القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بطل قصتي الفصل السادي 6بقلم الكاتبه عبير ابراهيم

 

رواية بطل قصتي الفصل السادي 6بقلم الكاتبه عبير ابراهيم




رواية بطل قصتي الفصل السادي 6بقلم الكاتبه عبير ابراهيم

"الفصل السادس"

في ظهيرة يوم جديد توسطت الشمس سمائها والقت بذيول ثوبها الذهبية، طرقت طرقات خفيفة فوق سطح الباب ثم أدار مقبضه تفتحه بهدوء، وأمدت عُنقها قليلًا تتفقد حالتها، فكانت "أوركيد" جالسةً في الفراش بمشاعر يجتاحها الخمول والإنهاك، فأطرقت برأسها في وَهن فقد جفاها النوم حتى ساعة متأخرة من الليل، فما جرى بالأمس جعلها خائره النفس مُخبطه المشاعر، وقد تعمق حزن قلبها أكثر، تدبرت ابتسامة باهتة ثم رفعت راسها تُطالع والدتها وهي تقول:
_ادخلِ أمي.

تقدمت والدتها داخل الغرفة بخطوات وئيدة وقد اِفتر ثغرها عن ابتسامة خفيفة ثم أردفت بصوت هادئ:
_ما كل هذا النوم أبنتي، لقد تأخرتِ على عملك.

قالت أوركيد بنبرة هادئة:
_لقد سهرت كثيرًا بالأمس، المهم هل طعام الإفطار جاهز؟
والدتها بنبرة ثابتة:
_منذ وقت طويل.

أومأت "أوركيد" بحسم ثم أضافت:
ـحسنًا، سوف أغتسل وأرتدي ثيابي والحق بكِ على الفور.

أنهت أوركيد طعامها لتنتصب واقفه من فوق مقعدها وراحت تقترب من مقعد ولدتها لتضع قبله فوق رأسها، ثم تقول بصوت دافئ:
_أدعي لي يا أمي فلدي اليوم جراحة معقدة، أدعي الله أن تمر مرور على خير.

رددت والدتها تبتهل إلي الله بصوت حنون:
_أعانكِ الله ويوفقكِ ويجعلكِ سبب في شفاء البشر وتخفيف آلامهم، وجعل أيامكِ تعج بسعادة  ونجاح ويُنير ودروبك.

قالت "أوركيد" بحب وهي تلتقط هاتفها من فوق طاولة الطعام تضعه في حقيبتها:
_أدام الله وجودك إلى جواري يا أماه ولا حرمني من دعواتك التي تُنير عتمة أيامي.

سكت لبُرهة قبل أن تبتسم ثم تُضيف وهي ترمقها بجانب عينيها:
_لقد طلبت من سعاد واكدت عليها عدم إعطائكِ أكثر من فنجان قهوه واحد في اليوم.

زفرت والدتها بضيق قبل أن تسألها مُعاتبه:
_لماذا؟! فأنتِ تعلمين أنها تُريح الأم راسي.

رمقتها "أوركيد" بنظرة ثابته ثم قالت معترضة:
_هي التي تجلب الأم الرأس لا تمحوها، وتُسبب عدم انتظام ضربات القلب وبالتالي ارتفاع ضغط الدم، هذا غير ارتفاع الكوليسترول، بالله يا أمي أهتمي أكثر بصحتك.

عبس وجه والدتها بضيق ثم قالت برجاء:
_ فنجانين في اليوم.

هزت " أوركيد" رأسها بنفي قاطعٍ ثم رددت بإيجاز:
_لا.

الوت والدتها شدقها ثم قالت باستسلام:
_حسنًا لكِ ما تُريدين.

رماتها "أوركيد" بقبله ثم ودعتها ذاهبه إلى عملها بعد أن رددت على مسامعها وصاياها العشر والتي تبدأ، بضرورة أن تستريح ولا ترهق نفسك في أي شيء وتنتهي بأنها إذا احتجتها في أي وقت يجب أن تهاتفها على الفور.

وصلت "أوركيد" إلى المستشفى التي تعمل بها، أخذت تتفقد حالات المرضى لبعض الوقت، لتأتيها الممرضة وتُردد بهدوء:
_طبيبة أوركيد غرفة الجراحة جاهزة.

رفعت "أوركيد" يديها تُطالع ساعتها، ثم قالت بجدية:
_حسنًا، أخبري طبيب التخدير أن يبدأ على الفور وأنا قادمة.

تحركت الممرضة تُنفذ تعليماتها بينما توجهت هي إلى غرفة تبديل الملابس، ارتدت الثوب الجراحي الذي يحمل اللون الازرق والمكون من قميص نصف كم وغطاء للرأس و كمامة تغطي فمها وأنفها، ثم تحركت صوب الغرفة الملحقة بغرفة العمليات وبدأت في غسل وتعقيم يديها حتى المرفقين بالمواد المطهرة جيدًا لعدة دقائق، سارت وهي ترفع يديها قليلًا دفعت الباب بظهرها لتدلف إلى غرفة العمليات، حيث قامت الممرضة بمساعدتها على ارتداء مريول العمليات فالتفت بحركة اعتيادية لتقوم الممرضة بعقدة فوق خصرها، ثم عاونتها في ارتداء القفازات، تحركت "أوركيد" لتتوقف بجوار طاولة الجراحة التي يتسطح فوقها المريض، أعطاها طبيب التخدير إشارة البدء لتردف بثبات وجديه:
_مشرط.

ناولتها الممرضة إياه، التقطته "أوركيد" لتُحدث شقًا طويلًا في وسط الصدر على طول عظم الصدر، انتهت لتردف من جديد:
_منشار العظام.

حملته وقامت بنشر عظام القفص الصدري، ثم بتوسيع فتحة القفص الصدري ليُظهر القلب، تجاوزت الجراحة الست ساعات، انتهت الجراحة فغادرت "أوركيد" غرفة العمليات وهي تتنفس الصعداء بعد كل هذا العمل الشاق الذي كُلل بالنجاح، شق الصمت صوت الجراح المساعد وهو يسير خلفها ويقول بإعجاب بمهارتها:
_تهانينا طبيبة أوركيد فقد عملتِ بجد.

ارتسمت ابتسامه خافته فوق ثغرها وقالت:
_لقد أحسنتم جميعًا، أشكركم على عملكم الجاد.

ظلت أوركيد قابعه بجوار فراش المريض حتى استعادة وعيه، اطمأنت على استقرار حالته وطرقت الأوامر للممرضة ثم تحركت لتُغادر، خطت نحو غرفتها حتى تنال قسطًا من الراحة، فهي تعمل بكد دون توان أو تقاعس، بمجرد دلوفها أرتمت بجسدها فوق أقرب مقعد وأطرقت برأسها للخلف تستند على ظهر المقعد وأسدلت جفونها بارتخاء، تغلغل إلى مسامعها صوت طرقات فوق سطح الباب، اعتدلت فوق مقعدها وقالت بوهن سامحه للطارق بالدخول:
_تفضل.أدارت "أريج" مقبض الباب ثم فتحته بهدوء ودلفت إلي داخل الغرفة واغلق الباب خلفها، تحركت تجلس فوق المقعد المقبل لأوركيد، لتقول وهي تبتسم ابتسامه عريضة:
_تهنينا على نجاح جراحتك، المستشفى بأكملها تتحدث عن مدا خطورة الجراحة وصُعُبتها ولكنكِ أنهيتها بمهارة وبراعة كما هو المعتاد.

تنهدت أوركيد بأريحية كبيرة ثم رفعت راسها تُطالع أريج قائله:
_لقد كان ذلك بفضل الله وتوفيقه، الحمد لله الذي جعلني سببًا لإنقاذ حياة إنسان.

مطت أريج شفتيه ثم نظرت إليها بعتاب وقالت بصوت هادئ:
_متى غادرتِ الزفاف بالأمس ولماذا لم تنتظرين حتى نعود معًا؟!

ردت "أوركيد" وهي تبتلع غِصَّة أدمت قلبها الحزين:
_لم أستطع الانتظار أكثر، ولم أريد أن أجبركِ على المغادرة لأجلي.

غمزت لها أريج بإحدى عينيها ثم قالت بمشاكسه:
_رأيتك ترقصين برفقة إلياس، تهانينا لكِ على هذا المعجب الجديد.

تنهد "أوركيد" بضيق شديدٍ ثم أردفت تسألها:
_هل تعلمين من يكون إلياس؟!

مطت "أريج" شفتيها بجهلٍ ثم قالت:
_لا أعلم عنه الكثر، أنه جراح قلب يعمل معنا بنفس المستشفى.

أردفت "أوركيد" بصوت مبحوحٍ من فرط الحُزن:
_أنه إلياس الفقي.

اندهشت أريج مع انبساطية واسعة بين حاجبيها وقالت:
_ ماذا إلياس الفقي؟! كيف؟! ولماذا عاد بعد كل هذه السنوات؟!

تنهدت بضيق ثم تهدجت نبرة صوتها بحزن عميق وهي تقول:
_يقول أن حبه لي هو ما دفعه للعودة، وأنه لم يستطع أن ينساني ولو للحظة.

تلفظت "أريج" باستفسار وحيرة:
_وما كان جوابك؟!

رفعت "أوركيد" أحد حاجبيها ثم أضافت بصوت ساخر:
_حقًا لا تعلمين جوابي وتسألين، بالطبع لم ولن أقبل تلك العودة، أقبل به اليوم وغداً هو بمفارق.

تحدثت "أريج" مُستفسرة  بصوت هادئ عكس الأخرى التي بداء الغضب يتحرك بداخلها:
_لماذا لا تعطيه فرصة ثانية؟! فأنتِ لم تنسيه بعد ومازال قلبكِ يخفق لأجله، وهو من جاء برغبته فلن يُضيعكِ.

نهضت "أوركيد" وقالت بصوت عنيد ثابت وهي تتجه صوب مكتبها تجلس إليه:
_لم أنتظره ولم يعد له شيء في قلبي، وتعلمين أنني كنت على وشك الخطبة من أيمن، فكيف أنتظره وأنا أوافق على الارتباط بأخر.

لتسكت هنيهة ثم تردف بعدها بتشتت:
_الأهم من الحب أن نطمأن إلى أن من نحب سيبقى إلي جوارنا حتى تشيخ أعناقنا، فالحب وحده ليس كافي لبناء أسرة سوية.

تبعتها "أريج" تقف أمام المكتب وهي تقول بهدوء:
_معكِ حق أن الحب ليس كافي لبناء أسرة، ولكن لا تخدعي نفسك فأنت تعلمين جيدًا أنه لولا إلحاح والدتك ما وفقتِ على هذا الأيمن، فقلبكِ لم يدق لسواه طوال كل هذه السنوات، فلماذا لا تعطي نفسك وتعطيه بعض الوقت؟ كيف أصبحتِ بكل هذا الجبن؟ أين أوركيد التي لم تكن تكترث لشيء فكانت تفعل كل ما يحلو لها؟ أوركيد التي أحبته من كل قلبها لسنوات دون الحاجة إلى حسابات العقل المعقدة وسنوات من التفكير.

تنهدت "أوركيد" تنهيدة طويلة ثم تهدجت نبرة صوتها بحزن عميق وهي تضيف بصوت مشتاق:
_ لقد كبرت لم أعد تلك الفتاة التي تلهوا وتمرح دون حساب لأي شيء لأنها تعلم أن والدها موجود لأجلها، فمهما حدث لها كانت تعلم أنه سوف يخبئها بين ثنايا روحه فلم يتمكن أحد من أن يمسني بسوء حتى الحياة لم تكن تقوى أن تلحق بي مضرة، ولكنها الأن أشتد بؤسها بعد أن وارى مأمني الثرى؛ لذلك فمن الضروري أن تكون هناك حسابات معقدة وسنوات من التفكير لأن شجى الفراق يقتات في أعماق كياني، ولن أقوى على وداع أحد أحبه مرة أخرى.

توقف عن الحديث لثواني تزيح العبرات التي فرت من مقلتيها ثم أضاف برجاء وبقلب مُلتاعٍ من فرط الحنين لتلك اللحظات:
_رجاًء لا أريد الحديث عن هذا الموضوع مرة أخرى فلم أعد أستطيع التحمل.

أومَأْت "أريج" مُتفهمة ثم قالت بصوت هادئ وقلب يئن على حال صديقتها:
_حسنًا حبيبتي لن أتحدث عنه ثانيتًا، ولكن إهدائي.

...............................................
نزع غطاء رأسه وهو يتنهد بارتياح، وهو يغادر غرفة العمليات بعد أعطا تعليماته لفريقه، تم نقل المريض إلى غرفة الإنعاش تُراقبه الممرضة خلال انحسار المخدر، دلف "إلياس" يتفقد حالة مريضه، وقفت الممرضة على الفور، فقال بهدوء وهو يتفحص المستلقي أمامه والذي بداء يستعيد وعيه تدريجيًا ويصدر عنه أنين خفيض جراء ما يشعر به من ألم:
_احرصي على وضع المسكن في السائل الوريدي حتى يخفف من حدة ألامه.

أومأت الممرضة في تفهم ثم قالت وقد احتلت الابتسامة ثغرها:
_حضرتك طبيب بارع وحريص على حالة المرضة، لم أعتقد يومًا أنه سيأتي طبيب ماهر مثل طبيبة أوركيد بل ويفوقها أيضًا.

علت ابتسامة خجله ثغره وقال وهو يترجل خارج الغرفة:
_أشكرك على طيب كلامك، ولكن لا يوجد أحد كطبيبة أوركيد.

قالت بتايد وهي تتبع خطواته إلي الخارج:
_صحيح لا أحد مثلها، فهي طيبت القلب وتحترم الجميع، لقد حزنت كثيرًا بعد ما فعله بها الطبيب أيمن.

بطرت خطواته، استدار برأسه صوبها وحدث في دهشة وقال بفضول:
_ماذا فعل لها الطبيب أيمن.تنهدت بحزن تخبره بإجاز:
_كان الجميع يعلم أن موعد خطبتهما قريبًا وأنه يحبها ويهتم لأمرها فقد كان يلحقها طوال اليوم في المستشفى حتى أخذ الجميع يتحدث على أنهم في علاقة غرامية، وعندما علمت طبيبة أوركيد بهمسهم عليها فتشاجرت مع الطبيب أيمن، ففجاها بطلبه لخطبتها أمام الجميع في المستشفى، ولكنه فجأة خطب فتاة أخرة دون أن يخبرها، أو يعتذر لها عن طلبة لها، وقد ذهبت إلي الخطبة والتقط أحد المرضى النفسيين لها صور وهي تبكي وقاموا برفعها على جروب الدردشة بينهم ليسخروا منها، لقد مرت حقًا بفترة عصيبة.
تأجج داخله بلهيب الغيظ من هؤلاء الحمقى ومن ذاك الأيمن، ضغط على قبضته بانفعال جامح وتحرك بخطوات سريعة يهبط الدرج.

.............................................
أخذ يجول في الممر روحة وجيئة في تردد لا يعرف بماذا يزكي موقفه لديها، تنحنح بقوة قبل أن يحسم أمره بطرق باب مكتبها، لحظات وسمعها تقول بفُتُور:
_تفضل.

أدار مقبض الباب ثم فتحه بهدوء، كانت جالسةً خلف مكتبها تُطالع بعض التقارير الطبية لمرضاها، رفعت رأسها تُحدق فيه بذهول، ثم قالت بلهجة صارمة وهي تنزع منظارها الطبي من فوق أعينها:
_ماذا تفعل في مكتبي، من فضلك أذا كان ما ستتحدث به لا يخص العمل فمن الأفضل أن تُغادر بهدوء فأنا لا أريد الإنصات إلى أي حديث لا يخص العمل.

أومأ بتفهم لرد فعلها ثم قال بإصرار عنيد:
_أتفهم غضبك، ولكن يجب أن تستمعين إلي، يجب أن تُعطيني فرصة ثانية لأبرر موقفي.

ابتسمت "أوركيد" بسخرية ثم هتفت بسخرية واضحة:
_فرصة ثانية! كم تستخدمون هذه الجملة كثيرًا هذه الأيام فلقد أصبح الجميع يسعى خلف فرصة ثانية ليحتالوا علينا للمرة الثانية، ظنًا منهم أننا حمقا لا نعلم ما يعتمر صدورهم من أجلتا.

انتهت ليقول "أيمن" برجاء:
_أرجوكِ لا أريد سوى أن تسمعني فقط لمرة واحدة.

هبت واقفه من فوق مقعدها وقد اتسعت عيناها اتساعًا من تبجحه ثم صاحت بصوت عالٍ:
_لا أريد سماع شيء وليس لك فرص عند غادر قبل أن أطلب لك الأمن، أنا إلي الأن أحترم زمالة المهنة.

قال وهو يقترب من مكتبها:
_صدقيني لم يكن ذنبي، لقد أجبرت على تلك الخطب.....
رفعت كفها في وجهه توقف تدفق حديثه وانفرجت شفتيها قليلًا كي تتحدث ولكنهما وجدت الباب يُفتح فجأة ثم دخل "إلياس" غرفة المكتب دون أن يطرق بابها وهو يندفع كسيل جارف خطير نحو أيمن يقبض بكفيه على ياقة معطفه الطبي ثم يصيح ساخطًا:
_ماذا تفعل هنا؟! ماذا تريد منها؟! ألم يكفيك ما فعلته بها.
أنزل "أيمن" يد إلياس التي تقبض علي معطفه وهو يُطالعه بسخط وهو يصيح محتاجًا:
_من أنت لتُملي علي ما أفعل وما لا أفعل؟! هل عُينت وصايًا عليها.
أجابه "إلياس" بلهجة حادة وعلى صفحة وجهه ملامح مُكفهرة:
_أجل عُينت وصايًا عليها هل هناك أي اعتراض؟
ثم تنهد بقوة قبل أن يهدر فيه محذرًا بنبرة خانقة:
_أن رأيتك تقترب من أوركيد مرة أخرى لا تلوم سوأ نفسك، أتفهم.
رمقتهُ "أيمن" بنظرة قوية عدوانية قبل أن يستدير ويتحرك نحو الخارج وهو يستشيط غضبًا منه، وأقسم في نفسه أنه لن يطرقها له وسيفعل المستحيل من أجل إرضائها حتى لا يدعه ينتصر عليه، وما أن أغلقت الباب خلفه حتى تحركت "أوركيد" من خلف مكتبها تقف أمامه وبضيق تسأل مُستنكرة:
_ماذا تفعل أنت؟! وكيف تقتحم غرفة مكتبِ بهذه الطريقة الهمجية؟! ومن أعطاك الحق لتتدخل بحياتِ.
استدار إليها "إلياس" ليواجه نظرتها بصدر يخفق من الغضب ثم زفر بحنق من إصرارها على إقصائه الذي يُزعجه وقال:
_ماذا تُريدن مني أن أفعل وأنا أري هذا الأحمق يُزعجك.
أغمضت "أوركيد" عينيها في حنق ثم قالت بصوت منفعل حاد:
_وما شأنك أنت بي؟! ومن قال لك أنه يُزعجني؟!

تنهدت بضيق ثم تهدجت نبرة صوتها بحزن عميق وهي تضيف بصوت مخنوق:
_لقد فقدت حقك في التدخل في شؤوني بكامل إرادتك، فأنا لم أعد شيءٍ بالنسبة لك.

أسبل "إلياس" جفونه بكظم شديدٍ ثم أجابها بلوعة:
_أنتِ حبيبتي منذ كنت طفلًا وحتى أصبح كهلًا، أنتِ عشقي الأول والأبدي، فهذا القلب ملككِ فقط فهو ممتلئ بكِ.

ثم تابع بصوت عنيد ثابت وهو يُشير بسبابته في وجهها منبهًا:
_لن أسمح لأحد بالاقتراب منكِ، فأنا لم أقطع كل هذه الأميال لأشهد على حبك لأخر.

أنهى إلياس" حديثه وتحرك يخرج من الغرفة، فخطت "أوركيد" خطوات سريعة نحو بابها تغلقه بانفعال جامح وأخذ صدرها يعلو ويهبط من فرط انفعالها، وراحت تُصيح بلهجة حانقة:
_أنا لست حبيبتك ولا تحلم بذألك حتى.
لتتحرك بخطواتها باتجاه النافذة  ثم بدأت تزيح الستائر عنها، وتستنشق الهواء بنهم لتملأ راتيها به ثم تخرجه على مهل.

يتبع 

تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من رواية👈( بطل قصتي) 

اضغط على اسم الرواية ☝️☝️☝️

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع