القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةعطرها الجافي الجزء الثاني من جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني بقلم وسام أسامة

التنقل السريع

     

    روايةعطرها الجافي الجزء الثاني من جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني بقلم وسام أسامة 





    روايةعطرها الجافي الجزء الثاني من جفت ورودها الحمراء الفصل الاول والثاني بقلم وسام أسامة 




    المشهد الأول

    ......................................

    "سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح

    جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة

    فمن يعيد للزهرة ورقاتها وستكافأه بعطرها..

                  وإن كان  عطرها جافي"


    جالسة على فراشها كعادتها مؤخرًا..عيناها شاخصة في أحد الكتب تقرأ دون إنتباه..عيناها تمر على الكلمات ببطئ دون أن تصل لعقلها الشارد


    طرقات خافتة على الباب جعلتها تقول..

    -تفضلي ياامي


    دلفت حكيمة وهي باسمة بعدما سمعت صوت ابنتها

    لتقترب منها وهي تحمل كوب عصير طازج كما تفضله سندس


    ولكن لم تلقى ترحيب او حماس من ابنتها

    بل تكتفي بالنظر للكوب لثوان ثم تقول بهدوء..

    -شكرًا ياامي


    وفقط لا أكثر ولا أقل

    جلست حكيمة أمامها وهي تقول بلطف...

    -الم تملي من الغرفة ياحبيبتي..اقاربنا يأتون كل يوم كي بحلسوا معكِ وتتعرفي اليهم ولكنك تقضين كل وقتكِ في الغرفة كالمساجين


    اشاحت سندس رأسها لتقول بجفاء...

    -لا احتاج لشفقة أحد ياامي..افضل الجلوس وحدي

    على ان اختلط بغرباء لم اراهم بحياتي


    جعدت حكيمة حاجبيها لتقول بضيق..

    -من اتى بالحديث عن الشفقة..ثم انهم ليسوا غرباء هم عائلتي ووالدك كان يمنعني عنهم والآن استطيع التواصل معهم لما لا تخرجين من حزنك وتتخطين ماحدث


    حدقت سندس في وجه والدتها لثوان قبل أن تقول بوجهٍ باهت...

    -اتخطى ماحدث..بهذة البساطة !

    امي لا ترين ما حل بنا...الرجل الذي افنيت نصف عمري لأجله تزوج بحقيرة قبل زفافنا بيومٍ واحد فقط..وفي اليوم الثاني طلقني وضربني وكسر لي اضلاعي وانفي...وانتشرت الشائعات في المدينة اني فتاة غير محترمة لأن زوجي طلقني ليلة زواجنا


    وانت ياامي طُلقتي بعد كل تلك السنوات

    وها نحن في منزل عائلتك نعيش معهم عالة لا أكثر

    تريدين مني التخطي ونسيان كل ماحدث

    صدقًا !


    تجعد وجه والدتها لتقول بحدة وحزن...

    -اُميز  الملامة في صوتك ياسندس..تُلقين باللوم علىّ لأنني تطلقت واخذتك من قيودهم..ام تلومينني على نصف عمرك الذي اضعتيه في وهم غريب


    اذكركِ انني اضعت مع اباكِ عمرًا كامل لأجلك

    في البداية اكملت معه رغم ضعف شخصيته مع عائلته

    وجموده معي لأنني كنت احبه..ولكن مع مرور الأيام بتُ لا اطيق الحياة معه ولكن..الطلاق ممنوع في مجتمعنا

    لذا تمسكت بحياتي التعيسة لأجلك..والآن تلوميني !


    تنهدت سندس واشاحت وجهها عن والدتها لتهمس...

    -لا الومك ولا الوم اي احد ياامي

    لا الوم إلا نفسي فقط


    بهتت حكيمة وظهر ألمها على وجهها لتقول بخفوت..

    -ماباليد حيلة ياابنتي..كل ماحدث لنا هو مكتوب

    لا هروب منه،ونصف الراحة في الرضا

    لا تلومي نفسك ياعزيزتي


    لم تنتبه سندس لكلمات والدتها بل شردت بعيدًا تمامًا

    لازال الجرح غائر ولا يلتئم..لازال شرخ قلبها واضلاعها على حالهم..ولم يمر سوى ثلاثون يومًا على طلاقها من غريب...ثلاثون يومًا جفت فيهم دموعها..وماعادت تملك أكثر لتضيعه على غريب


    حدقت حكيمة بوجه ابنتها لتراها شاحبة..غائرة العينين

    قبضات غريب تركت اثار بسيطة لم تختفي بعد

    جسدها الرشيق بات هزيل..سندس ماعادت كما كانت

    تحولت للأسوء على يد الملعون


    قطع صمتهم طرقات مُلحة على باب شقتهم

    وقفت حكيمة واتجهت محو الباب لتفتحه لتظهر لها نوران إبنة شقيقها...كان وجه الفتاة حزين متهجم لتقول..

    -عمتي..جدي فراس يريدك ويريد سندس كذالك

    ويقول لسندس أن ترتدي وشاحها فأولاد العم هنا


    همهمت حكيمة بإيجاب وهي تدعوها للدخول..

    -ادخلي لسندس الى أن ارتدي عبائتي

    اخبريها بحديثك الى أن انتهي


    دلفت نوران الى غرفة سندس لتطرق باب غرفتها وتدلف

    نظرت سندس لها لتجلس نوران امامها على الفراش سريعًا وهي تقول بعيون دامعة ورجاء لم يخفى...

    -ارجوكِ ياسندس لا تختاري سميع ارجوكِ

    ان رفضتيه سيظل جميلك فوق رأسي الى أن اموت


    عقدت سندس حاجبيها بعدم فهم لتقول بخفوت..

    -من هو سميع..واي اختيار لا افهم حديثك


    مسحت نوران عيناها سريعًا وامسكت يد سندس راجية..

    -ستفهمين بعد قليل..ارجوكِ ياسندس لا تكسري قلبي


    سمعت نوران صوت عمتها لتمسح وجهها سريعًا وتقف لتقول لسندس المندهشة...

    -جدي فراس يريد بالأسفل..ارتدي وشاحك سريعًا هيا


    وقفت سندس وهي تطالع نوران بغير فهم

    واستغربت دموعها..منذ أن جائت بيت جدها فراس

    ونوران لم تتركها وفرضت نفسها فرض عليها

    كانت تحاول بشتى الطرق أن ترفه عنها..ورغم انها تمتلك طاقة كبيرة من التفائل والمرح..إلا انها فشلت أمام كآبة سندس..ولكن لطافتها جعلت سندس تتقبل افعالها بهدوء


    انتهت سندس من ارتداء ملابسها وسارت مع نوران لخارج الغرفة لتجد والدتها تنتظرها خارج الشقة

    وبدأو بالنزول الي الطابق الأرضي حيثُ الجد فراس

    تذكرت سندس حينما اتى لها الجد بنفسه الى المشفى ليأخذها هي ووالدتها..واعطاهم شقة في بيته الكبير

    ليسكنوا فيها بل وكتبها بإسم سندس جي ينزع عنهم اي حرج


    استفاقت على يد نوران وهي تشد على رسغها وتهمس بصوتٍ مهتز...

    -لأجل الله ياسندس لا تختاري سميع

    والله يااختي سأموت كمدًا دونه


    نظرت لها سندس بنفاذ صبر..هي تقسم عليها لأمر تجهله تمامًا..ولكن تنهدت دون تعليق واكتفت أن تدخل الي المجلس لترى جدها جالس بهدوء ووقار كما اعتادت رؤيته حين يطلبها ليطمئن على حالها


    دلفت والدتها وقبلت يده بإحترام قائلة...

    -مرحبًا ياعمي..اطال الله لنا في عمرك


    ربت الجد على رأس حكيمة ليقول بهدوء..

    -اجلسي ياحكيمة


    اقتربت منه لتفعل المثل بصمت..ولكنه جذبها ليعانقها بلطف ويقول بنبرنه المهتزة بحكم السن..

    -كيف حالك ياابنتي


    ابتعدت عنه لتقول بخفوت...

    -بخير ياجدي


    -اجلسي جواري يافتاة اريد ان اتحدث معكم

    -ثم أشار لرجلين جالسين قربه ليقول..

    -هذا توفيق إبن عمك جابر..وهذا اخاه سميع

    كان توفيق يأتي لمنزلكم وانتِ صغيرة الا تتذكريه


    رفعت سندس نظراتها لترى رجلين ملامحهم خشنة

    تجمع بين السماحة والخشونة..احدهم يبدو أكبر سنًا ببنيته الضخمة وارجله الطويلة..وجواره رجل يخالف الأخر في لون البشرة..بشرته بيضاء ويزين وجهه بذقن بُنيه مهذبة


    انزلت نظراتها عنهم لتقول دون إهتمام...

    -لا اتذكر ايًا منهم


    صمت الجد ليهمهم بعد لحظات ثم نظر لها قائلاً بهدوء..

    -يابُنيتي منذ أن طلقك إبن عمك في ليلة زواجكم والمدينة لا تنفك عن الخوض في شرفك وعرضك

    الألسنة لا تنضب..ومهما فعلنا لا يصمتوا...وخاصة أن الإشاعات بدأت تتواقح أكثر....لدرجة انهم بدأو يحيكُ القصص المزيفة حول طلاقك والى الآن لا نستطيع ايقافهم


    شحب وجه سندس أثر كلماته وجف حلقها لتقول بجفاء...

    -انا شَريفة ياجدي..لم يمسسني بشر

    حتى من كان زوجي لم يضع إصبع علىّ

    اكتفى بضربي وطلاقي


    شد الجد على فمه وهو يغمغم بحدة...

    -لا اقول هذا الكلام لتخبريني بشرفك يابنت

    انا اثق بتربية حكيمة التي ربيتها بيدي هاتين


    اشاحت سندس وجهها عنهم وقد وخزتها الدموع لتقول حكيمة بنبرة باكية...

    -ومالعمل ياعمي..سُمعة سندس تلوثت بسبب ذاك النذل

    رحماك يارب


    تنهد الجد وهو وهو يُشير للرجلين ويقول...

    -لا ياحكيمة..رجالنا يستطيعون إخراسهم

    سميع وتوفيق ايًا منهم يستطيع الزواج بسندس

    ويثبتوا العكس


    ران الصمت على الجميع لترفع سندس عيناها لفراس بينما هتفت حكيمة بدهشة...

    -زواج !


    نظرت للرجلين لتجد أحدهم يتململ برفضٍ واضح..استشفت انه هو سميع

    بينما الآخر كان يجعد جبينه ويتلاعب بالخاتم في اصبعه بصمت..

    لتتذكر رجاء نوران وهي تتوسل دامعة

    "ارجوكِ لا تختاري سميع ياسندس..لا تكسري قلبي "


    انتفضت سندس بإعتراض لتقول بخشونة غريبة على طباعها الرقيقة...

    -لا لن اتزوج..لن انقذ سُمعتي واموت بعدها

    لا هم لي بالناس..يقولوا ما يقولوه لن أُجبر بعد الآن


    تنهيدة إرتياح خرجت من فم أحد الرجال

    لينظر له الجد بحدة ثم وجه حديثة لسندس وزمجر...

    -اجلسي يابنت واسمعي


    امسكت حكيمة يدها لتجلسها لتزمجر سندس بجنون وقد ترائت لها ذكريات مشابهة بخطوبتها لغريب لتقول...

    -لا لن اسمع ولن أُجبر..اقسم بالله سأقتل نفسي قبل أن اُزف لآخر لا لن اعيد الكرة..انا لستُ أمة ولا حيوان اخرس كي تحددوا مصيري وانا عليّ السمع والطاعة


    هتفت حكيمة بحدة وهي تُمسك مرفقها...

    -اخفضي صوتكِ يابنت وتكلمي بإحترام


    انتشلت سندس يدها بحدة لتصرخ بقوة اكبر والدموع تهدد بالنزول وتفضح ضعفها...

    -والله لن ارضخ لأحدٍ بعد الآن..سأقتل نفسي إن غُصبت على زواجٍ بوحشٍ آخر


    رغم غضب فراس إلا انه تحدث بقوة...

    -رجالك عائلتك ليسوا وحوش ياسندس

    هم عائلتك وحمايتك


    ضحكت سندس ساخرة واطاحت يدها بالهواء لتقول بنبرة مهتزة...

    -والذي تزوج علىّ قبل زفافي بليلة وضربني وكسر اضلعي

    كان إبن عمي وخطيبي وحبيبي..كانوا يقولون انه حمايتي

    طُعنت غدرًا ولن أُكرر ألمي مره اخرى


    ثم اطلقت لساقيها العنان كي تصعد الى شقتهم وهي تجر قدمها المُصابة جرًا..اقتربت نوران لساعدها وهي تحدق بها بشفقة ودموع..لتدفعها سندس بحدة وتستند الي سور الدرج كي تصل لشقتهم


    بينما حكيمة نظرت لعمها وهي تبكي معتذرة..

    -اسفة ياعمي ولكن ابنتي ملكومة..ارجو عفوك عنها


    نظر الجد الي توفيق الذي ينظر ارضًا ويشد على أنامله بقوة وغضبه ظاهر على وجهه ..لينتفض بعد لحظات مغمغما...

    -بعد اذنك ياجدي..سأذهب لأتفقد العمل


    ثم خرج وتبعه سميع الذي تنفس براحة..ليتنهد فراس ونظر لحكيمةليقول بهدوء...

    -لا ترجي عفوي انا ياحكيمة..الأجدر أن تطلبه هي بنفسها من المتضرر من رفضها


    فهمت حكيمة اشارته لتقف وتقول بحزم وهي تمسح دموعها...

    -لن ادعها تركل شاب كتوفيق بعد الآن

    سأقنعها بالزواج به شائت ام أبت


    حرك فراس رأسه برفض وهو يغمغم برفض..

    -لا ياحكيمة الزواج لا يأتي بالغصب..ابنتكِ لا تحتاج لقوة تجبرها..بل يد لينة تُريها الأمور بروية وواقعية..لايرضيني الغصب ولا يُرضي توفيق ان تُغصب عليه امرأة


    همهمت حكيمة وهي تقف لتقول بطاعة..

    -حاضر ياعمي..سأحادثها باللين..اسأل الله ألا ترفض وتظل سجينة حزنها


    خرجت حكيمة ليسند الجد وجنته على عصاه وغمغم...

    -آمين


    "سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح

    جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة

    فمن يعيد للزهرة ورقاتها..وستكافأه بعطرها..

              وإن كان  عطرها جافي..!"


    جلس توفيق خارج الدار وهو يتطلع أمامه بوجوم

    ليجلس جواره سميع ويربت على ساقه...

    -اراك شاردًا منذ أن رفضتنا إبنة عمتنا

    انت حبست انفاسك بغضب..وانا اخذتها براحة


    غمغم توفيق بنبرته العميقة..

    -لم أكن لأسعد لو كانت اختارت الزواج بأحدٍ منا

    بل تنفست براحة حينما تمردت وابدت رفضها


    دُهش سميع لينظر له بإستنكار..

    -سعيد انها رفضتك..!


    نظر له توفيق بضيق وليشير الى رأسه...

    -هل استأصلوا مُخك ووضعوا مكانه حذاء مُستعمل

    اهناك رجلاً يسعد برفض إمرأة له ياعريض القفا !


    تجاوز سميع إهانته ليقول..

    -نعم انا سعيد لأنها رفضتني..لأنني احب نوران

    اما انت فلما قُلت انك سعيد انها رفضتنا !


    صمت توفيق قبل أن يتنفس بعمق..

    -لا احبها خانعة..ترضى بأي شيئ لتُرمم جرحها

    إن قبلت بأحدنا منذ الوهلة الأولى كنت لأغضب منها لتسرعها وضعفها..ارتاح قلبي عندما وجدتها تقول لا وتتمرد على قوقعة الضعف الذي بناها حولها ذاك الأرعن


    حرك سميع رأسه بنفاذ صبر ليقول...

    -الصبر باالله..إذًا لِمَ انت غاضب يارجل


    وقف توفيق ليقول بهدوء..

    -لا شأن لكَ..اذهب وحادث جدي قبل أن يأتي خاطب آخر لنوران ويوافق عليه..كفاك خوفًا ياسميع


    تململ سميع في جلسته ليقول بضيق...

    -اشعر انني غير مستعد للزواج..رغم اننا نحب بعضنا

    ولكن اشعر ان الزواج خطوة متسرعة


    جعد توفيق جبينه ليحرك كتفيه بلا مبالاة..

    -إذًا لا تأتي غاضبًا تضرب بقدمك في الأرض كالأطفال لأنك ترددت في طلب يدها


    اندفعت الدماء في وجه سميع ليقول بإندفاع..

    -تقصد كما حدث معك حينما تزوجت فتاتك زيجتها الأولى


    كلماته الثقيلة أصابت الهدف تمامًا..بل نكئت على الجرح..ليلتفت له توفيق بحدة..ليُغمغم بجمود..

    -نعم كما حدث معي ياسميع


    ثم تركه وغادر بصمت..ليتأوه سميع بحنق وهو يقف مترددًا وكلمات توفيق تتردد في اذنه

    ولكن شيطان عذوبيته يقنعه أن الوقت لم يحن بعد

    نوران لازالت صغيرة إبنة الثامنة عشر عامًا

    وهو الآن غير مستعد أن يُكبل بأصفاد الزواج

    لاداعي للعجلة

    همس لنفسه بتلك الكلمات كي يطرد وساوس توفيق ليغمغم مطمئنًا نفسه...

    -لازال الوقت مبكرًا ياسميع لا تقلق

                                 ***

    دلفت حكيمة غرفة إبنتها لتراها شاردة بوجوم..تنظر للشرفة بصمت..جلست أمامها لتقول بهدوء..

    -صراخك على جدك كان...


    قاطعتها سندس بحدة..

    -لن اتزوج


    تمالكت حكيمة أعصابها من حدة إبنتها لتقول بلين..

    -ياحبيبتي هل فكرتِ قبل رفضك !


    -لا داعي لأُفكر..لا يُلدغ مؤمن من جحرًا مرتين

    لن اتزوج ياامي ولن اسمح لأحد أن يغصبني


    اقتربت حكيمة كنها وجذبت رأس سندس الى صدرها لتعانقها بلطف وتربت على ظهرها المُتشنج..

    -لن يغصبكِ أحد ياقلب امك..ولكنك لا تعرفين اولاد اخوتي..هم نعم الرجال و..


    قاطعتها سندس بنبرة مرتجفة تنذر بالبكاء...

    -كان غريب نعم الرجال وغدر بي

    لن اتزوج ياامي لا تُزيدي همي بالله عليكِ


    دمعت والدتها لتقول بحنان وهي تمسح على رأسها..

    -الرجل لا يضرب إمرأة يابُنيتي..الرجل لا يُعرض عرضه للأقاويل لمجرد كبرياء زائف..غريب لم يكن رجلاً ياسندس..والدليل انه يمارس حياته كما لوكنتِ هواء..استقر مع زوجته وسمعت انها حامل بولده


    زاد شحوب وجهها لتهمس بألم..

    -حامل !


    -تخطاكِ ياسندس..لذا عليكِ أن تتخطيه وتنظري لمستقبلك..لا نملك تغيير الماضي..ولكن نستطيع تشكيل المستقبل


    اهتزت سندس بين يدي حكيمة وبدأت تبكي بعنف وكأنها تبكي حياتها كاملة لتقول بعذاب وهي تتشبث بعبائه والدتها...

    -قتلني ياأمي..قتلني غريب

    لوث سمعتي ودمر حياتي ويهنئ بحياته

    اماتني ظلمًا وعاش مرتاح البال ياأمي


    علا نشيجها وحكيمة تبكي بخفوت وتربت على ظهرها هامسة بحزن...

    -انتقم الله منه ياصغيرتي..من حقوقكِ ان تنظري لمستقبلك وتعيشين مرتاحة البال ياسندس

    كفاكِ هدر وقتك على غريب والحزن عليه


    ابتعدت عنها سندس وغطت وجههت بكفيها وهزت رأسها بعذاب...

    -امتص غريب كل طاقتي ياامي

    لم أعد صالحة للزواج او للإستخدام الآدمي

    سأظلم الذي سيتزوجني..او سيظلمني ويعايرني بما حدث لي.. سيأخذ امرأة طُلقت ليلة زفافها وزوجها تزوج عليها قبل زفافها..سينظر لي كأني ناقصة


    اعترضت حكيمة بقوة لتقول..

    -كفاكِ قول تراهات ياسندس..سميع وتوفيق ليسوا أوغاد كعائلة أباكِ..هم نِعم الرجال..وإن عاملك زوجكِ بطريقة غير سوية سأطلقكِ منه وسآخذك ونذهب بعيدًا عن هنا 


    انزلت سندس يداها ونظرت لوالدتها بعدم تصديق

    لتقول حكيمة بهدوء...

    -عليكِ تصديقي ياسندس..لقد تركت كل شيئ خلفي وجئت بكِ لهنا كي تكوني مرتاحة..لن اتردد لأفعل المثل لو رأيتك تعيسة في زواجك


    طال صمت سندس وشرودها..لتبتهج حكيمة وتقول بإلحاح حنون...

    -إذًا ما رأيك..توفيق ام سميع !


    "سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح

    جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة

    فمن يعيد للزهرة ورقاتها..وستكافأه بعطرها..

              وإن كان  عطرها جافي"

                               ***


    نوڤيلا عطرها الجافي

    الجزء الثاني من جفت ورودها الحمراء 

    الفصل الثاني

    ..................................

    تنهد الجد بإرتياح ليقول برزانة...

    -هل قالت تلك الكلمات بعد تفكير أم اجبرتها ياحكيمة !


    حركت حكيمة رأسها سلبًا...

    -اقسم بالله لم اجبرها ياعمي..هي قالت قرارها بعد إقتناع..كل مافعلته انني اخبرتها أن امامها ثلاثة ايام

    تُفكر بروية..ولن احادثها فيهم الى أن تقول قرارها


    ابتسم فراس وهو يربت على يدها...

    -خير مافعلتي ياحكيمة..ولكن ألا تعلمي شروطها !


    -لا لم تخبرني قالت أنها ستصرح بشروطها امام توفيق مباشرة


    ضحك الجد بخفوت ليقول بحبور...

    -واختارت توفيق ايضًا..ياحظك ياتوفيق

    إذًا اخبريها انهم انها ستحادثة حالما يأتي من القاهرة

    فهو مشغول بعمله أمامه يومان ويعود


    همهمت حكيمة لتقول بإنتباه وقلق..

    -ولكن ياعمي..هل سيأخذها معه القاهرة لتعيش معه

    الا يستطيع أن يستقر معها هنا و...


    قاطعها الجد بحدية لا تقبل النقاش..

    -البنت مع زوجها وإن ذهب لآخر البلاد

    ثم أن توفيق مهندس..كيف ينقل عمله هنا

    هو يظل عشرون يومًا في عمله ويأتي عشرة ايام هنا ليساعد العائلة في تجارتنا...وبعد زواجه لن أُلزمه بالمجيئ 


    اطرقت حكيمة رأسها بحزن وشعور الوحشة يغلفها...

    -لا استطيع الإبتعاد عن بُنيتي ياعمي

    كيف سيطمئن قلبي عليها وهي بعيدة عني


    -واين ذهب المحمول ياحكيمة..وايضًا ستزورنا

    وستأتي لنا وتذهبي لها..لن نعدم الوسائل


    وقفت حكيمة لتقول بهدوء...

    -متى سيأتي توفيق لأخبرها !


    -لقد سافر بيوم رفضها..المفترض انه سيأتي بعد سبعة عشر يومًا..ولكن إن اخبرته بموافقتها سيأتي في الحال..لذا سأحادثه الليلة ليأتي صباح الغد


    همهمت بإيجاب وذهبت لتخبر ابنتها..وقلبها مُثقل بالحزن..وحيدتها ستتركها وتغادر الى مدينة اخرى

    وتتركها وحيدة قلقة

    مسحت دمعة حزينة هبطت على وجنتها لتهمس بتضرع...

    -يارب اسعد ابنتي..هي رقيقة مسكينة

    اسعدها وارضيها وعوضها خيرًا يارب


    انتهت من دعائها وصعدت للشقة لتجد أمامها هالة

    التي كادت تطرق باب شقتهم ومعها نوران..لتقول حكيمة بتفاجؤ...

    -هالة !


    تحدثت نوران وهي تشير لهالة..

    -طرقت البوابة وفتح لها عزت واخبرته انها تريد سندس ياعمتي..


    اقتربت هالة من حكيمة وعانقها بمودة...

    -اشتقتُ لكِ ياخالة..واشتقت لسندس


    بادلتها حكيمة العناق ببعض الفتور لتقول..

    -سندس بالداخل..تعالي ياهالة اهلا بكِ


    دلفوا الى الشقة لتُشير الى غرفة جانبيه...

    -سندس في تلك الغرفة..ادخلي لها الى أن اجهز مشروبًا مُنعشًا


    تحدثت هالة بلهفة وهي تتجه للغرفة..

    -سلمتِ ياخالة


    ثم دلفت الى غرفة سندس سريعًا وفتحت الباب

    لترى سندس واقفة أمام الشرفة تطالع الشارع بصمت

    تأوهت هالة بإشتياق لتقول...

    -صغيرتي سندوسة


    التفتت سندس حيثُ هالة وافترت شفتيها عن إبتسامة صغيرة لتقول بخفوت...

    -هالة


    اقتربت هالة منها وعانقتها بقوة قائلة بإعتذار...

    -اسفة على غيابي عنكِ ياعزيزتي

    يشهد الله انني كنت مُعاقبة بسبب فسخ خطبتي


    ابتعدت عنها سندس بقلق...

    -هل تركك عاكف !


    تنهد هالة وهي تجلس وتجذب سندس لتجلس أمامها...

    -بل انا من تركت عاكف..ولذالك عاقبني ابي

    لم يسمح لي بالخروج من الدار..وأخذ هاتفي

    وأقسم انه لن يسمح لي بأي تصرف يُرفه

    عني إلا اذا رجعت لعاكف


    -لماذا تركتيه ياهالة..هل آذاك !


    حركت هالة رأسها بنفي لتقول بخشونة...

    -بل لأن شقيقه اذاكِ..الساكت عن الحق شيطان اخرس..وانا لا أود الزواج بشيطان


    جعدت جبينها بعدم استيعاب لتقول..

    -هل هذا مُبررك ياهالة..تركتي عاكف لأجل غلطة ليست غلطته..صدقًا تتحدثين


    صمتت هالة وأشاحت وجهها بضيق قبل أن تقول بتردد غريب على شخصيتها القوية..

    -نعم ياسندس..لأجل غلطة اخاه

    ولأنني..لأنني اخاف أن استفيق على صفعة غادرة منه،انا احب عاكف ولكن احب نفسي وكرامتي أكثر


    كانت سندس غير مؤهلة لتعطي نصائح حياتية

    ونفسيتها المُتعبة كانت لتسخر منها لو اعطت الوعظ لهالة في حين انها لم تنفع نفسها ولو بشقِ تمرة

    ولكن عاطفتها الطيبة لم تمنعها من القول..

    -ولكن ياهالة عاكف لا ذنب له

    انتِ بنفسك اخبرتني مرارًا أن عاكف عكس اخاه

    وهو يحبك للغاية..من الظلم أن تعاقبيه على ذنب لم يقترفه..


    اختنق حلق هالة بغصة ضياع لتهمس...

    -هو ايضًا قال نفس كلماتك..ولكنني اخاف ياسندس

    لا استطيع تحمل خذلان منه..كلما نظرتُ لكِ ارى عاكف يفعل بي كما..


    صمتت حينما وعت لكلماتها..لتجد وجه سندس جامد لا تُبدي اي مشاعر..وعيناها تحدق بها بدموع مكتومة

    لتعتذر هالة وهي تُمسك يد سندس...

    -اسفة ياسندس لم اقصد

    ولكنني خائفة اعذريني..لم اقصد ذكر ذاك الوغد


    سحبت سندس يدها لتقول بهدوء رغم ارتجاف يدها....

    -لا عليكِ ياهالة..غريب من الماضي

    وانا سأتخطاه..ولكن أود أن اسألك عن حاله


    تجعد جبين هالة بغير رضا لتقول سندس متماسكة

    تقاوم غصة البكاء في حلقها...

    -اخبريني عن حاله بصدق..ربما يساعدني حديثك،قولي انه غير سعيد..ويتألم لما حدث لي

    او انه نادم على مااقترفته يداه


    تنهد الاخرى لتقول بثبات...

    -ولكنه مستقر ياسندس..وأكمل زواجه بنسمة

    وهي حامل بولده..اراى انه غير نادم ولا حزين

    غريب كما هو لا شيئ تغير فيه


    وخزتها الدموع لتقول بصوتِ مرتجف..

    -هل..هل سكن درانا..الدار التي كنا ينتزوج بها

    تنام على فراشي وتجلس على الأثاث الذي اخترته

    ترتدي ثيابي الجديدة التي تمنيت ارتدائها لغريب

    هل فعلت كل هذا ياهالة


    اطرقت هالة رأسها وهي تقاوم غصة بكاء على حال صديقتها..لتقول سندس بنبرة ميتة...

    -اخبريني ياهالة هل عاشت الحياة التي رسمتها لنفسي مع غريب..تسكن تحت داره وتنعم بحنانه !


    صمت هالة اكدت زاد من عذابها..لتمسح دموعها

    وتقول بنبرة قوية شامتة رغم ارتجافها...

    -اخبريه انني سأسكن دار آخر..سأنام على فراشه

    وسأشاركه ايامه..سأنجب منه اطفال واتعرى أمامه

    اخبريه أنني سأكون زوجة في اقرب وقت

    وسأكوي احشائه بنفس النار الذي القاها في جوفي

    اخبري زوجة عمي أنني سأحب آخر

    وان الحب ليس لغريب


    -مالذي تقولينه ياسندس !


    -اقول أنني سأتزوج ياهالة..سأحرق قلبه كما احرقني

    انا لن ابقى راهبة بعد طلاقي منه..ولن اسكن صومعة واتعبد لذكرياتي معه


    فُتح الباب ودلفت حكيمة ومعها المشروبات

    لترى وجه هالة مُمتقع بدهشة..لتقول سندس بتماسك وإبتسامة مصطنعة...

    -هالة لا تصدق أنني سأتزوج ياامي


    نظرت لها حكيمة بريبة وكأنها هي الاخرى لا تصدقها

    ثم نظرت لهالة وقالت بروية...

    -تقدم لها إبن اخي توفيق..شاب مُهذب وعلى خُلق

    مهندس ويعيش بالقاهرة ويتمنى ان توافق سندس عليه


    المفاجأة لم تكن لهالة فقط بل لسندس ايضًا

    فهي جاهلة تمامًا بأي معلومة تخص زوجها المستقبلي..ولم تعرف مهنته سوى الآن !


    لتقول هالة بعد صمت دام لدقائق..

    -ولكن خالتي سندس لم تتعافى بعد من..


    قاطعتها سندس وهي تقف بنشاط مصطنع..

    -ومن قال انني مريضة..انا في احسن حال

    ولكن لم اجلس مع زوجي المستقبلي الى الآن


    وقفت هالة هي الاخر وبدأت تشعر بتوتر الاجواء لتقول...

    -سأذهب للمنزل قبل الغروب..مبارك ياعزيزتي

    ارجو الا تكوني تسرعتي بقرارك..سأهاتفك حينما استرد هاتفي من ابي


    عانقتها سندس لتهمس لها بهدوء وإصرار..

    -لا تنسي توصيل رسالتي ياهالة

    الى لقاء


    ابتعدت عنها هالة برفض واضح في عيناها

    وسلمت على حكيمة وغادرت

    لتقترب حكيمة من سندس وتقول بهدوء...

    -ماسر هذا التغيير ولهفتك المفاجأة !


    هزت سندس كتفاها لتقول وهي تتشاغل في تصفح احد الكتب...

    -احاول المضي بحياتي والخروج من كآبتي

    هل تريدينني التراجع عن تلك الزيجة..هل رفضني توفيق حينما شعر بتورطة !


    تنفست حكيمة بحدة من سخرية سندس لتقول...

    -سندس كفاكِ سخرية واالاعيب الحديث

    عودي كما كنتِ في الماضي النتي الرقيقة الطيبة


    رفعت سندس نظرها لوالدتها وفي عيناها نظرة متألمة..عكست ملامح وجهها المتجمدة لتقول...

    -الماضي لا يعود ياامي

                                  ***

    عاد من عمله بعدما غربت الشمس..اتجه الى شقته مباشرة وهو يُمني نفسه بحمام بارد طويل يُزيل عنه غبار الموقع


    فتح شقته ودلف الى الحمام مباشرة ليغسل يده جيدًا ثم اتجه نحو المطبخ وفتح البراد ليخرج صحن طعامه..ليضعه في الفرن الكهربي،وضبط المؤقت بعد نصف ساعة وهو يهمس لنفسه بعبوس...

    -اتمنى ألا تحترق قبل أن اتناول غذائي


    اتجه نحو غرفته ليخرج ملابس بيتيه مُريحة

    ثم اتجه ليتسبح وهو يحاول ان يتشاغل عن التفكير بسندس إبنة عمته المظلومة..او الظالمة!


    اغمض عينيه وهو يحاول إبعاد كلماتها السامة عن عقلة..وكلما تذكر نبرتها الثائرة وهي تقول بألم

    "والذي تزوج علىّ قبل زفافي بليلة وضربني وكسر اضلعي كان إبن عمي وخطيبي وحبيبي..كانوا يقولون انه حمايتي طُعنت غدرًا ولن أُكرر ألمي مره اخرى"


    فتاته تعشق غريب لدرجة التحطم..ورغم أنه جرحها إلا انها لم تتردد في قول "خطيبي وحبيبي "

    نبرة اليأس في صوتها جرحت فؤاده المُحب لها


    فرك وجهه بقوة وهو يلوم نفسه بيأس..لِمَ عاد يبغيها بعدما امتلئ يأسًا بعد خطوبتها على غريب..يأس أن تكون له في يومًا من الأيام..يأس أن يرى طرفها بعدما استطاع غريب إخفائها عن الجميع عامة

    وعنه خاصة


    ولكن حينما تطلقت منه انفرج قلبه بسعادة بقدر ماامتلئ جوفه ألمًا وغضبًا على حالها وعلى مافعله غريب بها..يشهد الله انه رجع الي المدينة على وجه السرعة كي يكون جوارها حتى ولو في الخفاء

    كانت النار تندلع في جوفه عندما علم أنها راكدة في المشفى تتألم من كسور وشروخ خلفها غريب بها


    انقشع عنه التعقل والهدوء ولم يستطع سوى الذهاب الى المحجر ليلتحم مع غريب في عراك بالأيدي كان المُنهزم به غريب بدون شك


    تلمس الكدمة في جبينه وهو يتنهد بحنق 

    عراكه مع غريب جعله يقول كلمات مندفعة أمام غريب وعماله..حينما استفزه غريب بقوله الغاضب...

    -مادخلك في علاقتي مع إبنة عمي..هي طليقتي انا

    عصبي انا لا دخل لك بها


    لكمة قوية وجهها له دون تردد وصاح بجنون...

    -ولما ضربتها وعاملتها على انها خاطئة

    اسمع ياوغد..تركتها لك في الماضي وتمنيت ان تسعد معك..الآن ضاعت فرصتك معها ولكماتي هي جزاء لضربك لها..اما انك طلقتها فأنا ممتن لك ياحقير


    ثم تركه وغادر..وفي اقل من ساعتين كانت الأقاوييل تنتشر في الدينة عن عراك غريب وآل فارس

    لامة جده على إندفاعه ولكن..ايلومه على حمائيته لسندس..يلومه انه اندفع للدفاع عن تلك الصغيرة التي تعلق قلبه بها حينما رأها بجدائلها الطويلة قبل ان تقترن بغريب وتخفي وجهها عنه


    خرج من الحمام وهو يجفف خصلاته القصيرة

    ويتجه نحو المطبخ كي يخرج طعامه من الفرن الكهربي..وهو واجم الوجه وقد فقد شهيته تمامًا


    وضع الصحن جانبًا وجلس امام الطاولة بشرود

    وهو يمسح وجهه ويطلق تنهيدة حانقة من نفسه وهو يضحك ساخرًا من نفسه

    والدته لا تنفك عن الإتيان بالفتيات الفاتنات

    منهن المتعلمة..واخرى اكتفت بالمرحلة المتوسطة

    تحاول إقناعه بشتى الطرق أن يقترن بإحداهن

    وكان يرفض بحزم يحزنها..ويشهد الله انه كان يرفض دون سبب..ودون أمل


    صار عمره واحد وثلاثون عامًا ولازال عازفًا عن زواج

    لقد حاول منذ عامين أن يقترن بفتاة تناسبه ولكن فشل في تقبلها او التعايش معها..وفسخ الخطبة بعدها بعدة أشهر بعد أن ضاقت مخطوبته مللاً منه ومن صمته وجفائه


    والآن عاد الأمل حينما تطلقت..ولكن رفض سندس جعله يشعر كأنه رجلاً بلا كرامة.

    ينتظرها فترفضه..تمر السنوات ليطلب الزواج منها لترفضه مره ثانية،لن ينتظرها بعد الآم وسيقتل أمله الساذج الذي يتلاعب به من حين لأخر


    نظر للصحن بعدم شهية ليهمس..

    -لا غداء لك اليوم ايضًا ياتوفيق

    فقدت شهيتي مره اخرى


    امسك الصحن ووضعه في البراد وتحرك نحو غرفته ليرتاح بعد يوم عمل شاق بدنيًا ودسم بالذكريات المؤرقه..ارتمي على فراشه المُرتب ليصدح صوت هاتفه برنين لحوح..امسك هاتفه واجاب بهدوء...

    -السلام عليكم ياجدي كيف حالك


    -عليكم السلام ياعريس..انا بأحسن حال

    كيف حالك انت..ومتى ستأتي للقاء عروسك !


    خفق قلبه خفقه بطيئة مُتألمة ليعتدل سريعًا ويقول بحذر...

    -ماذا تقصد ياجدي !


    ضحك فراس ليقول ببطئ مثير للأعصاب ليقول...

    -الصغيرة سُندس وافقت على الزواج منك

    واختارتك انت بدلاً من سميع..وتريد أن تجلس معك لتُملي شروطها والتي لن تتناول عنها تحت اي ظرف


    صمت مثقل ران بينهم..ليقول توفيق بعد دقيقة او أكثر..وكان صوته مُثقل جاف..

    -اُجبرت على الموافقة ياجدي !


    -وهل هناك زواج بالإجبار ياولد

    صباح الغد تكون في المدينة كي تجلس معها وتراها رؤية شرعية..من حقك أن تراها ياولدي قبل أن تأخذ خطوة حقيقية


    جاء صوت توفيق هادئ رغم الأعاصير التي تدور داخله...

    -لا اود أن اراها سوى بعد الزواج ياجدي

    انا راضٍ بها سواء كانت فاتنة او عادية


    إبتسم فراس وتنهد ليقول..

    -سأبلغها بكلماتك تلك..خُذ إجازة لتأتي ياولدي

    جمع الله بينكم على خير آمين..في امان الله


    اغلق الجد الخط بينما اغمض توفيق عيناه بهدوء وهو يُتمتم دون صوت..

    -آمين


    اتضجع وهو لا يزال لا يُصدق أن سندس وافقت دون ضغط او إجبار..منذ ثلاثة ايام كانت ثائرة متمردة

    رفضته هو وأخاه بحزم اعجبه..والآن وافقت عليه دون النظر الى سميع !


    تأوه بلوعة وهو بهمس بخفوت..

    -ماغرضكِ ياسندس..اسأل الله ألا أكون بيدق إنتقام بالنسبة لكِ..سأفقد كل كرامتي ياحبيبة


    اغمض عيناه وهو يسترجع وجهها الطفولي

    هل لازالت سمراء ووجنتيها مرتفعتين بإمتلاء لطيف

    هل لازال الإحمرار يشوب وجهها كلما خجلت

    هل استطال شعرها أكثر ام صار قصير

    هل تحتفظ بملامحها البريئة التي تمجع بين الطفولة والفتنة أم أن غريب افقدها كل برائتها كما افقدها ثقتها بنفسها !


    "سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح

    جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة

    فمن يعيد للزهرة ورقاتها وستكافأه بعطرها..

                  وإن كان  عطرها جافي"


                                  ***

    تكملة الرواية من هنااااااا

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


    تعليقات