رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم : الشيماء محمد احمد
رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم : الشيماء محمد احمد
عاصفة الهوى (٤١)
بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيمووو
سما قضت ليلة صعبة هي اه حاولت تتماسك قدام عيلتها لكن لوحدها عيطت كتير، من البداية كانت حاسة ان دي النهاية بس كابرت وكابرت لحد ما النهاية كانت بشعة في توقيت بشع ، قامت من نوم متقطع كله كوابيس ، شافت فستانها على الأرض ، شالته وعلقته في شماعة ودخلته في الكيس بتاعه ، قررت تقطع الصفحة دي من حياتها تمامًا وتتناساها لحد ما تنساها فعليًا ، اتوضت وصلت وغيرت هدومها ونزلت في ايدها الفستان لقت الكل متجمعين بيفطروا واتفاجؤا بيها ، رمت الفستان على كرسي وقربت قعدت معاهم : بتفطروا من غيري ؟ ايه الوطينة دي ؟
صفية بصتلها بأسف بدون ما تنطق ، اختها هزرت : الحق علينا مرضيناش نصحيكي بدري نطلع واطيين ؟
سما بابتسامة : لما تفطروا لوحدكم اه واطين تصحوني وتسيبولي مطلق الحرية افطر ٱو لأ .
سمير ابتسم : حقك علينا يا ستي ليكي علينا مش هنسيبك نايمة تاني بس كده .
ضحكوا وهي علقت : عيالكم برضه بايعينهم وسايبينهم نامين .
سهير : لا دول بقى ينطبق عليهم المثل نوم الظالم عبادة فاحنا سيبنهم يتعبدوا شوية .
استمر هزارهم طول وقت الفطار وصفية بتراقب بصمت اه شيفاهم بيبتسموا ويضحكوا لكن ابتسامتهم لا تتخطى الشفايف والوجع مالي القلوب ، انتبهت على سما بتقف فأخوها باهتمام : رايحة فين كده ؟
جاوبته : شغلي ، نازلة المستشفى هروح فين يعني
صفية اتدخلت اخيرًا : ما بلاش النهاردة وخليكي
قاطعتها سما : هيفرق ايه النهاردة عن باقي الأيام ؟ هروح يا ماما بعد اذنك .
حاولوا يقنعوها تفضل في البيت لكن اصرت وقبل ما تمشي بصت لأمها : الفستان ده اتبرعي بيه لأي حد لو سمحتي يا ماما مش عيزاه في البيت .
حاولت تتكلم أو تعترض بس سما اخدت شنطتها وطلعت لانها مش قادرة تبتسم أكتر من كده .
علي قام من سريره بعد ليلة طويلة مقدرش يغمض فيها عينه ولو للحظات ، خرج من اوضته فأمه وقفته : على فين يا علي بدري كده ؟
رد بدون ما يلتفت لها : رايح شغلي عندك مانع؟
قربت منه : ما اتكلمتش معايا من امبارح لتكون زعلان على المنشية و
قاطعها بغضب : ما تتكلميش في حقها كلمة لو سمحتي ، خربتيها وقعدتي على تلها ؟ ما تتكلميش بقى عنها
أمه بغضب : انا خربتها ؟ انا يا علي ولا طمعهم ؟
زعق فيها : طمعهم في ايه هاه ؟ قايمة مكتوبة تروحي تقوليلهم لما يطلقوا ؟ في حد في الدنيا يقول كده ؟ حد بيكتب كتاب يتكلم عن الطلاق ؟ ده انتي لو قاصدة ومتعمدة مش هتقولي اللي قولتيه ده ، قال لما تطلق تاخد اللي جابته بس ، انا كل ما بفكر فيه بتجنن صراحه اكتر
أمه بتهكم : ليه يا اخويا هو انا اللي قولتلهم يطمعوا و
قاطعها بغضب : خلاص يا امه ، اقولك هسيبلك البيت علشان انتي مش هتسكتي .
سابها وخرج ولقى نفسه قدام بيت سما حاول يتكلم معاهم لكن سمير طرده .
همس بعد ما سمعت كلام سيف عن العملية حست إن الدنيا لفت بيها. كان عندها يقين انه هيقوم بالسلامة وهيتحسن. عيطت وهو سمع عياطها: همس اهدي واسمعيني.
قفلت المكالمة وهو اتصل بيها تاني: يا بنتي اسمعي وبطلي عياط، أنا كويس. كنت بهزر معاكي، أنا كويس مفيش عمليات.
همس بذهول: يعني ايه بتهزر؟
سيف بحرج : يعني بهزر، الأشعة كويسة ومفيش عمليات. الموضوع انتهى، هجيلك الكلية دلوقتي.
همس زعقت: ما تجيش يا سيف، ما تجيش.
جه يتكلم بس الخط اتقطع، وهو اتنرفز من قفلتها للمكالمة كل شوية.
همس بصت للموبايل واستغربت إن المكالمة اتقفلت، بس ما اهتمتش. كتبت رسالة لسيف وبعتتها، ولاحظت إن الموبايل هيفصل شحن، فحطته في شنطتها وفضلت تعيط مكانها، مش عارفة تتحرك ولا قادرة تتحرك وحاسة انها منهكة، تعبانة، مرهقة، مجهدة نفسيًا، ومع كل ده سيف بيستخف بيها وبمشاعرها وبيلعب بيها.
قامت من مكانها تروح لأنها مش هتنتظره.
هالة شافتها ووقفتها: رايحة فين؟ سيادتك مشيتي امبارح بدري، النهارده كملي اليوم بقى.
همس بصتلها بإرهاق: لا معلش، تعبانة يا هالة، هروح البيت مش قادرة.
سابتها ومشيت.
شوية وسيف وصل الكلية يدور عليها. حاتم شافه فقرب عليه: عاش من شافك! مراتك قالت إنك تعبان، ألف سلامة.
سيف بصله بضيق: الله يسلمك، بعد إذنك.
حاتم وقفه: مراتك واخدة انطباع عني اني حد وحش، يا ترى ليه؟ ليه مقولتلهاش إنك الشخص السيء في حكايتنا؟
سيف بصله بضيق: والله يا حاتم، انت شايف اني شخص سيء أو أنا شايف إنك شخص سيء. في النهاية ربنا عالم بحال كل واحد فينا، مش أنا وانت اللي هنقول. بعد إذنك، مش فاضيلك حاليًا.
سابه ومشي يدور على همس لحد ما شاف هالة فراحلها:
همس فين يا هالة؟
هالة بصتله باستغراب: قالت انها مروحة من بدري، معرفش صراحة هي فين.
استغرب أكتر واتصل بعواطف: همس عندك يا عواطف؟
عواطف باستغراب: لا ما جتش البيت.
سيف بتوتر : اطلعي شوفيها، تكون وصلت وطلعت لفوق على طول وانتي ما أخدتيش بالك؟
عواطف طلعت وبعدها ردت عليه: أوضتكم فاضية، مجتش البيت.
سيف قفل واتصل بنصر، بس قاله ما يعرفش عنها حاجة. راح شقته واتصل ببدر، الأول سلم عليه بعدها قال: بدر، أنا قدام الشقة، تقريبًا همس عندكم فوق. ينفع تكلمها تشوفها؟
بدر استغرب: طالما قدام الشقة، ادخل يا سيف! مش قولتلك إننا خلاص مشينا؟ نسيت ولا ايه؟
سيف بحرج: معلش يا بدر، أنا فعلًا نسيت. طيب معلش، كلم برضه هند شوف همس عندها ولا لأ ؟
سيف دخل شقته، بس كانت فاضية تمامًا ومفيهاش أي حد.
بدر بعد ما قفل معاه اتصل بهند اللي متعرفش مكان همس واستغربت إن سيف بيدور عليها. اتصلت هي بسيف، اللي رد عليها بسرعة: ازيك يا سيف؟ صحتك أخبارها ايه؟
سيف: الحمدلله يا هند، بخير. هي همس عندك، صح؟
هند بحيرة : لا مش عندي يا سيف، ومن ساعة ما اخدتها ما شوفتهاش. انتو اتخانقتوا؟
سيف زفر بضيق: والله ما عارف يا هند، احنا ايه؟ المهم انتي ما تعرفيش مكانها؟
هند بقلق: لا مكلمتنيش. ينفع تطمني عليها أول ما تعرف مكانها؟
سيف وعدها يطمنها وقفل، مش عارف يعمل ايه؟
بعدها فكر في ملك فاتصل بيها وسألها عن همس، بس نفس الرد، ما تعرفش عنها حاجة.
اتصل بنادر لأنه ما شافوش الصبح في المستشفى. ازاي ما فكرش فيه أول واحد؟ كلمه، بس كان بيتكلم عادي وبيباركله على نتيجة الأشعة لأن محي عرفه. حس انه ما يعرفش حاجة عن همس، بس لازم يسأل: انت ما شوفتش همس النهارده؟
نادر استغرب: النهارده؟ هشوفها فين؟ أنا أصلًا بجيب شوية حاجات في الشقة كانت ناقصة. لا، ما شوفتهاش. هو في حاجة؟ انتو متخانقين؟
سيف بضيق: بهزر يا سيدي معاها على موضوع العملية، فسيادتها أخدت الكلام وعيطت. لسه بقولها بهزر، راحت قافلة المكالمة وقافلة الموبايل واختفت. تفتكر راحت فين؟
نادر باستغراب: هتفضل في كليتها، مش هتروح مكان. بعدها هتروح البيت. همس ملهاش في حوارات الزعل وتختفي وكده.
سيف: مفيش في الكلية ومفيش في البيت يا نادر.
نادر بهدوء: هتظهر. شوية كده هي بتحب تتمشى لما تضايق، هتلاقيها ظهرت ما تقلقش للدرجة دي. همس بسيطة وتفكيرها بسيط، مش بتاعت حوارات وزعل. شوية وهتظهر، اطمن.
قفل معاه، وهو برضه مش عارف يطمن. أخيرًا اتصل بحماه، يمكن تكون راحتلهم مثلًا بحجة ترجع الفلوس. سلم على حماه بعدها خاطر سأله: همس عملت ايه بالفلوس اللي سحبتها منك؟ وايه اللي حصل بينكم؟
سيف استغرب إن ابوها مش عارف تفاصيل: عمي، الموضوع كان مجرد سوء تفاهم واتحل.
خاطر: على العموم، هاجي آخر النهار وأشوف سوء التفاهم ده.
سيف استغرب لأن معنى كلامه انه ما يعرفش فين همس. انتبه على خاطر بيتكلم: لو همس جنبك، اديني أسلم عليها وأشوف لو محتاجة حاجة أجيبهالها لأن موبايلها مقفول.
سيف رد بسرعة: لا يا عمي، أنا مش في البيت. بس تسلم يا عمي، وتيجوا تنوروا، ويارب توصلوا بالسلامة.
قفل معاه وحيرته زادت، مش عارف ممكن تروح فين؟ أخيرًا جه في باله الحالة اللي اتبرعتلها. ممكن تكون راحت تزورهم. طلع للمستشفى ومكنش عارف يروح فين ولا يعرف ازاي مين اللي مراته ساعدتهم؟
وقف في الاستقبال وسأل: لو سمحتي، كان في واحدة امبارح جت هنا واتبرعت بمبلغ كبير شوية.
البنت بسرعة: البت بتاعة الجامعة؟ تلاقيها سرقاهم بنت الـ...
قاطعها سيف بصرامة: اوعي تغلطي بحرف في حقها وإلا هخليكي عبرة لمن لا يعتبر. دي همس الصياد، مراتي. فاهمة ولا أفهمك بأسلوب تفهميه؟
البنت تراجعت: آسفة يا أفندم، بس شكلها صغير و...
قاطعها: صغير ولا كبير ما يخصكيش. المهم عايز أقابل اللي اتبرعتلهم وأشوف لو محتاجين أي حاجة تانية. ينفع توصليني بيهم؟
البنت بحيرة: لحظة، هكلم الدكتور وهو يوصلك.
شوية والدكتور نزل يقابل سيف ويشكره بنفسه وأخده لحالة نجاة وجوزها محمد. دخل عندهم، استقبله محمد بفرحة شديدة ورحب بيه جامد ومكنش عارف يقوله ايه ولا يعمل معاه ايه.
عرفه على بناته الاتنين تقى وچنى، بس نجاة كانت لسه مفاقتش من العملية، لكنها خرجت منها والدكتور كان متفائل. كل العيلة اتلمت عليه وشكرته، وحس ساعتها بالندم إنه اتسرع واتنرفز عليها وما سمعهاش الأول.
قعد معاهم شوية وقام يمشي، ومحمد قام يوصله، وقبل ما يسيبه قال: "أنا مهما أشكرك انت ومراتك، لا يمكن أوفيكم حقكم وفضلكم بعد ربنا. مراتك ربنا بعتهالنا من السما، أنا كنت فقدت الأمل إن أم بناتي ترجعلي، بس الحمد لله ربنا بيسبب الأسباب. وألف سلامة على حضرتك لأن زوجة حضرتك قالت إنك تعبان."
سيف بحزن : "الحمد لله، بقيت أحسن."
محمد مبتسم: "داووا مرضاكم بالصدقة، فربنا يكتبلك السلامة دايمًا يا رب. مراتك كانت خايفة عليك أوي، ربنا يحفظكم لبعض."
سيف سابه ومشي وهو مش عارف يروح فين ولا يلاقي مراته ازاي؟ اتصل بعواطف تاني، بس قبل ما يسألها، جاوبته: "ما وصلتش لسه، كلم أختها يمكن تكون راحت عندها؟"
سيف بحدة : "أكيد اتنيلت! كلمتها أول حد. - نفخ بضيق - مش قادر أفهمها ولا عارف ممكن تكون راحت فين؟"
عواطف: "طيب صحبتها هالة، مش ممكن تكون راحت المدينة عندها؟ ده مكان ما تعرفش توصلها فيه."
سيف كشر لأنه ما فكّرش انها تروح المدينة وتحن لأيامها. قفل معاها وراح للمدينة، وماكنش عارف هيعمل ايه ولا يتعامل ازاي؟
وصل وسأل الأمن اللي افتكروه أول ما شافوه: "همس خاطر هنا؟ جت النهاردة؟"
الأمن بصوا لبعض بحيرة، وواحد فيهم اتكلم: "هي مجتش السنادي أصلًا المدينة هنا مش النهاردة."
سيف بغيظ : "عارف انها السنادي مش هنا لأنها مراتي! بسألك عن النهاردة بس؟"
الأمن بحيرة : "لا يا أفندم، مجتش النهاردة."
سيف واقف بحيرة: "يمكن تكون دخلت وسط أصحابها من غير ما تاخدوا بالكم؟ مش يمكن؟ هالة صحبتها هنا، ينفع حد يشوفها في أوضتها؟"
الأمن: "ماحدش دخل، وأكيد صحبتها مش هتخاطر بالطرد من المدينة وتدخلها."
سيف اتنرفز : "بقولك ايه! انت تتصرف وتبعت حد يدور عليها جوا، وإلا قسمًا بالله هطربقها فوق دماغ الكل! أنا مش ناقص وعلى آخري."
الأمن بصوا لبعض، وواحد فيهم رد: "مرات حضرتك مش هنا وما دخلتش النهاردة. فإذا سمحت، بلاش تعمل مشاكل لأي حد."
سيف بإصرار : "مش عايز مشاكل؟ يبقى سيادتك تتفضل وتشوف مين المسؤول عن المخروبة دي وتجيبهولي بدل ما أتصرف أنا بشكل مش هيعجب أي حد فينا."
واحد من الأمن دخل لمديرة المدينة اللي طلبت منهم يدخلوه مكتبها، وبالفعل دخل.
المديرة: "أفندم؟ حضرتك عامل شوشرة ليه؟"
سيف قرب من مكتبها واتكلم بشكل خوفها هي والمشرفات اللي حواليها : "أنا لسه ماعملتش أي حاجة، أنا بتكلم بس لحد اللحظة دي، وطلبي مش كبير. كل اللي طلبته إن حد من المشرفات الفاضلات يطلع أوضة هالة شاهين عبداللطيف يشوف همس معاها ولا لأ. أعتقد طلبي مش كبير."
واحدة من المشرفات سألته: "همس مين؟ هي طالبة هنا يعني؟"
سيف بصلها : "همس خاطر من المنصورة وكانت طالبة هنا، السنادي لا مش هنا."
المشرفة بفضول : "أمال فين لو مش هنا؟"
سيف بغيظ: "بقت مراتي فهي في بيتي."
المديرة علّقت: "ولما هي في بيتك بتدور عليها ليه هنا؟ وبتدور عليها ليه أصلًا؟ طالما هي مش طالبة هنا، يبقى دور عليها في مكان غير هنا."
سيف سند على المكتب بإيديه الاتنين وبصلها وبهدوء مخيف: "طلعي موبايلك واكتبي في جوجل سيف الصياد واعرفي أنا مين قبل ما تعادي واحد زيي. واتفضلي ابعتي حد من مشرفاتك لأوضة هالة يشوف همس فوق عندها ولا لأ. وقبل ما تردي عليا، خلي بالك إن ردك هيحدد انتِ هتفضلي قاعدة على كرسيك ده قد ايه."
بص للمديرة بصرامة: "فاكرة الطالبة اللي اتنقلت السنة اللي فاتت من أوضة همس؟ فاكرة مين كلمك علشان تنقليها ولا ناسية؟"
المديرة افتكرت فملامحها اتغيرت: "افتكرتي صح؟ ابعتيلي حد من المشرفات بتوعك وكفاية تضيع وقت ليا وليكي. وياريت لو تجيبي هالة لهنا."
المشرفة قامت بسرعة للدور اللي فيه طالبات هندسة آخر سنة، وعرفت أوضتها من البنات ودخلت لها. هالة اتفاجئت لما سألتها عن همس، والصدمة كانت لما طلبتها تنزل للمديرة عشان جوز همس تحت.
هالة نزلت بسرعة وبالرغم انها عارفة إن سيف تحت، لكنها اتصدمت بوجوده. "همس فين؟"
هالة مصدومة : "قولتلك في الكلية، معرفش. مقالتليش رايحة فين، كل اللي قالته إنها تعبانة ومروحة، وبقالها كذا يوم ساكتة ومش بتتكلم معايا أصلًا."
سيف بنرفزة : "طيب راحت فين يا هالة؟ همس مش بتتحرك من غير ما تعرفك كل تفاصيلها. عرفيني لو سمحتي."
هالة بإصرار: "أقسم بالله ما قالتلي أي حاجة! ده حتى تعبك عرفت عنه من مروان، لكن همس ما قالتليش. كانت قلقانة ومتوترة وبعدها لقيتها بتقول مروحة. انتوا متخانقين ليه أصلًا؟"
سيف بصوت عالي : "لأن ده جزاء اللي يتجوز عيلة متخلفة! عرفتي ليه؟ لأني بحب عيلة، وابوها قالي ألف مرة بنتي لسه عيلة، استنى تخلص كليتها. بس أنا طلعت أهبل منها لأني أصريت نتجوز. ده سبب خناقنا! فهمتي؟ - أخد كذا نفس يهدى قبل ما يسألها - طيب قالتلك ايه بالضبط؟ مروحة فين؟ عند ابوها؟ في المنصورة؟ فين؟"
هالة بتعاطف : "قالت بالحرف: "تعبانة يا هالة هروح البيت مش قادرة". بس سمعتها بتتكلم في التليفون تقريبًا مع ملك عن ١٢٠ ألف. معرفش ايه دول، بس ده اللي سمعته."
سيف علق بعصبية ونرفزة : "يادي أم الـ١٢٠ ألف اللي سيادتها بتتكلم فيهم! سيادتها الخاتم اللي لابساه في إيدها تمنه فوق الـ٢ مليون وبتتكلم في ١٢٠ ألف زفت ! شوفتِ تخلف أكتر من كده؟ أعمل ايه في أمها دي؟"
موبايله رن، كان خاطر اللي بيتصل، فرد عليه بسرعة: "ايوه يا عمي؟ همس عندك؟ بجد وصلت عندك؟ طيب تمام، متشكر يا عمي."
قفل المكالمة وبصلها: "راحت عند ابوها. بس لما أشوفك يا همس..."
هالة بتنهيدة وقلق : "طيب الحمد لله، اطمنت عليها. لو سمحت افتكر إنك بتحبها، وكفاية خناق."
سيف بتهكم : "كفاية خناق؟ أنا حاليًا لو شوفتها هخنقها بإيديا لحد ما روحها تطلع، بحيث أبقى عارف مكانها!"
بص للمديرة وهو رايح على الباب وبهدوء : "متأسف على الإزعاج اللي سببته، بعد إذنكم."
سابهم ونزل وكلهم في حالة ذهول تام.
بعدها، هالة كانت هتنسحب بس المديرة وقفتها: "تعالي هنا. مين ده؟ ومين همس؟ وايه حكايتهم بالتفصيل؟"
هالة مستغربة فضولهم : "دكتور سيف الصياد، دكتور عندنا في الجامعة. حبوا بعض هو وهمس واتجوزوا في الصيف، وبس."
المديرة بغيظ : "ده مجرد دكتور جامعي؟"
هالة: "لأ، هو صاحب الصياد جروب، دي شركة."
واحدة من المشرفات قاطعتها وكانت فتحت جوجل وسرشت عنه: "صاحب أكبر مجموعة في الشرق الأوسط للإلكترونيات، وعامل شراكة مع شركات المرشدي. دول حيتان السوق في الإلكترونيات."
المديرة بذهول : "بجد؟ وهمس دي بنت مين؟ عيلتها ايه؟"
هالة جاوبتها : "بنت عادية جدًا من المنصورة، مش من عيلة حد."
المديرة مندهشة : "وهو حب بنت عادية واتجوزها؟"
هالة بابتسامة : "ايوه، حبها وحارب كتير لحد ما اتجوزها، وأهم حاجة مجننين بعض. بعد إذنكم."
سابتهم وطلعت لأوضتها، وحاولت تتصل بهمس، بس موبايلها كان مقفول.
سيف طلع من عندهم متوجه على بيت همس مباشرة...
همس وصلت البيت وابوها وأمها اتفاجئوا بيها، وبدون ما تتكلم طلبت تدخل أوضتها ترتاح، وسابتهم ودخلت.
ابوها دخل وراها فقالت: لو سمحت سيبني أرتاح، مش طالبة غير كده.
خاطر: جوزك يعرف إنك هنا؟ جاوبيني وهسيبك.
همس بصتله ودموعها بتلمع: معرفش، بعتله رسالة إني جاية هنا، معرفش بقى شافها ولا ما شافهاش.
خاطر هز دماغه بتفهم: طيب هسيبك ترتاحي يا همس.
سابها وطلع مسك موبايله وفاتن قربت منه: هتكلم مين؟
جاوبها: سيف، هعرفه إن مراته هنا. تقريبًا كان بيتصل علشان يسأل عليها، بس لما لقاني بسأله عنها محبش يقلقني.
فاتن علقت: ومعنى إن بنتك امبارح طلبت منك فلوس علشان ترجعهاله، والنهاردة جاية هنا، يبقى بتهرب منه. خليها ترتاح الأول ونعرف منها في ايه قبل ما نكلمه.
خاطر بصّ لها بذهول: بقولك الراجل بيدور عليها وهيتجنن، تقوليلي معرفش ايه؟ أكلمه وأطمنه وبعدها نشوف بنتك وجنانها، واقطع دراعي إن ما كانت هي اللي مجنناه.
فاتن بغيظ: أنا مبقتش فاهمة، انت بتحب عيالك ولا بتحب أزواجهم أكتر منهم؟ ما بقتش فاهماك يا خاطر.
خاطر علق وهو بيتصل: بحبهم، وعلشان بحبهم عايزهم مبسوطين مع الناس اللي اختاروهم يشاركوهم حياتهم.
بلغ سيف وقفل، فهي علقت: ارتحت كده؟
خاطر بصّ لها: آه ارتحت. مش فاهم ايه مشكلتك مع سيف؟ مش كنتِ بتحبيه؟
فاتن علقت: بحبه، أيوه، بس ليه خلا همس تروح لملك دي وتاخد منها فلوس، هاه؟ همس مش هتعمل كده من فراغ.
خاطر: ادخلي افهمي من بنتك عملت كده ليه، مش تزعلي من جوزها وخلاص.
الكل اتصل بسيف، وهو طمّنهم كلهم. حتى عز كلمه وطمنه على همس، وبعدها قاله على الاجتماع علشان يمضي العقود مع الشركة الجديدة. سيف كان ناسي الاجتماع ده تمامًا، وبصّ لساعته كان لسه قدامه تقريبًا ٣ ساعات، فقال لأبوه إنه هيحاول يرجع على الاجتماع.
قفل وهو على آخره من همس وعمايلها. بدر كمان اتصل بيه وبعد ما اطمن على همس، وقبل ما يقفل قال: سيف، أنا قولتلك امبارح إننا نقلنا للفيلا صح ولا بيتهيألي؟ انت شككتني النهاردة.
سيف ابتسم: قولتلي فعلًا يا بدر، معلش أنا اللي نسيت. مبروك عليك يا بدر، انت ما تتخيلش فرحتي بقبولك المنصب الجديد ده قد ايه. بجد وجودك معايا هيفرق كتير يا بدر، والحمد لله إن الفيلا عجبتك.
بدر بتقدير : أنس طاير بيها وهند كمان عجبتها أوي، خصوصًا الجنينه وحمام السباحة. أنا متشكر بجد يا سيف على كل اللي عملته معانا.
سيف بسرعة: هو مين يشكر مين؟ ومين اللي عمل لمين؟ بدر، انت أنقذتني من حد بيخرب شركتي، فلو حد المفروض يشكر حد، هو أنا أشكرك. لكن أنا معملتش أي حاجة، وأوعي تتكلم على قعدتك في الشقة، لأن قبل ما تكون حد أنقذ شركتي، فانت من العيلة واعتبرتك أخ خلاص. شئت أم أبيت، انت بقيت أخ ليا.
بدر ضحك: ده شرف ليا يا سيف بجد. المهم، أنا حبيت أأكد عليك إن شقتك فاضية علشان لو حبيت تهرب لها في أي وقت، انت وهمس الهربانة.
سيف وصل بيت حماه، واستقبله خاطر، وفاتن لأول مرة ترحب بيه بفتور لاحظه.
سيف علق: همس قالتلك ايه يا حماتي مخليكي مش طيقاني، ولو طولتي رقبتي هتخنقيني؟
فاتن علقت بغيظ: ما هو المصيبة إنها مقالتش، لو قالت الواحد يرتاح، بس مقالتش. بتعيط وبس، والمرة اللي فاتت كانت أمك طرداها من البيت، المرادي مين؟ وايه حكاية الـ١٢٠ ألف اللي خليتها تروح تستلفهم من ملك؟ مكنش العشم يا سيف تحوج بنتي للي يسوى واللي ما يسواش.
سيف اتنرفز من كلام فاتن: طيب كويس أوي. انتي تعرفي عني إني ممكن أبخل على همس بعشر أضعاف المبلغ ده؟ هاه؟ جاوبيني يا حماتي؟ انتي لاحظتي عني أو عن عيلتي كلها إن مبلغ زي ده يفرق معانا أصلًا؟
فاتن كشّرت وماردتش، فخاطر علق:ايه الحكاية طيب؟ فهمني.
سيف أخد نفس طويل: قبل ما أفهمك، ينفع تنادي همس تحضرنا؟ أو أشوفها؟
فاتن ردت بسرعة: لا يا سيف، مش هتشوفها لوحدك وتبلفها بكلمتين و...
قاطعتها سيف بعصبية: أنا ما ببلفهاش بكلمتين يا حماتي، ولو ليها حق تاخده عشرة.
خاطر اتدخل: ادخلي يا فاتن شوفي همس. اقعد يا سيف يا ابني.
فاتن دخلت لهمس، كانت نايمة، صحتها براحة: همس، جوزك هنا.
همس بصت حواليها مش عارفة هي فين ولا ايه بيحصل، فأمها كررت: يا بت، جوزك هنا.
بصتلها بانتباه: جوزي؟ هنا؟
فاتن: أيوه، سيف هنا. قومي يلا، هو وأبوكِ مستنينك بره.
همس اتعدلت: مين قاله إني هنا؟ بتقولوله ليه؟ مش عايزيني آجي هنا عرفوني، لكن مش تبعتوله أول ما أوصل.
فاتن قعدت قصادها: بطلي هبل وكلام أهبل، وقومي اتكلمي معاه. وإحنا معاكي، وزي ما هو قال، لو ليكي حق هتاخديه عشرة. أنا وأبوكِ هنا، خايفة من ايه؟
همس دموعها لمعت: علشان أنا ماليش حق، هو اللي ليه، بس ده ما يمنعش إني مجروحة منه. هاه يا ماما؟ هتعملي ايه؟ أنا غلطانة وهو اللي ليه حق.
فاتن مستغربة: يعني هو اللي له حق وهو اللي جايلك هنا، وانتِ اللي زعلانة؟ أنا مش فاهمة حاجة. بس كل اللي أقدر أقولهولك، لو بطلتي تحبيه عرفينا.
همس بحدة: أنا ما بطلتش أحبه.
فاتن وقفت بغيظ: ولما انتِ غلطانة في حقه ولسه بتحبيه، هربانة منه ليه؟ بقولك ايه يا بت، أنا ما أفهمش في المرقعة دي، والجواز مش لعب عيال. كل ما تزعلي تيجي لبيت أبوكي، لأن بعد كده هيزهق منك، ويقولك مطرح ما تحطي راسك، حطي رجليكي. معاكي راجل بيحبك، حافظي عليه. اتفضلي قومي لأبوكِ ولجوزك، ولو مش عايزة تروحي معاه عرفينا، ومحدش هيوديكي غصب عنك، ده اللي ليكي عندنا.
همس قامت من مكانها: طيب، ينفع أدخل الحمام وأغسل وشي ولا لازم أطلع حالًا؟
فاتن بصتلها بغيظ وسابتها وطلعت عملت قهوة لسيف، خرجت بيها وحطتها قدامه: قهوتك يا ابني.
سيف علق: معلش مش هقدر أشربها، هي...
قاطعته بغيظ: يعني تزعل منها تقوم ما تشربش القهوة ليه يعني؟
سيف اتنهد: يا حماتي، أرجوكِ بلاش افتراضات لو سمحتِ. كل الحكاية إني بقالي كام يوم تعبان شوية، والنهاردة يدوب أول يوم اتحسن فيه ولسه ما رجعتش لطبيعتي ولا أكلي، فأكيد مش أول ما أبدأ هبدأ بالقهوة. فاعذريني، مش هقدر أشربها، لأني مش هقدر بجد، مش علشان زعلان، وربنا ما يجيب زعل.
خاطر باهتمام: تعبان؟ مالك؟ خير؟ طمنا عليك، همس مقالتش أي حاجة.
سيف شرح لهم باختصار حكاية تعبه، وخاطر بزعل: كل ده يحصل ومحدش فيكم يعرفنا؟
سيف: يا عمي، أنا حتى أبويا وأمي معرفتهمش غير يدوب أول امبارح. مكنتش حابب حد يقلق بدون داعي.
قاطعهم خروج همس اللي رمت السلام فردوا عليها كلهم، والصمت سيطر بعدها لحد ما سيف علق بعد ما بص لساعته: عندي اجتماع مع الشركة الجديدة اللي سبق وحكيتلك عنها بعد ساعتين وعايز ألحق الاجتماع ده.
همس باستغراب: طيب ولما عندك اجتماع، جيت لهنا ليه؟ روح اجتماعك وما تشغلش بالك بيا.
سيف عايز يفضل هادي قدام أبوها وأمها: ما أشغلش بالي بيكي ازاي؟ وبعدين صح، انتِ قافلة موبايلك ليه، هاه؟
همس ردت بهدوء: موبايلي فصل شحن ومش معايا شاحن، ومفيش هنا شاحن للإيفون، مش قفلاه.
سيف: ومش المفروض قبل ما تيجي لبيت أبوكِ تعرفيني؟ ولا هتقوليلي زي امبارح "ما يخصكش ومالكش فيه؟"
همس بصّت له بحدة: بعت لك رسالة.
سيف بهدوء: مفيش رسائل جت من حضرتك، ومن ساعة ما قفلتِ معايا وأنا بدور عليكي في كل مكان، الكلية، هند، ملك، حتى المدينة، رحت هناك دورت عليكي.
همس استغربت قلقه عليها للدرجة دي: بعتلك رسالة، مش ذنبي إنك ما شفتهاش.
سيف زعق بغيظ: قولتلك مفيش رسائل وصلت منك، مش أنا اللي ما شفتش.
همس بغيظ: افتح الواتس بتاعك.
سيف طلع موبايله، وقف حطه قدامها بعد ما فتحه على الواتس: اتفضلي، اتأكدي بنفسك. مفيش أي رسائل منك.
همس بصّت لموبايله، واستغربت، لأنها كتبتها وبعتها. بعدها كشرت وعلقت: ممكن يكون الموبايل فصل قبل ما تتبعت؟ مش عارفة يا سيف، اللي أعرفه إني كتبت رسالة وبعتها لك.
سيف بغيظ: طيب يا همس، حصل خير. ينفع تتفضلي معايا نروح علشان ألحق الاجتماع بتاعي؟ – بص لخاطر – عمي، مش كنتوا هتنزلوا القاهرة النهاردة؟ يلا بينا كلنا؟
همس اللي ردت قبل أي حد: روح لاجتماعك، وما تشغلش بالك بينا.
قبل ما سيف يرد، خاطر شبه زعق: انتوا الاتنين مش عايز ولا حرف منكم، سيادتكم اقعدوا هنا، اتفضلوا اقعدوا.
قعدوا الاتنين زي ما هو شاور وخاطر وقف قصادهم: من إمبارح وانتوا بتتخانقوا وتتكلموا ومحدش فاهم أي حاجة، ودلوقتي يا همس جيتي هنا وطلبتي تفضلي لوحدك وسيبتك وجوزك جه اهو، فدلوقتي سيادتكم انتوا الاتنين تفهموني حصل ايه ما بينكم وليه طلبتي فلوس إمبارح وليه أخدتيها من ملك وليه حسيتي إنك مجبرة ترجعيها لجوزك اللي هو أصلًا مسؤول عنك؟ ليه جيتي هنا؟ ليه هو بيدور عليكي؟ ليه مش عايزة تروحي معاه؟ عندي ألف سؤال ممكن أسألهم وعايز إجابتهم، فاتفضلوا عرفوني ايه اللي بيحصل بينكم.
همس بصت للأرض وسيف بص لساعته بعدها لحماه: عمي مع احترامي الشديد لحضرتك بس حاليًا أنا ورايا اجتماع مهم ولازم أكون موجود علشان هنمضي عقود شراكة ما بينا، الشركة دي تقريبًا بعدها هقدر أسدد كل الديون اللي علينا، فبجد الاجتماع ده ضروري جدًا ولازم أكون موجود فيه. فكل اللي بطلبه منكم يلا نتحرك وبعد الاجتماع هنتكلم زي ما حضرتك تحب وزي ما همس تحب، بس بجد لازم أتحرك دلوقتي أو خلال ربع ساعة بالكتير أوي.
خاطر بص لهمس: أخوكِ عايز يعمل فرحه بعد يومين وكنا هننزل القاهرة النهاردة، تحبي نقوم ننزل كلنا ولا عايزة تفضلي هنا وهو يخلص اجتماعه ويرجع؟ اللي تقوليه هنعمله.
فاتن علقت قبل ما همس تنطق: هي قالتلي إن هو اللي له حق عليها، بس هي اللي زعلانة وما فهمتش منها حاجة.
خاطر بص لبنته: قرري يا همس نعمل ايه؟
همس وقفت: طالما مسافرين القاهرة فيلا كلنا معاه علشان خاطر نادر كمان – بصت لسيف بتحذير – مش هرجع الڤيلا معاك.
سيف بهدوء: مش هرجعك الڤيلا، بس يلا نتحرك.
خاطر بص لفاتن: اعملي طيب بسرعة حاجة لسيف ياكلها، انتِ سمعتيه بنفسك بقاله كذا يوم ما أكلش.
سيف وقّف فاتن قبل ما تتحرك: مش هاكل أي أكل، البسوا ويلا نتحرك لو سمحتوا، ست الكل مش هقدر بجد آكل أي حاجة دلوقتي.
همس بصت له: ما أكلتش ليه من الصبح؟ مش قولت الدكتور طمّنك والأشعة كويسة؟
سيف بصلها بتهكم: مش يمكن عشان كنت بدور على مراتي من الصبح ومش عارف لها طريق؟ ولا يمكن عشان لسه تعبان ومفعول الحقن اللي أخدتها الصبح لسه معداش؟ اختاري يا همس السبب اللي يعجبك.
همس علقت بتهكم مماثل: مش يمكن علشان تحملني أنا ذنب عدم أكلك وتعبك؟ ده السبب اللي يعجبني.
سيف بصلها بذهول من كلامها: تصدقي اه، أنا اللي قولت للدكتور يكتبلي الحقن اللي كانت بتطلع روحي حرفيًا علشان أحملك ذنب عدم أكلي، جبتي التايهة سيادتك.
همس هترد بس خاطر زعق: وبعدين؟ ما تعملوا اعتبار لينا، همس اتفضلي البسي هدومك، الراجل قالك متأخر.
همس بغيظ: أنا لابسة حضرتك اتفضل البس.
خاطر: طيب اتفضلي شوفي أمك لو بتعمل حاجة، ساعديها خلينا نتحرك بسرعة يلا اتفضلي.
اتحركت بغيظ وبعدها سيف طلع للبلكونة اتصل بكريم: كريم معلش لو ينفع ممكن تأجل الاجتماع ده ساعة أو نص ساعة بس؟
كريم باستغراب: ليه يا سيف؟ مش هينفع.
سيف بضيق: معلش مضطر يا كريم، أنا في المنصورة وقدامي بتاع ساعتين في الطريق فشوف انت، أوصل متأخر ولا لو ينفع نأخره ساعة واحدة.
كريم بتفكير: طيب هشوف هعمل ايه وأكلمك بس خير، ليه المنصورة؟ مش اتجوزنا والحمد لله ونصنا التاني في بيتنا؟ ليه رجعنا نتنطط تاني؟
سيف بضيق : غصب عني يا كريم معلش، لما أشوفك ابقى أقولك بس شوف هتعمل ايه وبلغني وأنا مسافة الطريق.
قفل معاه واتصل بعواطف وعمل كذا تليفون لحد ما خاطر طلع وبلغه إنهم جاهزين، بس قبل ما ينزلوا فاتن طلعت معاها طبق صغير وبصت لسيف: تاكل دول قبل ما ننزل؟
سيف بص للطبق وبصلها: ست الكل تسلم إيديكي بس صدقيني مش هقدر آكل أي حاجة دلوقتي وخصوصًا إننا نازلين، اعذريني بجد.
فاتن بإصرار: دول يدوب شوية لسان عصفور وحتة فرخة صغيرة وبعدين هيريحوا معدتك.
سيف بعد مجادلة محبش يزعل فاتن فأخذ كام معلقة منها بالعافية وهي أكلته معلقتين بالعافية.
نزلوا كلهم وبدأت خناقة جديدة مين يركب جنبه قدام ما بين خاطر وهمس اللي بتقنع أبوها يقعد جنب سيف وهو بيقولها هيقعد جنب مراته لحد ما سيف شبه زعق: وبعدين؟ هنفضل كده كتير؟ عمي لو سمحت اتفضل الموضوع مش مستاهل كل ده.
خاطر بص لسيف: الموضوع فعلًا مش مستاهل كل ده، أوعي يا همس كده.
همس رجعت خطوة لورا وهو فتح الباب وركب جنب مراته ورا وبص لبنته: ادخلي جنب جوزك ويلا اتحرك يا سيف.
سيف اتنهد ودخل قعد مكانه وهمس اضطرت تركب بصمت تام، سيف دور عربيته وقبل ما يتحرك مسك سلك الشاحن: اتفضلي اشحني موبيلك.
طلعت الموبيل من شنطتها وحطته على الشحن وانتظرت كام دقيقة يفتح بعدها بتهمس: هتشوف سيادتك الرسالة اللي بعتها.
فتحت الموبيل وفتحت الواتس وبتوريه الرسالة بدون ما تشوفها الأول: اتفضل.
سيف بص للرسالة وبصلها وعكس اتجاه إيدها: اتفضلي انتِ شوفي رسالتك.
همس بصت لموبيلها واتفاجئت بدايرة حمرا صغيرة جنب الرسالة معناها فشل في الإرسال، كشرت وبدون ما تبصله: حظك أعملك ايه يعني؟ بس علشان تصدق إني بعتلك رسالة.
سيف علق بهدوء: بعد كده مفيش حركة لأي مكان برسالة يا إما تتأكدي إني رديت عليها أو تكلميني بشكل مباشر يا همس.
همهمت بتهكم ومعلقتش، وسيف كمل طريقه بيحاول يسوق بسرعة علشان يوصلوا في ميعاده. كريم اتصل بيه بلغه إنه عرف يأخر الاجتماع ساعة واحدة فحاول ينجز.
شوية وسيف وقف على جنب فكلهم بصوله باستغراب وخصوصًا إنه بيفك الحزام وهينزل، فخاطر استغرب: في إيه يا ابني؟
سيف بسرعة: مفيش، ما تشغلش بالك يا عمي.
نزل من العربية للرصيف وبعدها بدأ يرجع الأكل اللي أكله كله وفاتن ساعتها ندمت إنها ضغطت عليه. همس بصت لأمها: قولتلك بلاش تأكليه هو لسه تعبان.
فاتن ضربتها على كتفها: ولما انتِ عارفة إنه تعبان مشحططاه وراكي ليه؟
كلهم بصوله وهو راجع للعربية، قعد مكانه واستقر للحظات قبل ما خاطر يسأله: تحب أسوق أنا يا سيف وتريح انت؟
سيف بصله في المراية: لا يا عمي أنا دلوقتي كويس.
فاتن بحرج: معلش يا سيف مكنتش أعرف إن الأكل هيتعبك كده؟ بس كان لازم تاكل حاجة تسندك.
سيف اتحرك وشوية اضطر يقف تاني والمرادي خاطر نزل معاه ووقف جنبه: سيف يا ابني انت تعبان خلينا نروح أي ...
قاطعه سيف: أنا كويس يا عمي صدقني، ده من الآثار الجانبية للحقن اللي كنت باخدها والموضوع هدي تمامًا بالشكل ده. أنا كنت الأول برجع كل أربع دقايق دلوقتي علشان أكلت بس فبمجرد ما معدتي فضيت ههدى، ما تقلقش، اتفضل يلا أنا بجد كويس.
ركبوا تاني والمرادي ما وقفش لحد ما وصلوا شقته: يلا بينا.
نزلوا كلهم وأخدوا حاجتهم وطلعوا للشقة، رن الجرس وهمس سألته: هند هنا؟
سيف: لا مشيت خلاص لبيتها.
كلهم بصوله باستغراب وقبل ما حد يعترض عواطف فتحت الباب استقبلتهم كلهم، دخلوا وفاتن سألت سيف: بيتها في المنصورة ولا قصدك بيتها فين يا سيف؟
سيف ابتسم: لا بيتها هنا، آخر النهار آخدكم تزوروها ونفاجئها، ايه رأيكم؟ المهم دلوقتي أنا يدوب أدخل أغير هدومي بعد إذنكم.
همس بتريقة: هو ده المستعجل؟
سيف بصلها باستغراب: أكيد مش هروح اجتماع يا همس مهم للدرجة دي بهدومي دي، ولا ايه رأي سيادتك؟
همس: اتفضل ما تعطلش نفسك.
سابهم ودخل، اتصل بسبيدو: انت فين يا ابني؟
سبيدو باستغراب: خارج من المصنع اهو ورايح للميتنج وهوصل بدري ما تقلقش.
سيف بسرعة: لا تعالى لعندي على شقتي خدني في طريقك، أنا في شقتي مش الڤيلا.
سبيدو باهتمام: انت لسه تعبان؟
سيف: انجز هغير هدومي تكون وصلت يلا بسرعة علشان كريم على آخره من التأخير.
أخد شاور ولبس هدومه بسرعة وخرج كان دايخ ومرهق ومش عارف يتصرف ازاي؟
قابلته عواطف: تحب تشرب أي حاجة أو تاكل أي حاجة قبل ما تخرج؟
سيف ابتسم لها: متشكر يا عواطف، لا مش هقدر.
فاتن وقفت: طيب هتقف على رجليك ازاي؟ ماهو انت لازم تاكل أو تشرب حتى شوية عصير.
سيف تراجع: بقولكم ايه أنا يدوب أوصل.
همس سألته: انت شكلك تعبان هتروح ازاي أصلا؟ كلم نصر يجيلك.
سيف بدون ما يبصلها: سبيدو هيعدي عليا – بصلها بتهكم – اللي يسمعك يقول مهتمة بعد الشر.
همس دورت وشها بعيد بغيظ: على رأيك صح!
مشي خطوتين وسند على ظهر الكنبة، فخاطر وقف جنبه سنده: سيف يا ابني الغي الاجتماع ده و...
قاطعه سيف: عمي أنا ما ينفعش ألغيه وما ينفعش ما أروحش، وبعدين كل المطلوب مني إمضائي على كام ورقة، الباقي كله حاجات صورية، فما تقلقش.
سبيدو رن، فهو بص لحماه: سبيدو وصل اهو، يلا بعد اذنكم.
خاطر أصر ينزل مع سيف لحد عربية سبيدو اللي استغرب حماه فنزل بسرعة: هو تعبان للدرجة دي؟
قبل ما سيف يرد، خاطر رد: أيوة وبيكابر، معرفش ليه؟
سبيدو فتح الباب لسيف يقعد وبص لخاطر: الاجتماع ده مهم جدًا، فهو غصب عنه مش بيكابر يا عمي، مجبر أخاك لا بطل، بعدين ما تقلقش يخلص الاجتماع وهجيبه لحد سريره مش باب أوضته.
اتحرك سبيدو بسرعة وكريم كلمهم كذا مرة وبلغهم إن ضيوفهم وصلوا.
عواطف راحت لهمس: "لو ينفع تتصلي بدكتور نادر أخوكِ وتوصلي منه لدكتور محي، وتعرفي ايه ممكن نعمله لسيف علشان يأكله؟"
فاتن بحماس: "أيوه يا بت، اتصلي بأخوكي يلا بسرعة!"
اتصلوا بنادر اللي وصلهم لمحي وقالهم على أكل يعملوه لسيف خفيف وبعتلهم كمان أدويته اللي ياخدها علشان ترتاح معدته قبل الأكل وبعده، وقالهم يوم أو يومين بالكتير وهيرجع لطبيعته.
عواطف نزلت بنفسها جابت الأدوية لسيف اللي هيخدها، وهمس كتبت عليهم المواعيد زي ما محي قالها علشان ما تنساش، وجهزت له أكل خفيف مسلوق وبدون أي زيوت أو بهارات تتعبه.
الكل كان موجود، وحسن بص لعز وسأله بهمس: "ابنك فين هو وصاحبه؟"
عز: "المفروض على وصول الاتنين."
الاجتماع بدأ وكريم بدأ يرحب بكل الناس الموجودة وعينه على الباب كل شوية. المدير التنفيذي للشركة الثانية سأل كريم بشكل مباشر: "مش شايف سيف الصياد ليه يا باشمهندس؟"
كريم ابتسم: "هو للأسف عنده وعكة صحية بس على وصول حالًا."
المدير شك في كلام كريم بس ابتسم: "الف سلامة عليه، كان ممكن نأجل الاجتماع لو هو تعبان للدرجة دي؟"
سيف دخل ومعاه سبيدو واعتذر عن تأخيره وبدأوا الاجتماع بشكل جاد، بس كان واضح جدًا للكل إرهاق سيف وتعبه، وده خلا المدير يعتذر لكريم لأنه شك إنه بيقول أي سبب وخلاص.
مضوا على العقود أخيرًا وبدأت شراكة جديدة، الكل فرحان بيها وقرروا يعملوا حفلة كبيرة بمناسبة الشراكة الجديدة دي، وخالد عزمهم كلهم على فرح بنته، والكل باركله وقرروا يحضروه.
خلص الاجتماع، فضلوا كلهم قاعدين. حسن أول حد يتكلم: "سيف، طمنا عليك يا ابني، الدكتور قال ايه؟"
سيف ابتسم له: "الحمد لله، أحسن يا عمي. الأشعة كويسة ومش هحتاج عمليات إن شاء الله."
الكل بدأ يتكلم شوية في صحة سيف ويهنوه على سلامته. مؤمن وقف واعتذر منهم: "أنا عندي ميعاد مع المحامي، عايزين مني حاجة قبل ما امشي؟ سيف، أوصلك الأول؟"
سيف: "لا شوف طريقك، سبيدو معايا، ما تقلقش." – بص لكريم – "لو هتروح معاه، قوم أنت كمان؟"
كريم بص لمؤمن اللي رد: "لا مش هيروح معايا. المهم بلغوني لو في أي جديد، سلام."
حسن بص لسيف: "لعلمك، والدة كريم زعلانة منك إنك هتعتذر بكرة ومش قابلة اعتذارك وبتقول هتنتظرك بكرة."
سيف ابتسم بحرج: "اعذرني بجد يا عمي، بس لسه حالًا حمايا وحماتي واصلين ومع فرح نادر وملك، فالوقت مزنوق. بس أوعدك نخلص الفرح وأنا هكلمك بنفسي وأبلغك بميعاد زيارتنا. بس دلوقتي الوقت ضيق ويدوب."
حسن بص لعز: "قول حاجة لابنك، ما يا أهلًا بحماك وحماتك. ايه المشكلة؟ مش كلنا عيلة وأهل؟ قول حاجة يا عز لابنك."
عز بص لسيف باستغراب: "حماك وحماتك وصلوا إمتى؟ محدش بلغني؟"
سيف بهدوء: "في شقتي مع همس، مش في الڤيلا."
عز استغرب إن سيف راح شقته، وده ظهر للحظة على ملامحه، بس سيف لاحظه. حسن تدخل بينهم: "يا أهلًا بيهم وبيك، بكرة هننتظركم."
سيف حاول يعتذر بس حسن مصر وكريم كمان، فعلق باستسلام: "أنا مقدرش آخد قرار نيابة عن حمايا، هبلغه الأول وأشوف رده ايه؟"
قام وقف وبص لسبيدو: "هتوصلني ولا ايه؟"
كريم وقف: "أوصلك أنا، يلا."
سبيدو قرب منهم: "أنا جبته وأنا هروحه، ده أنا وعدت حماه أوصله للسرير مش للباب. يلا يا ابني."
عز وقفه ووقفوا على جنب الاتنين: "انت برضه مصر يا سيف تسيب البيت؟"
سيف بص لأبوه: "لو ما أخدتش الخطوة دي، هسيب همس نفسها. وأنا معنديش استعداد أخسرها يا بابا." – أضاف بحزن – "ده لو مكنتش خسرتها أصلاً بعد آخر خناقة بينا."
عز حط إيده على كتفه: "همس بتحبك، واللي بينكم قوي مش هينتهي ببساطة ولا بسهولة. انت واقف على أرض صلبة. فهمها إن خوفك عليها هي مش الفلوس. فهمها وهتفهم. تحب آجي معاك واتكلم معاها؟"
سيف بتردد: "لا مش دلوقتي، خليني أتكلم معاها الأول ونشوف الدنيا هتوصل لايه؟"
عز تنهد باستسلام: "طيب براحتك، بس طمني عليك وعلى صحتك." – بص لسبيدو – "طمني بعد ما توصله."
سبيدو شاور على عينيه وأخذ سيف ووصلوه لباب شقته ودخل معاه، كان خاطر وكلهم قاعدين فسلم عليهم، بعدها بص لخاطر: "أهو زي ما أخدته زي ما رجعته." – اتلفت حواليه بهزار – "معندكوش غدا ولا ايه؟ مش شامم ريحة أكل ليه؟"
عواطف ردت بسرعة: "في غدا، أصلًا محدش فيهم اتغدى، منتظرين سيف."
سيف بصها بذهول: "قلتلك مش هأكل قبل ما أمشي وما تنتظرونيش يا عواطف؟"
عواطف رفعت إيديها: "هم رفضوا."
سيف بص لحماه: "يا عمي ليه كده؟ أنا أصلًا مش باكل، ما تقولي حاجة يا همس لأبوكِ وأمك؟"
همس: "قولتلهم وما سمعوش الكلام."
سبيدو دخل في الحوار: "المهم في الآخر في غدا ولا مفيش؟ ولا هتقضوها قولتلك وقولتله وقولتلها لملانهاية؟"
فاتن ضحكت ووقفت: "هساعدها ثواني."
سبيدو اتحرك وراها: "هساعدكم أنا."
سيف مسكه من قفاه: "رايح فين؟"
سبيدو بصله باستغراب: "هساعدهم في ايه؟ وبعدين كل أفراد البيت أهم يعني؟ محدش جوه مستخبي قالع دماغه؟ مثلًا ايه وجه اعتراضك؟" – كشر فجأة – "ولا قصدك أطرق وأمشي علشان حماك وحماتك هنا؟"
خاطر رد بسرعة: "ليه يا ابني، يا أهلًا بيك. ده انت تنورنا."
سبيدو ابتسم لخاطر: "تسلم يا عمي." – بص لسيف – "شايف الراجل السكرة."
سيف رفع إيده باستسلام: "أنا داخل أغير هدومي، البيت بيتك. قوم ساعد اللي تساعده، عارف طريق المطبخ؟ أعتقد؟"
سبيدو وقف معاه: "عارفه."
دخل يحمحم، فعواطف طلعتله: "تعال يا سبيدو، إحنا هنا. اتفضل حط دول على السفرة ووزعهم."
سبيدو بصدمة: "انتِ صدقتي ولا إيه يا عواطف؟ أنا بهزر، أنا داخل ألقط أي حاجة كده ولا كده، مش هساعد بجد؟"
سيف ضحك: "أحسن، ده إحنا هنخليك تغسل الأطباق بعد الأكل كمان."
سبيدو بتكشيرة مصطنعة: "لا يا عم، كده مش لاعب، هو استغلال ولا ايه؟ وبعدين أنا بس اللي استغل، محدش يستغلني."
عواطف زعقت بهزار: "رص دول، اتفضل."
سبيدو مثل إنه اتخض: "حاضر، حاضر من غير ضرب. هرصهم أهو، ماشي يا سيف."
سابه ودخل أوضته يغير هدومه، وأول ما دخل رمى نفسه على السرير بتعب. لحظة، ودخلت وراه عواطف، فاتعدل وهي ناولته قزازة دوا. فاستغرب، وهي وضحتله اتصال همس بأخوها اللي وصلها لدكتور محي : دكتور محي بعتلنا العلاج بتاعك واتس وقالنا مواعيده وقال إنك نسيت أصلًا الروشتة عنده. فنزلنا جبنا أدويتك، خد معلقة من ده هتريح معدتك، يلا."
أخدها منها دون نقاش، وهي سابته يغير هدومه ويرتاح.
خاطر قاعد جنب بنته، قرب منها وقال: "حتى لو زعلانة منه، المفروض تقفي جنبه في تعبه."
همس بصت لأبوها وقالت: "ما أنا وقفت جنبه، بس بيلعب بيا وبمشاعري وبيستخف بيها."
خاطر باستغراب: "إمتى بس سيف لعب بيكي يا همس؟ ما تبقيش من اللي الرسول قال عليهم 'يكفرن العشير'، يعني في لحظة غضب تنسي كل حاجة حلوة بينكم. افتكري الحلو والوحش ووازني أمورك. شوفي ايه أكتر، هل الوحش أكتر ولا الحلو أكتر يا بنتي؟ دلوقتي هو تعبان وراجع، وصاحبه مسنده يعني أضعف الإيمان تقومي تشوفيه وتساعديه يغير هدومه. أنا وأمك مهما نكون زعلانين في مواقف معينة بنركن الزعل على جنب ونقف جنب بعض."
همس اتنهدت وقامت دخلت أوضتها. كان سيف في السرير شكله غني عن أي كلام، فهي فتحت الدولاب جابت هدومه وحطتها على السرير وقالت: "تحب أساعدك؟"
سيف بص لها كتير قبل ما يتعدل وقال: "لا شكرًا يا همس، مش عايزك تساعديني."
همس كانت هتخرج، بس وقفت وبصت له وقالت: "على فكرة، انت مش من حقك تزعل وتقلب...."
قاطعها سيف : "ولا حقي ولا حقك يا همس، اللي حصل اليومين اللي فاتوا فاق كل حاجة ممكن الواحد يتخيلها. المهم مش وقته. الفلوس قدامك خديها واديها لأبوكي زي ما اتشطرتي وعرفتي تطلبيهم منه، رجعيهم تاني."
همس بغضب : "لعلمك، أنا مش هرجعهم لأبويا. أنا قبلت آخد من أبويا فلوس، لكن منك انت لأ. دي مرة وعلمت عليها خلاص."
سيف بنرفزة : "انتِ تقبلي ما تقبليش ده ما يخصنيش. اللي يخصني إنك طلبتي فلوس باسمي وده أنا مش هقبله. رجعي الفلوس لأبوكِ يا همس، واقفلي الحوار ده دلوقتي لحد ما الناس تتغدى وتاكل لقمة. معرفش انت ليه أصلًا خليتيهم ينتظروا وانتِ عارفة كويس إنّي مش هتنيل آكل؟"
همس سابته وخرجت، وسايبة الفلوس، فسيف وقفها : "خدي الفلوس لأبوكِ."
همس بصت له : "مش سيادتك قولت اقفل الكلام لبعد الغدا؟ يبقى اقفله لبعد الغدا. مش هطلع أدي الفلوس لبابا قدام صاحبك لأنه مش هياخدهم غير لما يفهم ايه حكايتهم. فاقفل سيادتك الكلام لبعد الغدا."
سابته وخرجت، وهو غير هدومه بسرعة وخرج. كانت السفرة جاهزة، وسبيدو بيزعق: "ما يلا يا ناس قوموا، الراجل قالكم مش هياكل، منتظرين ايه؟"
سيف ابتسم : "من يومك واطي يا مان."
سبيدو ضحك : "مش ده مبدأ صاحبك الدخيلي؟ الوطينة مبدأ، وصراحة مبدأ يحترم. قول لحماك يلا علشان أنا عامل مؤدب قدامه."
فاتن بهزار : "كل ده وعامل مؤدب؟"
سبيدو ضحك : "ماهو حضرتك ما شوفتينيش وأنا مش مؤدب عامل ازاي ."
سيف بص لحماه : "يلا يا عمي، اتفضل، وارجوك بلاش تضغط عليا لأني بجد مش هقدر آكل."
فاتن قربت : "عاملين أكل خفيف ومسلوق زي ما الدكتور قال. كل على قد ما تقدر، ما تضغطش على نفسك. مش أخدت العلاج اللي قبل الأكل؟"
وافقها، وقام أكل كام معلقة لأنه اكتشف إنه جعان ومحتاج أي طاقة.
بعد الأكل، همس قامت جابت علاج تاني ناولتهوله مع كوباية مية، وهو بصلها باستغراب. فهي وضحت: "ده تاخده بعد الأكل علشان ما ترجعش."
أخده منها وسألها: "في أدوية تانية؟"
همس نفت : "لا، هو واحد قبل الأكل وواحد بعده، بس يوم ولا يومين بالكتير لحد ما معدتك ترتاح وترجع لطبيعتها."
خلص الغدا وسبيدو سابهم ومشي. قعدوا كلهم مع بعض، عواطف راحت لسيف : "امشي أنا بقى يا سيف؟ علشان أشوف سلوى هانم لو عايزة حاجة قبل ما أروح؟"
سيف بص لها كتير قبل ما يعلق : "ما تخليكي معايا يا عواطف، سيبك من سلوى."
ابتسمت وربتت على كتفه : "انت عارف كويس رأيي، بس والدتك هتزعل مني ومنك. هبعتلك أحلام أو كوثر."
سيف علق : "ماشي، بس أنا عايزك انتِ. هتكلم معاهم بحيث تيجي انتِ معانا."
ابتسمت : "ياريت شوف هتعمل ايه وأنا معاك، يلا اسيبكم وحمد الله على سلامتكم."
سيف وقفها : "أنزل أوصلك؟"
ابتسمت : "نصر بانتظاري تحت يا ابني. ما اتحرمش منك."
قفلت الباب، وكلهم بصوا لبعض منتظرين حد يبدأ الكلام. سيف قام جاب الفلوس من جوه وحطها قدام خاطر : "اتفضل يا عمي، فلوسك اللي حولتها إمبارح لملك."
همس ربعت إيديها وبصت للأرض. خاطر بص لها بعدها بص لسيف : "أعرف الأول ايه حكاية الفلوس دي، وبعدها نشوف مين هياخدها؟"
سيف بص لهمس : "احكي لأبوكِ يا همس ايه حكاية الفلوس دي."
همس بصت لسيف بغضب : "لو قصدك تطلعني أنا غلطانة، فأوكي أنا غلطانة و..."
قاطعها سيف بضيق : "أنا ولا عايز أطلعك غلطانة ولا عايز حاجة أساسًا. ولو مش حابة تتكلمي معنديش أي مشكلة. بس رجعي لأبوكي فلوسه، ده اللي يهمني في القصة دي كلها."
همس وقفت : "أنا مش عايزة أرجع لأبويا فلوسه، ومن النهاردة بعد إذنك يا بابا، عايزاك تبعتلي مصروفي زي أيام الكلية، لأني مش عايزة منه هو أي حاجة."
سيف علق بهدوء : "انتِ عايزة أبوكِ يصرف عليكِ وانتِ في بيتي وعلى ذمتي ؟"
همس بتحدي : "بالظبط كده."
سيف حافظ على هدوءه : "أبوكِ مش هيصرف عليكي في بيتي. ولو هترسي على كده، هقولك روحي بيت أبوكِ ."
همس بصدمة : "يبقى خليني أروح بيت أبويا."
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق