رواية جنة الياسين (انتقام بالخطأ ) الفصل الثامن عشر 18بقلم اسراء هاني شويخ
رواية جنة الياسين (انتقام بالخطأ ) الفصل الثامن عشر 18بقلم اسراء هاني شويخ
كانت تقف تستمع لكل مصائب زوجها الذي كان دائما امامها الحمل الوديع ذاك الذي وقف بجانبها حينما لم يكن لديها أحد وابتعد عنها كل عائلتها والصدمة أنه هو من تسبب في بعدهم حتى لا يكن لديها غيره لتحتمي به لا تصدق أن الرجل الذي أغدقها بالحب والحنان والاهتمام شيطان لم يحزنها يوما كان يخاف عليها من نسمة الهواء لكن الآن ط.عنها دون رأفة ..
كان يتكأ في جلسته ويضع قدميه أمامه ببرود وهو يحكي مصائبه دون أن يعرف بتلك التي تستمع له وتكاد تصاب بذ..بحة صدرية
" من لما كنا بفلسطين وجت دفعت عننا شوفت عينيك هتطلع عليها رغم انها مخبية وشها وفضلت عينيك تدور عليها ولأول مرة اشوفك متلهف على حد كدة بس انا لما مشيت وراها شوفتها لم شالت اللي على وشها صراحة جميلة لو ما كنتش مهووس في اختك كنت فكرت في الموضوع ما علينا المهم احنا سافرنا بعدها ومن الصدفة اني شوفتها مرتين قبل ما أسافر والصدفة الأكبر أما قولتلي اشوفلك موضوع خالد اخوك بيعمل ايه وانك قلقان عليك رحتله المكان اللي بيسهر فيه كان مع جنة حبيبته هو وبيتخانق عشانها بس بعدها جت بنت عمها تلحقها وتخرجها من المكان ده مفاجأة غير متوقعة بالنسبة ليا اني اشوفها هنا وهيا كانت بفلسطين المهم عرفت عنها وعن بنت عمها استغربت نفس الاسم لكن ما علينا بعدها بيومين خالد مات بس انا كانش ليا علاقة بكل ده حطيتلك دفتر المذكرات اللي يدين جنة واما ابتديت تسأل عنها خليت كل المعلومات توصل عن جنة مراتك بدل بنت عمها بس الحقيقة جنة التانية ما كانش ليها دعوة بموته المهم انت حبيتها وفي نفس الوقت مش عارف تعمل ايه حبيبت توهانك وتعبك والاهم انك مش مركز لشغلك ولما بعتت الصور لاخوها كنت عايز تهرب موضوع انه اخوها د..بحها ده ما كانش في حسابي بس اما هربت وانت بقيت زي الضايع والتايه كدة خدت بتاري ودوقتك من نفس الكاس يا ياسين وخدت كل الصفقات وانت بقيت بالنازل "
كان ياسين يستمع له دون تصديق ما يقوله شطر قلبه لنصفين اكل ذاك الحقد بقلبه من اعتبره صديقه وأخيه خطط تخطيط شياطين لتعذيبه دموع متحجرة أبت النزول هيا كانت ردة فعله هز رأسه بايماءه بسيطة وغادر بهدوء لكن أين سيذهب وليس لديه أحد ضاقت به الدنيا لدرجة ولأول مرة لا يلوم من فكر بالانت.حار والتخلص من العذاب نغزة قوية تضرب قلبه جعلته يتنفس بصعوبة لتهبط دموعه بقوة على قلة حيلته وعذابه ..
كان أحمد ما زال ينظر لمكان خروجه لتخرج عينيه من مكانها حينما ظهرت خديجة وعينيها توحي بأنها استمعت لكل مصائبه أصبحت انفاسه تعلو وصد.ره يدق بقوة شديدة ولأول مرة يخاف لهذه الدرجة برودة اصابت كل جس.ده كأن روحه ستغادر جسده وقف من مكانه يمشي بيطء يقترب منها ودقات قلبه تسمع من في الجوار وقف امامه يبحث عن تبرير أي شئ يخفف صدمتها وتلك النظرة التي نظرتها له ليشعر بانقسام روحه وقلبه ابتلع ريقه يحاول الكلام لتهمس هيا بصوت مختنق من شدة البكاء " انت عملت كدة في ياسين "
هبطت دمعة من عينيه بسبب نبرتها وصدمتها به ليتكلم بصعوبة وصوت خافت " عشانك والله عشان نفسي تكوني مراتي عشان انتي حب عمري يا خديجة "
هزت رأسها باستنكار وقالت بعدم تصديق " دمرت مستقبل اخويا وحرمته من مراته وبناته وعذبته عشاني انت سامع نفسك بتقول ايه "
خائف خائف جدا ان يكون بعد ثورتها تلك تركه لا لا يستحيل أن يسمح بذلك ليتكلم بدموع " ما انا حاولت وهو رفض بعد ما عشمني لقيته فجأة مصمم انه يبعدك عني وانا بحبك اوي والله خديجة تعالي نتفاهم واللي انت عايزاه انا هأعمل والله "
دفعته من صد.ره بقوة وقالت بحدة " نتفاهم انت فاكر اني ممكن أأمن ليك تاني واصدقك بعد اللي عملته انسى انت دلوقتي تتطلقني وما اشوفش وشك تاني لا "
أمسك يدها بلهفة وجنون وقال برجاء ودموع " لا لا ط .. طلاق ايه يا خديجة يا روحي انت عارفة انا ما اقدرش أعيش من غيرك خلاص هصلح كل ده والله بصي قوليلي انتي عايزة ايه وانا هأعمله بس طلاق لا خديجة انا ما اقدرش اتنفس حتى من غيرك والله العظيم آسف هتأسف لياسين وأفهم جنة كل حاجة بس سامحيني "
ابتعدت للخلف تهمس بحدة " تصلح ايه ؟؟ انت شوفته خارج ازاي وهو مكسور ومصدوم في صديق عمره ده انت كنت أقرب ليه من خالد وشريف انت ازاي كنت شيطان كدة ازاي وانا ما حستش بده انت عارف كرهت نفسي قد ايه اني صدقت شيطان زيك "
ضربت بطنها بيديها وهيا تصرخ " حتى ابنك ده مش عايزاه بكرهك وبكره أي حاجة منك "
بكى بقوة وقال وهو يضمها بانهيار ويمسك يديها " كنتي عايزاني أعمل ايه ما خلوش قدامي حل تاني انا تقدمت مية مرة والله العظيم عشان بحبك بحبك لدرجة ما تتخيلهاش"
دفعته بقوة وقالت بصراخ " وانا عمري ما هسامحك يا أحمد عمري انا بكرهك بكرهك "
ركضت للخارج وهو ينظر لها بحرقة وعدم استيعاب ان كل احلامه انهارت امامه بثانية بسببه جلس على ركبتيه ينظر لاثرها بانهيار أيعقل أن هذه النهاية أيعقل أنها لن تعود اليه وكرهته وعند هذه الفكرة بكى بقوة كأن لم يبكي من قبل ...
******
تجلس مع بناتها تفكر في ذاك الغائب الذي لم تراه منذ أيام أيعقل أنه مل منها ماذا عن بناته لم يقترب منهم حتى ماذا ستنتظر منه من الأكيد أنه وجدها مسؤولية كبيرة وأنه تعب منها ومنهم هذا ما كانت تفكر به ولا تدري أنه أصبح تائه ضائع بلا أحد كان يمر في أضعف أيامه تنهدت بهم لتفوق على صوت احدى بناتها " ماما هو بابا مش بيجي تاني عندنا ليه ولا بيوصلنا للحضانة ولا بياخدنا يلعب معانا زي الأول ليه هو سابنا تاني "
أغمضت عينيها لا تدري ماذا تجب فهيا فعلا لا تعرف السبب لتهمس لهم بابتسامه " لا طبعا بس هو سافر فجأة في شغل وهيجي يلعب معاكوا اكتر من الأول ايش رأيكوا أخرجوا أنا "
صفقت البنات بحماس وركضنا لغرفتهم للاستعداد عندما استمعت صوت جرس الباب فتحته لتجد خديجة امامها بمنظر مزري جعل قلبها يكاد يقف خوفا أيعقل أن يكون حدث مكروه لياسين لتهمس بلهفة وأنفاس متقطعة " ياسين منيح "
ابتسمت رغم انهيارها وهزت رأسها لتتنهد الأخرى براحة ثم سمحت لها بالدخول وأحضرت لها عصير حتى تهدأ ثم سألتها بقلق " مالك يا خديجة قلقتيني "
أغمضت عينيها وقالت بوجع وقهر " انا تعبانة أوي يا جنة مالقتش حد اروحله غيرك "
ربتت على كفها بحنان اخوي وقالت " طيب اتكلمي يمكن أقدر أساعدك "
بدأت تقص لها كل شئ لتشعر بقلبها يكاد ينفطر على حبيبها والدته التي ليست بوالدته زواج اخته سرا والادهى صديقه وأخيه يكن خائن يط.عنه بدون رحمة هبطت دموعها بشدة من شدة وجعها عليه لتسألها برجاء " طيب وين هو هلقيت وهو منيح ولا كيف "
هزت رأسها خديجة ثم قالت بغصة " مش مصدقة أنه أحمد اللي خلاني أسعد وحدة في الدنيا هو اللي يعمل كدة انا موجوعة أوي "
ضمته لحضنها وقالت بحنان " تعالي نامي هلقيت ولما تصحى نكمل كلام "
أوصلتها لغرفتها ومن ثم جلست تفكر بقلق بحبيبها ولا تستطيع أن تنكر أنها ما زالت تعشقه ..
****
تأجلت العملية ثلاث مرات بسبب علو ضغطها والغريب أنه كان يبتسم نظرت له باستغراب وسألت " انت مش متضايق أنها تأجلت "
هز رأسه بالنفي وأجاب بهدوء وهو يضمها على كتفه بيد واليد الاخرى يقود بها سيارته " وأتضايق ليه انا متأكد انه لخير ربنا ما بيعملش غير كل خير لو علمت الغيب لاخترتم الواقع "
هزت رأسها وهمست " ونعم بالله '
بعد أيام وصلا المستشفى لعمل العملية بمعادها كانت تعلو شفتيه ابتسامة لا تعلم سببها حتى وصلت غرفته سألت بعدم فهم " احنا جايين عيادتك ليه مش هنروح نعمل العملية "
سحب لسرير الفحص وهز راسه بلا " تؤ مش هنعمل العملية "
نظرت له بعدم فهم وهو يضع جهاز السونار على بطنها ليبتسم وعينيه تمتلأ بالدموع " مش هنعمل غير كمان ٨ شهور يا حبيبي "
رفعت عينيها تخاف أن تصدق ما سمعت ليهز رأسه بتأكيد وهو يهمس بصوت مهتز " كنت متأكد انه تأجيل العملية لخير يا روحي دلال ربنا هيرزقنا بطفل تاني بس ربنا أعلم بنت او ولد بس عالحالتين هنكون فرحانين وشاكرين مش كدة يا حبيبتي "
ام هيا وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها وسعادتها تتسع بلاد سحبها يضمها بقوة وهو يحمد الله مئات المرات على اتمام نعمته كان يقيم الليل دائما يدعو الله أن يريح قلب زوجته وكانت ثقته بربه لا حدود له والآن اكرمهم بحملها..
عادا للبيت وكانت سعادة والديه شديدة رغم عشقهم للبنات الا أنهم يتمنون أطفال كثيرة من مراد ابنهم الوحيد .
لكن ضريبه سعادتهم كانت وحام قاس جدا لتلك الدلال فلم تهنئ ساعة دون تقئ ودخة وأحيانا يصل بها للاغماء حتى الأكل لا تستطيع سوى لقيمات معدودة تستفرغها بعد وقت قصير ..
وان كانت هيا تتألم قراط فذاك المراد يتألم أضعافا مضاعفة يشعر بقلبه يكاد يقف في كل مرة تتعب فيها وفي لحظة تعب همس " مش عايز الحمل ده بدال هيتعبها كدة انا قلبي واجعني اوي "
ربتت والدته على كتفه وقالت بحنان " يا حبيبي مراتك هتتعب الكام شهر دول وهترتاح لكن صدقني لو شالت الرحم قبل ما تخلف تاني كانت هتفضل متعذبة لاخر يوم في حياتها تحس انها ناقصة ان شاء الله تجيب الولد اللي مقتنعة انه مهم عندما وهنموت لو ماجاش "
هز رأسه بتفهم واستغفر ربه وهو يدعو من صميم قلبه أن يرزقه الله بولد سليم معافى ...
*****
وصل لعيادة نفسية في منطقة بعيدة قليلا ترجل منها وقلبه يدق بشدة لم يراها منذ أن كان صغير وهو يحسبها زوجة عمه أما الان فهيا والدته ابتسم بسخرية على حياته وما مر به ولم يكن يحسبه في أسوأ كوابيسه ..
سأل عن غرفتها وقف امام الباب لا يعلم سبب خوفه شديد تنهد بهم ثم دق الباب ودخل لها كانت تجلس هادئة تمسك بمصحفها الرفيق الوحيد في حياتها البائسة تلك حتى أبصرته أمامها نظرت له قليلا حتى اقترب منها وتبينت ملامحه
همست بصوت متقطع " ي .. ياسين "
هز رأسه ودموعه تهبط لترفع يديها تحتضن وجهه حتى تصدق ذلك فهيا تراه في كل أحلامها..
لتفق على صوته يهمس " ازيك يا ... أمي "
شهقة خفيفة خرجت منها لتسحبه تحضتنه بلهفة ودموع شديدة دموع حزن سنوات فراق ابنها البكر الغالي الان هو أمامها لا تصدق ذلك حتى تبكي بصوت عال وهيا تقبل كل انش بوجهه قبلات تختلط بدموعها اما عنه فلا يصدق أخيرا بعد سنوات من التمني ذاق حضن الام وما أجمله من حضنه ليدفن رأسه في عنقها يبكي بشدة ..
وصل المستشفى لرؤيتها ويشكو لها ما حصل معه رغم معرفته بأنه لن تجيبه ليسمع صوتها تتكلم ظن أنه يحلم ليسمع جملة لصوت يعرفه جيدا " ابنك موجوع أوي يا أمي والسبب في الوجع ده أخويا اللي من لحمي ودمي "
# يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق