القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اوتار العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم ميار زاهر

 

رواية اوتار العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم ميار زاهر



رواية اوتار العشق الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم ميار زاهر


الحلقة الأولى - أوتار العشق


كان الصباح هادئًا في فيلا "محمد الدمنهوري"، حيث الشمس تتسلل بخجل من خلف الستائر الثقيلة إلى أرجاء الصالة الواسعة. جلس "محمد الدمنهوري" في مكانه المعتاد على الأريكة، يتأمل بإمعان تلك اللوحة الكبيرة التي تزيّن الجدار المقابل.


في تلك اللحظة، ظهر حسام، شاب طويل القامة، حاد الملامح، بملابسه الرسمية الأنيقة، يسير بخطوات ثابتة باتجاه جده.


محمد وهو يبتسم: "تعالى هنا يا حسام، عاوز أشوفك قبل ما تروح الشركة."


اقترب حسام وجلس بجانبه.


حسام: "صباح الخير يا جدي."

محمد: "صباح الخير يا ابني.. عامل إيه؟"

حسام بابتسامة خفيفة: "الحمد لله، كويس."


محمد وهو يتأمله بنظرة تحمل الكثير: "الشركة أخبارها إيه؟"

حسام: "كل حاجة تمام، الأمور ماشية زي ما إحنا عايزين."


هز محمد رأسه باستحسان ثم قال بنبرة جادة: "طب إيه يا حسام، مش ناوي تفكر في حياتك شوية؟"


حسام متفاجئًا: "حياتي؟ قصدك إيه؟"

محمد: "أقصد الجواز.. يا ابني أنت كبرت ولازم تطمنّي عليك. أنا مش هفضل عايش على طول."


حسام وهو يحاول التملّص من الموضوع: "يا جدي إيه الكلام ده؟ لسه بدري على الحاجات دي."


محمد بحزم: "بدري إيه؟ أنت عندك 32 سنة، وكل الناس في سنك عندهم بيت وعيلة. مش هطمن غير لما أشوف حفيدي في حضني."


حسام وهو ينظر بعيدًا محاولًا الهروب من عيني جده: "يا جدي، خلينا في الشغل دلوقتي. الجواز ده نصيب، ومش بحب أتكلم في الموضوع ده."


محمد بضحكة صغيرة: "يا بني ده إحنا اللي بنجيب النصيب، مش هو اللي بيجي لوحده."


صمت حسام للحظات، ثم وقف استعدادًا للذهاب.


حسام: "أنا لازم أمشي عشان الشركة."

محمد مبتسمًا: "خلاص، روح ربنا معاك. بس متنساش اللي قلته لك."


في الشركة:

وصل حسام إلى الشركة، حيث كان الجميع يسيرون بنشاط في أروقة المبنى الضخم. دخل مكتبه الواسع وألقى حقيبته على الطاولة قبل أن يجلس على كرسيه.


وبينما كان يتابع بعض الملفات، رنّ هاتفه فجأة. نظر إلى الشاشة ليجد أنها مكالمة من جده.


حسام مستغربًا: "جدو تاني؟ خير يا جدو؟"

محمد بنبرة حماسية: "تعالى الفيلا بعد ما تخلص شغلك، في موضوع مهم لازم نتكلم فيه."

حسام مترددًا: "موضوع إيه؟"

محمد بحزم: "لما تيجي تعرف."


أغلق حسام الهاتف وهو يتنهد بضيق.


حسام لنفسه: "هو إيه اللي جدي مخبيه؟"


في المساء – الفيلا:

عاد حسام إلى الفيلا متعبًا بعد يوم طويل من العمل. دخل إلى الصالة ليجد جده جالسًا يتحدث مع أحد على الهاتف، وتبدو السعادة واضحة على ملامحه.


محمد فور أن رأى حسام: "تعالى يا حسام، كنت لسه بتكلم مع صاحب عمرى."


حسام بفضول: "صاحب عمرك؟ مين ده؟"

محمد مبتسمًا: "أحمد، صاحبي من أيام المدرسة.. مكناش بنتكلم من سنين."


حسام جلس بجانب جده: "وإيه المناسبة يعني؟"

محمد وهو يضع الهاتف على الطاولة: "بنته جاية من أمريكا بعد يومين. وكنت بفكر أستضيفها عندنا بدل ما تقعد لوحدها في الأوتيل."


حسام بانزعاج: "إيه الكلام ده يا جدو؟ ليه يعني؟"

محمد بنبرة هادئة: "بنت محترمة وما يصحش تترمي في أي مكان. وبعدين هتشتغل معانا في الشركة."


حسام وهو يحاول الاعتراض: "وأنا مالي بالكلام ده؟"

محمد مبتسمًا: "مالك إيه؟ بكرة هتروح المطار تجيبها بنفسك."


حسام بحدة: "أنا؟! يا جدو مالكش دعوة بالنصيب اللي بتفكر فيه، مش هينفع."

محمد وهو يضحك بخبث: "هنشوف يا حسام.. هنشوف."


بعد يومين – المطار:

كان حسام يقف في صالة الانتظار، يرتدي بذلته السوداء الأنيقة، ووجهه عابس كعادته. كان ينتظر تلك الفتاة التي أصر جده على استقبالها بنفسه.


وفجأة ظهرت فتاة شابة، ترتدي ملابس بسيطة وأنيقة، بشعرها الطويل المنسدل وملامحها الهادئة. كانت ليلى تحمل حقيبة سفر صغيرة وتنظر حولها بترقب.


حسام بصوت بارد: "أنتِ ليلى أحمد؟"

ليلى بابتسامة خفيفة: "أيوه، وأنتَ؟"

حسام وهو يمد يده نحو الحقيبة: "حسام الدمنهوري.. تعالي معايا."


ليلى مستنكرة: "مش شايف إنك مفروض تسألني عن رحلتي الأول ولا تسلّم عليّ زي الناس؟"

حسام وهو ينظر لها ببرود: "مش مهم التفاصيل، يلا عشان جدو مستنيك."


ليلى بتذمر: "واضح إن الاستقبال كان حار أوي!"


صعد الاثنان إلى السيارة، وظل الصمت يخيّم على الأجواء طوال الطريق. كانت ليلى تنظر من النافذة بين الحين والآخر، بينما حسام كان يقود السيارة بوجه جامد.


الوصول إلى الفيلا:

عندما وصلا إلى الفيلا، استقبل محمد ليلى بحفاوة شديدة، بينما كان حسام يقف بعيدًا مكتّف اليدين.


محمد بابتسامة دافئة: "أهلًا بيكي يا بنت أحمد.. نورتينا."

ليلى بابتسامة لطيفة: "شكرًا يا عم محمد، ربنا يخليك."


محمد وهو ينظر إلى حسام: "حسام، خد ليلى وورّيها أوضتها."


حسام بتذمر: "حاضر يا جدو."


صعد حسام أمام ليلى إلى الطابق العلوي، وفتح لها باب الغرفة.


حسام: "أهي أوضتك، لو محتاجة حاجة قولي لجدو."

ليلى ساخرة: "وأنتَ؟ مش موجود في الصورة يعني؟"

حسام ببرود: "أنا مشغول، ومليش دعوة."


ليلى وهي تضحك: "واضح إننا هنكون أصحاب أوي!"


في الأسفل، جلس محمد في الصالة وحده وهو يبتسم بخبث: "لسه بدري يا حسام، هتشوف أيام ما شفتهاش قبل كده."


بعد أن أغلقت ليلى باب غرفتها، ألقت حقيبتها على السرير وجلست تتأمل الغرفة الواسعة.


ليلى لنفسها وهي تبتسم: "واضح إني دخلت مغامرة من نوع تاني.. حسام ده عايزله دكتور نفساني!"


في تلك اللحظة، طرق الباب بخفة.


ليلى بصوت مرتفع: "مين؟"

محمد من الخارج: "أنا يا بنتي.. ممكن أدخل؟"

ليلى وهي تقف بسرعة: "طبعًا يا عم محمد، اتفضل."


فتح محمد الباب ودخل بخطوات هادئة، ينظر حوله ليطمئن أنها مرتاحة.


محمد بابتسامة دافئة: "أخبار الأوضة إيه؟ مرتاحة؟"

ليلى مبتسمة: "جميلة، بس حسيت إنها أكبر من اللازم."

محمد بضحكة صغيرة: "عادي يا بنتي، إحنا بنحب الراحة. وبعدين دي فيلا بسيطة، مش قصر يعني."


ليلى وهي تضحك بخفة: "لو ده بسيط، يبقى القصور شكلها إيه؟"


محمد جلس على أحد المقاعد وبدأ حديثه معها بلطف: "أنا عارف إن جاي من السفر، ولازم ترتاحي. بس حبيت أطمن عليكي وأقولك إنك هنا في بيتك وبين أهلك."


ليلى بابتسامة امتنان: "شكرًا ليك يا عم محمد، ده كرم كبير منك."

محمد وهو ينظر إليها بنبرة جادة: "أبوك صاحبي وحبيبي، وأنا شايفك زي حفيدتي بالظبط. لو احتجتي حاجة، قوليلي من غير تردد."


ليلى بامتنان واضح: "ربنا يخليك، أنا ممتنة جدًا."


نهض محمد ليغادر وهو يقول: "خدي راحتك، وبكرة نتعشى سوا. وحسام هيكون موجود كمان."


ليلى بابتسامة خفيفة: "إن شاء الله، شكله مش طايقني من دلوقتي."


محمد وهو يضحك: "حسام قلبه طيب، بس هو عنيد شوية. حاولي تفهميه."


خرج محمد تاركًا ليلى تضحك لنفسها: "شكل الأيام اللي جاية هتكون ممتعة أوي!"


اليوم التالي – في الشركة:

كان حسام يجلس في مكتبه يتابع الأعمال كعادته، لكن ذهنه كان مشوشًا. منذ اللحظة التي قابل فيها ليلى، وهناك شيء ما يزعجه.


دخل أحمد، صديقه المقرب، وهو يضحك: "مالك يا حسام؟ شكلك متضايق."

حسام وهو يرفع رأسه: "مش مضايق ولا حاجة، قول اللي عندك."

أحمد بابتسامة: "جدو بيقول إنك استقبلت بنت صاحبه. إيه الأخبار؟"

حسام وهو يتنهد بضيق: "موضوع مالوش لازمة، وجدي مصمم يقعدها عندنا."

أحمد بخبث: "بس هي شكلها لطيفة على ما سمعت."

حسام بحدة: "ماليش دعوة.. الموضوع ده ملوش علاقة بيا."


أحمد وهو يضحك: "خلاص يا باشا، هنشوف إيه اللي هيحصل. بس متعملش جامد على الفاضي."


قبل أن يرد حسام، رنّ هاتفه. نظر إلى الشاشة ليجد رقم جده.


حسام بضيق: "خير يا جدو؟"

محمد بحزم: "عاوزك تيجي تتغدى معانا النهاردة بدري."

حسام: "مشغول يا جدو."

محمد بصرامة: "قلتلك تيجي.. ومتناقشنيش."


أغلق الهاتف دون أن ينتظر رد حسام، الذي تنهد وهو يقول لنفسه: "واضح إن جدو بيخطط لحاجة كبيرة."


المساء – العشاء في الفيلا:

جلس الجميع على طاولة الطعام، وكان محمد يجلس في المنتصف بين ليلى وحسام. كانت الأجواء هادئة في البداية حتى بدأ محمد الحديث.


محمد مبتسمًا: "إيه رأيك في القاهرة يا ليلى؟"

ليلى وهي تأخذ نفسًا عميقًا: "جميلة.. مختلفة عن أمريكا تمامًا. فيها حياة وروح."

محمد وهو ينظر لحسام: "وإيه رأيك في شركتنا؟ هتبدأي تشتغلي معاهم قريب."


حسام وهو ينظر لجده بحدة: "أنا مش فاهم إيه لزمت الكلام ده."

محمد بجدية: "بنت أحمد هتبقى معانا في الشركة، وأنا واثق إنها هتكون إضافة كبيرة."


حسام وهو يحاول إخفاء ضيقه: "زي ما تحب."


ليلى وهي تنظر لحسام بمرح: "واضح إنك مش موافق."

حسام ببرود: "أنا مالي.. اللي جدو يقوله يمشي."


محمد وهو يضحك: "خلاص يا حسام، إنت هتتعود."


انتهى العشاء، لكن التوتر ظلّ معلقًا في الأجواء بين ليلى وحسام. وبينما كانت ليلى تصعد إلى غرفتها، أوقفها محمد قائلاً بابتسامة: "استعدي بكرة، هتنزلي الشركة مع حسام."


ليلى باستغراب: "أنا؟"

محمد وهو يغمز لها: "أيوه، لازم تتعرفي على الشغل من بدري."


من بعيد، كان حسام يقف يسمع الحديث وملامحه غاضبة. همس لنفسه: "واضح إن الموضوع ده مش هيعدي على خير."



الحلقة الثانيه _ اوتار العشق


في صباح اليوم التالي، داخل فيلا محمد بك:


استيقظت ليلى على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها. فتحت عينيها ببطء، وما لبثت أن سمعت صوت محمد من خلف الباب:

محمد: "صباح الخير يا بنتي، يلا عشان تفطري قبل ما تروحي الشركة."


نهضت ليلى بتثاقل وهي تتمتم: "الناس هنا بيصحوا بدري أوي!"


أخذت حمامًا سريعًا وارتدت ملابس عملية بسيطة؛ بنطال أسود وقميص أبيض. نظرت لنفسها في المرآة وهي تقول بابتسامة ساخرة: "إيه يا ليلى؟ شكلك جاهز للمهمة المستحيلة!"


نزلت إلى الطابق السفلي حيث كان محمد يجلس على المائدة ينتظرها.


محمد مبتسمًا: "صباح النور، اتفضلي افطري."

ليلى وهي تجلس: "صباح النور، ما كنتش عايز تزعج نفسك كده."

محمد: "البيت بيتك، وما فيش إزعاج ولا حاجة."


بعد الإفطار، دخل حسام إلى غرفة الطعام بوجه عبوس كعادته، يرتدي بدلة أنيقة، وربطته معقودة بإحكام. ألقى نظرة سريعة على ليلى ثم قال لجدّه ببرود: "أنا نازل الشركة."


محمد بحزم: "مش لوحدك، خد ليلى معاك."

حسام وهو يقطب جبينه: "هي هتيجي معايا ليه؟"

محمد بنبرة لا تحتمل الجدل: "عشان تعرف الشغل وتتعلم، وما تناقشنيش يا حسام!"


نظر حسام إلى ليلى بنظرة غاضبة ثم قال ببرود: "يلا بسرعة، ما عنديش وقت."


ليلى وهي ترفع حاجبها: "صباح الخير ليك برضو، إيه ده كله؟"

حسام بحدة: "مش هنضيع وقت في كلام فاضي، يلا."


في الطريق إلى الشركة:


كانت السيارة تسير بسرعة ثابتة، بينما يسود الصمت بين حسام وليلى. كانت ليلى تنظر إلى النافذة تستمتع بمشاهدة شوارع القاهرة المزدحمة.


ليلى وهي تحاول كسر الصمت: "أنت بتتعامل مع الناس كلهم بنفس الطريقة دي؟"

حسام وهو يركز على الطريق: "طريقة إيه؟"

ليلى بابتسامة ساخرة: "طريقة (مش طايقك ومش عايز أتكلم)."

حسام بجفاف: "أنا بتعامل باحترام مع الناس، وما بحبش الهزار الكتير."

ليلى ضاحكة: "ربنا يكون في عون اللي بيشتغلوا معاك!"


لم يرد حسام، لكنه ضغط على عجلة القيادة بقوة.


داخل الشركة – مكتب حسام:


دخل حسام إلى مكتبه بخطوات سريعة، بينما كانت ليلى تتبعه وهي تتأمل المكان. كان المكتب واسعًا ومرتبًا، تملؤه نكهة جادة تعكس شخصية صاحبه.


حسام وهو يشير بيده: "خدي مكتبك هناك، وما تتدخليش في شغلي."

ليلى وهي تبتسم: "حاضر يا باشا، أمرك."


جلست ليلى على مكتبها الصغير الذي وضعه حسام في زاوية بعيدة عن مكتبه. نظرت حولها بملل وهي تقول لنفسها: "واضح إن اليوم هيكون طويل أوي."


لم تمر دقائق حتى دخل أحمد، صديق حسام المقرب، إلى المكتب. وقف ينظر إلى ليلى مبتسمًا ثم قال: "صباح الخير."

ليلى بلطف: "صباح النور."

أحمد بمرح: "إنتي اللي جدّو فرضك على حسام؟"

حسام بحدة: "أحمد!"

أحمد وهو يضحك: "إيه يا حسام، بقول الحقيقة."


ليلى بابتسامة: "ولا يهمك، أنا متعودة على الأسلوب ده."


نظر أحمد لحسام وقال له بخبث: "شكلك هتتسلى الفترة الجاية."

حسام وهو يقطب جبينه: "أحمد، لو مش جاي لشغل، امشي من هنا."

أحمد وهو يضحك: "خلاص يا عم، ما تزعلش."


غادر أحمد المكتب تاركًا حسام في حالة من الضيق، بينما كانت ليلى تتابع المشهد بابتسامة خفيفة.


في فترة الظهيرة – استراحة الغداء:


كانت ليلى تجلس وحدها في الكافتيريا الخاصة بالشركة، تتناول كوبًا من العصير. فجأة، ظهر أحمد وجلس أمامها دون استئذان.


أحمد بابتسامة: "إيه، هربتي من حسام شوية؟"

ليلى ضاحكة: "هو حد يقدر يقعد معاه أكتر من كده؟"

أحمد بمرح: "حسام شخصية صعبة، بس قلبه طيب."

ليلى وهي تهز رأسها: "ما أظنش، ده واضح إنه مش طايقني من أول لحظة."

أحمد: "ما تزعليش منه، هو كده مع كل الناس. بس مع الوقت هتعرفي تتعاملي معاه."


في تلك اللحظة، ظهر حسام من بعيد بوجه غاضب. اقترب منهما وقال بحدة: "أحمد، إنت بتعمل إيه هنا؟"

أحمد وهو يرفع يده مستسلمًا: "كنت باتكلم مع ليلى شوية."

حسام ببرود: "رجع شغلك فورًا."


نظر أحمد إلى ليلى مبتسمًا وقال: "هنتكلم بعدين."


غادر أحمد بينما نظرت ليلى لحسام قائلة بسخرية: "فيه إيه؟ أنا مش مجرمة عشان تعاملي بالشكل ده."

حسام وهو يضغط على كلماته: "أنا مش عايز مشاكل هنا، ركزي في شغلك وبس."


في المساء – في الفيلا:


عاد حسام إلى المنزل متعبًا، ليجد جده جالسًا في الصالة يشرب الشاي.


محمد مبتسمًا: "إيه الأخبار يا حسام؟ ليلى عجبتك في الشركة؟"

حسام ببرود: "اسألها هي."

محمد وهو يضحك: "واضح إنك مش طايقها."

حسام وهو يجلس بجواره: "جدو، إنت ليه فرضتها عليا؟"

محمد بصرامة: "مش فرضتها، هي بنت صاحبي الله يرحمه، ولازم نساعدها."


دخلت ليلى إلى الصالة في تلك اللحظة مبتسمة وقالت: "مساء الخير."

محمد بحفاوة: "مساء النور يا بنتي، تعالي اقعدي."


جلست ليلى قبالة حسام الذي ظل صامتًا.


محمد وهو ينظر إليهما: "بص يا حسام، ليلى هتبدأ تشتغل معاك بشكل رسمي، وأتمنى تساعدها."

ليلى بابتسامة: "معلش يا حسام، مضطرة أستحمل طريقتك."

حسام وهو ينظر لها بحدة: "بكرة تزهقي وتمشي من نفسك."


محمد بصرامة: "حسام، ما يصحش الكلام ده."


تجاهل حسام كلام جده ونظر إلى ساعته ثم قال: "أنا طالع أوضتي."


تركهم وغادر بينما نظرت ليلى إلى محمد قائلة: "هو دايمًا كده؟"

محمد وهو يبتسم: "خليكي صبورة، ومع الوقت هتعرفيه."


بعد خروج حسام من الصالة، ظل الصمت يسيطر على المكان للحظات. التفت محمد نحو ليلى مبتسمًا وقال بلطف:

محمد: "ما تزعلش من حسام يا بنتي، هو بس مشغول طول الوقت وطباعه شوية صعبة."

ليلى وهي تبتسم بخفة: "ما تقلقش يا عمي محمد، أنا متعودة على الناس العنيدة."

محمد ضاحكًا: "عنيدة إيه، دا حجر! لكن مع الوقت هتعرفي تتعاملي معاه."


رفعت ليلى حاجبها بفضول وقالت:

ليلى: "هو كده مع الكل ولا بس معايا أنا؟"

محمد وهو يهز رأسه مبتسمًا: "لا يا بنتي، كده مع الكل. لكن حسام طيب من جواه، كل اللي محتاجه حد يفهمه."


صمتت ليلى وهي تفكر بكلامه، وقررت أن تتجاهل أسلوب حسام العدائي، على أمل أن تكتشف الجانب الآخر من شخصيته الذي يتحدث عنه الجميع.


في اليوم التالي – داخل الشركة:


دخلت ليلى إلى الشركة مبكرًا، متحمسة لبدء يوم جديد. كانت تعلم أن التعامل مع حسام لن يكون سهلًا، لكنها عزمت على إثبات نفسها.


بينما كانت جالسة على مكتبها، اقترب منها أحمد بابتسامة ودية قائلًا:

أحمد: "صباح الخير يا أستاذة ليلى، شكلك نشيطة النهارده."

ليلى بابتسامة: "صباح النور يا أحمد، لازم أكون جاهزة لأي حاجة تحصل."

أحمد مازحًا: "جاهزة لهجوم حسام؟"

ليلى وهي تضحك: "بالضبط كده، أنا محصنة."


لم تمضِ دقائق حتى دخل حسام إلى المكتب بخطوات سريعة كعادته. ألقى نظرة خاطفة على ليلى وقال بلهجة جافة:

حسام: "اجتماع مهم بعد نص ساعة، خليكي جاهزة."

ليلى بثقة: "حاضر."


نظر إليها أحمد مبتسمًا وهمس بصوت منخفض: "أهو تقدم ملحوظ، ما زعقش."

ضحكت ليلى بخفوت وهي ترد: "نعتبرها بداية كويسة."


خلال الاجتماع:


كانت ليلى تجلس بجوار حسام تراقب ما يحدث باهتمام. كان الاجتماع يتعلق بمشروع جديد مهم للشركة، وكانت المرة الأولى التي ترى فيها حسام يتحدث بثقة وحزم.


بينما كان يناقش التفاصيل مع الحاضرين، همست ليلى لنفسها: "الراجل ده مختلف خالص وهو مركز في شغله!"


بعد انتهاء الاجتماع، نظر حسام إليها وقال بجدية:

حسام: "ركزي في كل اللي اتقال في الاجتماع، ولو مش فاهمة حاجة اسألي."

ليلى بثقة: "ماشي، أنا هراجع كل حاجة."


هز حسام رأسه دون تعليق وغادر القاعة.


أحمد الذي كان يراقب الموقف من بعيد، اقترب منها وقال مبتسمًا: "إنتي إزاي بتستحملي طريقته دي؟"

ليلى وهي تضحك: "اتعودت، وبعدين هو في الشغل مختلف، شكله محترف جدًا."

أحمد بمرح: "أول مرة حد يقول على حسام كلام كويس، أنا لازم أسجل الكلام ده."


في المساء – داخل الفيلا:


عادت ليلى إلى المنزل مرهقة بعد يوم طويل، وجلست في الصالة تتصفح أوراق الاجتماع. لمحت محمد يدخل مبتسمًا وهو يقول:

محمد: "إيه يا ليلى، شكلك متحمسة للشغل."

ليلى وهي ترفع رأسها: "آه يا عمي محمد، الموضوع كبير ومحتاج تركيز."

محمد: "براڤو يا بنتي، وأنا واثق إنك هتثبتي نفسك."


في تلك اللحظة، دخل حسام إلى الصالة بعد يوم طويل في الشركة. ألقى نظرة على ليلى وقال ببرود:

حسام: "مش المفروض إنك بتراجعي الأوراق في مكتبك؟"

ليلى وهي تبتسم ببراءة: "مكتبي ده صغير وممل، هنا أحسن."

حسام بحدة: "الأفضل تراجعي شغلك في مكانك."

محمد بصرامة: "حسام، سيبها في حالها، هي بتشتغل ما بتلعبش."


نظر حسام إلى جده ثم إلى ليلى، ثم غادر دون أن يرد.


تنهدت ليلى قائلة: "هو مفيش مرة يعدي من غير ما يزعق؟"

محمد وهو يضحك: "اتعودي يا بنتي، ده أسلوبه."



الحلقة الثالثة – أوتار العشق 


في صباح هادئ داخل فيلا محمد :

استيقظت ليلى على إحساس غريب بالثقل في رأسها وحلقها جاف بشكل غير معتاد. شعرت بحرارة تجتاح جسدها وضعف يمنعها من النهوض بسلاسة. فتحت عينيها ببطء لتنظر إلى سقف الغرفة، بينما همست لنفسها بصوت ضعيف:

ليلى: "يا نهار أبيض... أنا إيه اللي حصلي؟"


نظرت حولها، محاولة استجماع قوتها للنهوض، لكنها شعرت بدوار كاد أن يُسقطها. جلست على طرف السرير واضعة رأسها بين كفيها، ثم سمعت طرقات خفيفة على الباب وصوت الخادمة ينادي:

الخادمة: "مدام ليلى؟ حضرتك كويسة؟ محمد بك بيقول إنك لازم تنزلي على الفطار."

ليلى وهي تحاول أن تبدو طبيعية: "آه، تمام... شكراً، هانزل حالاً."


نهضت ليلى بصعوبة، متجهة نحو الحمام. نظرت إلى انعكاسها في المرآة ولاحظت شحوبًا واضحًا في وجهها، حتى أن لون شفتيها بدا باهتًا. غسلت وجهها بالماء البارد، علّه يعيد لها شيئًا من النشاط، ثم تمتمت بصوت خافت:

ليلى: "شكلها بردة تقيلة... بس مش هينفع أبان تعبانة قدام حسام. هيزود كلامه."


ارتدت ملابس بسيطة، واختارت وشاحًا لتغطي به رقبتها التي شعرت أنها ملتهبة. نزلت بهدوء إلى الطابق السفلي، حيث كانت رائحة الطعام تعبق في الأرجاء.


في مائدة الإفطار:

كان محمد بك جالسًا كعادته على رأس الطاولة، يتصفح الجريدة الصباحية، بينما كانت الأطباق مرتبة أمامه بعناية. ما إن رآها حتى رفع بصره وقال بابتسامة هادئة:

محمد: "صباح الخير يا بنتي. تعالي كلي حاجة."

ليلى بابتسامة خافتة: "صباح الخير يا عمي. شكراً."


جلست ليلى، لكنها بالكاد لمست الطعام. كان جسدها لا يقوى على الأكل، واكتفت بتناول كوب من الشاي الساخن. لاحظ محمد شحوبها وسألها بقلق:

محمد: "مالك يا ليلى؟ شكلك تعبانة."

ليلى وهي تحاول إخفاء تعبها: "مش حاجة كبيرة، شوية إرهاق بس."

محمد بحزم: "ده مش شكل إرهاق، أنا هطلب الدكتور يجي يشوفك."

ليلى بتوتر: "لا، لا يا عمي، مفيش داعي. شوية راحة وخلاص."


قبل أن يجيبها، دخل حسام إلى الصالة بخطواته الثابتة ووجهه المعتاد العبوس. نظر سريعًا إلى ليلى ثم قال بجفاء:

حسام: "حضرتك ناوية تنزلي الشغل النهارده ولا هتعتذري؟"

محمد بنبرة غاضبة: "حسام! ليلى تعبانة، ومش هتروح النهارده."

حسام ببرود: "هي اللي قررت تشتغل، والمفروض تبقى قد القرار."

ليلى وهي تحاول التماسك: "لا، أنا هاروح."

محمد مقاطعًا بحزم: "مش هتروحي، خليكي هنا وارتاحي."


هز حسام رأسه بضيق وغادر المكان، بينما ظلت ليلى جالسة تحاول أن تهدئ نفسها. كان واضحًا أن كلمات حسام أثرت بها، لكنها لم تكن تريد أن تظهر ذلك.


بعد ساعات – في غرفة ليلى:

استلقت ليلى على سريرها محاطة بالبطانيات. كانت الخادمة قد أحضرت لها كوبًا من الأعشاب الساخنة. شربت القليل وهي تشعر ببعض التحسن، لكن إرهاقها كان واضحًا. فجأة، سمعت طرقات على الباب.


محمد: "ليلى، الدكتور تحت. قلتله يطلع يشوفك."

ليلى وهي تضع الكوب جانبًا: "عمي، أنا كويسة، مش محتاجة دكتور."

محمد بحزم: "ما عنديش وقت للكلام ده. افتحي الباب."


دخل الطبيب بعد لحظات، وألقى التحية. جلس بجوارها وأخذ يقيس حرارتها ويسألها عن أعراضها. بعد فحصه قال مطمئنًا:

الطبيب: "ما تقلقيش، مجرد برد بسيط ونقص فيتامينات. شوية راحة وسوائل دافية وهتكوني زي الفل."

محمد: "شكرًا يا دكتور، لو احتجنا حاجة تانية هنكلمك."


غادر الطبيب، وبقيت ليلى وحدها. كانت تشعر بالامتنان لمحمد بك، لكنها في الوقت نفسه بدأت تقلق بشأن تعاملها مع حسام.


في الشركة – مكتب حسام:

جلس حسام في مكتبه، يتصفح الملفات بعصبية. لم يكن يومه جيدًا، كما أن غياب ليلى أثار داخله مشاعر متناقضة. طرق أحمد الباب ودخل بابتسامة واسعة، وقال بمزاح:

أحمد: "مالك يا حسام؟ فين شريكتك النهارده؟"

حسام بجفاء: "تعبانة."

أحمد بخبث: "ولا تكون طفشت من طريقتك الجميلة؟"

حسام ببرود: "مش فاضي لهزارك. لو عندك شغل اتفضل، غير كده الباب قدامك."

أحمد وهو يضحك: "تمام، على مزاجك."


في المساء – عودة حسام إلى الفيلا:

عاد حسام متعبًا بعد يوم طويل. دخل إلى الصالة حيث كان محمد يجلس بجوار ليلى، يتبادلان الحديث. توقف للحظة عند الباب، ثم تقدم بخطوات هادئة. نظر إلى ليلى وسأل ببرود:

حسام: "كويسة دلوقتي؟"

ليلى بابتسامة خافتة: "آه، أحسن شوية."

حسام بنفس الجفاء: "كويس. مش هينفع تغيب كل شوية."

محمد بغضب: "حسام، كفاية قسوة. ليلى تعبانة ومحتاجة راحة."


وقف حسام للحظة ينظر إلى ليلى، ثم قال بهدوء غير معتاد:

حسام: "لو محتاجة أي حاجة، قولي."

غادر بعدها إلى غرفته دون أن ينتظر ردها.


في تلك الليلة – حديث خاص مع محمد:

بعدما غادر حسام، التفتت ليلى إلى محمد وقالت بابتسامة صغيرة:

ليلى: "عمي، حسام دايمًا كده؟ مش بيعرف يقول كلمة حلوة؟"

محمد ضاحكًا: "حسام شخص معقد، لكن عنده قلب طيب. هتشوفيه مع الوقت."

ليلى وهي تهز رأسها: "يارب. بس شكله هيبقى تحدي كبير."


في صباح اليوم التالي – بداية جديدة:

استيقظت ليلى وهي تشعر بتحسن كبير. قررت أن تواجه يومها بطاقة جديدة، رغم كل الصعوبات التي تنتظرها. ارتدت ملابسها، نظرت إلى المرآة بابتسامة، وقالت لنفسها:

ليلى: "يلا يا ليلى، معركة جديدة... وحسام لازم يعرف إني قد التحدي."


في الشركة – لقاء جديد:

عندما وصلت ليلى إلى مكتبها بالشركة، فوجئت بأن حسام قد سبقها. كان يراجع بعض المستندات. رفع بصره عندما دخلت وقال بهدوء:

حسام: "أهو كده الشغل. المهم تكوني كويسة."

ليلى بابتسامة صغيرة: "شكراً."


كان حديثهما قصيرًا، لكن تلك الكلمات البسيطة حملت نغمة مختلفة، نغمة قد تكون بداية طريق طويل بينهما، مليء بالتحديات والمشاعر التي ستنمو بمرور الوقت.

في الشركة – بداية العمل:

جلست ليلى أمام مكتبها، وبدأت بترتيب الأوراق والتقارير التي ستقدمها في الاجتماع القادم. كانت تحاول التركيز، لكنها شعرت بأن اليوم مليء بالتوتر غير المعتاد.


بينما هي منغمسة في عملها، دخل أحمد، صديق حسام وشريكه في العمل، بابتسامة مرحة. جلس على طرف المكتب وقال بلهجة مازحة:

أحمد: "إيه يا آنسة ليلى؟ شكل الشغل واخدك مني النهارده."

ليلى بابتسامة: "مش أنت اللي قلت إن الشغل أولى؟"

أحمد: "آه طبعًا، بس ده ما يمنعش إننا ناخد استراحة خفيفة."


بدأ أحمد يسرد بعض النكات، وضحكت ليلى على خفة دمه. كانت أجواء المكتب مليئة بالمرح لبضع دقائق، لكن تلك اللحظات لم تمر دون أن تُلاحظ.


حسام – في الممر:

كان حسام عائدًا من اجتماع قصير حين لمح أحمد وليلى يتحدثان ويضحكان. توقف للحظة وهو ينظر إليهما، وشيء داخله اشتعل. لم يكن يفهم تمامًا ما يشعر به، لكنه بالتأكيد لم يكن مرتاحًا.


دخل المكتب بخطوات حادة، وصوته يحمل نبرة توتر:

حسام: "أحمد، ما عندكش شغل تعملوه ولا إيه؟"

أحمد بابتسامة هادئة: "شغلي ماشي، بس قولت أفك ليلى شوية."

حسام بنبرة حادة: "سيبها تركز في شغلها."


نظر أحمد إلى حسام بدهشة، ثم تمتم وهو يهم بالخروج:

أحمد: "يا رب صبرني على ما ابتليتني به."


ضحكت ليلى بخفة وهي تقول لحسام:

ليلى: "ما تهدى على نفسك شوية يا عم! مش مستاهلة كل ده."

حسام وهو ينظر إليها بحدة: "ركزي في شغلك بدل الكلام الفاضي ده."


رفعت ليلى حاجبها بسخرية وقالت:

ليلى: "بقولك إيه يا باشا البشوات، خلاص! هدي أعصابك."

حسام بصرامة: "ما تحاوليش تستفزيني يا ليلى. أنا مش في مود هزار."

ليلى: "ولا أنا في مود أوامر، على فكرة!"


المكتب – تصاعد التوتر:

وقف الاثنان يتبادلان نظرات حادة، وكأنهما في معركة صغيرة لا يعرف أحد كيف ستنتهي. لكن قبل أن يتطور الأمر أكثر، قررت ليلى أن تنهي النقاش وقالت بنبرة هادئة:

ليلى: "بص يا حسام، أنا عارفة إنك دايمًا مشغول ومتوتر، بس ده مش معناه إن كل الناس لازم تستحملك. حاول تريح نفسك شوية."


نظر حسام إليها بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال بجفاف:

حسام: "ما تضيعش وقتك بالكلام. عندك تقرير لازم تجهزيه."


تركت ليلى المكتب بعد فترة، وعقلها مزدحم بالأسئلة حول تصرفات حسام. بينما هو، جلس بمفرده في مكتبه، يشعر بأنه فقد السيطرة على مشاعره لأول مرة منذ سنوات.


كانت تلك اللحظة نقطة تحول صغيرة، لكنها مليئة بالتوتر الذي سيستمر في تشكيل العلاقة بينهما في الأيام القادمة.


الحلقة الرابعة – أوتار العشق


ليلى تعود إلى المنزل:

بعد يوم طويل في الشركة، عادت ليلى إلى المنزل، تشعر بالإرهاق، لكنها كانت راضية عما حققته في يومها. دفعت الباب ببطء ودخلت، لتجد حسام جالسًا على طاولة الطعام، ينظر إليها بنظرة تحمل مزيجًا من الاستفزاز والاهتمام.


حسام بابتسامة جانبية: "إيه يا ست ليلى، شكلك راجعة منهكة. إيه؟ تعبتي ولا لسه؟"

ليلى بابتسامة مرهقة: "ما تعبتش، يوم طبيعي."

حسام بخبث: "أصل أنا بقول إنك قريب هتطفشي وتسيبينا."

ليلى بنبرة حادة: "لا يا أستاذ حسام، ما تفشلش توقعاتك. أنا مش هطفش."

حسام بابتسامة ساخرة: "ماشي، بس أنا واثق إن يوم ما هتفشيني هتبقي مش قادرة تقوليله."


جلسا معًا لتناول العشاء، لكن حسام، كالعادة، لم يتوقف عن تعليقاته المستفزة.

ليلى بضحكة خفيفة: "على فكرة، أنت عارف ترفع الضغط بطريقة مش طبيعية."

حسام: "وأنتِ اللي مش بتعرفي تردي، أنا السبب؟"

تدخل محمد كالعادة لينهي النقاش بينهما:

محمد: "كفاية بقى، كل مرة نقاشاتكم دي بتجيبلي صداع."


اتصال مفاجئ:

بعد انتهاء العشاء، صعدت ليلى إلى غرفتها، حيث أرادت أن تسترخي قليلاً. ما إن وضعت رأسها على الوسادة، حتى رن هاتفها فجأة.

كان صوت والدها على الطرف الآخر مليئًا بالحنان.

الأب: "إزيك يا ليلى؟ عاملة إيه يا حبيبتي؟"

ليلى بابتسامة دافئة: "الحمد لله يا بابا، إنت عامل إيه؟ وحشتني أوي!"

الأب: "وأنتِ كمان يا بنتي وحشتيني. صوتك مليان حياة، أنا فرحان بيكي."


استمر الحديث بينهما لفترة طويلة، تحدثا عن حياتها الجديدة، وعن أصدقائها، وأخبرته عن محمد وكيف يشعرها بالأمان.

الأب: "كويس إنك لاقية حد يهتم بيكي. بس ما تنسيش إنك دايمًا بنوتي اللي بحبها."

بعد المكالمة، شعرت ليلى بسعادة غامرة، لكنها لم تستطع أن تخفي شعورًا بالخوف من ترك المكان الذي بدأت تعتاد عليه.


جلسة الأصدقاء:

في المساء، تجمع الجميع في الحديقة، حيث قرر محمد أن يجمعهم لقضاء وقت لطيف مع الأصدقاء.

أحمد، أحد أصدقاء حسام، كان حاضرًا، واستمر في المزاح مع ليلى.

أحمد بابتسامة: "إيه يا ليلى؟ هو أنتي كده على طول؟ دمك خفيف بصراحة."

ليلى بضحكة: "وأنت لسه شفت حاجة؟"


لم يخفِ حسام ضيقه من المزاح المتبادل بين أحمد وليلى، وحاول إخفاء غيرته بتعليقات لاذعة.

حسام: "أحمد، لو سمحت، خلصنا من النقاشات دي. في حاجات أهم محتاجين نتكلم فيها."

أحمد بنبرة هادئة: "ماشي يا حسام، براحتك."


ليلة هادئة وشعور غريب:

بعد انتهاء الجلسة، عاد كل منهم إلى غرفته. جلس حسام في سريره، محاولًا فهم مشاعره. لماذا يشعر بالضيق كلما تحدث أحمد مع ليلى؟ ولماذا بدأت فكرة وجودها تعنيه أكثر مما يجب؟


الصباح التالي – مفاجأة:

استيقظت ليلى على صوت هاتفها. كان والدها يخبرها بخبر سار:

الأب: "ليلى، حجزتلك طيارة الخميس. عايزك تيجي تزوريني، وحشتيني أوي."

ليلى بسعادة: "بجد يا بابا؟ أنا كمان وحشتني أوي!"


رغم فرحتها، لم تستطع أن تخفي شعورها بالحزن لفكرة مغادرة المنزل والمكان الذي اعتادت عليه.


جلسة مع الجد:

نزلت ليلى لتناول الإفطار مع جدها محمد، الذي لاحظ تغيرًا في ملامحها.

محمد: "مالك يا ليلى؟ شكلك مش طبيعي."

ليلى: "لا يا جدو، بس بابا قال إنه عايز يشوفني وحشتني أوي."

محمد: "يا بنتي، الأهل دايمًا في القلب، روحي بس ما تنسيش إنك ترجعي بسرعة."


وصول حسام:

دخل حسام إلى المطبخ، وكان يسمع جزءًا من الحديث.

حسام: "إيه يا ليلى؟ ضرب البوس كده ليه؟"

ليلى بغضب: "وأنت مالك؟"

حسام بابتسامة: "لا يا شيخة، أنا ما ليش. بس دايمًا شكلك زعلان ومضايقة."

بدأ نقاش جديد بينهما، واستمر حتى تدخل محمد كعادته لفض الخلاف.


في العمل – مشاعر متناقضة:

عادت ليلى إلى العمل، وكانت تتحدث مع أحمد بطريقتها المعتادة، مما أثار ضيق حسام.

حسام: "أحمد، لو سمحت، في شغل مستنيك."

أحمد: "ماشي يا حسام، هقوم حالًا."

نظرت ليلى إلى حسام وقالت بغضب: "أنت مالك بتعمل كده ليه؟"

حسام بحدة: "اشتغلي ومالكيش دعوة."


جلسة مسائية:

في المساء، جلس حسام وليلى في الحديقة، حيث قرر أن يتحدث معها بشكل مختلف.

حسام: "احكي لي عن حياتك يا ليلى."

ليلى: "حياتي بسيطة. بعد وفاة ماما، جيت أعيش مع جدو محمد. ومن ساعة ما جيت وهو بيحبني أوي."

حسام: "حبيتي هو بس؟"

ليلى: "أيوه، أمال أحِب مين تاني؟"

حسام بابتسامة: "أنا مثلًا."

ليلى: "لا يا عم، أنت ما تطقش."


التحضير للسفر:

في صباح اليوم التالي، بدأت ليلى في تجهيز حقيبتها، ولم تستطع أن تخفي حزنها. عندما علم جدها بالأمر، بدت عليه علامات الحزن.

محمد: "ماشي يا بنتي، بس ما تنسيش إنك ترجعي بسرعة."

ليلى: "أكيد يا جدو، بس مش عارفة إمتى."

وفي ذلك الوقت عاد حسام الي المنزل ووجد حقيبه ليلى بجوارها 

سألها بنبرة حاول أن يجعلها غير مبالية:

"إنتي رايحة فين؟"


رفعت ليلى رأسها وقالت بابتسامة صغيرة:

"رايحة عند بابا. وحشتني أوي، وهو كمان بيقولي إنه عايز يشوفني."


حسام، محاولًا أن يخفي أي مشاعر:

"آه، تمام، ربنا يوفقك."


قبل أن يتمكن من قول أي شيء آخر، رن هاتف ليلى فجأة. نظرت إلى الشاشة ورأت اسم والدها. أجابت بسرعة:

"أيوه يا بابا... إيه؟ مشغول؟"


تغيرت ملامح وجهها تدريجيًا وهي تستمع إلى حديث والدها، ثم قالت بخيبة أمل واضحة:

"ماشي يا بابا، مفيش مشكلة. لما تفضى نبقى نحدد موعد تاني."


أغلقت الهاتف وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تلتفت إلى حسام وتقول بضحكة خفيفة مليئة بالارتياح:

"خلاص يا حسام، مش مسافرة."


نظر إليها حسام للحظة وكأنه يحاول استيعاب كلامها، ثم قال بسخرية خفيفة:

"إيه ده؟ مش كنتِ لسه من شوية بتقولي رايحة؟"


ردت ليلى وهي تضحك:

"بابا قال إن عنده شغل ومش هيقدر يشوفني دلوقتي، فهأجل السفر لشهر أو شهرين."


حسام شعر بسعادة غريبة لم يستطع تفسيرها، لكنه لم يرغب في إظهارها. فقال بابتسامة ساخرة:

"يعني أنا المفروض أفرح ولا إيه؟"


قبل أن ترد ليلى، دخل الجد محمد إلى الغرفة ونظر إلى حسام وقال بنبرة ممازحة:

"ما هو واضح إنك فرحان، يا ابني مش قادر تخبي."


ضحكت ليلى على تعليق جدها، ثم قالت بمرح:

"جدو، حسام كان مستنيني أسافر عشان يرتاح مني."


حسام وهو يحاول الدفاع عن نفسه:

"ما تقوليش كده، أنا كنت... كنت... أصلاً أنا ما كنتش مركز."


مرور الأيام:

مر شهر كامل بعد هذا الموقف، وخلال هذه الفترة، بدأت مشاعر حسام تتغير تدريجيًا تجاه ليلى. في البداية، كان يبرر لنفسه أنه يهتم بها فقط لأنها تعيش معهم ويجب أن تكون بخير. لكنه بدأ يشعر بشيء مختلف كلما رآها تضحك أو تتحدث مع الآخرين.


أما ليلى، فكانت تلاحظ هذا التغير، لكنها لم تكن متأكدة مما يحدث. ومع ذلك، كانت تجد نفسها تبتسم كلما شعرت بأنه يهتم بها أو يغار حين تتحدث مع أحمد أو أي شخص آخر.


الجد محمد، بذكائه وخبرته، بدأ يلاحظ هذه المشاعر بينهما. كان يراقب حسام وهو ينظر إلى ليلى بابتسامة خفيفة أو يتدخل في حديثها مع الآخرين بحجة لا تبدو مقنعة. فرح الجد كثيرًا بهذه التطورات، خاصة أنه رأى في حسام الشخص المناسب لحفيدته.


مشاعر جديدة:

في إحدى الأمسيات، جلس الجد مع ليلى في الحديقة. كانت ليلى تتحدث عن يومها، بينما كان الجد ينظر إليها بابتسامة دافئة.

محمد: "يا ليلى، حسام بقى غريب اليومين دول. إنتِ واخدة بالك؟"

ليلى بخجل: "غريب إزاي يا جدو؟"

محمد: "مش عارف، بس كل ما يشوفك يتغير. يمكن يكون..."


قاطعت ليلى حديث جدها وقالت بسرعة:

"جدو، بلاش الكلام ده. حسام ما فيش بيننا حاجة، إحنا بس بنقعد نتهزر ونختلف، زي ما أنت شايف."


الجد بابتسامة: "اللي بيحب دايمًا يبدأ كده."


ابتسمت ليلى دون أن ترد، لكنها شعرت بداخلها أن كلمات جدها قد تكون صحيحة.


النهاية المؤقتة:

في يوم جديد، وبينما الجميع يعيش حياته اليومية، كان حسام يجلس بمفرده يفكر في مشاعره. ليلى بدورها بدأت تدرك أنها تنتظر وجوده في كل لحظة، وكأن حياتها أصبحت تدور حوله بشكل غير واعٍ.


لكن هل ستتجرأ هذه المشاعر على الخروج إلى العلن؟ وهل سيدركان ما يحدث قبل أن يُضطر أحدهما للرحيل؟


يتبع...

تكملة الرواية بعد قليل 


تعليقات

التنقل السريع