رواية قيود العشق2 الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم سيليا البحيرى كاملة
رواية قيود العشق2 الفصل الأول والثاني والثالث والرابع بقلم سيليا البحيرى كاملة
#قيود_العشق2
ملحوظة: الجزء الثاني ملوش أي علاقة بالجزء الأول ، شخصيات جديدة و أحداث مختلفة تماما
فصل 1
**الجزائر.... مطار هواري بومدين الدولي.... الساعة 8:25 صباحا بتوقيت الجزائر.... كانت تلك الفاتنة صاحبة ال22 عاما...تجلس على مقعد طائرة الخطوط الجوية الجزائرية.... المتجهة من الجزائر العاصمة إلى القاهرة....و ممسكة بيدها كتابا لرواية أرض زيكولا... و تقرأه بتمعن.... افاقها من تركيزها صوت ابنها الصغير...."مازن".... قائلا....
مازن ( بطفولة): ماما...احنا رايحين فين؟؟
سيليا ( بحنان): رايحين لبلدنا يا حبيبي....
مازن (بحزن طفولي): يعني مش هشوف اصحابي..... تاني؟
سيليا: لا... أبدا يا حبيبي.....
**كادت سيليا أن تكمل كلامها...لكن قاطعهما صوت بكاء طفلتها الصغيرة.... "لينا" نسختها المصغرة......
سيليا ( وهي تمسك بها و تضمها إليها بحنان): خلاص يا حبيبتي....
**لتضع في فمها اللهاية.... و دخلت الطفلة في سبات عميق....**
**بعد حوالي 4 ساعات...وصلت الطائرة إلى مطار القاهرة الدولي.... و نزلت سيليا رفقة اولادها من الطائرة..... و اتمت اجراءات المطار...و عندما خرجت وجدت "رائد" ابن عمتها في استقبالها**
رائد ( بمرح): نورتوا مصر....
سيليا (بإبتسامة): بنورك.....
مازن ( بطفولة وهو يركض نحو رائد): خالو....
رائد ( وهو يحمله و يقبل وجنته): حبيب خالو...عامل إيه ؟
مازن: أنا كويس.....
**انحنى رائد لمستوى زياد.... و أردف قائلا**
رائد: عامل إيه يا زيزو....
زياد ( بحنق طفولي): أنا زياد مش زيزو... بطل تقولي الكلمة دي...مش بحبها....
رائد ( بمشاكسة): حاضر يا زيزو...هفكر....
زياد ( وجهه أحمر من شدة الغضب): أنا زياد.....
**أكمل رائد كلامه**
رائد: يلا .... ماما مستنية وصولكم من امبارح...
سيليا ( بمرح): عارفة..... عمتي هي عمتي...مش هتتغير....
رائد ( بتردد): هتروحي لأهلك ؟؟
سيليا ( بجمود): رائد...اقفل الموضوع ده.... هم صفحة و انطوت..... لو اتكلمت في الموضوع ده تاني هتنخانق...كفاية جاد و قرفه....
رائد ( بنفور): جاد ده.... معرفتش عقلك كان فين لما اتجوزتيه.....
سيليا ( وهي تصعد السيارة): يلا بينا يا رائد... كفاية رغي ملوش لزوم....
رائد ( بيأس): حاضر يا ستي...احنا رايحين اهو....
** ركب رائد في كرسي القيادة...و اتجهوا نحو فيلا ليلى هانم**
*******************
**في مكان آخر...في فيلا كبيرة في الاسكندرية.... يجلس ذلك الرجل...الذي لا زال يحافظ على جماله و صحته رغم تقدمه في السن.... قليلا على سريره... و هو ممسك بصورة ابنته الغائبة منذ 6 سنوات ...**
فؤاد (بحسرة): سامحيني يا بنتي.... ندمت... ندمت.....
**ليضع الصورة...و ينزل للأسفل...ويجد عائلته متجمعة على طاولة الإفطار**
أحمد (بإبتسامة): صباح الخير يا بابا....
فؤاد: صباح النور يا حبيبي...
**ليتجه إليه اولاده الأربعة و يقبلون يده واحدا تلو الآخر..وهو ينظر لهم بفخر.... و حسرة على فقدان ابنته.... **
نجلاء ( زوجته): أنا هروح للمقبرة انهارده.....
**نظر إليها زوجها و اولادها بحزن...و اخفضوا رؤوسهم جميعا**
فؤاد: تمام...هاجي معاكي.....
ريان ( و عينه تكاد تدمع): ياريت كل ده محصلش.... بتمنى افيق...و ألاقي نفسي فكابوس.....
فؤاد (بحكمة): كل حاجة عملها ربنا فيها خيرة.... ده القدر..... بالعافية....
** ليتركهم و يغادر....و ينظر الإخوة لبعضهم بحزن..... **
*********************
**في دبي.... استيقظ ذلك الشاب..... ووجد نفسه في فراش مع احدى العاهر**ات اللواتي يفعلن المحرمات مقابل المال..... زفر بضيق...و لكن نظر إلى الجهة المقابلة...ووجد والدته تنظر له بغضب حارق**
ثريا ( بغضب): يلا قوم....قوم يا ابن بطني.... نهايتي هتكون على ايدك.... يلا.... قدامي....
**حاول الاعتراض...و الدفاع عن نفسه ككل مرة...لكن قاطعته والدته بصرامة**
ثريا: قسما بالله لو فتحت بوقك بكلمة.... هقول لأبوك.....و مش هخبي عليك...كفاية مراتك الغلبانة اللي سايبها في الغربة شقيانة معا اولادك....
جاد (بإعتراض): يا ماما...دي خدامتي بس ..... أصلا اتجوزتها عشان كده....
**زاد غضب ثريا من كلام ابنها....لكن قاطعهم استيقاظ تلك العاهرة....التي أردفت قائلة بدلع**
لوسي (بوقاحة): على فين يا جاد؟؟ خلينا معا بعض اكتر....
**جذبها جاد من شعرها......و أردف قائلا بحدة**
جاد: عندك ...دقيقة...تغوري من شقتي...و م أشوفش وشك دا تاني...
لوسي ( بخوف): حاضر....
**لترتدي ملابسها...و تغادر الشقة... تحت نظرات ثريا المحتقرة.....**
ثريا ( بغضب): قدامي....
**زفر جاد بضيق...و غادر رفقة والدته نحو منزل والده**
******************
**بعد مدة قصيرة.... وصل جاد و ثريا الى منزل العائلة...وكان "كريم" ... والده في انتظاره..وهو يجلس على الأريكة الفاخرة.....و يضع قدما فوق الأخرى...**
كريم (بسخرية): أهلا بالبيه المحترم.... اللي بيقضي الليل كله في الجامع.....
جاد ( بإعتراض): يا بابا... أنا عايز انبسط... و اريح عن نفسي.... شقيان طول النهار في الشركة....
كريم ( وهو ينظر لزوجته): شفتي آخرة دلعك يا ثريا هانم.....
ثريا ( بخوف): يا كريم... أنا حاولت معاه أكتر من مرة.....
كريم ( بغضب و توعد): عندك فرصة أخيرة يا جاد......لو ما تعدلت هطلق سيليا منك...و اساعدها تاخد الاولاد....و انبسط أنت مع الجواري تبعك..... و اجوز سيليا من اللي يقدر يحافظ عليها و يصونها كويس....
**ما إن استمع جاد لكلام والده حتى غلت الدماء في عروقه...و احمر وجهه من شدة الغضب....و أردف قائلا**
جاد: سيليا مراتي...و ملكي أنا وبس.... واللي يفكر مجرد تفكير أنه يقرب منها.... هربيه كويس....عن اذنكم....
**ليترك والديه...و يصعد لغرفته لتبديل ملابسه للذهاب للعمل....تحت نظرات الغضب من كريم و ثريا...و نظرات الحقد من "جيسي" التي أردفت قائلة**
جيسي: منك لله يا سيليا.... علاقة بابا و ابيه باظت بسببك.....
********************
**في فيلا ليلى الشاوي كانت هذه الأخيرة سعيدة للغاية فقد عادت ابنة أخيها من سفرها الذي دام سنتين كاملتين للجزائر**
ليلى (بسعادة): مش مصدقة أن سيليا حبيبتي رجعت
سيليا ( بإبتسامة): صدقي يا عمتو و أنا مش هسافر تاني هفضل معاكي دايما
ليلى ( بفرحة) : بجد ؟
سيليا ( بحب): بجد يا عمتو
رائد ( بمرح): يلا كفاية أحضان أنا جعت و عايز آكل
ليلى ( بضيق مصطنع): يا ولد سيبني اقعد معا بنت أخويا و بعدين ناكل براحتنا
رائد ( بمرح): أنا بقول ناكل دلوقتي قبل ما الولاد يصحوا و يقلبوا الدنيا
سيليا ( بغضب مصطنع): رائد دول ولادي متنساش
رائد ( بملل): اه يا ختي عارف و عارف انهم ورثوا جيناتك الهبلة
سيليا ( وقد احمر وجهها من الغضب): رائد
رائد ( وهو يحتضنها): وهفضل دايمًا جنبك وسند ليكي ولولادك، ومفيش حاجة في الدنيا هتغير ده
**تأثرت سيليا بكلام رائد و ارتمت في حضنه و هي تبكي بشدة و رائد يربت على شعرها و ليلى تنظر لهما بحزن**
**أردف رائد بمرح مغيرا الموضوع**
رائد: يلا مش هناكل ولا إيه ؟؟
سيليا ( بإبتسامة مصطنعة): ههههه محسسني أنك مكلتش من أسبوع
رائد (بضيق مصطنع): ليلى هانم قدامك اهي من ساعة ما اتكلمتي معاها و قلتي أنك هترجعي مصر صارت ساكنة بالمطبخ ليل نهار بعد ما نست المطبخ عامل ازاي
ليلى ( بحنق): بقى كده يا رائد
رائد ( بخوف و وهو ينظر لوالدته التي نزعت الشبشب وهي تصوبه نحوه): خلاص يا ست الكل مقلتش حاجة
سيليا ( بإبتسامة): يلا ناكل زي ما قال رائد نستغل الفرصة و الولاد نايمين
ليلى (بحنان): يلا اتفضلوا يا ولاد
**ليجلس الثلاثة على مائدة العشاء و هم يتحدثون في شتى المواضيع**
************************
**في دبي كان جاد يتابع أعماله بالشركة حتى قاطعه رنين هاتفه من رقم دولي وكانت زوجته سيليا زفر بضيق منها و أردف قائلا**
جاد (بنفور): ودي عايزة ايه كمان ؟؟ مش كفاية أني اصرف عليها و على عيالها
**قاطع كلامه حديث السكرتيرة ناردين الماكرة**
ناردين (بدلع): سيبك من الخاينة دي يا بيبي
جاد ( بحدة ): ناردين سيليا مراتي و لسه على اسمي و مسمحلكش تتكلمي عليها طول ما هي على ذمتي
ناردين ( بخبث): طلقها انتا مستني إيه ؟
جاد (بحقد): آخد منها الولاد بس
ناردين (بخبث): وأنا هحطهم فعينيا
جاد ( بمجاملة): عارف يا حبيبتي مش هتقصري
**ليكمل عمله و ناردين تنظر له بنظرات خبيثة مثل روحها**
******************
**في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة في مصر في فيلا جليل البحيري كانت منار زوجته تقف عند الخدم و تأمرهم بغسل الصحون حتى جاء ابنها تميم فقد كان في مهمة للقبض على تجار المخد**رات أردف منار بحنان و قلق و خوف**
منار: تميم حبيبي أنتا كويس؟
تميم ( بتعب): أنا كويس يا أمي متقلقيش
منار ( بعتاب) كام مرة قلت لك سيب الشغلانة دي و انزل اشتغل معا أبوك بالمكتب احسن
تميم ( بإعتراض): يا أمي، أنا اخترت الطريق ده عشان حماية البلد دي هي رسالتي، وماقدرش أكون غير الضابط اللي اتعلم يدافع عن بلده، مهما كانت المخاطر
منار ( بعناد) يا ابني، أنا خايفة عليك... البلد عمرها ما هتخلص من المشاكل، وانت ضنايا، مش عايزاك تضيع حياتك وسط الخطر. أبوك عنده شركة كبيرة ومستنيك تبقى جنبه، ده اللي هيطمن قلبي عليك
تميم (بحزن شديد): يا أمي، سيليا راحت ضحية للناس دي، وأنا مش هقدر أسكت وأسيب اللي حصل يضيع من غير ما أعمل حاجة. لازم أكمل شغلي وأوقف الناس اللي زيهم، عشان محدش تاني يخسر حد غالي عليه زي ما إحنا خسرناها و لازم اجيب حقها من الناس دول
منار: يا تميم، أنا فاهمة وجعك على سيليا، بس اللي راح خلاص ما بيرجعش. أنا مش عايزة أخسرك إنت كمان، الحياة مش لازم تكون كلها تضحية. فكر في نفسك وفي اللي بيحبوك
**كاد تميم أن يكمل كلامه لكن قاطعهم مجيئ والده جليل ، الذي على ما يبدو أنه استمع لكل شيء**
جليل (بهدوء و فخر): منار، سيبيه يكمل الطريق اللي اختاره. تميم راجل مسؤول، ودايمًا كان على قد المسؤلية. أنا فخور بيه وباللي بيعمله عشان البلد دي. زي ما إحنا ضحينا عشان نربيه، هو كمان مستعد يضحي عشان يحمي الناس. ده ابننا، ويستاهل كل فخر
منار : أنا عارفة إنه مسؤول ودايمًا بيعمل الصح، بس قلبي مش مطاوعني. ما بقدرش أمنع خوفي عليه... بس ماشي يا جليل، خلاص، طالما ده قراره، ربنا يحميه ويكتب له السلامة
✿✿✿يــــتــــبــــع✿✿✿
#قيود_العشق2
فصل 2
**في فيلا ليلى الألفي ،كانت سيليا تجلس على الكرسي في الحديقة وهي تحاول الاتصال بزوجها جاد ، الذي رفض مكالمتها بعد أن اتصلت به مرات عديدة
سيليا (بتوعد): ماشي يا سي جاد ، أنا هوريك مين هي سيليا البحيري
**لتزفر بضيق ، وتتجه نحو غرفتها لتنام قليلا ، فهي لم تنم منذ عدة أيام
********************
**في فيلا البحيري ، كان فؤاد و زوجته نجلاء قد عادا من المقبرة بعد أن قاما بزيارة قبر ابنتهما ، كانت نجلاء منهارة فرغم مرور عدة سنوات على وفاة ابنتها إلا أنها لم تتخطى الصدمة بعد
فؤاد (بدموع متحجرة): خلاص يا نجلاء ، حالتك دي بتقطع قلبي
نجلاء (بإنهيار): هعيش إزاي يا فؤاد؟ كل يوم بيعدي كإني بموتها من تاني، ما عداش يوم من غير ما أحس بفقدانها، كإن روحي راحت معاها
فؤاد (بحسرة): عارف يا نجلاء إن فقدانها كسرنا، بس ولادنا التانيين محتاجيننا. لازم نفضل معاهم، همّ كمان فقدوا أختهم وحاسين بالألم زيّنا. مش هقدر أعوض مكانها، بس إحنا لسه عندنا اللي نعيش عشانه
نجلاء: عارفة يا فؤاد، عارفة إن ولادنا محتاجيننا، بس قلبي مش قادر، كل ما ببص في وشهم بشوفها فيهم. كانت آخر العنقود، وروحي راحت معاها. مش عارفة أعيش من غيرها
**فؤاد مد إيده بحنية، يمسح دموع نجلاء اللي ما بطلتش، وبعدها حضنها بهدوء كأنه بيحاول يشيل معاها الحمل اللي كاسرها. ما اتكلموش تاني، بس السكون بينهم كان بيقول كل حاجة، الحزن، الفقدان، والحب اللي مخلّيهم متماسكين وسط الألم
************************
**في دبي ، جاد وجيسي يجلسان في غرفة المعيشة الواسعة في منزل والدهما، حيث الأثاث التقليدي الأنيق والأرائك الجلدية. تضيء الأضواء الدافئة الغرفة، وتزين الجدران صور عائلية تعكس ذكريات الطفولة. من النافذة، تظهر حديقة المنزل المزدهرة. جاد يستند إلى الكرسي بتهكم، بينما جيسي تجلس على الأريكة، تضحك بسخرية على حديثه
جاد وهو يضحك بتهكم: عارفة يا جيسي؟ كأنها لوحة جميلة معلّقة على الحائط، بس مافيهاش روح. جمالها مش بيكفي، كل يوم بحس إني متجوزة فراغ
جيسي بابتسامة ساخرة: وأنا بقول، إيه الفايدة من الجمال لو مافيش عقل ولا شخصية؟ مجرد ديكور
جاد وهو بيتكلم مع جيسي بسخرية: تخيلي، سافرت علشان ولادة مازن، ولما وصلت، سيليا كانت مشغولة بالولادة ورعاية الأولاد، وأنا كنت بقول لنفسي: 'فين المتعة في كل ده؟' كأنها قاعدة تخوض معركة عائلية وأنا بس ضيف عندها
جيسي بتضحك بسخرية: آه، أكيد هي مش فارقة معها! هي بس مركزه على الأولاد ومسؤولياتها، ونسيت إنك موجود. كأنها مش شايفة قد إيه أنت محتاج اهتمام. بس ما تقلقش، في النهاية، هي مش هتغير، دي هي شخصيتها
**قطع حديثهما الجارح بحق سيليا دخول والدتهما ثريا و على وجهها علامات الغضب
ثريا وهي ، تدخل الغرفة بصوت عالي: يا ولاد، مش شايفين سيليا قد إيه بتتعب وبتضحي عشانكم وعشان ولادها؟ جاد، لو عايز تسخر من مراتك الطيبة، أنا هطلقها منك و مش هاسمح لحد يجرحها أو يقلل من قيمتها! كفاية بقى
جاد، وهو يرد على والدته بنبرة متوترة: ماما، مش أنا اللي بسخر منها! هي اللي مش فاهمةني ومش شايفة غير الأولاد. أنا بحاول أكون موجود، لكن كل اللي يشغلها هو البيت والأطفال. أنا مش حاسس إن في مكان ليه في حياتها
ثريا، وهي تتنهد بأسى: جاد، إنت مش فاهم إن سيليا قاعدة لوحدها مع الأولاد طول السنة؟ إنت مش موجود غير مرتين في السنة، وهي اللي بتتحمل كل المسؤولية. مش معقول إنك تظلمها وتقول إنها مش مهتمة بيك! هي بتضحي بحياتها عشان تربي الأولاد، وأنت بس عايز تضحك وتستمتع من غير ما تشوف تعبها، يا خسارة تربيتي فيك يا ابن بطني ، يا خسارة
**لتتركه و تذهب بخيبة أمل في ابنها، ليلحق بها جاد وهو يحاول أن يراضيها تحت نظرات الحقد من جيسي تجاه سيليا
****************
**في مصر ، في صالة الرياضة ، كان رائد يمارس الرياضة بنشاط و حيوية ، لكن استوقفه دخول سيليا وهي بحالة مزرية و كانت الدموع تتلألأ بعينيها الزرقاوتين الجميلتين ، فزع رائد لمظهرها و اتجه نحوها بهلع و خوف
رائد (بهلع): سيليا حبيبتي ، حصل ايه يا قلب اخوكي؟
سيليا (بإنهيار): تعبت يا رائد ، تعبت والله
رائد ( وهو يمسح على شعرها بحنان و يضمها نحوه): احكيلي يا قلب رائد متخبيش عليا
سيليا ( وهي تمسح دموعها): اتصلت بجاد النهاردة عشان أطلب منه يجي لي ولو مرة، بس ماردش على اتصالاتي، كأني مش موجودة في حياته، حاسة بالوحدة والألم، وكأني عايشة في سجن بعيد عن عائلتي
**شعر رائد بأن الدماء تغلي في عروقه ، و حمل جاد المسؤولية الكاملة لحالة سيليا ،وتوعد له بالأسوء
رائد( بحزم): أنا مش هسمح لجاد إنه يتجاهلك كده، وإنتي مش لوحدك. أنا هنا عشان أساندك، وحقك تكوني مرتاحة وسعيدة. لازم تحسي إن في حد يهتم بيكي وبولادك، وأنا و ماما هنكون معاكي دايما و مش هنسيبك أبدا
**ما إن انهى رائد كلامه حتى انهارت سيليا بالبكاء و بعد لحظات فقدت الوعي بين احضانه**
رائد (بهلع): سيليا! إنتي كويسة؟! فتحي عينيكي، أنا هنا جنبك، مش هسيبك. استني شوية، هجبلك مساعدة، يا كارما ، كارما
**كان رائد يصيح بأعلى صوته مما جعل المدربة الشابة كارما تأتي بسرعة و التي فزعت من منظر رائد و سيليا الفاقدة للوعي بين احضانه
كارما (بفزع): نهارك اسود يا رائد ، هببت إيه ؟
رائد (بحنق): اقفلي بوقك ده يا كارما ، و يلا ساعدني عشان نوديها المشفى
كارما (وهي تومئ له): حاضر ، حاضر
**لتذهب بسرعة و تحضر السيارة و يأخذوا سيليا للمشفى
**********************
**بعد ساعة أو أقل وصلوا للمشفى ،أبواب الطوارئ بتفتح بسرعة، ورائد بيقتحم المكان شايل سيليا بين دراعاته، وملامح الخوف والتوتر باينة على وشه. جنبه كارما، وهي شايلة شنطتها وماشية بسرعة معاه. سيليا، اللي انهارت فجأة في الجيم بعد كلام تقيل عن إهمال جوزها ليها، باينة شاحبة قوي بين دراعاته، وكأن الحياة بتهرب منها شوية بشوية
رائد (بصوت مرتجف وهو داخل بسرعة): "محتاج مساعدة فورًا! هي فقدت وعيها فجأة، مش عارف إيه اللي حصل!"
الطاقم الطبي بيجرى عليهما، ودكتور بيشاور له يحط سيليا على النقالة. رائد واقف للحظة، مش قادر يبص بعيد عن وشها المتعب.
الدكتور (بصوت مطمئن): "حطها هنا، هنفحصها على طول."
رائد بيحط سيليا بحذر على النقالة، ويمسك إيدها بلطف، كأنها هتضيع منه. كارما بتتقدم خطوة لقدام، بتراقب الموقف وهي هادية، بس القلق على صاحبتها باين عليها.
رائد (بصوت مكسور): "دي اختي الصغيرة... كانت في حالة وحشة قبل ما تفقد الوعي"
الممرضة (بلطف وهي بتحاول تهدي رائد): "فاهمة قلقك، بس سيبنا نعمل شغلنا دلوقتي. هنفحصها كويس."
رائد بيتراجع شوية، بس عنيه لسه متعلقة بـ سيليا اللي بترتعش بين لحظات الوعي واللاوعي. لسه ماسك إيدها، مش قادر يسيبها خالص.
الدكتور (بيتكلم مع رائد): "كانت بتشتكي من أي أمراض مزمنة؟ أو مرت بضغط كبير مؤخرًا؟"
رائد (بيهز راسه بألم): "لأ، مفيش أي أمراض. بس الضغط النفسي.... جات لي النهاردة وهي مدمرة من جواها. كانت نفسيتها أكتر من اللي تقدر تستحمله."
الدكتور بيسجل المعلومات وبيوجه الممرضين يعملوا الفحوصات اللازمة. رائد بيتراجع شوية، بيعدي إيده على وشه، وقلبه بينبض بخوف كبير.
رائد (بصوت منخفض وهو بيبص لـ سيليا): "سيليا، ما تسيبينيش. إنتي قوية، كل حاجة هتبقى كويسة، أنا هنا معاكي..."
كارما (بتحط إيدها على كتفه عشان تدعمه): "هي محظوظة إنك موجود جنبها، رائد. هي فعلاً محتاجة حد يهتم بيها."
جهاز المراقبة بيصدر أصوات ثابتة، ورائد بيحس براحة شوية لما بيشوف سيليا تستقر على سرير المستشفى. بيقعد على الكرسي جنبها، ماسك إيدها بلطف.
الممرضة (بتقرب): "حالها استقرت دلوقتي، محتاجة ترتاح. هنراقبها ونتابع حالتها."
رائد (بيتنهّد بارتياح): "الحمد لله... شكرًا ليكم."
بيبص تاني على سيليا، وبعدها بيتلفت لـ كارما بابتسامة صغيرة.
رائد (بصوت هادي): "كنتي دايمًا قوية يا سيليا، وهتعدي منها أقوى من أي وقت فات."
كارما (بابتسامة دافية): "ومادام إنت جنبها، عمرها ما هتبقى لوحدها."
رائد بعد ما سمع كلام كارما واطمأن إن سيليا حالتها استقرت، اتحول وجهه من القلق للغضب المكبوت. عينيه كانت مليانة نار، وحاجبه انعقد بشدة. مسك إيد سيليا برفق، وبعدين بص بعيد، كأنه بيكلم نفسه لكنه بصوت مسموع.
رائد (بصوت غاضب ومكبوت):
"جاد ده...، هو اللي وصلها لكده. مش قادر أصدق إن إنسان ممكن يهمل مراته بالشكل ده ويخلّيها توصل للانهيار."
كارما واقفة جنبه، بتراقب ملامحه اللي بتحول من الحزن للغضب الشديد. حسّت بالتوتر، لكن فاهمة كويس مشاعر رائد العميقة تجاه سيليا.
كارما (بصوت هادي تحاول تهديه):
"رائد، أنا فاهمة إنك غضبان، بس سيليا محتاجة منك تكون قوي دلوقتي. مش لازم نركز على جاد دلوقتي، المهم إنها تتحسن."
رائد (بنبرة حادة وغاضبة):
"كارما، مش هقدر أسيب الموضوع كده. سيليا مش مجرد حد أعرفه... هي زي أختي. جاد أهملها، كسرها، وخلّى حياتها جحيم. إزاي كان يقدر يعيش بعيد عنها بالشكل ده؟! ولادها كمان؟! ازاي سابهم؟! مش هسامحه أبدًا."
سكت شوية، وأيده بتشد على إيد سيليا اللي نايمة قدامه. الغضب بقى واضح أكتر، ووشه بقى مليان كراهية تجاه جاد.
رائد (بحقد واضح):
"لو قابلته... مش هرحمه. هو السبب في كل ده، ولو فكر يرجع أو يتعامل معاها بنفس الطريقة، أنا اللي هتدخل. سيليا مش هتبقى لوحدها تاني، وأنا مش هسمح له يضرها أو يكسرها تاني."
كارما (بنبرة قلق):
"رائد، أنا عارفة إنك بتحبها وبتعتبرها أختك، بس خلي بالك. الغضب مش هيساعد دلوقتي. لازم نبقى هاديين عشان نقدر نساعد سيليا فعلاً."
رائد (بإصرار):
"أنا هادي يا كارما... لكن مش هسكت. جاد لازم يدفع تمن اللي عمله، واللي عمله في ولاده كمان. لو كان فاكر إنه بعيد في دبي ومش هيتحاسب، يبقى غلطان. أنا مش هسيبه يعيش مرتاح وهو السبب في اللي حصل لسيليا."
كارما (بتحاول تتفهم):
"خلاص، خليك معاها دلوقتي، هي محتاجاك. بس خلي بالك من نفسك كمان، ما تخليش الغضب يسيطر عليك."
رائد (بصوت منخفض لكنه مليان غضب):
"الغضب هو اللي مخليني واقف على رجلي دلوقتي. وصدقيني، مش هسكت غير لما أخد حق سيليا."
جلس على الكرسي جنب سيليا تاني، وعينيه بتلمع بالغضب والإصرار. في داخله، كان عارف إنه مش هيسيب جاد يهرب من اللي عمله.
********************
**في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة ،داخل غرفة في مركز للمخابرات المصرية، زين يجلس على مكتب يملأه بعض الملفات السرية. يحدق إلى نقطة بعيدة، غارقًا في تفكير عميق، تسيطر على ملامحه الجدية والقلق. يسمع خطوات خفيفة تقترب بسرعة، ويقطع هذا الهدوء دخول تميم، صديقه وزميله المقرب، بابتسامته المعتادة التي لا تفارقه**
تميم (مبتسمًا وهو يدخل):
"أقول لك، يا زين، لما تكون غرقان في التفكير كده، شكلك بيبقى زي فيلم أكشن من غير صوت!"
زين (بجدية دون أن ينظر إليه):
"كل حاجة عندك سهلة، مش كده يا تميم؟"
تميم (يجلس أمامه ويرفع حاجبيه بمرح):
"مش سهلة، يا صاحبي، بس الحياة فيها مساحة للضحك وسط كل ده. أنت متخيل إنه لو فكرت كتير هتلاقي الحل؟"
زين (بنبرة متأملة):
"الحياة مش لعبة، تميم. في حاجات كبيرة على المحك... حاجات بتحدد مصيرنا ومصير غيرنا."
تميم (يبتسم بثقة ويميل بظهره إلى الوراء):
"عارف، عارف. بس خليني أقول لك حاجة: الكتمان الزايد والتفكير الزايد مش بيجيب نتيجة. إحنا هنا مش عشان نحل كل مشاكل العالم في راسنا. في شغل، بنعمله وبنتحمل مسؤولية قراراتنا. بس ده ما يمنعش إننا نضحك شوية."
زين (يتنهد ويخفض عينيه):
"أحيانًا بفتكر إني مش هقدر أكمل. الضغوط كتير والمسؤولية أكبر."
تميم (يضع يده على كتف زين ويقول بلطف):
"زين، إنت أقوى من كده. إحنا اتدربنا عشان اللحظات دي. كل واحد فينا عنده لحظاته اللي بيحس فيها إنه تعبان. بس أهم حاجة ما تنساش، إنت مش لوحدك."
زين (بنبرة أخف قليلًا):
"عارف إنك دايمًا موجود، يا تميم."
تميم (يبتسم):
"أكيد. ودايمًا موجود لأفكرك إنك تسيب شوية جدية على جنب وتستمتع باللحظة."
زين (يبتسم أخيرًا):
"أنت دايمًا كده، تميم. مش هتعرف تكون جدي أبدًا."
تميم (بضحكة):
"لو بقيت زيك، الدنيا هتبقى كئيبة جدًا. خلينا نكون فريق متوازن."
زين (يتنهد ولكن بنبرة أخف):
"يمكن عندك حق."
تميم (بمرح وهو يقوم من مكانه):
"أكيد عندي حق! هيا بينا نخلص اللي ورانا ونشوف إيه الجديد."
يخرج تميم بضحكة خفيفة، ويعود زين إلى أوراقه، ولكن هذه المرة بروح أقل توترًا، وقد زرع فيه تميم قليلًا من الراحة التي كان يحتاجها
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
#قيود_العشق2
فصل 3
**في المستشفى ، سيليا بتفوق ببطء، تفتح عنيها وتلاقي رائد قاعد جنب السرير، وعنيه مليانة قلق. كارما واقفة على الجانب التاني، شايلة شنطة سيليا اللي سابتها في الجيم.
سيليا (بصوت ضعيف): "أنا فين؟ إيه اللي حصل؟"
رائد (مهدّيها): "إنتِ في المستشفى، أغمي عليكي في الجيم. ماتقلقيش، إنتِ كويسة دلوقتي."
سيليا بتحس بالإحراج وبتفتكر قلقها على جاد، بتحط إيدها على جبينها وبتتكلم بقلق.
سيليا: "جاد... هو اتصل؟ أنا كنت باتصل بيه طول اليوم، بس ما ردش. يا ترى حصل حاجة؟"
رائد (بيحط إيده على كتفها بلطف): "سيليا، اهدي. إنتِ حاولتي تكلميه كتير. هو اللي بيتجاهلك، مش العكس."
كارما (مبتسمة بخفة): "سيليا، كل حاجة هتبقى كويسة. دلوقتي الأهم صحتكِ. كنتِ تحت ضغط كبير."
سيليا (بصوت مليان حزن): "أنا مش فاهمة ليه بيعمل فيا كده... أنا وأولاده. ساعات بحس إني عبء عليه."
رائد بيبص لكارما وبعدها يرجع يبص لسيليا، وبيحاول يتكلم بجدية من غير ما يبين غضبه من جاد.
رائد: "سيليا، لازم تفتكري إنك تستاهلي شأحسن من كده. إنتِ مش عبء على حد، وجاد هو اللي غلطان إنه سايبكِ لوحدكِ كل ده."
كارما بتقف جنب رائد وبتضيف برفق.
كارما: "ما تلوميش نفسكِ، سيليا. ساعات الناس ما بيقدروش اللي عندهم إلا لما يفوت الوقت. بس إحنا هنا علشانكِ."
سيليا بتحس بالدموع بتتسحب لعينيها، بس بتحاول تماسك نفسها. رائد بيبصلها بنظرة ثابتة ومطمئنة.
سيليا (بصوت مرتعش): "حاسه إني تايهة يا رائد... مش عارفة أعمل إيه. الولاد كل شوية يسألوا على أبوهم، وأنا ماعنديش رد ليهم."
رائد (بحزم ولطف): "إنتِ مش لوحدكِ، سيليا. أنا و ماما معاكي. هنعدي الفترة دي مع بعض، وأنا مش هسيبك تتحملي ده لوحدكِ."
سيليا بتبصله بعينين مليانين بالامتنان، وكارما بتبتسم محاولة تطمّن الجو.
كارما (بنبرة مشجعة): "ولو احتاجتي أي حاجة، أنا هنا برضه. ممكن نتكلم أو نخرج نغير جو في أي وقت."
سيليا (بتاخد نفس عميق وتحاول تهدى): "شكرًا... شكرًا ليكم. مش عارفة كنت هعمل إيه من غيركم."
رائد بيبتسم لها بحنان، وبعدها يبص لكارما ويتبادلوا نظرات تفاهم. الجو مليان بالدعم والراحة، رغم كل المشاكل اللي بتواجهها سيليا.
رائد: "إحنا معاكي، سيليا. دايمًا."
***********************
خارج المستشفى وفي ممر هادئ بالقرب من المدخل رائد يخرج من غرفة المستشفى بعد أن اطمأن على سيليا. يتجه نحو زاوية هادئة في الممر ويخرج هاتفه، ثم يتصل بجاد. بعد ثوانٍ من الانتظار، يرد جاد أخيرًا بنبرة لا مبالية.
جاد (ببرود): "أيوة؟ عايز إيه؟"
رائد (بغضب مكبوت): "أنت فين يا جاد؟ فين وإنت سايب مراتك بالشكل ده؟"
جاد (بلا اهتمام): "أنا في دبي يا رائد، مش عارف إيه اللي مزعلك كده. سيليا تمام، مالهاش حاجة."
رائد (بغضب و صوت عالي): "تمام؟! إنت مش عارف إيه اللي بيحصل. سيليا لسه خارجة من حالة إغماء، منهارة تمامًا بسببك. مش قادر ترد على تليفوناتها حتى؟ أنت طينتك ايه يا راجل"
جاد (بسخرية): "إغماء إيه يا رائد؟ هو أنا لازم أكون متاح 24 ساعة؟ دي واحدة متعلقة بيا بشكل مزعج. كنت فاضي أرد دلوقتي."
رائد يشد يده على الهاتف بقوة، صوته يفيض بالغضب.
رائد (بنبرة تهديد): "اسمعني كويس يا جاد... سيليا مش لعبة في إيدك. إنت دمرتها ودمرت ولادها بتصرفاتك. المرة دي أنا مش هاسكت. لو فضلت تهملها أكتر من كده، مش هسيب اللي جاي عليك هيعدي بالساهل."
جاد (يضحك بسخرية): "دمرت إيه يا راجل؟ سيليا دي لسه مش عارفة تعيش من غيري. مهو أنت عارف البنات لما يتعلقوا بشخص، يقلبوها نكد و غم أنا ما عنديش مشكلة إنها تعيش كده طالما هي اللي اختارت الوضع."
رائد (صوته مليان بالاشمئزاز): "إنت فعلاً فاكر إنها بتختار تعيش في الوضع ده؟ إنت فاكر إن إهمالك لها ولولادها ده عادي؟! إنت السبب في كل حاجة بتحصل لها."
جاد (بتهكم): "وأنا المفروض أعمل إيه؟ أعيش معاها في مصر وأسيب شغلي؟ سيليا لازم تتعود على الوضع ده. يا رائد، هي زي أي ست. مفيش داعي نكبر الموضوع."
رائد يوقفه بغضب جارف، ونبرة تهديده تصبح أشد.
رائد: "هي أختي، مش مجرد ست. مش هاسمحلك تكسرها أكتر من كده. لو فضلت تتعامل معاها بالشكل ده، هتلاقي نفسك لوحدك. وأنا مش هقف متفرج."
جاد (ساخرًا): "يا رائد، بلاش الدراما دي. سيليا هي اللي بتمثل دور الضحية. أنا عامل اللي عليا وهي اللي بتضغط على نفسها. لو مش عاجبها الوضع، تقدر تسيبني."
رائد يشعر بغضب أكبر، يشتد في قبضته على الهاتف.
رائد (بنبرة قاطعة): "لو هي مش هتسيبك، أنا اللي هخليها تبعد عنك. والأيام اللي جاية هتثبتلك إنك مش هتفضل تاخد الأمور دي باستهتار."
جاد يضحك ضحكة ساخرة أخيرة.
جاد: "يا رائد، لو عندك شجاعة، جرب. بس سيليا هتفضل ترجع لي في الآخر. إحنا الاتنين فاهمين ده."
رائد يغلق الهاتف بغضب شديد، يقف في الممر لبعض اللحظات محاولًا تهدئة نفسه، ثم يعود إلى غرفة المستشفى، وعينه تلمع بعزم واضح على حماية أخته من جاد بأي ثمن
**************************
**في مكان آخر ، في فيلا فؤاد البحيري ، بتدق الست عزيزة على باب بيت فؤاد. البيت مليان بأصوات الهمس والضحك الخفيف، وريحة الأكل مالية المكان. الوجوه كلها خليط بين السكينة والحزن. فؤاد فتح الباب لعزيزة بابتسامة هادية**
فؤاد:
(بتنهيدة) أهلاً بيكي يا دكتورة عزيزة، اتفضلي.
عزيزة:
(بحزن) شكراً ليك يا فؤاد. إزايكم النهارده؟ عارفة إن اليوم ده مش سهل عليكم.
فؤاد:
(بهدوء) ست سنين عدوا... بس الوجع عمره ما بيختفي.
نجلاء، مراته، ظهرت من وراه وهي بتمسح دمعة خفيفة من عينها، بتحاول تبان قوية، لكن الحزن باين عليها.
نجلاء:
(بصوت متقطع) أهلاً بيكي يا عزيزة. مبسوطين إنك جيتي. سيليا... كانت بتحبك أوي، وبتثق فيكي.
عزيزة:
(بحرارة) وأنا كمان، سيليا كانت بنت مميزة. عمري ما هنسى يوم ما اتولدت... كانت فعلاً ملاك من أول لحظة.
فؤاد:
(يبتسم بسيط) آه، ملاكنا الصغير. آخر العنقود، بس رحيلها ساب فجوة كبيرة في حياتنا.
الولاد بيتجمعوا في الأوضة: أحمد، الكبير، واقف جنب أبوه، شكله صارم لكنه باين إنه بيحاول يتحكم في مشاعره. مراد، التاني، قاعد ساكت، ووشه باين عليه الصمت والتأمل. سامر بيبص في الأرض، ويوسف وريان واقفين قريب من أمهم، كإنهم بيحموها بوجودهم.
عزيزة:
(بتبص ليهم بحنان) عارفة إن كل واحد فيكم حاسس بالحزن بطريقته. بس أنا هنا عشان أفكركم إن سيليا كانت بتحب الحياة، وبتحب تشوفكم مبسوطين.
أحمد:
(بصوت واطي) هي جزء مننا، مش ممكن ننساها أو نتجاوز وجع فقدانها.
مراد:
(بيتنهّد) كل يوم بفكر فيها... كانت دايماً بتسألني عن دراستي وعن حياتي، كانت بتعنيلي كتير.
سامر:
(بمرارة) حتى وهي غايبة، ساعات بحس إنها بتراقبنا، مستنية مننا نبقى أحسن.
يوسف:
(بصوت واطي) سيليا كانت بتحب الضحك، وأنا... بحاول أفتكرها بكل لحظة ضحكتني فيها.
ريان:
(بصوت متأمل) ساعات بشوفها في أحلامي، بتبتسملي. حاسس إنها عايزة مننا نعيش حياتنا، ونبني المستقبل اللي كانت بتحلم بيه.
نجلاء:
(بحزن) كانت عايزة تسافر، وتشوف العالم. بس مرضها خدها مننا قبل ما تحقق أحلامها.
عزيزة:
(بحزم وحنان) النهارده بتكرموها بالصدقة الجارية، وده اللي هيخلي ذكراها عايشة في قلوب الناس. كل خطوة بتاخدوها في حياتكم هي إحياء لذكراها.
فؤاد:
(بيحط إيده على كتف عزيزة) بنشكرك على حضورك وعلى كلامك. اليوم ده صعب، بس وجود صحاب زيك بيخفف شوية من الوجع.
عزيزة:
(بتبتسم بلطف) أنا هنا على طول، أنتم زي أهلي. وعارفة إن سيليا في مكان أحسن دلوقتي، وبصّالنا بابتسامتها الجميلة.
**العيون في الأوضة بتنتقل بين أفراد العيلة، وصمت مؤلم لكنه مليان بالمحبة والتضامن، بعد انتهاء الوليمة جلست عزيزة مع صديقتها نجلاء وهي تواسيها ،و عاد لذاكرتها ذلك الحدث المؤلم**
Flash back ( قبل 7 سنين)
**سيليا تجلس في زاوية الغرفة، وهي ترتجف من البكاء. عزيزة تقترب منها ببطء، تحاول تهدئتها، لكن سيليا كانت تصرخ في هستيريا**
سيليا:
(تصرخ بتوسل) مش أنا! مفيش حاجة حصلت! أقسم بالله أنا بريئة! ليه مش مصدقني، يا بابا؟!
فؤاد يقف في زاوية الغرفة، وهو ينظر إليها بنظرات مليئة بالشك والخوف. نجلاء تبكي في زاوية أخرى، غير قادرة على الكلام.
فؤاد:
(بصوت متردد) سيليا... لو أنتي بريئة فعلا، عزيزة هتقول.
سيليا:
(تبكي وهي تنهار على الأرض) ليه بتعملوا كده فيا؟ ليه بتسمعوا للناس اللي بيحاولوا يفرقوا بينا؟!
مراد يدخل الغرفة بعصبية، يحاول إخفاء غضبه.
مراد:
(بغضب) لازم نعرف الحقيقة... دي سمعة العيلة، سيليا!
سيليا:
(تصرخ بألم) أنا بنتكوا! أنا أختكوا! ليه محدش مصدقني؟
عزيزة تتقدم، تحاول التحدث بهدوء، لكن سيليا تنهار بالكامل، جسمها يرتجف وهي تحتضن نفسها، أحمد ينظر لها بخذلان و سامر و مراد بغضب و يوسف و ريان ينظران لها بألم و كلاهما يتمنى لو يتمكن من مساعدتها
عزيزة:
(بحزن) سيليا، هدي نفسك... أنا هنا عشان أساعدك.
سيليا:
(تبكي) مش أنا... مش أنا اللي عملت حاجة غلط! ليه مش عايزين تصدقوني؟
عزيزة تنظر إلى فؤاد ونجلاء، وتعرف أن الوقت قد حان. تنهض ببطء، وتلتفت للجميع بنظرة جادة.
عزيزة: (بحزم) أنا محتاجة أكلم سيليا لوحدها دلوقتي. مفيش فايدة إن الكل يفضل هنا ويضغط عليها.
فؤاد: (بتردد) بس... عزيزة...
عزيزة: (بنبرة هادئة ولكن حازمة) فؤاد، لو عايز تعرف الحقيقة، لازم ندي سيليا مساحة. الكل يطلع برة.
مراد: (يعترض بعصبية) وأنا مش هخرج. دي أختي وسمعة العيلة على المحك!
عزيزة: (بجدية) مراد، سيليا في حالة نفسية صعبة، خروجكم هيساعدني أتعامل معاها. صدقني، أنا هنا عشان أساعدها وأساعدكم كلكم.
فؤاد ينظر إلى نجلاء بحيرة، لكن نجلاء تشير إليه بإيماءة طفيفة تدل على الموافقة. فؤاد يزفر بعمق ثم يومئ لعزيزة.
فؤاد: (بتردد) طيب... احنا هنستنى برة.
ينصرف الجميع ببطء، وعيونهم ممتلئة بالقلق والتوتر. يغلق فؤاد الباب خلفهم، ويبقى الصوت الوحيد هو شهقات سيليا.
عزيزة تجلس بجوار سيليا، وتضع يدها بلطف على كتفها.
عزيزة: (بلطف) سيليا، أنا هنا عشان أساعدك. مش عشان أحكم عليك. احنا كلنا عايزين نتأكد إنك كويسة.
سيليا: (بدموع وعينين غارقتين في الحزن) محدش مصدقني، يا دكتورة... حتى إنتي هتصدقيهم زيهم.
عزيزة: (بحنان) أنا هنا عشانك، يا حبيبتي. خلينا نتأكد ونريح الكل. الموضوع دا مش هياخد وقت.
بعد لحظات صمت ثقيلة، تستسلم سيليا للواقع وتسمح لـعزيزة بإجراء الفحص. الوقت يمر ببطء، وكل لحظة تشعر كأنها أبدية.
بعد الفحص، تنهض عزيزة وهي تنظر إلى سيليا بعينين مليئتين بالأسى.
عزيزة: (بصوت ناعم) إنتي بريئة، يا سيليا. كل الكلام اللي كانوا بيقولوه غلط.
سيليا تنهار تمامًا، تصرخ بألم وتغطي وجهها بيديها.
سيليا: (تصرخ) ليه؟ ليه عملوا فيا كده؟ أنا طول الوقت كنت بقول الحقيقة! ليه مفيش حد سمعني؟
عزيزة تحاول تهدئتها، لكن سيليا كانت غارقة في الحزن والخوف. كل ما بداخلها انفجر في تلك اللحظة.
سيليا: (بصوت متقطع بين الدموع) بابا... وماما... كلهم صدقوا الناس اللي حاولوا يفرقوا بينا. أنا ماليش ذنب! أنا... أنا مظلومة!
عزيزة تحاول تهدئتها قدر المستطاع، لكن الشعور بالخيانة والخذلان كان أكبر من أن يُحتمل.
عزيزة: (بحزن عميق) عارفة إنك مظلومة، وأنا هقول لكل واحد الحقيقة. مفيش حاجة غلط، سيليا، بس لازم تهدي نفسك دلوقتي.
************************
** في المساء ، فؤاد يقف أمام نافذة غرفته، عينيه ضبابيتين، مشوشة، وكأن العالم من حوله تلاشى. كان يحدق في الفراغ، متجمدًا في مكانه، بينما صوت سيليا في رأسه يرن بصوت عالٍ، كأنها لا تزال تصرخ، تتوسل، وتبكي**
هو لا يستطيع الهروب من ذكرياتها، من تلك اللحظات التي ظن فيها أنه كان يفعل الصواب، بينما كان يقتلع قلب ابنته دون أن يشعر.
فؤاد: (بصوت خافت، وهو يمسح دمعة خفية من عينيه) أنا... أنا كنت المفروض أصدقها. كنت المفروض أوقف في صفها بدل ما أصدق كلام الناس. ليه، يا سيليا؟ ليه مكنتش معاك؟
يضع يده على جبهته، والدموع تتساقط منه دون أن يشعر. يتذكر كل شيء: صوتها الطفولي، ضحكتها البريئة، وحبها الكبير للعائلة. وكيف كان يهتم بها، يراها آخر العنقود، ويشعر بالفخر بها، لكنه في لحظة ضعف، في لحظة غضب، ترك نفسه يصدق الآخرين على حساب ابنته.
فؤاد: (بهمسات، وكأنه يخاطب نفسه) لو كنت صدقتها... لو كنت واقف جنبها، كان كل حاجة بقت غير كده. مش بس أنا اللي ضيعت... أنا ضيعت روح... ضيعت بنوتي اللي كانت كل حياتي.
يتنهد بعمق، ثم يمشي باتجاه صورة لسيليا كانت موضوعة على الطاولة في غرفته . يلتقط الصورة بين يديه، ويحدق في وجهها البريء، وكأنها تنظر إليه، تتساءل عن سبب غياب الثقة.
فؤاد: (بصوت مرتجف) كانت بتحبنا قد إيه... كانت بتحبنا قد إيه، وأنا... أنا اللي جعلتها تشعر إنها لوحدها. لو كنت بس هديت، لو كنت بس... لو كنت أنا اللي صدقتها.
يجلس على الكرسي، يدفن وجهه بين يديه، بينما تدمع عيناه بغزارة. ثم يعود ليتذكر الصوت الذي كان يتردد في أذنه عندما خرج من الغرفة بعد أن ظن أن ما فعله كان الحل الوحيد:
سيليا (في ذاكرته): (بصوت مكسور) ليه مش مصدقني؟ ليه بتسمع لناس مش عايزة خير لينا؟!
فؤاد ينقض على الصورة في يديه بشدة، وكأنها آخر رابط له بالعالم الذي فقده. قلبه يعتصر، ولا يستطيع أن يغفر لنفسه.
فؤاد: (بصوت مكسور) لو رجع بي الزمن... لو رجع بي الزمن، كنت هعمل كل حاجة عشان أحميك. كنت هصدقك، كنت هقول لك إنك مش لوحدك... لكن الزمن ما بيرجعش، وأنا دلوقتي مفيش حاجة أقدر أعملها عشان أرجع اللي فات.
دموعه تتساقط بحرقة، وكأنها مشاعر متراكمه طوال سنوات، لا يقدر أن يعبر عنها بالكلمات. لكن الندم يلتهمه في تلك اللحظة.
فؤاد (بهمس): (مكملًا بنفس الصوت المرتجف) كان المفروض أكون الأب اللي يحمى، مش الأب اللي يتخلى.
*********************
**البيت في صمت قاتل. فؤاد يجلس على الكرسي في الزاوية، عينيه ضائعتان بين الذكريات والندم. جليل يدخل الغرفة بهدوء، وجهه يحمل تجاعيد العمر والتجارب. عندما يرى شقيقه في هذا الوضع، لا يحتاج لكثير من الكلمات. يشعر بما يعانيه فؤاد دون أن يحتاج أن يوضح له**
جليل: (بصوت هادئ، يقترب من فؤاد) فؤاد... ما كانش لازم تصدق الشكوك. ما كانش لازم توصل لحد هنا.
فؤاد يرفع رأسه ببطء، وعينيه مليئتان بالدموع. قلبه مكسور، ولا يزال يشعر بعذاب تلك اللحظات التي كان فيها محاطًا بالظلام، لا يعلم أنه يدمر ما كان أغلى ما لديه.
فؤاد: (بصوت مكسور) جليل... أنا ظلمتها. شكيت في بنتي... ما صدقتش كلامها. واللي عملته ما كانش صح... كانت بريئة، وأنا ما صدقتش.
جليل يقف خلفه، يضع يده على كتفه بشكل أبوي، يحاول أن يخفف من ألم شقيقه، الذي يشعر به كما لو كان هو الآخر في وسط العاصفة.
جليل: (بصوت ثابت، وكأنه يوجه كلمات حكيمة) فؤاد... نحن بشر. كل واحد فينا بيغلط. الندم مش هيرجع لنا سيليا، لكننا لازم نترحم عليها ونعرف إنها راحت بظلم كبير. هي في مكان أفضل دلوقتي، ومهما كان الحزن، لازم نعرف نكمل.
فؤاد يضغط على جبهته بين يديه، كأنه يحاول أن يوقف تدفق الذكريات، لكنه لا يستطيع. هناك شيء في داخله يشعر بأنه لا يستحق الرحمة بعد الذي حدث.
فؤاد: (وهو يختنق بالبكاء) لو كنت سمعت كلامها... لو كنت صدقتها، يمكن كان كل شيء اتغير. كانت هربت... وما كانش لازم تموت كده.
جليل يسحب نفسًا عميقًا، وينظر إلى شقيقه، عينيه مليئتين بالأسى. لكن رغم ذلك، كانت هناك بصيص من الأمل في كلماته.
جليل: (بهدوء) كل شيء انتهى، فؤاد. سيليا راحت، وما فيش حاجة هترجعها. لكن أنت لسه هنا، ولسه عندك فرصة تعيش وتكمل عشانها. الدنيا مش هتقف هنا، وده امتحان لينا جميعًا.
فؤاد يرفع رأسه ببطء، يشكر شقيقه بنظرة مليئة بالعرفان، رغم الألم الذي لا يفارقه.
فؤاد: (بصوت متعب) أنا مكسور يا جليل... مكسور لدرجة إني مش عارف أعيش من غيرها.
جليل ينحني قليلاً نحو فؤاد، ثم يربت على قلبه.
جليل: (بحنو) كل واحد فينا بيعيش مع الألم، بس مع الوقت بيبدأ يخف شوية. احنا لسه في هذه الدنيا عشان نكمل، وما نخليش الندم يقتلنا. سيليا هتظل في قلوبنا للأبد.
********************
**في مقر المخابرات المصرية، غرفة صغيرة هادئة، والأضواء خافتة. تميم، الضابط الشاب القوي، يجلس خلف مكتبه وقد غلفه الحزن. عينيه ضبابيتان من التعب والندم. أمامه صديقه المقرب، زين، الذي يراقب تميم بحذر، يعرف جيدًا ما يعانيه صديقه، هو دائما هكذا، تارة يمرح وهو يحاول اخفاء ذنبه و ألمه و تارة اخرى يكون على هذه الحالة**
تميم:
(بصوت مثقل بالحزن) ما كنتش قادر أعمل حاجة، زين. كنت هقبض عليهم... على المجرمين اللي كانوا وراء كل حاجة، بس ... سيليا... راحت قبل ما أقدر أحميها. راحت ظلم.
زين:
(بهدوء، وهو يضع يده على كتف تميم) ما كانش بإيدك، تميم. أنت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تحمي الناس، بس في حاجات أكبر مننا.
تميم:
(بغصة في صوته) كنت بحاول أوقفهم... كنت متأكد إنهم وراء الجريمة دي. بس بعد ما سيليا ماتت، حسيت إن كل شيء انهار. كل حاجة في حياتي اتغيرت.
زين:
(بصوت دافئ) أنا عارف إنك حاولت، بس ساعات الحياة مش بتديك الفرصة. لازم تتقبل ده، ومهما كان الندم كبير، ما تقدرش تغير اللي حصل.
تميم:
(بصوت مكسور) لو كنت وصلت لهم أسرع، يمكن كان فيه أمل.
زين:
(بتفهم) لكن إنت مش لوحدك، تميم. العيلة كلها متألمة، لكن لازم تكون قوي دلوقتي. مش بس عشان سيليا، لكن عشان نفسك كمان.
تميم يرفع رأسه ببطء، ويحاول السيطرة على مشاعره، لكنه لا يستطيع إخفاء الألم الذي يملأ قلبه.
تميم:
(بصوت حزين) مفيش حاجة هتعوضني عن اللي فقدته. سيليا كانت أكثر من أخت لي. كان عندها حياة، وأحلام، وكل ده اتدمر.
زين:
(بصوت حازم) أنا معاك، تميم. هتكون أقوى من ده كله. سيليا هتظل في قلوبنا، وكلنا هنكمل على خطاها.
تميم ينظر إلى زين، نظرة مليئة بالتقدير والامتنان، لكنه لا يزال غارقًا في حزنه، محاولًا التماسك وسط هذا العذاب الذي لا ينتهي.
*********************
**في شقة فاخرة في دبي، ريحة العطور الثقيلة ماليه المكان، والأنوار الخافتة في الليل بتعكس الظلال على الحيطان. جاد، الشاب الوسيم، قاعد على الكنبة مرتاح، و لارا، عشيقته، قاعدة جنبه، ويديها على صدره. المكان مليان صمت مشحون بالرغبة. الجو بارد شوية، وفي فوضى خفيفة من هدوم متبعثرة وحاجات مش مرتبة**
لارا:
(بتضحك بخبث، ويديها بتلعب في شعره) جاد... هتفضل كده متجنبني؟ سيبت كل حاجة في مصر، وجيت هنا لقيت الراحة معايا، صح؟
جاد:
(من غير ما يهتم، وبصص ليها بعين مليانة لامبالاة) مفيش حاجة جديدة... حياتي كلها كانت لعبه. سيليا والعيال في مصر، وأنا هنا عايش حياتي زي ما أنا عايز. ما دامهم بعيد، مفيش مشكلة.
لارا:
(بتقرب منه أكتر، وبتتكلم بتحدي) يعني لو سيليا عرفت هتقدر تواجهها؟ مش خايف؟ العيال مش هيفهموا؟
جاد:
(من غير ما يهتم، بيضحك ضحكة حازمة) سيليا في مصر، مش هيفهموا حاجة. العيال لسه صغار، وأنا مش فارق معايا فيهم. أنا هنا في دبي عايش لحظات لحالي. مش هبني حياتي على أكاذيب أو على ماضي.
لارا:
(بتحدي أكبر) يعني، سيليا دي بقيت مجرد ذكرى ليك؟
جاد:
(بيضحك ضحكة ساخرة) لو هي ذكرى، فهي كده... وكل حاجة في حياتي هنا ليها الأولوية. سيليا كانت بس ست، وهنا لارا موجودة، وعندي كل حاجة أنا محتاجها.
لارا:
(بهمس، وبتقرب وشها منه) مش عارفة إذا كانت هترضى لو عرفت الحقيقة.
جاد:
(بيضحك بسخرية) أنا عارف أعمل إزاي مع الكل. هي في مصر، والعِيال مش مهمين. أنا هنا في دبي... معاكِ، ده اللي يهمني.
لارا:
(بتردد) بس... لو الدنيا اتقلبت، مش هتكون لوحدك. سيليا، العيال... هيفضلوا لحد ما تروح وتيجي.
جاد:
(بإصرار) مش هيفرق معايا. حياتي هنا أهم من كل حاجة.
في اللحظة دي، عين جاد وقعت على لارا وهي مبتسمة ليه، وهو شارد في أفكاره، بعيد عن ماضيه اللي سيبه في مصر، وحياته اللي اختار يعيشها هنا في دبي.
#قيود_العشق2
فصل 4
**بعد عدة أيام ، في غرفة معيشة فاخرة في قصر ثريا في دبي، ثريا قاعدة على كنبة مخملية وحطّة الموبايل قدامها عشان تعمل مكالمة فيديو مع صاحبتها المقربة ليلى**
ثريا (بابتسامة دافئة): "ليلى، حبيبتي! وحشتيني أوي! بقالنا كتير ما اتكلمناش."
ليلى (تبتسم بحب من الشاشة): "ثريا، يا حبيبتي، إنتي اللي وحشتيني. إزايك؟ وإزاي جاد؟"
ثريا (تتنهد بخفة، ويبان عليها التردد شوية): "جاد... زي ما إنتي عارفة، دايمًا مشغول بشغله. بس... بصراحة يا ليلى، أنا مش قادرة أتجاهل اللي بيحصل ده. سايب سيليا والأولاد لوحدهم في بلد تانية، وعايش حياته هنا وكإنهم مش موجودين."
ليلى (بوجه متضايق وقلق): "عارفة يا ثريا. سيليا بقت تعيط كتير، وأنا مش قادرة أشوفها كده. دي زي بنتي، وجاد لازم يتحمل مسؤوليته."
ثريا (بحزن واضح): "حاولت أتكلم معاه، ليلى. بس جاد عنيد. فاكر إن حياته كلها شغل وتسالي. لكن أسرته... مالهمش مكان في قلبه."
ليلى (بحزم): "ثريا، سيليا صابرة بس للصبر حدود. تعبت كتير، وجاد لازم يفهم إنه لو كمل كده، ممكن يخسرها للأبد. وكمان الأولاد محتاجين أبوهم."
ثريا (بعيون مليانة ندم): "عارفة، ليلى. حاسة إني فشلت كأم. كنت فاكرة إني ديت له كل حاجة عشان يبقى راجل مسؤول. لكن دلوقتي شايفة إني معرفتش أزرع فيه الإحساس الحقيقي بالالتزام."
ليلى (بلطف): "ثريا، ما تلوميش نفسك. جاد هو اللي اختار الطريق ده، بس لسه الوقت قدامنا. لازم نشتغل مع بعض ونصلح اللي حصل قبل ما الأمور تسوء أكتر."
ثريا (بحزم): "بوعدك يا ليلى، هحاول تاني. سيليا تستاهل أحسن من كده، وأنا هفضل جنبها لحد ما جاد يعيد التفكير في اللي عمله."
ليلى (تتنهد): "أنا معاكي في كل خطوة، ثريا. سيليا محتاجة دعمنا دلوقتي أكتر من أي وقت فات."
**تستمر المكالمة و تتحدث السيدتان عن شتى المواضيع و تنتهي بعد ساعات، لتغلق ليلى المكالمة وتهتف بحسرة**
ليلى: يا حظك الوحش يا سيليا يا حبيبتي ، ربنا يقدملك الخير
*********************
**في حديقة الفيلا ،حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والزهور في فيلا عمة سيليا. الجو دافئ والهواء منعش، بينما تلعب سيليا مع أولادها تحت ظلال الأشجار. زياد ومازن يركضون حولها بضحكات بريئة، ولينا تجلس في حضنها، تضحك بخفة وهي تحاول الإمساك بإصبع والدتها**
زياد (بحماس وهو يجري حول سيليا): "ماما! بصي بصي أنا سريع زي البرق!"
سيليا (تضحك برقة وهي تشجع زياد): "آه يا زياد، فعلاً سريع أوي! خلي بالك بس من أخوك."
مازن يحاول اللحاق بأخيه، وهو يتعثر قليلاً على العشب، ثم يضحك بدون توقف.
مازن (وهو ينادي سيليا): "ماما، أنا عاوز أبقى زي زياد!"
سيليا (بحنان وهي تحاول حمل لينا بيد وتوجه كلامها لمازن): "أكيد يا حبيبي، هتبقى أسرع منه كمان لو فضلت تلعب كتير."
لينا تصدر أصوات طفولية، تحاول جذب انتباه سيليا وهي تلعب بشعرها.
سيليا (تضحك وهي تنظر إلى لينا): "آه يا لينا، شكلك عاوزة تشاركيهم اللعب!"
سيليا تشعر بالسعادة المؤقتة وهي ترى ضحكات أولادها، لكنها تنظر للحظة بعيداً عنهم، إلى المسافة، وتظهر على وجهها لمحة حزن.
سيليا (بصوت هادئ لنفسها): "يا رب جاد يفتكر إنه عنده عيلة تستناه... الأولاد محتاجينه، مش عارف إزاي هو مش شايف ده."
زياد يتوقف فجأة عن اللعب ويأتي ليجلس بجانب سيليا، ينظر إليها بعيون بريئة.
زياد: "ماما، بابا مش جاي يلعب معانا زي زمان؟"
سيليا تشعر بوخزة في قلبها عند سؤال زياد، وتحاول إخفاء ألمها بابتسامة.
سيليا (بهدوء): "بابا مشغول يا حبيبي. بس هو أكيد بيحبكوا جداً."
مازن (بنبرة تساؤل): "هو مش هييجي دلوقتي؟"
سيليا تحتضن مازن ولينا، وتلمس شعر زياد بلطف.
سيليا (بتنهيدة خفيفة): "إن شاء الله، قريب... قريب هييجي."
تظل سيليا جالسة تحت الشجرة، تحاول أن تبث القوة لأطفالها رغم الألم الذي يعتريها من غياب جاد المستمر، وهي تتمنى أن يتغير الوضع يوماً ما.
*********************
**في صالة رياضية حديثة مليئة بالمعدات والأضواء الخافتة. رائد يجلس على مقعد بعد انتهائه من تمرينه، يتنفس بعمق ويمسح عرقه بمنشفة، بجانبه تجلس كارما، زميلته الشابة التي تبدو أيضاً أنها انتهت للتو من التمرين. الإثنان يبدوان مرتاحين، لكن هناك توتر خفيف في الهواء بينهما، كأن هناك مشاعر غير مُعترف بها**
كارما (بنبرة مرحة وهي تبتسم): "انت شكلك مش هتقدر تكمّل التمرين لو زوّدنا 10 دقايق كمان."
رائد (يضحك بخفة، وهو يمسح عرقه): "يا شيخة! لو زوّدنا دقيقة كمان كان قلبي وقف. بس ده عشانك إنتي، أنا عارف إنتي بتحبّي تتحديني."
كارما (تبتسم وتتظاهر بالجدية): "أيوة طبعاً، مش هتسلم مني بسهولة."
يتبادلان نظرات قصيرة، قبل أن تبدأ كارما في اللعب بأطراف المنشفة حول رقبتها، ثم تلتفت إليه بنظرة خجولة.
كارما (بهدوء وهي تحاول جمع شجاعتها): "رائد... دايماً بنشوف بعض هنا في الجيم ونتكلم، بس... عمرك فكرت إن ممكن نكون أكتر من مجرد زملاء تدريب؟"
رائد ينظر إليها باندهاش للحظة، ثم يبتسم ابتسامة خفيفة، وكأنه كان ينتظر هذا السؤال.
رائد (بصوت دافئ): "بصراحة... فكرت في الموضوع ده أكتر من مرة."
كارما تحمر خجلاً وتنظر بعيداً للحظة، ثم تلتفت له بعينين لامعتين.
كارما (بنبرة مليئة بالتوتر): "بجد؟ يعني... أنا مش عارفة، يمكن كنت بتخيل."
رائد (يميل نحوها قليلاً، بنبرة هادئة وجادة): "لا، مش بتتخيلي. الحقيقة... أنا بحب قضاء الوقت معاكي، ومعرفش ليه، بس حاسس إنك مش مجرد زميلة تدريب. كارما، إنتي... أكتر من كده بالنسبة لي."
كارما تبتسم ابتسامة خفيفة وناعمة، وتنظر في عينيه وكأنها تستجمع شجاعتها للمرة الأخيرة.
كارما (بصوت خافت): "وأنا كمان يا رائد... بحس إنك مختلف، وكأننا فاهمين بعض من غير كلام."
رائد ينظر في عينيها بعمق للحظة، ثم يقترب قليلاً، يمسك بيدها بلطف، ويضغط عليها بخفة.
رائد (بابتسامة دافئة): "إحنا فعلاً فاهمين بعض... وأنا عاوز نكمل مع بعض، مش بس في الجيم."
كارما تضحك بهدوء، وتبادله الابتسامة، وهي تشعر بدفء اللحظة التي طال انتظارها.
كارما: "أنا كمان عاوزة نكمل مع بعض... في كل حاجة."
يتبادلان النظرات في لحظة رومانسية صامتة، حيث الكلمات لم تعد ضرورية، والمشاعر أصبحت واضحة بينهما.
رائد (بنبرة جادة وحنونة): "كارما، أنا مش عاوز العلاقة دي تكون مجرد لحظات بنقضيها سوا في الجيم أو كلمتين في كل مرة نشوف بعض. الحقيقة... أنا عاوز أكتر من كده."
كارما تنظر له بترقب، وتشعر أن قلبها ينبض بسرعة.
كارما (بخجل): "تقصد إيه يا رائد؟"
رائد يمسك بيدها بلطف أكبر وينظر في عينيها بجدية.
رائد: "أنا بقالي فترة بفكر فيك... وبحس إنك الشخص اللي نفسي أكمل حياتي معاه. كارما، أنا بحبك. وبإذن الله قريب هاروح أطلب إيدك من والدك."
كارما تتسع عيناها بالدهشة، ثم تبتسم بفرحة عارمة، وهي تضع يدها على فمها من شدة التأثر.
كارما (بصوت متأثر): "بجد يا رائد؟! أنت فعلاً هتعمل كده؟"
رائد (يبتسم بحب ويهز رأسه): "آه، أكيد. مش هضيع وقت أكتر. هاروح لوالدك وأطلب منك رسمي. إنتي مش مجرد زميلة أو صديقة، إنتي اللي نفسي أعيش معاها باقي حياتي."
كارما تشعر بالدموع تلمع في عينيها من السعادة، ثم تميل نحو رائد وتحتضنه بلطف.
كارما (بصوت مليء بالعاطفة): "أنا كمان بحبك يا رائد... ومن زمان كنت مستنية اللحظة دي. مش مصدقة إنك هتتقدم لي فعلاً."
رائد (وهو يحتضنها بحنان): "أكيد هعمل كده، ووعد... مش هتأخر."
**كارما تنظر له بابتسامة مليئة بالأمل والحب، بينما يشعر رائد بالسعادة لأنه وجد من يريد أن يقضي معها حياته، وقد اتخذ الخطوة الأولى نحو مستقبلهما معاً**
********************
**في مستودع قديم ومهجور على أطراف المدينة، الإضاءة خافتة والجو مليء بالتوتر. الضابط الشاب تميم وزميله زين في موقعهما، يراقبان تحركات تجار المخدرات عبر الكاميرات المثبتة على أسطح بعض المباني القريبة. يتبادلان الإشارات بهدوء وهما ينتظران اللحظة المناسبة للتحرك**
زين (بهمس وهو ينظر عبر المنظار): "تميم، التحركات بدأت. في واحد منهم بيستلم الحقائب... واضح إن العملية شغالة."
تميم (بهدوء وحذر): "تمام. خلي عينك عليهم، مستنيين الإشارة من الفرقة اللي على الجهة التانية. ما نتحركش قبل ما يكون الكل جاهز."
يسمعون عبر السماعات صوت القائد يعطي الأمر.
القائد (عبر اللاسلكي): "فرقة 1، تقدّموا. العملية بدأت."
تميم (بحزم): "يلا زين، الوقت جِه."
تميم و زين يقتربان ببطء من الموقع، يسحبان أسلحتهما ويتجهزان لاقتحام المكان. تزداد نبضات قلوبهما مع كل خطوة، يسمعون أصوات الحديث داخل المستودع.
تاجر المخدرات 1 (من داخل المستودع): "أنت متأكد إن المكان آمن؟"
تاجر المخدرات 2 (بثقة): "ما تخافش، الكل تحت السيطرة. الفلوس جاهزة والبضاعة جاهزة."
تميم يتبادل النظرات مع زين ويشير له بالتحرك. يقتربان أكثر ويأخذان مواقع إستراتيجية حول المدخل. فجأة، يسمع صوت إطلاق صفارة إنذار قصيرة عبر اللاسلكي.
تميم (بصوت خافت): "دي الإشارة. اقتحام دلوقتي!"
تميم و زين يقتحمان المستودع بقوة، مع دخول باقي أفراد القوة من الجهات الأخرى. يصرخ تميم بأعلى صوته.
تميم (بصوت قوي): "الشرطة! إرمي سلاحك على الأرض!"
الضباط يدخلون بسرعة، وتُسمع أصوات طلقات تحذيرية في الهواء. تجار المخدرات يبدؤون في الارتباك.
تاجر المخدرات 1 (بفزع): "إيه اللي بيحصل؟!"
تاجر المخدرات 2 (يحاول الهروب): "نهرب بسرعة!"
زين يلاحق أحد التجار ويمسك به قبل أن يتمكن من الفرار.
زين (وهو يمسك التاجر من ذراعه): "ولا خطوة كمان! إنت محاصر."
تميم يمسك التاجر الآخر الذي يحاول الهرب بالاتجاه المعاكس.
تميم (بحزم): "إنت تحت القبض. خلصت اللعبة!"
الضباط يسيطرون على المكان ويجمعون الأدلة، ويتم القبض على كل أفراد العصابة بنجاح. تميم وزين يتبادلان النظرات بعد انتهاء المهمة.
زين (وهو يتنفس بعمق): "عملية نظيفة، الحمد لله."
تميم (بابتسامة رضا): "أيوة، شغلنا كويس. المهم إننا قبضنا عليهم كلهم."
يتوجه الاثنان نحو القائد لتسليم التقرير الأولي، وهما يشعران بالرضا عن نجاح المهمة بعد أسابيع من التحري والمراقبة.
**بعد انتهاء المهمة ،تميم وزين يجلسان خارج المستودع المهجور بعد انتهاء العملية، الأجواء هادئة قليلاً، ولكن التوتر ما زال يملأ المكان**
تميم يجلس على سلم معدني، ينظر إلى السماء بتعب، بينما زين يقف بجانبه، يمسح عرقه ويفكر في نجاح العملية. تميم يبدو غارقًا في التفكير، وجهه يحمل آثار الحزن والندم.
زين (بنبرة هادئة، وهو يجلس بجانب تميم): "تميم... العملية نجحت. قبضنا عليهم كلهم. ده إنجاز كبير."
تميم يظل صامتًا للحظة، ثم يتنفس بعمق، ويبدأ في الحديث بصوت منخفض.
تميم (بصوت حزين): "أيوة، قبضنا عليهم... بس مفيش حاجة هترجع اللي راح."
زين ينظر إليه بقلق، فهو يعرف أن تميم ما زال يحمل حزنه بخصوص سيليا.
زين (بنبرة هادئة، محاولًا تهدئته): "أنا عارف إنك مش مرتاح يا تميم. لكن إنت عارف كويس إن الناس اللي قبضنا عليهم دول ملوش علاقة باللي حصل لسيليا. هم مش السبب."
تميم يرفع عينيه نحو زين، ويشعر بالندم يتحطم في قلبه.
تميم (بصوت مكسور): "عارف يا زين... بس طول الوقت كنت بفكر لو كانوا دول السبب. لو كنت في وقتها تقدر تنقذها، لو كان عندي الفرصة. كانت لسه هتكون معانا."
زين يهز رأسه، يفهم تمامًا ما يشعر به تميم. هو كان يعرف الحزن الذي يحمله تميم في قلبه.
زين (بحزن وصدق): "الناس اللي قتلوا سيليا دول مش هم اللي قبضنا عليهم دلوقتي. سيليا راحت بسبب عصابة تانية من تجار المخدرات... كانوا أشرار أكتر، وكانوا في وقت تاني تمامًا. أنت عملت اللي عليك، والحقيقة إنها كانت ضحية لناس تانيين."
تميم يغلق عينيه للحظة، ثم يفتحها ويعترف بحسرة.
تميم (بمرارة): "لكن لو كنت لوحدي في وقتها، لو كنت أعرف أتصرف بسرعة... يمكن كنت قدرت أوقفهم قبل ما يحصل. أنا عارف إن سيليا مش هترجع، بس الفكرة إننا لسه عايشين في عالم مليان ظلم من الناس دي."
زين يضع يده على كتف تميم، يحاول أن يمنحه بعض الراحة.
زين (بصدق): "مفيش حاجة كنت تقدر تغيرها يا تميم. لو كنت تقدر، كنت هتعمل كل حاجة علشانها. بس أنت دلوقتي بتقاتل علشان تمنع أي حد تاني يعاني زيها، ده أفضل حاجة تقدر تعملها ليها."
تميم يتنهد بعمق، يشعر بالراحة قليلاً من كلمات زين، لكنه ما زال غارقًا في أفكاره.
تميم (بتصميم): "هفضل أقاتل يا زين، مش هخلي حد تاني يمر بالحاجة اللي مرينا بيها. سيليا لو كانت هنا، كانت هتفتخر بإننا مش هنوقف لحد ما ناخد حقها."
زين يبتسم بتفهم، وهو يعرف أن تميم لن يتوقف الآن. سيظل يقاوم حتى النهاية.
زين: "وأنا معاك، كل خطوة هتاخدها هتكون ليها، ولنا إحنا كمان. ده وقتنا نغير فيه كل حاجة."
**تميم ينظر إلى زين بنظرة مليئة بالثقة، ويقف ليكمل ما بدأه، متحديًا العالم المظلم ليصنع فرقًا**
*******************
**بعد عدة ساعات، زين يدخل إلى منزله بعد يوم طويل من العمل، يشعر بالإرهاق لكنه لا يستطيع إخراج أفكار سيليا من رأسه. يخلع ملابسه ببطء، ويمضي إلى الحمام حيث ينزع عنه آثار اليوم الطويل**
في الحمام:
الماء الساخن ينساب على جسده، ولكن ذهنه مشغول بشكلٍ كامل. سيليا، ابنة عم تميم، صورتها لا تفارق خياله. رغم أنها غادرت الحياة منذ فترة طويلة، إلا أن قلبه لا يزال يشعر بها وكأنها حاضرة.
يخرج من الحمام، يلتف بمنشفة على خصره ويمشي إلى المطبخ لتناول العشاء. لكنه في كل لقمة يشعر بأن فكره مشغول بشيء آخر. يترك الملعقة في يده ويتكئ على الطاولة، يتنهد.
زين (بصوت منخفض، لنفسه): "حتى لو كانت مش معانا، ليه عمري كله ما يطلع منها؟... سيليا، كنتي دايمًا جميلة وطيبة، كنتي دايمًا مصدر فرح للجميع."
ينظر إلى الطاولة التي أمامه، لكن قلبه مشغول بأفكارها. كان يحبها من بعيد في صمت، ولا يستطيع أن يشرح لنفسه مشاعره تجاهها.
زين (بهمسات): "ما كنتش أقدر أقول ليها... ما كنتش أقدر أقول لها إني أحبها... وكل حاجة راحت بسرعة... الناس دي، المجرمين، هما السبب في كل ده. لو كان عندي فرصة... كنت هقول لها إيه؟"
يأخذ نفسًا عميقًا ويمسك بكوب الماء بيده، بينما صور سيليا تتكرر في ذهنه. يتذكر ابتسامتها وبراءتها في كل لحظة، ويتمنى لو كان هناك شيء يمكنه فعله.
زين (بصوت عميق، مستمرًا في أفكاره): "يمكن لو كنت إنتِ هنا، كان كل شيء هيتغير... كنتي هتكوني سعيدة، وكنت هتعيشي بسلام. ليه مش قادر أتوقف عن التفكير فيك؟ ليه قلبي لسه مش قادر يتقبل إنك خلاص مش موجودة؟"
في هذه اللحظة، يتذكر كيف كان يشعر بحزن تميم في تلك اللحظة، وكيف كان يختبئ وراء قوته، بينما هو نفسه يعاني في صمت أيضًا. يشعر بشيء غير محدد يضغط عليه، ويعترف لأول مرة، حتى لو كان لنفسه فقط.
زين (بصوت هادئ ومكسور): "بحبك يا سيليا... بس مش قادر أقولك دلوقتي. بحبك من غير ما تعرفي، وقلبي معاك حتى لو كنتي مش هنا."
**يزفر بعمق ثم يعود إلى طعامه بصمت، وكأن شيئًا في داخله قد تغير، فحتى في غياب سيليا، مشاعره تجاهها لا تزال حية، وفي قلبه، يتمنى لو كان الوقت قد أتى ليقول لها ما يشعر به**
**********************
**في مشهد من مطار القاهرة، كان جاد ماشي ببطء في صالات المطار، وعيونه بتتنقل بين الوجوه المختلفة، وكان باين عليه الضيق. آخر مرة زار فيها مصر كانت من سنة، وماكانش نفسه يرجع تاني، لكن والدته ثريا أصرت عليه ييجي السنة دي علشان تطمّن على مراته سيليا وعياله**
وأثناء ما جاد كان ماشي في الممرات، حس بملل شديد من الزحمة في المكان. ما قالش لحد إنه جاي، وكان مفضل إن كل حاجة تفضل سرية علشان ما يعملش دوشة.
في اللحظة دي، لمح بنت صغيرة ماشيّة جنبه، فابتسم ابتسامة عفوية، وهو بيحاول يخفي تذمره من الوضع.
جاد: (بابتسامة مصطنعة) "أعتقد إني شفتك قبل كده... يمكن في دبي؟"
البنت: (بتفكير) "معتقدش. دي أول مرة ليّا هنا."
جاد: (مكمّل بابتسامة خفيفة) "صح... لكن في حاجة فيكِ بتقول لي إنك جايّة من مكان بعيد. عادةً عايشة فين؟"
البنت: "في القاهرة."
جاد: (بابتسامة نص نص) "آه، يبدو إني غلطت. لكن على كل حال، من حسن حظي إني هنا دلوقتي. في الحقيقة، جاي على مضض علشان أزور عيلتي."
البنت: (بتتعجب) "يعني أنت جاي من برة؟"
جاد: "أيوه، للأسف. عايش في دبي، بس والدتي ، أصرّت إني أجي علشان أطمن على مراتي وعيالي... يمكن الوقت جه علشان أشوف الأمور ماشية إزاي. لكن صدقيني، مكنتش عاوز أرجع."
البنت: (بتفهم) "أفهم. شكلها موقف صعب."
جاد: (بتنهد) "إنتِ صح. لكن، يمكن في وقت تاني، لو إنتِ في مكاني، هنتقابل تاني."
البنت: (بتبتسم) "أتمنى لك زيارة حلوة."
جاد: (مبتسم وهو يلتفت) "شكرًا ليكِ. يمكن نلتقي في مكان تاني."
وبعدين كمل جاد طريقه في المطار، وهو حاسس بالضيق من الضغط اللي حطّته عليه والدته.....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله جميع الفصول هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق