رواية نيران نجع الهوى الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير دودو
رواية نيران نجع الهوى الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير دودو
#الفصل_الخامس_عشر
نيران نجع الهوى
هدير دودو
❈-❈-❈-❈-❈-❈
كانت عهد تجلس مع الجميع تنتظر عودته بلهفة والقلق يسيطر عليها، لم تهتم لهمساتهم التي تعالت يتحدثون عنها، ونظراتهم المُعلقة نحوها، كان عقلها منشغلًا بأمره عالمة أنه سيكون حزين، وجدت تلك العينين المعلقة نحوها لم تكن سوى نظرات حسن لكن تلك المرة لم تفرح بها، قابلتها بضيق وقد امتعضت ملامح وجهها بعدم رضا تؤكد كرهها له وانبثاقه من قلبها الذي تأكد من خطأ اختياره بعدما رأى على يد عمران كيف يكون العشق الحقيقيّ!
هبت واقفة بسرعة عندما رأته يدلف الى المنزل بوجه مكهفر مقتضب والحزن أنهك ملامح وجهه اقتربت منه ملقية ذاتها داخل أحضانه متناسية جميع العائلة الذي يطالعونها بضيق ساخرين هاتفة بخفوت:
- ولا يهمك حاچة، الدنيا كُىلياتها فداك متزعلش حالك لچل خاطري عنديك.
شدد من احتضانه عليها هامسًا بحنان:
- معنديش أغلى من خاطرك يا عـهـد الجـلـب.
خفق قلبها بداخلها وازداد خجلها بعدما استمعت إلى اسمها منه بنبرة لا مثيل لها، همهمت تجيبة بخجل:
- يُبجى بلاها زعل عشان هزعل أنا كُمان والله.
طبع قبلة حانية فوق كفها مبتسمًا بسعادة لتحقيق ما كان يتمناه، كان يتخيلها دومًا بجانبه بالأوقات العصيبة التي يواجهها بمفرده دون أن يهتم أحد لحزنه وها هي الآن تفعل ذلك..
رمقتها نعمة بضيق، وامتعضت ملامحها مردفة بتهكم ساخرة:
- شوفي يا فَهيمة الستات ودلعها عاد، جال جامت چريت في حضنه كنها عتحبه ودايبة فيه بِت هنية عينها بجحة معتختشيش.
غلت الدماء بداخلها بغضب، وأردفت بحدة قاسية:
- بزياداك يا عمران دلع ماسخ جولي ايه اللي حصُل جلبي متوغوش وأنت واجف مع مرتك.
تطلع نحوها بامتعاض مقتربًا منها، وهي لازالت داخل أحضانه متنهدًا بضيق وأجابها بجدية:
- هيكون إيه اللي حُصل يمّا المحصول كلياته اتحرج، الحريجة كَت كَبيرة.
مصمصمت شفتيها ساخرة وأردفت بتهكم وعينيها معلقة بكره شديد نحو تلك القابعة داخل أحضانه تربت فوق كتفه بحنان:
- ياخيبتيّ جادر تجولها كنها حاچة مليحة، وجعة مربربة وجعت علينا كلياتنا، وأنت واجف تتمسخر ويّا المحروسة.
شعرت عهد بنشيج جسده الغاضب المستندة عليه وبروز عروقه الظاهرة ويده التي اشتدت على ضمها عاكسة غضبه المتوهج سارعت تربت فوق كتفه مرة أخرى بحنان وتمتمت ترد عليها بدلًا عنه بهدوء:
- فداه الدُنيا وما فيها ياست فَهيمة، محصول ايه اللي عنتحدتُ عليه عاد.
قبل أن ترد عليها تحدثت نعمة تزجرها بعنف حاد أخرستها:
:- وانتي يا عهد إيه اللي يدخلك بيناتنا واحدة عتتحدت ويّا ولدها تكتمي وتخليكي في خالك ملكيش صالح بينا مبجاش غير اللي كيفك هو اللي عيتحدت ويرد على ستك فهيمة.
شحب وجهها بضيق، وأردفت تدافع عن ذاتها بحدة:
- وأني متحدتش في حاچة متخصنيش أني بجول لچوزي يعني راچلي مجولتش حاچة عِفشة.
لوت شفتيها ساخرة، وأجابتها بسخط:
- وانتي تكتمي كيف ما جولتلك ومتتحدتيش ويانا بعد إكده مرايدينش نسمعُ حديتك وچوزك وراچلك تتحدتي معاه فوج مش جدامنا اختشى واتحشمي شويّ.
هدر بها عمران بعنف معلنًا اعتراضه المحتدم:
- عـمّـة ملكيش صالح بمرتي، مرتي تتحدت وتجول اللي رايداه في أي وجت.
اعترضت والدته بعنف مستهزءة لحنانه الزائد:
- ماهو دلعك الماسخ دِه هو اللي ركبها علينا ومحدش هيجدر يوجفها بعد إكده، بجت عتتجلع علينا.
صدر عنه تنهيدة حارقة من ذلك الحديث الدائم، وأجابها بجمود مقتضب:
- لاه يمّا أني مرتي زينة ومعتجفش جصاد حد طول ما عيتحدت صُح.
استمعت إلى حديثه ساخرة لكنها تحدثت بجدية عما حدث، وتلك الخسائر الفاجعة التي ألحقت بهم:
- مهياش جصتنا مرتك وانها زينة ولا لاه، دلوك الخسارة ديه مين اللي هيتحملها وكيف ما جولت المحصول كلياته راح كيف الريح الطايرة يعني خسايره كَبيرة.
قبل أن يتحدث غمغم حسن مسرعًا بمكر:
- هو طبعا يمّا، هو اللي عيتحمل خسارته كيف ما هو المسؤول عنيه.
تعالت همهمات الجميع مؤيدين لحديثه حيث كان حسن يمقه مبتسمًا بشماتة كما لو أنه سعيد بذلك الضرر الذي حلّ عليهم كالصاعقة، تنهد عمران بغضب بعدما علم أنه سقط عليه هو فقط بعدما قرر الجميع أن يتحمل هو تلك الخسارة لأنه المسؤول عنها يتعاملون كما أنه هو مَن فعلها عمدًا.
كان عهد ترمقهم بغضب عندما رأت الخذلان يبدو بوضوح داخل عينيه التي تبوح بما يكتمه داخل قلبه بعدما رأى قسوتهم عليه لكنه لازال يقف شامخًا يحاول ألا يظهر ذلك.
شعرت بالغضب عندما قرأت ما بداخله فهتفت معترضة:
- وه كيف يعني انتوا خابرين للي عتجولوه الخسارة ليه والمكسب للعيلة كلياتها فين العجل إكده.
تطلعت نعمة نحوها بغضب، وقبل أن تتحدث غمغم عمران بجدية:
- خلاص يا عهد وأني هتحمل اللخسارة كيف ما جولتوا.
أنهى حديثه وسار إلى الأمام وهو يصطحبها معه متوجهًا إلى غرفته بسرعة كبيرة كما لو الشياطين تلاحقه صافعًا باب الغرفة خلفه بقوة، وتركها جالسًا فوق الفراش والغضب الجامح يغزو عقله يحاول السيطرة عليه حتى لا يفعل شئ يندم عليه بعد ذلك، جلست بجانبه فوق الفراش بعدما تحررت من الملابس التي كانت ترتديها لم تبقَ سوى بذلك القميص الأسود واضعة يدها فوق كتفه بهدوء تقضي على أفكاره اللاذعة مغمغمة بحنان:
- متزعلش حالك والله اللي حصُل دِه خير وربنا هيعوضك ويكرمك بحاچة أكبر وأحلى، المحصول مكانش من نصيبك.
اومأ برأسه أمامًا، فهتفت بتوتر معترضة:
- بـ... بس برضك كيف توافجهم في حديتهم الماسخ عاد الخسارة والمكسب للكل.
اعتلت أنفاسه بضيق، وأجابها بهدوء:
- معيفرجش المهم أعوض الخسارة ديه في أجرب وجت.
رأت الوجع يلتمع داخل عينيه شعرت بالحزن داخل قلبها الذي بدأ ينبض له بعدما رأت عشقه الصادق لها وقلبه المغرم بها عالمة أن ليس هُناك أفضل منه، حاولت أن تساعده في ذلك الأمر الوخيم، نهضت تفتح الخزانة الخاصة بها أخرجت منها صندوق خشبي وتوجهت نحوه من جديد تعطيه إياه، قطب حاجبيه متعجبًا وسألها في دهشة:
- وه ايه دِه يا عهد؟
وضعته بين يديه واستندت برأسها فوق كتفه مبتسمة وأردفت توضح له الأمر بهدوء:
- دول دهباتي اللي چبتهم ليا اول چوازنا والبجية من امّا كانت مهملاهمليّ جبل ما تموت خدهم أني مرايداش حاچة.
ترك الصندوق يعطيها إياه مرة أخرى، وأجابها بجدية غاضبًا واشتعلت النيران القوية بداخله:
- كنك اتچنيتي عاد؟ دهباتك دول حجك وعمري ما هاخد منيهم واصل أني راچل يا عهد وجد أن اتحمل الخسارة كلياتها.
ابتعدت عنه قليلًا عندما رأت نظراته الغاضبة النارية المصوبة نحوها تخترق قلبها وحاولت أن تشرح له الأمر بتوتر مرتبكة أسفل نظراته المتوهجة وأنفاسه المرتفعة بغضب حاد:
- والله مجصديش إكده اوعاك تفهمني غلط أني جولت اساعدك وخابرة زين أنك هترچعهملي وزيادة كُمان.
نهض واقفًا أمامها، وزجرها بحزم رافضًا:
- جولتلِك لاه عمري ما هاخد حاچة منيكي، بلاش حديتك الماسخ واجفلي الحديت على إكده.
بقيت جالسة كما هي في صمت لكن سرعان ما شعرت بغصة قوية تقبض فوق قلبها عندما وجدته يسير نحو الباب من الواضح أنه سيذهب تطلعت نحوه والدموع تبدو داخل عينيها، وأسرعت تنهض متشبثة بذراعه تمنعه من الذهاب أردفت بنبرة متحشرجة تحاول أن تمنع دموعها من السيل فوق وجنتيها أمامه:
- أ... أني والله مجصديش اي حاچة أني جولت أساعدك كيف ما أي مَرا عتساعد راچلها وچوزها وخلاص مهعملهاش تاني طالما بتزعلك.
تحاول ترضيه مثلما يفعل معها دومًا عالمة كم هو غاضب الآن لما حدث معه، وجدته يحتضنها بضراوة مشددًا عليها بين ذراعيه كما لو أنها أغلى ما لديه، هامسًا بهدوء وعينيه تطالعها بتمعن يحفر ملامح وجهها المغرم بسحرها:
- حجك عليّ يا زينة الستات والله ما جصدت ازعلك بس أني لساتني زعلان من اللي حصُل للمحصول حجك عليّ وأني جادر اتحمل اللخسارة كيف ما جالوا دهباتك دول تتزيني بيهم يا ست النچع وملكة جلبيّ العاشج ليكي متشتغليش بالك بأي حاچة ولا تاخدي على خاطرك منيّ.
ابتسمت من بين دموعها التي سالت منذُ أن ضمها في عناقه العاشق الذي جعلها تنسى كل ما يزعجها تحت تأثيره هواه بها تفكر في حنانه المبالغ عليها، تمسكت بطرف جلبابه بقوة وهمست بنبرة متلعثمة:
- مجدرش ازعل منيك أني خابرة أنك معتجصدش إكده وأن لساتك زعـ..
لم يدعها تستكمل حديثها عندما شعرت بحنان لمساته وهمساته التي تظهر مدى عشقه لها وكأنه يخبرها أنه يحتاج الآن اقترابها لكن دون أن يتفوه بذلك، بدأ يلثم عنقها بقوة عدة مرات ليتخلص من غضبه دون أن يشعر بأنينها المتأوه بين يديه، ازداد تمسكها بجلبابه محاولة أن تتحمل طاقة غضبه القاسية التي تخرج مع قبلاته مغمضة عينيها بقوة، لكنها لم تستطع الصمود كثيرًا أمام موجة غضبه المهتاجة فهمهمت باسمه عدة مرات لعلها تجعله يستعيد وعييه وعقله من جديد:
- عـ..عـمـران...عـمران.
تطلع داخل عينيها التي عادت تفتحهما مرة أخرى ورأى الوجع الظاهر عليها فأردف نادمًا متأسفًا بتعقل قابضًا فوق يديه بقوة ليهدأ رغمًا عنه:
- حجك عليّ وچعتك والله ما كنت جاصد.
عينيه تفترس عنقها الذي اصطبغ بالكامل باللون الأحمر القاني، التقطت أنفاسها بصعداء هاربة من نظراته حتى لا تؤكد حديثه على الرغم من صِحته:
- لاه مفيش حاچة وچع خفيف أني لساتني مش متعودة.
أجابها بأسف يكرر حديثه بعدما استطاع أن يلجم غضبه:
- أني اللي محستش بحالي ووچعتك غضبي كان عيعميني.
أنهى حديثه واضعًا يده فوق خصرها وسار بها نحو الفراش داخل حضنها مشددًا عليها بضراوة هامسًا بعشق:
- مرايدش غير أن أفضل چارك العمر كله راحتي موچودة چوة حضنك وراحة جلبي موچودة بوچودك معايّ يا عهد جلبي اللي اتكتب عليه واتحجج بعد وچع كبير.
ابتسمت بسعادة لم تتخيل أن هناك مَن يعشقها بتلك الطريقة شاعرة بشفاء قلبها من جميع جراحه والتخلص من ندباته أيضًا لتبدأ معه بقلب صافٍ قادر على تقبل عشقه مبتهجًا مثل الآن، وقد عادت روحها تتزين من جديد بادلته احتضانه بقوة هامسة:
- وأني هفضل چارك وعمري ما هجدر أهملك يا عمران.
طبع قبلة حانية شغوفة فوق جبهتها يؤكد لها كم هو عاشق ولهان أضناه وجع الهوى وظل متمسكًا بها لينال عناق دافئ مثلما يحدث الآن بعدما ساعده القدر تلك المرة مشفقًا عليه وعلى انتظاره الذي طال دون أن يهتز حبها داخل قلبه الهاوي لها الذي لن يسعد سوى بوجودها، وها الآن قد تحقق ما كان يحلم به ليلًا ومساءً، باتت تقبع داخل حضنه برضا تام مستسلمة لموجات عشقه بعدما فكرت ووجدت أن وجودها جنبه أصبح يسعدها ويمحي أوجاعها دون ترك ندوب لروحها بعدما سلمت له مفاتيح قلبها ليخترق حصونها المنيعة ويكتب حبه بداخلها بأفعاله الرجولية التي تثبت عشقه قبل حديثه المغرم المعسول الذي يداوي كل ما بداخلها مثلما تفعل معه هي الأخرى تحاول تعويضه عن العذاب الذي رآه في حبها وتنطفئ نيران قلبه التي وصلت لأقوى مراحلها وهي مبتعدة عنه لينال من نعيم اقترابها الذي كان حلم مستحيل.
❈-❈-❈
في الصباح انطلقت إيمان مسرعة نحو منزل عائلة الجبالي بالرغم من تعبها الظاهر لكنها تحاول الوصول سريعًا قبل زوجها حتى ترى عهد وتخبرها بالحديث الذي يدور عنها بين أهالي النجع، توجهت نحو الداخل صائحة بنبرة مرتفعة من بين أنفاسها اللاهثة نتيجة سرعتها وتعبها الواضح بسبب حملها وبطنها التي برزت قليلًا:
- عـهـد...يا عـهـد تعي ياخيتيّ.
نزلت عهد مسرعًا ترمقها بدهشة وأقترب منها متسائلة بتعجب وقلق:
- في إيه يا إيمان ايه اللي حُصل؟
أشارت لصفية التي آتت هي الأخرى لارتفاع صوتها أن تحضر لها المياه وأسرعت تعطيها إياها معقبة بهدوء:
- خدي نفسِك ياحبيبتيّ واجعدي خدي نفسك وجوليلي ايه اللي حصُل جلبي اتوغوش عليكيّ.
ارتشفت قليلًا من المياه محاولة أن تلتقط أنفاسها اللاهثة بنبرة مرتفعة وغمغمت بتوتر والرعب يسيطر على قلبها:
- في حديت عِفش عيدور عليكي بين أهل النچع مخابراش مين اللي جاله.
انتبهت لها بجميع حواسها وتسارعت دقات قلبها وكأنه سيفر هاربًا وكأنها تعلم ما حدث وما الذي يدور عليها لا تعلم كيف خرج الحديث من فاهها متسائلة بخفوت:
- عيجولوا ايه عنيّ.
تطلعت إيمان نحوها بتوتر ولا تدري كيف تخبرها مغمغمة بتوتر خافت:
- هـ... هما عيجولوا يعني أ.. أنك..
صمتت ولا تعلم كيف تخبرها تخشى أن يصيبها شيء بعدما تعلم لم تكن أن أصابها الأسوأ عندما وقفت منذُ أيام هاوية لأكاذيبهم أمام زوجها همهمت بجدية ونفاذ صبر تشعر باشتعال قلبها بقوة:
- جولي يا إيمان عيجولوا ايه جلبي هيجف.
حاولت أن تحث ذاتها على التحدث مبللة أطراف شفتيها بخوف وأردفت حديثها مسرعة شاعرة بثقل كبير فوق قلبها الحزين على حالها:
- جالوا إنك خاطية وإنك حِبلة من راچل غير سي عمران وكل الناس هيرددوا الحديت الماسخ دِه.
لطمت فوق صدرها بقوة صارخة بلوعة والدموع تنهمر من وجنتيها:
- يا مُرك يا عهد يا مُرك وجعة مجندلة ووجعت على راسيّ، جلبي هيجف يا إيمان.
أنهت حديثها بنبرة متلعثمة باكية ملقية بذاتها داخل أحضانها وانهمرت دموعها باكية بغزارة، شددت من احتضانها محاولة أن تهدءها بضعف:
- متزعليش حالك إكده وأني هتحدت مع سي عمران أنتي معتعمليش إكده.
أكملت حديثها متسائلة بقلق:
- أنتي حِبلة صُح يا عهد؟
حركت رأسها نافية من بين دموعها التي لم تتوقف إلى الآن، وازدادت ضرباتها حدة وعنف فوق وجنتيها صارخة بلوعة:
- منكم لله ربنا ينتجم منيكوا، عمران هيهملني إكده وأني معِملتش حاچة.
سرعان ما تجمد جسدها وفرت الدماء هاربة منها عندما استمعت إلى صوت حازم شقيقها الغاضب والجمود مرتسم فوق وجهه:
- ده أني هجتلك وأشرب من دمك هجطع خبرك يا فاچرة.
جذبها بقوة عنوة لتقف أمامه قابضًا فوق ذراعها بغضب مغمغمًا بحدة:
- عتفچري يا بت الكلب وتچيبلنا العار.
حاولت الفرار من قبضته المؤلمة مغمغمة بجدية وهي ترمقه دون خجل:
- ملكش صالح بحالي هملنيّ.
دفعها بقوة نحو الخلف أسقطها أرضًا مغمغما بحدة ويده تقبض فوق عنقها بقوة مانعًا وصول الهواء إليها:
- ده أني هجتلك واغسل عاري بيدّي يا فاچرة.
تضع يدها فوق يديه بارتعاش تحاول الدفاع عن ذاتها شاعرة بالضعف يجتاح جسدها المرتعش تحاول أن تبعده عنها لتلتقط أنفاسها المكبوتة بسبب قوة قبضته لكن باتت محاولاتها بالغضب، اعتلت صرخات إيمان برعب وهي ترى هيئتها الضعيفة بملامح وجهها الشاحبة وشفتيها اللتان تحولان للون الأزرق الباهت تحت أنظار جميع العائلة الشامتة بها، متشبثة بذراعه بقوة تحاول منعه برجاء باكية بوهن:
- حازم أحِب على يدّك هملها عهد خيتك معتعملش إكده.
لم يهتم بحديثها وازداد من ضراوة قبضته حول عنقه فأغمضت عينيها بوجه شاحب بضعف مستسلمة لمصيرها السيء وظلمها، ازداد بكاءها بانهيار تام صارخة فيه بضعف:
- بزياداك يا حازم هتجتلها في يدّك خيتك زينة هملها.
ولج عمران في ذلك الوقت وتفاجأ بهئيتها الشاحبة في قبضة ذلك الوغد وهي تنازع لتلتقط أنفاسها بين يديه طالبة منه الرحمة لكنه لم يفعلها والدماء تهرب من جسدها وشفتيها أصبحت باللون الأزرق، اندفع نحوه غاضبًا دفعه بقوة نحو الخلف ليبتعد عنها وعينيه ترمقه بغضب جامح كما لو أنه سيقتله في الحال، وأسرع يلتقطها داخل أحضانه العاشقة وقلبه سيتوقف من لوعته عليها، أعطاها بعض من المياه وحملها يضعها فوق الأريكة مغمغمًا بحنان وهو يشدد من احتضانه عليها:
- اهدي يا حبيبتي هتُبجي زينة، دَكتور بسرعة.
همست تمنعه بهدوء من بين أنفاسها اللاهثة بضعف:
- لاه يا عمران أني زينة خلاص متجلجش عليّ.
ازداد من ضمه عليها شاعرة بغصة قوية تعتصر قلبه الذي شعر باهتزازه مرتعبًا بعدما عاش ذلك الشعور السيء، لو كان تأخر قليلًا كان فقدها، ظل على حالته كما هو يحتضنها بضراوة يحاول أن يجعل قلبه يهدأ يخبره أنها بجانبه، فاق من تلك المشاعر الضارية التي سيطرت عليه على صوت والدته المتهكم:
- سيبك من اللي عتعمله دلوك سمعت الحديت اللي داير على مرتك، سمعة العيلة عتتمرمغ فالوحل بسببك تستاهل جطع رجبتها، اجتلها واغسل عارك بيدّك.
هدر بها بعنف حاد أخرسها:
- أمّا ملوش عازة حديتك.
استجمع شتات ذاته من جديد نهض بهيبته المعتادة واقفًا أمام شقيقها يجذبه من أطراف جلبابه يجذبه منها بعنف غاضبًا:
- الله في سماه لاجتلك دلوك عاملي حالك راچل ورايد تجتلها ده أني اللي هجتلك ياوِلد المركوب.
لم يشعر بذاته سوى وهو يلكمه بعنف ألقاه أرضًا وركله نهضت تحاول أن تفصل بينهما معقبة بضعف:
- عمران خلاص همله يروح لحاله عشان خاطري.
وقفت أمامه تبعده عن أخيها لتحاول أن تجعله يهدأ من موجة الغضب الجامحة التي سيطرت عليه ليعود يحتضنها من جديد بعشق ضاري يسيطر على قلبه المنهك سامحًا له بالذهاب لأجلها..
أسرع حازم يجذب زوجته ويسير معها بغضب حاد لم يجد سواها ليفرغ طاقته الغاضبة منفعلًا عليها بحدة:
- والله ما ليكي چاية إهنيه بعد إكده، هملي جدامي يلا.
كان يدفعها بقوة دون أن يشعر بوجعها وضعفها أمام قوته، همهمت بخفوت معترضة:
- وه واني عِملت إيه عاد؟
صاح بها غاضبًا بضيق:
- نجطينا بسكاتك مرايدش اتحدت وياكي.
التقطت أنفاسها بصعداء غاضبة لكن ماذا تفعل تلك المسكينة تأمل في عوضها بطفلها القادم ليتبدل حزنها الشديد الذي أنهك قلبها وتعيش معه بقية حياتها في سعادة وهي تهتم بأصغر تفاصيله، سارت معه في صمت تام تحت أنظار ذلك الغاضب لم يكن سوى أكرم الذي رأى طريقته الحادة معها شاعرًا بالغضب لأجلها لولا أنه يعلم أن تدخله في الأمر سيجعله يزداد غضبًا لكان فعلها ودفعه بقوة ليبتعد عنها يرغمه أن يتعامل معها باحترام ويعيد لها حقها لكنه يعلم عواقب فعلته السيئة عليها..
داخل المنزل..
نظرات الجميع مصوبة نحو عمران ينتظرون ما سيفعله، لكنه لم يظهر أي رد فعل بقي جالسًا بجانبها صامتًا بوجه مكهفر لا يظهر فيه سوى الاقتضاب والجمود، هو استمع إلى الحديث الذي يدور عن زوجته بين جميع أهالي النجع، مرر يده فوق وجهه بغضب جامح يحاول ترويضه حتى لا يجرحها، كانت هي بجانبه تطالعه وتفهم جيدًا ما يدور داخل عقله وبداخله حتى أن حاول ألا يظهره، تتطلع نحو حسن بغضب وكره حقيقي فسبحان القادر الذي استطاع أن يبدل حبها لشخص ويمحيه من قلبها، بعدما كانت على إستعداد أن تفعل أي شيء للإقتراب منه أصبحت تحاول الإبتعاد، بعدما كانت ستضحي بذاتها لأجله بهدوء وصدر رحب أصبحت لا تطيق رؤيته، لم تكن تتخيل يومًا أن ذلك سيحدث لكنه حدث في الحقيقة..
تطلعت والدته نحوه وأردفت تسأله بقسوة وعينيها معلقة نحوها بازدراء:
- هتعمل ايه في اللي حصُل، سيرة الچبالي هتُبجى حديت للنچع كلياته بسبب مَرتك؟
بادلها نظراتها الحادة ودافع عن زوجته بقوة مغمغمًا باحتدام:
- أني خابر هعمل ايه وماعاش ولا كان اللي يچيب سيرة الچبالي على لسانه، بس مرتي يمّا مهياش السبب ولا عِملت حاچة وأني متوكد من حديتي.
مصمصمت شفتيها وتحدثت معترضة بسخرية:
- متوكد من ايه يا عمران، أنت عتكدب الكل ومصدج مرَتك، وبعدين ما الدَكتورة بنفسيها جالت أنها حِبلة.
هدر بها بحدة غاضبة أخرستها:
- مرتي مهياش حبلة والدَكتورة أني هعرف مين اللي جالها تجول الحديت الماسخ ده بالكدب وتتبلى على مرتي والله لاحاسبها حساب واعر، وبعد إكده محدش يچيب سيرة مرتي في حديته.
أردفت نعمة ترد عليه مستهزءه وتطالعها بشماتة مبتسمة:
- وأنت عتزعل من حديتنا ليه إحنا بس اللي عنتحدت إياك، ده النچع كلياته كبيره وصغيره عيتحدتوا عنيها.
أنهت حديثها ضاحكة بسخرية فقابلتها عهد بعضب بعدما تخلت عن صمتها مغمغمة باحتدام:
- ما عاش ولا كان اللي يتحدت عن ست النچع يا نعمة وچوزي سي عمران كَبير النچع جال هو هيچيب حجي منيهم ويوجف حديتهم اللي ملوش عازة.
اندلع الغضب يغزو عقلها متوعدة لها بأعين تطالعها باهتياج وصاحت بها بعنف:
- عتجوليلي نعمة يابِت هنية أني ستك نعمة الچبالي.
ضحكت مستهزءة بسخرية حاولت أن تسيطر على ذاتها لتردف بدلال وهي تتشبث في ذراع زوجها:
- اهي بِت هنية بجت ست النچع يا نعمة.
أنهت حديثها ضاحكة بشماتة وتطلعت نحو عمران تواصل حديثها بنفس الطريقة المدللة:
- عمران حبييي أني هسبجك على فوج متتأخرش عليّ.
اومأ برأسه أمامًا مهمهمًا بإيجاب، فسارت نحو الأعلى متوجهة لغرفتها وهي تحاول أن تخفي غضبها المتوهج بعد انتشار ذلك الحديث السيء عنها وأحاديث الجميع عنها التي تجددت مرة أخرى ظلمًا، لا تعلم ماذا فعلت في حياتها لتقسو عليها بتلك الطريقة وكيف ستكون النجاة، متى ستحصل على السعادة، لم تنكر أنها سعدت بحبه الشديد لها، وجدت بداخل قلبه حنان لم تحصل عليه من قبل، تثق أنه سيجلب لها حقها وكرامتها المهانة ويعاقب مَن فعل بها ذلك لتشعر بالإنتصار بعودة حقها ورفع رأسها من جديد بكبرياء..
❈-❈-❈
في المساء..
توجه حسن نحو الطبيبة التي أخبرت الجميع بحمل عهد كذبًا بعدما طلب منها ذلك وفعلته عنوة تحت تهديداته القاسية، ولج بخطوات واسعة يجلس أمامها بشموخ قاسٍ والصرامة تنبعث من عينيه القاسية نهضت مسرعة بارتباك ما أن رأته وتحدثت متلعثمة بخوف:
- سـ...سي حسن في ايه حُصل حاچة تاني؟
أومأ رأسه أمامًا وجلس أمامها بجدية وغرور متعجرفًا:
- أيوه حُصل، رايدك تختفي الفترة ديه محدش يجدر يوصلك.
شعرت بالخوف يسيطر عليها معتصرًا قلبها المرتجف وعادت حديثه مرة أخرى بتوتر مرتعبة:
- اختفي! ليه هو ايه اللي حُصل ومين اللي هيوصلي؟
طلت نظراته لها قبل أن يجيبها ساخرًا بلا مبالاة:
- عمران... عمران الچبالي المجصود لو وصلك مهيساميش عليكي مش أنتي اللي جولتي أن مرته حِبلة يا دَكتورة.
أجابته بغضب بعدما سيطر الرعب على قلبها يعتصره دون رحمة:
- وأني جولت إكده من حالي عاد؟ انت حطتني أني جدام سي عمران وأنت خابر أنه لو عرف حاچة عني هيجتلني.
هبّ يقف قبالتها غاضبًا ضاربًا بيده بعنف صائحًا بغضب عارم:
- احنا هنضحكُ على بعض ولا ايه مانتي خابرة إنك هتُبجي جدام عمران الچبالي ولا هيهمل مرته لچل عيونك، كنتي خابرة ووافجتي لچل الفلوس اللي خدتيها.
اومأت برأسها أمامًا وحاولت الدفاع عن ذاتها بضيق:
- أ... أني وافجت عشان أنت هددتني وخوفت منيك مش عشان الفلوس ودلوك عتجولي أن سي عمران هيچيلي في أي وجت ولازمن اختفي.
اجتمعت الدموع داخل عينيها تحاول أن تمنعها من النزول والرهبة تملأ قلبها عالمة أنها إذا سقطت بين يدي عمران الجبالي لن يرحمها ستصبح أسيرة لبراثنه لينتقم منها ويثأر لحق زوجته، هي تستمع إلى الحديث الذي يدور عنها في النجع بالكامل..
تفاجأت به يقبض فوق ذراعها بقوة مغمغمًا بقسوة ضارية والغضب يلتمع داخل عينيه:
- بلاش حديت ملوش عازه أني جولت اللي عندي واللي هتعمليه اختفي شويّ من النچع مهياش حاچة واعرة وفيه فلوس جد اللي خدتيهم مرتين هتوصلك.
دفعها بعنف فسقطت فوق المقعد الذي كان خلفها فتمتمت بنبرة متلعثمة خافتة:
- أنت وجتها جولتلي لو موافجتش هتجتلني مش عشان اللفلوس كيف ما عتجول ودلوك هتهملني لسي عمران يجتلني كنك معِملتش حاچة.
وقف أمامها متجبرًا وأجابها بتوعد مقتضب ليرهبها:
- والله لو سيرتي چات في حديتك هجتلك وخليكي خابرة إكده تنسي اي اتفاج بيناتنا وأي حديت بينا جبل سابج والله لو نطجتي بكلمة هجتلك.
أنهى حديثه وسار نحو الخارج دون أن يبالي بدموعها التي انهمرت فوق وجنتيها والرهبة التي سيطرت عليها علمت أنها سقطت في مأزق بين نيران عمران الجبالي وشقيقه لا تعلم ماذا ستفعل، هي أخطأت عندما وافقته وولجت في ذلك المخطط الماكر لكنه هو مَن أرغمها على ذلك وهي وافقت خوفًا من تهديداته...صدر عنها تنهيدة حارة تعبر عن مخاوفها وأفكارها المرتعبة المتصاعدة بداخلها..
❈-❈-❈
في نفس الوقت..
طلب عمران أن يجتمع جميع أهالي النجع في ذلك الوقت مقررًا أن ينهي ذلك الحديث الدائر عن زوجته بصرامة حادة ونيران قلبه متصاعدة بداخله، كان يجلس وأمامه حشد هائل من الأهالي المنتظرين لحديثه بعضهم شامت المنتظر خروجها من العائلة أو قتلها على يده أمامهم والآخر الحزين عن تلك المسكينة يشعرون أنها مظلومة ولم ترتكب ذلك الذنب الشنيع..
قطع عمران الصمت السائد بينهم مغمغمًا بخشونة حادة:
- في حديت ماسخ داير على مَرتي، مَرت كَبير النچع عيتجال عليها إكده منيكم.
لم يتلقى رد من الجميع الذين ظلوا صامتين يستمعون إلى حديثه بفضول يدفعهم لمعرفة مصيرها، فاستكمل حديثه بنبرة تزداد حدة وغضبًا:
- هي لو مَرتي إكده كان طلع عليها نهار ولا كنت هجف جدامكم أدافع عنيها واجول للنچع كلياته أنها زينة وميصُحش إكده.
التقط أنفاسه النارية واسترد حديثه بجدية متوعدًا بنبرة تحذيرية:
- الله في سماه اللي هيجيب سيرة مرتيّ بعد إكده ليتحاسب حساب واعر، مرتي ست ستات النچع واللي عيحصل مرايدش اسمع عنيه تاني وأني متوكد من حديتيّ.
أنهَى حديثه واقفًا قبالتهم بجدية:
- اللي رايد يجول حاچة عني أو عن مرتيّ يجولها جدامي دِلوك لكن الحديت اللي عيدور من ضهري ميصُحش ومرايدش اسمعه من تاني، حد رايد يجول حاچة تاني؟
أنهي حديثه بنبرة متسائلة فتعالت همهمات الجميع المؤيدين لحديثه بعدما استطاع أن ينهي تلك الأحاديث الكاذبة القاسية التي تُقال عنها عالمًا مدى تأثيره عليها بعدما لمح الحزن داخل عينيها والقهر ينبثق من قلبها المتأثر من القسوة التي تلقاها من جميع الجهات لكنه يقف لهم بالبمرصاد يمنعهم من فعلها ليجلب حقها من الجميع حتى وإن كانت عائلته.
❈-❈-❈
عاد عمران إلى المنزل صعد مباشرة نحو غرفته وجدها تجلس تنتظره بابتسامة واسعة ازدادت اتساعًا عندما ولج الغرفة وبدأ يطالعها بنظراته العاشقة المتلفة لرؤيتها بلوعة بعد انتهاء يومه الطويل يريد أن يلقي ذاته داخل أحضانها ليشعر وكأنه امتلك الدنيا بأكملها، لكن قبل أن يفعلها وجدها هي مَن بادرت تلك المرة وآتت نحوه راكضة تلقي ذاتها داخل أحضانه متشبثة بجلبابه بقوة هامسة بنبرة مبتهجة ممتنة من قلبها شاعرة بعودة كبريائها وكرامتها من جديد لترفع رأسها بثقة تطالع الجميع بعد ذلك دون خجل، نعم هي ممتنة له بضراوة بعدما وقف بجانبها يصدق حديثها فإن كان غيره لكان قتلها دون تردد، كارهة حسن الذي فعل بها كل هذا دون رحمة، دفعها للهلاك دون أن يخاف عليها، لم تجد رجل حقًا سواه:
- ربنا يخليك ليّا يا راچلي وتفضل ساندني دايمًا إكده.
لم يصدق أنها الآن بين أحضانه برغبتها يشعر أن العالم بين يديه متحكمًا به وهي بجانبه تؤكد أهمية وجوده في حياتها، هو مَن عاش طوال حياته متلهفًا على ذلك العناق الدافئ الذي دام لأعوام ينتظره، وها هو الآن يحصل عليه بعد انتظار شديد، بادلها عناقها بشغف وحنان هامسًا داخل أذنيها بعشق جارف عازفًا بأوتار قلبه:
- ويخليكي ليّا يا جلب راچلك من چوة وضي عينيه كُمان.
تشعر بالخجل من حديثه المُحب ولم تستطع مجاراة رغبته العاشقة، لكنها تحاول أن ترد عليه لم تنكر أنه أصبح هام في حياتها ولن تستطيع الابتعاد عنه بعدما رأت صدق عشقه وتأكدت منه، انتشلها من بين تلك الأفكار النارية المسيطرة على عقلها المشتت عندما استكمل همسه العاشق:
- اتوحشتك جوي يا عهد جلبي.
لم ينتظر ردها بل أسرع ينقض ملتقطًا شفتيها في قبلة جامحة برغبة قوية ليخبرها بمدى احتياجه لاقترابها ازدادت قبلاته رغبةً فحاولت أن تبعده عنها عندما أنهكها بمبتغاه الجائع مطالبة منه الإبتعاد بنبرة متلعثمة لاهثة من بين أنفاسها الملتطقة بصوت مرتفع:
- عـ... عمران مش دلوك أني مچهزة الوكل ومستنياك.
حاول أن يلجم مشاعره ليهدأ قليلًا ولازال تأثير اقترابها يسري بداخله، أردف بهدوء بالرغم من الضعف المسيطر عليه لابتعادها من بين أحضانه:
- يلا ناكل بس شهلي في نار جايدة في چسمي رايدة تنطفي بجُربك من جلبي.
ابتسمت بخجل وفرت هاربة من أمام عينيه العاشقة لتجلس فوق المقعد تنتظر قدومه ليبدأ في الطعام سويًا مثلما أرادت.
كان ينتظرها بلهفة فنهضت مسرعة تقترب منه ليباغتها عندما حملها بين ذراعيه ليتوجه بها نحو الفراش هامسًا لوعة شديدة:
- اتوحشتك جوي كنت رايد أرچع بدري عشانك.
صدر عنها ابتسامة خفيفة، فأسرعت تخفيها دافنة وجهها بعنقه لم يصدر منها سوى آنين خافت فازدادت رغبته المهتاجة بشغف عندما شعر بأنفاسها الحارة فوق عنقه ليبدأ في سيل جارف من قبلاته العاشقة المتوهجة كانت تحاول أن تبادله عشقه لكنها لم تستطع كان هو المتحكم في تلك الجولة حتى النهاية هامسًا بمدى عشقه الكبير وتأثيرها القوي عليه، ليبدأ معها معركة عاشقة بجميع قوانينها المتلهفة بشغف واضعًا ملكيته النارية فوق كل أنشٍ بها ليثبت لذاته وللجميع أنها زوجته خاصته.
❈-❈-❈
في الصباح..
نزلت عهد بصحبته ليتناولا الفطور مع الجميع، كانت تجلس بجانبه بوجه مبتسم تتطلع نحوه بفخر دون أن تهتم لوجود أي منهم سواه، وضع يده فوق يدها بحنان عاشق يبادلها ابتسامتها تحت أنظار الجميع الغاضبة تبدو عدم رضاهم بوضوح، لكن سرعان ما وجدت ما يشغل ذهنه وجعل عينيه تعلقت نحو الباب الخاص بالمنزل وتلك الفتاة التي ولجت المنزل تجر حقائبها خلفها بملامح حزينة، وجدته يتحرك من جانبها دون أن يلتفت نحوها مرة أخرى، ليقترب منها تحت أنظارهم التي تبدلت تمامًا تعكس سعادتهم.
كانت تطالعه بنظرات يسودها الصدمة من تحوله المباغت، فاقتربت نعمة منها هامسة بنبرة شامتة:
- أهي چات اللي هتاخده منيكي وتكسر راسك البچحة هنشوف وجتها متچلعة على إيه عاد يا بِت هنية.
أنهت حديثها ضاحكة بانتصار، وتحولت نبرتها متسائلة:
- خابرة مين ديه يا عهد؟
حركت رأسها نافية بجهل، وقد شحبت ملامح وجهها بتوتر، فاتسعت ابتسامتها تجيبها بشماتة:
- مرته...نوارة مرته، وضرتك يا بِت هنية هي اللي هتعرف تكسرك وتاخده تحرج جلبك عليه.
صدمة كبيرة حلت عليها كالصاعقة كما لو أن هُناك خنجر قوي يُغرز في منتصف قلبها ليشقه إلى نصفين دون رحمة، أبصرت نحوه مسرعة بحزن تطالعه بعدم تصديق وتطالع لهفته التي ظهرت منذُ دلوفها، فاجتمعت الدموع داخل مقلتيها بضعف والدهشة ترتسم فوق معالم وجهها المتعجبة وهي لازالت تحت تأثير الصدمة...!
❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈
هدير_دودو
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق