركن عربيته قدام العمارة ، جه مسئول الأمن ولسه هيتكلم لمح سيف نازل فابتسم بحرج : سيف بيه ازيك .

سيف بصله بابتسامة : أهلا يا صالح 

بص لهمس بترحيب: أهلا يا ست هانم 

همس ابتسمتله وسلمت عليه بعدها صالح بص لسيف : سيبلي المفاتيح يا بيه وأنا هركن العربية تحت في الجراچ ، محدش بيركن قدام العمارة 

سيف بتوضيح : عارف يا صالح بس هطلع المدام ونازل على طول لما أرجع حاضر هركن في الجراچ ما تقلقش .

اعتذر منه على تدخله وراح مكانه  .

سيف طلع هو وهمس لحد شقتهم وفتح الباب وقبل ما يدخلوا همس فوجئت به بيشيلها : سيف 

بصلها بابتسامة مشاكسة : أي عروسة بتدخل بيتها لأول مرة عريسها بيشيلها معترضة على ايه بقى ؟ 

دخلها لجوا ولسه هيروح أوضة النوم اعترضت : نزلني أتفرج عليها ، فرشتها امتى بالشكل ده ؟ 

نزلها وبدأت تتفرج وهي مبهورة بمنظرها بالرغم من ان معظم الحاجات دي ذوقها بس انها تشوفها في بيتها ليها طعم وإحساس تاني. 

دخل معاها لأوضتهم وهي مسكت الستارة وبصت لبرا وافتكرت سهرتهم يوم كتب كتابها ، ابتسمت لذكرياتها القريبة وانتبهت على سيف وراها بيلف ايديه حوالين وسطها ويسند راسه على رقبتها وبيهمس: فاكرة ؟

ابتسمت بمراوغة: فاكرة ايه بالظبط ؟ 

باس رقبتها : سهرتنا برا في البلكونة وقربنا من بعض 

لفت تواجهه وحطت ايديها حوالين رقبته بابتسامة: كانت ليلة جميلة أوي ، كنت مستعد ساعتها تطبق أسبوع علشان بس تكلمني - بعدت عنه وكملت بعتاب - مش تنام وتسيبني في بيت أخويا 

بص للسقف وبصلها بنفاد صبر: ما خلاص بقى يا همس ما يبقاش قلبك أسود كده .

قرب منها تاني بغمزة : وحشتيني 

بعدت خطوة وقالت بهروب : روح هات هدومي علشان ما نتأخرش 

بص لساعته : لسه معانا نص ساعة 

كشرت : نص ساعة لايه ها ؟ هو تقضية واجب ولا ايه ؟ سيف روح هات هدومي 

مسك ايدها وشدها عليه بإصرار : أنا بقولك واحشاني 

شدت ايدها بعناد : وأنا بقولك هات هدومي علشان ما نتأخرش لاني حاليا مش مستعدة لأي حاجة فلو سمحت . 

نظراتها كانت كلها تحدي وإصرار غريب وهو بيسأل نفسه يا ترى هتقدر فعلا تفضل بعيد عنه ؟ طيب لامتى ؟ 

قرب منها شدها عليه ومهما تحاول تبعد بيمنعها ، شالها وحطها على السرير وراها وبصلها بغيظ: بقولك واحشاني من امتى ما قربناش ؟ مفيش أي إحساس خالص؟

بصتله بعناد وهي بتحاول تبعده : أيوة أنا مابحسش ابعد بقى عني 

مسك ايدها حطها على قلبه بلوم: وأعمل ايه في قلبي اللي بيحبك ومابيقدرش على بعدك؟

شدت ايدها بعيد بعبوس: مش مشكلتي 

عيونهم اتعلقت ببعض وحاولت تقوم بس مسك ايديها كتفها ورفعهم فوق راسها بتحدي: وريني هتقومي ازاي وتسيبيني ؟

باسها بعنف بس ماقدرش يفضل عنيف معاها فساب ايديها وبوستهم كانت طويلة بس بمجرد ما بعد عنها وبص لعينيها لقاها بتقول بصوت مبحوح : برضه مش عايزة ولو مش عايز نتأخر يادوب تروح وترجع 

بصلها بذهول : انتِ بجد مش عايزاني أقرب منك ؟ 

ماقدرتش تنفي أو تؤكد فردت بمراوغة: انت شايف ايه ؟ 

ردد سؤالها باستنكار: أنا شايف ايه ؟ ماشي براحتك يا همس 

سابها وقام بس قبل ما يخرج من الأوضة بصلها بتوعد: بس خليكي فاكراها يا حبيبتي ، خليكي فاكراها .

سابها وخرج وهي غمضت عينيها لانه استنفد طاقتها كلها و وعدت نفسها أول ما يرجعوا من المحكمة هتعوض كل الحرمان ده . 

سيف سند على الباب بعد ما قفله وبيحاول يسيطر على أعصابه وعلى نفسه قبل ما يخرج من بيته . 


في مدخل العمارة عربية فخمة وقفت وصالح جري يفتح الباب : يا أهلا يا سيادة اللواء 

نزل اللواء عامر عبد الفتاح وقبل ما يرد لمح عربية سيف فبصله : عربية مين دي ؟ مش قلنا مفيش عربيات تركن قدام المدخل ؟ 

صالح وضح بسرعة : عربيه دكـ أقصد باشمهندس سيف والله ما عارف هو دكتور ولا مهندس 

عامر بصله باستغراب : مين هو أصلا ؟ وليه راكن عربيته قدام المدخل ؟ 

صالح وضح : ساكن معانا يا باشا وقلتله بس قال نازل على طول 

عامر باعتراض : ولا طول ولا عرض الممنوع يبقى ممنوع ما يركنش العربية بالساعة ويقول نازل على طول 

صالح وضح : يا باشا ده لسه يادوب طالع اهو 

عامر بتفكير : هو ساكن فين ؟ أي دور واسمه ايه ؟ مين هو يعني ؟ 

صالح ما يعرفش معلومات كتير فرد بحيرة : يا باشا كل اللي أعرفه انه دكتور ومهندس معرفش ازاي واسمه سيف الصياد إلا يعني ايه دكتور ومهندس دي ؟ 

عامر هز دماغه و وضحله : يعني واخد دكتوراه في الهندسة وشايف نفسه ياما هنا وياما هناك و

قاطعه صالح : اهو نازل اهو 

عامر توقع انه هيشوف حد كبير في السن ففوجئ أو اتصدم بسيف اللي بيعدي من جنبهم فوقفه : باشمهندس سيف ؟ 

سيف وقف قصاده باقتضاب : أيوة خير 

صالح بسرعة: ده اللواء عامر عبدالفتاح ساكن في الدور الرابع وهو رئيس مجلس إدارة العمارة 

سيف رحب به بمجاملة وعامر سلم عليه بعدها وضحله : محدش بيركن قدام مدخل العمارة 

سيف رد بهدوء : زي ما وضحت لصالح أنا يادوب طلعت مراتي ونزلت لما أركن أكيد هركن في الجراج 

جه يتحرك بس عامر وقفه بفضول : انت واخد دكتوراه في ايه؟

سيف وضحله باختصار: واخد دكتوراه في الهندسة ودكتور في جامعة القاهرة 

عامر بمغزى : اه يعني مالكش علاقة بالصياد جروب ومجرد تشابه أسماء

ابتسم بثقة و وضح : الصياد جروب شركتي 

عامر بصله باهتمام : الصياد جروب اللي أعرفه صاحبها عز الصياد 

سيف بنفس ابتسامته : والدي عز الصياد وحاليا أنا اللي ماسك الشركة لانه حابب يريح شوية ، عندك أي أسئلة تانية لاني معلش حاليا مستعجل شوية

عامر فتحله الطريق بابتسامة : لا حاليا لا بس أحب أقعد معاك وأعرفك على باقي أعضاء مجلس إدارة العمارة ونعرف المدام على جيرانها ولا ماعندكش رغبة ؟ 

سيف بلباقة : ده شيء يسعدنا أكيد ، على تواصل بإذن الله بعد إذنك .

ركب عربيته واتحرك وعامر بص لصالح بتفكير: تفتكر هو صاحب المجموعة فعلا؟

صالح بصله باستغراب: باين عليه الهيبة هيكدب ليه في حاجة تتكشف بسهولة ؟ بعدين عندك النت والفيس أكيد له صفحة وأكيد صوره موجودة ولا ايه يا باشا ؟ 

عامر كشر لانه مافكرش زي صالح البسيط فبصله وماردش عليه وطلع لبيته ومراته سوسن الفضولية واللي بتحب دايما تتدخل في كل ما لا يعنيها . 


خالد مع مراته ومعاهم نادر بيتكلموا وخالد سرحان فنادر ناداله : خير يا ابني 

نادر : بقولك محتاجين أي حاجة لليلة ؟ مش دكتور نادر جاي بعيلته يخطب ملك ولا ايه ؟ 

خالد اتنهد بحيرة : والله بفكر أقول لملك تأجل الميعاد و

قاطعته فايزة : ليه تأجله ؟ 

بصلها بحيرة : يعني أختها بتتطلق واحنا نروح نستقبل عريس و

قاطعته بإصرار : ونور يعني كان حد غصبها ؟ بعدين ليه تكسر فرحة ملك بعريسها ؟ اوعى يا خالد ولا ايه يا نادر ؟ 

نادر بتأكيد على رأي والدته : أيوة مالهوش لزوم ، ملك من حقها تفرح وترتبط بالإنسان اللي بتحبه ليه تعاقبها على غباء أختها ؟ وبعدين ايه علاقة ده بده ؟ 

خالد وضح : يعني ازاي نقول لنور في عريس جاي لأختك وهي لسه متخانقة معانا كده ؟ 

نادر باستنكار : هو في حد فينا داسلها على طرف ولا كلمها ؟ هي حرة في تصرفاتها لكن ملك ذنبها ايه ؟ أنا مع ماما نستقبل الناس ونقابلهم وربنا يتمملها على خير - قام وقف - أنا رايح الشركة يلا سلام لو في جديد بلغوني . 

انسحب وسابهم وفايزة قربت من جوزها : ما تيجيش على ملك علشان نور ، نور تتحمل نتيجة قراراتها لكن ملك من زمان نفسها تحب وتتحب بلاش تضيع فرحتها.


في الشركة ملك في مكتبها ماسكة مجلة فيها فساتين خطوبة وبتتخيل نفسها في كل فستان يعجبها ، موبايلها رن وابتسمت أول ما شافت اسمه و ردت بسرعة : كنت لسه في بالي .

ابتسم : وحشتيني وبعد الدقايق لحد ما أشوفك بالليل ، وبعد الأيام لحد ما تيجي بيتي .

ابتسمت بخجل وكأنه شايفها : حاساه حلم بعيد أوي يا نادر 

جاوبها : قربنا يا ملك ، مابقاش بعيد أبدا .

اتكلموا شوية بعدها سألته : والدتك أخبارها ايه ؟ هتيجي معاك ولا لسه مش عايزة تقتنع ؟ 

أخد نفس طويل بضيق عرفها إجابة سؤالها بس استنته يتكلم : مصيرها هتقتنع وتيجي الموضوع وقت وصبر لكن أنا صبري نفد خلاص المهم مش عايز أتكلم في حاجة تضايق ، قوليلي أجيبلك ايه معايا وأنا جاي ؟ شاوري 

ابتسمت : مش عايزة غيرك انت صدقني ومش فارق معايا أي حاجة تانية .

إجابتها لمست قلبه بس أصر عليها وفضلوا يتناقشوا كتير لحد ما أخيرا طلبت منه قلب تاني زي اللي أبوها سبق وهداها به بس المرة دي يكون قلب حبيبها .


سيف وصل الفيلا وسلوى أول ما سمعت صوت عربيته قامت بسرعة تبص عليه بس اتصدمت به داخل لوحده وطالع لفوق على طول فسألته بشك : مراتك مش معاك ليه ؟ 

جاوبها باختصار بدون ما يبصلها: انتِ عارفة ليه 

وقفته بحدة: بكلمك اقف رد عليا 

وقف على أول سلمة وبصلها بجمود : نعم يا أمي ؟ اتفضلي 

بصتله الأول شوية وفضلت عيونهم متصلة ببعض بعدها سألته بترقب : مراتك 

قاطعها بحسم : مش هتيجي هنا ومش عايزة تيجي هنا ودلوقتي بعد إذنك يادوب أغير هدومي وآخدلها هدوم علشان نلحق ميعاد المحكمة 

حاولت توقفه بس منعها : أمي مش وقته الكلام بعد إذنك علشان نلحق المحكمة . 

نادى على عواطف وطلب منها تطلع معاه تجهز لهمس حاجتها، دخلت وراه فبصلها : شوفيلي شنطة نحط فيها هدوم ليها وكل حاجة ممكن تحتاجها 

فتح دولابها وبيختارلها بدلة فورمال ، عواطف قربت واختارت بدلة بيضا فرفضها : احنا رايحين محكمة هو أنا بقولك رايح فرح ؟ 

اختار هو بدلة سودا ناولهالها : دي حلوة شوفي هتحتاج معاها ايه وجهزيه ، عقبال ما أغير أنا هدومي ، هطلع برا وانتِ جهزي حاجتها هنا 

أخد بدلته وخرج يلبس في أوضة نومه وعواطف في الدريسنج وقفل الباب بينهم 


بعد ماخلص وأخد الحاجة نزل راح لهمس اللي أخدت منه الشنطة ودخلت أوضتها تغير هدومها فدخل وراها قعد على السرير يتابعها فبصتله بعبوس : انت هتفضل هنا ؟ أنا عايزة أغير هدومي 

بصلها واسترخى في قعدته : غيري هو حد مانعك ؟ 

اعترضت بتذمر: سيف لو سمحت سيبني أغير براحتي 

حط رجل على رجل ورد ببراءة : هو أنا لمستك علشان تقولي أسيبك ؟ غيري يلا علشان هندخل في مرحلة التأخير 

فضلت واقفة مكانها وقالت بعناد : طيب اخرج علشان أغير 

بصلها وعيونهم بتتحدى بعض فقال ببرود : غيري يا همس وانجزي ، الحمدلله اني ماعملتش أوضة للدريسنج هنا واكتفيت بدريسنج جوا الأوضة ، غيري يا روح قلبي .

بصت حواليها بتفكير بعدها ابتسمت بانتصار ودخلت الحمام تغير ، بعد ما قفلت الباب هو ابتسم . 

قاعد منتظرها بملل ، طلع موبايله واتصل بمؤمن اللي رد عليه على طول فقال بمشاكسة : ايه يا ابني لازق في الموبايل ولا ايه ؟ ده تقريبا ما رنش لسه

مؤمن ابتسم : كان في ايدي وبعدين ولا تزعل المرة الجاية هلطعك ساعة قبل ما أرد 

سيف ابتسم وقلده : اوفر رخامة 

ضحك واعترض : اوفر دي بتاعتي شوفلك كلمة خاصة بيك 

سكتوا بعدها سيف سأله باهتمام : عملت ايه ؟ قابلت نور ولا لسه ؟ 

مؤمن سكت ماجاوبش على طول بعدها غير الموضوع : محكمتك امتى ؟ مش المفروض دالحين ؟ 

سيف تقبل تغييره واتريق : دالحين ؟ لا يا سيدي مش دالحين لسه قدامنا شوية وبعدين أنا مستني همس تجهز وهي لاطعاني لطعة محترمة وقالبة وشها عليا 

استغرب وسأله : لحقتوا تقلبوا على بعض؟ لسه بدري عليكم ، بس عملت ايه للبنية قلبتها عليك ؟ 

سيف جاوبه بتهكم : ولا حاجة بس نسيتها عند بيت أخوها وروحت وبعدها اتفزلكت قلت أنام ساعتين وآخدها أسهرها روحت نايم للصبح 

مؤمن ضحك غصب عنه : سيبتها في بيت أخوها للصبح ؟ بتهرج ولا بتتكلم بجد ؟ وقدرت يا مفتري تسيب عروستك في بيت غير بيتك ؟ 

سيف اتضايق أكتر: يا عم بقولك نمت ، نمت يا عالم ، نمت أعمل ايه ؟ أرجع الزمن ؟ 

مؤمن بضحك : أيوة نمت تصرفها منين هي ؟ وتلاقيك أصلا وسط طحنة يوم امبارح ده ماعرفتش تكلمها طول اليوم 

سيف كمل : ومش بس كده اتخانقت هي وأمي وأمي عملت حما عليها وماقالتليش انهم اتخانقوا غير الصبح ، ايه رأيك بقى في كل اللي أنا فيه ؟ 

مؤمن بطل ضحك وقال بجدية : انت كده وضعك صعب ومحتاج تصالحها بأي شكل لأن من حقها تزعل منك . 

سيف بتهكم : يااا جبت التايهة ، تصدق ماكنتش عارف ان من حقها تزعل ؟ نورت المحكمة ، المهم سيبك مني ومن مشاكلي لأن لا نهاية لها طمني عليك ليه غيرت الموضوع ؟ روحت لمراتك ولا لا ؟ ولا مش حابب تتكلم ؟ أنا مش بتطفل بس عارف ان كريم سافر فقلت أعبرك أنا 

مؤمن ابتسم بحزن وفي نفس الوقت مبسوط ان سيف كلمه : رفضت وقالت اني بضحك عليها وبعتبرها هبلة وقالتلي أروح أتجوز واحدة من بلدنا تسمع كلامي وأرمي طوبتها .

سيف استغرب رد فعلها بس ماقدرش يحكم لانه ما يعرفش نور ولا عمره اتعامل معاها قبل كده فقال بحيرة: مش عارف أقولك ايه يا مؤمن ، بس ليه كل ده ؟ فين مشكلتها يا مؤمن ؟ ولا بتتلكك ؟ مؤمن انت واثق انها بتحبك ؟ 

السؤال صدم مؤمن لأنه عمره ما فكر كده أبدا فرد بضياع: احنا اتجوزنا عن حب .

سيف باستفسار: بجد عن حب ولا انت كنت الشاب الروش صاحب الدم الخفيف الوسيم والغني والعريس اللقطة اللي ما يترفضش فليه لأ ؟ وزود الموضوع وقفتك جنب والدتها وتحملك لظروفها زي ما حكيت ليا ؟ أصل بصراحة أنا مش شايف أي حب دي حتى ابنها سابته ، راجع أفكارك ورتب خطواتك يا مؤمن ، نصيبك تتجوزها علشان تخلف منها إيان بس يمكن مش نصيبك تكمل معاها ، ويمكن ربنا لسه شايلك الأفضل ؟ 

أمن على كلامه وقفل معاه أول ما همس خرجت ، قام وقف وبصلها بإعجاب ، مدلها ايده: يلا يا حبيبتي 

نزلوا مع بعض كانت متوترة لحد ما وصلوا المحكمة اتصدمت بعدد الصحفيين والمصورين اللي هجموا على العربية لدرجة ان سيف ماعرفش يتحرك بالعربية واتصل بالمحامي يبعتله حد ينزله هو ومراته . 


نزلوا بالعافية وسط الأمن اللي بيحميهم وهمس دفنت وشها في كتف سيف وهو محاوطها بدراعاته يحميها من الزحام والكاميرات والأمن حواليهم لحد ما قدروا يدخلوا جوا مبنى المحكمة وهنا بقوا في أمان من الصحافة ، همس بصتله بتوتر : ما تخيلتش ان كل الصحافة هتكون هنا .

ابتسم بتعاطف : ما يهمكيش حد - كمل بمزاح يحاول يهديها شوية - انتِ متجوزة من عيلة الصياد ها مش أي حد .

كان فاكر انها هتهزر معاه بس لاحظ انها اتضايقت أكتر وسكتت ، ماكانش فاهم مالها بس وصول إمام المحامي عندهم وكلامه مع سيف شغله عنها .

همس حست بالخوف ؛ هي فعلا متجوزة حد تقيل وكبير وافتكرت كلام سلوى كله انها انتقلت نقلة كبيرة ولازم تكون قدها ، هي بنفسها شافت الصحافة برا ازاي صوروهم مليون صورة ، يا ترى هي حياتها كلها هتبقى متراقبة من الصحافة ؟ وهل فعلا لازم تتغير كليا وتحاسب على كل كلمة وكل تصرف منها ؟ 

قاطع أفكارها سيف بيمسك دراعها : يلا يا همس 

بصتله باستغراب وضياع فاستغراب نظراتها وسألها باهتمام : في ايه مالك يا حبيبتي ؟ 

ونكمل بعدين 

توقعاتكم 

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيمووووو



عاصفة الهوى (١٢)


بقلم/ الشيماء محمد احمد 

#شيمووو


ممنوع تماما نشر الرواية في أي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

الجماعه اللي بيحذفوا السطرين دول ويروحوا ينشروا الرواية دي اسمها سرقه ملهاش مسمى تاني وياريت اي حد من متابعيني يشوف اي حد ناشرها يكلمني خاص وخلينا نقفل صفح كل حراميه الروايات دول ، الفيس حاليا مش محتاج اكتر من كام بلاغ يقفل الصفحه فطالما مش هيحترموا رغبة الكاتب يبقى نقفلهم صفحتهم اللي بيسرقوا علشانها الروايات . 

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة


همس ابتسمت باصطناع: لا مفيش سلامتك يا حبيبي ، يلا 

مشيت معاه وإمام بصلها : ممكن يستدعوكي ويسألوكي بس عادي ما تخافيش وما تتوتريش 

سيف بحزم : مش عايز حد يستجوبها في أي حاجة 

إمام بصله وطمنه : أنا بقول ممكن مش أكيد المحاكمة لماجدة ولو قالت الحقيقة الموضوع هينتهي بسرعة 

همس سألت بتوتر : طيب هيسألوني في ايه ؟ 

إمام بهدوء: أي كلام هو مفيش حاجة أصلا يسألوا فيها بس ممكن يقولك تعرفي ماجدة أو لا ؟ تعرفي شذى ؟ علاقتك بيها ايه ؟ ليكي أعداء  تانيين؟ 

سيف حط دراعه حواليها بدعم: انتِ قلقانة من ايه ؟ احنا معاكي يا حبيبي وبعدين انتِ هنا مش متهمة علشان تخافي 

وضحتله بتردد : بس أول مره أدخل محكمة وأول مرة أتحط في موقف زي ده وخايفة، معرفش ليه بس خايفة 

سيف بص لإمام اللي سابهم وخرج وقاله هيستناهم قدام القاعة وقفل الباب وراه ، سيف راقبه لحد ما خرج بعدها مسك ايدين همس وقال برفق : ما ينفعش تكوني مرات سيف الصياد وتخافي ، أنا معاكي وجنبك مالوش لازمة الخوف والتوتر ده .

أخدها في حضنه وهي دخلت في حضنه و عايزة تختفي جواه ، دفنت نفسها أكتر جواه وسكتت . 

بدأت المحاكمة بكلام كتير، همس بتسمع كلمة وبتسرح في عشرة بس ماسكة ايد سيف تستمد منه القوة .

ماجدة وقفت مكانها والنيابة العامة بتسألها والكل اتصدم لما غيرت أقوالها وقالت ان دكتورة شذى هي اللي أجبرتها وهددتها بأسرتها وساد الهرج والمرج بس خبطة واحدة من القاضي رجع الصمت تاني وماجدة كملت كل أقوالها وقالت كل حصل بالضبط . 

انتهت المحاكمة بإصدار أمر بالقبض على شذى وتقديمها للمحاكمة . 

سيف خرج ايده في ايد همس والصحافة وقفتهم فوقف يتكلم معاهم 

صحفي ١ : إحساسك ايه بعد ما عرفت ان خطيبتك السابقة هي اللي حرضت على قتل زوجتك الحالية ؟ 

سيف ماجاوبش على طول لأن السؤال كان له أبعاد كتيرة فابتسم وجاوبه بسؤال : المفروض يكون إحساسي ايه ؟ 

الصفحي ابتسم بإعجاب : بالذنب .. مثلا أو تأنيب ضمير

سيف رد باستنكار : تأنيب ضمير ؟ وذنب ؟ لو قصدك اني أسأت اختيار في البداية فأيوة تخيلت اني ممكن أعتبر الجواز بيزنس بس القلب كان له رأي تاني 

صحفي ٢ : ايه اللي يحول دكتورة ناجحة إلى قاتلة برأيك ؟ مش ممكن حست انك ظلمتها ؟ 

سيف حافظ على هدوئه وهمس مستغربة ازاي بيقدر يكون هادي بالشكل ده وبصتله بفضول ومستنياه يجاوب : كلامي واتفاقي مع الدكتورة من قبل ما أرتبط بها انها تعتبر علاقتنا صفقة بيزنس وأي صفقة تحتمل النجاح أو الفشل وقلتلها بالحرف خرجي الحب برا المعادلة لاني مش بحبك ومش هحبك فدي صفقة وهي وافقت 

صحفي ٢ : ايه اللي يخلي واحدة في مركزها توافق على ارتباط بالشكل ده ؟ 

سيف : أعتقد السؤال ده مش ليا بس لو هخمن هقول ان والدها طمع في شركات الصياد وتخيل ان ده هيمهدله الطريق أو يضمن ان لو هو فشل يستولي عليها يكون عنده طريق تاني ، نسى ان مجموعة الصياد أكبر من ان حد زيه يقدر يوقعها أو يستولي عليها 

صحفية بصت لهمس : السؤال للباشمهندسة لما عرفتي ان خطيبته السابقة هي اللي حاولت تقتلك هل ندمتي على ارتباطك به ؟ 

همس ابتسمت وبصت لسيف بعدها بصتلها : لا أبدا بالعكس عذرتها 

الكل اتكلم كتير والصحفية سألت : عذرتيها ؟ 

همس أكدت : طبعا عذرتها ؛ خسارتها لواحد زي سيف الصياد مش سهلة أبدا هو اه قالها ان ارتباطه بها صفقة بيزنس بس نسي نقطة مهمة ان أي حد هيتعامل معاه هيحبه ومش هيقدر يبعد عنه بعدها 

فضلوا يسألوا كتير لحد ما سيف قال باقتضاب: مش وقته كل ده المهم اننا أصلا أول تعارفنا على بعض كنا مجرد اتنين عاديين مش دكتور وطالبة ، كفاية كده لو سمحتم بعد إذنكم

كتير حاول يسألهم أو يوقفهم بس سيف أخد همس وحواليهم الأمن ووصلوهم لحد عربيتهم وهو شبه حاضن همس علشان تعرف تمشي في الزحمة دي لحد ما ركبها عربيته وقفل الباب وقعد مكانه وقدر أخيرا يطلع بعيد عن زحمة المحكمة ساعتها هي اتنفست : اووف أخيرا الكابوس ده انتهى

سيف مسك ايدها ضغط عليها بحب : ما انتهاش أوي يا همستي لان محاكمة شذى مش هتبقى بالسهولة دي 

همس اتعدلت وبصتله بقلق : قصدك ايه ؟ هي ممكن تحاول تعمل حاجة أو تضر حد ؟

طمنها بسرعة : لا لا يا حبيبتي مابقتش تقدر تضر حد المهم شيلي الموضوع ده من دماغك المحامي هيتعامل فيه ، تحبي تروحي فين ولا نعمل ايه ؟ قدامي 

بص لساعته فمسكت ايده برجاء : قضي معايا النهارده علشان خاطري بلاش تروح الشركة ينفع ؟ ولا في اجتماعات مهمة وراك ؟ 

نظرة عينيها ومسكتها لايده خلته يبتسم بحب : مفيش عندي أهم منك يا همسة قلبي ، هنقضي اليوم مع بعض انتِ تشاوري ، بس برضه تحبي تروحي فين ؟ 

حضنت دراعه وريحت راسها على كتفه وهمست بابتسامة : بيتنا وبس مش عايزة أروح أي مكان تاني . 

ابتسم لان ده بالضبط اللي هو عايزه ، يقعد معاها هي وبس وحمد ربنا ان ده كان اختيارها لانه عايز ياخدها في حضنه ويعوض الكام يوم اللي بعدتهم عنه . 


سارة ونهلة وروان أصحاب آية كانوا مع بعض نهلة بصتلهم : ما تقترحوا عليا يا بنات ، هاني عايز يجيبلي عربية بيقولي شوفي أي موديل وهيجيبهالي بس في حدود المعقول 

كل واحدة قالت حاجة لحد ما سارة مرة واحدة قالت بحماس : لقيتها لقيتها

بصولها الاتنين باستغراب وروان سألتها : لقيتي ايه ؟ 

ابتسمت بخبث : لقيت مين هيقولنا نجيب عربية ايه وموديلها ايه وأفضل حاجة ايه 

نهلة بفضول : مين يا بت قولي بسرعة 

ردت بمكر : آية 

الاتنين بصولها بإحباط وروان رددت : آية ؟ انتِ هبلة يا بت؟ سيبك منها يا نهلة دي عبيطة قال آية قال 

نهلة كملت : آية هتعرف منين ماهي زيها زينا يا سارة

سارة بهدوء: مش هي اللي هتعرف بس في عندها اللي يعرف 

نهلة بفضول : مين ؟ اوعي تقولي سيف أخوها بت شيليه من دماغك هو اتجوز و

قاطعتها سارة بغيظ : لا ماأقصدش سيف ، أقصد سبيدو دي فرصة نشوفه ونتعرف عليه 

روان بتهكم : سبيدو ؟ هتقولي لآية عرفينا عليه هتقولك يلا ؟ وبعدين نسيتي خناقتها هي وسيف بسبب باسم آخر مرة ؟ مش هترضى أصلا

سارة كشرت شوية بعدها قالت بحماس : مش هنقولها بصوا أنا هعرفلكم عنوان المعرض بتاعه وهنقولها تيجيلنا على هناك ودع الأمور تأخذ مجراها .

روان رفضت : لا وتسببيلها مشاكل بعدها مع أخوها ولا تحطيها في وضع محرج مع سبيدو 

سارة باستنكار : ليه ؟ داخلين نشتري عربية مش بنألف ولا بنحور ، بت يا نهلة ايه رأيك؟ سيبك من روان العقد دي 

نهلة كان عندها فضول تشوف سبيدو فردت بتفكير : ماشي مش هنخسر حاجة خلينا نكلم آية 

سارة وقفتها وطلعت موبايلها : استني نعرف بس مكانه فين الأول 

فضلوا يبحثوا عنه لحد ما عرفوا عنوان معرضه وماكانش صعب لانهم دخلوا صفحة سيف ومنها عرفوا صفحة سبيدو وعرفوا عنوانه بسهولة .

اتصلت نهلة بآية وطلبت منها تيجي تتعشى معاهم وتخرج معاهم بالليل هيلفوا شوية مع بعض وآية وافقت تقابلهم . 


كريم وأسرته وصلوا الفندق اللي هينزلوا فيه ودخلوا أوضهم يغيروا هدومهم ، نزلوا اتغدوا وقعدوا مع بعض يهزروا ويضحكوا وبعدها طلعوا أوضهم يريحوا شوية لحد ما الجو يهدا شوية ، بعد ما طلعوا وقبل ما كريم يدخل أوضته أبوه وقفه : كريم هات الولدين دول طالما نايمين خليهم معانا 

كريم كان شايل إيان وأمل شايله إياد 

اعتذر بحرج : لا عادي خليهم نايمين 

ناهد اتدخلت : كريم هاتهم الاتنين ، أصلا احنا أخدنا جناح علشان الاتنين يفضلوا معانا وانت وأمل براحتكم تسهروا تخرجوا فهاتهم وبطل رغي كتير علشان ما يصحوش وبعدين الأوض جنب بعض لو احتجناكم هنخبط على الحيطة 

ضحكوا وكريم بص لأمل وشاورلها يودوهم فوافقته وبالفعل حطوا الولدين في جناح أبوه وهو أخد أمل وراح أوضتهم وأول ما قفل الباب أمل بصتله بحماس : تعال نتفرج على الفندق ونتمشى على البحر شوية 

بصلها وهو مضيق عينيه وردد بمغزى : نتمشى على البحر ونتفرج على الفندق ؟ 

قربت منه ومسكت ايده تشده بحماس: اه يلا ننطلق 

كريم مسكها من كتفها وزقها ببطء لورا بابتسامة خبيثة: أنا هنطلق اه بس على السرير مش برا الأوضة 

وقفته بتذمر: اسمعني بس الأول 

رد وهو بيرجعها لورا بايد وبايده التانية بيفتح زراير قميصه: ما أنا سامعك 

مسكت ايديه الاتنين علشان ما يقلعش قميصه : يا كريم اصبر بس 

وقعها على السرير وقال ببراءة: أنا سامعك والله هو أنا قلت مش سامع ؟ 

قلع قميصه وقرب منها بس لاحظ انها كشرت فاتعدل وقال بلطف:  يا حبيبتي وروحي وعقلي ودنيتي كلها ، أولا الجو حر وصعب دلوقتي ومش وقت تمشية أساسا، اللي يتمشى ده يا الصبح بدري يا آخر النهار مش الظهر

بصتله بشبه اقتناع لان الجو فعلا حر وسألته: وثانيا ؟ 

ابتسم لانها بدأت تقتنع فقرب وبدأ يقلعها حجابها: ثانيا والأهم احنا نعرف نتمشى والولاد معانا ونعرف نتفرج على الفندق وهما معانا لكن هنا ده ما ينفعش وهما معانا فايه رأي سيادتك ؟ نايمين يبقى نستغل نومهم صح ، ينفع بقى تفكي بقى شوية وتقربي مني ولا لسه عايزة تتمشي ؟ 

بصت لعينيه كتير قبل ما تلف ايديها حوالين رقبته بدلال: لا اقتنعت الجو حر برا

ابتسم بمكر وهو بيساعدها تخفف هدومها : وحر هنا على فكرة جدا مش محتاج الهدوم دي كلها 

ضحكت وسابته يساعدها وغابوا الاتنين في دنيتهم الخاصة . 


سيف وهمس وصلوا شقتهم ، همس دخلت أوضة نومها وقلعت چاكيت البدلة اللي لابساها كان تحتها قميص قصير أبيض نص كم ، سيف دخل وراها قلع الكرافتة وچاكيت بدلته تحت متابعتها له فسألته: نفسي أعرف بتتحمل انك تفضل لابسها النهار كله ازاي ؟ أنا ساعتين واتخنقت 

فتح كام زرار من قميصه ورد : علشان بس مش متعودة مش أكتر . 

سند على السرير وراه وهي بصتله مرة واحدة باستيعاب : سيف ماعندناش هدوم هنا هنعمل ايه ؟ 

حرك كتفه بلامبالاة : عادي يعني هنجيب حاجتنا ما تقلقيش 

سألته بحيرة : ودلوقتي ؟ 

كان بيرد وهو مسيطر على نفسه بالعافية وعلى أعصابه ومستغرب هي ازاي واقفة بعيد عنه ، اتعدل في وقفته وسألها : محتاجة هدوم ليه دلوقتي ؟ يعني انتِ في بيتك ولوحدك 

همس لاحظت ان سيف مش بطبيعته معاها فقربت منه خطوة باهتمام : انت مالك ؟ ليه مش حاساك طبيعي ؟ 

بص لعينيها بعمق وبيتكلم ببحة وعينيه متعلقين بعينيها : علشان أنا حرفيا بحارب نفسي علشان أقدر أقف وأتكلم معاكي بمنتهى الهدوء ده في الوقت اللي انتِ مش فارق معاكي أصلا اننا بقالنا كام يوم بعاد عن بعض ، مش عارف مصدر برودك ده ايه ؟ ولا أنا مش واحشك ولا

قاطعته بانها رمت نفسها في حضنه واتعلقت في رقبته وشفايفهم عرفوا طريقهم لبعض ، همس حاولت تتكلم أو تقول أي حاجة بس هو واحشها من امبارح الصبح من اللحظة اللي فتحت عينيها وما شافتهوش جنبها ، ماكانش في كلام ممكن يعبر عن حالتها وشوقها له وهو بعد كل ده بيقولها ازاي واقفة بالبرود ده ؟ أي برود بيتكلم عنه دي هتموت عليه ومشتاقاله كأنه بعيد عنها من سنة كاملة ، ازاي يتهمها اتهام بشع زي ده ؟ 

قربهم من بعض كان مليان لهفة وشوق وحرمان ، شالها حطها على السرير وغرق معاها يعوض الكام يوم اللي اتحرم منها فيهم حاول يساعدها تفك قميصها بدون ما تبعد عنه بس قميصها كان زرايره كتيرة وصغيرة جدًا فلقى نفسه بيمسكه ويشقه نصين من لهفته عليها . 


بعد فترة طويلة والاتنين في حضن بعض ، أنفاسهم بتهدا واحدة واحدة وعيونهم متعلقة ببعض ، همسلها بصوت مبحوح: بحبك يا همس بحبك ، الكام يوم اللي فاتوا حاسس اني ماكنتش عايش أصلا 

بصت لوشه وايديها بتتحرك على وشه، باسته وردت بحب : وانت كمان كنت واحشني أوي ، الليلة اللي فاتت أصعب ليلة تعدي عليا من يوم ما اتجوزنا ، كنت بحلم وأنا صاحية اني في حضنك .

عاتبها : وبدل ما تكلميني تعمليلي بلوك ؟ 

بصتله وحطت ايديها في شعره تشده عليها : كنت موجوعة منك 

باسها برقة واتكلم بصدق: لو اتصلتي بيا كنت هجيلك حتى لو الفجر كنت هجيلك ، لو رنيتي بس رنة ، ما تبعديش عني تاني بقالك كام يوم بعيدة عني ها؟ 

بصتله باستغراب : على فكرة أنا كان عندي ظروف ماكنتش بعيدة عنك 

مط شفايفه بلامبالاة : ظروف مش ظروف المحصلة انك بعيدة عني وعن حضني وكملتيها عليا بالبرفان إياه .

افتكر البرفان فاتعدل ونام على جنبه وسند ايده على راسه في مواجهتها وهو بيسألها باهتمام : إلا انتِ جايبة البرفان ده منين بقى ؟ علشان أنا مش فاكر اني جبت حاجة زي دي  

استغربت : ماله البرفان ؟ مش عاجبك ؟ 

ضيق عينيه وحس انها مش عارفة أصلا حاجة عن البرفان ده فسألها بترقب: همس جيبتيه منين ؟ وعارفة ده ايه ولا كالعادة بتعملي حاجة ومش عارفة أبعادها ؟

اتعدلت زيه وشدت الغطا عليها وهي بتسأله ببلاهة : ماله بجد ؟ سيلينا اللي قالتلي عليه واحنا بنتمشى آخر مرة وعجبني فجبته ، هو مش عاجبك؟

رقد وبص للسقف بغيظ : جبتيه ومش عارفة ده بتاع ايه وأنا أقضي ليلة كاملة في البيسين لحد ما اتقطع نفسى وقلت هطلع أتهد أنام وبمجرد ما جيت جنبك على السرير النار ولعت فيا تاني وقضيت ليلة ما يعلم بها إلا ربنا وانتِ مش عارفة أصلا البرفان ده ايه ؟ 

ضحكت على شكله وسندت على صدره بدلال: لا بجد قولي ماله؟

بصلها بغيظ : وتعملي ايه لما أقولك ماله ؟ 

ضحكت تاني : فهمني بقى

وضحلها : البرفان ده زي مثير للرجالة ، المهم ما تحطيهوش تاني إلا لو هتفضلي في حضني فاهمة ؟ 

ابتسمت بمشاغبة :يا ريته كان موجود دلوقتي كنت حطيت منه 

اتعدل وقلبها تحته بخبث: دلوقتي انتِ مش محتاجاه 

ضحكت وهي بتضمه وتغرق معاه أكتر وأكتر . 


عز رجع البيت وسلوى قابلته قعد معاها في الريسيبشن : سيف وهمس في أوضتهم ؟ 

سلوى باستغراب : هو سيف ماكلمكش بعد المحكمة ؟ 

عز : كلمني وقالي انه طلع أمر بالقبض على شذى ومحاكمتها بمحاولة قتل همس وقالي انه مروح 

سلوى وضحت بتوتر : سيف ما رجعش يا عز جه الصبح بس غير هدومه وأخد هدوم لمراته .

بصلها بعتاب : يعني مراته زعلانة وحقها تزعل ، سلوى ..

قاطعته بسرعة: نصالحهم ازاي قولي أعمل ايه وهعمله ؟

بصلها ومسك ايديها بحب : تقومي نروحلهم ونرجع ابنك ومراته بيتهم ، ايه رأيك ؟ 

سلوى وقفت بحماس : هتيجي معايا صح ؟ عز أنا ماكانش قصدي أزعلهم بس كنت متعصبة من همس وتخيلت انها هتقبل عصبيتي وكلامي ما تخيلتش أبدا انها هتعتبرها إهانة ليها 

عز بتعاطف : بس هي بالفعل إهانة وزي ما قلتلك سيبي سيف يتعامل معاها بالطريقة اللي تعجبه ، مراته وهو حر وهي كمان حرة مع جوزها وصحباتك طول عمرهم بيبصولك بحقد وغيرة فمش دول اللي هتزعلي ابنك علشان كلامهم أو تخسري مرات ابنك ، يلا هاجي معاكي .

أخدها وجهزوا الاتنين علشان يروحوا لسيف وهمس يصالحوهم .


نادر رجع بدري من المستشفى علشان يستعد لزيارته لملك والفرحة مش سايعاه ، أول ما شاف أبوه قاله بحماس : ميعادنا بعد العشا إن شاء الله نروح بيت ملك ، ماما هتيجي معانا ؟ 

فاتن لفت وشها بعيد عنهم بنزق وخاطر رد : لا مش هتيجي 

نادر راح قعد قصادها ومسك ايدها بس شدت ايدها بعنف منه فقرب أكتر وقال بتوسل: علشان خاطري تعالي معايا 

بصتله بحدة : علشان خاطرك ؟ لا يا نادر زي ما قلتلي اخبطي دماغك في الحيط مالكيش خاطر انت كمان مالكش خاطر عندي

بصلها باستنكار : أنا قلت مالكيش خاطر ؟ أنا امتى قلت كده ؟ 

زعقت : مش قلت دي حياتي وأنا حر فيها؟ وقلت محدش له دعوة باختياراتي ؟ اه ماقلتهاش باللفظ يا نادر بس قلتها بكل تصرفاتك ، اتكل على الله وما تضيعش وقتك معايا لأحسن تتأخر على الهانم . 

سابتهم وقامت دخلت أوضتها وهو اتحرك يروح وراها بس أبوه وقفه بتفهم: سيبها دلوقتي يا نادر براحتها قوم شوف هتلبس ايه ولا هتاخد شاور ولا هتحلق دقنك ، قوم استعد يا ابني وربنا يسهلك أمورك ويكتبلك اللي فيه الخير دايما يارب ولو فيها خير ليك يارب يجمعك بها ولو هي شر ربنا يبعدها عنك ويبعدك عنها 

نادر كان بيؤمن في كل جملة لحد آخر جملة و سكت ماقدرش يؤمن فيها؛ هو عايزها قريبة منه وبس بأي شكل وبأي تمن .


همس نامت في حضن سيف وهو كان ماسك موبايله بيقلب فيه ، حس بها بتتحرك بصلها كانت نايمة بس ملامحها مش مرتاحة فكر يصحيها بس تراجع؛ مش هيتدخل في نومها كمان .

لحظات وحس بها بتتحرك وبتهمس باسمه : سيف ، سيف لا

ساب موبايله من ايده وبيصحيها : همس حبيبتي اصحي 

فضلت تهذي وهي نايمة : لا يا سيف ما تسيبنيش سيف 

صحاها بصوت أعلى وهزها علشان تفوق من الكابوس اللي هي فيه : همس قومي همس 

فتحت عينيها وهي بتشهق ودموعها نازلة وأول ما شافته جنبها وهي في حضنه سألته بعدم استيعاب : انت قدامي ولا لسه بحلم ؟ ولا كان بجد ودلوقتي حلم ، سيف أنا صاحية ولا نايمة ؟

ضمها لحضنه بحنان : حبيبي انتِ صاحية وفي حضني دلوقتي ، اللي فات ده اللي كان كابوس ، اهدي يا قلبي اهدي .

فضل ضاممها لحد ما هديت بعدها عنه بالراحة : حلمتي بايه خوفك بالشكل ده ؟ 

هزت دماغها برفض ومش عايزة تفتكر ولا تتكلم في اللي حلمت به فقالت بصوت متحشرج : سيف مش عايزة أفتكره أساسا - بصتله بعمق وسألته بتردد - هو انت ممكن تسيبني في يوم من الأيام وتسافر وما ترجعش تاني ؟ 

مسح أي أثر لدموعها وباس عينيها الاتنين برفق ورد بثقة: لا يمكن يا قلبي لا يمكن ، ولو سافرت في أي يوم هتكوني معايا .

مسحت دمعة نزلت منها بكف ايدها : طيب لو هتسيبني في يوم هيكون ليه ؟ 

هز دماغه برفض : همس حبيبتي أيا كان اللي حلمتي به 

قاطعته بإصرار : قولي ايه اللي لا يمكن تسامحني فيه ويخليك تسيبني ؟ ايه اللي مش ممكن تسامح فيه ؟ 

فكر للحظات بحيرة و مش قادر يوصل لأي شيء ممكن يخليهم يسيبوا بعض بعدها بصلها ورد : مفيش أي حاجة ممكن تفرقنا عن بعض غير الموت يا همس - غمضت عينيها بارتياح وهو كمل - أو انك تحبي حد غيري الخيانة بشكل عام دي اللي الواحد مش هيقدر يسامح فيها 

اتنهدت بارتياح : الخيانة دي معناها ان الحب انتهى وده شيء مفروغ منه وانه شخص بطبعه مش كويس .

طمنها وهو بيمسك وشها بايديه الاتنين ويرجع شعرها مكانه : يبقى مفيش حاجة ممكن تبعدنا عن بعض ، اطمني ، بعدين يا همس خناقنا وزعلنا وخلافاتنا دي كلها مش معناها اننا هنسيب بعض دي أمور طبيعية بتحصل بين أي اتنين بيتخانقوا ويتصالحوا .

ابتسمت : وكل ما يتصالحوا ياخد يوم اجازة يقضيه في حضنها ؟ 

ابتسم : هحاول بس ما أوعدكيش النهارده بالفعل طلبت من بابا وآية يكونوا موجودين علشان مشغول بالمحاكمة ، بس أوعدك هحاول دايما نفصل عن الدنيا بيوم زي ده كل شوية . 

دخلت في حضنه وضمته أوي وتمتمت باسمه : سيف

 ⁃ عيونه 

بصتله بابتسامة : أنا جعانة وعايزة آكل بيتزا ينفع ؟ 

بصلها واطمن كدا انها رجعت لطبيعتها : تحبي ننزل ولا نطلبها ؟ 

حطت ايديها حاولين رقبته : النهارده مش هتقوم من على السرير ده أو مش هتبعد عن حضني أساسا فأي حاجة تتطلب خروجنا مرفوضة .

باسها برقة : يبقى نطلب .

طلبوا الأكل و بعد ساعة وصل الدليفري ، سيف فضل يدور على هدومه : يا بنتي عايز ألبس أي حاجة أفتح بها الباب ، هدومي راحت فين ؟ 

اتعدلت وشدت الغطا عليها وردت ببساطة : قميصك اهو 

بصلها بضحك : هطلعله بالقميص يا همس ؟ 

ضحكت وهو بيلبس :  بنطلوني فين بقى علشان محفظتي ؟ 

الجرس رن تاني ، وهي شاورت على الأرض : اهو يا سيف 

طلع محفظته وخرج بسرعة برا ، اعتذر من الدليفري وحاسبه ودخل لقى همس وراه لابسة قميصه وبتقول بحماس: هموت من الجوع 

حط البيتزا وقعدوا الاتنين في الريسبشن : تعالي طيب كلي يلا قبل ما تبرد . 


خاطر قام لمراته في محاولة أخيرة بإقناعها تيجي معاهم بس منشفة دماغها . 

قاطعهم جرس الباب فخاطر راح يشوف مين وفوجئ بعز وسلوى قدامه ، وقف لوهلة قدامهم مصدوم لحد ما عز اتكلم بابتسامة : مالك يا أبو نادر ؟ 

خاطر فتح الباب وابتسم : لا يا أهلا بيكم اتفضلوا اتفضلوا 

رحب بيهم ودخلوا الاتنين وهو هنا اقتنع ان بالفعل بنته زعلانة أو في حاجة حصلت .

فاتن خرجت على صوتهم وشكها اتأكد ان بنتها ماكانتش جاية عادي بس رحبت بيهم وضايفتهم وبعدها ساد صمت محرج ، قطعته سلوى بسؤالها : امال همس فين؟ نايمة ولا ايه ؟ 

خاطر وفاتن بصوا لبعض وفاتن رددت : همس ؟ 

سلوى باستغراب : اه هي وسيف 

فاتن بحيرة : هي وسيف ؟ هو سيف جه الصبح وفطروا وأخدها وقال وراهم محاكمة وكلموني بعدها قالولي باللي حصل وقالوا مروحين فازاي بتسألونا عنهم ؟ 

عز باستغراب : سيف كمان كلمني وقال مروحين فافترضنا انهم هنا 

خاطر سأل باستغراب : وليه افترضت انهم هنا ؟ أيوة ده يعتبر بيتهم بس مش هيقول مروحين ويجي هنا 

فاتن بصت لسلوى بشك: هي همست كانت جاية زعلانة صح ؟ وسيف جه وأخدها بس راح بها فين ؟ 

سلوى استغربت ان همس ماعرفتش أهلها أي حاجة وده حسسها بتأنيب ضمير أكتر ، انتبهت على فاتن بتقول بضيق: هو سيف مزعل همس ليه ؟ اللي يشوفه قبل الجواز ولهفته وحبه يقول هياخدوا سنة على الأقل متعلقين ببعض وما يتخانقوش مش أسبوع بعد ما رجعوا من شهر العسل ويمشيها زعلانة على بيت أبوها ؟ 

خاطر بصلها بغيظ : البيوت مليانة يا فاتن ، مفيش حد بيعيش حب في حب وبس وبعدين حتى خناقهم نوع من الحب 

فاتن بصت لجوزها بغيظ وبعدها بصت لسلوى : بنتي كانت جاية زعلانة صح ؟ ماشي يا سيف ويحلفلي انها مش زعلانة منه 


نادر سمع صوتهم وخرج يسلم عليهم فسمع آخر جملة فقال وهو داخل : مين اللي زعلانة؟ 

قرب سلم عليهم وبعدها بص لفاتن بذهول : مين اللي زعلان؟ في ايه ؟ 

فاتن بغيظ : أختك كانت جاية غضبانة من سيف اللي ضحك علينا وحلف انها مش زعلانة منه و

قاطعتها سلوى بحرج : سيف ماكدبش لما قالك انها مش زعلانة منه 

كلهم بصولها بحيرة وعدم فهم فوضحت : هي كانت زعلانة مني أنا مش من سيف ، سيف ماعرفش أصلا انها زعلانة غير الصبح وأول ما عرف جه ليها على طول .

حالة صمت سيطرت على الكل قطعها عز بلطف : واحنا جايين نطيب بخاطرها ونحل سوء التفاهم اللي حصل بينهم ونرجعها البيت 

فاتن بصت لجوزها نظرة عتاب؛ لانه ماصدقهاش لما قالتله ان همس جاية غضبانة ، بصت لسلوى بجدية : ينفع أسأل بنتي زعلتك في ايه ؟ ولا ايه اللي حصل ؟ 

عز كان هيرد هو بس سلوى بصتله وابتسمت بتفهم: هي زعلت مني أنا فهرد - بصت لفاتن وكملت بإحراج - أنا للأسف اتصرفت بدون تفكير وبدون ما آخد رأي حد وكنت هفرض على همس وضع أو تصرف مش على هواها ولما هي رفضت اتنرفزت عليها وزعقت معاها - قربت من فاتن ومسكت ايدها ووضحت- يعلم ربنا اني زعقت فيها زي آية وسيف نفسه يعني من باب العشم مش قصدي حاجة تانية أبدا 

خاطر بهدوء: وهي دخلت بيتك وبقت زي سيف وآية فعلا بس ينفع توضحي ايه اللي همس رفضته أو غلطت في ايه ؟ 

سلوى هنا ماكانتش عارفة تتكلم أو توضح ازاي بدون ما تحسسهم هما كمان بالإهانة أو ان بنتهم مش في مستواهم فبصت لجوزها اللي حمحم واتكلم : سلوى شوية بتهتم بالمظاهر والسوشيال ميديا والصحافة وطبعا العين علينا شوية زي ما انتم عارفين وخصوصا بعد انفصال سيف عن شذى وارتباطه بهمس في مقارنات كتيرة بتحصل بينهم فسلوى كانت عايزة تعلم همس أو مش تعلمها تجهزها انها تواجه الكاميرات والصحافة وأي حد ممكن يتعرضلها 

نادر علق باستغراب : طيب فين المشكلة في ده ؟ طبيعي همس اتنقلت نقلة كبيرة ولازم تكون قد النقلة دي .

فاتن هي اللي فهمت الحوار كله ، همس بنتها ما بتحبش اللبس والمظاهر ومش بيهمها حد وتخيلت سلوى بتعترض على لبسها مثلا أو شكلها ورد همس لانها هي نفسها ياما اتخانقت معاها على طريقة لبسها ومعاملاتها فما بالك بواحدة زي سلوى في مكانتها ؟ 

سلوى بصت لنادر : المشكلة كانت في الأسلوب والطريقة نفسها ، يعني همس مش بتحب تتقيد بلبس فورمال أو مثلا تلبس كاچوال وهي المفروض تكون فورمال أو ترفض تلبس دهبها وشبكتها ده قصدي فهمتوني ؟

خاطر ماكانش فاهم حاجة فسأل : برضه فين المشكلة ؟ 

سلوى وضحت أكتر : المشكلة اني بدل ما أتكلم مع سيف وهو اللي يتكلم مع همس بطريقته وأسلوبه روحت جبت خبيرة اتيكيت وفاجئت همس بها وزي ما تقول حطيتها قدام الأمر الواقع فهمس رفضت انها تتعلم أي حاجة وسابتني مع الخبيرة وده حطني في موقف حرج لاني شبه ضغطت عليها علشان تيجي لهمس وقلتلها تعتبره جميل ليا ، بس اتفاجئت بهمس بترفض بمنتهى السهولة وده نرفزني فزعقت فيها ان مش من حقها ترفض وانها ....

ماعرفتش تكمل ففاتن هي اللي كملت : انها مش لايقة على عيلة الصياد صح كده ؟ 

عز اتدخل بسرعة: همس روح قلوبنا كلنا مش سيف بس يمكن التعبير خان سلوى لكن 

قاطعته فاتن بجدية: لكن ده ما يمنعش انها بالفعل مش قد النقلة اللي اتنقلتها بس سيف ليه أهملها اليوم كله ؟ ولا هو رأيه زي والدته ؟ 

سلوى بدفاع عن ابنها : سيف اليوم ده كله كان عنده مشاكل في الشغل كتيرة ولما رجع البيت ماقلتلهوش اني شديت مع همس لانه كان تعبان ومحتاج يرتاح فقلتله يرتاح شوية قبل ما يروح لهمس وهو نام وماقدرش يصحى والصبح لما قلتله اللي حصل زعل مني اني اتصرفت من وراه فدلوقتي الاتنين زعلانين مني وأنا ماأقدرش على زعلهم ، تخيلت هيرجع بعد المحكمة وأصالحهم بس مارجعوش .

فاتن : وما رجعوش هنا برضه .

خاطر بحيرة : طيب هيكونوا راحوا فين ؟ هو قال مروح

عز بتفكير : وقالي برضه مروح وده مالهوش غير معنى واحد 

كلهم بصوله باهتمام فوضح : انه أخدها بيته بالفعل 

سلوى : بيته فين ؟ 

عز بصلها : شقته اللي كان عايز يقعد فيها من البداية .

سلوى وقفت : طيب يلا نروحلهم 


كلهم اتفقوا يروحوا لسيف واتحركوا على هناك عز وسلوى بعربيتهم وخاطر وفاتن في عربية نادر لحد ما وصلوا قدام المبنى فاستقبلهم صالح باستفسار: خير ؟ حضراتكم عايزين مين ؟

عز بصله :  ابني دكتور سيف الصياد وزوجته موجودين صح ؟

صالح ابتسم : أيوة موجودين اتفضلوا .


سيف فوق هو وهمس فضلوا قاعدين في الريسبشن بعد ما أكلوا وفوجئوا الاتنين بالجرس ، همس سألت : مين يا سيف ممكن يجي ؟ 

بصلها بحيرة : معرفش ممكن صالح بتاع الأمن أو حد من الجيران ، نطنشه ؟ 

الجرس رن تاني فبعدته عنها : أعتقد تفتح ، شوف مين ليكون في حاجة مهمة . 

استغرب : هيكون ايه المهم يا همس عند حد ما نعرفهوش ؟

الجرس رن تاني : اهو مصمم مش هيمشي قوم .

اتنهد باستسلام : نرجع تاني ندور على الهدوم ، على فكرة احنا لازم نتصرف في موضوع الهدوم لأحسن ده رخم أوي . 

شدت قميصه غطت به نفسها : ما تدخلش حد 

بصلها بتهكم : لا بجد تصدقي فاجئتيني 

راح فتح الباب وفوجئ أو الأصح اتصدم بأبوه وأمه وحماه وحماته ونادر ، وقف قدامهم فاتح الباب نص فتحة ومش بينطق وكلهم مستنيينه يفتح الباب علشان يدخلوا . 

أول حد اتكلم كانت فاتن اللي قالت بعتاب : بنتي زعلانة وانت ماتعرفنيش؟ ماكانش العشم يا سيف ، اوعى أشوف بنتي تلاقيها مابطلتش عياط أصلا من ساعة ما أخدتها . 

سيف حاول يوقفها بسرعة : حماتي لحظة لو سمحـ

فاتن دخلت وشافت همس اللي اتصدمت فوقفت مكانها أما سيف بص لأهله وقال باختصار : لحظة معلش وهفتح الباب . 

قفل الباب ودخل لمراته مباشرة اللي مغطية نفسها بقميصه وفاتن ادتها ظهرها أما سيف فلبسها قميصه كويس ودخلها الأوضة وفاتن بعد ما دخلوا روقت مكانهم بسرعة ، عدلت المخدات وشالت العلب حطتها على السفرة وعدلت شكل المكان .

سيف جوا واقف مع همس اللي بتندب: يافضيحتي أمي شافتني كدا هتقول عليا ايه دلوقتي؟

بصلها باستنكار: ليه دايما بتحسسيني اني شاقطك واتمسكنا؟! المهم عايز القميص مش معايا غيره  

بصتله بتذمر وايديها على وسطها: وهلبس ايه أنا ؟ ولا نسيت ان سيادتك قطعت البلوزة نصين ؟ 

فكر للحظات: البسي التيشيرت اللي جيتي به ، أنا هخرج أفتح للناس اللي سيبتهم برا .

مسكت دراعه قبل ما يخرج بجدية : أنا مش عايزة أرجع يا سيف 

باس خدها بسرعة : محدش يقدر يجبرك على حاجة انتِ مش عايزاها طول ما أنا عايش ، اتفقنا ؟ 

حضنته بابتسامة سعيدة بعدها سابته وقالت بعيون بتلمع : ربنا ما يحرمني منك أبدا . 


خرج كانوا قاعدين كلهم فرحب بيهم وقعد معاهم : يا أهلا بيكم طبعا كلكم بس خير في حاجة ولا ايه ؟ 

فاتن بلوم : بنتي خارجة من بيتك زعلانة وانت تيجي تاخدها وما تعرفنيش يا سيف ؟ 

ابتسملها بمجاملة : حماتي أنا لو عرفت انها ماشية زعلانة ماكنتش سيبتها تخرج أصلا من البيت وبعدين انتِ سألتيني زعلانة منك وقلتلك لا و وضحتلك انها لو زعلانة هيكون علشان اتأخرت عليها مش أكتر وصالحتها على تأخيري وانتهى الموضوع.

خاطر بمغزى: طيب لما هي مش زعلانة وانتهى الموضوع ليه جبتها هنا ؟ 

بصله : انتهى بيني وبينها ، أنا وهي مش زعلانين مع بعض . 

سلوى اتدخلت بتردد: عايزة أشوف مراتك يا سيف . 

بصلها كتير قبل ما يرد باقتضاب: هي هتخرج دلوقتي وهتشوفيها .

عز بلوم : سيف ، والدتك جاية تعتذر لهمس على كلامها معاها فبلاش تتكلم بالبرود ده معاها وما تنساش انها والدتك . 

بص لأبوه بضيق : أنا مش ناسي انها والدتي وده اللي مسكتني وما أخدتش أي رد فعل .

عز بتهكم : انت سيبت البيت ده مش رد فعل؟ 

سيف بصله ورد بصرامة : لا يا بابا ده مش رد فعل ، أنا كل اللي عملته اني بعدتهم عن بعض مش أكتر ولا أقل 

سلوى: بس أنا مش عايزاكم تسيبوا البيت يا سيف ولا

قاطعها خروج همس ورميها السلام وسلمت على الكل قبل ما تشوف هتقعد فين فنادر اتحرك من مكانه شوية وهي قعدت في النص بينه وبين سيف . 

نادر حط دراعه حوالين همس بابتسامة : عاملة ايه يا حبي ؟ كويسة ؟

ابتسمت لأخوها : كويسة بخير ، انت هتروح امتى لـ

قاطعها سيف اللي شال دراع نادر بغيرة: ما تشيل دراعك ده واتكلم ببوقك بس . 

نادر بصله بذهول : نعم ؟ دي أختي 

سيف بصله بذهول مماثل : أيوة ودي مراتي - أكد الكلمة بعناد- مراتي أنا ها محدش يلمسها غيري 

نادر هيرد بس عز اتدخل : خلاص انتم الاتنين مش وقته الهزار ده - بص لهمس بابتسامة - همس يا بنتي احنا جايين علشان ترجعي انتِ وجوزك بيتكم . 

همس بصت لسيف اللي رد عنها : احنا هنا في بيتنا يا بابا .

سلوى باعتذار : همس حبيبتي اعذريني لو اتنرفزت عليكي بس زعقت واعتبرتك زي آية وسيف نفسه .

سيف بجمود : طيب معلش يا أمي سؤال بس لو همس ردت وزعقت زي ما آية بترد ساعات وتزعق هل كنتي هتقولي برضه زي آية ؟ ولا ساعتها هتبقى مرات ابنك اللي ما اتربتش وبترد على حماتها بقلة أدب ؟ 

سلوى اتصدمت بكلام سيف أو الكل اتصدم بسؤاله أما فاتن فابتسمت من جواها وبعد ماكانت ناوية تجيب حق بنتها من سلوى قررت انها تسكت لان زوج بنتها قادر تماما يحمي بنتها و يوقف أي حد عند حده . 

عز حمحم : سيف يا ابني 

قاطعه سيف بإصرار : بابا لو سمحت ، أمي بتقول انها تعاملت مع همس زي آية فأنا سؤالي بسيط هل همس لو ردت زي ما آية بترد هتتقبل منها الكلام ؟ ماما - بصتله فكرر - همس لو ردت عليكي وقالتلك ما تتدخليش ودي حياتي وأنا حرة كنتي هتزعلي منها ولا هتعملي زي آية وتقولي ربنا يهديها ؟ 

عز رد على ابنه لان سلوى ساكتة : انت عايز ايه يا سيف دلوقتي ؟ سلوى زعلت همس وجايين احنا الاتنين نعتذرلها ونصالحها ده مش كفاية ؟ ايه يرضيها واحنا هنعمله ؟ 

سيف بتوضيح : مجيكم لهنا على عيني وراسي يا بابا وهمس أصلا قلبها أبيض وأعتقد انها هتسامح ده إذا ماكانتش سامحت أصلا بس دلوقتي الكلام لأمي .

سلوى أخيرا اتكلمت وسألته بهدوء : عايز ايه يا سيف ؟ أعتذر لمراتك ؟ أنا بالفعل اعتذرت عايز ايه أكتر ؟ 

بصلها بس همس ردت بمجاملة : أنا مش زعلانة من حضرتك - بصت لسيف - سيف خلاص لو سمحت .

سيف عينيه مركزين على أمه ومستني منها هي تتكلم فقالت بإيجاز : ايه اللي يرضيك يا سيف ؟ عايزني أعمل ايه ؟ 

خاطر اتدخل : قلبكم أبيض يا جماعة ، سيف يا ابني طالما همس راضية والموضوع اتحل فخلاص بلاها زعل .

سيف بص لحماه بهدوء : ربنا ما يجيب زعل يا حمايا 

فاتن مستنية برضه الكلام المتعلق عند سيف اللي لسه ماقالهوش . 

سلوى عارفة ان ابنها مش راضي ومش بيرضى بسهولة فكررت سؤالها : ايه اللي يرضيك يا سيف ؟ 

رد بهدوء : همس مش بنتك - الكل كان هيتكلم بس وقفهم بحزم- مش هنقول شعارات وكلام وخلاص ، همس مش بنتك ومش زي آية اه بتحبيها ومحدش ينكر ده بس ما ينفعش وقت ما تتنرفزي عليها تقولي زي آية ولو العكس حصل تبقى مرات ابنك فقدامك اختيارين مالهمش تالت يا أمي ، يا تبقى مرات ابنك على طول يا تبقى بنتك على طول لكن ما ينفعش تحددي على هواكي امتى تكون بنتك وامتى تكون مرات ابنك ، أنا ماعنديش أدنى مشكلة في أي اختيار هتختاريه .

سلوى أخدت نفس طويل وسألته: ايه تاني ؟ 

خاطر اتدخل وهو مش مرتاح في القعدة ولا الكلام ده وحاسس ان سيف له جانب صعب التعامل معاه غير سيف حبيب بنته ده جانب رجل الأعمال اللي ما بيتنازلش بسهولة والجانب ده بيخوفه ومش بيحب يتعامل معاه : سيف يا ابني الموضوع مش مستاهل كل ده ، همس كلمي جوزك .

همس بصت لسيف بلوم: سيف لو سمحت كفاية كده .  

سلوى تجاهلتهم و كررت بإصرار : وايه تاني يا سيف ؟ 

هو وأمه فاهمين بعض فكمل : همس قدامها سنة دراسية كاملة ، هي حرة تماما تقضيها بالشكل اللي يعجبها ، موضوع الحفلات والمجتمع وسهراتك وجمعياتك وكل الليلة دي ابعديها تماما عنها ، هي حرة تماما في اختياراتها ، تلبس بالشكل والطريقة اللي تناسبها ، محدش له انه يتدخل في اختياراتها مهما كانت مش عاجباه . 

نادر قاعد متابع اللي بيحصل بصمت ومعجب بردود سيف ودفاعه عن أخته 

سلوى اتنرفزت فقالت: يعني ايه يا سيف ؟ يعني تلبس تيشيرت سبورت على بنطلون فورمال وتقول هي حرة ؟ زي ما هي عاملة دلوقتي ؟ ما أنبههاش ؟ 

سيف اتنرفز : أمي مش عايز أقولك ما يخصكيش ، هي حرة ، بعدين انتِ عارفة هي  لابسة تيشيرت سبورت على فورمال ليه ؟ ولا هو أي تدخل وخلاص ؟ أنا بس اللي أعدل على لبسها مش حد تاني

سلوى بسخرية مبطنة: ماهو باين انك بتعدل وبتنسق لبسها

فهم تلميحها فرد ببرود ووقاحة : معلش أصل قطعت قميصها نصين فمابقاش ينفع يتلبس ، زرايره كتيرة ماكنتش عارف ولا صابر اني أفكها فشقيته نصين ، تحبي أجيبهولك تشوفيه ينفع يتلبس ولا لا ؟ 

عز حمحم بتنبيه: يا سيف اهدا

سيف بص لأبوه بحنق: أنا اللي أهدا؟ ما اهو لسه بنقول هي حرة في لبسها ومظهرها ألاقيها بتتريق، بصوا احنا مرتاحين هنا وهكلم عواطف تجهز شنطنا واللي يجي عندنا يكلمنا الأول علشان نستعد لاستقباله ونلبسله فورمال .

سلوى اعترضت : أنا مش عايزاكم تلبسولي فورمال أنا 

قاطعها : انتِ ايه يا أمي ؟ 

جاوبته : أنا كنت بديلك مثال مش أكتر 

جاوب ببديهية : والمثال وضح انك مش هتقدري ما تتدخليش في أسلوبها ولبسها وطريقتها ولعلمك بس أنا حبيت همس اللي قدامك دي ، عمر ما لفت انتباهي بنت بتقعد بالساعة قدام المرايا تظبط الميكاب بتاعها فجمال همس ده طبيعي وبحبها زي ما هي كده ، بحب عفويتها دي ، بحب ذكاءها واهتمامها باللي يستاهل انها بالفعل تهتم به ، لكن المظهر واللبس والميكاب وكل ده آخر حاجة ممكن تلفت انتباهي أو أهتم بها، فالشخصية دي بحبها كده زي ما هي ومش هسمح لحد يغيرها ، وقت الدراسة والكلية هي إنسانة عملية و وقت ما يكون عندها مناسبة أو حاجة محتاجة انها تهتم بنفسها فهي بتعمل ده وده اللي أنا بحبه لكن المظهر والشياكة والاستايل ده ولا يفرق معايا أساسا لما تخلص جامعتها وتخرج للحياة العملية ساعتها تبقى تهتم بالشكل والمظهر . 

الصمت سيطر عليهم كلهم لحد ما سلوى أخيرا قالت باستسلام: طيب يا سيف براحتك انت وهي ، همس مرات ابني وماليش دعوة بها ده يرضيك ؟ 

سيف رد بنرفزة : لا طبعا ما يرضينيش 

بصتله بذهول وزعقت : امال انت عايز ايه طيب ؟ قلتلك زي بنتي ماعجبكش قلتلك مرات ابني برضه مش عاجبك عايز ايه ؟ 

زعق بنفاد صبر : عايزك تشوفيها بعينيا أنا مش بعينيكي انتِ ، تحبيها لاني أنا بعشقها وتتعاملي معاها على الأساس ده ، أنا ماقلتلكيش أبدا مالكيش دعوة بها أنا قلت هي حرة في اختياراتها لكن مالكيش دعوة بها فكده انتِ بتتجنيبها وأنا مش هعيشها في بيت صاحبته هتتجنبها فيه بناقص . 

عز اتدخل يفصل بينهم : سيف انت عارف كويس اننا بنحب همس 

بصله : بابا انت نفس دماغي وعارف انك بتحبها لكن بتكلم عن أمي لان هي مختلفة وتفكيرها مختلف وليها اهتمامات مختلفة . 

سلوى ردت بدفاع: وأنا بحب همس 

سيف بوضوح : عارف انك بتحبيها بس مش كفاية 

بصتله بذهول : انت عايز ايه يا سيف ؟ 

سيف قام وقعد قصادها تحت رجليها ومسك ايديها الاتنين ووضح بصدق : همس روحي فاهمة يعني ايه ؟ قبل كده سألتيني بحبها قد ايه ؟ فأنا بجاوبك همس روحي اللي عايش بها ، سمحتلك مرة قبل كده تبعديها عني وكانت النتيجة اني كنت ميت وده مش هيتكرر تاني فقبل ما تتعاملي معاها أو قبل ما تفكري تزعليها افتكري ده انها روحي واللي بيوجعها بيوجعني أنا ألف مرة زيادة واللي بيزعلها بيزعلني أنا مليون مرة ، ده اللي عايزه منك - وقف وبص لأبوه وأمه وكمل- ده اللي عايزه منكم انتم الاتنين ودي مكانة همس اللي عايزكم تحطوها فيها ، هتقدروا تعملوا ده هنرجع بيتنا لو شايفين انه صعب أو مش هتقدروا عليه فاحنا في بيتنا ومش زعلانين من حد - بص لهمس ومدلها ايده فوقفت جنبه وحطت ايدها في ايده وسألها - زعلانة من أي حد هنا ؟ أو عندك حاجة عايزة تقوليها ؟ 

همس ابتسمت بحب : ازاي ممكن أزعل وعندي راجل زيك معايا ؟ أنا مش زعلانة من أي حد .

بصت لسلوى وقربت منها بتسامح : أنا مش زعلانة من حضرتك وآسفة لو كنت أحرجتك مع الأستاذة أمينة بس الموضوع كان مفاجئ ليا فده اللي طلع مني . 

سلوى أخدت نفس طويل قبل ما تبتسم لهمس : انسي اللي حصل ده خلاص خلونا نبطل نتكلم فيه - وقفت و مسكت وشها بايديها الاتنين وكملت بحنان- سيف مش بس ابني ، ده سندي أنا وأبوه وعكازنا في الدنيا دي فلو انتِ روحه فده معناه انك روحنا احنا كمان ، هحاول على قد ما أقدر اني ما أتدخلش في حياتكم ، مش هوعدكم اني مش هتدخل بس أوعدكم اني هحاول على قد ما أقدر .

همس ضحكت وكلهم ضحكوا معاها وسيف علق بتفهم: و وعدك كفاية علينا .

سلوى بابتسامة : طيب يلا بينا ؟ ها يا سيف ؟ 

سيف بص لهمس ومش عارف هل هي موافقة ترجع ولا ايه ؟ 

همس كمان بصتله مش عارفة هو هيعمل ايه ؟ هيرجع ولا مش هيرجع فبصتله بحيرة . 

سلوى نقلت نظراتها بينهم وقالت : بتفكروا في ايه يلا

نادر وقف وبص لساعته : ماهو مش هتفضلوا تبصوا لبعض كتير انتم الاتنين انجزوا مش فاضيلكم 

سيف بصله بتهكم : وراك ايه يعني مهم ؟ مش خلصت شغلك النهارده؟

نادر جاوبه: عندي ميعاد مع ملك وأهلها أروح أطلب ايدها ايه رأيك ده مهم ولا مش مهم ؟ 

سيف بصله لوهلة بذهول بعدها ابتسم بفرحة : يااا أخيرا هتاخد خطوة بجد مبروك 

حضنوا بعض وفاتن بعد ما كانت مبسوطة من سيف كشرت وودت وشها بعيد بغيظ .

سيف باهتمام : ميعادك امتى طيب ؟ 

نادر بص لساعته : بعد أقل من نص ساعة ، ما تيجي معايا انت وهمس ؟

سيف عقد حواجبه باستغراب : نيجي معاك فين ؟ 

نادر وضح : انت عارف العيلة دي أكتر مني وبعدين همس أختي وانت جوزها فوجودك طبيعي 

سيف وضح : معلومة بس صغيرة أنا علاقتي قوية اه بس بمؤمن هو وكريم لكن خالد عبد الرءوف وابنه دول معرفتي بيهم جديدة .

فاتن بتهكم : ولما انت ما تعرفش ملك وأهلها بتبارك على ايه بقى وبتشجعه ليه ؟ 

سيف استغرب ردها وغمز لنادر بتساؤل : هي لسه ؟ 

نادر هز دماغه بتأكيد وسيف سأله بتعجب: امال رايحة معاك ازاي ؟ 

فاتن اللي ردت بنزق: مش هروح معاه ومش هقبل الجوازة دي 

نادر بصلها بتوسل : ما تعملي زيها - شاور على سلوى وكمل- تقبلت مرات ابنها علشان روحه اتقبلي انتِ كمان اللي قلبي اختارها .

فاتن وقفت قصاده وقالت بقوة: انت عارف هما اتخانقوا ليه ؟ علشان مش قابلة ستايل أختك مش أخلاقها ولا ماضيها ولا تربيتها دول اختلفوا على المظهر ، الخناقة دي كلها على المظهر ، وبعدين أختك زينة البنات مفيش منها ، بنت ذكية وشاطرة وأولى دفعتها وهو كان أول راجل في حياتها ولا عرفت ولا حبت قبله ، هو وبس علشان كده لما يرفعها يحطها نجمة في السما حقه لكن انت ايه ؟ 

نادر قاطعها بضيق : أنا مابقتش قادر على المناهدة قصادك .

فاتن بصت لسلوى بإصرار : لو سيف اختار ملك كنتي هتوافقي عليها ؟ وقولي الحق .

سيف ابتسم لان أمه نظرتها للأمور مختلفة تماما عن فاتن واهتماماتها غير فاتن تماما . 

فاتن كررت : توافقي ؟ 

سلوى مش فاهمة ايه وجه اعتراض فاتن على واحدة زي ملك فبصت لابنها بحيرة وبصتلها : ملك بنت جميلة ورقيقة وحلوة وعيلتها كبيرة فليه لا؟ مش فاهمة انتِ ليه معترضة عليها أصلا ؟ 

فاتن عينيها وسعوا لانها ماتخيلتش الرد ده : دي مطلقة 

سلوى هزت دماغها بعدم فهم : وايه يعني ؟ جوزها اتحبس أعتقد ماكانش سوي وخلصت منه وماكانتش بتحبه على ما أعتقد واللي فهمته بعدين - بصت لنادر باستفسار - انتم مش بتحبوا بعض ؟ 

نادر جاوبها بسرعة : بنعشق بعض أيوة

سلوى بصت لفاتن بحيرة : طيب ابنك بيحبها ايه مشكلتك ؟ 

فاتن أخدت نفس طويل وبصت لسيف بغيظ فقال بدفاع: ماليش دعوة ما تبصيليش 

فاتن بتهكم : دي اعترضت على لبس تيشيرت على بنطلون ازاي متقبله واحدة زي ملك ؟ 

سيف ضحك : أمي مختلفة تماما عنك ونظرتها غيرك فانتِ استشهدتي بحد غلط تماما يا حماتي ، ملك إنسانة كويسة ولو عندي شك في ده كنت هقول لنادر لكن بالفعل أنا ما شوفتش منها أي تصرف وحش ولا هي إنسانة وحشة ولا سمعتها وسطنا وحشة أما طلاقها فده يخص نادر وبس هو متقبل ده هو حر .

فاتن أصرت : انت تقبلها ؟ 

سيف بصلها باستنكار : هو أنا اللي هتجوزها ؟ 

فاتن أصرت أكتر و وقفت في وشه بتحدي : همس كنت هتقتلها لما قابلت عريس تاني وكانت مجبورة تقابله ، من مجرد بس إحساسك انها لبست فستان علشان حد تاني متخيل تكون متجوزة غيرك ؟ 

سيف وضح : ما تخلطيش الأمور ببعض ، اه كنت هتجنن بس ده لاننا كنا بنحب بعض مرتبطين ببعض ، عملت ده واحنا مع بعض وده اللي لا يمكن حد يقبله ولا نادر ابنك يقبله لكن مش هاجي أحاسب همس على حاجة عملتها قبل ما تعرفني مثلا ، أحاسبها من يوم ما عرفتها أو من يوم ما حبيتها وحبتني وبقى بينا علاقة ، قبل كده مش بتاعي . 

فاتن بسخرية : يعني لو قلتلك انها كانت بتحب محمود السمري اللي اتجننت وروحت خطبت غيرها أول ما ظهر في حياتها هتقول ايه ؟ 

ونكمل بعدين

توقعاتكم

لطلب اي رواية من الروايات الورقية تواصلوا معايا خاص على الماسنجر ولمعرفة اي تفاصيل داخل او خارج مصر . 

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيمووووو




عاصفة الهوى (١٣)

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيموووو


ممنوع تماما نشر الرواية في أي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

الجماعه اللي بيحذفوا السطرين دول ويروحوا ينشروا الرواية دي اسمها سرقه ملهاش مسمى تاني وياريت اي حد من متابعيني يشوف اي حد ناشرها يكلمني خاص وخلينا نقفل صفح كل حراميه الروايات دول ، الفيس حاليا مش محتاج اكتر من كام بلاغ يقفل الصفحه فطالما مش هيحترموا رغبة الكاتب يبقى نقفلهم صفحتهم اللي بيسرقوا علشانها الروايات . 

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة


حالة صدمة سيطرت على الكل وصمت غريب بعد جملتها دي ، سيف كان مصدوم ان فاتن مستعدة توصل للدرجة دي في الكلام علشان تثبت وجهة نظرها وبعدين هو ثقته في همس بلا حدود واستحالة يشك فيها ، أما همس صدمتها في كلام أمها لجمتها للحظات بعدها اتكلمت بعدم تصديق: انتِ بتقولي ايه يا ماما ؟ محمود مين ده اللي حبيته؟! ده كان مجرد جارنا وبس ، سيف 

- بصلها فكملت بدفاع عن نفسها- ماما بتقول أي كلام علشان تضايقك علشان انت موافق على ملك لأخويا 

سيف ما ردش وبص لفاتن بغضب 

 فاتن وقفت قدامه بعصبية : شوفت مجرد الكلام مش قابله ؟ ان حد للحظة يكون شاركك في حبيبتك ، مجرد الافتراض مرفوض عندك .

سيف غمض عينيه علشان ما يردش رد جارح لفاتن ، فتح عينيه وبصلها بجمود : لتاني ولآخر مرة هقولك انتِ بتخلطي الأمور ببعض ولو سمحتي ما تقارنيش حبي لهمس بأي حد تاني مهما يكون الحد ده علشان بس ما نخسرش بعض 

خاطر وقف بغضب: فاتن زودتيها أوي انتِ هتبلي بنتك بمصيبة علشان ايه ؟ تثبتي وجهة نظرك ؟ ما كل واحد حر في اختياراته وكل واحد مختلف عن التاني 

فاتن بإصرار: هو مش متقبل كلمة على مراته وفي نفس الوقت بيبارك لنادر ويشكر في ملك ده تسميه ايه ؟ 

قبل ما حد يرد سيف اللي رد بقوة : أسميه ان ارتباطه بواحدة هو اختارها ما يعنيليش أتدخل فيه ، ملك كويسة ؟ اه كويسة ، قدامي كويسة، في الوسط بتاعها كويسة ، ماضيها ايه ؟ مايهمنيش أسأل فيه وما يهمنيش أعرفه ، لكن همس لما تقوليلي انها كانت على علاقة بمحمود السمري تحديدا فانتِ كده بتهدي ثقة مالهاش حدود بيني وبينها ، بتزرعي شك بيني وبينها - جت تقاطعه بس رفع ايده وقفها بحزم- ومش اعتراضي على حبها اعتراضي على الشخص نفسه لانك عارفة كويس ان سبب انفصالنا في الأول كان الشخص ده فلما تيجي دلوقتي تقوليلي انها بتحبه فده معناه انها كدابة ، من البداية من الأول كدابة وده معناه انها مش أهل للثقة لانها أكدتلي ان مفيش حاجة بينها وبينه فهنا اعتراضي مش على حب قديم أو علاقة قديمة زي ملك ، اعتراضي على علاقة اتبنت على كدب فهمتي الفرق يا حماتي ولا لسه عندك تمثيليات خايبة تانية عايزة تقوليها تكملي بها خراب بيوت لعيالك ؟ 

فاتن بصتله بصدمة ورددت : خراب بيوت يا سيف ؟ 

رد بنرفزة : أيوة خراب بيوت لما تيجي تقوليلي مراتي كانت بتحب واحد اتسبب في انفصالنا فده أيوة خراب بيوت ، ولما تقفي في وش ابنك علشان هيرتبط بالإنسانة اللي بيحبها فده برضه خراب بيوت . 

فاتن دموعها لمعت وأخدت شنطتها وبصت لسيف بجمود : همس عمرها ما حبت حد قبلك ولا اتكلمت حتى مع حد قبل كده انت كنت أول واحد في حياتها ومحمود جار مش أكتر وأخلاقه عالية وعلشان كده سمحناله يكون على صلة بينا ، وأعتقد انك عارف كويس أوي ان ده كان مجرد تشبيه مش أكتر لاني واثقة تماما انك لا يمكن كنت هتحب همس لو هي في ظروف ملك انت حبيت همس الشقية اللي انت كنت أول تجاربها حبيت براءتها فبلاش تغالط نفسك - بصت لنادر وكملت بكبرياء- وانت حر روح اخطب اللي تعجبك معاك أبوك وأختك وجوزها ، أنا مش هخرب بيوت حد بعد إذنكم .

سابتهم وجت تمشي بس همس راحت وراها : ماما استني رايحة فين لوحدك ؟

 - مسكتها من دراعها وقالت بتصميم : مش هسيبك تمشي ، سيف ما يقصدش المعنى اللي وصلك بس اتضايق من كلامك مش أكتر .

فاتن ردت بحزن وهي بتحاول تشد دراعها من بنتها : يقصد ولا ما يقصدش أنا مش موافقة على ملك وكلكم موافقين روحوا معاه اخطبوهاله وسيبوني في حالي وأبوكم معاكم بيعجبه أفكاركم وكلامكم أنا دقة قديمة سيبوني في حالي . 

نادر واقف بحزن مش عارف يعمل ايه ولا المفروض يكون رد فعله ايه؟!

سيف قعد مكانه بغضب؛ متضايق من حماته ومتضايق من أمه ومتضايق من كل اللي حواليه حاليا ، انتبه على أبوه بيخبطه على دراعه فبصله: نعم ؟ 

همسله : قوم شوف حماتك اللي زعلتها 

سيف بصله بضيق : أنا اللي زعلتها ؟ أنا ؟ 

عز شد ابنه من دراعه وقفه : اتصرف دي في بيتك . 

كلامهم كان مجرد همس ، أما همس فبصت لسيف باستغاثة : سيف اتصرف 

كشر أكتر ان حتى مراته بتطلب منه يتصرف ، أبوه بصله بغضب وحرك شفايفه : اتصرف

قام وراح لحماته وقف قصادها بنفاد صبر: انتِ عاملة قلق ليه للكل ؟ هو هيتجوز انتِ ايه مشكلتك ؟ يختار صح يختار غلط هو حر ، ماهواش عيل صغير هتمشيه على مزاجك . 

فاتن بغيظ : بتصدر نفسك قصادي وتزعل من كلامي ما تخليك في حالك  

سيف أخد نفس طويل بحنق: لما تزعلي في بيتي مني فده حالي ، سوري ما أقصدش الكلمة اللي قلتها بس كلامك حرق دمي .

فاتن بصتله باتهام : ماتقوليش انك هتشك في مراتك علشان كلمة حد قالها 

سيف نفخ بضيق ووضح: انتِ مش حد انتِ أمها فكلامك مصدق مش حد والسلام ولا مش هشك في مراتي بس ده ما يمنعش ان كلامك حرق دمي برضه . 

فاتن بصتله بتذمر واعتذرت على مضض : حقك عليا يا سيف يا صياد ما أقصدش أغلط في مراتك 

سيف ضرب كف بكف بنزق: على فكرة مراتي دي بنتك ها ؟ وأنا جوزها ، ننهي بقى اليوم العجيب ده واتفضلوا روحوا لميعاد ابنكم علشان كده هتتأخروا . 

فاتن بعناد : أيوة سيبوكم مني وروحوا لميعادكم 

سيف مسك دراعها قبل ما تتحرك من قدامه : هتروحي معاهم .

بصتله بتحدي : لو روحت هخربها عليه وأنا وانت وكلكم عارفين ده كويس فبلاش أنا أروح . 

الوضع كان متأزم لحد ما عز اتكلم واقترح : طيب يا سيف روح انت ومراتك مع دكتور نادر و والده واحنا هناخد معانا أم نادر لحد ما تخلصوا مشواركم ، ايه رأيك ؟ أعتقد ده حل كويس 

فاتن ردت بحرج : أنا أعرف آخد تاكسي وأروح محدش يشغل باله بيا مش عايزة أتعب حد معايا .

سلوى بود : مفيش تعب وده أحسن اقتراح ، سيف وهمس اجهزوا بسرعة ويلا كلنا نتحرك قلت ايه يا سيف ؟ 

سيف بص لنادر اللي بيبص لساعته كل شوية، بصله و شاورله يروح معاه فوافق علشانه .

أخد همس ودخلوا أوضتهم وأول ما قفل الباب همس مسكت دراعه وقالت بتوضيح : سيف أنا عمر ما كان في حاجة بيني وبين السمري . 

سيف بصلها بعمق قبل ما يرد عليها بثقة: أنا ماعنديش شك فيكي ولو ١٪؜ حتى يا همس أنا بس صدمتني الدرجة اللي ممكن والدتك توصلها علشان تحاول تفرض رأيها على غيرها لكن ماعنديش شك فيكي ولو للحظة يا همس . 

ابتسمت بارتياح : طيب بس قولي هلبس ايه دلوقتي ؟ في وقت نعدي على البيت ؟ 

بصلها واقترح : البسي چاكيت البدلة وظبطي نفسك وبس 

نزلت راسها في الأرض وردت بخفوت : مامتك كانت لسه بتتريق على التيشيرت 

رفع وشها وباسها خدها في الناحيتين ورد بابتسامة: ما تركزيش مع كلام أمي أوي لانها هتجننك في موضوع اللبس والشكل ، أمي مش بيعجبها أي حاجة بسهولة ، أخوكي اتأخر أوي فحاولي تنجزي .

 دخل غسل وشه علشان يفوق نفسه لانه حاسس انه خارج من معركة ، طلع عدل نفسه وجدد برفانه ولبس چاكيت بدلته بدون كرافتة ، همس شاورت عليها بتساؤل: مش هتلبسها ؟ 

نفى بهزة من راسه : لا يا قلبي مالهاش لازمة، أسبقك ؟ 

ردت وهي بتسرح شعرها وتظبطه ولسه هتحط لمسات خفيفة من الميكاب : ما تستناني نخرج مع بعض ، مامتك هتفضل تبصلي من فوق لتحت على الأقل أستخبى فيك .

وقف وراها و مال عليها باس راسها وقال بلوم : مابحبكيش ضعيفة وانتِ عارفة ده كويس  قلتلك ما تهتميش برأي حد فاسمعي الكلام ، هستناكي برا . 


نادر انسحب ودخل البلكونة كلم ملك اللي عاتبته : هتتأخر ولا ايه يا نادر ؟ 

اعتذر منها : حبيبتي غصب عني هحكيلك أول ما أشوفك بس نصاية كده بإذن الله وهكون عندك اعتذري لوالدك ولأخوكي بالنيابة عني بس والله غصب عني .

ملك استغربت فسألته بتوتر : في ايه اللي حصل طيب؟ طمني كنت في عملية ولا ايه ؟ 

ماعرفش يقولها ايه لان دي خصوصيات أخته فاتنهد ورد باختصار: أما أشوفك تمام ؟ ما تقلقيش يا حبيبتي . 

قاطعه خبطة خفيفة على الباب كان سيف فشاورله يدخل وقفل مع ملك : ملك يلا باي يا قلبي مسافة الطريقة بإذن الله .

سيف بتفهم : لو بتقفل علشاني فهخرج 

نادر ابتسم : لا لا مش علشانك ، باي يا ملك 

ملك استغربت : استنى يا نادر انت مع سيف الصياد ؟ 

نادر وضحلها : اه جاي معانا هو وهمس 

سيف رفع صوته بمرح: لو مش عايزانا نيجي قولي يا باشمهندسة

ملك ابتسمت : يا خبر يا باشمهندس ده حضراتكم تنوروا ، في انتظاركم .

قفلت معاهم وبعدها الباب خبط ودخل نادر أخوها بيهزر معاها : ايه عريسك هرب ولا ايه ؟  

ضحكت : لا يا سيدي لسه ماهربش ، بيقول هيتأخر شوية وجاي معاه سيف ومراته 

نادر استفسر : سيف ؟ 

فكرته : مش سيف جوز أخته ؟

حرك راسه بتفهم : مش عارف ليه دايما بنسى الموضوع ده وكل شوية بسأل ايه قرابتهم - قعد قصادها ومسك ايديها بابتسامة- المهم انتِ واثقة يا ملك في قرارك ده وفي اختيارك ؟ نادر هو الشخص اللي هيسعدك ؟ 

ابتسمتله بحب وأكدت : نادر هو الشخص اللي هيسعدني ، نادر فيه حنية وحب غير طبيعيين وانت هتشوف ده بنفسك لما تقرب منه .  

ابتسم بس حب يوضحلها أكتر : بس مستواه المادي يا ملك مش 

قاطعته بإصرار : ما يهمنيش ، هو مستواه كويس وشغله كويس وبيتشغل في مستشفى من أكبر المستشفيات الخاصة ودكتور شاطر وبعدين شقته حلوة وقريبة من المستشفى وقريبة من هنا هي بس محتاجة شوية ديكورات وعفش جديد ، فما تقلقش من الناحية دي . 

وقف بابتسامة : ربنا يسعدك ويجعله خير ليكي يا قلبي ، هنزل أشوف الدنيا جاهزة ولالا وهشوف نور أم دماغ ناشف . 

الباب خبط ودخلت نور اللي سألت : محتاجة أي مساعدة ؟ 

الاتنين ضحكوا فاستغربت : بتضحكوا ليه ؟ 

نادر وضحلها : لا أصل لسه بقولها هروح أشوفك فانتِ دخلتي 

قعدت على طرف السرير : نادر هيجي امتى ؟ مش المفروض دلوقتي ؟ 

ملك وضحت : هيتأخر شوية 

أخوهم بصلهم : طيب أسيبكم أنا وأنزل لأبوكي أقوله ان الصياد جاي معاه . 

نور علقت باستغراب : قصدك سيف صاحب مؤمن ؟ ليه جاي معاه ؟ 

نادر وملك ضحكوا تاني فكشرت : هو كل ما أتكلم تضحكوا ؟

ملك بضحك : لا بس أخوكي لسه سائل نفس سؤالك 

نادر علق : ولعلمك أبوكي هيسأل برضه نفس السؤال . 

ملك بصت لأختها : سيف جوز همس افتكرتي؟

نور شهقت : اه اه افتكرت ، ايه الغباء ده ؟ احنا حضرنا فرحهم وكتب كتابهم ، نسيت خالص ان همس أخت نادر 

نادر بصلهم : هنزل أنا يلا مستنيكم تحت  . 

سابهم ونزل والاتنين قعدوا جنب بعض وملك عاتبتها بهدوء: ليه مارجعتيش بيتك ؟ كنت قبلتي عرضه ورجعتي يا نور 

بصتلها وأخدت نفس طويل قبل ما ترد بجمود: النهارده ليلتك افرحي بها وسيبك مني خالص .

ملك اتنهدت باستسلام وغيرت الموضوع تماما . 


همس خرجت من أوضتها وأخدت نفس طويل قبل ما توصل عندهم  ، لاحظت نظرات سلوى وكأنها بالفعل بتقيمها 

 همس سألت بتردد : امال فين سيف ونادر ؟ 

عز بهدوء: في البلكونة ناديهم ويلا 

همس دخلت عندهم كانوا الاتنين موليينها ظهرهم وساندين على سور البلكونة فقربت من النص حطت دراعاتها على الاتنين بابتسامة: حبايب قلبي يلا 

الاتنين بصولها وسيف شدها عليه بغيرة : لو سمحتي هو أخوكي وعلى عيني وعلى راسي بس ما تلمسيهوش قدامي .

نادر ضحك وراح بايس همس على خدها بمشاكسة: طيب من وراك ينفع ؟ 

سيف شدها لحضنه باستنكار : ما تشوفيلك حل في أخوكي ده 

همس ضحكت : ماهو حبيبي برضه يا سيف . 

مسك شعرها بغيظ : حبيبك ؟ طيب مفيش مرواح معاه ، امشي يالا روح لخطيبتك اللي اتأخرت عليها دي لوحدك يلا .

نادر ضحك وبص لساعته واتعدل : اه والله اتأخرت يلا بالله عليكم 

سيف مسكه من دراعه بمرح : هاجي عد الجمايل .

خرجوا كلهم مع بعض وفاتن ركبت مع عز وسلوى وخاطر ركب مع ابنه وسيف وهمس . 


وصلوا وخالد خرج استقبلهم هو ونادر وبعد مادخلوا وقعدوا كلهم فايزة سألت : امال والدتك فين يا نادر ؟ خير 

نادر اتوتر فسيف رد بابتسامة : هو احنا كلنا ما ننفعش ولا ايه يا ست الكل؟ 

فايزة بحرج : لا يا خبر ازاي بقى ، بس بطمن عليها . 

رد بهدوء : هي مع والدتي في البيت عندي علشان بس تعبت شوية وماقدرتش تيجي و بعدين الاتفاق ده للرجالة وهمس هنا مكان والدتها . 

خالد رحب بهم ببشاشة : يا أهلا بيكم نورتونا وألف سلامة على الوالدة . 

همس سألت بفضول : امال ملك فين ؟ 

نور وقفت : هنادي عليها لحظة .

راحت تجيب أختها ودقايق وجت معاها ملك اللي لأول مرة تعيش الجو ده والإحساس ده  ، قربت بتوتر سلمت على خاطر أول واحد وبعدها همس اللي باستها وسيف وفي الآخر سلمت على نادر اللي وقف بتوتر و نفسه لو يقدر يتغزل في جمالها أو رقتها أو حتى فستانها بس اكتفى بابتسامة وسلام . 

الكل قعد والإحراج مسيطر على الكل لحد ما سيف اتكلم بمزاح: ايه يا حاج خاطر مش هتفتح الليلة دي ولا ايه ؟

الكل ضحك وهو كمل بابتسامة مرحة : وقت ما كنت رايح أخطب همس أبويا فضل قاعد نفس القعدة دي سبحان الله . 

خاطر بصله بمغزى : بلاش انت بالذات تتكلم عن اليوم ده .

همس بصت لسيف بابتسامة : اسكت انت دلوقتي 

ابتسم وشاور على بوقه : سكت المايك معاك يا عمي .

دخلت مروة مرات نادر وسلمت على الكل ومعاها تالا فسيف وقف وبص لأبوها : دي حبيبتي الصغيرة ينفع أشيلها ؟ 

نادر ابتسم بود: طبعا ولو عايزها تبات معاكم يومين مش هقولك لا على فكرة .

الكل ضحك وسيف قال بمشاكسة: بتخلفوا ليه لما انتم عايزين تخلصوا منهم ؟

أخدها من مروة وباسها وبص لمروة : تالا صح؟ 

وافقته وقعدت جنب جوزها وهو قعد جنب همس اللي مسكت ايد تالا تلاعبها : كتكوتة ما شاء الله عليها . 

مروة بابتسامة: نفسي تشوفيها وهي بتصوت آخر الليل ومش عايزة تنام ومش عايزة حد ينام وابقي قولي كتكوتة دي .

همس بصت لسيف بتساؤل: تفتكر هنعمل زيهم كده لما نخلف ؟

سيف بصلها بابتسامة : هاتيلي انتِ بس بنوتة قمراية كده وليكي عليا هاخدها معايا الشغل .

نادر ضحك وعلق : أيوة أيوة الكلام ده أنا عارفه وبشبه عليه 

سيف ضحك : قول كلام غير ده .

استمر الهزار شوية لحد ما الكل سكت و خاطر بدأ كلامه مع خالد وطلب ايد ملك وخلال قعدتهم قرأوا الفاتحة والكل كان فرحان ومبسوط وبيبارك لملك ، نادر طلع خاتم يهاديها به ، ملك فوجئت بالخاتم فيه فص ألماس في النص على شكل قلب ، ابتسمت وبصتله فهمسلها : المرة دي قلبي معاكي .

قلبها كان بيدق بسرعة لدرجة انها بصت حواليها تشوفهم سامعين صوت دقاته ولا بيتهيألها . 

بصت لأبوها اللي ابتسم، فمدت ايدها لنادر و حط خاتمه في ايديها ، قامت بفرحة توريه لفايزة وأبوها ولنور ومروة والكل بيباركلها بسعادة .

سيف همس لأخو مراته بمكر: هو أنا ليه حاسس ان القلب ده وراه حكاية ؟ ولا متهيألي ؟ 

ابتسم وبصله ورد بهمس : له حكاية معانا أيوة مش بيتهيألك . 

سهروا شوية بعدها سيف اقترح : طيب ايه رأيكم نخرج نسهر سهرة حلوة كلنا ؟ 

بصوا لبعض كلهم ومحدش بيقول أي حاجة فسيف علق بمرح : يعني كله بيبص لبعض مين اللي هياخد القرار ؟ 

فايزة اقترحت : طيب روحوا انتم الشباب 

نادر خاطر رد بأدب: مفيش حاجة اسمها شباب يا كله يا بلا .

ملك أكدت : أيوة كلنا نخرج مع بعض يلا 

نور اعترضت بهدوء : طيب اخرجوا انتم وسيبولي تالا وخدوا راحتكم

مروة علقت : لا طبعا انتِ تخرجي معانا 

بعد مناهدات طويلة نور أصرت تفضل وأخدت تالا معاها والباقيين خرجوا يسهروا .

سيف وقف مع نادر خاطر ونادر خالد : بقولكم ايه اتحركوا انتم وأنا هحصلكم .

نادر خاطر : رايح فين ؟ 

سيف وضحله : هغير هدومي دي أنا وهمس ونلحقكم 

نادر خالد : ليه يعني ؟ 

سيف : لابسها من الصبح أنا وهي فخلينا نغير ونحصلكم اتفقنا ؟ عقبال بس ما توصلوا وتقعدوا هتلاقونا وراكم .

خاطر دخل بينهم : يبقى توصلني في طريقك يا سيف علشان أم نادر .

ابنه مسكه : خليك معانا يا بابا 

خاطر ربت على كتفه : حبيبي خدوا راحتكم وأنا خليني أروح لوالدتك علشان ما تتضايقش أكتر من كده . 

أخيرًا سيف أخد همس وخاطر للبيت وملك ركبت مع خطيبها ومروة وجوزها في عربية ومعاهم خالد وفايزة.


ملك مع نادر أول ما اتحرك بعربيته مدلها ايده فحطت ايدها في ايده وقالت بحماس : مش مصدقة بجد ان احنا ارتبطنا بشكل رسمي 

باس ايدها : عقبال ما ربنا يجمعنا في بيت واحد بسرعة يا قلبي .

اتنهدت وبصتله بتمني: عايزة أحط دبلتي في ايدك زي ما حطيت خاتم في ايدي .

ابتسملها : بكرا ننزل نشتري الدبل انتِ تشاوري يا قلبي.

سكتوا وايديهم في ايدين بعض بس هي سألته بحزن: مامتك زعلانة أوي ؟ وليه اتأخرت كده ؟

مط شفايفه وحكالها عن موضوع أمه مع سيف بعدها غير الموضوع : هنتجوز امتى يا ملك ؟ عايزين نحدد ميعاد .

تقبلت تغييره للموضوع : وقت ما بيتنا يجهز نتجوز .

اتكلم بحماس وهو بيحلم بالأيام الجاية : نبدأ من بكرا يا ملك نجهزه ايه رأيك ؟ شوفي لو عايزة طيب الأول تغيري حاجة في الشقة أو الدهانات أو الديكورات قبل ما نجيب الفرش يا قلبي 

فضلوا يتكلموا ويخططوا لأيامهم الجاية بفرحة وحب . 


سيف وصل الفيلا معاه خاطر ودخلوا كلهم، فاتن بصت لجوزها بعتاب وماعلقتش وسلوى استقبلتهم ورحبت بيهم وبصت لهمس بابتسامة: نورتي بيتك يا همس .

عز رحب بيهم وسألهم عن الأخبار ايه فسيف حكالهم ملخص سريع عن اللي حصل وانهم رايحين يسهروا مع بعض . 

طلع هو وهمس أوضتهم قابل آية كانت نازلة فوقفها بتساؤل : رايحة فين كده ؟ 

وقفت : هسهر مع سارة والبنات 

سألها : هتسهروا فين ؟ 

هزت كتفها : معرفش كلموني ونهلة قالت عايزة تشتري حاجة واحنا معاها بعدها نتعشى مع بعض . 

هز دماغه بموافقة: حاولي ما تتأخريش .

انسحبت وهو دخل أوضته ورا همس اللي كانت قدام الدريسنج بتحاول تختار فستان رقيق تلبسه ، اختارت فستان كشمير بقصة رقيقة ومقفول واكمامه شيفون، كانت رقيقة وجميلة ، سيف خرج من الحمام كانت بتظبط الميكاب بتاعها ، ابتسم وقرب منها باس راسها : روح قلبي قدامك كتير ؟ 

بصتله في المرايا : لا يا حبيبي البس هتلاقيني جهزت .

لبس بدلة شبابي وبدون كرافتة واستعد وهي وقفت فبصلها : مش ناسية حاجة ؟ 

بصت لنفسها في المرايا : ناسية ايه ؟ 

بص لرجليها فابتسمت : لا مش ناسية كنت لسه هقولك أصلا اختار حاجة البسها 

اختار صندل رقيق ولبسته ، همس خلصت وطلعت شبكتها بتلبسها فلاحظت ابتسامة سيف : مالك بتبتسم ليه ؟ 

وقف وراها وقفلها العقد : لا بس استغربت لما لبستيه مش أكتر . 

استنته يقفل العقد بعدها التفتت ناحيته واجهته : لبسته لاني خارجة مع وسط ده الطبيعي بتاعهم لكن هالة وأهلها دول ناس بسيطة ماكنتش حابة أظهر عندهم غير همس صاحبة بنتهم وبس مش مرات سيف الصياد وده اللي والدتك مافهمتهوش ولا انت للأسف ، فأنا عارفة ومقدرة الوسط اللي انتقلتله لكن في أوقات عايزة أكون همس خاطر وبس مش همس الصياد والمفروض انك تحترم ده فيا . 

قبل ما تتحرك من قدامه مسك دراعها وقفها ووضح بحب : همس حبيبتي أنا بحبك زي ما انتِ وعمري ما حبيت أغير حاجة فيكي وبحترم اختياراتك وانتِ بنفسك سمعتي كلامي مع أمي وكنت أقصد كل حرف فيه ، مش عايز أي حاجة فيكي تتغير نهائيا ودايما براحتك اعملي اللي يعجبك . 

ابتسمت بحب وهو ضمها لقلبه واتحركوا مع بعض الاتنين وأول ما نزلوا فاتن كبرت وحصنتهم الاتنين وسلوى ابتسمت واتمنتلهم سهرة سعيدة . 


أصحاب آية راحوا معرض سبيدو وبعتوا الموقع لآية علشان تيجيلهم ،  آية وصلت المكان اللي سارة بعتتلها موقعه واستغربت لأنها مش شايفة أي كافيه أو مطعم يتعشوا فيه ، اتصلت بها : يا بنتي أنا وصلت اللوكيشن بس مش شايفة كافيهات انتِ باعتة لوكيشن غلط ولا ايه ؟ 

سارة اتلفتت حواليها : ادي انتظار كده يا آية علشان نشوفك .

آية شغلت انتظار عربيتها وسارة شافتها فقربت تشاورلها ، آية شافتها فركنت عربيتها ونزلت عندهم : جايبيني فين ؟ 

سارة شاورت وراها : هنا 

آية مافهمتش قصدها فسألت: هنا فين يعني ؟ 

سارة كانت عايزة تكمل غموضها لحد ما يدخلوا ويقابلوا سبيدو بس روان وضحتلها : نهلة عايزة عربية وبنلف على معارض نتفرج فاحنا جايين المعرض ده .

آية بصت للمعرض وهنا لمحت الاسم المكتوب عليه وقلبها دقاته ارتفعت لان اسمه مكتوب بالخط العريض ( سبيدو للسيارات ) 

بصتلهم بعدم استيعاب لوهلة بعدها علقت : اوعي يكون ده معرض 

ماكملتش الجملة بس سارة ضحكت بخبث : هو بعينه

آية وقفت متجمدة مش قادرة تاخد قرار أو تفكر ، تمشي وتسيبهم ؟ تدخل معاهم ؟ 

عايزة تمشي بس في حاجة رابطاها مكانها رافضة تسمحلها تمشي ، هيجرى ايه لو بس شافته ومشيت ؟ وبعدين هي مش مخططة انها تشوفه دي مجرد صدفة والصدفة محدش يقدر يتكلم عليها . 

نهلة علقت : آية في ايه مالك ؟ هندخل ولا ايه ؟ 

أخيرًا نطقت بتردد: ندخل وربنا يسترها لأن سيف لو عرف هيقلب الدنيا عليا ومش هيصدق انكم جيبتوني من غير ما أعرف . 

دخلوا يتفرجوا على العربيات المعروضة وقابلهم موظف بيكلمهم عن كل عربية يقفوا قصادها ، سارة همستلها بفضول : هو فين يا بت ؟ اوعي يكون مش موجود 

آية بصت حواليها في كل مكان بس بالفعل مش شايفاه نهائي ، بصت لصاحبتها : حظك ، شكله مش هنا 

سارة كشرت لأن مش بعد كل ده يطلع مش موجود ،  بصت للموظف وسألته بجرأة : هو سبيدو  مش هنا ؟ 

بصلها باستغراب وردد : سبيدو ؟ 

ردت بتأكيد : اه سبيدو اللي المعرض مكتوب باسمه بره موجود ؟  

بصلها بتردد فسارة تقمصت شخصية صاحبتها وكملت بكبرياء : بلغه ان آية الصياد هنا .

آية مسكت ايدها بدهشة بس تجاهلتها وراقبوه وهو بيبعد فآية عاتبتها : انتِ اتهبلتي يا سارة ؟ بصفتي ايه أسأل عنه ؟ هيقول عليا ايه ؟ 

سارة ضحكت بخبث : لو مهتم هيجي يجري ، هنعرف دلوقتي هو مهتم ولا مش في باله وهتشكريني

آية اتضايقت من تصرفها وفكرت تتصل بسيف بس هتقوله ايه ؟ ماهو أبسط حاجة هيقولها سيبيهم وامشي وهي عايزة تشوفه . 

الموظف اتصل بسبيدو : باشمهندس في بنات هنا عايزينك .

 ⁃ بنات ؟ يعني ايه بنات عايزيني ؟ شوفهم عايزين ايه ومشيهم أنا مش رايق .

قبل ما يقفل الموظف قال : واحدة فيهم بتقول انها آية الصياد 

سبيدو أول ما سمع اسمها أخد فرامل وقال بسرعة : ودي تبقى بنات ياذكي؟ ما تقول على طول ، بلغها ان خمس دقايق وهكون في المعرض خليها تستنى وقوم معاها بالواجب 

قفل الموظف وراح ناحية البنات وبلغهم انه على وصول وعرض يضايفهم بس رفضوا وفضلوا يسألوه عن كل عربية ومميزاتها لحد ما وصل سبيدو بمرحه المعتاد : يا هلا يا هلا يا هلا 

الأربعة بصوله وآية ابتسمت بحرج أول ما قرب : سعد ازيك ولا نقول سبيدو ؟ 

 ابتسم بود : براحتك ، اللي يناسبك قوليه ، المعرض منور بزيادة .

رحب بها وهي عرفته على أصحابها فشاورلهم على مكتبه وقعدوا كلهم وهو قصادهم مش عارف يعمل ايه ومتوتر فآية ابتسمت و وضحت سبب زيارتها : أكيد بتسأل جايين ليه ؟ 

اعترض بابتسامة: يا باشا المعرض وصاحب المعرض تحت أمرك وبعدين انتِ مش محتاجة لسبب يا باشمهندسة .

سارة ردت هي عليه بدلال: الكلام ده لآية بس ولا يشمل آية واصحابها ؟ 

استغرب سؤالها وأسلوبها بس ابتسم بمجاملة : طبعا هي - سكت شوية فتوقعت انه هيقول هي واصحابها بس ابتسم وكمل بجرأة- هي بس 

كلهم اتصدموا وهو ضحك عليهم فضحكوا معاه وهو علق بلباقة: أكيد هي واصحابها يا أهلًا بيكم . 

آية بلطف : نهلة صاحبتي عايزة عربية سبور مش كبيرة وبناتي بس كل العربيات هنا تقليدية أو ضخمة يا سبيدو ، عايزين حاجة بناتي كده 

فكر لحظات بعدها سألهم : بناتي ؟ عندك سيدان من تويوتا حلوة وخصوصا الحمرا ، عندك رينو كابتور حلوة برضه ، هيوانداي كونا كويسة ، قوليلي مميزات عايزاها في العربية وأنا أقولك أنسب موديل ، كل عربية وليها مميزات ، في بيحتاج منظر ، في عايز سرعة ، في عايز مساحة كبيرة وتشيل عدد كبير ، فانتِ عرفيني عايزة ايه في العربية وأنا أقولك أنسب حاجة كمان عرفيني بنتكلم في فلوس قد ايه لأن كل عربية وليها سعرها طبعا مبدئيا معظم العربيات طلعت لفوق المليون فالسؤال هنا هنوصل لفين ؟

كلهم بصوا لنهلة اللي رفعت ايديها باستفسار: بتبصولي ليه ؟ 

سارة بتهكم : مش يمكن علشان انتِ اللي هتشتري ؟ قولي عايزة ايه ؟

بصتلهم بعدها بصت لسبيدو باختصار : بص عايزاها حمرا

سبيدو ابتسم وبص للأرض بس كلهم ضحكوا وهي مش فاهمة مالهم فكشرت : بتضحكوا ليه ؟ عايزة لونها أحمر قلت ايه غلط ؟ 

آية بهدوء : مفيش المهم كملي عايزة ايه تاني ؟

اتكلموا أكتر من ساعة عن العربيات وأنواعها وسبيدو كان عنده معلومات لا نهائية عن كل أنواع العربيات وموديلاتهم وكان باله طويل جدًا لحد ما هي استقرت على هيوندا كونا وهو قالها هيوفرها وهيبعتلها ألوانها ولو فضلت مستقرة على الأحمر هيوفرهالها . 

قاموا علشان يمشي وآية قربت منه بامتنان : أنا متشكرة اوى يا سبيدو 

ابتسم بحرج : سبق وقلتلك انتِ تشاوري وأرجوكي ما تشكرينيش . 

أصحابها بعدوا عنها علشان تعرف تتكلم معاه وسارة متابعاهم بنظرات غامضة

 آية ماكانتش عارفة تقول ايه فبصت حواليها بإعجاب : المعرض ما شاء الله حلو .

بص حواليه ورد برضا: الحمد لله ، أنا فاتحه من فترة بس ماكنتش مهتم به كنت مركز أكتر على السباقات دلوقتي تركيزي كله هنا ، عجبك بجد المكان ؟ 

بصت حواليها وأكدت: جميل وستايله حلو وطريقة عرض العربيات حلوة وتشد ، تحس انك عايز تجرب كل عربية .

عرض عليها بحبور: شاوري على العربية اللي عايزة تجربيها وهطلعهالك حالا .

بصت لعينيه بابتسامة : مش وقته دلوقتي ، المهم هتراعي نهلة في سعر العربية ؟ علشان خاطري .

قرب منها ورد بمغزى: لو علشان خاطرك هديهالها ببلاش خالص ، خاطرك غالي .

ابتسمت بحرج وحاولت تهزر  : لا لا لا مش لدرجة ببلاش بس راعيها مش أكتر .

ابتسم : حاضر يا ستي هراعيها ، هديهالها بسعر تكلفتها عليا حلو كده ؟ 

ابتسمت بحرج : متشكرة أوي يا سعد 

قلبه دق بالطريقة اللي نطقت بها اسمه ومد ايده يسلم عليها قبل ما تمشي ، ضعط على ايدها فحبست أنفاسها لحد ما ساب ايدها من تاني ، المفروض انها تمشي وتروح لاصحابها بس بترجع خطوات بظهرها بتوتر : نهلة مستعجلة اوك ؟

ابتسم وهو بيمشي معاها الخطوات اللي بتبعدها : اوك في أسرع وقت 

ماكانتش عارفة تقول ايه فبتقول أي حاجة تخطر على بالها : اللون أحمر ؟

أكد بابتسامة : اللون أحمر من عينيا . 

خبطت بظهرها في سارة اللي كانت جاية ترخم عليها وسبيدو ضحك عليها فبصتله : عندك اصحاب رخمين من النوعية دي ؟ 

 ابتسم : كل شلة لازم يكون فيها صاحب رخم وإلا ما تكملش 

سارة باستنكار : انت صدقت اني رخمة ؟ 

قال بهدوء: كلامها ثقة بالنسبة ليا. 

آية أنهت كلامها معاه وشكرته تاني ومشيت مع أصحابها وهو خرج معاهم لبرا راقبهم لحد ما اختفوا من قدامه . 

دخل قعد على مكتبه وبعدها بدأ يجمع صور العربيات اللي هيبعتها واكتشف انه ما أخدش منهم أي رقم يبعتلهم عليه الصور ، يمكن لو معاه رقم آية تبقى فرصة يكلمها بحجة العربية كل شوية ، بس هل ده صح ؟ هل هيكون حازم تاني ويكلم أخت صاحبه من وراه ؟ 


البنات مع بعض وأولهم سارة اقترحت : بصي يا آية خليكي في باسم حلو وكيوت .

استغربت : اشمعنى يعني ؟

روان ردت عنها بتهكم : علشان سبيدو عجبها هي عرفتي اشمعنى ؟

آية كشرت وسارة ونهلة ضحكوا ، سارة علقت بهيام : سبيدو مجنون كده ومطرقع وبيهزر ، أنا بحب الشخصية اللي بتهزر كتير كدا انما انتِ هادية وكيوت هتنفعي أوي مع باسم تقيل كده وراسي وبعدين أخوكي هيوافق على باسم مش سبيدو ، خليلي أنا سبيدو وانتِ خدي باسم .

آية حست بضيق جواها من صاحبتها واستغربت سبب ضيقها ده ، هي مش بتحب سبيدو أو يمكن بتحبه ؟ ليه مش عارفة تحدد مشاعرها ؟ هي مش عارفة إذا كانت بتحب سبيدو بس عارفة انها مش بتحب باسم 

فضلوا البنات يهزروا ويتكلموا عن كل واحد شوية وهي كعادتها بتسمع كلمة وألف لا وسرحانة تماما مش قادرة تفكر أو مش عارفة تفكر . 


همس وسيف بعد ما قابلوا نادر والباقيين كانت سهرة جميلة للكل ، نادر كل شوية يهمس لملك فتضحك ووشها يحمر وهمس لاحظت فعلقت ترخم عليه : احنا بدأنا الاحمرار من دلوقتي امال بعد كده ايه ، الكلام ده خليه بينكم مش معانا ،معانا تبقوا معانا 

نادر بصلها بمرح: ماتخليكي مع جوزك وركزي معاه بدل ماانتِ مركزة معانا كدا 

سيف بضحك: أنا مراتي تركز مع اللي هي عايزاه ومحدش يقولها لا بعدين ماهي عندها حق الحاجات دي والهمسات لما تبقوا لوحدكم مش معانا 

همس بمرح: انت اللي ناصفني ، وبعدين أنا ماركزتش غير لما لقيت ملك وشها احمر

ضحكوا وملك اتحرجت وسكتت فنادر علق : ده انتِ مابتستريش لا انتي ولا جوزك

مروة علقت بمرح : ما تسيبوهم براحتهم ، سيبوهم يفرحوا

جوزها بصلها : وهو حد منعهم ؟ افرحوا يلا .

كلهم ضحكوا و استمرت سهرتهم لحد الفجر بعدها كل واحد روح بيته ، نادر وصّل ملك وقعدوا في العربية ايديهم في ايدين بعض ، نادر اتكلم بإحباط : كان يجرى ايه يعني لو النهارده فرحنا مش خطوبتنا ؟

ابتسمت وكملت : ونطلع على بيتنا أنا وانت 

أخد نفس طويل قبل ما يضيف وهو بيبوس ايدها : وما تفارقيش حضني نهائي ، ياااا امتى بقى يا ملك نعيش في بيت واحد ؟

همست : هانت احنا أخدنا خطوة اهو وربنا يسهل الباقي إن شاء الله يا حبيبي ، أنا مضطرة أنزل وأقولك تصبح على خير بقى .

نزلت وهو معاها دخلها لحد جوا و وقفوا قدام الباب الاتنين ايديهم في ايدين بعض : ما تخلينا مع بعض مش لازم تدخلي 

ابتسمت : أصلا مش عايزة أدخل بس لازم النهار هيطلع خلاص 

رد بحب : هتوحشيني أو انتِ واحشاني أصلا 

شدها لحضنه وضمها برقة متناهية وهي دابت في حضنه وبين ايديه ونفسها لو الدنيا تنساهم شوية . 

بعد عنها وعيونهم متعلقة ببعض ، قرب منها وبيفكر يلمس شفايفها وقرب بالفعل بس قاطعهم فتح الباب وخروج نور : بابا بيقولك ادخلي

اتفاجئوا بوجودها فبعدوا عن بعض بسرعة وهو ابتسم بتوتر : ادخلي طيب وبكرا نتقابل 

ماكانتش عايزة تسيب ايده وهو بيرجع خطوة وايديهم ماسكين بعض لحد ما ايدها فلتت من ايده واضطر يمشي ويروح لعربيته ويتحرك لشقته . 


فاتن كانت في انتظاره وأول ما سمعت قفلة الباب قامت تدخل أوضتها بس وقفها غصب عنها ومسك دراعها علشان تقف : وبعدين هتقاطعيني يعني ؟ 

ردت بجمود بدون ما تلتفت ناحيته : مش خطبتها وحطيت في ايدها خاتمك ؟ ما تشغلش بالك بغيرك بقى.

وقف قصادها واترجاها : علشان خاطري افرحيلي ، أنا أسعد راجل النهارده وسعادتي ناقصاكي انتِ

ردت بتهكم : لو ناقصاني ماكنتش قدرت أصلا تروح وتطلب ايد واحدة بدون موافقتي ، بعد إذنك يا نادر 

سابته ودخلت وهو فضل واقف مكانه بحزن مش عارف يعمل ايه ؟ كان نفسه تشاركه فرحته ، كان نفسه تكون معاه . 


الصبح سيف قام من نومه استعد ونزل لقى سلوى وعز بيفطروا وطلبوا منه ينضملهم ، قعد معاهم وطلب من عواطف قهوته  ، حطت القهوة قدامه وقبل ما تمشي وقفها : عواطف أول ما همس تصحى اعمليلها أي ساندوتش مع شاي بالنعناع هي بتحبه . 

ابتسمت بود : ما تقلقش عليها يا ابني حاضر من عينيا. 

خلص قهوته وقام بص لسلوى بتحذير : أنا رايح الشركة لو في حاجة كلموني ، ماما لو في حاجة كلميني أنا ممكن ؟ 

بصتله بغيظ : وبعدين ؟ ما قلنا خلاص بقى 

لبس نظارته الشمسية وبصلها بتأكيد : خلاص بس كلميني لو في أي حاجة .

مشي وبعد شوية وصل شركته ، مريم وقفت تستقبله فقالها وهو داخل مكتبه : ابعتيلي مروان يا مريم .

دقايق ومروان خبط ودخل عنده سلم عليه وبعدها قعد قصاده فسيف سأله : ايه أخبار هالة ؟ 

جاوبه بحيرة : معرفش أبوها ماكلمنيش لسه يا سيف .

بصله بتهكم : انت مستنيه بجد هو يكلمك ؟ بجد ؟ 

استغرب : مش هو قالي هكلمك ؟ 

سيف ضحك عليه : وانت صدقته ومستنيه يكلمك ؟ يا ابني بطل هبل واتصل بالراجل صبح وظهر وليل مش ما صدقت .

مروان مش عارف يفكر فسأله  : فكرك يعني ؟ مش هيقول زنان ؟ 

سيف : ما يقول مش أحسن ما يقول مطنش ومش فارق معاه ؟ 

مروان هز دماغه بتأييد بعدها سأله : المهم كنت عايزني في حاجة ولا بس بتطمن ؟ 

ابتسم بأسف : اه بطمن بس برضه معلش روح المصنع واقعد مع العمال واعرفلي سبب الخناقة ايه ؟ ايه اللي جننهم على بعض بالشكل ده ؟ الموضوع مش طبيعي 


مروان خرج يروح المصنع وسيف في مكتبه قاطعه كذا رسالة وصلت من سبيدو ، فتحهم كان بيسلم عليه وطلب منه رقم آية 

استغرب طلبه جدا واتصل به يفهم منه قبل ما ياخد أي رد فعل وسأله قبل حتى ما يرمي السلام : يعني ايه عايز رقم آية ؟  

سبيدو رد بمزاح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

تجاهل الهزار وسأله بجدية : يعني ايه عايز رقمها يا سبيدو ؟ بتعرفني انك هتكلمها بأسلوب شيك يعني ولا ايه ؟ 

رد بهدوء : ولنفترض مثلًا ؟

جاوبه بدون تفكير : يبقى لا وابعد عنها علشان ما نخسرش بعض 

أخد نفس طويل لأنه فعلًا كان عايز رقمها بس عن طريق سيف نفسه مش بطريقة تانية وضح بهدوء : ماشي يا سيدي علشان ما نخسرش بعض بس أنا طلبت رقمها علشان في بيزنس بينا مش أكتر 

ردد بسخرية : بيزنس ؟ بيزنس ايه إن شاء الله ؟

ماعجبتهوش سخريته بس هو ملزم يوضحله لانه اتغابى في الرسالة اللي بعتها وكانت غامضة : محتاج الواتس بتاعها علشان أبعتلها صور العربيات اللي طلبتها وموديلاتهم ، بيزنس زي ما قلتلك .

سيف أخد لحظات لحد ما ترجم كلامه وفهمه بس أخته مش هتشتري عربيات بنفسها أو في التوقيت ده لانها لسه جايبة عربية بعد ما رجعت من برا فمالحقتش ، استنكر كلامه : آية طلبت منك عربية جديدة ؟ انت بتهزر صح ؟ 

وضح بسرعة : لا لا مش هي ، بص يا سيف هي جت مع صحباتها و - حكاله اللي حصل كله - وكمل : واكتشفت اني ما أخدتش رقم أي حد فيهم فاتصلت بيك آخد الرقم أو لو مش حابب اتصل انت بها وابعتلها الصور وخليها تبعتهم لصاحبتها ولما يقرروا هيختاروا ايه يبلغوني وهوفرلهم الموديل اللي عايزينه ، غلطان أنا كده يا سيدي  ؟ 

سيف أخد نفس طويل قبل ما يرد عليه : لا يا سيدي مش غلطان ، ابعتلي الصور وأنا هبعتها لآية وهبعت رقمك لآية تبعته لنهلة ويتواصلوا معاك هي وجوزها .

سبيدو سأله باهتمام : سيف أنا مش غلطان في حاجة وما تخطيتش أي حدود معاك صح ولا بيتهيألي ؟ 

 ⁃ لا يا سبيدو مش غلطان وما تخطيتش أي حدود .

اتكلموا شوية في كلام عادي وقفلوا بعدها ، سيف فضل مكانه شوية مش عارف ياخد قرار ، يتصل يتخانق معاها ؟ يسيبها ويطنش وهي تتحمل نتيجة أخطائها ؟ مش عارف فعلا يتعامل معاها ازاي ؟ ليه مصممة تكرر أخطاءها من تاني وتعيد نفس التجربة بحذافيرها ؟ 

ماقدرش يتجاهل كلام سبيدو ومسك تليفون مكتبه كلم مريم : آية في مكتبها يا مريم ولا ماوصلتش ؟  

مريم بعملية : لحظة هشوفها يا فندم. 

ردت بعدها : لسه ماجتش يا فندم تحب أكلمها أشوفها فين ؟

 رد باختصار: لا لا متشكر يا مريم .

قعد محتار شوية بعدها بعت لأخته الصور اللي سبيدو بعتهاله وكتبلها رسالة (( سبيدو بعت دول علشان صاحبتك نهلة ، اكتشف انه نسي ياخد رقمها وطلب مني أوصلها الصور عن طريقك ، ابعتيهم لنهلة وبعدها جوزها يكلم سبيدو يشوف هيعمل ايه ، جوزها مش هي وأكيد مش انتِ .))

بعت الرسالة وانتظر ردها . 

آية كانت يادوب صاحية من النوم وماسكة موبايلها بتشوف أي رسايل مهمة ، موبايلها وصلته الرسايل ورا بعض من سيف ، ابتسمت لما شافت اسم أخوها بس ابتسامتها اختفت بعد ما شافت الصور وعرفت ان سبيدو بيتواصل عن طريق أخوها ، اتضايقت لان سيف ممكن يفهم غلط وزاد ضيقها لما قرأت الرسالة اللي أخوها كتبها ، فكرت كتير ترد بايه عليها وأخيرًا حاولت تفهمه اللي حصل فبعتتله(( أصحابي عزموني على العشا بس قبلها قالوا هنلف شوية علشان عربية نهلة اللي عايزة تجيبها واتفاجئت بان ده معرض سبيدو مش أكتر ولا أقل ))

كتبلها (( سارة رجعت من السفر ونحتفل بها وفوجئتي بباسم ونهلة عايزة عربية وسبحان الله اتفاجئتي بسبيدو ويا عالم بكرا روان هتطلب ايه وهتوديكي فين ؟ هم اصحابك دول ليه ساحبينك دايما للغلط؟ ))

اتضايقت أكتر (( مش بيسحبوني يا سيف هي الظروف جت كده ))

سيف شاف رسالتها وماسك نفسه علشان ما يتصلش بها لانه هيتنرفز عليها لو كلمها ، رمى الموبايل من ايده وقاعد متوتر مش عارف يسيطر على غضبه المتزايد ، مسك موبايله تاني وكتبلها (( أنا مش هفضل في الموال ده كتير ، غلطك الأول كان لا يغتفر بس بالرغم من ده عديته وقفلت صفحة الماضي لكن ماعنديش أدنى استعداد اني أقفل صفحة وأفتح نفسها من تاني ، مابقاش عندك فرص تانية معايا يا آية ، اقعدي كده مع نفسك وحددي أولوياتك ، يا تحترمي مكانتك وتحترمي نفسك وتلتزمي بحدود التعامل مع زمايلي وأصحابي يا قسما بالله يا آية هقفل صفحتك انتِ تماما معايا ، أنا مش هقبل أعيش اللي عشته مع حازم من تاني أبدًا لأي سبب مهما يكون ، عقلك في راسك انتِ مش صغيرة وأعمالك بقت محسوبة عليكي ، لو أي حد من أصحابي أو معارفي كلموني لأي سبب عنك صدقيني رد فعلي مش هيعجبك ، أنا مش هفضل هنا وكل يوم راجل يكلمني عنك والمشكلة ان الناس دول محترمين فبيكلموني فشوفي انتِ ايه بالظبط وناوية على ايه )) 

بعتلها الرسالة وقفل موبايله لانه مش عايز أي رد حاليا منها 

فضل قاعد كتير عينه على موبايله وأفكاره بتتزاحم في عقله ، مرة واحدة مسك موبايله تاني فتحه واتصل بسلوى اللي فرحت باتصاله : حبيبي صباح الخير مراتك لسه ماصحيتش اطمن هنفطرها أول ما تصحى 

رد باقتضاب : أنا مش بتكلم علشان مراتي .

تردد انه يكبر الموضوع وفكر يسلم ويقفل بس سلوى لاحظت صوته : سيف مالك يا حبيبي فيك ايه ؟ في حاجة حصلت؟

 ⁃ لا ما تقلقيش كله تمام . 

استغربت : طيب لما كله تمام في ايه ؟ ماهو صوتك مش طبيعي فقولي في ايه وما تجننيش معاك يا سيف ، في ايه مالك ؟ 

أخد نفس طويل قبل ما يتكلم : في اني تجاهلت موضوع باسم علشان آية كانت عنده بأصحابها بحجة انها بتحتفل برجوع سارة وعديت موضوع الصدفة ده لكن النهارده سبيدو بيكلمني ان آية راحتله امبارح بحجة مساعدة نهلة في شراء عربية وبرضه صدفة - سكت وأخد نفس طويل قبل ما يتكلم بتحذير -  اللي حصل مع حازم لو اتكرر

قاطعته بسرعة : مش هيتكرر تاني يا سيف و

قاطعها بحزم : أمي اسمعيني علشان بس أبقى قلت اللي عندي لو اتكرر تاني مش هسامح آية ، مش هسامحها ابدًا ، فهميها الليلة دي لاني تعبت من الكلام معاها ، اللهم بلغت اللهم فأشهد .

سلوى بهدوء : سيف يا حبيبي أنا بقولك مش هيتكرر تاني وأختك ممكن تكون بتتخبط بس 

قاطعها بنرفزة : وهو التخبيط ده ما ينفعش غير مع الرجالة اللي حواليها ؟ ما تبعد عن الكل لحد ما تكون مستقرة نفسيا وتعرف تتعامل ، هو كل راجل يظهر قدامها هتاخده لفة وتشوف ينفع ولا لا ؟

سلوى اتضايقت من كلام ابنها فقالت بعتاب: انت بتقول ايه يا سيف ؟ دي أختك اللي بتتكلم عنها 

اتنهد وحاول يهدا : اللي هي بتعمله ده مالهوش غير المعنى ده حتى لو ماعجبكيش التعبير عنه يا أمي ، هي مش مستقرة نفسيًا وعلشان كده بتجربهم ومش بعيد يكون أصحابها بيشجعوها على ده ، تعالي النهارده لده تعالي بكرا لده وبعده لده وهتلاقيها كل يوم بتخرج معاهم تقابل حد ، وده مش أسلوب ولا طريقة ولا يصح أساسًا ، اقعدي معاها وعقليها وخليها تبعد عن الكل لحد ما تستقر من جواها وتعرف هي عايزة ايه الأول قبل ما تفكر ترتبط بأي حد .

قفل مع أمه وحس ان كدا صح؛ انه يدخل أمه طرف في المعادلة يمكن تعدل الطرفين بتوعها . 


سلوى قعدت كتير مكانها تفكر في كلام ابنها وتفكر في باسم شوية وسبيدو شوية بعدها قامت تشوف بنتها بس دخلت عندها كانت في الحمام فقعدت تستناها . 


خرجت من الحمام فوجئت بأمها صبحت عليها واتكلموا في حاجات عادية وسكتوا لكن آية لاحظت ان سلوى بتتابعها فبصتلها بجدية : سيف كلمك ؟ 

نظراتهم كانت طويلة وسلوى سألت بمراوغة : كلمني في ايه ؟ 

ابتسمت آية بتهكم : مش هنلف وندور على بعض يا ماما ، سيف كلمك وعلشان كده جاية من الصبح بدري وما استنيتيش حتى أنزل وأفطر .

أمها وقفت وقربت منها بهدوء: طيب نستنى تنزلي وتفطري ونتكلم قدام باباكي ده اللي عايزاه ؟ 

بصتلها بحدة : أنا مفيش حاجة مخبياها علشان أخاف أتكلم قدام بابا أساسا .

سلوى اتنرفزت : امال مرواحك لأصحاب أخوكي واحد ورا التاني ده بتسميه ايه ؟ بتتسلي سيادتك ؟ ولا بتقضي وقت لطيف ولا بتهببي ايه ؟ 

زعقت بغضب: أنا ولا عندي وقت للتسلية ولا الوقت اللطيف ولا كل ده في دماغي أساسا بس انتِ وابنك هتفضلوا واقفين فوق راسي كده كتير ، وبعدين معلش حقكم عليا أنا غلطانة مش هطلب من أصحابه المبجلين أي طلبات تانية وحاضر هبعد عن أي حاجة تخصه ، كده مرضية يا ست الناس يا أم سيف الصياد ؟ طمني ابنك المبجل 

أمها حركت راسها بيأس : انتِ غبية يا بت ولا انتِ بتفهمي بالمقلوب ؟ سيف خايف عليكي تكرري غلطك تاني واصحابك بيشجعوكي

زعقت بحدة : مش هتنيل أكرر غلطي ومش هتنيل أحب تاني ومش عايزة أحب أساسا ، طمنيه وبعدين انتم بتفترضوا حاجات مالهاش أساس من الصحة ، هو علشان عزمت أصحابي في يخت باسم أبقى بحبه ؟ ولا في علاقة بينا ؟ هو قال انه بيأجر اليخت بتاعه حفلات ورحلات وسيادته لما عرضت أدفع الإيجار اتقمص وراح كلم سيف وسبيدو صدفت ان نهلة عايزة عربية بس خلاص هبعتلهم رقم سبيدو وأقولها انتِ وجوزك اتعاملوا مرضيين كده ؟ ابعدوا عني بقى وسيبوني في حالي .

جت تتحرك بس أمها مسكت دراعها بعصبية : انتِ عارفة ان كل اللي قلتيه ده الظاهر مش باطن الأمور ، باسم نظراته ليكي في فرح أخوكي وزعله انك تأجري اليخت ماكانش لله في لله ده كان محاولة منه يقرب ليكي وتديله ضوء أخضر ، وسبيدو بعد عن الديب ويب كله علشان يكون مسموحله يقرب منك والاتنين سيادتك معلقاهم ولو انتِ مش فاهمة ده ومش فاهمة ان الاتنين بيقربوا منك للارتباط بيكي يبقى معاملتنا كلنا معاكي غلط ولازم تتصلح وأولها انك عيلة لا تصلحي تشتغلي في شركة بالحجم ده وتمسكي منصب فيها ، فقدامك اختيارين يا آية ، يا انتِ هبلة مكانك البيت وبس لحد ما تكبري وتنضجي ، يا انتِ بتستعبطي ومعلقة اتنين رجالة بيجروا وراكي والاتنين أصحاب أخوكي ولولا انهم عاملينله اعتبار كانوا نهشوكي ، فسيادتك قرري انتِ مين فيهم ، هبلة ولا بتستعبطي ؟

جت تفتح بوقها ترد بس أمها رفعت ايدها في وشها بحزم : مش عايزة أسمع أي مبررات مالهاش أي تلاتين لازمة - جت تخرج وتسيبها بس وقفت وبصتلها بتوضيح- أخوكي قالي انك بتتخبطي ومترددة ومش عارفة تقرري انتِ عايزة ايه ، قال انك خارجة من تجربة فاشلة وبدل ما تبعدي وتصلحي من نفسك وترتبي أفكارك بتعيدي أخطاءك من تاني ، ابعدي يا آية لحد ما تفوقي من التجربة القديمة وتأثيرها ينتهي عليكي وبعدها قرري  ، لان غلطك المرة دي هيكون لا يغتفر ، ابعدي واهدي وانضجي وبعدها فكري في الارتباط بالراجل الصح المناسب .

وقفتها قبل ما تخرج بغضب : همس عيلة بالنسبالي وحبت واتجوزت اهيه، يعني محدش قالها انضجي واكبري واتخرجي وبعدها اتجوزي 

سلوى بصتلها باستنكار : أبوها كان رافض تماما وبعدين همس حبت 

قاطعتها بسخرية : ابنك المبجل اللي مفيش منه اتنين المهندس اللي واخد دكتوراه برا  وماسك شركة الصياد صدقيني عارفة مش محتاجة تعرفيني . 

أمها ضربت كف بكف وردت بقوة: لا انتِ مش طبيعية واه ابني في نظري مفيش منه اتنين على وجه الكرة الأرضية وفخورة دايما انه ابني ، واه هقولك همس حبت أفضل راجل في الدنيا وكان لازم تتمسك به بايديها وأسنانها ، مش حبت خاين كلب وبعدها ليكي عين تقفي قصادي وتتبجحي علينا ، انتِ امتى بقيتي كده وليه بقيتي كده ؟ طول عمر أخوكي صاحبك وحبيبك وجنبك فجأة دلوقتي بقى خنيق وبقى فوق راسك ؟ ماهو طول عمره جنبك وفوق راسك وطول عمرك متعلقة في رقبته حتى وهو برا كان بيفضل كل يوم يكلمك بالساعة وترغي معاه دلوقتي مش عاجبك وبقى ابني المبجل ؟ 

دورت وشها بعيد هربًا من أمها يمكن لانها عارفة الكلام ده كويس أو يمكن بتحاول تداري على أخطائها الكتيرة أوي . 

غمضت عينيها أول ما سمعت قفلة الباب وقعدت مكانها تحاول تفوق من اللي هي فيه ، بس أخوها عنده حق لازم تبعد لحد ما تعرف هي عايزة ايه بالضبط 

ونكمل بعدين 

توقعاتكم 

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيموووو



عاصفة الهوى (١٤)


بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيموووو

ممنوع تماما نشر الرواية في اي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

الجماعه اللي بيحذفوا السطرين دول ويروحوا ينشروا الرواية دي اسمها سرقه ملهاش مسمى تاني وياريت اي حد من متابعيني بشوف اي حد ناشرها يكلمني خاص وخلينا نقفل صفح كل حراميه الروايات دول ، الفيس حاليا مش محتاج اكتر من كام بلاغ يقفل الصفحه فطالما مش هيحترموا رغبة الكاتب يبقى نقفلهم صفحتهم اللي بيسرقوا علشانها الروايات . 

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة 


آية بعد ما كانت رايحة الشركة غيرت رأيها وقعدت في البيت ، سارة كلمتها تخرج معاها بس شدت معاها وقالتلها ان سيف زعل منها واتسببتلها في مشكلة مع أهلها .


في الساحل

اتفقوا يروحوا كلهم البحر بعد مايجهزوا

في الفندق ، أمل بعد مالبست الولدين ودتهم لحماتها ورجعت الجناح بصت لكريم : يلا ياكريم احنا جهزنا البس انت كمان

كان لابس مايوه من غير حاجة من فوق ، بصلها ببراءة: ما أنا لابس اهو يا أمل 

رفعت حاجبها باستنكار وردت: لابس ايه ياحبيبي؟ وبالنسبة للي فوق ده ايه زكاة؟

ضحك ورد بخبث: ما أنا أكيد مش هعوم وأنا لابس تيشيرت مثلا وبعدين احنا في الساحل

قربت منه وحطت ايديها على وسطها وقالت بغيرة: وهو الساحل للقلع بس؟ بقولك ايه ياكريم استر نفسك وعضلاتك اللي فرحان بها دي

بصلها بمشاكسة: ده بدل ما تفرحي ان جوزك رياضي؟

ردت بغيظ: أنا أفرح اه إنما أفرّح باقي البنات ليه إن شاء الله؟

ضحك وقال بمرح: غيورة، عموما أنا كدا كدا كنت ناوي ألبس تيشيرت ياحبيبي

بصتله باستنكار: امال بتحرق دمي ليه من الأول طالما هتلبس؟

حاوط وسطها وقال بخبث: كنت بشوف غيرتك مش أكتر بنكشك يعني

بصتله بغيظ: بقى كدا؟

ضحك وبعد راح جاب تيشيرت كت من الدولاب لون المايوه ولبسه فبصتله بغيرة: ده كت ومكشوف ياكريم!

بصلها ورد بسخرية : ايه يا حبيبتي هو أنا هتحجب؟

بصتله باستنكار: انت بتتريق؟ 

رد بابتسامة: وأنا أقدر؟ وبعدين ماله ده ماهو حلو اهو وبعدين مش هينفع فعلا أنزل بتيشيرت نص كم هنا 

اقتنعت على مضض: ماشي أهو أحسن من مفيش

ضحك وقرب منها ضمها بمرح: وأنا اللي بقول عليكي عاقلة !

بعدت وبصتله بتحذير: أنا عاقلة وكل حاجة بس غيرتي نار خلي بالك

ابتسم وداعب أنفها بمشاكسة: حبيبي الشرس

ضحكت وضحك معاها وبعدها خرجوا ايديهم في ايدين بعض وراحوا لباقي العائلة


راحوا شاطئ هادئ وشبه فاضي ، قعدوا والولاد بيلعبوا في الرملة مع بعض والكبار متابعينهم ، طه وغادة بيتصوروا ، وأمل مع كريم في البحر ، وكل ماتيجي عليهم موجة أمل تنط ، كريم بصلها وقال بسخرية: ايه يا أمل ماتعبتيش من النط ياحبيبتي؟

ردت بتوضيح: ماهم قالوا لما تلاقي الموجة جاية عليك اديلها ظهرك ونط 

ضحك ورد: ده على الأساس انك كدا بتتجاهليها مثلا؟ هو أنا معلمك علشان تقضي السباحة نط ؟

بصتله بمشاغبة: ما أنا لو سبت نفسي زي مابتقولي هلاقيني بالعة ميا البحر كلها شكلك بتعلمني غلط ياكيمو

بصلها بذهول : هتجيبي المشكلة فيا دلوقتي؟ 

ضحكت ورشت عليه الميا وفضلوا يلعبوا سوا ، شوية وقرب منهم طه بعد ما غادة سابته وراحت تشوف الولاد 

طه بمرح: ايه يا كريم عمال تقول معلمها السباحة وفي الآخر مش شايف غير انها ماسكة في رقبتك وعمالة تنط زي القردة

كريم بصله باستنكار وبص لأمل : شوفتي خليتي الأعادي تشمت فينا - بصله وكمل بتهديد مرح -  وبعدين ماتقولش على مراتي قردة لو سمحت

ردت باستفزاز: سيبك منه ياحبيبي هو متغاظ مننا علشان آخره يعوم على الشط

كريم ضحك وطه شاور على نفسه بذهول: أنا؟ نسيتي لما كنتي فاكرة البحر ممشى وتفضلي تتمشي فيه ؟

بصتله بغيظ : أنا كنت بحب أتمشى مع نفسي

ردد بتهكم: أيوة صح مصدقك

كريم بضحك : بقولك ايه أنا ما أسمحلكش تتريق على مراتي وبعدين هي دلوقتي بقت تعرف تعوم أحسن مني ومنك 

طه بمرح: دفعتلك كام علشان تقول كدا؟

أمل باستفزاز: انت فاكر الناس كلها مادية زيك؟ 

طه بضحك : لسانك بقى طويل واضح ان كريم غيّرك وخلاكي مفترية

كريم بمزاح: إذا كان عاجبك ياعم

طه قرب من أمل ورد بمرح: وأنا أقدر أتكلم ؟ وبعدين أمل تعمل اللي هي عايزاه دي حبيبتي ، باس راسها فابتسمت بحب وردت: ربنا يخليك ليا 

كريم بغيظ: ايه ده في ايه؟ بتحبوا في بعض وقدامي؟ 

طه بمشاكسة: أختي يا عم وبراحتي

كريم بغيرة وهو بيبعد أمل عن طه: أختك من بعيد يا أخ طه بدون لمس ـ بص لأمل بغيظ - وانت يا اختي مش لازم تحبي فيه حبي في جوزك وبس 

أمل باستفزاز: ده أخويا ياكريم وبيدلعني

رد بحنق: يعني لما أغرقك انتِ وأخوكي دلوقتي هتفرحوا؟

أمل بدلال: أهون عليك ياكيمو ؟

بصلها بحب: ماتهونيش طبعا ياقلب كيمو

طه ضحك بذهول: أختي ثبتتك بكلمة عليه العوض ، بركاتك يا أمولة

أمل ضحكت هي وكريم وفضلوا يهزروا وغادة جت وفضلوا يلعبوا سوا وشوية وخرجوا يلعبوا مع الولاد لحد ماتعبوا وقرروا يرجعوا الفندق يرتاحوا .


آخر النهار سيف رجع البيت طلع أوضته مباشرة ، قابلته همس اللي كان واحشها فرمت نفسها في حضنه وكل ما يجي يبعد بتمسك فيه أكتر لحد ما هو علق بابتسامة : طيب خليني أغير هدومي دي الأول يا همس متكتف فيها من بدري يا حبيبي 

بعدت على مضض وقالت بلوم: هسيبك طيب بس سيف انت بتتأخر كتير في الشركة وبتوحشني .

داعب خدها بلطف : بكرا هتنزلي الكلية ومش هتحسي بالوقت أصلا . 

ابتسمت وفضلت متابعاه لحد ما غير هدومه وهي قاعدة على طرف التسريحة مستنياه يخلص فابتسم على منظرها وقال بمرح: انتِ ليه محسساني انك طفلة صغيرة مستنية باباها يجهز علشان يخرج بها أو يعملها حاجة ؟

ضحكت وردت بمشاكسة: علشان أنا كده فعلا مستنياك تخلص علشان تيجي عندي .

قرب منها شالها وفضل ضاممها وهمس بحب: أنا اهو كلي ليكي يا قمري عايزة تعملي ايه ؟ 

ابتسمت وقبل ما تجاوبه باب أوضتهم خبط فنزلها وفتح كانت عواطف بلغته ان الغدا جاهز والكل في انتظاره هو ومراته .

سيف باهتمام : الكل مين يعني ؟ 

وضحتله : عز بيه والهانم وآية ؛ كلهم يعني .

سيف بص وراه لهمس بتساؤل: هتنزلي تتغدي ولا تحبي نخرج نتغدا برا ؟ 

همس عينيها وسعوا بحماس وفكرت يخرجوا فعلا بس هما سهروا كتير برا امبارح وهو من الصبح في شغله وأكيد محتاج يرتاح فهيتغدوا مع العائلة ويطلعوا يرتاحوا ، ابتسمت للقرار اللي وصلتله وبصتله : ننزل يلا .

مسكت ايده و نزلوا مع بعض وانضموا للباقيين ، كان في صمت مزعج همس ملاحظاه بس ماعلقتش عليه لكن اللي علق عز : لا أسكت الله لكم حسا ، في ايه مالكم ؟ 

سلوى ردت بابتسامة : سلامتك يا حبيبي مفيش .

ما اقتنعش بإجابتها وبص لابنه بتساؤل : سيف مالك ؟ في مشاكل في الشغل ولا ايه ؟ 

بصله ورد باختصار : لا مفيش 

حمد ربنا وسأله : عملت ايه في المصنع ؟ عرفت سبب الخناقة ايه ؟ 

وضحله : بعت مروان النهارده قضى اليوم كله هناك وبكرا هنعرف ايه اللي حصل بالضبط ، كله تحت السيطرة ما تقلقش حضرتك .

عز ابتسم بفخر : مين قالك اني قلقان في مكان انت موجود فيه ؟

 بص لآية باهتمام : مالك يا آية ؟ شكلك زعلانة ليه ؟ 

بصتله بهدوء : مش زعلانة يا بابا وبعدين هو حد بيهتم بيا في البيت ده؟

سيف هنا ماقدرش يفضل ساكت وقال بتحفز : نعم يا آية ؟ عايزة ايه ؟ 

ردت بدون ما تبصله : مش عايزة غير انك تبطل تصدر عليا أحكام من غير ما تفهم اللي حصل.

بصلها بكامل انتباهه : ايه اللي مش فاهمه ؟ فهميني انتِ طيب .

كانت هتقوم وتسيبهم بس غيرت رأيها وقعدت توضح: امبارح أنا 

قاطعها بضيق : أنا في غنى عن سماع مهاترات مالهاش قيمة بالنسبالي .

زعقت بحدة وهي بتقف وترمي الشوكة من ايدها : وأنا مش كل شوية هكون في دايرة الاتهام .

وقف قصادها ورد بغضب : ياترى أنا بفتري عليكي ؟ ولا انتِ اللي مصممة تحطي نفسك في دايرة الشبهات؟ ايه افتريت عليكي انك روحتي لسبيدو امبارح معرضه ؟

عز أخد نفس طويل لانه تعب من خناقهم الاتنين وراقبهم بصمت تام.

آية بنفاد صبر : أيوة روحت بس لما خرجت البنات بعتولي لوكيشن روحتلهم فيه وهناك لقيتني قدام معرض عربيات معرفش ليه ساعتها نهلة قالتلي عايزة عربية وبيلفوا على المعارض وفي الآخر قرروا يروحوا لسبيدو لانه صاحبك وانت أخويا علشان يعمل واجب معاهم أو على الأقل يقولنا الأفضل ايه ونعمل ايه ومش هيضحك علينا بحكم صحوبيته معاك وكانوا عارفين اني لو عرفت انهم رايحين عنده هرفض أروح معاهم علشان كده حطوني قدام الأمر واقع  

سيف حرك راسه برفض لكل اللي بيسمعه : لو عايزين واجب يبقى من خلالي أنا ، كان ممكن اصحابك يجوا هنا ويكلموني وكنت هجيبلهم سبيدو نفسه أو أحدد أنا ميعاد معاه وتروح نهلة وجوزها يقابلوه أو حتى لو روحتوا انتم بس عن طريقي وأنا اللي أحدد ميعاد معاه ساعتها كنت هحترمك وهحترم اصحابك لكن الأسلوب ده والطريقة دي مالهاش غير معنى واحد انكم بتتمرقعوا ودي حجة والسلام . 

آية اتصدمت ان أخوها فاهم حركات اصحابها بالشكل ده فبصت لأبوها هربًا منه: سامع يا بابا أسلوبه وكلامه ؟ 

سيف اللي رد بمغزى : ومش بعيد تكون صدفة باسم برضه مقصودة ، أصحابك حابين يشوفوا باسم ويشوفوا سبيدو ويختاروا ما بينهم مين أحلى ومين أشيك زي ما بتختاروا فستان أو بلوزة بس سيادتك مش واخدة بالك ان في الآخر المتضرر الوحيد هو انتِ، مشاعرك متلخبطة وحياتك متلخبطة وبدل ما تركزي وتهدي وترتبي أمورك وأولوياتك داخلة في حاجة انتِ مش حملها دلوقتي ، مشاعرك متلخبطة ومتذبذبة ومش هتعرفي تستقري ولا تاخدي قرار فابعدي ، ابعدي وبلاش تسمحي لأصحابك يغرقوكي 

آية واجهته بعناد أجوف : اصحابي مش في دماغهم باسم ولا سبيدو وكل دي أوهام في دماغك انت وبس . 

سيف قعد مكانه ورد بحزم: if you say so  ، هقولهالك لآخر مرة ابعدي عن الأفكار الغبية دي وأصحابك لو ما اتلموش همنعك منهم ده آخر كلام عندي . 

آية بصت لأبوها باستنكار : حضرتك ساكت ليه ؟ عاجبك كلامه ؟ 

عز رد بتأكيد : عاجبني كلامه ومتفق معاه بس للأسف مش عاجبني أسلوبه ولا طريقته ولا عصبيته اللي بقت اوفر بدون مبرر دي ، المفروض انه لسه متجوز ومبسوط .

سيف بص لأبوه باستغراب : بدون مبرر ؟ بجد بدون مبرر ؟ أنا لو قعدت عمري كله مش هنسى حازم الكلب واللي عمله ولا هنسى انها سمحتله يوصمها بوصمة زي دي ويبقى نقطة سودا في حياتها . 

آية صرخت : يادي حازم لامتى هتفضل تتكلم عنه ؟ لامتى ؟

بصلها ورد بوضوح: لحد ما تبينيلي انك نضجتي وبقيتي إنسانة عاقلة ومسئولة أو لحد ما أنسى لكن للأسف انتِ ولا بتعقلي ولا بتديني فرصة أنسى . 

آية بصتلهم كلهم وقالت بحزن: اديني أنا فرصة أنسى الأول علشان انت تنسى لكن انت اللي عامل فينا ده .

همهم بتهكم وماعلقش وهي سابتلهم السفرة وطلعت أوضتها ، همس وسلوى متابعين اللي بيحصل بحزن 

 اصحاب آية كلموها فزعقت وانفجرت فيهم وقفلت بعدها الموبايل بتاعها . 


الكل قاعد بعد ما آية طلعت أوضتها في صمت، قطعه عز بلوم: وبعدين معاك يا سيف ؟ 

بصله بضيق : وبعدين معايا في ايه ؟ 

وضح بعدم رضا: في معاملتك وقسوتك على أختك ، انت ليه قاسي كده معاها ؟ ما تتكلم بهدوء وتسمع تبريراتها .

سيف وقف ورد بعصبية : انت بجد بتسألني ليه ؟ ما كنت حنين وبطبطب وبسمع وبصاحب والنتيجة كانت ايه ؟ هي المسئولة عن المعاملة دي ، هي وبس ، وده اللي عندي ليها حاليا لو ده مش عاجبكم فالحل عندي اني أبعد تماما بشكل قاطع للأسف ماعنديش أنصاف حلول بعد إذنكم .

وقفه عز بغضب : اقف وما تسيبنيش وتمشي وأنا بتكلم يا سيف .

وقف وبصله : آسف اتفضل بس ياريت نقفل الكلام عن آية . 

عز قرب منه ونصحه بهدوء: آية اختك الوحيدة ، الوحيدة يا سيف ومش هتقف تعلقلها المشنقة علشان غلطة غلطتها أو كلب ضحك عليها وعلينا كلنا مش هي بس فما تشيلهاش هي ذنب صاحبك اللي طلع خاين وكلب لأن في البداية ده صاحبك وانت وبس اللي سمحتله يدخل البيت ده .

سيف بصله باستنكار : افندم ؟ انت بتقول ايه ؟ 

زعق بنفاد صبر : بقول اللي سمعته ، انت اللي دخلته البيت .

سيف ماقدرش يسيطر على أعصابه أكتر ورد بقوة: أنا اه كان صاحبي مش هنكر ده بس لو حد دخله بالشكل ده في العيلة فالحد ده مش أنا ، مش أنا اللي دخلته البيت لاني كنت مسافر ولا حضرتك ناسي ؟ ومش أنا اللي مسكته منصب في الشركة ، ومش أنا اللي سمحت لكلب زي عصام يدخل شركتي ويسيطر عليها ويسيطر علينا كلنا ومش أنا اللي كنت هخسر شركتي وغرقتها وغرقتنا كلنا في الديون بالشكل ده .

سلوى بحدة: سيف كفاية 

بصلها وسكت وحس انه بالفعل تمادى زيادة عن اللزوم بس ماقدرش يتراجع أو ينطق بحرف زيادة 

عز بصله وقال بتهكم مصحوب بالحزن: يمكن أكون كبرت وخرفت ومابقيتش بفرق بين الكويس والوحش بس طول ما أنا عايش مش هسمح لحد يكسر بنتي الوحيدة حتى لو كان الحد ده انت يا سيف وان كان على الشركة فالبركة فيك بتوقفها من تاني وحلال عليك الشركة كلها و ليك عليا مش هدخلها تاني

سيف اتضايق من نفسه أكتر وحاول يرد : بابا لو سمحت

قاطعه بحزم وماسابلهوش فرصة يتكلم : لكن أختك خط أحمر ، أختك مهما تغلط فحضني مفتوحلها وكنت بتمنى ان انت كمان تكون أمان وسند ليها بعد ما أموت بس يا خسارة واقفلها على الواحدة وبكل سهولة تقولي تقطع معاها ، بجد خسارة يا سيف . 

سيف حاول يتكلم أو ينطق أو يعتذر بس أبوه سابلهم المكان كله وطلع أوضته .

سلوى بصت لابنها بعتاب : قد ايه كتير عصبيتك بتعميك يا سيف وبتخسرك أقرب الناس ليك .

نفخ بضيق وقال بتهكم : وياترى أنا طالع لمين ؟ 

رفعت حاجبها باستنكار : أنا عمري 

قاطعها بغيظ : انتِ لسه طاردة مرات ابنك من البيت فما تكلمينيش عن العصبية لو سمحتي  .

سلوى كشرت لانها نسيت ده فقالت بهروب : أنا ولا هتكلم ولا هنطق سايباهالك وطالعة لأبوك . 


راقبها وهي بتطلع فوق هي كمان وبعدها بص لهمس اللي كانت كمشانة مكانها : أنا هغير هدومي وأخرج شوية بعد إذنك .

طلعت وراه ويادوب هتتكلم بعد ما دخلوا أوضتهم بس بصلها بتنبيه : همس ، وقت ما تلاقيني عصبي بالشكل ده و واصل للمرحلة دي تجنبيني تماما لو سمحتي ، تماما لاني بجد بشوط في الكل .

سابها ودخل غير هدومه ولما خرج سألها: عايزة حاجة ؟ 

سألته بتردد : هتروح فين ؟ 

جاوبها باقتضاب : هتمشى شوية مش رايح مكان محدد .

سألته : ينفع آجي معاك ؟

بصلها بطريقة فهمتها ان طلبها مرفوض تماما فتراجعت بسرعة : خلاص خلاص اخرج براحتك بس ابقى طمني عليك أو ما تتأخرش .

هزلها راسه بموافقة وخرج يلف بعربيته . 


 نادر روح بيته فوجئ بأبوه وأمه بيستعدوا للسفر ومهما يحاول يوقفهم إلا ان فاتن أصرت تمشي وبلغت جوزها انه لو هيفضل هتمشي هي لوحدها وبالفعل أخدت شنطتها وخرجت برا الشقة فخاطر بص لابنه بقلة حيلة : سيبها كام يوم تهدا وأنا هفضل على اتصال بيك ، ربنا يوفقك يا ابني ولو سعادتك معاها هي ربنا يسهل كل أمورك وييسرلك الطريق ليها ، هكلمك أول ما نوصل .

سابه ونزل وهو قعد مكانه مش عارف يتصرف ازاي ولا يحدد هل ارتباطه بملك بالرغم من رفض أمه صح ولا غلط ؟ هل الواحد يتنازل عن حب عمره لمجرد خوف أجوف عند أمه ؟ هل ده الصح ؟ ولا ايه الصح يا ترى ؟ 


أمل في أوضتها في الفندق كانت بتاخد شاور وخرجت كانت الأوضة فاضية فابتسمت لان أكيد كريم أخد الولدين عند أبوه وأمه علشان يسيبها تلبس وتستعد براحتها للعشا ، فتحت الدولاب بس فوجئت بكيس طويل لفستان ، فتحته بفضول كان فيه فستان أسود طويل، انبهرت بجماله ، طلعته وكان متعلق وردة على الشماعة مربوط فيها ورقة فتحتها (( حبيبة عمري كله مستنيكي تحت في الاستقبال ، قدامك نص ساعة أبوس ايدك ما تتأخريش عن نصاية ها، حبيبك كريم )) 

ابتسمت ومسكت الفستان لبسته ولقت صندوق تاني فيه كل احتياجاتها من طرحة للفستان وشنطة وجزمة ، ابتسمت انه مش ناسي أي حاجة . 

لبست وعملت ميكاب سريع وخفيف وبصت لنفسها نظرة رضا في المرايا ، خرجت ويادوب هتنزل بس فكرت تطمئن على ولادها الأول ، خبطت وفتحلها حسن اللي كبر أول ما شافها وابتسملها : كريم مش هنا يا أمل هو أكيد مستنيكي تحت يا بنتي . 

أمل ابتسمت بخجل: أنا بس حبيت أطمن على الولاد

ناهد خرجت على صوتها وابتسمت أول ما شافتها وحدفتلها بوسة في الهوا : حبيبتي الولدين كويسين وبيلعبوا وهننزل نتعشى ويطلعوا يناموا اخرجي انتِ مع جوزك وما تشغليش بالك بيهم ، يلا بقى ما تسيبيهوش مستني .

أمل بإحراج : طيب أبوس الولدين قبل ما أنزل 

حسن بمشاكسة: أيوة ويشبطوا فيكي وتقعدي ساعة هنا صح ؟ انزلي يا أمل لجوزك يلا .

اتحركت من قدامهم بس قبل ما تنزل عدت على مامتها اللي فتحت الباب وكبرت وابتسمت : عيني عليكي باردة يا قلبي ، امال كريم فين ؟ 

ابتسمت : سبقني على تحت ، أنا بس قلت أقولك اننا هنسهر برا علشان ما تقلقيش لو ما شوفتينيش على العشا .

ابتسمتلها بود: ربنا يسعدكم يا روحي ، العيال فين طيب ؟ كنتي جيبتيهم 

جاوبتها : مع نونا الاتنين .

سميرة : طيب يا حبيبتي انزلي لجوزك وما تقلقيش عليهم هتابعهم مع ناهد ، يلا انزلي . 

نزلت أخيرا لكريم اللي كان مستنيها فعلا في الريسبشن وأول ما شافها ابتسم بلهفة واستغرب ازاي لحد النهارده قلبه بيدق لما بيشوفها بتقرب منه كده . 

باس ايدها أول ما وصلت عنده وقال بهيام: روح قلبي ودقاته .

ضحكت بخجل واتلفتت حواليها : كريم الناس بتتفرج علينا .

تجاهل كل اللي حواليه ورد بغزل : علشان في قمر نازل ماشي وسطهم على الأرض يعملوا ايه ؟ يلا بينا علشان ما أغيرش رأيي وأطلع أخبيكي جوا أوضتنا ما تخرجيش منها .

أخدها وخرجوا برا ، أمن البوابة فتحلهم باب العربية وكريم ساعد أمل تقعد وبعدها لف مكانه و أخد منه مفاتيح العربية وقعد جنب أمل واتحرك ، سألته لمجرد انها تفتح أي كلام : هو ليه مفاتيح العربية كانت معاه ؟ 

بصلها بابتسامة: علشان جابها من البارك يا روحي .

سكتت شوية بعدها سألته بفضول : هتسهرني فين ؟ 

مسك ايدها باسها : اصبري على رزقك . 

حاولت تعرف أي معلومة بس إجاباته كلها كانت مبهمة ، أخيرا وصلوا وكل اللي كان مكتوب ( شاطئ خاص )   

دخلت معاه ايديهم في ايدين بعض استقبلهم كذا حد لابس زي الجرسونات ، كريم سأل واحد فيهم : كل حاجة جاهزة ؟ 

الجرسون : أيوة يا فندم اتفضلوا . 

أمل بصت حواليها و مستغربة في فين ؟ هل ده شاليه خاص ؟ هي واقفة في ريسبشن فيه انتريه مودرن وركنة على جنب وباب بيفتح على جنينة تقريبا ، أخدها كريم وخرجوا من الباب وهنا انبهرت من المنظر قدامها ، ممر طويل من الأنوار الصغيرة أو زي شموع محطوطة جوا كاسات وخيمة منصوبة على البحر الأنوار مزيناها كلها وترابيزة وكرسيين ، جنبها في مفرش كبير مفروش على الأرض محطوط عليها مخدات وسلة مليانة فاكهة و وورد كتير حواليه . 

قاطع السحر اللي هي فيه صوت الجرسون بيسأل : تحبوا تتعشوا الأول ولا تشربوا أي حاجة والعشا بعدين ؟ 

انتبهت على كريم بيجاوبه : نتعشى الأول ياريت .

أخدها لحد الترابيزة وهي منبهرة ، شد الكرسي وساعدها تقعد وبعدها قعد قصادها وقال باهتمام : ما نطقتيش بحرف يا أمل 

بصت حواليها بابتسامة : منبهرة بس يا كريم .

مسك ايديها بحب : عجبك المكان ؟ 

حطت ايدها فوق ايده اللي ماسكة ايدها وأكدت بعينين بيلمعوا : بجد بتسألني ؟ حبيبي أنا عايشة في حلم ، بس ليه قلتلهم نتعشى الأول ؟ كنا قعدنا الأول شوية .

وضحلها : علشان بعد ما نتعشى الكل هيمشي والمكان ده هيبقى لينا لوحدنا أنا وانتِ فهمتي ليه مستعجل على العشا ؟ 

ابتسمت بخجل وغيرت الموضوع بتوتر: حلوة الموسيقى دي ، ناعمة كده .

وقف وشدها بابتسامة: قومي نرقص عليها أنا وانتِ يلا . 

وقفت واعترضت بخجل : كريم هيشوفونا 

بصلها باستغراب : بت ايه حكايتك النهارده في هيشوفونا دي ؟ سارقك أنا ولا خارج معاكي من ورا أبوكي ؟ 

ابتسمت وضمها فاسترخت أخيرًا في حضنه واستمتعوا برقصتهم الهادية ، العشا جهز وأخدها وقعدوا ياكلوا ومستمتعين بالهدوء اللي مفتقدينه وسط دوشة الولاد والشغل . 

بعد العشا الجرسونات خلصوا شغلهم وسألوا كريم هل محتاج أي حاجة تانية ؟ شكرهم وخرج معاهم لبرا علشان يقفل الباب وراهم، وهو داخل بص للمطبخ لقى كل حاجة فيه متروقة ونظيفة ، فتح التلاجة واطمن ان التورتة اللي طلبها موجودة بالشكل اللي وصى عليه . 

خرج لأمل وقفها من على الكرسي وقعدوا على المفرش على الأرض ، كريم بهدوء: قد ايه مفتقد الهدوء في حياتي يا أمل ، الصمت ده وصوت البحر مع الموسيقى دي بجد الواحد محتاج كل شوية يفصل كده عن الدنيا . 

سألته وهي بتقرب منه : ندمان ؟ 

بصلها بحيرة : على ايه بالضبط ؟ 

وضحتله : انك اتجوزت وخلفت و 

قاطعها وحط ايده على شفايفها : انتِ أجمل حاجة حصلت في حياتي كلها وإياد أجمل نعمة في حياتنا و إيان ربنا يعلم انه في غلاوة إياد بالضبط وبحمد ربنا كل يوم انكم في حياتي ولسه من كام يوم كنت بقولك نكبر عيلتنا فازاي بقى ندمان ؟ 

إجابته طلعتها فوق السما بس حبت تسمع أكتر منه فسألته: طيب ليه حسيت انك مفتقد الجو ده والحياة الهادية اللي مش فيها الولاد ؟ 

شدها قربها منه بابتسامة: وهل ده معناه اني ندمان يا أمل ؟ أنا راضي ذمتك قعدة زي دي أنا وانتِ وبس في جو زي ده مش بتتمنيها ؟ مش بتتمني نفضل في حضن بعض أطول وقت ممكن ؟ مش بنبعد عن بعض بالعافية لما الولدين يصحوا ؟ مش ممكن أكون بتمناكي والعيال وسطنا ألاقيني متقيد بعيد مش عارف حتى ألمسك ؟ قوليلي وسط كل ده مش بتتمني الهدوء ده والهرب من كل حاجة و تغرقي بس في حضني ؟ لو إحساسك مختلف  عني عرفيني وأنا أروح أجيب الولدين يسهروا معانا 

كانت ساكتة ومبتسمة فأصر : جاوبيني يا أمل 

ماعرفتش تقوله ايه بس قربت لمست شفايفه تجاوبه بشكل عملي لأن مفيش كلام ممكن يعبر عن إحساسها واستمتاعها بكل لحظة هي في حضنه فيها . 

همس في الفيلا زهقانة فنزلت تتمشى في الجنينة شوية بس الجو برضه ممل، دخلت قعدت لوحدها ، جت عواطف عندها : تحبي أعملك حاجة تشربيها يا هانم ؟ 

همس بصتلها : بالله عليكي قولي همس بس ولا هانم ولا بتاع .

ابتسمت عواطف لطيبتها : حاضر بس قوليلي تشربي ايه ؟ 

اتنهدت باستسلام : ممكن شاي .

عواطف ابتسامتها وسعت : بالنعناع صح ؟ من عينيا.

غابت دقايق ورجعت بصينية عليها الشاي وجاتوه حطتهم قدامها وقبل ما تتكلم جرس الباب رن فعواطف راحت تشوف مين وهمس اتمنت لو يكون سيف رجع بس سيف معاه المفاتيح .

سمعت دوشة بنات بيسلموا على عواطف ، ترقبت بحذر ودخلوا بالفعل ٣ بنات أجمل من بعض ، همس فاكرة انها شافتهم قبل كده بس مش قادرة تحدد فين ؟ 

البنات التلاتة كانوا ستايل وشيك جدا بس لفت انتباه همس واحدة فيهم ضايقتها لأن فستانها عريان من فوق جدا وقصير جدا وحست ان نظراتها متفحصة وكأنها بتقيمها لدرجة انها بصت للشاي على الصينية وابتسمت بسخرية أو ده اللي همس حسته . 

انتبهت على واحدة فيهم بتقرب بابتسامة: باشمهندسة همس ازيك ، أنا روان ودي نهلة ودي سارة ( اللي كانت لابسة مكشوف ) احنا اصحاب آية .

همس افتكرتهم من أسمائهم فابتسمت بمجاملة: أهلا بيكم اتفضلوا .

سارة قربت منها بصتلها من فوق لتحت بغيرة خفية : فستان الفرح والميكاب كانوا مكبرينك أوي ما تخيلتش انك صغيرة كده .

همس بصتلها بحدة وقبل ما ترد سارة لحقت نفسها وصححت: أقصد يعني انك بيبي فيس أوي ، أمال سيف فين ؟ 

همس رددت باستنكار : افندم ؟ 

روان اتدخلت وزقت سارة بعيد عن وش همس ووضحت بسرعة: احنا جينا علشان عرفنا بخناقة آية مع سيف وعلشان كده بنسأل على سيف علشان نوضح اللي حصل .

نهلة بتأكيد: أيوة أنا اللي عايزة العربية وصاحبة فكرة اننا نروح لسبيدو مش آية .

همس بصتلها وردت بهدوء: ولو كنتم طلبتوا من سيف يتدخل ماكانش هيتأخر وكنتم وفرتوا على آية خلاف جديد مع سيف المهم حصل خير .

سارة كررت باهتمام: ماقلتيش سيف فين ؟ 

همس أخدت نفس طويل وحاولت تفضل هادية ما تتجننش عليها ، بصتلها وردت بضيق: سيف مش موجود دلوقتي - بصت لعواطف - بلغي آية ان صحباتها هنا .

سارة وقفتها : عواطف احنا طالعينلها ارتاحي انتِ . 

طلعوا بس سارة وقفت بصت لعواطف تاني : لو سيف جه بلغيني يا عواطف .

همس كانت بتتمنى تطلع تجيبها من شعرها وتطردها برا الفيلا بس تماسكت علشان خاطر آية أكيد محتاجة صحباتها بعد الخناقة دي . 

راقبتهم لحد ما اختفوا وفوجئت بعواطف بتكلمها : اتعودي على نوعية سارة دي لانك هتقابلي منها كتير جدا بس خلي بالك النوعية دي ولا تشغل بالك ولا تهز شعرة منك .

همس بصتلها باستغراب : ليه بقى ؟ ماهي حلوة وجميلة وقمر اهيه .

عواطف وضحتلها بهدوء: حلوة اه بس حلاوة ماسخة مالهاش طعم وما تلفتش انتباه سيف ببصلة حتى ، سيف مش بيحب نوعية البنات دي نهائي فما تشغليش بالك بنوعها، انتِ عارفة كويس نوع سيف المفضل ايه . 

ابتسمتلها بمغزى وهمس بادلتها الابتسامة بارتياح نوعا ما . 


البنات دخلوا عند آية اللي كانت متضايقة منهم بس فضلوا وراها لحد ما ابتسمت واتكلمت معاهم .

سارة بغيظ: مرات أخوكي شكلها عيلة أوي ، ده ميكاب الفرح والفستان كانوا مكبرينها .

آية بعدم فهم لقصدها: ماهي صغيرة أصلا في السن دي أصغر مننا معرفش بسنة ولا اتنين .

نهلة : المهم سيبكم منها سبيدو ماكلمكيش تاني ؟ 

كشرت أول ما افتكرت السيرة تاني : الغبي كان يقدر يجيب رقمي و يسألني بس راح يبعت لسيف ووقع بينا ، بني آدم …

ماعرفتش تقول ايه فسكتت بس روان

قالت بتفكير : مش يمكن ماحبش يكلمك من ورا أخوكي لانه بيحترمه ؟ ده مش غباء منه دي صيانة عهد .  

سارة بصتلها بتهكم : ما تسكتي انتِ يا حاجة ، قال صيانة عهد قال ، ده تلاقيه برج التور - بصت لآية بخبث - قلتلك خليكي في باسم الكيوت سبيدو مش هياكل معاكي ولا مع عيلتك . 

آية ما ردتش عليها وغيرت الموضوع : سيف قابلكم تحت ؟ 

سارة ردت بسرعة : لا مش تحت مراته اللي تحت ، شكلها بتغير عليه -ضحكت وكملت - اتجننت أول ما قلتلها سيف فين ، وشها أحمر وكان هاين عليها تطلع تجيبني من شعري .

روان ماعجبهاش تصرف سارة فردت بدفاع : مش جوزها ؟ حقها تغير عليه وبعدين انتِ سألتيها بأسلوب مش حلو وكأنك متعمدة تغيظيها .

سارة رفعت حاجبها بتشفي : أنا فعلا تعمدت أغيظها - بصت لآية وبررت- سوري يا آية بس عمري ما تخيلت ان دي تبقى مرات أخوكي ، قال ايه كل شوية يقولنا انتم عيال انتم عيال وفي الآخر يتجوز أعيل مننا . 

آية بصتلها بتحذير: مالكيش دعوة بيهم يا سارة وبعدين همس طيبة وأخويا بيحبها فشيليهم من دماغك

سارة بغيظ: انتِ بتدافعيلها كدا ليه؟

ردت بهدوء: لانها كويسة ومش بتاعة مشاكل

سارة بخبث: طيب هو سيف فين لحد دلوقتي؟

ردت بضيق: معرفش وبعدين ممكن يكون رجع ودخل أوضته ينام على طول ده نازل الشركة من بدري وامبارح كان سهران في خطوبة أخو همس .

نهلة كانت بتتكمل في الموبايل ورجعتلهم : مين خطب مين ؟ 

ضحكوا عليها وهي باصالهم بعدم فهم فآية وضحتلها : بقول أخو همس خطب 

سألتها : مين ؟ حد تبعهم يعني ولا ايه ؟ 

آية بابتسامة : لا يا بت خطب ملك عبدالرءوف 

سارة بفضول: مين ملك دي ؟ نعرفها ؟ 

آية شرحتلهم وعرفوها بالفعل . 


سيف خرج بعربيته فضل يلف بها شوية بعدها مؤمن كلمه واتقابلوا ، فضلوا ساكتين فترة بعدها كل واحد حكى للتاني اللي مضايقه وزي ما قعدوا زي ما قاموا محدش فيهم وصل لحل ولا حد ارتاح من ضيقه اللي مسيطر عليه ، كل واحد راح بيته وسيف أول ما شاف عواطف سألها عن آية قالتله معاها اصحابها وسأل عن همس قالتله في الجنينة فراح عندها لقاها قاعدة على كنبة المرجيحة فقعد جنبها، حست به وكان عندها أسئلة كتيرة بس حست انه مش عايز يتكلم ففضلت ساكتة ، سندت على كتفه فأخدها في حضنه وهمس : ساكتة ليه كده ؟ 

بصت لعينيه : مش عارفة بس حسيتك مش عايز تتكلم .

ضمها أكتر وأكد : أنا فعلا مش عايز أتكلم ، ينفع أفضل في حضنك وبس ؟ 

ابتسمتله وباسته على صدره بعدها بصتله وشاورت بايديها بمرح : اتفضلني كلي على بعضي ملكك مش بس حضني . 

ابتسم ولف نفسه نام في حضنها وسند راسه على صدرها ورفع رجليه على الطرف التاني من المرجيحة ، همس ضمته ليها أكتر فلف نفسه ناحيتها ولف ايديه الاتنين حواليها ، فضلت تلعب في شعره وحست انه نام من أنفاسه التقيلة والمنتظمة . 


سارة وقفت بتململ : يلا ننزل الجنينة زهقت من القعدة في الأوضة 

نزلوا كلهم وخرجوا على الجنينة ، لمحوا همس قاعدة على المرجيحة وسيف معاها . 

سارة علقت بضيق : شوفتي اهو أخوكي جه وشكله نام كمان .

نهلة بابتسامة : بس شكلهم كيوت أوي ، الواد هاني مش بيقعد معايا كده ليه ؟ ده أنا هطلع عينه . 

آية ضحكت : علشان لسه عرسان جداد انتِ ناسية انهم لسه راجعين من شهر العسل ؟

نهلة ضمت حواجبها تفتكر بداية جوازها : لا برضه مش فاكرة انه قعد معايا في حضني زي كده ، هاني مش رومانسي خالص للأسف .

روان بعقلانية: هاني ممكن يكون مش رومانسي بس انتِ بتحبيه بعيوبه قبل مميزاته ، ما تبصيش لغيره وتقارني جوزك به ، انتِ شايفة سيف نايم في حضن مراته بس ما شوفتيهوش مثلا بيتعصب ازاي أو طباعه ايه فما تحكميش من حاجة واحدة شوفتيها ، آية خلينا نمشي ونبقى نيجي في وقت تاني نتكلم معاه ونعتذرله . 

سارة بصتلها باستنكار : وقت تاني ايه ؟ هو دلوقتي تعالوا ورايا .

آية بتردد : سارة بلاش تصحيه خلاص وقت تاني 

سارة تجاهلتها وراحت ناحية همس بابتسامة مزيفة : هموووس الجميلة قاعدة لوحدك ليه ؟ 

همس حاولت تشاورلها تسكت بس سارة تجاهلتها تماما وكملت بحماس: اوووه سيف رجع اهو .

سيف نومه خفيف وبمجرد ما سمع صوت سارة العالي فتح عينيه واتحرك بص لهمس بنعاس : أنا نمت كتير ؟ 

نفت بهزة من راسها وقالت برقة : ماكملتش دقايق للأسف - بصت لسارة بطرف عينيها وكملت بضيق - بس نعمل ايه بقى في الصوت العالي 

سيف انتبه لسارة اللي قربت منهم وبصلها لوهلة قبل ما يتعدل ويفرك وشه بإرهاق وبص لمراته : تعالي نطلع أوضتنا ولا حابة تفضلي شوية ؟ 

همس بهدوء: لا يلا بينا . 

قاطعتهم سارة اللي وقفت قصادهم : سيف ازيك وحشتني ، حمدلله على سلامتك .

همس رفعت حاجبها بتحفز وماعلقتش بس بتتمنى لو تمسح بها الجنينة أو سيف يسيبها ترد هي بس قررت تشوفه هيرد ازاي، أما سيف فبصلها باستنكار وردد بذهول : نعم ؟ وحشتك ؟ وده من ايه ؟ - قام وقف ونظراته كانت حادة وهو بيسألها- وبعدين من امتى بقيت سيف كده ؟ 

سارة ارتبكت لانها ما تخيلتش أبدا رده فحاولت تبرر بتوتر : يعني احنا نعرف بعض من كام سنة و 

قاطعها بصرامة : تعرفي آية مش أنا وبعدين وقت ما اتعرفتي عليها أنا كنت مسافر برا ماكنتش في مصر أساسا فبلاش تدي انطباع اننا اصحاب لاننا مش اصحاب ، فالزمي حدودك وما ترفعيش التكلفة ما بينا .

مسك ايد همس علشان يطلعوا أوضتهم ، همس كانت مبتسمة بتشفي وابتسامتها ظاهرة، عدت من جنب سارة وبصتلها بابتسامة متهكمة و نظراتها وضحت كتير من اللي عايزة تقوله، سارة اتعصبت أكتر من نظرات همس وتابعتهم وهما ماشيين بغيظ . 

سيف أول ما وصل جنب أخته بصلها وقال بتنبيه : علمي صاحبتك تلزم حدودها وإلا هتعامل معاها بشكل مش هيعجبها . 

يادوب هيبعد بس نهلة وقفته بتردد : دكتور سيف لحظة لو سمحت .

وقف وبصلها بجمود فوضحت بحرج : أنا آسفة جدا على الموقف اللي حطينا آية فيه ، اعذرني لو اتصرفت بأنانية شوية أنا مافكرتش غير في نفسي وبس لكن عمري ما تخيلت ان هيحصل خلاف بينكم بسببي، أنا كل اللي فكرت فيه ان سبيدو صاحب حضرتك واحنا من طرفك وبس .

سيف رد بهدوء: لو كلمتيني أنا كان هيبقى أفضل وأشيك وحتى أفضلك انتِ لما أنا أكلم صاحبي غير لما اصحاب أختي يكلموه فمن كل النواحي كان المفروض تتكلموا عن طريقي مش عن طريق آية .

روان اتدخلت وقالت باعتذار : احنا بجد ما فكرناش نهائي يا دكتور فاعذر تهورنا ونوعدك انها مش هتتكرر تاني 

نهلة بتوضيح : والله هاني جوزي كمان اتحرج من تصرفنا وزعل مني وكان عايز موبايل حضرتك يعتذرلك بشكل شخصي .

سيف بإيجاز : حصل خير الموضوع مش مستاهل ده كله وزوج حضرتك مش مطالب أبدا يعتذرلي أو يحس بإحراج ، الموضوع بسيط سبيدو كلمني وحب ان التعامل يكون عن طريقي وعلشان كده بلغت آية تبلغك ان جوزك هو اللي هيتعامل معاه ، بعد إذنكم .

لف دراعه حوالين همسته وأخدها وطلعوا أوضتهم وبعد ما قفلوا الباب همس بصتله لفترة بدون ما تتكلم . 

راقب نظراتها وماعرفش يحدد هي مالها ، قال بهدوء : هغير هدومي وأجيلك .

دخل غير هدومه وخرج ويادوب هيقرب من السرير بس لقاها قامت وقالت : هغير هدومي أنا كمان .

مسك دراعها قبل ما تبعد وقفها وسألها باهتمام : مالك ؟ مش طبيعية ليه ؟   

بصتله وحاولت تظهر عادية : مفيش عايزة أغير زيك ينفع ؟ 

سابها وهي دخلت غيرت هدومها ودخلت الحمام تهرب شوية علشان ترتب أفكارها قبل ما تخرج وتواجهه ، ليه سارة كلمته بالشكل ده ؟ معقول الجرأة دي كلها لمجرد انها تضايقها ؟ بس هي اتصدمت من رد سيف عليها زي ما تكون مش متوقعاه أبدا أو متعشمة يرد بشكل تاني وده صدمها ، بس سيف بطبيعته مش ناعم في ردوده ولا له اصحاب بنات فما بالك بصحبات أخته؟! لا سيف مالهوش أصلا في اللف والدوران ، غسلت وشها وخرجت بصت للمرايا جددت مكياجها وبرفانها وخرجتله ، بصلها بإعجاب واضح، كل حاجة فيها عاجباه ، عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة قبل ما تقعد قصاده فاتعدل بسرعة وشدها عليه قربها منه أكتر، سألها بهمس ووشه قصاد وشها : ايه اللي مضايقك؟  - قبل ما ترد كمل برفق- كلميني زي ما بتفكري جواكي أنا وانتِ واحد يا همس فكلميني زي ما بتتكلمي مع نفسك وتفكري . 

حطت ايديها على صدره وسندت راسها على راسه وأخدت نفس طويل قبل ماتعترفله باللي ضايقها : سارة ضايقتني بطريقة كلامها قبل ما انت تيجي وكمان اتكلمت بأسلوب فج معاك أو ..

سكتت فسألها باهتمام : أو ايه كملي 

بعدت علشان تعرف تبص لعينيه وردت بمغزى: أو هي متعودة تتكلم معاك كده واتصدمت من ردك عليها ، كانت متعشمة يا سيف وحسيت انها ممكن ترمي نفسها في حضنك وهي بتقولك وحشتني .

سيف ابتسم من غيرتها بس احترم مشاعرها ورد بلين: تعالي يا حبيبي نتكلم بالعقل ، آية لما دخلت الكلية أنا كنت سافرت ، بنزل شهر في السنة أو ممكن أطبق سنتين ما أنزلش وهم بيجوا عندي في الاجازة ، متخيلة اني في الشهر اللي بنزله ده بقعد مع صحبات آية العيال بالنسبالي ؟ يعني هسيب اصحابي وخروجاتي والسباقات وأجي أقعد مع آية واصحابها ؟ 

كلامه مقنع ومنطقي بس قالت بعناد : ما تنساش انك حبيت عيلة أصغر منهم .

ضحك لانه كان مستنيها تقول كدا ، حب يشاكسها فرد: يعني انتِ معترفة انك عيلة اهو ؟ 

ضربته على صدره بغيظ فمسك ايدها وضحك : حبيبتي، هتكلم بجد خلاص ، بلاش كل اللي قلته ده انتِ شايفة شخصية زي سارة دي ستايلي ؟ ممكن تعجبني ؟ نوعية البنات دي بتلفت انتباهي حتى ؟ 

نفت بدماغها فمسك دقنها بابتسامة : امال ايه بقى ؟ مكشرة ليه ؟ 

بصتله بغيظ : متضايقة انها قالتلك وحشتني يا سيف .

قلدتها بسخرية فضحك تاني وضمها وهي استكانت في حضنه وضربته بخفة على صدره وقالت بغيرة : والله لولا عملت حساب ليك ولآية كنت جبتها من شعرها مسحت بها الجنينة وعلمتها ازاي تقول سيف بالمياعة دي - رفعت راسها وبصتله بحدة- ده أنا مش بقول سيف بالطريقة دي .

سيف بصلها واكتفى من الكلام عن آية وصحباتها فمسك الحمالة بتاعة همس نزلها لتحت وباس كتفها ببطء.

بالرغم من ان حركته ثبتتها و وقفتها عن الكلام بس اعترضت بمكابرة : انت سامعني بقول ايه ؟ 

بصلها واتعدل وبحركته دي وقعها على السرير ، وقال بمغزى : أنا سامعك كويس بس اكتفيت من الرغي في مواضيع مملة ، في مواضيع أهم وأحلى وأجمل نتكلم فيها .

رددت بتهكم : نتكلم ؟ 

ابتسم بمشاكسة : مش هنتكلم أوي يعني ، بطلي تفصليني .

حطت ايديها حوالين رقبته وهمست بتحذير : بطل تخليني أغير عليك 

رد باستغراب : دي مش هعرف أعملها كل اللي هعرف أعمله اني أوعدك اني أفضل أحبك انتِ وبس ، وما أشوفش غيرك انتِ وبس وأفضل في حضنك انتِ وبس ، ينفع معاكي الوعد ده ؟ 

ضمته لحضنها وهمست بارتياح : ينفع أوي . 


النهار بدأ يطلع ، أمل صحيت من نومها كان كريم صاحي وبيلبس هدومه ، اتعدلت وقالت بنعاس : صباح الخير يا حبيبي ، هي الساعة كام ؟ 

ابتسم وقرب باسها ورجع يكمل لبس هدومه : قربت على ٨ قومي البسي علشان نروح الفندق .

استغربت وبصتله بصمت لاحظه فسألها: مالك يا حبيبتي ؟ 

ردت بحيرة : الساعة ٨ ليه مستعجل كده ؟ خلينا شوية حتى للظهر.

بصلها بابتسامة: ياريت يا قلبي بس مش هينفع .

اتعدلت مرة واحدة وسألته بفزع : الولاد حد جراله حاجة علشان كده مستعجل ؟ 

بصلها وقرب منها مسك وشها بابتسامة : حبيبي الولاد بخير والكل كويس مفيش الكلام ده اهدي .

أخدت نفس طويل بارتياح بعدها بصتله بحيرة : طيب ليه ؟ ليه بدري ؟ 

بصلها بتردد قبل ما يتكلم : نسيتي الندوة بتاعة ناريمان صح ؟ مش قلتلك عليها وطلبت منك تشاركي في الكورس و وافقتي ؟

هنا عينيها وسعوا تماما لانها بالفعل نسيت كل حاجة عن ناريمان واستغربت هو ازاي فاكر أصلا وليه مهتم كده ؟ 

لاحظ نظراتها وصدمتها فسألها: أمل في ايه ؟ مالك ؟ 

سألت بصوت مهزوز : انت بجد هتسيبني دلوقتي علشان تروح لناريمان ؟ 

هنا هو استغرب وردد : أسيبك ؟ أسيبك ازاي يعني ؟ وبعدين ايه أسيبك دي ؟ أنا هوصلك الفندق الأول وبعدها هتحرك .

ردت بتهكم : لا والله فيك الخير ، ما كنت تسيبني هنا وأصحى ما ألاقيكش .

أخد نفس طويل بنفاد صبر : أنا مش فاهم مالك على فكرة ، اعتراضك فين ؟ الندوة انتِ عارفة بها من بدري و وافقتي تشاركي في فكرتها وجينا هنا انبسطنا وقضينا وقت حلو و ورايا مشوار هياخد مني كام ساعة وأرجعلك فين المشكلة ؟ 

بصت بعيد وبتحاول تداري غضبها : اعتذر عنها .

رد بذهول : نعم ؟ ليه ؟ وبعدين لو هعتذر يبقى أعتذر بدري وأديها فرصة تلاقي حد غيري مش قبل الندوة بكام ساعة أعتذر ، أمل بطلي تهريج .

بصتله بغيظ : مش عايزاك تروح أصلا ولا تسيبني ايه المشكلة في ده ؟ 

وضح بضيق : المشكلة في توقيتك لو قلتي من ساعة ما عرضت عليكي الموضوع انك رافضة الفكرة كنت قفلتها لكن مش دلوقتي .

زعقت بحدة : أنا معرفش انك فاكر أصلا الموضوع ده ولا انك مهتم به من أساسه .

رد بهدوء: وأنا معرفش من امتى انتِ تعرفي عني بوعد وبخلف ولا بنسى حاجة في مجالي أساسا علشان تفكري بالشكل ده -كرر بهدوء صارم - قومي البسي يا أمل 

بصت بعيد بعناد : مش هقوم اتفضل شوف وراك ايه وأنا هروح الفندق بمعرفتي في الوقت اللي يناسبني .

كريم نفخ بضيق : يا ربي منك يا أمل ، قومي البسي لان مش هينفع أسيبك هنا وغير كده شوية والشغالين هنا هيوصلوا فانجزي واتحركي أنا قلتلهم اني همشي الصبح فانجزي يا أمل مش هكرر كلامي تاني . 

وقفت قصاده وسألته بحدة: انت جبتني هنا ليه ؟ 

مافهمش قصدها فسأل باستغراب : يعني ايه جبتك ليه ؟ جبتك نقضي ليلة أنا وانتِ لوحدنا ، جبتك نهرب من الدنيا وما فيها ، جبتك علشان واحشاني ، جبتك علشان بحبك هكون جبتك ليه مثلا ؟ 

ردت بتهكم : علشان تقضي وقت لطيف فلما تيجي تقولي نازل للهانم أقولك اتفضل ماهو المفروض أحمد ربنا على الليلة دي وأسكت بقى . 

كان هيرد بس تراجع وقال بحزم: البسي هدومك واقفلي الكلام لحد كده علشان بس ما نزعلش من بعض ونقول كلام أكبر يزعل وبعدها نندم ونقول ياريت  .

جت تتكلم بس رفع ايده في وشها بتحذير : ولا كلمة زيادة يا أمل ، خمس دقايق وتحصليني على تحت .

سابها وخرج و رزع الباب وراه وهي قعدت على السرير فكرت في مليون فكرة لكن ما نفذتش ولا واحدة فيهم ، قامت باستسلام تلبس هدومها ونزلت عنده خرجوا بصمت و ركبوا عربيتهم واتحركوا وطول الطريق محدش فيهم اتكلم بحرف واحد . 

وصلوا الفندق وطلعوا جناحهم مباشرة ، غيرت هدوم السهرة ولبست بلوزة وبنطلون واسعين وقعدت راقبته وهو بيغير هدومه و بيحط في شنطته الصغيره اللاب بتاعه وحاجاته الشخصية فسألته بسخرية: مش هتاخد هدومك كمان ؟ 

لاحظ نبرة السخرية في سؤالها بس تجاهلها ورد عليها باقتضاب : لو ما رجعتش ابقي هاتيها انتِ

اتغاظت أكتر من إجابته وسألته بتحدي : ولو قلتلك ماليش دعوة هتعمل ايه ؟ 

حافظ على هدوئه وهو بيرد: هبقى ساعتها أقول لنونا أو عمتي يلموها وانتِ ما تتعبيش نفسك ، أي أسئلة سخيفة تانية ؟ 

ماردتش وقامت من مكانها بغضب: رايحة أشوف الولاد وهريحك من أسئلتي السخيفة .

خرجت وقفلت الباب وراها بعنف وهو فضل واقف مكانه شوية بيفكر ايه الغلط اللي ارتكبه نرفزها للدرجة دي ؟ موضوع الندوة مش جديد ولا مفاجئ ليها فليه عملت رد الفعل ده ؟ ماقدرش يوصل لأي سبب . 


أمل راحت أوضة حماتها خبطت خبطة واحدة بحيث لو نايمين محدش يصحى بس لحظات وحسن فتح الباب ورحب بها بابتسامة: تعالي كلنا صاحيين .

دخلت وفوجئت بزينب معاهم والولدين  صاحيين وأول ما شافوها جريوا عليها الاتنين فحضنتهم وباستهم وقعدت وسطهم على الأرض . 

حسن سألها باهتمام : كريم مشي ولا لسه ؟ 

أمل اتصدمت ان حماها عارف وقبل ما ترد زينب علقت باستغراب : مشي فين ؟ اوعى تقول هيمشي - بصت لأمل ونبهتها- بت يا أمل امسكي جوزك من قفاه واوعي تسيبيه يمشي مش كفاية الغلبان مؤمن اللي سيبناه لوحده ؟ - بصت لأخوها بعتاب - اخص عليك يا حسن .

حسن بصلها باستنكار : اخص عليا في ايه ؟ أنا مالي أنا ؟ 

زينب : مش انت اللي مجنن العيال بالشغل كده ؟ 

حسن رفع ايديه بدفاع : مش أنا وهو مش نازل لشغل ده عنده ندوة هيحضرها .

زينب بصت لأمل بمرح: لا يا أمل ، شكلك مش مسيطرة خالص .

أمل اتضايقت وزينب بتهزر بس ما أخدتش بالها ان أمل بالفعل متضايقة وكلامها بيضايقها أكتر . 

ناهد علقت بهدوء: الموضوع مش سيطرة يا زوزة هو بس ادى كلمة للناس انه هيكون موجود والندوة معمولة على شرفه وعلشان كده مش هينفع يعتذر .

زينب حركت راسها بتفهم : اه طيب هيرجع تاني صح ؟ 

ناهد : اه إن شاء الله . 

الباب خبط وحسن فتح لقاه كريم اللي دخل و سلم عليهم والولدين جريوا عليه وسابوا أمل فشالهم الاتنين بابتسامة : حبايب قلبي اللي بيوحشوني دول . 

حسن سأله : هتتحرك دلوقتي ؟ 

كريم : اه إن شاء الله ، عايز حاجة مني قبل ما أمشي ؟ 

ابتسمله بحنو : سلامتك يا حبيبي ، طمني أول ما توصل وما تنساش تجتمع بسيف ونادر ومؤمن وتشوفوا العرض الجديد اللي جه من السعودية ولو هتخلصوا فيه عايزكم تجهزوا لحفلة كبيرة .

كريم سأله : كبيرة قد ايه ؟ 

حسن بجدية : كبيرة تسمع في العالم كله وتعزموا فيها ايليجا واندرسون وكل عملائنا في كل حتة ، عايز المجموعة صيتها يسمع في العالم كله .

ناهد اتدخلت بلوم : وقته ده يا حسن ؟ ما تسيب الولد يقعد مع عياله دقيقتين قبل ما يتحرك . 

حسن بصلها وراح قعد جنبها باستسلام : حاضر سيبته اهو ، وهسكت خالص ، مبسوطة كده يا روح قلبي ؟ 

ابتسمت بحرج وما ردتش بس زينب اللي علقت بمشاكسة: يعني اعمل اعتبار ان في خلق في الأوضة معاك وفي أطفال كمان .

كلهم ضحكوا وكريم نزّل الولدين وبصلهم : يلا أسيبكم أنا ولو في أي جديد كلموني . 

باس عمته وناهد وبعدها باس أمل على خدها بس لاحظ نظراتها له فمسك ايدها شدها لبرا الأوضة وقفل الباب و وقف قصادها فبصت للأرض فرفع وشها وسألها بنبرة حنونة: وبعدين يا أمل معاكي ؟ حبيبة قلبي مش عايز أمشي وانتِ زعلانة كده 

رفعت عينيها و بصتله بعتاب : خلاص ما تمشيش ، خليك معايا 

اتنهد بعدها باس خدها أكتر من مرة وحاول يراضيها بعدها قال برفق: أمل وبعدين ؟ قلتلك مش هينفع فأرجوكي -مسك وشها بايديه الاتنين وكمل برجاء -  علشان خاطري ما تخلينيش أمشي وانتِ زعلانة . 

بصت لعينيه وما ردتش عليه فباسها بحب ومسك دراعاتها وابتسم : حبيبي خلاص بقى ماتزعليش

رددت بخفوت: لو حبيبتك بجد ما تسيبنيش وتمشي وخليك في حضني 

 نفخ بضيق و بصلها : أنا مش فاهم أصلا ايه رد الفعل ده ؟ مش فاهمك يا أمل ، من امتى بتصممي على حاجة بالشكل ده وانتِ عارفة انه مش هينفع ؟ بتفكري ازاي طيب فهميني ؟

بصتله وبعد تردد قالتله باندفاع: بفكر … أو حاسة انك زي الزوج الخاين اللي علشان يداري خيانته بيعمل حاجة حلوة لمراته أو يجيبلها هدية كبيرة أو - كملت بتهكم - أو يسهرها سهرة حلوة علشان ضميره ما يؤنبهوش تاني يوم لما يسيبها .

أمل ماكانش عندها أدنى فكرة كلامها عمل ايه في كريم اللي اتصدم من كل حرف هي نطقته ، اتصدم وبس . 

نزل ايديه اللي كانوا ماسكين دراعاتها وبعد خطوة عنها بعدم استيعاب وأول ما عيونهم اتقابلت أمل عرفت ان تعبيرها خانها وانها صدمته وبدل ما كان ليها حق تتدلل عليه بقى الحق عليها بالغباء اللي قالته ده ، حاولت تتراجع أو تقوله ان التعبير خانها بتشبيهها له بالزوج الخاين بس مفيش ولا كلمة رضيت تطلع من بوقها فبصتله بندم وسكتت .

كريم ردد بعدم تصديق : زوج خاين ؟ أنا بتشبهيني بالزوج الخاين اللي عامل عملة بداريها بسهرة حلوة ؟ وضميري بيأنبي فبصالحك ؟! - كمل بغضب - طيب يا ستي حقك عليا وليكي عليا مش هسهرك تاني أي سهرات حلوة ولا هجيبلك أي هدايا ولا هقف أتأخر على شغلي علشان أصالحك وأعبرك علشان ما أبقاش خاين بس كده ؟ من عينيا يا أمل من النهارده هقولك اخبطي دماغك في أتخن حيطة جنبك، بعد إذنك بقى علشان ألحق أخونك .

ونكمل بعدين 😂

توقعاتكم 

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيمووووو


عاصفة الهوى (١٥)

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيمووووو


ممنوع تماما نشر الرواية في اي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

الجماعه اللي بيحذفوا السطرين دول ويروحوا ينشروا الرواية دي اسمها سرقه ملهاش مسمى تاني وياريت اي حد من متابعيني بشوف اي حد ناشرها يكلمني خاص وخلينا نقفل صفح كل حراميه الروايات دول ، الفيس حاليا مش محتاج اكتر من كام بلاغ يقفل الصفحه فطالما مش هيحترموا رغبة الكاتب يبقى نقفلهم صفحتهم اللي بيسرقوا علشانها الروايات . 

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة 


كريم ساب أمل واقفة مكانها ومشي وهي بتلعن غباءها اللي وصلهم للدرجة دي وهو ندم انه اتنرفز عليها بالشكل ده ، كان ممكن يحتوي الموقف بشكل أفضل من كده ويعذر غيرتها عليه بشكل ألطف بس ليه الغباء ده وايه مصدره مش عارف !

أمل دخلت تاني الجناح والكل لاحظ حزنها بس محدش علق عليه وزينب فضلت تلاعب الولدين علشان تلطف الأجواء بدل الصمت اللي سيطر عليهم . 


منبه موبايل سيف رن ، همس صحيت وقربت منه تصحيه ، همست بنعاس : حبيبي موبايلك . 

سيف فتح عينيه على موبايله فمد ايده قفله وأخد نفس طويل قبل مايقول بإرهاق : هو ما ينفعش نفضل على السرير كده وما أقومش منه ؟

همس ابتسمت واتعدلت وبصتله : ينفع طبعا انت صاحب الشركة كلها فلو انت مش هينفع تغيب مين اللي ينفع ؟

ابتسم وحط ايده على خدها : ياريت كل حاجة بسيطة بالشكل ده يا روحي . 

رجعت مكانها على صدره وتمتمت : انتم اللي بتعقدوها ، خليك شوية وبعدها انزل .

حط ايده حواليها ضمها وسألها : صاحية من بدري ولا لسه صاحية ؟

جاوبته : صحيت على موبايلك .

قال وهو بيلعب في شعرها : طيب كملي نومك ، بكرا هتصحي بدري غصب .

ابتسمت واتعدلت بصتله بحماس : هنروح مع بعض بكرا؟ 

ابتسم لحماسها وبعد شعرها اللي نازل على وشها ورد برفق: هنروح مع بعض أكيد ، كل يوم مش بكرا بس ، يعني ممكن أيام بسيطة ما أروحش معاكي بس عامة اه . 

بصتله بسعادة وحماس للسنة دي : ياريت تكون عندي انت أول محاضرة وندخل المدرج ايدينا في ايدين بعض 

ضحك للتخيل: أدخل شايلك أحسن ايه رأيك ؟ 

ابتسمت بس بعدها لاحظت انه بيتريق عليها فضمت حواجبها بعبوس: وفيها ايه يعني ؟ مش مراتك ؟ حد له عندنا حاجة ؟

شد خصلة من شعرها فتأوهت : بطل رخامة وإلا هعاقبك

ضحك جامد ورد بمشاكسة : عاقبيني طيب وريني هتعاقبيني ازاي يا قمري ؟ 

حط ايديه تحت راسه وبصلها باستمتاع في انتظار عقابها ، لقاها قربت منه وقعدت فوقه سندت على صدره وقربت من وشه وقالت بتهديد : همنعك تروح شغلك النهارده وهحبسك في الأوضة دي لحد - فكرت لوهلة وكملت - لحد الصبح بس علشان عايزة أروح معاك الجامعة . 

ضحك بعدها علق بسخرية: ده عقابك ؟ تحبسيني معاكي هنا ؟ 

أكدت بتحدي : اه هحبسك 

شدها تاني من شعرها فاستغربت 

وضحلها بمشاكسة: بزود مدة العقاب 

ضحكوا مع بعض بعدها قال بغزل: لو هنتحبس أنا وانتِ في مكان ويفضل مقفول علينا ده كدا بقى جنة يا روح قلبي وأجمل جنة ممكن أتمناها .

ردت بلهفة وهي بتقرب منه أكتر  : طيب ايه المانع ؟ ليه تفضل واحشني على طول ولحد امتى هفضل مستنياك وبتمنى أشبع منك ؟ 

ضمها لحضنه ورد بحب : يارب العمر كله يا همس نفضل نحب بعض لدرجة ان حتى مرواح الشغل ده بيخلينا نوحش بعض . 

بصت لساعته في ايده وسألته : مستعجل ؟ 

بص زيها لساعته ورجع بصلها بابتسامة : معاكي ساعة اؤمري عايزة تعملي ايه ؟ 

ابتسمت ولفت ايديها الاتنين حوالين رقبته : مجرد اني أفضل في حضنك وأحاول أشبع منك الساعة دي . 

ابتسم بعشق ودخلها أكتر لحضنه ولعالمهم الخاص اللي لحد الآن بيكتشفوا كل يوم حاجة جديدة فيه بتعلقهم ببعض أكتر  . 

بعد فترة سيف بص لساعته واتحرك علشان يقوم فمسكت دراعه برجاء: خليك شوية تاني 

باسها وبعد: كده يادوب آخد دش وننزل وبعدين في ندوة هنحضرها كلنا مع كريم .

اتعدلت وهي بتشد الغطا عليها وسألته بفضول : ندوة ايه ؟ ينفع أحضر ؟ 

بصلها بتفكير : ينفع ليه لا؟ الساعة ٢ تكوني جاهزة هعدي عليكي أو لو ماقدرتش نصر هيجيبك عندي 

سألته باستغراب لانها ماتوقعتش يوافق : ندوة ايه أصلا ؟ 

وضحلها وهو بيطلع هدومه وهي شدت التيشيرت بتاعه لبسته وقامت وراه: ندوة عاملاها ناريمان الغندور معرفش تسمعي عنها ولا لا بس هتعمل كورسات كمبيوتر بتعلم فيها برمجة وتخصصات تانية وطلبت من كريم يحضر الافتتاح ويتكلم عن البرمجة وطبعا عزمت باقي المجموعة علشان نتبرع للمشروع اللي هي بتعمله لانها عاملاه بشكل خيري ومصاريف الكورسات هتبقى رمزية للطلبة .

سألته بفضول : طيب ناريمان دي هتستفيد ايه أصلا ؟ 

وضحلها : اللي عرفته ان المركز اللي فتحته ضخم ومش هيبقى تعليم كمبيوتر وبرمجة بس دي هي كمان أستاذة لغة فرنسية فاللي هيروح هيلاقي مركز متكامل بيدي كورسات في مختلف المجالات ولما يتحط اسم زي كريم المرشدي معاها ده هيرفعها للسما يا حبيبتي ، سمعة كريم في البرمجة معروفة في المجال ده فهي استعانت به وطلبت منه يدرّس ويديها من وقته ساعتين أو أربعة في الأسبوع بس رفض لكن هيرشحلها حد من عنده وعلى ما أعتقد أمل مراته هي اللي هتهتم بموضوع الكورسات . 

سألته بفضول أكبر : طيب احنا هنروح ليه ؟ 

رد بهدوء : لانها كلمتني وافتكرت اني هوافق بما اني بحب التدريس ودكتور جامعي بس ماعنديش وقت ولا دماغ ليها فطلبت مني على الأقل أشارك معاها في احتفال الافتتاح ونتبرع للمركز بتاعها .

همس : هتتبرع بكام ؟ 

ابتسم لفضولها وأسئلتها اللي مش بتنتهي : مش هتبرع بفلوس يا حبيبتي هتبرع بأجهزة كمبيوتر ، هنغطي احتياجها من الأجهزة .

همس بدهشة لانها تخيلت هيتبرع بكام ألف كحد أقصى : سيف ده الجهاز الواحد بيتكلف من ١٠ ل ١٥ وده العادي جدا انت هتتبرع بكام جهاز ؟ 

قرب منها باس أرنبة أنفها : ممكن حبيب قلبي ما يشغلش باله بالأمور دي ؟ التبرعات دي حاجة أولًا لله وثانيا اسم الشركة مكتوب على كل جهاز فده بيفيدنا مش بيضرنا فهمتي ؟ أنا كده هتأخر . 

سابها واتحرك علشان يدخل ياخد الشاور بتاعه وهي قعدت مكانها فبصلها: هتفضلي قاعدة كده كتير ؟

ابتسمت بعدم فهم: انت عايزني أعمل ايه ؟ أطلع برا ؟ 

ما اتكلمش بس مدلها ايده مسكتها فشدها معاه . 


سلوى بتشرف على الفطار ، نزل عز قعد على السفرة وبصلها : عيالك محدش فيهم صحي ؟ 

بصتله وقعدت جنبه : مش عارفة بس أعتقد صحيوا وتلاقيهم دلوقتي هينزلوا .

طلب قهوته فناولتهاله مع ساندوتش صغير ياكله ، ونزلت آية انضمتلهم وبمجرد ما قعدت سلوى سألتها : هتروحي الشركة ؟ 

بصتلها لوهلة قبل ما ترد بسؤال : انتِ مش عايزاني أروح ؟ 

ردت بعدم رضا : ما ترديش سؤالي بسؤال هتروحي ؟ 

آية متضايقة منهم وده ظهر في ردها المتحفز: هروح إلا لو مش عايزيني أروح براحتكم .

عز بصلها ومد ايده مسك ايدها بحنان: يا حبيبتي وروح قلوبنا كلنا وحتى أخوكي احنا لما بنتكلم معاكي فده لاننا بنحبك وتهمنا مصلحتك وبس ، خناقنا معاكي حب ليكي وانتِ لازم تكوني فاهمة ده كويس .

آية بصت للأرض بحزن : أنا مابقيتش متحملة خناق مع سيف كل شوية وتفسيره لأي تصرف مني غلط 

عز رفع راسها ورد بعقلانية: بطلي تديله الفرصة انه يفهم تصرفاتك غلط ، طول عمركم انتم الاتنين الكل بيحسدكم على علاقتكم ايه اللي جرى ليكم ؟ 

آية اتنهدت بضيق : حازم اللي جرالنا وسيف ماعندهوش استعداد ينسى اللي حصل .

سلوى اتدخلت باتهام : لانك برضه مصممة تغلطي تاني سواء مع باسم أو مع سبيدو ، ابعدي عن اصحابه طالما ده بيضايقه . 

آية لسه هتزعق مع مامتها بس قاطعهم صوت سيف نازل وفي ايده همس ، صبح عليهم فردوا عليه بس بمجرد ما قعد عز وقف وقال باقتضاب : ابعتيلي قهوتي الجنينة يا سلوى .

سيف نفخ بضيق وبص لأمه : هو لسه زعلان ؟ 

بصتله باستغراب : وهو انت كنت صالحته علشان تسأل لسه ولا خلاص ؟ 

وقف وبصلهم بقلة حيلة: لو صوتنا علي اتدخلوا .

سلوى بتحذير : سيف 

بصلها وابتسم : حاضر 

خرج لأبوه قعد قصاده فلف وشه بعيد بس سيف شد الكرسي قربه منه وقال بأسف : حقك عليا أنا آسف اني عليت صوتي بالليل .

عز ما ردش فسيف مسك دراعه وقال باستمالة: ايه يا حاج وبعدين ؟ أنا بتكلم 

عز بصله بغيظ : عايز ايه مني دلوقتي يا سيف  ؟ 

سيف بحرج : عايزك تقوم تفطر معانا ده أولا وثانيا تعذر غبائي امبارح ماكانش قصدي أي كلمة من اللي قلتها .

بصله بحزن: بس انت كل كلامك كان صح أنا اللي اديت حازم حجم أكبر من حجمه وأنا اللي دخلت عصام وأنا اللي 

سيف قاطعه : حازم كان صاحبي وأنا كنت عارف انه حقود شوية بس قلت اتغير لما اشتغل معانا وبقى له مرتب كويس وعصام كان تعبان وفضل يلف حواليك كتير فأي حد كان هيتصرف زيك فما تلومش نفسك .

عز بصله كتير قبل ما سيف يكمل بندم : ولو في حد غلطان امبارح فالحد ده أنا ، أنا اتنرفزت على آية فعلا ومااديتلهاش فرصة تشرح أو تتكلم وبعدها اتنرفزت على حضرتك فحقك عليا بجد .

عز بتردد : وأختك اللي قلت هتقطع معاها دي ؟ 

سيف أخد نفس طويل : انت عارف كويس جدا اني بحب آية وكل كلامي خوف عليها لكن عمري أبدا ما في يوم هتخلى عنها أو أبعد عنها وده وعد وعهد عليا طول ما أنا عايش ما تخافش عليها .

عز بصله بشك فسيف أكد : ما تقلقش عليها ، يلا قوم نفطر بقى وانسى تخلف ليلة امبارح . 


جوا سلوى قاعدة ولاحظت ان همس شعرها مبلول ، حاولت تفضل ساكتة بس ماقدرتش فعلقت بجمود : همس بعد كده تنشفي شعرك كويس قبل ما تنزلي ما ينفعش تخرجي بشعرك مبلول كده وتعرفينا كلنا انك واخدة شاور انتِ وجوزك .

همس بصتلها بصدمة قبل ما ترد بحرج : حاضر . 

حست انها مخنوقة؛ حماتها فعلا مش بتعدي أي حاجة وبتعلق على كل حاجة ، فكرت تقوم تطلع أوضتها بس سيف هيرجع ومش بعيد يتخانق مع أمه وكفاية امبارح اتخانق مع أبوه واهو بيصالحه ، كانت باصة للأكل ومش قادرة تاكل بالرغم من انها كانت جعانة . 

انتبهوا كلهم على دخول سيف وعز وقعدوا معاهم على السفرة ، سيف لاحظ ان همسته باصة للطبق قدامها وشاردة تماما .

آية وقفت : الحمدلله أنا رايحة الشركة .

سيف وقفها : انتِ رايحة ندوة ناريمان ؟ 

نفت : لا ماليش في الندوات والجو ده ، انت عايز مني حاجة؟ 

سيف نفى بهدوء : لا روحي خلاص الشركة على الأقل تكوني موجودة لاني هروح ومش عارف هرجع امتى . 

سابتهم وهو رجع بص لهمسته اللي زي ما هي، أخد كرواسون وحط فيه جبنة زي ما كانت بتعمل في شهر العسل وناولهالها فابتسمتله ابتسامة خفيفة وأخدتها منه . 

نادى على عواطف اللي جت بسرعة فسألها : فين الشاي ؟ همس مش بتشرب قهوة الصبح بتشرب شاي فيكون جاهز على السفرة وما تنسيش النعناع 

عواطف بسرعة : دقيقة واحدة يا ابني بس ماكنتش أعرف هتصحوا بدري ولا لا وإلا كنت جهزته . 

سابتهم ودخلت المطبخ وهمس بصت لسيف بإحراج : مش لازم يا سيف ممكن أشربه بعد الأكل عادي .

بصلها : حبيبتي زي ما متعودة تعملي اعملي، وبعدين هي دقيقة وهتعمله مش حاجة صعبة يعني .

عواطف رجعت بالشاي حطته قدام همس : اتفضلي يا عروستنا الحلوة .

همس شكرتها وأخدت منها الشاي .

أكلت وبصت لسيف بابتسامة : الجبنة دي حلوة أوي . 

سيف ابتسم بلطف: بالهنا يا حبيبي ، هروح أنا الشركة وانتِ قرري هتيجي ولا ايه ولو هتيجي زي ما قلتلك الساعة ٢ تكوني جاهزة .

قام وبصلهم : أنا رايح الشركة لو في حاجة كلموني .

راح لأمه باس خدها وعواطف جابت شنطته اللي فيها اللاب وادتهاله فشكرها : اه صح عواطف الجبنة اللي عجبت همس دي مش عايزها تخلص من البيت اعرفي نوعها وتبقى موجودة على طول 

عواطف هزت راسها بموافقة وسيف كمل : وكمان النعناع 

ابتسمت بمشاكسة: حاضر ما تقلقش عليها انت محسسني انها بنتك الصغيرة مش مراتك .

سيف بتأكيد : لانها فعلا بنوتي الصغيرة ، خلي بالك منها بقى وبعدين هي ما أكلتش كويس مش عارف ليه ، شوية كده اديها كرواسون وجبنة واعمليلها شاي وطلعيه عندها فوق .

قالت بابتسامة: يا ابني روح شغلك بقى وأنا ههتم بها خلاص .

ابتسم وخرج بص لهمس اللي قامت وراحتله وخرجت معاه لبرا فضمها لحضنه برفق : ايه مالك ؟ ايه اللي ضايقك ؟

ابتسمت بنفي : مفيش يا حبيبي خلي بالك من نفسك بس 

بص لعينيها وسأل بشك: بجد مفيش ؟ كنا نازلين مبسوطين ايه اللي قفلك كده ؟ 

حافظت على ابتسامتها : مفيش صدقني 

مسك خدها بابتسامة : حبيبتي اللي بعرف أقرأها كويس متضايقة بس هسيبك براحتك دلوقتي ولما أرجع هعرف منك ايه اللي ضايقك .

باسها كذا مرة ومش عايز يسيبها بس قاطعهم حمحمة مامته فهمس بعدت عنه بسرعة وقالت قبل ماتنسحب : هسيبك أنا وهكلمك فون .

الاتنين راقبوها لحد ما دخلت ، سيف بص لسلوى باستفسار : في ايه ؟ 

سألته بفضول : صالحت أبوك ؟ 

سيف : أيوة مش قعد وفطر ؟! كله تمام ما تقلقيش ، المهم صح همس مالها ؟ كانت مبسوطة فوق والأمور تمام ايه اللي حصل وأنا برا ضايقها ؟ 

سلوى كشرت هل معقول اتضايقت علشان قالتلها تنشف شعرها ؟ بس هي قالتها عادي .

سيف لاحظ انفعالات وشها فسألها باتهام : قلتيلها ايه ؟ 

بصتله باستنكار : وليه بتفترض اني قلتلها حاجة تضايقها ؟ 

سيف أخد نفس طويل ورد بوضوح : لاني عارفك كويس وعارفها هي كمان فقلتيلها ايه ؟ 

سلوى بعصبية : ماقلتش يا سيف بس طلبت منها بعد كده تنشف شعرها ما تسيبهوش مبلول وقلتلها مش لازم نعرف كنتم بتعملوا ايه في أوضتكم .

سيف بص لأمه بذهول ومستغرب ازاي متخيلة ان الكلام في حاجة زي دي ما يضايقش أو ازاي مستغربة ضيق همس

 سألها بعدم تصديق : انتِ بجد قلتيلها كده ؟ 

ردت بتأكيد : أيوة فيها ايه ؟ 

سيف حاول ما يتعصبش ويزعل أمه زي ما زعل أبوه امبارح فرد بغضب مكتوم: انتِ بجد مش شايفة ان كلامك يضايق ؟ 

سلوى نفخت بضيق : يوووه يا سيف ايه في كلامي يضايق اديتها نصيحة أو علقت على حاجة معينة مش قلت أهتم بها وأحبها ؟ ده حبي .

سيف باستنكار : ده الحب ؟ امال شغل الحموات يكون ايه لو ده الحب ؟ حبك انك تحرجيها بكلامك ؟ بعدين هي حرة ، شعرها وهي حرة فيه ، تنشفه ، تبله ، تولع فيه هي حرة يا أمي، بطلي تتدخلي في أمور خاصة بينا ، بلاش توصليني بجد لقرار اني أسيب البيت يعني لو مش هناخد راحتنا في البيت اللي هنعيش فيه يبقى نمشي منه ، هي مش خارجة علشان تنشف شعرها وبعدين أنا قلتلها تنزل به كده علشان اتأخرت ويادوب نفطر فما تيجيش انتِ تضايقيها .

ردت بغيظ منه : يعني شعركم انتم الاتنين مبلول ده معناه ايه يا سيف ؟ بلاش التصرفات دي أختك لسه بنت و 

قاطعها بحزم: أختي ، انتِ، أبويا،  كلكم محدش يتدخل في حاجة بنعملها أنا وهمس جوا أوضتنا ولو هتفضلي تراقبي تصرفاتنا وهزارنا وكلامنا يبقى نروح شقتنا لكن هتتعاملي معاها بالشكل ده يا أمي لا

سلوى : سيف أنا 

قاطعها : ما تقوليش سيف ، بطلي تضايقي همس يا أمي ، وما تنسيش انها صغيرة في السن وخبرتها معدومة وطبيعي تتعامل ببراءة وتغلط وتتهور وانتِ سبق وقلتي هتعتبريها بنتك مش تقفيلها على الواحدة!

سلوى بتبرير: أنا ماوقفتلهاش أنا بس 

قاطعها بجدية : دي مش نصيحة ده نظام - سكت و ماعرفش يسميه ايه فكمل - معرفش ده ايه بس ده شغل حموات ، لانك لو مش هتتعاملي كحما يبقى لما تشوفينا نازلين مبسوطين ايدينا في ايدين بعض تفرحي وتحمدي ربنا ان ابنك مبسوط ومراته في حضنه لكن لما تعلقي على حاجات زي دي فهي دي تصرف الحموات لان شوية شوية هتقفليها منك وهتفضل هي في أوضتها بعيدة عنك .

سلوى بتراجع: خلاص مش هنصحها تاني ومش هتدخل تاني ينفع نفض الموضوع ده ؟

هز راسه بموافقة واتمنى تنفذ كلامها وماتتدخلش تاني في حياته هو ومراته، استأذن وسابها وراح الشركة وأول حاجة عملها كلم همسته واطمن عليها وقالتله هتروح معاه الندوة . 


سيف في مكتبه وبابه اتفتح فجأة لدرجة انه اتخض ولسه هيزعق بس شاف مروان اللي دخل وقعد قصاده وقبل ما يتكلم سيف شتمه : يا بارد دي طريقة تدخل بها ؟ 

مروان ضحك : معلش بس مبسوط 

سيف استناه يكمل بس لقاه سكت فسأله : خير مبسوط ليه ؟ 

مروان بحماس : كلمت أبو هالة وأخيرا وافق وهنروح نلبس دبل ويااا لو يوافق نتجوز على طول .

سيف ابتسم وباركله بفرحة بعدها علق : اتجوزوا في نص السنة لكن دلوقتي صعب الاستعداد للفرح والجواز نفسه ده هيضيع منها على الأقل شهرين وكده طيرت منها الترم يا حلو .

مروان بإحباط: انت اديها دروس خليها تتابع 

سيف بصله بذهول : أديها دروس في أنهي مادة ؟ انت واعي بتقول ايه ؟ مروان نص السنة حلو يا إما كنت روحت بدري شويتين واتجوزت من شهر فات كده . 

بصله باستسلام : أمري لله المهم كملت تحقيقاتي في المصنع والحمدلله 

سيف ابتسم بحماس : وصلت لايه ؟ 

مروان بابتسامة : ما وصلتش لأي حاجة ولا مين أصل الإشاعة ، الكل بينكر و بيقولوا سمعنا فاللي وصلتله اني ما وصلتش لحاجة .

سيف بغيظ : جبت الديب من ديله يعني ، طيب وبعدين هنعمل ايه ؟ 

جاوبه ببساطة : انت لازم تتواجد ويشوفوك ويطمنوا ان كل حاجة تمام وانهم مش هيترفدوا من شغلهم .

سيف بصله بحيرة : مش هقدر خلينا واقعيين من الجامعة لهنا يادوب لكن كمان المصنع مش هقدر .

مروان اقترح : لازم تعين حد يمسك المصنع ويكون ثقة علشان ما يبقاش كلب زي حسام الزفت . 

سيف اقترح بدون تفكير : انت امسك المصنع . 

مروان بصله كتير قبل ما يعلق بشك : انت مستغني عني هنا يعني أروح المصنع ؟ 

نفى بسرعة : لا طبعا انت هنا مكاني في أي وقت مش موجود فيه ومع بداية الدراسة هبقى في الجامعة كتير ، مين طيب ممكن يمسك المصنع ؟ 

مروان بتفكير : تعال نعمل إعلان ونطلب حد نوظفه 

سيف بصله كتير بتفكير بعدها طلب منه يسيبه شوية يفكر و يرد عليه . 


كريم وصل الشركة وراح لمؤمن قعدوا مع بعض شوية واتصلت به ناريمان تأكد عليه انها في انتظاره . 

مؤمن بلغه ان سيف هيروح وهيتبرع بأجهزة للسنتر فكريم اقترح انهم يتبرعوا زي سيف ويدفعوا تمن نص الأجهزة معاه ومؤمن رحب بالفكرة ، كريم كمان بلغه برغبة حسن في عمل حفلة كبيرة بمناسبة المشروع الجديد واتفقوا يستعدولها . 

كريم راح السنتر وهناك استقبلته ناريمان اللي كانت فرحانة بوجوده

 كريم فوجئ انها عازمة عدد كبير من الصحفيين و في عدد كبير لحضور الندوة . 

اتصل بسيف يشوفه فين فبلغه انه جاي بس هيعدي على همس يجيبها في طريقه .


سيف وصل لهمس وأول ما شافها انبهر بها وبالبدلة اللي كانت لابساها ، قعدت جنبه ولاحظت نظراته اللي بتلمع فسألته بتردد : في حاجة غلط ؟ قولي 

ضحك على توترها ورد : لا يا حبيبتي زي القمر ، معجب بس مش أكتر .

اتنفست بارتياح وفضلوا يدردشوا طول الطريق لحد ما وصلوا ، سيف ركن عربيته ونزل هو وهمس ولقوا الصحافة اتلمت حواليهم وشبه مش عارفين يتحركوا من الزحمة ، ناريمان خرجت تستقبلهم ورحبت بسيف بشكل مبالغ فيه لدرجة انه استغربها وهمس رفعت حاجبها باستنكار وبصتلها بتحفز، ناريمان لاحظت نظراتها فتراجعت ورحبت بها هي كمان وسيف عرفهم على بعض : همس حبيبتي دي أستاذة ناريمان المسئولة عن المكان ده 

همس ابتسمت ابتسامة صفرا وسكتت ، ناريمان دخلتهم القاعة الكبيرة وهناك لمح كريم فشاورله وراح ناحيته ، قال لهمس بابتسامة: افردي وشك 

همس بصتله بضيق : أصلا لو أعرف ان دي ناريمان قبل ما نيجي كنت رفضت أجي وكنت رفضت انت نفسك تيجي .

بصلها بذهول لوهلة بعدها بص لكريم لانه وصله وسلم عليه ، كريم سلم على همس واستغبى نفسه انه ماجابش أمل معاه بدل الخناقة اللي بدون داعي دي .  

الندوة بدأت وناريمان بدأت تتكلم وترحب بكل الموجودين وهمس قاعدة جنب سيف اللي همسلها : ايه اللي ضايقك ممكن أعرف ؟ 

همس بصتله بغيظ وسألته بغيرة : سيادتها مسكت ايدك ليه ؟ وانت ليه بتسلم بايدك أصلا ؟ 

سيف كان هيضحك بصوت عالي بس تماسك علشان الناس حواليه فسألها بمشاكسة: انتِ غيرانة منها بجد ؟ 

همس اتغاظت أكتر : وهغير منها ليه ؟ علشان طويلة شوية ؟ أصلا زي النخلة مش حلو طولها - بصتله فجأة باتهام - ولا اوعى يكون عاجبك شعرها الطويل ده، أصلا مش حلو طول على الفاضي .

سيف كان بيحاول يمسك نفسه علشان مايضحكش فقرب منها وقال بخفوت : اسكتي خالص ، نتكلم في البيت - قرب منها أكتر وكمل بثقة - وبعدين بحب واحدة أوزعة قصيرة لسانها متبري منها وعينيا مليانين بها ما بشوفش غيرها ولا طويلة ولا قصيرة ، بحبك انتِ وبس .

غصب عنها لقت نفسها بتبتسم وهو حضن ايدها بايده وبدون ما حد ياخد باله رفع ايدها لشفايفه باسها فابتسمت ابتسامة عريضة ولقت نفسها بتبصله بوله : بعشقك يا سيف يا صياد . 

ابتسم وحاوط كتفها ، انتبه لكريم اللي طلع وبدأ يتكلم عن البرمجة وأهميتها ودورها في الحياة بشكل عام . 

همس انتبهت وعجبها شرح كريم ، مسكت دراع سيف وهمست بعفوية: أنا عارفة البرنامج اللي كريم بيتكلم عنه ، برنامج تحفة معقول هو اللي عامله ؟ ده عبقري بقى 

سيف ضيق عينيه ونوعا ما إعجاب مراته بحد تاني ضايقه فرد بهدوء : كريم أيوة عبقري وده ما يختلفش عليه اتنين .

بصتله بحماس : لو هو اللي هيدرس الكورس ده كنت هقولك سجل اسمي أحضر معاه . 

بصلها بغيرة وضيق وهي لاحظت نظراته المستاءة وصمته فسألته: مالك يا حبيبي ؟

 ما ردش عليها بس هي ملاحظة ضيقه ومرة واحدة استوعبت انه غيران وخصوصا لما قالها بتهكم : عجبك أوي كريم المرشدي ؟ 

قررت تتعامل بأسلوبه هو وردت ببرود: شرحه مش هو تفرق يا حبيبي 

اينعم هو ما يختلفش عليه اتنين و 

قطعت كلامها أول ما سيف حرك ايده لرقبتها ومسك شعرها بخفة علشان محدش ياخد باله وشده جامد ، كتمت صرختها وقالت بتأوه : بهزر بهزر والله بهزر خلاص .

عيونهم اتقابلت فكررت باعتراف : والله بهزر علشان تجرب نار الغيرة بس 

ساب شعرها ورد بتحذير : في حاجات ما ينفعش الهزار فيها وخصوصا لو حد قريب مني وأعرفه زي كريم ، حتى الهزار يا همس مش مقبول . 

هزت راسها بتفهم وانتبهوا الاتنين لناريمان بتطلع جنب كريم وبتشكره انه حضر معاهم وانه هيوفرلهم تلميذته الأولى علشان تشرح في السنتر وبعدها شكرت سيف الصياد لتبرعه وطلبت منه يطلع عندها فقام بهدوء وطلع جنب كريم وهي دخلت في النص بينهم اتكلمت عنهم الاتنين وعن سعادتها بمشاركتهم ليها ، ادت المايك لسيف يتكلم عن أهمية الكبيوتر في حياة كل إنسان ويتكلم عن تبرعه للمركز بكل الأجهزة الموجودة فيه واعتذر عن مشاركته لان وقته محدود . 

الصحافة طلبت صور كتيرة ليهم وركزت على سيف وكريم ، ناريمان تعمدت تكون قريبة من كريم وكل صورها جنبه ، حد من الصحفيين البنات طلبت من ناريمان تصورها وهي بتسلم على سيف وكريم ، ناريمان راحت لسيف الأول ومدت ايدها فبصلها باستغراب ، ابتسمت و وضحت : صورة للصحافة مش أكتر

سيف سلم عليها وبص ناحية المصورين وابتسم بمجاملة وسمحلهم يلقطوا كام صورة بعدها شد ايده وهو محافظ على ابتسامته المصطنعة، ناريمان شكرته وراحت ناحية كريم ومدتله ايدها فبصلها برفض فاترجته : أرجوك اوعى تحرجني قدام الناس دي كلها ، هتبقى صورة الموسم ، كريم بصلها بعدم اقتناع وقبل ما يرد لقاها مسكت ايده بسرعة والكاميرا لقطت الصورة تحت ذهوله 

شد ايده بعنف وقبل ما يتكلم لقاها بتقول باعتذار : أنا آسفة يا باشمهندس بس منظري كان هيبقى وحش جدا 

بصلها بضيق : طالما مش عايزة شكلك يبقى وحش فماتغامريش بفعلك، أتمنى ما تتكررش تاني علشان ساعتها رد فعلي مش هيعجبك 

ابتسمت بتوتر وشكرته هو وسيف على مشاركتهم وانسحبت. 


سيف مروح بهمس وهما في عربيتهم سألها : ايه اللي ضايقك الصبح ؟ مش ناوية تقوليلي ؟ 

بصتله بحيرة لانها متناسية ايه اللي حصل : أنا يا ابني ؟ وهتضايق ليه طيب ؟ 

بصلها لوهلة بتعجب: ما أنا بسألك ، صباحنا كان مميز وحلو فايه اللي ضايقك ؟ 

أكدت وهي بتمسك ايده من على الغيارات في العربية : مفيش يا حبيبي حاجة مضايقاني . 

ضغط على ايدها قبل ما يقول بحب: على فكرة أنا عارف مين ضايقك وصدقيني حبي ليكي اللي كان واصل لما لانهاية وصل لأبعد من مالا نهاية .

استغربت بس فرحت أكتر بكلامه فسألته بفضول : ليه ؟ ليه حبك زاد ايه اللي عملته زوده ؟ 

جاوبها بوضوح: كلام سلوى ضايقك وانتِ مش عايزة تقوليلي خفتي أتخانق معاها صح ولا فسرت غلط ؟ 

بررت بحرج : مش عايزاك تتخانق أو تختلف مع حد بسببي ، وبعدين أكيد هي 

قاطعها بجدية : لا هي ماعندهاش حق لو ده اللي هتقوليه ، اللي جوا أوضتنا ما يخصش حد أبدا يا همس ، احنا ما بنتخطاش حدودنا برا أو قدام أي حد يبقى محدش له انه يتدخل في خصوصياتنا محدش يقنعك بعكس ده وبعدين ياريت لما حاجة زي كده تضايقك أو حد يتكلم في حاجة زي دي من أساسه تبلغيني أنا أتعامل معاه ، اتفقنا ؟ 

هزت راسها بموافقة وما ردتش . 


بالليل أمل قاعدة في أوضتها في الفندق ومعاها الولدين ، الباب خبط كان أخوها دخل ومعاه بنته ناولها لأمل بمرح: بما انك النهارده بيبي سيتر فخلي حور معاكي بصي دي نسمة وبتعشق عمتها . 

بصتله بتردد : نسمة ؟ وبتعشق عمتها في جملة واحدة ؟ الجملة مش عايزة تركب معايا أصلا .

ضحك وربت على كتفها: قدها يا روحي ، وبعدين لو جوزك موجود ماكنتش جبتها ، قلت تسليكي انتِ وعيالك .

سألته بفضول : امال فين أبوك وأمك ؟ 

جاوبها : خرجوا يتعشوا يا اختي برا هما وكل الكبار طلعوا اتنين اتنين ، أبويا وأمي ، عم محمد ومراته ، وحماكي وحماتك ، قلت يا واد جت عليك انت يا قرمط يا غلبان ؟ روح لأختك حبيبتك وروحك وخليها تاخد بنتك واخرج انت ومراتك .

أمل ضحكت على طريقته : طيب اخرج يا قرمط يا غلبان اسهر مع مراتك وأنا ليا رب كريم . 

ضحك بعدها افتكر فسألها : إلا كريم مارجعش ليه أصلا ؟ 

حاولت تداري حزنها وردت بنبرة طبيعية : قال تعبان ومش قادر يجي في نفس اليوم تاني فهيريح لبكرا .

طه هز دماغه بتفهم : أيوة المشوار رخم فعلا ، يلا عايزة حاجة ؟ لو في حاجة كلميني ، أشوفك آخر الليل 

أمل وقفته : لو نامت خلاص سيبها ولو صحيت أو قلقت هبقى أكلمك تاخدها غير كده اهي معايا للصبح روح اسهر مع مراتك يلا . 

سابها وخرج وهي قعدت وسط الولاد وقالت بابتسامة : حبايب قلبي الكتاكيت خليكم هاديين وخلونا نسهر سهرة حلوة مع بعض . 

موبايلها رن كان كريم ، قلبها دق بسرعة وحاولت ترد بشكل طبيعي : الو السلام عليكم 

رد عليها السلام : عاملة ايه ؟ الولاد عاملين ايه معاكي ؟

طمنته على الولاد وقالتله ان حور كمان معاها واتكلموا شوية عنهم وعن شقاوتهم وبعدها ساد صمت تام لحد ما الاتنين قطعوه في نفس اللحظة فقالها : قولي عايزة تقولي ايه ؟ 

ردت بتردد : كنت عايزة أقولك سوري على غبائي الصبح ، وانت ؟ 

ابتسم قبل ما يصارحها : كنت هعتذرلك برضه على غبائي الصبح واني ماعرضتش عليكي تيجي معايا نعمل المشوار ده مع بعض ، بس بصراحة مافكرتش غير في الولاد وخفت يتعبوا الكل لو ما شافوش حد فينا أنا أو انتِ. 

أمل بتفهم : حصل خير المهم مؤمن راح معاك ؟ 

نفى بهدوء : لا سيف اللي جه هو ومراته وأول ما شوفتهم ندمت أوي اني ما أخدتكيش معايا ، استغبتني وبس .

أكدت بهزار : انت فعلا ساعات بتكون غبي وبس ، المهم مش هتيجي بقى ؟ 

جاوبها بتردد : أنا قلت أريح شوية وأجي بدل ما أجي كده من غير نوم ولا ايه رأيك انتِ ؟ زي ما تقولي هعمل 

ابتسمت بود: نام طبعا وارتاح ولما تصحى تعال .

استمرت مكالمتهم أكتر من ساعة لحد ما حست انه هينام منها فسابته ينام . 


الشروق بدأ يظهر وهمس اللي شبه ما نامتش قامت بسرعة تصحي سيف اللي فتح عينيه بالعافية : الساعة كام ؟ الدنيا لسه ضلمة يا همس .

جاوبته بتردد : الساعة ٥:٣٠ 

بصلها بذهول لوهلة قبل ما يرد بغيظ: أنا ليه أصحى بدري كدا يا همس؟  لو عملتي الحركة دي تاني مش هيحصلك خير ، ما تهوبيش ناحيتي قبل ٨ 

جت تنطق أو تتكلم بس حط المخدة على دماغه وهي قامت بغيظ بس فكرت هو فعلا هيصحى بدري ليه ؟  

دخلت اتوضت وصلت وبعدها جريت لدولابها فتحته على آخره ووقفت تحاول تقرر ايه اللي ينفع لأول يوم ؟ وفجأة حست ان دولابها كله رغم كمية اللبس اللي فيه إلا انه فاضي ومفيش أي حاجة عاجباها نهائيًا تروح بها أول يوم ، فضلت تطلع بدلة ورا بدلة وفستان ورا فستان ومفيش أي حاجة حاساها مناسبة نهائيا ، في النهاية قررت تظبط نفسها والميكاب بتاعها الأول وبعدها تقرر لما سيف يصحى .

عملت ميكاب رقيق وخفيف زادها جمال على جمالها الهادي ، فردت شعرها وظبطته و وقفت محتارة تاني قدام كمية الهدوم اللي نزلتها على الأرض . 

سيف صحي من نومه على صوت المنبه ، قفل موبايله ومد ايده جنبه بس مالقاش همس جنبه ، اتعدل وبص حواليه وناداها : همس 

بصتله من جوا الدريسنج : أخيرًا صحيت يا سيف ؟ هتأخر أول يوم بقى .

أخد نفس طويل قبل ما يقوم من مكانه يروحلها بس بمجرد ما دخل الدريسنج اتصدم من منظره وبصلها بدون ما ينطق فبررت وهي بترفع كتفها: مفيش حاجة عاجباني أعمل ايه ؟ 

بصلها وبص للأرض حواليه ومن غير ما يقول حرف عدى من جنب الحاجات اللي على الأرض ودخل الحمام . 

همس استقرت في النهاية على بنطلون چينز أزرق ؛ لانها مش عايزة تظهر بشكل غير شكلها في الآخر .

سيف خرج وبصلها : لسه برضه محتارة ؟ وبعدين هو كل يوم هتصحي بدري ساعتين تعملي المنظر ده ؟ 

وضحتله : أكيد لا ، ده بس علشان أول يوم مش أكتر ، المهم اختار من دول .

ورتله ستاند كله بليزرات بمختلف الألوان فقرب وقلب فيهم وهو بيسألها: انتِ هتلبسي الچينز ده خلاص ؟ 

كانت متوقعة خناقة أو محاضرة عن أهمية منصبه وازاي ما تلبسش چينز بس فوجئت بعكس تفكيرها لما شد بليزر أبيض قصير وقالها : ده حلو والبسي تحته أي توب أسود 

أخدته منه باستغراب فابتسم و وضحلها : انتِ حابة تكوني شوية فورمال وشوية البنت الروشة صح ؟ وده هيتحقق كده ، صح ولا فهمتك غلط ؟ 

لفت ايديها حوالين رقبته بسعادة: أنا ليه بحبك أوي كده ؟ 

ابتسم وباسها بخفة : علشان فاهمك كويس ، اجهزي يلا علشان ما تتأخريش أول يوم يا حبيبتي .

دورت في الباديهات اللي عندها واختارت واحد أسود عجبها شكله ، لبست وبصت لنفسها في المرايا برضا تام ، خرجتله كان شبه خلص واستغربت امتى أخد هدومه واختارها ازاي بسرعة بالشكل ده ؟ 

سيف بابتسامة: حلو أوي كده ، أسبقك على تحت ولا ايه ؟ 

ردت بحماس : لا طبعا استناني أنا شبه خلصت . 

دخلت لبست الجزمة بتاعتها وأخدت شنطتها وبصت في المرايا مرة أخيرة ولاحظت انه واقف مراقبها ، قرب منها وقف وراها فسألته : ايه اللي ناقص ؟ حاسة بحاجة ناقصة  

ابتسم وفتح درج فابتسمت : محتاجة ألبس حاجة زي دي في الجامعة ؟ 

وضحلها : مش شرط بس حابب انك تلبسي على الأقل في الأول . 

اختار سلسلة صغيرة فيها قلب ألماس صغير وحلق زيها : هنختار حاجة رقيقة جدا .

لبسها السلسلة بنفسه وهي لبست الحلق وبصتله بتساؤل : كده ايه ؟ 

ابتسم ومسك ايديها الاتنين وقال بمغزى : كده بتمنى لو قدامنا لسه ساعة أقولك فيها بالظبط كده ايه ؟

ضحكت وقربت لحضنه وبعد ما ضمها بصلها بجدية : مستعدة بجد تتأخري شوية؟

قاطعته وهي بتشده : مش مستعدة طبعا يلااا. 

قال بحزن مزيف وهو خارج معاها: اخص عليكي وأنا اللي فاكرك هتختاريني أنا ؟

 وقفت وبصتله بحيرة: سيف انت بتتكلم بجد ؟ أنا ممكن 

قاطعها هو المرة دي وشدها عليه وحط ايده على كتفها بابتسامة : لا يا حبيبي بهزر طبعا يلا بينا . 

نزلوا الاتنين مع بعض ، سلوى كانت لسه صاحية ولابسة عباية بنص كوم ، همس أول ما شافتها همست لسيف بدهشة : أمك لابسة جلابية ؟ ده بجد ؟ 

ضحك وماردش عليها بس صبح على أمه وراح ناحيتها باس خدها وهمس كذلك عملت زيه . 

سلوى بصتلهم الاتنين برضا وعجبها اختيار همس للسلسلة ، مدت ايدها وبعدت خصلة على وشها بابتسامة : زي القمر ربنا يحفظك يا روحي . 

همس ابتسمت بفرحة وشكرتها . 

سلوى بصت لابنها : هتفطروا ؟ ربع ساعة أو عشر دقايق ويكون جاهز .

همس بصت لساعتها بس لو فضلوا فعلا هيتأخروا ، سيف زيها بص لساعته ورد بهدوء : لا يا ست الكل هنتأخر لو فطرنا وحابين أول يوم نوصل بدري .

سلوى : طيب خلاص من بكرا نعمل حسابنا يكون الفطار جاهز من ٧:٣٠  علشان تفطروا يا حبيبي .

سيف ابتسملها وباس ايدها : انتِ ايه اللي هيصحيكي بدري بس ؟ خلي فطاركم في ميعاده ، أنا وهمس هنبقى نفطر مع بعض في الجامعة عادي .

عواطف ردت وهي وراهم : الساعة ٧:٣٠ هجهز أنا ليهم الفطار يا هانم ما تشغليش بالك وحضرتك اصحي براحتك انتِ وعز بيه ، لو كنتم عرفتوني من بالليل انكم هتنزلوا بدري كنت عملت حسابي . 

سيف شكرها وبص لساعته فأمه لاحظت : توكلوا على الله انتم يلا يا حبيبي . 

أخد همسته وراحوا على الجامعة وهي قلبها بيدق بحماس: مش مصدقة خالص اني رايحة الجامعة ، حاسة ان بقالي سنين ماروحتش مش مجرد كام شهر .

فضلت تقريبا تتكلم طول الطريق لحد ما وصلوا وأثناء دخوله من البوابة موظفين الأمن بصوله وسلموا عليه وبعدها بصوا لهمس جنبه باستغراب فسيف بصله وقال باختصار : الباشمهندسة همس مراتي .

كلهم باركولهم وسيف دخل ركن عربيته في نفس المكان اللي دايما بيركنها فيه ، همس أخدت نفس طويل وبصتله بحنين : فاكر أول مرة قعدت على عربيتك هنا ؟ 

ابتسم وقلدها بسخرية: حضرتك مالك ؟ هو كان صاحب العربية اشتكالك ؟ ولا عينك محامي له ؟ اتفضل شوف رايح فين لان حضرتك بتعطلني . 

ضحكت وقلدته هي كمان : همشي لو حضرتك تكرمتي ونزلتي من فوق عربيتي علشان أمشي بها ولا ايه رأيك ؟ 

ضحوا الاتنين وسيف علق باشتياق : يااا ذكريات جميلة أوي وأيام أجمل ، حاسس انها فعلا من زمن مش سنة واحدة ، المهم هتنزلي ولا ايه ؟ 

قبل ما ترد فوجئوا الاتنين بخبط عنيف على العربية من قدام وسيف لسه هيزعق بس لقاها هالة صاحبتها فاكتفى بابتسامة أما همس فنزلت بسرعة وحضنوا بعض وعملوا دوشة كبيرة .

سيف نزل من عربيته وأخد شنطته علقها على كتفه ، هالة انتبهتله فقالت بابتسامة : دكتور ازيك ؟ 

رد بابتسامة : الحمدلله يا باشمهندسة ، مبروك صح مروان بلغني امبارح ان والدك وافق على ارتباطكم .

ردت بخجل : الله يبارك في حضرتك ، كان بيقول عايز يعمل خطوبة الخميس .

علق باختصار : ربنا يتمملكم على خير .

كان هيتحرك بس قالتله : أكيد هتيجوا 

ابتسم وبص لهمسته : أكيد همس مش هتتأخر عنك يعني ، ولا أنا هتأخر عن مروان ، مبروك مرة تانية .

اتحرك كام خطوة بس همس نادته : سيف سيف سيف

بصلها باستغراب فشاورت على عربيته : شنطتي وحاجتي في العربية لسه 

داس على الريموت في ايده فتحلها العربية فأخدت حاجتها وقفلت الباب : خلاص اقفل . 

قفلها و وضحلها : أنا طالع المكتب لو في حاجة كلميني .

هزت دماغها وهو اختفى من قدامها أما هي فراحت لهالة وراحوا لباقي صحباتهم يسلموا عليهم . 


سيف دخل مكتبه وغمره شعور غريب ، بص لمكتبه وافتكر كل مرة همس طلعت عنده المكتب وكل مرة فكر يضمها أو يتهور فيها ، ليه دلوقتي عنده نفس الإحساس والحرمان ده ؟ 

ماقدرش يتحمل الإحساس ده كتير ، بص لموبايله وقال لنفسه ان لسه فاضل دقايق على أول محاضرة ، اتصل بها وهي ردت على طول فقال بسرعة : همس ينفع تطلعيلي مكتبي بسرعة ؟ 

استغربت : في حاجة ؟ المحاضرة 

قاطعها: دقيقتين بس مش أكتر .

قفلت وبصت لهالة : دقيقتين وجاية احجزيلي مكاني ده 

قامت من المدرج وطلعت عنده بسرعة ، كام مرة طلعت السلالم دي ؟ الطرقة دي كام مرة استنته فيها ؟ باب المكتب ده كام مرة اتمنته مفتوح ؟ 

خبطت خبطة واحدة ودخلت : سيف 

كان واقف مديها ظهره وأول ما نطقت اسمه لفلها وشدها من ايدها حضنها ، حضنها بقوة لدرجة انها حست انه هيكسر ضلوعها فهمست بتأوه : سيف بتوجعني .

خفف ضمته ليها لكن ما سابهاش وهمسلها بعاطفة: مجرد ما دخلت المكتب افتكرت كام مرة اتمنيت أحضنك فيها واتراجعت فكان لازم أحضنك دلوقتي وأطمن قلبي انك معايا وحبيبتي ومراتي كمان . 

ابتسمت لانه حرك كل مشاعرها بجملته البسيطة دي ، حاول يبعدها عنه بس هي فضلت في حضنه وهمست بحب: سيبني دقيقة بس كمان في حضنك .

أخيرا بعدوا عن بعض وعيونهم متعلقة ببعض ، حط ايده على خدها بابتسامة: انزلي محاضرتك بقى .

كانت مستمتعة بلمسة ايده على خدها ومغمضة عينيها ، فتحتهم وبصتله وهي بتقول بصوت مبحوح : كل مرة طلعت فيها المكتب ده تخيلت اللي حصل ده في دماغي مليون مرة ، أقول دلوقتي يضمني ، دلوقتي ينطق دلوقتي يقولي انه بيحبني 

ابتسم بأسف: ماكانش ينفع أنطق ولا أقرب 

همست : ليه ؟ انت ملكت روحي وقلبي من أول لحظة قابلتك فيها ، انت فجأة بقيت كل حاجة في حياتي وحياتي كلها بقت بتدور حواليك انت وبس ، بقيت النفس اللي بتنفسه ومن غيرك كنت بموت .

مسك وشها بايديه الاتنين ورد بعشق صادق: وأنا ماكنتش عايش من غيرك أصلا يا همس ، ولما ارتبطت بشذى كنت بعتبر نفسي ميت بس قلت أهلي يعيشوا أنا خلاص حياتي انتهت ، انتِ كنتي الحياة بالنسبالي وكان غصب عني كنت مربوط 

اتنهدت بحب : المهم دلوقتي بقينا لبعض ومع بعض ، تسمحلي أعمل حاجة اتمنيت أعملها في المكتب ده كذا مرة قبل كده ؟ 

ابتسم ورد بتأكيد: اعملي ما بدالك كل اللي في المكتب ده ملكك ورهن إشارتك.

ابتسمت بخجل من كلامه وحست انها محروجة منه وخصوصا بنظراته دي وهو مستني يشوف ايه اللي هتعمله ؟ بعدها جرأت نفسها ولسه هتقرب بس هو اتكلم : حبيبتي محاضرتك هتبدأ انـ

ماكملش كلمته لانها باسته واستغرابه دام للحظة واحدة بعدها بادلها شوقها ولهفتها ، لثوانٍ لدقايق ماعرفوش فضلوا قد ايه انفصلوا عن العالم كله ، أخيرا بعد عن شفايفها وهمسلها بنبرة مبحوحة : شقتنا قريبة من هنا ممكن نزوغ أول محاضرة ؟

بصتله بتردد وايديها حوالين رقبته بتحركهم وبتتمنى تفضل في حضنه أكتر وبتشده عليها بس لاحظ ترددها فابتسم ومسك ايديها الاتنين فكهم من على رقبته: هنزل معاكي لمحاضرتك يلا بينا .

هزت دماغها بموافقة وقبل ما تخرج من مكتبه وقفها : همس ظبطي الروج بتاعك وكلك على بعضك محتاجة تهدي شوية قبل ما نخرج من المكتب . 

فتحت شنطتها بايدين بيترعشوا وهو لاحظ ده وابتسم وبعد عنها علشان تعرف تستجمع نفسها . 

ظبطت الميكاب بتاعها سريعا وشعرها وبصتله : كده ايه ؟ 

ابتسامته وسعت بحب : كده أجمل بنت عينيا شافوها بتمنى لو ينفع أخطفها من العالم كله ونختفي أنا وهي في أي مكان مافيهوش غيرنا .  

قربت منه ومسكت ياقة چاكيت بدلته برجاء: سيف اوعدني انك تاخدني الجزيرة اللي قضينا فيها شهر العسل تاني لوحدنا 

مسك ايدها ورفعها لشفايفه : أوعدك يا قلبي بس هيبقى في إجازة نص السنة أو آخرها علشان دراستك . 

ابتسمت بفرحة وأخدها ونزلوا سوا ايديهم في ايدين بعض ، وصلها لحد المدرج وكانت الأنظار كلها عليهم بسبب مسكة ايديهم ، أول ما قرب من المدرج كل الطلبة دخلوا فهمس ضحكت : فاكرين ان انت اللي عندنا أول محاضرة . 

سيف ابتسم وماعلقش لانه حابب يفاجئها ان هو بالفعل اللي عندها أول محاضرة . 

كملت كلامها : هتقعد معايا لحد ما الدكتور يجي ؟ تخيل نسيت أسأل هالة حتى أول محاضرة عندنا ايه ؟ 

ماردش عليها و واقف مستني الطلبة اللي بيدخلوا المدرج وزحمة الباب تهدا شوية  همس بصتله بتعجب : انت مش بترد عليا ليه ؟ 

بصلها : هجيبلك الجدول بتاعك ما تقلقيش يا حبيبتي ، يلا ندخل .

استغربت : هتدخل معايا جوا ؟ 

بصلها بمداعبة : عندك مانع ؟ 

نفت بسرعة : أكيد لا طبعا . 

دخلوا المدرج والصمت ساد لدخوله وهي من الإحراج سابت ايده لان الكل بيبصلها ، قعدت في مكانها في أول صف في النص جنب هالة واستنت سيف يخرج بس فضل واقف قدامها فاتكلمت بهمس علشان محدش يسمعها غيره : خلاص امشي انت . 

ابتسملها ورجع خطوة لورا حط شنطته على الترابيزة وبص للمدرج كله وقال بصوت عالي: كل سنة وانتم طيبين ويارب تكون سنة موفقة للجميع .

الكل رد عليه وهمس مش مصدقة ان هو اللي عليها أول مادة ، عينيها وسعوا وباصاله بصدمة . 

سيف سند على حرف الترابيزة وراه وقال: طبعا معظمكم ان ماكانش كلكم عارفيني من السنة اللي فاتت وبإذن الله هكمل معاكم السنة دي واللي مش عارفني أنا دكتور سيف الصياد 

كمل تعريف نفسه للطلبة وبيحاول ما يبصش لهمس كتير علشان ما يتوهش ويعرف يركز .

واحد من الطلبة سأله : مش هتسأل يا دكتور مين أول الدفعة زي السنة اللي فاتت ؟ 

سيف بصله و وضح بهدوء : السنة اللي فاتت كانت أول سنة ليا معاكم وأول سنة في الجامعة ، السنة دي انتم طلابي وعارف الأوائل وترتيبهم ودرجاتهم ، ما تقلقش - عينيه بصوا لهمس وثبتوا عليها وكمل بفخر - وعارف مين هي أولى الدفعة .

همست ابتسمت بخجل وهربت من عينيه وحست ان صوت أنفاسها عالي والمدرج كله سامعه . 

اتكلم شوية عن المادة اللي هيدرسها وتقسيماتها ودرجاتها وعن مشروع التخرج اللي هيكون مسئول عنه . 

قبل ما يبدأ شرح سألهم بعفوية : كام واحد حابب يكون عندي في مشروع التخرج بتاعه ؟ 

سيف فوجئ بكل الدفعة تقريبا رفعت ايديها ماعدا همس!

هالة رفعت ايديها بس استغربت ان همس مش رافعة ايديها فسألتها ببلاهة : انتِ مش هتدخلي معاه ؟ ما أرفعش ايدي ؟ 

همس بصتلها بذهول : ايه ؟ بتقولي ايه ؟ أدخل مع مين ؟ 

هالة خبطتها على كتفها علشان تفوق : سيف بيبصلك ومذهول انك مارفعتيش ايدك .

همس بصتله ورفعت ايدها حاجة بسيطة وهي بتسأله بحركة شفايفها : أرفع ايدي ؟ 

سيف ابتسم وهز دماغه بهدوء برفض فربعت ايديها وهي مش فاهمة هل ممكن ما ياخدهاش هي في مشروعه ؟ 

سيف وضح للطلبة : انتم عارفين ان في تقريبا ٨ مشاريع وطبيعي هتتوزعوا عليهم علشان بس تبقى الأمور واضحة فهنشوف طريقة نوزعكم بها . 

اتحرك ووقف قدام السبورة علشان يبدأ يشرح . 

المحاضرة كانت سلسة وبسيطة وهمس بتسأله كعادتها هي وزمايلها وهو بيجاوبهم . 

خلصت المحاضرة والكل اتلم حواليه ، في اللي بيسأل وفي اللي واقف بس وفي اللي معجب ومقرب منه . 

همست كانت قاعدة مستنياه يخلص بس لاحظت ان في بنت وقفت جنبه ولزقت فيه جامد أو هي حست بكده فوقفت بسرعة، هالة مسكت دراعها بدهشة: رايحة فين ؟ 

همس بغيظ : مش شايفاها لازقة في كتفه ازاي ؟ 

هالة بتحذير : همس اوعي تنسي وضعه وتهبلي 

شدت دراعها بتحفز : ما أوعدكيش 

راحت ناحيته و وقفت ورا البنت خبطت على كتفها فالبنت بصتلها بتكبر : نعم ؟ 

همس بتكبر مماثل وغيظ بتحاول تداريه : ممكن بعد إذنك لحظة بس 

البنت باستنكار : أنا وقفت هنا الأول 

همس ابتسمت بغيظ مكتوم : كتبتي اسمك يعني ولا اشتريتي المكان ولا ايه ؟ 

سيف لاحظهم فبصلهم بتساؤل : في ايه ؟ 

البنت ببراءة مزيفة: معرفش مالها و 

همس قاطعتها بعصبية: مجنونة بشد في شعري صح  ؟ 

البنت هترد بس سيف اتدخل : خلاص انتم الاتنين - بص للطلبة وكمل- خلاص كفاية أسئلة دلوقتي 

كذا حد جه يتكلم بس سيف لم حاجته وبصلهم : المرة الجاية إن شاء الله . 

البنت وقفته : ينفع أجيلك مكتبك يا دكتور أسأل ؟ 

سيف لمح وش همس وتحفزها وكان عايز يضحك من غيرتها بس حافظ على صرامته مع البنت : لو لقيتيني في مكتبي ابقي اسألي أو ممكن تسألي في السكشن اللي مش فاهماه . 

همس خرجت وراه وبصت للبنت اللي ابتسمت تغيظها بس همس تجاهلتها وكملت طريقها ورا سيف اللي فوجئت به خرج برا فلحقته و وقفته : دكتور 

وقف وبصلها واستناها تقرب منه بس قبل ما تتكلم هو اتكلم بحزم : اللي حصل جوا ده ما يتكررش تاني يا همس .

استغربت : ايه هو اللي حصل ؟ 

جاوبها : انتِ فاهمة كويس أوي أقصد ايه ، عديتها المرة دي بس ما تكرريهاش لو سمحتي .

سألته ببراءة مصطنعة : اللي هي ايه بقى علشان مش فاهمة عملت ايه ضايقك ؟ 

بص حواليه وبصلها بغيظ: مع اني عارف انك بتستعبطي بس هقولك معلومة المفروض انك عارفاها ، أنا بعرف أوقف أي حد عند حده ومش محتاجلك تيجي تقفي جنبي تبعديهم عني . 

سألته بعصبية : يعني أشوفها بتلزق فيك وتتمرقع وتتمايص وعادي أتفرج عليها ؟ 

أخد نفس طويل نفخه بضيق : أيوة بالظبط ما تتدخليش وسيبيني أنا أتعامل . 

ردت بتهكم : خلاص تمام اتفقنا ، بس لو شوفتني قاعدة لازقة في حد من اصحابي أو حد قرب مني ما تتدخلش سيبني و 

لاحظت نظراته اللي اتحولت لغضب عارم فقطعت الكلام وبصتله بخوف بس حاولت تتكلم بشكل طبيعي لانها خافت من نظراته فسألته بتردد: ايه ؟ بتبصلي كده ليه ؟ مش احنا هنركن مشاعرنا في البيت وهنا هنبقى عمليين ؟ مش ده كلامك ؟ 

رد بغيظ وهو بيجاهد نفسه علشان صوته يفضل هادي : قلتلك امبارح ان في حاجات حتى الهزار فيها مرفوض ولا نسيتي ؟ 

ردت بعناد: على فكرة أنا مش بهزر 

سيف بعد بغضب وأنهى الحوار : طيب امشي بدل ما نتغابى على بعض .  

سابها وطلع مكتبه وهي بصت حواليها لقت هالة قاعدة قريب منها مستنياها فراحت قعدت جنبها بصمت وبعدها قالت بحزن: عكيتها معاه والحمدلله 

هالة بتعاطف : بصي البنات كلها من السنة اللي فاتت وبيموتوا فيه وانتِ عارفة ده كويس وهتشوفي وتسمعي كتير وفي اللي هيتعمد يغيظك فلازم تتعلمي انك تسيطري على أعصابك وبعدين سيف بيعرف يوقف أي بنت مش فاكرة نانيس لما كانت هتموت وتخليه يحضر عيد ميلادها ؟ 

 همس بصتلها بتذكر وهالة كملت علشان تطمنها : و شاكي في الرحلة لما حاولت تقرب منه ؟ وغيرها وغيرها ، حبيبتي سيف ما بيشوفش غيرك ، الباقي كله سراب جنبك بس اوعي تتحولي للست الغيورة المجنونة اللي بتكره جوزها فيها بغبائها شوية شوية ، خليكي ذكية وناصحة وسيبيله هو الأشكال الضالة يوقفها عند حدها . 

همس سندت على كتفها بضيق : حاضر هبقى ناصحة وذكية وهدوس على قلبي بالجزمة علشان ما يغيرش عليه .

هالة حاولت تشاكسها : تدوسي على قلبك اللي جواه سيف ؟ يهون عليكي ؟ 

همس مرة واحدة اتعدلت وسألتها : هي مين البنت دي ؟ وليه أول مرة أتقابل بها في دفعتنا ؟ 

هالة ابتسمت : اسمها مايا وأعتقد انها دبلر هي وكام بنت وانضموا لشلة نانيس 

همس بغيظ : اممم يعني اتلم تنتن على تنتون . 


وقت البريك سيف نزل بدري شوية طلب فطار بسيط من الكافيتريا وقعد على ترابيزة يشرب قهوته ، بص لساعته المفروض المحاضرة هتخلص ، طلع موبايله كتب رسالة لهمس ( مستنيكي في كافيتريا ميدو تعالي بسرعة ) 

همس شافت الرسالة واعتذرت من اصحابها وراحت عنده وأول ما شافته ابتسمت غصب عنها لانه محضرلها الفطار .

مايا لمحت سيف وقررت تروحله تتكلم معاه ولسه هتقرب بس لقت همس بتقعد قدامه بدون أي مقدمات فاستغربت تصرفها ، بصت لنانيس بتعجب : مين البنت دي ؟ وليه ماسكة في دكتور سيف كده ؟ 

نانيس كانت هتقولها انها مراته بس تراجعت وابتسمت بخبث : الظاهر ان سفرك برا مصر خلاكي مش متابعة الدنيا هنا ايه بس على العموم دي يا ستي أولى الدفعة بقى وشايفة نفسها حبتين ولاجئة عند كل الدكاترة ، مش هتشوفيها غير لازقة لكل دكتور شوية . 

مايا متابعاهم بنظراتها ، بصت لنانيس بذهول : الحقي دي بتاكل أكله ! 

نانيس ضحكت وطبطبت على كتفها وهي قايمة: أنا رايحة أجيب حاجة أشربها أنا السنة اللي فاتت أخدت كفايتي منها ، باي . 

واحدة من البنات راحت معاها وسألتها: ليه ماقلتيلهاش انها مراته ؟ 

نانيس ضحكت : هي هتعرف لوحدها بس خلينا نتسلى الأول ، مايا مش سهلة وهمس هبلة ، خلينا نشوف الدكتور هيحافظ على برستيچه ولا مشاعر حبيبته ؟ 


أمل صحيت من نومها وقامت فطرت وسط أهلها بس لاحظت ان حسن وناهد مش على طبيعتهم سألتهم عن كريم لكن جاوبوها بشكل طبيعي. 

قعدوا على البحر والولاد بيلعبوا قدامها في الرملة وهي مسكت موبايلها تقلب فيه، وهنا اتصدمت بكمية الصور اللي منشورة على الفيس والانستجرام لجوزها مع ناريمان والعناوين كلها عبارة عن قنابل .

 ⁃ قصة حب قديمة تعود إلى الظهور 

 ⁃ عندما يلتقي النقيضان فهل يكرر الزمن نفسه ؟ البداية كانت ملك عبدالرءوف فهل يكون الختام بناريمان الغندور ؟ 

 ⁃ نظرات محسوسة بين الثنائي كريم المرشدي وناريمان الغندور .

 ⁃ بعد انفصال مؤمن الدخيلي عن زوجته فهل يتبعه توءم روحه ليعيش قصة مشتعلة جديدة ؟ 

كام صورة ضايقوا أمل بس أكترهم الصورة اللي ايديهم في ايدين بعض وابتسامة عريضة على وش ناريمان ، وصورة تانية فيها نظرة تمني من ناريمان لكريم وصورة تانية فيها ابتسامة ساحرة من كريم للكاميرا .

أمل بتقلب في الصور وبتقرأ الكلام اللي مكتوب بعدم استيعاب ....

ونكمل بعدين 

توقعاتكم

بقلم / الشيماء محمد احمد 

#شيموووو


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا



تعليقات

التنقل السريع