نوفيلا حالة الاقدار الفصل الخامس والسادس بقلم رغدة (حصريه وجديده في مدونة موسوعة القصص والروايات)
نوفيلا حالة الاقدار الفصل الخامس والسادس بقلم رغدة (حصريه وجديده في مدونة موسوعة القصص والروايات)
حالة الأقدار
البارت الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
في احد الايام كانت هدى قد دعت تامر لقضاء اليوم برفقتهم مع أخته نور وأصرت أن يحضر نور منذ الصباح قبل توجهه للعمل مع حاتم فرضخ لطلبها
كانت نور سعيدة وهي تراقب هدى وهي تطهو وتعلمها فنون الطهي التي تعرفها
نور أحبت هدى حبا كبيرا فهي امرأة حانية وطيبة وتذكرها بطيبة والدتها
هي تعلم انه لولا وجودها بحياتهم لكانت ما زالت على حالها منفصلة عن الواقع شبه انسانة ليس للحياة معنى بنظرها
او كان من الممكن أن تموت هي واخيها من الفقر والجوع او كان ممكن ان يسلك أخيها إحدى الطرق الغير شرعية لكسب المال
ولكن الله قد كان لطيفا بهم و ساق لهم هذه المرأة وابنها لينيروا حياة كانت على وشك الموت لينقذوا أرواح من الضياع
وليملؤوا قلوبا بالحب والامل بعد أن اظلمت وتألمت
عند انتهائهم جلست هدى بجانب نور وسحبتها لحضنها وأخذت تقرأ القرآن وهي تمسد على شعرها الحريري حتى ان نور غرقت بالنوم دون إرادتها
فكيف لا تنام بحضن دافئ كحضن والدتها شعرت بالسكينة والأمان والاطمئنان ... شعرت انها لم تعد يتيمة بعد الآن
غفت و رأت والدتها بأحلامها كانت ترتدي الابيض ووجهها مشرق وابتسامتها الواسعة تزين محياها
رأتها تحتضنها وتقبلها مرارا وبعدها ذهبت بعيدا مودعة اياها كأنها تخبرها بانها اطمأنت عليها وأنها بخير بثت لها امل وطمأنينه ان تستمر ولا تقف عند فقدها .... رأتها تلتفت لها من بعيد ملوحة لها بيدها والابتسامة لا تفارق محياها
فتحت عينيها العسلية الواسعة لتجد نفسها وحيدة على الأريكة وعليها الغطاء..... فرفعته وهمت بالخروج ولكنها تراجعت حين سمعت صوت حاتم بالمنزل
فعادت مسرعة تناولت حجابها وارتدته على عجل ومن ثم خرجت لهم
كانت هدى و حاتم وتامر يخرجون من المطبخ وكل منهم يحمل اطباق من الطعام لوضعها على السفرة
وما ان لمحها حاتم ورأى بعض خصلاتها المتمردة التي تخرج من حجابها حتى غض بصره سريعا ونظر الناحية الأخرى فاتجهت نحو المطبخ مسرعة لتعدل حجابها
دلفت خلفها هدى وساعدتها بترتيب شعرها داخل حجابها .......وتناولت آخر الأطباق لتخرجها .....
وفي طريق خروجها التوت قدمها لتقع الأطباق من يدها
ويتناثر الزجاج حولها ........مع صوت ارتطام الأطباق بالأرض .........وصرخت نور بعلو صوتها : امااااااا .....
كادت ان تقع هدى لولا يد حاتم التي امسكتها فتحولت نظرات الجميع ل نور التي غابت عن الوعي بعد صرختها
جاء الطبيب وفحصها وأعطاها حقنة لتستيقظ وغادر بعد أن طمأنهم على حالها
وبعد وقت قليل استيقظت نور لتجد تامر يجلس أمامها وبجانبها على طرف السرير تجلس هدى
كان تامر يحدق بها وعندما رآها فتحت عينيها قفز بجانبها واحتضنها بخوف ......كان جسده يرتجف خوفا ان تعود لتعبها.... وتتراجع حالتها بعد أن قطعت شوطا كبيرا بعلاجها
رفعت رأسها ببطء لتتقابل عيناهما وهمست: تامر ....
صدح صوت تامر بلوعة : آه يا قلب اخوكي وشدد من احتضانها
كانت دموع هدى تسيل على وجنتيها حمدت ربها على نعمه ولطفه الذي غمر بها هذه الفتاة
كان يقف خارج الغرفة حين سمعها ...صوتها كان كالناي الذي اخترق قلبه قبل أذنه... شعر بقلبه يخفق وسعادة عارمة قد غمرته لا يعرف سببها
سند ظهره على باب الغرفه يتمنى لو يسمع صوتها ثانية حين فاجأته بصوتها مرة أخرى
سحبت نفسها من حضن أخيها والتفتت لهدى التي استقبلتها بحب كبير وضمتها لصدرها بفرحة هي تشعر انها ابنتها التي لم تنجبها
بكت نور بحضن هدى وبعدها انتشلت نفسها لتقول: طمنيني عليكي انتي كويسه
ضحكت هدى وهي تبكي وقالت :انا كويسة يا حبيبتي متخافيش المهم انتي .... انا لو اعرف ان لو وقعت هسمع صوتك الجميل ده كنت من زمان عملتها
اردفت مسرعة وهي تضع كفها الصغير على فم هدى : بعد الشر عنك متقوليش كده
نفض رأسه وأسرع إلى الحمام توضأ وصلى ركعتين شكر لله
ودعى ربه انها ان كانت خيرا له فليجعلها حلاله وزوجته ....
ردد الدعاء كثيرا حتى أنه استغرب نفسه فهو لم يخطط او يرسم او حتى يفكر بهذا الأمر ولكنه وجد نفسه يردده كثيرا ... فسجد ثانية وبكى بفرحة فهو على يقين أن هذا من تدبيره سبحانه وتعالى
خرجت هدى من الغرفة وهي تحتضن نور وخلفهم تامر .....
نظر حاتم لهم ورأى وجه والدته مشرقا متوهجا فرقص قلبه طربا فوالدته تحب هذه النور بحق كأنها من صلبها .... وما ان اقتربوا منه حتى قال بصوت حاني : حمدلله على سلامتك يا انسه نور
رفعت عسليتيها ونظرت له لتجده ينظر بعيدا عنها
فقالت : ربنا يسلمك من كل شر
اقترب من تامر واحتضنه : الف مبروك يا حبيب اخوك حمدلله على سلامتها
__________
عدت عدة أيام و حاتم يفكر كيف سيفاتح تامر بالموضوع وكيف سيكون ردها .....حسم أمره وقرر أن يخبر والدته بما هو مقبل عليه ليرى ما رأيها باختياره ولعلها تبث بعض الطمأنينة في قلبه
بدل ثيابه وخرج جلس بجانبها ... امسك يدها وقبلها : ست الكل عاملة ايه
هدى : الحمدلله يا حبيبي كويسة ... زفرت بضيق وقالت: البيت من غيرهم وحش
حاتم : من غير مين يا امي
نظرت له وتحدثت بجدية : اسمعني يا حاتم يا ابني انت عارف اني طول عمري ما فرضت عليك حاجة
بس انا عاوزة اقولك على حاجة وانت دورها بدماغك لو تناسبك ولا لا
حاتم : اتكلمي يا امي قلقتيني
هدى : نور و تامر
حاتم بعدم فهم : مالهم
هدى بقلة حيلة : خلاص مفيش
حاتم : ما تقولي يا امي مالهم قلقتيني
هدى باندفاع : بجد قلقت؟
ضرب حاتم كفيه ببعضهما وقال : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.... مالك يا امي جرالك ايه .
هدى : بصراحه انا عاوزة نور تعيش معايا
حاتم وهو يحاول السيطرة على نفسه : تعيش معاكي ازاي يعني ......مش فاهم
هدى : يعني تتجوزها وتحيبولي أطفال صغيرين يملو البيت عليا
ابتسم بحبور فها هي اموره تسير بمشيئة الله وما يريده والدته تتمناه امسك يدها وقبلها عدة مرات وقال : ده اللي بتمناه يا امي
هدى : بجد يا حاتم يعني اكلمها ؟؟ اكيد هتوافق هو انت فيك حاجة تترفض؟؟
حاتم بتعقل : خايف يا امي خايف
هدى: خالف من ايه
حاتم وهو يرجع ظهره على الكنبه : خايف لو طلبتها توافق عشان تسد دين او احراج ..... وانا مش عاوز كده ..... مش عاوز اخد منها حق الاختيار او انها تجبر على وضع هي مش عاوزاه .... نظر لوالدته وقال: انا مش عاوز اخسر تامر لاي سبب من الأسباب او يكون بينا حواجز
فهمت والدته ما يرمي إليه فهو محق بكل حرف قد قاله
#حالة_الاقدار
#بقلمي_رغدة
حالة الأقدار
البارت السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
مر اسبوعين والحال كما هو ف حاتم طلب من والدته ان تتريث قليلا حتى يجد طريقة مناسبة لمفاتحة نور بالموضوع ....كان حاتم يجلس على مكتبه بتوتر كأنه طالب سيقدم امتحان مهم وصعب .... نعم هذا حاله فهو قرر جس نبض تامر ورؤية رد فعله على ما سيقول له
دخل تامر وهو يحمل الشاي : وعندك واحد شاي للبشمهندس تامر وصلحوووو
ضحك حاتم على طريقة تامر الطريفة فهو منذ بدأ العمل معه وبرغم كل الامه وأوجاعه الا انه يرسم البسمة على وجه الغير
تعال اقعد يا تامر اردف بها حاتم وهو يعدل من جلسته . . انا عاوز اخد رايك بموضوع خاص شوية
تامر : خاص؟؟ اتفضل
حاتم وهو يتنحنح يحاول ان يخرج صوته طبيعيا : ايه رايك فيا ؟؟
تامر : انت راجل وجدع
حاتم : طب انا لو اتقدمت لبنت عشان اتجوزها ممكن ترفض
تامر : بصراحة يا حاتم اه ممكن ... كلمة صدمت حاتم كثيرا فبرغم تخوفه الا انه لم يرسم سيناريو واحد فقط يكون هذا كلام تامر
فأكمل تامر : انا شايف انك راجل ابن راجل تربية وأخلاق وكل حاجة كويسة ... إنما الجواز قسمة ونصيب وممكن تتقابل بالرفض لان كل حد فينا ليه مواصفات معينة لشريك حياته تختلف من واحد للتاني
فرح حاتم كثيرا بكلام تامر فيبدو انه كل يوم يثبت له انه رجل وليس طفلا وعقله أكبر من عمره بكثير
حاتم بمكر: طب يا تامر لو انت اتقدم لأختك عريس وكان فيه كل حاجة كويسة أخلاق فلوس وظيفه وعنده شقته يعني راجل جاهز و مناسب ردك ايه
تامر بحدة : اعذرني يا بشمهندس بس لو انت فاكر ان الفلوس والشفه معيار عشان اجوز اختي تبقى غلطان او اني انا اللي من حقي ارفض واوافق بموضوع مصيري زي ده تبقى لسا متعرفنيش
ووقف ليخرج ولكن حاتم سبقه وقال : تعال يا راجل تعال هو انت اتقمصت كده ليه
تامر : اصلي انا مبحبش الهزار بالحاجات دي
حاتم : تعال هنا تعال مين قال اني بهزر انا بجد عاوز اكلمك بموضوع مهم
أطلق تامر تنهيدة وقال : هو في ايه يا هندسة مالك النهاردة مش على بعضك
حك حاتم طرف انفه وقال بتردد : بصراحة يا تامر انا عاوز اكمل نص ديني
قفز تامر من السعادة: بتتكلم بجد... يا خبر ...ده انا هوزع شربات بالمناسبة دي ..كان يتكلم وهو يدور حول نفسه فضحك حاتم على حالة تامر الذي جرى نحوه وعانقه وهو يربت على ظهره ... مبروووووك يا حاتم والله فرحتني أوي أوي
حاتم : الله يبارك فيك يا حبيب اخوك ... فصل العناق وقال : بس انت مسالتش هخطب مين ؟ قالها بتريث
فقال تامر وهو يرفع حاجبه : هو احنا من امتى بنجيب سيرة الستات يا هندسة ... ابتسم حاتم ووضع يده على رأس تامر وأخذ يداعب شعره : ربنا يرحمها اللي ربتك انا كل ما بقربلك بقول يا ريتني اتعرفت عليها عشان اقولها قد ايه هي ست عظيمة
مسح تامر دمعة كانت قد تمردت وأبتسم بألم وقال : ربنا يرحمها .. انت عارف يا حاتم امي كانت احسن ام واجدع ست ممكن تقابلها .... أطلق تنهيدة وقال انا ابويا مات بحادثة من وانا عمري سنتين ... كتير رجالة طمعوا فيها وفي كتير طلبوها للجواز لكن هي رفضت وقالت انا هعيش على ذكرى جوزي واعيش لأولادي .... امي اشتغلت بالبيوت .... كانت بتطلع من الصبح لبليل عشان تجيبلنا حاجتنا ومنحتاجش حد خالص ..... كبرتنا ودخلتنا المدرسة ومصاريفنا كترت وبرغم كل ده كان عندها نموت من الجوع ولا نمد ايدنا لحد ..... امي يا حاتم عمرها ما جابت سيرة حد ولا اتكلمت على حد ... كانت دايما تقول ان اللي العبد بيعمله بيتردله ..... امي تعبت أوي وخبت علينا .... ومكشفتش على نفسها عشان القرش اللي معاها يكفينا لحد ما بيوم لقيناها وقعت من طولها .. مسح دموعه التي أغرقت وجهه ليقول ... كانت مريضة بالقلب .... قلبها الطيب مستحملش قساوة الحياة معاها ...... نظر له بعيون متحجرة وهتف بغصة مؤلمة : انت عارف يوم ما ربنا افتكرها وصتني على اختي كأنها كانت عارفة انها خلاص هتموت وتسيبنا .... قالتلي لو جبت سيرة بنت او بصيت ليها او عملت اي حاجة لبنات الناس هتترد فاختك..... انهار على الكرسي ممسكا برأسه : انا مستحيل اخون وصية امي أبدا
اقترب منه حاتم وجلس أمامه على الأرض ورفع رأسه وقال له : بص ليا يا تامر وافهمني انا مكانش قصدي انا بصراحة عاوز اتقدم لخطبة اختك عشان كده كنت بكلمك
نظر له تامر بعيون زائغة وربت على كتف حاتم وغادر المكتب متجها لمنزله كان مثقلا بالهموم فها هو في موقف لا يحسد عليه فهل يمكن ان يضحي بأخته ومن يعتبرها طفلته ليرضي ذلك ااشاب الذي كان السبب في حياتهم هذه وعدم ضياعه وعلاج اخته
هل عليه ان يختار
دلف المنزل وحاول رسم ابتسامة على وجهه ولكن نور ما ان رأته حتى شعرت بحزن كبير
اقتربت منه وقالت : تامر .. مالك ...حصل معاك ايه وشك مخطوف كدة ليه ؟؟؟
ملس على شعرها بحنان : مفيش يا قلب اخوكي بس شوية صداع هيفرتكو دماغي
ضربت بيدها على صدرها : صداع ... جالك منين
ابتسم على رقتها وخوفها عليهوقال : متخافيش ده بس ارهاق مفيش حاجة
اردفت وعينيها دامعة : مخافش ازاي يا تامر وانت اللي فاضلي من الدنيا .. مش عاوزة اخسرك زي ما خسرت امي ... امسكت وجهه بكلتا كفيها واكملت لو جرالك حاجة هموت ... موت امي كسر ضهري ووجع قلبي اوي
احتضن اخته بحنان وشدد عليها : بعد الشر عنك يا قلب اخوكي ... ايه الكلام الكبير ده ..... سلامة قلبك من الوجع ان شاء الله عمر قلبك ما هيوجعك وانا معاكي وعمر ضهرك ما هيتكسر وانا سندك
اخزي الشيطان واتعوذي منه ومش عاوز اسمعك تاني بتقولي ملكيش غيري
فقالت وهي تمسح دموعها : بس انا مليش غيرك
سار بها للداخل وهو يحدثها : لا يا حبيبتي ليكي
ليكي ربنا اللي هو اكبر من الجميع اللي قادر يغير الاحوال زي ما غير حالنا ... بصي يا نور احنا بعد موت امنا بقينا ازاي وديلوقت ازاي
ابتسمت وقالت : ونعم بالله يا حبيبي... ربنا يكملك بعقلك .... انت عارف يا تامر حنيتك دي بتفكرني بحنية امي .... واخذت تبكي
قرب رأسها من صدره وهو يربت عليها ودموعه ترفض الانصياع له ونزلت رغما عنه وهو يفكر كيف له ان يفرط باخته حتى لو كان الثمن حياته باكملها فستكون هي اختياره دوما
جاء اليوم التالي ولم يذهب تامر للعمل وقضى يومه مع شقيقته وجاء اليوم الذي يليه ولم يذهب وفي منتصف اليوم سمعوا طرفا على الباب ليفتح تامر الباب ويجد امامه هدى
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق