رواية قلوب تائهة الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سهام صادق
رواية قلوب تائهة الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سهام صادق
الفـــصـــل الســادس
نظرت لتتأمله قليلاا ، فلم تجدهه نفس الشخص الذي اجري معها المقابله الاولي ، اشاحت بوجهها سريعا ، وظلت تنتظر ان ينتبهه لوجدهاا
ارخي بجسدهه قليلا وبدء يتأملهاا ، فلم تمر امامه مثل هذا النوع من الفتايات ، ظلت عيناهه تتفحصها بأعجاب شديد، الي ان اشاح بوجهه وامرهاا بالجلوس
اياد : انسه مريم صح
مريم بهدوء : ايوه يافندم
اياد بأبتسامه وهو ينظر لملفها : طبعا انتي عارفه انك اتقبلتي في الوظيفه ، بس الي متعرفهوش انك هتكوني تحت ادارتي
مريم بتسأل : هو انا هشتغل سكرتيره لحضرتك
اياد : لاء مش سكرتيره ، بس هتكوني الوسيط بيني وبين مدير الحسابات ، هترجعي الحسابات وبعدين ان هتطلع عليهاا ،يعني ممكن نقول كده سكرتيره تانيه ليا
نظرت له مريم بتفهم ، ولم تعقب
أياد : اتفضلي دلوقتي ، والسكرتيره هتفهمك كل حاجه
مريم : عن اذن حضرتك
خرجت من امامه ، وظل نظرهه عالقاا بهاا .. الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه
اياد : اقول ماساء الخير ، ولا صباح الخير ياحياتي
.................................................. .......
انا هبه سكرتيرة بشمهندس اياد
مريم : مريم ، الموظفه الجديده
هبه :تشرفت ، ها ابدء اشرحلك طبيعة شغلك ، ولا عايزه تسألي عن اي حاجه
مريم بابتسامه: لاء ابدء اتفضلي
بدأت هبه تشرح لها طبيعة عملهاا، وتوضح لها كل شئ وعن نظام الشركه وعن الجديه في العمل ، الي ان وصلت ان حثتها ان تحترس من بعض الامور لم تفهم مريم ماتقصدهه ولكن ظلت صامته تتابع الاستماع الي حديث هبه
هبه : هاا ياستي فهمتي كل حاجه
مريم : اه تمام متشكره اووي ، بس سؤال هو انا هشتغل فين
هبه : مع زمايلك عادي في قسم الحسابات ، بس المسئول عنك هو بشمهندس أياد لانك تعتبري تحت اشرافه
.................................................. ............
بعد ان انهوا اجتماعهم ، جلسوا يتحدثون في بعض الامور
الي ان نظر خلفه، وهو يندهه عليهاا لكي يعطيهاا بعض الاوراق
انسه مريم
اقتربت منه بهدوئها المعتاد ، الذي تعود عليه منذ ان أتت من اسبوعا
مريم : افندم يا بشمهندس
التف ادهم الي مصدر الصوت ، ولكن لم يتذكرهاا عندما ساعدهاا في النهوض ، ثم اشاح بوجهه ليتابع ما كان ينظره اليه من اوراق
اياد بأبتسامه : اتفضلي الاوراق ديه ، عايزك تعمليلي جدوله ، وتشوفيلي الربح والخساره هتكون في حدود ايه وكل التفاصيل
ثم نظر لهااا مبتسما ، يتأملها كعادته ، بدون ان يعرف لما عينه دائماا تتفحصها برغم من ملابسها المحتشمه
نظر له احمد وهو يتابع نظراته ، ثم قال بصوت هامس
سيب مريم في حالها ، هي مش زيهم وانت عارف كويس كده
نهض اياد سريعاا من مكانه ، وتركهم
.................................................. ...
وجدها تتطلع لصورة ابنها بدموع وشوق شديد ، كان يتأمل عيونها كما كانت تدل علي مدي اشتقاهاا ، اقترب منهاا
وجلس بمقربة منها ، وهو يقول
انا وعدتك اني هرجعهولك ياصافي ، خليكي واثقه فياا
صافي بأسي: تفتكر اني ممكن الاقيه في يوم ، خايفه اووي يا ادهم اني اعيش عمري كله استني اليوم الي القدر يجمعني بيه ، ويوم مالقيه مشوفش نظرة الحب الي اي ام بتشوفهاا في عين ولادهاا
نظر لهاا بأشفاق ، وهو يتذكر نظرة امه المودعه وهي تقول خايفه تبقي زيه
لم يفهم قصدها بتلك الجمله ، الا عندما كبري ، علم انها تقصد ان يصبح مثل والدهه زوج خائن واب لا يُصلح
اقتربت منه ، بعد ان جففت دموعها ،واستكانت بين يديه وهي تشعر بدفئ انفاسه وحنانه الذي ادركته عندما اقتربت منه حتي لو لم يظهر لها ذلك
.................................................. ..........
ايام تُمر، ووحدتتها اصبحت قاتله ، ولكن عملهاا الجديد اصبح يشغل معظم وقتها كانت سعيده بتلك العمل لكونها تعمل ما تُحب ، وضعت رأسها علي وسادتهاا بعد ان اتأكدت من موعد استيقاظها من منبه هاتفهاا ، ثم بدئت تتذكرحياتهاا السابق ، كما كانت تشتاق اليهم كثيرا ، تنهدت بحزن اصبح يملئ قلبهاا ،وذهبت في عالم الاحلام
حياته كما هي ، لايري شئ سواا عالمه التائهه فيه ، وكأنه اصبح لا يٌبصر بشئ سواا هذا العالم الذي يحيطه ، كانت ضحكاتهاا تتعالي في اذنيه ويدها التي تسحب يديهه ليراقصهاا
ظلت ترقص بين احضانه ، ولاول مره هي من تسقط عليه الكلمات ، كان يسمع كلماتها مثل الاصم في هدوء تام الي ان سألته عن موعد زواجهم
اياد بدهشه : جواز
شاهي بصدمه : جوازنا ياحبيبي ، مش المفروض نتجوز ولا انت خلاص زهقت مني
اياد بأرتباك: ليه بتقولي كده
شاهي بحزن : مالك يا اياد ، انت بقيت غريب اووي الايام ديه
اياد بضيق : مافيش ياشاهي ، يلا نمشي عشان تعبان
.................................................. ...........
تفتكر هيجي يوم وتبعد عني ، وتسيبني
نظر اليها ليتأملها قليلا ، وبضحكته المعهوده
مممممممم ، ليه بتقولي كده
صافي : لان لكل شئ نهايه ، وانت ممكن في يوم تلاقي نصك التاني الي تكمل معاه حياتك ، ثم تنهدت بحسره وهي تلقي علي مسمعه تلك الكلمات
بدء يعتدل من جلسته واسند برأسه علي الوساده ، وقال
مفتكرش ، وظل يتأمل تلك الفراغ الذي امامه
صافي : ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا ادهم
نظر لها بتعجب من سؤالها فالمفترض لو سـأله جميعهن بهذا السؤال هي دونهم لا ترغب ان تسأل تلك السؤال فهي عشيقته
ادهم : مالك ياصافي ، اول مره تسأليني السؤال ده
صافي بهدوء: واحد زيك عنده كل حاجه ، ليه اسمه وسمعته وكمان شخص جذاب وجميل ، ليه لحد دلوقتي متكونش في واحده في حياته قدرت تدخل قلبه
ادهم بتنهد وهو يشير الي موضع قلبه : عشان ده مش عايش ، زي صاحبه بالظبط
كادت ان تكمل كلامهاا ولكن علمت بأنها الان يجب ان تنهي حديثها معه
نظرت له تتأمله ، قليلاا فوجدته وكأنه يصارع شخص بداخله ، فنهضت من مكانها بعد ان غطت جسدها العاري
وهي تعلم تماما ، ان قربهم من بعض هذا ليس سواا اكتمال ارواح تحتاج الي الاحتواء لتعوض ما بداخلهاا من نقص يريد ان يكتمل
.................................................. ..........
جلست علي احد الطاولات في تلك المكان المخصص لأستراحه العمل ، وبعد لحظات قامت لتجلب بعض المشروبات
مريم بأبتسامه : مشروب كل يوم ياعم حسن
حسن بطيبه : من عنيا يا استاذه مريم
ابتسمت له بأبتسامتها المعتاده ، فهو يُذكرهاا بوالدهاا نفس الطيبه التي كانت تراهه في عينيه وملامحه
اخذت طلبهاا ، ليست مدركه بما امامهاا ، وبدون قصد صدمت بيه
ادهم : ابقي خدي بالك يا انسه ، ثم انصرف وتركهاا دون ان ينتظر ان يسمع اعتذارهاا
هبه بضحك : كنتي هتكبي العصير علي رئيس مجلس الاداره
مريم بدهشه : هو ده صاحب الشركه
هبه بضحك : بقالك شهر ، وكل ده ومتعرفيش ان ادهم عزت هو الكل في الكل هنا
مريم بتعجب : طب واستاذ اياد ، واستاذ احمد
هبه : دول اعضاء مجلس الاداره ، بس طبعا ليهم اسهم في الشركه غير ان بشمهندس اياد يبقي اخوهه الصغير
مريم : عشان كده ديما كنت بشوفه في كل الاجتماعات وهو الي بيديهم الاوامر
هبه بضحك : وبعقلك كده يافالحه مادام هو الي بيدي الاوامر يبقي مين بقي صاحب الشركه ، يابنتي ادهم ده هو الي ماسك كل حاجه ،عقله يوزن بلد ، وميعرفش اخوهه في الشغل ، ثم بدأت تتناول مشروبهاا وهي تقول : حتي لو بشمهندس اياد ، بس بصراحه غيره خالص
مريم بتسأل : غيره ازاي يعني
ولكن قطع حديثهم ، نهوض المواظفين للذهاب لعملهم ، بعد ان انته وقت الراحه
.................................................. .............
كنتي فين يامريم ، وفين الملف الي طلبته منك
مريم: اسفه يافندم ، اصل كنت في الاستراحه عشان ميعاد الغدا ، ثواني وهجيب لحضرتك الملف
اياد وهو يقترب منه: ممممم وكده تاكلي من غيري
مريم بحده : افندم
اياد بضحك : ايه يامريم ، هو انتي مالك جد اووي ، مش معقول وصلناا للسنه 2014 وفي بنات بالشكل ده ، ثم قال باستهزاء: انتي جايه منين يامريم
نظرت له لبعض اللحظات لتري ضحكاته وهو يحتقرهاا ، وقالت بأسي : عن اذن حضرتك
ثم ذهبت ، وهو مازالت انظارهه علقه بها، وقد تبدلت ضحكاته لسكون تام
هو انا ايه الي عاملته ده ، عشان اتريق عليها كده واضحك
خرجت سريعاا من امامه ، ودموعهاا تكاد توشك علي الهبوط ، كادت ان تخبط به ثانية ولكنها تراجعت ، رفعت وجهها الذي كانت تخفضه لتري ممن سوف تعتذر فصُدمت عندما رئته
نظر لها قليلا ، يتأمل عيونهاا المليئه بالدموع ، ثم ابتعد عنها وهو يعلم بأن قد حدث شئ بينها وبين اخاهه
دخل اليه ، وجدهه يهندم من ملابسه ليهم بالخروج من مكتبه
وبعد ان القي عليه ما اراد منه بشأن شاهي ، التف لينصرف ثم عاود النظر اليه ثانيه وهو يقول بصرامه
اعقل شويه ، وبلاش تلعب علي حد من الموظفين مفهوم
اياد بأبتسامه : ديما ظالمني
ادهم : اتمني ذلك .. ثم تركهه وانصرف
اما هو اخذ يحدث نفسه بشأنها
ياتري يامريم انتي غيرهم ولا مع الوقت هتبقي زيهم
.................................................. ................
مالك يامريم ، هو بشمهندس اياد زعلك
مريم بتسأل : هو انا لبسي مش كويس ياهبه
هبه بابتسامه : من ناحيه ايه مش كويس، ثم بدأت تفهم هبه ما تقصدهه
هبه : مممممم ، يمكن انتي مش متحرره زينا كده ، يعني انا مثلا محجبه بس ممكن اعمل لفات حجابي علي الموضه ، احط ميك اب ، البس ملابس ضيقه شويه وبرضوه علي موضه يعني تحرر بس مش زيهم يعني
نظرت لهاا مريم باستغراب : مش زي مين
هبه بضحك : مريم هو انتي قولتيلي خريجه كليه ايه ، الي يسمع اسألتك ميقولش انك خريجه جامعه ومرت عليكي كل انواع البنات
مريم : انا في الجامعه مكنش ليا اختلاط اووي بحد غير رنا ما انتي عارفاها بنت استاذ هاشم ، كان كل الي بيهمني دراستي
هبه بتفهم : هو قالك ايه
مريم وبدأت تتذكر نظراته وضحكته التي يشع منهاا نظرة الاستهزاء وبعد لحظات
هبه : بصي يامريم ، سيبك من الوسط ده ، مالكيش دعوه بنظراتهم ليكي ولا حتي كلامهم لانك هتسمعي كتير من كلامهم وهتشوفي نظرات استغراب وكأنك انتي من عالم وهما من عالم تاني خالص ، انا كنت زيك كده لبسي واسع وماليش في الموضه والكلام ده صح بلبس لبس متناسق وحلو بس كنت ملتزمه باللبس المفروض تلبسه اي بنت محجبه ، بس للاسف فضلت اشوف ديه لبست ايه وديه عاملة ايه ، وديه بتلفت الانتباه ازاي ، لحد لما انتي شايفه اه
وقالت بأبتسامه : بس يعني لبسي مش وحش اووي ، بس مبقتش هبه بتاعت زمان
مريم بأبتسامه : ربنا يهدينا جميعا ، متشكره اووي ياهبه علي كلامك بجد انتي ونعمه الصديقه
هبه بطيبه : انتي الي طيبه يامريم عشان كده بتشوفي الناس كلهاا كويسه
ويلا بقي عشان نلحق نجيب الحاجات الي عايزه تشتريهاا
انتي صحيح هتشتري اللعب وهدوم الاطفال ديه لمين
مريم بأبتسامه :هبقي اقولك بعدين
.................................................. ...........
جلسوا يتناولون طعام العشاء سوياا
ادهم بأبتسامه : ايه يا اياد مالك سرحان ، اكيد بتفكر في شاهي
نظرت له شاهي بخجل ، ولم تتحدث
اياد بأرتباك : اه اكيد
اسعد بأبتسامه : ايه ياولاد مش نوين تحددوا ميعاد الفرح ولا ايه
ادهم بأبتسامه : انا عن نفسي جهزتلهم الفيله الي هيعيشوا فيها بس يقرروا بس
اياد وهو ينظر لشاهي : انا بقول نستني شويه ، ولا ايه ياشاهي
نظرت له بأرتباك وقالت : الي تشوفه
اسعد بضحك : يعني نطلع منها احنا
ادهم بضحك : اظاهر كده
ثم نظر لاخاهه يتأمله، فوجدهه شارداا
اسعد بتسأل: اومال فين عزت باشا، انا سمعت انه سافر فرنسا خير راح سياحه ولا ايه
ادهم بتهكم: اه فعلاا سياحه ، ثم عاود النظر لأخاهه ثانيا
وهو يحدث نفسه : ياتري فيك ايه يا اياد
مريم انا اسف
وقفت ساكنه لبعض الوقت ، وكادت ان تهم بالخروج ولكن استوقفه صوته ثانية
يتبع بأذن الله
*********
الــفـــصـــل الســابــع
ابتسمت له ، كأنه تعبير عن قبولهاا لأعتذاره،ثم تركته وانصرفت
كانت نظراتها عالقه بذهنه ، ثم تنهد بابتسامه وهو يحدث نفسه
مريم مش زيهم يا اياد ، اعقل
ثم بدء يتابع عمله وهو شارد بتلك النظرهه الحانيه
.................................................. .......
ومثل كل يوم ، تجلس علي فراشهاا للحظات تتأمل حولهاا مملكتها الفارغه والهدوء القاتل الذي يحاوطها، شرد عقلها قليلاا بتلك الفتره الماضيه وهي تتذكر لاحظتها القليله معه بل والمعدوده
ظلت تفكر به وهي تسبح في عالم الخيال ، تتذكر نظراته الحاده ، حديثه القوي ، كل شئ فيه قد بهر عينيهاا برغم انها لا تعلم ملامح واجهه بدقه ، تذكرت المرات التي اصتصدمت بيه وهي تبتسم ، ولكن وقف قلبها للحظات وتصدي له عقلهاا ويقول .... فوقي يامريم
انتبهت لما كانت تفكر بيه وهي تحدث نفسها
حياتنا مش شبهه بعض ، لازم افوق
ثم ابتسمت بحزن وهي تخمد احلامهاا
.................................................. ........
مش هي ديه شاهي ، الي صممت ترتبط بيها وكنت دايخ عشان بس تكلمك
نظر له اياد قليلا .. وقال : مش عارف يا احمد بس حاسس اني زهقت
احمد بضحك : ده العادي بتاعك يا اياد ،بس تفتكر ادهم هيسكت المرادي
اياد بضيق : طبعا عشان الصفقات الي بينهم هيحكم علياا بأوامره
احمد : انت الي حكمت علي نفسك يا أياد ، محدش ضربك علي ايدك وقالك افضل اجري ورا شاهي وبعدين ارتبط بيها
أياد : منكرش انها كانت عجباني ، بس كانت وخلاص
احمد بفهم : ومين بقي الي بقيت عجباك دلوقتي ، ما انا مش هصدق انك تزهق منها كده من غير مايكون في واحده تاني رسمت عليك ودخلت حياتك
اياد بغرور: تفتكر في حد يقدر يرسم علياا ، ثم بدء يتذكرها وهو يقول بصوت هامس لنفسه : بقيتي لعبتي الجديده مريم ، ولازم اخدك عشان ازهق منك ومفضلش اشغل بالي بيكي
ثم انتبهه علي صوت احمد وهو يقول : ازيك ياشاهي
.................................................. ........
جلس يتأملهاا قليلاا ، وبصوت هادئ
هتيجي معاياا شرم يومين ، ايه رئيك
نظرت له بسعاده وهي تحتضنه : بجد يا ادهم
ادهم بضحك : بجد
صافي بسعاده : طب وايه سبب الفسحه المفجأه ديه
ادهم بهدوء : حاسس اني عايز اهرب من الشغل شويه ومن المشاكل
صافي بحنان : يعني انت عايزني معاك
ادهم بأبتسامه : تفتكري ايه
صافي بتنهد : انا اي مكان انت فيه بتمني اكون معاك ، انت متعرفش قد ايه بكون سعيده بوجودك حتي لو هكتفي ان ابصلك بس من بعيد
اقترب منهاا بحنان واخذ وجهها بين كفيه، وهو يقول انا جنبك اه ياصافي
.................................................. .........
اخذ يلقي عليهاا بعض الاوامر، وبعد ان اتنهي
استأذنت منه لتتابع عملهاا ..
نهض من مكانه ووقف امامها وهو يقول : بمناسبه حفلة عيد ميلادي ، انا عزمك يامريم ياريت تقبلي عزومتي يعني كأصدقاء
كان يقول هذا وهو يعلم انها ستواقف ، وكيف ترفض طلبه وكثيرا منهن يتمني نظره منه فقط وليس دعوه
ابتعدت عنه ، وقبل ان تغادر
اسفه يافندم ، انا جايه اشتغل هنا وبس ، بس ممكن اقدر اقولك كل سنه وانت طيب .. عن اذنك
ظل واقفا قليلاا وهو ينفث غضبه بانفاسه التي تكاد ان تحرق غروره وهو يقول : لسا الايام بينا يامريم
.................................................. ..........
كانت تنتظر ان تري قدومه مثل كل يوم ، ولكن هذا اليوم قد خُيب ظنهاا وقفت تتطلع لبعض الوقت ناحيه الطرقه المؤديه لمكتبه ولكن في النهايه التفت بظهرهاا لتتابع عملهاا
استوقفها صوته وهو يندهه عليهاا بصوت حاد
حصليني علي مكتبي يامريم
تنهدت قليلا ن ثم اتبعته وهي تمسك احد الملفات في يدهاا
جلس علي كرسيه يحاول ان يكون صارما حتي لو للحظات قليله لكي تنجح خطته كما اراد ، انتظر قدومها وعندما رئهاا نظر في بعض الاوراق التي امامه ، وبعد لحظات
ايه ده يا استاذه كل الحسابات فيهاا مشاكل ، اظاهر انك كنتي نايمه وانتي بتراجعي الملف
مريم بدموع : ابدا والله يافندم ، انا رجعت الملفات كويس اووي وحضرتك بنفسك قولت كل حاجه تمام
كاد ان ينكشف امرهه ، ولكن
قال بصوت جاهوري : شفت زياده هتنزليه النهارده ، ترجعي الملفات كلهاا وفوراا وقدامي كمان ، اتفضلي
نظرت له بصمت شديد ، وقالت : حاضر
بس ممكن اخد الملفات وهرجعهاا ، علي مكتبي
اياد بحده مصطنعه : اتفضلي يا انسه اقعدي هنا وراجعي ، انا مش فاضي للدلع ده مفهوم
.................................................. .........
كان يتطلع الي المياهه المتراطمه امامه وهو شارداا
وقفت تتأمله كعادتها ، وبصوتها الحاني
صافي :سرحان في ايه
بعد ان افاق من شرودهه ، وبأبتسامه ساخره
قولي مش سرحان في ايه
ابتسمت له كعادتها : هتفضل سرحان كده ، ولا شكلك زهقت وحابب ترجع للأوامر والموظفين وشغلك
ادهم بضحك : لاء انا اجازه الايام ديه
ثم نظر لها يتأملها قليلاا ، وقال :علي فكره في اخبار حلوه ليكي عندي
نظرت تتطلعه وكلها لهفة من سماع تلك الخبر الذي تتمني سماعه
ادهم بأبتسامه : قربت اعرف مكان مازن
.................................................. ........
كان يجلس طيلة الوقت يتطلع اليهاا ويتأملهاا وهي منكبه علي تلك الاوراق ، اقترب منها قليلا وجلس علي مقربة منها وهو يقول : كفايه شغل لحد كده
نظرة له بأمتنان شديد ، ووجهها يبدو عليه التعب وهي تقول
: اتفضل الملفات الي اترجعت
نظر لها بنظرة لم تفهمها ، وقبل ان يفعل شئ تنهد قليلاا
اتفضلي يامريم ، تقدري تمشي
نهضت من مكانها سريعاا واتجهت ناحيه الباب ، الذي لم تسمح له بأغلقه ورحلت وهي تشعر بالتعب في كل انحاء جسدهاا
وقف ساكنا لبعض الوقت وهو يتطلع الي تلك الاريكه التي كانت منذ ثواني معدوده تجلس عليها ، الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه ... ظل ينظر للمتصل لبعض الوقت وتنهد بملل ، واغلقه
.................................................. .........
عادت الي وحدتتهاا ، تمنت لو انها وجدت احد ينتظرهاا ليسألها عن يومهاا ، تذكرت قلق والدتها عليهاا وشعورهاا بتعبهاا ، ابتسمت بحزن ثم نظرت الي احد المجلات التي بيدهاا ووضعتها بجانب سريرهاا ، وذهبت لتؤدي صلاتهاا قبل ان تجلس لتقرء بعض الاخبار عنه حتي لو كانت قديمه
فكان فضولهاا يريد ان يعرف عنه الكثير لم تعرف لماا تفعل ذلك ، ولأول مره تشعر بأنها ذات قلب تائهه مثلهم
.................................................. .......
جلس ينهك نفسه بالشرب ،حتي تذكر صورتهاا بأبتسامتها الهادئه وبصافئها المعهود
نظر للكأس الذي يمسك به وقال بسكر: عجباك صح
ثم بدء يضحك بصوت عالي ...
كريم : ارحم نفسك شويه يابني ، ومين ديه الي عجباك
أياد بضحك : حته بنت ، بس ايه خام اووي ، ولا لبساهاا تحس انهاا مش عايشه في العصر بتاعنا
كريم بضحك : يعني انت الي عايش اصلاا ، وكمان ماله لبساهاا
اياد بأبتسامه : عجبني موووت ، تصدق ان بتكثف ابصلهاا
ثم ضحك بسخريه : مش انا يعني الي بتكثف ما انت عارفني ، بس عيني ما بتقدرش تبص عليهاا ، بس اول ما عيني بتيجي عليها بلقيني ببعدهها علطول ومش قادر ابص عليها
كريم بتنهد : انت حبيتها ولا ايه يا أياد
اياد بضحك : انا احب مريم مش معقول ، ثم نظر لكأسه انا احب مريم ، ثم تابع الشرب
نظر لها صديقه بمراره ، وظل يتطلع له لبعض الوقت يتفرس معالم وجهه
.................................................. .....
جلست تنظر لغلاف المجله ، وقبل ان تفتح اول صفحههاا بها تنهدت بأسي ، ثم اغلقتهاا وهي تقول لنفسها
بلاش يامريم ، ممكن تشوفي عالم تاني غير عالمك وتنصدمي في اول شخص قلبك يدقله ، اعتدلت من نومتها بأسي وقالت : هو انا ازاي حبيته ، وامتا وليه .. مع انه عمرهه ما بصلي .. اشمعنا هو .. ثم بدأت تتذكر صرامته وحدته وابتسمت بأسي
.................................................. ......
عاد من سافرهه ، وهو لا يعلم ما ينتظرهه من اخبار
جلس يسترخي قليلا ، ثم بدء يتابع عمله ، الي ان
هنا : انسه شاهي خطيبة بشمهندس اياد ، مستنيه تقابل حضرتك
ادهم بأعتدال : خليهاا تدخل ياهنا
نظرت له بوجه شاحب ، وعندما رئي منظرها هذا ،تأكد بأن قدومها هذا لامر هام ولكن لم يتوقع بأن يكون هذا الامر هكذا
شاهي بدموع : انا حامل يا أدهم
نظر لهاا بدهشه شديده ، وبصوت متحجر، وبدون ان يشعر ظفر بضيق شديد وتنهد بقوه علي فعلة اخاهه
.................................................. ..........
كان يفكر في حيله ، كي يتقرب منها اكثر، ظل يفكر في حيلهِ السابقه ولكنه كان يعلم بأنها تحتاج حيلة مختلفه تماما، تنهد بضيق شديد وقال : بس برضوه لازم تقعي يامريم
اقترب منها ليعطي لها كوب الماء وهو يظفر بضيق : اياد عرف بالموضوع
شاهي بدموع : لاء لسا ميعرفش ، لان حضرته مبيردش علي تليفوناتي ، فملقتش حد اجيله غيرك
ادهم بضيق وبمراره : واسعد باشا طبعاا لسا معرفش
شاهي ببكاء : ارجوك يا ادهم ، بابا ميعرفش ، انا جتلك عشان عارفه انك الوحيد الي ممكن تسمعني وتقف جنبي وتحل المشكله
ادهم بضيق : مشكله ، قصدك كارثه .. انا مش عارف هفضل لحد امتاا استحمل استهتارهه
.................................................. .........
جلست تنتظر صديقتهاا علي احد الطاولات ، وكادت ان ترحل وجدته يجلس امامها وبابتسامته المعهوده وهو يخلع نظارته : مفاجأه حلوه صح
نظرت له بضيق وتمنت لو ان هبه الان امامهاا لأوبختهاا بشده علي فعلتهاا
التفت لترحل ، وتتركه بغروره هذا
ولكن هو كان اسرع ووقف امامهاا ، وهو يقول : ماهو مش معقول انتي الوحيده الي عامله فيها تقيله ، ايه في حد في حياتك لو في حد قولي ، ممكن اتصرف معاه
مريم بحده : اظن ان ده شئ يخصني ، عن اذنك
امسك احد معصمها بقوه وهو يقول : مادام اياد شوكت عاز حاجه لازم ياخدهاا ياحلوه
نظرت له بدموع وهي تقول : عشان انت اتعودت تاخد كل حاجه حتي لو مش من حقك ، او بالاصح انتوا .. عارف ان بشفق عليك اوووي
نظر لها بدهشه وهو يري دموعهاا ويسمع حديثهاا
مريم بدموع : ايوه بشفق عليك ، بشفق عليك من غرورك من حياتك مفكرتش في يوم ديه حياه الي انت عايشهاا وفرحان بيها ، مفكرتش هتفضل طوول عمرك فرحان بكده ، مفكرتش لحظه في شبابك الي معملتش في حاجه مفكرتش في الحياه التانيه الي مستنياك ، ولا ديه كمان نسيتها وفاكر نفسك هتفضل طول عمرك لحد ماتموت انك اياد شوكت الي كل حاجه لازم تبق تحت ايديه والكل يقوله سمعا وطاعا
انا بجد بشفق عليك ....
ثم تركته وانصرفت ، وهو ظلا واقفا تائهه يتطلع اليهاا ، ولاول مره يشعر بأنه حقا يجب ان يشفق اولا علي نفسه
لم يقطع شرودهه هذا سوا رنات هاتفه المستمره
نظر للمتصل بضيق وهو يقول : ايوه يا ادهم
.................................................. .......
جلس امامه ، وهو يتطلع اليه ويري علامات وجهه غير المبشره بشئ
تنهد بتسأل وهو يقول : في ايه يا ادهم
ادهم بحده : في ايه بتسألني في ايه ، وياتري مافيش ايه عاملته يا استاذ انا هفضل لحد امتا اصلح وراك بس المرادي انت الا لازم تصلح غلطك لانك خلاص المفروض هتبقي اب
اياد بصدمه : اب
ادهم بتهكم : شاهي حامل يا استاذ
نظر له اياد بصدمه ، ثم وضع راسه بين احد كفيه ، ونظر لاخاهه بضيق
ادهم : انا حددت ميعاد الفرح ، الفرح بعد اسبوع
اياد بصدمه : اسبوع ،ثم قال بضيق : بس انا مش هتجوز يا ادهم وشاهي هتنزل الطفل
نظر له ادهم بضيق ، وقبل ان يرد كان اياد يغادر المكان بل والشركه بأكملهاا
.................................................. ...........
كانت تعلم ان نظراته تلك ، ليست سوا رغبة فيهاا ، رغبه في لعبه لم يري مثلها من قبل ، لعبة اراد ان يستمتع بهاا قليلا، تنهدت بأسي لما يحدث لهاا ، نظرت الي احد المجلات لتتأمل وجهه ولكن سريعا ما اخذتها واخفتهاا كي لا تحطم قلبها بأحلام وهميه
قضي معظم ليلته ، يهرب من واقع ينتظرهه ، كان يلتقي بكأس يلو الاخر وهو لا يعلم لماذا اصبحت الان شاهي مجرد لعبه قد انتهي صالحيتهاا ، بعد ان كان يرغب بهاا وبشده
تنهد قليلا بأسي وهو يتذكر كلامهاا الاخير، ثم قذف بالكأس الذي يمسكه وهو يقول : اطلعي من دماغي بقي
.................................................. ................
نظرة لها بعتاب شديد ، وقبل ان تذهب من امامها
هبه برجاء : والله يامريم ، هو الي اصر عليا ، قالي عايزك ضروري ، سامحيني
مريم بطيبه : خلاص ياهبه حصل خير
هبه بأبتسامه : ماشي ياستي ، بس مالك شكلك منمتيش والنهارده في اجتماع ولازم تكوني فايقه ، لان ادهم بيه رجع من سفرهه وطلب من اعضاء مجلس الاداره كلهم يجتمعوا
وبدون ان تشعر ... وجدت قلبها يبتسم قبل شفاتيهاا ، ابتسمت بأسي ، ثم قالت
أكيد بشمهندس اياد وصل
هبه بضيق : اه وصل ، ومش طايق حد
مريم بتنهد وهي تستجمع قواهاا لأمر تحويلهاا من ادارته : طيب انا هدخله
كان يفرك في عينيه ،كان يبدو عليه الارهاق الشديد
نطقت اسمه بهدوء وهي تقول : انا عايزه اتنقل لقسم تاني
نظر لها بضيق شديد ولاول مره لا يتطلع لوجهها : احنا في شركه هنا مش بنلعب يا انسه ، اتفضلي جهزي نفسك عشان الاجتماع بعد ربع ساعه
الاقي عليهاا كلماته هذه ، وفي لمح البصر لم يجدها امامه ، تنهد بضيق شديد وهو يقول : انا ايه الي بيحصلي ده حاسس اني بقيت ضايع
كان يتطلع الي احد الصور التي امامه ، تنهد بضيق شديد من تصرفات اخيه ، واخذ يتذكر تلك الوجهه وقد عرفه تماما
كان احد المصورين لجريده ما يجلس في تلك المكان نفسه الذي تقابله فيه ، ولحسن الحظ قبل ان تنشر تلك الصور التي تجمع بينهم وهم سويا .. كان رئيس المجله صديقا له فأخبرهه بشأن الصور ... تنهد بأرهاق شديد وكيف لا يشعر بالأرهاق وكل شئ علي عاتقيه .. نهض من علي كرسيه ثم غادر مكتبه ليذهب لغرفة الاجتماعات
خطوات قليله كانت تفصلهم وافكار كثيره تدور، وقفت لتستمع لما يطلبه منهاا
اما هو كان يتطلع اليهم ، ويتأمل نظراتهم
كانت نظراته لهاا ولاول مره يشعر ، بهدوء اخاهه ونظراته المُتعبه التائهه التي تحمل شوقا كثيرا
اما هي تطلع لوجهها وهيئتها ، وهو لا يعلم كيف اخاهه اعجب بهاا فهو يعرف طبيعة اخاهه اكثر من نفسه ، ولكنه كان متأكد انها ليست سوا فتاة عابره بالنسبه له ، ولكن وجودها هذا بجانب اخاهه سوف يزيد الامر تعقيدا
تنهد بضيق شديد ، وقبل ان ترفع عينيها لتري تلك الوجه الجامد كان قد اشاح بوجهه وبدء يفكر كيف ستتم تلك الزيجه بدون تهور من اخيه ...
يتبع بأذن الله
*********
الفـــصــل الثـــامــن
مشاعر مختلفه ، وافكار هائجه واحلاما جميله وقلب لا يعرف سوا الحب وابتسامه صافيه ، وقلب اخر لا يعرف سوا القسوه او بالاصح لا ينبت بداخله سوا ذكريات اليمه جعلته تائهه في عالم لا يعرف الحب ، واخر تائهه لا يعرف ماذا يريد
جلس بهيبته المعتاده ، وبعد نظرة طويله ..قال:
انا اتفقت علي ميعاد الفرح مع اسعد باشا ، وحددنا كل حاجه
اياد بضيق : والمفروض انا اقول سمعا وطاعا، صح
ادهم بحده : انت الي غلطت ، ولازم تصلح غلطتك انا مش مستعد اخسر صفقات بملايين عشان طيشك يا استاذ
اياد : اهم حاجه عندك الشغل والفلوس ، مبتفكرش في غيرهم
ادهم بضحك : ماهي الصفقات والشغل الي مبفكرش في غيرهم دول يا استاذ ، هم الي مخلينك اياد باشا ، ولا فاكر ايه
ثم اطلق ظفرة قويه ، لعله يرتاح قليلا
وتفتكر لما اتجوز شاهي ، كده هترتاح
ادهم بحده : فكر في الطفل الي جاي ، وافتكر ان محدش ضربك علي ايدك انك تعمل علاقه مع شاهي وبعدين تقول خلاص زهقت
وقبل ان يدور حديث بينهم اخر ،تركه ورحل وهو لا يشعر بشئ
ادهم بضيق : هناا ابعتيلي احمد
.................................................. ........
كانت كلمات اخاهه ، تكاد ان تعصف به ،ركب سيارته وكاد ان يتحرك بهاا ولكن نظرهه استوقفه وهو يراها تبتسم لاحد صديقاتهاا وهي تودعها، الي ان وقفت احد السيارات الفاخمه وفتح لها السائق الباب بعد ان ابتسمت له ، كان فضوله يسيطر عليه ،لم يدري بنفسه سواا عندما رئها تدخل احد المنازل الفاخمه ويقابلهاا رجلاا يبدو عليه في منتصف الثلاثينات وعلي وجهه ابتسامه راقيه
اخذ يتطلع عليها والفضول يكاد ان يقتله ، فكيف لفتاة مثلها قد خدعته ببرائتهاا هذه ، ظفر بضيق شديد وبدء يبتسم بسخريه
وبعد ساعه تقريباا وجدهاا تخرج من تلك الفيله ونفس الرجل يودعهاا وهو يطلب من سائقه ان يوصلهاا الي حيث ما تريد
تتابعها بنظرهه بأحتقار شديد وهي تغادر، ثم خرج من سيارته ووقف امام الحارس وهو يسأل عن شئ ، حتي ان جاء بالحديث
الحارس : ده جلال بيه ، لسا واصل من بره بقاله شهرين ، عايش هو ابنه عنده خمس سنين بس مش بسمع ولا بيتكلم مولود كده
اياد بتسأل : والانسه الي كانت خارجه من هنا ديه تقربلهم اصلي بشبهه عليها
الحارس بطيبه : اه انسه مريم ، البيه الصغير اصله بيحبهاا ومرتبط بيهاا من ساعة ما تاهه في يوم ورجعته ، ياا متفكرنيش يا استاذ ده كان يوم جلال بيه كان هيقلب الدنيا ما ابنه عنده حقه ، ثم تابع في حديثه ، بس شكلها بنت طيبه وغلبانه والله يوميهاا فاكر جلال بيه عرض عليها فلوس بس هي رفضت ، ولما لقي ابنه متمسك بيها عارض عليهاا يوم اجازتهاا انه تيجي تشتغل هنا تخلي بالهاا منه وترعاهه ،بس النهارده الولد تعب وفضل يعيط ،فمكنش فيه غيرهاا عشان يرضي يسكت
ثم انتبهه الحارس لثرثارته الكثيره مع هذا الغريب وقال :
هو انت يا استاذ قريب الانسه ولا ايه
اياد بشرود : اه ، متشكر اووي ياا
الحاس : محمود يابيه
نظر له اياد مبتسما وانصرف ، وبداخله اسأله كثيره تحاوطه ولكن ما قرر فعله انه سيتركها بشأنها فملاك مثلها لايستحق سواا لشخص مثله
تنهد بأسي وهو ينظر الي وجهه من مرئات سيارته، وانصرف
.................................................. .....
نظرت الي تلك الوجهه الذي تعرفه تماما، لم تصدق انه الان قد تذكر ان لديه ابنة اخ ، تطلعت الي وجهه وهي لا تعلم لماذا قد تذكرهاا الان وجاء الي زيارتها
منصور: ايه يابنت اخوي ، مش هتقولي لعمك اتفضل
مريم بأبتسامه: اتفضل يا عم
اخذ يتطلع الي البيت الذي تقنطه بمفردها ، وقال:
الله يرحمك ياخوياا
مريم بحزن : تحب تشرب ايه
منصور بأبتسامه : متتعبيش نفسك يابنت اخوي ، ثم التف اليهاا وقال : هنقعد فين
مريم : اتفضل ياعمي ، هو في حاجه حصلت
منصور : تعالي يامريم يابنتي ، ثم بدء يتطلع اليهاا بنظرة لما تفهم معناهاا الا عندما
وقال : كبرتي يامريم وبقيتي عروسه
نظرت اليه بدون فهم ، ولم تتحدث الي ان تابع حديثه وقال:
بس قريب هفرح بيكي يابنت اخوياا
.................................................. .....
لم يدرك بنفسه ، سوا وهو يلقي التحيه علي احد الغفرا وهو يقول افتح الباب يا صالح
نظر له الغفير بتثاوب وعندما ادرك من امامه ، افاق سريعاا
وهو يقول : نورت المزرعه يا اياد بيه
دخل بسيارته ، وكأنه يريد ان يهرب تلك الايام من كل شئ
حتي يفيق من هذه الغيبوبه التي اصبح يعيش بها منذ ان دخلت عالمه ،في تلك المده القصيره
نظر الي حارس المزرعه ، وبعد ان القي عليه بعد الاوامر
ترجل الي الداخل ، لعله يجد في هذا المكان راحه حتي لو قليلاا
.................................................. ....
كانت دموعها تنثاب ، وهي تتذكر كلمات عمهاا بعد ان رفضت تلك الزيجه وكيف ستوافق علي هذه الزيجه وهي لا تعرف شئ ولا تعي شئ عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها وكيف سيتقدم لخطبتهاا وهي لاتعرفه ، ولكن عمها متمسك بشده كأنه يريد ان يتخلص من عبئهاا تحت مسمي ابنة اخاهه
تذكرت كلمته الاخيره وهو يقول : ما انا مش هستني لحد ما تجبيلي العار وانتي عايشه هنا من غير راجل ، وديره علي حل شعرك
مسحت دموعها سريعا ، عندما سمعت دقات الباب علي غرفتهاوهو يقول يلا يامريم المأذون وصل
كادت ان تخرج من الغرفه وتصرخ في وجههم جميعاا ، ولكن ماذا ستقول فأذا رفضت .. فحتما سوف لا تلقي بمصيرهاا سواا ان تذهب مع عمهاا لبلدتهم وكما قال لهاا
سأجعلك خادمه لي ، ولن تتزوجي سواا ابني بكر
بكر ، الذي يكبرهااب 25عاماا .. تنهدت بحسرة لما يحدث لهاا ... انتبهت لصوته ثانيه وهو يقول : يلا يامريم
خرجت من غرفتهاا ، وهي تتطلع الي تلك الوجهه ، يالهم من وجهه كثيره قد رئتهاا في تلك الايام وجهه جامده قد صدمتهاا في تلك العالم الذي كانت تعتقده مثل نقاء قلبهاا ، انثابت دموعهاا وهي تتذكرهه فالأن سوف ينتهي حلمهاا الذي كانت تكتفي برؤيته فقط ، لم تحلم سوا ان تسمع صوته هذا الحاد وتري تلك الوجهه الجامد ، ولكن كأن الله اراد ان يخلصهاا من هذا الحلم الذي تعلم حتما نهايته
منصوربصوت منخفض : حسك عينك ، تعملي اي حاجه ولا انتي عارفه يابنت اخوياا .. ثم ابتسم لها ابتسامته المصطنعه وهو يقول : هو انا عندي اعز منك يابنت اخوي ، بكره تعرفي اني عاملت كده عشان احافظ عليكي مع راجل يصونك
.................................................. ........
الان قد شعرت بغبائها ، فهو لم يحبهاا بل كانت كما يقولون لهاا بأنها لعبته الجديده ...
تذكرت غرورها وهي تقول : مش مع شاهي اسعد
لم يحطم غرورها هذا سواها هي فقط ، وكأن الغرور لا يحطمه سوا صانعه .. تنهدت بأسي وهي تتذكر حفله زفافها الذي سيتم بعد يومين ، واين هو من كل ذلك
.................................................. .....
نظرت لتلك الوجهه الذي يتطلعهاا ، وهي تعلمه تماما ، ظلت تحدق فيه لعلها تستيقظ من هذا الحلم ولكن لم تجد سوا ان حلمهاا واقع امامها يتجسد الان
نظر لهاا مبتسما وهو يقول : ازيك يامريم
تأملته للحظات للتأكد بأن هذا الصوت هو صوته ، ظلت تتطلع اليه
الا ان قطع شرودها صوت عمها وهو يقول مبتسماا : هسيبكم مع بعض يا ادهم باشاا ، عشان تتكلموا
ثم استاذن منه وهو يبتسم ..
ادهم بأبتسامه : مالك يامريم ، وقفه ليه ولا انتي اتفجأتي
ثم عاد ليحدثها ثانية.. وهو يقول : انتي تعبانه ، اجيبلك دكتور
ثم اقترب منهاا قليلاا ، بعد ان يأسي من سماع صوتها
وقال : مريم انتي سمعاني
رفعت رأسهاا قليلاا ، لعلهاا تري وجهه عن قرب وتتأكد ان الذي امامه هو ، وليس شخصا صنعه عقلها الباطل
ثم قالت بصوت ضعيف : استاذ ادهم ، انت بتعمل ايه هنا ، هو انت تعرف عمي
ادهم بخبث : اه اعرفه ، استاذ منصور عم مراتي
نظرة له لعلها .. تدرك ان ماسمعته منذ قليل ليس سواا تفوهات يصنعهاا عقلها
ابتسم لها عندما رأي مدي ارتباكهاا ، علم انها ليست سوا فتاه عادية لغايه ، شعر بالذنب قليلاا أتجاهه .. ولكن شعورهه هذا قتله سريعاا ، ثم قال بصوت حاني
ايه يامريم ، مفجأه وحشه انك عرفتي ان انا العريس
نظرت له قليلاا ، ثم قالت : العريس
أدهم بابتسامه وهو يدير وجهه ليصبح ظهره امامها ، ثم تنهد قليلا وقال : انا بحبك يامريم ، من اول مره شوفتك فيهاا ، من اول مره جيتي الشركه وكنتي هتقعي ومسكتك بين ايديا ، بس مكنتش فاكر ، اني هشوفك تاني ، بس حظي كان حلو وشوفتك تاني وعرفت انك بتشتغل في شركتي، بس مقدرتش استحمل اكتر من كده وانا بشوفك كل يوم قدامي وانتي بعيده عني
كانت تسمع كلماته وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيهاا ، هل كان حقا يحبهاا مثلما احبته بدون ان تشعر ، ولكن كيف وهو دائماا لم يشعرهاا بأي شئ تجعلها تتأكد من حبه
كان يعلم مايدور بداخلها ، وقبل ان يجعلهاا تفكر وتٍسأل عن شئ قال :
عارف اني محسستكيش ولو للحظه بحبي ليكي ، وديما شيفاني ادهم الصارم الي الكل بيخاف منه وبيعمله الف حساب، بس كان غصب عني ياحببتي كنت خايف لتضيعي مني
ثم التف اليهاا ، فوجدهاا تتطلع اليه في صمت ودموعهاا تنثاب علي وجنتيهاا ، اقترب منهاا قليلاا وكاد ان يمد يدهه ليمسح دموعهاا ولكن
منصور : مش كفايه كده يا ادهم باشا ، عشان نكتب الكتاب واه هتكون مرتك وتقولها كل الي نفسك فيه وهتبقي معاك طول العمر
نظر له ادهم مبتسما ، ثم عاود النظر اليهاا وذهب مع عمهاا لتتم تلك الزيجه المخادعه
.................................................. ...........
وقف يتأمل تلك الخضراا ، وهو شارد بافكار كثيره تدور بخاطرهه ، لم يشعر بشئ سواا تلك اليد التي تربط علي احد كتفيه
احمد : في واحد فرحه بكره وسايب عروسته
اياد بتنهد : انت عرفت مكاني ازاي ، ثم ابتسم بسخريه وهو يقول : مافيش حاجه بتخفي علي ادهم باشا
احمد : ادهم بيحبك يا اياد وخايف عليك حتي من نفسك
اياد بسخريه : عارف ان ادهم بيحبني ، بس حب بأمتلاك عايز كل حاجه تبقي تحت ايدهه هو وبس حتي انا
احمد بتسأل : كريم قالي علي كل حاجه ، مش معقول انت حبيت مريم
اياد بأبتسامه وهو يلتف بوجهه بعيدا عنه : تفتكران واحد زيه كل الي همه يسهر ويشرب ويقضي سهره مع ديه ويصاحب ديه يحب واحده زي مريم ، مريم اطهر واجمل مخلوقه شوفتهاا عشان كده واحد زي انا مينفعش يحبهاا
احمد بتنهد : يبقي حبيتها فعلاا
اياد : مش عارف يا احمد ، ولا فاهم حاجه ولا بقيت عارف ايه الي بيحصلي
احمد : بكره ترجع اياد بتاع زمان ، واه هتسافر انت وشاهي تقضوا شهر العسل ، ثم تابع كلامه بأبتسامه : واكيد هتتبسطوا
نظر له أياد طويلا : اتبسط مفتكرش
.................................................. ..........
لم تشعر بنفسهاا ، سواا وهي تسمع كلمه قابلت زوجها، ووجهه عمها يبتسم وهو يقول مبرووك يا ادهم ياابني قصدي يا ادهم باشا
نظر له ادهم مبتسما وقال : احنا اهل دلوقتي ياعم منصور ، شيل الالقاب ديه
منصور بأبتسامه واسعه : ده العشم يا ادهم يابني ، ثم اقترب من احد اذنيه وقال: اوعي تنسي الي اتفقنا عليه
نظر له ادهم بسخريه وقال : لاء متخافش ، المحامي هيكون عندك بكره ، عشان تستلم اوراق الارض
منصور بصوت عالي : تعالي يامريم ، قربي من جوزك ، متتكثفيش يابنتي
نظر لهاا يتطلع اليهاا وقال : جهزي نفسك ، عشان هتيجي معايا
وكأنهاا الان بدئت تفيق من كل هذا : اجي معاك فين
كاد ان يرد عليها ولكن صوت عمها كان الاسبق
هتروحي مع جوزك يابنتي ، يلاا روحي جهزي نفسك
وقفت للحظات قليله وهي لا تفهم شئ ، وكيف ستفهم شئ وكل شئ حدث وكأنهاا كانت تحلم واستيقظت الان من الحلم
تمنت لو كان حلماا حقاا ، وتستيقظ منه الان ولكن
منصور : يلا يامريم يابنتي ، مش عايزين نعطل ادهم بيه اكتر من كده
ثم قال : خلي بالك منهاا يا ادهم ، مريم ديه زي ولادي
نظر له بسخريه ، وهو يري تلك العم الذي باع ابنة اخيه من اجل المال ، دون ان يعلم سبب هذه الزيجه ، وكأنه يبيع قطعه أثاث باليه ، ليس ابنة اخيه
يتبع بأذن الله
*********
الــفـــصــل التـــاســـع
أحست بأن خطواتها أصبحت تتباطئ ، لم تشعر بنفسهاا سو وهو يمد يدهه ليمسك أحد أيديها ويقول : يلا يامريم وصلنا
نظرت اليه وهي تتأمل تلك المكان ، فكان مكان هادئ للغايه يدل علي رقي اصحابه ، نزلت من سيارته وهي تقف تتطلع الي تلك البنايه التي امامهاا
ادهم : هتفضلي واقفه كتير
نظرة اليه ثانيه ، وكأن اعينهاا مازالت لا تصدق ان هذا الشخص الذي يحادثهاا ويقف بجانبهاا ليس سواها ، انتبهت علي صوته وهو يقول : مريم ، ثم عاد اليها ثانية ليمسك احد ايديهاا ليأخذهاا الي مصير لا تعلم عنه شئ
كانت مثل التائها لا تعرف شئ ، وكأنهاا قد اصيبت بغيبوبه افقدتهاا كل حواسهااا ، وجدت نفسهاا تقف بجانبه وهو يدخلها تلك الشقه ويفتح بيدهه احد الانوار ، لتتطلع اليه وتتأمل تلك المملكه الجميله التي ستعيش فيها معه
نظرت اليه لتتأمل معالم وجهه وهي تقول : احنا هنعيش هنا
أدهم بهدوء : ديه شقتك يامريم ، هتعيشي فيها ، ثم تنهد قليلا وقال : وانا هكون هنا مجرد ضيف مش اكتر
مريم بتسأل : مش فاهمه ضيف ازاي
ادهم : مش مهم تفهمي يامريم ، المهم دلوقتي عجبتك الشقه
مريم بأرتباك : اه جميله
ادهم : كل حاجه هتلاقيهاا عندك ، ولو احتاجتي حاجه كلمي الامن او البواب وهماا هيجبوهالك ، ثم اشار علي احد الهواتف وقال : دوسي علي الزر ده واطلبي منهم الي تحتاجيه
وكاد ليلتف بظهرهه ليغادر ، ولكن
مريم: هو انت هتمشي
ادهم : في حاجه عايزاها تاني
نظرت له بخجل شديد ، فقد كانت تريد ان تقول له لا تتركيني وحيده ابقي معي ولكنها اخفضت راسهاا بحزن وهي تقول : لاء شكراا
نظر لهاا ليتأملهاا قليلاا ، ثم تركها وذهب وهو يعلم انهاا الوحيده من ظُلمت في تلك اللعبه المخادعه
نظرت تتأمل الفراغ الذي تركهه ، وبدون ان تشعر فرت دمعة من عيناهاا وكأن الدموع اصبحت تشفق علي صاحبتهاا لتبكي معهاا علي حالهاا، وقفت تتطلع الي تلك الشقه وهي تقول : برضوه هفضل لوحدي
.................................................. ...........
ذهب الي قصرهه الفخم ، وهو يتذكرهاا عندما تركهاا بمفردهاا ونظراتها الحزينه التي مازالت عالقه به ، تنهد بضيق شديد وهو يخلع سُترته ، وامتدا علي فراشه بعد ان اشاح برابطه عنقه التي تخنقه وبالاصح ضميرهه هو الذي يخنقهه
شردا قليلا وهو يتذكر!!
انت هترفدها من الشركه يا ادهم
ادهم بضيق : انت عارف اني مبحبش اظلم حد بسبب حد تاني ، بس انا هكتفي اني انقلهاا من هناا
احمد وبدون قصد : وتفتكر اياد هيسكت لو عرف
ادهم بحده : مجرد وقت وهينساهاا ، انت فاكر ان اياد بتعجبه النوعيه ديه ، ثم قال بسخريه : هي بس عجبته شويه وقال ما اجرب العب بيهاا وبعدين لما ازهق ارميهاا
ثم قال بضيق : اياد اخوياا وانا اكتر واحد عرفه
احمد بتنهد : بس هي ايه ذنبهاا من ده كله ، هي متعرفش اصلا حاجه
ادهم بضيق : المهم دلوقتي يا احمد ، تشوف الاستاذ مختفي فين ، خايف يتهور ويعمل حاجه قبل الفرح انا مش ناقص مشاكل ولا وجع دماغ
وقبل ان ينصرف احمد ، نظر له طويلاا يتأمل معالم وجهه ، ثم غادر ليتابع اعماله
نظر لبعض الاوراق التي امامه ، ولاول مره يشعر بعدم رغبته في موصلة عمله الذي بات يعشقه.. نهض من علي كرسيه ووقف امام تلك النافذه التي تطل علي الخارج ، كان بصرهه يحلق لاعلي وهو سارح في أفكار كثيره ، ثم بدء بصرهه يجول لاسفل بدون هُدي وكاد أن يلتف ليكمل متابعة عمله ... الي ان رئهااا ظل يتطلع لهاا كثيره ولاول مره ينظر لهاا هكذا وبالاصح لاول مره يتطلع الي امرأه بتلك النظرهه ، نظرة ليس كما اعتاد عليهاا ، نظره قد نساها منذ زمن ... وجدهاا تهبط بمستواهاا لتلك الطفله الصغيره وهي تمد لها يدها بهذه العلبه ، كانت تمسح علي وجهها بحنان وكأنهاا تملك حنان العالم بأجمعه ، نظر لهاا بتأمل شديد وكأن عينيه لاول مره تبصر بتلك المنظر ، ياله من مشهد جميل مشهد العطاء واحساسك بالغير ، كم كانت جميله تلك القُبله الحانيه التي اسقطتها علي خد تلك الطفله وتلك الرحمه التي بعثت شعاعا جميلاا وكأن هذا الشعاع اراد ان يوصل لمقصدهه لذاك القلب الذي فقدهه منذ زمن بعيد قد ابدله بقلب قاسي لا يشعر ، رأي أبتسامتهاا الحانيه وهي تودعهاا بعدما اخرجت من حوذتها بعض النقود لتعطيها لها ، كانت نظرتها لها ليست مجرد مساعدها يقدمها شخص لشخص لسبيل الواجب ، انما محتاجا يعطي محتاجا ، فأحدهم يحتاح للحب والاخر يحتاج لتلك البسمه ، ظل يتأمل تلك النظرات وكأن ادميته تصرخ به وتقول هذا هو العالم الحقيقي وليس عالمكم ...
تنهد بألم عندما تذكر ما فعله بهاا ، فهي لا تستحق كل هذاا ، ولماذا تستحق وهي بعيده عن عالمهم تماما بتلك البسمه الحانيه وهذا النقاء الصافي كبرائة الطفل تماما
لم يكن يدري بنفسه ، وهو يعدل عن قراره وبدل ان يجعلهاا تبتعد ، اقترب منها هو وتزوجها ...
تنهد بحزن وهو يشعر بأن هذه الزيجه لن يعاني احداا منهاا سواها ، فعمهاا قد اخذ مايريد من المال ، واخاهه كانت لعبه فقط يريدهاا ، وهو الان السجان
تذكر نظرتهاا وكأنها كانت تريد ان تقول له ، لماذا اتيت بي لهناا ،وستتركني وترحل ...
لم يفق من كل هذا الشرود الا علي صوت رنين هاتفه
.................................................. .........
نفس الوحده احاطتها ، وكأن الوحده اصبحت رفيق دربهاا
لم تكن تشعر لماذا عيناها تبكي ، هل تبكي علي حال صاحبتها ، ام تبكي علي وحدتها ،وماذا بك ايضا ايهاا القلب ، هل انت تبكي معي ام انك تبكي لانك اصبحت تائهه ، لم تفق من هذا الشعور الا عندما تذكرت تلك المجلات التي تضم صورهه
نهضت سريعاا لتجلبها حيث جلبتها معهاا وهي تغادر بيتهاا بعدما اصبحت زوجته،ولاول مره تستطيع عيناها ان تتأمله ، وقفت للحظات تتأمل أبتسامته وكلما تأملتهاا أبتسم قلبهاا وأبتسمت هي ، كانت تشاهده وكأنها طفلا صغيرا يشاهد احد الرسوم المتحركه بشغف شديد، ولكن توقفت فجأه ووضعت أحد كفيهاا الصغير علي وجهها لتمنع عينها من رؤيت ماخشت ان تراهه ، وكأن عينهاا رفضت هذا التمنع ..فأزاحت بكفها قليلاا ... وهي تحدث نفسهاا : ياله من تحرر مقزز، لم تصدق نفسها وهي تراهه وهويقف بجانب تلك المرأه التي تلتصق به بملابسها العاريه في احد الحفلات، ظلت تنظر لهما وكأنها كانت تريد ان تبحث عن شئ لتكذب مارأت عيناها ، ولكن ابتسامته هذه كانت تعبر عن رضاهه بكل هذا
نظرت لصورته ثانية وكأنه امامهاا ، وهي تريد ان تعاتبه ولكن اول ما نطق به لسانها
يارب متزعلش منه ، يارب سامحه واهديه ، ظل لسانهاا يدعو وكأنه يدعو لصاحبه ، شعرت بالأسي الشديد وكأنهاا تخشي من عاقبة ذنبا لم تفعله.... ونست كل شئ حتي هذا الجرح الذي وجعها عندما راته بجانب اخري ،ووضعت رأسهاا علي الوساده وهي تنطق بقول الله تعالي (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )....
الي انا نمت بدون ان تشعر.. بقلب خائف علي صاحبه من العقاب وليس من ألم بات يشعر به
.................................................. ....
كان يقف ولأول مره يصرخ في وجه اخاهه الذي طالما أعتبرهه اباهه وليس اخاهه الاكبر
اياد بغضب : طردتهاا ليه يا ادهم ، ليه وهي ملهاش ذنب
كل ذنبها اني اعجبت بيهاا للحظه ، بتعقبها بياا
ولا عشان خايف اني متجوزش شاهي ، واعملك مشاكل واخسرك صفقات بملاين ، ها رد
كان يتطلع له بهيئته الجامده وكأن لا شئ يؤثر فيه ...وقال : المأذون علي وصول ،ثم تركه وانصرف وكأنه حجرساكن يتحرك
اما هو وقف للحظات وهو يتأمل تلك المكان بأسي ، ويتذكرهاا ... كم كنتي ملاكاا جميلا يامريم
ثم تنهد بأسي وهو يحمدالله .. بأن ابعدهاا عن هذا العالم الغافل .... الذي اصبحت فيه هي ايضاا بدون ان تشعر وكل هذا بسبب قلوب اصبحت أنانيه كاصحابهاا
.................................................. ..........
اصبح شعورهه يزداد بأنه لاشئ بالنسبه لاقرب من لديه
أمسك احد المجلات ونظر لها بأسي ، وهو يقول:
حتي خبر جواز ابني اكون اخر من يعلم يا ادهم ، ليه برضوه مصمم انك تلغيني من حياتكم ليه ليه يابني
كل ده عشان بتعقبني ، ياا يا ادهم بقيت قاسي اووي
ثم تنهد بأسي وهو يتذكرهه عندما كان طفلاا صغيراا
: انت بتضرب ماما ليه يابابا ، انت مش بتحبهاا ديه حتي ماما طيبه وبتحبك ، ديه ديما بتدعيلك وهي بتصلي
ثم تذكر دموعه وهو يحتضن امه ويقول : ماما مش بترد ليه يابابا ، انت ضربتهاا تاني ، هي هتصحي صح دلوقتي
لم يدري بنفسه سواا عندما وهي تقترب منه وتقبله وتقول: ياا يازيزو بجد الجو بره تحفه ولا المايه ياحبيبي ، مقولكش
ثم انتبهت لتلك المجله التي يمسكهاا بيدهه ، ونظرت للخبر وقالت : اكيد بالمناسبه ديه لازم اجيب فستان من باريس ولا ايه يازيزو يعني يرضيك مراتك حببتك تكون اقل من اي حد ، بس ده الفرح بكره ، بليز يازيزو اتصرف ياحبيبي عشان خاطر نانسي حبيبتك
نظر لهاا بشرود وكأنه مازال في شرودهه ثم أبتسم لهاا
اقتربت منه ثانية وكأنها علمت بموافقته وقالت : ميرسي ياحبيبي
.................................................. .........
وقفت تغطي جسدهاا بذاك الشال ، وكأنهاا تريد ان تحمي نفسهاا من شئ مجهول ينتظرها وكأن روحهاا اصبحت تشعر بما يدور حولهاا ، تنهدت بأسي وهي تنظر الي ماء النيل من شرفتهاا الجديده التي اصبحت تطل عليه ، سرحت قليلاا وكأنهاا تريد ان تسبح في احلامهاا لتهرب من هذا الواقع الذي اصبحت تائهه فيه ، انتبهت لشرودهاا هذا
عندما سمعت صوت اقدام خلفهاا ، وانفاس تهبط وتعلو وكأن صاحبها يصارع شئ بداخله، التفت سريعاا لتري من خلفها
فوجدته يقف وينظر لهاا بهدوء وهو يتأملهاا
ادهم : عامله ايه دلوقتي يامريم
وبنبرة صوتها الهادئه : الحمدلله ، ثم قالت بصوت خائف : انت هتسبني علطول لوحدي هناا
ادهم بتنهد وهو يلتف ليرحل ثانيه : انا مش فاضيلك ولا فاضي للدلع ، واظن انك متعوده علي كده
نظرت له بأسي شديد وكادت ان تسأله علي سبب زوجه منهاا مادام لا يرغب في وجودهاا ولماذا اخبرها بأنه يحبها ، ولكن استوقفهاا صوت رنين هاتفه ، وبعدها غادر المكان وتركاهاا كما كانت بمفردهاا
.................................................. ..........
وقف ليتأمل نفسه في ذاك المرئه ، كان وجهه تائه لا يعرف ماذا يريد ، تطلع لنفسه ثانيه وهو يقول وكأنه يسأل ذلك الشخص الذي يشبهه : مالك يا أياد بقيت كده ، فوق بقي وارجع لنفسك وحياتك
وكأن شيطانه بدء يحادثه : انت نسيت نفسك كده ليه ، عيش وانسي كل حاجه وأرميها ورا ضهرك ، ده الدنياا جميله اوي
أبتسم لشيطانه وكأنه ذكرهه بما كان يريد ، و
كأنه الان قد عاد الي ثوابه ، وما من دقائق وكان
كما اعتاد .. يجلس في مكانه المخصص ويطلب من صاحب البار مايريد كي يعيش وينسي تلك الحفل التي ستقام بعد ساعات معدوده لتتم تلك الزيجه
.................................................. ........
وقف يتأمل هذا الرجل ، وهو يقول له
انا خيري صاحب مطعم الهدي المعروف
ادهم : اهلاا ، اتفضل خير يا استاذ خيري
خيري بأبتسامه : انا جاي بطالب الشركه بحقي وبما انك صاحب الشركه والمسئول .. فأنا جيتلك يا ادهم باشا
ادهم بعدم فهم : تطالب بحقك ، بي أيه يا استاذ
خيري ببرود : ماهو لأخد حقي ، لهرفع قضيه ، ماهو مش معقول موظفينك بيستغفلوك وبيتعقدوا مع شركتكم وهما لساا علي تعاقد مع حد تاني
ادهم بضيق : انت بتقول اايه ، وموظفين ايه
خيري ببرود : في موظفه عندك في الحسابات ، كانت شغاله عندي ومتعقده مع المطعم بتاعي سنه كامله والعقد لسا منتهاش ، قصدي المفروض كان ينتهي في المده الي كانت شغاله هنا يعني من 4 شهور
ثم تابع قائلاا وقال بسخريته المعهوده هي استغفلتكم ولا ايه
ادهم بضيق : اتكلم بأحترام فاهم ، وحقك هتاخدهه والي غلط هيتعاقب ،هي مين الموظفه ديه
خيري بنصر: مريم عبدالله ، ثم تنهد بخبث وقال هما حالين لاخد الشرط الجزائي الي هو 50 الف جنيه ، لأما هرفع قضيه علي شركتكم والموظفه الي هناا ، ها هنتفق ولا هتضحوا بالموظفه ومش مهم سمعة الشركه لما حد من موظفينهاا يستغفلوا صاحبهاا
يتبع بأذن الله
*********
الــفـــصــل الــعـــاشـــر
وكأنه قد حصل علي مكافأة عظيمه، وكأن الخمسون الف جنيه ملايين وكأنه لم يطردها هو بسبب تلك الرجل الذي لايفرق عنه كثيراا ، بدء يبتسم وهو يتذكر كيف اخذ تلك الاموال منه!
نظر له ادهم بحده وهو يقول : فلوسك هتاخدهاا يا استاذ خيري ، بس ياريت تتكلم كويس.. ثم تابع بحديثه وهو يقول : بس انا ايه يضمنلي ان كلامك صح ، وحتي لو صح ايه يضمنلي ان انت مثلاا منهتش العقد
خيري بأبتسامه : الاوراق ديه تثبت كل حاجه ، واظن ان واحد زيه مش هيقدر يضحك علي ادهم باشا ، ولا ايه ياباشا
نظر له ادهم ، وهو يقول بهدوئه المعتاد: انت طردتها ليه
ثم تابع بالحديث وهو يرجع رأسه للخلف ويتنهد بأبتسامه : متقلقش فلوسك هتاخدهاا ، مش ادهم شوكت الي يضحك علي حد
خيري بأرتباك : انت عرفت منين
ادهم بهدوء : ما انت لسا قايل ان واحد زيك ميقدرش يضحك علي واحد زي
وبدء خيري يقص عليه ماحدث ، ولكن عندما وقف عند جملة انها عرضت علي احد الزبائن ان تقضي معه ليله ، مقابل المال ، كاد ان يقف لينقض عليه ولكنه قرر ان يتملك نفسه من تلك الشعور
خيري : هو ده الي حكهولي الزبون بعد ماطردتهاا ، مكانش راضي يفضحهاا في المطعم وقال انها حاولت تسرقه وبس يعني عشان سمعتهاا وسمعته برضوه
كان يسمع اليه وهو لا يفكر في شئ ، سواا انهاا ليست غير عاهره وهو مثل المغفل في النهايه قد ربط اسمه بأسم تلك العاهره
تطلع اليه خيري وهو يقول : ادهم بيه ، انت معايا
ادهم بشرود : اتفضل السكرتاريه ، هتاخدك لمحامي الشركه يا أستاذ خيري
أبتسم خيري بسعاده ، لتلك الحظ الذي جعله يشاهدها بالصدفه عندما اتي الي احد اصدقائه ورئهاا تعمل هنا
تطلع الي تلك الفراغ بشرود ، وتنهد بضيق وهو يقول : كنت ناقصك انتي كمان يامريم .. وعزم علي مواجهتها بعد ان تنتهي حفلة زواج اخيه
.................................................. ........
مش قولتلك اني هلاقيه هنا ، اقفل يا احمد دلوقتي وانا هجيبه واجاي.. وقف يتطلع الي صديقه وبعد لحظات وضع احد ايديه علي كتفيه ثم أخذ الكأس بيدهه الأخري
أياد بسكر : ايه كريم هنا مش معقول ، من امتا وانت ليك في الشرب .. تعالا يلاا نشرب سواا .. ثم اتكئ برأسه علي الطاوله التي امامه وهو يفقد توازنه
كريم بضيق : قوم يا أياد خلينا نمشي من هنا ، فرحك بعد ساعتين وانت قاعد بتشرب ، طب ذنبها ايه شاهي في كل ده انك تفضحهاا
أياد بضحك : مظبوط كلهم خايفين بس من الفضيحه ، اوعي تكون فاكر شاهي بتحبني انا بس مجرد عريس لقطه زي مابيقوله .. ثم تابع بسخريه وهو يقول : وكمان تقدر تتباهي بيا وسط صحابهاا
كريم بتنهد : شاهي دلوقتي بقيت مراتك وكلها ساعات وهتكون في بيتك ومعاك ، وقت الكلام ده خلص خلاص يا أياد
اياد بسكر : صح خلص خلاص ، يلا بينا عشان ميصحش عريس في يوم فرحه ميكونش موجود ولا ايه
وكاد ان يقف ليسير معه ولكنه افقد توازنه ثانيه
نظر له كريم بأسي .. واقترب منه ليساعدهه
.................................................. ............
تعالات الاصوات ،وانتشرالمصورون في كل مكان لمتابعة تلك الحفل ،التي تجمع رجال الاعمال بمناسبه هذه الزيجه
كانت الاضواء معلقه علي العروسين ، وكل منهم يحاول التبسم في وجه الاخر ليصبحوا امام هؤلاء الحضور اسعد زوجين
نظر اسعد لادهم وهو يقول : انا سعيد بالزيجه ديه يا ادهم ، كون ان يبقي في ترابط بينا ده في حد ذاته حدث الصحافه والمجلات هتفضل تتكلم عنه ... ثم تابع الحديث وهو يقول : وانت بقي يا ادهم مش ناوي تفرحنا بيك ، مش معقول ادهم شوكت لحد دلوقتي لساا مافيش واحده ماليت عينه وميلت قلبه ..
ادهم بشرود : بتقول ايه يا اسعد باشا
اسعد بضحك : لااا انت مش معايا خالص يا ادهم ، ثم استأذن منه ليتابع استقبال ضيوفه
جائت من خلفه وهي ترتدي ذاك الفستان الازرق العاري وهي تقول : وحشتني
التف اليهاا فهو يعلم هذا الصوت تماما وقال : ازيك ياصافي
صافي : ازيك كده بس ، مافيش وحشتيني
ادهم بتنهد : تشربي ايه
صافي بحزن : بقالك كتير ناسيني ، هو انا مبقتش اوحشك
ادهم : انتي عارفه ياصافي الايام الي فاتت كنت مشغول
صافي بسعاده : يعني دلوقتي بقيت فاضي ... ثم اقتربت منه بحنان : هستناك الليله اوعي تتأخر .. ثم تركته وانصرفت وهي تقول : هسيبك انا دلوقتي ، عشان ضيوفك
ظل يتأملها قليلاا وكأنه لاول مره يراها .. ثم تنهد وهو يقول : حتي لو مش بحب مريم ، مقدرش اخونهاا
.................................................. .........
مازالت لا تشعر بالألفه من تلك المكان الغريب الذي اصبحت تعيش فيه بمفردهاا ، احست بالملل وهي تستيقظ كل يوم علي رؤيت جدران هذا المنزل ، كم اصبحت تشتاق كثيراا الي جدران منزلهاا الجميل ، وسط ذكريات كانت تجمعهاا بوالديهاا ، ام الان فهي كأنها تعيش في سجن بالرغم من جمال المكان ، ولكنه بالنسبه لها ليس سوا سجن تخاف من وحدته ... جلست علي احد الارائك الوثيره ، وامسكت ذاك الريموت وظلت تتابع بعض القنوات بشرود تام ، وفجأه انتبهت الي هذا الخبر ... فاليوم حفلة زواج اخيه ... نظرت لتلك الخبر بأسي شديد ... فهذا الخبر جعلها تشعر بأنها ليست سواا احد الاثاث الذي تجلس عليه وليس اكثر
تنهدت بدموع وهي تقول : هو ليه اتجوزني ، وبيعمل فيا كده
ثم تذكرت اباهاا وهي تقول : لو كنت عايش يابابا مكنش حصلي كده ، ولا عمي عمل فياا كده ، وكأني عبئ عليه
ثم تذكرت جملة عمها وهو يقول : مش هستني لحد لما تجبيلي العار .... ظلت تبكي وتبكي وهي تتذكر من يربط دمها بدمه ، ومن اصبح يملك قلبهاا .. ولكن الاثنين في النهايه ليسواا سوا جلاد وسجان .... الي انا نامت وهي تمسح بأحد اناملها دموعهااا
.................................................. ............
وقفت تنظر لنفسها في تلك المرئه ، ثم ابتسمت لنفسها ابتسامة رضي ، وذهبت لتكمل تحضير المائده المعده لهذه السهره التي ستقضيها معه ...
انهت كل شئ قد ارادت اتمامه ، ولكن الان قد تجاوز الوقت منتصف الليل ، تنهدت بأسي وهي تقول : كده يا أدهم
عادت لمرئتها ثانيه ، ولكن بوجهه حزين بعدما كان فرح بهذه الليله التي كانت ستقضيها بكنفه وهي تستنشق رائحه عطرهه الذي افتقدته كثيراا .... تنهدت بأسي وهي تمسح زينتهاا التي اعدت له هو فقط كي تصبح في عينيه دائما الاجمل
.................................................. ............
وقف يتأملهاا وهي نائمه مثل الطفله الصغيره ، كانت تنكمش علي هذه الاريكه وكأنها خائفه وشعرهاا يغطي وجهها .. اقترب منها اكثر ، ثم اتكئ علي ركبتيه وظل يتأملها عن قرب وهو يزيح تلك الخصلات التي تناثرت علي وجهها
كانت كلمات تلك الرجل تتردد في اذنه ، وكأن شيطانه لايريد ان يصمت حتي لو قليلا ، اعتدل من جلسته ، ثم قال بصوته الذي اعتادت عليه
مريم اصحي
انتفضت من مكانهاا سريعا ، وهي تفرك بأحد اصابعها في عينيهاا ، نظر لها وهو يقول بداخله : فعلا طفله
مريم بخوف : هي الساعه كام دلوقتي
ادهم : الساعه 2 الصبح
تطلعت لوجهه قليلاا وهي تتذكر ، انه منذ لحظات كان ينعم بتلك الحفل وقد تركها وحيده ..تنهدت بأسي وهي تقول : مبرووك
ادهم : علي ايه
مريم بهدوء : ان النهارده كان حفلة زواج بشمهندس اياد
ادهم بتسأل : وعرفتي منين
مريم بحزن وكأنه أراد ان يذكرها بعدم وجودها في حياته : من التليفزيون
أدهم : مممممممممم ، وانتي مش زعلانه
تطلعت بأعينهاا الحزينه اليه، ثم اشاحت بوجهها وهي تقول : انا عارفه ان وجودي مش مرغوب فيه في حياتك ، بس انت ليه اتجوزتني ... واوعي تقول انك بتحبني انا مش طفله صغيره عشان تضحك علياا
ضحك أدهم بشده وهو يتأملها وينظر الي تلك البيجامه الطفوليه التي ترتديها وقال : ماهو واضح انك مش طفله ، هو انتي قولتيلي عندك كام سنه مريم
مريم بسخريه : هو انت كمان متعرفش عندي كام سنه
أدهم بضحك : ياستي اعتبريني فقدت الذاكره
مريم بحزن : 22 سنه
ثم نظرت لتتأمل تلك الوجه الباسم ... وهي تقول : انت مش ادهم صح
ادهم بضحكه شديده : شكلك لسا نايمه يا مريم
اقتربت منه قليلاا، وبدون ان تشعر وجدت يديها تتحسس وجهه وكأنها تريد ان تتأكد بأن هذا الرجل هو حقا من يملك قلبهاا ...
اما هو نظر اليه ولاول مره يشعر بمثل هذا الشعور شعور الدفئ الذي افتقدهه منذ زمن بعيد ، ثم اقترب منها وهو يبتسم : ايه يامريم اتأكدتي ان انا ، مش عفريت يعني
نظرت اليه بخجل شديد لنظراته التي تتطلع بها ... ثم ابتعدت عنه وهي تقول : هو انت هتنام هنا
تنهد بضيق ومثل كل مره يخذل قلبها قبل ان يخذلها ..
لاء انا عايزك في موضوع ، وهمشي
عاودت اليه النظر ، ولكن بأسي وهي تقول : بس انا بقيت بخاف ، هناك كان بيت بابا وماما بحس بروحهم موجوده حواليا ، بس هنا مش حاسه بحاجه .. وخايفه اوووي
ادهم بحده ولاول مره يحاول ان يتصنعهاا : مريم انتي مش صغيره ، والمفروض تتعودي علي كده عشان انا مش فاضيلك
كادت ان تبكي امامه ، ولكن سريعاا ما مسحت تلك الدموع التي ملئت عينيها : حاضر
التف اليها ليكون امامها وقال بصرامته المعهود : اتطردتي ليه من شغلك الاولاني ، وياريت متكذبيش علياا
نظرت له بدهشه شديده ، وكأنها تريد ان تعلم كيف علم بأمر وظيفتها الاولي في ذاك المطعم
ادهم بحده : انطقي ،اتطردتي ليه من شغلك ، ولا كلام خيري عنك صح ياهانم ..ثم قال بسخريه : انا برضوه كنت شاكك فيكي ... ثم تطلع لهاا ثانية بسخريه وقال : عشان كده عمك ماصدق يبيعك ... ماهو مش معقول في واحد هيبيع بنت اخوهه .. الا لو هي ...
كانت كلماته هذه مثل الخنجر ، وكأن احدهم يلف علي عنقها خنجر ويذبحها به
نظرت له بدموع وهي تقول : قصدك ايه ، انا مش فاهمه حاجه
تتطلع لها بسخريه ثم اقترب من احد اذنيهاا وهو يقول : ياتري الليله بتقضيهاا بكام ، ولا علي حسب
ثم قال بضحكه قد مزقت قلبها : مالك مكسوفه كده ليه ، ايه مش متعوده علي الكلام ده يتقالك ولا انتي بس الي بتقوليه
ثم تحرك بخطوات قليله، وجلس علي احد الارائك وقال:
ايه رئيك فياا يامريم ، انفع ولاا ايه ..... ثم قال بأستخفاف شديد : اوعي تخافي مني ، انا ماليش مزاج فيكي اصلا ولا في نوعيتك ديه ..... ثم اردف قائلاا ويالها من كلمة : وياتري انتي بنت ، ولا...
لم تكن اذنيهاا تسمع شئ ، ولكن قلبهاا هو من يستمع الي صاحبه .... وقفت تتطلع اليه وهي تقول : اخرص حرام عليك ، منكم لله ... عارف ليه عشان انتوا معندكمش رحمه ، عمي واقرب حد ليا باعني ليك ، وصاحب المطعم الي كنت بشتغل فيه كان ديما يستخف بياا عارف ليه عشان مكنش شايفني وجها لمطعمه بهدومي الي بتتريق علياا اني بمثل الأحترام بيها، ولما الفرصه سمحتله طردني وهو عارف اني مظلومه عشان انا مفرقش معاه حاجه بالنسبه لزبونه الغني الي هيدفع يعني انا ولا حاجه كنت و دلوقتي برضوه ولا حاجه بالنسبالك ، بس هما موجعونيش زي ما انت وجعتني ، وقبل ان تفقد وعيهاا ... عشان انا بحبك يا ادهم
لم يفق من صراخهاا هذا ، الا وهو يراها تسقط امام أعينه
حملها سريعاا ، ثم وضعهاا علي فراشها وهو يتأكد من نبضهاا وبعد دقائق بدئت تفتح عينيها وهي تقول : ابعد عني ، ابعدوا عني كلكم سيبوني اعيش حياتي البسيطه حرام عليكواا
ولأول مره يشعر بأن تلك القلب يهتز ، اقترب منهاا وبدون ان يشعر كان يحاوطها مثلما يحاوط الاب طفله الصغير .. حتي هدئت ونامت علي كتفيه وهي تقول : كلكم بتظلموني .. كلكم ...... الي ان نامت وهي بين احضانه
اخذ يتأملها ، وهو يحاوطهاا بين يديه وهو يمسح علي شعرهاا بحنان ، ولكنه ابتسم عندما حاول ان يضع رأسها علي الوساده ليبتعد عنهاا ، ولكنها ظلت ممسكه به مثل الطفل الصغير
ابتسم علي منظرها هذا ومنظرهه ايضا وهو يقول : حاسس اني اب ..... ثم قال بضحك : شكلك يامريم هتعملي حاجات كتير في ادهم ، وهتبقي خطر علياا .... وبدون ان يشعر وجد نفسه يأخذها بين احضانه لينعموا معا بالحظات اشبهه ما نقول عنهاا بأحلام العشاق ... بعيدا عن تلك العالم الذي صنع منه انسانا ألياا وليسا أدمياا
.................................................. .........
وبعض وقتا طويلاا ، كان الصمت هو سيدهه
أياد : مبرووك
نظرت له بأحتقار شديد وهي تقول : مبروك علي ايه علي الحفله السعيده الي كل المعزومين فيها كانوا مغفلين ، ولا مبرووك علي فستان الفرح الي لبساهه ولا مبروك علي الطفل الي في بطني ، الي طبعا مش فارق معاك ، لا تصدق انا بظلمك كده لاء هو فارق معاك عشان كده اتكرمت واتفضلت يا أياد باشا واتجوزتني ...
نظر لها بحده شديده ولكنه ادرك انه الان لابد ان يتركهاا
تحرك الي احد الغرف ، وقبل ان يغلق الباب خلفه قال : انتي الي رخصتي من نفسك ياشاهي
وكأنه جاء علي وجعها الذي باتت تتهرب منه دائماا ، وكأنه قال مايجب ان يقال ... ثم تنهدت بأسي وهي تقول : رخصة من نفسي للأسف عشان ارضيك
................................................
بدئت تفيق بصعوبه وكأنها لا ترغب بأن تبصر علي هذا العالم ثانية ، فتحت عيناها ببطئ لتعود الي عالمها المريب وحبيبهاا الظالم ، وجدت نفسها نائمه علي احد ذراعيه ، لم تكمل ثواني معدوده الا وبدء يفيق ثم اعتدل من نومته هذه وهو يقول لهاا : انا اسف يا مريم
نطقهاا ولاول مره يشعر بأن لسانه قد فُكت عقدته واصبح يعتذر مثل بقية البشر ، وكيف لا يعتذر منها وهو قد قتلهاا بكلماته
كادت ان تنهض وتبتعد عنه ، ولكنه جذبها اليه ثانية وهو ينظر في بحور عينيها الدامعه .. ويقول بضحكته التي تعشقها رغم فقرهاا : علي فكره ادهم بيتعذر مش واخده بالك
تطلعت اليه قليلاا ، ثم اخفضت رأسهاا وكأن عيناها تريد ان تهرب منه .. وقالت : عشان ادهم الانسان غلطان ، وظلمني
تنهد قليلاا وعاد يضحك ثانية: ادهم الانسان، اومال انا ادهم ايه
نظرت اليه بحزن شديد عليه وهي تقول : حد تاني غير أدهم ، ادهم الانسان ميعرفهوش
ابتسم بشده لحديثهاا ، ثم اقترب منهاا ليأخذها بين احضانه وهو يضحك : انتي جميله اووي يامريم ، جميله زي الطفل الصغير ببرائته ، جميله زي الورد في الربيع ، جميله زي العصافير وهي بتغني ، جميله زي السما الصافيه ، جميله زي امواج البحر الهاديه ، جميله زي الشمس لما بتشرق ، جميله زي القمر بليله ، ثم تنهد بصعوبه وكأنه يتخلص من قيودهه
وبدون ان تشعر وجدت شفتها تبتسم ، ومدت يدها الصغيره لتضعها علي فمه وهي تقول : هو ده ادهم الانسان
ابتسم لهاا وكأنه انسانا اخر يبتسم ، وكأن سحر نقائها قد حطم حجر قلبه ، وكأن برائتهاا قد حطمت اسوارقلبه .. لم يدري بنفسه سواا وهو يقبلهاا وهي ساكنه بين يديه لاتشعربشئ سوا بأنفاسه
يتبع بأذن الله
*********
تعليقات
إرسال تعليق