رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل السادس والثلاثون 36بقلم : الشيماء محمد احمد
رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل السادس والثلاثون 36بقلم : الشيماء محمد احمد
عاصفة الهوى (٣٦)
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيموووو
أمل اتضايقت من نفسها ان فضولها خلاها تسمع ناريمان فحمحمت وخبطت على باب المكتب ، ناريمان انتبهت لوجودها وقفلت المكالمة بسرعة بتوتر بعدها بصتلها وحاولت تبتسم : خير يا باشمهندسه اتفضلي .
أمل دخلت خطوتين وقالت بعملية : خير أنا خلصت وجيت أبلغك اني همشي مش أكتر .
اتكلمت معاها شوية وناريمان وصلتها لحد عربيتها و وقفت تراقبها لحد ما اختفت من قدامها بعدها طلعت موبايلها واتصلت بحد وبلغته : مشيت دلوقتي اهو من عندي ، متحمسة للباقي .
همس وهالة كل واحدة روحت مكانها وهمس راحت عند أختها اللي فتحتلها : كنتي فين يا بت ؟ قلقتيني عليكي .
ابتسمت باعتذار : اتمشيت شوية أنا وهالة اعذريني يا قمر نسيت ان ممكن تقلقي .
سألتها باهتمام بعد ما دخلوا وقعدوا : شوفتي سيف أو كلمتيه ؟
همس بصتلها بحزن : لو متضايقة مني أنا ممكن
قاطعتها بغيظ : بطلي تخلف ، أنا أكيد مش بسأل علشان كده ، أنا عارفة ومقدرة ازاي يضايق لو انتِ متخانقة مع جوزك فبسألك علشان عارفة انك متضايقة ومخنوقة مش علشان متضايقة منك يا متخلفة .
قاطعهم خروج أنس قعد معاهم بعدها اقترح : ما تيجوا معايا النادي ايه رأيكم ؟ اتفرجوا عليا وأنا بتدرب إسكواش
همس اعتذرت بهدوء وقامت : لا معلش روحوا انتم عندي تسليم شيت عايزة أذاكر علشان أقدر أحله .
سابتهم ودخلت أوضتها وأنس قعد جنب هند سألها : هي هتفضل زعلانة من عمو سيف كتير ؟
هند سألته : انت ليه بتسأل يا أنس ؟
جاوبها ببساطة : علشان بحب الاتنين مش عايزهم زعلانين من بعض كده .
ابتسمت وربتت عليه وبصت ناحية أوضة همس وقالت لنفسها ( اهو العيل الصغير مهتم يا همس يا متخلفة قال متضايقة منها قال ، هبلة )
تاني يوم سيف راح الكلية على ميعاد السكشن خلصه ، وهو ماشي شاف همس مع اصحابها فكر يروح يكلمها بس هي عملت نفسها مش شايفاه وبتتكلم مع اصحابها وده ضايقه فركب عربيته ومشي .
هالة خبطت همس على دراعها : جوزك مشي .
همس اتصدمت وبصت وراها بحدة وفوجئت به فعلًا ماشي ، فضلت باصة للعربية ، معقول زهق منها ؟ كلمها مرة بس وخلاص ؟ آخره مرة واحدة ؟
هبة بمرح : ادي آخرة التقل ، اهو ولا عبرك ومشي
هالة ضربتها على كتفها : ما تسكتي ايه رأيك ؟
هبة باستغراب : وأنا قلت ايه ؟ وبعدين بهزر
همس بصتلهم بتجهم : بقولكم ايه أنا ماشية سلام .
هالة مسكت دراعها وقفتها : طيب نصر هيجيلك ولا هتعملي ايه ؟ وهتروحي فين ؟
همس ابتسمت ابتسامة خفيفة وردت : لا ماكلمتش نصر هطلب أوبر ، عادي يعني وبعدين أنا مش رايحة الڤيلا أنا رايحة شقتي عايزة أشبع من هند قبل ما تسافر .
انسحبت بسرعة وفضلت تتمشى ودموعها نزلت لانها ماتخيلتش أبدًا انه يمشي بدون حتى ما يكلمها ، افتكرت يوم المشروع لما كان بيهتم بها وعايزها جنبه
فلاش باك
فريق همس اختار اتنين كمان دخلوهم معاهم هاني وهشام بناء على طلب سيف ، يوم المشروع كانوا متحمسين ومستنيين سيف ، دخلت همس ومجموعتها والأنظار اتجهت ليهم و عايزين يسألوها عن سيف وبالفعل كذا حد سألها بس ردت انها معاهم في الجامعة من الصبح ومش عارفة سيف هيحضر ولا لا
دخل حامد والكل أُحبط لما قفل الباب وراه ، سلم عليهم وأخد منهم الورق اللي كل فريق كاتبين فيه أسمائهم بعد ما طلب منهم يكتبوا اسم القائد لكل فريق .
فريق همس طلبوا منها هي تكون الليدر بس اتحرجت وبصت لأحمد زميلها : انت خليك الليدر يا أحمد ايه رأيك ؟
أحمد بحرج: انتِ أفضل ( كمل بمزاح) على الأقل واسطتنا لدكتور سيف
ضحكوا وهو أخد منها الورقة كتب اسمها كقائدة للفريق بتاعهم وراح سلمها لحامد .
شوية وهمس بصت لاصحابها بابتسامة واسعة : سيف وصل
بصولها باستغراب وهالة سألتها: بعتلك رسالة يعني ؟
ابتسمت باستغراب : لا بس مش شامين ريحة برفانه ؟
كانت عايزة تقولهم مش حاسين ازاي به ؟ نبضات قلبها اللي ارتبكت والشرارات اللي حاسة بها وبرفانه اللي بيدغدغ مشاعرها ازاي مش حاسين بكل ده ؟
دخل سيف ومحمود مع بعض .
همس بصتلهم باستنكار : بجد ما شميتوش ريحة برفانه ؟
محمد بهزار : همس انتِ حسيتي بحبيبك قبل ما يجي احنا لا مؤاخذة هنحس بايه ؟
همس بغيظ : انت عايز تفهمني انك مش شامم برفانه ؟ احوليت ؟
ضحك وعلق : شميته لما دخل ماشي انتِ تقريبا قلتي أول ما دخل المبنى تحت و بعدين احوليت ليه ؟ هو أنا بشم بعينيا ولا ايه ؟
ضحكوا كلهم عليها وده لفت انتباه سيف ليهم فقطعوا الضحك وسكتوا تماما .
سيف سأل لحامد : أخدت منهم ورق بأسمائهم ؟
حامد طلع ملف فيه الورق ناولهوله ففتحه وقلّب فيه لحد ما طلع ورقة همس وشاف اسمها ليدر فرفع عينيه بصلها وبعدها راح ناحيتهم فكلهم انتبهوا، سألهم بابتسامة : ازيكم عاملين ايه ؟
سلموا عليه بعدها بص لهمس : ليه انتِ ليدر ؟
همس باستغراب : وليه مش أنا ؟
سيف بهدوء: علشان الليدر ده مطلوب منه يتحرك ويخلص الحاجات اللي ناقصاكم وينزل يلف على مكاتب تطبع شغلكم ، الموضوع مش بس هيتكلم معانا هنا ، في حاجات كتيرة هتتطلب منه يعملها برا الكلية وعلشان كده يستحسن لو واحد من الشباب يكون هو الليدر ، بلاش انتِ.
همس بمرح : أنا عندي انت وانت عندك شركة مش مجرد مكتب هندسي .
ابتسم وبص للسقف بعدها بصلها : وعلشان السبب ده بالذات بقولك بلاش انتِ .
استغرابها زاد : مش فاهماك ؟ انت مش هتساعدنا ؟ ( كان هيجاوب بس هي قربت منه وكملت بهمس ) كزوج مش كدكتور ، انت سيف جوزي مهندس مش هتساعدني في مشروع التخرج بتاعي ؟
بصلها كتير وبص لزمايلها ورد بهمس : هساعدك على قد ما أقدر بس لو قصدك اني أنزل معاكي وأقوم بشغل المشروع فلا يا همس ماعنديش وقت يا روحي لحاجة زي دي ، انتِ عارفة وقتي عامل ازاي فما تحطيش حمل مش هقدر عليه ، - رفع صوته وقال بصوت مسموع لمجموعتها - بالنسبة لمساعدتكم في شركتي فلا لان لو مشروعكم دخل الشركة واتعمل فيه أي حاجة ساعتها … أعتقد انتم فاهمين كويس اللي هيتقال فأنا هساعدكم زي ما هساعد كل طلابي هنا .
عبدالمقصود بعفوية : زي كل طلابك ؟ ومرات حضرتك هتساعدها ازاي ؟
سيف بصله بحاجب مرفوع فاتراجع وقال بتوتر : ايه ؟ أنا لبخت ولا ايه ؟
سيف بجدية : هساعد على قد ما أقدر بس مش هعملكم المشروع عندي ، هوجهكم وهخليكم فاهمين الدنيا رايحة فين وجاية منين مش هتبقوا تايهين .
همس سألته قبل ما يمشي : سيف ( بصلها فقالت بحذر) لو أنا حابة أكون ليدر ؟ بعد إذنك يعني ؟
رد بتلقائية : همس براحتك طبعا ده شيء يرجعلك ، الموضوع ديته عربية تحت ايدك ونصر هخليه يتفرغلك يتحرك معاكي، فلو انتِ عندك وقت ومقدرة لده براحتك .
سابهم و وضح لكل الطلبة نفس الكلام اللي قاله لجروب همس و وضح متطلبات الليدر هتكون ايه علشان تبقى الأمور واضحة ، فضل أكتر من ساعة ونص يكلمهم عن المشاريع وازاي هيبدأوا وايه الخطوات اللي هيعملوها .
اتقسموا بعدها وانتشروا في المعمل قدام أجهزة الكمبيوتر ومعاهم حامد ومحمود بيتابعوهم وكمان سيف اللي خرج رد على مكالمة طويلة ورجع تاني عندهم .
قرب من همس سند على كرسيها وهمسلها وهو وراها : أنا مضطر أمشي عايزة حاجة مني ؟
لفت وشها تواجهه وردت بهمس مماثل : ليه ؟ خليك شوية
بص لعينيها ولساعته وهو بيجاوبها : عندي شغل لازم أخلصه ، ماشي ؟
ابتسمت بأسف : ماشي بس أنا محبطة
كان هيضحك فحمحم ورد بابتسامة: سلامتك من الإحباط يا روحي ، هعزمك على أكلة شاورما بالليل هتنسف الإحباط تماما .
ابتسمت فكمل بجدية : لو عايزة تكوني ليدر براحتك ( قرب أكتر وهمسلها بمغزى ) بس كنت عايزك تفضيلي أنا أكتر من المشروع مش تقعدي كل يوم للمغرب هنا .
بصلها وهي ابتسمت : خلاص هسيب أحمد يكون هو الليدر بس على الله انت تفضالي مش كل شوية ميتنج وغدا وشغل ومعرفش ايه
بص لشفايفها شوية بعدها لعينيها واتنهد بشغف: اعتبريني عملتها .
ضحكت : اللي هي ايه ؟
اتعدل ورد بمكر : انتِ فاهماني كويس ، أشوفك في البيت باي .
لف وهيتحرك بس كان في بنت بتقوم في نفس اللحظة ولسه هتتحرك كانت هتتخبط فيه لكن رجع بسرعة لورا بحيث يفاديها فكانت هتقع على وشها بس سندت على كرسي قدامها وبصت لسيف بضيق خفي : سوري يا دكتور
سيف بصلها بنفور وهو فاهم حركاتها و رد ببرود : بعد كده تخلي بالك .
همس ابتسمت لانها توقعت انه ممكن يمسكها علشان ما تقعش لكن مش يبعد بالشكل ده .
سيف خرج من المعمل وهمس قامت وراه فبصت لحامد ومحمود : ينفع لحظة بس ألحق الدكتور ؟
محمود ابتسم : الدكتور ؟ الحقيه يا همس
ابتسمت وجريت وراه برا و نادت من فوق وهي على السلم : سيييف
بص لفوق باستغراب : نسيتي ايه ؟
وقفته : استنى لحظة
كانت نازلة وهو طالع يقابلها في نص الطريق و وقف قصادها : ايه يا حبيبي نسيتي ايه ؟
وقفت قصاده وردت بمشاغبة : اللي قلتلي فوق اعتبريني عملتها بطالب بها بشكل رسمي .
ضحك جامد وبص حواليه كانوا في نص السلم فبص فوق وتحت مالقاش أي حد فردد بابتسامة : انتِ مجنونة يا همس
مال عليها وباسها بشغف قبل ما يبعدها ببطء : اطلعي بسرعة يلا وما تعمليهاش تاني
رجعت خطوة بدلال: ما أبوسكش تاني يعني ؟
ضيق عينيه : انتِ فاهمة قصدي اطلعي يلا .
ضحكت وطلعت بسرعة ودخلت المعمل وهي مبتسمة فمحمود وقف قصادها : لحد الآن مش عارف أصدق انه جوزك وعمري ما تخيلت يا مفعوصة انتِ تتجوزي قبلي
ضحكت : نفسي أعرف أصلا انت مستني ايه ؟
وضحلها : بفرش الشقة أنا مش ملياردير زي حبيب القلب .
همس بهزار : يا ساتر ايه الحقد ده ؟ ربنا يسترها على الراجل
ضحك : تبارك الله يا ستي ، سيف الصياد أنا بحترمه وبحبه مش هحقد عليه ، هقر بس
ضحكوا بعدها وسعلها وهو بيقول: روحي لزمايلك ولو في حاجة قوليلي .
رجعت من تفكيرها في اليوم ده ودمعة شاردة نزلت على خدها وحاسة بوجع من تجاهله ليها بالشكل ده.
سيف وصل المصنع قابله سبيدو اللي كان واقف مستنيه، نزل من عربيته وبصله : في ايه يا ابني خضيتني ، ايه تعال بسرعة دي ؟ خليتني جيت على ملا وشي ليه ؟
سبيدو شده وأخده لمكتبه وبعد ما قفل الباب شغل اللاب وراه مقطع فيديو .
سيف اتفرج عليه كان كذا واحد من المصنع متجمعين وجه واحد لابس كاب مداري وشه وقف معاهم شوية بعدها انفض الاجتماع .
بص لسبيدو بفضول : وبعدين ؟ مين اللي لابس كاب ده ؟ ومين دول ؟
سبيدو وضح : دول اللي قلتلك عليهم هنا في المصنع سبب أي خناقة بيكونوا طرف فيها بدون ما يظهروا بشكل مباشر ، أما اللي لابس كاب فماأعرفهوش للأسف ، مفيش ولا كاميرا جايبة وشه، حتى الكاميرات المستخبية اللي حطيتها ، يعني هو عارف أماكن الكاميرات القديمة بس برضه ماظهرش في ولا كاميرا من الجداد .
سيف اتنهد بإرهاق : وبعدين هنفضل في الدوامة دي لامتى ؟ نمسك طرف نلاقي آخره أطراف تانية لامتى أنا تعبت ؟
سبيدو ببساطة: لحد ما تجيب آخرها ، المهم انت عرفت مين عندك في الشركة خاين ؟
نفى بهزة من راسه وقاعد محبط ، سبيدو قرب منه : انت مالك ؟ في حاجة مضايقاك غير الشغل ؟ بقالك كام يوم مش مظبوط .
سيف بصله لوهلة بعدها رد : لا مفيش غير المشاكل العادية والصداع اللي شبه مش بيفارقني .
سبيدو باهتمام : طيب ما تشوف سبب الصداع ايه ؟ معقول الخبطة لحد دلوقتي مأثرة ولا ايه ؟ وبعدين كان عندك نزيف خفيف المفروض انهم قالوا بيقف لوحده و ينتهي لوحده طالما خفيف ما يمكن ده اللي عاملك الصداع
سيف وقف بوهن : آخر النهار هعدي على الدكتور أشوف السبب ، المهم يا سبيدو شوف عايز تعمل ايه وأنا معاك في القرار اللي هتاخده ، عايز مني حاجة ؟
سبيدو وقف معاه : عايز طبعا ، أكيد مش جايبك علشان بس أوريك الفيديو لان كان ممكن أبعتهولك بس أنا عايزك تظهر معايا برا وسط العمال وتشوف الناس الجداد اللي عينتهم دول هياخدوا أماكن الجواسيس ، وبمجرد ما نعلن ده هيحصل قلق منهم فعايزك تظهر في الصورة هجمعهملك وانت هتطلب من كل واحد فيهم يعلّم التاني كل حاجة هو يعرفها ، بص تعال معايا وجاريني .
سيف وافقه وراحوا وسط العمال والأغلبية بيسلموا على سيف ، سبيدو نادى على الموظفين الجداد اللي تبعه وعرفهم بشكل شخصي على سيف اللي رحب بيهم بعدها سبيدو طلب الأربعة اللي بيعملوا قلق و وقفوا كلهم قصاد بعض، سبيدو طلب من رجالته كل واحد يقف جنب واحد من القدام وبعدها بص لسيف اللي اتكلم بحزم : عايز كل واحد فيكم يعلم زميله اللي جنبه كل حاجة يعرفها و
قاطعه واحد من القدام بضيق خفي : ليه كده ؟ ويعني ايه نعلمهم ؟
سيف بقوة : ايه اللي مش مفهوم في كلامي ؟ يعني وقت ما جيت تشتغل في المصنع مش في حد كان معاك وعلمك ولا جيتلنا متعلم جاهز ؟ زي ما اتعلمت علم غيرك
الراجل تراجع بتوتر: مش القصد يا باشا بس أقصد احنا مقصرين في ايه ؟
سيف بهدوء : انت قولي انت مقصر في ايه ؟
رد بخوف : ولا حاجة يا باشا بنشتغل بما يرضي الله
سيف ابتسم بمكر : طيب قلقان من ايه ؟ علم زميلك كل حاجة تعرفها ، حد عنده أي أسئلة ؟
انسحبوا من قدامه بعدها سيف فضل شوية مع سبيدو وراح الشركه وطلب من مريم تحصله على مكتبه بسرعة .
مريم دخلت وراه ، استنته يقعد على مكتبه وبعدها بصلها : شوفي وركزي ، الاجتماع اللي عملناه مع المرشدي اللي حضره كل رؤساء الأقسام عندنا فاكرة مين حضره بالظبط من عندنا ؟
مريم بتفكير : أعتقد اه عارفاهم ، الباشمهندس مروان والباشمهندسة آية ورئيس قسم المشروعات و مدير المالية و مدير قسم الإنتاج، والمدير الفني ومدير العلاقات العامة
سيف بتفكير بعدها بصلها : طيب بصي يا مريم السبعة عايز أقابلهم ؟
مريم باستغراب : تمام امتى ؟
سيف بتفكير: عايزهم واحد ورا التاني كل واحد يجي يقعد معايا ربع ساعة لوحده وتقوليله باشمهندس سيف عايزك لوحدك في سرية تامة مش عايز حد يعرف بالتاني .
مريم بحيرة: طيب ليه ؟ ولا
قاطعها بضيق : من غير ليه يا مريم هتعرفي ولا أشوف حد غيرك يعرف يقوم باللي أطلبه منه من غير أسئلة كتير ؟
مريم بتوتر : حاضر يا فندم ، تحب أدخلهم بترتيب معين ؟ ودلوقتي ولا امتى ؟
سيف فكر للحظات وجاوبها : آخرهم مروان طبعا وآية لاني أعرف أشوفهم في أي وقت الباقيين جدولي مواعيدهم خلال اليومين دول بحيث محدش فيهم يكون عنده حجة وكله يبقى عارف، ربع ساعة مع كل واحد وفرق ساعة بين كل واحد والتاني بحيث محدش يتقابل مع حد خلينا نشوف آخرتها ايه .
خرجت مريم من عنده وهو قعد يرتب أفكاره هيعمل ايه بالظبط وهيقول ايه لكل واحد ، هيخترع حاجة وهمية هيقولها لكل واحد والخاين هيكشف نفسه بنفسه لما يطلع اللي اتقاله برا وبكده هيعرف مين اللي خاين عنده .
يومين مروا وسيف مطحون في الشركة والمصنع مع سبيدو ، بعدها الصبح صحي من نومه بسبب الصداع وقرر يروح المستشفى قبل الشركة وهناك راح لمحي مباشرة قاله على الصداع اللي شبه مش بيروح من عنده لكن ساعات بيزيد عن حده والمسكن مش بيجيب معاه نتيجة ، محي طلب يعمل أشعة ويشوف بشكل أوضح قبل ما يقول رأي طبي ، أخده للأشعة ودخل سيف الجهاز وراح هو يشوف على الشاشة نتيجتها ، كان بيكلم سيف خلال الجهاز وطلب منه يثبت تمامًا لحد ما النتيجة تظهر .
نادر دخل عند محي ومن على الباب سأله : قالولي ان الصياد هنا ، دي إشاعة ولا بجد ؟
محي شاور قدام : جوا الجهاز
نادر دخل بخوف : ليه هو ماله ؟
محي بهدوء: هنعرف ماله بيشتكي من صداع
نادر بصله باهتمام : مش ده طبيعي بعد الارتجاج والنزيف اللي كانوا عنده ؟ ولا في حاجة انت مخبيها ؟
محي بهدوء : يا ابني اهدا عليا لحد ما النتيجة تظهر ، هخبي ايه وأعلن ايه ؟
النتيجة ظهرت قدامهم ونادر بصلها بتركيز هو ومحي ، نادر مد ايده للشاشة بتعجب : ايه النقطة دي ؟ دي حاجة مش طبيعية صح ؟
محي حافظ على هدوئه وهو بيجاوبه: طبيعية ومش طبيعية في نفس الوقت
نادر بحيرة : فزورة يعني دي ولا ايه ؟
سيف من جوا قاطعهم : لامتى يا بشر ؟
محي اتكلم في الجهاز : خلاص يا باشمهندس لحظة
نادر دخل لسيف يساعده ويخرجه ، سيف فوجئ به ونوعًا ما بص لمحي بلوم ، نادر لاحظ النظرة دي و وضح : الممرضين بلغوني ان جوز أختي هنا وطبيعي هاجي أشوفه أطمن عليه .
سيف بصله ورد بإيجاز: أنا ما اتكلمتش ولا اعترضت
نادر : بس بصيت لمحي فحبيت أوضحلك انه مابلغنيش أنا عرفت من برا والصراحة مستغرب ليه ماجيتش عندي الأول انت عارف اني موجود في التوقيت ده
سيف خرج معاه برا أوضة الأشعة : انت قلب مش مخ وأعصاب ولا ايه ؟
نادر بصله بتمعن قبل ما يرد بمغزى: أقصد كأخو مراتك مش كدكتور .
سيف بصله بعتاب : أخو مراتي لسه واقف في وشي وقالي مراتك مش هتاخدها ولا ايه ؟
نادر بصدمة : انت قلت انك مقدر موقفي يا سيف !
سيف بتأكيد : طبعا مقدر موقفك و واجبك انك تقف جنب أختك وفرض عليك
نادر باستغراب : امال ايه بقى ؟
جاوبه بتوضيح : كان ممكن تتعامل بشكل ألطف وأشيك من كده ، نادر انت لسه مش هتعرفني بس في أي مشكلة بتقابلنا بحسك ما تعرفنيش وبتتعامل معايا على الأساس ده ، فأيوة أنا مقدر وقفتك مع أختك بس مش مقدر رد فعلك فبالتالي جيت لدكتور محي لانك مش التخصص اللي محتاجه ولا الصديق اللي محتاجه ، انت وضحت بأكتر من شكل انك أخو همس وبس وعلاقتي معاك بتتوقف على علاقتي بهمس فطالما أنا وهمس متخانقين يبقى أنا وانت الدنيا العلاقة مش تمام بينا فلما نتصالح أنا وهي هبقى أعدي عليك الأول .
نادر باصصله بصدمة وبمجرد ما لقاه هيتحرك من قدامه مسك دراعه وقفه وقال بصدق: كل اللي بتقوله ده غلط
سيف رد بهدوء وهو بيسحب دراعه: اتعودت ما أحكمش على أي حد إلا لما أتعامل معاه وأنا اتعاملت معاك في كذا موقف ورد فعلك ما اتغيرش فبالتالي ما بتكلمش من فراغ .
التفت لمحي اللي واقف مستنيهم يخلصوا حوار بس نادر وقف قصاده بندم: سيف لو سمحت
قاطعه بهدوء : لو سمحت انت يا نادر أنا وقتي حاليا للأسف ضيق و ورايا كلية وشركة ومواعيد كتيرة وربنا يعلم اني علشان أجي هنا في حاجات كتيرة بتتلخبط ولولا اني بجد مضطر أجي ماكنتش جيت فلا وقت الحوار أو الجدال ، لا أنا هطير ولا انت هطير ، خلينا نأجل كلامنا لوقت أفضل من كده ، ممكن ؟
بص لمحي اللي قرب منهم ونادر كان هيتكلم بس محي اتدخل : خلاص يا دكتور مش وقته .
نادر استسلم وبص لسيف بحذر: ينفع طيب أطمن على حالتك وأسمع تشخيص محي ولا أنا حاليا أخو مراتك فأطلع برا ؟
سيف بصله بإرهاق واضح على ملامحه : عادي يا نادر ، بس معلومة صغيرة أنا مش زعلان منك أنا بس وضحتلك ليه ماعديتش عليك كأخو مراتي ولا أكتر ولا أقل لكن مش واخد موقف أو جنب منك - بص لمحي وقال- اتفضل
محي بصلهم الاتنين وبدأ يشرح سبب الصداع لسيف ، وراه الأشعة وشاور على النقطه اللي نادر استفسر عنها : دي أثر النزيف اللي كان عندك والحمدلله وقف لوحده بس المفروض الدم المتجمع ده الجسم بيتخلص منه لكن للأسف ده ماحصلش وده اللي عملك الصداع
بص لنادر وكمل : فزي ما قلتلك ده الطبيعي لانه بعد الخبطة ومش طبيعي لانه جسم غريب لازم الجسم يتخلص منه .
سيف بحيرة : طيب عرفنا السبب ، العلاج ايه ؟ أنا حاليا عندي مشاكل في حياتي كلها في الشغل والشركة والكلية والبيت فأنا بجد محتاج لطاقتي كاملة الصداع في أوقات بيكون لا يحتمل .
محي بهدوء : هكتبلك كورس علاج مكثف وهنديه من ٣ ل ٤ أيام وندعي انه إن شاء الله ينتهي وهنلاقي الصداع قل بشكل تدريجي
سيف بتساؤل : ولو ما انتهاش ؟
محي : ليه بتسبق الأحداث ؟ خلينا
قاطعه بوضوح : ما بحبش الصدف والتخمينات وبحب الأمور تكون واضحة قدامي وعارف ايه مستنيني أو ايه الخطوة الجاية ، فخليني متوقع الخطوة الجاية لو لا قدر الله العلاج ماجابش نتيجة ايه الخطوة اللي بعدها ؟
محي أخد نفس طويل وصارحه : هنتدخل جراحي نشيل التجمع ده لان طول ما هو موجود فده هيسبب مشاكل وللأسف مع الوقت هيزيد مش هيقل ، فخلينا نركز في العلاج وتلتزم بأدويتك ومواعيدها وطمني يوميا الصداع بيهدا ولا لا وفي نتيجة وتحسن ولا لا؟ بس العلاج اللي هتاخده مبدئيا هيتعبك وهيتعب معدتك بشكل اوفر علشان بس بتقول انك بتحب تكون متوقع ايه اللي هيحصل ، العلاج هتاخده على معدة مش فاضية ومش مليانة يعني بعد ما تاكل على الأقل ب٣ ساعات ومش هتاكل غير بعدها بساعتين أو تلاتة على الأقل فزي ما قلت محتاج تظبط مواعيد أكلك ومواعيد أدويتك وكمان مواعيد نومك ومش عارف ازاي بس محتاج ترتاح .
سيف ابتسم بتهكم : أرتاح ؟ وأظبط مواعيدي ؟
محي بتأكيد : ده ضروري - حمحم وسأله بإحراج - هو ينفع أسألك هي زوجتك فين ؟ ما تخيلتش تيجي مشوار زي ده من غيرها ؟
سيف بص لنادر قبل ما يجاوب محي بهدوء : مراتي في الجامعة يا دكتور وراها محاضرتها ومذاكرتها فأكيد مش هضيف عليها الحمل ده .
محي نقل نظراته بينهم قبل ما يكتب لسيف العلاج ويشرحله ازاي يستخدمه ويقترح معاه مواعيده .
سيف خرج من عنده ومعاه نادر اللي وقفه باعتذار : سيف بجد أنا آسف لو اديتك انطباع اني بس أخو همس مش صديق وأخ ليك انت كمان .
سيف ابتسمله : نادر أنا قلتلك اني مش زعلان منك وده حقيقي مش مجرد كلام ، فزعل مفيش زعل لكن في أمور كده بتحكم تعاملاتنا مع بعض .
مسك دراعه بندم: اعذرني لو رد فعلي كان اوفر بس همس دي بالذات دلوعتنا الصغيرة محدش بيتحمل عليها أي حاجة
سيف أكد : ودلوعتي اللي ما بحبش في العالم كله زيها فالمفروض تحط ده في اعتبارك - بص لساعته وكمل - أنا ورايا مواعيد لازم أعملها قبل ما أروح الجامعة فمضطر أنسحب ونتكلم بعدين ما تقلقش
انسحب وراح على الشركة لأن وراه بعدها سكشن في الجامعة لازم يحضره .
مؤمن رجع البيت يغير هدومه قبل ما يروح الشركة لكريم طلع على أوضته مباشرة أخد شاور وغير هدومه ونزل يشوف ابنه فين قبل ما يتحرك ، نادى أم فتحي : الولدين فين ؟ مش فوق ومش في أوضة الألعاب
ابتسمت : عند البيسين الصغير مع الدكتورة سما ، كلهم برا بيلعبوا - قبل ما يتحرك قالتله- خليني أعملك حاجة تاكلها سريعة
ابتسم وشكرها وخرج يشوف الولدين
سمع صوت ضحكهم أول ما خرج ومشي ورا الصوت ، نادى علشان ينتبهوا لوصوله ، إيان نادى على أبوه وطلع وجري عليه فوطى يشيله بس كان مبلول فباسه ونزله : ارجع العب يلا
قرب كان إياد في الميا وأول ما شاف مؤمن جري عليه هو كمان ومؤمن باسه ونزله و سلم بعدها على سما وعرف منها ان والدتها مع والدته في المستشفى فقال بحرج : أكيد مجننينك صح ؟
ابتسمت وهي بتبصلهم : بالعكس جنانهم لذيذ ربنا يحفظهم يارب ، وبعدين ده أنا نفسي أعيش زيهم كده ، أصحى ألعب لحد ما أتعب وأنام .
ضحك بعدها لاحظ ان ابنه معاه مسدس ميا وهيرش عليه فبعد وحذره : إيان لا بابا نازل الشغل ومش عايز هدومه تتبل
إيان بص لسما بضحك : يمكة
سما يادوب بتلف ناحيته كان رش على وشها الميا وهو بيضحك بعدها جري على الميا تاني
مؤمن اعتذر بحرج : سوري يا
قاطعته بضحك : لا ما تعتذرش احنا بنلعب من بدري ما تشغلش بالك ، روح شغلك واطمن عليهم مش هسيبهم غير لما أمل تيجي .
ابتسملها بامتنان قبل ما يوضح : بجد الواحد مش عارف يشكرك ازاي؟ هو المفروض ان في واحدة مسئولة عنهم بس تقريبا ابنها الصغير تعب واعتذرت
سما بود: يا باشمهندس اطمن عليهم واتفضل على شغلك الولدين في عينيا ما تقلقش عليهم حضرتك .
ابتسم وسابها ومشي وهو مبسوط من صوت ضحك الولدين اللي ملاحقه .
نادر خلص شغله وراح شقته ودخلها وهو مرهق ، محبط ، أحاسيس كتيرة جواه متزاحمة ، عايز يتجوز ملك ويقفل بابه عليه والدنيا تنساه شوية بمشاكلها وتعبها وزحمتها .
قعد على الانتريه وغمض عينيه بإرهاق.
سيف قبل ميعاد السكشن طلب من مريم توقف كل حاجة علشان رايح الجامعة وساعتين وراجع تاني، وصل الجامعة طلع مباشرة لمكان السكشن كان العدد كبير زيادة عن اللزوم مش الطبيعي .
بدأ يشرح وكان في دوشة عالية فسكت تمامًا لحد ما الكل انتبه وسيطر الصمت التام بعدها اتكلم : ماهو يا أتكلم أنا يا انتم ، لكن احنا كلنا ماينفعش ، وبعدين عددكم كبير أوي فممكن بكل بساطة أقول اللي جاي من برا السكشن يتفضل برا، بلاش توصلوني للمرحلة دي ، نهدا يا نطلع برا ولاحظوا اني تعبان ومرهق وصدقوني في غنى تام عن سكشن زيادة ما تخلونيش أندم اني قلت أعوضكم عن المحاضرات اللي غبت فيها ، قدروني زي ما بقدركم ، نرجع نكمل وياريت بلاش أسئلة ، خلوها وقت تاني .
رجع يكمل الشرح وأخد باله ان هبة وهالة موجودين وقاعدين ورا آخر السكشن فطبيعي هتبقى همس موجودة ، عينيه بتلقائية بيدوروا عليها بس مش شايفها ، معقول اصحابها حضروا وهي لا؟ طيب ليه ؟
السكشن خلص وهو بيلم حاجته فصدفة لمح هالة وهي خارجة جنبها همس ، لمحها مجرد لمحة مش أكتر وهي خارجة من الباب الخلفي ، ضيقه زاد منها ، كذا طالب وقف قصاده بس سيف بصلهم بإرهاق : معلش أجلوا الأسئلة المرة الجاية ، خرج ويادوب مشي خطوتين وسط زحمة الطلبة شاف همس جنبه معدية مع اصحابها فمد ايده مسك دراعها ولسه هي بتلف بحدة وهتزعق بس شافت سيف اللي ماسكها ، كانوا في نص الطرقة فوقفوا الكل ، سيف بهدوء شدها ناحيته وقفوا على جنب بحيث ما يعطلوش الطريق معاهم ، اصحابها سبقوها وهو استنى الدنيا هديت شوية بعدها شاورلها ينزلوا مع بعض ، نزلوا وقفوا قدام المبنى بصمت قطعه باهتمام: حضرتي ليه السكشن ؟
ماكانتش عارفة تقوله ايه ؟ واحشها مثلًا فحضرت تشوفه ؟ ماهو مفيش سبب تاني في دماغها تحضر علشانه ، انتبهت عليه كرر سؤاله فبصتله بجمود: في حاجات ماكنتش فاهماها فحضرت تاني ايه مشكلتك ؟
جاوبها بعدم اقتناع: ماعنديش مشكلة بس ليه قعدتي ورا أوي كده ؟
ردت باندفاع : ماكانش في مكان انت شايف المنظر أصلا ده آخر سكشن فطبيعي كل اللي فاته بيحضر النهارده .
هز دماغه بتفهم بعدها سألها بشكل مباشر : هتروحي معايا ولا لسه عايزة تقعدي عند هند ؟
جاوبته بمراوغة : أنا قاعدة في شقتي مش عند هند .
مط شفايفه بضيق من إجابتها العايمة : انتِ فاهمة كويس أنا بسأل عن ايه فبلاش لف ودوران يا همس .
بصتله بعمق قبل ما تسأله بتحفز : مين جيسيكا ؟
ده كان آخر سؤال توقعها تسأله وماكانش مستعدله أبدًا دلوقتي ، فضل ساكت فعلقت بتهكم : ساكت يعني، ولا متخيل اني ماأخدتش بالي ولا ده أصلًا اللي عصبك منه انه اتكلم عنها قدامي ؟ وكل الحوار اللي عملته كان علشان تغطي على جملته اللي رماها دي ؟
سيف بصلها بانتباه؛ امتى كبرت ونضجت وبقت بتفهمه أوي بالشكل ده ؟ طيب هو ساكت ليه ؟ ما يجاوبها
رد بهدوء: جيسيكا كانت زميلتي برا بتدرس معايا ولا مش ده اللي ضايقني منه ، هو نفسه مضايقني وكلامك معاه مضايقني ومش محتاج أخترع حاجة علشان أغطي على حاجة .
سمعته باهتمام وبتحاول تصدقه بس شيء جواها موقفها فكررت سؤالها بحزم: برضه ماعرفتش مين جيسيكا يا سيف ؟
قرب وشه منها وبص لعينيها : قلتلك زميلة من أيام دراستي برا ، ايه اللي ماعرفتيهوش ؟ كلامي واضح
قربه منها وترها وبيفقد تركيزها فرجعت خطوة لورا وهي بتجاوبه بتهكم : معرفش ليه مش مصدقاك ! حاساها أكتر من كده ، حد مقرب منك، واحدة تعرفها، لكن مش مجرد زميلة ، كانت حد مقرب صح ؟ أو كنت على علاقة بها، انت عرفت واحدة قبلي ؟ كنت بتكدب عليا ؟
بصلها باستنكار قبل ما يرد : أنا مش عارف يا همس ايه اللي عملته أو امتى اديتك انطباع عني اني كنت شيخ ها ؟ مين اداكي الانطباع ده ؟ أنا لا كنت راهب ولا كنت شيخ فانتِ جبتي الانطباع ده منين ؟
بصتله بصدمة : يمكن أكون جبته من المليون مرة اللي قلتلي فيها اني أول حب في حياتك
جت تبعد بس مسك دراعها شدها عليه وأكد بصدق وعينيه في عينيها : ومازلت بقول وهفضل أقول لآخر يوم في عمري انتِ أول وآخر حب في حياتي ده ما أنكرتهوش ولا يمكن يتبدل يا همس ، انتِ أول وآخر حب في حياتي ، ولا حبيت قبلك ولا هحب تاني غيرك في أي يوم من الأيام ، ده شيء مفروغ منه ، أعتقد كلامي واضح مش محتاج أوضح أي حاجة فيه ، مفيش حد دخل قلبي قبلك لكن هنتكلم عن لعب وعلاقات عابرة وصداقات فأيوة يا همس أنا عشت حياتي بالطول والعرض وعرفت ناس كتير جدا لكن ما تخطيتش حدود معينة وماكانش في أي علاقات جادة في حياتي قبلك ، كده الدنيا وضحت معاكي ؟
كلامه ريحها انها أول حب في حياته بس برضه ضايقها لان كلامه يحتمل معرفته لبنات قبلها ، انتبهت عليه بيسألها باهتمام : هتروحي معايا ولا ؟
بصت لعينيه كتير قبل ما تهز راسها بنفي : لا
أخد نفس طويل وبصلها بإحباط قبل ما يلبس نظارته الشمس ويمنع عينيه عنها ، بصلها بحزن: دي كانت آخر مرة أطلب منك ترجعي فيها معايا ، ده مش هيتكرر تاني .
جه يتحرك بس مشيت وراه مسكت دراعه بعنف وزعقت فيه : يعني ايه ها؟ بتهددني سيادتك ولا ايه ؟ ولا ده آخرك ونفسك قصير للدرجة دي ؟ ولا أنا مش مهمة أكتر من كده ؟ مرتين وبعدها تقولي ما تلزمينيش ؟
بعد ايدها عن دراعه ببرود ورد بهدوء: صوتك عالي واحنا في الجامعة فاعملي حساب ده ، غير كده حضني مفتوح ليكي وقت ما تيجي أما أنا مااتعودتش يا همس أطلب من حد يفضل معايا لو مش دي رغبته فانتِ قلتي و وضحتي كذا مرة انك مش طايقاني فآسف أنا مش عارف ازاي اتكلمت معاكي أصلا بعد الكلمة دي بس مش هفرض نفسي على حد مش طايقني حتى لو كان الحد ده روحي فيه فهقولك بيتك وحضني مفتوحين في أي وقت تيجي أو ترجعي عندي .
اتحرك بس سمعها بتسأله بعناد: ولو قلتلك مش هرجع ؟
بصلها بدون ما يعلق بعدها بص قدامه وكمل طريقه لعربيته ، وقفته مايا قبل ما يوصل لعربيته : دكتور سيف لو سمحت .
كان على آخره بس وقف بجمود: خير يا باشمهندسة ؟
ابتسمت وقربت منه وهمست : هو أنا لو قلتلك اني محتاجة درس خصوصي هتقولي ايه ؟
بعد عنها وجاوبها بهدوء : هقولك انتِ شايفاني من النوع اللي ممكن يدي دروس خصوصية لحد ؟ أو محتاج مثلًا أدي دروس ؟
- كمل بصرامة وضيق واضح - انتِ بتتكلمي مع صاحب أكبر شركة إلكترونيات في الشرق الأوسط وشغلي ده مجرد هواية فازاي متخيلة اني ممكن أديكي درس خصوصي ؟
ردت بغيظ : ما طلبتش طلبي ده غير لما عرفت انك بتدي دروس خصوصية في مكتبك يا دكتووور
ابتسم بعملية : عمري ما رديت طالب دخل مكتبي وعنده سؤال وعمري ما رديت أصلًا أي حد عنده سؤال لا وأنا طالب ولا وأنا دكتور
قبل ما يتحرك سمعها بتقول بتشفي: واللي كنت بتروح لحد المدينة عندها تذاكرلها دروسها في كل المواد مش بس مادتك ده تسميه ايه ؟ ده انت كنت حتى آخر الليل بتذاكرلها في الفون وبمكالمات فيديو كول ، ده كنت بتسميه ايه لو مش درس خصوصي ؟
لعن خلود في اللحظة دي بس فضل محافظ على هدوئه وابتسامته المستفزة : ده أسميه بكل بساطة حب ، حبيب بيتعامل مع حبيبته وبس وياريت تتعلمي ماتدخليش نفسك في اللي مايخصكيش علشان ما أردش عليكي برد يقلل منك حتى لو تستحقيه ، بعد إذنك .
اتحرك و لاحظ ان همس كانت مراقباه وعينيها عليه بس مااهتمش وركب عربيته واتحرك بها ، همس قربت من مايا اللي كانت مراقباه وقالت بقوة : امتى هتعرفي انه أبعد من نجوم السما عنك ؟
ابتسمت بتحدي: مين ده اللي أبعد من نجوم السما ها؟ تقصدي سيف ؟ - قربت أكتر منها وكملت بخبث- معلومة صغيرة بس يا همس هانم ، انتِ مجرد محطة في حياة سيف مش حاجة دايمة ولا مستقرة غير كده انتِ لسه عيلة وما تنفعيش أصلا لأسرة زي أسرة الصياد بدليل انك مخاصمة سيف - ضحكت جامد وقالت باستنكار- بجد من عقلك انتِ مخاصماه ؟ وسايباله البيت ؟ متخلفه انتِ ، يا ترى يا همس ايه رأي حماتك فيكي ؟ هل شايفاكي زوجة مناسبة لابنها ؟ ولا بدأت تندم ان واحدة بمستواكي دخلت حياتها ؟ على العموم برافو عليكي استمري في زعلك وسيبانك البيت ، يلا باي ورايا غدا مهم مع حماتك يادوب أستعدله ، باي يا هموس .
سابتها ومشيت وهمس في اللحظة دي كانت عايزة تصرخ بعلو صوتها، حماتها بالفعل شايفاها مش مناسبة لعيلتها ومش بعيد تدخل مايا لحياة ابنها .
ملك في الشركة لمحت نور داخلة مكتبها فراحت عندها سلمت عليها : ناوية على ايه ؟
نور بصتلها باستغراب : ناوية على ايه في ايه ؟
وضحت : في علاقتك بمؤمن ، مامته لسه في المستشفى ما تروحي تزوريها وتحاولي تلطفي الأجواء بينكم .
لاحظت ان نور بتبصلها بتهكم فسكتت وربعت ايديها : مش عاجبك كلامي ليه ؟
نور ابتسمت بتهكم فعلًا : يعني مستغربة ازاي متخيلين اني ممكن أرجع لمؤمن تاني ؟ حكايتي مع مؤمن انتهت وقفلتها
ملك سألتها باستغراب : وإيان ؟
ردت بصرامة : هاخده منه مش هسيبهوله ، ماشية في إجراءات الحضانة
ملك بذهول : هترفعي قضية ضد جوزك ؟
زعقت فيها : طليقي مش جوزي وبعدين ايه الغريب فيها ؟ مش فاهمة
ملك قربت منها بحذر: مؤمن مش هيسيبلك ابنه ، بلاش توصلي الأمور للمحاكم بينكم يا نور ، انتِ كده بتهدي كل الجسور اللي موجودة واللي ممكن تتوجد في أي يوم بتقطعي كله .
نور ابتسمت : وهو ده المطلوب ، هاخد ابني ومش عايزة حاجة تانية واه عايزة أهد كل الجسور .
ملك حركت راسها برفض : بلاش يا نور بلاش مؤمن حد كويس وما يستاهلش منك كل ده
نور بصتلها بغيظ : وأنا اللي حد وحش ؟ ده قصدك ؟
ملك بتبرير : يا بنتي مش قصدي أنا بس
قاطعتها وهي بتاخد أوراق : قصدك ولا ماقصدكيش مش فارق معايا ، أنا بس كنت هاخد شوية أوراق للمحامي وماشية ، يلا سلام - خرجت خطوة وبصتلها بسخرية - اه بالحق أبوكي عايز يعمل فرحك فبراحتكم اعمليه ما تاخدونيش حجة للتأجيل ، عايزة تتجوزي اتجوزي ما تأجليش بسببي لان بصراحة مش فارق معايا ، سلام
ملك خرجت وراحت شقتها ، فتحت الباب بهدوء ودخلت اتفاجئت بنادر قدامها على الكنبة مغمض عنيه وتقريبا نايم ، حطت من ايدها الحاجات اللي معاها بعدها قربت منه همست اسمه وحطت ظهر ايدها على خده ، فتح عينيه وبصلها كتير وهمسلها : ياااه لو كل الأحلام تتحقق بالشكل ده ؟
ابتسمت وهمست : بتحلم بإيه ؟
جاوبها : بيكي جنبي زي دلوقتي ، انتي بجد قدامي ولا هفتح عيني الاقيكي اختفيتي ؟
ضحكت بخفة : انا قدامك اهو فتح عينيك براحتك
اتعدل وبصلها واخد نفس طويل : مش عايزك تتطلعي تاني من هنا
اتنهدت : ياريت ، بجد ياريت يا نادر
مسك ايدها : باباكي قال أول ما والدة مؤمن تخرج نحدد ميعاد الفرح بإذن الله .
سألته باهتمام : وهي حالتها ايه ؟ افضل ؟
طمنها عليها بعدها اقترح : ما تيجي نطلب غدا هنا ونتغدى انا وانتي مع بعض ؟
بصتله بابتسامة : هتغديني ايه ؟
نادر بسرعة : شاوري تحبي نتغدى ايه ؟
ملك بتفكير : اممممم ، أحب تعملي أكل بايدك .
بصلها لوهلة بعدها ابتسم : روح قلبي مع اني مش بعرف بس من عنيا ، قولي برضه عايزة تاكلي ايه وهنزل اشتري كل اللي نحتاجه وهعملك ، هاه ؟
ابتسمت ومسكت دراعه : لا يا حبيبي بعدين تعمل يكون البيت فيه اكل النهاردة خلينا نطلب اي حاجة سريعة ، بتحب البيتزا ؟
طلبوا بيتزا وقعدوا أكلوها مع بعض ، بعدها ملك رصت الهدوم والحاجات اللي كانت جيباها بمساعدة نادر اللي كان مراقبها ومرة واحدة سألها : ملك انتي بتحبيني قد ايه ؟
استغربت سؤاله وسابت اللي في ايدها : وده ايه مصدر السؤال ده ؟
بص لعينيها : مش عارف مصدره بس عايز اعرف بتحبيبني لدرجة ايه ؟ ساعات بحسك عاقلة اوي ،تقيلة ورزينة .
استغربت اكتر واكتر : وده شيء كويس ولا ايه ؟
قعد وبصلها تقعد قصاده : كويس بس مش في كل حاجة ، جاوبيني بتحبيني قد ايه ؟
قعدت قصاده : فهمني الاول مصدر كلامك
حرك راسه برفض : معرفش بس جاوبيني
بصتله كتير قبل ما تحاول تجاوبه : معرفش يا نادر ، السؤال ده نجاوب عليه ازاي ؟ بحبك قد ايه ؟ بحبك اكتر من اي حاجة حبيتها قبل كده في حياتي ، بحبك اكتر من أي حد وغير أي حد ، بحبك لدرجة ان حياتي حسيتها بدئت من يوم ما عرفت اني بحبك ، حياتي بقى لها معنى بحبك انت ، ذكرياتي وحياتي اللي فاتت حاسة انها مجرد مقدمة علشان بس اقابلك وأحبك وأعرفك ، وكل اللي قولته ده مش كفاية لان حبك مالوش قد أصلا ولا في اي كلام ممكن أعبر بيه ، طمن قلبك لاني بحبك .
ابتسم كتير واخد نفس طويل زفره مرة واحدة ومسك ايديها الاتنين باسهم فسألته : مش هتقولي برضه اساس اسئلتك ايه ؟
ابتسم بحرج وباصص لايديها في ايديه بعدها رفع دماغه بصلها بتردد : هتصدقيني لو قولتلك مش عارف ؟ أو يمكن أكون حابب اطمن قلبي انك بتحبيني ، كل ما في الموضوع انك عندك مقدرة تسيطري على انفعالاتك ومشاعرك .
اعترضت بتهكم : انا ؟ بأمارة ايه ؟ ده أنا انهارت قدامك ألف مرة قبل كده ، تحب أفكرك كام مرة انهرت فيهم قدامك؟
حرك راسه بنفي : مش ده اللي اقصده يا ملك قصدي سيطرتك على مشاعرك وحبك - مكنش عارف يوصلها قصده ويخليها تفهمه ، مسك ايدها حطها على قلبه - حاسة بنبضات قلبي يا ملك ؟
شاورت بدماغها اه فهو كمل : متوترة ، مضطربة ، ده محسوس ، انتي حاسة بتوتري وانتي قريبة مني كده ، لكن انتي هادية تماما ، ما بحسش انك بتفقدي السيطرة على نفسك او مشاعرك في أي وقت وعلشان كده سألتك بتحبيني قد ايه ؟
ابتسمت بتفهم: نادر أنا مش مسيطرة أنا بس بخاف
استغرب وردد : بتخافي ؟ من ايه ؟
اتنهدت : من بكرة ، من اللي جاي ، من غدر الأيام ، من كل حاجة حواليا ، نادر أنا من صغري لوحدي وكبرت لوحدي وبتخبط في الحياة دي لوحدي بس طول الوقت ده مكنش عندي اي حاجة أخاف عليها اخسرها ، حياتي كانت صعبة واختياراتي كلها كانت غلط بس الحمدلله بدئت تتصلح وربنا بعتلي أخويا اللي بندم انه مكنش في حياتي من صغري يمكن كانت كل حياتي اختلفت ، وكمان بابا رجعلي ومراته اللي بتحاول تكون ام ليا وحتى نور اللي دلوقتي بتتخبط بس اخدنا فترة كويسين مع بعض ، فالمشاعر دي جديدة عليا ، العيلة ، الاهتمام ، الخوف ، الحب ، كل دي حاجات جديدة عليا وجيت انت كملت كل حاجة ناقصة في حياتي ، انت عملت اعادة لحياتي وظبطتها حاسة ان كل حاجة بقى لها معنى بوجودك بس لقيتني بخاف ، بخاف تكون حلم ، بخاف اخسرك ، عيلتك اللي رفضاني خلوني حاطة ايدي على قلبي ، هل ممكن اخسره بعد كل ده ؟ هل ممكن تبقى مجرد ذكرى في حياتي ؟ بقيت مرعوبة وعلشان كده عملت كنترول على مشاعري او بحاول اسيطر عليها زي ما انت ما بتقول لاني طول الوقت خايفة تبعد ، تقولي عيلتي ، تقولي امي ؟ اي حاجة تحصل تبعدنا عن بعض .
كمل بتفهم : فبتحاولي تعزلي مشاعرك ، يعني انا مش بيتهيألي ، انتي فعلا عاملة كنترول على قلبك ، انتي واقفة على الشط ما نزليتش لعمق لسه .
ضغطت على ايده : اعذرني بس غصب عني ، بعدين لا انا مش واقفة على الشط انا نزلت وغوطت كمان - جه يعترض بس هي كملت - بس مش للدرجة اللي معرفش أرجع ، انا غوطت بس لسه شايفة الارض ورايا ، مش هقدر ارمي نفسي كلي الا لما أشوفك قدام عيني مستعد تلحقني وتمسكني وده شعور مش بايدي او بإيدك تحسسهولي ، فاعذرني .
ابتسم بتفهم وبصلها : خلينا نسيب الأيام تطمنك ، تعرفي سيف وهمس ، سيف لما اختفى وطلعت اشاعة انه اتوفى همس في اللحظة دي زي ما يكون قررت انه لو مات فهي تموت ، مكنتش بتتنفس ، مجرد النفس مش عارفة تتنفسه لو هو مش معاها ، فضلت حاضنها وبقولها تتنفس واصرخ فيها اتنفسي يا همس اتنفسي ، ولحد النهاردة بحسها بتموت لو سيف مش جنبها ، بتتنفس طول ما سيف بيشاركها انفاسها دي ، حبهم عنيف اوي .
ابتسمت وربتت على ايده : حبهم عنيف فعلًا ربنا يحفظهم لبعض بس ده مش معناه ان حبنا فاتر او قليل يا نادر ، كل واحد له طريقته يعبر بها عن حبه ، صوابعك مش زي بعضها يا حبيبي ، يلا بينا علشان قعدنا كتير هنا ، ولا انت هتفضل هنا ؟
ابتسملها : لا رايح عند هند ، يلا بينا .
قاموا مشيوا وكل واحد راح بيته بيفكر في كلام الثاني .
مايا اتغدت هي ومامتها مع سلوى في النادي وبتتعامل بمثالية شديدة قدامها وبتمشي على تعليمات مامتها اللي فاهمة تماما شخصية زي سلوى وايه يعجبها وايه لأ .
مايا بهدوء مبالغ فيه : طمنيني يا طنط اخبار دكتور سيف ايه ؟ وخصوصًا مع زعل مراته ؟
سلوى استغربت ازاي عرفت انهم زعلانين وحست انها متلخبطة ، هل ممكن تكون بتوقعها بالكلام ؟
مايا لاحظت وابتسمت جواها وكملت بتمثيل : النهاردة كانوا بيتخانقوا قدام الكل وهي علت صوتها عليه ، يعني بقالهم فترة اصلًا واضح انهم زعلانين بس النهاردة زودتها اوي ، فاستغربت صراحة ازاي بتعلي صوتها كده ومش مراعية وضعه ومكانته ، دكتور سيف مش مجرد دكتور جامعي ده صاحب شركة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط ان مكنش العالم كله ، وضعه حرج وفوق كل ده تعبه لانه كان واضح أوي انه مرهق جدًا .
نيفين مامتها أضافت : سيبك من كل ده هو ومراته حرين مع بعض يتخانقوا او يتصالحوا بس سلوى صحته عاملة ايه ؟ بجد اتحسن ؟ مايا بتقول بيقف يشرح وهو مجهد جدًا وبيريح كل شوية وبيمسك دماغه من الصداع وساعات بياخد ادوية تقريبًا مسكنات ، كنتي طلبتي منه يريح شوية، صحته أهم من كل حاجة .
سلوى اخدت نفس طويل زفرته بضيق : وهو بيسمع الكلام يعني لو قولتله يريح ؟ اصلا ده من الجامعة للشركة مطحون يا عيني ، حبيبي مش بيرتاح .
مايا كانت هتضيف حاجة عن همس بس مامتها شاورتلها لأ سكتت ، سلوى جالها تليفون فاعتذرت ترد عليه فمايا بصت لأمها : ليه بتمنعيني أتكلم عنها ؟
نيفين بتحذير : مش هتسمحلك تغلطي في مرات ابنها ، مش دلوقتي خالص ، عطيتي المعلومة اسكتي بعدها ، واحدة واحدة هي مش ست غبية ولا سهلة هتسمحلك تغلطي في حد تبعها ببساطة اهدي وما تغلطيش في اي حد نهائي لانها مش هتقبل ده .
اعتذرت سلوى منهم وانسحبت لان نصر وصل بره وقبل ما تروح طلبت منه يوصلها مكان تاني .
عند هند الباب خبط وفتح انس اللي اتفاجيء بسلوى قدامه بس رحب بيها وفتح الباب : اتفضلي يا طنط ماما جوه .
استغربت سلوى : وهمس ؟ موجودة يا حبيبي ؟
رد ببراءة : هموس مرجعتش لسه من الجامعة .
سلوى بصت لساعتها ، الوقت اتأخر وهي اخرها الساعه ٤ لو عندها محاضرات متأخر والساعة داخلة على ٥ دلوقتي .
هند خرجت : مين يا أنس ؟
شافت سلوى ورحبت بيها ، دخلت وقعدت معاها اتكلموا شوية بعدها بصت لساعتها تاني : هي همس متعودة تتأخر ولا ايه ؟ عمرها ما اخرت عن ٤ ؟
هند بصت لموبيلها واتوترت بس حاولت تظهر بشكل طبيعي : لا مش بتتأخر بس أكيد مع هالة بيشتروا طلبات وكده، هالة من وقت للثاني بتشتري حاجات لها قبل ما تتلخم في المذاكرة والدراسة فبتاخد همس معاها ، زي ما حضرتك عارفه مش بيتأخروا عن بعض .
سلوى حركت دماغها بتفهم بس مش مقتنعة والوضع ضايقها أكتر بس قبل ما تعلق الباب خبط فأنس طلع بسرعة يفتح وسمعوا صوته بيرحب بهمس اللي دخلت اتفاجئت بحماتها قدامها ، سلمت عليها وقعدت معاهم فهند وضحت قبل ما سلوى تتكلم : لسه بقول لطنط انك اكيد اتأخرتي مع هالة ؟
همس بصتلها و وضحت : اه النهاردة بيكون الغدا في المدينة مش حلو فاتغدينا بره انا وهي وجينا على طول .
هند باعتراض : يعني مش هتتغدي معانا ؟ كنت لسه هقول لطنط نتغدى كلنا مع بعض ؟
سلوى وضحت بهدوء : لا أنا اتغديت في النادي مع صحباتي ويدوب راجعة .
همس كان نفسها تنفجر فيها وتلومها ليه بتتغدى مع مايا ؟ وبالفعل كانت هتنطق بس اختها اتكلمت : طيب نشرب حاجة مع بعض ؟ تشربي ايه ؟ قهوة ولا حاجة ساقعة ولا ايه ؟
سلوى ابتسمتلها بمجاملة : هند حبيبتي أنا مش غريبة ويدوب كلمتين مع همس وهقوم لان عمك عز منتظرني واتأخرت عليه ولو محتاجة حاجة هقولك بشكل مباشر بس محتاجة اتكلم مع همس .
هند وقفت وسابتهم لوحدهم هي وانس ، همس انتظرت عتاب حماتها اللي اتكلمت بهدوء : وبعدين معاكي يا همس ؟ لامتى هتفضلي سايبة بيتك وجوزك؟
بصتلها بهدوء استغربت مصدره : انا مش سايبة بيتي انت اوردي في بيتي برضه .
سلوى كشرت لانها بتكره اللف والدوران : همس انا وانتي فاهمين بنتكلم عن ايه .
همس بصت للأرض : لو سمحتي يا ماما ما تضغطيش عليا انا وسيف
قاطعتها سلوى : ما يهمنيش اللي بينك وبين سيف انتو حرين مع بعض - بصتلها باستغراب فوضحت - سيف زعلان مني أنا لاني انا اللي اقترحت عليكي تيجي لاخواتك وتتكلموا ومن ساعتها بيلومني ومش بيكلمني ، بيقولي انتي خرجتيها من البيت ، فانتي ما يرضيكيش ان ابني يقاطعني بسبب اني بس اقترحت عليكي تغيري جو مع اخواتك ، تقومي يا همس تسيبي البيت خالص ؟
همس اتفاجئت بكلام سلوى وبقت محتارة مش عارفة ترد عليها بإيه ؟
سلوى أضافت : ممكن تقومي تروحي معايا وما تكسفنيش لو سمحتي وافضلي زعلانة من جوزك براحتك ، يعني حتى لو عايزة تطرديه من اوضتك انتي حرة مش هتدخل بس ارجعي علشان خاطري .
همس حست انها محاصرة ومش عارفة ترفض بس برضه مش قادرة تتقبل انها ترجع خصوصا ان سيف لسه قايلها مش هيكلمها تاني ولا يطلب منها ترجع تاني فكده معناه انها خافت ورجعت.
سلوى باصرار : قومي يا همس يلا علشان نروح بيتنا ، سيبي اختك براحتها مع جوزها وابنها ، بعدين جوزك تعبان و
قاطعتها باستغراب : تعبان ازاي ؟ قصدك ايه ؟ في ايه حصل ؟ كان لسه في الجامعة و
قاطعتها سلوى بضيق منها وشبه زعقت : جوزك عايش على المسكنات يا همس وبدال ما مراته تبقى جنبه تراعيه سيباله البيت ، عمل ايه هو علشان يستاهل منك ده ؟ بتقولي غلط فيكي يا ستي دخلينا في النص انا أو أبوه ولو ليكي حق هنجيبهولك منه ، طلباتك ايه يا همس علشان ترجعي بيتك ؟
هند سمعت صوت سلوى العالي فطلعت بعصير لسلوى : همس ملهاش طلبات يا طنط دي فترة بسيطة وهتروح لحالها بعدين هي وسيف ملهمش الا بعض، اتفضلي حضرتك ليمون بالنعناع .
سلوى هديت وهمس ساكتة تمامًا مش قادرة تاخد قرار بس هي عارفة ان لو سلوى مشيت زعلانة منها فالموضوع كده هيكبر أوي .
سلوى انتظرت شوية تدي لهمس فرصة تاخد قرارها وتفكر بعدها علقت : نصر منتظر تحت يلا يا همس ولا ايه ؟ وهقولك تاني ارجعي علشان خاطري أنا ، علشان سيف زعلان مني أنا ، بعدها يا ستي لو حبيتي ترجعي ارجعي مش هكلمك بس رجعتي معايا ، علشان خاطري ارجعي معايا يا همس .
هند بصت لاختها : همس ارجعي مع طنط وكفاية اوي انها جت بنفسها لهنا تطلب منك ترجعي علشان خاطر هي وسيف ما يكونوش زعلانين مع بعض بسببك وبعدين محدش عارف بكرة في ايه ، اكيد انتي مش عاجبك الزعل مع سيف ولا ايه ؟
همس بصت لأختها بعتاب : يعني هو يقولي النهارده انا مش هطلب منك ترجعي البيت تاني ودي اخر مرة اكلمك فيها أقوم انا ارجع البيت في نفس اليوم ؟ - بصت لحماتها - ده منطق ؟
سلوى باستغراب : هو قالك مش هكلمك تاني ؟
همس ردت باندفاع : اه سألني هترجعي ولا لأ ؟ قولتله لأ قالي مش هقولك تاني ارجعي البيت.
سلوى استغبت ابنها بس ابتسمت لهمس وقربت منها : حبيبتي انتي عارفة كويس سيف بيحبك قد ايه ؟ حبه مش موضع شك أصلًا وبعدين هو جالك هنا صح ؟ واعتذرلك قدام اخواتك ، راحلك الجامعة وبعدين عرفت انه اتدبس في سكاشن للدفعة كلها علشانك ، كل ده وبعدها هتقفي على الكلمة ؟ بصي يا همس انا هقولهالك تاني ارجعي معايا علشان خاطري وأنا هقوله انك رجعتي علشاني مش علشان الغباء اللي قاله ، اتفقنا ؟
همس بصت لاختها اللي شاورتلها بدماغها توافق وبالفعل همس اخدت كتبها وحاجتها وروحت مع سلوى .
سيف رجع آخر النهار طلع لأوضته مباشرة مش قادر ولا يشوف حد ولا يتكلم مع حد ، فتح باب أوضته بس اتفاجيء بهمس قاعدة على مكتبها وسط كتبها ، عنيهم اتقابلت في نظرة طويلة مليانة كلام كتير ، همس بتفكر هل تصرفها ده صح ولا غلط انها رجعت ؟ وازاي هو هيفسر رجوعها بعد ما قالها دي اخر مرة اقولك ارجعي ؟
سيف باصصلها معقول هي رجعت علشان اشتاقتله زي ما هو اشتاقلها ؟ معقول خلاص هتنهي البعاد بينهم وهترجع لحضنه ولقلبه ؟
مش مهم التفكير ومش مهم أي حاجة المهم انها رجعت وفي بيته وفي أوضته بس ليه كان غبي وأخد علاجه قبل ما يرجع البيت ، الحقن بتتعبه جامد وهو كان محتاج يكون فايق مش تعبان بالشكل ده ، ليه بس استعجلت يا سيف واخدت الحقن دي ما كنت انتظرت .
همس رجعت لكتبها قدامها وهي مترددة مش عارفه تتعامل ازاي ؟ سيف قرب منها ضمها وهي قاعده وباس راسها : حمدالله على سلامتك نورتي دنيتي كلها .
قعد في مستواها وباس جبينها : فاجئتيني بجد برجوعك بس بجد أجمل حاجة عملتيها نورتي البيت يا همس - حط ايده على خدها- ما تتخيليش رجوعك فرق معايا ازاي ؟
حس انها عايزة تقول حاجة بس مترددة ، ابتسملها لان مفيش حاجة تانية مهمة غير رجوعها .
همس كانت مترددة فعلًا تقوله انها رجعت علشان مامته طلبت منها مش علشانه هو ولا تنهي الزعل بينهم وتفضل في حضنه وبس ؟
انهى حيرتها لما وقف : هاخد شاور سريع وارجعلك .
اخد شاور وهو مبسوط ، تعبان بس مبسوط انها رجعت وهتفضل معاه هتهون عليه كل حاجة .
همس بره قررت ما تقولوش انها رجعت علشان مامته وهتفضل ساكتة وتشوف معاملته معاها الأول ، هتهدى ومش هتستعجل زي عوايدها .
سيف خرج لبس هدوم مريحة وطلع لعندها : تحبي اطلب من عواطف تجيب الغدا ؟
كان متغدى وتعبان علشان العلاج ومش هينفع ياكل بس مش مهم ، المهم هي وبس حاليا ، همس ردت بايجاز : اتغديت مع هالة .
ابتسم لانه مش مضطر ياكل تاني علق : هطلب منها تعملك حاجة تساعدك في مذاكرتك ، كابتشينو تمام ؟ ولا تحبي شاي ؟
اخيرًا نطقت : كابتشينو ماشي
نزل لعند عواطف طلب منها الكابتشينو تطلعه عند همس واي حاجة خفيفة معاه .
طلع بره اتقابل مع سلوى وأبوه راجعين من الجنينة وسلوى وقفته : اديني جبتهالك اهو يا سيدي لحد عندك علشان بس ما تقوليش انتي مشيتها وانتي معرفش ايه ؟
سيف بصلها بحيرة : جبتي ايه ؟ بتتكلمي عن ايه؟
سلوى استغربت : انت مش طلعت اوضتك ؟ انت مغير هدومك اهو ؟ - شاور بدماغه فهي كملت - مراتك مش في اوضتك ؟ اديني يا سيدي روحت بنفسي وجبتها ، كانت رافضة تمامًا ترجع وخصوصًا بعد التخلف اللي قولتهولها النهاردة انك مش هتكلمها تاني بس انا اقنعتها تيجي وقولتلها تيجي علشاني انا ولعلمك بس هي راجعة علشاني مش علشانك انا كمان قولتلها لو حابة تطردك بره الاوضة براحتها علشان بس ما تقولش اني بدخل بينكم ، انتو حرين مع بعض تتصالحوا ؟ تفضلوا زعلانين براحتكم ، انا رجعتها انت عليك الباقي .
سلوى بتتكلم وكأنها عملت انجاز كبير مثلًا ما تعرفش انها حطت حواجز كتير اوي بينهم بكلامها ولو مكنتش اتكلمت كانوا اتصالحوا بالفعل لكن هي دمرت الصلح ده ، سيف اخيرًا فهم سر ترددها ونظراتها الحيرانة معناها ايه ؟ هي كانت محتارة تقوله انها راجعة بسبب مامته مش علشانه بس لان هو اتدلق عليها بالشكل ده هي سكتت ومعرفتش تقوله انها مش رجعاله ، في اللحظة دي هو وقف جامد مش عارف ولا قادر ينطق ولا يتكلم بس تعبان وعقله متوقف مش عارف يفكر او يقرر .
ونكمل بعدين
توقعاتكم
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق