رواية أسرار البيوت "حكايات من رحم المجتمع"الفصل العشرون والحادى وعشرون بقلم رانيا صلاح
رواية أسرار البيوت "حكايات من رحم المجتمع"الفصل العشرون والحادى وعشرون بقلم رانيا صلاح
(20)
أسرار البيوت.
حكايات من رحم المجتمع.
_صبـــاح مُـــظلم_
أشرق الصباح سريعاً والهواء يشتد بقوة.
ديما..كانت تقف في الشرفة تضع شالها علي كتفيها ويظهر التفكير بعمق كانت تنظر لنقطه ما .
نرمين..دخلت الشرفه ،وبتردد ديما.
ديما..ها ايوه يانرمين في حاجه ؟
نرمين..مفيش بس،وظهر التردد بشدة علي وجهها.
ديما..بإبتسامه ،كلمك،ولم يكن سؤال بقدر ما كان توجس من شئ تخشي عواقبه.
نرمين..لا.
ديما..ربتت علي يدها ،متقلقيش هتتحل إن شاء الله ،يلا روحي ذاكرى امتحاناتك قربت.
نرمين..بهمس شكرا ياديما.
ديما..بإبتسامة دون رد وعادت لنظر إلي الفراغ مره أخرى.
،،
عثمان..يستيقظ علي صوت رسائل الهاتف وتكن.الفاجعه عندما يفتح الصور كانت تحمل صور ديما ولكن بجسد عارى ،صدم بشده وأنفاسة كانت تخرج متلاحقه ،هل الهواء توقف عن الدخول لرئتيه تحرك بعنف كمن لدغه عقرب ،ونظر حوله وجد الغرفة فارغة وسريرها لم يمس تحرك بغضب ليبحث عنها.
،،،
عودة لشرفة.
ديما..كانت تنظر الي السماء وتبكي يارب أنا تعبت خليك جنبي ،يارب عدي الازمه دي علي خير ،وظلت تبكي إلي أن رن هاتفها ولكن قبل أن ترد ذهبت تنظر أن كان أحد بالصالة ووجدت البيت هادئ،بصوت مبحوح الو.
بسمة..كنت عارفة أنك مش هتنامي.
ديما..ببكاء أنا خايفة أوي .
بسمة..طب ادخلي لتبردي ومتخفيش أنا جنبك.
ديما..أنا مطمنه لأنك جنبي.،بحبك أوي.
،،
عودة.لعثمان.
كان يخرج من الغرفة ليبحث عنها ولكنه وجدها تنظر في البيت بترقب فعاد إلي الغرفة إلي أن دخلت الشرفة وتحرك ببطء إتجاهها وصدم مما سمعه ،كان يغلي من الغضب ،بغضب ديما.
ديما..بفزع يا ماما.
عثمان..يأعين تشع غضباُ ،مالك اتفزعتي ليه.
ديما..خضتني ،وبترقب أنت صحيت أمتي؟
عثمان..دلوقتي ،وملقتكيش في السرير.
ديما..مجاليش نوم ،عن إذنك وفرت هاربه إلي الداخل فقد إطمئنت أنه لم يسمعها .
عثمان..أسرع إلي الشرفة ينظر يميناً ويساراً بحثاً عن مجهول ،أما يشعر برغبة عارمة في القتل بل يُرد إن يتلذذ ببكاءها ولكن قلبة العين لم يُصدق بعد إلي أن ضرب الحائط بيده كي يُنفث جزء من النيران المُشتعلة بداخله.ظل ينظر إلي السماء ويزفر أنفاسه مُتلاحقه.
___
في شقة هدي.
هدي..كانت تستعد لنزول ولكن طرق الباب ،نظرت لساعه وجدتها تُشير إلي السادسة ،بترقب مين إلي جاي دلوقتي جيب العواقب سليمه وفتحت الباب وبصدمه حمدان،خرجت بنبرة عاشق مُلتاع ،وخزي قوي من قلبها الأحمق ،وحقد دفين من كل لحظة إستسلام ،شعور مُتضارب بين كل شئ و نقيده.
حمدان..أيه ياهدي مش هتقوليلي اتفضل في بيتي.
هدي..حمدان دا مش بيتك عشان تدخل وقت ما تحب راعي حُرمة البيت.
حمدان..هههههههههههه وبتهكم وسخريه حُرمة البيت ،وأبعد يدها ودخل البيت ،البيت إلي فيه بناتي .
هدي..وأنا طليقتك ياحمدان ،وميصحش تدخل البيت بالشكل دا ،بناتك عاوز تشوفهم يبقي بره البيت دا إذا رضيو يقبلوك.
حمدان..هههههههههههه والله وطلعلك صوت ياهدي.
هدي..عاوز اية ياحمدان؟
حمدان ..فين بسمة؟
هدي..لية؟
حمدان..أنتي هتردي السؤال بسؤال؟
هدي..حمدان أنا مش حمل مناهده عاوز حاجه قول مش هتقول الباب يفوت جمل أنا عندي شغل.
حمدان..هههههههههههه ،ماشي هقول؛البت جاي ليها عريس.
هدي..بصدمة اية.
حمدان..أنا بقول مش ببلغك دا قرار والخميس إلي بعد الجاي دخلتها وتحرك دون أن يُلقي نظرة علي المصدومة خلفه ،ولكنه توقف علي صوتها.
هدي...بسمة متجوزه وأظن مفيش شرع بيحلل لست تتجوز اتنين .
حمدان..سراعان ما قبض علي يدها أنتي بتقولي اية يامره ياخرفانه أنتي.
هدي..ببرود تُحسد عليه بسمة متجوزه.
حمدان..كانت عيناه تُلقي سهاماً ،هنشوف ياهدي والبت هتتجوز .
هدي..جلست مكانها وصدرها يعلو ويهبط من فرط الضغط وسرعان ما تداركت قاسم واسرعت تُجلب ملابس الخروج كي تلحق به قبل أن يلحق بعمله.
"بعض الأباء ما هم الأجرح مُتقيح يؤلمنا،ولكننا لا نستطيع الإبتعاد،خوفاً من البتر.."
،،،،
بسملة..تستيقظ علي أثر ذالك الألم المُعتاد الذي يفتك بِعظامها وتأن من فرط الألم وبهلع تحركت للحمام ولكن كانت كمن وضعت في بركة دماء وفراشها أيضاً ،قررت أن تذهب لطبيب فالدماء تُراودها من حين إلي أخر بألم أقوي وزاد ذالك في هذا الشهر ،ستذهب بعد الجامعة كي تطمئن.
،،
بسنت.. علي فين ياماما.
هدي..مفيش وأسرعت خُطاها.
بسمة..كانت تدخل البيت وهي تحمل كُتبها ،مالها ماما.
بسنت..معرفش ،أنتي كنتي فين كده.
بسمة..كنت بذاكر فوق السطح ،علي فين كده.
بسنت..هغير واروح الشغل.
___
في.شقة عبدالرحمن.
عبدالرحمن..يطرق الباب .
نجمه..أدخل.
عبدالرحمن..كان يحمل كوب لبن ،صباح الخير.
نجمة.. يخفوت صباح النور.
عبدالرحمن..جاهزة يلا.
نجمه..بإستغراب علي فين؟
عبدالرحمن..مش عارف.
نجمه..بغضب عبدالرحمن.
عبدالرحمن..خلاص ياستي ،المفروض النهاردة إجازة من الشغل ،وطبعا بما إنك مُقيمة في البيت من العصور الوسطي فقلت اتبرع واخدك معايا واهو كلو بثوابو.
نجمة..بإبتسامه شاحبه ،أنا هنام .
عبدالرحمن..نعم أنا مش هاخد اجازة واقعد في البيت لا صحصحي وإلا هشيلك للحمام ،مع غمزة عابثة.
نجمة..طيب طيب أخرج وأنا هغير وأجي.
عبدالرحمن..عشر دقائق ولو ومجتيش أنا هاجي ،وقبل وجنتيها وخرج.
__
في بيت قاسم.
سناء..لا ياقاسم.
قاسم..لية بس يا أمي أنتي علي طول في البيت ليه متروحيش.
سناء..بس ياواد وقوم أفتح الباب.
قاسم..حاضر ،مدام هدي.
هدي.. قاسم الحمد لله إني لقيتك.
قاسم..خير يامدام هدي ،اتفضلي .
سناء..بإستغراب هدي.،اتفضلي .
هدي.. قاسم أنت لسة عندك إستعداد تتجوز بسمة.
سناء..كانت تعابير وجهها مُبهمه.
قاسم..كان كمن صُعق بماس كهربي،ايوة بس .
هدي..قاسم آه أو لا .
قاسم..نظر إلي سناء ولكن .
سناء..اختارت التجاهل فهي تعلم بحبه لتلك المجنونة ولكن تُريد أن يخرج عن طور العقل الأحمق ليُقرر.
قاسم..طال الصمت .
هدي..تحركت لتخرج دون كلمه تُذكر.
قاسم..أنا موافق .
هدي..كمن رُدت الروح إليها وزفرت بإرتياح.
سناء..اقعدي ياهدي .
هدي..قاسم أنا عارفة إني طلبي مفاجأه وصدمك بس أنت أول حد حسيت أنو هيقدر يقف لحمدان.
قاسم..يلع غضة في حلقة ،فهو يعلم حمدان جيداً.
هدي..أنا هطلب منك تتجوزها صورى لحد ما حمدان يشيلها من حسباتو ،وبعدها مش هلومك علي أي قرار.
قاسم..بس.
هدي..سناء قولي حاجه.
سناء..أبني راجل وقد كلمتو.
___
إنتصف النهار سريعاً .
عند عثمان،كان يدور علي غير هدي فعقله يعصف بة هي إمتنعت ورفضت حبه وظن ذالك خوفاً ،ولكن كانت آه كم هو شعور مُحرق ،فاق علي صوت الهاتف ألو.
سليم..مراتك هتكون كمان ساعه في العنوان**.
عثمان..أنت مين؟
سليم..فاعل خير ،وأغلق الهاتف وتحرك في شقته يعدل الكاميرا،وهو يبتسم بخبث .
عثمان..كان يركل الحصي ،وقرر الذهاب للبيت .
،،،،
في شقة نوال.
ديما..كانت ترتدي ملابسها ،خلاص نازله اهو.
بسمة..تعالي أنا هستناكي علي أول شارع***.
ديما..ليه كده.
بسمة..عادي.
عثمان..فتح الباب دون أن يطرقة .
ديما..بإجفال عثمان.
عثمان..مالك بقيتي تتخضي كتير ليه.
ديما..بإرتباك ،اها اتخض ليه .
عثمان..علي فين كده.
ديما..بإرتباك الدرس ،يلا سلام.هتاخر.ونزلت وتركت هاتفها من الإستعجال.
،،
مرت دقائق ورن الهاتف.
عثمان..تحرك بإتجاه الصوت ،وجد هاتفها وعندما نظر وجد سليم.،رفع الهاتف بترقب .واذا بصوت يعلو يلا ياقطة مستنيكي.،تحرك.كالأسد الحبيس ،عيناه كانت ببريق مُخيف؛وصدره يعلو ويهبط ،اطاح بما طالته يده ووقع تهشم في ثوان .
__
قاسم ..كان ينزل من عمله ،واذا به يرى بسمة تنظر يميناً ويساراً .
بسمه..قولتلك استني هنا ولو إتاخرت بلغي البوليس.
ديما..لا هاجي معاكي.
بسمه..ديما قولتلك استني.
ديما..فين الفلوس.
بسمه..ها ،معايا .،يلا سلام.
ديما..كانت واقفه تنظر حولها برعب وكل دقيقه تمر تنظر إلي الهاتف.
__
بسمة..صعدت الدرج وصدرها يعلو ويهبط من الخوف ،وقفت أمام الشقة تذفر انفاسها بسمه اهدي هتعدي،وتأكدت من وجود السكين،زفرت أنفاسها بهدواء وهندمت ملابسها ،وطرقت الجرس.
سليم..تأكد من تشغيل الكاميرا.،وفتح الباب ،وبصدمه أنتي.
بسمة..بثبات مزعوم ايوه.
سليم..عاوزه ايه ياشاطره.
بسمة..هعوز ايه منك ،من الآخر انت عاوز الفلوس وأنا عاوزه الصور وتخرج نرمين وديما من الحوار دا.
سليم ..فتح الباب وتحرك لداخل ،لا بصراحه خوفتيني ؛أنتو إلي تحت درسي .
بسمة..بهمس تقع دروسك كلها يابعيد.
سليم..علي صوتك وأنتي بتتكلمي.
بسمة..الفلوس قصاد الصور.
سليم..بنظرة شاملة فين الفلوس.
بسمة..هات الصور الأول والهارد.
سليم..تحرك ليلتقط ظرف ورماه علي الأرض خديه.
بسمة..مدت يدها لتاخذ الظرف .
سليم..الفلوس ياقطه.
بسمة..رمت الشنطه إلي أبعد جزء،ونزلت مسرعه تلتقط الصور وعندما فتحت الظرف وجدت صور لديما ونرمين ،ولكن سُحب الظرف منها.اية دى هات الظرف.
سليم..بتضحكي عليا يابنت*****،فين الفلوس.
بسمه..مفيش فلوس هات الظرف.
سليم..ههههههههههه عجباني أوي شجاعتك ،بس ياتري هتبقي شُجاعه في إلي جاي ولا.
بسمة..فهمت تلميحه المبطن الذي قرنه بنظرة تقيمية بحت تاكد تُعرى جسدها،أوعي كده مش هتاخد حاجه.
سليم..كبل معصمها ،بلاش الفلوس ،بس في حاجه تانية وكانت يده الأسرع في شق ملابسها.
بسمة..كانت تتلوي بعنف كي تُحرر نفسها أوعي كده ،وضربته في معدته وركضت ولكن باب الشقة كان قد اُغلق ،كانت تبحث عن المفتاح.
سليم..وضع يده علي معدته ،وتحرك بإتجاهها كفهد يتربص بفريسته.
بسمة..ظلت تتارجع إلي أن وصلت إلي الحائط ،اخرجت السكين والله لوقربت مني هقتل نفسي،وكانت تنظر في كل شئ حولها.
سليم..طب بس إهدي ،وبرجلة خبط إحدي الفازات هتهشمت مما أثار تشتيت إنتباهها.
بسمة..لجزء من الثانية كانت يد سليم تُحرر السكين من يدها .
سليم..اقترب منها ،ولكن
،،،
عودة لديما. في نفس الوقت علي الجانب الأخر.
كانت تنظر إلي الساعة بقلق واذا.
قاسم...ديما واقفه كده ليه.
ديما..بإرتباك ها مفيش أنا مروحه.
قاسم..فين بسمه.
ديما..ببببسمه ،مممعرفش.
قاسم..إزاي كانت معاكي دلوقتي.
ديما...طططلعتت ففوق للللسليم.
قاسم..ركض مُسرعا ينظر علي كل إسم مُدون علي باب شقة إلي أن وجد الاسم،وتزامن هذا مع صوت صياح بسمة،ضرب الباب بقوة افتحي يابسمه.
ديما..كانت تلهث بجواره من شده الخوف.
قاسم..أوعي ياديما ،وتحرك ليكسر الباب وعندما فتح الباب كانت عيناه تبحث عنها ووقعت عليها وهي جالسة تضم رجليها إلي جسدها وتبكي بشدة وبحوارها دماء تسيل من جسد رجل،ركض بسمة.
بسمة..رفعت عيناها ،وببكاء وصوت لا يُلامس حلقها ممممكككنش ققققصدي ااااقتلوا هو.
تابع(20)
قاسم..أهدي يابسمة أهدي يلا نمشي.
بسمة..هيموت وأنا هههموت.
ديما..كانت تنظر بأسف وحزن بالغ لصديقتها التي لم تخذلنا يوم،وها هي ستكن سبب في تدمير حياتها.
قاسم..تحرك باتجه سليم وجد نبضه منتظم ،يلا هو أُغمي عليه من الخبطه .
بسمة..كانت ترتجف بشدة وعينها تحمل كل معاني الفزع والهلع حاولت أن تقوم ولكن كانت ساقيها كاهلام.
قاسم..حملها ونزل الدرج مُسرعاً وديما خلفه.
"نمرُ بلحظة نكاد نفقد عقلنا من خوفنا علي من نُحب.."
،،،
أسفل المبني قبل قليل.
عثمان..السلام عليكم.
البواب..وعليكوا وأكمل إرتشاف كوب الشاي.
عثمان..معلش يابلدينا واخرج ورقة من فئة الخمسون جنيه،مشفتش وحده وأعطاه مواصفات ديما.
البواب..كان ينظر للورقة كمن ظفر بالجائزه أيوه يا بيه دي سمعتها من شوية بتقول هتطلع لشقة الأستاذ سليم المدرس.
عثمان..والأستاذ سليم دا عامل ايه.
البواب..حلو يابية.
عثمان..فتح مخك معايا كده يابلدينا وأعطاه ورقه أخرى.
البواب..راجل زبالة يابيه كل يوم والتاني تجيلوا وحده شكل وحاجه إكده استغفر الله العظيم.
عثمان..تشكر يابلدينا وتحرك وعقله يتأكد من أن الصور لم تكن إلا واقعاً ملموس،تباً لك يا أحمق.
__
في الجاليرى.
بسنت..نظرت لرقم بتعجب الو.
السيدة..مدام بسنت.
بسنت..ايوه حضرتك مين ؟
السيدة.يابنتي اعتبريني زي والدتك وإبعدي عن إبني ،حرام عليكي الي عملتية في زمان جايه تكملي عليه أنا ربنا مرزقنيش غير بيه ابعدي عنو وكفايا الي حصلوا لحد كده.
بسنت..إبن مين حضرتك؟أنا مش فاهمه حاجه.
السيدة..أمجد ،ابعدي عنوا يا بنتي لما ربنا يُرزقك بطفل هتعرفي يعني ايه أم تخاف علي إبنها،وأغلقت السيدة الهاتف.
بسنت..كانت تنظر بذهول للهاتف وعقلها لا يُصدق ،أمجد.
أمجد...بسنت ،بسنت.
بسنت..ها.
أمجد..أنتي كويسه.
بسنت ..ايوة عن إذنك.
أمجد..نظر في أثرها بضيق .
"قلوبنا لم تكن بأيدينا ،لذا لم ولن تُرفع القضايا لحاكم القلوب،فما من سلطان للقب سوى قلب مُحب.."
__
بقلم
رانيا صلاح
(21)
أسرار البيوت.
حكايات من رحم المجتمع.
غيـــوم قلــــب
قلوبنا گ السماء مُلبدة بالكثير ،تنتظر التفريج ؛ولكن كيف لنا بالتفريج والغيوم تحتل قلوبنا..
،،
أنتصف اليوم وظهرت الشمس بإستحياء خافت مع نسيم الهواء.
في عيادة الطبيب.
بسملة..كانت تجلس علي إحدي المقاعدد عينها تدور علي غير هدي ،وأصابعه تكاد تأكلها من فرط التوتر.
الممرضة..دورك يامدام.
بسملة..تحركت بتثاقل شديد . بعد عدة دقائق كانت تجلس أمام.الطبيب يترقب شديد ،خير يادكتور.
الدكتور..بعمليه مخبيش عليكي يامدام بسملة النزيف دا بسبب ورم حميد ولازم نستئاصل المبايض في أقرب وقت ممكن.
بسملة..ودا معناه أية.
الدكتور..للأسف مش هتقدرى تكوني أم .
بسملة..صدمت بشدة ودموعها تساقطت بصمت ،أخذت نفس عميق تمام يادكتور العملية هل فيها خطورة .
الدكتور..لا أبداً ،بس بما أن حضرتك مدام ومخلفتيش ممكن نستني بحد اقصي ست شهور ولو حصل حمل نحجزك في المستشفي للولادة.
بسملة..أخذت نفس عميق ،تمام يادكتور أبدا اجرأت العملية في أقرب وقت ممكن.
الدكتور..تمام زي ما تحبي.
__
في الجاليرى.
أمجد..مسك معصم بسنت اقفي وكلميني.
بسنت..بعصبية عاوز ايه.
أمجد..ليه هتسيبي الشغل.
بسنت...عشان عشان ،ونفضت يده ولا حاجه هو الشغل بالعافية والعقد عندك وأعمل إلي أنت عاوزوا.
أمجد..اقفي هنا ،أية شغل العيال إلي أنتي فيه دا فوقي لنفسك مش كل مشكلة تواجهك تهربي ،والنهاية هتخسري عمرك وهتبقي لوحدك.
بسنت..بشهقات ملكش دعوه ،أنت مالك بيا.
أمجد..لا مش هسيبك تضيعي تاني وتهدي كل حاجه.
بسنت..ملكش.
أمجد...إبتلع أخر كلماتها بقبلة عاصفة ،هزت كيان كليهما إلي إن شعر بأن الروح تحلق في السماء .،أسند جبهته علي جبهتها وكلاهما يلتقط أنفاسه .
بسنت..كانت كالجماد ،حتي أن قلبها توقف عن الخفقان.
أمجد..بسنت أنا بحبك.
بسنت..صفعات تلو الأخرى ،أنت طب إزاي.
أمجد..هش مش مهم إزاي المهم أنا مش هسيبك تاني،كفايا إلي ضاع لحد دلوقتي.
بسنت..بس أنا ،أنت مش فاهم.
أمجد..أنا فاهم.بسنت أوي وبسط راحه يدها فوق يده وكانت يده الأُخرى ترسم تفاصيل راحتها ،وهو يهمس كل الي جاي أنتي وانا بس بسنت أنا عارفها زي ما أنتي عارفها واكتر ،عارف ضعفها خوف وبعد ،وقبل راحتها بقبلة عميقة أودع بها كل شئ يكمن في قلبه.
بسنت..انت.
أمجد..أنا آسف علي إلي حصل بس مكنش قدامي حل غير كده.
"أنت واو. وراء ودال جمعهم العربي لتكون بهجه لناظرين،..ثم تسقط الراء لتكون صلھ لي..رانيا"
،،،
في المستشفي.
بسمة..بدأت تستفيق من ثابتها ،شعرت بوهن يسرى في جسدها نظرت يمين ويسار إلي أن وقعت عينها علي لوح زجاجي وبالخارج يقف قاسم يتحدث مع الطبيب ،زفرت أنفاسها وحاولت القيام .
قاسم..بعدما.إطمئن عليها ،طرق الباب ودخل ،أنتي كويسة.
بسمة..مممات.
قاسم..سحب الكرسي وجلس أمامها ،لا هو كويس بلغت الإسعاف بعد ما خرجنا مُجرد كام غرزه في دماغوا.
بسمة..زفرت بإرتياح.
قاسم..كنتي بتعملي عندوا أيه.
بسمة..وأنت مالك أنت عشان انقذتني هتصاحبني أوعي كده وتحركت لتقف ولكن خذلتها قدميها فجلست من جديد .
قاسم..وقف أمامها عاقداً ذراعيه .
بسمة..أنت هتفضل واقف كده ساعدني.
قاسم..للأسف مينفعش.
بسمة..هو أيه إلي مينفعش أنا بقولك تعالي كل.
قاسم..أنتي مش من محارمي مينفعش .
بسمة..وأنا كنت من محارمك وأنت شايلني.
قاسم..مممممم ظهر عليه التفكير جلياً امممممم.
بسمة..أيه ياعم.أنت بتنام ول ايه.
قاسم..بغضب وعصبية ونبرة لا تحمل الجدل إسكتي قدامك 3دقائق وتكوني قدامي وإلا مش مسئول عن رد فعلي.
بسمة..لا أنا كده خوفت.
قاسم..بسمة يلا وإلا هشيلك.
بسمة..لا أنت مجنون رسمي.
قاسم..فاضل دقيقة.
بسمه...هصوت وألم الناس عليك.
قاسم..ممممم أوك صوتي ،بس مفيش راجل بيخطف مراتوا.
بسمة..بصدمه نعم.
قاسم..يلا .
بسمة..أنت مجنون ولا واقع علي دماغك مش عشان ساعدتني تستهبل.
قاسم..تؤتؤ يلا يامراتي.وحملها كشوال البطاطا.
بسمة...بصياح قاااااااسم نزلني.
قاسم...لا واسكتي خالص.
__
في شقة نوال.
عثمان..دخل المنزل يدور حول نفسه،ويطيح بكل شئ تقع عينه عليه إلي أن سمع صوتها ،خرج من الغرفة وعيناه لا تنم علي خير.
ديما...دخلت وكانت مذعورة مما حدث،واذا بصوت ..
عثمان ...كنتي فين؟
ديما..بإرتباك في الدرس.
عثمان..هوي علي وجنتيها بصفعة ،وسرعان ما مسك شعرها درس أيه ،وصفعها مرة أخرى .
ديما..كانت تضع يدها علي يد عثمان كي تخلص شعرها من يده ،وتشهق بعنف أبعد.ياعثمان أنت اتجننت.
عثمان..إلجنون لسه مشفتيهوش ورماها علي الأرض ورمي هاتفه ايه دا.
ديما..اخذت الهاتف بأصابع مرتجفه وجحظت عينها فقد كانت صور لها علي جسد عاري ،عثمان والله.
عثمان..صفعها مرة أخرى وسحبها من شعرها إلي داخل الغرفة.
نوال..كانت تنظر بشماته.
نرمين..كانت تمسك بالباب كي لا تفقد وعيها من الخوف ودخلت غرفتها تحتمي بها فهي دقائق وسيعرف عثمان بأن الصور لها.
،،
عودة لعثمان.
عثمان..رماها علي السرير وبغضب بالغ ليه عملتي كده ليه.
ديما..ببكاء وإرتجاف عثمان والله أنا معملتش حاجه.
عثمان..صفعها متحلفيش أنا شايفك وأنتي يتطلعي شقتو ،وامبارح سمعتك وأنتي بتحبي فيه ،وضرب الجدار بيده.
ديما..والله..
عثمان..كان لا يري شئ سوى صورها وهي عارية ،آه اللعنه .
ديما..أنت حيوان مش وقبل أن تُكمل كانت لاتقوي علي الرد. بعد.مرور ساعه
عثمان..كان ينظر بذهول لكل شئ فديما كانت فقدت وعيها بين يديه والدماء تسيل منها وقف يتحرك في الغرفة كالأسد الحبيس.،وخرج منها بضيق شديد اللعنه فقد تحول لحيوان.
،،
عودة لنرمين.
نرمين..شهقت بفزع .
عثمان..خلي بالك من ديما وتحرك دون رد.
نرمين..ركضت خلفة ترى ديما.
،،،
في إحدي المطاعم.
عبدالرحمن..أنا خلاص تعبت.
نجمه..وأنا كمان ،أنت قلت خارج تفسحني مش تخلص شغلك.
عبدالرحمن..نجمه تتجوزيني.
نجمة..رشفت عدة رشفات من كوب الماء علها تُخفي توترها.
عبدالرحمن..نجمتي.
نجمه..بتوتر ما إحنا متجوزين.
عبدالرحمن..انا عاوز أتجوزك وانتي راضية ،عاوز اتجوزك وقلبك معايا مش مجرد حبر علي ورق يجبرك تكملي معايا أنا بحبك يانجمتي.
نجمه..شعرت بقلبها يقرع الطبول فمنذ وفاة والديها وعبدالرحمن بجانبها أصبحت تتسأل كثيراً كيف لها أن تُحب رجلاّ هكذا ،هو لم يكن أي رجل هو إستثناء في كل شئ تلك الظروف الغريبة التي جمعتهم ،عبدالرحمن لم ولن يكن رجلاً بل هو ...
عبدالرحمن..بحزن يلا نمشي .
نجمه..تحركت خلفه .
عبدالرحمن..ظل ماشياً يركل الحصي بجواره فهي لم تُحبة كرجل بل سيبقي أخ فقط ،لم تعلم اي نيران كان يتلظي بها قبل معرفة بالسر ولكن تلك النيران أهون من أن تكن بكل ذالك القرب وقلب كلاهما في المشرق والمغرب لا يلتقيان؛فاق من شروده علي أصابعها الصغيرة تغزو راحة يده.
نجمة..أنا محتجالك.
عبدالرحمن..أنا جنبك لحد ما تلاقي شريك حياتك وقتها هطلقك زي الوصية.
نجمه..أنا بحبك يابودي.
عبدالرحمن..أيه قولتي اية.
نجمه..ببطء بحبك يابودي.
عبدالرحمن..حملها ودار بها .
"ها قد طرقت السعادة باب القلوب ،هل طرقت باب قلبك أم لم ..."
___
عودة لديما.
نرمين..دخلت الغرفة تبحث بعينها عن ديما وجدتها عارية في الفراش،شهقت بخوف ودموعها تغزوا وجهها.،وتحركت بإتجاه السرير تربت علي وجنتها ديما ديما.
ديما..بدأت تئن من ألم جسدها المُتفرق ،وبصوت مبحوح من البكاء هاتي البخاخه.
نرمين..تحركت صوب حقيبة ديما وأتت بها،ساعدتها علي الجلوس .ها كويسة.
ديما..بهدواء ساعديني أمشي.
نرمين..مينفعش أنتي تعبانه.
ديما..ارجوكي يانرمين اعتبريها رد جميل لازم أمشي.
نرمين..بس .
ديما..ارجوكي.
نرمين..طب ال.
ديما..خلاص يا نرمين كل حاجه إنتهت خلي بالك من نفسك بعد.كده.
نرمين..أنا هطلع أشوف ماما وأنتي غيري هدومك بسرعة.
ديما..حاضر،وتحركت تبحث عن ورقة كي تُسجل شئ.
"لم أكن عاهرة ،ولم أذنب قط تلك أوهام أُلقيت في طريقك وأنت أمنت بهذا ،لك السلام من قلبي ولكن سيأتي يوم وتعلم ما أقترفته ما لم يكن سوى إفتراء ،تذكر دائما ،قلبي كان لك .."
نرمين..عادت بعد ربع ساعه خلصتي.
ديما..ايوة.
نرمين..ديما أنا عارفة إنك إتئذيتي بسببي بس.
ديما..بإبتسامة واهنه كان لازم أمشي من زمان ،كنت بدور علي العيلة كانت فاكرة العيلة عزوه وسند بس كان لازم أفهم مش في سند بعد الأب ،شكرا يانرمين ورحلت بقلب ملكوم وطريق مُظلم لا تعلم سوي أن الرحيل أصبح أمر واجب.
__
عودة لقاسم.
قاسم..انزل بسمة في بيتة .
بسمة..أنت مجنون اوعي عاوزة أروح بيتنا.
قاسم..تؤتؤ يا ماما دا بيتك .
بسمة..جاك مو لما يلهفك اوعي عديني .
قاسم..تحرك ليجلس علي الكرسي وتركها تشتعل من الغيظ.
بسمة..تحركت خلفة وضربت رجله ،افتحلي الباب بقولك.
قاسم..ياحبيبتي مفيش خروج غير علي الإمتحانات اقعدي بقا.
بسمة..يابني أنت مجنون ول أنت شارب حاجه وتحركت لتهجم علية.
قاسم..لوي ذراعاها خلف ظهرها تؤ تؤ بلاش جنان .
بسمة..سيب ايدي.
قاسم..ممممم ماشي بس بمقابل.
بسمة..أخلص عاوز اية .
قاسم..كنتي بتعملي ايه.
بسمة ..وأنت مالك .
قاسم..خلاص خليكي هنا،وتحرك ليجلس مرة أخرى.
بسمة.. تحركت في البيت يا طنط يا طنط.
قاسم..متتعبيش نفسك هي مش هتيجي قبل يومين أو اسبوعين.
بسمة..اية البرود دا.
__
في المطعم.
هدي..تفتكرى هترضي.
سناء. ربتت علي يدها متقلقيش قاسم بيحبها.
هدي.. دا الي مطمني شوية بس أنا عارفة بنتي مجنونه.
سناء..مجنونه بس.
__
عودة لبسملة.
بسملة..خرجت من عيادة الطبيب تمشي بغير هدي فكل شئ مُحطم إلي أن قادتها قدمها إلي النيل كانت تنظر للمياة والسماء المُقتربة علي الغياب،هي خسرت كل شئ وقريبا ستخسر حلماً أخر حلم يُداعب أي فتاه وعليها الإختيار بين حياتها أو ...اه سأفقد جزء أخر .
،،،
عل
تابع(21)
علي الجانب الأخر.
علي..كان ينظر إلي النيل إلي أن شعر بنبضات قلبة تزداد بقوة شعر بها في المكان ولكن عيناه لم تراها،عنف نفسه كفا وهم ربما هذا خيالي اللعين ،ولكن هناك تلك الرائحة التي تحملها بقوة رائحة لن يخطاءها قلبة دار بعينه الي أن وقعت عليها وجدها تجلس بركن مُنعزل تنظر بشرود إلي الفراغ عيناها أية للحزن ،أي لعنة كانت كي يُلقي بطريقها أم أن هدايا القدر لم ولن تستحق لمن هم مثله هل له ذنب أن تكن والدته عاهرة ..."نُعاقب علي ذنوب لم نقترفها"
علي..بنبرة إشتياق بسملة.
بسملة..زاد نبض قلبها وشعرت بكل شىء يتجسد من أول معرفتها به وعقاب الله علي ذنب لم تكن سوي أداه للإنتقام .
علي..تشجع ليقترب خطوه أُخرى ،بسملة.
بسملة..بإنهيار عاوز اية يا علي.
علي..أنا.
بسملة..أنت أية يا علي ،أمشي ياعلي أنت لعنتي .
علي..بسملة أنا حبيتك.
بسملة..ببكاء حبيتني صح ،دون رد تحركت وقلبها يعصف من جديد ولكنها رجعت تُلقي نفسها بأحضانه تبكي.
علي..ضمها بكل قوة يُريد أن يدخلها بين أضلعه .
بسملة..بكت بعنف وشهقاتها تزداد ،وبتئنيب لية عملت فيا كده ،انا وحشه أوي عشان أخسر كل حاجه حبيتها ،
أنت كُنت حلمي الوحيد ،حلم أستنيتُ كتير أوي بس لما أتحقق كان شغفي راح،معرفش دا كان ليه ديما كنت بشوف لمعه عنيا وفرحه قلبي لما يتحقق و تكون معايا ،بس أنا صحيت علي قلبي إلي إتكسر والفرحه مبقتش من حقي ،وإبتعدت بعدها تركض دون أن ترد علية .
__
عودة لعثمان.
عثمان..يعني ايه .
نوال ...مالك محموق ليه كويس أنها غارت من بكرة تقدر تطلقها ونرتاح من قرفها.
عثمان..أنتي اية كل حاجه فلوس إحنا فين حرام بقا أنا تعبت.
نوال..الفلوس هي الي باقية أنا بعمل دا كلوا ليه عشان ميجيش عيل ياخد الجمل بما حمل ،ياخد حق ابوكوا.
عثمان..عمروا ما كان حقوا دي فلوس عمي وتعبوا هو.
نوال..وعمك رمي لابوك الفتافيت والفلوس كتبها لشملولة أنت مش فاهم حاجه.
عثمان..ولا عاوز افهم .
___
بقلم
رانيا صلاح
تعليقات
إرسال تعليق