رواية مزرعة الريان الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم خلود عبيد
رواية مزرعة الريان الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم خلود عبيد
مزرعة الريان بقلم خلود عبيد
(الفصل السادس عشر والسابع عشر)
"ضيفة "
(صدق مقولة :الصدفة خير من ألف معاد ،بداية الحوار بصراع يكون طرف خيط للعديد من المواقف بنزاع أو أن تكون بدايه قصة جديدة )
***************************************
**فى بداية يوماً جديد ممتلئ بمفاجآت وأحداث غريبة وعميقة
مع أشراقة الصباح لليل ملئ بالمشاحنات وكثير من الآلام والمعاناة
** كانت الساعة التاسعة صباحاً ، عندما دق "أزيد" باب غرفة "نفس" بنقرات بسيطة هادئة على الباب
ليجد أنها لا ترد ،فيدخل الى الغرفة
ليجدها جالسة على السرير ، تضم ركبتيها الى احضانها تمسكها بيدها بقوة لعلها تشعرها ببعض الامان
كان يبدو ان النوم لم يزور جفون عينها طول الليل ، وعينها ذابلة من البكاء ، وساح كحل عينها على وجهها المنمش ليدل على شدة بؤسها وحزنها
ليتقطع قلب أزيد على حال "نفس" ومنظرها الموجع للقلب ، ابنة عمتة ؛شقيقته الصغيرة
أرق الفتايات وأكثرهم طيبة
*لترفع نظرها لتجد "أزيد " امامها وهو جالس على كرسيه المتحرك ، لتدمع عينها بدوموع كبرياء منكسر تذلل بشفقة الاخرين وقسوة كلماتهم
نفس بهمس = أزيد!!
ليفرض على نفسه ابتسامه بسيطة
ازيد= شوفتى استعملت الاسانسير ال زين عمله ، عشان اطلعلك ازاى
لتبكى نفس ويهتز جسدها بقوة = زين زييين
ليتقدم لها ازيد بسرعة ويضمها له ، وتبكى بحضنه بشدة
ليرفع ازيد رئسه عاليا يبعد دموع عينه ان تلاحظها
يشعر كأنه مكبل ويتألم لوجعها وموعانتها ، يشعر بعجز يفوق عجزه على المشى ، لا يعرف كيف يساعدها يشعر كأنها تتمزق من الداخل وتريد الصريخ بأعلى صوت لديها من شدة كربها وضيق حيلتها
ليردد فى اذنها "أزيد" = " وأصبر لحكم ربك " ده اختبار يا نفس ، اوعى تيأسى من رحمة ربنا
نفس ببكاء= انا راضية بقضاء ربنا ،وصبره ومحتسبة ، بس ليه البشر دايما قاسية كده ، انا عمرى ما اذيت حد ولا جيت على حد، ليه فى ناس تحب تجرح فيها منغيرسبب ، مش بأيدى أنى مش بخلف...
ازيد مملس على شعرها=اششششششششش ، بلاش كلام فارغ ، انتى زينة البنات والستات كلها ، اوعى تخلى حد يكسرك بكلامه ، مش التخلف هى الست وهى الكاملة ، الكمال لله وحده فى الاول والاخر ، والست البجد هى الواعيه المسؤالة وبترعى الكل ، وانتى اكتر من كده
نفس= مش قادرة خلاص يا ازيد ، انا بتقطع من جوايا ، كل ما اشوف النقص العندى مأثر على نادر ويخليه يسمع كلام يجرحه فوق جرحى ، حسه أنى بظلمة وأجى عليه
أزيد بجديه= كلام ايه ده ، انتى زى الفل مش عندك أى مشكلة ،أظن تقرير الدكتور قال انك سليمة وهو سليم ودى أرادة ربنا ، هتعترضى
نفس مسرعة = استغفر الله أبدأً ، بس انا نفسى يكون عنده طفل
ازيد= يعنى لو الطلاق تم هترتاحى لما يتجوز ، وانتى تتجوزى غيره
نفس بصدمة= اتجوز !!
أزيد= اه طبعاً ، امال هو يكمل حياته ويتجوز ويخلف ، وانتى تبكى على الاطلال ، يبقى انتى كمان تتجوزى وتخلفى زيه
نفس= انت بتقول ايه يا أزيد ، انا لا يمكن افكر يكون حد تانى فى حياتى بعد نادر ، انا وعيت على الدنيا و"نادر " هو كل شئ لحياتى ، علمنى كل حاجة فى الدنيا
أزيد بشدة = يبقى فكرى كويس ، وتعرفى توابع قرارك ، واوعى تخلى حد يأثر عليكى ، او تخربى بيتك بأيدك ، اوعى تهدى سعادة بيتك على سعادة ناس تانيه مش هيفرق معاه انتى ، الخلف مش هى نهاية العالم فى حاجات كتير فى الدنيا موجودة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) مش هما كل الحياة دى زينة ربنا مقدرها للبشر عشان يكمل ويعمر
لتسرح نفس وتنظر لأزيد ، لاول مرة تشعر بتفتح عقل ازيد ، وان كلامه به الكثير من الجدية ويجب عليها مراجعة دفاتر قراراتها قبل ان تخطئ الخطوة القادمة !
نفس = نادر فين؟
ازيد ببأبتسامة بسيطة= غبية ههه ، نام فى الاوضة الجانبك ، مش قادر على بعدك يا برنسيس
لتخبط على كتفه نفس بقمصه مصطنعة = اسكت يا رخم
ليضحك أزيد عليها ....
*****************************
**كانت "رحيل " تنتظر خروج "زيد " من غرفته ، كانت تقف امام غرفته متردده فى قرار الكلام معه
لتجد صوت من خلفها
ازيد = عايزة حاجة ؟!!
لتلتفت بفزع لتراه أمامها ، كيف جاء هنا ؟
رحيل بتردد بسيط= اممم كنت عايزة اتكلم معاك فى موضوع بخصوص "هلال"
ازيد بنظرة شاملة= أتفضلى !
رحيل بثقة= كنت بفكر ان "هلال" بتخاف منك
ازيد بملل= ام بتخاف منى امم كملى ؟
رحيل= ايوة بتخاف منك ، وده مش كويس عشانها ، اقصد يعنى حالتها النفسية تتحسن وتكون معنويتها عاليه
ازيد بأهتمام = وايه اقتراحات سياتك ؟
كانت تشعر بلهجته السخريه لكن تغاضت عنها لتكمل
رحيل = انك تقرب منها وتتعامل معها أكتر من الاول ، تأكل معاها فى الفطار مثلاً ، تقعد معها فى الحديقة زى استاذ حازم
ازيد بأنتباه = حازم!
رحيل = اقصد زيه يعنى تلعب معاها ترسم اى نشاط ما بنكم مشترك يساعد على زيادة الود بنكم تحس انك زى ابوها
كانت كلماتها الاخير مست وتراً حساس بداخله ، دائما ما يحاول الهروب من تقمص دور زين فى حياته كلها وليس بحياة طفلته الصغيرة فقط ، تألم لاجل "هلال " وشعر بالتقصير اتجاهها فهى أبنة اخيه وزوجة اخيه أوكلت المسؤاليه عليه ،
ازيد بإذعان = حاضر !
لتتفاجاة رحيل وتفتح عينها على وسعها ، كانت تعتقد أنه سينزل عليها بمحاضرة انه غير مقصر ، وينهال عليها بكلمات التوبيخ ، خالف اعتقادها تماماً!!
*********************
كان الجلوس على السفرة متوتر ، كان أزيد يجلس مكان الكرسى الجانبى مقابل كرسى "هلال " وبجوارها رحيل تساعدها فى تناول الافطار
لم يجلس أزيد على السفرة منذ حدوث الحادثة له ، هذه اول مرة منذ سبع سنوات
كان يشعر بالرهبة والالم ، وهو يسترجع الذكريات العائلة على السفرة
كان والده دائماً يترئس السفرة وبجواره امه على الاجانب الايمن ، اما اخيه وزوجته على الجانب الايسر ، وهو بجوار امه
الآن يجلس هو فى مكانه السابق ، ولكن فرغت الامكان الاخرى من اشخاص كانت تشارك لحظات حياته
اما "هلال" تجلس فى مكان أبيها ورحيل مكان زوجته ، كم تمنئ لو ان مازال موجود
كان منظررحيل وهى تساعد هلال فى تناول الافطار يثير لديه شعوراً غريباً لا يعرف مكنونه ولكنه ينكره ، تلك الرغبه بتأسيس أسرة ، (حلم حياته ) ان يمتلك أسرة هادئة وسعيدة ، ان يمتلئ المكان بضحك أبنائها ولعبه معهم ، تلك اللعينه التى كسرت عزيمة ارادة وشككت فيه ، جعلته يشعر بالنقص والاضطراب عندما رفضته واذلت كبريائه!
***************************************
فى الطريق السريع "طريق بلبيس الصحراوى " كان الطريق فارغاً نسبياً
ليجعل تلك الفتاة الطائشة تسرع بسيارتها كأنها تسابق الرياح والهواء وتستمع إلى الموسيقى الفرنسية الصاخبه
حتى ظهرت امامها قصة صغيرة تعبر الطريق ، لتقف بسيارتها فجآة ويرتضم ظهرها بكرسى القيادة
*لتحاول استعادة اعصابها بعد الاصطدام الموشك منذ قليل
-هوف هوف هوف ياربى
*لتجد اصطدام سيارة بسيارتها من الخلف بشدة ، حتى انفجر الكيس الهوائى فى وجهها من داخل سيارتها
ليمر قليل من الوقت ، بهدوء المكان الخاوى الصحراوى
لتحاول نزع نفسها بعد ان انكمش الكيس الهوائى قليلا وانخفض ، وتفتح باب السيارة
وخلع جزام القيادة عن نفسها ، محاوله التنفس بعمق ، وتخرج منها وتستند علي باب
محاولة تخفيض دقات قلبها المسرعة ، وانحصار الدماء من وجهها لدى الفزع مما حدث
ليقدم منها صاحب السيارة الاخرى
سراج= انتى كويسه يا أنسة يا انسة ؟
لتلتفت له بغضب
-انت متخلف حد يخبط حد كده ، عايز تموتنى
ليشتغل سراج بغضب من وقحتها
ليصيح فيها سراج =انتى غبية فى حد يقف فى نص الطريق كده
لتزع نظراتها السوداء ويظهر بريق عينها الخضراء وتنظر له بغضب مقابل=انت ال أعمى خبط العربيه جامد وكيس الأمان انفخر فى وشى بسببك
*سراج بعد أن تأه فى خضر عينها و ضاع أنتبه بجمالها ، يرد عليها =انتى المتخلفة حد يقف في نص الطريق السريع كده
لتغضب بشده منه=أسمع انا مش متخلفة أحترم نفسك ، وانا شايفاك رجل كبير ومش عايزة اغلط فيك
لتشتعل عين سراج بغضب نارى =تغلطى فمين يا حيوانة انتى ، بقى عيلة زيك تفكر تغلط فيا ده انا انسفك
يمه يمه خفت انا دلوقتى ، انا مابتهددتش يا بابا =
ليسمع صوت زمير سيارات أخرى تريد أن تتحرك وهما اغلقوا الطريق بسيارتهم
ليشد على قبضة يده سراج =أدى اخرة الحريم في سوق العربيات وكمان عيلة تافه
لترد عليه = انا مش عيلة تافه يا حضرت ، انت ال انسان همجى
وتزيد بثقه= عجوز!
ليشدد غضب سراج ، نعم هو فى 38من العمر ، يوجد بشعره بعض الخصل البيضاء المدل على الشيب ، لكن تزيد من جاذبيته ووقاره
سراج= انا مش هرد عليكى ، اصغر نفسى ليكى
وبنظره من أعلى الى أسفل متفحص هيئتها من <البنطالون الجينز المتقطع قليلاً عند الركبه ، وجاكت الجنيز الازرق الصغير بداخله تشيرت صوف يصل الى الرقبه ، وشعرها الفحم الاسود الطويل المربوط على شكل ذيل فرس ، لقصر قامتها التى لا تزيد عن 155سم ، وجسدها الرفيع>
يعطى انطباع انها طفلة من المدرسة الاعداديه ، او هيئة فتاه مراهقة تتقمص دور التحرر الغربى!
ليتركها ويركب سيارته ويغادر
لتغضب هى وتركل عجلة السيارة بقدمها ، فلقد تعطلت سيارتها إلكترونياً بعد انتفجار كيس الهواء وهى بالداخل
=حظك نحس يا حنين ، واحد غبى!
***********************************************
لتدخل بمرح الى ارجاء القصر وهى تنظر بفرح الى الانحاء
صوت عالى مرح= يا اهلا قصر الريان يا اهلا القصر
لتجد "نفس " تنزل من الاعلى ، وعندما رائتها "نفس " اسرعت بالنزول لها مسرعة
نفس بفرح= حنين !
لتجرى علها حنين وتحتضنها بشدة
حنين بمرحها المعتاد = وحشتك مش كده
لتنظر لها نفس بأعين فرح= جداًجداً طولتى المرادى
حنين لتصفر بمرح= وووص ، خلاص بح الدراسة بح ، وقعدة على قلبك
لتنكزها نفس بفرحة= قلبى ايه جزمة تنورى
لتجول حنين بنظرها فى الارجاء = امال فين اهل الريا طفشوا ولا ايه ؟
نفس= هتلاقيهم على السفرة
حنين= طيب ياله انا اصلا واقعة جعانة جدا جدا
نفس= يا حرام تعالى شكلك واقعة بجد
لتتدخل الى غرفة السفرة وتجد أزيد جالس على السفرة ، اول مرة تراه جالس يتناول الافطار على السفرة منذ زمن ، مقابلة هلال وسيده اخرى تتطعمها
حتى أن "نفس " تفاجأة بذلك ، عرفت ان رحيل تكلمت معه بشأن التقرب من هلال
حنين بصياح ودراما تمثلية= خيااااانة
ليتفاجئ أزيد بدخولها وينظر لها ، حتى رحيل نظرة لها بأستغراب
حنين مكملة بدراما = خيانة ، اتجوزت يا خاين ، انت مش وعدنى بالجواز ، اه بتوعد وتخلى بيا
لتتقدم نحوه وتنظر الى رحيل بتفحص
لتضحك وتصفرحنين بمرح = بس حلوة ، وقعت جامد يا زيزو قمر الصراحة
ليقطع ثرثارتها أزيد= اهلا بالمشاغبة جيتى امته ؟
حنين وهى تجلس على السفرة بملل = لسه حالاً ،وحصل حادثة بسيطة كده، ابعد حد يجيب العربيه موجودة فى نص طريق بلبيس الصحراوى واقفة هناك بايظة
ازيد بأهتمام = ايه الحصل وجيتى ازاى ؟
حنين مكملة بملل= واحد غبى خبط العربيه ، جيت بتاكسى لغايه بدايه البلد
ازيد= انتى كويسة ؟!
حنين بنرفزة كاتمة= ما انا كويسة اهو ، وزى القردة كمان
نفس= خلاص يا أزيد هى كويسة
نفس مكملة= اعرفك يا حنين ، دكتورة رحيل ممرضة ل "هلال "
لتنظر الى ازيد بملل
حنين= اتجوزها يا ازيد ، شكل هلول بتحبها ، احسن من العقربة الكنت بتحبها
ليتعصب ازيد = حنين!
ويتحرك من مكانه = بلاش كلام فارغ ، مدام رحيل ممرضة ل هلال
تعمد قول مدام لتعرف أن رحيل متزوجة
وغادرا الى غرفة مكتبه سريعاً
لتنظر لها نفس بعتاب
حنين رافعة كتفها الى الاعلى=مش اقصد ، بجد شايفاهم لايقين على بعض
لتخجل رحيل وتقوم هى الاخرى مسرعةالى المظبخ ، وتتقدم هلال الى حنين وتقبلها وتفرح لقدومها
هلال بطفوله= لو عمو ازيد اتجوز ماما رحيل هتفضل معايا على طول ؟
لتستغرب حنين على (ماما رحيل ) وتنظر الى نفس ، محاولة الاستفسار!
ولكن نفس كانت تفكر بكلمات "هلال" و"حنين "منذ قليل وبالاخص فى حالة رحيل بعد معرفتها انها "ارملة "
هل ترضا بوضع ازيد كزوج لها ؟ !
***************************************************************************
بمكتب ليلة عثمان وهى تجلس مع مساعددها المخلص واليد الايمن لها "فتوح "
ليلة مدخنة السيجار=يعنى ده كل البيحصل جوا البلد
فتوح= واكتر يا ستنا أزيد الريان بقى زى الوحش بالنسبة ليهم ، ده غير سمعته فى السوق بتعمل لها الف مليون حساب
ليلة= الماسك شغله بره وفى القاهرة حازم مش كده
فتوح بقلق= الصراحة ده اكتر واحد قلقنى ، ازيد بيثق فيه جامد وماسك كل الشغل وحدق وناصح حازم ده ، غير انه كان ظابط قبل كده ، ممكن يعمل لينا دوشه
ليلة = لا المهم أزيد هو ال فى ايده كل حاجة
فتوح= طيب وسراج غراب الخلع ده (انسحب)
ليلة= لا ده له حسبة تانيه خالص ، عايزاك تدور على بنته وراه لغايو اما توصلها
فتوح= ودى هنعمل بيها ايه ؟
ليلة= لا نعمل بيها كتير ، بس قولى انت متاكد من الكلام
فتوح = متاكد جدا جدا ، اول ما قولتى حط سراج وازيد تحت عينك ، رحت شوف حد ودخلته قصر غراب وده كان سهل ، الكان صعب قصر الريان بس شوفتلى واحدمن جو القصر نفسه وحد موثوق منه كمان
ليلة مفكرة = حلو اوى اوى
***************************************
لتجلس "نفس " مع "حنين "
نفس = حازم عارف انك هنا ؟
حنين= تو لا ، انا جيت وبحسبه هنا اصلاً
نفس باستغراب= وليه المرادى معرفتهوش ، كمان هو مش كان لسه عندك من كام يوم
حنين محاولة الهرب من التفسر = مفيش كنت عايزة اعمله مفاجآة
نفس بنظر متفحصه= حنين ايه الحصل ؟
لتنظر لها حنين وتدمع عينها ، فتجرى الى احضان نفس وتنهار ببكاء
لتقلق نفس على حنين وتملس على شعرها = اهشششش ، فى ايه ؟ امك مرة تانيه ؟
تهزحنين رئسها بالايجاب وتزيد فى البكاء
نفس بضيق وحزن على حنين= عملت ايه المرادى ؟
لتبتعد حنين عن نفس وتنظر لها بألم
حنين ببكاء= امى بتبيع فيا يا نفس ، كأنى سلعة
نفس بصدمة = ايه ؟ ازاى الكلام ده ؟
حنين= بعد نزول ابيه "حازم " مصر ، جات وعزمتنى على حفلة من الوسط الفنى بتاعها ، لكن لما راحت اكتشفت كأنها بتعرضنى على منتج كبير فى السن على انى اختها الصغيرة ، وشويه شويه تخليه يقرب منى ويتكلم معايا ، نظراته كانت قذرة اوى يا نفس ، حسيت انى رخيصة وسلعة
وفى اخر الحفلة تقولى انى عجبت المنتج ده، ولو انا شاطرة هتخليه يتجوزنى ، امى عايزة تجوزنى لواحد عمره قد ابويا مرتين ، فى ام تعمل كده
وتزداد بكاء
لتغضب نفس وتود لو ضرب ام حنين فى الوقت الحالى
نفس= معلش معلش ، اوعى تخافى "حازم " هيقف ليها ، كده زادت عن حدها اوى
حنين مسرعة= لالا اوى تقولى ل ابيه حازم ، اخر مرة شدوا مع بعض جامد ، وكسر الدنيا
لتحدث نفس نفسها = والله عنده حق امك دى مستفزة استفزاز يا شيخة ربنا يحرقها
نفس= لا ما تقلقيش ، حازم واعى ويقدر يحتوى الموضوع
حنين لتنظر لها وتتردد عينها بقلق
****************************************************************
لتجلس "نفس " فى الصالة وهى تفكر فى العديد من الامور، لتجد نادر يدخل عليها وينظر لها
نادر= عجبك الحال ده؟
لتنظر له نفس وتقوم مسرعا ، لكن تدوخ من سرعة الوقف
ليجرى عليها نادر ويمسكها
نادر بقلق=انتى كويسه
ويعيدها الى مكان جلوسها
لتهزرئسها بالايجاب
نادر بسؤال= انتى فطرتى ؟
نفس بهمس= لا
ليغضب نادر= شوفى وشك اصفر ازاى ، وصحتك فى النازل اهو ، ما فطرتيش ليه لغايه دلوقتى؟
نفس بنظر اهتمام =مليش نفس
نادر بتنهيد = نفس كله الا صحتك ، اوعى الاهمال فيها
نفس= خايف عليا؟!
نادر بتعجب= انتى بتسألى ؟ ، نفس انتى مش مجرد زوجة ليا ، او حبيبه او رفيقة ، لا انتى نصى التانى كيانى وروحى ، مش نصى دينى بس لا انتى نص روحى ونصى عمرى ، منفيرك ماقدرش اعيش ، انتى النفس البتنفسه يا نفس
نفس باسف= انا اسفة يا نادر على الحصل ؟ بس بجد ان محتاجة وقت افكر فيه بهدوء ، انا اعصابى تعبانة ومضغوطة
نادر بتفهم= تفكرى وانا جانبك وافضل معاكى ، مكانك هو مكانى!
******************************************
فى اليوم التالى قررت "حنين " الذهاب الى احد معارض السيراميك لترى بعض عينات منه لمشروع تخطيطى تقيمه لذاتها ، وتزيد من خبراتها فى مجال هندسة الديكور
لتذهب الى معرض كانت قد رائت اشكال وتصاميم له من الانترنت
كانت تجول فى المعرض وهى تقيم الخامه والجودة والتصميم
حنين الى احد العمال= ممكن لو سمحت عينات من السيراميك ده ؟
العامل= اسف حضرتك ، ده بيتأخد بالطلبيه الجملة ، لو عايزة تقدرى تروحى فرع المعرض التفرعى ده بيبيع اقطاعى وزى ما انت عايزة ، اما هنا المعرض الرئيسى بيخرج الجملة بس
حنين بضيق= ممكن اعرف فين الفرع البتقول عليه ؟
العامل= اقرب فرع فى شبرا الخيمة
حنين بصدمة= نعم ، شبرا الخيمة ، انت عارف المسافة كام ، اناعايزة عينات ، يعنى بلاطة صغيرة من الانواع دى
عامل= اسف هو ده النظام هنا !
حنين = فين المدير هنا ؟
عامل= استاذ سراج موجود فى المكتب
حنين= ممكن ادخله ، ما هو مش معقول اروح المشوار ده كله ؟
عامل اتفضلى
وتذهب وراء العامل الى حيث مكتب المدير ، ويدخل العامل ويشرح له ما تريد ، فيطلب منه ان يدخلها
العامل= اتفضلى حضرك
حنين بابتسامة مقتضبه = شكراً
***************************************
عند دخول حنين ورائيه من الجالس المكتب ، ورفع سراج نظر لها
حنين =انت !
سراج =انتى!
لتلتفت حنين تريد المغادرة
ليهب سراج واقفاً = استنى عندك
لترجع مرة اخرى
حنين بضيق= نعم ، فيه حاجة ؟
سراج= المفروض انا ال أسال ، حضرتك عايزة حاجة ؟
حنين= لا شكراً خلاص مش عايزة
سراج= اظن العامل شرح انتى عايزة ايه ، نبطل شغل عيال ونتكلم فى الشغل ال انتى عايزاه
حنين بهمس وضيق ممزوج بغضب= هيقولى عيال تانى ، اهو انت الستين عيل!
سراج لم يسمع غير كلمة ستين عيل وهمسات اخرى=نعم قولتى حاجة ؟
لتتقدم له حنين بثقة مصطنعة = كنت عايزة عينات من السيراميك اختارته ، والعامل قال مش ينفع هنا لازم اروح الفرع ، والمكان بعيد
و مكملة تريد اخباره= زى ما انت عارف ان عربيتى واحد خبطها وبايظة كمان
ليضحك سراج بداخله على تلك الطفلةالغاضبة امامه = ما هو بردوا ما ينفعش حد يقف فى نص الطريق
لترد حنين بسرعة= كان فى قطة ظهرت قدام العربيه فجآة اقتلها يعنى ؟
ليفهم سراج الموقف = اممم اسف على الخبطة ، وانا مستعد اصلح العربيه وتكاليف على حسابى ، او اقدم اى تعويض انتى عايزاه
حنين= شكرا اخويا اتكفل بتصلحها بالفعل ، بس ممكن تعوض بانك تعطينى العينات من هنا ، ادفع حقهم
سراج= ماشى زى ما تحبى، بس فاتورة التصليح ممكن انا الدفعها ، عينات السيراميك اعتبريها هديه وتعويض منى منغير مقابل مادى
حنين بغضب= قولت اخويا هيصلحها ، وشكرا مش بأخد هدية من حد غريب
ليبتسم سراج على غضبها= خلاص نتعرف ونبقى اصدقاء ، اكيدهيبقى فى تعاملات بينا لو عجبك العينات
لتفهم حنين مراده وتراوغ محاولة الذكاء= اسمى المهندسة حنين ، مهندسة ديكور عندى 22سنة مش طفلة يعنى
ليضحك سراج عليها
وتشعر حنين بغباء ما قالت ، لما اخبرته بعمرها ايضاً،
سراج = تشرفنا ، سراج غراب 38 سنة مش عجوز يعنى
عندما قال اسمه ، انخطف اللون من وجهها ، وقامت مسرعة لتغادر
ليخرج خلفها سراج حتى خرج بره المعرض
ليجدها تركب سيارة تاكسى واسرعت بالمغادرة
ليتعجب لأمر ويشك بها واستغرب تصرفها !
***********************************************************************
(الفصل السابع عشر )
"الصدقة "
(قال صلى الله عليه وسلم:داووا مرضاكم بالصدقة ) صدقة هى خير دواء وعلاج لكثير من الامراض
، لو أنه نعرف قيمة الصدقة وما اعظم أجرها ،
عند مرض أحدكم أو وقعه فى شده اذا اتجه إلى الصدقة او اللجوء الى الله خاشعاً ،بدلاً من الاتجاه الى منشورات الانترنت وطلب الدعاء من الاخرين لعرف ان التقرب الى الله هو الحل الأمثل"
***************************
**منذ رجوعها بعد هذه المقابلة لقائها مع "سراج غراب " ، كم شعرت بالصدمة والغباء فى آن واحد ، الصدمة عندما وجدت نفسها امام سراج غراب ، اما الغباء لانها لم تلاحظ قبل دخولها للمعرض انه تابع لعائلة غراب
لتجد امامها "حازم " ينظر لها بتفحص
لتقف قافزة سريعا
حنين = زوما اا نورت
ليكمل نظرته لها بملل حازم= اعرف تيجى كده منغير حس ولا خبر
حنين محاولة المرح ، باصطناع ابتسامة = عايزة اعملها مفاجآة ليك حلوة المفاجآة !
حازم بجدية= لا هى الصراحة حلوة ، بس مش المفاجاة لانى عرفت من يومين انك تركتى باريس واتوقعت انك جيتى على هنا ، الحلو بقى العلقة الهتضربيها دلوقتى
ليكمل بعصبيه = انتى عارفة انا قلقت عليكى ازاى ، وانا عمال اتصل والرقم يكون غير متاح ، واخر الامر اتصل على صاحبتك فى السكن دقولى نزلت مصر! ، ازاى؟ وليه ؟ ، كنتى قبليها بيوم تقولى هكمل دراسات عليا يا ابيه ، مرة واحدة تقوم فى دماغك تجى مصر ،ممكن افهم الحصل (اخر جملة بصوت عالى )
حنين بتوتر= اسفة والله يا ابيه ، انا اتخنقت فجآة فقررت انزل مصر ، ارتاح شوية
حازم = يعنى راجعة تانى ؟!
حنين مسرعة = لالا
حازم بترقب= نعم!
حنين= اقصد انى قررت اخذ خبرة الاول فى مجال هندسة الديكور وبعد كده ابقى افكر فى الدراسات العليا
حازم رافع حاجبه = يا سلام ! ، المفروض اصدق انا الكلام ده
حنين مخفضة عينها للاسفل ، خوفاً ان تنكشف امامه كذبتها ، وانها هربت من خضوع امها وسيطرتها عليها فى الفترة الاخير، وبالاخص الموقف الاخير
= هو ده الحصل ، والجو هنا وحشنى كمان
حازم مع انه لم يصدق ما قالته وسيبحث عما حدث = ماشى يا حنين ،بس شغل العيال ده مش عايزه تانى ، اوكى
حنين بطاعة= حاضر
ليرفع حازم نظره يجد "رواحة " ذهبة الى داخل القصر
حازم = رواحة ، يا رواحة !
لتنتبه له رواحة تذهب نحوه ، وعندما تجد حنين ، تجرى عليها حنين
حنين بفرح = روح انتى فين يا ابنتى من امبارح بدور عليكى (وتحتضنها )
**فرحت رواحة ب حنين فهى صديقتها المقربة منذ الصغر وذلك للقرب بين عمريهما ، فى كل اجازة لحنين من المدرسة الداخليه فى صغرها كانت تأتى الى قصر الريان ، ف "جهم الريان " كان صديق والدها المقرب ،غير صداقة أزيد وحازم الوثيقة ، كانت حنين كفرد من عائلة الريان ايضاً ، وكان اقرب الاشخاص لها من الاطفال هو "رواحة " لانها كانت تعيش فى الملحق التابع للقصر حيث منزل الشيخ طاهر
رواحة= حنون جيتى أمته ؟
حنين بعتاب مصطنع= من أمبارح يا أستاذة ، وانتى لم تاتى لى حتى !
رواحة= اسفة والله ،" همام" ( اخيها ابن الشيه طاهر ) بدء امتحانات وكنت لازم ابقى جنبه عشان يشد فى المزاكرة
حازم ليجذب انتباههما انه هنا= احم احم ححمم
حنين مخفضة نظرها بخجل = اسفة ماخذت بالى ، حنين فجآتنى
حازم =لا ولا يهمك (ويمد يده بكيس بيه العديد من الكتب )
حازم= اتفضلى دول
رواحة بأستغراب = ايه دول ؟!
حازم بتصنع اللامباله =دول الكتب العايزها ، ال عم ابو الفضل مش وجدهم فى مكتبة البلد ، جبتهم ليكى من اسكندريه
رواحة بصدمة= ها ، بس ب
حازمسرعاً= خدى اعتبرهم هدية عيد ميلادك ،كل سنة وانتى طيبة
حنين = صحيح انهارده عيد ميلادها ازاى نسيت !
حنين متقدمة الى رواحة= كل سنة وانتى طيبة يا روح (وتنظر الى حازم ) شاطر يا زومة اول مرة تفتكر عيد ميلاد حد ، ده انا البفضل اقولك عيد ميلاد بكرا عشان تجبلى هدية وبتنسى!
حازم= مفيش حاجة يا رخمة ، افتكرت بالصدفة ، كنت رايح اجيب كتاب عايزه ، قولت اجيب لها بالمرة
وغادر
وترك رواحة تحتضن الكتب وتنظر له وهو مغادر باستغراب وحيرة ، اما حنين كانت تنظر لهم وتتمنئ ان تكون هذة خطوة لهم!
**********************************************
** عندما عاد الى مكتبة ،وجلس يفكر فى تلك الفتاةالتى لا يعرف عنها شئ غير ان اسمها "حنين " واستعجب خروجها مسرعة بعد تلفظ أسمه
ليلفت ويتنظر الى نتيجة العام ، ليجد ان اليوم هو عيد مولد ابنته "روح " كان كل عام يذهب الى قبرها ويرثى نفسه ، اما الان بحزن ونار مشتعلة داخله وقد علم ان ذلك القبر فارغ ، لا يعرف ماذا يفعل ولا يعرف كيف حالها، بحث بكل الطرق الداله على ماذا فعل والده قبل وفاته لكن لم يجد أى شئ يدل على مكان ابنته ، لم يعد هناك إلا طريق واحد هو "نفس " لابد انها المفتاح وتعرف الطريق الى ابنته سيذهب لها !
******************************
الظلام دامس وشديد السواد ، تجد أن انه ظهر أمامها "على وليلى " فى ضوء خافت بعيداً عنها ،تحاول ان تجرى لهم ولكنها عاجزة شئ يمنعها ، لتجد ان "رحيم " ظهر من العدم ويحبوا بأتجاههم ، لكن يتوقف ويدور وينظر لها وهو يبكى وكاد ان يلتفت
حتى تستيظ صارخة بأعلى صوت لها
رحيل بفزع من الكابوس = رحييييييم
لتتنفس بشدة وتضع يدها على قلبها من الفزع والرعب من الكابوس!!
لتلفت حولها تبحث عن هاتفها فى هذا الوقت من الليل ، تتصل مسرعة على أمها
لتطمئن على رحيم مما يمكن تفسر هذا الكابوس !
لتتصل وتتصل حتى ترد عليها امها وتسمع صوت رحيم وهى يبكى بصوت عالى
رحيل بفزع= ماما رحيم ماله ؟
=مفيش بس شوية سخونية
رحيل بفزع اشد = ساخن !! (وتبكى ) انا قلبى كان حاسس انه فى حاجة
= اهدء يا ابنتى مفيش حاجة ممكن يكون بيطلع له سنه
رحيل بقلق = انتى كشفتى عليه
= لا الجو مطر هنا جامد وصعب اخر بيه وهو كده يتعب اكتر ، غير كمان هلاقى فين دكتور اطفال فاتح دلوقتى
لتفكر وتفكر رحيل ، دكتور دكتور اطفال
رحيل متذكرة = نادر زوج نفس دكتور اطفال ، هو موجود هنا الآن
رحيل = خاليكى معايا يا ماما
وترتدى ملابسها سريعة وتخرج مسرعة الى الاعلى
وتخبط بسرعو وشدة على غرفة د/ نادر ، ومن شدة الخبط استيقظ بعض من فى القصر فزعاً
ليخرج هو وعليه أثار النوم وورائه نفس ، ويأتى من الغرفة المجاورة حازم وبعد دقيقتين تخرج حنين ايضا ، ويخرج أزيد من غرفته بالاسفل وينظر لما يحدث فى الطابق الاعلى
د/نادر= فى حاجة يا رحيل ؟ هلال حصل ليها حاجة ؟
رحيل بقلق وتوتر وهى تتحرك وتبكى = لالا مش هلال (وهى تعطيه الهاتف ) ده رحيم اابنى !! تعبان ، وماما مش عارفة تعمل ايه (وتبكى بشدة ))
لياخذ الهاتف ويتحدث مع امها وتشرح له الاعراض على رحيم ، لينصحها ببعض الادويه المتوفر عندها منه ، والبعض تأتى بيه من الصيداليه عن طريق الاوردر الليلى(دليفرى ليلى )
*عندما رأت نفس حالة رحيل ، تقدمة لها واحتؤاتها بحضن ، كانت رحيل شبه منهارة
د/نادر بعد انهاء الكالمة = لا تخافى ده سخونيه نيجة نمو أسنان شئ طبيعى فى الاطفال ومع الادوية ان شاء الله هيبقى كويس
رحيل = يعنى مفيش خطر يا دكتور
نادر = ابداً ، الحرارة لم تصل الى 38 ونصف يبقى الأمان مش خطر ومع الكمادات ومخفض الحرارة هيبقى كويس
رحيل =شكراً شكراً يا دكتور
وتنظر للاخرين بخجل = اسفة يا جماعة قلقتوا معايا
حازم = لا ولا يهمك ان شاء الله الولد يبقى كويس
حنين = واو عندك بيبى صغير ، لا انا لازم اشوفه
لتبتسم لها رحيل = ان شاء الله ، عن اذنكم
*وعند نزولها تجد أزيد امامها وينظر لها نظرة تفحص ودراسة
رحيل وهتعبر من جانبه
تسمعه ازيد = ان شاء الله ابنك يكون بخير
رحيل بهمس = ان شاء الله
*************************
لم تنم رحيل طول الليل كانت كل نصف ساعة تتصل على امها للتطمئن على رحيم حتى استقر حالته ، وكان أكثر ما يفزعها هو هذا الكابوس تغير الكابوس الدائما من نحوها الى رحيم ، لا تستطيع ان تتصور ان يؤذيه احدهم ، اصبحت خائفة غير النعزة التى تأتى لها دائما قبل حدوث مصيبة وكارثة ،تشعر بها تشدتد الان فى داخلها!
*********************************
** كانت فى الصباح داخلة الى غرفة الصالون ، حتى وجدت الجميع ملتف حول "نفس" يبدو عليها الايعاء والتعب
لتسأل بقلق رحيل = فى اية ؟
حنين= مفيش نفس من الصبح عمالة ترجع (القئ ) ودلوقتى دايخة
لتجد نادر جالس بجانبها بقلق ويفرك بيدها = حببتى انتى كويس ، فى ايه مالك ؟ تعبانة اخذك على المستشفى اعملك تشيك آب كامل
نفس بصعوبه = لا انا كويسة يمكن عشان مش بأكل كويس ، هأكل وهبقى تمام
نادر= لالا انتى بقالك كام يوم كده ؟ مش طبيعى !
ليأتى صوت رحيل يقطع كل التوتر ويسبب صدمة!
رحيل = ممكن الحمل بيعمل كده!
توقف الزمن والمكان وصدم كل الحضور ، حتى نفس استعادت قوتها فجآة وصدمت هى الاخرى
نفس بتفكر وهمس وتضع يدها على بطنها = حمل ! ، انا حامل
نادر وقد شل دماغة =ها لا مش ممكن اكيد لغبطة وبرد فى المعدة ، (وينظر الى نفس ان تأكد كلامهفهى من تعرف موعيدها الصحيحها)
لكن نفس كانت بعالم آخر ، وتحسب وتحاول ان تفهم واوتعرف ما تشعر لا يتحدد بها ما تشعر
نفس وهى مازالت تضع يدها على بطنها = انا حامل انا حامل
رحيل باستغراب = اه كل الاعراض دى اعراض حمل
لهب فيها أزيد بغضب = ممكن تسكتى!
صدمت رحيل من ردت الفعل!
لمسك نادريدنفس وينظر فى عينها التى تدور وتدور وتفكر
نادر بهدوء = نفس! ده ممكن يكون لغبطته هرمونات بلاش تحطى آملك عليه
لتغضب وتدفعه بعيداً عنها نفس وتبكى وتهتز= لا انا حامل انا حامل ، اتركنى (سبنى ) احس انى واحدة حامل حتى وكذب ، احس بأحساس الامومة ولو ساعة ، ولودقيقة ، مش مهم عندى كذب كذب! ، نفسى احس ب الاحساس ده من 15 سنة يا نادر ، حرام احسه حتى لو مش حقيقة ، ليه يا نادر ليه (وتبكى بشدة )
ليتقدم لها نادر ويحتضنها محاول ان يؤاسيها = اسف حببتى مش اقصد ، انا مش عايز تبنى أوهام سريعة وترجعى تتألمى جامد
نفس= سبنى(اتركنى ) اعيش الكذبة يا نادر أعيش اللحظة مش مهم بعدين
نادرو يمسح دموعها= خلاص خلاص ، هأخدك دلوقتى حالاً ونروح المستشفى ونعمل تحليل دم ونتأكد ونأكد يا نفس ما شى
كانت تتمنئ أن تكون حقيقة وتدعو الله من داخلها ان يحقق هذة الامنية
نفس تهز رئسها بالايجاب
بعد مغادرة نادر ونفس
نظرة ازيد لرحيل بكراهية وغضب= انتى واحدة غبية ومتخلفة
رحيل بقلق= انا عملت اية ؟
ازيد بغضب = عملتى ايه ؟ عملك اسود ومهبب ، انتى عارفة لو "نفس " انجرحت او حسه بزعل ، اانا بقى هزعلك جامد
ويغادرغاضباً
رحيل = هو فيه ايه انا قولت حاجة غلط ؟
حازم بحزن= لامفيش ، بس "نفس " عندها تأخر حمل ومشاكل ، ودايماً الموضوع مآثر على نفسيتها ، واخر حاجة انها كانت جايه المرادى تتطلق من نادر
رحيل بصدمة= تتطلق!! ، اسفة والله ما اعرف حاجة
حازم= ولا يهمك ، احنا بس الخوف لما تيجى والحمل يطلع سلبى ، نفسيتها بتبقى مدمرة، وبتدخل فى حالة اكتئاب شديد
رحيل = اسفة انا بس لاحظت الاعراض عليها تقلب مزاجها غير عدم رغبتها فى الاكل ، وتحب الاحماض ودلوقتى القئ والدوخة قولت اكيد حمل!
حازم بستفهام= ممكن ! ، انتى جالك نفس الاعراض
لتتوتر رحيل= اه اه دى نفس الاعراض بتيجى عند كتيرمن الحوامل
حازم بأمل = يارب يكون كلامك صح
رحيل بهمس= يارب
****************************************************
**منذ ان اخذ منها عينة الدم ليتم التحليل ، وهى تجلس بترقب وتوتر شديد
ليجلس بجانبها نادر محاولاً تهدئتها والتخفيف عنها
نادر ممسك يدها= نفس، الاطفال مش مهم عندى انتى الاهم
نفس= بس ممكن يا نادر صح ، ممكن ابقى ام صح
شعر انها مغيبة وكأنها فى عالم أخر
حتى سمع صوت سيدة كبيرة فى السن تتقدمة نحوهم
= ستى الاستاذة
نفس=ام عمر !
ام عمر= اه يا استاذة فكرانى
لتبتسم نفس=طبعا ً فاكراكى ، الحاج ابو عمر اخباره ايه
ام عمر = بخير ونعمة النهاردة بيفك الجبس الاخير ، تشكرى على الفضل العملتيه ومعانا ، ربنا يرزقك ويعطيكى من وسع يارب
نفس= ده واجب عليا يا ام عمر مش محتاجة شكر ، واحفادك عاملين ايه دلوقتى ،؟
ام عمر= بخير = راحوا (ذهبوا ) المدرسة ربنا يكرمك و يطعمك يا بنتى
نفس= المهم الحاجة بتوصلكم فى معادها
ام عمر = اه الحمد الله، شكراً يا بنتى اللهى يسعدك يارب
وتغادر ام عمر لممرضة تنادى عليها
لتجلس نفس بهدوء وتبتسم
نادر باستفهام=مين الست دى ؟
نفس= دى واحدة كنت بقضى لها خدمة
نادر= خدمة! خدمة ايه
لتتنهد نفس= من كام شهر كنت فى قسم شرطة تبع قضيه للمكتب ، وهناك لقيت الست دى العساكر بيجروا فيها وهى عمالة تعيط جامد ووراها اطفال صغيرين
ربنا اعطانى فضول اعرف حكايتها ، طلعت مقبوض عليها بشيكات غرامة وتسديد قسط ، (غرامات ) يعنى ن وعرفت حكايتها ابنها ومراته ماتوا فى حادث عربيه من سنتين ، وهى وجوزها العجوز البيصرفوا على الاولاد لعدم وجود دخل ليهم ابنها كان عامل باليوميه ، جوزها راجل كبير ناس شاروا عليه يشترى عربيه نص نقل بالقسط ، جوزها بعد شهرين عمل حادثة بالعربيه وهو نفسه اتكسر ولانه كبير فى السن محتاج عمليات ، لكن منين مفيش فلوس غير الشيكات كانت بأسم مراته الست العجوزة دى ، خرجتها واتكفلت بعمليات زوجها واتكفلت بمصاريف ولاد ابنها كمان (صدقة و كفالة يتيم )
ليبتسم لها نادر يعرف لما يعشقها الى هذا الحد ، لديها قلب من ذهب ويمتلئ طيبة وحنان يكفى العالم
نادر= يااااه عملتى ده كله وانا ما اعرفش ، طب قوليلى واخذ ثواب معاكى
نفس= وانا وانت ايه مش واحد
نادر= طبعاً واحد
ليقاطعهم صوت الممرضة تنادى الاستاذة نفس ...
********************************************************
عند دخولهم القصر وهو يبتسم لها ، وينظر لها بحب وفرح وسعادة بالغة
منذ ان اخذ التحليل من الممرضة وظهرت النتيجة ايجابية ، كان قد مسه رعشة كهربائيه ، سيصبح أباً من حبيبه "نفس"
كانت اعين نفس وقتها تنظر له بآمل ورجاء ، والله لم يضيع رجائها ابداً ،
(أن الله مع الصابرين )
ثم اخذها الى الطبيبة وتأكد من صحة الحمل ووضعها ،كانت سعادة بلغت ذروتها عندما اخبرته الطبيبة ان "نفس" لديها كيسين من الاجنة اى تؤام
وهى فى منتصف الاسبوع العاشر من الحمل
نادربفرح= يااااه يا نفس ، كل ده ومش حاسه
نفس بدموع فرح=الحمدلله الحمدلله ، قلبى كان حاسس دايما ان ربنا هيعوضنى خير
نادر= الحمد لله
********************************************
**عندما دخلوا الى القصر ، كان الجميع جالس مترقبين مجيئهم ، حتى ازيد عندما علم بدخولهم الى القصر خرج من غرفته مسرعاً ، خوفاً ان تكون حالة "نفس " سيئة
حنين = ها النتيجة اية؟
نادر بفرح = حامل الحمد لله حامل ، رحيل عندها حق طلعت حامل بجد
ليهلل الموجودين بفرح ويجرى حازم نحو "نفس" ويحملها ويدور بها بفرح
حازم= مبروك مبروك يا نفس
نفس بضحك = نزلنى يا مجنون نزلنى كده غلط
حازم بتوتر بسيط ممزوج بفرحة وهو ينزلها= اسف اسف من فرحتى والله ، الف مبروك
نادر= ابعد يا بابا ، اللع يبارك فيك عقبالك، وسع كدة
رحيل الى نفس= مبروك يا مدام نفس ، مبروك ياد/ نادر
نفس بفرحة وابتسامة= بجد يا رحيل انتى وشك حلو ، ربنا يفرحك زيى يارب
لتذهب الابتسامة من وجه رحيل وتحاول مسرعة اعادتها
وادركت نفس ما تفوهت وشعرت بالضيق لاجله نسيت انها أرملة!
ازيد = مبروك يا نفس ، يا ريت تبطلى بقى عايزة اطلق عايزة اطلق دى
نادر= بطل رخامة يا ااض على مراتى وام عيالى
ـازيد= طيب ياعم ،مبروك ليك
نفس= الله يبارك فيك يا ازيد عقبالك يارب
هنا جمد ازيد وكأنه اصبح صخر وتثلج
لم يرد عليها والتفت سريعا مغادراً
شعرت نفس بالالم لاجله ، والنقص الذى تسببته (ليلة ) بداخل ازيد والاذلل الذى الحق بيه
تتمنئ ان يجد من يعوضه
*****************************************************
مر يومان واجواء القصر بسعادة ، لم تغادر نفس الى منزلها أصر نادر عليها الراحة حتى تتدخل فى الاسبوع الثانى عشر ويكون الجنين ثبت جيداً وحالتها مستقرة
كان هناك فرح بالجوار وارادت رحيل ان تذهب وتشاهد اجواء الافراح فى البلد
"بلد عجيب منذ بضع ايام كانت تنوح وتتحترق والآن تتزين لاجل فرح ، لا يتمسك الانسان البسيط مادياً بالاحزان كثيراً، ويحاول فى لحظات الفرح ان يسرقها من الزمن ويعيش فيها وان كانت معدودة "
ذهبت "نفس" الى "أزيد " وجعلته يسمح لها بالذهاب رغم منعه لهامن مغادرة جدراً القصر ، ولكن طلبت نفس ان يكون هدية حملها على ان رحيل هى اول من استبشر انها "حامل " وتريد رد الفرحة لها ، فسمح لها ـازيد بالذهاب مع رواحة والعودة معها
*********************************************************
كانت رحيل بأجواء الفرح وتنظر لها بانبهار ، كانت عادتهم تشبه عادات الصعيد فى التلفاز ، من الكرم فى طعام الضيف ، والاجواء الشعبية القديمة بالاغانى القديمة ، والرقص بالحصان
رواحة= تعرفى ان "ازيد بيه " كان زمان اى فرح يجى بالحصان بتاعه ويرقص على المزمار والطبل ، كان بيضرب بالنار زى العريس
رحيل بدهشة= بتتكلمى جد
رواحة= جد الجد كمان ، صحيح كنت صغيرة ساعتها بس فكرة كويس ، كان جميل اوى الرقص بالحصان
رحيل= وايه بقى ضرب نار العريس ده كمان
رواحة = هتشوفى دلوقتى وابقى افهمك
لترى رحيل العروس وهى بالفستان الابيض وهى سعيدة وحولها اهلها وأقرابئها ، لم تعرف كم شعرت بالالم والحرمان الشديد
فستانها كان اسود بسبب موت رفيقتها منذ الطفولة ، والدمع كان هو المصاحب لها وقتها فلم يكن مر على وفاة ابيها عام لتموت بعده "ليلى " ، كانت المصائب تتوالى عليها وكانت الاخيرة موت "على "
*******************
لتسمع زغاريط وزغاريط ( واغنية يارمانه واحدة و) والدق على الدف والطبل ، تهليل النساء
لتصعد العروس الى مسكنها
رحيل =هنمشى دلوقتى
لتضحك رواحة = لا لسه ضرب نار العريس
ليمر نصف ساعة ، وتجد صوت طلق نارى من اعلى المنزل
رحيل بخضة= ايه ده فى ايه ،هما مش وقفوا من شوية ؟
لتضحك رواحة بشدة = ده ضرب نار العريس ، عشان ياكد ان الزواج تم ، ده من العادات الغريبة هنا
لتصدم رحيل = انتى بتتكلمى جد ، زى الصعيد كده
رواحة= لالا مش زى الصعيد ده ، ضرب نارى من فوق بيت العريس ياكد ان اساس بيته بدء يتبنى وياكد على عفاف مراته ووقوته لتحمل المسؤاليه الجايه
رحيل= اول مرة اسمع الكلام ده عن الارياف
رواحة= مفيش حد فى الشرقيه او الارياف بيعمل كده غير "مزرعة الريان "
رحيل = ليه بقى
رواحة= لان كل الموجود فى البلد اصواله من مكان تانى ، الريان جامع بين كل اشكالهم وعاداتهم ، وعمل ليهم كيان خاص بيهم
رحيل = بلد غريبة ، زى صاحبها
لتضحك رواحة وتقوم للمغادرة
ولكن جاءت امراءة وسلمت على رواحة ، وبعدها تغير حالها الى الحزن وانها على وشك البكاء
لتلاحظ رحيل = مالك يا رواحة ؟!
لم ترد ولكن غادرت مسرعة وخلفها رحيل متعجبه
********************************************
فى اليوم التالى
**على الباب الداخلى للقصر تقف وتنظر بأعين تمتلئ بالخبث والانتصار المرتقب،
كانت هناك رحيل تأتى ببعض الريحان من الحديقة ، لتنظر من الواقف امام الباب وستدخل ويدور وجهها وتراه ، ولكن الاخرى لم تراها
رحيل بصدمة = ليلة!!
**************************************
تكملة الرواية من هناااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق