رواية قلوب تائهة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سهام صادق
رواية قلوب تائهة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سهام صادق
الفــصــــل الاولــ
في منزل يبدو عليه البساطه الشديده ، عندما تدخله تري مدي بساطه اهله وطيبتهم ولكن تجد الحزن يخيم علي اهله
فقد فقدوا من كان مصدر امانهم وحمايتهم نعم اب والزوج
كانت تجلس سيده في الخمسين من عمرهاا ،مازالت ملامح جمال الصبا ظاهره علي وجهه بالرغم من ظهور التجعيدات البسيطه والحزن الشديد الذي يملئ قلبها قبل وجهها علي زوجهاا الغالي الذي تركهاا وحيده في تلك الحياه هي وابنتهاا
مريم بحزن واشفاق علي حال والدتهاا وبرغم من حزنهاا الشديد والفراق الذي لم تتقبله ولكن تجاهد ان تبقي قويه من اجل والدتهاا المريضه
جلست بجانب والدتهاا وامسكت احد ايديهاا ثم قبلتهاا بحب شديد
مريم بحب : اخدتي علاجك ياماما
الام بضعف: اخدته ، مع ان مبقتش فارقه كتير ،الي كان مخليني احب الحياه راح خلاص ، ثم بدأت دموعها تتساقط
مريم بحزن شديد ودموع كانت تود ان تخرج بغزاره ولكن حبستهاا لتكون قويه : ليه كده ياماما ، بعد الشر عليكي ، انا ليا مين غيرك ياست الكل
سعاد(والدتها) بأشفاق وهي تحتضن ابنتهاا لتهون عليهاا او بالاصح تستمد منهاا قوتهاا : مش مصدقه يامريم انه سبنا خلاص ، خلاص مش هيبقي موجود في وسطنا ، ثم تذكرت احد مداعبته لها ولااا هيقولي حكايه قفص المانجه الي كان شبكتي ونفضل نضحك ونفتكر ايام زمان ، يااااااا
مريم باشفاق وهي تمسح بأحد أيديها دموعهاا : وانا كمان وحشني اوووي ياماما ، ثم اترمت في حضن والدتهااا ثانيه وظلوا يبكوا سويااا علي حياتهم الجديده التي تنتظرهم بدونه
.................................................. ...............
اصوات الموسيقي تتعالا، والرقص والضحك وشرب الخمروالصحافه تملئ المكان ، وصفقات بين رجال اعمال تنشئ وصداقه تبدء من اجل المال والصفقات عالم تعتبر الماده هي اول اساسيته واهم اولوياته
دخل بسيارته الفارهه الحديثه ، ونزل منهاا وهو يكاد ينفجر من غروره تلك ، فكيف لا يشعر بهذا وهوحفيد وا بن واخ لاكبر واهم رجال الاعمال ،التفت امامه وجد سيارة اخه الاكبر تدخل وينزل السائق سريعاا ليفتح له باب تلك السياره بابتسامه
أدهم وبملامح رجوليه كامله تدل علي شخصيته القويه وصرامته وكم يدعي الرجل الذي يحطم القلوب ولا يتحطم فهو معروف لدي النساء بذلك ، وما من احداهما لا ترغب بأن تكون زوجة هذا الشخص وبالتأكيد من اجل شهرته وماله وايضاا وسامته التي يخفيها تحت زًي رجال الاعمال
أياد بابتسامه واسعه : اهلا بالبوس ، منور الحفله ، بس ايه الي غير رأيك وخلاك تيجي
ادهم بابتسامه حب لأخيه الذي يعشقه : ايه يا أياد مش عايزني اجي عشان مشوفش فضايحك واتفاجئ بيها بكره في المجلات صح
اياد بضحكه جميله قد زادت من وسامته: ما انت عارف الصحافه ما بتصدق اي حاجه ، يعني المره الي فاتت طلعتلي قصه حب بس عشان رقصت مع واحده ، اومال لو بوستها كانوا قالواا ايه هتجوزهاا
ادهم بهدوء ورزانه : حاسب شويه علي تصرفاتك ، انا مش عارف هتكبر امتا 26 سنه ولسا طايش
اياد بضحك : انا لو مكانك اتبري من العيله ديه ، اخ طايش واب كل يوم بيغير عروسه ولا كأنه بيغير جذمه
ادهم وكاد ان يتحدث ولكن صمت عندما رأي والده الرجل الذي عمره 60 عاما يتراقص في حضن فتاه يبدو انهاا في عمر اخاه
أياد بضحك وهو يشاهد ايضا المنظر: مش بقولك انت لازم تتبري من العيله ديه ، عيش انت بقي وسيبني اعيش
ذهب أياد وكان ادهم نظراته مازالت علي اباه ، ثم التفت الي اخاه وجدهه يقف مع احد الفتايات التي تقترب منه بدلال شديد
نظر عليهم نظره اخيره ، ثم التفت ليأخذ احد المشروبات ليهدء من اعصابه حتي لو قليلاا
كانت واقفه تتأمله تتأمل هدوئه ووقاره الذي اعجبها منذ ان رأته في المره الاولي في احد الحفلات ، وهو يبتسم ابتسامه جذابه تجعل قلب اي أمراءه يذوب من اجلهااا ، قررت اليوم وبكل جرائه ان تقترب منه قبل ان يظهر احد وينشغل معه بالحديث فهذه هي فرصتهاا
كاد ان يلتف بظهره ولكن اصصدم بهاا ، وانسكب المشروب الذي كان بيدها علي ملابسهاا الوثيره الضيقه
ادهم بهدوء وبأعتذار: أسف بجد مأخدتش بالي، انتي كويسه
صافي بأبتسامه واسعه : ولا يهمك انا الي كنت غلطانه ، ثم بدأت بالحديث معه
ثم قالت له بجرأه: طب ما انت شخص لطيف اه زي بقيه الرجاله ، اومال ليه ديما معروف بالصرامه والانضباط وكاد ان تقول كلمتهاا الاخيره ولكن ..
ادهم بأبتسامه : ومعقد ، ومغرور صح
صافي : مش قصدي صدقني ، بس ده الي ديماا بسمعه من ساعة لما رجعت من لندن..
ادهم : لاء عادي ، عن اذنك .. ثم ذهب وتركهاا وهي تشعر بالحيره من تلك الرجل ، ظلت تتابع حركاته وانشغاله مع بعض أصدقائه من رجال الاعمال ، كانت كل نظراتها عليه الي ان
نور بضحك : مش هيبصلك ومش هتفرقي معاه ، كان غيرك اشطر ، مافيش ست لحد دلوقتي قدرت بس انها حتي تقضي ليله معاه ، ده ادهم شوكت
نظرت لها صافي بصمت ولم تتحدث ..
.................................................. ........
علي فكره وحشتيني اوووي
بوسي بدلال : كداب
اياد بضحك : اخص عليكي ، انا كداب برضوه
بوسي : اومال مبتردش ليه علي تليفوناتي
اياد : مشغول ياحببتي
بوسي وهي تقترب منه اكثر وتقبله علي احد خديه : مشغول علي بوسي حببتك برضوه
اياد بلطف ومجامله مصطنعه وحب ايضا مزيف : غصب عني ما انتي عارفه ، وكمان ولا تزعلي ياستي هنقضي السهره النهارده مع بعض
بوسي بمياعه وهي تحتضنه : بموووت فيك يا دودي ياحبيبي انت
وكادت ان تكمل مياعتهاا ، ولكن قطع حديثهم قدوم ..
احمد : ايوه ياعم ، مافيش طبعاا غير سي اياد
بوسي ببرود : ياسم ، ثم تركتهم وقبل ان تنصرف
مستنياك ياحبيبي
نظر لهاا أياد بخبث وبأبتسامه ، ثم التف الي صديقه
احمد : امتا هتعقل بقي
اياد بضحك: واعقل ليه ، هو انا الي برمي نفسي عليهم ، اه خلينا نستمتع بحياتنا
احمد : وهي ديه تعتبر حياه ياسي اياد
اياد وهو ينظر لأحد الفتايات التي لفتت انتباهه وعيناه تتفحصهاا : بتقول ايه يا احمد ، ثم تركه وانصرف
احمد : ربنا يهديك يابن خالي وتعقل
.................................................. ............
تقبل الله ياماما
سعاد : منا ومنكم ان شاء الله
مريم : يلاا عشان نتعشي وتخدي دواكي
الأم بحزن ولكي لا تزيد الحزن علي ابنتها : يلاا ياحببتي ، بسم الله
بدئواا في تناول طعامهم ولكن قطع جلستهم رنين هاتف منزلهم ، نهضت مريم لكي ترد علي المتصل
مريم : السلام عليكم
المتصل : وعليكم السلام ، ازيك يامريم يابنتي
مريم: الحمدلله ياعم حسين ، ازي حضرتك
حسين بخجل : انا الحمدلله يابنتي بخير ، معلشي اتصلت بيكم في الوقت ده
مريم : لا ابدا ولا يهمك
حسين بخجل ، وبدء يقص عليها ما اتصل لاجله
.................................................. ....
كفايه بقي ياريري ، انتي شكلك شاقيه اووي وهتتعبيني
ريري : عشان خاطري خلينا كمان نرقص ، ولا عايز ولادك يقولوا عليك عجزت
عزت بتكابر: انا عجزت فشر
شايف يا احمد خالك ، مش عارف امتا بس هيحس بسنه ، فاكر نفسه لساا مراهق ، انا مش عارف هلاقيها منه ولا من أياد ، طب أياد لسا شاب وطايش ، اما هو ديه 10 جوازه ليه في سنه واحده
احمد بتعاطف : انت هتعمل ايه ولا ايه يا ادهم ، ربنا يهديهم
ادهم بجمود : انا ماشي ، عشان لو فضلت اكتر من كده مش عارف هعمل ايه ، ثم نظر علي والده والقي عليه نظره أسي ورحل ...
كانت اعينها مازالت متعلقه عليه ، تتابع حركاته ، وعندما رأته يهم ليغادر الحفل استأذنت ورحلت هي ايضاا
ركب سيارته بهدوء وهو يشعر بالأختناق من تلك الساعه التي قضاهاا في تلك الحفل التي جمعته بوالده ، ليري تصرفاته تلك ،ألتفي ليفتح زجاج سيارته لينعم ببعض الهواء وجدها تقف تنتظراحدي سيارات الاجره
ادهم : ثواني بس ياصالح
خرج من سيارته بهدوء، ثم عرض عليهاا ان يوصلها كي لا تبقي بمفردهاا في مثل ذلك الوقت ، وايضا ليعتذرلها ثانيهً عما فعله بهاا عندما اسكب عليها بعض قطرات العصير
ركبت بجانبه ، وهي تشعر بسعاده بالغه فقد تحقق ما تمنت
اوصلهاا الي البنايه التي تقطن بهاا في أحد المناطق الراقيه، وبعد الحاح شديد كي يشرب معاهاا فنجان قهوه ، حتي يهدء الصداع
وافق علي عرضهاا وترجل معهاا السياره ليذهب الي شقتها التي تقطنها بمفردها
.................................................. ...........
سعاد بأشفاق: طب هنعمل ايه دلوقتي ، معاش ابوكي ولساا الحكومه مش هتصرفوا لينا دلوقتي والله اعلم لو اخدناه
والتاكسي اه عمك حسين طالب مفاتيحه ، الي اصلا كنا هنبعتهاله من غير كلام ، بس الواحد اتلهي ، انا هرجع اخيط تاني يامريم وهطلع مكنه الخياطه
مريم : لاء طبعاا ياماما ، طول ما انا عايشه مش هتعبك ابدا ، انا هنزل من بكره ان شاء الله هدور علي شغل
سعاد بحزن وتذكرها لزوجها : يااا عبدالله ،عمرك ما خلتنا محتاجين حاجه ، كنت بتحرم نفسك وتشتغل علي التاكسي بالليل عشان متخليناش نحتاج لحد
مريم بحزن يعتصر قلبها : ربنا كريم ياماما ، وان شاء الله مش هنحتاج لحد ، قولي يـــارب ، مش انتي ديماا بتقوليلي ومن يتوكل علي الله فهو حسبه وكفي بالله وكيلا
سعاد : ونعم بالله ، يــــاربـــ
مريم: يلا ننام بقي ياست الكل ، عشان نصحي نصلي الفجر
الام بحب وهي تربط علي كتف ابنتها : ربنا يباركلي فيكي ياحببتي، ويحفظك
.................................................. ..........
نظر جانبه وجدها نائمه جواره وهي عاريه ، ظل يتذكر ماحدث بينهم ، ثم نهض بهدوء من جانبهاا وارتدي ملابسه وقبل ان يرحل نهضت من علي الفراش بعد ان غطت جسدهاا
صافي: صباح الخير
ادهم : صباح النور ، نمتي كويس
صافي : يااا ده اكتر يوم انام فيه وأحس بالراحه من غير احلام مزعجه
ادهم بهدوء: يلاا سلام ، ثم هما بالرحيل ولكن استوقفه صوتها الحاني
صافي : هشوفك تاني
ادهم ودون ان يلتف اليها ، غادر المنزل ورحل
ظلت واقفها لثواني معدوده وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها بين احضنه ، ثم ابتسمت وذهبت الي غرفتهاا لتكمل نومهاا لتنعم برائحته التي مازالت علي فراشهاا
.................................................. ........
ظلت تبحث طول اليوم عن عمل ، ولكن بدون جدوي
فكل أصحاب العمل يرغبون بمن لديه خبره او بالاصح واسطه لكي ينعم بأبسط حقوقه وهي وظيفه لكي يعيش بهاا
نظرت الي اوراق تخرجهاا والكورسات التي حصلت عليهاا ، ثم وضعتهم في حقيبتهاا وقررت الرجوع الي منزلهاا
سعاد بحب : عاملتي ايه يامريم
مريم بأسي تحاول ان تخفيه : لقيت الحمدلله شغل ، متقلقيش ياست الكل
سعاد بشك : شغل ايه وفي شركه ايه
مريم بأبتسامه لتداري كذبها : ايه ياسوسو هتفضلي تسأليني كتير كده ،ده انا حتي جعانه وميته من الجوع اكل بس واحكيلك علي كل حاجه
سعاد بحزن علي ابنتهاا التي يبدو عليها التعب : ياخبر ياحببتي ثواني احضر الاكل وناكل
نظرت مريم علي والدتهاا بحزن ، ثم فتحت حقيبتهاا لتري المال الذي بحوذتهاا فكان لا يتعدي خمسمئه جنيهاً
مريم بدعاء: يــــاربـــ متحوجناش لحد ياربـــ
ثم ذهبت لغرفتهاا لتبدل ملابسهاا وتؤدي صلاتهاا
.................................................. .........
كان يتحدث بصرامه شديده : الصفقه ديه مهمه جداا بالنسبه لمجموعتنا ، مش عايز اي تقصير مفهوم
نظرواا الي بعضهم وبصوت مضظرب : مفهوم يافندم ، اي أوامر تانيه
ادهم : لاء اتفضلواا
احمد وهو يهم بالخروج ايضاا
ادهم : ثواني يا احمد عايزك ، ثم القي احد المجلات امامه
احمد بضيق : طب هو فين دلوقتي
ادهم بنرفزه : الاستاذ قافل تليفونه ، مش كفايه عليا فضايح ابوه كمان فضايحه هو الي مبتخلصش
احمد بهدوء: طب اهدي بس انت يا ادهم وانا هشوف الموضوع واحله
ادهم بضيق وهو يسند رأسه علي كرسيه : ماشي يا احمد ، وياريت اول لما يوصل يجيلي مكتبي علي طول
نظر له احمد بأشفاق ، وغادر
هناا لو سامحتي ، هاتيلي قهوه ... ثم ارجع رأسه للخلف مره ثانيه وبدء يسترخي قليلاا لعله ينعم ببعض الهدوء....
اشتغل جرسونه !!
نظر لها المدير بأستهجان : اومال عايزه تشتغلي ايه ، احمدي ربنا انك لقيتي شغل اصلاا ، لولا ان البنت الي كانت بتشتغل هناا اتجوزت ... مكنتيش هتلاقي ياحلوه
هااا موافقه تمضي العقد سنه ولا .......
يتبع بأذن الله
********
الفـــصل الثــانـــي
نظرت الي ذلك الشخص الذي ينظر لها بأبتسامته المستفزه ، ثم نطقت بموافقتهاا علي ذلك العمل
خيري ببرود : نمضي بقي العقد
مضت مريم العقد بدون ان تفكر بتلك السنه التي لابد ان تقضيها تحت رحمة ذلك الرجل ،لم تفكر سواا بوالدتهاا وعلاجهاا الذي تحتاجه كل شهر لمرض السكر،ولكن عزمت الا تخبر والدتهاا بعملهاا
خيري : طبعا انتي شايفه ان المطعم مش اي زباين بتجيه ، ناس من اعلي مستوي عمرك حتي ماشوفتيهم ، يعني يبقي فيه التزام ووجهه بشوش وقال بضحكته المستفزه وهو يتفحصها ووجهه حسن وانتي بصراحه ايه قمر
مريم بحده : افندم
خيري وهو يندهه علي احد العمال: ياسعد ياسعد ، تعالاا فهم الانسه شغلهاا
ذهبت مريم لتعرف ماهي طبيعة عملهاا وهي تشعر بالرهبه الشديده
.................................................. ....
دخل شركته وهو يمشي بثقته المعهوده ، ونظرات موظفينه تكاد ان تخترقه ، الي ان سمع احد الموظفات تتحدث مع صديقتها
عندهم حق البنات تتلهف عليه ، حد يطول ان يقضي ليله مع القمر
سمع جمتلهاا تلك ، فلتف اليهاا وهو يخلع نظارته وابتسم لها ابتسامته الساحره
الفتاه وبعد ان رحل : ده ضحكلي ، انا مش مصدقه
دخل الي غرفه مكتبه ، بعد ان القي التحيه علي سكرتيرته
وبعد ان دخل وجد احمد يدخل خلفه
احمد : كنت فين يا أياد من امبارح
أياد بهدوء: في شرم ليه حصل حاجه
احمد :وقفل تليفونك ليه
أياد: في ايه يا احمد ، شايفني صغير
وفي تلك اللحظه ، دخل ادهم وعلامات الضيق علي وجهه من تصرفات اخيه
ادهم : صغير لا سمح الله يا أياد ، ده انت أياد عزت حفيد شوكت باشا
وقف أياد لاخيه الاكبر دون ان يتحدث
ادهم : كنت فين يا استاذ ، وقافل تليفونك ليه
اياد : في ايه يا ادهم كنت زي ماكنت ، هو تحقيق واظن اني كبير ومسئول عن نفسي كويس
ادهم بضيق وهو يلقي له احد المجلات التي يبدو فيهاا انه في حالة سكر شديد وفي وضع حميمي مع إحداهما: ومدام انت مسئول اووي عن نفسك وكبير وناضج اووي يامحترم ، ابقي شوف تصرفاتك كويس ، ثم خرج وهو يزفر بضيق شديد من تصرفات اخيه
اياد بضيق : في ايه يا احمد انت بتبصلي كده ليه انت كمان
نظر له احمد ثم غادر ولم يتحدث
اياد بعصبيه وهو يأخذ مفاتح سيارته مره اخري ليغادر الشركه بأكملهاا
.................................................. .......
عادت الي بيتها ، وجدت والدتهاا تنتظرها ويبدو عليهاا القلق والخوف الشديد
سعاد : كل ده في الشغل يامريم
مريم بتعب تحاول ان تخفيه: معلشي ياماما ما انتي عارفه المواصلات بتاخد ساعتين كمان
الام بضيق: استغفر الله العظيم ، انا قولتلك اطلع مكنه الخياطه واشتغل عليها يابنتي ، ما انتي عارفه كان ليا زباين كويسين ولو عرفوا اني رجعت اخيط من تاني اكيد هيجولي
نظرت مريم لامها الطيبه التي تشعر من كلامهاا بجمال الحياه وببساطتهاا وطيبة اهلها ولكن هيهات
مريم بحب : وانا قولتلك طول ما انا عايشه مش هخليكي تتعبي ابداا ، وانا اه الحمدلله لقيت شغل
سعاد بحزن وهي تتذكر جملة زوجهاا ايضاا عندماا منعهاا من شغل الخياطه حتي لا يتعبهاا : طب روحي ياحببتي غيري هدومك وصلي المغرب قبل ما العشا يأذن واكون انا حضرتلك الاكل
مريم بحب وهي تقبل خد والدتها : ربنا يخليكي ليا ياماما
سعاد : ويخليكي ليا ياحببتي
ذهبت مريم لغرفتها وأعين امهاا عليها، وهي تشعر بالحزن من اجل ابنتهاا ، ابنتها التي كانت دائماا تداري احتياجهاا للاشياء التي ترغب بها اي فتاه في سنها حتي لا تكلفهم مايزيد عن استطاعتهم ، حتي لا تشعرهم بفقرهم ، كانت ترضي بالقليل بل وبالاقل
سعاد بدعاء: ربنا يعوضك خير يابنتي ، وافرح بيكي مع حد يحافظ عليكي
.................................................. ...........
كانت تجلس امامه، تتطلع له وهي لا تصدق انهاا معه للمره الثانيه
ادهم : مالك بتبصلي كده ليه
صافي : ابدا ، بس مش مصدقه نفسي اننا اتقبلنا تاني وانك كلمتني
ادهم : يااا لدرجادي
صافي بابتسامه صافيه : انت متعرفش قد ايه انا مبسوطه يا ادهم ، ثم اقتربت منه لتمسك يدهه بحنان
نظر لهاا ادهم بقلب يحتاج للأحتواء ، ثم امسك يدهها ونهضوا من علي الطاوله وخرجوا سوياا
.................................................. ...............
مش معقول أياد باشا منورنا ، لااا مش مصدق النايت كلب منور
أياد بغرور: الطربيزه بتاعتي فاضيه يا حسن
حسن : طبعاا يا باشا ، اتفضل
دخل أياد وجلس علي طاولته ، وبدء في الشرب وهو ينفس بدخان سيجارته ايضاا
جاء اليه بعض اصدقائه ، وجلسواا سوياا لقضاء سهرتهم في وسط الفتايات والضحكات والكؤس التي تتعالاا الي فمهم للشرب
.................................................. ......
يحاوطها بين ذراعيهاا ، وهي تستلقي برأسهاا نائمه علي صدره العاري
صافي:مبسووط يا ادهم
نظر لهاا ادهم نظره طويله ثم اشاح بوجهه ، وهو يشعر بالضيق مما يفعله ، ولكن احتياجه وهدوء صافي ونظرات الحب التي تبدو في اعينها جعلته يعصف بنفسه لقضاء ليله اخري معهاا ، لينسي معها كل اعباء يومه ، ويلقي نفسه بين احضانها فكل منهم اصبح يحتاج للاخر
لمست صافي وجهه بحنان ،وادارت وجهه ثانيه اليهاا ثم اقتربت منه وطبعة قبله علي شفاهه ، ثم ذابواا معاا لقضاء ليلتهم الحميمه
.................................................. .......
بدء صوت أذان الفجر يعلواا ، وكلمه (الصلاة خيرا من النوم تتردد في الاذان لعلنا ننهض ونعلم ان الصلاه خيراا من اي شئ حتي من النوم الذي يغلبناا وبالاخص عند سماع الاذان وكأن الشيطان يحٌلي النوم في اعيننا حتي لا نفيق ونقف بين يدي خالقناا لنستجيب لندئه رحماك ربي بنا ومن تقصيرنا )
كانت مريم مستيقظه تقرء وردهاا اليومي الذي اعتادت علي قرئته في ذلك الوقت ، نهضت لتري والدتهاا هل استيقظت ام غفاهاا النوم
مريم : صحيتي ياماما
سعاد بحنان: اه ياحببتي ، قايمه اتوضئ عشان اصلي
مريم بحب : ماشي ياست الكل
.................................................. .............
عاد الي قصره الفخم ،وهو يترنح يمينا ويساراا
الداده بحزن علي حاله: انت جيت يا اياد
أياد بسكر ولا يستطيع الرد عليهاا ، ثم صعد الي غرفته والقي بجسده علي فراشه الوثير ونام في ثبات عميق
كانت مازالت واقفه تتطلع اليه بحزن شديد ، نظرت اليه بحسره علي شبابه ومايفعله حزنت من اجله كثيرا فهي من ربته منذ ان تركته والدته وهو كان طفلاا لا يبلغ من العمر عامين ، تركته والدته هو واخاه الاكبر الذي كان يبلغ من العمر7 سنوات ورحلت وتركتهم في يد اب لا يهمه سواا متعته
تنهدت المربيه بحزن ، ثم ذهبت لتأدي صلاتهاا وهي تردد له بالهدايه والصلاح
.................................................. ............
تناولت الفطور مع والدتهاا ، وقبل ان تذهب لعملهاا
مريم: عايزه حاجه اجيبهالك ياماما وانا جايه
سعاد وكانت تود ان تطلب من ابنتهاا ان تجلب لها دواء السكر ولكنها كانت تعلم ان ابنتهاا لا يوجد بحوذتهاا سوا القليل جدا من المال ولم يأتي نهايه الشهر لكي تقبض اول راتب لهاا : لا ياحببتي ربنا يخليكي ليا ، خلي بالك من نفسك
لا اله الا الله
مريم بحب : محمد رسول الله
ذهبت مريم الي عملهاا ، وهي تتذكر كلمه مديرهاا وهو يحثها علي لبس الملابس الضيقه ووضع المساحيق ، فلابد ان تكون وجهه لمطعمه الفاخر مثل بقيت العاملات
اشاحت مريم وجهها بضيق وهي تستغفر ربهاا علي حال هؤلاء الناس
.................................................. ......
استيقظت من نومهاا تبحث عنه ، ولكنها لمحت تلك الورقه التي وضعهاا لها بجانبهاا
كانت ليله جميله زي الي قبلهاا ياصافي
قرأت كلماته ، ثم التفت لمكان نومه وتحسسته بديهاا وظلت تشم رائحه عطره الذي اصبحت تعشقه
ثم شردت قليلا في حياتهاا السابقه وبدون ان تشعر نزلت دمعه من عينيها فمسحتهاا سريعاا
.................................................. ...........
كانت دقات رنات هاتفه تتعالاا للمره الثانيه ، مد يدهه بتثاقل ليري المتصل
أياد بنوم: في ايه يا احمد
احمد : في ايه ، في اجتماع بعد ساعه يا استاذ وحضرتك لسا نايم
أياد : يييييه نسيت ، طيب اقفل اقفل
نهض من فراشه بتثاقل شديد ، ثم ذهب لحمامه ليأخذ دوشا لعله يفيق
.................................................. ...
كانت تتابع عملهاا بتعب شديد ، الي ان جائها اتصالاا من احد جارتهاا
مريم بخوف: ماما مالهاا ياطنط ، طمنيني بالله عليكي
جارتها: هي الحمدلله ياحببتي ، بس اظاهر ماكنتش واخده علاج السكر بتاعهاا فأغمي عليهاا
مريم: طيب معلشي ياطنط خليكي معاها ، وانا ساعه وهكون عندك ولو في اي حاجه اتصلي بيا وانا هتابع معاكي
الجاره : ماشي ياحببتي
كانت نظرات المدير تتابعهاا ويرمقهاا بضيق
مريم بخوف : استاذ خيري ، معلش ممكن استأذن حضرتك بس النهارده عشان والدتي تعبانه
خيري بضيق : انتي مش شايفه المطعم يا انسه مليان زباين ، ولا انتي فاكره ان انا فاتحه سبيل
مريم : لو سمحت ، انا بترجاك ، مش هتتكرر تاني بس والدتي تعبانه
نظر لها خيري بتأفف : طيب خلاص روحي ، وياريت متتكررش تاني يا انسه
.................................................. ..
مش هتفطر يا أياد!
اياد بحب : لاء يا بطوط هشرب فنجان قهوه في شركه ، يلاا سلام يا موزه
ابتسمت الداده ،وهي تردد الله يغزيك يا أياد يابني ديما كده تعكسني وتدلعني
كان ينظر في ساعته بضيق شديد ، الاجتماع بعد 10 دقايق ولسا الاستاذ مشرفش ، ولا عزت باشا كمان جيه
احمد: زمانهم علي وصول متقلقش
ادهم : خلي هنا تحضر الاوراق وتوزعهاا قدام كل اعضاء مجلس الاداره
احمد : تمام ، ثم غادر احمد ليتابع ما طُلب منه
بدء هاتفه يعلن عن وصول رساله ، وعندما قتحهاا
وحشتينيِ
وبدون ان يشعر ابتسم ادهم ولكن سريعا ما اختفت ابتسامته ونهض من علي كرسيه ليذهب الي غرفة الاجتماعات
واغلق هاتفه
كانت تمسك بهاتفها تنتظر منه مكالمه حتي تسمع صوته فقط ، او يبعث لها رساله ليرد بهاا علي رسالتهاا ، ولكن ظلت تنتظر دون جدوي ، نظرت الي هاتفهاا بحزن ثم اخذت حقيبتهاا وذهبت للتسوق لعلهاا تشغل بالها بشئ اخر سواه
.................................................. .
جلسا يرأسهم في غرفته الاجتماعات المخصصه ، كانوا يسمعونه فقط هو فقط من يلقي الاوامر والقررات وهم يسمعون ويقدمون الموافقه دون ادني شك في قرراته ، فهو معروف بخبرته واتقانه لكل شئ وتخطيطه فحتي الان لم تخسر مجموعتهم اي من الصفقات مهما كان المنافس ، كانوا يدركون هما ذلك لذلك لايعترضواا علي شئ
انتهي الاجتماع ، وفي تلك اللحظه دخل والدهم
نظر له ادهم بأستهجان ، ثم عاود النظر مره اخري علي الاوراق التي امامه
كان أياد يتطلع اليهم ، ثم نطق ببعض كلمات المرح حتي لا يحصل صدام بين اخاهه ووالدهه
أياد : اهلاا بالعريس ، منور يا عزت باشاا ، لاء أنا كده هغير وهتجوز
عزت بضحك وهو ينظر لأدهم : بس ياواد طول عمرك بكاش، مش هتبطل صياعه
أياد بضحك : طلعلك يا باشا ، يعني ابقي ابن عزت باشا وابقي واحد اي كلام
ضحك عزت من كلام ابنه الاصغر
عزت وهو ينظر لأدهم : معلش اتأخرت علي الاجتماع ، اصل كنت في المزرعه ولسا راجع حالا
ادهم بهدوء وهو يهم بالرحيل : لاا ولا يهمك ، براحتك خالص اهم حاجه تتبسط ، ثم تركه وذهب
نظر عزت لولاده الاخر وابن اخته احمد ولم ينطق احد بشئ
فهم يعلموا مدي المشاحنات بينهم
.................................................. .
كانت تمسك يدهها وتقبلهاا بدموع
كده ياماما تخوفيني عليكي ، ليه مقولتليش ان الدوا خلص كنت جبتلك غيره ، كده تضحكي عليا وتقوليلي بتخدي دواكي
سعاد بأشفاق: ياحببتي ما انا كويسه اه ، محصليش حاجه
مريم بدموع : يعني عايزاني استني لحد ما حاجه تحصلك ، ثم قالت بحب : هروح اجبلك الاكل الي الدكتور وصي عليه واجبلك الدواا
كادت مريم تغادر الحجرة ، ولكن استوقفها صوت والدتها
سعاد بتعب : جبتي فلوس الدكتور والعلاج منين يامريم
نظرت لها مريم بأستغراب فكيف علمت امهاا انهاا لم تكن تملك الا القليل من النقود، واضطرت ان تبيع حلقهاا
مريم بكذب: استلفت من واحده صاحبتي ، وهردلهاا الفلوس اول مااقبض مرتبي علطول هانت كلها 10 ايام واقبض
تطلعت سعاد الي ابنتها بتفحص ، ثم نظرت الي أذن ابنتهاا
سعاد بحزن : بعيتي حلقك يامريم !
مريم وهي تعود لوالدتها وتحتضنها: انا من زمان عايزه ابيعه ، ما انتي عارفه كان بيوجعلي ودني، وديما رمياهه في الدرج
سعاد بضيق : بس برضوه
مريم باشفاق علي والدتها : ياست الكل يعني هعمل بي ايه ، انا الحمدلله محجبه وملهوش لازمه اصلاا يعني ، هروح احضرلك الاكل ، ثم قبلت والدتهاا وذهبت لتحضر لهاا الطعام
نظرت عليها سعاد بأشفاق وحزن ، وظلت تدعو لأبنتهاا بحب
يتبع بأذن الله
*********
الفـــصـــل الثــالــثـــ
ذكريات وافكار كثيره تراوده ،وحياه لايعرف لها معالم
وانسان لا يري فيه سوا اله تعمل وعقل يفكر، ومشاعر مضطربه وقلبُ تائه ، أسند رأسه برفق علي كرسيه لكي يسترخي قليلاا ويهدء علقه من تلك الأفكار والذكريات، أغمض عينيه للحظات لعله ينشئ عالم جديدا من خياله ويعيش فيه للحظات ولكن كيف فهو لا يحب الخيالات ولا يري الحياه سوا واقع اليم لا بد ان نعيشه، أفاق من غفلته تلك القليله
وبعد ثواني معدوده ، كان يجلس في سيارته امام بينايتهاا
ظل لبضعة دقائق يتطلع لتلك البنايه ، وهو لا يعلم لماذا هو هنا الان
جلست علي الاريكه بأسترخاء شديد بعد ان اخذت حماما منعشا ، واعدت لنفسهاا كوبا من النسكافي وامسكت احد الروايات وبدأت تقرء فيها، الي ان قطع اندماجهاا صوت جرس الباب
تطلعت الي احد الساعات بجانبها ، فكانت الساعه تعلن عن بدء منتصف الليل
تعجبت كثيراا ممن يدق جرس الباب الان ، ارتدت روبهاا واغلقته بأحكام وقبل ان تفتح الباب نظرت من الاعين السحريه لكي تعلم من يقف خلف الباب
نظرت اليه بتعجب شديد ، وهي تفتح له الباب وتسمح له بالدخول
ادهم!
ادهم : اسف اني ازعجتك
صافي بهدوء: لاء ابدا ، مافيش ازعاج اتفضل
اغلقت الباب ، واتجهت اليه لتري رغبته عن اي مشروب يريد ان تقدمه له
ادهم وهو يخلع معطفه ويضع رأسه علي الاريكه: ممكن قهوه ياصافي
هزت له رأسها ببتسامتها الجميله، ثم اتجهت الي مطبخها لكي تعد له فنجان من القهوه
كان لأول مره يتطلع الي شقتها ويتأملها ، كان يبدو عليها الاناقه الشديده والبساطه في نفس الوقت ، نظر الي المنضده التي امامه وجد عليها احد الروايات لاجاثا كرستي ، ثم لفت أنتبهه لتلك الصوره التي تضم طفلاا صغيرا يشبهها كثيرا
ظل ممسك بها يتأمل تلك الصوره بشده
جائت اليه وهي تمسك فنجان القهوه الذي اعدته له ، وعندما رأته يمسك تلك الصوره ، بدءت معالم الحزن والاسي تظهر علي وجهها
أنتبه الي قدومهاا اليه ، وظل يتطلع بها ، الي ان جائت وجلست بجانبه ووضعت فنجان القهوه امامه
صافي بحزن : ديه صوره ابني
ادهم : ابنك!
صافي بأسي : اه مازن ابني
أدهم بتردد من سؤله: طيب هو فين دلوقتي مش عايش معاكي ليه
صافي بحزن وهي تشرد في ذكرياتهاا السابقه
فلاش بــاك!
للأسف يا مدام زوج حضرتك مش موجود في البلد كلها ، وانتي من الافضل تنزلي مصر بدل المشاكل الي هتحصل بسبب هروب زوجك والشيكات الي عليه
صافي ببكاء: امشي أزاي ، وابني
المحامي: هو ده الحل الوحيد يا مدام صافي ، استاذ احمد صفا كل حساباته واخد ابنه وهرب ، وانتي لازم تنزلي مصر حالا
ثم تركهاا وانصرف ، وهي تبكي بحرقه علي ابنهاا الطفل الذي لا يتعدي عمره 6 سنوات ، لم تشعر بنفسها سواا عندما وصلت الي وطنها الذي رحلت منه للتزوج تلك الرجل الذي غصبت عليه من عمهاا بسبب صفقاتهم
نظر لها أدهم بأشفاق، ثم مد لها يدهه بمنديلاا واعطاه لهاا كي تجفف دموعهاا
نظرت له صافي بحزن تتأمله ودموعها تنثاب علي وجنتيهاا
.................................................. ....
كانت تمسك بمصحفهاا وتقرء بعض ايات الله في خشوع الي ان جائت الي تلك الأيه التي دائما تقف لتتأملهاا وتتأمل حال الناس (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ..ظلت تردد تلك الايه ، وتشعر بالحزن علي حال بعض الناس بل واغلبهم ، فكيف نكون خليفه الله في الارض ، ونحن نسرق ونفسد ونقتل ونزني ونظلم وننصر الباطل علي الحق ، ونحب الحرام ونبغض الحلال ، ونحلل الاشياء علي اهوائنا
كان كل هذا يتجاول بخاطرها وهي تشعر بالحزن ، انهت وردهاا ثم اتجهت الي والدتهاا لتطمئن عليهاا وتعطي لهاا الدواء
مريم بحب وهي تقبل يد والدتهاا : الجميل اخبار صحيته ايه النهارده
سعاد بتعب وبأبتسامه باهته: الحمدلله يابنتي علي كل حال
مريم : هروح احضرلك الفطار واجيبلك الدواا ياست الكل
سعاد : ربنا يباركلي فيكي يابنتي ، ويحلي ايامك دنيا واخره
نظرت مريم لأمها بحب ، واتجهت الي مطبخهم المتواضع لتعد لهاا طعام الافطار ، وهي تحمد ربهاا ان اليوم هو يوم الجمعه يوم اجازتها وسوف تقضيه مع والدتها لترعهاا
.................................................. .............
سهرات وحياه يعيشها كما يقولون بطولها وعرضها ، ومال ورفاهيه يتمتع بهاا وكل يخضع لأوامره من اجل تلك المال
وعالم يعيشه يغيبه عن كل شئ وشيطانا يمتعه بدنيا فانيه وعالم مزيف وهو اين من كل ذلك هو فقط قلب تائهه
اشرب اشرب ياعم ، شكل السهره النهارده هتكون جامده
أياد بسكر: طب ما انا بشرب اه ، هو انت فاكرني زيك خرع
رامي : واو شايف المُزه الجامده ديه
أياد وهو ينظر الي الفتاه التي ينظر لها صديقه: لاء جامده بصحيح ، بس ماليش مزاج النهارده
ثم اعاد وجهه مره اخري بعيدا عنها..
رامي بتعجب : بقي أياد ، يشوف مُزه ويقول ماليش مزاج
أياد وهو ينهض من مكانه وبعد ان القي بالنقود علي طربيزته لدفع ثمن تلك السهره : انا ماشي كمل انت سهرتك
.................................................. ......
وبعد يوم شاق ملئ بالمتاعب ، ووقوف طيله النهار لخدمة الزبائن عادت الي منزلهاا وهي تشعر بالوهن في كل اجزاء جسدهاا ، ذهبت الي والدتها لكي تطمئن عليهاا اولاا ، ثم دخلت غرفتها وبدون ان تشعر بدئت دموعهاا تتساقط وهي تتذكر كلمات التجريح التي سمعتها من مديرهاا ، امام تلك المتعجرف ، وكل هذا لما لانها احضرت له طلبا بالخطئ وبالرغم من اعتذارها وجلبهاا له ما اراد ، ولكن ظل يوبخها الي ان جاء مديرهاا الذي لا يفرق عنه ، وظل يوبخها ويسبها ويسب غبائها الي ان طلب منها ان تعتذر له
كان ينظر لها بأبتسامه نصر عندما سمع اسفهاا ، وكأنه حذا علي نصرا عظيم عندما سمع تلك الاعتذار، وكأنه شعر بسطوته وكأن باقي البشر عبيد وخدم فقط له ، هذا ما كانت توحي به نظراته
ظلت تتذكر مريم نظراته البغيضه،وكلام خيري يتردد في اذنها، ظلت تبكي بحرقه الي ان افاقت علي صوت والدتها
ذهبت الي والدتها سريعا بعد ان تأكدت ان دموع عينيها قد جفت ...
سعاد بقلق : مالك يامريم ، انتي كنتي بتعيطي ياحببتي
مريم بحب وهي تجلس بجانب والدتها: مالي ياماما انا كويسه اه ، انتي بس الي بتقلقي عليا ذياده
سعاد : انا امك وبحس بيكي ، متخبيش علياا
مريم بأشفاق علي والدتها المريضه : ابدا ياماما ، بس شوفت حادثه وصعب عليا الناس الي ماته
سعاد بأشفاق وهي تربط علي كتف ابنتها : ربنا يرحمهم ، ويجعل خاتمتهم حسنه ..
طب يلاا روحي غيري هدومك وصلي ، وكلي ياحببتي
مريم : حاضر ياست الكل
.................................................. .........
كانوا يجلسون سوياا ، يتناولون وجبه الافطار، انه يعتبر حدث في قصرهم الفخم ،فهم لا يجتمعوا سوياا الا لمرات قليله
أياد بأبتسامه: صباح الخير يا ادهم
أدهم وهو يضع احد الجرائد جانبا : صباح النور يا أياد
جائت الداده لهم ووجهها يملئه السعاده وهي تراهم مجتمعون سوياا
الداده بحب : ايوه كده اتجمعوا علطول ، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ياحبيبي
أياد بدعابه: ياسلام علي شويه الدُعي الحلوين دول يابطوط
الداده بطيبه: احلي بطوط بسمعها منك يا بكاش انت
اياد وهو يهم بالوقوف ليقترب منهاا لمداعبتها : اخص عليكي يابطوط ، ده انا لو كنت بكاش مع كل الناس ، الا انتي ده انتي الي في الحته الشمال
نظر لهم ادهم مبتسماا ، وهو يري اخاهه يداعب مربيته ، فهي من كانت تراعيه اخاهه دائماا منذ طفولته ، لذلك يرتبط بها كثيراا
وفي تلك الاثناء جاء احمد اليهم ، وهويبتسم
احمد بضحك: هي بس الي في الحته الشمال ، طيب ناني وبوسي وماهي ولي لي
الداده : مين دول يا احمد
احمد بضحك : دول الي في الحته الشمال كمان
اياد : متصدقهوش يابطوط الواد ده
الداده بضحك : انا شكلي لو فضلت واقفه معاك ، مش هخلص الي ورايا ... ثم ذهبت وتركتهم لينعموا بفطورهم
اياد : هتسافر بكره الساعه كام
ادهم بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته : علي الضهر ان شاء الله ، يــاريـت الايام ديه تنتبهه لشغلك وتصرفاتك
نظر له اياد ولم يعقب
ثم القي بعض الحديث علي احمد ، وما سيفعلوه في غيابه
.................................................. ......
دخلت وهي ترفع رأسها لأعلي ، ولكن تلك الكلمات مازالت عالقه في أذنيها ولولاا حاجتها للمال والسنه التي مضت عقدها عليها لتركت تلك العمل فوراا ولكن كما يقولون ما باليد حيله
وجدت نظرات مديرها عالقه بهاا ، كان يحملق بها وكأنه يريد ان يري كسرت نفسهاا
ولكنها ابت ان تجعل احد من هؤلاء المتعجرفين ، ان يأثروا عليها ، فمن المفترض ان يشعر بالهوان هم ، هم من يشعورن بمرض الامتلاك وكأن الكون خلق من اجلهم فقط ، ياله من غرور احمق وعقول مريضه
بدأت في عملهاا ، الذي اصبحت تكرهه ، كانت تعمل بحرص شديد فهي لن تتحمل ان تسمع كلمة اخري من احدهما ... انتهي يوم عملها ببطئ شديد ، وكما اعتادت ذهبت الي منزلها سريعاا لتطمئن علي والدتها
.................................................. ........
انهي عمله متأخراا في شركته ، وبعد أن اعطي اوامره لهم بالاهتمام بمصلحه المجموعه ، ومتابعة العمل كما اعتادوا في وجودهه ، واطلاعه بكل امر هام يحدث الي ان يعود من سفره ...
خرج من شركته وهو يشعر بالتعب الشديد ، امر السائق ان يوصله للفيلاا، ولكن تراجع عن قرره وامره ان يذهب ..
.................................................. .............
يااا يا كريم مش مصدق رجعت امتا من باريس
كريم بشوق وهو يحتضن صديقه: وصلت من اسبوع
أياد بعتاب لصديق طفولته : اسبوع ومعرفش ، لغير النهارده لما اتصلت بيا
كريم : غصب عني والله يا أياد ، كنت مشغول
أياد : ماشي ياسيدي هسامحك ، مروان بقي عنده كام سنه دلوقتي
كريم : 4 سنين ، انت اخبارك ايه دلوقتي
أياد : اه ماشي الحال ، مقضيها ما انت عارف
كريم : ده انا قولت هرجع الاقيك عقلت ، امتا بقي هتعقل
وكاد اياد أن يرد عليه ولكن انتبهه لصوت ضحكات احدهما ، نعم فهذا الصوت يعلمه تماما، ألتفا لكي يتأكد من مصدر الصوت
فوجد والدهه ، تتشبث في يدهه احد الفتايات ويجلسون علي احد الطاولات ، اعاد نظرهه ثانيه الي صديقه
الذي وجدهه مشغولا في محادثته الهاتفيه
.................................................. ............
وقفت تحتضنه من الخلف ، وهو يرتدي ساعته ويضع عطرهه الذي تعشق رائحته فكيف لا تعشقه وهي تعشق صاحبه
التف اليهاا ، وحاوطها بذراعيه ، ثم بدء يداعب انفها بأحد انامله
ادهم : ها ، مش عايزه حاجه اجيبهالك من فرنسا
صافي بتفكير: ممممم ، عايزك تجبلي تجبلي
ادهم بهدوء وهو ينتظر ان يسمع طلبها : عايزه ايه بقي
صافي بأبتسامتها المعهوده وهي تقبله علي احد خديهه : عايزك تجبلي ادهم
نظر لها ادهم مبتسما ، وحاوطها بذراعيه ، وهو يقول : يعني عايزه ادهم بس
صافي بصدق : ايوه ادهم بس ، ثم ارتمت في حضنه وكأنها تخشي ان تفقدهه
رفع ادهم وجهها بحنان
ادهم : كده انا هتأخر ياصافي ، عشان لازم اروح الفيلاا الاول وبعدين اروح المطار
صافي وهي تبتعد عنه : هتوحشني اوووي ، ثم لمست يدهه بحنان ، وبصوت حنون
خلي بالك من نفسك ، وابقي طمني عليك
ثم اتجهوا سوياا ناحية الباب وهي تودعه
يتبع بأذن الله
**********
الفـصــــل الـــرابــــع
وكأن قد كُتب عليهاا ان تودع اعز مالديها في نفس العام
وكأن الحزن يريد ان يكسرهاا ويختبر صبرها ،وكأن الدموع لا تود ان تجف من قلبها ثانيه قبل عينيها
نظرت حولها تتأمل بيتها الموحش، تحاول ان تتذكر تلك الايام السابقه التي نعمت بها بكنف اهلها ، وقفت امام تلك الصوره التي تجمعها بوالديها وهي تمسك بأيديهم ويحتضونها سوياا ، كانت تتأملها ودموعها تتساقط وقلبهاا يكاد ان ينشطر وصوتها يريد ان يخرج ليضوي ضاويه تعبر عن مدي ألمها الذي لا تستطيع ان تتحمله
فقد ماتت والدتهاا وكأنها كانت لا تريد ان تترك اباها بمفردهه فذهبت اليه وتركوها هي بمفردها ، كانت كلمة الطبيب مازالت عالقه بأذنيها وهو ينظر لها بأشفاق بعد ان فحص امهاا التي كانت منذ لحظات قليله تجلس بجانبها وتبتسم لهاا تارة وتدعوه لها تارة اخري
كلمة سمعتها للمره الثانيه، وكأن الوداع اصبح رفيقهاا
البقاء لله يابنتي
وضعت يديها علي اذنها، ثم سقطت علي ركبتيهاا وظلت تبكي بكاء الطفل الصغير
.................................................. ......
عـاد من سفره بطيارته الخاصه، وكان اخه ينتظرهه
اياد: يااا وحشتينا يابوس ، شهرين تغيبهم
ادهم بضحك: اكيد ارتحت مني ، وقولت ايه الي رجعه تاني
اياد بعتاب: اخص عليك يا ادهم ، انت عارف اني ماليش حد غيرك
نظر ادهم لأخاهه الذي يعشقه كثيرا ويشعر دائما بالأبوه اتجاهه ، ثم ابتسم له ابتسامه حب
وبعد وقت قصير..
ادهم بسؤال : اخبار عزت باشا ايه
اياد بضحك : كنت لسا امبارح بحضر حفلة جوازه ، بس ايه بنت جامده ، ابوك ده بيقع واقف بصحيح
نظر له ادهم نظره لم يستطع تفسيرها ، ولكن فضل السكوت
.................................................. .........
ذهبت الي عملهاا بعد غياب دام اسبوعا ..
كان وجهها يملئه الحزن وايضا التعب، بدأت في عملهاا ولاول مره لم تسمع توبيخا من ذاك المدير
جاء اليها خيري ، ووجهه لاول مره لا تري فيه النفور والضيق الذي اعتادت عليه
خيري: اظن اني سمحتلك بأسبوع اجازه ، عشان ظروفك دلوقتي بقي لازم تنزلي شفت زياده
هزت له رأسها بالموافقه ولم تعقب او تتحدث فما بداخلها يكفيها ، ولأول مره تشعر بأن تلك الرجل يعمل معها معروفا فهو سوف يريحها من مكوثها وقت زياده في منزلها بين ذكرياتها
نظر لها خيري بأشفاق ولأول مره تري تلك النظره في عينيه، فحمدت ربها بأن مازال لديه قلب يعبر عن أدميته
.................................................. ...........
كانت لا تصدق بأنه بجانبها الان تنعم بدفئه وايضا بحنانه الذي لا يظهره بل هي فقط من تشعر به ، وحتي ولم يشعرها بأي شئ يكفي انه بجانبها
كانت تتحسس وجهه بحنان بالغ ، كي تتأكد بأنها لا تحلم وانها بين يديه الان ونائمه بجواره
ابتسم لها أبتسامته التي لا ينعم بها وجهه الا قليلاا
ادهم : ايه مش مصدقه اني جنبك
صافي بحنين وهي نائمه علي احد ذراعيه : اصلك غبت عني كتير اووي يا ادهم
ادهم : علي فكره وحشتيني اوووي اوووي
لم تصدق ما سمعته اذنيها، فهل يعقل هو قد اشتاق لها ولكن لم يعطي لها فرصة للتفكير اكثر من ذلك ، وبدء يضمها اليه بشده لينعما معاا بليلتهم الهادئه التي يسرقُوهه من حياتهم
.................................................. ........
وكعادته ،كان يقف وقفته المعهوده التي تنم عن غرورصاحبها
كان يحتسي احد المشروبات وهو يتحدث مع بعض اصدقائه في تلك الحفل المدعو اليها ، كان يلتف للخلف لكي يحصل علي مشروب اخر ، ولكن ظلا شاردا يتأملهاا
كانت فتاه في غايه الجمال شديدة التحرربملابسها العاريه
كان يتأملها بأعين متفحصه تدل علي الرغبه الشديده
نظر له صديقه وقد علم ما يفكر به ، ثم اقترب من اذنيه وبصوت يسمعه هو فقط
ديه شاهي اسعد ، بنت اكبر موزع وموارد للسيارات في الشرق الاوسط
نظر له اياد ، ثم تركه وذهب اليهاا
كانت تتراقص مع احدهما ، وبدون ان تشعر وجدته يمسك يداها ويراقصها ، نظرت له بغضب علي فعلته وكادت ان تذهب وتتركه ولكنه بثقته المعهوده امسك يدها ثانيه وبدء يحاوطها بذراعيه ، وهو يهمس في اذنهاا
اصلك عجباني اووي
نظرت له بأعين كصقر وبصوت يملئه الغيظ: مغرور
.................................................. .........
وضعت طعامها البسيط ، وقد بدأت تتأقلم تأكل بمفردها
نظرت لطعامها نفس نظرة كل يوم ، ثم همت بلم الاطباق
وذهبت الي غرفتهاا تجلس وحيده شارده ، امسكت بمصحافهاا وبدئت تقرء في سورة تبارك ، وبعد ان انتهت
بدئت تمسك منبهها لتظبطه علي الميعاد الذي اعتادت عليه قبل اذان الفجر ، وبدون ان تشعر بدأت تنام من كثرة تعبهاا
كانت في قصر كبير يملئه الازهار ، ولكن ما لفت انتباهها ان فهذا القصر زهرتان ذابلتان ، اتجهت نحوهم وظلت تنظر لهم بحزن ، بدأت تلمس يديها الزهرتان ، وفجأه أصبحت الزهرتان مثل باقي الزهور الاخري المزهره
استيقظت من نومها علي صوت منبهها ، وهي تتمتم (الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور)
.................................................. .........
كانت تحتضنه وكأنها امه حقا ، وليست زوجة اباهه الذي تركها منذ زمن كم ترك غيرهاا
الهام بحب : وحشتني يا ادهم ، كده متسألش عني من زمان
ادهم بحب : معلشي يالولو ، ما انتي عارفه الشغل
الهام بحب : ربنا يعينك يابني
نظر لها ادهم مبتسما ، وهو يتذكر تلك السيده
فلاش باك
مالك يا ادهم بتعيط ليه
كان ينظر لها نظرات طفل يكرهه زوجة اباهه
ادهم بشراسه : مالكيش دعوه
الهام وهي تمسح علي رأسه بحنان : ماشي ياسيدي ماليش دعوه ، بس ممكن تحكيلي يمكن اساعدك
نظر لها طويلاا ، وبدون ان يشعر كانت دموعه كطفل تتساقط
الهام بخضه وهي تحتضنه : مالك ياحبيبي ، حد ضايقك في المدرسه
ادهم بطفوله : هو ليه كل صحابي عندهم امهاتهم بتوصلهم المدرسه وانا لاء اشمعنا انا
كانت تري في عينيه انكسار اليتيم ، كما كان قلبها يبكي حزنا عندما رأت تلك النظره في اعين طفل لما يتجاوز عمره الثامن سنوات ، ضمته اليها بحنان ام ، وهي تهمس في اذنه ومين قالك انك مالكش ام ياحبيبي
ومن يومهاا هذا الي ان وصل عمره ل 15 عاما وهو مرتبط بها وكأنها امه حقا بعكس اخاهه الاصغر الذي كان لا يعي شيئا لصغر سنه ، وياله من يوم عندما علم بطلاقهاا عندما عاد من مدرسته الداخليه
عاد بذاكرته ، عندما ربطت الهام بيدها علي كتفه ليجلس معها ليتناولوا الطعام
نظر لها نظرة طفل ، فهي الوحيده من تعلم من هو ادهم ، ليس ذلك الشخص الحاد القوي ولكن لكل منا عالم يضغي عليه
.................................................. ......
كانت تودع بعض اصدقائهاا ، بعد ان أنهوا تمرينهم المخصص، جلست تسترخي علي احد الكراسي ، وفجأه وجدته يجلس امامها ، ويتأملهاا ، نظرة اليه شذرا ، وكادت ان تغادرولكن كما اعتادت منه امسك يدهاا ، وكلماته التي اعتاد عليها مع اي فتاه تعجبه حتي يجعلها تخضع وتلين له
وحشتيني علي فكره
شاهي بحده : انت مجنون صح
اياد بهيام: مجنون بيكي ياحبي
شاهي بمعرفه سابقه عن غرمياته وهي تقترب منه : وقولت الكلام ده كام مره لمين غيري
اياد بثقته المعهوده: كتييييير
نظرت له بحده لوقاحته وكادت ان تسكب عليه كوب الماء الذي امامها ... ولكن
أياد: بس انتي الوحيده الي بقولهلها بقلبي قبل عقلي الي خطفتيه من اول ماشافك ياشاهي
كانت كلماته ونظراته كفيله ان تجعلها ، تلقي بكل حدتها وعجرفتها وتستمع له وتستكين حتي لو للحظات وهي تتأمل وسامته ، ولكن قبل ان تضعف نهضت سريعا وانصرفت وهي تلتف اليه ناظرة له
ابتسم أياد بخبث ، وهو يعلم انه لم يتبقي سوي جوله واحده وتصبح الكوره في ملعبه كما اعتاد
.................................................. ...........
لم يصدق ما فعلته لأجله ، كانت واقفه تنظر له بحب وهي في كامل اناقتهاا ، اقتربت منه قليلا وهي تهمس في احد اذنيه كل سنه وانت طيب يا ادهم
ثم امسكت يدهه ، وجلسوا سوياا علي تلك المائده التي اعدت له ،له هو فقط وبدئوا يتناولون الطعام وهو يتأملهاا
ادهم : عرفتي منين ان عيد ميلادي النهارده
صافي بهدوئها المعتاد : مممم ، طرق خاصه
ضحك ادهم ، وهو ينظر لها متفحصا
علي فكره طالعه جميله اووي النهارده
ابتسمت له صافي ، وبدأت تطعمه بشوكتها
ادهم بضحك : انتي بتدلليني اووي ياصافي
صافي بحنان وهي تمسك يدهه وتقبلها : انا مش عايزه حاجه غير انك تبقي جنبي يا ادهم حتي لو هكون عشيقتك وبس
تنهد ادهم بحزن ، وهو ينظر لها وما تفعله معه فهو لا يستحق هذا فهو لا يعطيها اي شئ ، فقط هي من تعطيه ولأول مره يكرهه انانيته ، كان يود ان يبتعد عنهاا ليتركهاا تنعم بحياتهاا بعيدا عن تلك القلب القاسي فهو يعرف نفسه تماما ، فهو لن يسمح لقلبه يوما ان يحب ويعشق ولكن هل ستستمر ايها القلب علي رغبة صاحبك ام ..
مدت له يدها بهديتها التي اختارتهاا بعنايه حتي تنال اعجابه : يارب هديتي تعجبك
نظر لها ادهم مبتسما، وهو يفتح تلك العلبه القطيفيه ويري فيها تلك الساعه التي تنم علي ذوقها
صافي : عجبتك !
ادهم مبتسما : اكيد ، زي ما صحبتها عجباني كده
ثم ترك الهديه وامسك يدها ، وهم يدخلون تلك الغرفه التي اعتادت علي لقائهم المعهود
وانطفأت الانوار ، وذهبوا معاا في عالم الهروب والاحتياج بقلوبُ تائهه
.................................................. .........
خرج من سيارته ، وهو يهندم من نفسه وينظر لنفسه بنظرة اعجاب
دخل الي تلك المعرض، الذي تقيمه هي
وجدهاا كما اعتاد علي رؤيتها واقفه بكل كبرياء وغرور
ولكن من منهن لم يستطع هو بنظرة واحده منه ان يجعلهاا تتمني ان تبقي طيله العمر بجانبه ، اقترب منهاا بنظرة ثقه
وهو يقول : مبرووك الافتتاح يا انسه شاهي
نظرة له بحده تحاول ان تخفيها تحت اعين اعجابها به : متشكره يابشمهندس
ثم تركته وانصرفت ، لتنشغل بضيوفهاا
.................................................. ............
كانت عائده من مشوارهاا الشهري الذي اصبحت تخصصه يوم اجازتهاا لتأخذ بعض المال من مرتبها علي قدر استطاعتها وتتصدق به لتوهب صدقتها لوالديهاا
وعندما صعدت الي شقتها ، وجدت احد جارتهاا تنتظرها لتطمئن عليهاا
ام محمد : اخبارك ايه يامريم يابنتي
مريم وهو تفتح باب شقتها : الحمدلله ياطنط، اتفضلي
ام محمد : انا قولت اجي اطمن عليكي ، وجبتلك الاكله الي بتحبيها ، كنت عملاها النهارده للولاد وافتكرتك
مريم : ربنا يخليكي ياطنط ، بس ليه تعبتي نفسك
ام محمد بأشفاق : ولا تعب ولا حاجه ياحببتي ، انتي زي ولادي ، والمرحومه امك كانت ونعمه الجاره
نظرت لها مريم بأسي وصمتت
ام محمد بأسف: انا اسفه يابنتي والله ماكان قصدي افكرك ، ربنا يرحمهم
مريم بدعاء : يــاربـــ
ام محمد بتسأل : مافيش حد من اهلك بيسأل عنك ، ولا حتي عمك
مريم : مين دلوقتي بيسأل علي حد ، كله بقي مشغول بحاله ، ربنا يعينهم
ام محمد بأشفاق : معلشي يابنتي ، ربنا ما يحوجك لحد ، ويحفظك من شرور نفوس البشر
طيب انا همشي بقي ولو أحتاجتي اي حاجه اطلبيها من غير ما تتكثفي، ثم انصرفت
تأملت مريم حولهاا للمكان ، الذي يكسوهه الحزن ، وفرت دمعه من عينيهاا .. ثم بدأت تُلهي نفسها بتنظيف الشقه
.................................................. ..........
كان يعلم ان ما يجذبهم الي رجل في عمرهه ، سوا ماله فقط .. فمهما كان فهو يعلم قدر نفسه .. اخرج من جيبيه علبه قطيفه زرقاء اللون ..
كانت نظراتها متعلقه بتلك الهديه ، وعندما فتحهاا انبهرت بهاا
نانسي : بجد تحفه اووي يا زيزو ، ثم اقتربت منه لتقبله بعد ان ارتدت تلك الخاتم
عزت : عجبك يانانسي
نانسي وهي تنظرالي خاتمهاا الألماس بأنبهار: اووي اوووي يازيزو ، ثم اقتربت منه بدلالها الزائف حتي ترضيه وتحصل هي علي ماتريد منه من مال
ادهم انا اعايز اخطب!!
يتبع بأذن الله
*********
الفــصــل الخـــامــس
كان يُتابع بعض اعماله وهو منهمك ، وعندما سمع جمله اخاهه ، ترك ما بيدهه ونظر له يتفحصه فهو يعلم طبيعة اخاهه الاصغر، وان طلبه هذا لن يكون سوا غير نزوة يريد ان يمر بها مع احداهما عندما وجد ان الحل الامثل معها هو الارتباط
ادهم بهدوء: وياتري مين الي قدرت تخلي اياد باشا عايز يرتبط
أياد : في ايه يا ادهم مالك بتكلمني كده ، بدل ما تفرحلي
ادهم بتهكم : افرحلك ، طب قولي ازاي افرح وانا عارفك ممكن بكره تيجي تقولي لاء خلاص صرفت نظر عن الموضوع ، اصلها مش عجباني
ايه يا أياد ، ده انت اخويا وانا اكتر واحد عارفك
أياد : لاء متقلقيش ، المره ديه بجد
نظر له ليتأمله قليلا ، وبهدوئه المعتاد
ادهم : ومين بقي هي سعيدة الحظ
أياد بابتسامه واسعه : شاهي أسعد ، بنت اسعد مرتضي
ادهم بهدوء: ممممم ، تمام
نظر اياد لأخاهه ، وهو يعلم ان اخاهه عندما علم بمكانة والدها ، فلن يعترض فهو يعلم بأن اخاهه سوف يعقد بعض الصفقات معه وهذه هي فرصته لتزيد العلاقات بينهم بأرتباط اخاهه بأبنت اسعد مرتضي
.................................................. ................
حالة من الهدوء اصبحت تسري علي ابطالنا ، وكل منهم يسير في حياته المعتاده ، ولكن ماحدث في تلك الايام
هو ارتباط أياد بشاهي ، الذي احدث ضاجه في عالم الصحافه والبيزنس، كانت حفله الخطبه علي اعلي مستوي
يحضرها اكبر رجال الاعمال واهم فئات البلد ، كان ادهم سعيد جدا بذلك الارتباط وايضا والد شاهي لما بينهم من صفقات
عزت بأبتسامه: امتا هفرح بيك يا ادهم
نظر له ادهم ببرود وقال : المهم انت تفرح بنفسك وتبقي مبسوط ، متشغلش بالك بيا
عزت بأسي: هتفضل كرهني لحد امتا يابني
نظر له ادهم بتهكم ثم رحل ، ليتابع مقابلة ضيوفه
كان عزت مازال واقفا ، وهو ينظر علي ابنه الاكبر ويتذكر
فلاش باك
ياشيخ حرام عليك ، انا تعبت كل يوم في حضن واحده شكل وكنت بقول مش مهم مادام بعيد عن بيتي وولادي
كمان ارجع الاقيك انا وابنك وانت مع واحده وفي بيتي منك لله ياشيخ
عزت ببرود وهو يهم لضربها : والله انا حر اعمل الي اعمله ، وكفايه اووي عليكي العز الي معيشهولك والفقر الي نجدتك منه انتي واهلك
ليلي ببكاء: انت بتعيرني ياعزت
عزت ببرود : لاء مش بعيرك ، بس بفكرك عشان تعرفي بس خيري عليكي وعلي اهلك ياهانم ..
ثم اقترب منهاا ببروده المعتاد ، عيشي ياليلي وربي عيالك وسيبيني اعيش
نظرت له بحزن ولم تتحدث ، فكيف ستتحدث مع تلك الرجل الذي تزوجها غصبا مقابل المال الذي كان ثمن لمنع والدها من السجن
كاد عزت أن يغادر غرفتهم ، فوجد ابنه ذات الست سنوات ينظر لهم ببكاء...
عزت بأسي : انا السبب ، انا السبب يا أدهم
.................................................. .........
كان قد داعاهاا لحفلة خطبت اخاهه ، وعندما جائت نظر اليها مبتسماا ، ثم تابع حديثه مع بعض اصدقائه
نظرت له تتأمله بحسره فهي ليست سوا عشيقته التي يقضي معها سوا وقتا لطيفا ، ثم ينصرف ويتركهاا بمفردها
ظلت تتابعه ، وهي ترسم ابتسامه باهته علي وجهها ، الي ان قابلت احد من معارفهاا ، وبدأت تنشغل بالحديث معه لعلها تنسي وجودهاا القريب منه ولكن البعيد عنه
.................................................. ...........
نظر لها مبتسما وهو يتذكر كل شئ فعله كي تتم تلك الخطبه ،امسك احد ايديها ليقبلهاا
اياد بأبتسامه: مبرووك ياحببتي
شاهي بهدوء: الله يبارك فيك ياحبيبي
اياد وهو يقترب من احد اذنيها : بعشقك
كانت كلماته مثل المغناطيس عليها ، فقد سحرهاا باهتمامه وكلامه المعتاد حتي استطاع ان يحصل عليهاا ويرتبط بهاا بعدما كانت بالنسبه له كسهل الممتنع
بادلته نفس الابتسامه ، وامسكت يدهه الممدوده لها وبدئوا ب الرقص سوياا تحت اعين الموجدين من المدعوين والصحافه
.................................................. .........
بدئت عملها اليومي المعتاد مثل كل يوم ، وقفت لتقدم لأحد الزبائن ماطُلب منهاا ، فأنحنت قليلا لتضع الطعام ولم تشعر بأنفاسه سوا وهو يهمس في احد أذنيها ويدعوها لقضاء ليله معه مقابل بعض المال ، كانت كلماته كالصاعقة لهاا
فكيف يطلب منها ذلك هل يراها مثل ما يعرفهم ، ولكن كيف وهي دائما ترتدي ما يسترهاا من ملابس محتشمه ، ولكن ستظل الرغبه عند امثالهم فطره يبحثون عنها لمتعتهم ومزاجهم كما اعتادوا ، نظرت لها نظرة احتقار ثم سكبت تلك الكوب الذي امامه في وجهه
وقف يهتف بـأعلي صوته وهو ينده علي مديرها
اتي خيري والشر يتطاير من عينيه
خيري : في ايه يا أكرم باشا ، حصل ايه
اكرم بتوعد : مش تختار الناس الي بتشغلهم عندك ياخيري ، الانسه كنت حاطت محافظتي وقومت اتكلم في التليفون لقيتها جات وبتحاول تسرقني ولما اتهمتهاا لقيتهاا بتعلي صوتهاا عليا وفي الاخر من بجحتهاا بص منظري
كانت واقفه ،تتـأمل براعته في الكذب فكيف لا يكذب ليداري عن فعلته ، نظرت له بأحتقار شديد وبصوت يملئه الغيظ
كداب يا أستاذ خيري
خيري بصرامه : انتي تخرسي خالص ، وتاخدي بقيه حسابك وتتفضلي انا مش مستعد استحملك اكتر من كده بره
مريم : طب والشرط الجزائي
خيري بحده: مش قولت اطلعي بره
ثم اتجهه لتلك الرجل واخذ يعتذر منه
خيري بود : اسفين يا اكرم باشا ، وغدا النهارده علي حساب المطعم، اتفضل ياباشا
نظر له اكرم بتعالي ، وجلس علي طربيزته وكأن شئ لم يحدث
.................................................. ..........
عادت الي منزلهاا ، نظرت لتلك النقود التي بحوذتها ثم ابتسمت بسخريه وهي تتذكر اتهام تلك الرجل
حمدت ربهاا ، انها ليست من ذاك العالم البشع الذي يعيشونه تحت نفوذهم وسطوتهم ،ولكن ما يجني سطوتهم نحن فقط وكـأننا خلقنا من لاشئ وكأننا ضيوفا علي عالمهم ويجب ان نرحل لنتركهم ينعموا هم فقط بعالمهم الذي يزينه فقط سطوتهم ومظاهرهم التي تخفي ما وراء قلوبهم التائهه
لم يقطع شرودها سوا رنين هاتفهاا البسيط ، وهي تنظر علي الرقم الموجود خلف الشاشه بدون اسم
مريم: السلام عليكم
رنا بأبتسامه : وعليكم السلام ، ازيك يامريم وحشاني اووي
مريم بعدم تصديق : رنا ، يااا يارنا انتي جيتي امتا من السفر
رنا : لسا راجعه من اسبوع ، وحشاني اووي يامريم نفسي اشوفك اخبارك ايه
.................................................. ............
فتحت عينيهاا ببطئ ، ثم نظرت اليه وهو يقف امام المرئه ليهندم من ملابسه
عندما رئهاا من خلف زجاج المرئه ، التف اليهاا
صافي بصوت ناعس : صباح الخير
ادهم : صباح النور ، صاحيتك
صافي وبدأت تفيق : لاء ابدا ، بس انا الي قلقت ، انت ماشي
ادهم بضحك وهو ينظر لساعته : الساعه 7 دلوقتي ، ولا انتي عايزه صاحب الشركه يروح اخر واحد
صافي وهي تنهض لتقف امامه : لاء ابدا ياحبيبي ، هروح احضرلك الفطار
ادهم : متتعبيش نفسك انا هشرب قهوه في الشركه
عادت اليه ثانيه ، وعلي وجهها ابتسامتها الجميله وبدأت تربط له رابطه عنقه
صافي : ثواني والفطار هيكون جاهز ، ثم اقتربت منه لتقبله وغادرت الغرفه لتحضر له طعام الافطار
نظر لهاا وهي تغادر الغرفه ،وتنهد بصعوبه ثم بدء يكمل ارتداء ملابسه
.................................................. ..............
نظرت الي صديقتها بأسي، وهي تشفق عليهاا مما حدث لها
رنا : ياا يامريم ، طيب مقولتليش ليه كنت ممكن اساعدك تلاقي شغل ما انتي عارفه علاقات بابا
مريم : مكنتش عايزه اشغلك بمشاكلي ، سيبك مني انتي اخبارك ايه
رنا : انا ياستي اتخطبت لأبن عمي ، وبعد كام شهر هسافر معاه امريكا
مريم بفرحه : مبروووك يا رنا
رنا بحب : الله يبارك فيكي ياحببتي
ثم نظرت لصديقتها لبعض الوقت ، وقالت
الشركه الي بابا شغال فيها محتاجين محاسبين ويكونوا خارجين تجاره انجلش ، ايه رئيك تقدمي للوظيفه وانا هقول لبابا يساعدك
مريم : بس انا مش عايزه اسببلك احراج مع والدك
رنا : احراج ايه يابنتي ، هو اصلاا كان عارض الوظيفه ديه علي مي بنت خالتي ، بس خطيبها رفض ولما انتي حكتيلي ظروفك افتكرت وكمان انتي نفس المؤهل الي طلبينه ومتخافيش بابا ليه اسمه في الشركه والكل بيقدره ويحترمه
وانتي اعملي الي عليكي وقدمي ، يمكن يكون ليكي نصيب وتشتغلي في شركه كبيره زي ديه
مريم بسعاده : ياا متعرفيش الخبرده فرحني قد ايه ورحمني ، من اللف علي اي وظيفه اشتغلهاا
رنا بأشفاق : خلاص بكره ان شاء الله نتقابل ، واخدك لمقر الشركه مع ان اسمها معروف في البلد كلهاا
.................................................. ...........
هاا يا احمد ، اختارت المحاسبين الي شركه محتاجهم
احمد : بكره ان شاء الله هنعمل المقابله ، وهنختار الي يصلح للوظيفه
ادهم ويعيد نظره لبعض الاوراق التي امامه : ماشي يا احمد التعين هيكون تحت اشرافك ، المهم اخبار بنود العقد مع الشركه الايطاليه ايه
احمد بأبتسامه : بعتوا لينا مندوبهم عشان نتمم العقود
ادهم بأرتياح : كويس جداا ، ثم نهض من مكانه وبدء يرتدي حلته ليهم بالخروج
وقبل ان يغادر مكتبه ...... ابقي اعلن عن الصفقه الجديده للصحافه
.................................................. ...............
هتوحشيني علي فكره
شاهي بدلع : ياسلام ، يعني بكره مش هتزهق مني
اياد : في حد يزهق من روحه ياحياتي
شاهي : بكاش علي فكره بقي
اياد : في واحده تقول لحبيبها وخطيبها وزوجها المستقبلي كده ، ثم غمز لها بأحد عينيه
وقال بهيام لتذكرهه تلك الليله التي قضوها سويا منذ ساعات قليله
شاهي بخجل : تصبح علي خير
اياد : وانتي من اهله ياحببتي ، اوعي تنسي معادنا بكره
ابتسمت له ، وخرجت من سيارته وهي تودعه بأحد ايديهاا
ثم تنهدت براحه ، ودخلت الي فيلتها التي تقطنها هي واباها بمفردهم
.................................................. .........
جلست تنتظر دورهاا بعد ان اصطحبتها صديقتها وتركتها للتقديم في تلك الوظيفه ، كانت اعينها تتابع المكان من حولها وهي حالمه بأن تقبل بذاك الوظيفه
ظلت تتأمل هؤلاء الفتايات بملابسهم ومكياجهم الصارخ
نظرت لهم بتعجب ، ثم اخفضت رأسهاا لعلها تستجمع قواهاا
تأملتها السكرتيره بأستغراب شديد ، وهي تطلع الي ملابسهاا
فقد كانت ملابس بسيطه للغايه
السكرتيره بأبتسامه: اتفضلي يا انسه ، المقابله هتكون مع بشمهندس احمد
احمد بهدوء وبدون ان يتطلع اليها : اتفضلي يا انسه مريم
ثم نظر لها وقال : انسه مريم صح
مريم : ايوه يا فندم
احمد : ممممممم ال cv بتاعك هايل ، بس ناقصك خبره
انتي مدربتيش في اي شركه قبل كده
مريم بأبتسامه : لاء يافندم
احمد بتفهم : تمام ، اتفضلي
خرجت من مكتبه ، وهي لا يبدلها شك بأنها لن تقبل في تلك الوظيفه
خرجت من الشركه وهي تشعر ببعض الدوار ، وكادت ان تسقط مغشيه عليها ، الي ان لحقهاا
انتي كويسه
مريم بتعب : اه الحمدلله ، متشكره لحضرتك عن اذنك
وقف يتأملهاا للحظات ، ثم صعد الي غرفة مكتبه ليلقي اوامره علي سكرتيرته الخاصه ،قبل بدء الاجتماع
.................................................. .........
استيقظت من نومهاا ، علي صوت رنات هاتفهاا
انتظرت قليلا لكي ترد ، وبعد ان ردت
لم تكن تصدق ما سمعته منذ قليل ، هل هي قبلت حقا في تلك الوظيفه ام هي تحلم ، نهضت سريعا من فراشهاا لتبحث عن ملابس مناسبه لعملهاا ولكن بحاشمته المعتاده ، لم تكن ملابسها انيقه ولكن كانت راضيه تماما عن ملابسها حتي لو سوف تخالف تلك المجتمع المتحرر ، نظرت لنفسها نظره رضي ............. ثم ذهبت لتبدء حياه اخري لا تعلم ما ينتظرها في وسط هذا العالم
وقفت تنتظر السكرتيره لتدخلها ، نفس المكتب السابق لمقابلة مديرهاا
يتبع بأذن الله
**********
تعليقات
إرسال تعليق