القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غناء الروح الفصل الواحد وعشرون 21بقلم زيزي محمد ( حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات)

 

رواية غناء الروح الفصل الواحد وعشرون 21بقلم زيزي محمد ( حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات)






رواية غناء الروح الفصل الواحد وعشرون 21بقلم زيزي محمد ( حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات)

الفصل الواحد والعشرون. إهداء إلى "Nesma Shahin" ♥️🥀


كانت سيرا تسير في الطريق المؤدي إلى منزلها بعقل شارد وملامح حزينة، وكأن الخبر الذي عرفته من حورية قد سرق منها القدرة على الفرح، كانت تظن أن الحكاية ستنتهي بسعادة، لكنها اكتشفت أنها لم تكن بطلتها أبدًا.


اقتربت من منزلها، وعندما دخلت إلى المدخل الواسع المؤدي إلى الدرج، وجدت فاطمة صديقتها أمامها، فتكشرت فاطمة بضيق وهي تقول:


-كنتي فين يا ست سيرا؟!


رفعت سيرا عينيها لتقابل وجه صديقتها الغاضب، وما إن التقت أعينهما، حتى انهارت باكية، فبدت هشة وضعيفة، على غير عادتها، فقد كانت دائمًا قوية، تدير أمورها بعزم ورزانة.


-مالك يا بت يا سيرا؟ يخربيتك خضتيني!!


جلست على أقرب درجة أمامها وظلت تبكي في صمت، حتى احتضنتها فاطمة بحب وربتت على رأسها قائلة بحنان:


-يا بنتي في إيه؟ وكنتي فين؟


همست بنبرة مبحوحة، وكأنها كانت تبكي طوال الطريق:


-عند حورية.


انعقد حاجبا فاطمة بقلق، وسألت بنبرة جامدة:


-عملت فيكي إيه بوز الإخص دي!


مسحت سيرا دموعها، وقررت أن تفرغ ما في صدرها المثقل بمشاعر متناقضة كادت تزهق روحها:


-لما عرفت إن أنا اتخطبت ليزن اتصدمت، وزعلت إن أنا مقولتلهاش...


قاطعتها فاطمة وهي تنظر إليها بشك مقتضب:


-ليه كانت حاطة عينيها على يزن؟!


زفرت سيرا بضيق وهي تجيب:


-حورية بتحب غيث خطيبها يا فاطمة وانتي عارفة كده، الموضوع أكبر من كده أصلاً، حاجة مكنتش اتخيلها، ومكنتش اتخيل اسيب يزن عشانها.


اقتربت فاطمة منها أكثر، وسألت بحيرة:


-تسيبي يزن؟ إيه طلع ابن امه؟


هزت سيرا رأسها نفيًا في صمت، فتابعت فاطمة سؤالها:


-طلع بخيل؟ بس ميبانش عليه!


عادت تهز رأسها نفيًا، فزفرت فاطمة بقوة وهي تقول:


-امال إيه، إيه جو السسبنس ده، انتي غلبتي المسلسلات التركية!


عادت سيرا تبكي وهي تقول بحزن:


-بتاع بنات يا فاطمة، بيتسلى بالبنات زي ما بيتسلى باللب كده، فاطمة قالتلي كده وهي واثقة، أكيد السافل حاول معاها وهي صدّته، وعارفة بقى مين اللي قالها كل بلاويه مرات أخوه زيدان، يعني الكلام موثوق منه اوووي.


وضعت فاطمة يدها فوق فمها بصدمة ثم همست بتعجب:


-بس ميبانش عليه خالص؟!


-لا كان باين بس أنا اللي كنت مغفلة وحمارة وفاكرة قال إيه أنه أُعجب بيا زي ما أنا اعجبت بيه، كان عقلي فين بس! لسانه الحلو وطريقته معايا ومحاولاته إننا نخرج مع بعض، كلها محاولات ماتصدرش إلا عن واحد قليل الادب زيه.


توترت فاطمة من حديث سيرا الغاضب، وخاصةً أنها تعلم أنها تكره ثلاث صفات في الرجل اولها زير النساء، ثانيها "ابن امه"، ثالثها البخل! 


-طيب وهتعملي إيه؟


-وهي دي فيها سؤال، طبعًا هفركش الخطوبة.


همست فاطمة بحزن واندهاش:


-يعني مش هتكملي؟


نظرت إليها سيرا باستنكار وهي تقول:


-طبعًا لا، انتي مجنونة، أنا ماستحملش كده على نفسي أبدًا.


رمشت فاطمة عدة مرات بعينيها الحزينتين، حزنًا على ضياع فرصة ذهبية من يد صديقتها، التي سأمت من العيش في "سوق الجمعة"، حيث شقة والدها التي لطالما أرادت الخروج منها.


-طيب ما يمكن يا سيرا هو فعلاً حبك عشان كده هو اتقدملك رسمي دونًا عن البنات كلهم؟


-لا يا فاطمة، حورية قالتلي هو أكيد ماعرفش يوصلك وحاول يدخل لي من الطريقة دي.


-الله يخربيت حورية على اليوم اللي جت فيه، ما كانت متنيلة في فرح قرايبها واحنا مرتاحين منها ياستي ومن قرفها.


نهضت سيرا بنزق وهي توجه عتابها لفاطمة:


-متضايقة منها عشان بتحبني وخايفة على مصلحتي يا فاطمة؟ لا طبعًا حورية مش غلطانة، حورية صاحبتي بجد!


حزنت فاطمة قائلة وهي تنهض بالمقابل:


-وأنا كيس جوافة يعني يا سيرا، أنا مش هعاتبك بس عشان انتي متضايقة وزعلانة دلوقتي!


كتمت سيرا غضبها بقدر الإمكان، عندما شعرت بحبال غليظة تلتف حول عنقها، تزيد من اختناقها، فقالت بصوت متحشرج:


-متزعليش مني يا فاطمة، بس أنا مخنوقة دلوقتي.


ربتت فاطمة على كتفها وقالت بتفهم:


-عادي، أنا هروح عشان أتاخرت على ماما، بكرة هبقى اجيلك سلام.


ودعتها سيرا، وأكملت صعودها الدرج، وهي تمسح دموعها جيدًا قبل أن يلاحظها أحد، فقد قررت أن تخبرهم برغبتها في إنهاء خطبتها من يزن، التي لم يمر عليها سوى يومين دون إفشاء أي سبب من أسبابها.


وعندما وصلت إلى شقة أبلة حكمت، وقبل أن تضع قدمها على الدرجة الأخيرة، بحثت في حقيبتها عن مرآة صغيرة، لتتأكد من خلو وجهها من آثار الدموع، إلا أن صوتًا أفزعها وجعلها تفقد اتزانها، وتعود للخلف بصدمة:


-كنتي فين ده كله؟


تراجعت سيرا للخلف بقوة، فكادت تسقط على الدرج، إلا أنه كان أسرع، واحتضن خصرها الصغير بذراعيه القويتين، فنهرها بنبرة قلقة:


-حاسبي يا سيرا.


لم تتخيل قط وجوده في منزلها في هذا الوقت، لذا اختل توازنها، ولكن قربه الشديد منها، وتلامس جسديهما غير المقصود، جعلاها تدفعه للخلف بقوة وهي تنهره بنبرة غليظة:


-يزن، أنا مبحبش حد يتعدى حدوده معايا أبدًا.


رفع أحد حاجبيه وهو يرمقها باستنكار:


-يعني كنت اسيبك تقعي على ضهرك وتتكسري!


انكمشت ملامحها بغضب وهي تقول:


-اه ومتلمسنيش.


ثبت بصره عليها لثوانٍ، فلاحظ شيئًا جديدًا طرأ على ملامحها وهي تحادثه، شيئًا مثل… مثل النفور، فقال بحرج لم يكن معهودًا عليه إطلاقًا:


-أنا مكنتش اقصد أكيد، أنا خوفت عليكي، وبعدين لو قصدك على هزاري معاكي الصبح فأنتي أكيد عارفة أنه هزار!


هندمت حجابها وهي تقول بضيق:


-حتى ده مابحبوش!


-طيب اهدي هي مش حرب على فكرة، الكلام اخد وعطا، وبعدين ماتكلمنيش تاني بنرفزة، مابحبش البنت اللي خلقها ضيق!


عقدت ذراعيها أمامها، وهي تنظر إليه بنظرات غامضة، ثم قالت بنبرة متهكمة:


-ما شاء الله شكلك اتعاملت مع بنات كتير!


-بعدد شعر راسك.


قالها ببسمة ساخرة جانبية، هذه المرة حقًا استفزتها، فقالت باستهجان ناري:


-ده انت جريء اوي، وبتقولها عادي كده مش خايف؟


-خايف!!! سيرا فوقي يا ماما أنا راجل، مش عيل توتو، وبعدين ما اقولها عادي تحبي امسكها في ميكرفون واقولها، ما انتي غريبة جدًا.


كزت فوق أسنانها بغيظ، وقالت بنبرة مكتومة من فرط غضبها:


-وأنا يعني عادي اجي اقولك إن أنا بتعامل مع رجالة بعدد شعر راسك؟!


-لا انتي تاخدي على دماغك لو قولتي كده، فوقي وركزي واعرفي الفرق بين الراجل والست، عشان تعرفي تكلميني ازاي، ومتحاوليش تحطي راسك براسي عشان انتي اللي هتزعلي في الآخر!


حسنًا، تلك فرصة ذهبية لإلقاء الخاتم في وجهه، ولا مانع من ضربة قوية بحقيبتها فوق رأسه، لتنتهي تلك الحكاية قبل بدايتها!


ولكن خروج أبلة حكمت قطع عليها أمانيها، التي كادت تتحقق الآن، قائلة بنبرتها السعيدة، والتي بالتأكيد كانت نابعة من وجود يزن في منزلها:


-بتعملوا إيه قطاقيط الغرام على السلم، ادخلوا يلا أنا حطيت الأكل!


الآن فهمت سيرا لماذا يوجد يزن في منزلها، والسبب أصبح واضحًا… أبلة حكمت، قاهرة أحزانها ومفرقة أحلامها! فسمعته يقول بضيق:


-لا أنا شبعت وماشي.


توسعت عيناها باندهاش:


-يوه! شبعت قبل ما احط الاكل!! ده اللي هو ازاي بقى؟


نظر إلى سيرا نظرة شبه غاضبة وهو يردّد بجرأة:


-لا ما هي سيرا سددت نفسي، سلام.


شهقت أبلة حكمت بقوة وهي تمسك بذراعه قائلة بإصرار رهيب:


-والله ما يحصل أبدًا يا يزن، امال العزومة دي كلها على مين، ده أنا عملتلك طاجن بامية باللحمة مخصوص عشانك، لو مش انت والله ما كنت هعبرهم واعملهم حاجة، قدر إن أنا خرجت من المستشفى وعملت الاكل!


حاول يزن أن يفتح فمه ليصرح برفضه، إلا أنها رفضت وأصرت أكثر وهي تجذبه للداخل:


-ادخل يلا بابا وصافي مستنينك، ادخل.


دخل بالفعل بعد إصرارها، فهو لم يشعر حقًا برغبته في الأكل بعد مشاجرته مع سيرا، تلك المتقلّبة المزاج.


بينما سيرا كانت ستتحرك للصعود، هربًا من أبلة حكمت، إلا أنها تلقت ضربة فوق رأسها، فالتفتت بغضب:


-عملتي أيه يا مقصوفة الرقبة يا قليلة الادب في خطيبك.


-ماتضربنيش يا ابلة، أنا مش عيلة صغيرة.


قالتها سيرا بعبوس، فقالت أبلة حكمت بصرامة، وقد عادت إلى شخصيتها المتحكمة:


-شكلك عكيتي الدنيا معاه، بس حسابك معايا بعدين، ادخلي يلا جوه، عشان الاكل هيبرد.


-مش عايزة، بالهنا انتوا.


-والله يا سيرا لو ما تعدلتي لاظبطك أنا بمعرفتي، وبعدين بقولك إيه بابا جوه ومصدقت إنه راضي عليا، ماتبوظيش علينا فرحتنا، ادخلي.


دفعتها أبلة حكمت إلى الداخل بقوة، فتلقت سيرا تنبيهاتها الصارمة بوجه مستنكر وعابس، دخلت وهي تلقي سلامها على والدها، وقبلت يديه أمام نظرات يزن المراقبة، ثم أشارت إلى صافي وقالت بخفوت:


-ازيك يا أبيه؟


-الحمد لله يا سرسورة، قومي اعملي عصير المانجة ليزن عشان بيحب يشربه مع الاكل.


نظرت إلى يزن وهي ترمقه بنظرات غامضة، متسائلة باستنكار:


-بتحب عصير المانجة مع الأكل؟


وضع ساقًا فوق الأخرى، قائلًا بهدوء أثار استفزازها:


-اه، اعمليه بسرعة بقى!


أشارت نحو عينيها، قائلة برقة مفتعلة:


-من العين دي قبل العين دي!


ثم كادت تتوجه نحو المطبخ، إلا أن دهب خرجت وهي تحمل كوب العصير، قائلة بنعومة:


-أنا عملته ليزن، متتعبيش نفسك يا خالتو.


همست سيرا بغيظ منها، لأنها أفسدت عليها خطتها في الانتقام منه:


-يا فرحة أمك بيكي يا حبيبتي.


التقط يزن الكوب وهو يتوجه نحو طاولة السفرة، مرتشفًا القليل من العصير، ثم قال لدهب:


-تحفة تسلم ايدك يا دودو، حقيقي لو خالتك اللي كانت عملته مكنتش هحبه كده.


اندفعت دهب بحماقة وهي تبتسم فخرًا بنفسها:


-خالتو أصلاً ما بتعرفش تدخل المطبخ، ولا بتعرف تعمل أكل ولا أي حاجة.


رمقها جدها بضيق، وحرك رأسه بيأس، فحفيدته نسخة مصغرة من والدتها الحمقاء، التي تعشق التفاخر بنفسها على حساب الآخرين، بينما سيرا لم تهتم، وجلست بالقرب من يزن، متعمدة لمس كوب العصير بخفة، فأسقطته على ثياب يزن بأكملها، فوضعت يدها على فمها بصدمة زائفة:


-يا نهار ابيض وقع ازاي ده؟!


رفع يزن نظراته المستشيطة وهو يرمقها بغيظ:


-معرفش وقع ازاي!! 


-قوم معايا، قوم ادخل الحمام.


كادت دهب تتحرك معهما بلهفة، إلا أن سيرا أوقفتها بنظرة واحدة حادة:


-اقعدي مكانك وماتتعبش نفسك.


ثم نهض صافي قائلاً:


-هجبلك لبس من عندي.


بينما والد سيرا جلس يأنب دهب على كلامها، مقررًا تهذيبها هو وحكمت، التي قرصتها في فخذها:


-بتطيري العريس من خالتك يا حيوانة.


أما في الممر، وتحديدًا قرب دورة المياه، همس يزن لسيرا متوعدًا:


-والله ما هعديها الحركة دي يا سيرا!


توقفت وهي ترسم على وجهها البراءة:


-حركة إيه يا يزن؟!


-وقعتي العصير عليا عشان ضايقتك، شغل عيال صغيرة يعني!!


رمشت بأهدابها، قائلة برقة لم يتقبلها يزن، وجعلته ممتعضًا منها:


-ظلمتني يا يزون، بقى أنا هعمل كده، أنا هدخل اظبطلك الميه.


-والله!


دخلت نحو الحوض وفتحت الصنبور، وهي تنظر إليه ببراءة، بينما هو كان منشغلًا بإزاحة بقايا العصير عنه، فسمعها تقول برقة:


-تعال يا يزون ادخل لغاية ما اجبلك الهدوم من أبيه!


دخل يزن، وخرجت هي، فأغلق الباب وخلع قميصه الباهظ الثمن، ومد يده أسفل المياه، ولكن سرعان ما انتفض عندما وجدها ساخنة جدًا، لدرجة أنها كادت تصيبه بحروق، فهمس بغيظ:


-يا بنت الـ..... آه، ايدي.


أبعد يده وظل يتفحصها، فكانت حمراء جدًا، فأغمض عينيه بوجع، لأنه كان مغفلًا وأنزلها كاملةً أسفل المياه، ثم سارع بتحويلها إلى الباردة، شاعرًا ببعض الراحة!


أما سيرا، فنظرت إلى الثياب التي جلبها صافي، والتي كانت عبارة عن سروال وقميص أزرق بخطوط بيضاء، فقالت بضيق:


-لا يا أبيه الهدوم دي ماتنفعش، اقولك هات جلابية حلوة كده من جلبياتك الحلوة دي الفخمة!


-تصدقي صح، ماشي استني.


ذهب لثوانٍ، ثم أتى بواحدة، ونظرة الفخر بعينيه وهو يقول:


-دي من السعودية يعني غالية بس متغلاش على خطيبك.


تفحصتها سيرا وهي تقول بمكر:


-امال شكلها من الصعيد ليه؟


توتر صافي وهو يقول:


-القماشة من السعودية بس هي تقفيل صعيدي، مش عاجبكي، اجبلك اللي من الكويت استني.


قاطعته سيرا، قائلة بابتسامة صغيرة:


-لا لا دي تحفة، سيب بتاعة الكويت لمرة تانية.


-ماشي اديهاله وأنا هروح اساعد حكمت وخلصوا بقى في العزومة اللي مش باينلها اول من آخر دي.


ذهب صافي نحو المطبخ، الذي كان في الجهة الأخرى، بينما هي وقفت تفكر كيف لها أن تطرق الباب وتقدم ذلك الجلباب، حتى رأت حودة يلعب بالكرة أمامها، وفجأة ألقى الكرة في وجهها بسرعة البرق، فأمسكت رأسها، قائلة:


-اه يا حودة يا كلب.


-معلش يا خالتو، مكنتش اقصد اجييها فيكي!


قالها ببراءة زائفة، فردت بغيظ:


-ده على أساس إنها أول مرة، ده أنت مبهدلنا يا أخي، عاملنا احنا المرمى، المهم خد الهدوم واديها لعمو يزن جوه واطلع اجري ماشي.


ابتسم بخبث قائلاً:


-عشان عيب ابص على حد.


-اسمالله عليك، ابلة حكمت عرفت تربي.


همست بها في سرها بسخرية، فوجدت حودة يقترب منها يهمس برجاء:


-ممكن أخد العيال ونركب على عربية عمو يزن يا خالتو.


لمعت ابتسامتها الماكرة وهي تقول:


-يا روح خالتو خد راحتك، اعتبر العربية عربيتك.


تهلل وجهه، وقرر تنفيذ طلب سيرا أولًا بحماس، ثم تجميع أصدقائه للهو فوق سيارة يزن الباهظة الثمن.


عادت سيرا إلى مكانها، وفتحت هاتفها، وفعلت وضعية التصوير في خباثة، منتظرة خروج يزن الذي طال لدرجة أنهم جميعًا شعروا بالقلق، وما إن خرج حتى انتابتهم نوبة ضحك خافتة، ما عدا هي التي علت ضحكتها، بعد أن التقطت له صورتين.


فاليزن كان عبارة عن أضحوكة بجلباب قصير قليلًا، بسبب فرق الطول بينه وبين صافي، حتى أكمام الجلباب كانت قصيرة! عبس بوجهه وهو يرمقها بانتقام ساخر:


-مالقتش يا حج صافي حاجة اقصر كده تجيبها.


لكزت حكمت صافي في كتفه، قائلة بعتاب، في ظل محاولاتها كتم ضحكتها:


-اخس عليك يا صافي، ثواني يا يزن هجبلك أنا هدوم.


-ومرهم حروق عشان خاطري، في حد ابن حلال كان مظبط الميه على الساخن.


هنا صدح صوت سيرا وهي تنظر إليه باستهجان:


-اتحرقت!! الف سلامة.


همس يزن في سره بقهر وهو ينظر ليده التي تألمه:


-الله يحرقك، والله ما أنا سايبك.


تحرك يزن خلف حكمت التي جلبت له جلباب آخر طويل ومناسب إليه، فبدا وكأنه تاجر فاكهة في أحد الأسواق الشعبية.


همس بحسرة وهو ينظر للطعام الذي لن يستمتع به وهو في ذلك الحال:


-حسبي الله ونعم الوكيل، مش هعرف آكل البامية بنفس.


وقبل أن يضع في فمه قطعة لحم وجد دهب تصرخ وهي تقول:


-الحقي يا ماما! حودة والعيال كلهم على عربية يزن، وفي عيال تانية زَقوا عليها طماطم.


بلع يزن الطعام بصعوبة، واتسعت عيناه قهرًا، متمتمًا بخوف:


-المِرسيدس دي بتاعت سليم!!


مالت عليه سيرا تهمس بمكر:


-وصاحب أجانص قد الدنيا وانت بتشحت عربية اخوك الكبير؟ اخص مكنتش اعرف عنك كده!


رمقها بسخرية وانزعاج من تلك الشماتة المتجسدة في عينيها:


-تعرفي إيه أنا الـ BM بتاعتي في التوكيل بظبط كام حاجة فيها. 


-طيب انت لو منزلتش حالاً ولحقت عربية اخوك، احتمال يعملوا عليها عصير فراولة وصينية بطاطس باللحمة.


ود لو يمتلك القدرة على جلب رأسها اللعين ووضعه في صحن الشوربة الساخن، ليتخلص منها ومن محاولاتها المستميتة لاستفزازه، استأذن دون أن يُكمل طعامه، تاركًا عائلة سيرا تشعر بالحزن والإحراج، بينما كانت هي تشعر براحة كبيرة لاقتناص ثأرها منه.

                                 ***

صعدت يسر بخطوات سريعة لتصل إلى عيادة نوح، وكانت ملامح وجهها متهجمة، ودقات قلبها تتسارع بجنون، دخلت إلى العيادة وجسدها يتشنج بقوة، واقتربت من باب غرفة نوح، إلا أن حسناء اعترضتها بقوة وهي تقول بنبرة لبقة وابتسامة أثارت جنون يسر:


-دكتور نوح مش فاضي دلوقتي يا مدام.


وفي لمح البصر، جذبت "يسر" "حسناء" من خصلات شعرها، وأرجعت رأسها للخلف بقوة، وهي تهمس بنبرة خانقة يفوح منها فحيح مخيف:


-أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي، بلاش أنتي تكوني ضحيتي، انتي مش قدي.


تعمدت حسناء الصراخ والتألم من قبضة يسر القوية، فتجمهر المتواجدون حولهما، وحاولوا إبعاد يسر، إلا أنها زادت من قبضتها، خرج نوح متذمرًا، وما إن رأى الوضع أمامه حتى اقترب من يسر محاولًا جذبها، لكنها دفعته بقوة وقالت بنبرة غاضبة متوهجة:


-عايــزك يا دكتور.


دفعت حسناء بقوة وهي ترمقها باشمئزاز، فبكت حسناء وهي تمسك برأسها متألمة، قائلة بصوت باكٍ:


-والله يا دكتور، كل اللي قولته ليها إنك مش فاضي.


فتدخلت سيدة تشهد مع حسناء:


-الصراحة الست اللي دخلت دي متوحشة، هجمت عليها الاول.


-خلاص يا جماعة، حصل خير، وانتي يا حسناء أنا هصرفلك تعويض عن الاذى ده.


صدح صوت "يسر" بغيظ وصياح أرعب الجميع:


-نـــــــــــــوح.


التفت نوح ينظر إلى الغرفة الموجودة بها، شاعرًا بالإحراج الشديد من المتواجدين، فقالت إحدى السيدات بعدم رضا:


-ربنا يعينك يابني على اللي انت فيه!


ابتسم نوح لها مقتضبًا، ثم دخل سريعًا إلى الغرفة باندهاش، مغلقًا الباب خلفه بقوة:


-في إيه؟ انتي إزاي تدخلي كده، وإيه اللي عملتيه في حسناء ده؟


اقتربت منه وعلى وجهها علامات الانفعال، فبدت شرسة كنمرة قررت أخيرًا الهجوم على سائر قطيعها:


-بنـــتــــي فـــيـــــن يــــا نــــوح؟


نظر إليها مستنكرًا وسأل بعدم فهم:


-مالها لينا؟


ضمت شفتيها بغيظ، ثم نظرت إليه بغموض أربكه، وفي لحظة، انقضت عليه بجنون، تقبض فوق ملابسه، وهي تهمس بغل وقهر:


-أنا ممكن أعديلك أي حاجة غير إنك تقهر قلبي على لينا يا نوح.


فقد أعصابه وأصابه التوتر وهو يسألها بحنق:


-مالها لينا ما تنطقي!


وكأنها لم ترَ صدق ملامحه، فانعزلت في سجون الانتقام، لدرجة أن أنفاسها الملتهبة لفحت برودة وجهه المتخوف مما قد يكون أصاب ابنته بمكروه:


-بتمثل عليا وانت خاطف البت مني، أنا بقولك اهو لو بنتي مارجعتش أنا هعمل....


دفعها عنه بقوة وهو يصيح فيها بجنون، وعدم التصديق ينبثق من عينيه المذعورتين:


-إيه؟ لينا مخطوفة؟ ازاي وامتى وفين، انطقي!


أصابها الحيرة عندما لمحت توتره وذعره المتجسد على ملامحه، فتبسمت بتهكم، وعبراتها تنسال فوق صفحات وجهها:


-انت عايز تفهمني إنك ماتعرفش حاجة؟


خرجت نبرته مذبوحة حانقةؤ منفعلة:


-أنا فعلاً ماعرفش عن بنتي حاجة، وكنت فاكر إنها مع أم واخدة بالها منها، بس طلعتي أم مهملة....


-ماسمحلكش، أنا عمري ما كنت مهملة.


صرخت بها بألم وقهر، عندما مال ميزان الاتهام نحوها وصارت مذنبة، فقطع صراخها صوت رنين هاتفها، وعندما رأت اسم والدها، أجابت بلهفة:


-إيه يا بابا لقيتوها؟


-لا، بس انتي فين؟


ارتسمت ملامح الإحباط على وجهها وهي تقول بصوت مهزوز:


-عند نوح.


-تعالي حالاً.


أغلق الاتصال في وجهها، فزفرت بقوة وهي تبكي قلقًا بانهيار، لم يكن في وسعها سوى البكاء، بكاء أمٍّ كُسِرَ قلبها، فصار نزيفًا صامتًا يقتات على روحها في كل لحظة يمر فيها الوقت دون صغيرتها.


-أنا عايز افهم في إيه، بنتي فين؟


رفعت عينيها تطالعه بصمت وعجز، لكن عقلها لا يزال يفرض تخيلاته بأنه السبب في اختطاف صغيرتهما ليعاقبها على فعلتها، فتحركت من أمامه، ودموعها تحفر أخاديد الألم، وصوتها المبحوح يتوسل إليه:


-عشان خاطري يا نوح، قولي بنتي فين؟ وانت لو عايزني ارجعلك معنديش مشكلة، بس قولي هي فين؟


-انتي مجنونة أنا عمري ما اعمل كده أبدًا، ده بنتي وانتي مراتي مهما مشاكلنا زادت عمري ما أدخل لينا بينا، أنا عايز أعرف إيه اللي حصل!!


لم تشعر به وبما يتعمل داخله، فكان هناك قيد من نار يلتف حول قلبه، يشده حتى يكاد يتمزق خوفًا على ابنته الوحيدة، فانهارت وهي تقول:


-ماما سابتها تنزل تشتري من السوبر ماركت اللي تحت زي كل يوم، وبعدها مطلعتش على طول، ماما قلقت عليها نزلت سألت البواب مالقتهوش أصلاً فضلت تدور في الشوارع ملقتهاش، والراجل بتاع السوبر ماركت قال إنها هي اشترت فعلاً ومشيت ناحية العمارة بس محدش يعرف إيه اللي حصل، والبواب طلع كان في السوق وسايب العمارة من ساعتين.


أول شيء خطر على خاطر نوح، الذي أصابته رجفة هلع ووغز مستمر في قلبه:


-والكاميرات يا يسر؟


-ماعرفش سيبت بابا يتصرف، وجيتلك.


ضغط فوق أسنانه بغيظ وهو يقول بنبرة معاتبة، تحمل نيران الهجر والبعد:


-جيتي عشان شكيتي فيا إن أنا السبب صح!


أخفضت بصرها أرضًا بخجل، فقال بنبرة مقهورة:


-حقيقي أنا كل يوم بتصدم فيكي، ومش متخيل انتي ازاي ماتعرفنيش كده.


ألقى قنابله المدوية، وجذب متعلقاته، ثم جذبها خلفه رغمًا عنها، خرج من الغرفة، وتوجه نحو الباب الرئيسي، فصاحت إحدى السيدات بتأفف:


-كده مايرضيش ربنا يا دكتور احنا ملطعوين من العصر، وانت ماشي بسهولة كده!


التفت إليها نوح وحدجها بغضب، وهو يقول بنبرة يغمرها الغل من الصدمات التي يمر بها:


-أنا بنتي مخطوفة، مش ماشي بمزاجي، ده ظرف غصب عني.


ثم نظر إلى حسناء التي كانت متوترة من نظرات يسر:


-رجعي فلوس كل الموجودين.


ثم غادر وبيده يسر التي كادت تتعثر عدة مرات من شدة وقع خطواته الواسعة والقوية!

                              ***


كانت سيرا جالسة في غرفتها وسط عتمة أفكارها، تتلاعب بها الحيرة كريشة في مهب الريح، هل تستمر في خطبتها لرجل لا يعرف الولاء لقلب واحد؟! فصدح صوت داخلها يصرخ "لن يتغير!" وبعد حيرة طويلة، قررت اتخاذ قرارها بالابتعاد عنه بقلب شجاع.


دخلت كريمة وهي تبتسم ابتسامة عريضة، ممسكة بسترة بها ترتر لامع، لونها أزرق، قائلة:


-سيرا البلوزة دي حلوة ولا اشوف حاجة تاني لخطوبتك.


ابتسمت بحزن وهي تقول بصوت متحشرج:


-ما تتعبيش نفسك يا كريمة خلاص الموضوع خلص.


رفعت كريمة أحد حاجبيها باندهاش واقتربت بقلق:


-معلش يعني؟ ده اللي هو ازاي؟ هو إيه اللي خلص!!


تنهدت سيرا بعمق وهي تقول بنبرة حاولت أن تبدو عادية:


-يعني أنا هفركش الخطوبة، مابقتش عايزة يزن خلاص.


هزت كريمة رأسها عدة مرات في محاولة لاستيعاب حديث سيرا، لكنها بدت حمقاء وهي تستمع إليها، فقالت:


-مابقتيش عايزة مين يا سيرا؟!


-يزن يا كريمة، مش مناسب ليا، وكفاية كلام عشان خاطري عندي صداع وعايزة أنام.


أومأت كريمة برأسها عدة مرات وهمست ببلاهة:


-اه وماله، وماله، نامي يا حبيبتي.


أغلقت الأضواء خلفها وخرجت من الغرفة، وفور خروجها، أراحت سيرا جسدها فوق الفراش وقررت النوم بعدما انتهى انتقامها من يزن، إذ نشرت له صورة بجلباب قصير من حساب وهمي باسم حركي، وفعلت خاصية الإشارة، ولم تكتفِ بذلك، بل وضعت صورًا مضحكة لفنانين مصريين، فيما يسمى بـ"الميمز"، ساخرةً منه على الملأ، مكتفيةً بذلك العقاب.


ثم همست بحقد لم تولده تجاه رجل من قبل:


-اشرب يا قاهر قلوب العذارى، بقى كنت عايز تتسلى بيا، فاكرني من البنات السيكي ميكي!!


فجأة، فُتحت الإنارة، وحدث هجوم مفاجئ مخيف من قِبَل أخوات سيرا، وعلى رأسهن أبلة حكمت ووالدتها بنفسها!!


جلست سيرا فوق الفراش بقلق، وهي تعيد ظهرها للخلف بخوف عندما رأتهن يقتربن منها وكأنهن ينوين قتلها، وأول من تحدثت كانت أبلة حكمت، التي تولت دفة الهجوم:


-إيه الكلام اللي قولتيه ده يا مقصوفة الرقبة لكريمة!!


رفعت سيرا إصبع السبابة في وجه أختها الكبرى قائلةً بتحذير صارم:


-أبلة ماسمحلكيش لو سمحتي!


-ولما اعضهولك مش هتزعلي!!


أنزلت سيرا إصبعها سريعًا خوفًا من تهديد أبلة حكمت الشرس، لكنها وجدت وجهها يتوجه نحو فريال، التي كانت على الجانب الأيمن، بابتسامة ناعمة، لكنها هذه المرة كانت شائكة ومخيفة:


-عايزة تفركشي خطوبتك من يزن ليه يا حبيبتي، قولي متخافيش!


شعرت بضغط قوي من قبل عائلتها، وراية الرفض لقرارها حلقت عاليًا، فانفجرت ببكاء حاد وهي تقول:


-أنا حرة مش عايزة اكمل مع حد، محدش يغصبني على حاجة!


أبعدت أبلة حكمت كريمة، التي كانت على جانبها الأيسر، واحتضنت سيرا بحنو وهي تردد بنبرة هادئة:


-ليه قوليلنا واقنعينا، يمكن نقتنع ويمكن لا، احنا بردو عارفين مصلحتك يا سيروو، احنا عندنا خبرة عنك...


قاطعتها سيرا بحنق وسط بكائها، قائلةً:


-طلع بتاع بنات يا أبلة، بيتسلى بيهم زي ما بيتسلى باللب السوبر كده!


ساد صمت ثقيل، وكأن صوت صرصور الحقل صدح عاليًا عندما رأت وجوههن مبهمة، وكأنها تتفوه بأمر تافه لا يستدعي كل تلك الدموع!


وأول من تدخلت كانت والدتها، قائلةً بنبرة رزينة:


-مين اللي قالك يا حبيبتي؟، هو لحق خانك ده انتوا لسه مخطوبين امبارح!


مسحت سيرا دموعها المنهمرة وهي تقول:


-لا مخانيش دي واحدة صاحبتي اللي قالتلي كده.


صفقت ابلة حكمت عاليًا وهي تقول بضيق وغل:


-هي أكيد البت فاطمة، البت دي أصلاً حقودة وبتغير منك عشان انتي جميلة واتخطبتي لعريس لُقطة، بتكرهك فيه يا غبية عشان تشقطه منك.


رفعت سيرا حاجبيها مندهشةً من ذلك الهجوم، فقالت بضيق:


-لا يا أبلة مش فاطمة، دي حورية.


عادت لتصفق من جديد وقالت بنفس النبرة المغلولة:


-أنا قولت بردو الكلام ده مايطلعش إلا من واحدة حربوئة زي الزفتة حورية، والله انتي مالكيش صحاب جدعة إلا البت فاطمة، محترمة وطيبة وبتحبلك الخير.


اندهشت شاهندا من تحولها السريع، فقالت:


-يا أبلة ده انتي لسه شاتمة في فاطمة حالاً من ثانية!!


كتمت غيظها وهي تقول بترفع:


-سمعت غلط اسم فاطمة قريب من حورية، ثم إن....


التفتت إلى سيرا وقالت بضيق، موجهةً دفة العتاب إليها:


-هو انتي يا سيرا أي حد يقولك كلمتين على شريك حياتك تصدقيه، وتهدي حياتك، مش تشوفي وتجربي الاول.


-أنا حياتي مش تجربة يا أبلة، أنا يا اختار صح من الأول يا إما ماختارش، وبعدين ده فيه اكتر صفة بكرهها في الرجالة، انتي عارفة يعني إيه بتاع بنات، يعني قلبه قلب بطيخ في بذر كتير.


-بس بيترمي ولا لأ.


قالتها كريمة معقبةً سريعًا، فقالت سيرا بنزق:


-طيب ما أنا هبقى بذرة بردو بتترمي.


-يا حبيبتي ان شاء يقلب خوخ ماتزعليش نفسك واديله فرصة.


قالتها والدتها بهدوء وهي تربت على وجه ابنتها، فبكت سيرا مجددًا عندما شعرت أنهن جميعًا ضدها:


-يا ماما هو الحوار حوار فاكهة، الحوار حوار مستقبل وحياة.


زمت حكمت شفتيها بضيق وهي تضرب كفًا بآخر:


-أما انتي عقلك خايب بصحيح، يعني لو نفترض هو بتاع بنات مع إني مش مصدقة الواد كُمل وحاجة آخر آلاجة، وكان عايش فترة شباب زي ما كل الناس بتعيشها، بس في الآخر قرر يستقر واختارك انتي دونًا عن البنات كلهم، وعايز يكمل حياته معاكي بإرادته، فين الغلط؟!


-في شباب مابتتسلاش بالبنات يا ابلة، في شباب محترمة.


عبست كريمة وهي تقول:


-مفيش الكلام ده يا سيرا، انتي عايشة في قصص وخيالات؛


-على رأيك يا كريمة، ده الواد حودة ابني بيكلم خمس بنات صحابه في المدرسة.


زفرت سيرا بغيظ وهي تعيد خصلات شعرها للخلف قائلةً:


-انتوا مايهمكوش الا انتوا عايزينه، عريس حلو وغني مابتبصوش بقى في عيوب إيه!!


هنا تدخلت والدتها بضيق وهي تردد:


-ما كل الناس يا بنتي فيها عيوب ومميزات، هو في حد كامل، الكامل لله وحده!


-وأنا مش عايزة يا ماما، أنا حرة، مش عايزة، أنا اللي هعيش وهكمل حياتي معاه، أنا اللي قلبي هيوجعني.


-والله انتي قاطعة أرزاق، يا بت بطلي نبر بقى.


قالتها حكمت بغيظ، فعقبت شاهندا بهدوء رزين:


-طيب فكري تاني يا سيرا، يمكن تغيري رأيك.


صاحت حكمت بنبرة حادة:


-لا طبعًا تفكر إيه!!


أشرن إليها بحدة وهمسن في صوت واحد:


-بابا يا أبلة!


فأخفضت حكمت صوتها بانفعال مكتوم وهي تقول:


-مفيش تفكير، انتي عايزة تشمتي فينا فوزية الملوية وابنها المدمن؟! وبعدين بابا فرحان فرحة مشفناهاش قبل كده! وعمال يخطط برة يعزم مين ومايعزمش مين، ويجبلك إيه، يهون عليكي يا جاحدة تكسري فرحته عشان شوية تفاهات مالهاش لزمة.


فأكملت فريال، مؤكدة على حديث أختها بإصرار:


-بابا أصلاً تعبان وقلبه مابقاش متحمل، وممكن يزعل ويكتم في قلبه بسببك، بابا فرحان بالنسب يا سيرا، وفرحان بيكي وعايز يطمن عليكي زينا، والصراحة يزن وعيلته كويسين وماتنكريش الناس فرحانة بيكي، وهو كمان أظن أنه جدع معاكي والراجل ماسابناش خالص وفضل معانا لغاية ما جينا هنا.


فتحت سيرا فمها لتعارضهن، إلا أن دخول حودة، جالب المصائب، وهو يتنفس سريعًا، قاطع حديثهن:


-الحقووووووا، جدو وقع في الشارع اغمى عليه، وخالو قاسم و خالو عبود اتقبض عليهم.

_______________

قراءة ممتعة ♥️🥀

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااا


تعليقات

التنقل السريع