القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية التل الفصل الواحد وثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الأخير بقلم رانيا الخولى

 رواية التل الفصل الواحد وثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الأخير بقلم رانيا الخولى 





رواية التل الفصل الواحد وثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الأخير بقلم رانيا الخولى 



رواية الـتـل 

رانيا الخولي 

الفصل الواحد والثلاثون 

……………..

استيقظت توليب لتجد نفسها وحيدة في الفراش

اعتدلت لتبحث عنه في الغرفة لكن لا أثر له 

نهضت وهي تشعر بألم شديد في رأسها

نظرت في ساعتها فوجدتها الثانية ظهراً 

كيف واصلت النوم حتى ذلك الوقت.

ولما تركها جواد وأين هو؟

امسكت هاتفها كي تتصل به لكن أوقفها طرق الباب فسمحت له بالدخول فإذا بها نعمة

_ صباح الخير يا ست توليب

_ صباح النور يا نعمة 

_ ست كندا تحت وبتجولك يلا عشان الغدا چاهز.


وافقت توليب بعد تردد وشعور الأختناق يزداد بداخلها

قامت بتبديل ملابسها ونزلت لغرفة الطعام فتجد الجميع ملتف حول المائدة 

وعندما رأتها كندا قالت بترحيب وهي تنظر لكريمة بسخرية

_ أهلاً بكنتي تعي حبيبتي چواد رافض يقرب من الأكل إلا لما تيچي.

شعرت بأن نظرات الجميع مسلطة عليها مما جعلها تنظر لجواد الذي يوليها ظهره بعتاب ثم تقدمت لتجلس بجواره فتتقابل نظراتهم لكنها اجفلت حينما رأته وكأنه شخص آخر وليس جواد زوجها وحبيبها 

عاد لصلابته وجموحه مما جعل الخوف يزحف لقلبها.

_ ايه تولي الاكل مو عچبك اخلي البنات تعملك متل ما بدك.

هزت توليب رأسها برفض وتمتمت 

_ لأ متشكرة.

شعرت في تناول الطعام رغم عدم وجود شهية لها 

نهض خالد وهو يقول بفتور 

_ بعد الفطار عايزكم في مكتب جدي لان عبد الجواد المحامي اني بعتله وچاي دلوجت.

اندهش الجميع وسأله عامر

_ خير يا ابن اخوي في حاچة تستدعي الإجتماع ده؟

رد ببرود وهو يخرج من الغرفة 

_ هتعرفوا دلوجت.

كانت نظرات كريمة لكندا نظرات فوز وانتصار وكأنها تعلم ما يود ابنها التحدث بشأنه

        _______________


لم تنم سلمى تلك الليلة وظلت مستلقية على الفراش و صورة زوجها وهو يقبل أخرى تحتل مخيلتها

لن تستطيع التحمل، واهمة إن ظنت ان بإمكانها التحمل، فهي تشعر بخنجر ذو حدين يمزق احشاؤها 

رن هاتفها لتجده والدها مما جعلها تشعر بالقلق فلم يهاتفها منذ رحيلها عنهم.

أجابت بيد مرتعشة وقلبها ينبض بعنف 

_ صباح الخير يا…..

لم تكمل كلمتها حتى سمعت صوته الهادر يقول بغضب

_ انا تحت انزلي افتحي.

ازدادت انقباضة قلبها وقبل أن تستفهم منه أغلق الهاتف دون أن ينطق بكلمة أخرى 

نهضت مسرعة وأبدلت ثيابها وذهبت إليه كي تفهم سبب تلك الزيارة 

      ________________


استيقظت نور لكنها لم تجرئ على فتح عينيها ورؤيته بجوارها، لقد التزم حقًا بوعده ورفض أن يقترب منها لكنه أعاد قرانه بها إذا طلبها للزواج وهي قبلت بذلك كي لا يكون هناك شك في زيجتهم

لم يناموا سوى بعد صلاة الفجر وظل كلاهما يحكي للأخر عن حياته.

مرات كثيرة كان يستيقظ على صوت آسر وينهض هو كي يحمله ويطعمه دون ان يوقظها

كانت تنظر إليه وهو يلاطفه كأنه طفله حقيقة وليس ابن أخيه أو طفل اجبره على تحمل ذلك الوزر بأن ينسبه إليه 


 ظلت تتظاهر بالنوم خاصة عندما شعرت بعينيه تخترقها وصوته الدافئ يقول

_ صباح الخير.

فتحت عينيها بعد تردد وهي تشعر بالاحراج منه وتمتمت برهبة 

_ صباح النور.

ابتسم مراد عندما لاحظ خجلها منه وتمتم بمزاح

_ ينفع إكدة تنيميني من غير عشا؟

ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بإحراج 

_ انا سبتلك الأكل وطلعت بس انت اللي رفضت تتعشا و..

لم تستطيع نطقها مما جعل ابتسامته تزداد اتساعًا وسألها بمكر

_ و ايه؟ كملي.

اصتبغ وجهها احمرارًا ولم تستطيع النطق

لاحظ على محياها ندم تحاول إخفاءه فضيق عينيه بشك وسألها بحيرة 

_ ندمانة؟

اهتزت نظراتها وشعرت بأن ردها سيحسب عليها فأخفت شعورها بالندم وتمتمت برتابة 

_ مش ندم بس حاسة إني بخون سلمى صحيح محصلش بينا حاجة بس نومك معايا على سرير واحد خلاني احس بالخيانة

نظرت لعينيه وتابعت بألم

_ سلمى…..

قاطعها مراد بحزم

_ سلمى مراتي وليها مكانتها اللي مفيش حاچة هتغيرها حتى لو اتزوچت مليون واحدة غيرها وهي عارفة مكانتها كويس أوي 

أنا نفسي عمري ما فكرت اتچوز عليها لا عشان خاطر عيال ولا كلام فاضي من ده لأن لو مكتوبلي اولاد يحملوا اسمي هيحصل لو مش مكتوب لو اتجوزت ميت واحدة.

لانت لهجته وهو يتطلع إليها 

_ شيلي الموضوع ده من دماغك وبلاش تفكري فيه، سلمى طيبة وبتحبك جربي منها أكتر حسسيها إن آسر ده مش ابنك لوحدك ده ابنها كمان خليه يعوضها عن الأمومة اللي اتحرمت منها وأوعي في يوم تجرحيها حتى لو بدون جصد جولتلك سلمى ليها مكنتها في قلبي ومفيش حاچة ممكن تغيرها.


اومأت له لكن بداخلها لا تقبل ذلك الوضع

كيف ستنظر إليها بعد الآن وقد شاركتها زوجها

انتفض كلاهما على ذلك الصوت الذي هز المكان ونهض مراد مسرعًا كي يعرف ما يحدث في الأسفل.


_ قولتلك لمي هدومك ويلا

قالها وفيق لسلمى التي طلبت منه برجاء

_ ارجوك يا بابا وطي صوتك، انت فاهم الموضوع غلط.


ترجل مراد الدرج وهو ينظر إلى وفيق بغضب

_ أظن أن البيت ليه حرمته ولا انت متعرفش حاچة زي دي؟

تطلع اليه محسن بسخرية وقال

_ وانا بقا مستني واحد زيك يعرفني؟

دنى منه مراد وهو يهدر به 

_ اتكلم بأدب ولاحظ انك في بيتي.

بادله محسن الغضب 

_ لما تلاحظ انت كمان انك بتكلم واحد اد أبوك وكان حماك.

قطب مراد جبينه بحيرة ونقل بصره بينه وبين سلمى وسأله بعدم فهم 

_ تجصد ايه بكان حماك دي؟

تقدم محسن خطوة منه وقال بتحدى

_ معناه إنك هتطلق بنتي ودلوقت.

تحدثت سلمى بدهشة 

_ بابا انت بتقول ايه؟

رد وفيق باحتدام

_ بقول اللي كان لازم يحصل من اول ما اتجوز عليكي اوعى تفتكري إن الدكتور بتاعك ده كان متجوزك حب فيكي..

قاطعه مراد بغضب

_ كلمة زيادة وهطردك برة البيت ده.

تجمع من في المنزل على اصواتهم ومؤيد الذي تقدم منهم يهدئ من شدتهم

_ في ايه يا چماعة استهدوا بالله إكدة.

رد محسن بغضب

_ كنت مستهدي بالله وساكت وراضي ان بنتي تتجوز غصب عني وتبعد بالشكل ده، بس إن يكون ليها ضرة ده اللي مقبلش بيه وهترجع معايا دلوقت، ياإما بقى نفتح الصفحات القديمة.

عقدت سلمى جبينها بدهشة وسألته 

_ صفحات ايه اللي بتتكلم عنها؟

انقبض قلب مراد وجذب سلمى لجواره وغمغم بانفعال 

_ سيبك منه ده عايز يفرج بنا.

نظرت سلمى لعينيه الذي ظهر فيهما الارتباك ثم نظرت لوالدها وسألته بشك

_ فهمني صفحات ايه؟

نظر محسن لمراد بتحدي وتمتم بقوة

_ الباشا اللي وقفتي قصادي واتحدتيني عشانه اخدك شفقة او بمعنى اصح اتحرج من أمك لما اترجته يتجوزك لما اكتشفنا مرضك، وهو اتحرج يرفض بعد ما الدكتور أكدله إن حالتك صعبة ولازم يشيل الرحم 

يعني لولا امك اللي رخصتك وضغطت عليه مكنش هيتجوزك ولا هيعبرك أصلاً.

اهتزت نظراتها وشعرت بأن الدنيا تلتف بها

كانت تشك بذلك منذ أن تقدم لها رغم أنه لم ينظر إليها يومًا 

كان يخبرها بأنه يحبها لكن لم ترى ذلك الحب في عينيه لكنها دائماً تكذب احساسها وتوهم نفسها بذلك الحب الواهم.

هم مراد بالاعتراض لكنها عافته من الكذب وقالت بصوت مهزوز 

_ متقولش حاجة انا اللي كنت غبية وكدبت احساسي وصدقت انك بتحبني 

قاطعها مراد بإصرار 

_ بس اني فعلاً بحبك.

هزت راسها بنفي وقالت بحزن

_ ده مش حب يا مراد ده كان عطف أو بمعنى تاني مودة 

لكن عمر الحب ما كان في قلبك تجاهي، انا مش زعلانة منك بالعكس انا حبي ليك زاد أكتر وأكتر بس للأسف مش هقدر اكمل معاك بعد اللي عرفته.

ضيق عينيه بشك وسألها بجدية 

_ معناه ايه حديتك ده؟

اخذت نفس عميق كي تهدئ به من آلمها وتمتمت بألم 

_ يعني تطلقني زي ما قال بابا وكفاية أوي لحد كدة.

جذبها مراد من ذراعها وصاح بها 

_ شكلك اتچنيتي

هزت راسها بنفي وتمتمت بخفوت 

_ متجننتش يا مراد بس عايزة احتفظ باللي باقي من كرامتي وبعدين انا سيباك مع اللي قلبك فعلاً اختارها.

_ أنا..

قاطعته بأن وضعت يدها على فمه وقالت بحزن

_ اوعى تكدب عشان متحملش وزرك، انت فعلاً محبتش غير نور وبصراحة هي تستاهل ولو الظروف غير كدة كنا هنعيش أنا وهي مع بعض أخوات جامعهم قلب واحد وكبير زي قلبك يا مراد.

تاهت في بحور عينيه وهي تتابع بآسى

_ انا كنت بحسد نفسي عليك في كل دقيقة بعيشها معاك بطبتك وحنيتك وقلبك الكبير

تدحرجت الدموع من عينيها وتابعت

_ انا عمري ما هنساك يا مراد وهتفضل في قلبي العمر كله.

بس صدقني مش هقدر أكمل معاك بعد اللي عرفته سيبني أمشي وطلقني لأني مش هقدر اتحمل أكتر من كدة، لو في قلبك ليا معزة حقيقي طلقني.

اصاب الوجوم ملامحه وسألها بجمود

_ ولو قولتلك لأ؟

أجابت بعد برهة

_ همشي مع بابا ومش هتشوفني تاني أبدًا.

_ يعني هتعصي أوامري؟

_ لمرة واحدة في حياتي.

قال بتهديد 

_ لو خرجتي من البيت ده هتدمري كل حاجة بينا.

أومأت له رغم صعوبتها وتابع هو تهديده

_ هعتبر إنك بعتيني واتخليتي عني وانا محتاجلك؟

أغمضت عينيها بألم ثم اومأت وتابع هو ضغطه الذي زادت حدته لعنادها

_ هعتبر إنك مدخلتيش في حياتي عشان تخرجي منها؟

اخذت شهيق عاليا وأومأت له وهي تبتعد لتقف أمام والدها وغمغمت بصوت مهزوز

_ طلقني يا مراد لو رفضت هتكون بتحكم عليا بالعذاب أرجوك طلقني.

تطلع اليها برجاء 

_ سلمى بلاش تسمحيله يدمر حياتنا.

هزت راسها بنفي وتمتمت باستنكار 

_ بس ده قراري انا مش هو انا فعلاً عايزة أبعد.

_ يعني ده قرارك النهائي؟

اومأت له  

_ اه قراري النهائي.

       _______________


في مكتب حسان 

جلس الجميع منتظر مجيئ عبد الجواد المحامي 

سأله عامر

_ طب عرفنا لول سبب الجاعدة اللي ملهاش عازة دي.

عاد خالد بظهره للوراء وهو يقول بتعالي

_ هتعرفوا دلوجت متستعجلش يا..يا عمي.

طرق الباب ودلف المحامي وألقى عليهم السلام والدهشة واضحة عليهم

سألهم بحيرة وهو يجلس على المقعد

_ خير يا جماعة.

اخرج خالد ورقة من جيبه ونهض ليقدمها للمحامى 

_ اتفضل اقرأ الورجة دي وجولهم.

أخذ عبد الجواد الورقة وتطلع فيها ليقرأ محتواها بسخرية ثم تحدث 

_ دا عقد تنازل من جدك بكل أملاكه ليك انت.

اندهش الجميع والتزموا الصمت وكأن على رؤوسهم الطير لكن عامر وفايز اول من رفضوا ذلك

_ ايه اللي انت بتجوله ده 

_ أكيد الورجة دي مزورة 

رد المحامي يثبوت

_ الامضة صحيح بس في حاجة انت مش واخد بالك منها

تطلع إليه الجميع بشك وتابع هو 

_ إنك جدك لا يملك شيء عشان يتنازلك عنه.

قطب خالد جبينه بعدم استيعاب 

ونهض عدي قائلاً بانفعال

_ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟

قال يحيى بدوره

_ انا مش فاهم حاچة ياريت توضحوا أكتر من إكدة.

التزم جواد الصمت ولم يحرك ساكناً واخذ يشاهد ما يدور بتروي

وضع المحامي حقيبته على الطاولة أمامه وتحدث بصلابة 

_ بصراحة مكنتش اتخيل أبدًا انكم تفتحوا موضوع زي ده تالت يوم الوفاة بس بما انكم اللي فتحتوه يبقى نخرج كل المستندات

لم يفهم احد منهم شيء وتابع عبد الجواد

_ الحاج حسان الله يرحمه قبل ما يموت كتب كل حاجة باسم جواد حفيده يعني هو مكنش يملك حاجة لما مضى على الورقة دي.

عاد الصمت يسيطر على الجميع  إلا من جواد الذي كان يتوقع ذلك الشيء

وأول من خرج من صمته هو فايز الذي نهض قائلاً برضا

_ اني اصلًا مش منتظر حاچة من التركة دي والفلوس اللي بتاچيني من أرضي مكفياني وزيادة بعد أذنكم.

نظر ليحيى وقال بأمر

_ تعالى معاي.

هم يحيى بالرفض لكنه كررها بحزم

_ جولت تعالى معاي.

وافق يحيى على مضد وخرج مع والده من الغرفة وفور أن اغلق الباب قال بانفعال

_ انت ازاي يابا تسكت على المهزلة دي؟

رد فايز بحكمة

_ هتعرف كل حاچة بس مش دلوجت، أهم حاچة إنك تبعد عن المواضيع دي ومتتحدتش فيها مع حد واصل فاهم ولا لاه.

هام يحيى بالاعتراض لكن فايز هدر به

_ فاهم ولا لاه؟

وافق يحيى مجبرًا

_ فاهم.


 وكان خروج فايز وولده إشارة للجميع بالعودة لرشدهم وأولهم خالد الذي تقدم من المحامي ينظر للأوراق بشك 

ثم نظر للمحامي قائلاً بغضب

_ الأوراج دي مزورة أكيد ده نصب منك انت والـ….

قاطعه جواد الذي امسكه من تلابيبه غمغم به بتحذير

_ كلمة زيادة وهرميك برة الجصر ده وهخلي اصغر عامل فيه يمنعك من دخوله.

صاح به عدي 

_ يعني ايه تسرج حجنا جدام عنينا ونجف نتفرچ عليك؟

ازاح خالد من أمامه ثم التفت إليهم بكبرياء 

_ والله الحديت ده يتجال لجدكم مش ليا، وبعدين ايه اللي مزعلكم إكدة أظن كل واحد فيكم سرج ونهب بما يكفي من الأرض والمصنع وإن كان حد له حج في الحديت معاي فهما عمي وأبوي انما لا انت ولا أخوك ليكم حاچة أهنه.

صاح به عدى

_ ايوة سرجنا زي ما انت كمان سرجت چدك وخليته يكتبلك المزرعة باسمك، واللي لوحدها بنص الثروة كلها.

انفعل جواد من اتهامه لكن عليه أن يحاربهم بسلاح الهدوء كي يزيد من نارهم 

_ والله انا مطلبتش حاچة منيه هو جدم عرضه واني وافجت.

رد خالد باحتدام

_ خلاص يبجى تكتفي بالمزرعة وتدينا حجنا.

رد جواد بثبوت

_ ملكمش حج عندي كل اللي ليكم إنكم تسكنوا اهنه في الجصر معززين مكرمين وأي حد هيعارض يتفضل مع السلامة


لم يسمح المحامي لعامر بالتحدث والدفاع عن ابنه كي لا يظهر متحيزًا له

_ ابعد انت برة الموضوع زي فايز ما عمل.

غمغم برفض 

_ ابعد كيف وانت شايفهم واجفين كيف جدامه.

_ أنا واثق في جواد وعارف أنه هيعرف يكتمهم.

وافق عامر والتزم الصمت يشاهد ابنه كأسد حكيم يدير أموره بتوري ورتابة وخاصة عندما تابع جواد

_ انتو مهما كان ولاد عمي ومش هجدر ارميكم في الشارع مع أنكم لو مكاني كنتو عملتوها، كل حاچة هتمشي كيف ما كان جدكم عايش ومفيش حاچة هتتغير إنما لو لجيت اي غدر منيكم 

تقدم منهم ليتابع بتهديد

_ هخليكم تطلعوا بالهدمة اللي عليكم وانتو خبرين زين اللي ممكن اعمله فيكم، يعني نهدى إكدة وبلاش عناد.


في الخارج

كان الجميع جالسًا في بهو المنزل يريد أن يعرف ما يحدث بالداخل إلا كريمة التي كانت تجلس بأريحية وتنظر لكندا بسخرية 


_ يا الله من ها المخلوقة ليش ها النظرات وكأنها بتتشفى فيني؟

تحدثت ياسمين بضيق

_ احنا لازمن نرچع المزرعة اني مش طايجة استنى أكتر من إكدة.

هزت كندا رأسها برفض 

_ لااا لك ما صدقت وچاتني الفرصة عشان انتقم من ها الشريرة وافش خلقي فيها، راح نمشي بس شوي.

نظرت لتوليب التي تنظر إلى المكتب بقلق على زوجها وقالت 

_ شو بك توليب ليش سرحانة كل هاالقد.

نظرت إليها توليب بضيق 

_ انا مش مرتاحة هنا من وقت ما دخلت القصر وانا مخنوقة عايزة أبعد.

ربتت كندا على يدها وتحدثت بتأثر 

_ بعرف ها الإحساس جربته من قبل واستمريت فيه تسع سنين شوفت فيها الويل بس انا معك وما راح اترك حدا يضايقك ابنوب.

خرج الجميع من غرفة المكتب واللهيب يخرج من أفواههم وكل واحدٍ منهم صعد لغرفته ما عدا جواد الذي ذهب للخارج


نظرت لكندا وقالت بحزن حاولت إخفاءه

_ معلش يا طنط انا هطلع اوضتي ارتاح شوية.

نهضت بدورها عندما وجدت كريمة تصعد خلف ابنها

_ وانا كمان بدي ارتاح شوي بعد حرقة الأعصاب هاي.

صعدت مع توليب وبقيت ياسمين وسيلين التي ما إن رحلت والدتها حتى تقدمت من ياسمين وتمتمت باحراج

_ ياسمين انا عارفة إنك واخده على خاطرك مني بس صدجيني اني…

قاطعتها ياسمين بثبوت

_ متبرريش حاچة يا سيلين اني خابرة كل حاچة وخابرة انها منعاكي عنينا وخاصة بعد طلاجي من خالد بس انا وجواد فاهمين ده زين ومقدرينه.

ابتسمت سيلين بسعادة غامرة وتقدمت منها تحتضنها بحب 

ثم ابتعدت عنها قليلًا وتمتمت بحبور

_ اني مبسوطة جوي إنكم رچعتوا من تاني.

ربتت ياسمين على يدها وقالت بامتنان 

_ واني كمان مبسوطة إني شوفتك بس للأسف احنا اهنه فترة مؤقتة وراچعين المزرعة تاني.

لاح الحزن على ملامحها وتمتمت بآسى 

_ كان نفسي اعيش معاكم بس رچوع أمك لخبط كل حاچة. 

بس ممكن أجولها إني رايده اجعد مع أبوي شوي وأجيلكم.

       _______________


_ انتي طالق.

لم ينتظر لحظة واحدة وتركهم دالفًا غرفة مكتبه صافقاً الباب خلفه بعنف.

أما هي فقد تطلعت لآمال التي نظرت إليها وقالت بعتاب 

_ ليه عملتي إكدة؟


مسحت دموعها وتمتمت بألم 

_ صدقيني كدة أفضل ليا وله.

صعدت غرفتها ونظرت آمال لمحسن وقالت باشمئزاز 

_ انت عامل زي الشيطان تلف حوالين الانسان لحد ما تخليه يدمر نفسه باديه، بنتك كانت عايشة وراضية بحياتها ليه تخليها تهد بيتها باديها وتملى دماغها بكلام فارغ.


صم محسن آذانه عن حديثها وقال باحتدام 

_ والله دي بنتي وانا بدور لها على الاصلح ليها.

تعجبت آمال من حديثه وسألته

_ وهو الصالح عندك إنك تدمر حياتها؟

رد بتعند وهو يشيح بوجهه بعيدًا عنها 

_ انا هبني حياتها اللي ابنك دمرها هخليها تسافر عند أخوها وتبعد عن ابنك نهائي ويبقى كدة مفيش حاجة تربطنا ببعض واقدر ارجع صداقتي بعاصم.

تطلعت إليه بسخرية وقالت بتهكم 

_ قول كدة بقى، على العموم بكرة تندم ويبقى تقول آمال قالتها.


في غرفة سلمى

دلفت نور وهي تحمل آسر بين يديها كي تستطيع التأثير على سلمى واقناعها بالعدول عن ذهابها

تقدمت منها لتقول بعد تردد

_ سلمى انا أسفة ارجوكي خليكي انتي وانا هنسحب من حياتكم

انتبهت لها سلمى وقامت بأغلاق الحقيبة وتقدمت منها لتنظر للطفل بابتسامة صادقة  وقالت بحب

_ صدقيني يا نور أنا اللي لازم انسحب مش انتي، مراد محتاجلك انتي أكتر مني، وصدقيني القرار ده انتي ملكيش يد فيه

بس صعب أوي على واحدة في ظروفي تتحمل وضع زي ده

سيبيني احتفظ باللي باقي من كرامتي وبالنسبة لعلاقتنا هتفضل زي ما هي مش هتتغير هكلمك كل يوم عشان اطمن عليكم وعلى أسر.

همت نور بمعارضتها لكن سلمى منعتها بإصرار 

_ أرجوكي يا نور بلاش تضغطي عليا لأن مفيش حاجة هتغير قراري.

حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تحاول الثبات أمام الجميع كل لا ترى شفقتهم عليها

لم يخرج من مكتبه بل ظل ينظر إليها من شرفته حتى صعدت السيارة وانطلقت بها..

     ________________


في غرفة خالد 

صاحت به كريمة وهو جالسًا على الفراش يضع رأسه بين يديه

_ انت بتجول ايه يا مخبول انت؟ يعني ايه كتب كل حاچة باسم چواد

رفع وجهه إليها وتحدث باحتدام 

_ والله بجا هو ده اللي حصل.

هزت راسها بعدم استيعاب وغمغمت بسخط

_ يعني اللي سعيت وراه طول السنين دي هيروح إكدة لابن كندا؟ بعد ما حاربت عشان اطفشها من البيت واتچوز عامر وأخلف منيه بالإجبار كل حاچة تروح إكدة في رمشت عين؟

ضغط خالد على قبضته بغضب وغمغم بسخط

_ والحل ايه دلوجت؟ أني بجول تجتله ونخلص منيه وإكدة يزن هيورث كل حاچة وهنبجى احنا المتحكمين في ورثه.

رفضت كريمة اقتراحه وتمتمت بخفوت 

_ لا ده ميشفيش غليلي احنا نجتل مرته لول ونسيبه يتعذب جبل ما نخلص عليه لأننا لو جتلناه لوحده هي هتورث مع حفيدي وهتشاركنا في كل حاچة، نخلص منها لول وبعدها يبجى نفكر نخلص منه كيف؟

      ______________


ليلة أخرى من العذاب داخل تلك الغرفة ولهذا اصرت أن تأخذ توليب يزن لينام معها

وكأنه أيضًا لا يرتاح لذلك المكان إذ ظل يبكي فترة طويلة قبل أن يخلد للنوم 

وضعته توليب في فراشه وعادت هي تجلس على الأريكة تنظر إلى الفراش بوجوم

وتتساءل

كيف كانت شمس تنام بجواره؟

هل تنام على صدره كما تفعل هي؟

هل كان ينظر إليها بتلك السعادة التي يرمقها هي بها بعد انتهاء جولاتهم؟

اغمضت عينيها تنفض تلك الأفكار من رأسها واستغفرت ربها مراراً وتكراراً 

لما تسمح تلك الهواجس أن تعكر صفو حياتهم؟

لكن أين ذلك الصفو ومنذ أن عادوا من القاهرة وهي تشعر بالأختناق وكأن القصر رغم اتساعه يضيق بها.

عاد جواد من الخارج فيجدها جالسة على المقعد بوجوم

يعلم جيدًا بأنها لن تتحمل البقاء داخل تلك الغرفة خاصة 

لكن عليها التحمل لأجله 

دنى منها يجلس بجوارها وجذبها بذراعه رافعًا رأسها إليه وغمغم بعتاب

_ ينفع برضك أرچع اوضتي الاجي مراتي مبوزة إكدة.

حاولت الابتسام لكنها لم تستطيع وتمتمت بعتاب

_ مش هنا يا جواد مش في مكان واحدة تانية عاشت فيه قبلي.

تنهد جواد وعاد بظهره للوراء وتحدث بتعب 

_ أني كمان مكنتش رايد أرچع الأوضة دي بالذات بس مجدميش حل تاني.

قطبت جبينها بحيرة وسألته 

_ ليه؟ ايه اللي يجبرك تعيش في مكان مش مرتاح فيه وتعذبني معاك.

ضغط على شفتيه يحاول التروي وعدم الانفعال 

_ توليب جولتلك مجبر واتحملي عشان خاطري.

نظرت إليه بحيرة وتمتمت 

_ لأمتى يا جواد، انت متعرفش انا بضغط على نفسي اد ايه وانا بتخيل لحظاتك مع شمس في الاوضة دي

كانت بتنام جانبك ازاي، بتصحى ازاي 

قطبت جبينها وهي تتابع

_ انت نفسك كنت بتتعامل معها إزاي؟ 

جذبها لحضنه وتمتم باحتواء وهو يحاوط وجهها بين يديه 

_ توليب انا عايزك تعرفي حاچة واحدة بس إنك اول حب في حياتي وأخر حب علقتي بشمس كانت روتينية مفيهاش أي عواطف وهي كانت خابرة إكدة زين

ومن وجت ما عرفتك وحبيتك مجربتش منها ولا لمستها

الاوضة اللي انتي بتسألي عن حياتي فيها فتجدري تجولي أنها جحيم بالنسبة ليا وكل ما أقرر أبعد تترجاني وتوعدني أنها هتتغير

ادتها فرصة واتنين وعشرة بس كانت عارفة إن يزن هو نقطة ضعفي وعشان كدة بتضغط عليا بيه

حياتي مع شمس عمرها ما كانت وردية.

انتي بس اللي بعيش معاها أجمل أيامي، صدقيني وشيلي الأوهام دي من دماغك.

هزت راسها بنفي وتمتمت بخفوت 

_ مش قادرة يا جواد مش قادرة.

ملس بابهامه على شفتيها وتمتم باحتواء 

_ طول ما انا معاكي هتجدري 

قربها منه ليأخذ ثغرها في قبلة بث فيها مدى احتياجه لها لكنها لم تستطيع التجاوب معه 

وضع يده خلف عنقها يتحسسه كي يهدئ من روعها لكنها لم تستطيع 

ابتعد عنها وانفاسه تتلاحق وتطلع إليها متسائلاً 

_ مالك؟

نهضت من أمامه وتوجهت إلى الفراش متمتمة بتهرب

_ تعبانة شوية وعايزة أنام.

لم يضغط عليها رغم احتياجه لها وقام بخلع قميصه وألقاه على المقعد بحدة ثم دلف المرحاض

        _______________


رواية الـتـل 

رانيا الخولي 

الفصل الثاني والثلاثون 

…………………..

في اليوم التالي

كعادتها توليب تظل مستيقظة طوال الليل حتى صلاة الفجر وتظل في سبات حتى الثانية ظهراً وقت تناول الغداء


جلس جواد على رأس الطاولة حيث كان يجلس جده مما جعلها تجلس بعيدة عنه

ولم تسلم كريمة من كندا التي لم تترك فرصة إلا وتعاندها بها كما كانت تفعل هي من قبل.


بعد انتهاءهم من الغداء خرج جواد 

ولم تتردد توليب وخرجت خلفه 

رأته وهو يذهب للحديقة الخلفية حيث رأته بها أول مرة يمتطي حصانه ويمرح به داخل السياج

ابتسمت للذكرى وخاصة عندما وجدته يدلف الإسطبل ويخرج منه أحد الأحصنة ويمتطيه فعلمت حينها بأنه يشعر بالضيق

وقفت أمام السياج تنظر إليه بوله وهو لم يتفاجئ بها وكأنه يعلم بأنها ستأتي خلفه

وقف أمامها بحصانه الذي لم يعرف الهدوء وظل يتحرك معترضًا على وقوفه وقال جواد بابتسامة 

_ ايه رأيك نبات النهاردة في المزرعة؟

اتسعت عيناها بفرحة

_ بجد؟

اومأ لها 

_ بجد 

نظر في ساعته وقال 

_ نص ساعة وتكوني چاهزة؟

هزت راسها بنفي 

_ نص دقيقة.

ضيق جواد عينيه وتحدث بخبث

_ بس المكافأة تكون بزيادة خايف متجدريش عليها.

زمت فمها بحنق وهي توليه ظهرها كي تعود للقصر

_ منحرف.

ضحك جواد واخذ ينظر إليها حتى دلفت القصر ثم أخرج هاتفه وقام باجراء مكالمة وعندما جاءه الرد تحدث بجدية 

_ ميعادنا الليلة دي في المزرعة في المكان اللي اتفاجنا عليه وتچيب الفيديو معاك.

انهى حديثه ثم أغلق الهاتف.


اخذت توليب حقيبتها الصغيرة ونزلت للأسفل فتجد كندا تصعد الدرج 

_ مسا الخير تولي شايلة شنطاتك ورايحة على وين؟

ردت توليب بفرحة 

_ رايحة المزرعة مع جواد هنابت هناك النهاردة وهاخد يزن معايا.

هزت رأسها برفض 

_ لا ما بيصير روحوا انتو انبسطوا ويزن راح يضل معي.

امتعضت توليب فطمئنتها كندا

_ لا تقلقي عليه يزن بعيوني روحي انتي وانبسطي مع چوزك

اومأت توليب وخرجت من القصر حيث كان ينتظرها جواد بالسيارة وانطلقوا بها للمزرعة.

      ________________


ظل مراد حبيسًا داخل مكتبه لا يود الخروج منه 

يعاتب نفسه

لما طاوعها ووافق على الطلاق، هي جريحة ولا تعرف ما تقوله

ولكن لما هي أيضاً طاوعت والدها ووافقت على البعد

لم يجرحها يومًا وكان عطوفًا معها ولم يبخل عليها بعواطفه ولا باهتمامه بل كان يعاملها بكل حب واحترام 

لم يتزوج لأنه يود الانجاب بل لأنه رغماً عنه أحب ولن يترك قلبه لعشق محرم ولذلك أعلنه في النور كي لا يحمل وزر يغضب به ربه

هو حقًا لا يريد ذهابها بل يود بقاءها فهي تملك حيزًا كبيرًا داخل قلبه.

لكنها خذلته وطاوعت والدها

اخرجه من شروده صوت الباب ودخول نور وهي تحمل طفلها

حاولت الابتسام فخرجت ابتسامتها باهتة وتمتمت برتابة

_ بقالك فترة يا في المستشفى يا في المكتب قلت نيجي انا آسر نسلم عليك.

ابتسم مراد وهو ينظر لآسر ومد يده ليأخذه منها وتطلع إليه بحب والتفكير في الأمر لا يرحمه

ماذا لو فشل مخطتته 

وماذا سيفعل إن ضاع منه 

رفع عينيه لنور وتحدث بجدية 

_ بتثقي فيا؟

قطبت جبينها بدهشة ثم قالت بحيرة

_ اكيد بس ايه لزمته السؤال ده؟

التزم الصمت قليلًا ثم نظر إليها قائلاً 

_ لو بتثقي فيا غيري هدومك وتعالي معايا.

لم تفهم شيء من حديثه وقالت 

_ طيب هنروح فين؟

_ هتعرفي كل حاچة بعدين 

وافقت نور وفي خلال نصف ساعة كان ينطلق بسيارته ذاهبًا بهم إلى القاهرة.

      ________________


وقفت في شرفة غرفتها تنظر إلى المكان باشتياق

انتبهت ليدي جواد الذي احتضنت خصرها من الخلف وقال هامسًا بجوار أذنها

_ وحشتيني.

التفت بين ذراعيه كي تنظر إليه وتمتمت بسعادة بالغة 

_ وانت كمان يا جواد وحشتني أوي أوي اخيرًا رجعنا بيتنا.

ابتسم بحب وقام برفع نقابها وتلاه حجابها وترك شعرها ينسدل حولها بحرية فقالت باستياء 

_ جواد احنا في البلكونة ممكن حد يشوفني.

طمئنها بابتسامته الساحرة 

_ متجلجيش محدش اهنه واصل اديتهم أجازة عشان نكون براحتنا.

ضيقت عينيها بمكر

_ اه شكلك عايز تكرر شقاوة ليلة الحنة.

ضحك جواد بسعادة وتمتم بحبور 

_ بالظبط إكدة، ويلا بجا خلينا نبدأها بدري.

_ لأ خليني اعمل عشا خفيف الأول لتجوعني زي المرة اللي فاتت

_ ماشي يا ستي وانا هروح أجهز الاحصنة لحد ما تخلصي 


خرج جواد وابدلت توليب ملابسها بملابس عبارة عن (هوت شورت) وبلوزة بدون أكمام وأسدلت شعرها بحرية على ظهرها وخرجت من الغرفة كي تحضر طعام العشاء


بعد الانتهاء وضعت الطعام على الحامل وخرجت به ناحية السياح وقد كان جواد يتأكد من وضع السرج حول فرستها.

رمش بعينيه وهو يراها تدنوا منه وهي تحمل الطعام بتلك الهيئة التي خطفت انفاسه وجعلت قلبه تزداد وتيرته 

حورية سقطت عليه من السماء كي تكون عوضًا له عن الجفاء الذي عانى منه طوال أعوام 

وكلما اقتربت منه كلما زادت وتيرته حتى اجتازت السياج 

وضعت الطعام على طاولة صغيرة جانب السياج ثم تقدمت من جواد بابتسامتها التي أنهت على ما تبقى به من ثبات وما إن اقتربت منه حتى خطفتها يداه وقربها من صدره كي يأخذ شفتيها في قبلة أعادت إليه انفاسه التي أسرتها تلك الأميرة التي خرجت له من أحدى قصص الأساطير 

كان يحتويها بذراعيه الحانية وكأنها قطعة زبد يخشى ان تذوب بين يديه 

لكن اشتياقه وحاجته إليها جعل قبلاته أكثر ضراوة وهي مستسلمة برحابة بين يديه

ابتعد عنها قليلًا عندما لاحظ حاجتها للهواء لكن عينيها التي تطلعت إليه بوله جعلته يعيد الكرة ويأخذها في قبلة أشد وأقوى

بعد وقت ليس بقصير وضع جبينه على خاصتها وتمتم بانفاس متقطعة 

_ عملتي فيا ايه؟ ليه بتعذبيني بالشكل ده؟

تطلعت إلى عينيه التي ترمقها بعشق جعل قلبها يرفرف بسعادة وتمتمت بهمس اشعل لهيب قلبه

_ ولسة هتشوف مني عذاب أشد من كدة.

رفع حاجبيه متسائلًا بمكر 

_ افهم من كدة إن المكافئة هتكون مضاعفة؟

هزت راسها بخجل وهي تتهرب بعينيها لكنه أمسك ذقنها ليجبرها على النظر إليه وتابع بخبث

_ إن نجحتي هنيجي هنا كل أسبوع وإن فشلتي فهتكون كل أسبوعين 

ردت بلهفة

_ هنجح.

ضحك جواد وقال بتحذير 

_ وإن استسلمتي هيكون فيها غرامة انا مش بحب الاستسلام.

ضربته بخفه على كتفه وقالت بغيظ

_ طيب سيبك بقا من الانحراف ده وخلينا نتعشى.

تقدمت من الطاولة وقامت بوضع الطعام في الأطباق فتطلع إليه جواد وقال بمزاح

_ يعني بجالك ساعة والآخر عملتي بيتزا.

هزت راسها بمرح

_ هي اخدت مني وقت صحيح بس طعمها حكاية 

جلس على المقعد وهو ينظر إلى ملابسها وغمغم باعجاب

_ بس حلو اوي الهوت شورت ده، شكلنا النهاردة هنعمل عرض ازياء للهدوم اللي مشفتهاش لحد دلوجت.

زمت فمها بغيظ 

_ هو ده برضه من ضمن المكافئة؟

جذبها لتجلس على ساقه وغمغم بجوار أذنها 

_ ده الأهم، يلا اكليني.

شرعت توليب في اطعامه وهي تسمع منه كلمات غزل اطرب بها أذنها وجعلها تشعر بأنها ملكة متوجهة على عرش قلبه


وبعد الانتهاء اخذها ليساعدها على امتطاء فرستها 

_ امسكي اللجام كويس.

امسكت توليب اللجام وهي تتمتم برهبة

_ بس انا خايفة تجري.

طمئنها بصبو

_ متقلقيش الفرسة دي بالذات هادية أوي عشان كدة أخترتها ليكي.

امتطى جواد حصانه بمهارة ثم تقدم منها وهو يقول بتروي

_ حركي رجلك براحة عشان الفرسة تتحرك

وكزتها توليب بهوادة فبدأت بالتحرك لتسير على خط السياج بجوار جواد 

كان الأمر ممتع بالنسبة لها وهو استطاع أن ينحي آلمه جانبًا ويستمتع بوقته معها.


كانت مستلقية بجواره واضعه رأسها على صدره العريض 

يشاهدها وهي نائمة وأنفاسها المنتظمة تداعب صدره.

انتبه لأهتزاز هاتفه فعلم هوية المتصل 

رفع رأسها بتروي عن صدره وأعاده على الوسادة ثم انسل من جوارها وقد رفع الغطاء عليها ودلف المرحاض

خرج بعد قليل من الغرفة وتوجه إلى حصانه كي يمتطيه وانطلق به ناحية التل حيث كان آدم بانتظاره.

اوقف حصانه بجواره وتحدث بجدية 

_ عملت ايه؟

_ زي ما جولت اتفجت معاه انه يجدم الورج باسم واحد ميت وجالهم انه مسافر وعمل توكيل له والمشروع هيكون باسمه وهنربط كلمتنا معاهم بعقد شراكة.

_ طيب وبالنسبة للفيديو عملت فيه أيه؟

_ چاهز معاي زي ما طلبت 

اخرج فلاشة من جيبه واعطاها لجواد وتابع

_ لو كنت فاكر إن اللي حصل لحسان خلى ناري بردت تبجى غلطان اني كنت رايح أجتله بيده بس غيري سبجني ليه.

_ بس اللي حصل ده هو اشد انتجام أنه يتجتل على يد اجرب الناس له، صدجني هو ده الانتقام الحجيجي

اليوم اللي هتمضي العجد فيه هتكمل انتجامك من خالد وهتاچي وجتها تاخد حجك وتطلب ياسمين زي ما طلبتها مني

_ تمام

انطلق آدم بحصانه وعاد جواد لزوجته فيجدها مازالت نائمة 

أبدل ملابسه ثم اندس بجوارها يعيدها إلى أحضانه فتشعر هي به وتضع رأسها في تجويف عنقه وواصلت نومها.

        ______________


ظلت سلمى حبيسة غرفتها مهما حاول الجميع إخراجها منها لكنها تأبى ذلك 

غدًا ستسافر إلى أخيها في امريكا لتكمل دراستها ربما الانشغال بها ينسيها ذلك الألم الذي استوطن قلبها

فهل ستجد من يهون عليها ذلك الألم؟

      ______________


ظلت نور طوال الطريق في صمت مطبق وهي لا تدري إلى أين وجهتهم

حاولت معه كي يخبرها لكنه يرد باقتضاب بأنهم على وشك الوصول

حتى توجه إلى منزل عاصم

انقبض قلبها خوفًا ونظرت لمراد الذي اوقف السيارة أمام المنزل وسألته بعدم استيعاب 

_ انت جايبني هنا ليه؟

تنهد مراد بتعب وقال بثبوت 

_ انتي مش بتثقي فيا؟

هزت راسها بنفي وقالت 

_ لحد هنا وهفقد الثقة في اي حد.

زم فمه دلاله واضحة على مدى ضيقه وقال بهدوء 

_ نور خلينا نتكلم بالعقل، ابنك من حقه بشيل اسم ابوه بحيث بكرة لما يكبر ويعرف الحقيقة ميتأثرش عليه 

على الأقل لما يسأل عن ابوه وجوازك منه نقدر نقوله كانت في ظروف تمنع إننا نسجل الجواز وبعدين هو له حقوق ولازم ياخدها.

لم تقتنع نور وقالت بخوف

_ ولو عاصم اخده مني؟

طمئنها بحكمة

_ متجلجيش اني هكون معاكي ومش هتخلى عنكم ومفكرتش اواجهك بيه إلا لما اتأكدت أن ده الوقت المناسب 

عاصم مبجاش كيف لول من وجت موت ابنه وهو انكسر وأخته اللي بجت متحكمه فيه

من حجه إنه يعرف بحفيده وأني اشيل من على كتفي وزر اني مش حمله.

انقبض قلبها خوفًا وظنت بكلماته تلك أنه يتخلى عنهم فغمغمت بتوجس 

_ افهم من كدة إننا بقينا حمل تقيل عليك وعايز تخلص منه؟

تحدث مراد لأول مرة بما يجول بقلبه قائلاً بصدق

_ بالعكس ربنا وحده اللي يعلم باللي چوايا، انتو بجيتوا كل حياتي عيلتي الوحيدة بس للأسف الظروف بتحكمنا وبتخلينا نعمل حاچة غصب عنينا

اني مش هسيبك ولا هسيب آسر يبعد عني لحظة واحدة بس لازم نعمل اللي يرضي ربنا أولا وبالأصول ثانياً ومتخافيش مش هيجدر يعمل غير اللي احنا رايدينه.

اومأت نور بصمت وترجلت معه وهي تحمل طفلها لكن لم ترحمها تلك الذكريات التي اقتحمت مخيلتها

انتابتها قشعريرة اصابت جسدها لكنها هدئت فور إن احاطها مراد بذراعه يبث بها الأمان وقال بقوة

_ جولتلك متخافيش اني معاگي.

دلفت نور معه وطرق مراد الباب فينفتح الباب بعد قليل وتظهر اعتماد التي ما إن رأتها حتى ابتسمت لها بترحيب

_ نور ازيك كنتي فين دورت عليكي كتير أوي.

لكن قاطع حديثها دخول مراد وذلك الطفل الذي قد اخذه منها عندما لم تستطيع السير ونقلت اعتماد نظرها بينهم بحيرة وقال مراد

_ عاصم بيه موجود؟

اومأت اعتماد بحيرة وقالت 

_ اه موجود اتفضل.

دلف مراد وتقدمتهم اعتماد إلى غرفة عاصم وهي لا تعرف ماذا يحدث ومن ذلك الطفل وكيف تعرفت نور على مراد 

طرقت الباب وسمح لها عاصم بالدخول

فاستئذنت اعتماد منهم

_ ثواني هعرفه الأول.

دلفت اعتماد ونظرت نور لمراد بخوف فطمئنه بنظراته وخرجت اعتماد لتشير لهم بالولوج.

دلف مراد ونور والتي هالها هيئة عاصم الذي فقد قوته وأصبح هزيلاً قعيد مقعد متحرك، القى مراد السلام عليه

_ ازيك يا عاصم بيه.

رد عاصم بصوته الواهن

_ أهلاً يا مراد اتفضل.

اشار لها مراد بالجلوس فجلست بوجل ثم تحدث عاصم 

_ ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه؟

نهض مراد ليتقدم بآسر منه ثم وضعه بين يديه وهو يقول 

_ ده حفيدك ابن آسر الله يرحمه.

تسارعت دقات قلبه عند نطقه بتلك الكلمة وتطلع إلى ذلك الصغير الذي تركه مراد بين يديه وسأله بتلعثم 

_ انت بتقول ايه حفيد مين وابن مين؟

_ آسر كان متجوز نور في السر وفي اليوم اللي اكتشف فيه حملها عمل الحادثة فيه وانتهت حياته ولما سهام عرفت الحقيقة هددتها وطلبت منها إنها تبعد يا إما هتأذيها، وجات عند أمي وعاشت معانا.

هدر قلب عاصم من حديثه ولاح الشك على ملامحه مما جعل مراد يقول برتابة

_ واوعى تفتكر إننا جايين عايزين حاجة كل الحكاية إننا جايين نعرفك عشان نخلي ذمتنا ونكون عملنا اللي علينا.

تطلع عاصم لوجه ذلك الطفل والذي يشبه آسر إلى حد كبير وكأنه نسخة مصغرة منه

لم يشك بكذبهم فهو يعلم مراد جيدًا لكنه اراد التأكد

_ وايه اللي يثبت كلامك.

رد مراد ببساطة 

_ تحليل الدي إن ايه وقسيمة الجواز اللي معانا

أخرج مراد العقد من سترته وقدمه لعاصم الذي تناوله بيده الأخرى وتأكد من امضاء ولده مما جعل الدموع تتساقط من عينيه


لم تصدق نور أن ذلك الرجل يصبح بذلك الضعف مما جعلها ترأف بحاله وخاصة عندما قال بحزن

_ جيتوا متأخر أوي بعد ما خسرت كل حاجة.

رد مراد بجدية

_ واحنا مش جايين عايزين حاجة غير إن ابن آسر يتسجل باسمه، انا كتبته باسمي مؤقتًا لحد ما اقدر اوصلك واول ما لقيت الفرصة جيت عشان اطلب منك تعترف بيه.

تطلع عاصم لحفيده بحزن شديد ثم قال بثبوت

_ للأسف انا بقيت عاجز ومش هقدر اعمل حاجة بس هخلي المحامي بتاعي هو اللي يعمل الإجراءات كلها بسرية ومن غير ما حد يعرف لأن لو سهام عرفت ممكن تأذيه

رفع الطفل ليقبله وتابع بألم

_ عشان كدة الموضوع ده لازم يبقى سر بينا ومحدش يعرفه، انا عندي مبلغ كبير في البنك وبيت في امريكا محدش يعرف عنهم حاجة دول هيكونوا في امانتك انت يا مراد 

عايز ابني يرتاح في تربته وارتاح انا كمان.

لم تستطيع نور الصمت اكثر من ذلك وقالت برفض

_ بس ابني مش محتاج حاجة غير اسمه وبس خلي فلوسك مش عايزينها.

رد عاصم بهدوء

_ بس ده حقه.

_ ابني ملوش حقوق عندك لأن والده متوفي واحنا مش محتاجين صدقة من حد.

هم عاصم بالحديث لكن مراد سبقه

_ لأ يا نور ليه حقه في جده وخصوصاً انه الحفيد الوحيد وده حقه ولازم ياخده، خليه لما يكبر يعرف أنه له كيان مستقل بيه هو وميحسش لحظة واحدة انه عال على حد حتى لو أخوه، انا قادر أني ابنيله مستقبل له وحده واقوله أنه من أبوه بس انا مش عايزه يعيش مخدوع 

اومأت له نور باستسلام ثم قال مراد لعاصم

_ انا رضيت ضميري وجيت عشان اعرفك بالحقيقة ودوري انتهى لحد كدة والباقي هيكون عليك انت.

أومأ عاصم ثم نظر لحفيده وتمتمت 

_ كتر خيرك لحد كدة والباقي عليا انا بس الأول هتروحوا للمحامي اللي هقولكم عليه عشان نور تعمله توكيل وإن شاء الله في خلال ايام شهادة ميلاده الحقيقية هتكون معاكم بس زي ما قولتلكم الموضوع يفضل سر بينا.


خرجت نور ومراد من المنزل وقد شعرت براحة تجتاحها 

نظرت لمراد بامتنان لما يفعله معهم وقالت بصدق

_ متشكرة اوي يا مراد مش عارفة لولا وجودك في حياتي كنت عملت أيه 

ابتسم مراد ورد بهدوء 

_ انا معملتش حاچة تستاهل شكر ده واچبي وعلى الأجل اكفر عن ذنب أخويا.

يلا بجا خلينا نرچع بسرعة.

وافقت نور وذهبت معه للمحامي لتمضي على التوكيل وقامت بعمل التحليل كي يستطيع اثبات نسب الطفل به وعادوا إلى التل.

     _______________


استيقظت توليب في الصباح

اثر تلك الرائحة التي داعبت أنفها 

فتحت عيونها بتثاقل فتجده جالسًا ينظر إليها بحب 

_ صباح الورد 

ابتسمت توليب بنعاس وتمتمت بخفوت 

_ صباح النور، هي الساعة كام؟

داعب وجنتها بانامله ورد بولع

_ احنا بجينا الضهر وحضرتك نايمة ولا على بالك.

تمتمت بكسل

_ احنا نمنا قبل الفجر وكملتش حاجة وقومت صليت

يعني برضه ملحقتش انام.

اتسعت ابتسامته وهو يراها تقاوم النعاس وما إن همت بالنهوض حتى أعادها ليميل عليها وهو يقول بمكر

_ أنا عودتك على كدة؟

هزت كتفيها بدلال وتمتمت بغنج 

_ تؤ بس انا جعانة 

تمتم بهمس قبل أن يأخذها لعالمه

_ بعد الاصتباحة الأول.


……….


في السيارة 

ظلت توليب عابسة وعاد إليها الشعور بالأختناق 

كان جواد يرمقها بنظراته شاعرًا بها وهو أيضاً يبادلها ذلك الشعور لكن عليها ان تتحمل لأجله

عادوا إلى القصر ووجدوا كندا في استقبالهم

_ أهلين حابيبي حمد لله على سلامتكم.

قبلتها توليب بابتسامة لم تصل لعينيها وسألتها

_ فين يزن؟

_ فوق مع ياسمين 

دلفت متحججة بيزن وتطلع جواد على إثرها وكذلك كندا التي قالت بتعاطف

_ انت بتضغط عليها جواد، ما فيها تضل بـ هالغرفة مكان واحدة تانية أكتر من هيك.

تنهد بتعب شديد وتمتم بثبات 

_ ده أمر مفروض عليها ولازمن تتحمل.

ربت على كتفها وقال

_ ياسمين لازم تبعد عن الجصر مينفعش تفضل فيه أكتر من إكدة، النهاردة تاخديها وترچعوا المزرعة.


تنهدت كندا براحة 

_ لك تسلميلي حبيبي أخيرًا راح ارتاح من ها العقربة.

_ وتطلع مين العجربة دي.

انتبه كلاهما لكريمة التي تقدمت منهم فردت كندا بكيد وهي تتظاهر بالفزع

_ بسم الله، لك دخيلك كريمة فزعتيني والله.


تطلعت إليها كريمة بحقد دفين وتمتمت بسخرية

_ بعد الشر عليكي من الخضة، خير الجاعدة اهنه مش عچباكي؟

ابتسمت كندا باستفزاز وتمتمت بتروي 

_ مين قال هيك، القاعدة هون بترد الروح بس انا بدي تغيير يومين هون في القصر ويومين في المزرعة وقدمهم بالقاهرة ويمشي الحال، بس دخيلك كريمة لا تنقي فيها كرمال بتحسس كتير من النق تبعك.

تركتها ودلفت للداخل وكذلك جواد الذي تبعها للداخل كي لا يرى تلك المرأة

      _______________


في غرفة خالد 

اغلق الهاتف ونظر لعدى بسعادة 

_ الحمد لله الموضوع تم وهنروح بكرة نمضي عجد الشراكة.

ضغط عدى على شفتيه بقلق ثم سأله

_ انت مالي يدك من الناس دي؟ اني مش مطمن.

جلس خالد على المقعد واضعًا قدم فوق الأخرى قائلاً 

_ لأ اطمن انا شوفت الموقع بنفسي وشوفت الناس اللي مجدمة زيينا إكدة 

وبعدين أحنا هندي الشغل لمجاول وياودبك هنموله واحنا جاعدين في بيتنا وتلتين المكسب هيكون لينا.

فكر عدى قليلا والقلق لا يرحمه وعاد يسأله

_ طيب ولو نصب علينا؟

_ هينصب علينا كيف وبينا عجد شراكة وشيكات هتتمضي.

_ يعني انت مالي يدك منيه؟ انت خابر إن الفلوس دي كل اللي معانا دلوجت.

اومأ له بثقة كبيرة 

_ اطمن جوي متجلجش كل حاچة ماشية كيف ما أني رايد 

الصبح هسافر القاهرة أمضي العجود واحول جزء من الفلوس للمجاول والباقي للمواد اللي هيحتاچوها.


عاد الشك يساوره وسأله

_ طيب ليه مطلبتش من المجاول ده يصرف على الشغل ونتحاسب على اللي دفعه ومكسبه.

رد خالد بزهق

_ لأن لو عملنا إكدة هناخد احنا التلت بس وهو هياخد الباجي.

_ بس على الاجل هنكون ضمنين حجنا.

اعتدل خالد في جلسته ورد بملل

_ وممكن برضك تستلم انت الشغل وتجف عليه وتاخد المكسب كلياته، ها ايه رأيك؟


_ ما انت خابر إني مفهمش حاچة في المجاولات 

_ يبجى تسكت وترضى وكفاية إن الخسارة هتكون بعيدة عنينا وهو اللي هيشيلها لو لا قدر الله حصل حاچة.

وافق عدى رغم ذلك القلق الذي يساوره وقرر ترك الأمر بيد أخيه ربما تنجح تلك المرة.

       ______________


في غرفة ياسمين 

جلست توليب على الفراش تنظر إليها وهي تجهز حقيبتها وقالت بحزن

_ يعني خلاص هتمشوا وتسيبوني لوحدي؟

اغلقت ياسمين حقيبتها ثم جلست بجوار توليب وقالت بتأثر

_ انتي خابرة يا تولي إني مجدرش أجعد أكتر من إكدة وخصوصاً إن خالد نظراته ليا مش بتطمني وبعدين هيكون عندك حچة إنك تاچي المزرعة على طول.

تنهدت بتعب شديد وتمتمت برهبة 

_ بس انا خايفة الحياة هنا صعب اوي مش قادرة اتقبلها.

ربتت على يدها وتحدثت بروية

_ شوفي انا واثقة إن جواد زييكي واكتر كمان وإن في حاچة في دماغه اول ما يحججها هيسيب الجصر ويرچع المزرعة من تاني، وبكرة تجولي ياسو جالتها.

ابتسمت توليب رغم مرارة بعدهم عنها ونهضت معها لتصلها للخارج

ظلت تنظر إلى السيارة وهي تبتعد بهم  

ثم عادت للداخل لتبحث عن نعمة.

دلفت المطبخ فتجد نعمة تباشر عملها فطلبت منها باحراج

_ معلش يا نعمة كنت عايزة حاجة دافيه اشربها لأن معدتي تعباني شوية.

أومأت لها نعمة 

_ من عينيه يا ست توليب ارتاحي انتي واني هچيبها وآچي دلوجت.

ابتسمت توليب وقالت بامتنان 

_ تسلميلي يا نعمة

خرجت توليب من المطبخ ووضعت نعمة القدر على النار فدخلت كريمة تسألها

_ بتعملي ايه؟

_ بعمل حاچة دافية لست توليب.

_ طيب روحي شوفي خالد بيه هيتغدى دلوجت ولا لاه

تركت نعمة القدر على النار وأخرجت كريمة زجاجة صغيرة من يدها بعدما تأكدت من خلو المكان ثم قامت بافراغ محتواها داخل القِدر وخرجت من المطبخ


     ________________


وطئت الطائرة أرضية المطار وترجلت منها سلمى تبحث عن أخيها الذي أخبرها بأنه سينتظرها أمام المطار ظلت تتلفت حولها لكن لا اثر له

انتبهت لصوت خلفها يقول بمرح

_ لسة زي ما انتي متغيرتيش ابدًا

التفتت سلمى خلفها لتجده وائل صديق حازم أخيها فقالت بدهشة

_ وائل، عرفتك من صوتك.

ضحك وائل وقال برحابة

_ صوتي بس؟

ردت سلمى بابتسامة 

_ لا انت كمان متغيرتش، اومال فين حازم.

_ طيب تعالي اوصلك الأول واحكيلك 

وافقت سلمى واستقلت مقعدها داخل السيارة وسالته

_ قولي بقا قلقتني.

انطلق وائل بسيارته وقال بهدوء 

_ مفيش يا ستي كل الحكاية أن اتضغط شوية في الشغل وعشان كدة طلب مني اخدك من المطار، ايه مضايقة؟

هزت راسها بنفي 

_ لأ خالص انا قلقت عليه مش أكتر 

_ لأ اطمني وتعالي بقا اعزمك على الغدا في مطعم مصري بس ايه من الآخر.

تبدلت ملامح سلمى وتمتمت برفض 

_ لأ معلش انا عايزة اروح، لأني تعبانه من المشوار.

اومأ لها وائل بتفاهم فهو لن يفرض عليها مشاعر رفضتها هي من قبل 

نعم مازال عاشقًا لها وقد ازداد فور رؤيتها بعد تلك المدة 

توقف أمام مبنى صغير وقال 

_ ثواني هنزل أجيب الولاد من الnursery

ترجل من السيارة وعاد بعد قليل وهو يحمل طفليه التوأم ثم وضعهم في المقعد المخصص لهم 

تطلعت اليهم سلمى بحب وسألته

_ ولادك؟

انطلق بالسيارة وهو يجيب بهدوء 

_ اه ولادي بجيبهم nursery الصبح وانا رايح الشغل وانا راجع باخدهم.

اندهشت سلمى وسألته 

_ اومال مامتهم فين؟

_ مامتهم يا ستي معجبهاش العيشة مع انسان راجعي ومتخلف فقررت تتنازل عنهم مقابل الطلاق وسابتهم ورجعت بلدها.

نظرت إلى الطفلين بتعاطف وقالت 

_ وانت ايه اللي خلاك تجوز انجليزية 


نظر للطريق أمامه وتمتم باقتضاب 

_ النصيب.

ظلت سلمى تداعب التوأم والذين لم يبلغوا الثلاث اعوام واندهشت كيف استطاعت التنازل عنهم بتلك السهولة، فقد عاشت تحلم بأن يكون لديها اطفال ولن تستطيع حينها الابتعاد عنهم لحظة واحدة فكيف إذا استطاعت تلك المرأة الابتعاد عن أطفالها وخاصة إذا كانوا بتلك الوداعة.

اوقف وائل سيارته أمام منزل حازم ثم نظر إليها قائلاً 

_ حمد لله على السلامة.

ابتسمت بمجاملة 

_ الله يسلمك انت رايح لحازم؟

_ لأ هروح عشان الولاد.

وجدت سلمى صعوبة في تركهم وتمتمت بتردد 

_ ما تسيبهم معايا وتروح انت شغلك.

_ لأ ارتاحي انتي دلوقت وبالليل هبقى اجيبهملك وآجي.

وافقت على مضد وأخذت المفتاح من وائل ودلفت المنزل.

       _______________


طرقت نعمة الباب ودلفت بعد أن سمحت لها توليب بالدخول

_ اتفضلي يا ست توليب عملتلك اعشاب زينة جوي هتريحك دلوجت.

ابتسمت توليب بمجاملة 

_ متشكرة يا نعمة تعبتك معايا

_ تعبك راحة اني اخدمك بعينيه 

عاد طرق الباب فذهبت نعمة لتفتح فوجدت سيلين تندفع بسرعة وتغلق الباب خلفها

اندهشت توليب من فعلتها وظنت انها دلفت لتتدارى من أحد ماعدا نعمة التي تعلم سبب فعلتها

حمحمت سيلين باحراج وتقدمت من توليب لتصافحها بود

_ أني سيلين اخت جواد وياسمين أكيد لسة فكراني

نهضت توليب من جلستها وابتسمت بترحيب

_ اه فكراكي كويس وجواد كان ديمًا بيحكيلي عنك.

خرجت نعمة كي تتركهم معًا وقالت سيلين بإحراج 

_ أني اسفة إن كنت معرفتش ارحب بيكي أول ما چيتي بس انتي خابرة أمي….

قاطعتها توليب بتفاهم

_ انا فاهمة ومقدرة وبلتمس العذر لمامتك انا برضه بالنسبة لها اخدت مكان بنتها 

دلف جواد ومعه يزن والذي كعادته يسرع لأحضان توليب فور رؤيتها 

اندهش جواد عندما وجد سيلين وقال بمزاح عندما تقدمت منه لتقبله

_ جلبك جمد إكدة ميتى مش خايفة من كريمة؟

ضحكت سيلين وقالت بثقة

_ متجلجش هي خرچت من شوي وجلت اخدها فرصة واجعد مع توليب شوية بس خلاص حضرتك الملائكة.

قالت توليب برجاء

_ خليكي معانا شوية؟

تمتمت بأسف

_ لأ معلش خليها وقت تاني 

قبلت توليب ويزن وخرجت من الغرفة 

نظر جواد إليها وقال بتروي وهو يتقدم منها

_ لساتك زعلانة؟

ابتسمت توليب رغم المرارة التي تشعر بها وقالت بحب

_ لأ مش زعلانة بس بحاول اتأقلم على الحياة في القصر ده.

دنى منها اكثر ليحتويها هي وطفله الذي القى رأسه على كتفها يناشد النوم وقال بحب

_ انتي خابرة زين انك انت ويزن أهم حاچة في حياتي كلها ولا لأ.

أومأت برأسها وقالت

_ عارفة.

_ خلاص يبجى خليكي واثقة إني عمري ما هعمل حاچة تضايقك أو تضرك مهما حصل بس الموضوع محتاچ شوية صبر منك

تصبري معايا ولا لاه.

ردت برضا 

_ هصبر عشانك ولو رميت نفسي في النار 

رفع انامله ليمررها على وجنتها وتمتم باحتواء 

_ وأني اوعدك إني هعوضك عن كل ثانية عانيتي فيها.

نظر للكوب الموضوع على المنضدة وسألها

مشربتيش ليه؟

تطلعت إليه توليب وقالت

_ مش بحب اشرب الحاجة وهي سخنة بستنى لما تهدى شوية 

اخذ منها يزن وهو يقول بهدوء 

_ طيب هاتي يزن انيمه وانتي اشربيه.

اخذت توليب الكوب وشرعت في تناوله فمازال الألم معها في ازدياد



رواية الـتـل 

رانيا الخولي 

الفصل الأخيرة

………………….

وضع جواد ابنه في فراشه ودلفت توليب المرحاض 

ابدل ملابسه قبل ان تخرج وجلس على الفراش فينتبه لهاتفه الذي رن مظهرًا رقم ام نعمة 

اندهش من اتصالها فقد كانت معه منذ قليل 

اجابها بحيرة

_ خير يا أم نعمة في حاچة؟

ردت بارتباك

_ هي ست توليب چانبك؟

ازدادت حيرته اكثر ونظر إلى المرحاض قائلاً 

_ لا في الحمام خير؟

التزمت الصمت قليلًا ثم قالت بخوف

_ بصراحة أني شوفت الست كريمة بتطلع من چيبها ازارة صغيرة اكدة وبتفضيها في الغلاي اللي  كونت بعمل فيه الاعشاب لست توليب واني شوفتها بالصدفة واستنتها لم مشيت ودلقتهم وعملت غيرهم.

انقبض قلب جواد خوفاً لكنه رد بثبات

_ طيب خلي عينك عليها وحاچة توليب انتي اللي تعمليها بنفسك.

_ من غير ما تجول انا هخلي بالي زين.

اغلق الهاتف فور ان وجد توليب تخرج من المرحاض ومازالت تلك القبضة تحتل قلبه

اخذ ينظر إليها وهي تقف امام المرآة تمشط خصلاتها 

ماذا لو لم تنقذها ام نعمة، ماذا لو ضاعت منه، كيف يعيش بدونها

يبدو أنه أخطأ عندما جاء بها لذلك القصر

لكنه أيضاً كان يخشي عليها وأراد أن تكون أمام عينيه تلك الفترة العصيبة

ماذا يفعل الآن 

فإن سلمت تلك المرة فربما لن تسلم الأخرى 

انتهت من تمشيط خصلاتها ثم تقدمت من الفراش لتنام بجواره 

لكنها اندهشت عندما لاحظت وجومه وسألته 

_ جواد في حاجة؟

انتبه لها ورد بنفي

_ مفيش

قطبت جبينها بحيرة 

_ اومال مالك؟

رد جواد بانفعال 

_ جولتلك مفيش 

ثم اولاها ظهره وتظاهر بالنوم

اندهشت توليب من انفعاله لكنها التزمت الصمت واستلقت في جانبها وهي تنظر إليه بحيرة.

أما هو فلم يستطع النوم تلك الليلة وظل يراقبها ويفكر كيف يستطيع حمايتها وكيف يتعامل مع تلك المرأة وأولادها

لن يستطيع أن يبلغ عنهم رغم افعالهم الدنيئة ولا يستطيع أيضاً تركهم يتمادوا في أفعالهم 

عليه ان يضع حل تلك المهزلة وينقذ زوجته من بطشهم.

      _______________


ظلت كريمة تزرع غرفتها ذهاباً وإياباً تندهش كيف لم يتفاعل السم معها

هل لاحظها احد وابدل المشروب؟

هزت راسها بنفي فهي واثقة بأنها كانت وحيدة في الغرفة

إذًا لما لم تتأثر بمفعوله؟

ربما لم تتناوله او سكب منها

لن تستسلم وإن فشلت تلك المرة ستكررها

    _______________


في منزل حازم

دعى وائل على العشاء وسعدت سلمى بمجيئ أطفاله والذين عوضاها عن تلك الوحدة التي غلفتها منذ طلاقها

لاحظ وائل تعلقها بالاطفال وتعلقهم هم أيضًا بها فقال حازم بسعادة 

_ تعرف إني اول مرة أشوف سلمى مبسوطة كدة؟

تطلع إليها وائل بروية وقال بثبوت 

_ هي برضه اللي مرت بيه مكنش سهل اي واحدة مكانها كانت هتنهار ومش هتقدر تتحمل.

أيد حازم حديثه قائلاً 

_ فعلاً مرت بظروف صعبة أوي وخصوصاً حرمنها انها تكون أم بتبقى اصعب حاجة على الست.

سخر وائل من حديثه وقال 

_ على أساس إن طليقتي لما اتنازلت عن ولادها مقابل حريتها مكنتش ست؟

_ ده لأن اختيارك كان غلط من الأول 

مكنش ينفع تتجوز واحدة متحررة وتقيدها بمبادئ رجل شرقي طبيعي انها هتتخلى عن كل شيء مقابل حريتها.

أومأ له بتأكيد

_ عندك حق.

عاد بنظره لسلمى وتابع

_ بس المرة دي انا واثق في أختياري بس يارب توافق.

فهم حازم تلميحه وقال بمغزى

_ والله كله وشطارتك.

نظر إليه بتحدي وقال

_ هنشوف.


لم تتقبل سلمى فكرة ذهابهم فقالت لوائل

_ ايه رأيك تسيبك من قصة الحضانة دي وتجيبهم عندي الصبح ولما ترجع تاخدهم.

اعجب وائل بتلك المبادرة لكنه قال بمغزى

_ بس انا مش عايز اتعبك.

هزت راسها بنفي 

_ مفيش تعب ولا حاجة المهم يكونوا معايا.

تطلع وائل إليها بامتنان جعلها تخفض عينيها باحراج ثم انسحبت بهدوء ودلفت للداخل.

     ______________


مرت الأيام وجواد يتعامل معها بجفاء وهي لا تعلم سبب ذلك

حاولت ان تعرف منه السبب لكنه لم يخبرها بل يتجاهل حديثها دائمًا

اصبحت العلاقة بينهم شد وجذب وفي النهاية يأخذها بالليل بين ذراعه عندما يتأكد من نومها

يعلم جيدًا بأنه يضغط عليها لكن لابد من ذلك حتى تنتهي مهمته.


وفي يوم عاد في المساء فيجدها مستلقية في الأريكة واثار الدموع على اهدابها 

تقدم منها ينظر إليها بتعاطف وكم أراد في تلك اللحظة أن يأخذها داخل أحضانه ويعتذر لها عن كل كلمة نطق بها

لكن عليه أن يظل على طريقته معها 

دلف المرحاض كي يبدل ملابسه ثم خرج بعد قليل 

تقدم منها ليوقظها 

_ توليب قومي نامي على سريرك.

ردت توليب دون ان فتحت عينيها 

_ أنا مليش سرير عشان أنام عليه لو سمحت سيبني.

تنهد بتعب ثم عاد حديثه

_ بجولك ارچعي سريرك متعصبنيش.

لم تستطيع توليب التحمل أكثر من ذلك فنهضت لتقف قبالته وتغمغم باحتدام

_ وإن اتعصبت هتعمل ايه اكتر من اللي بتعمله.

حبس وحبستني تتعصب على الفاضي والمليان واتعصبت بتنام كل ليلة وبتديني ضهرك وعملت فاضل بتخليني آكل زي الكلاب لوحدي في الأوضة ومانعني أخرج منها ايه تاني معملتوش.

آلمه قلبه لحديثها ونظرات العتاب التي ترمقه بها وتحدث بقوة 

_ بلاش حديت كتير ملوش عازة وارچعي سريرك.

كفى لن تقبل ذلك التحكم بعد الآن فصاحت به 

_ مش هنام على السرير ده لأني مش جارية عندك تشيلها من هنا تحطها هنا ومتتكلمش ولا تعارض، أنا خلاص جبت أخري ومبقتش قادرة اتحمل، كل مرة اقول غصب عنه مضغوط والتمسلك ألف عذر بس لحد هنا وخلاص جبت أخري، الاوضة دي مش هبات فيها تاني حتى لو اضطريت إني اسيب القصر كله وأنام على الطريق بس مش هبات فيها وانا شايفة شمس في كل ركن عيني بتيجي عليه

جذبت ازدال الصلاة وقالت بتعند

_ انا هنام في اوضة ياسمين ومش هدخل الاوضة دي تاني 

جذبها جواد من ذراعها وتحدث بانفعال

_ انتي فاكرة نفسك رايحة فين.

جذبت ذراعها من يده وردت بتعند 

_ قولتلك مش هقعد في الاوضة دي ثانية واحدة بعد النهاردة.

انفعل جواد أكثر وغمغم بتحذير

_ متعنديش جصادي وخلي الليلة دي تعدي على خير.

صاحت به توليب بوجع

_ وانا مصرة على رأيي مش هفضل في الاوضة دي مهما عملت.

لانت ملامحه حين رأى بعينيها نظرات وجع آلمته ثم جذبها إليه وقد اندهشت من تحوله وخاصة عندما وجدته يهمس بجوار اذنها 

_ حجك عليا.

أجفلت حينما وجدت همسه يتحول إلى قبلات لم تقبلها او تتجاوب معها

قربها إليه أكثر وهو يحيط خصرها بتملك وقد ضايقه عدم تجاوبها معه ما جعل قبلاته تزداد حدة 

وضعت يدها على صدره تمنعه لكن كان مغيبًا لا يريد سوى اشباع رغبته

_ جواد انت بتعمل ايه سيبني

لم يبالي وظل يواصل تقبيله الحاد ثم حملها بالإجبار ووضعها على الفراش

_ جواد اوعى تعمل كدة.

لاحظت لوهلة نظرة آسف في عينيه سرعان ما محاها وعاد إليهم الجموح وهو يغمغم بصوت حاول جعله حادًا

_ اني چوزك واعمل اللي رايده وانتي عليكي طاعتي وبس.

حاولت الفرار لكنه لم يترك لها فرصة وانقض عليها بشراسة لم تراها به من قبل.


اخذها بقوة وعنف جعلها تبكي ودموعها تنزف بغزارة على وجنتيها

وكان لرؤية دموعها مفعول السحر عليه فمد أنامله يمحي دموعها لكنها اشاحت بوجهها بعيدًا عن يده

تابع ما يفعله لكن برقة ولطف بعد أن 

انتهى جواد ثم ابتعد عنها ليستلقى بجوارها ويوليها ظهره كي لا يرى فضاحة فعلته.

كان شديد القسوة معها لكن سيأتي الوقت الذي يعتذر به عن كل افعاله.

الأهم أن يعلم الجميع بأنها لا تشكل نقطة ضعف بالنسبة إليه.


أما هي لم تجف دموعها وظلت تذرفها حتى آذن الفجر

تسللت من جواره ودلفت المرحاض كي تغتسل وتصلي فرضها ثم قامت بتبديل ملابسها وحملت يزن وخرجت به من الغرفة 

وما إن أغلقت الباب حتى فتح جواد عينيه ونظر إلى الباب بوجوم

أخذ هاتفه واتصل بأحد رجاله المكلف بحراسة القصر وقال بأمر

_ سيبها تخرچ من الجصر بس خليك معها بالعربية ومتسبهاش لحد الجطر ما يطلع.


اغلق الهاتف ووضعه على المنضدة ثم نهض ليقف في شرفته وينظر إليها وهو يراها تستقل السيارة وتنطلق مبتعده عن القصر وعن قلبه الذي يطالبه بمنعها

لكن عليه تركها حتى تنتهي مهمته.


أما توليب لم تكف عن البكاء وقد شعرت بأنها تركت قلبها معه

هل ظنت بأنها ستستطيع البعاد عن دائرته؟

واهمة إن ظنت ذلك

اخذت تنظر ليزن الذي مازال نائمًا لا يدري شيئاً مما يحدث حوله

شعرت بأنها اخطأت لتخليها عنه لكن عليه أن يشعر بالفقد كي لا يعيد ما فعله.

لم تنسى ما حدث وتلك القسوة المهينة لكرامتها

ضمت يزن لحضنها أكثر وكأنها تشكوا إليه ما فعله والده بها.

    ______________


لم يحاول مراد فرض مشاعره عليها وتركها حتى تكون مستعدة لذلك

كانت مستلقية بجواره وخصلاتها تفترش الوسادة بتملك

مد يده ليتلمس ملمسه الناعم وعينيه تحتويها بحب

الآن فقط يستطيع أن يقولها صريحة

يعشقها حد الجنون.

فتحت نور عينيها لتتفاجئ به ووجهه مقابل لوجهها وعيناه تنظر لعينيها بنظرات عشق باتت واضحة 

وهي أيضًا لا تنكر أنها اصبحت عاشقة لذلك المراد ولما لا وكل شيء يفعله يعلوا من قيمته بقلبها

بادلته الابتسام بأخرى يغلفها الخجل 

فقال مراد بحب

_ صباح الخير 

اهتزت نظراتها عندما شعرت بعينيه تخترق عينيها وردت بحياء

_ صباح النور.

اجفلت عندما وجدت أنامله تملس على وجنتها التي اصتبغت باللون الأحمر القاني وتمتم بخفوت 

_ تعرفي إنك بتبقي جميلة أوي لما بتخجلي.

اخفضت عينيها بإحراج فيتابع هو

_ بتبقي زي الملايكة.

لا تعرف لما تذكرت سلمى في ذلك الوقت خاصة مما جعلها تسأله

_ ممكن أسألك سؤال وتجاوبني بصراحة؟

أومأ لها لعلمه بما تود سؤاله

_ مش ناوي ترجع سلمى؟ هي بجد وحشتني أوي.

التزم الصمت قليلًا ثم رد بهدوء

_ أني أكتر واحد عارف سلمى زين وعارف كويس إن بعد الكلام اللي سمعته مستحيل تفضل على ذمتي ثانية واحدة

هكون صريح وأقولك إني حقيقي بعزها ولها مكانة كبيرة في قلبي وعمري في يوم ما فكرت اطلقها 

بس لما الكلام ده اتقال قدامكم كلكم كان طبيعي إنها تصر على الطلاق وافتكرت انها بالطريقة دي بتحافظ على كرامتها رغم إني عمري ما سامحت حد مسها بحرف سواء بقصد أو من غير قصد.

_ بس هي غصب عنها الصدمة هي اللي خلتها تعمل كدة بس هي أكيد هدت دلوقت ولو روحتلها أكيد هترجع.

_ ومين جالك إني معملتش إكدة، أني لحجتها جبل ما تسافر وطلبت منها ترچع معاي بس هي أصرت على رفضها وسابتني وسافرت.

اندهشت نور لعدم معرفتها بهذا الأمر وسألته

_ ليه مأخدتنيش معاك كنت هقدر اقنعها بآسر.

ابتسم مراد لمدى طيبتها وقال بروية

_ لأني عارف زين إن مفيش حاچة ممكن تأثر عليها غير صدق مشاعر من ناحيتي بس هي رفضتها وعرفت وقتها إن سلمى حجيجي اتغيرت.

بكى آسر مما جعلها تنهض لتذهب وتحمله وقد كانت فرصة جيدة للهرب من نظراته

     _______________


ظلت طوال الطريق تفكر به

وتبحث عن سبب لقسوته تلك الفترة

هي لم تشك بحبه لحظة واحدة لكن أيضًا حائرة ماذا فعلت حتى تستحق منه تلك المعاملة 

لم تخطئ عندما أخبرته بعدم تقبلها للبقاء في تلك الغرفة 

نظرت ليزن الذي مازال نائمًا 

اخرجت هاتفها واتصلت بأخيها تميم وما إن أجابها حتى قالت بوجوم 

_ تميم استناني في محطة القطر

_……..

_ اه ربع ساعة والقطر هيوصل.


اغلقت الهاتف وعادت لشرودها وقلبها مازال يعاتبها على تخليها عنه

لكن عليها ذلك كي تجعله يشعر بخطأه 

توقف القطار وخرجت توليب لتجد تميم في استقبالها

اندهش عندما لاحظ احمرار عينيها وهم بسؤالها لكنها قالت بحزم

_ لو سمحت يا تميم مش عايزة اي اسئلة دلوقت.

وافقها تميم وقال بتعاطف

_ خلاص يا حبيبتي تعالي.

حمل عنها يزن والذي لم تستطيع تركه مع تلك العائلة وأخذته معها


وضعت سلوى الطعام على الطاولة وقالت لتوفيق الذي خرج من غرفته

_ توفيق اتصل على تميم وشوفوا راح فين، ده قالي خمس دقايق وجاي.

دلف توفيق المطبخ ليتناول كوب من الماء وقال بغيظ

_ ولما هو خرج بتحطي الأكل ليه دلوقت؟

_ اعمل ايه عمال يقول جعان واعملي الاكل لحد ما أرجع.

انفتح الباب ودلف تميم فقال توفيق

_ أهو جاه و….

توقف عن الحديث عندما وجده يحمل يزن وتوليب تدلف خلفه في وجوم.

ترك الكوب من يده وتقدم منها ليرحب بها رغم قلقه

_ توليب ايه المفاجأة الجميلة دي، حمد لله على السلامة.

رفعت توليب نقابها لتصافحه وابتسمت له رغم مرارتها

_ الله يسلمك يا بابا.

لم يحتاج لفطنه كي يعرف سبب حالتها من عينيها وصوتها

خرجت سلوى من المطبخ عندما سمعت صوتها وقالت بحبور وهي تتقدم منها لتحتضنها

_ توليب وحشتيني أوي يا حبيبتي 

بادلتها توليب الاحتضان وقالت بثبوت

_ وانتي كمان يا ماما.

نظرت للباب المغلق وسألتها

_ أومال فين جوزك؟

اهتزت نظرات توليب وتمتمت بروية

_ هييجي بعدين، بعد اذنكم انا تعبانة من الطريق وعايزة ارتاح.

قال توفيق

_ طيب اتغدي معانا الاول وبعدين ارتاحي.

نظرت توليب إلى الطعام بامتعاض وقالت برفض

_ لأ مليش نفس.

همت بأخذ يزن لكن تميم رفض قائلاً 

_ سيبيه خليني آكله وانتي ادخلي ارتاحي.

أومأت توليب ودلفت غرفتها فنظرت سلوى لتوفيق بشك وقالت

_ صدقت كلامي؟ بنتك جاية زعلانة.

تنهد توفيق باستياء وغمغم 

_ وانتي ايه عرفك ما هي قالتلك تعبانة من الطريق مش أكتر.

_ دي بنتي وانا عرفاها أكيد زعلها.


_ ماشي يا ستي زعلانة خليها بقا ترتاح دلوقت ولما تفوق يبقى افهم منها.

 


لم تكف توليب عن البكاء لحظة واحدة وهي ترى تبدل حاله دون ان تعرف سبب لذلك.

حتى انه لم يتصل ليعرف اين هي او يحاول بأي طريقة الاطمئنان عليها

لم يستطيع قلب توفيق تركها دون الاطمئنان عليها وفي المساء طرق على بابها طرقات خفيفة كي لا يقلقها إذا كانت نائمة 

دلف عندما سمحت له بالدخول فوجدها جالسة على الفراش وتخفي عينيها عنه

تقدم منها ليجلس بجوارها وتحدث برتابة 

_ كنت عارف إني هلاقيكي صاحية وعارف كمان أنك مستحيل تنامي إلا لما تشكيلي الأول.

تهربت بعينيها منه وتمتمت بخفوت 

_ صدقني يا بابا انا كويسة مفيش حاجة.


_ انا مش جاي اضغط عليكي بس جاي اطمن وده من حقي.

اخذت توليب نفس عميق كي تهدئ به روعها وقالت بصوت مهزوز 

_ صدقني مفيش حاجة كل الحكاية إننا زعلنا عادي بس……

تجمعت العبرات في عينيها عندما تذكرت ما حدث ورفعت عينيها لوالدها تشكوا إليه ما ألم بها وتمتمت من بين دموعها

_ جرحني اوي يا بابا مش هقدر اسامحه.

ربت توفيق على كتفها عندما اجهشت بالبكاء وقال بحكمة

_ عادي يا تولي أي اتنين متجوزين بيحصل بينهم خلفات وخاصة بداية الزواج، وبعدين ليه تحكمي عليه من غير ما تسألي عن السبب.

هزت راسها بألم وتمتمت ببكاء 

_ حاولت اعرف منه بس مش بلاقي رد غير التجاهل.

_ وده اكبر دليل إن فيه حاجة شغلاه ومش عايز يشغلك بيها، وهنا كان دورك إنك تقربي منه وتخففي حمله بحبك واهتمامك بيه مش في اول مشكلة تهربي وتسبيه وكمان من غير ما تعرفيه


مسحت دموعها وهي تنفي اتهامه

_ بس انا مهربتش منه انا هربت من المكان اللي حسيت اني بيموتني بالبطيء فيه.


رد توفيق بتفاهم

_ انا عارف إن صعب عليكي تتواجدي في مكان كانت فيه واحدة قبلك بس لو فكرتي كويس هتعرفي إن وجودكم في القصر ده مؤقت وانتي عارفة كويس إن جواد كاره ده أكتر منك وانتي دورك إنك تتحملي معاه، بنات الأصول يا توليب لازم يتحملوا مهما كانت الصعوبات اللي بتواجهم لأنها مهما طولت مش بتدوم 

انتي غلطتي لما سيبتي جوزك

مع إنك كنتي قادرة تعاقبيه وانتي في مكانك.

نهض من جوارها وقال بثبوت 

_ انا هروح اجبلك العشا لأن باين عليكي مكنتيش بتاكلي كويس 

لم تعارضه رغم عدم رغبتها في الطعام لكنها تعرفه جيدًا لن يتركها حتى تأكل

دلفت توليب المرحاض لتغسل وجهها وقد شعرت بالغثيان ينتابها

أسرعت للحوض وأفرغت ما بداخلها حتى شعرت بالدوار من فراغ معدتها.

غسلت وجهها وقد زادت حدة الدوار لديها فاستندت على الجدار وعادت لفراشها

     __________________


في القصر 

جلس جواد على مكتب جده ليتجسد أمامه هيئة حسان بقوته وجبروته

فتح الباب ودلف منه خالد وعدي وكريمة واللذان استدعاهم في مكتبه.

تطلعت إليهم كريمة وهي تدلف الغرفة بسخط لم تستطيع اخفاءه مما جعله يبتسم باستخفاف وأشار لهم بالجلوس 

_ اتفضلوا اجعدوا لأن الحديث هيطول حبتين.

اعترض عدي بحدة

_ بس اني معنديش وجت…

قاطعه جواد بقوة 

_ جولت اجعد ومش هعيدها تاني.

أشار له خالد بالجلوس وكذلك فعلت كريمة 

فتح جواد أحد الأدراج وأخرج منها فلاشة ووضعها في الجهاز الالكتروني (اللاب توب) وقام بالضغط عليه فيظهر أمامهم ذلك المقطع الذي جعلهم يتسمروا في أماكنهم.

ارتبك خالد لعلمه بما يحتويه وقال بانفعال 

_ الفيديو ده متفبرك ومش حجيجي 

طرق الباب ودلف آدم مما جعل خالد يسرع ليغلق الجهاز وصاح به

_ انت ازاي تدخل كدة من غير ما حد يسمحلك.

تطلع إليه آدم وهو يتقدم منه ليعيد فتح الجهاز وهو يقول بفتور 

_ متخافش جوي إكدة اني اللي مصور الفيديو بنفسي واني اللي بعته لجواد.

انقبض قلب خالد وغمغم بانفعال 

_ ده مش حجيجي وحتى مش قانوني ولو قدمته دلوقت مش هيعترفوا بيه.

نهض جواد ليتقدم منه حتى وقف قبالته وقال بثقة

_ لأ من الجهة دي اطمن أني مش بفكر اجدمه للشرطة ولا حاچة رغم إني لو جدمته دلوجت 

وضع يده على عنق خالد وتابع 

_ مفيش حاچة هتمنع إن حبل المشنجة يتلف حوالين رجبتك لأنه جتل ما سبق الإصرار والترصد 

بس بما إننا أهل وآدم منا وعلينا جولنا نلم الموضوع بينا 

نهض عدي الذي لم يشاهد باقي الفيديو فلم يدري ما يحدث وقال بانفعال

_ مين ده اللي مننا وعلينا بصفته ايه.

رد آدم بانفعال

_ بصفتي إني حفيد حسان الخليلي زيي زييكم 

انصدمت كريمة وشحب وجهها عندما سمعت كلمته فهي كانت على علم بوجود ابن لياسمين ابنة حسان لكن لم تتخيل ان يكون هو ذلك السائق والذي إن علم بأنها من دلت حسان على مكانهم فلن يرحمها والأدهى من ذلك كشفه لجريمة ابنها 

عقد خالد حاجبيه مندهشًا وسأله 

_ انت بتجول ايه حسان مين اللي تبجى حفيده؟

رد جواد تلك المرة 

_ ايوة ده يبجى آدم حسن الهليلي چوز عمتك ياسمين الله يرحمها.

ساد الصمت بين الجميع وكل واحد يدور بخلده آلاف الاسئلة فينهى جواد تلك الحيرة قائلاً 

_ وجاه الوجت اللي تظهر فيه الحجيجة 

نظر لعدي الذي اشاح بوجهه بعيدًا عنه وتابع

_ وأولهم السرجة اللي شاركت فيها انت وأخوك ورحتوا تشغلوها مع واحد نصب عليكم الآخر 

ثم تقدم من خالد وقال بخزي

_ وانت اللي جتلت جدك بيدك وحاولت تسرج كل حاچة من غير ذرة ضمير.

نظر عدى لخالد بعدم استيعاب وسأله بذهول

_ قتل؟

اكد جواد بسخرية 

_ ايوة جتل بعد ما مضاه على تنازل وجام خنجه بالمخده بكل برود.

دلوجت جدامه حل من التنين، يخرج من الجصر ده وميعتبش ناحيته، وهسيبلك الفلوس اللي الراچل ده سرجها منيك يا إما هجدم الفيديو ده للشرطة ومش هيهمني 

وبالنسبة للورث كل واحد هياخد حجه بما يرضى الله وأولهم آدم.

أعترض خالد الذي اصبح كطير جريح وقال باحتدام

_ وهو ياخد بصفته ايه؟ إن كنت أني منعتني عن حجي.

رد جواد بنفس نهجه

_ وانت هتاخد بصفتك ايه؟ مفيش فرج لو هنتكلم بالصفة والشرع فالورث ده يتجسم على ابوي وعمي واحنا مندخلش فيه

بس عشان جدي آمني على التركة دي ولازمن يكونوا بعاد عشان ميعرفوش حجيجة ابن اخوهم اللي جتل ابوهم فكان لازمن يكون سر بينا

المحامي چاي دلوجت عشان يوثق كل حاچة ومعاه ابوي وعمي اي كلمة هتتجال هعرفهم الحجيجة واخليهم يتصرفوا معاك

رمق كريمة التي جلست بكمد تنتظر دورها فتقدم منها وهو يقول بسخط

_ وبالنسبة لعملتك انتي ومحاولة جتلك لمرتي فدي هيكون ليها حساب تاني، إنك تخرچي زي ابنك من الجصر ده بالهدوم اللي عليكي وتعيشي عند أخوكي اللي أكلتي حقه زمان دا إن جبلك عنده.

ولولا الفضيحة كنت حبستك انتي وابنك بس للأسف هعمل حساب لعمي اللي في تربته وابني اللي مهما كان واحد زي ده يبجى خاله.

نظر لعدي وتابع حديثه

_ أما بالنسبة للي كان أخ وصاحب ورمى ودنه للشيطان وبجى واحد زيه هياخد حجه ومسمحله أنه يعيش في الجصر بس عشان خاطر مرته وابنه أما سيلين هتاچي معاي المزرعة ومش هتخرج منها إلا يوم فرحها.

وآدم هكتب المصنع باسمه حجه وعوضه عن ابوه وأمه اللي اتحرم منيهم وماتوا جدام عينيه، حد عنده اعتراض؟

لم يستطيع أحد منهم التفوه بكلمة وحينها طرق الباب ودلف المحامي ومعه عامر وفايز والذي علم بدوره حقيقة آدم.

لم يرفض احدًا منهم قرار جواد وأخذ كل واحدٍ منهم نصيبه وبعد الانتهاء تقدم خالد من جواد وتحدث بتوعد

_ هخليك تندم على كل اللي عملته ده يا.. يا ابن جوز أمي.

خرج خالد وكريمة من القصر بانكسار وخزي وسيلين تنظر إليهم ببكاء لكنها تعلم بأن هذه نهاية كل ظالم.

ألقت نفسها في حضن عامر والذي بدوره احتضنها وربت على ظهرها بكلماته حانية 


اما آدم الذي ظل مع جواد بمكتبه وقال بجدية

_ اني سكت ومردتش اتكلم جدامه بس اني مش عايز حاچة من مال حسان ولا يلزمني مهما حصل 

أني هرچع بلدي لبيت ابويا وأرضه وده آخر كلام عندي.

اندهش جواد وتحدث بجدية 

_ بس ده حجك.

تحدث آدم بصدق

_ أني حجي في حسان هو ياسمين مش رايد غيرها ولو توافج تعيش معايا في بيتي هكون اكتفيت من الدنيا ومش رايد حاچة تاني منيها 


ازداد إعجاب جواد به لكنه قال بحزم

_ بس برضك حجك هيفضل باسمك زي ما هو ولو مش عايز ارباحه تجدر تعمل بيه عمل خيري يكون صدجة جارية على روح عمتي.

وافقه آدم وتابع جواد

_ طبعاً مش هينفع نعمل فرح والچو ده هنكتفي بكتب كتاب وخلاص.


اومأ له آدم بتفاهم وتحدث بصدق 

_ واني راضي طالما هتكون معايا.

     ________________


دلفت سلوى وهي تحمل الطعام لتوليب كما طلب منها توفيق وألا تتحدث معها بشيء كي لا تضايقها

_ يلا يا حبيبتي عشان تاكلي انتي شكلك مـ أكلتيش حاجة من الصبح.

نظرت توليب لنوعية الطعام باشمئزاز وكتمت انفاسها قائلة

_ لأ ارجوكي يا ماما مليش نفس.

وضعت الطعام على الفراش أمامها وقالت بإصرار 

_ مينفعش كدة لازم تاكلي حاجة على الأقل اشربي كباية اللبن دي.

تناولت الكوب لتقربه منها لكن توليب لم تتحمل رائحته وأسرعت للمرحاض وقد عاد إليها التقيء اعنف من قبله.

اغمضت سلوى عينيها باستياء وقد علمت سبب حالتها

خرجت توليب بعد قليل وقد ظهر عليها الشحوب مما أكد شك سلوى وسألتها باحتدام

_ انتي حامل؟

قالتها سلوى بحدة جعلت توليب تنتبه لحالتها.

فعادت سلوى تسألها

_ ردي عليا انتي حامل مش كدة؟

اهتزت نظراتها وشعرت بقلبها يهدر بقوة

وضعت يدها على إراديًا على جوفها وتمتمت برهبة 

_ أكيد لأ.

انفعلت سلوى أكثر من ردها وقالت باحتدام

_ يعني ايه لأ وحاجة زي دي واضحة قدامي

دلف توفيق على صوتها وقال ناهرًا إياها

_ في ايه مالك ومالها؟ انا بقولك أكليها ولا اتخانقي معها؟

تطلعت اليه بامتعاض وهي تقول بحدة

_ بنتك حامل يا أستاذ؟

نظر إليها توفيق بامتعاض وقال بانفعال

_ فين المشكلة انا مش فاهم.

ردت سلوى باندفاع

_ المشكلة يا استاذ انها جاية غضبانه وهي مكملتش شهرين أومال بعد سنة هيعمل فيها ايه، ليه تربط نفسها بواحد….

قاطعتها توليب بانفعال

_ ماما لو سمحتي دي حاجة بيني وبين جوزي ومحدش غيرنا يتدخل فيها مشاكلنا بنحلها مع بعض يعني خليكي برة الموضوع ده.

لم تتحكم سلوى في اعصابها وتقدمت منها تجذبها من ذراعها وقالت بانفعال 

_ انتي فاكرة نفسك عشان اتجوزتي تبقي حرة نفسك انا امك يا هانم وليا اني ادخل في حياتك لو شايفة إنك مش عارفة تمشيها

وبعدين انتي ناسية ان عندك دراسة هتروحيها ازاي وانتي حامل؟

لم يستطيع توفيق الصمت اكثر من ذلك وقال بأمر

_ هي كلمة واحدة هقولها سيبي البنت واطلعي برة.

زمت فمها بغضب وهمت بالتحدث لكنها تركتهم وخرجت من الغرفة وصفقت الباب خلفها بحدة 

انتهى ثبات توليب واجهشت في البكاء فتقدم توفيق منها ليربت على كتفها وتمتم باحتواء 

_ متزعليش من مامتك انتي عارفة اسلوبها.

مسحت دموعها التي تنزل بغزارة وتمتمت بخفوت 

_ انا مش بعيط زعل منها انا مستغربة انه مفكرش يسأل عليا ولا يعرف انا فين زي ما يكون ما صدق وخلص مني.

رغم تأييده لأتهامها لكنه تحدث بحكمة

_ متحاوليش تفهمبني انه محسش بيكي وانتي بتقومي من جانبه ولا وانتي بتخدي ابنه وتمشي انا معرفتي بيه سطحية صحيح بس انا عارف انا جوزت بنتي لمين وواثق أنه مستحيل يسيبك تمشي من غير ما يكون مطمن عليكي

هو له حق ميسألش لأنك غلطتي لما مشيتي من غير ما تعرفيه.

كان ممكن إنك تروحي المزرعة عند أمه كان هيبقى أفضل بكتير من إنك تسحبي نفسك وتسيبي البلد ولوحدك كمان، في النقطة دى بالذات انا بلتمسله العذر.

الصبح إن شاء الله هتكلم معاه وانتي حاولي تضغطي على نفسك وتاكلي أي حاجة خفيفية كدة ونامي، متقلقيش على يزن هو مبسوط مع تميم أوي.

أومأت توليب وخرج توفيق من الغرفة فتعيد هي الكرة ما إن نظرت إلى كوب اللبن.


نكمل بكرة مع الخاتمة♥️♥️




تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع