القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية يونس الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم اسراء على

 رواية يونس الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم اسراء على 






رواية يونس الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم اسراء على 


يونس


حينما وجدت اشباه ملائكه البشر تسكن ارضي 

تغيرت مشاعري

اصبحت فوضى تبعثرني بين ساعه واخرى

متعه العذاب في حيرة الغرام

رائعه هي معزوفة اللقاء


ظل عقله يُفكر في أمر تلك الجنية التي غزته بسرعة أخافته..تلك أول مرة يتحادث معها ولكنها لم تكن الأولى بـ رؤيتها...


أما هى في داخل المرحاض تضع يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط بـ شدة من فرط التوتر و...بعض المشاعر التي دغدغتها..وقفت أمام المرآه تتأمل ملامحها..مسحت على وجهها ثم وضعت يدها على فاها..لمحت خاتم خطبتها من عز الدين..ظلت تتأمله قليلاً قبل أن تهتف بـ فزع


-إيه اللي أنا بعمله دا؟..المفروض مشاعري ملك عز الدين وبس..مش هسمحله يـ..يعمل كدا تاني.مش هخليه يلغبطني كدا...


حسمت أمرها وأبدلت ثيابها..التي سُرعان ما تأملتها بـدهشة..وهتفت بـ خجل وهى ترى هيئتها


-أنا هطلع قدامه كدا!!..


إعتدل على الفراش مُستندًا بـ جذعه العلوي على الفراش..يجلس نصف جلسة ثم وضع قدم على أخر وتشدق وهو يعقد ذراعيه أمام صدره


-دلوقتي لازم أتحرك لأني مش لازم أقعد فـ مصر كتير..


وما أنهى عبارته حتى وجد باب المرحاض يُفتح بـ بطئ..إشرأب بـ عنقه ليرها..وبالفعل خرجت وهى تُخفض رأسها إلى أسفل..إتسعت عينا يونس بـ دهشة حقيقية ثم ما لبث أن أنفجر ضاحكًا على هيئتها..رمقته هى بـ ضيق وهتفت بـ إنفعال


-متضحكش

-وضع يده على معدته وقال من بين ضحكاته:وعيزاني مضحكش ع شكلك دا وأنتي شبه بهانة كدا!


قالها وظل يضحك..فـ كانت ترتدي إحدى عباءات تلك السيدة البشوش ذات الجسد الممتلئ لتغرق هى فيها..كما أن ساقيها حتى ما بعد رُكبتيها نظرًا لقِصر قامة العجوز.. زمت شفتيها بـ عبوس وقالت بـ دفاع


-طنط أم عواد هى اللي إدتهولي أعمل إيه!..أقولها مش عاجبني؟

-وضع يده على عيناه وهتف بـ سخرية:لأ طبعًا..بس شكلك لايق فيها...والله شبه بتوع السرايا الصفرا

-ضيقت عيناها وضربت الأرض بـ قدميها ثم قالت بـ حدة:أهو أنت يا يونس الكلب


وجاءت عند "الكلب"وأخفضت صوتها..ليقول هو بـ تحذير


-أهو الكلب دا هيجي يعرفك الكلاب بتعمل إيه

-إتسعت حدقتيها بـ رعب وهتفت بـ توسل:لالالالا..أنا مقولتش كلب أنت ياللي بيتهيقلك..

-ضرب كف على آخر وهتف:نفسي أفهم لما أنتي بتموتي فـ جلدك كدا بـ تتهبي تطولي لسانك ليه!!

-أهو أنت اللي بتتهبب


نهض هو ليُخيفها..فـ ركضت هى إلى داخل المرحاض وأغلقت عليها..إبتسم ثم قال بـ خفوت


-مجنونة..أنا وقعت فـ مجنونة...


تقدم من باب المرحاض ثم طرق عليه..ليأتيه صوتها المُرتعب 


-أنا اللي بتهبب مش أنت..عشان خاطري متدخلش

-ضغط على فكه السفلي بـ غيظ ثم قال:يا أم مخ جزمة..أنا بخبط عليكي عشان أقولك أنا نازل شوية..ومتطلعيش من الأوضة

-تشدقت بـ صوتٍ عال:مش هطلع من الحمام أصلاً...

-يارب


هتف بها يونس بـ تضرع ثم رحل وتاركًا إياها ترتعب وحدها في المرحاض....


**************************************


بـ الأسفل كان أبو عواد و زوجته يتحدثان عنهما..إرتشف أبو عواد من قدح الشاي الخاص به ثم قال


-لا تدخلي يا أم عواد..يونس وبنثج (بنثق) فيه..مرته أو لأ..ما يعنينا

-هتفت هى بـ ذهول:كيف ما يعنينا يا شيخ!!..ديّ بنية وهو رچال..وما بينهم رابط ولا زواج..كيف بينتركوا لحالهم؟

-نظر لها مُطولاً ثم تشدق بـ إصرار:جولتلك (قولتلك) أنا بثج إبيونس كيف ما بثج بحالي ويمكن أكثر..وأنا بعرف إنه ما راح يجرب (يقرب)منها لو مش مرته


صمت قليلاً ثم أكمل حديثه بـ صرامة


-مش عاوزك تحكي معه بـ هذا الموضوع..جفلي (قفلي)..و لاتفتحي معهم هذا الموضوع...


قاطع حديثهم يونس وهو يتقدم بـ إبتسامة..وهتف 


-السلام عليكم

-ردد الإثنان:وعليكم السلام يا ولدي..تعال إجعد (أقعد)

-تنحنح وقال:معلش يا عم أبو عواد..أنا رايح مشوار

-سألته أم عواد:وين رايح؟

-لعند عواد..هو فـ الديوان صح!!


أماء أبو عواد بـ رأسه ولم يتحدث..فـ أكمل يونس حديثه 


-طب أنا هروحله عاوزه فـ موضوع

-إبتسمت أم عواد وقالت:روح يا ولدي..الله معك..ودير(خلي) بالك الدينا سواد

-إبتسم قائلاً:متخافيش عليا يا أم عواد..مش هتأخر..بعد إذنكوا..


ثم تركهم ورحل..لتنظر أم عواد إلى زوجها نظرات ذات مغزى..ليُبادلها بـ أخرى مُطمأنة....


************************************


-محمد أنت فين؟


هتف بها عدي الذي هاتف صديقه..فـ رد عليه الأخير 


-أنا لسه مخلص شغل..خير فيه حاجة!

-أه كنت عاوزك فـ خدمة

-عقد محمد ما بين حاجبيه وتساءل:أأمر يا سيدي

-تشدق عدي بـ جدية:أنا ناوي أروح سفرية كدا مستعجلة وعاوزك تحاول بكرة تتصرفلي فـ أجازة يومين


صمت صديقه قليلاً وهتف بـ جدية


-يونس!!

-تنهد عدي وقال:أه..بس مش هقدر أقولك فين

-أماء صديقه بـ تفهم وقال:وأنا مش عاوز أعرف..أنا فاهم أنت بتفكر فـ إيه


أخذ محمد أنفاسه ثم أكمل بـ نبرة جادة


-هتصرفلك بكرة فـ أجازة متقلقش

-تشدق عدي بـ إمتنان:شكرًا يا محمد هتعبك

-ليقول محمد بـ مرح:تعب إيه بس!!..أصله مش ببلاش يا سيادة الرائد


ضحك عدي ثم قال بـ مزاح


-طالما إستغلال بـ إستغلال..يبقى كمل جميلك بقى وإعمل اللي هقولك عليه

-هااا قول يا سيدي


أخذ عدي نفس عميق ثم زفره على مهل وهتف بـ نبرة قاتمة


-عز الدين

-قطب محمد حاجبيه وقال:ماله عز الدين؟

-مسح عدي على وجهه وقال:لعبت فـ دماغه والمفروض ودا طبعًا إحتمال ضئيل إنه هيقول شوية حاجات بس أكيد فيها تغيير جذري بس ع الأقل نعرف حاجة وآآ..

-قاطعه محمد بـ ضيق:من غير الموشح دا..قول ع طول

-تأفف عدي وقال:تابع معاه وراقبه كويس وقوله إني إتبعت مأمورية..وإعرفلي بيكلم مين وبيروح فين وكل حاجة

-طيب يا سيدي

-معلش بتقل عليك


إبتسم صديقه ثم صمت قليلاً وقال بعدها بـ نبرة صادقة


-خلي بالك من نفسك وإعرف إنهم هيراقبوك..

-وضع يده على عيناه وقال:عارف عشان كدا عامل إحطياطاتي..كل اللي عاوزه بكرة تشتيت فكرهم عنها حتى عما أبعد

-تمام..وأنا قبل ما أروح لشغلي بكره..هطلع لعز الدين واقوله أنك فـ مأمورية بحيث يكون المراقبة ع البيت بس

-رد عليه عدي بـ تحذير:دا بعد أما تظبط الدنيا مع العقيد 

-تساءل محمد:العقيد رفعت؟

-هتف عدي مُسرعًا:لأ أنا مبثقش فيه زي يونس ما بيثقش فيه

-أومال مين قصدك!

-العقيد سعد..هو اللي هيقدر يظبطلنا الدنيا..خصوصًا لما تعرفه حكاية يونس..

-تمام يا صاحبي..ربنا يرجع يونس بخير وتتظبط الدنيا بقى

-تشدق عدي بـ رجاء:يارب والله..عشان أنا تعبت

-قال محمد بـ مواساه:خلاص هانت يا معلم إجمد أنت بس..

-إن شاء الله..يلا سلام


ثم أغلق الهاتف و أراح ظهره على الوسادة وهو يُفكر كيف ستكون المقابلة بينه وبين ذاك الغائب مُنذ عامان...


***********************************


دلف يونس إلى ذلك الديوان..وسأل العامل عند عواد فـ أشار بـ يده إلى مكانه..إتجه إليه ثم وضع يده على منكبه هاتفًا بـ مزاح


-كيفك يا رچال؟


إلتفت عواد لذلك الشخص الذي يُحدثه وما أن رأى يونس حتى هتف بـ سرور


-صجر!!..إبن العم!..إشتقتلك يا صجر


ثم عانقه بـ قوة ليُبادله يونس العناق..ثم قال بـ ترحيب


-إجعد..إسترح..چيت لهون أمتى؟

-جلس يونس وقال:لسه مبقاليش ساعتين

-ربت على رُكبته وهتف:يا مراحب..يا مراحب..والله إشتقنالك يا صجر

-إبتسم يونس وهو يقول:وعشان كدا قولت أزوركم


إبتسم عواد ثم نادى أحد العاملين وطلب منه إحضار بعض المشروبات والفاكهه..إنصرف العامل وساد الصمت قبل أت يكسره عواد بـ سؤاله


-كيف كان الأسر يا صجر؟!

-ضحك يونس وقال:ممتع..مقدرش أقولك الخدمة كانت إيه..حكاية..إتوصوا بيا ع الأخر


قالها وهو يحك مؤخرة عنقه..لتصدح ضحكات عواد الذي قال بـ مزاح


-ظاهر بـ وشك..حتى أنت مختلف عن سابج (سابق)


إبتسم يونس من زاوية فمه..ليأتي بعدها العامل ويضع المشروبات والفاكهه ثم رحل في صمت..مال يونس على عواد وسأله بـ همس


-الأمانة لسه معاك!


نظر له عواد..ثم مد يده إلى عنقه وأخرج قلادة ونزعها عنه ثم أعطاها إلي يونس قائلاً بـ جدية


-ما جلعتها (قلعتها) من يومها..أنت وصيتني وأمنتني وأنا كنت جد (قد) هذه الأمانة

-أخذها منه ثم ربت على فخذه وقال بـ نبرة صادقة:عارف عشان كدا مأمنتش غيرك

-تسلم يابن العم


إرتدى يونس القلادة مرة أخرى والتي كانت تتدلى منها ناب صغير لإحدى النمور البرية..ثم قال عواد


-وبعدن إيش (ماذا) تساوي (تفعل)؟

-تنهد يونس وأجاب:هقعد هنا كام يوم وبعدها هسافر برة مصر..بـ اللي معايا دامش هقدر أقعد أكتر من أسبوع


هز عواد رأسه بـ تفهم..ليسأله يونس وهو يتفحص القلادة


-أومال فين كارت الميموري!

-حك عواد رأسه وقال بـ حرج:مع وداد!!

-عقد حاجبيه وتساءل:مين وداد؟

-قال عواد بـ ذهول:الغازية (الراقصة) يا صجر


ضرب يونس جبهته ثم تساءل بـ شئ من الغضب


-وحاجة مهمة زي دي تبقى مع رقاصة ليه يا عواد!!

-وضع يده على ذراعه ثم قال بـ تبرير:يا رچال لا تعصب..أنا فكرت أن شئ مهم مثل هذا لا يجوز يضل إمعايا كله..جولت لو لا قدر الله وحصل شي..لا تروح كلها


صمت يونس وكذلك عواد يلتقط أنفاسه ثم عاد يوضح


-وأنا طلبت من وداد إنها تحتفظ فيها..والحجيجة (الحقيقة) ما جصرت (قصرت)..

-حدثه يونس بـ تحذير:أوعى تكون قولتلها حاجة..تودينا فـ داهية

-إبتسم عواد وقال:لا..ما جولت شي..أنا طلبت وهى نفذت إوبس

-خلاص هنروح بكرة نجيبها

-كيف ما تأمر

أماء يونس بـ رأسه بـ رضا ثم هتف بـ إبتسامة وحرج


-متزعلش مني يا عواد دي حاجات تودي ورا الشمس

-ربت على منكبه وقال:مش واخد على خاطري..لا تجلج (تقلق)

-حيث كدا يلا نرجع البيت..عم أبو عواد مستنيك

-يلا...


ثم تحركا كِلاهما في إتجاه المنزل...


**************************************


كانت هى جالسة تُفكر في الإتصال بـ عز الدين..قبل أن تفيق على صوت يونس وهو يقول بـ سخرية


-متفكريش تعملي كدا ولا تطلبي من حد


رفعت رأسها بـ سرعة لتراه أمامها يهذي بـ تلك الكلمات وهتفت بـ عفوية


-أنت بتعرف منين!..هو أنا بفكر بـ صوت عالي؟


نزع تلك القلادة و وضعها في جيب بنطاله ..إلتفت إليها ثم قال بـهدوء


-مش محتاجة..أنا عارف بتفكري فـ إيه يا بتول


إنتفضت كـ من لدغتها أفعى وإتجهت ناحيته بـ سرعة جعلته يجفل..وقفت أمامه ثم أشارت بـ سبابتها المُرتعشة


-أنت عرفت اسمي منين!


عض على شفتيه بـ غيظ..أكل ذلك الخوف والإنتفاضة لمعرفته اسمها..كور قبضته وحاول أن يضبط أعصابه ولكنها لم تسمح له إذ سألته بـ صوت مُرتعب وكأنها تقف أمام جني


-عـ..عرفت اسمي..منين..أنا..أنا مقولتلوش

-جذبها من تلابيبها ثم هتف بـ زمجرة:هو أنتي حد مسلطك عليا!!..دا لو ربنا بيخلص مني ذنب مش هيبتليني بيكي...


لاحظ إرتجافة شفتيها..وعيناها التي بدأت تدمع..ليستغفر بـ صوتٍ عال ثم قال


-هو أنا مش قولتلك نزلو صورك فـ التلفزيون..وطبعي ينزلوا معلومات عنك يا بلائي الأسود..وعرفت اسمك منه..خلصت مش قضية


إرتخت معالمها..ليترك هو تلابيبها..فـ عدلت من ثيابها وهتفت بـ مرح وكأنها لم تكن مُنذ لحظان ستصاب بـ نوبة قلبية


-ما تقول كدا خضتني يا راجل


هز رأسه بـ يأس وأخذ يمسح على بـ عنف وهتف بـ تضرع


-يارب خلصني منها ع خير


نظر لها فـ وجدها تجلس على طرف الفراش وتساءلت بـ ثقة وكأن ما حدث لم يكن


-ها بقى كنت فين!

-وحياه أمك!!!


هتف بـ هذه العبارة بـ شئ من الحدة والذهول..ليرتفع كِلا حاجبيها وهى تنهره كما تنهر طفل صغير


-بس كدا عيب..ترضى حد يحلف بـ أمك!

-إنتفض بـ غضب:نعم!!

-أشارت بـ سبابتها في وجهها وقالت:شوفت شوفت..أهو أنت مترضاش..ليه بقى تقولي كدا؟..عيب يا يونس


هذه الفتاه ستصيبه بـ جلطة رُباعية الأبعاد..جلس على أحد المقاعد وقال بـ إمتعاض


-أنا أسيبهم يمسكوني أسهل وأرحم..

-تجاهلت عبارته الأخيرة وتساءلت:قولي بقى بتشغل إيه!..طالما مش هتجاوبني كنت فين

-أنتي عندك عته ولا تأخر ذهني!

-هتفت بـ توضيح:ع فكرة الأتنين واحد


رمقها بـ نظرات نارية تشي بـ نفاذ صبره..فـ أردفت مُسرعة


-خلاص مش واحد متزعلش أوي كدا..

-تأفف بـ ضيق وتساءل:أنتي عاوزة إيه!

-عقدت ذراعيها أمام صدرها وتشدقت بـ بساطة:بتعرف عليك..عاوزة أشوف أنا مع حد خير ولا شر!

-رفع حاجبه وهتف بـ برود:تفرق معاكي!

-أماءت بـ قوة:أه تفرق..عاوزة أعرف هعمل حاجة صح ولا غلط!

-نظر لها مُطولاً ثم قال:أنتي شايفة إيه!

-رفعت كتفيها بـ فتور ثم تشدقت:أنا مش شايفة حاجة..أنا معرفكش أساسًا من ساعة أما عرفتك..عرفت أنك هربان وقتلت ناس كتير..كفاية اللي عملته فـعز


حدق بها ثوان..ولم يرد لتُكمل هى وقد بدأت نبرتها في الإنفعال


-أنا مبثقش فيك..وكون إني بسألك وبحاول أتعامل معاك بتلقائيتي فـ دا عشان أتأقلم مع الوضع وأقدر أسايرك كويس...


نهضت لتقف أمامه..ليقف هو الأخر واضعًا يداه في جيبي بنطاله يُطالعها بـ برود..فـ أكملت حديثها وهى تلكزه في صدره


-إنما لو جاتلي فرصة أهرب مش هتردد ثانية..أنا معرفش عنك أي حاجة..أنت كلك ع بعضك غامض..بعكس عز..عز الدين أنا بثق فيه أكتر من نفسي..وبحبه أكتر من نفسي..وبكره الوقت اللي مقضياه معاك وأنا بعيد عنه..هو عنده نزاهة مش عندك..بيحب و آآآ...


ولم يدعها تُكمل عبارتها..إذ أمسك معصميها بـ قوة وضغط عليها بـ طريقة آلمتها..ثم جذبها ناحيته وهدر بـ شراسة


-أوعي..شوفي أوعي تكمليها..أنتي لسه صغيره عشان تفهمي الناس..حقك متثقيش فيا أنتي عشتي معايا قد أيه!..تعرفيني من أمتى!..عارفة عني إيه!!..ولا حاجة طبعًا


حدق في عيناها المُرتعبة وأكمل بـ نبرة حادة


-مسألتيش نفسك أنا مقربتش منك ليه!..مع أنه كان فـ إيدي؟..

-هدرت بـ إنفعال:ولا عز الدين عمل كدا..بالعكس عمره ما لمسني بـ طريقة مش كويسة..عشان بيحبني وبيحافظ عليا

-أكمل هو:وعشان عرفاه ومش متوقعة منه الغلط..أما أنا فـ ليه!..أنا فـ نظرك قتّال قتلة ومبتثقيش فيا..وزي ما بتقولي خاين..فـ واحد بمواصفاتي ليه ميرقبش منك..ليه معملش معاكس بـ اللي يكسر عز الدين!!


حدقت بـ ذهول..إلا أنه مُصيب في كونها تشعر معه بـ الأمان..لا تشعر بـ رهبة من وجوده جوارها..صمتت ولم تجد من الحديث ما تتفوه به..أرخى يداه عنها ثم تشدق بـ نبرة هادئة بعض الشئ


-أنا مش كدا يا بنت الحلال..أنا واحد برضي ضميري وربي قبل أي حاجة..بحط عقاب ربنا قبل عقاب البشر..بخاف من ربنا قبل ما أخاف البشر..أنا لو فيا ذرة من اللي قولتيه واللي أنتي مش حساه منه..كنت قتلتك و محدش عرف وكدا كدا هو مفكر إنك لسه تحت إيدي...

-هو..هو أنت ممكن تقتلني!

-تنهد يونس وهو يترك يدها:لو كنت عاوز أعملها كنت عملتها..أنا قولتلك من الأول إني محتاجك أخرج بس من البلد وبعدها أنتي حرة تروحي لعز الدين تروحي للعفريت الأزرق مليش دعوة..


إبتعدت عنه ولم تتحدث ولكن بـ رأسها مئات الأسئلة..ولكن أيضًا لا تستطيع التفوه بها قبل أن تُرتب أفكارها المُشتتة وأولها..لما هذا الأمان مع ذلك الغريب والذي لم تشعر به مع عز الدين!!!....


الفصل_السادس

يونس


الحب أعمى والمحبون لا يرون الحماقة التي يقترفون...


-خطفوها


قالها إحدى الفتيات التي دلفت على شخصًا ما والذي كان يقوم بـ تدقيق بعض الورق..وبعدما سمع هذا الخبر حتى رفع رأسه وتساءل


-مين دي!!

-رفعت الفتاه أحد حاجبيها وتساءلت:أنت مسمعتش الأخبار!

-لأ..بقالي كام يوم مش متابع ومخترجش من المكتب بقالي يومين..في إيه يا روضة ومين اللي إتخطفت دي؟


جلست المدعوة روضة على مقعد أمام مكتبه وتشدقت بـ توضيح


-البنت خطيبة سيادة الوزير في حد خطفها

-إبتسم بـ سخرية وقال:بجد!..طب كويس

-عقدت ما بين حاجبيها وتساءلت:كويس إزاي!


ألقى ما بـ يده وطالعها بـ سوداوتيه بـ نظرات شيطانية


-كدا رقبة عز هتيجي تحت رجلي 

-إرتفع كِلا حاجبيها بـ إعجاب وقالت:قول كدا..أيوة وساعتها اللي أنت عاوزة هيتم


أماء بـ رأسه وهو بيتسم..فـ أكملت


-بس محدش يعرف مين خطفها..قال أنه حادث إرهابي

-طبعًا لازم يقول..عمومًا هو هيعرفني


إرتسمت ملامح التساؤل على وجهها فـ رد على سؤالها الصامت


-هيقولي عشان أرجعهالوا..

-قالت بـ رضا:دا شئ كويس..وساعتها هتضغط بيها عليه..لأ بجد برافو

-يلا مش وقته الكلام دا..أخلص الشغل اللي فـ إيدي وأبقى أفوق لعز الدين..وأنتي كملي شغلك..

-نهضت روضة وقالت:تمام..هروح أشوف الشركة التانية

-أشار لها:كويس فكرتيني..لو وافقوا ع البنود إمضي معاهم

-تحركت ناحية الباب وقالت:تمام..أول لما أخلص هجيلك...


ودلفت إلى الخارج وتركته يتحرك بـ مقعده بـ إستمتاع هاتفًا بـ تشفي


-وأخيرًا وقعت تحت إيدي يا عز الكلب...


*************************************


تأملها وهى تائمة تتكوم على نفسها كـ الجنين في طرف الفراش..لا يدري أيترك لـ فؤاده العنان ويعشقها!..أم يروضه عنها؟..فهى تعشق أخر الرجال المحترمين من وجهه نظرها..تنهد بـ حرارة لما يختلج قلبه من مشاعر تُرهقه ثم نهض عن موضعه وتوجه إليه..إنحنى بـ جزعه ليحملها ويُعدل من وضعيتها..وقبل أن يعتدل لثم جبينها بـ قُبلة رقيقة وهتف بـ همس وهو يتأملها


-طلعتيلي زي الجنية وشقلبتني كياني فـ كام ساعة..


ثم جذب عليها الغطاء ودثرها جيدًا..توجه هو إلى الأريكة وتمدد عليها وحاول أن يحث جفونه على الإنغلاق..ليُداعبه النوم بعد دقائق فقدْ أُرهق اليوم...


في صباح اليوم التالي شعر بـ شئ يوضع عليه ويدًا ما تتلمسه بـ لمسات خفيفة..ليطبق هو على تلك اليد بـ سرعة و قوة فتاكة لتصرخ بتول بـ ألم ثم قالت


-إيدي يا متوحش


أرخى يده عنه ثم أعتدل في جلسته لينسدل الغطاء عنه..بينما يده تفرك وجهه والناعس فـ هتف بـ صوت مُتحشرج من النوم


-بتعملي إيه!

-أجابته وهى تفرك يدها موضع الألم:كنت بغطيك الحق عليا..خيرًا تعمل كسرًا تلقى

-زفر بـ إستياء ثم قال:أسف يا ستي..وبعدين أنا ظابط يعني همس أو لمس لازم أفوق وأعمل اللي عملته


نظرت له شزرًا ولم ترد..نظر هو في ساعة يده وقال بـ إندهاش


-ياااه الساعة تسعة!..الواحد نايم بقاله عشر ساعات!


نهض من موضعه وهو يضرب على فخذيه..لتتراجع هى بـ رعب..تعجب من رد فعلها ذاك فـ سألها


-مالك؟

-ردت بـ توتر:هو أنت مش قايم تضربني!!

-عض على شفتيه بـ غيظ ثم قال بـ سخرية:لأ كفاية عليكي إيدك اللي كانت هتتكسر دي

-رمقته بـ حنق ثم قالت بـ ضيق:متوحش


أغمض عيناه وتجاهلها ثم توجه إلى المرحاض..فـ هتفت بـ غيظ


-يارب تقع فـ البلاعة

-جاءها صوته العالي:سمعتك يا بتول


شهقت بـ فزع..ثم قالت بـ رجاء


-معلش متزعلش مني عيلة وغلطت


دلف خارج المرحاض وهو يتخلل يده في خصلاته القصيرة والتي تُقطر ماءًا..ثم قال وهو ينظر لها بـ تهكم


-خليكي راجل كدا فـ نفسك وإبقي أد كلمتك


تقدمت منه بـ خطى غاضبة أحس منها أنها ستلُقنه درسًا..أشهرت هى سبابتها في وجهه وهتفت بـ غضب جعل وجنتيها يشعان حُمرة


-لو سمحت أنا بنت مش راجل


لا يعلم أيصفعها!..أم يقوم بـ خنقها!..أم ماذا!..أكل ذلك الغضب من أجل أنها فتاه لا رجل!..حك طرف ذقنه وتشدق


-بتول!!..يلا ننزل نفطر الناس شكلهم مستنينا

-إرتخت معالمها في لحظات ثم هتفت بـ حماس:يلا


ضرب كف بـ أخر ولم يُعقب..إلتفت وكادت أن تحرك..إلا أنه أمسكها من مؤخرة عنقها وقال من بين أسنانه


-هتنزلي إزاي بـ منظرك السِمح دا..خشي إغسلي وشك وغيري هدومك يا ست زفتة..


ثم دفعها ناحية المرحاض..لتلفت له بـ حدة هاتفة


-طب متزقش

-أشار بـ حاجبيه وتشدق بـ صرامة:خشي


أغلقت الباب في وجهه بـ حدة..ليزفر هو بـ قوة وتضرع إلى الله وهو يضع يديه في خصره


-يارب صبرني على ما بلتني...


*************************************


دلفت إلى مركز الشرطة في خفية وصعدت إلى مكتبه الخاص..طرقت عدة طرقات ولكن لم يجبْ أحد..توجهت إلى أحد العسكر وهى تتأفف بـ ضيق..ثم سألته بـ جدية


-هو الرائد عدي أبو شادي مش موجود!

-تفحصها العسكري ثم قال بـ جمود:لأ يا ست واخد أجازة

-وضعت يدها عل  جبهتها ثم قالت:طب متعرفش هيجي أمتى؟

-أجابها بـ جفاء:لأ معرفش..


نظرت له شزرًا ولم تُجبه..تحركت عدة خطوات في نفس الوقت الذي دلف فيه محمد مركز الشرطة..لتلحقه قائلة بـ لهفة


-سيادة الرائد!!


إلتفت محمد على ذلك الصوت الأنثوي الرقيق..ليقطب ما بين حاجبيه وهو يقول بـ جدية


-أفندم!

-حضرتك مش فاكرني!!


تطلع إليها محمد وهو يتأمل ملامحها الرقيقة عينان بندقيتان وخُصلات ذهبية..ذات بشرة سمراء فاتنة..قصيرة القامة ذات جسد مُمتلئ بعض الشئ..


تشدق محمد بـ نبرة عادية:الحقيقة مش فاكرة

-مدت يدها بـ إبتسامة عذبة:أنا روضة الشِهدي..المفروض أني كنت أقابل الرائد عدي بس هو فـ أجازة

-أماء بـ رأسه وقال:أه هو فـ أجازة

-أكملت حديثها:هو قالي لما ملاقيهوش..أقدر أتكلم مع حضرتك

-أشار بـ يده إلى صدره:أنا!

-أه


تلفتت حولها ثم قالت بـ صوت خفيض


-بس مش هينفع نتكلم هنا..ممكن نتدخل المكتب!!

-أه طبعًا إتفضلي


إبتسمت ثم تبعته إلى مكتبه..دلفا وأخذت تتأمل الغُرفة ليقطعه بـ صوته


-إتفضلي..إقعدي

-نظرت له ثم قالت:مرسيه


جلست أمامه على المقعد المواجهه لمكتبه..وضعت حقيبتها بـ جانبها ثم أخرجت بضعة أوراق..ليهتف هو قبل أن تتحدث


-تشربي إيه؟

-نفت بـ أدب قائلة:ملوش لزوم..أنا أصلاً هقول اللي عندي وأمشي لأنه مينفعش أفضل هنا كتير


قطب من عبارتها فـ أوضحت وهى تمُد بـ يدها الأوراق


-من فترة وأنا بشتغل مع الرائد عدي بـ شركة سيف الكردي وأجبله معلومات..أي معلومات أعرفها

-أمسك الأوراق من يدها ثم قال بـ تقطيبة عميقة:من فترة!!..بس أنا معرفش أي حاجة من دي..عدي مقليش حاجة

-إبتسمت بـ هدوء وقالت بـ تفهم:هو معرفش حد لأنه دا كان شغل خاص شوية..بس هو قالي فـ حال عدم وجوده اقدر أثق فـ حضرتك


تفحص محمد الأوراق وهو يستمع لها ولكنه لم يرد..أغلق ما بـ يده ثم تشدق بـ هدوء


-المعلومات دي حلوة جدًا..بس أنا المفروض أثق إن دا مش ملعوب!

-حقك يا سيادة الرائد..بس حضرتك ممكن تكلم الرائد عدي وهو هيفهمك..


نهضت تحت نظراته المُتعجبة وأكملت حديثها


-عمومًا كل حاجة مع حضرتك تقدر تتأكد منها كويس..

-طب لو سمحت رقمك واسمك عشان لو إحتاجتك


أخذت قلم و ورقة ودونت معلومات عنها بـ جانب اسمها ورقم هاتفها..ثم تشدقت بـ هدوء وإبتسامة


-دي شوية معلومات عني عشان لو حبيت تتأكد..بس لو سمحت يبقى فيه سرية فـ الموضوع لأن حياتي أنا اللي هتكون فـ خطر..


خطت خطوتان ثم عادت وهتفت بـ تذكر


-أه..سيادة الوزير هيطلب من سيف أنه يدور ع خطيبته المخطوفة..ولو خطيبته وقعت فـ إيده..قال أنه هيساوم عليها..بعد إذنك...


ثم تركته ورحلت...


**************************************


عاونه أحد رجاله في الدلوف إلى السيارة..ثم وتوجه إلى مقعده وتحرك بها تحت كاميرات الصحافة..أخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم إتصل بـ سيف على مضض..ولكنه من أجل رجوع بتول..جاءه صوت سيف الظافر وهو يقول


-عز باشا!..حمد لله ع السلامة

-رد عليه عز الدين بـ جمود:الله يسلمك يا سيف..أخبارك!

-جاءه صوت سيف وهو يقول بـ مكر:أكيد متصلتش عشان تعرف أخباري


أبعد عز الدين الهاتف عن أُذنه ثم أطلق السباب اللاذع..أعاد الهاتف إليه ثم تشدق بـ ضيق


-عاوز أشوفك يا سيف

-امممم..عشان السنيورة اللي إتخطفت ولا إيه؟

-هدر عز الدين بـ غضب:إتكلم بـ أدب يا سيف الكلب عنها..وإعرف أنت بتكلم مين

-حدثه سيف بـ إستفزاز:براحة يا عز باشا أنت اللي محتاجلي مش أنا

-تأفف عز الدين وهتف بـ جفاء:قصره هتيجي ولا أشوف غيرك!!

-رد عليه الأخر بـ خبث:أجي طبعًا..دا أنا تحت أمرك

-تلوى شدق عز الدين بـ إبتسامة ساخرة وهو يقول:قصدك أما صدقت أقع تحت ضرسك..

-مط سيف شفتيه وقال:تفرق معاك!..أظن أهم حاجة بـ النسبالك أن خطيبتك ترجع..مش كدا؟

-زفر عز الدين بـ نفاذ صبر وقال:عاوز إيه يا سيف؟


صمت سيف قليلاً ليتأفف عز الدين..تحدث الأخير بعد برهة قائلاً 


-خليها لما أشوفك..عشان الكلام يبقى ع نور

-ماشي يا سيف..أي حاجة بس أهم حاجة بتول ترجع..

-خلاص يا باشا..هجيلك النهاردة لما أخلص الشغل..فـ مكانا المعتاد


أكد على العبارة الأخيرة بـ تحذير..فـ هتف عز الدين


-خلاص ع عشرة بالليل نتقابل هناك...

-إتنفقنا..سلام


ثم أغلق الهاتف وعلى الجانب الأخر إبتسم سيف بـ خبث وقال بـ نبرة كـ فحيح افاعي


-وأخيرًا لاقيت نقطة ضعفك يا عز الكلب..الأيام بينا....


************************************


في المساء ظلت تجوب الغُرفة ذهابًا وإيابًا وهى تحدث نفسها بـ توتر


-كل دا وراح فين!..معقولة سبني هنا وخلع..واطي ويعملها


وما أن أنهت عبارتها حتى دلفت فتاه صغيرة..نظرت لها بتول بـ تعجب وتساءلت


-في حاجة يا شاطرة


أشارات لها الفتاه أن تنخفض..فـ فعلت بـ تأفف واضح فـ سألتها بتول بـ نفاذ صبر


-في إيه!!

-وضعت الفتاه يدها على فاها ثم تحدثت بـ صوت خفيض:أنا شوفت الصجر وهو خارچ من هون مع الخال عواد

-عقدت ما بين حاجبيها وقالت:راح مع عواد!..عواد مين؟

-أوضحت لها الفتاه:الصجر و الخال عواد يعرفوا بعض من زمان..ولهيك الصجر بيوثج (يثق)  بالخال

-أمسكت يدها وسألتها:طب هما راحوا فين؟

-رفعت كتفيها وقالت بـ براءة:الخمارة


أغضمت بتول عيناها ثم فتحتهما مرة أخرى..وفعلت ذلك عدة مرات علها تعي ما وشت به تلك الفتاه..فـ عاودت سؤالها مجددًا


-قولتي إيه يا قمر!

-أعادت الطفلة العبارة مرة أخرى:بالخمارة

-حدثت بتول نفسها بـ تعجب:الخمارة!..اللي بيبقى فيها رقصات وخمرا ومنكر!!


صمتت تعض على شفتيها غيظًا ثم إنفجرت بـ غضب


-وعاملي فيها شيخ وبيخاف من ربنا!..دا أنا هطلع عينك يا زفت أنت..ماشي


نظرت إلى الفتاه ثم سألتها


-وأنتي عرفتي منين إني مش عارفة هو فين!

-ردت عليها بـ بساطة:سمعت من باب الغرفة..ودخلت أجولك

-أماءت بـ رأسها وتساءلت:تعرفي مكان البتاعة دي فين!


أماءت بـ رأسها بـ قوة..فـ أمسكت بتول يدها وهتفت بـ إصرار


-يلا..بس براحة


ثم تسللا خيفة ودلفا خارج المنزل..دقائق من الخطوات الواسعة وكانا أمام تلك "الخمارة"..على بعد خطوات منها..هتفت الصغيرة بـ حماس


-أهو الصجر هنيك


أشارت بيدها لتتطلع بتول مكان إشارتها..لتجحظ عيناها مما تراه..فـ كان يقف أمام فتاهٍ ما ويضع يده على وجنتها..لتضيق عيناها بـ وعيد..إنخفضت إلى الفتاه وقالت بـ صرامة


-روحي أنتي يا قمر عشان متتلوثش برائتك من اللي شيفاه دا..بس متعمليش صوت وأنتي داخلة ولا تقولي لحد عن مكانا


أماءت الفتاه بـ رأسها ثم ركضت..لتنهض بتول وتحركت بـ عزيمة وعيناها تُطلقان الشرر..


-بتعمل إيه يا صقر هنا!!


إلتفت كُلاً من يونس وتلك الفتاه والتي يظهر من ملابسها أنها إحدى الراقصات في ذلك المكان..لتتسع عينا يونس بـ دهشة قبل أن تضيق بـ غضب..ترك الفتاه ثم أمسكها من مرفقها وهزها بـ عنف زاجرً إياها


-بتعملي إيه هنا يا مصيبتي السودة!

-حاولت إخراج يدها من براثنه وهى تقول بـ شراسة:بشوفك ع حقيقتك يا كداب..وعمّال تقولي بخاف ربنا ومش عارف إيه..و واقفلي مع رقاصة!..رقاصة!..طب إستنضف

-ردد ما قالته بـ ذهول:أستنضف؟..أنتي أتخبلتي فـ عقلك ولا إيه!


همت بـ الرد ولكن أتت تلك الراقصة وهتفت بـ توجس


-فيه حاچة يا فهد!

-رفعت حاجبيها وهتفت بـ عصبية:ويطلع إيه فهد دا كمان!

-مال عليها وهتف من بين أسنانه:حسابنا لما نرجع


لم يُمهلها الرد وإلتفت إلى وداد وقال بـ إبتسامة مُصطنعة


-مفيش حاجة يا وداد..بتكلم مع مراتي بس

-أماءت بـ رأسها بـ تفهم ثم قالت:طيب يا فهد..لا تتأخر.وجفتنا (وقفتنا) هون مو (مش) صح

-رد عليها بـ هدوء:حاضر يا وداد..دقيقة بس


ثم إلتفت إلى تلك الواقفة بـ تذمر وتُهمهم بـ كلمات لم يلتقط منها سوى تلك الجُملة


"إيه جنينة الحيوانات اللي بينادوك بيها دي"


-همس بـ جانب أذنيها بـ حدة:جنينة حيوانات!!..ماشي يا بتول إما حطيتك للأسد عشان ياكلك وأرتاح منك ميبقاش اسمي يونس

-أشاحت بـ يدها بلا مبالاه:يا جدع أسكت بقى..دا تحت السواهي دواهي صحيح

-كز على أسنانه وهو يُجيب:بلاش تختبري صبري...


وقطع جُملته على صوت ذلك الرجل وهو يقول


-أنتوا مين وإيش تساوا هون!


إختبأت بتول خلف يونس بـ خوف..من هيئة تلك الرجل المفزعة..بالإضافة إلى حمله بندقية ويوجهها ناحيتهم..وقبل أن يتشدق يونس كانت وداد تتسلم دفة الحديث


-عايد!!..ها دول الناس إمعايا..لا تجرب منهم


ألتفتت وداد لهم وقالت بـ هدوء


-عايد..زوجي

-وداد!!


هتفها الرجل بـ ذهول ثم تقدم منها بـ غضب وصاح بها


-إيه چابك هون وتاركة الخمارة؟وجفالي مع رچال!

-لطمت بتول على وجنتها وتشدقت بـ جزع:يا لهوي الراجل هيغسل عاره بينا

-نظر لها شزرًا ثم إلتفت إلى الرجل وقال بـ هدوء:إحنا زباين يا أخ عايد


نظر لهم الرجل بـ تفحص دقيق ثم قال


-زبون!!..طيب خلاص فوتوا معي

-فتحت بتول فمها بـ بلاهة وقالت:عادي كدا!..طالما زباين ندخل..إيه الراجل دا؟


خرجت من خلف يونس ثم تشدقت بـ ذهول


-هو أنت هدخله عادي!..أنت من شوية كنت هتقتله عشان كان واقف مع الأستاذة

-ليقول الرجل بـ بساطة:هو بيجول زبون..وين المشكل؟

-رفعت حاجبيها و تشدقت:اااااه..كنت هتقتله من شوية مع الزوجة الفاضلة ولما طلع زبون و برضو مراتك هترقص لنفس ذات الشخص.. إيه المشكلة!..إيه الراجل القفا دا؟


وصل إلى مسامعه ما قالت..ليضحك يونس بـ خفوت ثم قال بعدها


-طب يلا ندخل 

-نظر عايد إلى بتول وقال وهو يقبض على فكه:بس البنية ما يصح تفوت..هون ما بيفوت حريم

-وضعت يدها في خصرها ثم تشدقت بـ تذمر:ليه إن شاء الله!..دا ع أساس إن مراتك من فصيلة القرود!


ضحك يونس مرة أخرى..وما أن لاحظ تجهم قسمات الرجل..حتى أخفى إبتسامته ولكزها بـ حدة في ذراعها وحذرها بـ صوتٍ عال


-لمي لسانك بقى..ويلا عشان ندخل


ثم رفع نظراته إلى الرجل وقال بـ إبتسامة


-معلش هى تبعي يا أستاذ عايد

-نظر لها بـ عدم رضا ثم قال:خلاص تفوت..بس أنا مو رايد مشاكل الله يرضى عليك

-متقلقش..مش هتتنقل من جمبي


ثم تحركوا جميعًا وهو يجذبها من مرفقها قائلاً بـ وعيد


-ماشي يا بتول..لو عملتي مشكلة أنا اللي هخلص عليكي..

-براحة عليا..


قالتها بـ صوتٍ ضاجر..ليتأفف هو بـ ضيق..وما كادا أن يدلٌفا حتى سمعا صوت من خلفهما وهز يهتف 


-يونس!!!



الفصل_السابع

يونس


قمة الخذلان، أن أحفظ عهدكِ، وأصون ودَكِ وأُذكر نفسي بأنني يجب أن أراعي ما بيني وبينك، وفجأة يضيع في لحظةٍ كل شيء.


إلتفت يونس و بتول على ذلك الصوت ليتفاجئ بـ شقيقه عدي..ترك يونس يدها وإتجه ناحية عدي وإحتضنه بـ قوة وكذلك الأخير بادله الإحتضان..إبتعد يونس عنه وتساءل


-عرفت إني هنا إزاي!

-إبتسم عدي بـ مكر وقال:تلميذك يا معلمي

-ربت يونس على كتفه وأكمل:عامل إيه وسيادة العقيد وأمك؟

-تنهد عدي بـ أسى وتشدق:أمك بتموت يا يونس لازم تروح تشوفها..


أخفض يونس وجهه وإرتسمت علامات الألم على وجهه ولم يرد..وعلى الجانب الأخر وجهت وداد سؤالها إلى بتول


-مين هاذا؟

-مطت بتول شفتيها وقالت بـ جهل:علمي علمك يا شابة


إلتفتت إلى الخلف فـ وجدت ذلك "اللطخ" كما لقبته الآن..ينظر لهم بـ نفاذ صبر..لتربت على ظهر وداد قائلة بـ سخرية


-روحي يا شابة لجوزك الناس كلت وشه جوه..دا حتى بقى أد اللقمة..خشي يا ضنايا


كانت وداد تستمع لها فارغة فاها لما تقول تلك المجنونة التي أمامها..لتعود بتول وتُكمل


-خشي يا ست جوزك هيطق..


نظرت وداد إلى زوجها ثم عادت بـ نظرها إلى بتول وتشدقت


-طيب..أنا راح أدخل مع عايد..وأنتم لا تتأخرون..

-طيب يا ماما يلا وإحنا هنحصلك...


دلفت وداد ثم إتجهت بتول بـ نظرها إلى يونس وذاك الشخص الغريب الذي يقف جانبه بالنسبة لها..وعزمت على التوجه إليهم...


-طيب هتعمل إيه يا يونس!

-حك يونس مؤخرة عنقه وقال بـ حيرة:مش عارف..بس حاليًا مش هعرف أجي أشوف أمي..أكيد عز الكلب مراقب الدينا وأكيد مراقبينك وبـ كدا مش هعرف أتحرك وهى معايا..


تحرك عدي بـ نظره إليها لتمتعض ملامحه سريعًا وهتف بـ ضجر


-وليه واخدها معاك!..

-زفر يونس بـ ضيق ثم قال:محتاجها عشان أخرج بره مصر..بس والله إبتلاء

-جاءه صوتها المُمتعض:مين دي اللي إبتلاء يا عنيا!


وضع يونس يده على عيناه ولم يرد..بينما عدي قد إرتسم على ملامحه التعجب و بـ إمتعاض أكبر تشدق


-بقى دي خطيبة وزير!!..

-وجهت نظراتها لذلك الشخص و قالت بـ حدة:ومكنش خطيبة وزير ليه مشبهش ولا مشبهش

-تحدث عدي بـ سخرية: من ناحية كدا فـ أنتي فعلاً متشبهيش 


كادت أن تنفعل أكثر و ترد بـ حدة..إلا أن يونس إلتفت لها على حين غرة وأمسك رسغها قائلاً بـ تحذير


-كلمة تانية يا بتول الكلب..وهدفنك مكانك

-لوت شدقها بـ ضيق ثم قالت بـ صوت خفيض:هو اللي بدأ..وبعدين مين الكائن دا؟

-كز على أسنانه بـ غيظ ثم قال:أخويا...


إرتفع كِلا حاجبيها بـ ذهول..ثم نظرت إلى عدي نظرات ضيقة..عادت بـ نظرها مرة أخرى إلى يونس وأكملت بـ تبرم


-أنا قولت كدا برضو..سبحان الله نفس السماجة

-إنفجر في وجهها قائلاً بـ صوتٍ عال:ياااارب


عادت بـ رأسها إلى الخلف ورفت بـ عينيها خوفًا..تركها يونس وإلتفت إلى عدي هاتفًا بـ جدية


-عدي يلا ندخل عندنا شغل جوه...


أماء بـ رأسه وتوجه خلف يونس الذي رحل..رمقت بتول عدي بـ نظرات ضيقة وهو يمر بـ جانبها..ليضرب عدي كفًا على أخر من تلك المجنونة...


*************************************


جلس عز الدين على مقعد حديدي بـ نفاذ صبر فـ قد تأخر ذلك السيف كثيرًا..نظر إلى ساعته للمرة التي لا يعلم عددها وهو في الإنتظار..وضع يده على رأسه يدلكها من ذاك الصداع الذي داهمه..ليسمع صوت إنفتاح الباب وإنغلاقه بـ هدوء..وبعدها صدح صوت سيف الساخر 


-باشا!..وأنا أقول البار منور ليه!


تلفت حوله ثم قال بـ مرح


-لأ و مفضي المكان..أحسن برضو عشان نبقى براحتنا

-أشار له عز الدين مُتجاهلاً حديثه:تعالى يا سيف نقعد مفيش وقت 

-أوي أوي


قالها سيف وهو يسحب أحد المقاعد ثم جلس عليه أمام عز الدين..ليقول الأول بـ جدية


-سامعك يا باشا


أخرج عز الدين صورة من جيب سترته ثم وضعها أمامه..أخذها سيف وحدق بها ليقول الأول بـ جدية


-يونس

-رفع سيف نظراته المذهولة ثم قال:لسه عايش؟


أماء بـ رأسه بـ بطئ..ليهتف سيف بـ عدم تصديق


-طب إزاي؟

-تجاهل سؤاله وأكمل:تراقبلي أي حاجة تخصه..أخوه..أبوه..أمه..أي حد .وتعرفلي هو فين..يعني من الأخر عاوز رقبته تحت رجلي ويكون فـ نفس الوقت قدام عيني

-وضع سيف الصورة في جيب بنطاله وتشدق بعدما أُزيلت صدمته:يعني من الأخر..تلوي دراعه عشان يرجعلك خطيبتك..عاوز تخنقه

-بالظبط كدا..بحيث يكون مجبر يرجعها من غير أما أظهر فـ الصورة

-حك سيف طرف ذقنه بـ طرف إبهامه وقال:محلولة..بس لازم تديني خيط أبدأ منه..متحطنيش وسط صحرا وتسبني


إعتدل عز الدين في جلسته ثم مط شفتاه بـ جهل قائلاً


-معنديش فكرة..أنتو كنتوا فـ فرقة واحدة  وأكيد عارف خطواته

-إبتسم من جانب فاه وقال:أكيد!!..جايب الثقة دي منين يا باشا؟..يونس محدش يعرف عنه أي حاجة..لا بيقول ولا بيعمل..عامل زي الشبح..يظهر فجأة و يختفي فجأة..

-تنهد عز الدين بـ نفاذ صبر:مليش دعوة..إتصرف


نظر له سيف شزرًا ولم يرد..بينما نهض عز الدين وأغلق زر حلته وتشدق بـ هدوء...


-ممكن تبدأ من فيلتي..من غير أما حد يعرف

-ماشي

-أكد عليه عز الدين قائلاً:الموضوع دا ينتهي بسرعة..ومن غير شوشرة


أشار له سيف بـ يده وكأنه يوافقه على حديثه..بينما رحل عز الدين....


*************************************


كانت بتول تُشاهد ما يحدث في الداخل فارغة الفاه..لا تُصدق أن تلك الأماكن المشبوهه والبدائية لا تزال موجودة..نظرت إلى تلك الراقصات والفتيات التي يتدللن على الرجال من أجل المال أو الرغبة..والرجال تسيل لُعابها بـ طريقة تقشعر لها الأبدان..كان يجلس بـ جانبها عدي يُراقب دهشتها..مال على أُذنها وهمس بـ سخرية


-هو البيه المحروس مدخلكيش أماكن زي دي ولا إيه!!

-إلتفتت إليه فجأه وتشدقت بـ عدم فهم:قصدك إيه!

-رد عليها بلا مُبالاه:ولا حاجة


إلا أنها لم تتحمل ذلك الحديث الغامض والذي يتلوى بـ معانٍ جعلت عروقها تنفر..فـ هتفت بـ عصبية


-هو إيه الشغل دا!!..أنت وأخوك عمالين تتهموا عز الدين بـ حاجات غريبة بدون وجه حق..ولا حتى عندكوا دليل..عز الدين أشرف راجل عرفته ولا هتتهز ثقتي فيه بـ اللي بتقولوه


أمسكها من رسغها وأجلسها عنوة وهتف من بين أسنانه


-صوتك والناس

-أشاحت بـ يدها في وجهه وقالت:أنا مالي ومال الناس..أنا مش عارفة أنتو ليه كارهين عز الدين!..واحد مفيش زيه وبني أدم محترم..

-تلوى شدقه بـ تهكم ثم قال:محترم؟..لأ وسعت منك دي..


وقبل ان ترد أكمل عدي حديثه بـ حدة


-بصي أنا مش هقولك هو عمل إيه..عشان مخك الصغير دا مش هيستوعبه..


قال العبارة الأخيرة وهو يُشير إلى رأسها ثم هتف مرة أخرى


-ثم أنك هترجعي لحبيب القلب بعد أما يونس يقدر يسافر برة مصر وخلاص فُضت الحكاية..بس أنا هكون أكتر من مبسوط وأنا بشوف رد فعلك وهو بيتقبض عليه..وساعتها هتعرفي هو محترم أد إيه


وأشاح وجهه عنها..وهى نظرت أمامها دون رد..تركته وتحركت من جانبه إلى أحد الزوايا علها تُصفي ذهنها...


ومن بعيد كان أحد الرجال الثملين يُراقب تلك المشاحنة بين رجلاً ما وفتاه جميلة..صور له عقله أنه يُريد تلك الفتاه ولكن بـ سعرٍ بخس وهى تُريد أكثر..إلتوى فمه بـ شهوة وهو يتأمل جسدها بـ رغبة فتاكة..ترك الكأس من يده وتوجه إليها بـ خطوات مُترنحة...


كانت تضع كِلتا يديها على وجهها وتبكي بـ صمت..ذاك الشخصان يضربان خطيبها في سمعته ونزاهته..وقلبها لا يُصدق ويُعميها عن حقائق جمة..وفي خضم أفكارها وحزنها..شعرت بـ يده تسير على طول ظهرها..لتنتفض بـ فزع وهى تلتفت إلى ذلك الثمل الذي ينظر لها نظرات دبت الرعب في أنحاء جسدها..هتفت بـ حدة مهزوزة


-عاوز إيه يا راجل أنت!!

-إبتسم بـ خبث ثم قال بـ ثمالة:عاوز اللي هو كان عاوزه

-نظرت له بـ عدم فهم وقالت بـ  توتر:مش..مش..فـ..فاهمة

-إتسعت إبتسامه لتظهر أسنانه الصفراء وهو يقول:وماله..نفهمك...


من هيأته يبدو أنه ليس من البدو..وهذا ما جعلها تتشنج خوفًا أكثر..ضمت يديها إلى صدرها بـ رعب وعيناها تتحرك هنا وهناك علها تجد من ينقذها من براثن ذلك القذر..ولكن لم تجد..سلطت نظراتها عليه لتجد يده تمتد إليها أغلقت عيناها بـ..هلع وهى تدعو الله أن ينجدها أحد..


إمتدت يده إليها وعلى وجهه إبتسامة خبيثة..وكاد أن يتلمس وجنتها إلا أن يد صلبة كـ الحديد أعاقت وصوله إليها..ومن ثم باغته بـ لكمة أطاحت بـ الرجل أرضًا مُتأوهًا من شدة اللكمة..فتحت عيناها على صوت تأوه ذاك الرجل و صوته الغاضب يسبه بـ أقذع الشتائم


-متفكرش للحظة يا *** إنك تمد إيدك النجسة دي عليها...


رفعت نظراتها لتجده يقف أمامها كـ السد المنيع بـ جسده العريض..إختبأت خلفه بـ خوف..بينما أكمل يونس وهو يضرب الرجل في معدته بـ قدمه


-لو شفت خلقة أمك دي بتتعرضلها تاني ****...


إرتعب الرجل من نظرات يونس القاتمة وحروفه التي تخرج من جوفه تقتله وتبث فيه الرعب..لينهض سريعًا راكضًا من أمامه..إلتفت يونس إليها ليجدها تنكمش على نفسها بـ خوف..ليضع يده على منكبيها..فـ إنتفضت فزعة..ليقول بـ حنو مهدئًا إياها


-هششش متخافيش محدش هيقرب منك

-رفعت أنظارها لعيناه وهى تتنفس بسرعة ثم قالت بـ خوف:هو..هو مشي؟

-تنفس بـ عمق وقال بـهدوء:مشي..وبعدين فين عدي سبتيه ليه!


لم ترد عليه ولكن إكتفت بـ تنكيس رأسها إلى أسفل..أبعد يده عن منكبيها وقال بـ هدوء ظاهري


-يلا نخرج من المكان دا


أماءت بـ رأسها وإتجها إلى الخارج..ليجدا عدي يتحدث في هاتفه..


أغلق عدي هاتفه ما أن لاحظ دلوفهما إلى الخارج..سلط أنظاره على بتول لينعقد ما بين حاجبيه وهو يقول


-مالها يا يونس..وشها أصفر ليه!

-مسح يونس على وجهه وقال مُعنفًا إياه:أنت إزاي تسيبها فـ مكان زي دا وتخرج!..إفرض كان جرالها حاجة وأنا ملحقتهاش؟

-تشدق عدي بـ برود:وأديها صاخ سليم ولا حصلها حاجة


كاد يونس أن يتحدث ولكن بتول منعته بـ قولها المرهق


-عاوزة أروح

-إلتفت لها يونس وقال:حاضر هروحك أهو..


إلتفت إلى أخيه الذي ينظر لهما بـ ضجر وقال بـ صرامة


-هروح أوصلها وأجيلك هنا..متتحركش

-طيب


أمسك يدها الباردة وقال بـ إبتسامة و هدوء لأول مرة يُخاطبها به


-يلا

-وجفْ (وقف) يا صجر


إلتفت يونس على صوت عواد..ليتساءل يونس


-في حاجة يا عواد؟

-إبتسم وهو يقول:لاه..روح أنت ويا خوك (أخوك)..وأنا باخذها معي

-نظر لها وتساءل:إيه رأيك!


نظرت إلى عواد ثم إلى يونس وقالت بـ خفوت


-طيب

-هز رأسه ثم قال:معلش يا عواد

-عيب تجول هيك يا صجر..والله بزعل يابن العم


إبتسم يونس بـ إمتنان..تحركت بتول بـ صمت غير مُعتادة عليه..وخلفها عواد..وما أن مر بجانب يونس سأله الأخير بـ صوت خفيض


-الحاجة وديتها!

-أماء عواد بـ رأسه وقال:أيوة يا صجر..لا تقلق

-مش قلقان..ويلا روحوا..


وتحرك كِلاهما بـ صمت...


*************************************


-يا حبيبتي يا بنتي رحتي فين يا ضنايا! 


هتفت بها بدرية وهى تنتحب على إبنتها الضائعة..في نفس الوقت دلف إبنها و زوجها لتهرع إليهم تسألهم في تلهف


-وصلتوا لحاجة!


نكسا رأسهما ولم يجب أحدهم..لتعود وصلة النواح من جديد..ليحاوط إسلام والدته هاتفًا بـ ترجي


-أبوس أيدك يا ماما خلاص متعمليش كدا..لازم تبقي قوية عشان نقدر نواصل


ثم سحبها معه ليجلسوا جميعًا على الأريكة في الصالة..جلس إسماعيل بجانب زوجته التي سألته بـ توجس باكي


-طب عملتوا إيه فـ القسم!

-تنهد إسماعيل  وهو يقول بـ إنهاك:تابعنا مع كذا ظابط..وكلهم بيدورا عليها

-ردت عليه بـ نشيج:طب وبعدين؟..بنتي هتفضل تحت رحمة قاتل؟

-تأفف إسماعيل وهو ينهرها:يا ستي صلي ع النبي وإدعيلها ربنا يسترها معاها

-وهو أنا مبدعليهاش..أنا والله ليل نهار بدعي ربنا يرجعهالي بـ السلامة

-يارب..


صمت الجميع ليقول إسلام بعدها


-طب متكلم حد من معارفك يا بابا؟

-عملت وكلهم نفس المجهود ومحدش قصر..


نهض إسلام بـ عصبية وتشدق


-كله من تحت راسه

-نهره والده:إسلاااام!!..ملوش لزوم الكلام دا

-هز رأسه بـ نفي وقال:لأ..لو جرالها حاجة مش هرحمه

-صرخت بدرية بـ قوة..وهتفت بـ غضب:فال الله ولا فالك..أختك هترجع صاخ سليم إن شاء الله..

-ليردد بـ قوة:إن شاء الله..بس لما ترجع هنفسخ الخطوبة دي ومش هترجعله..ودا أخر ما عندي...


ثم تركهم في حالة ذهول ورحل...


**************************************


-خلاص يا عدي..حاول تتصرفلي كمان يومين فـ حاجة تودينا السويد

-وإشمعنا السويد!

-رد عليه يونس بـ جدية:الظابط اللي هنديله المعلومات هناك..وهنتصرف هناك ع أنه مشتري..يعني أنا ببيع البلد عشان مستكشفش

-أكمل عدي حديثه وهو يحك طرف ذقنه:وبكدا هتعرفوا باقي الجواسيس اللي جوه مصر وباقي الدول العربية!

-أماء يونس بـ رأسه وقال:أيوة..عشان كدا لازم نتحرك بسرعة وهدوء عشان أي غلطة هتودينا السودان


ضحك عدي ونهض ثم قال وهو ينظر في ساعته


-حيث كدا أنا لازم أرجع وأكلم العقيد سعد يظبط الأمور فـ الدِرا..

-ربت على كتفه وقال:طب كويس..روح وخلي بالك من نفسك


إحضتنه عدي ثم إبتعد عنه وقال بـ جدية


-متقلقش ع أخوك..خلي بالك أنت من نفسك وحرص من البت دي

-ربت مجددًا على كتفه ثم قال:متقلقش أنت..خلي بالك من أمك وأبوك..وفرح قلبها وقولها إبنك عايش وهيرجعلك..


إبتسم عدي ثم رحل..إنتظره يونس حتى رحيله وأكمل هو طريقه إلى منزل أبو عواد...


وعلى الجانب الأخر كانت بتول تنظر إلى تلك الأشياء الموضوعة الخاصة بـ يونس والتي جلبها عواد ونسى نقلها إلى غُرفته قبل دلوف بتول..كان فضولها يدفعها إلى معرفة ذلك الغموض الذي يُحيط به..نهضت وقالت بـ عزيمة


-أنا لازم أفهم كل حاجة مش هقعد زي الأطرش فـ الزفة


توجهت إلى تلك الحقيبة وتلك القلادة التي يحتفظ بها كـ عيناه..أخذت تتلاعب بها لتنفتح من بين يديها وتظهر على هيئة 


-فلاشة؟


هتفت بها بـ تعجب وهى تُحدق بها..ثم توجهت إلى الحقيبة وفتحتها لتجد صندوق مُغلق..بحثت عن مفتاحه ولكنها لم تجده..تأفف بـ ضيق ولكنها أيضًا لم تتوقف..أخرجت ذلك الحاسوب المحمول..وقررت أن تعرف ما تحتويه هذه الـ "فلاشة"


جلست على الأرضة وفتحت الحاسوب ومن ثم أوصلتها به..كانت تُعطي ظهرها إلى الباب..وبدأت في تشغيل ما تحتويه من مشاهد..جعلتها تتصلب في جلستها وكأنها على وشك فُقدان روحها...


في تلك الأثناء صعد يونس بـ هدوء فـ كان الجميع نيام..فتح باب غُرفته بـ بطئ وهدوء ظنًا منه أنها نائمة..ولكنه ما أن فتح الباب وجدها جالسة ولكنه لاحظ تصلب جسدها وتشنجه..إقترب منها فـ وجدها تحمل الحاسوب وتُشاهد تلك المقاطع..هتف بـ جزع


-بتووول


ثم هرع إليها يضع يده على عيناها ليمنعها من مُشاهدة المزيد..شعر بـ برودة جسدها وإرتجافته..أزاح الحاسوب أرضًا ثم أوقفها وأدارها إليه..ليجد وجهها قد شحب كـ شحوب الموتى وعيناها مُثبتتان على الفراغ..هتف بـ اسمها بـ توجس


-بتول!!

-رفعت أنظارها الضائعة إليه وهى تقول بـ شرود:هو اللي شوفته دا حقيقة!!


ولم تنتظر جوابه إذ سقطت بين يديه فاقدة الوعي مُعلنة إستسلامها لتلك الهوة العميقة حالكة الظلام....



تعليقات

التنقل السريع