رواية دلال والشيخ الفصل الخامس عشر 15بقلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل الخامس عشر 15بقلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل الخامس عشر15بقلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة الخامسة عشر
............................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
..............
ظهرت الصدمة على وجه زينب بعد تأكيد شفيق وتصميمه على الزواج بأسماء تلك الطفلة التى فى جسد إمرأة مكتملة النمو ولكن لديها عقل امرأة بالغة، ومكر يتنافس به زينب .
زينب بصدمة: إيه أسماء ..!!
عايز تجوز البت اللى مدت إيديها على أمك يا شفيق .
جعد شفيق وجهه قائلا : معلش كانت لحظة غضب وعدت يا حجة .
حركت زينب رأسها بنفى واسترسلت بغضب: ولو قولتلك إنى مش راضية الجوازة دى !!
فصمم شفيق وأكد: هترضى يا حجة عشان عارف إنك بتحبينى ولو يحب حد يحب يشوفه مبسوط .
وأنا مبسوط اوى يا ست الكل ويلا شدى حيلك عشان دخلتى عليها بعد ما تخلص أشجان العدة .
وأدعيلى ربنا يدينى الصبر لغاية ما تخلص، ثم طالعها بنظرة مطولة وهى تفتح فمها بصدمة ولكنه لم يعبىء وقال: أسيبك بقا عشان ورايا أشغال ثم إلتفت وغادر وهى يغنى بإسمها .
أسماء أسمسم أسمسمة سماسيمو، قلبى يا ناس .
فضربت زينب يدها كفا بكف ورددت: الواد شكله إتجنن.
والبت دى شكلها كده عملاله عمل، تنشك فى مصرينها بت إبتهال .
لا بس أنا مش هقعد ساكتة كده لغاية ما يجوز البت دى وتيجى تقعد على قلبى لا لازم أتصرف .
لتلتقط الهاتف سريعا وتتصل بإحدى صديقاتها .
إزيك يا حسنات يا حبيبتي ؟
حسنات: أهلا بام شفيق، ازيك أنتِ وازى صحتك ؟
زينب بغصة مريرة: مش بخير يا اختى، الواد شفيق هيجننى تصورى طلق مراته وعايز يتجوز اختها، سحراله اكيد .
حسنات: لا حول ولا قوه الا بالله، ليه بس كده والعيال ذنبهم إيه .
زينب،: مهو العيال اللى صعابنين عليه، عشان كده بكلمك .
لسه الست اللى تعرفيها دى، اسمها ايه ..
اه كوثر بتفك السحر .
حسنات: اه موجودة ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها.
زينب: طيب ياريت تبعتهالى، عشان تشوفلى حل وتخلى شفيق يرجع لمراته ويكره البت مقصوفة الرقبة دى .
حسنات: طيب يا حبيبتي، من عينيه الإتنين .
.......
إتصل سفيان من مصنع والده على شهيرة، فاستجابت له قائلة: حبيبى .
فدق قلب سفيان وهمس: لا مقدرش على كده، وحدة وحدة عليه، وإلا أضيع منك.
ابتسمت شهيرة: بعد الشر عليك يا حبيبى .
سفيان: تعرفى إنى كنت خلاص فقدت الأمل إنى أحس بحبك ليه، وقولت خلاص كفاية عليك يا سفيان إنها جنبك ودى نعمة كبيرة فى حد ذاتها .
تنهدت شهيرة: ياه قد كده أنت حلو اوى كده.
وأنا اللى كنت وحشة اوى كده، مش حاسه بالنعمة اللى أنا فيها .
نفى شاهين: لا متقوليش على حبيبتي كده وإلا أزعل .
فضحكت شهيرة، فصاح سفيان: اه من ضحكتك اللى بتطير دماغى دى، أعمل فيكى ايه دلوقتى، أقولك أخطفك .
أنا فعلا عايزة أعملها بجد، أخطفك كده ليلة فى فندق، بعيد عن الدنيا كلها وساعتها هعلمك الحب من أول وجديد يا قلب سفيان .
توردت وجنتى شهيرة من الخجل فقالت بخجل: وبعدين معاك.
سفيان: بحبك .
شهيرة: وأنا كمان يا سوفى بحبك اوى .
فصاح سفيان بعشق: لا كده أنا جى حالا بدال فيها سوفى.
بقولك إلبسى وظبطى نفسى وأنا جى فى السكة حالا هخدك ونروح الفندق .
ثم أغلق معها الخط فتنهدت بحرارة قائلة: خسارة اللى ضاع من عمرى من غير ما أحس إنى بحبك يا سفيان .
ثم ذهبت مسرعة لارتداء ملابسها والفرحة تقفز من عينيها ، وقد رسمت فى مخيلتها كل انواع الدلال والحب الذى ستصبه عليه صبا صبا لتعوضه عن كل تلك الليالى التى كانت بعيدة عنه بقلبها .
.....
جاءت كوثر تلك الدجالة إلى زينب .
وهذا محرم لقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخرجه الإمام مسلم، جاء فيه :"من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعون ليلة.
رحبت زينب بها وقالت: نورتينى يا كوثر، وياريت تقدرى ترجعى شفيق لمراته ينوبك ثواب عشان العيال، ويكره البت السهتانة أختها اللى خطفته منها .
كوثر: متقلقيش يا ست زينب من عينيه الإتنين،والليلة هيكون فى حضن مراته ويشوف البت دى عفريت فى عينيه .
ابتسمت زينب بمكر وهمست: ده يوم المنى .
لتخرج كوثر زجاجة صغيرة من صدرها وتقدمها الى زينب قائلة: نقطة وحدة من دى على كوباية عصير ولا شاى وهتشوفى عجب العجاب، هيرجع يحب مراته ويكره التانية .
فأخذتها زينب بلهفة وقالت: ياريت وهتبقى ليكى حلاوة كبيرة يا كوثر ثم أخرجت وضعت يدها تحت الوسادة وأخذت مبلغ ألف جنيه وناولتها لها قائلة: ده عربون محبة ولما يحصل ليكى زيهم .
كوثر : من يد ما نعدمها يا ست الستات،وهيحصل ان شاء الله.
ثم غادرت كوثر، للتصل سريعا زينب بشفيق فرد بتأفف: نعم يا حجة؟
زينب: أنت فين يا ضنايا؟
شفيق: فى المحل تحت بتابع الشغل .
زينب: يا حبيبى ربنا يقويك، طيب تعال أشرب معايا فنجان قهوة يعمر دماغك عشان تعرف تشتغل كويس .
شفيق: والله فعلا يا حجة،دماغى هتنفجر، ماشى ظبطيه عقبال ما أخلص الورق اللى فى ايدى وجى .
زينب: مستيناك يا عين أمك .
لتسرع بعد ذلك إلى عمل فنجان قهوة وضعت به هذا السائل الذى أعطته لها كوثر..
ثم ابتسمت بمكر وقالت: لما نشوف بقا الست هانم أسماء هتاخدك إزاى منى، لا هترجع تانى أشجان وهحط رجلى تانى فوق رقبتها.
ليأتى شفيق بعد مرور بعض الوقت.
أنا جيت يا يا ست الكل، ناولينى فنجان القهوة عشان دماغى هتتفرتك .
زينب: إن شاء الله اللى يكرهك يا روح أمك .
خد يا ضنايا بالهنا، تناولها شفيق من يدها وعندما هم أن يرفعها إلى فمه، رن هاتفه من أحد العمال لديه .
حميدو: معلم شفيق محتاجينك ضرورى فى المحل،وكمان المعلم سفيان مستنيك .
شفيق: طيب أنا جى حالا .
زينب: هو أنت لحقت يا ابنى، طيب حتى أقعد أشرب قهوتك هى الدنيا تارت .
شفيق: معلش يا حاجة ضرورى أنزل وهاخد القهوة معايا متقلقيش، مش هقدر أسبها.
زينب: طيب يا ابنى، ربنا يقويك ومتنساش تعدى عليه لما تخلص شغل .
شفيق: حاضر يا حجة، سلام.
ثم همست: المهم يشربها ويجيلى أخر الليل يبشرنى إنه رجع أشجان .
وجد شفيق سفيان فى انتظاره، فرحب به: أهلا يا أبو نسب .
سفيان: اهلا .
شفيق: مالك يا مقفلها كده يا سفيان، فكها يا راجل وخد خد القهوة دى أشربها تعمر دماغك .
سفيان لولا إنى فعلا عايز أفوق مكنتش خدت منك حاجة، فتناولها سفيان ثم بدء يرتشف منها بعض قطرات .
وتابع: بص يا شفيق، أنا مش عارف صراحة هنقول للناس إيه بعد عملتك السودة دى .
إزاى هنقولهم أخدت أخت مراتك؟
شفيق: متكبرش الموضوع والناس عمرها مهتبطل كلام.
وهو النصيب كده وانا بحب أسماء وشريها وأشجان ربنا يعوضها بالأحسن .
استكمل سفيان شربه القهوة ثم ابتسم بتهكم قائلا:
فعلا ربنا استجاب منك يا شفيق، شوف سبحان الله.
وربنا عوضها بالأحسن بمراحل .
تعجب شفيق واهتز بؤبؤ عينيه وسئل بفضول يصحبه كبرياء:
_هو مين ده ان شاء الله، ومستعجلة اوى كده ليه ست أشجان .
وتجوز ليه أصلا ماتقعد تربى عيالها .
سفيان : ليه هو حلال ليك وحرام ليها، ده من حقها اكتر منك لأنها ياما شافت منك يا اخى، ربنا يسامحك .
انفعل شفيق: ما خلاص بقا بس مين هو اللى هياخدها؟
سفيان ببرود : وده يهمك فى ايه؟
شفيق: اه يهمنى عشان عيالى اللى ست هانم رضيت تدخل عليهم رجل غريب، وأكيد راجل كبير عشان يرضى ياخد وحدة مطلقة.
فضحك سفيان: راجل كبير ايه !!
بالعكس ده أصغر منها ولسه مدخلش دنيا وهيربى عيالك تربية مشفتهاش أنت .
عارف مين؟
نفذ صبر شفيق وقال بصوت غاضب: هى فزورة ولا ايه !
ما تخلص يا سفيان وتقول مين .
طالعه سفيان بمكر وقال بتشفى: أخوك اللى طردته من بيته وكلت ورثه.
سبحان الله يا اخى، ياخد مراتك ويربى عيالك وايه كمان بسم الله ماشاءالله عليه دلوقتى ربنا يزيده من نعيم الله ده قرب يكتسح السوق كله والفلوس فى ايده متتعدش .
فانتفض شفيق ووقف كأنه لدغته حية حين علم إنه أحمد أكثر انسان يكرهه لأنه ويحقد عليه منذ صغره لإنه جميل الوجه وذكى بالفطرة وكان مدلل عند والده وكل من يراه يحبه .
ثم أمسك سفيان من تلالبيب ملابسه وصاح بغضب: أحمد
لا، ده على جثتى الجوازة دى .
إزاى ست أشجان هانم تجوز اخويا، ده لسه حتة عيل ومش الفلوس اللى هتعمله بنى آدم يغور بيها .
ابعد سفيان يده عنه وابتسم بتهكم وقال: مهو أظن حضرتك برده هتجوز اختها ولا ايه !!
شفيق: أنا راجل واعمل ما بدالى لكن هى ترضى تجوز اخويا دى يبقى فيها إنّ .
ثم صمت للحظات زاد بها غضبه وأوشك على الانفجار وتوجه نحو بيت عمه وهو يصيح والله لأفضحها يعنى ايه عايزة تجوز اخويا يعنى كانت عينيه منه ولا هو اللى عامل نفسه بتاع ربنا كانت عينيه منها .
ضرب سفيان يدا بيد قائلا : ده أكيد اتجن ولازم أوقفه عند حده، قبل ما يفضحنا فى المنطقة .
وفى تلك اللحظة كانت شهيرة تقف على باب المنزل فى انتظار سفيان كما أخبرها منذ لحظات قبل أن يتحدث مع شفيق .
وعندما رأته من على بعد ابتسمت وشعرت بقلبها وكأنه طائر يحلق فى السماء يود أن يذهب إليه سريعا ليحتضنه.
أما هو فقد لمح وقوفها أمام المنزل بهيئة غير التى يراها عليها، فكانت فى نظره أقبح امرأة على وجه الأرض بعد أن كانت أحب الناس إليه .
فتجمهت ملامحه وسار إليها هى أيضا ليعنفها مع شفيق .
وجدت شهيرة شفيق فى مقابلتها يهتف بكلام غاضب غير مفهوم .
فسألته: مالك يا شفيق، عينيك بتطلع شرار كده ليه؟
شفيق: أسئلى أخوكِ أحمد باشا اللى عامل نفسه بتاع ربنا.
وهو فاجر هو والست هانم أشجان ومربطين مع بعض يجوزوا .
إستنكرت شهيرة: ايه الكلام الفارغ اللى بتقولوا ده يا شفيق .
أنت عارف ومتأكد أن أحمد لا يمكن يفكر فى كده ولو هيعملها عشان بس ياخد ثواب فى إنسانة موجوعة مطلقة .
شفيق: لا والله كتر خيره، بس أنا لا يمكن أبدا أرضى بالجوازة دى .
ثم جاء سفيان فطالع شهيرة بنفور وصاح بها بغضب:
_ ايه موقفك كده وصوتك طالع يا هانم مش فيه بيوت نكلم فيها .
ادخلى قدامى يلا وانت يا شفيق لو عندك كلمة، أدخل أقولها الحاج جوه .
فلمعت عين شهيرة بالدموع فتلك المرة الأولى التى ينهرها سفيان بذلك الشكل فارتجف جسدها وقالت:
_ على فكرة انت اللى قولتلى أنزلى تحت عشان نخرج للفندق مش أنا اللى نزلت بمزاجى.
سفيان بتهكم: نخرج وفندق، إيه احلام اليقظة دى.
أطلعى على شقتك وأخفى من قدامى مش عايز أشوف خلقتك قدامى .
لم تتحمل شهيرة كلماته الجارحة المهينة فصاحت بغصة مريرة:
_أنت يستحيل تكون سفيان، أنت مين ؟
سفيان عمره ما قال كلمة تزعلنى ولا جرحنى بالشكل ده .
فانفعل سفيان وأمسك ذراعها بقوة وهدر:
_هو شكلى كنت فعلا مدلعك زيادة عن اللزوم، فادخلى يا شهيرة واكفى الشر تحسنلك بوشك العكر ده ويومك اللى مش فايت .
عشان عايز أدخل أشوف سى زفت شفيق هيعمل ايه مع أبويا.
بدل ما أخلص عليكم انتم الاتنين واخلص من النسب اللى يعر ده .
فانهمرت الدموع من عينيها كالشلال وصرخت:
_احنا نسبنا يعر يا سفيان، كده طيب على ايه..
احنا لسه فيها، وكل واحد يروح لحاله.
وانا هطلع ألم هدومى وهروح بيت ابويا يا سفيان وتشكر يا ابن عمى .
ثم أسرعت من أمامه نحو شقتها، فزفر سفيان بضيق وهمس:
حلو اهى كملت لما أدخل أخنق شفيق كمان عشان تكون خلصت .
فولج للداخل واستمع لصوت شفيق وهو يصيح بعلو صوته أمام والده:
_لا يمكن تجوز أشجان أحمد يا عمى، خليها تقعد تربى عيالها وأنا ملزوم بمصاريفها لكن احمد لأ .
يستحيل تجوز العيل ده، ولو اتجوزوا يبقى أكيد كانت عينيهم من بعض وكانوا بيستغفلونى وساعتها هد.بحها قصادك يا عمى .
كان سليمان يستمع إليه وعينيه تطلق شرار ويقبض على يديه بقوة استعدادا للفتك بك نتيجة تهوره وخوضه فى عرض ابنته.
ولكنه وجد من يقف له بالمرصاد ويكاد لا يصدق أن هذا هو أحمد البرىء الذى بقلب طفل .
حيث وقف وهدر فى وجهه قائلا بقوة لم يعلم أحد كيف اتى بها:
_ ألزم حدودك يا شفيق واعرف كويس أنت بتكلم عن مين .
أشجان دلوقتى مش تحت حكمك عشان تقول تجوز مين ومتجوزش مين .
وهى إنسانة طاهرة عفيفة وربنا سبحانه وتعالى نجدها منك وهتكون تحت رعايتى هعوضها عن ظلمك ليها وهربى عيالك بما يرضى الله .
كانت تستمع أشجان من وراء الباب إلى حديث شفيق وقلبها ينتفض من الخوف وتود أن أو تذهب إليه وتقضى عليه حتى لا يحرمها من الحلم الذى طالما تمنته وأوشك أن يكون حقيقة .
فكيف يأتى هو الأن ويهدم سعادتها، ألا يكفى ما فعله هو بها .
ولكن نبض قلبها من جديد عندما استمعت إلى أحمد غير مصدقة إنه يدافع عنها بذلك الشكل وتسائلت هل يمكن أن تعنى له شىء فى يوما من الأيام، ام ستكون له مجرد زوجة من أجل الشفقة لا أكثر .
ضحك شفيق وقال بتهكم:
لا براحة على نفسك يا أحمد مش كده ألا يتقطعلك عرق، ولا بقا لك صوت وبتكلم زى الرجالة .
فلم يتحمل أحمد تلك الإهانة وقال بصوت غاضب: أنا راجل غصب عنك.
_الدور والباقى عليك أنت، اللى رميت أم عيالك وطمعت فى اختها وقبلها قبلت على نفسك حقى فى ورث أبويا وطردتنى من بيته .
شفيق بغل وغيرة: وحصل ايه بعد كل ده، بقيت أغنى منى كمان وعايز تاخد مراتى بعيالها وتكوش على كل حاجة .
مش عارف حظك كده ليه ديما فى العلالى، أنت أحسن منى فى ايه ؟
فاستغفر أحمد ربه وقال: لا حول ولا قوه الا بالله.
ده رزق يسوقه الله لمن يشاء يا شفيق، ربنا يهديلك نفسك الإمارة بالسوء .
فثارت الدماء فى جسد شفيق وأكد: كله الا أشجان يا أحمد ولو على رقبتى .
وعندما أراد أحمد الرد، جاءه صوت أسماء الذى أسرعت وحالت بينه وبين أحمد وقالت بجدية يشوبها مرارة لا أحد يشعر بها غيرها:
_وأنا كمان مش موفقة على جوازى منك يا شفيق وبدال مش عايز أحمد ياخد أشجان، يبقى أنت أحق بيها عشان عيالك .
فشعرت أشجان بارتجاف فى جسدها من الخوف أن يضيع حلمها فى الزواج من أحمد وتعود للعذاب مرة أخرى مع شفيق .
ولكنها وجدت شفيق قد إستكان وضعف أمام أسماء وخفض صوته وقال:
_أنتِ بتقولى ايه يا أسماء .
ده يستحيل يحصل وأنتِ عارفة انا بحبك قد ايه ومقدرش تبعدى عنى .
أسماء: خلاص يبقى ملكش دعوة بأشجان وسبها تجوز أحمد، لو عايز جوزاتنا دى تكمل .
فنظر شفيق إلى أحمد بغل ثم نظر إلى أسماء بحب وقال:
_اللى تشوفيه يا حبيبتي، المهم احنا .
فطالعته باحتقار مع ابتسامة صفراء لم تتجاوز ثغرها وهربت من أمامه تلعنه فى نفسها:
_والله لاوريك أيام سودة على دماغك أنت وأمك يا شفيق .
ويا بختك يا أشجان بأحمد، صحيح محدش بيحس بالنعمة غير لما تروح منه .
ثم أسرعت إلى غرفتها تبكى على ما آل به حالها بعد أن خسرت كل شىء فى لحظة واحدة .
أما أشجان فقد كانت كمن ردت إليها الروح مرة أخرى وجلست على فراشها واحتضنت وسادتها وسبحت فى عالم الاحلام عالم يجمعها بحبيب العمر والروح أحمد وتمنت أن لو تنقضى الأيام على عجلة سريعا لكى يجمعهما القدر تحت سقفا واحد .
نظر شفيق إلى عمه سليمان بحرج ثم استأذن للخروج .
ولكن عندما وصل إلى عتبة الباب، وجد من تنادى عليه بصوت منتحب من كثرة البكاء قائلة بخفوت:
_استنى يا شفيق يا اخويا خدنى معاك .
فالتفت شفيق إلى أخته شهيرة فوجد عينيها يشوبها الأحمرار وتحمل فى احدى يديها حقيبتها واليد الأخرى ابنها الصغير.
فزفر شفيق بضيق وقال: مالك أنتِ كمان يا ست شهيرة؟
واخدة شنطتك وعلى فين العزم ؟
شهيرة بحزن: على بيت ابويا يا شفيق ولا كمان هتعمل معايا زى أحمد .
شفيق: لا يا اختى مش مش كده، بس عشان ابنك الصغير .
شهيرة: ما أنت رميت عيالك برده، لكن أنا ابنى مش هسيبه.
وانا خلاص مبقاش ليه عيشة فى البيت ده خلاص .
استمع سليمان لحديث شهيرة واقترب منها وقال بحنو: ليه يا بنتى الكلام ده ؟
هو حد فينا دسلك على طرف .
أنا طول عمرى بعاملك زى بناتى وأحسن كمان .
شهيرة: فعلا يا عمى، بس الموضوع بعيد عنك خالص أنت ومرات عمى .
أنا اللى عيشى اتقطع مع سفيان خلاص .
فجاءت ابتهال مسرعة: يا بنتى مش عشان كلمتين قلهم سفيان فى غضب هتمشى وتسيبى بيتك .
ياما بيحصل فى البيوت يا بنتى والست الشاطرة هى اللى تحافظ على بيتها ومتخليش الشيطان يضحك عليها كده .
فهدى نفسك واخزى الشيطان .
شهيرة ببكاء: لا يا مرات عمى، يستحيل أقعد مع سفيان بعد اللى قالوا .
ابتهال: معلش يا بنتى، لحظة غضب وأنا هناديه من جوه، أنا عارفة سفيان بيحبك قد ايه ويستحيل يسيبك تمشى أبدا، ده روحه فيكِ يا بنتى .
ثم أسرعت له بالداخل فوجدته متسطح على تخت أبيه.
فقالت له: أنت مريح هنا على سرير أبوك ولا حاسس بلى بيجرى بره .
مراتك عايزة تسيب البيت وتروح مع شفيق، من اللى عملته فيها .
أنا مش عارفة جرالك ايه يا ابنى، ده أنت مكنتش بطيق عليها نسمة الهوا حتى، ليه أهنتها كده .
قوم تلحقها بره قبل ما تمشى .
فزفر سفيان بضيق وقال: خليها تمشى واستريح أنا من وشها اللى يسد النفس ده .
دى عيشة تقصر العمر، خليها تغور فى ستين داهية وأنا هشوفلى عروسة حلوة وصغيرة تدلعنى .
فغضبت ابتهال وامسكته من تلالبيب قميصه قائلة:
_لا يستحيل تكون انت ابنى سفيان اللى اعرفه اللى بيموت فى مراته وبيتمنالها الرضا ترضى .
اكيد حد منه لله بصلكم يا ابنى، اه دى عين اكيد .
لا حول ولا قوه الا بالله.
قوم يا ابنى واستعين بالله من الشيطان الرجيم وروحلها واعتذرلها وخليها تطلع ببيتها.
فقام سفيان ووقف على باب الحجرة وقال بصوت عالى غاضب: خليها تغور فى ستين داهية، أنا خلاص كرهتها .
إستمعت شهيرة إلى حديثه المهين فشعرت أن قدميها تحولت لهلام ولا تستطيع الوقوف عليها وكادت أن تسقط من الصدمة لولا يد أحمد التى أمسكت بها .
احمد بذعر: مالك يا حبيبتي، اقعدى شوية وهروح أجبلك دكتور.
شهيرة ببكاء: لا أنا عايزة أطلع من هنا، حاسة انى مخنوقة .
سندنى بس لغاية بره وشفيق يكمل ويودينى عند ماما .
فحدث نفسه شفيق: يادى الليلة اللى مش فايتة وأمى هتشوفها كده داخلة بشنطة هدومها فهتكره أسماء اكتر وتوقف فى الجوازة اللى مش عايزة تمشى دى .
.........
فى بيت آدم ووالدته المسنة
ام آدم: بقولك ايه يا ابنى، أنا هفاتح دلال فى موضوع الجواز .
الموضوع طول وأنت كل يوم متردد، خلينى أفرح بيك يا ابنى واشيل عوضك قبل ما أموت وصدقنى البنت كويسة اوى .
آدم : هى فعلا كويسة يا أمى وأنا منكرش انى ميال ليها بس بعد ما عرفت أن أمها ماتت فى السجن.
الموضوع ده مخلينى أتردد شوية، ازاى اتجوز وحدة أمها رد سجون وماتت فيه كمان .
ام آدم: يا ابنى حرام عليك، متقولش كده .
هى امها لا سمح الله دخلت السجن عشان كانت بتسرق ولا استغفر الله العظيم حاجة وحشة، دى كانت بتدافع عن عرض بنتها، فحاجة نفتخر بيها مش نزعل منها يا آدم .
آدم بتروى: اللى تشوفيه يا ست الكل ويريحك .
ام آدم: ربنا يريح قلبك يا ضنايا والنهاردة هتكون قراية فتحتك عليها باذن الله.
لتأتى دلال بعد مضى فترة من الوقت فى معادها اليومى المعتاد قبل خروج آدم إلى العمل .
ففتح لها آدم ورحب بها بتودد زائد وقال بعيون تقطر حبا لم يعد بإمكانه أن يخفيه أكثر من ذلك:
_وحشتينى .
توترت دلال وشعرت بتجمد أطرافها لوهلة وفتحت فمها بصدمة وقالت:
أستاذ آدم حضرتك بتكلمنى أنا ؟
فابتسم آدم وقال بخفوت: اه بكلمك أنتِ يا حرمنا المصون المستقبيلة بإذن الله .
طالعته دلال بصدمة وتعالت نبضات قلبها بشدة وكادت أن تهلك وهى تراه قد جثى على ركبتيه أمامها وأخرج علبة بها خاتم كان قد ابتاعه منذ فترة من أجل تلك اللحظة.
وقال: تجوزينى يا دلال .
يتبع ....
يا ترى دلال هترد تقول ايه، هتوافق ؟
وسفيان ده كمان هيفضل كتير كده ؟
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق