القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم : الشيماء محمد احمد

 

رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم : الشيماء محمد احمد






رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم : الشيماء محمد احمد



عاصفة الهوى ( ٣٥)


بقلم : الشيماء محمد أحمد

#شيموووو

سيف خرج وركب عربيته واتصل ببدر : عرضك لسه قائم ولا ايه ؟ 

بدر ابتسم ورد بهزار : يعني أنا لو قلتلك البيت بيتك فحرفيًا البيت بيتك .

 ضحكوا بعدها بدر قال : مستنيك يلا أصلًا ماكنتش حابب آكل لوحدي والرابطة اللي برا بيتكاتروا عليا تعال نعمل جبهة ضدهم يلا . 

قفل وخرج لهند ناداها : بقولك سيف جاي يتغدى معايا ، عندك أكل كفاية ولا أطلب ؟ 

ابتسمت : لا في الحمد لله أكيد مش هاكل ومش هعمل حسابكم ، أصلا كنت مستنياكم انتم الاتنين - قبل ما يتحرك مسكت دراعه ونبهته - همس شكلها متخانق مع سيف فبلاش تقولها انه جاي لتطلع جنانها علينا .

كشر بحيرة: طيب ليه ماقلتيش انها زعلانة منه ؟ إن شاء الله يتصالحوا على طول أصلًا الاتنين مش بيتحملوا زعل بعض . 

 

هند دخلت عند أحلام المطبخ وطلبت منها تسخن الأكل لسيف وبدر بس تستنى تجهز السفرة أول ما يوصل سيف . 

همس كانت قافلة موبايلها وكل شوية بتفكر تفتحه بس بتتراجع ، سمعت نادر بيقولها : طيب كلميه أو على الأقل افتحي موبايلك علشان يعرف يكلمك 

رفضت بسرعة : مش عايزة أكلمه ولا عايزاه يكلمني . 

ابتسم وقعد جنبها : امال كل شوية تمسكي الموبايل تبصيله وبعدها تفتكري انك قافلاه ليه ؟ 

حركت كتفها: تعود مش أكتر . 

جرس الباب رن وبدر راح يفتح ، همس بصت لأخوها : مين ممكن يكون جاي هنا ؟ انت قلت لملك ؟ 

نفى براسه وبصوا للباب بس سمعوا صوته بيهزر مع بدر فهمس كشرت ولسه هتقوم بس نادر مسك دراعها : خليكي مكانك هتهربي لفين؟ وبعدين دي شقته هيدخلك لجوا، اقعدي ولو عايزاني أتدخل اؤمري . 

أخدت نفس طويل وهي مستنياه يدخل وقلبها بيدق بسرعة وعنف وبدون وعي بتضغط على ايد أخوها ومرة واحدة بصتله بتوتر: نادر مش عايزة أروح معاه لو سمحت . 

نادر استغرب نبرتها ونظرتها بس قبل ما يرد دخل سيف وسلم على هند اللي قابلته أول واحدة : عيني عليك باردة ، وشك بدأ يروق أهو 

سيف بمزاح : قصدك شكلي مابقاش طالع من خناقة مضروب فيها علقة ؟ 

هند بضحك : بالظبط كده 

سيف بص ناحية همس اللي باصة بعيد وسأل هند بصوت يادوب مسموع : ايه أخبارها ؟ شكلها ما يبشرش بخير 

ابتسمت وبصت لأختها : لا ما يبشرش ، شكلك عامل عملة ولا ايه ؟ 

اتنهد ورفع كتفه بحيرة بعدها جه أنس اللي ناداه: عمو سيف 

سلم عليه بعدها أنس قاله بحماس : مش أنا بدأت أتدرب إسكواش ؟ ايه رأيك تدربني ؟ 

سيف بهزار : أنا يا ابني ؟ 

بدر بضحك : يعني ده وشه خير دليل على مهارته في اللعبة . 

سيف : قوله ، يا ابني شوفلك لعبة غيرها ، لعبة الإسكواش كانت لعبة هادية أول مرة أعرف انها عنيفة كده . 

راح سلم على نادر اللي اضطر يقف قدامه بينه وبين همس ومحتار يعمل ايه ؟ سيف لاحظ حركته واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة هما الاتنين قطعها سيف بابتسامة مزيفة: ايه يا دكتور نادر، عايز أسلم على مراتي اللي ما شوفتهاش من الصبح ، ولا عندك مانع ؟ 

نادر : كنت كلمتها في الموبايل 

كان عارف ان موبايل أخته مقفول بس عايز يعرف هو حاول يتصل ولا ما اتصلش أساسًا 

سيف بهدوء : موبايلها مقفول من بدري . 

نوعًا ما ارتاح بس رد : كنت كلمتني أنا أو هند.

سيف بتهكم : الحاسة السادسة بتاعتي تقريبًا عطلانة لاني ماخمنتش انها عند هند أو انت معاها وإلا أكيد كنت هتصل . 

نادر استغرب لانه ما يعرفش ان همس مش قايلاله هي فين ؟ ولا هو عارف وبيستعبط؟ ردد بجدية : يعني همس هتخرج تروح فين غير عندي أو عند هند ؟ 

سيف بنفاد صبر : يا ابني معرفش انها خرجت أساسًا من البيت وبعدين هو تحقيق يا نادر ولا ايه ؟ 

بدر اتدخل بينهم بلطف : ولا تحقيق ولا حاجة ، نادر متقمص شخصية المحقق كونان تقريبًا ، اقعد يا ابني جنب مراتك وانت - مسك دراع نادر شده - تعال لاحسن عندك أخو مراتك ما يتوصاش وداين تدان ها ؟ اعمل حساب بكرا . 

سيف قعد جنب همس اللي ساكتة تماما : قافلة موبايلك ليه ؟ 

ردت بدون ما تبصله : فصل شحن ومش معايا شاحن . 

سيف بصلها وقال ببساطة : لو دخلتي أوضة نومك كنتي هتلاقي شاحن ، عواطف مش هتنسى حاجة زي دي . 

اتنهدت بضيق : مافكرتش وماكنتش عايزة أشحنه وما احتجتلهوش أصلًا . 

كلامهم كان همس بينهم هما الاتنين 

سيف : ما قلتيش انك خارجة من البيت أصلًا،  يعني حتى لو متخانقين ده ما يديكيش الحق انك تخرجي بدون إذني ولا ايه ؟ 

بصتله وردت بقوة : والله يا سيف أنا حاليا بفكر أخرج عن إذنك وعن طوعك وعن كل حاجة تخصك . 

بصلها بصدمة : قصدك ايه ؟ 

همست بغيظ : قصدي اللي فهمته بالظبط ، بعد إذنك 

قامت بس مسك دراعها وقفها : استني

 نادر اتدخل بينهم و مسك دراع سيف اللي ماسك أخته فبصله بضيق : في ايه يا نادر مالك ؟ 

نادر بهدوء: في انك مضايقها وطالما هي مش عايزة تتكلم معاك دلوقتي يبقى تحترم رغبتها يا سيف ومعلش لو انت جاي تاخدها فسيبها النهارده ماتروحش معاك . 

سيف نقل نظراته بينه هو وهمس ورد باستنكار : انت بتقول ايه ؟ مين دي اللي مش هتروح معايا ؟ 

نادر بتأكيد : همس مش هتروح معاك . 

بدر اتدخل بينهم و وقف في النص : وبعدين معاكم ؟ نادر الأمور ما بتتحلش كده .

سيف تجاهل بدر وقاله: انت عارف أصلًا احنا ايه بينا ولا زعلانين من ايه ولا حصل ايه ؟ 

نادر بإصرار : ولا يهمني ولايفرق معايا . 

سيف باستغراب : امال ايه اللي يهمك ؟ 

نادر وضح : يهمني أختي متضايقة منك ومش عايزة تروح معاك وده في حد ذاته كفاية بالنسبالي ، سواء هي غلطانة سواء انت غلطان ما يفرقش معايا ، هي مش عايزة تمشي معاك خلص الكلام بالنسبالي . 

سيف بص لهمس بعتاب : انتِ بجد مش عايزة تمشي معايا ؟ 

 بصتله بدون رد وكلامه وخناقه بيترددوا في ودانها

 كرر: همس ردي عليا مش عايزة تروحي معايا ؟ 

قبل ما تنطق بدر شد سيف : ينفع تيجي نتغدى مع بعض وتهدوا ؟ سيبها تهدا وادخلوا اتكلموا براحتكم مش بالشكل ده ومش قدام الكل كده . 

سيف باعتراض : هو أنا نطقت ولا سيادته واقف في وشي زي ما يكون حامي الحمى

نادر بتأكيد : أيوة أنا كده وبعدين لو أختي مش هتتحامى فيا هتتحامى في مين ؟ فيك انت ؟ 

سيف بتأكيد : اه يا نادر المفروض فيا أنا بس معرفش هي من امتى احتاجت لحد يحميها مني ؟ 

همس بمغزى : من ساعة ما انت شوهت كل حاجة بينا .

سيف باستنكار : اللي يسمعك يقول اني مديت ايدي عليكي ولا ارتكبت جناية في حقك يا همس 

زعقت بغضب: عارف لو مديت ايدك عليا كنت ممكن أعذرك وأقول اتعصب ولا متنرفز بس اللي عملته بالنسبالي كان أبشع من الضرب مليون مرة . 

سيف بغضب : في ايه يا همس لكل ده ؟ أنا مافتحتش بوقي بكلمة واحدة قصادك ،  ما غلطتش فيكي حتى ، موقف ضايقني وسألتك سؤالين وخلص الحوار لكن اللي انتِ فضلتي ترغي وتهري فيه ده كله ولا يفرق معايا ولا حتى سمعت حرف منه . 

حركت راسها برفض : أنا مش عايزة أسمع مبررات منك ، وعلى فكرة أنا مش هروح معاك ، بعد إذنكم . 

سابتهم ودخلت جوا والصمت سيطر عليهم كلهم بعد ما صرحت انها مش هتمشي معاه . 

بدر مسك دراع سيف : تعال اقعد معايا شوية وسيبها تهدا ، ادخلي يا هند هديها وانت يا نادر اه انت بتحب اخواتك البنات واه حقك تحميهم بس مش بإنك تشجعهم على الغلط وتشجعهم يتمادوا فيه ، هل أختك هتكون مبسوطة ولا سعيدة من غير جوزها ؟ 

نادر بلوم : و ده يديله الحق يزعلها ؟ 

سيف ضرب كف بكف وبدر قاله : طالما ما تعرفش ايه حصل بينهم وايه وجه الزعل يبقى تفضل حيادي بينهم ولا تاخد صفها ولا تاخد صفه انت مش لسه هتعرف سيف ولا انت تايه عن حبه لمراته . 

نادر باستسلام : ماشي مش هتدخل بينهم بس مش هتمشي معاه غصب عنها . 

سابهم ودخل البلكونة وبدر أخد سيف وقعدوا مع بعض لوحدهم ، بدر حاول يلطف فقاله بمرح : طبعا مش باينلها غدا صح ؟ طيب أنا جعان 

سيف ابتسم بضيق : يا عم قوم اتغدى حد منعك ؟

بصله : طيب هتيجي تتغدى معايا ؟ هي اتغدت مع اخواتها تعال معايا ناكل مع بعض 

سيف فضل ساكت بس أحلام جت سلمت على سيف اللي ابتسم بمجاملة وسلم عليها وبعدها بلغتهم ان السفرة جاهزة . 

بدر شد سيف يقعد معاه وبالفعل قام معاه بس ماعرفش ياكل و اكتفى بكام معلقة مع بدر علشان ما يزعلش .  


همس جوا في أوضتها وهند دخلت عندها : وبعدين ؟ مش هتروحي معاه بجد ؟

همس بصتلها : مش عارفة ، مش عايزة ، سيف وجعني فوق ما تتخيلي يا هند . 

هند قربت منها بحيرة: هو بيقول ما غلطش فيكي ولا زعلك ولا

قاطعتها همس بضيق : بتبلى عليه أنا ؟ هند سيبيني لوحدي بالله عليكي . 

هند اتنهدت : طيب هتروحي معاه ولا هتعملي ايه ؟ وبعدين ما تنسيش ده بيته وممكن يدخل يبات هنا في أوضته 

همس بصتلها بحزن : هروح مع نادر مش هفضل هنا ، اطلعي خليه يمشي لوحده . 

هند خرجت وراحت عندهم فكلهم بصولها بس هزت دماغها برفض فنادر سألها : مش هتروح معاه ؟ 

هند : لا مش هتروح معاه وبتقول هتروح معاك بيتك . 

سيف وقف وبص لنادر بضيق : ينفع أدخل أتكلم معاها لوحدنا ولا ممنوع يا دكتور نادر ؟ 

نادر بصله كتير قبل ما يوضح : على فكرة يا سيف أنا مش حابب زعلكم ده ولا حابب اني أقف بينكم بالعكس ببقى مبسوط وانتم كويسين مع بعض بس دي أختي الصغيرة ولما تستنجد بيا لا يمكن أردها . 

سيف اتنهد : عارف ومقدر موقفك بس عايز أتكلم معاها ولو فضلت على موقفها براحتها سواء عايزة تفضل هنا، تروح معاك ، المكان اللي يناسبها تروحه مش هجبرها أكيد . 

دخلها وهي كانت قاعدة على الكنبة اللي في الأوضة ومربعة ايديها ، قرب وقعد جنبها بهدوء وسند ايديه على ركبه وشبك صوابعه وسألها : وبعدين معاكي ؟ 

ماردتش عليه وفضلت ساكتة فكمل : لو بدر ماكانش هنا هو وأختك كنت قلت نفضل هنا بس مش هينفع علشان خاطر أختك تاخد راحتها فـ يلا بينا على الفيلا يا همس . 

فضلت برضه ساكتة فلف ناحيتها وقال بوضوح : على فكرة بس، أنا ما اتكلمتش انتِ اللي اتكلمتي وانتِ اللي هبلتي أنا كل اللي عملته اني سكت لا علقت بحلو ولا بوحش .

بصتله بحدة : وسبحان الله بقيت أنا اللي مجنونة وأنا اللي هبلة وأنا اللي بفترض حاجات ماحصلتش؟ 

أكد بضيق : أيوة طبعا انتِ بتحمليني ذنب مش ذنبي 

همس بصت قدامها وقالت بجمود: خلاص أنا مجنونة عايز مني ايه ؟ سيبني في حالي وخليك في حالك . 

أخد نفس طويل قبل ما ينفخه بضيق : انتِ حالي يا همس . 

قالت بتهكم : ما أسهل الكلام صح !

سيف اتنرفز : أنا عمري في حياتي كلها ماكنت بتاع كلام ، أنا كنت متضايق من شخص معين سألت طلعتي مكتبه ولا لا، فجأة لقيتك بتدخلينا لسكة غريبة مالهاش معنى كان ممكن تنتهي بكلمة لا ماروحتش و خلص الحوار ، لكن لا ما ينفعش لازم أتفزلك وأقول ليه وعلشان ايه ولنفترض روحت ولنفترض اتهببت وأرجع أجيب شريط حياتي وأقول كلام أهبل مالهوش معنى وأتكلم عن الحب والحياة وعن أمي ونصايحها وكلام أقسم بالله كله تخلف ولا كان في بالي ولا كان فيا دماغ أرد عليه ولا قادر أدخل معاكي في مهاترات احنا في غنى عنها ، شايفاني شايط وعلى آخري ومتنرفز يبقى تسكتي في الوقت ده وتردي على قد السؤال وبعدها اعملي ما بدالك عاتبي واتخانقي وزعقي بس خليني أعدي حالة الغضب اللي كنت فيها . 

سمعته ونوعًا ما جزء منها بدأ يهدا ويشتاقله ويفتكر كلام سلوى ونصيحتها بس جزء تاني غضبان ومش مجرد كلام هيهديه ومابقتش عارفة تعمل ايه ؟ 

حط ايده على رجلها : يلا 

نفضت رجلها بعيد من لمسته فقطع كلامه واتنرفز : هو في ايه يا همس ؟ 

لفت ناحيته وردت بقوة : في اني حاليًا مش طايقاك يا سيف ، مش طايقة لمسة منك حتى الكلام اللي بتقوله مش قابلاه ومش عارفة أسمعه ، انت اتهمتني في شرفي ، شككت في أخلاقي ، خليتني ندمت ، أقسم بالله ندمت النهارده اني حبيتك ودي لأول مرة تحصل ، يعني وسط كل اللي مرينا به وخطوبتك لواحدة غيري لكن قلبي من جوا عمره ما ندم انه حبك لكن النهارده ندمت، ندمت اني طلعت مكتبك في يوم ، ندمت اني نسيت نفسي في حبك وسمحت للحب يسيطر عليا ، ندمت على كل السنة اللي فاتت بكل تفاصيلها . 

وقف وحاول يتكلم بهدوء بس صوته خانه وخرج بعصبية طفيفة : ليه كل ده ها ؟ علشان سألت روحتي مكتبه ولا لا؟ 

وقفت قصاده وردت بعنف: لا طبعا ليه متخلفة ولا هبلة هزعل من سؤال ؟ زعلت من اتهامك اني بلف على الدكاترة مع اني أكدتلك ألف مرة اني عمري ما روحت مكتب دكتور تاني غيرك ودكتور ممدوح، اتهمتني اني ممكن أعجب به وأحبه وأقول بيهتم بيا زي ما عملت معاك ، اتهمتني اني ممكن أطلع مكتبه ويلمسني ويلمس جسمي علشان هو واطي ، انت اتهمتني كذا اتهام النهارده وانت بنفسك اللي قلت ان دي كانت البداية مش أنا اللي افترضت زي ما بتقول دلوقتي ، انت قلت دكتور راجع من برا وذكي وشاطر وبيتكلم حلو ممكن أعيده من تاني ، أصل أنا واطية وبتاعة رجالة دايرة ألف على كل راجل يظهر قدامي صح ؟ دايما بتتهمني اني مش بفهم باطن الكلام بس كل كلامك ده كان معناه ومش انت اللي بتقول كلام مش عارف معناه ، انت في وسط الأزمات وفي وسط الناس والصحافة بتوزن كلامك مهما تكون متعصب فانت اتكلمت وانت عارف انت بتقول ايه وقصدك ايه . 

سمعها بذهول من كلامها اللي ما قصدش منه ولا كلمة ولا حتى قال كدا 

همس سكتت وأخدت نفسها وكملت باتهام : وبعدين بتقول اللي يسمعك يقول اني مديت ايدي عليكي ، سيادتك اه مديت ايدك عليا 

بصلها باستنكار ورفض فقلعت البلوزة اللي لابساها و ورتله دراعها الأزرق مكان ضغطة ايده وكملت بنبرة معاتبة: أنا اتوجعت وانت ولا شوفتني ولا حسيت بيا . 

مد ايده يلمس دراعها بس لبست البلوزة بتاعتها وبعدت عنه بحزن: فانت وجعتني بكل الطرق الممكنة النهارده. 

رجع خطوة لورا ولأول مرة ما يكونش لاقي كلام يقوله ولا حاجة يعملها . 

سكت شوية مش عارف يقول ايه بعدها وضح بصدق : معرفش هتصدقيني ولا لا بس أنا مش فاكر ولا كلمة من اللي قلته الصبح ولا عارف عملت ايه ولا فاكر اني مسكت ايدك ضغطت عليها للدرجة دي بس اللي عارفه واللي واثق منه اني عمري ما شكيت فيكي ولا عمر أخلاقك كانت موضع نقاش بالنسبالي ، أنا لو هشك في واحدة يا همس مش هشيلها اسمي واسم العيلة ، أنا قلتلك البداية بالنسبة لحاتم مش منك ، على انه هيحاول يتمادى ، إنما ماقلتش انت هتعملي كدا أبدا ولا عمري هقولها، أنا عارف كويس انتِ مين وأصلك ايه، وماطلعتكيش بتلفي على المكاتب علشان حاجة ، الكلام ده ماطلعش مني ولا هيطلع أبدا، و دلوقتي قوليلي حابة تعملي ايه ؟ أنا تعبان ومرهق ويومي كان طويل وأقسم بالله واقف على رجلي بالعافية لو اعتذاري هيفرق معاكي فحقك على راسي من فوق لكن والله ما أقصد أي كلمة من كل اللي قلتيه ولو عايزاني أعتذرلك قدام اخواتك برا وأبوس راسك برضه مستعد لده بس يلا نرجع بيتنا وخليكي معايا . 

فضل واقف قدامها وهي واقفة بجمود ففهم انها مش عايزة تروح معاه ، قرب منها مسك دراعاتها الاتنين وحرك ايديه عليهم بحنان وقال باعتذار : حقك عليا سامحيني لو زعلتك ، خليكي براحتك لحد ما أعصابك ترتاح رغم اني مش هعرف أنام وانتِ بعيدة عني. 

باس خدها وسابها وخرج وهي قلبها وجعها وتقريبًا سابها وخرج وراه غمضت عينيها مع قفله للباب فسمحت لدموعها تنزل لانها حابساهم من بدري . 


سيف أول ما خرج الكل وقف وبدر قاله: ايه الأخبار ؟ 

سيف حاول يبتسم : هي حابة تفضل مع هند النهارده فخليها براحتها ، يلا أنا هسيبكم  ترتاحوا .

بدر وقفه : طيب خليك قاعد معانا شوية أو خليك هنا الليلة دي وفرصة ممكن تتصالحوا 

شكره وبص لنادر : أنا آسف يا نادر لو اتعصبت عليك بس معلش تعبان شوية وده مخليني هجومي فحقك عليا .

نادر قرب منه واعتذر بصدق: سيف أنا اللي آسف لاني بجد اتصرفت بغباء ، معلش سامحني بس زي ما قلتلك أنا غصب عني في صف أختي الصغيرة . 

ابتسم بتفهم : مفيش حاجة بجد وأختك ، مش عارف أقولك ايه بس إن شاء الله هتروق ونعرف نتكلم مع بعض فخليها الليلة دي هنا وبكرا ربنا يسهلها . 


مشي على البيت وأول ما دخل لوحده سلوى سألته باهتمام : امال همس فين ؟ ماجتش معاك ليه ؟ 

بصلها وطلع ضيقه عليها : هو مش سيادتك خرجتيها من هنا ؟ يعني أنا مش فاهم حضرتك بتتدخلي ليه ؟ مبسوطين وبنهزر بتتدخلي وتقولي غلط وصح ، زعلانين برضه بتتدخلي .

زعقت فيه : أنا كان قصدي هي تغير جو مش أكتر

زعق بضيق: أنا مش فاهم بصراحة متخانق أنا وهي فبأي منطق ان الصح تخليها تطلع من بيتها وتقعد مع اخواتها ؟ يعني لو هي هنا هيبقى سهل نتكلم وسهل نتصالح لكن لما تبعديها كده المفروض أصالحها ازاي ؟ تعرفي ان أخوها وقف في وشي وقالي مش هتروح معاك ؟ والله يا أمي أنا مابقيتش فاهمك .

سلوى بتبرير : أنا كان قصدي بس تهدي أعصابها مش أكتر .

سيف بتعب وإرهاق : وأنا تعبت من تدخل حضرتك في كل تفاصيلنا ولعلمك بس أول ما بدر يفضي شقتي هنقل فيها ، أنا ما نسيتش اللي حصل آخر مرة لكن ما أخدتش رد فعل علشان أهل همس كانوا هنا ، فالموضوع وقت مش أكتر بدر يا هيوافق يفضل معانا ويروح سكنه الخاص يا إما هيرجع بيته وفي كلتا الحالتين هروح شقتي أستقر فيها . 

عز كان نازل من أول ما سمع صوتهم العالي بس فضل واقف على السلم مكانه ما اتدخلش بينهم . 

سيف طالع فوق و وقف جنب أبوه سأله : حضرتك عايز حاجة مني ؟ 

عز ربت على كتفه بمواساة: اطلع ارتاح وما تخافش همس هترجع لحضنك خليها تزعل وانت صالحها بس اديها وقتها . 

طلع أوضته رمى نفسه على السرير بإرهاق ، عز نزل لمراته وقف قصادها واستجوبها : ايه هو اللي ابنك مش ناسيه ؟ عملتي ايه ؟ يوم ما نزف الصبح كان على آخره ومتضايق وتقريبا ماكانش بيكلمك فعملتي ايه ؟ 

سلوى بعدت عنه وقعدت على الانتريه : بقولك ايه يا عز أنا مش حمل مناهدة و 

قاطعها بصرامة: عملتي ايه جننه ؟ ردي عليا ؟ وليه مشيتي همس النهارده؟ يعني من امتى البعد بين اتنين متخانقين بيصلح بينهم ؟ ها؟ 

ساوى بدفاع: أنا بس قلتلها تغير جو معرفش انهم زعلانين بالشكل ده تخيلته بس اتنرفز عليها . 

عز بغيظ : طيب وعملتي ايه قبل كده فاكرهولك و واخد قرار بسببه يسيب البيت ؟ 

سكتت فزعق : ردي يا سلوى عملتي ايه ؟ 

كشرت وفكرت تسيبه وتقوم بس هل بتنصح همس وهي بتعارض نصيحتها ؟ 

جاوبته بحذر: يومها لو تفتكر قلتلي اطلعي نادي عليه و أشوفه هيفطر ولا لا ؟ 

عز بتحفز : وبعدين ؟ ايه المشكلة ؟ 

سلوى بنرفزة : المشكلة اني قبلها خبطت عليه محدش رد افترضت انه نايم ، شويه وخبطت عليه تاني برده محدش رد ، قلقت عليه يكون في حاجة حصلت لان أكتر من ساعة بخبط ومحدش بيرد و افترضت ان همس في الجامعة لانها قالت وراها محاضرات مهمة .

عز بفضول : أيوة وبعدين؟ ايه اللي حصل؟ كل اللي قلتيه مافيهوش حاجة تزعل . 

سلوى بتوتر : ماهو بعدها فتحت الباب ودخلت أطمن على سيف بس تقريبا كانوا في الحمام ولسه خارجين ومع بعض . 

سكتت فافترض الباقي وكمل : وطبعا ابنك اتجنن وبتلميحاتك السخيفة كل شوية وتدخلك في كل كبيرة وصغيرة وصلتيه لمرحلة انه مابقاش طايق البيت وعايز يسيبه بأي شكل ، تمام يا سلوى ، تمام . 

سابها وطالع فجريت وراه بقلق: تمام ايه ؟ أنا ماكانش قصدي أنا بس 

قاطعها بزعيق : انتِ بس بتحب تسيطري على كل اللي حواليكي وتحبي كل حاجة تمشي على هواكي وبمزاجك غير كده تنكدي على الكل . 

سلوى وقفت في وشه : أنا مش كده وكفاية اتهامات أنا بس قلتلها تفك عن نفسها 

عز بغيظ : واهي سابتله البيت ومارضيتش ترجع معاه يارب تكوني مبسوطة بقى . 

سابها وطلع أوضته وأنهى الجدال العقيم ده وجواه قرار اتأخر فيه كتير . 


نور في بيتها بتكلم المحامي : أيوة يا أستاذ هاني أنا مدام نور ، حبيت بس أطمن على القضية امتى هيكون ابني معايا ؟ 

هاني بهدوء : لا اصبري قواضي الحضانة بتطول شوية بس الكل بياخد صف الأم ما تقلقيش فالموضوع شوية وقت وابنك هيكون في حضنك وخصوصا انه صغير في السن فالحضانة حقك انتِ . 

ابتسمت بارتياح وهي بتتخيل اللحظة اللي تاخد حضانة ابنها وتمد لسانها للعيلة كلها . 


سيف حاول ينام بس ماعرفش ، قضى الليل كله ييتقلب كأنه بيتقلب على جمر، زفر بأرق وسند راسه على السرير وكلام همس مش مفارقه؛ ازاي هان عليها يوصلها كدا بدون قصد؟ ليه عصبيته بقت تطولها هي أكتر واحدة؟ طيب ياترى هي دلوقتي نايمة عادي وهو مش في بالها ولا مش عارفة تنام من غيره زيه؟ مسك موبايله وفكر يبعتلها رسالة بس خاف تعمله بلوك زي عادتها ! رمى التليفون جنبه على السرير واتنهد بضيق واتأكد انه مش هيعرف ينام طالما هي مش معاه


حالها ماكانش أحسن منه فضلت سهرانة ومش عارفة تنام، حاولت تذاكر بس مش مركزة في ولا حرف ، سألت نفسها هي غلطت لما رفضت ترجع معاه ولا ده الصح؟ عقلها استرجع كلامه ليها فغضبها رجع تاني ورددت : يستاهل 


كريم صحي بدري من نومه قام نزل دخل المطبخ ، قابلته أم فتحي : خير يا كريم عايز حاجة ؟ 

ابتسم بحرج : عايز فطار في أوضتنا يا أم فتحي ، ينفع ؟ 

ابتسمت وشاورت على عينيها وردت وهي بتجهزه وشاكسته: بقالك كتير مش بتعمل كده ، انت بطلت تحبها زي الأول ؟ 

اتصدم من كلامها : لا طبعا انتِ بتقولي ايه ؟ 

بصتله ببساطة : مش أنا اللي بقول يا حبيبي ، تصرفاتك اللي بتقول ، كنت بتاخدلها فطار ، لما بتتعب بتعملها حاجات سخنة بايديك ، كنت بتاخدها تعشيها برا ، كنت بتعمل حاجات كتيرة أوي يا كريم بطلت تعملها ، اه الدنيا والشغل والظروف بتحكم بس ايه هيخلينا نتحمل كل ده لو الحب قل أو بطلنا نعبر عنه ؟ 

بصلها بتمعن وسألها : انتِ ليه حكيمة أوي كده ؟ 

ردت بابتسامة : الدنيا علمتني كتير يا ابني 

حاول يطمنها أو يمكن حاول يقنع نفسه انه مش مقصر بالشكل ده وقال: أنا بعشق أمل يا أم فتحي ، حبها جوا دمي ، اه ممكن أكون قللت اهتمامي شوية بس ده بسبب الظروف اللي بنمر بها وضغوطات الشغل مش أكتر ، أما الحب موجود وبيكبر جوانا تعبيرنا عنه هو اللي اختلف مش أكتر .

جهزت الصينية وحطت عليها كل حاجة وبصتله : ماشي مش هننكر ضغوطات الحياة ولا ننكر ان في إياد في النص له متطلباته بس خلي بالك من نقطه ان كلنا مهما كبرنا ومهما انضغطنا بنحب الاهتمام ، فالحركات البسيطة اللي كنت بتعملها ارجع اعملها لانها بتفرح أي ست . 

أخد الصينية بابتسامة : ربنا ما يحرمني منك يا قمر . 

طلع أوضته وقعد على السرير و حط الصينية على جنب وأخد وردة صحى أمل بهمس : أمل ، اصحي يا حبيبي . 

همهمت بنعاس : خليني شوية كمان يا كريم بالله عليك . 

اتردد يصحيها ولا يسيبها نايمة شوية 

مشى الوردة على خدها وهي بتبعدها بايدها بعدها فتحت عينيها بانزعاج تشوف ايه دي فلاحظت الوردة فابتسمت وسألته بنعاس : انت صاحي من بدري ؟ 

ابتسم وقرب منها أكتر: يادوب من شوية ، تحبي تنامي شوية ولا تصحي نفطر مع بعض؟

بصتله بتردد : نفطر فين ؟ قصدك نخرج برا نفطر ؟ 

ابتسامته وسعت وشاور على الصينية : قصدي نفطر على السرير أنا وانتِ

اتعدلت بابتسامة : طبعا نفطر مع بعض .

جاب الصينية وحطها قدامها وقعد قصادها فبصتلها وبصتله بسعادة: وحشني كريم ده أوي . 

استغرب لانه مش متخيل ان كلام أم فتحي صح وانه بطل يظهر حبه فسألها : ليه يا أمل ؟ 

استغربت : ليه ايه ؟ 

بص لعينيها بجدية : ليه كريم ده واحشك ؟ أنا طول الوقت معاكي وفي حضنك وبحبك وأعتقد انك عارفة ده كويس . 

ابتسمت وأخدت نفس طويل : معرفش ، اه معايا واه بتحبني وده واثقة منه بس حياتنا بقت … مش عارفة بقت ايه ، حاسة اننا في دوامة يا كريم ، المشاكل كترت حوالينا أوي بقت بتضغطنا من كل جانب . 

مسك ايدها بحب: عارف ان الشركة بقت حمل كبير عليكي وفيها ضغط كبير سواء بشغلك فيها معايا أو بعدي عنك بس غصب عني يا أمل انتِ أكيد عارفة ده 

ضغطت على ايده بتفهم : عارفة يا حبيبي ومقدرة ومش بلومك ، وبعدين ما تنساش أنا معاك في المشاكل دي كلها بس مش بتكلم عن الشغل بس ، حتى حياتنا الشخصية بقى عليها ضغوط ، طلاق مؤمن ، الولدين ، تعب طنط ، حاجات كتيرة أوي فخلاصة كل ده انت واحشني ، الاهتمام بتفاصيل بسيطة دي يا كريم محتاج بال رايق واحنا بالنا أبعد ما يكون عن الروقان . 

بصلها بتفاؤل : إن شاء الله فترة وهتعدي يا روحي . 

أمنت على كلامه وبدأ ياكلها وياكلوا مع بعض بهدوء . 

لمعت عينيه بخبث: تؤ تؤ في مربى يا أمل على بوقك

بصتله بشك: بجد؟ طيب همسحها

رد بسرعة: عنك انتِ ياحبيبتي همسحهالك أنا 

جت تتكلم بس قاطعها بشفايفه وهو بيبوسها بشغف مابينتهيش

بعدها بفترة طويلة كريم كان بيلبس هدومه وأمل مراقباه بابتسامة سعيدة فلاحظ ، قرب منها مسك البرنس اللي لابساه وضمه بمشاكسة: بلاش عايز أنزل 

ضحكت برقة: الله وأنا ماسكاك ولا ايه ؟ 

- حطت ايديها حوالين رقبته وهمست بدلال - انزل براحتك . 

باسها بشغف وحب ومال وقعدوا على السرير وسند راسه على راسها بابتسامة ، همسلها باعتذار : سامحيني بجد لو مقصر معاكي يا أمل و وعد مني أول ما المشاكل دي تنتهي ونعرف مين وراها هناخد أنا وانتِ شهر عسل جديد . 

حطت ايدها على وشه بمرح : وديني الكابينة اللي أخدناها وسط الميا وخفت منها علشان مش بعرف أعوم .

ابتسم بتذكر وسألها : مش هتخافي منها المرة دي؟

نفت بحركة من راسها وردت بثقة: المرة دي هتكون مختلفة في كل حاجة .

كان فاهمها بس محتاج يسمع منها فسألها ببطء : مختلفة في ايه ؟ 

أمل فاهمة من نظراته انه عارف إجابة سؤاله كويس بس محتاج يسمعها فردت برقة : حبنا زاد ، فهمنا بعض أكتر وبقينا واقفين على أرض صلبة مش لسه بنستكشف بعض ، ياااا يا كريم في حاجات كتيرة أوي اختلفت ، أنا وانت عارفين ازاي نسعد بعض وازاي نستمتع بكل لحظة مع بعض - رفعت حاجبها بمرح - والأهم من كل ده اني بقيت بعرف أعوم . 

ضحكوا وبعدها قطع الصمت المحبب بينهم موبايل كريم فاتنهد لان لحظاتهم الحلوة انتهت ، باصص ناحية موبايله بتذمر فأمل ربتت على كتفه بحب: أنا وانت مع بعض ولا يمكن حاجة تفرقنا يا حبيبي ، اه اللحظة الحلوة بتعدي بس بيجي غيرها أحلى طول ما احنا مع بعض ، وبعدين أنا راضية من وقت للتاني بصباح حلو زي ده، أو عشا حلو ، ومش بس كده أنا راضية حتى بنظرة رضا وصفا بينا وبين بعض ، فطمن قلبك لان قلبي عمران بحبك ما تقلقش رصيدك كبير أوي يغطي انشغالك ، روح شغلك علشان في ناس كتير أوي ورانا وفي بيوت كتيرة مفتوحة بتعبك ده ، ده لوحده يا كريم بيصبرني ، لما بتعب بفتكر البيوت الكتيرة المفتوحة من ورا مجموعتنا وبحمد ربنا انه جعلنا سبب لفتحها فربنا بيلهمني الصبر وبيزود حبك في قلبي ، فقوم رد على موبايلك وطمن قلبك ان حبيبته دايما جنبه مش هتمل ولا هتتعب ولا هتكتفي في يوم من الأيام . 

أخدها في حضنه بامتنان : ربنا ما يحرمني من حبك أبدًا يا أمل ويديمك أجمل نعمة في حياتي . 

ابتسمت : آمين يا روح وقلب وعقل أمل . 

بص لموبايله اللي رن من تاني وردد وهو بيتعدل : ده أكيد مؤمن اللي هيرن مرتين ورا بعض ، أو سيف 

مسك موبايله وبصلها : مؤمن . 

رد عليه وهي قامت تستعد ، خلص مكالمته بعدها دخل عندها في الدريسنج : أمل أنا رايح المحطة يا حبيبتي

استغربت : محطة ايه ؟ 

وضحلها : انتِ عارفة خالتو صفية هي وبنتها؟ - حس انها مش فاكرة فوضح أكتر - صاحبة مرات خالو 

ابتسمت بتذكر: اللي كانت شايطة فيكم دي ؟ اه افتكرتها 

 ⁃ مؤمن كلمني قال انهم في المحطة وعايزني آخدهم لعنده في المستشفى - وافقته بحركة من راسها وهو خرج بس رجع تاني - أرجعلك هنا آخدك للشركة ؟ 

ردت بسرعة : لا يا حبيبي هقابلك هناك . 


نزل كريم راحلهم قابلهم وأخدهم على المستشفى وهناك صفية دخلت لسناء اطمنت عليها وقعدت جنبها ، ناهد وصلت بفطار للكل ، عاصم ومؤمن وحتى صفية وبنتها فطروا ، بعدها ناهد اقترحت : مؤمن وانت مروح البيت تغير هدومك خد معاك سما ومامتها يرتاحوا شوية و

قاطعتها صفية : أنا مش هسيب سناء وأروح بيوت ريحوا نفسكم وبعدين أنا قلت لسما تشوفلنا أي فندق قريب هنا ننزل فيه و

ناهد قاطعتها : فندق ايه يا ست انتِ ؟ عيب اللي بتقوليه ده 

جادلوا كتير لحد ما سناء زعقت بتعب : وبعدين معاكم انتم الاتنين ؟ كفاية تعبتوني أكتر ما أنا تعبانة ، صفية عيب كلامك ده ، خديهم يا ناهد يرتاحوا شوية وابقوا تعالوا 

صفية استسلمت : طيب بس خلي ناهد جنبك مش هنمشي كلنا ونسيبك ، خليها لحد ما أجيلك وبعدها هي تروح يعني مش حابة تقعدي لوحدك . 

أخدهم مؤمن هو وأبوه وروحوا على البيت وأمل استقبلتهم وساعدتهم يطلعوا أوضتهم بعدها كانت محروجة تسيبهم وتروح الشركة فاتصلت بكريم بلغته انها مش هتيجي الشركة بس هتروح الكورس عند ناريمان.

نزلت كانت سما قاعدة على الأرض بين إياد وإيان فوقفت تراقبها من بعيد وهي بتفكر في نور اللي هدت بيتها واستقرارها وازاي قدرت تبعد عن ابنها كل ده . 

انتبهت على صوت حد وراها كان مؤمن نازل وسعتله بس وقف قصادها : انتِ رايحة الشركة يا أمل ؟ 

نفت بتردد : أعتقد لا ، خليني معاهم طالما نونا في المستشفى .

مؤمن بحزن : أنا عارف اني تعبتكم

قاطعته بسرعة : إياك تكمل يا مؤمن ، ربنا يقوم ماما بالسلامة وترجع تنور بيتها ، أزمة وهتعدي إن شاء الله ، اعتبرها عاصفة جديدة يا سيدي .

ابتسم : على العموم برضه متشكر لوقفتك معايا ومع إيان .

ابتسمت : اطمن عليه وشوف هتروح المستشفى ولا الشركة  

وضحلها : هروح الشركة شوية لكريم وبعدها ربنا يسهل .

نزل وأول ما سما شافته وقفت بارتباك : بحب الأطفال 

ابتسم لارتباكها والولدين جريوا عليه فقعد قصادهم على الأرض : كلنا مش انتِ لوحدك . 

قعد معاهم دقيقة قبل ما يقف بابتسامة ممتنة: متشكر يا دكتورة انك جبتي خالتو وجيتوا ، أمي بتحبها كتير .

ابتسمت : وهي كمان ، أصلًا قالتلي - قلدتها -  انتِ يا بت لو ما أخدتيش اجازة و وصلتيني هروح لوحدي . 

ابتسم بمرح : وعرفتي تاخدي اجازة ولا ؟ 

طمنته : لا أخدت الحمد لله - حست بإحراجه وارتباكه فوسعت من طريقه تماما - روح شغلك ما تقلقش علينا . 

هز دماغه ونبهها : طيب في سواق خاص لو حبيتي تتحركي أو تروحي أي مكان 

شكرته وهو انسحب على الشركة بعدها .


سلوى صحيت من نومها ، دخلت المطبخ تجهز الفطار و طلبت من عواطف تصحي سيف علشان ما يتأخرش ، عواطف بلغتها ان سيف نزل الشركة من بدري وحتى عز كمان نزل معاه . 

قعدت محبطة انها هتفطر لوحدها وهي بتفكر ازاي ترجع همس البيت . 

سيف في الشركة في مكتبه كان مخنوق ومتضايق ، دخل عنده بدر اللي وقف استقبله بعدها كان هيسأله عن همس لكن تراجع فبدر فهم وابتسم وحاول يتكلم بشكل طبيعي : معلش اتأخرت النهارده شوية علشان بس وصلت همس الجامعة قبل ما أجي على هنا . 

سيف ابتسم بامتنان بس بعدها هزر : لو متخيل ان ده سبب هيغفرلك تأخيرك فتبقى غلطان سيادتك . 

بدر مثل الصدمة: تصدق أنا غلطان ، بعد كده هقولها تطلب أوبر بما ان مدير الشركة رخم بالشكل ده . 

سيف بضحك : قصدك أبويا رخم ؟ هبلغه رأيك فيه .

بدر بسرعة : أبوك مين يا عم انت عايز تلبسنا في الحيط بأي طريقة ولا ايه ؟ وبعدين آخر معلوماتي ان سيادتك رئيس مجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي يبقى سيادتك المدير . 

سيف اتنهد بضيق : ياريتني ما كنت ، أنا مش عايز الحياة دي يا بدر ، أنا عايز أعيش حياة بسيطة مع الإنسانة اللي بحبها وبس ، مش عايز كل ده . 

بدر بصله بتفهم : بس انت مش كده ، لا انت عايش حياة بسيطة ولا ينفع تعيشها أصلًا ، وزي ما قلتلك وهفضل أقولك بص وراك وشوف الناس اللي في رقبتك وانت هتكمل وهتقف كل ما تتعب . 

قبل ما يخرج وقفه بتردد : همس ما قالتش هترجع امتى ؟ 

بدر حرك دماغه بنفي و نصحه : ما تخليش الزعل يطول بينكم يا سيف . 


نادر في المستشفى فوجئ بخالد حماه بيزوره ، قعدوا مع بعض في الكافيتريا، خالد قال بحرج : طبعا انت أكيد مستغرب أنا جايلك ليه ؟

نادر بسرعة : يا خبر يا عمي حضرتك تيجي في أي وقت وكان ممكن تتصل بيا وأنا أمر على حضرتك أول ما أخلص 

ابتسم بود : طيب من غير لف ولا دوران أنا مش حابب موضوع تأجيل الفرح بس غصب عننا اتأجل 

نادر بتفهم : عمي حضرتك مش محتاج تبرر أي حاجة ليا أنا شايف بعيني ومشارك في اللي بيحصل .

خالد بصتله بامتنان ؛ هو بيحترم نادر وكل يوم احترامه بيزيد قدام عينه فقال بهدوء : وده العشم يا ابني بس بمجرد ما والدة مؤمن تخرج من المستشفى تحددوا ميعاد الفرح مباشرة ، مالهوش لازمة التأجيل ، نور وقصتها مش هتنتهي قريب ودي مشاكل مستمرة فعرفني أول ما ست سناء تخرج ونحدد بعدها مباشرة . 

نادر قلبه اتنطط من الفرحة بس ماحبش يظهر ده وحاول يتكلم بعقلانية : طيب ونور ؟ دي أختها و

قاطعه خالد بتعب : نادر يا ابني نور موالها طويل ومش هينتهي ، مستعد تفضل سنة مثلا لحد ما يحكموا في قضية الحضانة اللي رفعتها على جوزها ؟ ولا الملحمة اللي هتبدأ بينهم ؟ مستعد تستني ظرف كل واحد يعدي ؟ طيب هل قدامك حل تاني ؟ ملك من حقها تفرح وتعيش مش تستني ظروف كل واحد تتحسن ، نور أخدت فرصتها وحياتها والدور على ملك ، أنا ظلمتها كتير طول عمرها مش هستمر في ظلمي ليها ، هعملها أكبر فرح وهخليها تفرح لان دي أبسط حقوقها يا نادر . 

نادر حس براحة وامتنان لخالد انه مش هيأجل فرحهم أكتر من كده .

بعد ما خالد مشي نادر قام يطمئن على سناء بحيث يطمن قلبه ان فرحه قرب . 


همس بين كل محاضرة والتانية تروح تقعد قصاد مكان سيف اللي بيركن عربيته فيه ، قعد جنبها اصحابها وبيتكلموا كلهم ويهزروا ، هالة بس اللي فاهمة ان في حاجة مضايقة همس ومخلياها ساكتة كده . 

انتبهت على محمد بيكلمها فبصتله بتيه : قلت ايه ؟ معلش ما أخدتش يالي 

أحمد بهزار : انتِ مش معانا أصلًا يا همس من بدري  ، مش الدكتور الحمد لله أحسن ولا ايه ؟ 

ردت بسرعة : اه الحمدلله أحسن أيوة

خلفاوي بارتياح : خضيتينا يا بنتي لما لقيناكي مسهمة كده قلت يكون تعبان لسه ، امال فيكي ايه طيب طالما جوزك بخير ؟ في حاجة حصلت ؟ 

ابتسمت بحزن واتنهدت : لا مفيش بس فرح أخويا اتأجل علشان شوية مشاكل كده وده مضايقني 

اتكلموا كلهم شوية عن الفرح وبعدها همس بصت لمحمد عبدالمقصود : انت كنت بتقول ايه ؟ 

بصلها بحيرة فابتسمت و وضحت : كنت بتسألني من شوية عن حاجة

افتكر فضحك : اه صح كنت بقولك ما تقولي لجوزك وتستخدمي سحر الحب وخليه يجي يدينا السكشن هو النهارده مش باشمهندس حامد 

همس اتمنت لو توافق وتاخد دي حجة علشان تكلمه بس بعدها اتراجعت وحاولت ترد بشكل عملي وهزار في نفس الوقت : والله يا ابني ولو استخدمت ايه طالما هو في الشركة وظروفه لا تسمح فمفيش طريقة هتنفع معاه ، بعدين لو عنده وقت مش هيتأخر أصلًا . 

محمد بإلحاح: ما تتصلي به واقترحي طيب ، مجرد اقتراح وشوفي هيقولك ايه ؟ 

هالة اتدخلت علشا تنقذ صاحبتها : يا محمد بلاش تضغط عليها ، بطلوا تعتبروا همس مرات دكتور سيف واتعاملوا انها صاحبتنا همس وبس ، حتى لو من باب الهزار بلاش تحرجوها أو تسببوا ليها أي مشاكل مع جوزها، يعني انت ممكن تشوف دي حاجة بسيطة لكن تتسبب في مشكلة بينهم بدون قصد . 

همس بصتلها بامتنان وحب وابتسمتلها أما محمد بص لهمس باعتذار : همس بجد مش قصدي أستغل علاقتك به أنا بس قلت الموضوع كاقتراح مش أكتر والله 

همس بصت لزميلها بابتسامة : عارفة يا محمد بجد أنا علاقتي بيكم من سنين مش لسه هعرفكم النهارده، بس زي ما هالة قالت خلوني معاكم همس وبس مش مرات سيف ، خلوا الأمور طبيعية زي ما كانت 

هبة بهزار : يعني نتكلم عن الدكتور الحلو ونتغزل فيه براحتنا ؟ - همس بصتلها بصدمة فضحكت وكلهم ضحكوا - مش بتقولي نتعامل معاكي انك صاحبتنا مش مراته ؟ ولا هو في جانب وجانب ؟ 

كشرت لانها ما فكرتش كده فمحمد قلبها هزار : أيوة هي قالت يبقى تتحمل اختيارها ، سيف دخل قايمة الدكاترة اللي ينفع ننم عليهم- بص لهبة - أو نعاكسهم براحتنا ودي همس صاحبتنا مش مراته . 

همس بصت لهالة اللي رفعت ايديها : أنا مالي بتبصيلي ليه ؟ ماهو قرري يا انتِ مراته يا صاحبتنا لكن شوية كده وشوية كده مش هينفع ، اختاري هنا وسطنا نعاملك على أساس ايه ؟ صاحبتنا همس ولا نحط في الاعتبار انك مرات الدكتور سيف ؟ 

بصتلهم كلهم بعجز وهي مش عارفة تاخد قرار فــهبة سألتها : ها ؟ همس صاحبتنا ولا همس الصياد ؟ 

السؤال كان صعب بس فجأة افتكرت كل تفاصيل خناقها مع سيف وقسوته عليها و كلامها له انها ندمت على حبها له ، بصت لاصحابها وأخدت نفس طويل قبل ما تقول بحزم: أنا همس خاطر وهفضل عمري كله همس خاطر وده مش هيتغير حتى بجوازي من سيف . 

اصحابها هيصوا إلا هالة اللي فهمت أو اتأكدت ان صاحبتها متخانقة مع زوجها . 

طلعوا على السكشن كلهم وفوجئوا بعدها بدخول سيف فالكل هيص ، سيف عينيه على همس اللي بصت لشنطتها بتطلع الشيت وكشكولها علشان تهرب من نظراته وتعرف تبصله بدون ما عينيها تفضحها لان قلبها هيخرج من مكانه ويروحله . 

سيف بصلها ومستنيها ترفع عينيها تواجهه وعرف انها هتحاربه بأكتر شيء ممكن يحرق دمه وهو التجاهل فقط . 

بدأ يتكلم ويقول انه هيعوضهم عن فترة غيابه وتعبه ، لاحظ ان محمد عبدالمقصود اللي ورا همس قرب منها وهمسلها بحاجة بس هي ابتسمت ولفتله شاورتله براسها بنفي ورجعت بصت قدامها ، كانت حركة بسيطة وسريعة ومجرد سؤال وابتسامة وإشارة بس كانت كفيلة انها تولع نار في قلب سيف وتخليه يبص بعداء لصاحبها اللي اتجرأ وكلمها وهي ابتسمتله ، خلفاوي خبط عبدالمقصود على كتفه وهمسله بتحذير: الدكتور هيولع فيك .

بصله بذهول : وأنا عملت ايه ؟ 

رد بهمس : مش بتكلم مراته ولا سيادتك ناسي ؟ شكلهم أصلًا متخانقين وهمس مسقعاله علشان كده هو هيولع فابعد واتلم وانتبه . 

سيف بدأ يشرح بس كان واضح جدا انه متعصب وخصوصًا ان همس متجاهلاه تمامًا ورافضة ان عيونهم تتقابل . 

حل مسألة وعطاهم فرصة ينقلوها وهو سند على الشباك وراه ومتجاهل كل حد غيرها وعينيه عليها . 

مايا همست بغيرة : ياما نفسي أعرف ايه المميز فيها مخلي عينيه مش عارفين يشوفوا غيرها ؟

نانيس ابتسمت : بيحبها ، بس شكلهم زعلانين؛ البت منفضاله ومش بتبص ناحيته خالص وهو هيولع 

مايا لاحظت ده فعلًا وابتسمت : غبية همس دي ، ياكش يزهق منها ويطلقها ونخلص منها .

نانيس كانت هتضحك بس رددت بسخرية : يزهق منها مرة واحدة ؟ ده انتِ طيبة . 


سيف بيدور على أي طريقة يتكلم بها مع همس بحيث نظراتهم تتقابل وهي فاهمة ده كويس وخايفة عينيها يخونوها لانها واثقة انهم هيخونوها فبتهرب من نظراته دايما. 

سيف قرر يجبر همس تكلمه فناداها : باشمهندسة همس 

استنى تبصله لكن بصت للسبورة بدون ما تبص لعينيه وردت باقتضاب : افندم يا دكتور 

سيف كان هيزعق فيها من لامبالاتها بس سيطر على أعصابه وأمرها بهدوء :  تعالي حلي آخر مسألة في الشيت .

همس بصت للشيت وقرأت المسألة بعدها قامت بهدوء و بدأت تحل بصمت فقال باستفزاز : اشرحي لزمايلك بتعملي ايه ؟ 

ابتسمت بتحدي وبصت لزمايلها وبدأت تشرحلهم المسألة وحلها لحد آخر مطلوب و حطت الشيت على الترابيزة اللي قدامه وقالت وهي باصة للشيت : أعتقد آخر مطلوب لسه ما أخدناهوش أو أنا مش عارفة طريقة حله . 

سيف واقف بيفكر في كذا فكرة يعملها لكن ولا فكرة منطقية أو ينفع ينفذها ، همس قدرت تمامًا تجاوبه وتشرح وتقف جنبه وتحرمه من عينيها ، عمره ما تخيل أبدا في يوم انه يشتاق لنظرة من عينيها وخصوصًا بعد ما بقت مراته . 

انتبه عليها بتكلمه ببرود : ها يا دكتور ، أنا مش عارفة حلها ولا احنا ما أخدناهاش أصلًا ؟ 

سيف قرب منها وهو بيجاوبها بمغزى: سبق وقلتلك اني مش حافظ الشيت .

افتكرت السنة اللي فاتت أول مرة اتصلت به ليلة الامتحان وقالها برضه انه مش حافظ الشيت ، اشتاقت في اللحظة دي تبصله بس لقته وقف جنبها وبيبص في الشيت بتاعها بيقرأ المسألة ، هيجرى ايه لو لمست ايده ؟ أو لمسته هو شخصيًا ، كرهت إحساسها ده لانها خلال سنة كاملة بتتمنى تبصله أو تلمسه وهو زي الحلم البعيد أوي عنها ، ليه رجع من تاني حلم بعيد ؟ 

انتبهت من أفكارها على صوته : فعلًا آخر نقطة لسه هنشرحها المحاضرة الجاية ، شكرًا يا باشمهندسة .

همس مدت ايدها تاخد الشيت بس حط ايده عليه فبتلقائية رفعت عينيها بصتله وهي بتشده ، هنا الاتنين عيونهم اتكلمت؛ هو بيعاتبها بنظراته و هي كمان نظراتها مليانة عتاب ، مجرد لحظة تبان طبيعية قدام الكل بس بينهم الاتنين هو حوار كامل ويمكن خناقة كاملة اتعملت بصمت بينهم وهي بتشد الشيت وهو مش عايز يسيبه لحد ما اتكلم بشكل واضح : سيبي الشيت معايا . 

رجعت مكانها وهي بتلعن غباءها لان أكيد عينيها فضحوها قدامه ، هو بيفهمها كويس أوي من نظراتها وأكيد نظراتها قالتله قد ايه هي محتاجاه وقد ايه هو واحشها 

سيف بيبص للشيت وهو بيلوم نفسه انه زعلها وانه وصلها للمرحلة دي انها تمنع عينيها عنه وتمنع نفسها عنه ، قد ايه صعب تحس ان حبيبك مانع نفسه عنك لانك مابقيتش حصن الأمان اللي بيخبي نفسه من العالم كله فيه 

هو واثق وعارف كويس أوي انه واحشها زي ما هي واحشاه بس هي مانعة عينيها منه علشان ما يفضحوهاش قدامه ، هو عارف كويس أوي النار اللي جواها لانه عايشها ، عارف و واثق انه زعلها لدرجة انها تمنع نفسها من شوقها له . 

بص لطلبته بهدوء عكس اللي جواه: حد عنده أي سؤال ؟ المحاضرة الجاية هنكمل وهنغطي باقي أفكار الشيت ، اتفضلوا السكشن خلص .

الكل بدأ يتحرك وفي اللي خرج واللي قعد يتكلم واللي قام يسأل سيف في حاجة مش فاهمها وهو عينيه عليها من وقت للتاني وهي وسط اصحابها . 

لاحظ انها خارجة مع اصحابها فـوقفها : همس الشيت بتاعك مش عايزاه ؟ 

ردت وهي باصة ناحيته لكن مش لعينيه : هاخده في البيت عادي ، مش محتاجاه دلوقتي . 

إجابتها خلته في حيرة ؛ هل قصدها هتروح معاه مثلًا ؟ ولا علشان هي مش محتاجاه دلوقتي فخليه معاه ؟ 

سألها بتردد : هتروحي معايا ؟ 

قلبه كان مستني الرد وهو شبه وقفت دقاته لحد ما ترد أما هي فمستغربة ازاي بيسألها كده قدامهم كلهم ؟ بس بعدها استوعبت انه محدش عارف بخناقهم فالكل هيعتبره مجرد حوار عادي بين اتنين متجوزين 

حاولت تتكلم بنبرة طبيعية : هستناك تحت مبنى عمارة بعدها نشوف هتروح الشركة ولا البيت ولا فين ؟ 

خرجت علشان ما تديهوش فرصة يضيف أي حاجة وهو استغرب امتى همس بقت بتعرف تراوغ بالشكل ده وتقول إجابات عايمة ليها أكتر من معنى ؟ ولا هو اللي بطل يفهمها ؟ أو يمكن بدأت تتطبع بطباعه ؟ 


نزلت مع اصحابها وفضلوا ساكتين لحد ما راحوا مكانهم اللي بيقعدوا فيه ، عبدالمقصود سألها بفضول : انتم زعلانين صح ؟ علشان كده كان هيولع فيا وأنا بسألك انتِ كلمتيه ولا ايه ؟ 

ابتسمت وما علقتش فعلق بحيرة : يعني دلوقتي انتِ همس صاحبتنا ولا مراته ؟ 

ضحكت جامد بعدها وضحت: الاتنين ، أنا مراته طول الوقت فطبيعي جدا لما تقرب مني يولع فيك واحمد ربنا انه ماطردكش برا السكشن وقالك ما أشوفش وشك لآخر السنة .

خلفاوي بضحك : يعني ده أقل واجب 

عبدالمقصود أخد كتبه بخوف : وعلى ايه الطيب أحسن أنا مروح لينزل يلاقيني واقف هنا يطسني رفد سنتين 

ضحكوا كلهم وقبل ما يتحرك فوجئ بسيف في وشه واتقابلت نظراتهم الاتنين قطعها سيف بفظاظة : في حاجة ؟ 

عبدالمقصود بسرعة : لا لا يا دكتور سلامتك ، كنت مروح مش أكتر .

ابتسم لارتباكه وقاله بصوت هو بس يسمعه : اتفضل بس خلي بالك لو قربت منها بالشكل ده تاني و

قاطعه عبدالمقصود بسرعة : أنا والله بس سألتها هي كلمتك ولا لا ، ولا أكتر ولا أقل .

سيف بصله بحيرة : كلمتني في ايه ؟ 

شرحله بإيجاز اللي حصل بعدها سيف سأله بفضول أكبر : وإجابتها كانت ايه ؟ همس خاطر ولا همس الصياد ؟ 

استغرب وحس انه في تحقيق بس جاوبه : هي على طول همس خاطر معانا وده ما اختلفش بعد ما اتجوزت حضرتك - كمل بتردد - بس كلنا اتفقنا نتعامل معاها على أساس انها صاحبتنا مش زوجة حضرتك ، ولا حضرتك عندك رأي تاني ؟ 

سيف بص ناحيتها كانت مدياه ظهرها بعدها بص لزميلها وحاول يتكلم بشكل طبيعي : هي مراتي وطول الوقت مراتي بس مش هتدخل في علاقتها بزمايلها وأصدقائها ، فاللي هي حابة تعمله براحتها . 

انسحب عبدالمقصود وهو وقف وراها بيفكر يروحلها ولا يكمل طريقه ويرجع شركته ؟ 


هالة همست: همس جوزك وراكي ها؟ 

همس عارفة لانها حست به من أول ما قرب و وقف مع زميلها ، بصت لاصحابها اللي كلهم تيقنوا انهم زعلانين من بعض لان همس كانت بتطير عليه مش تقف تتجاهله بالشكل ده 

 ابتسمتلهم بمجاملة: هشوفه وأرجعلكم 

لفتله وشها وقامت راحتله ووقفت قصاده في صمت من غير ما تبصله فسألها : كده خلصتي ولا وراكي محاضرات تانية ؟ 

ردت باختصار : خلصت وانت عارف ده كويس . 

بص للسما ونفخ بضيق بعدها بصلها وهمس بعتاب : وبعدين معاكي ؟ لامتى ؟ ارجعي لحضني يا همس .

بصت لعينيه بحزن : قلتلي و وعدتني ان عمرك ما هتقفل بابك في وشي 

أكد بسرعة: وعمري ما قفلته 

ابتسمت بتهكم : بترزعه مش بتقفله يا سيف ، بتخلي الوصول له صعب أوي أساسًا ، يعني لما تخطب واحدة تانية أي باب مفتوح ها ؟ 

رد بنفاد صبر : هنتكلم في الموضوع ده لامتى يا همس ؟ 

ردت بعصبية: لآخر العمر - بصت حواليها لان صوتها نوعًا ما ارتفع واتنهدت وبعدها بصتله بلوم- مش هنسى أبدا النار اللي عيشتني فيها لما ربطت نفسك بغيري زي برضه مش هعرف أنسى اتهامك وشكك فيا .

رد بغضب : ما شكيتش فيكي وما اتهمتكيش كنت متعصب وانتِ عصبتيني بزيادة وسكت انتِ اللي اتكلمتي 

رفعت صباعها في وشه وردت بحدة: انت قلتلي دي البداية ، الكلمة دي لوحدها اتهام ، تشبيهك ده مصيبة لوحده حتى لو الباقي كله ماحصلش ، قلت دي البداية ، دكتور راجع من برا وازاي ما أخدتش بالك من حماسي وأنا بحكيلك عنه وتحب أكمل وأقول الكلام اللي فكرت فيه بس ما قلتهوش ؟ 

استسلم لأن عندها حق هو فعلًا قال بغباء الكلمة دي بس مش قصده المعنى اللي وصلها، بصلها باعتذار: طيب يا همس حقك تزعلي بس قلتلك وهفضل أقولك عمري ما شكيت لحظة في حبك أو فيكي ، أصالحك ازاي ؟ 

بصتله كتير قبل ما ترد بجمود : مش عايزاك تصالحني ومش عايزة اتصالح .

سألها : لحد امتى ؟ 

ردت بهجوم : معرفش 

بص حواليه ، كان في طلبة كتير مراقبينهم وشبه فاهمين انهم بيتخانقوا لان مظهرهم واضح فمش هينفع يفضل واقف كده كتير فبصلها بهدوء : طيب خليكي زعلانة بس في بيتي يلا أوصلك 

رجعت خطوة لورا وعيونهم متعلقة ببعض وردت باختصار : أنا في بيتك . 

زعق بنرفزة : انتِ فاهمة كويس أوي أقصد ايه بلاش لف ودوران معايا يا همس . 

ردت بابتسامة صفرا : هبقى أكلم نصر يوصلني أو هطلب أوبر بلاش تتأخر على الشركة . 

وقف قصادها بيفكر جديًا يشيلها لعربيته ويحبسها في البيت لحد ما تفوق ، بس هل ينفع يكون ده صلح ؟ 

رد باستعطاف : همس أنا دبست نفسي في سكاشن للدفعة كلها علشان أشوفك النهارده لان مش هينفع أدي سكشن مراتي وباقي الدفعة لا قدري حاجة زي دي ، ارجعي البيت وافضلي زعلانة براحتك . 

بصتله ببرود استغربت مصدره : ما طلبتش منك تعمل ده بالرغم من ان زمايلي طلبوا مني أقولك تيجي السكشن بس رفضت فما تيجيش تلومني ولا تقولي عملته علشاني لانه ما يخصنيش . 

سيف بنرفزة : امال يخص مين طيب ؟ 

سكت بعدها بص لعربيته وبصلها بلوم : براحتك يا همس براحتك . 

سابها وركب عربيته واتحرك بسرعة و اختفى من قدام الكل وهي رجعت لاصحابها وهبة سألتها بتردد : انتِ كويسة يا همس ؟ 

رفعت وشها وابتسمت بمجاملة : اه كويسة. 

هالة سألتها باهتمام : هتروحي ولا تحبي نقعد شوية ؟ 

همس بصتلها لوهلة قبل ماتقترح : ما تيجوا نخرج نتغدى برا ايه رأيكم ؟ 

أحمد : أنا أمي لسه مكلماني عاملة عزومة في البيت ومش هينفع أتأخر .

هبة ومي اعتذروا برضه وفضلت هالة مع همس اتمشوا مع بعض شوية وهالة احترمت سكوتها ورفضت تسألها عن أي تفاصيل بالعكس فضلت تتكلم عنها وعن مروان . 


أمل راحت عند ناريمان وبدأت الكورس تحت أنظار ناريمان اللي كل شوية تيجي تبص عليها وتمشي . 

أمل خلصت وراحت عندها تبلغها انها هتمشي بس سمعتها بتتكلم في الموبايل بعصبية : بقولك ايه أنا مش هتحمل الوضع ده كتير ، صبرت كتير أوي ، شوفلك حل بدل ما أتهور أنا وأشوف حل بنفسي بس ساعتها هطربقها فوق دماغ الكل ، أنا عملتلك خاطر لحد النهارده وساكتة اهو لكن أكتر من كده اعذرني . 

ونكمل بعدين توقعاتكم

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع