رواية نيران نجع الهوى الفصل الرابع عشر 14الجزء الثاني بقلم هدير دودو
رواية نيران نجع الهوى الفصل الرابع عشر 14الجزء الثاني بقلم هدير دودو
#الفصل_الرابع_عشر "الجزء الثاني"
نيران_نجع_الهوى
هدير_دودو
❈-❈-❈❈-❈-❈
في منتصف اليوم...
اجتمع حسن بصحبة نعمة وحمدي داخل المنزل الخاص بهما والذي لم يبتعد عن المنزل الرئيسي كثيرًا، أردف بسخط وضيق:
- كيف يعني بعد اللي حُصل دِه كلياته معَيصدِجناش برضك يا عمة.
امتعضت ملامح نعمة التي تستمع إليه بغضب، وتمتمت بمكر بعدما فكرت في الأمر:
- ما يمكن يا حسن حاسبها فوج وعيضحك علينا عشان هيبته جدامنا، أنتَ خابر أخوك عمران.
فكر قليلًا بتعقل وأجابها معترضًا بعدم اقتناع:
- لاه يا عمة كنا سمعنا صوت بُكا ولا نواح وبعدين هي حاچة كيف ديه فيها حساب ده أقل حاچة يجتلها ويجطع خبرها، إكده في حاچة وجعت منينا.
صاحت فيه معترضة بغضب، وهي تتذكر ما حدث ليلة أمس مستنكرة من وقوفه بشموخ ودفاعه عنها:
- منينا إيه ده احنا عِملنا كل حاچة هو لو دمه حامي كان جتلها جدامنا مش عيدافع عنيها كيف الخيبان، اجطع دراعي لو ما كانت سحراله بِت هنية وجول عمتك جالت.
بالطبع هناك شيء يُخفى عنهم هو مَن جعل الأمر يفشل، لكنهم ينتظرون رؤية هيئتهما اليوم ليعلما ماذا حدث بينهما، أردف حسن متسائلًا بضيق:
- تفتكري يا عمة عهد عتكرهني دلوك.
لوت شفتيها معترضة ساخرة وزجرته بعنف:
- لاه بجولك إيه اسمع حديتي زين دلوك لا فيه عهد ولا غيرها منتاش عاشجها، واحده وعچبتك كنت هتتچوزها وخلاص لا عتحبها ولا حاچة يُبجى متوجفش حالنا عاد.
أكملت حديثها بكره، بعدما رأت استجابته لحديثها باستحسان:
- دي كُمان وشها شوم عليك يا ولدي دخلت عليك يا حبيبي بالخراب وسچنتك بت المركوب الفجرية، لولا حمدي چوزي ما عِمل ملعوبه وخرچك كان زمان لساتك هناك عتجضي عمرك محبوس هي كت عِملتلك إيه اتچوزت، بلاش خيبة أومال.
تذكر زوجها مفتخرة بابتسامة واسعة بعدما نفذ خطتها الماكرة باحتراف وحذر شديد ليخرج حسن بحيلة ماكرة استطاع فعلها.
وجدت عينيه تلتمع بالمكر والشر بات يوجه تفكيره في جهة أخرى ليفكر في تحقيق رغباته بأنانية متناسيًا جميع ما حوله، سيسعى فقط لتنفيذ ما يريده دون الالتفات لأحدٍ، غمغم بجدية يبرز إعجابه بحديثها:
- إيوه يا عمة معاكي حج لا عهد ولا غيرها ولا أي مَرا عتدخل جلب حسن الچبالي، الحب ديه خيبة لازمن ابعّد عنيها.
توجها معًا داخل المنزل ليروا الأحوال فيه كيف تمر تود هي أن تفرح بعهد لتثأر لذاتها هو يريد أن يرى وجع وكسرة عمران ليشعر بالانتصار عليه.
تفاجأ كل منهما أنهما في الخارج يولجون المنزل بعدهما بلحظات معدودة، دلفت عهد تستند على زوجها مبتسمة بصمت ووقف عمران بشموخ يتطلع نحوها مفتخرًا وفوق وجهه ابتسامة عاشقة مغمغمًا بجدية تهدم آمالهم منتزعًا الانتصار من قلوبهم:
- كنت في المستوصف أني وعهد والدَكتورة جالت أن مرتي مهياش حِبلة، ووالله وعد منيّ لكل اللي جال عن مرتي كلمة واحدة محصُلتش لاجطع خبره وأني هعرف مين اللي جال للدَكتورة اللي چات امبارح أنها تجول إكده.
شحب وجه حسن بخوف من أن يصل إلى الطبيبة فهو مَن هددها وأرغمها على الكذب لنجاح مخططه الماكر، لكنه حاول أن يخفي حقيقة مشاعره مقررًا الذهاب إليها مرة أخرى.
بينما نعمة فقد اهتز جسدها بعنف وظهر الخوف عليها عندما وجدت عهد تقترب منها مبتسمة هي بانتصار تلك المرة، وغمغمت شامتة بها بسعادة:
- الظُلم معيدومش يا نعمة وأني دلوك چوزي مصدجني وخابر أخلاق مرته كيف وواثج منيها وكيف ما خرچتي من السرايا بكرة تخرچي من العيلة كلياتها.
جلست بجانبه حول مائدة الطعام تتناول طعامها بشهية مفتوحة مبتسمة واتسعت ابتسامتها أكثر شاعرة بضربات قلبها تتسارع بداخلها عندما وجدته يضع يدها بين يديه طابعًا فوقها قبلة حانية، ثم نهض مغمغمًا بجدية هادئة:
- كلي زين وبعدها اجعدي فوج في أوضتك، وأني هروح اخلص بجية الشغل.
نهضت تسير معه إلى أن وصل نحو الباب وأردفت بحنان:
- ترچع بالسلامة يا عمران.
احتضنها بحب وهناك مشاعر جياشة تسيطر عليه تجعله ينسى العالم بأكمله مقابل نظرة شغوفة من بنيتيها الساحرتين، هامسًا داخل أذنيها بلهفة واشتياق جارف بعدما تلاعب عشقها بأوتار فؤاده ليعزف ألحانه بمهارة:
- هرچع بسرعة اوعاكي تنامي لأحسن عمران اتوحشك جوي يا عهد الجلب.
ابتسمت بخجل مبتعدة عنه قليلًا بعدما كسا اللون الأحمر القاني وجهها وابتعدت عنه سارت مسرعة نحو غرفتها هاربة من أمام نظراته التي تفترسها بعشق ولوعة شديدة، لكنها توقفت عندما وجدت صفية أمامها وقبل أن تتحدث لم تمهلها فرصة بل أردفت بحدة تحذرها أن تقترب منها مرة أخرى:
- اوعاكي تجربي منيّ تاني، ولا رايداكي تعمليلي حاچة مرايداش اشوفك جدامي يا خاينة العيش والملح ياواكلة ناسك، الغلط عليا عشان عاملتك بالحسنى.
استوقفتها قبل أن تذهب وحاولت الدفاع عن ذاتها بتوتر وحزن:
- والله يا ست عهد ما عِملت حاچة ولا كنت رايدة اتحدت بس الست نعمة هددتني بجطع عيشي لو مجولتش اللي شوفته لسي عمران.
رمقتها بازدراء، وابتعدت عنها مغمغمة بضيق:
- أني معحاسبكيش على حديتك لانك مكدبتيش وجتها، بس كنتي خابرة اللي عيخططوه وساكتة ليه عِملت وياكي إيه لچل ما تعملي فيا إكده، أنتي خابرة كنت عحبك وعتحدتُ وياكي كنك خيتيّ بس غدرتي ملكيش أمان، وملكيش صالح بيا من دلوك.
شرحت لها الأمر مسرعة قبل أن تذهب تحدثت بصدق:
- والله يا ست عهد ماكنت خابرة حاچة هي چت من صباحية ربنا وجالتلي اجول لسي عمران اللي شوفته جبل سابج ولما جولتلها لاه وعارضتها جالتلي اهمل المكان إهنيه وأنها هتسرجني كمان، وملحجتش اجولك حاچة والله يا ست عهد.
التفتت نحوها تطالعها بحزن عندما وجدتها تبكي، وأكملت حديثها بحب:
- والله ياست عهد أنتي عندي أكتر من خيتيّ وربنا خابر أني عحبك جد إيه وعمري ما اتمنالك الأذَى واصل، بس مش بيدّي الست نعمة جاسية وجلبها كيف الحچر جادرة تمشيني وتجطع عيشي وفوج ده كلياته كت هتسرچني وتتبلى عليا كُمان وأني مش جدها والله.
شعرت بالشفقة نحوها بعدما رأت بكاءها واستشفت صدق حديثها عالمة بمدى قسوة نعمة، فأسرعت تحتضنها مربتة فوق ظهرها مردفة بهدوء:
- خلاص بزياداكي بُكا عاد والله هبكي وياكي أني كُمان، ووجتها سيدك عمران هو اللي هيجتلك.
توقفت عن البكاء سريعًا، متراجعة وبدأت تزيل دموعها معاقبة بلهفة:
- لاه لاه خلاص أهو بطلت بُكا.
ابتسمت عهد مربتة فوق كتفها وسارت تستكمل طريقها نحو غرفتها، لكنها استوقفتها مرة أخرى عندما هتفت باسمها في هدوء:
- ست عـهـد..
التفتت نحوها تطالعها متعجبة، فأكملت حديثها بوضوح ومحبة كبيرة:
- كنت رايدة اتوكد منيكي مواخداش على خاطرك منيّ.
ابتسمت بهدوء نافية وهي تحرك رأسها:
- لاه يا صفية جولتلك أنتي كيف خيتيّ.
استكملت طريقها مرة أخرى نحو غرفتها غالقة الباب خلفها بهدوء وبدأت تفكر فيما حدث بينها وبين عمران تستعيد ذكرياتها السعيدة بينهما متناسية أي شيء آخر، تفكر في ذاك العاشق الذي رأته بهيئة مختلفة عما كانت تعتاد، وكأن جميع قسوته وجموده تحولا إلى حنان وعشق، لم تتخيل أن هُناك مَن يحبها بالتلك الطريقة الكبيرة، كان أمامها ليلة أمس عاشق ولهان أنهك قلبه في عشقها، وكاد أن ينهي بروحه وهو لازال عاشق لها..
استطاع أن يداوي جروحه بعشقه الصادق وهواه، جعلها ترى العشق على حق، كيف تعشق الرجال بصدق، عاشت معه ليلة داخل أحضانه بهمساته الصادقة ترى مشاعره، وهي لم تتخيل أن هناك مَن يعشقها بتلك الطريقة.
وقفت أمام المرآة تعد ذاتها في انتظار عودته لتنعم بدفء أحضانه المُحبة، وقع اختيارها فوق قميص أبيض مزخرف باللون الأحمر ذو فتحة طويلة تبرز ساقها بوضوح وحمالات رفيعة، تاركة خصلات شعرها السوداء تنسدل فوق ظهرها، وأنهت هيئتها بوضع اللون الأحمر القاني فوق شفتيها لتزداد جمالًا، وقفت تنظر لانعكاس صورتها في المرآه بإعجاب صارخ وابتسامته السعيدة تعلو ملامح وجهها لتزداد جمالًا ببريقها الخلاب، وتجلس تلك الفاتنة في انتظار عودته لاستقباله بتلك الهيئة التي ستسلب أنفاسه قبل عقله بعدما تأكدت أمس أنها ملكت فؤاده بعشقها الضاري.
لم تنتظر طويلًا ورأته يدلف الغرفة بهيئته الرجولية الشامخة، وعينيه تبحث عنها ليقف متصنمًا بسعادة عندما رأى هيئتها التي استطاعت أن تخطفه تمامًا ليدلف إلى جنة عشقها ويرتوى من نعيمه.
نهضت تقترب منه بسعادة عندما وجدت عينيه تلتمع ورأت بداخلهما ما يرضي كبرياءها الأنثوي، لفت يديها حول عنقه بابتسامة جذابة وتحدثت بدلال:
ـ اتأخرت عليا جوي، كل ده جلبي اتوغوش عليك.
وضع يده فوق شفتيها وتحدث بإعجاب وشغف:
- منورة كيف البدر ليلة تمامه يا عهد الجلب، جلي ميجدرش على ده كله منيكي هيجف فيها.
سندت برأسها فوق صدره وتحدثت بملامة:
- سلامة جلبك متجولش إكده يا عمران والله هاخد على خاطري منيك.
انهارت جميع حصونه أمامها ليلتقط شفتيها في قبلة شغوفة عاشقة يبرز من خلالها حقيقة مشاعره الصادقة لها، وجدها تتجاوب معه بسعادة، فهمس بشغف:
- بحبك جوي يا عهد جلبيّ، ربنا جدر يزرع حبك جوايا.
ابتسمت بسعادة لكنها لم تستطع مجاراة حديثه العاشق الذي يصدر منه بصدق، تشعر أن الغرفة لم تسع سعادتها بعد استماعها إلى حديثه العاشق، ترى كيف يزرع فؤادها بمشاعره ليتبدل حالها معها ويستطيع أن يجعلها تنسى العالم بأكمله في حضرته، كما تفعل به، تشعر معه أنها كالطفلة الصغيرة المدللة يعلمها هو كيف يكون العشق على طريقة عمران الجبالي العاشق.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع..
ولجت نعمة المطبخ مغمغمة بجدية آمرة:
- بِدور رايداكي عنديّ لچل ما توضبيلي كم حاچة هملي اللي في يدّك وتعالي دلوك.
تركت جميع ما كانت تفعله وسارت معها مسرعة بقلق لكنها تفاجأت ما أن ولجت المنزل بحسن الذي يجلس بصحبة حمدي في انتظارها لوت شفتيها بضيق وقد علمت أن هناك مخطط ماكر يحدث وهي ستشترك فيه مثلما فعلت من قبل وكذبت مردفة بحديث رأته والباقي من تأليفهم لكنها نالت مكافأة مالية كبيرة ابتسمت بطمع وتمتمت بجدية:
- إيوه يا ست نعمة رايداني أعملك إيه.
أشارت لها أرضًا لتجلس ففعلت ما تريده مسرعة جالسة أسفل أقدامهم وتحدثت نعمة بمكر سام أقوى من سم الأفعى، بعدما خضع قلبها للكره وولج دائرة الانتقام:
- اجعدي واسمعيي حديتي زين لأن المرة ديه الغلطة بفورى هتجع على دماغ الكل أولها أنتيّ، لكن لو سمعتي حديتي ونفذتيه كيف ما جولت هتعيشي في هَنا وتاخدي اللي عتطلبيه وزيادة حبة كُمان.
ابتسمت بطمع وعقلها يفكر في الأموال التي ستحصل عليها لتجيبها مسرعًا بحماس ولهفة:
- جولي يا ست نعمة وهيتنفذ كيف مانتي رايدة وزيادة.
التمعت عيني نعمة بشر وأخبرتها بما تريده وعقلها يفكر بالاستمتاع لما ستفعله، وقدر الأذى الذي سيصيب عهد من مخططها الماكر:
- رايداكي تمشي تذيعي في النچع كلياته أن عهد مرت عمران الچبالي خاطية، ومعتحافظش على شرف كبيرنا، رايدة الكبير والصغير في النچع يبجى خابر إكده.
فتحت فاهها من الصدمة، وانقبض قلبها يهوى بداخلها خوفًا من أن ينكشف أمرها عالمة أنها ستسقط فريسة لبراثن عمران الجبالي الذي لن يرحمها بل سيقتلها دون تردد فتمتمت معترضة بقلق:
- بـ... بس يا ست نعمة يـ... يعني مـ..
قبل أن تعترض وتستكمل حديثها، قطعتها نعمة بخبث:
- نسيت اجولك هديكي جد اللي خدتيه مرتين تلاتة كُمان جولتي ايه يا بِدور؟
نهضت مسرعة برغبة طامعة، وأسرعت تؤيد حديث نعمة:
- هو حديت بعد حديتك يا ست نعمة هجول إيه الست عهد خاطية ومعتحافظش على شرف چوزها سي عمران النچع كلياته مهيبجاش ليه سيرة ولا حديت غير إكده.
أشارت بيدها بعجرفة سامحة لها بالذهاب ووجهت حديثها نحو حسن مغمغمة بخبث:
- هنشوف كيف عمران هيجدر يكمل وياها بعد إكده بت هنية.
ابتسم الآخر باستحسان يشاركها مخططها الماكر:
- زين ما عِملتي يا عمة.
بقيت تفكر فيما سيحدث بعد الآن تلك الأفعى تهددها أنها ستخرجها من العائلة إذًا ستريها هي، مَن ستخرج وكيف سيستكمل معها حياته ويدافع عنها بعدما ستصبح سيرتها كالمضغة على ألسنة جميع مَن في النجع، ستريها المكر والشر على حق لتجعلها تندم وتعلم مَن هي نعمة الجبالي وكيف تصل لما تريده بكل الطرق الممكنة..
❈-❈-❈
في المساء..
أعدت عهد ذاتها في انتظار عودة زوجها بعدما قررت الاستسلام لعشقه الضاري ومحاولة مجاراته بعدما تأكدت من صدق هواه ومشاعره المغرمة بها حتى وأن كانت لم تحبه بتلك الطريقة الشديدة لكنها ستحاول مقررة أن تعطيه فرصة وتترك ذاتها أسيرة لذلك العشق الذي يغزو قلبها دون استئذان.
قررت أن تعد ذاتها كما اعتادت لتستقبله بهيئة حسنة وابتسامة سعيدة، ارتدت قميص من اللون الأسود الذي يتناسب مع بشرتها البيضاء ويستطيع إبراز جمالها الساحر مطرز عند نهديها يصل إلى كاحليها حيث يغطي جسدها بالكامل بينما يكشف ذراعيها رافعة خصلات شعرها في كعكة متناثرة وعلامات ملكيته ليلة أمس تظهر فوق عنقها باللون الأحمر، ابتسمت بسعادة معجبة بذاتها منتظرة أن ترى ذلك الإعجاب داخل عينيه أيضًا كما اعتادت ليرضي كبرياءها الأنثوي وتشعر بالسعادة تغزو قلبها.
تريد أن ترى موجة عشقه وتستمع إلى حديثه الشغوف الذي يظهر غرامه بها، لم تنتظر كثيرًا ووجدته يدلف الغرفة أغلق الباب مسرعًا عندما لاحظ هيئتها الفاتنة التي خطفت بصره و تثاقلت أنفاسه بينما ضربات قلبه تسارعت بضراوة، ابتسمت عندما رأته يقترب منها متناسيًا كل ما حوله لم يتذكر سواها اقتربت منه فأسرع هو يحاوط خصرها يجذبها منه حتى تلاصق جسدها بجسده المشتعل بلهيب مضطرم وازداد لهيبه عندما همست أمام شفتيه بدلال:
- اتأخرت عليّ اتوحشتك جوي فضلت مستنياك جد إكده كنت هروح في النوم.
همس بنبرة متثاقلة حثيثة يحذرها:
- اوعاكي.. اوعاكي تنامي بعد إكده جبل ما أچي.
كادت أن تتحدث وتجيبه لكنه أسرع ملتقط شفتيها في قبلة عاشقة بشغف وغرام قوي يسيطر عليه، ابتعد سامحًا لها فرصة لتلتقط أنفاسها المكتومة بداخله وبدأ يلثم عنقها بنهم تاركًا ملكيته عليه من جديد، ليريها كم هو يهواها، يخبرها أنها الامرأة الوحيدة القادرة على السيطرة عليه وجعله في تلك الحالة المغرمة التي عليها الآن وهي بين يديه.
كانت تنام داخل أحضانه بسعادة شاعرة بالارتياح لكن فجأة اعتلت صرخات الغفير هاتفًا باسمه في الخارج وبعض الهمهمات التي تصدر في الداخل بالقرب من الغرفة، أسرع يرتدي جلبابه الساقط أرضًا مسرعًا تارك إياها تجلس فوق الفراش بملامح وجه قلقة تدعي ربها ألا يكون هناك شيء سيء، ولج الشرفة مسرعًا مغمغمًا بجدية:
- إيوه يا عوّاد حُصل إيه عاد؟
أخفض بصره أرضًا ولا يدري كيف يخبره لكن لابد أن يعلم، فأجابه متنهدًا بحزن:
- النار مسكت في الأرض اللچديدة حرجتها وحرجت المحصول كلياته يا سي عمران.
بقي عمران يتطلع نحوه بعدم تصديق مغمغمًا بحدة قاسية، والشرر يتطاير من عينيه بغضب:
- طب اسبجني أنت والرچالة هناك وأني چاي شهلوا يلا.
ولج إلى الداخل مسرعًا بينما هي نهضت وبدأت ترتدي ثيابها بعدما استمعت إلى تلك الفاجعة التي حلّت عليه عالمة بمدى حزنه وغضبه الذي ظهر مما حدث ترى النيران منبعثة من عينيه الغاضبتين بضراوة..
❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق