رواية قلبه لا يبالي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر للكاتبة هدير نور
رواية قلبه لا يبالي الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر للكاتبة هدير نور
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الثالث عشر
استيقظ داغر شاهقاً بفزع عندما شعر بماء بارد ينسكب على وجهه...
اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات غير مستوعب المحيط الذي حوله فقد كان المكان مظلم الا من ضوء عدة شماعات مشتعله...
حاول النهوض لكنه لم يستطع حيث صدم عندما اكتشف بان يديه مكبله بالحبل و معلقه باعلي الفراش صاح بغضب و قد ادرك من وراء تلك الفعله
=داليدا...
لكنه تراجع للخلف بالفراش فازعاً عندما رأي الخيال المرعب الذي يقف بجانب الفراش و الذي اتضح له انها داليدا التي كانت تقف بشعر مشعث كاحدي العفاريت يملئ وجهها خطوط حمراء و سوداء مرتديه رداء ابيض فضفاض للغايه و بعينها ترتسم نظره مرعبه ممسكه بين يديها بصاعق كهربائي يصدر ازيز من الكهرباء كلما ضغطت عليه راقبها داغر بتوجس وهي تقترب منه و على شفتيها ترتسم ابتسامه جنونيه لا تبشر بالخير...
هتف بها بغضب بينما يحاول فك العقده التي تقيد يديه بها
=داليدا متستعبطيش و فكي القرف ده...
اقتربت منه داليدا بصمت و هي لازالت تضغط على زر الصاعق الكهربائي و على وجهها ترتسم ذات النظره المرعبه
انحنت عليه مقربه الصاعق من وجهه المبتل هامسه بالقرب من اذنه
=ايه رأيك عجبك الحبل،؟!
اجابها بحده بينما لا يزال يحاول بقوه فك وثاق يده
=عارفه انا لو مسكتك و ديني ما هرحمك، و ساعتها هتعرفى اذا كان عجبني و لا لاء...
ضحكت داليدا قائله بسخريه بينما ترفع حاجبها بتهكم
=ده لو بقي مسكتني...
من ثم قربت الصاعق من وجهه مما جعله يرتد برأسه إلى الخلف بعيداً صائحاً بغضب
=داليدا اعقلي، و بطلي جنان
اخفضت راسها متصنعه انها تعيد تشغيل الصاعق حتى تخفي عنه الابتسامه التي ملئت وجهها.
محاوله تقمص الدور الذي تمثله امامه وعدم تخريب ما تفعله فقد كانت ترغب بجعله يجرب ان يقيد بالحبل الذي يهددها به كلما رغب بتخويفها مذيقه اياه بعضاً من افعاله...
رفعت رأسها مره اخري بعد ان استطاعت التحكم في ضحكتها راسمه على وجهها ذات القناع البارد قربت وجهها منه بينما اخذت تمرر اصبعها على وجهه المبتل
=تخيل كده لو الصاعق ده لمسك وانت متغرق ميا بالشكل ده ايه هيحصلك،؟!
اجابها داغر الذي حاول القبض باسنانه على اصبعها عندما مر بالقرب من فمه لكنها اسرعت بسحب اصبعها بعيداً مطلقه صرخه متفاجأه منخفضه
=هيحصلي ايه يعني اكيد هموت...
شعرت داليدا بقلبها ينقبض بالالم فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوه بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتجف
=لا طبعاً مش هتموت و لا حاجه. هتتوجع بس شويه...
من ثم قربت الصاعق منه فبرغم انها لا تنوي صعقه حقاً حتى و ان كان هذا لن يؤذيه الا انها لا تستطيع رؤيته يتألم حتى و لو كان ألم بسيط فهي تفعل ذلك حتى تبث الرعب بداخله فقط لا غير خرجت من افكارها تلك عندما سمعت داغر يتحدث بصوت مختنق بعض الشئ
=داليدا ابعدي البتاع ده بعيد...
ليكمل هامساً و قد اصبح صوته اكثر اختناقاً
=انا. انا عندي فوبيا من الكهربا، ابعديه.
تطلعت داليدا نحوه بشك و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره غير مصدقه اياه فداغر الدويري لا يمكن ان يكون لديه فوبيا او خوف من شئ.
هزت الصاعق بيدها بتهديد مقربه اياه منه لكن فور رؤيتها للنظره المرتعبه التي ارتسمت بعينيه و تنفسه المتسارع بطريقه غير طبيعيه حيث كان يبدو عليه كما لو كان لا يستطيع التنفس بسهوله القت بالصاعق بعيداً مقتربه منه هاتفه بلهفه
=داغر مالك في ايه،؟!
من ثم اخذت تربت بلهفه على وجهه بيديها محاوله افاقته و قد سيطر الهلع و الخوف عليها
لكن في اقل من لحظه و قبل ان تستوعب ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها على الفراش و داغر يقبع فوقها محاصراً اياها بجسده الصلب نظرت بصدمه إلى يديه التي اصبحت حره و التي يحيط بها وجهها همست بارتباك
=ازاي، ازاي انت مش كنت مربوط بالحبل...
قرب داغر وجهه منها قائلاً بسخريه و هو يمرر يده فوق الخطوط السوداء و الحمراء التي تملئ وجهها
=كنت مربوط بعد ما صحيت لمده دقيقتين بس لكن بعد كده فكيت الحبل بكل سهوله...
هتفت داليدا بحده والاحباط و الغضب يسيطران عليها
=ازاي فكيته انا ربطاه بايدي كويس
اجابها داغر بسخريها بينما يده تلتقط احدي خصلات شعرها الاشعث يجذبها بخفه
=عقدة الحبل كانت مش مربوطه كويس اي عيل صغير كان يقدر يفكها...
قاطعته داليدا بغضب وهي تتملص اسفله محاوله التحرر ضاربه اياه بقوه بساقه
=يعني كل ده كنت بتشتغلني، مش كده و عملي فيها خايف وتعبان و انا الهبله اللي صدقتك و صعبت عليا...
اطلق داغر ضحكه منخفضه بينما يشبك ساقه بساقها التي كانت تضربه بها مقيداً حركتها
=انتي اللي ساذجه تفتكري ان انا هخاف من حته اللعبه اللي كانت في ايدك دي...
ليكمل و هو يلتقط بين شفتيه ذقنها يضغط عليه باسنانه بمشاغبه.
= كده كنت عايزه تكهربيني يا شعلتي...
دفعته بيديها في صدره محاوله ابعاده لكنه اسرع بالقبض على يديها و تقيدها فوق رأسها بيده بينما ترك فمه ذقنها راقبت باعين متسعه بالذعر شفتيه التي كانت تقترب من شفتيها ببطئ و عينيه التي قد اسودت همست بصوت لاهث مرتجف و قد ادركت ما ينوي فعله
=لا، اياك تعملها...
لكنه ابتلع باقي جملته في قبلة عميقة مقبلاً اياها بشغف اخذت داليدا تتلوي اسفله صارخه بصوت مكتوم رافض ضربته بقدمها بساقه بقوة لكنه رغم ذلك رفض افلاتها و ظل رغم ذلك يقبلها مما جعلها تضربه بقوة اكبر...
اطلق صراحها اخيراً تاركاً لها المجال لكي تتنفس مما جعلها تظن انه سيحررها اخيراً لكن لصدمتها انزلقت شفتيه إلى ذقنها مقبلاً اياه بلطف دفنت يدها التي حررها من قبضته بشعره محاوله دفعه بعيداً لكن بدلاً من دفعه تشبثت اصابعها الخائن به بقوه...
التفت ذراعيه حول جسدها ضامماً اياها اليه بقوه دفن وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعه بشغف قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش بينما يقبل اسفل عنقها...
=هتجنيني...
شعر بيديها الصغيره التي كانت تتشبث بشعره في وقت سابق تدفعه الان بعيداً بينما تهتف بصوت مرتجف كما لو صدمتها استجابتها له...
=ابعد، ابعد عني...
تنهد رافعاً يدها مقبلاً اياها بحنان قبل ان ينتفض ناهضاً من الفراش جاذباً اياها معه احاط خصرها بيده بينما يده الاخري تمر على شعرها الاشعث بشكل مضحك حيث كانت تضع عليه الكثير من مثبت الشعر مما جعله صلب كالحجر بينما وجهها كان ملطخ باللون الاحمر و الاسود
=نفسى افهم انتي عامله ايه في نفسك، المفروض يعني اني كده هخاف،؟!
ليكمل بأسف بينما يحاول فك شعرها الذي كان صلب
=كده بوظتي شعرك...
اجابته داليدا بحده بينما تضع يدها على شعرها...
=شعري و انا حره فيه ابوظه اولع فيه، انت مالك...
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بصدمه عندما رفعها حاملاً اياها بين ذراعيه ناهضاً بها من فوق الفراش
صاحت داليدا بغضب بينما تضربه بقسوه في ذراعه
=انت بتعمل ايه. نزلني...
تجاهلها داغر و اتجه بها نحو غرفة الحمام من ثم دلف إلى كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه...
انزلها ببطئ على قدميها لتحاول على الفور الفرار بينما تهتف بغضب دافعه اياه بقوه في صدره محاوله الخروج من باب الكابينه الذي خلفه
=انت مجنون، انت بتعمل ايه، اوعي سيبني اخرج...
لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه حاملاً اياها منه و وضعها اسفل الدش الذي فتحه
=اهدي. هحاول اشوف حل لشعرك اللي انتي دمرتيه بالمثبت الزفت اللي غرقتيه به ده...
لكنها رغم ذلك لم تستسلم و حاولت الفرار مره اخري ضاربه اياه في ساقه بقوه لكنه لم يتأثر و ظل مثبتاً اياها بذراعه اسفل المياه التي اغرقت اياها من شعرها لاخمص قدميها اخذت داليدا تحاول فتح عينيها لكنها لم تستطع حيث كانت المياه تنهمر عليها من كل اتجاه...
اغلق داغر المياه حتى تستطيع التنفس متناولاً السائل الخاص بمعالجة الشعر واضعاً منه بوفره على شعرها الذي اخذ يفركه باصابعه بحنان لكنه اطلق لعنه حاده عندما قبضت داليدا على ذراعه باسنانها الصغيره تعضه بقوه مما جعله ينتزع ذراعه من بين اسنانها و هو يطلق صرخة متألمه حاولت الفرار من اسفل ذراعه لخارج الكابينه لكنه اسرع بالامساك بها هاتفاً بحده
=اعقلي بقي و اهدي...
و عندما همت بعضه مره اخري باعلي ذراعه رفع يدها و قبض عليها باسنانه بخفه مهدداً اياها مما جعلها تترك ذراعه هاتفه بخوف
=خلاص، خلاص مش هعمل حاجه...
ترك داغر يدها جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده قائلاً بمرح محاولاً استفزازها
=مبتجيش الا بالعين الحمرا...
ليكمل بمرح ممراً ابهامه فوق شفتيها
=مش عارف اعمل ايه معاكي كل ما اكلمك تعضيني. دايماً سنانك سابقه عقلك. اجبلك مسك واحطه على بوقك علشان ارتاح.
ضربته بيدها على كتفه هاتفه بحنق
=خفيف اوي...
حاول داغر كتم ضحكته دافعاً اياها اسفل المياه التي اعاد تشغيلها مره اخري يغسل رأسها من سائل الشعر من ثم قام بتدليك وجهها بالسائل المخصص للوجه مزيل الخطوط الحمراء و السوداء التي كانت تملئ وجهها...
و بعد ان انتهي قام بدفعها خارج كابينه الاستحمام تناول منشفه و اخذ يجفف بها شعرها حتى جف تماماً ابتعد عنها مغمغماً بصوت اجش.
=هخرج اغير هدومي، و اجبلك حاجه تغيري بها هدومك المبلوله دي...
هتفت داليدا من خلفه بغيظ
=ليه ما تيجي تغيرلي بالمره مجتش على دي...
التف اليها داغر و ابتسامه واسعه تملئ وجهه قائلاً باستفزاز
=متغرنيش علشان معملهاش بجد انا اصلاً ماسك نفسي بالعافيه.
اتخذت داليدا خطوه للخلف بخوف متمسكه بردائها حول جسدها فور سماعها كلماته تلك مما جعل ابتسامته تزدادد مغمغماً بينما يخرج
=لسان على الفاضي...
بعد عدة دقائق...
كان داغر جالساً على المقعد يقلب بهاتفه عندما رأي داليدا تخرج من الحمام بعد ان ارتدت ملابس النوم التي ناولها اياها بوقت سابق. شاهدها باعين تلتمع بالشغف و هي تقف امام المرأه تمشط شعرها لكنها كانت تزفر بحنق بسبب تلعبك شعرها الذي سببه مثبت الشعر. مما جعله ينهض ويتجه اليها على الفور متناولاً منها الفرشاه التي اعطتها له باستسلام فقد بدأت فروة رأسها تألمها...
اخذ داغر يمشط لها شعرها برفق حتى عاد حريري منسدلاً على ظهرها كستار من النيران.
من ثم ادارها نحوه جاذباً اياها بين ذراعيه مغمغماً بمرح
=مفيش بقي شكراً.
همست داليدا على مضض بينما تحاول الابتعاد عنه
=شكراً...
لكنه شدد ذراعيه من حولها رافضاً تركها قائلاً
=شكراً بس كده.!
اجابته داليدا بغضب
=اومال عايز ايه...
اشار داغر باصبعه على خده بصمت مما جعلها تهتف بحده
=انسي، مش هبوسك.
جذبها داغر اليه ليصبح جسدها ملتصق بجسده عاقداً ذراعيه حول خصرها قائلاً بهدوء
=خلاص مادام مفيش بوسه يبقي خالينا واقفين كده للصبح، انتي حره
ادركت داليدا انه على استعداد لتنفيذ تهديده كما انها كانت متعبه للغايه و ترغب بالنوم. مما جعلها تستسلم زافره بحنق قبل ان تقف على طرف قدميها و تطبع على خده قبله سريعه...
ارتسمت ابتسامه راضيه على وجه داغر الذي انحني مقبلاً بحنان جبينها مما جعلها تحبس انفاسها تأثراً بلفتته تلك...
لكن ما ان قام بفك حصار ذراعيه من حولها ابتعدت عنه على الفور صاعده الفراش مديره اليه ظهرها...
لكنها تجمدت عندما شعرت به يستلقي بجانبها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره العاري حاولت الابتعاد عنه لكنه انحني عليها هامساً باذنها بصوت اجش دافئ
=اهدي يا داليدا و كفايه كده النهارده...
ليكمل بصوت متعب عندما استمرت في محاولتها للابتعاد عنها
= اعتبري دي هدنه بسيطه انتي طلعتي عيني كفايه النهارده و ياستي من بكره ارجعي طلعي عيني من تاني بس كفايه النهارده كده
هدئت حركاتها المقاومه عندما سمعت صوته المتعب هذا مما جعله يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له انحني مقبلاً خدها بحنان ضامماً اياها اليه بقوه من ثم دفن وجهه بعنقها مستنشقاً رائحتها التي يعشقها بعمق...
بينما تنهدت داليدا بتعب قبل ان تستسلم لقلبها الضعيف الخائن و تدفن وجهها بصدره لتشعر بنبضات قلبه المتسارعه بجنون اسفل خدها شعرت بيده تمر فوق ظهرها بلطف مقبلاً عنقها بحنان هامساً بالقرب من اذنها بصوت مرتجف بعض الشئ...
=تصبحي على خير يا شعلتي...
همهمت بصوت منخفض مجيبه اياه بينما لازالت تدفن وجهه بصدره مستمتعه بدفئه الذي يحيطها حتى سقطت بالنوم...
في الصباح...
استيقظت داليدا لتجد نفسها وحيده بالفراش تطلعت نحو الساعه لتجد ان الوقت قد تجاوز الثانيه بعد الظهر...
تنهدت باحباط بينما تتطلع بحسره نحو الفراش الخالي بجانبها بالطبع غادر داغر إلى عمله منذ وقت مبكر فدائماً ما يذهب للعمل بالثامنه صباحاً شعرت بالذنب يجتاحها فمؤكداً انه ذهب للعمل و لم ينم الا وقت قصير لم يتجاوز الساعتين فقط فقد ادت لعبتها عليه بالامس إلى نومهم بالسادسه صباحاً...
نهضت و اتجهت نحو الحمام ارتدت ملابسها بعد ان اغتسلت من ثم هبطت إلى الاسفل...
لتجد فطيمه والدة زوجها تجلس مع كلاً من شهيره و نورا يتحدثون بهدوء اقتربت منهم داليدا راسمه على وجهه ابتسامه واثقه مغمغمه بمرح
=صباح الخير...
هتفت فطيمه التي ما ان رأتها اشرق وجهها بالفرح
=صباح الخير ايه بقي، قولي مساء الخير...
لتكمل غامزه اياها بخبث.
=كنت عايزه اصحيكي من بدري علشان تفطري معايا زي كل يوم بس داغر مرضاش و نبه ان محدش يصحيكي الا لما تصحي براحتك. شكل سهرتكوا كانت صباحي...
احمر وجه داليدا فور سماعها ما فعله فماذا سيظن بهم الجميع الان...
هتفت نورا التي كانت تستمع إلى كلمات فطيمه بوجه محتد غاضب
=سهرة ايه اللي صباحي، داغر كان بايت معايا امبارح يا طنط...
التفت اليها داليدا تطلع نحوها بصدمه فور سماعها تنطق كلماتها الكاذبه تلك فكيف لداغر ان يكون معها و هو كان معها هي طوال الليل يتشاجرون كالقط و الفأر من ثم سقطوا نائمين بين ذراعي بعضهم البعض...
اطلقت داليدا ضحكه ساخره غير مصدقه قبل ان تتمتم بسخريه لاذعه
=كان بايت معاكي. في احلامك مش كده...
لتكمل بحده و غضب عندما اخذت نورا تطلع اليها ببرود.
=انتي مجنونه و لا هبله و لا بتستعبطي بالظبط داغر مين اللي كان معاكي، داغر كان معايا طول الليل من اول ما خلص شغله لحد لما صحي و راح شغله تاني...
همت نورا ان تجيبها لكن ضغطت شهيره على يدها من اسفل الطاوله كاشاره لها بان تصمت و تترك الامر لها فهذه فرصتهم لكي يثبتوا ان داغر قضي الليله بغرفة نورا فقد فشلت جميع محاولتها باقناعه بان يقضي ولو ليله واحده معها غمعمت بهدوء
=داغر فعلاً كان بايت مع نورا.
لتكمل ببرود بينما ترمق داليدا بنظره تملئها الاتهام
=بصراحه مش فاهمه هتستفيدي ايه، لما تكدبي...
قاطعتها داليدا التي بدأت تفقد السيطره على اعصابها
=وانتي بقي عرفتي منين انه كان بايت عندها كنت نايمه وسطهم في السرير و انا معرفش...
احمر وجه شهيره بقوه و عندما همت بالرد عليها صدح صوت رنين هاتف داليدا التي اخرجته من جيب بنطالها لتجد ان المتصل داغر اجابت على الفور ليصل اليها صوت داغر الاجش العميق.
=صباح الخير يا شعلتي، صحيتي ولا لسه...
اجابته داليدا بدلال قاصده اثارة غيظ نورا و شهيره
=صباح النور يا حبيبي، ايوه صحيت خلاص
غمغم داغر بصدمه فور سماعه كلماتها تلك...
=حبيبك،؟!
ليكمل ضاحكاً بمرح
=لا كده يبقي انتي لسه نايمه و مش في وعيك
اجابته داليدا بذات الدلال متصنعه الخجل امامهم
=يا دغورتي عيب الكلام ده...
غمغمت شهيره بصوت منخفض و على وجهها نظره تملئها الصدمه.
=دغورتي، داغر الدويري بجبروته بقي دغورتي! البت دي عملت فيه ايه بالظبط انا مش فا...
لكنها صمتت مبتلعه باقي جملتها فور ان رأت وجه شقيقتها نورا الذي اصبح بلون الدماء من شدة الغضب و عينيها مسلطه على داليدا بنظره قاتله...
بينما تنحنح داغر فور افاقته من صدمته عند سماعها تدلله بهذا الاسم محاولاً كتم ضحكته و قد بدأ يدرك ان نورا و شهيره بجانبها لذلك تتحدث بتلك الطريقه معه مما جعله يجاريها في لعبتها تلك...
=دغورتك نفسه في بوسه من بتاعت امبارح
ليكمل بصوت اجش مثير
=و ربنا يا داليدا انتي لو قدامي ما هفلتك من تحت ايديا...
جلست داليدا بجوار فطيمه و قد اصبح وجهها بلون الدماء من شدة الخجل لكنها قررت تكملة خطتها قائله بدلال وتغنج فاتحه مكبر الصوت بالهاتف
=كده يا حبيبي تصحي و تلبس لوحدك مش انت عارف ان انا بحب البسك بايديا...
حاول داغر كتم ضحكته بينما يجيبها بهدوء مجارياً اياها في كذبها هذا.
=معلش يا حبيبتي محبتش اصحيكي خصوصاً و ان احنا نايمين متأخر بسبب الجنان اللي عملتيه...
اغلقت داليدا مكبر الصوت حتى لا يسمعوا باقي حديثه و قد ازداد حمار وجهها...
تابع داغر بصوت اجش عندما دلفت سكرتيرته المكتب لتعلمه بان الاجتماع جاهز
=مضطر اقفل يا حبيبتي دلوقتي عندي اجتماع
اجابته داليدا بصوت منخفض و قد كان وجهها لا يزال مشتعل
=تمام يا حبيبي خد بالك من نفسك...
ثم اغلقت الهاتف معه من ثم التفت إلى كلاً من نورا و شهيره مرمقه اياهم بنظره شامته و على وجهها ترتسم ابتسامه ساخره...
=قولتيلي يا نورا مين بقي اللي كان بايت معاكي امبارح...
انتفضت نورا واقفه تصرخ بغيظ والغيره تمزق قلبها فسماع داغر يدللها بهذا الشكل يجعلها ترغب بقتلها
=وديني لأموتك، انتي فاكره انك كده بتغظيني لا ده انا نورا الدويري عارفه مين هي نورا الدويري...
لم تجيبها داليدا التي انحنت ملتقطه قطعه من البسكوت من ثم جلست تضع قدماً فوق الاخري تتطلع نحوها ببرود بينما تتناول قطعه البسكوت ببطئ مغيظ...
مما ازاد هذا غضب نورا التي اندفعت نحوها تهم الهجوم عليها لكن انتفضت واقفه فطيمه هاتفه بغضب
=جري ايه يا نورا ما تحترمي نفسك هتمدي ايدك عليها ولا ايه ايه اتجننتي.
زمجرت نورا صارخه بغضب عند سماعها زوجة عمها تدافع عن داليزا هي الاخري مما جعل شهيره تقف سريعاً ممسكه بها تمنعها من مما تنوي فعله هامسه باذنها بصوت منخفض
=لو لمستي شعره واحده منها، داغر ممكن يقتلك و يقتلني معاكي فاهدي كده و اعقلي...
وقفت نورا تطلع إلى داليدا باعين تنبثق منها الغل والحقد وانفاسها متلاحقه بقوه غير قادره على التحكم بالغيره و الغضب الذان يغليان بداخلها دفعت الطاوله بيديها و هي تطلق صرخه غاضبه حاده مما جعلها تسقط و تتناثر محتوياتها على الارض ثم ركضت خارجه من الغرفه تتبعها شقيقتها التي كانت تحاول تهدئتها...
اقتربت منها فطيمه مقبله خدها قائله بفرح
=جدعه، ميتخفش عليكي...
لتكمل بمرح قارصه خدها بمشاغبه.
=لكن تعاليلي هنا صحيح الا ايه الجنان اللي داغر قال عليه ده...
اشتعل وجه داليدا بالخجل مما جعل فطيمه تطلق ضحكه فرحه و السعاده تغمرها بان علاقتها مع ولدها تتحسن خاصة و انها قد بدأت تلاحظ مدي اهتمام داغر بها قطع حديثهم دخول صافيه إلى الغرفه
=داليدا هانم، مرتضي بيه الراوي مستني حضرتك في اوضة الصالون، و بيقول عايز حضرتك في موضوع مهم.
انتفض جسد داليدا فور سماعها اسم خالها فقد كان دائماً يسيطر على قلبها الاختناق و التشاؤم فور سماع اسمه او حتى سماعها لصوته القاسي الغليظ...
وقفت على مضض مستأذنه من حماتها من ثم توجهت إلى غرفة الاستقبال لتجد خالها جالساً على احدي المقاعد بوجه متجهم دلفت إلى الغرفه جالسه على الاريكه البعيده عن مقعده بمسافه ليست قصيره راقبت مروه تدلف إلى الغرفه حامله كوب من الشاي الذي وضعته على الطاوله التي امام خالها...
انتظر مرتضي حتى اختفت مروه تماماً من الغرفه قبل ان يلتف إلى داليدا قائلاً بقسوه
=صحيح اللي سمعته ده داغر اتجوز بنت عمه نورا،؟!
اجابته داليدا ببرود ينافي للاضطراب والخوف الذي بداخلها
=اها. صحيح...
انتفض مرتضي واقفاً من مقعده مقترباً منها هاتفاً بغضب
=و لما هو اها، قاعده معاه تعملي ايه مطلبتيش الطلاق منه ليه. هو مش وصل للي عايزه من جوازه منك يبقي يطلقك...
وقفت داليدا هي الاخري حتى لا تشعر بانها ضعيفه امامه عندما يشرف عليها بجسده الضخم هذا
=و انت مالك...
لتكمل بقسوه عاقده ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجاف يديها حتى لا تفسد مظهر القوه التي تتصنعه امامه...
=ميخصكش، اطلق منه ولا مطلقش. ميخصكش في حاجه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع و ألم عندما قبض على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوه هاتفاً بغضب فقد كان ينتظر لحظة طلاقها من داغر على احر من جمر طوال الفتره المنصرمه حتى يستطيع التصرف بحريه في الاموال التي قام بسحبها من حسابها البنكي بموجب التوكيل العام الذي جعلها توقع عليه مع اوراق الفيلا وقت زواجها...
=انت بتتكلمي ازاي معايا كده...
ليكمل لوياً ذراعها اكثر هاتفاً بقسوه.
=الظاهر قعدتك هنا قوت قلبك و نستك مين مرتضي...
مرتضي اللي كان بيصبحك بعلقه و يمسيكي بعلقه، و كنت زي الكلبه في بيته مالكيش حس و لا صوت.
ارتجف جسد داليدا وقد بدأ خوفها منه يسيطر عليها، لكن سرعان ما ذكرت نفسها بانها لم تعد تلك الطفله او المراهقه الضعيفه التي كانت تهابه...
استجمعت شجاعتها و قامت سريعاً بضرب ساقه بحذائها ذو الكعب المدبب مما جعله يصرخ متألماً انتهزت الفرصه و تحررت من قبضته راكضه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مره اخري لم تتردد داليدا للحظه واحده قبل ان تتناول كوب الشاي الساخن من فوق الطاوله و تلقيه بوجهه مما جعله يصرخ محترقاً لم تنتظر كثيراً و فرت هاربه من الغرفه تاركه اياه يتمتم بغضب متوعداً اياها...
بعد عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه بغرفتها تفكر بما حدث لها طوال الفتره الماضيه اي منذ وفاة والدتها إلى زواجها من داغر لتقرر بانه يجب عليها ان تحصل على وظيفه حتى تشعر بالاستقلال، و تتعود على الاعتماد على ذاتها و تحمل مسئوليه ذاتها فبعد طلاقها من داغر فهي بالتأكيد لن تعود للعيش مع خالها مره اخري...
تناولت هاتفها و قامت بالاتصال بأميرة زميلتها بالجامعه فبرغم ان علاقة صداقتهم تلك لم تستمر الا اول شهر بالسنه الاولي من دراستها بالجامعه حتى اضطرت داليدا إلى الاختباء بالمنزل مره اخري بعد ان تشاجرت مع احدي صديقاتها و انتابتها النوبه امامهم، الا انها رغم ذلم ظلت على تواصل مع اميره من حين إلى اخر خلال مدة دراستهم، حتى سافرت اميره إلى امريكا بعد تخرجها وقتها فقدت الاتصال بها لكنها عثرت بالصدفه على حسابها الخاص بالفيس منذ عدة ايام و تحدثت معها و اخذت منها رقم هاتفها ث على ان تتصل بها لكن ماحدث مع داغر و نورا جعلها تنسي الامر تماماً...
تناولت داليدا هاتفها و قامت بالاتصال بها و اخبرتها انها ترغب بالعثور على وظيفه لتخبرها اميره بانها تستطيع مساعدتها و سوف تري ما يمكنها فعله من اجله. وافقت داليدا على الفور فرحه من ثم اتفقت معها على ان تقابلها بعد ساعه باحدي الكافيهات و بانها سوف تحضر ميار و ندي اصدقائها ترددت داليدا في بادئ الامر فعلاقتها بميار تلك لم تكن جيده لكن بالنهايه وافقت فهذه تعد خطوه جيده لكي تستطع الخروج و مواجهه الناس...
بعد نصف ساعه...
دلف داغر إلى الغرفه ليجد داليدا واقفه امام المرأه ترتدي ملابس رائعه تظهر جمالها الرقيق بينما تعقد حجابها فوق رأسها بطريقه انيقه
وقف يتأملها عدة لحظات باعين تلتمع بالشغف قبل ان ينتبه انها ترتدي ذلك لكي تذهب إلى مكان ما غمغم بينما يدلف إلى الغرفه بهدوء
=خارجه و لا ايه،؟!
التفت اليه داليدا التي كانت تتأكد من عقدة حجابها حول رأسها و قد اندهشت من حضوره مبكراً من العمل.
=اها خارجه...
اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها ضامماً اياها اليه بحنان فمنذ ان تحدثت اليه بتلك الطريقه بالهاتف و هو كان على رشك فقد عقله حتى يراها و يأخذها بين ذراعيه لذا و برغم انشغاله صنع حجته انه يرغب بتغيير ملابسه من اجل غداء العمل مع الوفد البرازيلي حتى يراها و لو لدقائق معدوده.
شدد من احتضانه لها مقبلاً جانب عنقها من فوق حجابها لكن داليدا دفعته في صدره مبعده اياه عنها بحده...
زفر باحباط بينما يبتعد عنها كما ترغب مغمغماً بهدوء
=خارجه راحه فين؟!
اجابته بينما تحاول التحكم في وتيرة تنفسها التي اخذت تزداد بقوه تأثراً باحتضانه لها بهذا الشكل
=هقابل ناس كانوا زمايلي في الكليه...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يغمغم بصوت حاد
=و زمايلك دول فيهم رجاله،؟!
تراجعت داليدا إلى الخلف فور سماعها كلماته تلك مراقبه تحول وجهه المفاجأ. لكنها هزت كتفيها قائله ببرود.
=في رجاله ولا مفيش انت مالك...
زمجر داغر بقسوه و قد اشتعلت عينيه بنيران الغضب
=بقي انا مالي...
ليكمل بينما بدأ بنزع سترته ملقياً اياها على الارض بقسوه من ثم تبعها قميصه متخذاً نحوها عدة خطوات مما جعل داليدا تترجع إلى الخلف بخوف لكن تسمرت خطواتها عندما تجاوزها و اتجه نحو الخزانه مخرجاً بدله جديده
=مادام انا مالي يبقي مفيش خروج...
وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها قائله بهدوء و استسلام.
=تمام اللي انت شايفه
راقبها داغر بصدمه وهي تبدأ بنزع حجابها بينما تتجه نحو احدي المقاعد وتجلس عليها بهدوء لا يصدق انها وافقت بتلك السهوله...
اقترب منها جالساً على عقبيه امامها محيطاً وجهها بيديه بحنان مغمغماً بصوت اجش
=انا مش عايز ازعلك، ريحيني و قوليلي زمايلك دول بنات ولا رجاله
ظلت داليدا تطلع اليه بصمت رافضه اجابته فهي تفضل عدم اراحته مما جعله ينتفض واقفاً بغضب مبتعداً عنها
=اجابتك و صلتلي...
ليكمل بشراسه و قد احتقن وجهه من شدة الغضب
=يبقي مفيش خروج...
ثم بدأ يرتدي ملابسه وقبل خروجه هتف بحده
=لما ارجع لنا كلام تاني في الموضوع ده...
ثم خرج من الغرفه بخطوات غاضبه مشتعله مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
وقفت داليدا بجانب النافذ تراقب بهدوء داغر و هو يصعد إلى سيارته ظلت تراقبه حتى تأكدت من خروج سيارته من باب القصر من ثم اسرعت بعقد حجابها مره اخري حول رأسها وهي تمتم بسخريه.
=قال مخرجش قال، فاكرني هسمع كلامه و اقعد جنب الحيط مستنياه، بني ادم مغرور
ثم وقفت تتأمل نفسها بالمرأه برضاقبل ان تلتف و تغادر الغرفه.
بعد نصف ساعه...
كانت داليدا جالسه باحدي المطاعم مع كلاً من اميره و ميار لكنها لم تكن تشعر بالراحه فميار قد احضرت معها خطيبها ثائر و الذي كان زميلاً لهم ايضاً كانت معرفتها بسيطه للغايه.
كما لم تسلم من معاملتها الساخره المعتاده هتفت ميار بينما تشبك ذراعها بذراع ثائر قائله بتهكم
=بس تعرفي ان شكلك اتغير خالص عن ايام الكليه يا داليدا
اومأ ثائر قائلاً باعجاب واضح و عينيه مسلطه فوق داليدا بنظره غريبه.
=فعلاً بقيتي زي القمر...
زمجرت ميار بشراسهو قد احتقن وجهها بالغضب
=انت بتقول ايه...
احمر وجه ثائر على الفور و ابعد عينيه عن داليدا سريعاً مما جعل اميره تتدخل و تنقذ الموقف امسكت بيد داليدا التي تحمل خاتم زواجها الرائع قائله بفرح
=ايه ده انتي اتجوزتي يا داليدا،؟!
اجابتها داليدا مبتسمه بينما عينيها تتطلع نحوها خاتمها
=اها من حوالي شهرين...
نكزتها اميره في في ذراعها قائله بلوم
=كده متعزمناش...
غمغمت داليدا بينما تتناول ببطئ من كوب الشاي الذي امامها
=بقولك من شهرين يا اميره انتي كنت مسافره وقتها، وانا مكنش معايا رقمك الا لما لقيتك بالصدفه على الفيس من يومين...
اومأت اميره قائله ضاحكه بينما تضرب راسها بكف يدها
=ايوه صح. صح معلش دماغي الفتره دي مفوته...
لتكمل قائله بفضول
=هااا يا ستي احكلنا بقي جوزك بيشتغل ايه و اتعرفتوا على بعض ازاي. معاكي صوره له
اسرعت ميار قائله بخبث وابتسامه ساخره على وجهها.
=متكسفهاش يا اميره، هتكون يعني اتجوزت مين...
ما اكيد حد من اللي شغالين عند خالها...
لتكمل قائله بلئوم متصنعه الحزن
=متزعليش مني، يا داليدا بس كلنا عارفين الحاله اللي بتجيلك، اكيد محدش هيقبل بيكي بالساهل كده
لتردف قائله بخبث
=مش دي برضو حاله نفسيه...
قاطعها كلاً من ثائر و اميره هاتفين بحده و غضب في ذات الوقت
=ميار...
لتكمل اميره بغضب
=عيب اوي اللي بتقوليه ده...
بينما كانت داليدا جالسه بوجه شاحب فقد شعرت بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماتها الساخره القاسيه تلك.
شعرت بتنفسها يضيق و يدها ترتجف بقوه مما جعلها تخفيها اسفل الطاوله في محاوله منها للسيطره على ارتجافها فقد كانت تعلم بانها على وشك الدخول باحدي نوباتها شعرت برغبه حارقه بالبكاء بينما بدأ جسدها هو الاخر يرتجف اغلقت عينيها بقوه داعيه الله ان ينقذها من هذا المأزق فلن تتحمل ان تصيبها تلك النوبه امامهم وتعرض نفسها للسخريه مره اخري
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الرابع عشر
دلف داغر إلى المطعم الذي ارسل اليه عنوانه من قبل الحرس الذي جعلهم يتبعون داليدا فور اخبارهم له انها خرجت من القصر بعد مغادرته مباشرةً رافضه ان يقوموا بايصالها و اتباعها لتأمينها كما امرهم داغر من قبل...
حيث قد امرهم بان يذهبوا معها اينما ذهبت متبعين اياها بكل مكان حتى يقوموا بتأمينها و حمايتها فهو يملك اعداء كثر قد يحاولون ايذاءه من خلالها...
وقف بباب المطعم عينيه تجول بارجاء المكان بحثاً عنها حتى عثر عليها اخيراً جالسه باحدي الطاولات مع امرأتين لكن اشتعلت النيران بصدره فور رؤيته لذاك الرجل الجالس معهم ملاحظاً على الفور نظراته المنصبه على داليدا باهتمام فقد كانت نظراته لها مليئه بالاعجاب و شئ اخر جعله يرغب بالانقضاض عليه و خنقه بيديه.
تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته قبل ان يتحرك و يتجه نحو طاولتهم لكن تجمدت خطواته مره اخري عندما لاحظ شحوب وجه داليدا فقد كانت تبدو كما لو ان هناك شيئاً ما يزعجها بينما بدأت احد الامرأتين تتحدث اليها بحده...
في ذات الوقت...
كانت داليدا جالسه تحاول السيطره على ارتجاف جسدها حتى لا تصيبها تلك النوبه امامهم و تعرض نفسها للسخريه...
ظلت تتنفس بعمق حتى نجحت بالفعل بالتحكم في ارتجاف يديها من خلال تذكير نفسها بانها لم تعد بتلك الشخصيه الضعيفه الهشه التي كانت عليها من قبل و بأنها لن تسمح لميار بان تخطو على كرامتها مره اخري...
مررت ميار يدها بشعرها ببطئ مغمغمه بخبث عندما لاحظت وجه داليدا الشاحب و صمتها الذي طال
=مردتيش يعني يا داليدا هو ده مرض نفسي اللي عندك و لا...
قاطعتها داليدا على الفور غير سامحه لها بتكملة جملتها قائله بهدوء بينما ترسم على وجهها ابتسامه بارده تعاكس نيران الغضب المشتعله بداخل صدرها
=لا مش مرض نفسي يا ميار...
لتكمل بذات الهدوء و الابتسامة لازالت على وجهها
=المرض النفسي ده زي اللي عندك انتي بالظبط يعني بتحاولي تقللي من اللي حواليكي علشان تحسي انك كويسه و احسن منهم برغم انك في الحقيقه اقل منهم.
اردفت ضاغطه بقوه و حده على كلماتها.
= و اقل منهم اوي...
احمر وجه ميار من شدة الانفعال هاتفه بغضب
=ايه. ايه حيلك براحه شويه كل ده علشان بسألك سؤال عادي، و لا يمكن بتحاولي تعملي الفليم ده علشان مكسوفه تقولي ان كلامي صح و انك اتجوزتي واحد من اللي شغالين عند خالك...
ابتلعت ميار باقي جملتها و قد تسلطت عينيها بانبهار على ذاك الرجل ذوالوسامه الفائقه و التي تدير رأس من يراها يقترب من طاولتهم بجسده الرجولي الصلب.
تنهدت بهيام وهي تراقبه يتقدم نحوهم لكن اتسعت عينيها بالصدمه و قد جفت الدماء بعروقها فور رؤيته يقترب من داليدا منحنياً على مقعدها مقبلاً اعلي رأسها وهو يغمغم بصوته الرجولي الاجش
=معلش يا حبيبتي اتأخرت عليكي...
اهتز جسد داليدا بالصدمه فور سماعها لصوت داغر التفت سريعاً لتجده يقف بجانبها منحنياً عليها مقبلاً خدها بخفه.
ارتفعت شهقة اميرة التي انتبهت متأخره إلى ما يحدث بينما كانت عينين ميار منصبه عليهم بنظره تلتمع بالحقد و هي تفكر بن هذا بالتأكيد زوجها و من البدله ذات الماركه العالميه التي يرتديها تجزم بانه بالتأكيد ليس شخصاً عادياً يعمل لدي خال داليدا كما كانت تتمني.
همست داليدا اسمه باستفهام بصوت مرتجف محاوله معرفة كيف وصل إلى هذا المكان.
خرجت من صدمتها تلك عندما سمعته يتحدث موجهاً حديثه إلى كلاً من ميار و اميره اللتان لا تزال اعينهم متسعه بالصدمه و الذهول
=داغر الدويري جوز داليدا...
تناولت ميار يده سريعاً مصافحه اياه هاتفه بصوت متلعثم
=داغر الدويري، داغر الدويري نفسه صاحب شركات الحديد و الصلب،؟!
اومأ لها داغر مبتسماً بينما يفلت يدها و يصافح اميره من ثم التف إلى ثائر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه محتقن بالغضب و الغيره فقد كان يعتقد ان داليدا قد تزوجت شخصاً عادياً يستطيع التغلب عليه عندما تصبح تعمل بشركته و يحصل عليها لنفسه فقد كان يحبها منذ اول مره رأها بها بالجامعه لكن فشلت جميع محاولاته للتقرب منها حيث اختفت بعد شهر واحد من بدأ الدراسه ثم اصبح يراها بفترة الامتحانات حيث كانت تضطر إلى الحضور كما انه حاول الاتصال بها اكثر من مره لكنها تجاهلت اتصالاته تلك...
مد داغر يده و صافح ثائر ذو الوجه المكفهر فلم يستطع داغر مقاومه الضغط بقوه زائده على يده مما جعل ثائر يسحب يده صارخاً متألماً...
من ثم وضع يده برفق على ذراع داليدا ساحباً اياها منه بلطف حتى وقفت على قدميها امامه احاط خصرها بذراعه قائلاً بهدوء ينافي الغضب المشتعل بداخله...
=مش يلا يا حبيبتي، علشان الوقت اتأخر...
اومأت له داليدا بصمت شاعره بالتوتر يملئ المكان من حولهم كما لاحظت وجه ميار المحتقن بالغضب التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الغل و الحقد...
رغبت داليدا رغم ذلك بالضحك فلم يكن هناك اجابة تستحقها على سؤالها اكثر من حضور داغر بنفسه فقد كانت القوه و الرجوله و النفوذ يبنبثقون من كل خليه من خلايا جسده الصلب...
انحنت داليدا تلتقط حقيبتها عندما سمعت ميار تغمغم بخبث.
=زي ما اتفقنا يا داليدا ثائر هيشوفلك وظيفه في شركته متقلقيش.
شعرت على الفور بجسد داغر يتصلب خلفها فور سماعه تلك الكلمات بينما اشتدت قوه قبضته الممسكه بذراعها مما جعلها تتأوه بألم بصوت منخفض.
لتكمل ميار محاوله اثارة الشك داخل داغر
=مش فاهمه ازاي عايزه تشتغلي في شركة ثائر، و سوري يعني داغر بيه عنده شركات كتير طبيعي تشتغلي معاه، زي ما انا شغاله مع ثائر خطيبي كده...
همت داليدا بالرد عليها لكنها صمتت عندما قام داغر بالرد عليها بهدوء بينما يحيط خصر داليدا بذراعه ضامماً اياها اليه ليصبح ظهرها يستند إلى صدره الصلب
=و الله عندك حق يا ميار هانم، انا فعلاً عرضت على داليدا تمسك شركه من شركاتي...
ليكمل بذات الهدوء و ابتسامه ملتويه موتسم على شفتيه
=بس اعمل ايه دماغها ناشفه رفضت علشان مبتحبش الوسطه يعني مش عايزه تتعين في شركه مخصوص علشان هي مرات او...
ليكمل باقي جملته ضاغطاً على حروف كلماته بطريقه ذات معني
=او خطيبة صاحب الشركة...
احمر وجه ميار فور سماعها كلماته الموحيه تلك ادارت عينيها نحو ثائر تنتظر من ان يجيب عليه بانها ذات كفاءه بالعمل و ينقذ موقفها الحرج لكنها وجدته جالساً بصمت و فوق وجهه يرتسم الاقتضاب و الغضب لذا صمتت حتى لا تسبب باحراج ذاتها اكثر من ذلك فهي لن تستطع التعامل مع شخص بقوة و مكانة داغر الدويري...
اشتعلت نيران الغيره بداخلها لا تصدق بان داليدا اصبحت زوجة اكبر رجل اعمال بالبلد...
ادار داغر داليدا بين ذراعيه لتصبح مواجهه له ليلاحظ عال الفور الفرحه المرتسمه بعينيها ليعلم بان تلك الحقيره التي تدعي ميار كانت تضايقها طوال جلستهم سوياً غمغم داغر بينما يحاول عدم التأثر بفرحتها تلك فلا يزال نيران الغضب تشنعل بداخله كبركان ثائر لا يصدق انها خالفت كلامه و خرجت بعد ان اكد عليها بعدم الخروج، بالاضافه إلى خروجها بدون حراسه، و ما زاد غضبه اكثر و اكثر ذلك الاحمق الجالس على الطاوله يتأملها كما لو انه لا يوجد امرأه غيرها بهذه الحياه.
احاط كتفيها بيده بينما يغادروا الطاوله متجهين نحو خارج المطعم لكن اوقفهم صوت ثائر الذي انتفض واقفاً هاتفاً بارتباك
=ثانيه واحده يا داليدا...
نهض سريعاً متجهاً نحوهم موجهاً حديثه إلى داليدا بينما يتجاهل مداغر تماماً كما لو انه غير موجود
=ممكن اتكلم معاكي، دقيقتين على انفراد...
لم يشعر داغر بنفسه الا و هو يقبض على عنق قميصه يجذبه منه بقوه مزمجراً بشراسه
=علي انفراد،؟! ليه شايفني قدامك ايه بالظبط.
غمغم ثائر بغضب بينما يحاول التراجع بعيداً عن قبضته
=لو سمحت يا داغر بيه، انا مكلمتكش انا بكلم داليدا و اعتقد انها تقدر ترد بنفسها فياريت متتدخلش بنا...
فقد داغر السيطره على اعصابه و اندفع نحوه لاكماً اياه بقوه في وجهه منتهزاً الفرصه حتى يخرج غضبه من ذاك الاحمق الذي كان يثير اعصابه منذ ان دخل إلى هذا المكان و رأي نظراته لداليدا.
سقط ثائر على الارض بقوه من شدة اللكمه مما جعل ميار تركض نحوه صارخه بفزع بينما اندفع داغر نحوه يهجم عليه مره اخري لكن اندفعت داليدا واقفه امامه تضع يدها فوق صدره هاتفه بذعر
=علشان خاطري. كفايه. كفايه يا داغر...
كان يهم داغر بتنحيتها جانباً و الهجوم على ثائر الذي كان لا يزال يفرتش الارض لكنه توقف مكانه عندما لاحظ الخوف المرتسم على وجهها مما جعله يتراجع على الفور مما كان ينوي فعله...
قبض على يدها من ثم التف مغادراً المكان جاراً اياها خلفه...
بعد نصف ساعه...
كانت داليدا و اقفه بمنتصف الغرفه تعقد ذراعيها اسفل صدرها بينما تتطلع بحده نحو داغر الواقف امامها تنبثق من عينيه شرارت الغضب
=برضو مش عايزه تجاوبي على سؤالي...
ليكمل بقسوه و قد استفزه برودها الذي تتعامل به معه منذ تركهم للمطعم.
=الواد ده كان في حاجه بينك و بينه قبل كده،؟!
زفرت داليدا بغضب مجيبه اياه بحده و قد خرجت من برودها
الذي كانت تصر ان تتعامل به معه
=انت مستوعب. انت بتقول ايه...
قاطعها داغر بحده بينما يقترب منها و نيران الغيره تحرق قلبه، تمزقه
=ايه مخدتيش بالك من بصاته ليكي، و لا معاملة صاحبتك ليكي اللد كانت زي الزفت كل اللي كان قاعد لاحظ نظراته الوسخه ليكي...
احمر وجه داليدا بقوه فقد لاحظت ايضاً نظراته تلك لكنها فضلت تجاهلهاغمغمت بارتباك بينما تتصنع انشغالها بفك حجابها.
=مكنش فيه حاجه بيني و بينه اكتر من انه ايام الجامعه كان عايز يرتبط بيا و انا رفضت. بس كنا في سنه اولي يعني كنا عيال
قاطعها داغر بقسوه بينما روحه تتلوي على جمر الغضب و الاحتراق بالغيره فور تأكده من ظنونه
=و انتي بقي كنت عايزه تشتغلي معاه في شركته مش كده...
ليكمل بشراسه و عينيه ملبده بغضب عاصف
=علي جثتي انك تشتغلي عند واحد وسخ زي ده. كان بياكلك بعينيه...
قاطعته داليدا بحده بينما تلقي بحجابها على احدي المقاعد.
=اولاً انا مكنتش اعرف ان الشركه اللي اميره جيبالي فيها الشغل بتاعته...
لتكمل مقتربه منه ناكزه اصبعها في صدره بقسوه
=بعدين انا اشتغل في المكان اللي يعجبني، و انت مش من حقك تدخل اصلاً، لتكون فاكر نفسك جوزي بجد عمال تتأمر و تديني اوامر و ت...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلبه بقسوه مؤلمه مزمجراً بشراسه
=انا جوزك غصب عنك و عن اي حد...
ليكمل بقسوه بينما عينيه تضيق عليها بغضب
=و مفيش شغل لا عنده ولا عند غيره، فاهمه...
ضربته داليدا بقبضتها في كتفه هاتفه بشراسه
=لا مش فاهمه. و مش بمزاجك...
قاطعها بعنف و تعبيرات وحشيه ترتسم بقسوه على وجهه.
=لا بمزاجي، و افتكري ده كويس محتاجه فلوس تاخدي مني، و لو قصرت معاكي في حاجه وقتها ابقي اطلعي اشتغلي...
ظلت تطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تقرر بالنهايه بانها سوف توافقه فهي بكل الحالات لن تعمل لدي ثائر بعد ماحدث اليوم من ميار خطيبته و ايضا ما حدث بينه وبين داغر و لكنها ستجعله يعض انامله ندماً على قراره هذا...
غمغمت بينما تحاول ان تبتعد عنه بحده.
=تمام اللي تشوفه، ممكن بقي تبعد عني و تبطل كل مره تعقد تلمسني بالطريقه دي.
لتكمل بحده و قسوه
=ياريت متلمسنيش تاني
دفعها داغر بعيداً محرراً اياها من بين ذراعبه قائلاً بحده
= اديني بعدت عنك، و مش هلمسك تاني
ليكمل بسخريه لاذعه و هو ينزع سترته و يلقيها على الفراش
=احسن تكوني فاكره اني هموت علشان المسك ولا حاجه...
هتفت داليدا بغضب و قد استفزتها سخريته منها بتلك الطريقه
=انت بتتكلم كده ليه معايا...
تجاهلها متجهاً نحو الخزانه مخرجاً منها الملابس الخاصه بالنوم بينما يهمهم بسخريه كما لو انه يحدث نفسه في محاوله منه لاستفزازها ليخفف من حده مشاجراتهم السابقه
=ليكون هلمس الاميره ديانا. و انا معرفش...
اندفعت داليدا نحوه هاتفه بشراسه و غضب من سخريته منها بهذا الشكل...
=لا و حياتك ده انا احلي من الاميره ديانا بتاعتك...
استدرا داغر اليها يتطلع اليها عدة لحظات ببرود كما لو كان يتفحصها قبل ان يغمغم بهدوء.
=مفيش فيكي حاجه حلوه غير شعرك، حتى ده لونه بيفكر الواحد بنار جهنم...
قاطعته داليدا بغضب بينما تتناول حقيبتها من الارض ملقيه اياه بها لتصطدم بصدره العاري
=نار جهنم دي اللي هتتشوي فيها ان شاء الله...
لم يجيبها و اتجه نحو الفراش مستلقي فوقه متناولاً اللاب توب الخاص به متصنعاً بالنظر اليه بينما يحاول السيطره على تلك الضحكه المتصاعده بداخله فقد نجح باستفزازها. فقد كان يكذب حتى يثير حنقها فهي بالنسبه اليه اجمل امرأه في العالم باكمله. و لا يوجد امرأه يمكن ان تضاهي جمالها بعينه.
راقبها بطرف عينيه وهي تجذب شئ من خزانة ملابسها قبل ان تتوجه إلى غرفة الحمام و هي تهمهم بصوت منخفض بكلمات غاضبه غير مفهومه...
بعد عدة لحظات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه التي بغرفه الحمام تتفحص مظهرها بقميص النوم الذي اختطفته من خزانتها في ثورة غضبها مصممه ان تريه جمالها الذي ينكره فقد جرحها عدم رؤيته لها جميله كما قال اخذت تتطلع بشك إلى شعرها احقاً لونه بشع كما قال...
هزت رأسها بقوه معنفه نفسها كيف امكنها جعله ان يهز ثقتها بنفسها فالشئ الوحيد الذي كانت متأكده منه طوال حياتها بانها ذات جمال يدير رأس من يراها...
اخذت تتفحص قميص النوم المنسدل على جسدها باغراء برغم عدم عريه المبالغ.
من ثم قامت بفك شعرها الحريري من عقدته لينسدل فوق ظهرها كشلال من النيران قبل ان تستدير و تتجه نحو باب الغرفه مغمغمه بسخريه
=خالينا نشوف هتعمل ايه، لما تشوف شعر جهنم يا داغر بيه...
كان داغر لا يزال يتفحص احدي عقود الصفقات التي سيناقشها غداً مع الوفد الايطالي عندما رأي داليدا تخرج من الحمام ترتدي قميص نوم جعل الدماء تغلي غروقه فقد كان ينسدل على جسدها مظهراً جمال قوامها الذي كان دائماً يخطف انفاسه مظهراً لونه الاحمر القاني روعة بشرتها البيضاء الكريميه...
رغب بان ينهض من الفراش و يجذبها بين ذراعيه يفترس جمالها هذا لكنه حاول السيطره على نفسه حتى لا يخيفها...
صعدت داليدا إلى الفراش بجانبه و هي تشعر بالخجل من فكرتها الحمقاء تلك شاهدت داغر عينيه مسلطه عليها كما لو كان يرغب بأكلها حيه، مما جعل السعادة تتقافز بداخلها...
تنحنح داغر قبل ان يغمغم بصوت خشن من اثر الصراع القائم بداخله
=ايه اللي انتي لابساه ده يا داليدا...
هزت كتفيها مجيبه اياه ببرود
= ايه، حرانه.
ضغط داغر على اسنانه مطبقاً فكيه بقوه بينما يقبض على يديه بجانبه مقاوماً حاجته المميته للمسها مغمغماً بصوت خشن
=حرانه ازاي و درجة الحراره 5°.
اجابته داليدا بهدوء و هي لازالت تتصنع البرود بينما تعدل من قميص النوم حول جسدها
=مش عارفه مالي النهارده...
لتكمل بينما تجول بعينيها في المكان كما لو كانت تبحث عن شيئاً ما
=موبيلي فين، صحيح؟!
اردفت سريعاً عندما وقع نظرها عليه موضوع فوق الطاوله التي بجانب داغر من الفراش
=اها اهو...
انحنت بجسدها على الفراش محاوله التقاط هاتفها مما جعل جسدها يحتك بجسد داغر المتصلب...
لكن و قبل ان تدرك ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها و داغر الذي فقد السيطرة على تحكمه يقبع فوقها يحاصرها بجسده الصلب حاولت التحدث لكن اطبق داغر على شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه.
استجابت بشغف إلى قبلته تلك.
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك.
شعرت بقبلتهم تلك ستتحول إلى شئ اخر مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف من ان يفقدوا السيطره على الوضع...
ابتعد عنها داغر لاهثاً عندما شعر بخوفها و رفضها هذا طبع على جبينها قبله رقيقه قبل ان يتركها و يستلقي على ظهره واضعاً ذراعه فوق عينيه بينما يحاول التقاط انفاسه المتسارعه.
بينما جذبت داليدا بيد مرتجفه الغطاء فوق جسدها بينما هي الاخري تحاول التقاط انفاسها معنفه نفسها بقوه على ضعفها نحوه فهي كانت ترغب بمشاغبته فقط و ليس ان تستسلم لقبلته و لمساته بهذا الشكل...
بعد ان هدأت و استقرت انفاسها التف اليه قائله سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=عايزه الكريدت بتاعتك...
نزع ذراعه من فوق عينيه مستديراً اليها و قد تسلطت نظراته بحوع على الجزء العلوي من قميص نومها قبل ان يهز رأسه ويبعد نظره بعيداً
= ليه،؟!
اجابته بينما تجذب الغطاء سريعاً حتى عنقها لاعنه نفسها لارتداءها قميص النوم هذا
=عايزه اشتري شوية حاجات، و اعتقد انك لسه قايل اللي عايزاه هتجبهولي و مادام انت رفضت ان اطلع اشتغل...
اسرع داغر بوضع اصبعه فوق فمها مغمغماً
=ششش، اقفلي الراديو اللي مش هيتقفل النهارده دا...
راقبته داليدا بينما ينحني جاذباً حافظته من فوق الطاوله التي بجوار الفراش اخرج منها بطاقه الكريدت الخاصه به من ثم عاد اليها مره اخري مناولها اياها
=اتفضلي. يا ستي ادي الكريدت هاتي اللي انتي عايزاه...
اخذت تطلع نحوه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه وافق بهذه السهوله فقد كانت تتوقع ان يرفض اعطاءها اياها
همست بارتباك بينما تضع البطاقه اسفل وسادتها
=اجيب اي حاجه انا عايزها متأكد؟!
اومأ لها بالايجاب مما جعلها تعيد بشك
=اي حاجه، اي حاجه
اومأ لها مره اخري مغمغماً بصبر بينما ينحني عليها مقبلاً جانب عنقها بحنان
=هاتي كل اللي نفسك...
من ثم جذبها اليه محتضاً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها هامساً بالقرب من اذنها بصوت اجش
=علي فكره انتي بالنسبالي احلي من الاميره ديانا. و اجمل واحده في العالم كله.
دفنت داليدا وجهها بصدره حتى تخفي الابتسامه المشرقه التي ملئت وجهها بينما الفرحه تتفافز بداخلها
ليكمل مقبلاً اسف اذنها بشغف
=تصبحي على خير يا شعلتي...
اجابته داليدا بصوت منخفض بينما تحيط خصره بذراعها
=و انت من اهله.
ثم اغلقت عينيها براحه لتستغرق بالنوم و الابتسامه لازالت تملئ وجهها...
في ذات الوقت في غرفه شهيره كانت نورا جالسه بجانب شقيقتها على الاريكه تشاهدان التلفاز حيث اصرت شهيره عليها بان تقضي الليله معها حتى لا تبقي بمفردها حيث كان طاهر لا يزال مسافراً.
التفت نورا إلى شهيره لتجدها مقتضبه الوجه شارده كما لو كانت تفكر في شئ هام.
غمغمت بينما تتناول القليل من الفشار
=في ايه مالك يا شهيره، سرحانه في ايه.؟!
ادارت شهيره رأسها نحوها تطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تجييها.
=بصراحه كلام داليدا مرات داغر انها ممكن تكون حامل ده مقلقني و مخوفني.
هزت نورا راسها قائله وهي لا تفهم ما تعنيه شقيقتها
=ليه بقي،؟!
اجابتها شهيره بعصبيه بينما تغرز اظافرها في كفة يدها
=الحبوب اللي خليت مروه تدهالها بقالها اكتر من اسبوع دي غلط و ممكن تعملها مصيبه...
هتفت نورا بحده بينما تضع الصحن من يدها بقوه على الطاوله
=طيب ما تعملها ولا تولع فيها و انتي مالك
التفت اليها شهيره قائله بحده.
=مالي ازاي، انا وافقتك وخليت مروه تحطلها الحبوب دي في العصير كل يوم لمده اسبوع بس...
لكن اكتر من كده لا يا نورا خصوصاً انها ممكن تبقي حامل و ممكن تت...
قاطعتها نورا بنفاذ صبر
=خلاص. خلاص اعملي اللي انتي عايزاه
اومأت شهيره برأسها بينما تتناول هاتفها متصله بمروه التي امرتها ان تاتي إلى غرفتها بالحال...
بعد عدة دقائق.
غمغمت مروه و هي تتثائب
=يعني حضرتك يا هانم عايزاني اوقف الحبوب اللي بحطها لست داليدا...
اجابتها شهيره بحده
=ايوه. ايه هقولهالك 100 مره...
اومأت مروه قائله بخضوع
=انا بتأكد بس من حضرتك تؤمريني بحاجه تانيه...
اشارت لها شهيره بيدها ان تنصرف. لتغادر على الفور الغرفه بينما انتفضت نورا واقفه نظرت اليها شهيره باستفهام اجابتها بينما تتجه نحو الباب...
=نسيت اخد حبوب الفيتامين هجيبها بسرعه من اوضتي و هاجي انتي عارفه ان لازم اخدها بانتظام علشان البيبي.
اومأت لها شهيره بينما تزفر براحه فقد كان قلقها من الامر كاد ان يقتلها...
اسرعت نورا بالركض خلف مروه التي لحقت بها في اخر الممر هاتفه باسمها مما جعلها تستدير اليها...
اشارت نورا لها ان تتبعها إلى غرفتها ليدخلون الغرفه بصمت
اتجهت نورا إلى خزانتها مخرجه منها مبلغ ليس بقليل من المال واضعه اياه بين يدي مروه التي اتسعت عينيها بذهول
=الحبوب اللي شهيره قالتلك توقفيها تستمري عليها.
نزعت مروه عينيها عن المال مغمغمه بارتباك
=بس شهيره هانم قالتلي...
قاطعتها نورا قائله بحده
=شهيره هانم مش هتعرف حاجه عن الكلام ده، ده بيني و بينك بس مفيش اي مخلوق يعرف عنه حاجه فاهمه...
اومأت مروه رأسها بالموافقه بلهفه و عينيها مسلطه بجشع على المال الذي بين يديها قبل ان تخرج من الغرفه بعد ان صرفتها نورا من ثم اتبعتها هي الاخري خارجه من غرفتها لتتجه نحو غرفة شهيره بهدوء كما لو انها لم تفعل شئ...
في اليوم التالي...
كان داغر جالساً بمكتبه يراجع بعض الاوراق عندما ارتفع رنين هاتفه ليجد ان المتصل صلاح المنوفي مدير البنك الذي يتعامل معه اجاب عليه ليصل اليه صوت صلاح الوقور
=داغر باشا. ازي معاليك يا فندم.
اجابه داغر بهدوء ليردف بعدها صلاح
=انا بتصل علشان اعرف حضرتك ان تم وقف الكاريدت الخاصه بحضرتك...
غمغم داغر بحده
= ليه،؟!
اجابه صلاح بارتباك و خوف من ردة فعله.
=حصلت تعاملات بها كتير بمبالغ كبيره في وقت ميتعداش الساعتين، و ده خالنا نشك و نوقفها لحد ما نتأكد ان حضرتك عندك علم بالتعاملات دي
تذكر داغر على الفور بانه قد اعطاها لداليدا بليلة امس حتى تشتري بعض الاشياء
=كام المبلغ اللي اتصرف،؟!
اجابه صلاح بعد ان تفحص اللاب توب الخاص به
=8 مليون و 200 الف يا فندم...
شعر داغر بالصدمه فور سماعه المبلغ غير مستوعباً كيف لداليدا ان تنفق مثل هذا المبلغ في وقت قصير بهذا الشكل
اردف صلاح بهدوء
=حضرتك احنا وقفناها لان التعاملات مريبه و ممكن نتبع الكاريدت لو...
قاطعه داغر قائلاً بهدوء
=لا عيد تشغلها تاني، مفيش مشكله.
ثم شكره على اهتمامه قبل ان يغلق معه. القي هاتفه على المكتب هاتفاً بحده
=المجنونه دي. صرفت 8 مليون في ايه...
من ثم تناول هاتفه مره اخري متصلاً بها لكنها لم تجب مما جعله يزفر بحنق عالماً انها قاصده عدم الاجابه عليه...
ارتفع رنين هاتفه الخاص مره اخري ليجيب عندما وجده رقماً غريباً ليصل اليه صوت امرأه
=الو معايا داغر بيه الدويري
اجابها داغر باقتضاب لتكمل قائله
=مع حضرتك ميساء التهامي رئيسه جمعية السلام الخيريه حبيت اشكر حضرتك على المبادره الانسانيه لحضرتك...
قاطعها داغر مغمغماً بارتباك
=مبادرة ايه، مش فاهم.
اجابته ميساء بهدوء وصوتها يتخلله الفرح
=مدام حضرتك داليدا هانم الراوي زارت الجمعيه النهارده و اتبرعت باسمك بمليون جنيه...
وانا حبيت اشكر حضرتك شخصياً...
شعر داغر بالصدمه فور سماعه كلماتها تلك و هو لا يصدق ما فعلته داليدا، اجابها بهدوء بان هذا واجبه و لا داعي للشكر من ثم اغلق معها...
من ثم توالت عليه الاتصالات من جمعيات خيريه مختلفه و اكثر من دار للايتام. و جمعيات خاصه بانقاذ الحيوانات والمستشفيات الخيريه يشكرونه على المبالغرالتي تبرع بها بعد زيارة زوجته لهم...
مما جعله بالنهايه يضطر ان يغلق هاتفه و عقله يكاد ان ينفجر منه
اختطف مفاتيحه مغادراً المكان بينما يحاول الاتصال من خلال هاتفه الاخر محاولاً الوصول إلى داليدا التي تجاهلت اتصالاته مره اخري...
صعد إلى سيارته امراً السائق بان يقود إلى المنزل من ثم قام بالاتصال بالحرس المسئول عن حمايتها
=اديني داليدا هانم،؟!
غمغم الحارس بارتباك و هو يتطلع نحو داليدا التي كانت تشير اليه بان يخبره بانها مشغوله ولا تستطيع محادثته الان
=داليدا هانم، داليدا هانم مش هتقدر تكلم مع حضرتك اصلها بتقيس فستان و...
صاح به داغر بشراسه و قد اشتعلت نيران الغيره والغضب بصدره فور سماعه كلماته تلك.
=و انت بتعمل ايه معها وهي بتقيس الفستان،؟!
اجابه الحارس على الفور وقد ادرك حماقة كلماته التي تفوه بها
=لا يا باشا انا واقف برا المحل. لكن هي جوا...
زفر داغر بسخط قائلاً بحده
=بلغها انها قدامها 10 دقايق وتبقي قدامي في البيت...
همهم الحارس بالازعان و ظل منتظراً عدة لحظات على الهاتف حتى تأكد من اغلاق داغر للخط قبل ان يستدير إلى داليدا الجالسه بالمقعد الخلفي للسياره.
=داليدا هانم انتي خلتيني اكدب على داغر باشا و دي اول مره اعملها.
تلملمت داليدا في مقعدها قائله بارتباك محاوله الكذب فهي لن تستطيع اخباره انها خائفه من مواجهته بعد ما فعلته بامواله
=معلش يا محمود. اصل بحضرله مفاجأه و مش عايزاه يعرف عنها حاجه...
تبدل اقتضاب وجه محمود إلى ابتسامه واسعه فور سماعه كلماتها تلك
=خلاص مدام كده، مش مهم بس هو قالي اعرفك انك تبقي في البيت خلال 10دقايق...
اومأت رأسها بالموافقه فهم على وشك الوصول إلى المنزل بأي حال...
بدأت بوضع خطه من اجل هروبها منه فسوف تدخل من الباب الخلفي للقصر وتصعد إلى غرفتها مغلقه عليها الباب حتى تتجنب غضبه هزت رأسها باقتناع بخطتها الساذجه تلك...
بعد قليل...
دلفت داليدا من الباب الخلفي للقصر و الذي يؤدي إلى غرفة المخزن الخاص بالادوات الزائده...
تسحبت بخطواتها إلى داخل المخزن متجهه نحو الباب الذي يؤدي إلى الممر الداخلي للقصر تتفحصه خائفه من ان يكون داغر واقفاً بالبهو الداخلي حيث كانت سيارته مصفوفه بالخارج عند وصولها...
و جدت. المكان خالي و لكن ما ان همت بالخطو خارج المخزن إلى الممر شعرت بيد تحيط خصرها جاذبه اياها إلى الخلف ليستند ظهرها إلى صدر صلب مما جعلها تصرخ بفزع لكن وضع مهاجمها يد فوق فمها كاتماً صرختها تلك لتسرع داليدا بالقبض على يده تلك باسنانها تعضها بقسوه...
لكنها افلتت يده من اسنانها عندما سمعت صوت داغر الذي يغمغم بغضب بينما يديرها نحوه لتصبح مواجهه له منفضاً بقوه يده التي كانت تظهر بها جيداً علامة اسنانها
=الله يخربيتك انت ايه، اكلة لحوم بشر.
غمغمت داليدا و قد احمر وجهها بالخجل ممسكه بيده مدلكه اثر عضتها
=اسفه و الله مكنتش اقصد...
لتكمل بحده بينما لازالت تدلك اثر عضتها من يده
=بعدين انت السبب. انت اللي كل مره تخضني...
احابها داغر بحده محاولاً عدم التأثر بلمستها الرقيقه فوق يده
=انا السبب برضو. انا اللي داخل اتسحب برضو من باب المخزن زي الحراميه.
ليكمل بحده متسائلاً
=ايه اللي خالاكي تدخلي من هنا،؟!
اشتعل وجه داليدا بالخجل بينما تجيبه هامسه بصوت مرتجف
=بصراحه كنت بحاول اهرب منك.
ارتجفت شفتي داغر بابتسامه فور سماعه كلماتها تلك و قد رق قلبه فور ادراكه انها كانت تحاول الهرب منه...
فهو قد وصل قبلها بعدة دقائق و كان يتابع الباب الامامي من خلال الكاميرا على هاتفه منتظراً وصولها و عندما وصلت لم تدخل من الباب الامامي بل استدارت لخلف القصر ليدرك انها سوف تدلف من الباب الخلفي ليتبعها على الفور...
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه ضامماً جسدها إلى جسده الصلب
=و كنت بتهربي مني ليه بقي...
وقفت تنظر اليه بصمت دون ان تجيبه غارزه تسنانها بشفتيها.
و هي تشعر بالخجل مما جعله يمرر ابهامه على شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها مغمغماً بلطف يتخلله بعض المرح
=سيبي شفايفك، ايه مش مكفيكي اللي عملتيه في ايديا...
ليكمل بينما يمرر اصبعه فوق شفتيها بلطف
=مقولتليش كنت بتهربي مني ليه بقي.؟!
اطلقت داليدا تنهيده منخفض بينما ترجع رأسها للخلف محاوله عدم التأثر بلمساته تلك التي تشعل النار بجسدها مغمغمه بصوت منخفض
=علشان صرفت فلوس كتير...
لتكمل سريعاً واضعه يدها فوق صدره
=عارفه انك اكيد مضايق. و بصراحه عندك حق انا زودتها انا كنت بحاول اضيقك ومحستش بالمصيبه اللي عملتها الا لما جيت ادفع اخر مبلغ لدار المسنين و اكتشفت ان الفلوس في الكريدت خلصت...
همست بصوت متكسر و عينيها محتقنه بالذموع
=انا اسفه و الله يا داغر انا عارفه اني استاهل اي عقاب تحكم به...
رفع داغر وجهها اليه ممرراً اصابعه برفق فوق وجنتيها بينما يتطلع اليها بنظره متفحصه عميقه قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها في قبله لطيفه بينما يمرر يده فوق ظهرها بحنان
من ثم حرر شفتيها ببطئ حتى يتيح لها التنفس مسنداً جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها المتعثره
=هو ده عقابي ليكي...
ليكمل هامساً بصوت دافئ بينما يغرق وجهها بقبلات رقيقه حنونه
=ده لو هتعتبريه عقاب يعني...
اتسعت عين داليدا هامسه بصدمه.
=هو انت مش مضايق و لا زعلان مني،؟!
قام بنزع حجابها محرراً شعرها من عقدته لينسدل فوق ظهرها كالنيران المشتعله اخذ يمرر يده به متنعماً بملمسه الحريري بين اصابعه قبل ان يجيبها بصوته الاجش.
=ازعل منك، لو الفلوس دي ضيعتيها في حاجات مالهاش لازمه، لكن انتي صرفتيها في المكان الصح. انتي عارفه كام جمعيه و مستشفي خيريه كلموني النهارده...
ليكمل مبتسماً عندما رأي خديها الذي اشتعل بهم نيران الخجل.
= يلا و رينى بقي اشتريتي ايه لنفسك...
اومأت مخفضه رأسها بينما تبحث بحقيبة يدها لتخرج منها شئ رفعته امام وجهه ضاغطه على شفتيها بقوه...
تفحص داغر الشئ الذي تمسكه بيدها ليتضح له انها صندوق لفرشاة اسنان جديده تناولها منها باطراف اصابعه مغمغماً بحذر
=ايه ده يا داليدا...
اجابته هامسه بصوت مختنق بالضحك عالمه بانه كان يعتقد انها قامت بالتسوق وشراء ملابس خاصة بعد اخبار محمود الحارس له انها تقيس احدي الفساتين.
=اللي اشتريته
غمغم بحده بينما يقبض على الفرشاه بيده
=انتي بتهزري، مش كده فين اللي اشترتيه، فين اللبس و الحاجات اللي كان نفسك تجبيها،!
تنحنحت داليدا هامسه بصوت منخفض
=ما انا مش محتاجه حاجه انا قولت كده بس علشان اعمل فيك المقلب ده و اصرف فلوس كتير علشان اضايقك...
لتكمل مغمغه تسأل السؤال الذي تخاف كثيرا من اجابته
=هو انا صرفت كام،؟!
اجابها داغر بينما لا يزال يشعر بالاحباط لعدم شراءها شئ لنفسها.
=8 مليون و 200 الف
شهقت داليدا بصوت مرتفع واضعه يدها على فمها هامسه بصدمه
=يا خبر اسود...
لتكمل مغمغمه بعد عدة لحظات كما لو وصلت إلى حلاً ما
=بص انت تعتبرهم زكاة السنه كلها.
لم يستطع داغر التحمل اكثر من ذلك لينفجر بالضحك فقد كانت تحاول ايجاد حل يخفف من اثار فعلتها. ضمها اليه مقبلاً جانب عنقها برقه هامساً باذنها محاولاً تخفيف الامر عنها
=فداكي مال الدنيا كلها، خلاص انسي اللي حصل...
شعرت داليدا برجفه تمر بجسدها فور سماعها كلماته الحانيه تلك فقد كانت تتوقع ان ينفجر بوجهها كاعصار من الغضب. لكنه كان عكس ذلك تماماً.
خرجت من افكارها تلك عندما رفع داغر رأسه عن عنقها و قام بعقد حجابها حول رأسها مره اخري قائلاً
=يلا تعالي نطلع من هنا...
من ثم جذبها واتجه خارجاً إلى البهو الداخلي للقصر...
ليجد شهيره و نورا جالستان كل منهما منشغله بالهاتف الذي بين يديها لكن فور رؤيتهم لهم انصب اهتمامهم عليهم...
اخذت عينين شهيره تتفحص يد داليدا الخاليه من الحقائب التي كانت تتوقع ان تعود محمله بهم ملئ يديها بعد ان اخبرتها فطيمه والدة داغر بانها ذهبت للتسوق
غمغمت بسخريه دافينه
=اومال فين الحاجات اللي اشترتيها ياداليدا،؟!
اجابتها داليدا التي عانقت ذراع داغر بيديها متشبثه به بينما تضم جسدها اليه مرمقه بطرف عينيها بنظره شامته نورا التي كانت تحدق بهم باعين تلتمع بالغيره و الحقد
=ملقتش حاجه عجباني...
لتكمل بينما تشدد جسدها إلى جسد داغر معانقه اياه بقوه
=علشان كده دغوري قالي انه هيخدني مخصوص فرنسا و اعمل شوبنج هناك...
من ثم ارتفعت على اطراف قدميها مقبله خده هامسه بدلال
=صح يا حبيبي،؟!
احاط داغر خصرها بذراعه مقرباً اياها منه بينما يتطلع اليها بشغف متمنياً لو ان يكون. حقاً سبب ما تفعله الغيره عليه، اجابها بهدوء
=صح يا حبيبي...
ليكمل دافعاً اياها نحو الدرج
=يلا اطلعي انتي غيري هدومك و ارتاحي، و انا هرجع الشركه عندي شغل كتير مستنيني...
اومأت داليدا برأسها قائله بذات الدلال الذي يكاد ان يطيح عقله
=تمام بس متتأخرش، عليا...
قبل جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت منخض بالقرب من اذنها.
=حاضر يا شعلتي، مش هتأخر عليمي
صعدت داليدا الدرج و على وجهها ترتسم ابتسامه حقيقيه بسبب اهتمامه الواضح بها والذي كانت متأكد بانه ليس له علاقه بوجود ابنتا عمته
راقبت نورا داليدا الصاعده الدرج وهي تعض قبضة يدها بغيظ و الغيره تتأكلها...
قبضت شهيره على يدها مبعده اياها عن فمها قائله بقلق و هي تراقب وجه شقيقتها المحتقن وانفاسها المتسارعه
=اهدي يا نورا شويه مش كده، كده غلط عليكي و على البيبي...
هتفت نورا بحده بينما تشير بيدها إلى الدرج الذي كانت داليدا تصعده منذ قليل
=انتي مش شايفه المسخره اللي بيعملوها، ده انا كنت مخطوباله اكتر من 3 سنين وعمره ما حضني ولا دلعني ربع الدلع اللي بيدلعوهالها البت دي ايه لحست دماغه، بقي مش همه مين واقف قدامه وعمال يدلع فيها وهي تتسهوك عليه كده عادي...
غمغمت شهيره بصوت خافض بعض الشئ بينما تتطلع نحو شقيقتها بتردد.
=من اللي انا شايفاه، انه بيحبها يا نورا، و مش حب عادي كمان ده...
قاطعتها نورا هاتفه بشراسه بينما تنتفض واقفه بغضب
=جري ايه يا شهيره، انتي بتحرقي دمي انتي كمان...
لتترك المكان مغادره بخطوات مشتعله بالغضب و هي تهمهم بكلمات غاضبه ساببه داليدا بافظع الالفاظ...
بعد عدة ساعات...
وقفت داليدا فوق سطح القصر تضع التلسكوب الخاص بها معده اياه حتى تتابع خسوف القمر الذي سيبدأ بعد اقل من 5 دقائق...
عندما بدأ هاتفها بالرنين زفرت بحنق بينما تخرجه فهي لا تريد شئ ان يعطلها حتى لا تفوت هذا الخسوف الذي يسميه البعض بالخسوف الدموي...
اجابت سريعاً عندما وجدت ان المتصل داغر الذي لم يعد حتى الان من العمل وصل اليها صوت داغر الغاضب.
=انتي فين يا داليدا، قلبت عليكي القصر و مفيش ليكي اثر...
اجابته داليدا بينما تحرك التلسكوب للامام قليلاً
=انا على سطح القصر...
هتف داغر بحده
=بتعملي ايه عندك في وقت متأخرزي ده بعدين السطح سوره قصير و خطر ازاي تطلعي لوحدك...
قاطعته داليدا سريعاً عندما شاهدت الخسوف يبدأ
=داغر. سلام دلوقتي الخسوف بدأ 10دقايق هخلص و هنزل على طول متقلقش.
من ثم اغلقت الهاتف واضعه اياه بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متحركه به للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشببه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره.
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الخامس عشر
اغلقت داليدا الهاتف مع داغر و وضعته بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متخذه عدة خطوات للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشبه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره...
لم تشعر الا و هي تتشبث سريعاً
باحدي الاعمده الحديديه البارزه من سور السطح الخارجي ليصبح جسدها متعلق بالهواء.
تمسكت يديها بالعمود بقوه بينما تلهث بصوت مرتفع محاوله ادخال الهواء إلى رئتيها التي انغلقت من شدة الذعر بينما الفزع و الخوف يسيطران عليها اخذت تصرخ باعلي صوت لديها طالبه المساعده لكنها كانت تعلم بطريقه يائسه بانه لن يسمعها احد فقد كان هذا الجزء الخلفي من القصر...
اخفضت عينيها ببطئ تنظر برعب إلى الاسفل لتجد ان المسافه التي تفصلها عن الارض كبيره جداً لتعلم بانها اذا افلتت يدها و و سقطت للاسفل فلن تنجو...
انفجرت باكيه و قد ادركت انها لن تنجو شاعره بالم يكاد يحطم روحها إلى شظايا فور تذكرها لداغر اخذت تهمس بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها داعيه الله ان تراه ولو للحظات قليله قبل موتها المحتم هذا. فقد كان الشخص الوحيد الذي يعنيها امره بهذه الحياه. فليس لديها احد اخر غيره يمكنها ان تحزن على فراقه...
في ذات الوقت...
صعد داغر إلى السطح بوجه مكفهر غاضب فقد عاد من العمل كل ما كان يرغبه فور وصوله للمنزل هو ان يأخذ داليدا بين ذراعيه و يستغرق بالنوم لمده لا تقل عن 12 ساعه متواصله على الاقل فقد ارهقه العمل كثيراً
لكن ما ان وصل للمنزل لم يجد داليدا بأي مكان في جناحهم لذا قام بالاتصال بها على الفور لتخبره بانها على السطح وانها سوف تهبط للاسفل بعد قليل...
لكنه لم يستطع الانتظار و صعد على الفور ليلحق بها فلن يستطع تركها بمفردها بهذا الوقت المتأخر في هذا المكان...
زفر بحنق بينما يصل إلى باب السطح يفتحه و هو لا يمكنه فهم ما الذي تفعله تلك الحمقاء بمفردها هنا بمنتصف الليل.
دخل السطح اخذت تجول عينيه بارجاء المكان بحثاً عنها لكن كان المكان خالياً تماماً غمغم باحباط بينما يخرج هاتفه ليتصل بها مغمغماً بنفاذ صبر
=هنبدأ بقي نلعب يا داليدا...
سمع رنين هاتفها يأتي بمكان ما من السطح لذا اتبع الصوت و هو يظن انها تختبئ منه حتى وصل إلى المكان الذي يطل على الجهه الخلفيه للقصر
هتف ظناً انها لازالت تختبئ بمكاناً ما حتى تشاغبه
=اطلعي يا دالي...
لكن تجمدت باقي حروف جملته على شفتيه عندما رأي التلسكوب الخاص بها ملقي بجانب حافة السور المنخفضه شعر بقلبه يهوى داخل صدره. بينما بدأت الارض تميد من تحت قدميه عندما بدأ عقله يترجم المشهد الذي امامه اقترب من السور بخطوات بطيئه يجر قدميه جراً كما لو كان مشلولاً حتى اصبح يقف امام الحافة يخفض عينيه التي اصبحت بلون الدماء إلى الاسفل متوقعاً رؤية جسدها ملقي بالاسفل غارقاً في دماءه...
لكن بدلاً من ذلك رأي ما جعل قلبه يعاود النبض من جديد فقد كانت داليدا تتشبث بيديها بقطعه من الحديد لكن سرعان ما اختفت تلك الراحه ليحل محلها الخوف و الرعب بداخله عندما ادرك ان ذلك. العمود الحديدي لن يتحمل وزن جسدها كثيراً و انها معرضه للسقوط باي لحظه...
هتف بصعوبه اسمها بصوت مرتجف بينما ينبطح فوق الارض سريعاً على بطنه ماداً يده نحوها...
رفعت داليدا وجهها إلى اعلي عندما سمعت صوت داغر يهتف باسمها لتجده ينحني منبطحاً نحوها بينما يحاول مده يده اليها هزت رأسها و هي تعتقد انها تحلم من شدة يأسها لرؤيته قبل موتها سمعته يهتف بصوت متحشرج مختنق
=متخفيش يا حبيبتي، انا معاكي و همسكك.
انفجرت باكيه فور سماعها كلماته تلك وقد ادركت انه بالفعل معها و انها لا تتخيل هذا فقد كانت تشعر بالرعب بسبب يدها المرتجفه التي لن تتحمل الصمود كثيراً بهذا الوضع...
رأت داغر يمد يده اليها. لتحاول بصعوبه فك قبضة احدي يديها من فوق العمود الحديدي لكي تمدها نحو يده محاوله الامساك بها لكن عجزت عن الوصول اليها فقد كانت المسافه بعيده بين ايديهم...
عند هذا قامت داليدا بالتشهد بصوت مرتجف منخفض فقد ادركت انه لن يستطيع انقاذها و هي لن تستطع الصمود كثيراً خاصة و قد بدأ ارتجاف يزداد بقوه مرعبه عالمه بان مصيرها قد حدد...
سمعت داغر يهتف اسمها بيأس.
=داليدا مدي ايدك اكتر ليا يا حبيبتي، متخفيش...
حاولت مد يدها نحوه مره اخري لكن فشلت محاولتها تلك ايضاً بدأت تشعر بيدها تنزلق لذا رفعت عينيها اليه متأمله وجهه قبل ان تهمس بصوت مرتجف باكي من بين شهقات بكائها بينما الدموع تغرق وجهها ناطقه بتلك الكلمه التي تكنها له منذ اكثر من سنه فلن تموت دون ان تخبره اياها
=داغر انا بحبك، بحبك اوي...
لم تتغير تعبيرات وجهه الشاحب كما لو كان لم يسمعها حيث كان يبحث بعينيه من حوله كالمجنون عن شئ يمكنه انقذها به لذا همت ان تعيدها مره اخري عليه لكنها صرخت فازعه بدلاً من ذلك عندما رأته يتقدم بجسده المنبطح للامام اكثر حتى اصبح معظم جسده العلوي خارج السور متشبثاً بيده بالسور المنخفض بينما يده الاخري يمدها نحوها صرخت داليدا باكيه بهستريه و الخوف عليه يسيطر عليها.
= داغر، لا. ارجع، ارجع علشان خاطري، هتقع...
لكنه لم يستمع اليها ماداً يده نحوها اكثر هاتفاً بصوت مرتجف
=يلا يا حبيبتي حاولي علشان خاطري، يلا...
مدت يدها اليه بينما تحاول رفع جسدها بيدها الاخري المتشبثه بالعمود الحديدي لتنجح هذه المره بالامساك بيده الممدوده اليها...
قبضت يده على يدها بقوه جاذباً اياها إلى الاعلي بصعوبه حتى استطاع اخيراً برفعها للاعلي جذبها داغر نحوه بقوه عندما اصبح جسدها باكمله مرتفع للاعلي ليرتمي جسدها فوق جسده و يسقطوا للخلف سوياً على ارضية السطح الصلبه افترش الارض جاذباً اياها فوق جسده يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات فقد الامل في انقاذها عندما لم تستطع ان تصل إلى يده. لكنه لن يستطع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير بان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوه اكبر دافناً وجهه بعنقها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده بالاسفل كاد ان يفقد عقله شاعراً بخوف لم يشعر بمثله من قبل...
حاول التكلم و تهدئتها فقد كان جسدها يرتجف بقوه بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حاولهم لكنه لم يستطع النطق بحرفاً واحداً فقد كان كالمشلول...
دفنت داليدا وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيطه بذراعيها تضمه بقوه اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات تمزق القلب...
لكنها توقفت عن البكاء متجمده عندما شعرت بجسد داغر يهتز بقوه بين ذراعيها و مياه دافئه على عنقها. لتدرك على الفور بانه يبكي...
همست بصوت مرتجف بينما تحاول رفع وجهه عن عنقها
=داغر...
لكنه لم يستجب لها رافضاً رفع وجهه لها بينما جسده لايزال يرتجف اخذت تقبل رأسه ممرره يدها المرتعشه على ذراعيه بحنان حتى شعرت به يهدئ...
ظل داغر ساكناً مكانه عدة لحظات بعد ان هدئ و هو لا يصدق بانه قد بكي حقاً بهذا الشكل فبحياته بأكملها لم يفعلها حتى بيوم وفاة والده برغم الالم الذي كان يشعر به وقتها...
انتفض واقفاً بصمت و هو لايزال يحمل جسدها المرتجف بين ذراعيه هابطاً بها للاسفل سريعاً كما لو كان هذا السطح مكاناً ملعون سوف يلاحقه...
فور دخولهم للجناح الخاص بهم انهار داغر ث مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها بين ذراعيها لتصبح مستلقيه اسفل جسده الصلب ليسرع بضم جسدها اليه دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف بداخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بكتفه متشبثه به محاوله الحصول على اكبر قدر من الامان الذي يوفره ذراعيه التي تحاوطها بهذا الشكل.
بعد عدة دقائق.
كانوا لايزالون على وضعهم السابق عندما رفع داغر رأسه اخيراً عن عنقها يتطلع إلى وجهها بصمت عدة لحظات بعينيه المحتقنه قبل ان يمرر نظراته المتفحصه ببطئ فوق جسدها بحثاً عن اي ضرر فد اصابها. اهتز جسده بعنف فور ان وقعت عينيه على يدها المتورمه الحمراء. الملتهبه من تمسكها بالعمود الحديدي مده طويله مما جعله يتذكر مشهد جسدها الذي كان متعلقاً بالهواء و الذي سيجد صعوبه بنسيانه طول حياته مرافقاً اياه شعوره بالخوف و الذعر الذي شعر بهم وقتها، داليدا و جسدها معلق بالهواء.
رفع يدها إلى فمه مقبلاً اياها قبلات عديده و عندما انطلقت من بين شفتيها انة الم خفف من حدة قبلاته عليها لتصبح كلمسة الريشة مقبلاً كل انشاً من راحة يدها.
ارتفعت قبلاته من يدها لتشمل ذراعها وكتفها حتى وصل إلى عنقها الذي دفن وجهه به يمرر شفتيه فوق جلدها الناعم بشغف همست داليدا بصوت منخفض و قد بدأ جسدها يستجيب لقبلاته تلك
=داغر...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما دفن وجهه بعنقها و قبلها بحنان عليه من ثم ارتفع مره اخري ممرراً شفتيه برقه على وجهها موزعاً القبلات عليه كما لو كان يمجد كل انشاً منه. مقبلاً بحراره عينيها و وجنتيها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها خوفه الذي لا يزال يعصف به و حاجته اليها التي تعذبه...
و سرعان ما تبدل خوفه داليدا إلى مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه.
زاد من تملكه حارق و قد تحول خوفه عليها إلى حاجه ملحه تكاد ان تقتله...
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ظل يقبلها بشغف و الحاح تي سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا بوجد سواهم به...
بعد مرور بعض الوقت.
كان داغر مستلقياً على جانبه يضم جسد داليدا بين ذراعيه بينما يحاول تنظيم انفاسه اللاهثه لا يصدق انه اخيراً حصل عليها جاعلاً منها زوجته بكل ما تعني الكلمه من معني.
انحني مقبلاً رأسها المدفون في صدره بينما يده تمر على طول ظهرها بحنان.
بينما كانت هي تدفن وجهها بصدره تحاول اخفاء الدموع التي تملئ عينيها و اخماد نار العذاب التي تشتعل بصدرها، شاعره بانها محطمه. منهكه. مشوشه كلياً كما لو قلبها قد انكمش بداخلها و مات...
لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فماذا سيظن بها الان. و كيف سمحت لهذا بان يحدث. كيف امكنها نسيان انه متزوج من امرأه اخري يحبها بل يعشقها فبرغم معاملته لنورا السيئه الا انها تعلم ان سبب هذا شئ قد فعلته و جرحته به لكنه بالنهايه سوف يكون لها هي...
فبأستسلامها له قد اكدت كلماته و رأيه السابق بها بانها ليست سوا امرأه رخيصه باعت نفسها من اجل المال و الان فرطت في جسدها و شرفها دون خجل، بالطبع سيلقيها خارج حياته كما لو كانت قمامه شئ ملوث.
خرج نشيج متألم من بين شفتيها بينما تنفجر في البكاء الذي لم تعد تستطع السيطره عليه اكثر من ذلك.
تجمدت يد داغر التي كانت يمررها بحنان على ظهرها فور سماعه لها تبكي بهذا الشكل ادارها بين ذراعيه لتواجهه قائلاً بلهفه فور رؤيته لوجهها الشاحب و الدموع التي تغرق وجهها و الرعب يتصاعد بداخله بان يكون قد اذاها او ألمها
=داليدا بتعيطي ليه...
ليكمل بلهفه و هو يبتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه عندما لم تجيبه دافنه وجهها بالوساده بينما شهقات بكائها تزداد بقوه
=في حاجه بتوجعك، اكلم الدكتور...
هزت داليدا رأسها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها
=مفيش حاجه بتوجعني...
زفر داغر براحه محيطاً وجهها بيديه مغمغماً بحنان
=طيب بتعيطي ليه فاهميني.
ليكمل بصوت مختنق فور ادراكه الامر
=انتي ندمانه على اللي حصل بنا،؟!
لم تجيبه بينما اخذ بكائها يزداد حتى احمر وجهها بشده
غمغم بتصميم و ذلك الشعور المميت يسيطر على قلبه
=ندمانه،؟!
اجابته اخيراً بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه...
=طبعاً ندمانه...
لتكمل بصوت مرتجف ممزق من شدة الالم الذي يعصف بقلبها
=انا كده اثبتلك فعلاً اني رخيصه زي ما انت كنت فاكر، واحده استسلمت لواحد و هي عارفه كويس انه متجوزها بس علشان يغيظ بها واحده تانيه هو بيحبها، واحده تانيه اول ما خطيبها سابها جري و اتجوزها حتى لو كنت بتعاملها وحش فانت بتحبها بس كرامتك هي اللي مجروحه...
لم تستطع انهاء باقي جملتها حيث ازداد بكائها و شهقات بكائها تتتعالي بقوه بينما الضغط الذي قبض على صدرها يهدد بسحق قلبها من شدة الالم الذي يعصف به...
غمغم داغر بصوت متألم وهو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك
=داليدا بصيلي...
لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها
زفر بضيق قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم
=اهدي يا حبيبتي و بصيلي...
فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به
احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه
=داليدا انتي هنا مراتي، و عمري ما فكرت انك رخيصه زي ما بتقولي...
ليكمل ضاغطاً يدها بقوه على صدره
=انتي غاليه عندي، و غاليه عندي اكتر ما ممكن تتخيلي...
اتسعت عينين داليدا بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فم داغر، قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه
=داليدا انتي مراتي اللي عايز اكمل معها عمري الجاي كله...
حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه ضربته فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=طيب ونورا. انت بتحبها...
قاطعها داغر على الفور بحده.
=انا عمري ما حبيت نورا و لا عمري هحبها...
ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتى تشعر بضربات قلبه المتسارعه بجنون.
=المفروض كنت تفهمي ده لوحدك من ضعفي ناحيتك، من خوفي عليكي النهارده...
همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف
=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه النهارده، انا مكنتش هقدر اكمل...
تحشرج صوته بالنهايه.
بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر مظهرها المعلق بذلك العمود اسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها همست بصوت ضعيف
=بس انت اتجوزتها بعد ما سابت خطيبها باسبوع واحد
رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم.
=جوازي من نورا كان له سبب هيجي يوم و لازم تعرفيه و وقتها هعرفك كل حاجه، بس مش دلوقتي...
من ثم اخفض رأسه طابعاً قبلة ذقنها ضاغطاً عليه بخفه قبل ان يهمس بصوت اجش من قوة المشاعر التي تعصف به
=دلوقتي هنبدأ حياتنا، مفيش غير داغر و داليدا بس...
ليكمل بعاطفه جياشه وهو يمرر شفتيته على خدها مقبلاً اياه بخفه محاولاً اضحكها
=شعلتي، العضاضه.
نجحت كلماته بالفعل في اضحاكها حيث اشرق وجهها بابتسامه واسعه همست بخجل بينما تحيط خصره بذراعيها
=ما انت كمان عضاض...
انطلقت منه ضحكه منخفضه هامساً بالقرب من اذنها بينما يقضم بخفه شحمة اذنها باغراء مثير.
=اعمل ايه ما انتي اللي حلوة...
اشتعل وجهها بحمرة الخجل لكن سرعان ما شحب من جديد فور تذكرها لتلسكوب والدتها غمغم داغر بقلق فور ملاحظته شحوب وجهها هذا
=مالك يا حبيبتي في ايه،؟!
همست بصوت منخفض مرتجف.
=التلسكوب بتاع ماما...
زفر داغر ببطئ على رقة قلبها المتعلق بكل شئ كان ملكاً في يوم لوالدتها المتوفيه
=متخفيش موقعش انا شايفه كان جنب السور...
اطلقت داليدا صراح الانفاس التي كانت تحبسها فور سماعها كلماته تلك اومأت برأسها مغمغمه براحه
=بكره الصبح هبقي اطلع اجيبه
قاطعها داغر على الفور هاتفاً بقسوه و قد احتدت عينيه بالغضب
=انسي ان رجلك هتخطي السطح ده تاني...
ليكمل بحده و تصيمم.
=هبقي اخلي زكي يطلع يجبهولك، و كمان هخليهم يعلو سور السطح الغبي ده. انا مش فاهم ازاي مفكرتش في انه لازم يترفع قبل كده...
همست داليدا بصوت مختنق فور تذكرها لذاك السور ليعاودها الشعور بالخوف من جديد شددت من ذراعيها حول خصر داغر تضم جسدها اليه بحثاً عن الاطمئنان
=عارف انا عمري ما حسيت بالخوف و الرعب في حياتي قد ما حسيت النهارده انا كنت فاكره اني خلاص هقع و همو...
قاطعها على الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف
=اياكي تكمليها...
ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه
=انسي، و خاليكي فاكره دايماً اني مش هسمح لأي حاجه تأذيكي...
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف
=بس اوعديني، انك مش هتعرضي نفسك للخطر تاني، وقبل ما تخدي خطوه لازم تفكري فيها كويس.
اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث.
=اوعدك...
اخفض رأسه مقبلاً عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
رفع رأسه متناولاً شفتيها في قبله حاره من ثم تركها حتى لا يرهقها
استلقي على ظهره جاذباً اياها معه حتى اصبحت مستلقيه فوق صدره ضامماً اياها اليه بقوه غمغم بينما يقبل رأسها المندس بعنقه
=تصبحي على خير يا حبيبتي...
اجابته داليدا بصوت منخفض طابعه قبله خفيفه على جانب عنقه
=و انت من اهله...
ثم اغمضت عينيها وعلى وجهها ترتسم الراحه و الهدوء...
في وقت لاحق...
انتفض داغر مستيقظاً عندما سمع صرخة داليدا المختنقه التف اليها بلهفه ليجدها لازالت نائمه بينما تصرخ بفزع و وجهها شاحب يلتمع بالعرق ليدرك انها تعاني من حلم مزعج هز ذراعها على الفور هاتفاً اسمها بلهفه ظلت عدة ثواني لا تستجيب له، حتى استيقظت اخيراً...
كانت عينيها متسعه بالذعر بينما صدرها يعلو ويهبط بجنون تكافح لالتقاط انفاسها كما لو كانت لا تستطيع التنفس، همست بصوت مرتعش بكلمات غير مترابطه
=السطح، السور...
جذبها داغر على الفور بين ذراعيه محتضناً اياها هامساً باذنها بصوت اجش
=اهدي يا حبيبتي انا معاكي.
من ثم اخذ يربت على ظهرها بيده بحنان محاولاً تهدئتها بينما يهمس لها بكلمات مهدئه.
تشبثت يدي داليدا بظهره تشد جسدها اليه و الخوف لا يزال يسيطر عليها فقد كانت تحلم بانها معلقه بذاك العمود مره اخري و عندما حاول داغر انقاذها سقط إلى الاسفل لكن الاسفل هذا لم يكن الارض الصلبه لحديقة القصر بلا كانت اخاديد من النيران المشتعله...
دفنت وجهها بصدره تضمه اليها بقوه و بعد ان هدئت حاول داغر النهوض ليصنع شئ دافئ تشربه لكي يهدئها لكنها رفضت تركه متشبثه به بقوه اكبر مما جعله يضطر للاستلقاء على الفراش مره اخري وهي بين ذراعيه اخذ يمرر يده من شعرها إلى اسفل ظهرها بينما يقبل رأسها قبلات متتاليه حنونه هامساً لها بكلمات مهدئه حتى غرقت مره اخري بالنوم بين ذراعيه...
بعد مرور ثلاثة ايام...
كانت داليدا مستلقيه على الاريكه بين ذراعي داغر الذي كان يقبل عنقها بحنان و شغف...
فكان من المفترض بهم ان يجلسوا و يشاهدوا فيلماً سوياً لكن كان لداغر رأي اخر كالعاده...
جذب داغر الغطاء الموضوع على ظهر الاريكه واضعاً اياه على جسديهما بينما يجذب جسد داليدا اليه...
لكنها رفضت و حاولت النهوض لارتداء ملابسها لكنه منعها قائلاً بمرح
=مالوش لزوم تتعبي نفسك...
هتفت داليدا بينما تتصنع الغضب
=متستعبطش. بعدين احنا بقالنا اكتر من 3 ايام قافلين علينا الجناح و مبنخرجش منه خالص حتى الاكل بيجيلنا لحد هنا زمانهم بيقولوا علينا ايه دلوقتي...
اجابها داغر بينما يقبل اعلي كتفها بشغف
= يقولوا اللي يقولوه انا ما صدقت انك وقعتي تحت ايديا...
مررت يدها على صدره باستفزاز و اغراء و قد ارتسمت ابتسامه مستفزه على وجهها عندما رأته يحبس انفاسه باستجابه حتى وصلت يدها إلى بطنه التي قامت بدغدغتها و هي تضحك بمرح لكن اختفت ضحكتها تلك عندما وجدته غير متأثراً بدغدغتها تلك راسماً على وجهه قناع جامد هتفت باحباط و هي تزيد من دغدغتها له موزعه اياها بانحاء بطنه الممتلئه بالعضلات الصلبه
=مبتضحكش ليه. انت مبتغرش.
هز داغر رأسه بالنفي مبعداً يدها قائلاً.
=لا مبغرش...
ليكمل بينما ترتسم نظره شريره مشاكسه بعينيه يضع يده على بطنها مدغدغاً اياها بيديه برفق في بادئ الامر
= مانشوف انتي بقي...
من ثم ازدادت قوه دغدعته لها مما جعلها تنتفض بين يديه ضاحكه بقوه وهي تتلوي بين ذراعيه محاوله الافلات منه. ارتسمت على وجهه ابتسامه مشرقه و هو يراقبها بسعاده تضحك بهذا الشكل اخذت تحاول دفع يده بعيداً صارخه من بين ضحكاتها
=خلاص يا داغر، خلاص علشان خاطري مش قادره...
توقف عندما احتقن وجهها بشده ضامماً اياها اليه مناحاً اياها الفرصه لتلتقط انفاسها المتلاحقه
ابتعدت عنه فور ان هدئت و انتظمت انفاسها غمغمت بينما تنحني و تلتقط جهاز تحكم التلفاز من الطاوله التي امام الاريكه المستلقيان عليها...
=نتفرج بقي على التفلزيون...
لكنها اطلقت صرخه ضاحكه عندما قبض على يدها الممسكة بجهاز التحكم بينما رأسه مدفون بعنقها
=مفيش تلفزيون، خليكى معايا.
ضربته داليدا بصدره مبعده راسه عن عنقها موليه اياه ظهرها ليصبح مستنداً إلى صدره الصلب هاتفه بغضب مصطنع
=لا هتفرج على التلفزيون، و انت كمان هتتفرج...
ثم اخذت تقلب بالتلفاز حتى عثرت بالصدفه على كرتون غامبول هتفت بفرحه كالاطفال
=غاااامبول...
صاح داغر بصدمه بينما ينهض مستنداً على مرفقه حتى يستطع النظر اليها
=غامبول ايه،؟!
ليكمل بينما يتابع بدهشه وجهها المشرق بالفرحه والسعاده و هي تتابع باعين تلتمع بالغشف الكرتون الذي على التلفاز
=ايه الهبل ده انتي عيله صغيره يا داليدا،؟!
اجابته بينما تستدير اليه تتمتم باغاظه و هي تخرج لسانها اليه بمشاكسه
=اها انا عيله صغيره عند الكرتون و هتلاقيني بقي عندي 3 سنين.
ادخلت لسانها داخل فمها سريعاً عندما حاول القبض عليه باصابعه و هو يضحك لتكمل بحده وعينيها تلتمع بالغضب.
=عجبك ولا مش عجبك يا سي داغر
زفر داغر باستسلام وهو يستلقي مره اخري على الاريكه بينما يحاول كتم ضحكته جاذباً اياها نحوه مقبلاً خدها هامساً باذنها بصوت اجش مثير
=عجبني، طبعاً.
تنهدت داليدا بينما تقترب منه لتصبح مستنده إلى صدره محتضنه ذراعه الذي يحيطها إلى قلبها طابعه قبله حنونه على يده
ظلوا على وضعهم هذا اكثر من ساعه حتى انتهي كرنون غامبول ادار داغر نحوه على الفور قائلاً.
=كده انتي خدتي حقك و اتفرجتي على الكرتون بتاعك. اخد حقي انا بقي...
احني رأسه متناولاً شفتيها في قبله عميقه سريعه لكنها ارجعت راسها للخلف متمته بخبث محاوله استفزازه
=داغر انا جعانة...
اجابها بينما يقرب وجهه منها مره اخري و عينيه مسلطه بجوع على شفتيها فبرغم انه امضي الثلاثه الايام الماضيه يحاول اشباع جوعه لها الا انه رغم ذلك لم تهدأ رغبته بها بلا على العكس قد ازدادت اضعاف مضاعفه.
=طيب ما انا كمان جعان...
اسرعت بوضع يدها على شفتيه مانعه اياه من تقبيلها مره اخري هاتفه بضحك
=لا انا مش قصدي قلة الادب اللي في دماغك دايماً دي. انا جعانه بحد.
ضيق داغر عينيه و هو بتفحص وجهها الكاذب
=كدابه، احنا لسه واكلين مبقالناش ساعه...
ليكمل و هو يتصنع الجديه محاولاً اغاظتها و اثارة غضبها
=حتي انتي كلتي الاكل كله، وانا ملحقتش اكل حاجه...
ضربته داليدا في كتفه بيدها بخفه هاتفه بصدمه.
=انت بتعد عليا الاكل يا سي داغر...
انفجر داغر ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك قبل جانب فكها قاپلاً
=بالهنا والشفا يا حبيبي، انا بهزر معاكي...
ليكمل عندما ظل وجهها متجهم بغضب
=خلاص بقي يا ديدا متزعليش...
كتفت ذراعيها فوق صدرها محاوله السيطره على الابتسامه التي ترتجف بها شفتيها عند سماعها اسم تدليلها يصدر منه فلأول مره من بعد وفاة والدتها احد يقوم بتدليلها هكذا.
صرخت ضاحكه عندما اخفض يده على بطنها ببطئ يهم بدغدغتها
=خلاص، خلاص مش زعلانه
غمغم داغر ضاحكاً
=كده انا عرفت نقطة ضعفك
ليكمل بينما يخفض رأسه يقبلها برفق
=هطلب من صافيه تجبلنا الاكل هنا، بس الاول اشبع جوعي...
من ثم عمق لتغرق معه في بحر شغفهم الذي اكتشفوه معاً حديثاً...
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق